الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321
والرزق في حياتهم وإذا حرمواْ ذالك فقد حرمواْ خيراً كثيراً.
أيها المسلمون عباد الله " سمى الله المطر مباركاً *﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً مُّبَٰرَكًا ﴾*
إذا نزلت الأمطار وجد الناس البركة في المال ووجد الناس البركة في الأولاد ووجد الناس البركة في المواشي والأرزاق، إذا حل الخير هذا حلت البركة للناس.
معاشر المسلمين " إن من أسباب إحلال هذه النعمة إنها التوبة إلى الله قال بعض العلماء وهو الحسن رحمه الله ما نزلت مصيبة إلا بذنب وما رفعت إلا بتوبة فإذا أراد الناس إحلال الخيرات وزيادة النعم وإحلال الفضل من الله فليحرصواْ على التوبة إلى الله عز وجل فكم من قاطع صلاة لا يزال في تركه للصلاة، وكم من عاق لأبيه وأمه لا يزال على العقوق، وكم من رجل على سماع الأغاني بلا خوف ولا وجل ولا إنابة *﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ﴾*
هذا من اتخاذ آيات الله هزواً ومن الإشترى بما لم يأذن به الإسلام ولم تقرر قواعده الشريعة
الإسلامية فإذا أردنا البركة في المال وصلاح الحال وتغير أحوال العباد إلى أحسن حال فلنحرص على التوبة الصادقة فيما بيننا وبين الله.
ألآ وإن من أسباب إحلال الخيرات ونزول النعم وذهاب النقم الاستغفار إنه الإستغفار معاشر المسلمين " والدليل على ذالك *﴿ فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُوا۟ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا ﴾ ﴿ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴾﴿ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَٰرًا ﴾*
يا أيها المهوم إستغفر ربك يذهب الله همك وغمك، يا صاحب المشاكل إستغفر ربك يذهب الله ما حل بك، يا أيها المديون *﴿ فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُوا۟ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا ﴾* يا من لديه العقم في الذرية ولم يرزق الذرية *﴿ فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُوا۟ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا ﴾﴿ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴾﴿ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَٰلٍ وَبَنِينَ ﴾*
جاء رجل إلى بعض العلماء وقال له أشكواْ إليك قلة الولد أي ما رزقت الأولاد فقال عليك بالإستغفار فقال له أقول ما عندي أولاد وأنت توجه إلى الاستغفار قال آما قال الله *﴿ فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُوا۟ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا ﴾﴿ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴾﴿ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَٰلٍ وَبَنِينَ ﴾*
فقد وعد الله والله لا يخلف وعده الاستغفار أيها الناس كم زال الله بفضله ثم بالاستغفار من هم، وكم من مسحور عوفي، وكم من مغموم رفع غمه، وكم مهموم أزال الله همه، وكم مصيبة رفعت وكم من محنة ذهبت وكم من أمر عظيم حل ثم رفعه الله بفضله ثم بسبب حرص العبد
على الاستغفار، إستغفرواْ الله كثيراً وتوبواْ إلى الله في كل وقت تحصلون خيراً عظيماً كبيراً.
وإن من الأسباب لإحلال الخير ولإحلال الأمطار في أوساط المسلمين ولإحلال البركات في الذرية والبركة في الأولاد والبركة في الأرزاق والبركة في الحياة الاستقامة، إنها الاستقامة على دين الله والدليل على ذالك قول الله عز وجل *﴿ وَأَلَّوِ ٱسْتَقَٰمُوا۟ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَٰهُم مَّآءً غَدَقًا ﴾*
استقم على دين الله، قالالحافظ ابن رجب رحمه الله الاستقامة على قسمين استقامة الظاهر واستقامة الباطن أتدرون ما معنى استقامة الباطن، معاشر المسلمين " إنها استقامة القلب عن الحسد وعن الكبر وعن الغرور وهذه أمراض كثيرة فكم تجد التحاسد بين التاجر مع التاجر، والتحاسد من الجار مع الجار، والتحاسد من الموظف مع الموظف، والتحاسد بين الأصحاب والأصدقاء والأقران مرض فتاك عضال أوصل الحال ببعض الناس أن يتعامل بالسحر حسداً لفلان وتعد على فلان، فلان أعطاه الله المال، وفلان أعطاه الله كذا وأصيب القلب بالحسد وربما اتجه إلى السحرة والمشعوذين حسداً لفلان وظلماً على فلان إنها ذنوب تزيل النعم، إنها ذنوب تزيل الخير، إنها ذنوب تغير الأحوال، إنها ذنوب تسير العبد إلى غير المسار القويم وإلى غير الطريق المستقيم إن استقامة الباطن تعني استقامة القلب من الكبريا، يا صاحب المال، يا صاحب الجاه يا صاحب الوظيفة، يا أيها الرجل اتق الله ولا تتكبر على خلق الله فإن كنت صاحب مال المال مال الله
فلا تتكبر على عباد الله وإن كنت صاحب جاه فالعطاء عطاء الله فلا تتكبر على عباد الله وإن كنت تنتمي إلى فلان أو فلان فالله أقوى وأجل فلا تظلم أحداً ولا تتكبر على أحد ولا تبغي على أحد اتق الله وتواضع لخلق الله ستخرج من الدنيا بالقطعة البيضاء ستخرج من الدنيا بالكفن الأبيض لا مال ولا ولد ولا أصحاب ولا أصدقاء ولا جاه ستخرج من الدنيا وستوضع على الجنائز وستغسل وتكفن وستوضع في حفرة مظلمة موحشة فراشها التراب وسقفها الأحجار ويولي عنك الأصحاب والأصدقاء *﴿ ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍۭ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ).
فَإِذَا كَانَتْ شِدَّةُ الْحَرِّ فِي الصَّيْفِ تُشْعِلُ الْغَابَاتِ، وَتُلْجِئُ النَّاسَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ فِرَارًا مِنَ الْحَرِّ، وَيَخْرُجُونَ بِسَبَبِهَا مِنَ الْبِلَادِ الْحَارَّةِ إِلَى الْبَارِدَةِ، وَحَرُّ الدُّنْيَا مَا هُوَ إِلَّا نَفَسٌ وَاحِدٌ مِنْ أَنْفَاسِ جَهَنَّمَ، وَالنَّفَسُ هُوَ الْهَوَاءُ الْقَلِيلُ يَخْرُجُ مِنَ الشَّيْءِ، فَكَيْفَ إِذًا بِنَارِ جَهَنَّمَ؟ وَكَيْفَ بِحَرِّهَا؟ وَكَيْفَ بِحَمِيمِهَا؟ وَكَيْفَ بِيَحْمُومِهَا؟ وَكَيْفَ بِآنِهَا؟ وَكَيْفَ بِشَوْبِهَا؟ وَكَيْفَ بِهَا كُلِّهَا وَمَا فِيهَا مِنْ أَنْوَاعِ النَّكَالِ وَالْعَذَابِ؟ نَعُوذُ بِاللَّهِ -تَعَالَى- مِنْهَا.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَخْبَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، وَهُوَ غَلَيَانُهَا وَشِدَّةُ حَرِّهَا وَلَهَبُهَا وَانْتِشَارُهَا؛ لِيَتَذَكَّرَ الْمُؤْمِنُ بِحَرِّ الدُّنْيَا نَارَ جَهَنَّمَ؛ فَيُبَاعِدَ عَنْ أَسْبَابِ دُخُولِهَا، وَيُبَادِرَ إِلَى أَسْبَابِ النَّجَاةِ مِنْهَا، فَمَنْ لَهُ قُدْرَةٌ عَلَى تَحَمُّلِهَا؟!
وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ نَارَ الدُّنْيَا لَيْسَتْ إِلَّا جُزْءًا يَسِيرًا بِالنِّسْبَةِ لِنَارِ جَهَنَّمَ، أَعَاذَنَا اللَّهُ -تَعَالَى- مِنْهَا وَوَالِدِينَا وَالْمُسْلِمِينَ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، قَالَ: فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ)، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: "أَنَّهُ لَوْ جُمِعَ كُلُّ مَا فِي الْوُجُودِ مِنَ النَّارِ الَّتِي يُوقِدُهَا بَنُو آدَمَ لَكَانَتْ جُزْءًا مِنْ أَجْزَاءِ جَهَنَّمَ الْمَذْكُورَةِ".
وَفِي شِدَّةِ الصَّيْفِ تَعْتَزُّ الْمَنَاطِقُ الْمُرْتَفِعَةُ عَنْ سَطْحِ الْبَحْرِ حَيْثُ الْبُرُودَةُ وَالْأَمْطَارُ وَنَسَائِمُ الْهَوَاءِ الْبَارِدِ، وَتُهْجَرُ الْبُلْدَانُ الْمُنْخَفِضَةُ لِشِدَّةِ الْحَرَارَةِ فِيهَا، وَفِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إِخْبَارٌ عَنْ جَهَنَّمَ، وَأَنَّهَا مَعَ سُفُولِهَا عَمِيقَةٌ جِدًّا، لَا يَخْطُرُ بِبَالِ أَحَدٍ مَدَى عُمْقِهَا وَضِيقِهَا؛ (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ)[الْمُطَفِّفِينَ:7]، وَسِجِّينٌ هُوَ الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ السُّفُولِ وَالضِّيقِ، وَقَالَ تَعَالَى: (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ)[التِّينِ:5].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ سَمِعَ وَجْبَةً فَقَالَ: تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَهُوَ يَهْوِي فِي النَّارِ، الْآنَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا"، وَفِي رِوَايَةٍ: "هَذَا وَقَعَ فِي أَسْفَلِهَا، فَسَمِعْتُمْ وَجْبَتَهَا"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ). وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ، وَأَشَارَ إِلَى مِثْلِ جُمْجُمَةٍ، أُرْسِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَهِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ، لَبَلَغَتِ الْأَرْضَ قَبْلَ اللَّيْلِ، وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَةِ، لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا، اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ أَصْلَهَا أَوْ قَعْرَهَا"(رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ).
(رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)[الْفُرْقَانِ:65-66].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
-------------------------------------------------
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى
والصناعات إلى غير ذالك.
فالله هو الرزاق كلٌ سيأخذ رزقه، الله يربي العباد كيف شاء فيعطي ويمنع ويخفض ويرفع ويقرب ويباعد فله الأمر كله سبحانه وتعالى وإن شاء الله في الخطبة القادمة نذكر لكم أسباب حصول الأرزاق الأسباب التى دعاء الله إلى إستخدامها وإلى القيام بها من أجل الحصول على الأرزاق.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا ديناً إلا قضيته ولا عدواً إلا قصمته.
اللهم عليك بأعداء الإسلام.
اللهم عليك بأعداء الإسلام.
اللهم عليك بأعداء الإسلام.
اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لاترده عن القوم المجرمين.
اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لاترده عن القوم المجرمين.
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
ثم جعل للأرزاق خزائن، جعل الله للأرزاق للخلق والعباد خزائن قال في كتابه الكريم مخبراً عن المنافقين أنهم قالواْ *﴿ لَا تُنفِقُوا۟ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا۟ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ ﴾* فأخبر الله عن جهل المنافقين بمعرفته سبحانه وتعالى ومعرفة أرزاقه العباد وكيف هيأ لهم الأرزاق وأوجدها لهم وأنه لا يستطاع أن يحال بين أحد ورزقه فالأمر إليه سبحانه فجعل الله السماوات والأرض خزائن لأرزاق الخلق والعباد.
ولهذا قال سبحانه *﴿ وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَآئِنُهُۥ وَمَا نُنَزِّلُهُۥٓ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ﴾* فهذا أيضاً مما فعله الله الذي اسمه الرزاق سبحانه وتعالى.
كذالك لما أوجد الله السماوات والأرض أوجد الأرزاق على حسب ما اقتضت حكمته سبحانه وتعالى وما قضاه وقدره قال الله في شأن الأرض *﴿ وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَٰتَها ﴾* وقال *﴿ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَٰيِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُۥ بِرَٰزِقِينَ ﴾* فأخبر الله أنه قد جعل الأرض خزائن لأرزاق العباد سبحانه وتعالى فالناس تأتيهم أرزاقهم بقضائه وقدره على حسب ما جعله في خزائنه سبحانه وتعالى ولهذا قال *﴿ وَفِى ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾* فجعل الرزق يأتي من السماء كما أنه يأتي من الأرض.
كذالك أيضاً ربنا جل شأنه قسم الأرزاق بين العباد قسمها سبحانه كما أراد وكما اقتضت حكمته قسمها هو سبحانه وتعالى ليس له شريك في ذالك وليس لأحد قدره على أن يزيد في رزق أحد ولا على أن ينقص من رزق أحد قال الله في كتابه الكريم *﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَٰتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾* وإذا علمنا أن الأرزاق قد قسمها الله فليس للعبد إلا ما قد قسمه الله له من الرزق فإذا أراد الزيادة في رزقه لا يستطيع ولا يستطيع أهل السماوات والأرض عن أن يزيدوه شيء في رزقه ينبغي أن يكون هذا من العقائد المسلمة ومن الأمور الكبرى في المعتقدات أن يعتقد كل مكلف أن الله قد قسم الأرزاق بين العباد وجعلها على حسب ما اقتضت حكمته فمنهم من أعطاه كثيراً، ومنهم من أعطاه قليلاً، ومنهم من قدر عليه رزق الحلال ومنهم من قدر عليه رزق الحرام لحكم منه سبحانه وتعالى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الرزق إسم يتغذى به الإنسان في الدنيا والآخرة.
الأرزاق هي الأقوات وهي الأغذية التي يتغذى بها الخلق والعباد جعلها سبحانه هكذا مسيرة ومهيأه وكثيرة ولله الحمد والمنة.
كذالك أيضاً اقتضت حكمة الله وقضى الله قضاءً مبرماً أنه لن يموت عبد حتى يستكمل رزقه قال: ﴿ ولن تموت نفس حتى تستكمل أجلها ورزقها ﴾ فكما أن النفس لا تموت إلا بالأجل الذي قضاه الله لا تتقدم على ذالك ولا تتأخر عن ذالك، فكذالك الأرزاق ما قضاه الله من الرزق للعبد سيناله حيث ما كان وسيصل إليه حيث ما كان وكيف شاء الله وبأي طريق قضى الله أن يصل إليه الرزق هنا يدعونا إلى أننا نزداد صلة بربنا وتعظيماً لله واستسلاماً له في أمر الأرزاق وأنه الرزاق لا شريك له في ذالك.
