zadi2 | Unsorted

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Subscribe to a channel

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

خطبة إستسقاء 🎤 بعنوان
*أتعجبون من تأخر الغيث؟*
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله الواحد بلا شريك، العليم بلا ظهير، القوي بلا نصير، خلق الخلق لعبادته، وما خلقهم ليستكثر بهم من قلة، أو ليستظهر بهم من قلة علم، أو ليستعز بهم من ضعف، سبحانه وتعالى عن ذلك! فهو القوي وحده لا شريك له.

الحمد لله الولي الحميد، المبدئ المعيد، المؤمل لكشف كل كرب شديد، والمرجو للإحسان والفضل والمزيد؛ نحمده سبحانه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، لا نحصي ثناء عليه،

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

أما بعد :

عباد الله:

اتقوا الله تعالى وأطيعوه، وتوبوا إليه، واعلموا أن الذنوب والمعاصي تضر، ولا شك في ضررها على العباد والبلاد،
وإن مما يعين العباد على تجنبها أن يعلموا أن عواقب الذنوب أليمة، ومراتعها وخيمة، وأن الذنب الواحد لا بد أن يضر القلب وتوابعه من الجوارح، كما تضر السموم الأبدان بحسب القلة والكثرة،

وإذا علم العباد خطر معصية الله، وعظم الذي يعصونه، وتذكروا أن كل شر وبلاء وقع بالعبيد أنفسهم، أو بغيرهم من المسلمين، إنما وقع بسبب الذنوب والتهاون في فعلها كفوا عنها.


عباد الله:

إذا أدرك المسلم آثار الذنوب والمعاصي في أمم سادت ثم بادت، وملكت ثم هلكت، وكيف أحدثت لهم من الله أنواع العقوبات والبلاء، أعانه ذلك على اجتنابها، والإقلاع عنها،

فاجتهدوا يا عباد الله!
اجتهدوا في طاعة ربكم، والبعد عن معصيته،
وتوبوا إلى الله بالعودة والرجوع إليه، فإنه ما تقرب إلى الله بشيء أحب إليه من ترك معصيته والقيام بأمره.

ذكر الإمام أحمد عن صفية قالت: [زلزلت المدينة على عهد عمر فقال: يا أيها الناس! ما أسرع ما أحدثتم؟ لئن عادت لا تجدوني فيها].

وفي رواية أخرى: [أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما زلزلت الأرض على عهده قال: ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه، والذي نفسي بيده لئن عادت لا أساكنكم فيها أبدا].

وذكر أن رجفا حدث في عهد عمر بن عبد العزيز، فكتب إلى الأمصار: [أما بعد فإن هذا الرجف شيء يعاقب الله عز وجل به العباد، وقد كتبت إلى سائر الأمصار أن يخرجوا في يوم كذا وكذا، في شهر كذا وكذا، فمن كان عنده شيء فليتصدق به؛ فإن الله عز وجل قال: {قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى} [الأعلى:14 - 15] .
وقولوا كما قال آدم: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} [الأعراف:23]،
وقولوا كما قال نوح: {وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} [هود:47] ،
وقولوا كما قال يونس: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} [الأنبياء:87]]..


أيها الأحبة في الله:

قد يغتر بعض الناس بفعله للمعصية؛ ولا يجد بعد معصيته فتنة، أو بلية تصيبه،
فيظن أن ذنبه يسير، أو أنه لا خطر عليه في فعل هذا الذنب،
فهو كما يقول القائل:

إذا لم يغبر حائط في وقوعه**
فليس له بعد الوقوع غبار

وقد نسي ذلك المسكين أن الذنب له من الشؤم والآثار القبيحة، المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله.

ومن آثار الذنوب والمعاصي:
ما عد ابن قيم الجوزية في كتابه الداء والدواء أربعة وسبعين أثرا من آثار الذنوب والمعاصي، لا تخطئ العبد المذنب واحدة منها إن لم يجتمع عليه جميعها،
ومن هذه الآثار: وحشة القلب، حرمان العلم، والعلم نور تطفئه المعصية.

ومن آثار الذنوب والمعاصي: أن يحرم العباد الأرزاق بالذنوب التي يصيبونها، كما في الحديث.

ومن آثار الذنوب: أن يجد العباد وحشة بينهم وبين ربهم، وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه بقية حياة،

أما صاحب القلب الميت فهو كما قال القائل:

من يهن يسهل الهوان عليه**
فما لجرح بميت إيلام

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فأين الغيرة الإيمانية؟!
وأين الحميّة الإسلامية؟!
وأين الشهامة الإنسانية؟!

وعلى الصعيد العالمي والدولي، هناك حروب وحوادث، ومكائد وكوارث، فتنٌ وبلايا، ومحن ورزايا، ظلم وإرهاب، وفوضى واضطراب .

أيضمن لي فتى تركَ المعاصي
وَأَرْهــَنُهُ الكـــفـالـــة بالخـــلاص

أطاع اللهَ قومٌ فاستراحوا
ولم يتجـــرعوا غُصــص المــعاصــي


أيها الناس:
ذنوب العباد تجلب النقم، وترفع النعم، وتستمطر العذاب وتحبس الغيث عن الناس وما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة..
﴿فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ [يونس: 98]..


قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم
فاستغفروه انه غافر الذنوب والخطيئات ...





-:(( الخطبـــة.الثانيـــة )):-

الحمد لله لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم...

أما بـــعــــــد :

عباد الله :
نزول الغيث وسقيا العباد والبلاد له أسبابٌ مبينةٌ في الكتاب والسنة،
فمن أسباب نزول الغيث:

– الاعتصام بالكتاب والسنة، فهما طريق الفلاح والاستقامة. قال تعالى: "وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً".

– ومن أسباب سقيا العباد :
تقوى الله تعالى كثرة المتقين في الأمة؛ لأن تقوى الله -تبارك وتعالى- جامعةٌ للخير كله..
قال الله -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [الأعراف: 96

– ومن أسباب سقيا العباد:
كثرة الاستغفار بحضور قلبٍ وندم قال الله -تعالى- عن نوحٍ -عليه السلام-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً * مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً) [نوح: 10 – 13]

يقول ابن كثير رحمه الله :
في تفسير هذه الآية أيها الناس
أنكم إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه ، وأطعتموه ، كثر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الأرض، وأنبت لكم الزرع ، وادر لكم الضرع وأمدكم بأموال وبنين ...

وقال تعالى عن هودٍ -عليه الصلاة والسلام-: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ) [هود 52]...

وقال شعيب عليه السلام لقومه : ((وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ))
وروي في الحديث: "من لزِم الاستغفار جعَل الله له منْ كل همٍّ فرَجَا ومِنْ كلِّ ضيقٍ مخْرجَا، ورزقه من حيث لا يحتسب". رواه ابو داود وابن ماجة واحمد فبالاستغفار. تدفع النقم والمحن والبلايا..

فالاستغفار هو دعوة الانبياء والمرسلين. ومطلب الصديقين.. وأمنية المذنبين والتائبين ...


عباد الله :
علينا بالاستغفار لأننا محتاجون إلى رحمة الله ومغفرته علينا بالاستغفار علينا بالاستغفار لآن منا من ترك اليهود والنصارى وسل لسانه على إخوانه بالغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء،
فبالاستغفار تغفر الخطايا والذنوب وبالاستغفار تكون البركة في الأرزاق وبالاستغفار يأمن الناس في حياتهم وبعد مماتهم

– ومن أسباب نزول الغيث: التوبة إلى الله من كل ذنب؛ فالتوبةُ جامعةٌ لكل خير، رافعةٌ لكل بلاء وعقوبة..
قال الله -تعالى-: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ..) [هود: 3]،
وقال -تعالى-: (.. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31].

– ومن أسباب نزول الغيث: ردّ المظالم، وسلامةُ الصدور من الغلِّ والحسد والكِبر والرذائل.

– ومن أسباب نزول الغيث:
الصدقاتُ والإحسان إلى الخلق: (..وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195]،
وقال -تبارك وتعالى-: (.. إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 56]...
وقال صلى الله عليه وسلم : «إنما يرحم الله من عباده الرحماء»...

فأحسنوا أيها المؤمنون على فقرائِكم وأهلِ الحاجةِ منهم، فإن الجزاءَ من جنسِ العملِ، هل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسانُ؟!

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

خطـــبــــة 🎤 بعـــنـــــــوان
نعمة الغيث .. بين أسـباب المنع والعـطاء ..!!
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخطبـــة.الاولـــى...

الحمد لله الذي انزل الفرقان
على عبده ليكون للعالمين نذيراً،
الحمدلله الخلاق العليم خلق كل شيء بقدرته،
ودبر ما خلق بحكمته ، وسعت رحمته كل شيء، أوجد الكون ودبره، وخلق الإنسان من نطفة فقدره ، ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ، إليه تُرفَع الشكوى ،
هو الغني عن عباده {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }..

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إنه كان بعباده خبيراً بصيراً ،

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله ربه بين يدي الساعةِ بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً بلغ الرسالة وأدى الامانة صلوات رب وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه،أئمة العلم والهدى ومصابيح الدجى وسلم تسليماً كثيراً ...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]..

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

أمـا بعـــد -

عبــاد الله :

الماء أصل النماء الفائق على الهواء والغذاء والكساء والدواء ،
هو عنصر الحياة وسبب البقاء من الذي أنشأه من عناصره إلا الله؟!
ومن الذي أنزله من سحائبه إلا الله؟!
(( أَفَرَءيْتُمُ ٱلْمَاء ٱلَّذِى تَشْرَبُونَ أَءنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ ٱلْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاء جَعَلْنَـٰهُ أُجَاجًا فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ [الواقعة: 68-70]
((وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَاء كُلَّ شَىْء حَيّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ)) [الأنبياء 30

إن المطر نعمة عظيمة من نعم الله الكثيرة تنتج عن هذه النعمة نعمٌ أخرى تصلح بها الحياة الدنيا .

والمطر مظهر من مظاهر رحمة الله تعالى بعباده ورأفته بهم مع كثرة ذنوبهم التي هي سبب لحجب هذه الرحمة عنهم،
قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ﴾ [الفرقان: 48]..
وقال: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الشورى: 28]..



عباد الله :

إن الله تعالى بلطفه ورحمته قد أنزل هذه النعمة على عباده ما استقاموا على طاعته بقدر حاجتهم،
فلم يجعلها تعالى دائمة الهطول فتفسد عليهم حياتهم بل إنه تعالى جعل لها مخزنًا تخزن فيه إلى وقت الحاجة وهو باطن الأرض لتستخرج وقت العوز إليها وذلك حينما تزيد على حاجة الإنسان..

قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ [المؤمنون: 18 - 19]..


أيها الأحبة :

لو فكّر الإنسان -في انقطاع هذه النعمة عنه ،
هل سيعيش بدونها؟
وهل سيدوم بقاؤه بفقدها؟
قال تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾ [الملك: 30]...

فلا حياة في الدنيا إلا بهذه النعمة..

والمطر ذكرى تذكِّر من سُقوا بالشكر وتذكر من مُنِعوها بالتوبة ليستحقوها،
قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الفرقان: 50].