كذالك أيضاً جعل الله الأرزاق للخلق والعباد متتابعة ومتلاحقة شيئاً فشيئاً حتى على حسب حاجة الخلق والعباد فلا هي في مرة واحدة وتنقطع عنهم ولا هي منقطعة عنهم إنقطاعاً يتضررون بل جعلها واصلة إليهم على حسب ما تتحقق به مصالح العباد ومنافعهم في دينهم ودنياهم وهذا من حسن تدبيره سبحانه وتعالى.
كذالك أيضاً جعل الله الأرزاق متجددة لا تنفد ولا تقل ولا تنتهي ولا تتغير ولا تتبدل فالأمر إليه سبحانه.
روى الإمام البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ﴿ يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذو خلق السماوات والأرض لم يغض ما في يمينه ﴾ أي لم ينقص ولم تنقص الأرزاق التي جعلها للعباد وهي دارة عليهم في الليل وفي النهار ولكنها باقية.
وروى الإمام مسلم من حديث أبي ذر أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ﴿ قال الله يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم قامواْ في صعيد واحد وسألوني فأعطيت كل واحد مسألته لم ينقص ذالك مما في يدي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في البحر ﴾. والمخيط هي الإبرة يعني إذا أدخلت الإبرة في البحر ماذا تأثر على ماء البحر لا يقع إلا إصابتها بلببل فكما أنها لا تأثر على كثرة ماء البحر فكذالك إعطاه الأرزاق لا يعني أنها تنفد من يده ولا يعني أنها تنتهي من خزائنه، فخزائنه ملأى عليك أن تكون على هذه المعرفة فرزقك موجود على حسب ما قضاء الله وقدر.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
يحيق المكر السئ الا بأهله) فاطر.
2- ما رواه النسائي وابن ماجة أن عامر بن ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة، فما لبث أن لبط به فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: أدرك سهلا صريعا فقال: من تتهمون؟ قالوا عامر بن ربيعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة) ثم دعا بماء فأمر عامرا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخله إزاره وأمره أن يصب عليه وفي لفظ يكفأ الإناء من خلفه.
3- كان هناك رجل وكان له جار لديه مالا كثيرا فحسده على ما وهبه الله من ذل
ك المال، ففكر كيف يزول هذا المال؟؟ فذهب إلى رجل حاسد صاحب عين فطلب منه رؤية مال جاره ليتسبب في زواله، فقال له انظر إلى مال جاري هذا يملاْ هذه الأودية، ولحسن الحظ كان بصره ضعيف، فقال الرجل العائن لذلك الرجل أولك من قوة النظر ما ترى به هذه الأنعام في هذه الأودية؟؟ فأصيب بالعمى.
قيل: (لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله)
العنصر السادس: علاج الحسد:- ذكر الإمام ابن ابن القيم - رحمه الله تعالى في علاج الحسد أمور منها:
1- التعوذ بالله من شره، والتحصن به واللجوء إليه:- ولمَّا كان الحسد سلوكًا، له آثارُه الضارَّة على المؤمن، فقد أمَرَ الحقُّ عبادَه أن يعوذوا به من شرِّ هذه الآفة القاتلة؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 1 - 5].
2- تقوى الله تعالى، وحفظه عند أمره ونهيه فمن أتقى الله تعالى تولَّى الله عز وجل حفظه، ولم يكِلْه إلى غيره.
3- الصبر على عدوه، وألا يقاتله ولا يشكوه، ولا يحدّث نفسه بأذاه أصلًا فما نُصِرَ على حاسده وعدُوِّه بمثل الصبر عليه قال الشاعر:
اصبر على حسد الحسود
فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها
إن لم تجد ما تأكله
4- التوكل على الله:- فمن توكل على الله فهو حسبُه، والتوكُّل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يُطيق من أذى الخلق وظلمهم وعُدوانهم.
والرضا بقضاء الله وقدره خيره وشره وحلوه ومُرّه، على النفس أو على غيرها.
قال الله تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن11].
وهو من أقوى الأسباب في ذلك، فإن الله تعالى حسبُهُ، أي كافيه، ومن كان الله عز وجل كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوّه.
5- فراغُ القلب من الاشتغال به والفكر فيه، وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له. فلا يلتفت إليه، ولا يخافه، ولا يملأُ قلبهُ بالفكر فيه. وهذا من أنفع الأدوية، وأقوى الأسباب المعينة على اندفاع شره.
6- تجريد التوبة إلى الله تعالى من الذنوب التي سَلَّطَتْ عليه أعداءه.فإن الله تعالى يقول: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [الشوري: 30].
7- الصدقة والإحسانُ ما أمكنه، فإن لذلك تأثيرًا عجيبـًا في دفع البلاء، ودفع العين، وشر الحاسد، ولو لم يكن في هذا إلا بتجارب الأمم قديمـًا وحديثـًا لكُفي به.
فما حَرَسَ العبدُ نعمة الله عليه بمثل شُكرها، ولا عرَّضها للزَّوال بمثل العمل فيها بمعاصي الله تعالى، وهو كُفرانُ النعمة، وهو بابٌ إلى كفران المُنْعِمِ.
8- وهو من أصعب الأسباب على النفس، وأشقها عليها، ولا يُوفَّق له إلا من عظُم حظُّهُ من الله تعالى، وهو إطفاءُ نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه، فكلما ازداد أذى وشرًا وبغيـًا وحسدًا ازددْت إليه إحسانـًا، وله نصيحة، وعليه شفقةً.
يقول الله تعالى ﴿ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ﴾ [فصلت34 - 36].
9- وهو الجامع لذلك كله، وعليه مدارُ هذه الأسباب، وهو تجريدُ التوحيد، والتَّرَحُّلُ بالفكر في الأسباب إلى المسبب العزيز الحكيم، والعلمُ بأن هذه الآلات بمنزلة حركات الرياح، وهي بيد مُحركها، وفاطرها وبارئها، ولا تضرُّ ولا تنفعُ إلا بإذنه، فهو الذي يُحسنُ عبدُهُ بها، وهو الذي يصرفها عنه وحدهُ لا أحد سواه، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ ﴾ [يونس 107]. انتهي كلام ابن القيم.
لقد صار أبو جهلٍ مدرسةً في الكفر؛ بسبَبِ هذه الآفةِ القاتلة، الحسدِ، وَعَلَمًا عليها.
4- السخط على قضاء الله تعالى، فيحسد الآخرين على ما منحهم الله تعالى إياه، وإن كانت نعم الله عنده أكثر، ومِنَحه عليه أظهر.
5- خبث النفس وبخلها وهذا يحب الإدبار لغيره ويبخل بنعمة الله على عباده،
فإذا وُصف له حسن حال عبد من عباد الله شق ذلك عليه، وإذا وصف له أمرسوء وتنغيص عيش الناس فرح بذلك والعياذ بالله.
قال بعض العلماء: البخيل من يبخل بمال نفسه والشحيح الذي يبخل بمال غيره. سبحان الله كأنهم يأخذون ذلك من ملكه وخزائنه.
العنصر الرابع: أضرارالحسد علي الفرد والمجتمع:-
أضرار تعود على الحاسد:-
الحاسد قد يشعر وقد لا يشعر أنه أول المتضررين بلفح نار حسده، فالحسد نار متأججة تحرق أول ما تحرق مذكيها ومشعلها. وقد قالوا: لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله.
وقال معاوية رضي الله عنه: "ليس من خصال الشر أعدل من الحسد، يقتل الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود".
فيصل الى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل الى المحسود شئ:-
أولها: غم لا ينقطع.
ثانيها: مصيبة لا يؤجر عليه.
ثالثها: مذمـة لايحمد بها.
رابعها: سخط الرب
خامسها: عدم التوفيق يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
والحاسد عدو نعمة الله، قال بعض الحكماء: بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه:
أولا: أنه ابغض كل نعمة ظهرت على غيره
ثانيا: أنه ساخط لقسمة ربه، كأنه يقول ربي لما قسمت هذه القسمة.
ثالثا: أنه ضَادَّ الله بفعله أي أن فضل الله يؤتيه من يشاء وهو يبخل بفضل الله تبارك وتعالى
رابعا: أنه خذل أولياء الله أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم وهذا من الخذلان.
خامسا: أنه أعان عدوه إبليس.
وقيل: الحاسد لا ينال في المجالس إلا ندامةً ولا ينال عند الملائكة إلا لعنة وبغضاءً ولا ينال في الخلوة إلا جزعاً وغما ولا ينال في الاخرة إلا حزنا واحتراقاً ولا ينال من الله إلا بعدا ومقتًا،، روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ثلاثة لا يستجيب الله دعائهم، آكل الحرام، ومخبر الغيبة ومن كان في قلبه غلٌ أو حسدٌ للمسلمين).
والحسد ينافي الإيمان:- لأن الإيمان يأمر صاحبه بالتسليم لأفعال الله. فلو حسد العالم أو العابد أو الصالح فإن ذلك يدل على ضعف إيمانه؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لا يجتمع في جوف عبد مؤمن غبار في سبيل الله وفيح جهنم ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد).
و يقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم (الحسدُ يأكلُ الحسناتِ، كما تأكل النَّارُ الحطب)[رواه البخاري].
وقال عبدالله ابن مسعود: (لا تعادوا نعم الله. قيل له ومن يعادي نعم الله، قال: الذين يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله يقول الله تعالى في بعض الكتب: (الحسود عدو نعمتي متسخط لقضائي غير راضٍ بقسمتي.....).
وهذا النوع من الحسد أعمها وأخبثها؛ إذ ليس لصاحبه راحة، ولا لرضاه غاية.
كما أن الحاسد لا ينقطع همه.
قال بعض الأدباء: " ما رأيت ظالمـًا أشبه بمظلوم من الحسود، نَفَسٌ دائم، وهَمٌّ لازم، وقلبٌ هائم ". والحاسد مسيء للأدب مع الله سبحانه وتعالى.
قال الشاعر:
أيا حاسدًا لي على نعمتي
أتدري على مَنْ أسأت الأدبْ؟
أسأت على الله في حُكمه
لأنك لم ترضَ لي ما وهبْ
فأخزاك ربي بأن زادني
وسَدَّ عليك وجوه الطلب
أضراره علي المحسود:-
الأذي والتعدي على المسلم، ولقد نهى الله ورسوله عنه قال تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ماإكتسبوا فقد إحتملوا بهتانا وإثما مبينا) الأحزاب.
وقال تعالى في ذم الحاسدين وإستنكار لفعلهم (أم يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما).
أضراره علي المجتمع:-
1- الحسد يمزق المجتمع ويفرقه، ويزرع فيه الشحناء والضغينة، قال النبي صلى الله عليه و سلم قال: (دب إليكم داء الأمم: الحسد والبغضاء هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم؟ أفشوا السلام بينكم).
وانظر إلي ما فعله إخوة يوسف بيوسف، حين أظهروا ما في قلوبهم من الحقد والحسد، قال تعالى مخبرا عنهم: (ليوسف وأخوه أحب الى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين اقتلوا يوسف أو إطرحوه أرضا يخلوا لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين) يوسف فكان ثمرة ذلك تفكك الأسرة وتغرب يوسف عدد سنين وذلك كله بسبب الحسد والحقد.
2- إشاعة الجريمة:-
الحسد معصية عظيمة، وأوَّل ذنبٍ عُصِيَ به اللهُ في السماء، وأوَّل ذنبٍ عُصِيَ اللهُ به في الأرض.
🎤
*خطبة.جمعة.بعنوان.cc*
*الــــحــــــــــســـــــــــــــــــد*
*أســــبابه وأضــــراره وعـــلاجـــه*
*للشيــخ/ الســــيـــد طـــه أحــمـــد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله رب العالمين.. قسَّم الحظوظَ والملَكاتِ والأرزاقَ على بني آدَم بِمقاديرَ مُختلفة، وأشكالٍ مُتباينة؛ حتَّى يستقيم أمرُ الحياة الدنيا على الهيئة الَّتي هي عليها. فقال تعالى: ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِياً ﴾ [الزخرف: 32]. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. أثنى على عباده المؤمنين الصادقين بالحب والإخاء فقال تعالى (ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا)) الحشر. وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. حذر من أمراض القلوب التي تفتك بالأمة وتأكل الحسنات فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا " [رواه البخاري].
فاللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
أما بعد.. فيا أيها المؤمنون.
لقد سعى الإسلام إلى طهارة البدن وطهارة القلب، وطهارة القلب أولى من طهارة الأبدان، قال تعالى ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، والقلب هو محل نظر الله تعالى إليه، لقوله صلى الله عليه وسلم (إن الله لا ينظر إلي صوركم ولا إلي أموالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم) (رواه مسلم).
ولقد حذر المولى تبارك وتعالى من أمراض القلوب لما لها من أضرار على الفرد والمجتمع فأمر بالاستعاذة منها فقال تعالى ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 1 - 5].
ولقد انتشرت أمراض القلوب بين الناس من غل وحسد وغش وبغضاء ولن يجتمع شمل هذه الأمة إلا إذا طهرت قلوبها وتماسكت فيما بينها البين، ولن يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه المسلم ما يحبه لنفسه.
فمن الأمراض الخطيرة التي تفتك بالأمة أفرادا ومجتمعات مرض الحسد الذي كان في سبب كثير من الجرائم مثل القتل والدمار، فالحسد صفة ذميمة لا تتخلق بها إلا النفوس المريضة التي لا تحب إلا العيش منفردة والاستئثار على غيرها بما تهواه. والحسد بوابة الآثام، وبضاعة اللئام، يبدأ بالقريب قبل البعيد، والصديق قبل العدو، فهو أكثر ما يكون بين الأقارب، وبين الجيران، وبين الزملاء. فالقريب الحاسد لا يحب أن يكون قريبه أحسن منه فيما يتباهى به الناس، ولو كان أخاه لأبيه وأمه. والجار الحاسد لا يحب أن يكون جاره أفضل منه في مال أو جاه أو قوة أو جمال أو علم. والزملاء في الدراسة أو الوظائف أو الأعمال لا يرضى الواحد منهم أن يتقدم عليه في معلومات أو ترقيات أو مكافآت أو زيادة خير.
والحسد يدخل بين الأقران والأمثال في أكثر الأحيان فالعامل يحسد العامل والتاجر يحسد التاجر والفلاح يحسد الفلاح ولذلك لا تستغربوا من حصول المشكلات والمكايدات، والبغضاء والتقاطع، والهجران وفساد العلاقات وتعثر المشروعات، والتقاتل والأضرار بين الأصناف السابقة، فما ذلك إلا نتيجة من نتائج مرض الحسد.
لذلك كان حديثنا عن مرض الحسد، وذلك من خلال هذه العناصر الرئيسية التالية:
1- حقيقة الحسد.
2- مراتب الحسد.
3- أسباب الحسد.
4- أضرار الحسد علي الفرد والمجتمع.
5- قصص في خطورة الحسد.
6- علاج الحسد.
العنصر الأول: حقيقة الحسـد:-
الحسد: هو تمنِّي زوال النِّعمة عن الغير، وهو في جوهرِه اعتِراضٌ على عطاء المنعم سبحانه وتعالى.
و يقول ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد اصل الحسد: هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها. وأمر الحسد ثابت شرعا قال الله - تعالى ﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ ﴾ [القلم: 51]، قال ابن عباس وغيره في تفسيرها: أي يعينوك بأبصارهم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: " العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقت العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا " رواه مسلم، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين " (البخاري ومسلم)، وأخرج مسلم وأحمد والترمذي وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا " صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
العنصر الثاني: مراتب الحسد: - ذكر العلماء أن مراتب الحسد أربعة وهي:-
الأولى: تمني زوال النعمة عن المنعم عليه ولو لم تنتقل للحاسد. الثانية: تمني زوال النعمة عن المنعم عليه وحصوله عليها.
الثالثة: تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه حتى لا يحصل التفاوت بي
فلما رأى خالد تلك الجيوش الجرارة أرسل إلى أبي بكر الصديق يطلب منه المدد، فأرسل إليه أبو بكر الصديق رسالة مع القعقاع بن عمرو، فلما فتحها خالد إذا بها: "من عبد الله أبي بكر الصديق إلى سيف الله المسلول خالد بن الوليد، لقد بعثت إليّ تطلب المدد، وإني أرسلت إليك المدد، أرسلت إليك الق
عقاع بن عمرو، ولعلك تقول؟ ماذا يصنع القعقاع بن عمرو؟... -لا إله إلا الله! أرسل إليه فردا واحدا، بعث إليه شخصا واحدا!- ولعلك تقول يا خالد: ماذا يصنع القعقاع بن عمرو؟ ولكني أقول: إن جيشا فيه القعقاع بن عمرو لن يُهزم -بإذن الله- أبدا".
بل ذكر ابن حجر في الإصابة في ترجمة القعقاع أن أبا بكر قال: "لَصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل"! فطوى خالد الرسالة، واستعان بالله على قتالهم.
وكانت العادة آنذاك أن تُجرى مبارزة بين القائدين، فقال قائد الفرس لبعض جنده: إذا شغلتُ خالدا بالمبارزة فاعمدوا إلى طعنه من الخلف، وتبارز القائدان، والجنود وراءه لينفذوا جريمتهم، فما الذي جرى؟ ما الذي حدث؟ أطعن خالد؟ أم ماذا؟ الذي جرى، الذي حدث هو ما وقف له التاريخ مفتخرا بصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-!... إذا بالقعقاع يسقط هؤلاء الجنود فردا فردا! "إن جيشا فيه القعقاع بن عمرو لن يُهزم -بإذن الله- أبدا".
إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنن أن الليث يبتسمُ
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
إذا استوت عنده الأنوار والظُّلَم
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم
ويكره الله ما تأتون والكرم
ما أبعد العيب والنقصان (عن ملأٍ
هم الثريا) وذان الشيب والهرم
إنه الإيمان! فالإيمان ليس كلمة تقال وكفى، فالإيمان يحتاج إلى جهد، يحتاج إلى عمل، يحتاج إلى صبر.
في غزوة الخندق يخرج عمرو بن ود مفتخرا بقوته، ينادي في جموع المسلمين: ألا من مبارز؟ أين جنتكم التي تطلبونها؟ فيقول علي-رضي الله عنه-: أنا لها! فلما تقدم نحوه، نظر إليه بنظرات الاحتقار، وقال: من أنت؟ فأجاب بعزة: أنا علي بن أبي طالب، فقال عمرو بن ود: ليتقدم من هو أسن منك، فإني أكره أن أهرق دمك، فقال علي: لكني لا أكره أن أهرق دمك! فغضب عمرو بن ود، وتبارزا، وإذا بعلي فوق صدره قد قطع رأسه، وتقاطر الدم من ثيابه.
هو من؟ علي بن أبي طالب. صهر من؟ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. زوجته من؟ فاطمة!
هي بنت مَن هي أمّ مَن
من ذا يساوي في الأنام علاها
أما أبوها فهو أشرف مرسل
جبريل بالتوحيد قد رباها
وعليّ زوج لا تسل عنه سوى
سيف غدا بيمينه تياها
انظروا، واسمعوا إلى هؤلاء الأخيار الذين تمسكوا بدينهم فسادوا، وعزوا: هذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، كما ذكر ذلك البيهقي في دلائل النبوة، وحسّن إسناده ابن كثير، والألباني، رحمهما الله، هذا عمر بن الخطاب على المنبر ينادي فيقول: "يا سارية، الجبلَ الجبلَ!" ينادي مَن؟ ينادي قائده، وهو في المدينة، وقائده سارية بن زُنيم في أقصى العراق، يناديه ليلزم الجبل. فهل سمعوا نداءه؟ هل سمعوا تحذيره؟ من كان الله معه فو الموفَّق، فهو المسدد؛ إذا بالجيش يسمع تحذير عمر، فلزموا الجبل، وكان العدو سيأخذ مكانهم إن تركوه.
بل يؤتى إليه برجل قد سرق، فقال هذا السارق: أستحلفك بالله أن تعفو عني فإنها أول مرة!
فقال عمر -رضي الله عنه-: كذبت، ليست هي المرة الأولى! فأراد الرجل أن تثار الظنون حول عمر، فقال له: أكنت تعلم الغيب؟ فقال عمر: لا، ولكني علمت أن الله لا يفضح عبده من أول مرة؛ فقُطعت يد الرجل، فتبعه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فقال: أستحلفك بالله؛ أهي أول مرة؟! فقال: والله إنها هي الحادية والعشرون!.
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
فليس إلى حسن الثناء جميل
تعيرنا أنا قليل عديدنا
فقلت لها: إن الكرام قليل
وما قل من كانت بقاياه مثلنا
شباب تسامى للعلا وكهولُ
وما ضرنا أنّا قليل وجارنا
عزيز وجار الأكثرين ذليل
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهمُ
فليس سواء عالم وجهول
والغرض -عباد الله- من هذه القصص [تبيين] أن تلك الطائفة سارت حيث أراد الله، فأمدها الله بقوة لا تضعف، وبنصر لا يُهزم.
لما كانت تلك هي سماتهم، لما كانت تلك هي علاقاتهم مع ربهم، لم تستطع الدنيا أن تسلب منهم شيئا. فمعهم من؟ معهم الله! الذي:
لا سِنَة في طوال الليل تأخذه
ولا ينام ولا في أمره فندُ
وإلى هنا، وما أدراك ما هنا، هنا نأتي إلى نهاية الحديث عن العنصر الأول.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إن ربي كان توابا رحيما.
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المهتدين المقتدين، صلى الله عليه وعلى آله، وصحابته، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
قوائم اللستات الاسلامية
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba
📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim
📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws
📋
-------♡-------
🔆 ✨ طريق النجاة والفلاح ✨
•| 🔘 @watazawd
📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed
📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam
📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena
📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu
📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd
📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib
📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h
📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj
📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a
📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi
📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch
📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j
📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55
📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg
📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona
📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t
📋
-------♡-------
🔆 🎉خدمات إعلانات دورات وشهادات
•| 🔘 @i3lanatwadawarat
📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat
📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11
📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd
📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib
📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1
📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft
📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran
📋
-------♡-------
🔆 ضمان للأشغال اليدوية
•| 🔘 @damanmachrolat
📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E
📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025
📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul
📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip
📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0
📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi
📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed
📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h
📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar
📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh
📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny
📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli
📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H
📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin
📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv
📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb
📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad
📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333
📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2
📋
-------♡-------
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99
📋
-------♡-------
☑للإشتراك في الليسته ↙️
@aaaaaa24bot
للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️
وقوف المسلم في صفوف الظالمين خيانة.. ولو نطق بآي القرآن...
-يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :*( إذا وجدتموني في صفوف التتار وفوق رأسي مصحفا فاقتلوني).*
ويعرف الرجال بالحق.. ولا يعرف الحق بالرجال
يقول الإمام العلامة ابن عقيل رحمه الله: (إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان.. فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك اللهم لبيك... وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء شريعةالإسلام)..
..الآداب الشرعية " لابن مفلح (1/ 238).
وسئل الإمام الشافعي رحمه الله: كيف تعرف أهل الحق في زمن الفتن فقال: *(اتبع سهام العدو فهى ترشدك إليهم).*
صدق الشافعي: فهاهم أهل غزة قد توجهت نحوهم سهام الأعداء الظاهرين..
والخافين..حتى المتسترين باسم الإسلام..والعروبة...قد ناصبوهم العداء..وتآمروا مع الصهاينة على القضاءعليهم..
ولكنهم بإذن الله باقون..والأعداء والمتآمرون إلى زوال.
-وما كان الحق أوضح منه في يوم من الأيام .. مثلما هو الآن ، ومن اختلف فيه مع هذا الوضوح...حتى لو نزل عليه المسيخ الدجال غدا .. ربما لا يفرق بينه وبين المسيح (عيسى عليه السلام).
-وقال الفرزدق الشاعر الـمعروف.. للحسين بن علي رضي الله عنهما.. عندما سأله عن القوم الذين هو بصدد القدوم إليهم: *( قلوبهم معك.. وأسيافهم عليك.. والأمر ينزل من السماء.. والله يفعل ما يشاء )*.
فقال الحسين: *(صدقت.. لله الأمر، وكل يوم هو في شأن، فإن نزل القضاء بما نحب ونرضى.. فنحمد الله على نعمائه، وهوالـمستعان على أداء الشكر،.. وإن حال القضاء دون الرجاء.. فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته)*.
-وسيأتي النصر.. بزمان.. ومكان.. وطريقة.. لا تخطر على قلب بشر.. مؤمن كان أو كافر *(وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر)*.
*وما بين خلع ثوب الذل وارتداء ثوب الحرية.. تظهر عورات الكثيرين*.
وهاهي قد ظهرت عورات خلق كثيري...من زعماء..وعلماء...وإعلاميين..وكتاب..
غزة العزة..فضحت الجميع..
...وأبانت عوراتهم...فسحقا لهم وبعدا..
والله غالب على أمره..ولكن أكثر الناس لايعلمون.
@- هذا ما تيسر ذكره ...وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..
اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..
اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين
اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،
اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...
اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...
عباد الله:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛
فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....
والقرآن الكريم...حافل بالآيات التي تتحدث عن قصص ومواقف وسلوكيات...كان المكر السيئ.. هو الصفة البارزة فيها... و بينت كيف كانت آثاره ونتائجه..ليتعظ الناس ويعتبروا
..وحتى لا يغتروا بأنفسهم.. ولا بأموالهم..ولا بقوتهم ..
فيعرضوا أنفسهم للمصير الذي وقع على من قبلهم : ((فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ )).. (النمل 51)..
@-والمكر أنواع :
فقد يكون.. بالصد عن الحق.. ومحاربة المعروف.. والانتصار للباطل.. كما حدث للأنبياء والمصلحين ..!!
وقد يكون هناك المكر بين الناس على بعضهم البعض... بسبب الصراع على المال أو المكانة أو الجاه ..!!
وهناك مكر بين الأقران.. سببه الحسد ..
وهناك المكر بين الدول.. سببه الأطماع وحب السيطرة وإظهار القوة ..
وهناك المكر السياسي.. بين الأحزاب والجماعات والأنظمة والشعوب.. سببه حب السيطرة.. والتملك والقمع.. والاستبداد.. وإلغاء الآخر.. وعدم فهم واستيعاب متطلبات الحكم الرشيد... والتداول السلمي للسلطة.. والحقوق والواجبات المطلوب أدائها والقيام بها..
-أيها المؤمنون /عبـــاد الله :-
مكث فرعون سنوات يحيك المكر السيء.. يقتل الرجال.. ويستحي النساء ويستعبد الناس خوفاً على الملك والسلطان ،.. فارتكب جميع الجرائم... وادعى لنفسه الألوهية والربوبية من دون الله... وأرسل جنوده في الأرض..ليخوف الناس.. ويحكم سيطرته..
ومكر مكراً.. ومكر الله... وساق الله موسى عليه السلام.. بعد أن رمته أمه في البحر خوفاً عليه.. إلى قصر فرعون ، وشب موسى وترعرع في ذلك القصر... والجيوش تحرسه... وفرعون يرعاه ..!!
وصدق الله إذ يقول :(( قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ )) [يونس: 21] ..
أين ذهب مكر فرعون ودهاءه ؟
أين قوته.. وجبروته.. وسلطانه.. وأمواله؟
لقد سخرها الله لرعاية موسى ..
وبعد أن آتاه الله النبوة والكتاب، وعرض أمر الله على فرعون ؛ .. أخذ فرعون يمكر بموسى وبمن معه..و يحيك المؤامرات.. والدسائس والأكاذيب ، ويحشد الجنود.. ويستعمل القهر والتعذيب.. ويجمع السحرة ليناصروه ..
فلما أيقنوا.. أنما جاء به موسى ليس بسحر إنما هو الحق.. آمنوا بالله وأخذ فرعون يتهمهم بالمكر والخداع... وهو مكر أخير... يستعمله فرعون أمام الجماهير وزبانيته وجيوشه ...