غير أن المطر قد يتأخر نزوله لأسباب يجنيها الناس بأيديهم، ويقارفونها بِفِعالهم،
فيكون ذلك جزاء لهم على ضعف إيمانهم، وتنبيها لهم على بعدهم عن ربهم.

والأسباب كثيرة، نقتصر منها على أربعة:

1- الكبرياء في الأرض والتعالي على الخلق والافتخار بالمال، أو الجاه أو المنصب أو السلطان. فالغيث لا ينزل إلا بإظهار التضرع لله والانكسار بين يده...
قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُون ﴾..

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي جعل التاريخ مرآةً تعكس سنن الله في خلقه، وجعل العاقبة للمتقين، وفضّل المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صادق الوعد الأمين.
وبعد

■ فما أشبه الليلة بالبارحة! فإنك لتنظر إلى غزة اليوم، فتكاد ترى في مآسيها ظل الزلاقة يعود! تلك المعركة التي وحّدت الأمة بعد فرقتها، وغزة التي تكشف اليوم عورات المفرّطين والمنافقين.
تشابهت الظروف… فكما كانت الأندلس ممزقة بين ملوك طوائف متناحرين، يتنازعون الرايات، ويتسابقون في التقرّب إلى أعدائهم، فها هي أمتنا اليوم على حالٍ لا يخفى: أممٌ عربية متفرقة، وحكّام يتنازعون الزعامة، والعدو الصهيوني الغاشم يبطش بأهل غزة بلا رحمة، فيقتل الأطفال والنساء، ويدك البيوت فوق رؤوس ساكنيها، ويتفاخر على رؤوس الأشهاد بجرائمه، دون رادع من ضميرٍ عالمي أو وازع ديني.
أين هي المواقف الرسمية؟
أين الجيوش الجرّارة التي تتبختر في الاستعراضات؟
أين المنظمات التي طالما صدّعت رؤوسنا بالشعارات؟
لقد بان العجز الرسمي العربي عن حماية غزة؛ بل عن حماية كرامته هو! صمتٌ مطبق، أو بيانات هزيلة، أو "شجبٌ" خجول لا يُسمن ولا يغني من جوع؛ بل تجاوز الأمر إلى ما هو أدهى: تواطؤ وخيانة تحت شعار "المصالح الوطنية"!
رسائل تُبعث، واتصالات تُجرى، وحصار يُشد، ومعابر تُغلق، وكأن غزة هي العدو، لا تل أبيب! قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة: 51]
وما هذا إلا ما فعله بعض ملوك الطوائف مع ألفونسو، لما بايعوه سرا، وخضعوا له طمعا في أن يُبقي لهم "عرشا" فوق أطلال الأندلس.
وما أشبه الليلة بالبارحة!

ثم انظروا إلى موقف بعض الجماعات الدينية، ممن يُحسبون على الإسلام، فإذا بهم يسوّغون الخذلان، ويبرّرون السكوت عن نصرة غزة، بدعوى "اختلاف المنهج"، أو أن "الجماعة الفلانية" هي التي تحكم غزة، وكأن دماء الأطفال الأبرياء تُسأل عن المذهب قبل أن تُسفك!

يا أهل الإسلام، ألم يقل صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسلمه»؟ [رواه البخاري (2442) ومسلم (2580)].
فكيف نترك إخواننا في غزة يُسلمون للصهاينة؟! بل ونسهم في تشويههم؟!

■ عباد الله، لقد عظُمت الفتنة، واستفحل الخذلان، حين صار الدين ستارا للخيانة، والمقدسات تُستعمل ذريعةً لترك النصرة، والخطاب الديني ينقلب على رأسه، فيجعل من المجاهدين "خوارج"، ومن العدو الصهيوني "شريكا في السلام"!
إنه الانحراف الفكري والديني، الذي يجعل بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة، يقلبون الموازين، فيُحرمون الدعاء للمجاهدين، ويذمّون المقاومة، ويتحدثون عن "فتن المغامرين"، و"المتاجرين بالدم"، وكأن الذي يقاوم الصهيوني اليوم، هو العدو، لا من يُطبع معه ويشيد تحالفا اقتصاديا وأمنيا!
قال ابن القيم رحمه الله: «إذا رأيتَ العالم يُكثر مُداهنة الظلمة، فاعلم أن الله قد سلبه نور العلم» [مدارج السالكين، ج1، ص121].
أفيجوز أن يقال عن من يحمل السلاح في وجه العدو المحتل: مغامر؟
وأن يوصف الذي يُرابط على الثغور، بأن مشروعه فوضوي؟
وأن يُقال للمحتل الغاشم: "له حق في الأمن"؟
قال تعالى: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ، مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾
[القلم: 35–36]
بل لقد بلغ الانحراف أن يُصوَّر الصهاينة على أنهم "أهل كتابٍ نتحاور معهم"، بينما يُكفَّر المجاهدون بحجة "الولاء لإيران"، أو غيرها، في خلطٍ مؤذٍ، وخطابٍ مدمر، يُسهم في تمزيق صف الأمة، وخدمة العدو الصهيوني من حيث لا يشعر أصحابه أو – والعياذ بالله – يشعرون!
ويا ليتَ شعري: هل تصيرُ الخيانةُ ** فُتيا تُقالُ على المنابرِ جهرا؟
وهل صارَ طَعنُ المقاومِ دِيناً ** وصارَ السكوتُ عن الصهيونِ نصرا؟

عباد الله، إن الفتنة التي تفتك بالأمة اليوم ليست في قصف الطائرات فقط؛ بل في قلبِ الموازين، وتزييف المفاهيم، وانحراف الخطاب الشرعي، حتى صار يُبرّر الخيانة، ويخذل المقاومة، ويُداهن الباطل، ويُدين الحق.
فلا تبرير للخذلان، ولا شرعنة للسكوت، ولا حجة في الفتنة تُخمد واجب النصرة. قال تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾
[الأنفال: 72].

■ عباد الله، إذا رأيتم الأمة تُمتحن، ورأيتم الظلم يعلو، والعدو يبطش، والدماء تُهدر؛ فاعلموا أن الله يختبر القلوب، ويُميز الصفوف، ويرفع أقواما ويخفض آخرين.
غزة اليوم لا تطلب أكثر من موقف، لا تحتاج بياناتٍ جوفاء، ولا مؤتمراتٍ تُختتم بالتصوير الجماعي، إنما تريد رجالا، ومواقف، وقولا يُتبع بعمل.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

من الزلاقة إلى غزة: التاريخ يعيد نفسه والخذلان واحد:
إعداد حسن الكنزلي.

محاور الخطبة:
■ مقدمة تمهيدية
■ أسباب معركة الزلاقة والسياق العام
■ مشاهد من معركة الزلاقة
■ مواقف ملوك الطوائف بين النصرة والخيانة
■ الدروس والعبر من معركة الزلاقة
■ غزة اليوم... الزلاقة تتكرر
■ الفتنة باسم الدين وخذلان المقاومة
■ الموقف الصحيح الواجب اليوم
■ خاتمة

الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، نحمده سبحانه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله، أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى اللهِ - عزَّ وجلَّ - فهي وصيةُ اللهِ للأولينَ والآخرينَ، قال تعالى: "وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ" [النساء: 131].
أما بعد:

■ فإن من أعظم ما يورثه الله للأمم بعد الإيمان، أن يمنّ عليها بتاريخ عظيم يعيد تشكيل وعيها، ويربط حاضرها بماضيها، ويمدّها بدروس الحياة من غير أن تدفع ثمن التجربة من جديد؛ ولذلك فإننا حين نقرأ التاريخ، لا نقرأه للترف، ولا نتسلى بقصصه كما يتسلى الغافلون؛ بل نقرأه لتستيقظ فينا روح الأمة، ونستعيد به الوعي الذي غاب، والبصيرة التي ران عليها غبار الغفلة. قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [يوسف: 111]
أي: في قصص السابقين من المؤمنين والكافرين، من الطغاة والمجاهدين، آياتٌ وعبرٌ لأصحاب العقول الحية.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تفقَّهوا قبل أن تسودوا، وتعلموا السيرة فإن فيها عبرة"؛ ولذا كان الجهل بالتاريخ – كما نراه اليوم – هو سببٌ في تكرار المآسي والنكبات، وكأننا لم نُذبح من الوريد بعد!
نُخدع بالكلام المعسول كما خُدع من قبلنا، ونُقسم على سلامٍ لم نرَ منه إلا دمارا، ونطمئن إلى عدوٍّ لم يرَ فينا إلا لقمة سائغة!
قال ابن خلدون رحمه الله: "التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار، وفي باطنه نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق". (المقدمة).
فقراءة التاريخ ليست هواية؛ بل هي واجب شرعي وعقلي، لا تنهض أمة إلا به، ولا تصحو قلوب إلا عندما تُدق بمطارق الحقيقة من أمجادها المطمورة.

■ أيها المسلمون: نأخذكم اليوم إلى الأندلس… قبل ألف عام تقريبا؛ حيث الأرض الخضراء، والعلم والحضارة، لكن كذلك حيث التنازع والتفرق، حيث سقطت هيبة الخلافة، وتمزقت بلاد الإسلام إلى دويلات تحكمها "ملوك الطوائف"؛ كل أمير جعل لنفسه ملكا وسلطانا، وبدل أن يتحدوا لمواجهة العدو، تسابقوا في معارك التوسع والترف، فخسروا القيم، وضيعوا الهدف، وفرّطوا في الدين.

وفي غمرة هذا الضياع، خرج الطاغية "ألفونسو السادس"، ملك قشتالة، يهدد الأندلس كلها، ويطالب بجزية مهينة من كل ملوك الطوائف، ويكتب للمعتمد بن عباد ساخرا: "زدني في الجزية، فإنّ يدك في جيبي!". أي تضع يدك في جيبي متى شئت، وتُعطيني من المال ما أطلب، وكأنك عبدٌ لي أو خادم لا يملك أمره. وهنا… هنا فقط بدأ البعض يفيق من غيبوبة الترف، فقال المعتمد قولته المشهورة: "رعي الجمال عند يوسف بن تاشفين، خيرٌ من رعي الخنازير عند ألفونسو". (ابن الأثير، الكامل في التاريخ).
فأرسل يستنجد بأمير المرابطين في المغرب: يوسف بن تاشفين، الزاهد المجاهد، الذي ما ركن إلى دنيا، ولا هادن عدوا، ولا باع دينه بثمن بخس.
وقد اعترض بعض ملوك الطوائف، ونافقوا، وقالوا: نخشى أن يأتي يوسف فيأخذ الملك منا! فكانوا بذلك يشبهون من قال الله فيهم: ﴿فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ [غافر: 83].

■ وجاء يوسف بن تاشفين بجيشه من المغرب، رجالٌ يعرفون الموت كما يعرف أهل الدنيا شهواتهم، قدموا في صمتٍ لا صخب فيه، يحملون معهم عزيمة التوحيد، لا يبحثون عن ملك ولا عن دنيا؛ بل عن إحدى الحسنيين.

وقد استُقبل في الأندلس من بعضٍ بإجلال، ومن بعضٍ آخر بترقبٍ وخوفٍ وتردد، لأن بعض ملوك الطوائف فضلوا الذل تحت ألفونسو على العدل تحت يوسف!