قال سيد قطب رحمه الله: إنَّه الفزَع على العرش المهدَّد،.. والسلطان المهزوز:(( إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا )) [الأعراف: 123]،..
وفي نصٍّ آخَر:(( إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ )) [طه: 71]،
والمسألة واضحة المعالم،.. إنَّها دعوة موسى إلى"ربِّ العالمين"..
هي التي تزعج وتخيف،... إنه لا بقاء ولا قرار لحكم الطَّواغيت.. مع الدعوة إلى ربِّ العالَمين،...
وهم.. إنَّما يقوم ملكهم..على تنحية ربوبيَّة الله للبشر.. بتنحية شريعته،.. وإقامة أنفسهم أربابًا من دون الله.. يشرعون للناس ما يشاؤون،.. ويعبِّدون الناس لما يشرِّعون..!!
إنهما منهجان لا يجتمعان،...أو هما دينان لا يجتمعان،.. أو هما رَبَّان لا يجتمعان،.. وفرعون كان يعرف،.. وملَؤُه كانوا يعرفون ذلك.. ) ( الظِّلال) ..
لقد اقتضَتْ حكمة الله تعالى..أنْ جعل في هذه الدُّنيا خيرًا وشرًّا، وحقًّا وباطلاً،.. ولا رادَّ لحِكمته،..
وجعل في كلِّ زمان ومكان أناسًا يعيثون في الأرض الفساد،... وينشرون الرذيلة،.. ويُحاربون الفضيلة،..
وابتلى بعض الناس ببعض؛... ليمحص الله عباده: (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ )) [الأنعام: 123]..
والأكابر.. هم أصحاب النفوذ والجاه والمال والسلطان.. الذين فسدت حياتهم وساءت أخلاقهم وتملك حب الدنيا من قلوبهم ،.. ونسوا فضل الله ونعمه عليهم ، خوفاً على نفوذهم ومكانتهم ومصالحهم وأطماعهم ؛؛؛
فهم أكثر الناس مكرا وأكثرهم جرأة على ذلك ...
وانظروا إلى يوسف عليه السلام وقد أحيك المكر السيئ به من قبل أخوته... وخططوا لقتله.. ثم رميه في البئر... وكيف حفظه الله ..
ثم امرأة العزيز.. صاحبة المكانة والجاه والسلطان... وقد شاع الخبر في المدينة بمراودتها لفتاها عن نفسه.. ومكرها.. وإصرارها على فعل الباطل.. وارتكاب الجريمة،،
قال تعالى:((فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ * قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ
فأحسنوا أيها المؤمنون على فقرائِكم وأهلِ الحاجةِ منهم، فإن الجزاءَ من جنسِ العملِ، هل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسانُ؟!
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم :«بينما رجلٌ يمشي بفلاةٍ من الأرض فسمِعَ صوتاً في سحابةٍ: اسقِ حديقةَ فلانٍ، فتنحى ذلك السحابُ، فأفرغ ماءَه كلَّه حيث أُمر، فلما سُئل صاحبُ الحديقةِ عن عملِه؟ قال: أتصدَّقُ بثلثِ ما يخرج منها، وآكل أنا وعيالي ثلثاً، وأرُدُّ فيها ثلثاً».
والصدقةُ تطفئُ غضبَ الرحمنِ، فأحسِنوا عبادَ الله، إن اللهَ يحبُّ المحسنين.
أيها المؤمنون.
إن من أعظمِ أسبابِ نزولِ الغيثِ كثرةَ الاستغفارِ والتوبةَ، فإن الله جلَّ وعلا أمرَ عبادَه عند انحباسِ المطرِ عنهم أن يستغفروه، ويتوبوا إليه، فقال تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً﴾، وقال سبحانه: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾.
واعلموا عباد الله :
أنَّ من أسبابِ نزولِ المطرِ دعاءَ اللهِ وسؤالَه والإلحاحَ عليه، فإن ربَّكم قريبٌ مجيبٌ، لا يخلفُ الميعادَ، فأحسِنوا الظنَّ به، وأعظِموا الرغبةَ فيما عنده، أَظهِروا الفاقةَ والحاجةَ والذلَّ له، والانكسارَ بين يدَيْهِ، فإنه جلَّ وعلا ابتلاكم بحبسِ المطرِ لعلكم تذكَّرون، فترجعون إليه وتضرَّعون إليه، وفي الحديث:«ضَحِك ربُّنا من قنوطِ عبادِهِ، وقُرْبِ غِيَرِه» أي: قرب فرجه جلَّ وعلا.
فادعوا الله أيها المؤمنون أن يُغِيثَكم، فإن اللهَ يجيبُ دعوةَ الداعي إذا دعاه، فعن أنسٍ رضي الله عنه قال: دخل رجلٌ يومَ جمعةٍ، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قائمٌ يخطبُ، فقال: يا رسولَ اللهِ، هلكت الأموالُ، وانقطعت السبلُ، فادعو اللهَ يغيثُنا، فرفَعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يديَه، ثم قال: اللهمَّ أغِثنا، اللهم أغِثنا، قال أنس رضي الله عنه : فلا واللهِ، لا نرى في السماءِ من سحابٍ، ولا قَزَعةٍ، وما بيننا وبين سلعٍ من بيتٍ ولا دارٍ، قال: فطلعت من ورائه سحابةٌ مثل التُّرسِ، فلما توسطت السماءَ انتشرت، ثم أمطرت، فلا واللهِ ما رأينا الشمسَ سبتاً» .
فألحُّوا عباد الله على ربِّكم بالسؤالِ أن يغيثَ قلوبَكم بالعلمِ والإيمانِ، وبلادَنا بالسيلِ المباركِ النافعِ، اللهم لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراءُ، أنزِلْ علينا الغيثَ، ولا تجعلنا من القانطين.
عباد الله: قد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته الاستسقاء عند احتباس المطر وذلك بالصلاة والدعاء والتضرع إلى الله تعالى، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه استسقى على وجوه: منها أنه استسقى يوم الجمعة على المنبر في أثناء خطبته.
ومنها أنه وعد الناس يوماً يخرجون فيه إلى المصلى، فصلى بالناس ركعتين وخطب ودعاء، مما يدل على أنه مطلوب من المسلمين جميعاً عند امتناع المطر أن يحاسبوا أنفسهم ويتوبوا إلى ربهم، لأن ذلك بسبب ذنوبهم، كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة، وقال تعالى)وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)
هذا وصلُّوا وسلِّموا - رعاكم الله - على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾
اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وارضَ اللَّهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنـِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ، اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان ، اللهم كن لهم ناصراً ومعِينا وحافظاً ومؤيدا
اللهم آمنا في أوطانِنا، وأدمْ نعمةَ الأمنِ والاستقرارِ في بلادِنا.وبلاد المسلمين
اللهم من أرادَنا وبلادَنا والمسلمينَ بسوءٍ فأشغلُه في نفسِه، واجعلْ كيدَه في نحرِه، واجعلْ تدبيرَه تدميرَه.
ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
عباد الله: اذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
🎤
*خطبة جمعة بعنـوان:*
*الأسباب المانعة من نزول الأمطار*
*للشيخ/ هبان بن مرشد المودعي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الأولى:*
إن الحمدلله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وخليله وصفيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا ۞ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*
أما بعد: فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار نسأل الله أن يعيذني وإياكم والمسلمين والمسلمات من كل بدعة وضلالة ونستعيذ بالله من سخطه ومن غضبه ومن عذابه والنار.
أيها المسلمون عباد الله
" يا من أتيتم إلى أطهر البقاع إلى الله سبحانه وتعالى وفي هذا العيد الثالث لأمة الإسلام وهو يوم الجمعة فهو يعتبر من أعياد المسلمين يتجه فيه المسلمون إلى بيوت الله لأداء صلاة الجمعة ولسماع ما قاله الله وما قاله رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهذا هو الحظ الأوفر للقلوب وهو من أسباب إصلاحيها واستقامتها وأنتم في هذا المسجد المبارك الذي خطيبه هو فضيلة شيخنا العلامة الوالد عبدالله بن عثمان حفظه الله يعتبر خطيباً مفوهاً وداعية من الدعاة الكبار الفضلاء يأتي بخطبه ومواعظه فيقرع القلوب وتهتز أمامها الأفئدة ويكون الخارج من خطبته بعد سماعها قد حصل خيراً واستفاد رشداً ووفق بفضله سبحانه وتعالى ولكن في هذه الفترة بما أراد الله له من عظيم الأجر وزيادة رفعة الدرجات من المرض فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: « أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم العلماء »
قد يبتليهم بالمرض زيادة في رفعة درجاتهم عنده سبحانه وتعالى وإن من يأتي إلى هذا المنبر يخطب وهو يعلم أن هذا المنبر يخطب فيه خطيب أهل السنة في اليمن بلا مدافعة يشعر بالخجل والإحراج ولكن لابد من تلبية الطلب والمراد، فنسأل الله في هذا اليوم وفي هذه الساعة أن يلبس شيخنا لباس العافية وأن يغدق عليه الخير وأن يرفع ما حل به من الألم وما نزل به من المرض، نسأل الله أن يعيده إلى منبره هذا خطيباً وداعياً وواعظاً وأعرف أيها الحضور أن قلوبكم جميعاً تتحسر وفي كل يوم جمعة تشرأب أنظاركم إلى المنبر لعلكم أن ترواْ خطيبكم ولعل أسماعكم أن تطرب بسماع ما يلقيه عليكم وقد ألفتم مواعظه الفذة القيمة ونصائحه التي تدل على حبه ولكن الله عز وجل إذا أحب عبداً إبتلاه فنسأل الله أن يعيده إلينا وإليكم سالماً معافى البدن وأن يجمع له بين عاجل الشفاء مع عظيم الأجر على البلاء.
أيها الأخوة المسلمون، أيها الآباء الفضلاء إن حصل شيء من عدمي الإتيان بالمطلوب فعذرواْ الواقف بين أيديكم لأن الموقف، موقف معروف عندكم موقف كبير لا سيما وهو منبر من سمعتم فاسأل الله لي ولكم الإعانة على القول والإخلاص في العمل.
أيها الأخوة الكرام أحببت أن أذكر نفسي وإخواني الحاضرين وأبائي الفضلاء بأمر عظيم نحتاجه جميعاً وتحتاجه البلاد ويحتاج إليه العباد وتحتاجه الأشجار وتحتاجه الأبقار والأغنام ويحتاجه الناس أجمع،، ألآ وهو حلول المطر والسبب في إنزاله،،
معاشر المسلمين " نعمة الأمطار وإحلال الأمطار تعتبر من آيات الله عز وجل التي جعلها الله للأرض *﴿ فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنۢبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍۭ بَهِيجٍ ﴾*
إن نعمة الأمطار من النعم العظيمة التي يحتاج إليها الناس التي هي من أسباب إحلال الخير في أوساطهم فما حصلت الأمطار في قوم وفي مكان إلا شعرواْ بالأنس والراحة وشعرواْ بالطمنينة والسعادة ولا صار القحط وقلة الأمطار في قوم إلا عانت البلاد وعانت الأحجار والأشجار وعانت المخلوقات فأحببت أن القي على مسامعكم أيها الأخوة " بعضاً من الأسباب لإحلال نزول الأمطار فمن خلال ما نسمع أنه في هذه الفترة هي فترة لمواسم نزول الأمطار لكنها حبست ولعل حابس حبسها بسبب ذنوب ومعاصي وآثام تحصل إن هناك أسباباً لنزول هذه النعمة ولإحلال هذا الخير وهو نزول المطر وإحلاله وإعاشت الناس في خيره بفضله سبحانه وتعالى فإذا حرص الناس على ذالك وجدواْ السعادة في أنفسهم والبركة في أموالهم
بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوهُ (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ:131- 132].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: يَجِبُ أَنْ تَكُونَ قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ حَيَّةً، وَالْقُلُوبُ الْحَيَّةُ هِيَ الَّتِي تَعْتَبِرُ بِمَا يَمُرُّ بِهَا مِنْ أَحْدَاثٍ؛ فَتَتَذَكَّرُ بِمَا تَرَاهُ مِنْ مَبَاهِجِ الدُّنْيَا نَعِيمَ الْجَنَّةِ، وَتَتَذَكَّرُ نَارَ جَهَنَّمَ حِينَ تَجِدُ حَرَارَةَ الصَّيْفِ.
وَعَذَابُ النَّارِ عَذَابٌ شَدِيدٌ أَلِيمٌ، لَا طَاقَةَ لِأَحَدٍ بِهِ (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)[الْحَجِّ:19-22]، (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ)[الْقَمَرِ:47-48]، وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ).
وَلَقَدْ نَغَّصَ ذِكْرُ النَّارِ عَلَى السَّلَفِ الصَّالِحِ عَيْشَهُمْ؛ فَأَسْهَرَ بِالتَّهَجُّدِ لَيْلَهُمْ، وَأَظْمَأَ بِالصِّيَامِ نَهَارَهُمْ، وَكَفَّ عَنِ الشَّهَوَاتِ جَوَارِحَهُمْ، قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ: "أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي وَهُوَ يَتَرَجَّحُ وَيَتَمَايَلُ وَيَتَأَوَّهُ، حَتَّى لَوْ رَآهُ غَيْرُنَا مِمَّنْ يَجْهَلُهُ لَقَالَ: أُصِيبَ الرَّجُلُ، وَذَلِكَ لِذِكْرِ النَّارِ إِذَا مَرَّ بِقَوْلِهِ -تَعَالَى-: (وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا)[الْفُرْقَانِ:13]، أَوْ شِبْهُ ذَلِكَ" "وَقِيلَ لِلْحَسَنِ البَّصْرِيِّ: نَرَاكَ طَوِيلَ الْبُكَاءِ؛ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ يَطْرَحَنِي فِي النَّارِ وَلَا يُبَالِي" وَقَالَ أَبُو نُوحٍ الْأَنْصَارِيُّ: "وَقَعَ حَرِيقٌ فِي بَيْتٍ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، النَّارَ، يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، النَّارَ، فَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّى أُطْفِئَتْ فَقِيلَ لَهُ: مَا الَّذِي أَلْهَاكَ عَنْهَا؟ فَقَالَ: أَلْهَتْنِي عَنْهَا النَّارُ الْأُخْرَى".
فَلْنَعْتَبِرْ كَمَا اعْتَبَرَ أَسْلَافُنَا، وَلْنَعْمَلْ بِأَسْبَابِ نَجَاتِنَا، وَنُجَانِبْ طُرُقَ هَلَاكِنَا، فَمَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ.
وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*حـر الدنيـا وحـر الآخـرة*
*للشيخ/ إبراهـيم الحقـيل*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الأولى:*
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا وَهَّاجًا، وَضَرُورَةً لِلْعِبَادِ وَدِفْئًا وَابْتِهَاجًا، وَجَعَلَ حَرَّهَا عِظَةً لِلْخَلْقِ وَتَذْكِيرًا وَإِزْعَاجًا، نَحْمَدُهُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، وَنَسْتَغْفِرُهُ اسْتِغْفَارَ التَّائِبِينَ، وَنَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ الْعَظِيمِ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ حَرِّ يَوْمَ الدِّينِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ حَذَّرَ عِبَادَهُ مِنْ دَارِ السَّعِيرِ، وَرَغَّبَهُمْ فِي دَارِ النَّعِيمِ، وَجَعَلَ شِدَّةَ الْحَرِّ تَذْكِيرًا بِحَرِّ الْمَوْقِفِ الْعَظِيمِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ بَلَّغَ الرِّسَالَةَ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ، وَنَصَحَ الْأُمَّةَ، وَجَاهَدَ فِي اللَّهِ -تَعَالَى- حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ، وَاعْمَلُوا فِي دُنْيَاكُمْ مَا تَجِدُونَهُ فِي أُخْرَاكُمْ، وَخُذُوا مِنْ صِحَّتِكُمْ لِمَرَضِكُمْ، وَمَنْ غِنَاكُمْ لِفَقْرِكُمْ، وَمِنْ شَبَابِكُمْ لِهَرَمِكُمْ، وَمِنْ حَيَاتِكُمْ لِمَوْتِكُمْ؛ فَإِنَّهُ لَا يَهْلِكُ عَلَى اللَّهِ -تَعَالَى- إِلَّا هَالِكٌ؛ (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ)[الْأَعْرَافِ:8-9].
أَيُّهَا النَّاسُ: فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الَّتِي يَشْتَدُّ حَرُّهَا، وَيَزْدَادُ سَمُومُهَا، وَتَلْفَحُ شَمْسُهَا؛ يَفِرُّ النَّاسُ مِنَ الْحَرِّ إِلَى الْبُلْدَانِ الْبَارِدَةِ فَتَزْدَحِمُ بِالْمُصْطَافِينَ، وَمَنْ عَجَزَ عَنِ السَّفَرِ لَزِمَ بَيْتَهُ فِي النَّهَارِ لِيَخْرُجَ فِي اللَّيْلِ فِرَارًا مِنْ حَرَارَةِ الشَّمْسِ، هَذَا مَعَ أَنَّ الْبُيُوتَ مُكَيَّفَةٌ، وَالسَّيَّارَاتِ مُكَيَّفَةٌ، وَأَمَاكِنَ الْأَعْمَالِ مُكَيَّفَةٌ، إِلَّا الْعُمَّالَ الَّذِينَ يَشْتَغِلُونَ تَحْتَ أَشِعَّةِ الشَّمْسِ لِكَسْبِ رِزْقِهِمْ، أَعَانَهُمُ اللَّهُ -تَعَالَى- وَحَفِظَهُمْ.
وَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَتَذَكَّرَ بِحَرِّ الدُّنْيَا حَرَّ الْآخِرَةِ، وَيَتَّعِظَ بِأَشِعَّةِ الشَّمْسِ اللَّافِحَةِ، وَسَمُومِهَا الْحَارِّ، فَيَتَذَكَّرَ قُرْبَهَا مِنَ الْعِبَادِ يَوْمَ الْمَعَادِ فِي يَوْمٍ طَوِيلٍ عَسِيرٍ؛ يَشْتَدُّ فِيهِ الزِّحَامُ وَالْحَرُّ، وَيَعْظُمُ فِيهِ الْكَرْبُ، وَيَسِيلُ فِيهِ الْعَرَقُ، وَيَبْلُغُ الْخَوْفُ بِالنَّاسِ مَدَاهُ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ؛ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ... فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا، وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
إِذَا تَذَكَّرَ الْمُؤْمِنُ ذَلِكَ، وَتَفَكَّرَ فِيهِ؛ عَلِمَ أَنَّ حَرَّ الظَّهِيرَةِ فِي أَشَدِّ بِقَاعِ الْأَرْضِ حَرًّا لَا يَكَادُ يُذْكَرُ أَمَامَ حَرِّ ذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، وَأَنَّ ضَجَرَ الْإِنْسَانِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ مَعَ مَا هُوَ فِيهِ مِنْ وَسَائِلِ التَّبْرِيدِ وَالرَّاحَةِ، لَنْ يُقَارَنَ بِضَجَرِهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ؛ (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)[الْحَجِّ:2].
وَفِي شِدَّةِ الصَّيْفِ تَشْتَعِلُ الْغَابَاتُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الدُّوَلِ مِنْ شِدَّةِ حَرَارَةِ الشَّمْسِ؛ فَيَتَضَاعَفُ الْحَرُّ، وَهَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مُذَكِّرًا لِلْمُؤْمِنِ بِشِدَّةِ حَرَارَةِ جَهَنَّمَ أَعَاذَنَا اللَّهُ -تَعَالَى- مِنْهَا، وَقَدْ وَصَفَهَا اللَّهُ -تَعَالَى- بِالْحُطَمَةِ؛ لِأَنَّهَا تَحْطِمُ مَنْ فِيهَا، وَهِيَ الَّتِي اشْتَكَتْ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى-، وَأَخْبَرَ عَنْ شِكَايَتِهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلْ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لِي بِنَفَسَيْنِ:
يبتلي الله العباد بالتضييق في الأرزاق وبالسعة في الأرزاق وهكذا أيضاً بقبضها عنهم تارة وإعطاهم والتوسعة عليهم تارة فله في ذالك الحكم البالغة.
ثم إن الأرزاق في الدنيا تختلف عن الأرزاق في الآخرة جعل الله الأرزاق في الدنيا مكدرة، وجعل الله الأرزاق في الآخرة في نهاية الجمال والكمال والنفع واللذة.
فلهذا أضرب لكم مثالاً.
قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله تأمل في رزق الله الجنين فإنه يرزق في بطن إمه عن طريق حبل السرة فالأجنة في بطون أمهاتهم رزقهم الدم تتغذى بها أبدانهم وتترعرع بالدم مع إنه إذا خرج إلى الأرض لا يناسبه هذا الرزق هكذا حكم الله ولا يصلح له ولا ينتفع به إذا خرج إلى الدنيا أما دام في بطن إمه فجعل الله له هذا الرزق ينتفع به ويتغذى به ويترعرع به كما هو معلوم.
قال ابن القيم رحمه الله فإذا خرج إلى الدنيا جعل الله رزقه يأتي من طريقين وهما الثديان فيأتيه الرزق من هاتين الطريقين كان في بطن إمه يأتيه الرزق من طريق واحدة وهنا يأتيه من طريقين وكان رزقه في بطن إمه الدم ورزقه إذا خرج إلى الدنيا اللبن، واللبن أحسن من الدم لكن كما سمعتم الأمر إليه سبحانه وتعالى.
قال ابن القيم فإذا أشتد أي الطفل جاءته الأرزاق من أربع طرق عن طريق الحيوان وعن طريق النبات هذا الطعام وهذا الأكل وجاءه الشراب عن طريق الماء وعن طريق اللبن وهذه أربع طرق يأتي الرزق منها للإنسان إذا صار لا يكتفي باللبن فصار إلى رزق أقوى من اللبن وأكثر نفعاً من اللبن فأعطاه الله الأرزاق هذه من هذه الطرق.
قال ابن القيم رحمه الله فإذا مات المؤمن صار في الحياة البرزخية جاءته الأرزاق من قبل الله من أبواب الجنة الثمانية هنا الأرزاق أوسع وأجمل وأكمل وأنفع وهذا خاص بالمؤمن.
وأما الكافر فإن رزقه ينقطع بموته وهو المتسبب في قطع رزقه.
أما الجنة ففيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فتلك الأرزاق الدائمة السرمدية الأبدية النعيم الذي ليس له نظير قط هذا آخر أرزاق المؤمنين وهو أجلها وأنفعها
. أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.
*الـخـطـبـة الـثـانـيـة*
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحابه.
أما بعد "أنكر الله وذم وعاتب من يجهلون أن لا رزاق إلا هو وأنكر الله على من يأكلون الأرزاق منه ويتنعمون بأرزاقه ويعبدون غيره قال الله في كتابه الكريم مخاطباً من عبد غيره *﴿ هَلْ مِنْ خَٰلِقٍ غَيْرُ ٱللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ ۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴾* وجود الأرزاق من الله يتنعم بها الخلق والعباد دليل على أنه الإله الحق لأن من عبد غيره فهذا المعبود من غيره لا يقدر على إعطاء العباد شيئاً من الأرزاق ولا مثقال ذرة فكيف يعبد هذا وهو لا يملك الأرزاق ولا يقدر على خلقها ولا يقدر على إيصالها فكيف يعبد.
قال الله *﴿ أَمَّن يَبْدَؤُا۟ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ ۗ أَءِلَٰهٌ مَّعَ ٱللَّه ﴾*
لا إله مع الله فهو الإله الحق وإن عبد غيره فهو بباطل قال سبحانه وتعالى *﴿ أَمَّنْ هَٰذَا ٱلَّذِى يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُۥ ۚ بَل لَّجُّوا۟ فِى عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ﴾* يخاطب الكفار الذين عبدواْ غيره يقول لهم لو حبست عنكم الأرزاق فلم تمطر السماء مطرها ولم تنبت الأرض نباتها ولم تأتي الأرض بأشجارها وثمارها من أين لكم أرزاق أستقوم الإله الأصنام والأوثان والضرائح والقبور التي تعبد من دون الله أستعطي الناس الأرزاق أسترزقهم هكذا يبين الله عز وجل ويحذر، يحذر العباد والمكلفين من أن يعبدواْ غيره وهو الرزاق ذو القوة المتين.
فلهذا معاشر المسلمين "معرفتنا بربنا من جهة ما أسداه للعباد دوماً تفضل به على العباد وما أنعم به على الخلق من سعة الأرزاق وأنواعها وتدفقها هذا يجعلنا أننا لا نرضى بإله غيره إنما هو الإله الحق ألآ وإن الله وزع الأرزاق بين العباد فجعل أرزاقاً في البحر تختلف عن الأرزاق في البر وجعل أرزاقاً في بلدة تختلف عن أرزاق في بلدة أخرى من أجل أن تتكامل مصالح العباد هذا أيضاً من حسن تدبيره.
فيا عبدالله إعرف قدرة الله في إيصال الأرزاق إليك قال بعض العلماء" إن الرزق لا يصل إلى فم آكله حتى يعمل فيه ثلاثمائة عامل لتصل الأرزاق إلى أكلها وإلى المنتفع بها السماء تعمل والشمس والقمر والنجوم والرياح والأمطار والملائكة هذه من عالم السماوات ومن العالم الأعلى هذه تعمل من أجل حصول أرزاق العباد من أجل وصول الأرزاق للعباد.
وهكذا الأرض تفعل وما على الأرض يفعل من أجل أن تصل الأرزاق إلى العباد.
يا عبدالله إعرف ربك واسترزق ربك وسلم الأمر إلى ربك ولا تشغل نفسك بالمخلوق ولا تنتظر ما في يد المخلوق فإن الله هو المتفضل بالأرزاق كيف شاء ومتى شاء وبأي طريق شاء سبحانه وتعالى الآن تسمع الناس يئنون كثيراً ويكادواْ أن يتباكواْ على قضية فتور الأرزاق وعلى قضية التدهور في إمور الأرزاق وفي إمور التجارات
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*شــرح إســم الله الـرزاق*
*للشيخ/ محمد بن عبدالله الإمام*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـة الاولـى:*
إن الحمدلله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا ۞ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*
أما بعد إن خير الكلام كلام الله عز وجل وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة..
أما بعد فعنوان هذه الخطبة شرح إسم الله الرزاق، ربنا جل شأنه قال في كتابه الكريم *﴿ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ ﴾* فهذا الاسم الكريم ورد في القرآن مرة واحدة بهذا اللفظ، وورد في القرآن خمس مرات بلفظ *﴿ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ ﴾* وبلفظ *﴿وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ﴾* وبلفظ *﴿ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ ﴾* فإسمه الرزاق واسمه الرازق هذا من أسمائه الحسنى.
وهذا الإسم الكريم من الأسماء التي اتفق الأنبياء والرسل على إثباتها لله وعلى اتصاف الله بذالك وعلى ذالك أجمعت أمة الإسلام.
ولهذا قال الإمام القرطبي رحمه الله في الأسناء في شرح أسماء الله الحسنى قال: وهذا الإسم أجمعت عليه الأمة كذالك ويجوز إجراه على العبد والصم منكراً إذا وجد مدلولة فيه بلا خلاف، يعني إنه يجوز أن يوصف العبد بأنه رزق فلان.
وذكر الإمام ابن القيم رحمه الله، والراغب الأصفهاني أن هذا الإسم لله لا يطلق بالألف واللام معرفاً إلا على الله، فلا يجوز أن يقال في فلان الرزاق ولا يقال في فلان الرازق ولكن يقول رزق وفلان رازق بدون ألف ولام هذا ما سمعتموه من كلام أهل العلم رحمهم الله تعالى.
كذالك إسمه جل شأنه الرزاق من صيغ المبالغة على وزن فعال وهذه الصيغة تدل على كثرة الأرزاق التي أوجدها الله وأسدها الله إلى الخلائق والعباد سبحانه وتعالى.
ومن هنا أيها الناس نحب أننا نسمع شيء من بيان إيجاد الله للرزاق وتصريفه إياها سبحانه وتعالى لنزداد معرفة بعظمة الله وبكمال قدرة الله وبإحاطة علم الله، ونزداد معرفة بإلوهية الله وأنه الإله الحق لا شريك له.