أما يوسف، فقد جمع جيشه، ووضع خطته، وانتظر جيش العدو في سهل الزلاقة، وكان جيش النصارى أكثر عددا وعدة، لكن جيش التوحيد كان أقوى قلبا ويقينا.

وفي يوم الجمعة 12 رمضان سنة 479هـ، دارت معركة الزلاقة، وارتفعت راية الإسلام، وسقط فيها آلاف الصليبيين، حتى أُصيب ألفونسو نفسه في فخذه.
يقول المؤرخ ابن الأثير: "ولو شاء المسلمون تتبعهم لما أبقوا منهم أحدا، ولكن الليل حال بينهم وبين ذلك" (الكامل في التاريخ، ج9).

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

رجال باعوا نفوسهم لله تعالى، هم أفاضل البشر رغم أنوف المنافقين والمارقين، يجب أن تُقرأ سيرتهم، وأن تُحفظ مكانتهم كما حفظها الله تعالى؛ فقد ترضى عنهم، فقال سبحانه: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:100].

ما أجمل أن يربَّى على سيرتهم شباب المسلمين وناشئتهم، وأن يقرأها كبارهم، ما أحسن أن تعطر بها المجالس، ويقضى بسماعها وقت الفراغ؛ ففيها أحكام الشرع، وأخبار الجهاد والكفاح، وأنباء البطولات والملاحم، وفيها العبرة والعظة، فرضي الله عنهم وأرضاهم.

عبادَ اللهِ: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله، كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين، أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ثم إنهما قدما هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهما، ثم كلماه فقالا له: "أيها الملك: إنه قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء؛ فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك، وجاؤوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بَعَثَنَا إليك منهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم، فهم أعلى بهم عينًا، وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه".

قالت: فقالت بطارقته حوله: "صدقًا -أيها الملك-، قومهم أعلى بهم عينًا، وأعلم بما عابوا عليهم، فأسلمهم إليهما فلْيَردّاهُم إلى بلادهم وقومهم".

قالت: "فغضب النجاشي ثم قال: لا ها الله -أي لا والله- إذًا لا أسلمهم إليهما ولا يكاد، قوم جاوروني، ونزلوا بلادي، واختاروني على من سواي، حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم، فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما، ورددتهم إلى قومهم، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما، وأحسنت جوارهم ما جاوروني".

قالت: "ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدعاهم، فلما جاءهم رسوله اجتمعوا، ثم قال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟! قالوا: نقول والله ما علمنا، وما أمرنا به نبينا -صلى الله عليه وسلم- كائنًا ما هو كائن".

فلما جاؤوا -وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله- سألهم فقال لهم: "ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الملل؟! قالت: فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب فقال له: أيها الملك: كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة".

قالت: "فعدد عليه أمور الإسلام؛ فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا، وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا، وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، رجونا أن لا نظلم عندك -أيها الملك-".

قالت: "فقال النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟!".

قالت: فقال له جعفر: "نعم، فقال له النجاشي: فاقرأه، قالت: فقرأ عليه صدرًا من (كهيعص)، قالت: "فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته، وبكت أساقفته حتى أَخْضلوا مصاحفهم، حين سمعوا ما تلا عليهم؛ ثم قال النجاشي: "إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما ولا يكادون".

قالت: "فلما خرجا من عنده، قال عمرو بن العاص: "والله لآتينه غدًا عنهم بما أستأصل به خضراءهم، والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى ابن مريم عبد". قالت: "ثم غدا عليه من الغد فقال: أيها الملك: إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولاً عظيمًا؛ فأرسلْ إليهم فسلهم عما يقولون فيه". قالت: "فأرسلَ إليهم ليسألهم عنه"، قالت: "ولم ينزل بنا مثلها قط؛ فاجتمع القوم ثم قال بعضهم لبعض: ماذا تقولون في عيسى ابن مريم إذا سألكم عنه؟! قالوا: نقول والله ما قال الله، وما جاءنا به نبينا كائنًا في ذلك ما هو كائن".

قالت: "فلما دخلوا عليه قال لهم: ماذا تقولون في عيسى ابن مريم؟!".

قالت: "فقال جعفر بن أبي طالب: نقول فيه الذي جاءنا به نبينا -صلى الله عليه وسلم-، هو عبد الله ورسوله، وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول". قالت: "فضرب النجاشي بيده إلى الأرض فأخذ منها عودًا ثم قال: والله ما عدا عيسى ابن مريم ما قلتَ هذا العودَ، قالت: فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال. فقال: وإن نخرتم والله، اذهبوا فأنتم شيوم بأرضي -أي آمنون- من سباكم غَرِم -قالها ثلاثًا-، ما أحب أن لي دَبْرًا من ذهب وأني آذيت رجلاً منكم".

وفي رواية: "مرحبًا بكم وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي نجد في الإنجيل، وأنه الرسول الذي بشر به عيسى ابن مريم؛ انزلوا حيث شئتم، والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا الذي أحمل نعليه، قالت: وأمر لنا بطعام وكسوة". حديث صحيح عظيم، أخرجه أحمد وابن إسحاق وأبو نعيم.

وهكذا كان جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- خطيب القوم والمحامي عنهم؛ بل كان إسلام النجاشي على يديه، وتلك منقبة عظيمة. وبقي جعفر مع من بقي من المسلمين في الحبشة.

فلما ظهر الإسلام وكان عام فتح خيبر، هاجر جعفر ومن معه من الحبشة إلى المدينة، فلما رجع النبي -صلى الله عليه وسلم- من خيبر تلقاه جعفر، فالتزمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقبَّل بين عينيه وقال: "ما أدري بأيهما أنا أفرح، بقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟!". أخرجه الحاكم مرسلاً صحيحًا.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

-ومن أسباب النصر على أعداء الإسلام والمسلمين تصفية الجيش المسلم من المنافقين والمستشرقين والماسونيين والمخذلين، وأصحاب الأطماع الدنيوية،ويؤتى برجال صادقين صالحين أولي عزائم قوية هدفهم الدار الآخرة، قلوبهم غير معلقة بالدنيا أو بالمناصب والشهرة ونحو ذلك،فإن الهزيمة تأتي من قبلهم فقد رجع عبدالله بن أبي بن سلول المنافق بثلث الجيش في غزوة أحد وحصل ماحصل مما سمعتم.

فقد روى البخاري ومسلم أَبُو هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: " غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَقَالَ لِقَوْمِهِ : لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ قَدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ، وَلَا آخَرُ قَدْ بَنَى بُنْيَانًا وَلَمَّا يَرْفَعْ سُقُفَهَا، وَلَا آخَرُ قَدِ اشْتَرَى غَنَمًا، أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ مُنْتَظِرٌ وِلَادَهَا ".
فانظر يامسلم نهى هذا النبي الكريم أن يتبعه رجل قلبه مشغول بأمر دنيوي حتى لا ينهزوموا بسببه،فكيف لو كان في أوساط الجيش مفسدون وخونة عملاء لأعداء الله،فينبغي تصفية الجيش منهم من باب أولى ليأمن المسلمون مكرهم ويكفيهم الله شرهم.

-ومن أسباب النصر على الأعداء أن يكون الجهاد تحت راية شرعية واضحة لا غبار عليها،بأمر من الإمام الأعظم أو من ينوبه من الأمراء والوزراء،وأن تكون الجيش مرتبا ترتيبا عسكريا لا عشوائيا بعد إعداد العدة من الرجال الصادقين والعدة من السلاح ومستلزمات الحرب، لقوله تعالى: { وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ }[ سورة الأنفال : 60 ]

أما إذا كان المسلمون غير مستعدين للقتال وهم في حالة ضعف،فلا يلقوا بأيديهم إلى التهلكة،فإن الله تعالى لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالقتال في مكة لأنهم كانوا في حالة ضعف،وإنما أمره أن يجاهد المشركين بالقرآن وهو الجهاد بالحجة والبرهان كما قال تعالى: { فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا }[ سورة الفرقان : 52 ]

فلما هاجر إلى مكة وقويت شوكة المسلمين أذن الله لهم بالقتال كما قال تعالى: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }[ سورة الحج : 39 ]
هذه أهم أسباب النصر على الأعداء وبقي أسباب انهزام المسلمين أمام أعدائهم لايسع المقام لذكرها،سنذكرها في خطبة قادمة إن شاء الله تعالى.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وانصر الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين،اللهم عليك باليهود الغاصبين،اللهم عليك بالنصارى المعتدين،اللهم دمرهم تدميرا ،ولا تبق منهم صغيرا ولا كبيرا،اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك،اللهم أنزل عليهم بأسك الشديد الذي لا يرد عن القوم المجرمين،اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب ،اهزم اليهود شر هزيمة واجعلهم للإسلام والمسلمين غنيمة،اللهم أحصهم عددا،واقتلهم بددا،ولا تبق منهم أحدا ،اللهم لقهم الردى،اللهم أرنا فيهم يوما أسودَ،اللهم الطف بإخواننا المستضعفين في شتى بقاع العالم،اللهم انصر إخواننا في فلسطين، اللهم قوِشوكتهم، وثبت الأرض من تحت أقدامهم،اللهم تقبل شهداءهم ، وداوِ جرحاهم، اللهم أمددهم بمدد من السماء وأيدهم بجنودٍ من جنودك، برحمتك يا أرحم الراحمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }[ سورة المائدة : 51 ]
وقال تعالى: { وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }
وقال تعالى: { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ}[ سورة التوبة : 71 ]
فيجب على المؤمنين أن يتولى بعضهم بعضا، وأن ينصر بعضهم بعضا، وأن يقوم بعضهم على بعض، وأن يتألم بعضهم على بعص.

ولنا عبرة بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته حيث كانوا أشداء على الكفار متبرئون منهم،رحماء فيما بينهم متحابون في في الله ومن أجل الله،قال تعالى: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }[ سورة الفتح : 29 ]
فيجب على المسلمين أن يكونوا كتلة واحدة أمام أعدائهم، وأن يكونوا على كلمة واحدة،وعلى منهج واحد مستمد من كتاب وسنة،فلا تفرقهم قومية ولا طائفية ولا حزبية ولا مصالح دنيوية،فقد أمر الله تعالى بالاعتصام،وحذر من التفرق فقال سبحانه: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }[ سورة آل عمران : 103 ]

وبين عز وجل أن التفرق سبب للفشل والانهزام أمام الأعداء،فقال في كتابه الكريم:{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }[ سورة الأنفال : 46 ]

فلن ينتصر المسلمون على أعدائهم وهم فرق وأحزاب متناحرة حتى يتحدوا على المنهج الذي كان عليه نبيهم وصحابته،فلقد كانوا حزبا واحدا لا ثاني له، ،فلقد كانوا على قلب رجل واحد ولذلك أعزهم الله ونصرهم عدوهم.
تأبى العصي إذا اجتمعت تكسرا *** وإذا افترقت تكسرت آحادا.

لم يأتِ هذا الذل والانهزام للمسلمين إلا بعد أن فرقهم اليهود والنصارى إلى أحزاب متناحرة ودويلات متناثرة،فضربوا بعضهم ببعض فصاروا منشغلين بأنفسهم،ليسوا مستعدين لعدوهم فإلى الله المشتكى.