فربنا جل شأنه قال *﴿ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ﴾* دل هذا اللفظ الكريم على تفرده بالأرزاق فالله متفرد بذالك وتفرده بذالك يتضح في الآتي.
أن الله عز وجل قدر الأرزاق وكتبها قبل خلق السماوات والأرض في الوقت الذي قدرت فيه جميع المقادير.
فقد روى الإمام مسلم من حديث عبدالله ابن عمر أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ﴿ إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف عام ﴾. هذا ما فعله الله عز وجل ولاشريك له في هذا التقدير سبحانه وتعالى.
وكذالك خلق الله الأرزاق وأوجدها على حسب مشيئته سبحانه فأوجدها على حسب المشيئة وهذا الخلق والإيجاد لها مما خص الله به نفسه لا شريك له في ذالك سبحانه وتعالى.
كذالك أيضاً هو سبحانه وتعالى المالك للأرزاق والمتصرف في الأرزاق كيف يشاء وهذا مما تفرد به سبحانه لاشريك له في ذالك.
كذالك أيضاً إيصال الأرزاق إلى المرزوقين إلى جميع المخلوقات سبحانه وتعالى ولاشريك له في هذا سبحانه وتعالى.
وكذالك أوجد الله أسباب الأرزاق والتي جعلها أسباباً لإيصال الأرزاق وجعل من هذه الأسباب ماهو في مقدور المكلفين وهذا أيضاً لا يقدر الناس على أن يصلواْ برزق إلى أحد إلا إذا شاء وإذا قدر ذالك وقضى ذالك.
إذاً أيها الناس ينبغي أن تعلم عظمة الله في إيجاد الأرزاق فالله جعل الأرزاق واصلة إلى جميع الخلق والعباد وسعتهم أرزاقه كما وسعتهم رحمته وأحاطت بهم أرزاقه كما أحاط بهم علمه، فالله جعل الأرزاق بهذه السعة التي سمعتموها وجعل الله الأرزاق في الدنيا وفي الحياة البرزخية وفي الآخرة في الجنة وجعل الأرزاق سبحانه وتعالى متفاوته على حسب ما قضى ذالك.
10- إخفاء بعض النعم التي تخاف عليها من الحسد قال الله تعالى عن سيدنا يعقوب عليه السلام: ﴿ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [يوسف67].
وروى الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان عن معاذ بن جبل بلفظ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان لها، فإن كل ذي نعمة محسود). (صححه الألباني في السلسلة وصحيح الجامع).
و أخيرا إذا ابتليت بنظرة حاسد فعليك بالعلاج بالرقية الشرعية وإياك واللجوء إلى الكهنة والعرافين والدجالين( كالإعتقاد في الخرز الأزرق، أو تعليق التمائم الشركية، أو تعليق الأحذية في السيارة أو البي
ت بزعم دفع الحسد، وغير ذلك من الأمور، واجعل ناصيتك بيد الله ورجائك في الشفاء من ربك دون سواه وعليك بما ورد في شرعه والأخذ بالأسباب بمراجعة الرقى الشرعية المأخوذه من كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم المختصرة في بعض الكتب المتخصصة في هذا المجال.
بعض الرقى الشرعية:-
وأخرج الإمام أحمد والترمذي وصححه، عن أسماء بنت عميس أنها قالت: يا رسول الله، إن بني جعفر تصيبهم العين، أفنسترقي لهم؟، قال: نعم، فلو كان شيء سابق القدر لسبقته العين. وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
تقرأ الفاتحة وتنفث في يديك وتمسح بها ما استطعت من جسدك.
تقرأ المعوذات (الإخلاص، الفلق، الناس) وتنفث في يديك وتمسح بها ما استطعت من جسدك.
تقرأ آية الكرسي وبخاصة في الصباح وعند النوم لتتحصن بها من الشيطان.
وهناك آيات كثيرة يجب الإطلاع عليها من خلال الكتب المتخصصة في الرقى من كتاب الله تعالى.
أما سنة نبينا النبي صلى الله عليه وسلم فمنها قوله: (لا رقية إلا من عين أو حمة) وقد كان جبريل يرقي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: (باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك). - رقية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم (بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك والله يشفيك) مسلم.
تعويذ الرسول صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين بقوله (أعيذ كما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة)البخاري.
وورد أمره لعثمان بن أبي العاص رضي الله عنه عندما شكى له وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال لهصلى الله عليه وسلم: (ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: (بسم الله ثلاث مرات): (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) أخرجه مسلم.
للمريض أن يقرأ على نفسه الفاتحة وقل هو الله أحد والمعوذتين وينفث في يده ويمسح بها وجهه وما استطاع من جسده. الوقاية من الحسد قبل وقوعه:-
التحصن بالأذكار (الفاتحة - آية الكرسي - المعوذات وبعض الأذكار الواردة خلال اليوم من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من رأى شيئا فأعجبه فقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره ).
ستر محاسن من يخشى عليه العين.
وللوقاية من حسد الجن وعورات بني آدم فقد روي عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (ستر مابين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه: ( باسم الله الذي لا إله إلا هو) رواه ابن السني.
وقال صلى الله عليه وسلم: (ستر مابين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول باسم الله) رواه أحمد
الخــاتمــة :-
أيها المسلمون:- علينا أن يقوي إيمانه بالله تعالى وقضائه وقدره، ويرضى بما قسم الله له، ويكثر من الطاعات والقربات. ويلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع بين يديه؛ ليزيل عنه هذا الداء.
وعلينا أيضاً: أن يفكر في نتائج الحسد وعواقبه الوخيمة؛ فالإنسان العاقل لا يقدم على ما يجلب له التعب والضرر.
وعلىنا أن ينظر بعين التأمل إلى ما أعطاه الله تعالى من النعم؛ فإنه لو نظر جيداً سيجد أن لديه نعماً كثيرة قد لا توجد عند غيره. فقد يحسد فقير غنياً ولا يدري ذلك الفقير أنه أحسن منه صحة وأتم عافية وهدوء بال.
وقد يحسد إنسان ليست له وظيفة مرموقة أو مسؤولية عالية من نالها في المجتمع، ولا يعرف ذلك الحاسد أنه في أمن واطمئنان وسرور وانشراح صدر أفضل من ذلك المسؤول أو الموظف الكبير. فيا عباد الله، من أراد سلامة الدين، وصحة البدن، والنجاح في الحياة فلا يسلك مسلك الحسد، وليرحم نفسه؛ فإن الحاسد مصاب لا يجد أحداً يرحمه. وليكن حال الإنسان كما قال الشاعر:-
وإني امرؤ لا أحسد الناس نعمة
إذا نالها قبلي من الناس نائلُ
أأحسد فضل الله أنْ ناله امرؤ
سواي وعندي للإله فضائل
نسأل الله تعالى أن يقينا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، ونعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك.
وأمَّا ما كان في السماء، فهو عِصيان إبليسَ أمرَ ربِّه أن يَسجُد لآدَم، لقد كان دافعَه الحسدُ لإكْرام الله له؛ قال تعالى: ﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 29]، وسجد الملائكةُ لأمر ربهم، وأبى إبليس.
ولمَّا سُئِلَ عن سبب ذلك أجاب: ﴿ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴾ [الأعراف: 12]، وكفر إبليس وطُرِدَ من السماء، وخسِر خسرانًا مبينًا بسبب تلك الآفة القاتلة.
وأمَّا ما كان في الأرض، فقَتْلُ قابيل لأخيه هابيل، لقد قدَّم كلٌّ منهُما قُربانًا إلى الله، فقُبِلَ قربانُ هابيل، ولم يُقْبل قربان قابيل
، وقتل قابيلُ أخاه هابيل، وعجز عن مواراة جثَّته، إلى أن أرسل الله له غُرابيْنِ فاقْتَتَلا، وحفر القاتلُ حفرةً، ودفَن الآخَرَ القتيلَ، فحذا قابيلُ حذوَه، ووارى أخاه التُّراب.
لقد كان الحسد هو الدافعَ وراءَ أوَّل جريمةٍ على الأرض، على ما ساقه الله من فضل وإكرام لعبده، الذي قرَّب إليه قربانًا فتقبَّله منه، إشارةً إلى رضاه عنه، فحسده أخوهُ على ذلك الفضل.
لقد قُتل عثمان رضي الله عنه حسدا،، قال أبو قتادة ما قتلوا عثمان الاحسدا أي حسدوه على الخلافة فأحبوا أن يزيلوها عنه.
3- الحسد يمنع صاحبه من قبول الحق والإذعان له:-
كان الأنبياءُ في بني إسرائيل كثيرين، منهم وإليهم، وشاء اللهُ أن يحوِّل النبوَّة إلى العرب، فبعثَ مُحمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - إلى النَّاس كافَّة، بالإسلام عقيدةً وشريعةً، لا يتلوه رسالة. وكان أمرُ هذه البعثةِ وخبَرُها معلومًا لأهل اليهوديَّة والنصرانيَّة في ذلك الوقت، منذُ أن أُنْزِلَ كتاباهُما من السماء، ولكنَّهم لم ينصاعوا إلى هذا الحقِّ الذي أُنْزِل من السماء، ولم يُؤْمِنوا بنبوَّة مُحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- ولا بالإسلام؛ لأنَّهم حسدوا المسلمين على هذا الإِكْرام الإلهيِّ العظيم.
قال تعالى يُقَرِّر حقيقةَ عِلْمِهم بنبوَّة مُحمد -صلى الله عليه وسلم- ونَفْي ادِّعائهم بأنَّهم لا يعلمون شيئًا من ذلك، بقولٍ قاطع لا يقدر أحدٌ على دحضه ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 146]، وقال: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداًّ مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ ﴾ [البقرة: 109].
لقد كان اليهود يعلمون أن محمداً عليه الصلاة والسلام نبي الله حقاً، لكن حينما جاء من غيرهم -أي: من العرب- كفروا به بغياً وحسداً.
العنصر الخامس: قصص في خطورة الحسد..
1- ومما يروى عن الحسد والحاسدين قال ابن عبد الله: (كان رجل يخشى بعض الملوك فيقوم بحذاء الملك ويقول: أحسن الى المحسن باحسانه فإن المسئ سيكفيه إساءته.كان يردد هذا دائما حين يعمل على حذاء الملك، فحسده رجل على ذلك المقام والكلام فسعى به الى الملك وقال: ان هذا الذي يقوم بحذائك ويقول ما يقول زعم ان الملك تخرج من فمه رائحة كريهة، فقال له الملك: وكيف يصح ذلك عندي، كيف اثبت عليه ذلك عندي؟ قال: فادعوه اليكَ. فإنه إذا دنا منكَ وضع يده على أنفه لئلا يشم رائحة البخط ـ الرائحة الكريهةـ فقال الملك: انصرف حتي أنظر.فخرج الرجل من عند الملك ودعا ذلك الرجل الذي يقوم بحذاء الملك، فدعاه الى منزله فأطعمه طعاما فيه ثوم فخرج الرجل من عنده وقام بحذاء الملك فقال كعادته أحسن الى المحسن باحسانه فإن المسئ سيكفيه إساءته فقال له الملك ادن مني، فدنا منه ووضع يده على فيه مخافة أن يشم الملك منه رائحة الثوم، فقال الملك في نفسه ما أرى فلانا الا صدق، قال وكان الملك لا يكتب بخطه الا بجائزة أو صلة، فكتب الرجل كتابا بخطه الى عامل من عماله كتب فيه، إذا اتاك حامل الرسالة هذه فاذبحه واسلكه واحش جلده تبنا وابعث به اليَّ، فأخذ الرجل الكتاب وخرج وهو لا يدري ما الذي كتب في الكتاب فلقيه الرجل الذي سعى به واطعمه الثوم، فقال ماهذا الكتاب، قال خطَّا الملك لي صلةً، فقال الحاسد هبه لي فقال له: هو لك، فأخذه ومضى به الى العامل، وقال العامل له: أتدري ماذا في الكتاب؟ قال: هبه لي. قال في الكتاب اني اذبحك وأسلخك، فقال ان الكتاب ليس لي، بل هو لفلان أعطاه اياه وانا اخذته منه، فالله الله في امري حتى تراجع الملك.قال العامل: ليس لكتاب الملك مراجعة. فذبحه وسلخه وملأ جلده تبناً وبعث به الى الملك.ثم عاد الرجل كعادته الى الملك وقال مثل قوله: أحسن الى المحسن باحسانه فإن المسئ سيكفيه إساءته، فعجب الملك وقال: مافعل الكتاب؟ قال: لقيني فلان فاستوهبه مني فوهبته.قال له الملك: إنه ذكر لي انك تزعم أني صاحب رائحة كريهة قال: ما قلت ذلك.قال له الملك: اذا لماذا وضعت يدك على فيك حين دنوت مني.قال: لانه اطعمني طعاما فيه ثوم فكرهت ان تشمه.قال: صدقت.ارجع الى مكانك، فقد كفا المسئ إساءته (ولا
نهما، فإذا لم يستطع حصوله عليها تمنى زوالها عن المنعم عليه. الرابعة: حسد الغبطة ويسمى حسداً مجازاً وهو تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه من غير أن تزول عنه فهذا الحسد محمود كماجاء في الحديث الصحيح في قوله صلى الله عليه وسلم (لا حسد إلا في إ ثنتين رجل أتاه الله القران فهو يقوم به آناء الليل وأناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)) فأنت تتمنى أن تكون مثله، مع بقاء تلك النعمة عنده وهذا الحسد معناه الغبطة، وقد يجوز ان يسمى ذلك منافسة ومنه قوله تبارك وتعالى ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26].
والحسد خلق ذميم، وصفة وضيعة، حقيرة لا تكون إلا في النفس العاجزة، المهانة التي تعجز عن فعل الخير، وتتمني زواله من غيره حتي يكون العاجز والعامل سواء كما قال تعالى (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء).
فالحسود عدو النعمة متمن زوالها عن المحسود كما زالت عنه هوفمن كان يحب الله واليوم الآخر فلينتهي عن هذه الصفة إن كانت فيه وليحذر عقاب الله في الدنيا والآخرة ومن لم يكن من أهلها فليحمد ربه حمداً كثيرا علي ذلك فإن الآفة الوضيعة تقتل صاحبها وتهينه وتجعله من السافلين.