-ومن أسباب النصر على الأعداء طاعة أولياء أمور المسلمين من العلماء والأمراء:قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }[ سورة النساء : 59 ]
فطاعة العلماء تكون بالرجوع إليهم وعدم الصدور إلا عن رأيهم، فإنهم يعلمون مالا يعلم غيرهم،وهم الذين يعلمون الفتن قبل مجيئها،وهم الذين يقدرون النوازل،وهم الذين يميزون المصالح من المفاسد، ويعرفون الواقع من صميمه، ويدركون العواقب بما أعطاهم الله من نور العلم والعرفان،فلا يرجع في القضايا الكبيرة كمسائل الحرب والجهاد إلى الجهال والحماسيين ،ولا إلى أهل البدع الزائغين ،وإنما ترد هذه القضايا إلى العلماء الراسخين،قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }[ سورة النحل : 43 ]
وقال تعالى: { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }[ سورة النساء : 83 ]
قوله : {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ}أي إلى سنته،وقوله:{ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ}هم أهل العلم.

قال المفسر السعدي: "...وإلى أولي الأمر منهم، أهلِ الرأي: والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها.."

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

المشروط هو النصر والأمن والتمكين في الأرض،والشرط قوله تعالى: {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}

-ومن أسباب النصر ياعباد الله التوكل على الله والاعتماد عليه والثقة به،ولا ينافي ذلك العمل بالأسباب دون الاعتماد عليها،قال تعالى: { وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا }[ سورة الأحزاب : 22 ]
وقال تعالى: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) }[ سورة آل عمران : 173 إلى 174 ]

وكان سبب نزول هذه الآية أن المشركين أرادوا أن يعيدوا الكرة على المسلمين عقب غزوة أحد فيستأصلوهم فلما بلغ الخبر المسلمين قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، ثم تجهزوا واستعدوا لقتالهم بعد ما أصابهم من القتل والجراحة بل تبعوهم إلى حمراء الأسد متوكلين على الله واثقين بنصره وأنه لن يضيعهم،فخاف المشركون من لقائهم مرة أخرى فسميت بغزوة حمراء الأسد ورجع المسلمون منتصرين بدون قتال لأن المشركين جبنوا عن قتالهم مرة أخرى.

ولما تبع فرعون موسى وقومه ليستأصلوهم حتى صار كان البحر أمامهم والعدو خلفهم أخبر موسى عليه السلام قومه بوعد الله،وأن الله لن يضيعهم ولن يسلط عليهم عدوهم،قال تعالى: { فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) }[ سورة الشعراء : 61 إلى 66 ]

وقال الله عن هود عليه السلام متحديا لقومه المشركين ومتوكلا على الله بعد أن توعدوه وسفهوه: { إِن نَّقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ۗ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56) }[ سورة هود : 54 إلى 56 ]

-ومن أسباب انتصار المسلمين على أعدائهم الدعاء والإلحاح على الله بقلب متضرع منكسر بين يديه، لاسيما في أوقات الإجابة ،مع العمل بأسباب الإجابة واجتناب موانعها،فإن من أهم أسباب انتصار المسلمين في غزوة بدر لهو الدعاء،تلك الوقعة العظيمة التي أعز الله بها دينه وأعلى كلمته وأعز الإسلام والمسلمين ،وكسر شوكة المشركين،قال تعالى : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) }[ سورة الأنفال : 9 إلى 10 ]