وأصل الحسد والعداوة التزاحم على غرض واحد ومنشأ ذلك كله،، حب الدنيا فإن الدنيا هي التي تضيق على المتزاحمين وأما الآخرة فلا ضيق فيها.
وأنه بحسب فضل الإنسان وظهور النعمة عليه يكون حسد الناس له، فإن كثر فضله كثر حساده وإن قل فضله قلوا، لأن ظهور الفضل يثير الحسد، وحدوث النعمة يضاعف الكمد..
العنصر الثالث: أسباب الحسـد:-
إن الحسد مرض ينشأ من ضعف الإيمان بالقضاء والقدر وقلة الفهم لمعاني الأسماء والصفات.
فالحاسد لو كان عنده إيمان قوي بقضاء الله وقدره ما حسد الناس على ما قضاه الله وقدره، ولو كان عنده علم وفهم لاسمي الله: العليم والحكيم ما حسد؛ لأن الله حكيم في قضائه وقدره وعليم بخلقه، فمن علم ذلك انكف عن حسده.
إن الحاسد صاحب نفس خبيثة تكره رؤية النعمة بادية على الآخرين؛ ولهذا يتمنى الحاسد زوال النعمة عن المُنْعَم عليه. ذكر العلماء دواعي الحسد، فذكروا منها:-
1- بُغض المحسود، فإذا كانت له فضيلة تُذكر أو منقبة تُشكر ثارت نفس من أبغضه حسدًا. ولا يفارقه فإذا أصاب عدوه بلاء فرح وإذا أصابته نعماء ساءه ذلك.
جاء في تفسير القرطبي في قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما). قال في قوله (أم يحسدون......) قال هم اليهود والناس يعني النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن إبن عباس ومجاهد وغيرهما قالوا (حسدوا محمد صلى الله عليه وسلم على النبوة وحسدوا أصحابه على الإيمان به ولا زالت آثار حسدهم تظهر يوما بعد يوم).
2- الكبر والعجب كأن يظهر من المحسود فضل يعجز عنه الحاسد فيكره تقدمه فيه، فيثير ذلك حسدًا، فالحسد هنا يختص بمن علا مع عجز الحاسد عن إدراكه.
وكان حسد الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم قريبا من ذلك،، قال تعالى( وقالوا لولا نزل هذا القران على رجل من القريتين عظيم) الزخرف.، وقالوا عن المؤمنين: (أهؤلاء من الله عليهم من بيننا)).
3- حب الرئاسة والجاه ومثاله أن الرجل الذي يريد أن يكون عديم النظير في مجال من المجالات أو فن من الفنون إذا سمع بنظير له في مكان ما ساءه ذلك وأحب هلكه أو زوال نعمته التي يشاركه بها وذلك لحب الرئاسة والجاه والإنفراد به. لقد التقى أبو جهلٍ، وأبو سُفيان بن حرب، والأخنسُ بن شريق، وقدِ انصرفوا من حوْلِ بيْتِ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم وقد جاءوا لا يَعرف كلُّ واحد منهم من خبر الآخَر شيئًا، يستمعون إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يتلو القُرآن الكريم، وكان ذلك لقاءَهم الثالثَ، وتعاهدوا أن لا يعودوا لِمثلها فيُرَوْا على غيْرِ ما يعهدهم الناس، وفي صباح اليوم الثالث، دلَف الأخنسُ بن شريق إلى بيْتِ أبي جهل، يستطْلِعُ الأثَرَ الذي تركَه سَماعُ القرآن الكريم من فَمِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفس أبي جهل، ويسألُ الأخنس: فيم سَمع من محمد؟ ويردُّ أبو جهل: ما سمعت! (أي مثل ما سَمعتَ يا أخنس): "تنازعنا نَحن وبنو عبدمناف الشَّرفَ: أطعموا فأطعمْنا، وحَملوا فحملْنا، وأعطَوْا فأعطَيْنا، حتَّى كنَّا كفرَسَيْ رهان قالوا: منَّا نبيٌّ يأتيه الوحي من السماء، فمتى نُدْرِك مثلَ هذه؟ واللهِ، لا نُؤمِنُ به أبدًا، ولا نُصدِّقُه". وانكشف للأخنس ما انطَوَتْ عليْهِ نفسُ أبي جهل، لقد كان الحسد، فهو وراءَ كلِّ تلك الخصومة، واللَّدَد، والمقاومة الشديدة للإسلام ونبيِّه.
أمــا بــعــــد - فيا عباد الله :
نأتي إلى العنصر الثاني الذي نحتاج إليه في هذا الزمن، وهو: الألفة والاتحاد ولمّ الشمل؟.
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم، وللبخاري نحوه: "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وما آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار إلا وهو يعرف فوائد الاتحاد ولم الشم، وما استاء الأعداء من
شيء استياءهم من اتحاد المسلمين! وهل فُتحت البلاد، وظهر الإسلام إلا بالاتحاد؟! وهل أصبح المسلمون آنذاك أقوياء أعزاء شرفاء علماء سادة للدين والدنيا إلا بالاتحاد؟!.
لقد كان المسلمون في منتهى العزة، يخافهم الزعماء، ويخشى من بأسهم الرؤساء، حتى تفرقوا شيعا وأحزابا، وتعددت مذاهبهم خطأ وصوابا، وكلٌّ يكيد لغيره؛ بل قد يكفره والعياذ بالله!.
ولقد عجبنا -وما لنا لا نعجب- كيف يختلف المسلمون ودينهم التوحيد؟! كيف يفترقون وهم يعلمون ما في الفرقة من الفساد؟! فيم الفرقة؟ فيم الشقاق؟ فيم البغضاء؟ فيم الشحناء؟ والإسلام ديننا، وعقيدة التوحيد شريعتنا.
فيم الفرقة؟ والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال – كما في المسند -: "الجماعة رحمة، والفرقة عذاب"! أين ما أملت عليه شريعتنا من أواصر المحبة والحنان؟!.
أين نحن من ذلكم الرجل المهاجر الذي يترك دينه ووطنه، ويفر بدينه، وإذا بأمامه أبناء الإسلام، فتيان يثرب، كلهم شوق بمقدمه. ما كان بينهم وشيجة صهر أو عمومة، وما ربطت بينهم منفعة أو مصلحة؛ إنما هي عقيدة الإسلام! وما هو إلا أن يحط رحله عند المسجد حتى يلتف به الغر الميامين، كلهم يدعوه إلى بيته، يفديه بنفسه وماله.
حتى ذكر البخاري في صحيحه أنه ما من مهاجري إلا نزل على أنصاري بقرعة، فخُلد هذا الفضل أبد الدهر، بل ظل غرة مشرقة في جبين الزمان! (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ) [الحشر:9].
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما في الصحيحين: "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو فني طعامهم، أو قل طعام عيالهم في المدينة، جمعوا ما كان عندهم في إناء واحد ثم اقتسموه، فأنا منهم وهم مني".
وأنت، إذا قرأت وطالعت سير السلف من أبناء الصحابة، تجد ما يقر عينك، ويبهج سمعك، ويثلج صدرك.
تجد رابطة الإخاء في الإسلام، تلك الرابطة التي قادتهم إلى النصر في الدنيا، وإلى الرضوان في الآخرة، وهي كفيلة في هذا الزمن أن تقودهم إليهما!.
فلن يتبدد الظلام، ولن يسود الأمن والأمان، إلا في ظل الإسلام وتشريعاته؛ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما في صحيح مسلم: "لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جُعلت عافيتها في أولها -أي: سلامتها من الفتن- وسيصيب آخرها بلاء وفتن، وأمور تنكرونها، تأتي فتن يرقق بعضها بعضا، يقول المؤمن: هذه الفتن مهلكتي مهلكتي! ثم تنكشف، وتأتي أخرى فيقول: هذه هذه! فمن أحب أن يُزحزح عن النار، وأن يُدخَل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس -أي: ليعامل الناس- بمثل ما يحب أن يُؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده، وثمرة فؤاده، فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر".
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
🎤
*خطبـة.جمعـة.بعنـوان.cc*
*احتياجنا إلى عون الله ولمّ الشمل*
*للشيـخ/ زيــد بن مســفـــر البـحـــري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
أهداف وعناصر الخطبة :
1/ عنصرا النصر اللذان يفتقدهما المسلمون اليوم 2/ هوانُ الإنسان وضعفُه 3/ صفحات مشرقات تبين أسباب انتصار المسلمين الأولين 4/ ما ينبغي عمله وقت الفتن.
*الخطبـــة.الأولـــى.cc*
أمــا بعـــد - فيا عــباد الله :
هناك عنصران اثنان مهمان يدندنان حول أوضاع المسلمين في هذا الزمن، هذان العنصران حريٌّ بكل مسلم أن يستمسك بهما، فما عض عليهما مسلم بنواجذه إلا ساد وعزّ وانتصر، أولهما: احتياجنا في هذا الزمن إلى قوة الله وإلى عونه. وثانيهما: الألفة، والاتحاد، ولمّ الشمل. هذان هما العنصران على سبيل الإيجاز.
وإليكم العنصر الأول على سبيل التفصيل: كما تعلمون -عباد الله- أن الإنسان بطبعه متعال، متكبر، عنيد، ولا يتنازع في ذلك اثنان؛ ولذا، تجدون البعض لما بلغ مرحلة من مراحل العلم، لما بلغ مكانة في العلم والقوة، عندها نسي قوة الله، وأجهر بالصراخ على نفسه يتباهى بحسن صنيعه، ويفتخر بقوة تفكيره.
لقد نسي، أو تناسى، أن الذي أوجده، أن الذي أبدعه، أن الذي منحه ذلك كله، يملك أن ينسف الدنيا في لمحة بصر، بل في ومضة عين! فمن أنت أيها الإنسان الضعيف الضئيل الهزيل؟ ألا تعلم من أنت؟ ألا تعرف كيف خُلقت؟ أنت في أول أمرك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وبين ذاك وذلك تحمل العذرة!.
وإن شئت أن تعرف عن نفسك المزيد فاجمع لي قلبك، وارع لي سمعك، تعرف من أنت. أنت الذي نزلت من مجرى البول مرتين! إذا نسيت الله، فأنت حفنة من التراب تُداس بالأقدام!.
ولو دخلنا معامل التحاليل الآدمية لنحلل ابن آدم، فمم يتكون؟ (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ) [الأنعام:2]، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ) [الروم:20].
يقول علماء الكيمياء: لو أتينا برجل وزنه مئة وأربعون رطلا، هذا الجسم يحتوي على أشياء: فيه من الكربون ما يكفي لصناعة عشرة أقلام من الرصاص، وفيه من الدهن ما يكفي لصناعة سبع قطع من الصابون، وفيه من الفسفور ما يكفي لصناعة مئة وعشرين رأس عود ثقاب، وفيه من الحديد ما يكفي لصناعة مسمار متوسط الحجم، وفيه من الماء ما يكفي برميلا يسع عشرة جالونات. فإذا ما سعَّرتَ هذه البضاعة كلها في الأسواق، فكم تساوي؟!
إنها لا تساوي عشرات الريالات! هذا هو جسد ابن آدم، إذا عصى وتكبر على الله.
لم يقل الله -جل وعلا-: فإذا سويته فقعوا له ساجدين؛ لماذا؟ لأن الطين لا يساوي شيئا، إنما قال: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) [الحجر:29]. هذا هو جسمك يا ابن آدم، وتلك هي مكوناته!.
فيا خادم الجسم كم تشقى لخدمته
أتطلب الربح مما فيه خسرانُ؟!
أقبل على النفس فاستكمل فضائلها
فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ
وامدد يديك بحبل الله معتصما
فإنه الركن إن خانتك أركانُ
إنها عقول فاسدة، ونفوس كاسدة، تلك التي لا تعطي لله قدرا، التي تسلك مسلك الحيوانات: تأكل، وتنام، وتشرب، وترعى. بل أضل! وأضل! (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63]. هذه هي الصفحة المظلمة.
وإليكم الصفحة المشرقة الوقّادة المضيئة، أنتقل بكم عبر صفحات التاريخ صفحة تلو الأخرى لنقف على صفحة مضيئة مشرقة وقَّادة بالإيمان، تلك الصفحة هي صفحة سيرة صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-. نقف أمام هذه الصفحة لنتملَّاها، ونشم عبيرها، ونستشف فوائدها.
أمةَ الإسلام هيا وابعثـي
ذكر النبيِّ وصحبه الأخيارِ
قد جاهدوا في الله حق جهـده
وتسابقوا للبذل والإيثــار
فتحوا من الأمصار كل محصنٍ
لله ما فتحوا من الأمصـار
سادوا وعزوا حين كان شعارهم
الله أكبر وهو خير شعـارِ
أخلِقْ بنــا أن نقتفي آثـارهم
فخلودنا ... في هذه الآثار
فلقد كانت معهم القوة، قوة من الله لا تُغلب، وعزيمة من الله لا تضعف، ونصر من الله لا يُهزم.
هذا خالد بن الوليد -رضي الله عنه- يقف عند حدود الفرس في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، يبعث برسالة إلى كسرى يضمنها قوله: "يا كسرى، أسلم تسلم، وإلا جئتك برجال يحرصون على الموت كما تحرصون أنتم على الحياة".
فوقعت الرسالة في يد كسرى فارتعد، واستنجد بمن حوله، فكانت الإجابة من بعضهم: "لا طاقة لنا بهؤلاء الرجال الذين لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها".
فعزم حينها كسرى على مقاتلة المسلمين، واستعد للمسلمين بجيش يزيد على مائة وعشرين ألف مقاتل، بينما عدد جيوش المسلمين لا يزيد على الثلاثين ألفاً.
للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ)) (يوسف 31-32) ..
ودخل السجن مظلوماً ومكر الله له.. ثم خرج ملكاً يحكم في الأرض.. وبيده خزائن الأموال... وجاء اخوته يطلبون.. ويسألون ويستجدون ..
أين ذهب مكرهم ؟
واين خططهم ؟
ذهبت وعادت عليهم وبالاً ..
والله عز وجل يقول :(( وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)) [فاطر: 43] ..
عبــــاد الله :-
كم نحن بحاجة إلى تصفية قلوبنا من الحقد والحسد والغل ..
كم نحن بحاجة.. إلى تزكية أخلاقنا.. بعيداً عن الكبر والظلم والعدوان ..
كم نحن بحاجة إلى تقوية صفوفنا... بعيداً عن العصبية.. والتنافس على الدنيا.. وتدبير المؤامرات على بعضنا البعض ..
كم نحن بحاجة..إلى إيمان بالله.. يوجه تصرفاتنا وأعمالنا نحو الخير.. وبناء مجتمعاتنا وأمتنا.. بعيداً عن تصيد الأخطاء.. ونشر الأكاذيب... وإشاعة المنكر... وزعزعة الأمن.. وسفك الدماء.. وقطع الطرقات.. وتعكير صفو السلم الاجتماعي في البلاد... من أجل مصالح تافهة.. وشهوة عابرة ..
ما أحوجنا إلى مراقبة الله.. واستشعار عظمته وقوته ومكره وغضبه.. من أعمال السوء وأخلاق السوء .. حتى نبتعد عن كل مساوئ الأخلاق... ونستغل قدراتنا وطاقاتنا في مواجهة أعداء الأمة..ومكرهم وخططهم.. التي يحيكونها.. وينفذونها عند ضعفنا وتفرقنا ..
ولنتعامل جميعا مع بعضنا البعض..بأخلاق العظماء.. وسلوك الأتقياء.. مقتدين برسولنا صلى الله عليه وسلم.. وأصحابه الذين نشروا الخير في الآفاق.. وأقاموا العدل في كل بلاد ..
وليقف الجميع صفاً واحداً ..ضد كل من يحاول الإفساد والمكر والخداع في هذه الأرض ،...ففي ذلك النجاة والسعادة.. والحياة الطيبة للجميع..
ذلك أن عاقبة المكر وآثاره.. لن تستثنى أحد سواء كانوا أصحابه أوالساكتين عنه..أو الراضين به.. ولن تكتب النجاة.. إلا لأصحاب الحق والخير ..
قال تعالى : ((فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )) (سورة النمل: 52) ..
اللهم أهدنا لأحسن الأخلاق واصرف عنا سيئها وخذ بنواصينا إل كل خير ..
-بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم...
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ...
الخطــــبة الثانــية👇
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
أما بعد:
عبــــــــاد الله :-
إن علينا جميعاً أن نحذر من مكر الله،.. و الذي يأمن من مكر الله وغضبه.. وهو قائم على المعاصي والذنوب... فقد ارتكب كبيرة من الكبائر.. يحتاج إلى توبة نصوح ،..
وعليه أن يراجع إيمانه بالله...فلا يغتر أحدنا بعمله مهما كان ، ..
ولا يغتر بحلم الله عليه.. وهو مفرط في عمله.. ومقصر في واجباته.
والمطلوب من كل مسلم... أن يحسن العمل ويتقنه وأن يحسن الظن بربه ..
فبعض الناس.. يعتقد وهو قائم على المعاصي والذنوب.. ومقصر في واجباته... وبالمقابل يعطيه الله الكثير من النعم... أنها دلالة على حب الله له ورضاه عنه ..
..كلا .. فهذا استدراج من الله .. فلا تأمن مكره،..
قال تعالى:(( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )).. ( الأعراف96-99) ..
-أيها الأحبة:
خطب ابن الجوزي، رحمه الله، الناس،.. أيام الغزو الصليبي لديار المسلمين.. في الجامع الأموي بدمشق، فقال:
*أيّها الناس،*
مالكم نسيتم دينكم، وتركتم عزتكم،..
وقعدتم عن نصر الله، فلم ينصركم؟! حسبتم أن العزة للمشرك،
وقد جعل الله العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
يا ويحكم، أما يؤلمكم ويشجي نفوسكم مرأى عدو الله وعدوكم
يخطر على أرضكم التي سقاها بالدماء آباؤكم، يذلكم ويستعبدكم وأنتم كنتم سادة الدنيا،
أما يهز قلوبكم.. وينمي حماستكم.. مرآى إخوان لكم قد أحاط بهم العدو،..
وسامهم ألوان الخسف،.. أفتأكلون وتشربون... وتتنعمون بلذائذ الحياة..
وإخوانكم هناك يتسربلون اللهب، ..ويخوضون النار،.. وينامون على الجمر؟!
*يا أيّها الناس...*
إنها قد دارت رحى الحرب، ونادى منادي الجهاد، وتفتحت أبواب السماء،
*فإن لم تكونوا من فرسان الحرب،..فافسحوا الطريق للنساء يدرن رحاها،*
*واذهبوا فخذوا المجامر والمكاحل.. يا نساءً بعمائم ولحى. !*
*فإلى الخيول، وهاكم لجمها وقيودها.*
🎤
خطبة جمعة بعنوان👇
(وقفات بين مكر الله ومكر البشر)
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الحمدُ لله مُجزِل العطايا مسبِل النِّعَم، ...
رافِع البلايا دافِع النِّقم،.. يعلَم الخفايا ويرى ما في الظُّلم، ..
-أحمده تعالى وأشكره.. خَلقَنا من العدَم.. وأمدَّنا بالنّعم،..
هدانا للإسلام؛.. فللّه الحمد مِن قبلُ ومِن بعد..
-وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، مجيب الدعاء كاشف البلوى.. عالم النجوى..
أنت الملاذ إذا ما أزمة شمـلت
وأنت ملجأ من ضاقت به الحيل
أنت المنادى به في كل حـادثة
أنت الإله وأنت الذخر والأمل
أنت الرجاء لمن سدت مذاهبه
أنت الدليل لمن ضّلَّتْ به السبل
إنا قصدناك والآمال واقعة
عليك والكل ملهوف ومبتهل
وأشهد أنّ سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا وقائدنا وقرة أعيننا... محمّدًا عبده ورسوله،... بلّغ الرسالة وأدّى الأمانةَ.. ونصح الأمّة. وجاهد في الله حقَّ جهاده... تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك... ولا يتبعها إلا كل منيب سالك،...
صلّىٰ عليك مَن اصطفاكَ كريمَــا
لتقيــمَ نهْجًــا من هُــداهُ قَويمَــاَ
وحبَاكَ فوْقَ الفضْلِ فضلاً واسعاً
خُلُقاً كما وصفَ العظيمُ عظيمــاَ
فغدوْتَ أعظـمَ بالشّمائـلِ أُسْــوةً
بَــرَّاً رؤوفــاً بـالقلــوبِ رحيمــــاَ
يـا مَنْ هُدِيتُـمْ بالنبيِّ إلىٰ السَّنــا
صَلُّــوا عَـلَـيْـهِ وَسَلِّمُــوا تَسْلِيمَــا
صلى الله عليه، وعلى آله وصحبِه ومن سار على نهجِه وسلم تسليماً كثيراً ...
أمااااابعد:
عبادالله: فأوصيكم ونفسي المخطئة المذنبة اولا بتقوى الله:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..
أيهاالأحبةالكرام:
مع صخب الحياة .. وكثرة تكاليفها وأعمالها.. والتنافس والصراع على شهواتها ؛ وضعف الإيمان من فترة إلى أخرى ؛ ..وغياب قيم الخير في النفوس ؛؛؛
تظهر بين الناس أخلاق ذميمة... وسلوكيات خاطئة.. وأعمال سيئة ،،،
يكون أثرها خطيراً على الفرد والمجتمع ،
وتكون سبباً في الظلم والطغيان،
ومظهراً من مظاهر العدوان.. ودناءة النفس.. وخبثها.. وانحطاطها ..
من هذه الأخلاق " المكر السيئ "
وهو إرادة الشر بالآخرين اعتماداً على القوة والسلطان ، أو على الذكاء والمال والجاه ، ..
وقد يكون بأن يظهر الفرد الخير ويبطن الشر.. ويحيك المؤامرات في الخفاء ليحصل على مكاسب وأطماع دنيوية دون وجه حق ..
-وأما مكر الله... فإنه يعني... أن الله يحق الحق.. ويبطل الباطل.. ويستدرج الظلمة والعصاة.. ويملي لهم... ثم يأخذهم بذنوبهم...
والقرآن الكريم قد حذر من هذا الخلق.. وبين صفات أصحابه.. وبين أن عاقبة مكرهم سيئة.. ونهايتهم وخيمة في الدنيا والآخرة ..
قال تعالى :((وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )).. (الانفال30)..
-وقال سبحانه : (( وكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ* فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )).. (النمل48-52)..
والمكر السيء... ناتج عن ضعف الإيمان ، و خبث النفس.. ودناءة الخلق ،
ويؤدي إلى انطماس البصيرة.. وفساد العمل... وصاحبه عقوبته عاجلة غير آجلة ...
قال تعالى : (( وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ )).. (إبراهيم 45 -47) ..
عبادَ الله، إنَّ تقوى الله جلَّ وعلا
تنْجِيكُم من الكروبِ والشدائدِ،
وتوجبُ لكم الخيرَ وعظيمَ
الفوائدِ.
فاتقوا اللهَ ربَّكم
أيها المؤمنون، لعلكم ترشدون.
عباد الله.
إن ربَّكم اللهُ الذي لا إلهَ إلا هُوَ، عالمُ الغيبِ والشهادةِ الرحمنُ الرحيمُ، بيدِهِ ملكوتُ كلِّ شيءٍ وخزائنُهُ، وهو الجوادُ الكريمُ، يداه مبسوطتان، ينفقُ كيف يشاءُ، وهو البرُّ الرحيمُ، لا إلهَ إلا هو، له القدرةُ النافذةُ، والحكمةُ البالغةُ في تدبيرِ خلقِه، وأمرِ مملكتِه، يسألُهُ من في السمواتِ والأرضِ، كلَّ يومٍ هو في شأنٍ، يُعطي لحكمةٍ، ويمنع لحكمةٍ، وهو أحكمُ الحاكمين، وأرحمُ الراحمين، وأعلمُ العالمين، أرحمُ بعبادِهِ منهم بأنفسِهم، وأرحمُ بهم من آبائِهِم وأمهاتِهِم، تولَّى جلَّ وعلا تدبيرَ أمرِ عبادِه بموجبِ علمِهِ وحكمتِه ورحمتِه، كما قال جلَّ ذكرُه ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾.
فهو جلَّ وعلا يختارُ لهُمْ ما يصلحُهم، يبتليهم سبحانَه بالسَّراءِ لعلَّهم يشكُرُون، ويبتليهم بالشِّدَّةِ والضراءِ لعلَّهم يتوبون ويستغفرون، فله الحمدُ على عطائِهِ ومنعِهِ، وعسى أن تكرَهوا شيئاً، ويجعلَ اللهُ فيه خيراً كثيراً.
أيها المؤمنون.
عبادَ اللهِ، تعلمون -رحمِني اللهُ وإيَّاكم- ما حصل من تأخُّرِ المطرِ عن وقتِه في كثيرٍ من البلادِ، حتى اقشعرَّت الأرضُ، وصَوَّحَ نبتُها، وغِيضَ الماءُ، وعَظُم الضررُ، جفَّت الأبدانُ، وهزُلت الأنعامُ، ويَبِسَت الأشجارُ، فلا إلهَ إلا اللهُ على حلمِهِ بعد علمِهِ: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾، فما أصابكم عبادَ اللهِ بما كسبت أيديكم، ويَعْفو عن كثيرٍ، فما نزلَ بلاءٌ إلا بذنبٍ؛ عظةً وتذكرةً ﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾.
أيها المؤمنون.
إنَّكُم في أعظمِ ضرورة إلى ربِّكم جلَّ وعلا، فأنتم الفقراءُ المساكينُ المحاويجُ إليه، ليس لكم غنىً عن فضلِهِ، يا أيها الناسُ أنتم الفقراءُ إلى اللهِ، والله هو الغنيُّ الحميدُ، فلا غنىً بكم عن رحمتِهِ ونعمتِه، فلا يغرنَّكم يا عباد الله أنَّ أحدَكم في هذه الأيامِ المتأخرةِ يجدُ الماءَ بلا عناءٍ، فما هو إلا أن يفتحَ صنبورَ المياه حتى يحصِّلَه.
فاتقوا الله عباد الله :
فإن عذابَ اللهِ إذا جاءَ لا يردُّ عن القومِ المجرمين، فها هي البلادُ، التي تجرِي من تحتِها الأنهارُ، تَضَعُ الخططَ والدراساتِ لمواجهةِ قِلَّةِ مواردِ الماءِ.
فاتقوا الله عباد الله، احذروا غضبَه، وشديدَ عقابِهِ، فهو القائلُ: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ﴾.
خُذوا أيها المؤمنون :
بأسبابِ الرحمةِ والمغفرةِ، عسى اللهُ أن يبدِّلَ حالَكم، ويجيبَ سُؤْلَكم.
أيها المؤمنون.
إن لنزولِ الرحمةِ وحصولِ الغيثِ أسباباً شرعيةً، لابد من أخْذِها واعتبارِها، فمن تلك الأسبابِ:
تقوى اللهِ، فواللهِ ما استُجلِبَت الخيراتُ، ولا استُدفِعَت البليَّاتُ، بمثلِ تقوى اللهِ، ربِّ الأرضِ والسمواتِ، قال تعالى:﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ .
فمفتاحُ بركاتِ السماءِ وخيراتِ الأرضِ تقوى اللهِ العزيزِ الحكيمِ، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾ .
فاتقوا اللهَ أيها المؤمنون :
قُومُوا بما أوْجَبَ اللهُ عليكم من الفرائِضِ والواجباتِ، واجتنبوا المعاصيَ والسيئاتِ، مُرُوا بالمعروفِ، وانهوا عن المنكرِ، وأطيعوا اللهَ ورسولَه لعلكم ترحمون، قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾، فإذا أخذتم يا عباد الله بهذه الأسبابِ، فأبشِروا، فإن اللهَ قد قال: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً﴾.
أيها المؤمنون.
إن من أسبابِ نزولِ الغيثِ والرحمةِ: الإحسانَ إلى الخلقِ، قال تعالى:﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً﴾ .
وقال صلى الله عليه وسلم : «إنما يرحم الله من عباده الرحماء».