فقد بات النبي صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ويستنصره حتى أنجز الله له ما وعده،فقد روى الإمام مسلم عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ : " اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ ". فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَال َيَا نَبِيَّ اللَّهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ ؛ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ }، فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلَائِكَةِ.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أَجُلَيْبِيبٌ؟! إِنِيْه! لا- لَعَمْرُ اللهِ-؛ لا نُزَوَّجُهُ! مَا وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا جُلَيْبِيبًا وَقَدْ مَنَعْنَاهَا مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ؟! هكذا حُسِمَ القرارُ بأقوى أدواتِ الرفضِ وألفاظِه ومسبِّباتِه، وكان حوارُ الأبِ والأمِ وقرارُهما على مَسْمعٍ من ابنتِهما التي خطبَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لجليبيبٍ، فَلَمَّا أَرَادَ الأب أَنْ يَقُومَ لِيَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيُخْبِرَهُ بِمَا قَالَتْ أُمُّهَا سألتِ الفتاةُ والديها: مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ؟ فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا، فأجابتْها ابنتُها حديثةُ السنِّ جوابًا يَنُمُّ عن قدْرِ ما وَقَرَ في قلبِها من عظيمِ الأيمانِ واليقينِ والثقةِ باللهِ وحسنِ اختيارِه والاستسلامِ لأمرِه القاضي بالاستجابةِ لأمرِ رسولِه صلى الله عليه وسلم؛ إذ هناءُ الحياةِ ثَمَّ، كما قال -تعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]، مستشعرةً وخيمَ مخالفةِ الأمرِ النبويِّ ورَدِّه وإنْ كان أمرَ استحبابٍ لا أمرَ إلزامٍ يترتبُ على مخالفتِه الوعيدُ بالإثمِ والجزاءِ؛ فذاك مقتضى الإيمانِ، وشعارُ أهلِه الذي قال اللهُ فيهم: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]؛ وقدَّمتْ بين يدي جوابِ موافقتِها الدافعَ لقبولِها المبنيَّ على الإذعانِ المطلقِ لأمرِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرَهُ؟! ادْفَعُونِي؛ فَإِنَّهُ لا يُضَيِّعْنِي، وفي رواية: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرَهُ؟ إِنْ كَانَ قَدْ رَضِيَهُ لَكُمْ، فَأَنْكِحُوهُ، فَكَأَنَّهَا جَلَّتْ عَنْ أَبَوَيْهَا، وَقَالَا: صَدَقْتِ! فكان مَنْطِقُها الإيمانيُّ من نَسْجِ مَنْطِقِ هاجرَ أمِّ إسماعيلَ –عليهما السلامُ- حين قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا تاركَهما في وادٍ غيرِ ذي زرعٍ، فَتَبِعَتْهُ فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الوَادِي، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَتْ: إِذَنْ لاَ يُضَيِّعُنَا (رواه البخاري)، فما كان من والديْها المؤمنيْن بعد سماعِهما ذكرى الإيمانِ إلا أنْ ثابا إلى قاعدةِ الاستسلامِ الإيمانيِّ المطلقِ لأمرِ الشرعِ -والشيءُ من معدنِه لا يُستنكَرُ-؛ فلم يكن لهما من أمرِهما خيرةٌ مع أمرِ اللهِ وأمرِ رسولِه صلى الله عليه وسلم، سيما ولغةُ الوثوقِ باللهِ التي فاهتْ بها ابنتُهما " لا يُضَيِّعُنِي " قد نقشتْ في قلبيْهما الثقةَ بحسنِ صنيعِ اللهِ لها وجميلِ ما يَنتظِرُ تلك الفتاةَ المؤمنةَ من حمْدِ العاقبةِ؛ إذ لا ضيعةَ على مَنْ وَكَلَ إلى اللهِ شأنَه واستسلمَ لأمرِه ؛ فكان اللهُ حسبَه، فانطلقَ أبوها إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُخْبِرًا إياه بموافقتِهم على ذلك الزواجِ الميمونِ، قارنًا رضاهم برضاه، قائلًا: شأنَك بها يا رسولَ اللهِ، إِنْ كُنْتَ قَدْ رَضِيتَهُ فَقَدْ رَضِينَاهُ، قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهُ "، فَزَوَّجَهَا، فدعا لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دعوةً مجابةً في الرزقِ المباركِ الكثيرِ السهلِ الذي لا تعبَ فيه، فقال: " اللهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا، وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا "، وقد رأى الأنصارُ إجابةَ تلك الدعوةِ فيها، قال أنسُ بنُ مالكٍ الأنصاريُّ –رضيَ اللهُ عنه-وهو أحدُ رواةِ الخبرِ: " فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا وَإِنَّهَا لَمِنْ أَنْفَقِ ثَيِّبٍ فِي الْمَدِينَةِ ". وتولّى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذلك التزويجَ، وزوَّجَ جليبيبًا بتلك الفتاةِ المؤمنةِ، ونعمتِ الأمّةُ -كما نَعِمَ الزوجان- بذلك الزواجِ المباركِ الذي تولاه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من حين كان فكرةً حتى استوى على ساقِ البيتِ وحُسْنِ العِشْرةِ؛ فكان أساسُ بنيانِه تقوى من اللهِ ورضوانًا، والدعوةُ النبويةُ بصبِّ الخيرِ عليه تغشاه كلَّ حينٍ باليُمْنِ والبركةِ؛ فما ظنُّكم بذلك العرشِ الزوجيِّ السامي وهذا أساسُه ومادةُ بنيانِه ومجدداتُ أحداثِه؟!

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وكتب خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى أمراء كسرى كما في البداية والنهاية لابن كثير:" ﺃﻣَّﺎ ﺑَﻌْﺪُ ﻓَﺈِﺫَا ﺟَﺎءَﻛُﻢْ ﻛِﺘَﺎﺑِﻲ ﻓَﺎﺑْﻌَﺜُﻮا ﺇﻟﻲَّ ﺑﺎﻟﺮَّﻫﻦ ﻭَاﻋْﺘَﻘِﺪُﻭا ﻣﻨِّﻲ اﻟﺬِّﻣﺔ، ﻭَﺇِﻻَّ ﻓَﻮَاﻟَّﺬِﻱ ﻻَ ﺇِﻟَﻪَ ﻏَﻴْﺮُﻩُ ﻷﺑﻌﺜﻦَّ ﺇِﻟَﻴْﻜُﻢْ ﻗَﻮْﻣًﺎ ﻳﺤﺒﻮﻥ اﻟﻤﻮﺕ ﻛَﻤَﺎ ﺗﺤﺒُّﻮﻥ ﺃَﻧْﺘُﻢُ اﻟْﺤَﻴَﺎﺓَ.ا.ه
اللهم أعز الإسلام والمسلمين،وأذل الشرك والمشركين،اللهم انصر من نصر الدين،واخذل من خذل الدين ،اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين،من اليهود الغاصبين ،والنصارى المعتدين،اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك ،اللهم أنزل عليهم بأسك الشديد الذي لا يرد عن القوم المجرمين،ياقوي يامتين.
اللهم احفظ إخواننا في فلسطين،وفي شتى بقاع العالمين،وانصرهم وأيدهم،وثبت الأرض من تحت أقدامهم،وسدد رميتهم ،وتقبل شهداءهم ،واشف جريحهم ،وآوِ شريدهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فالذين ينقضون عهد الله وعهد رسوله ويخالفون أوامرهما خاسرون بنص قوله تعالى: { الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }[ سورة البقرة:٢٧ ]

الشاهد أن نقض عهد الله وعهد رسوله بارتكاب المعاصي سبب لتسلط الأعداء على المسلمين وعلى أموالهم وثرواتهم،إنما ينصر الله المؤمنين على الكافرين بطاعتهم له،فإذا عصوا الله صاروا مثلهم فيسلطهم عليهم عقوبة لهم. فإن المعاصي وأصحابها سبب لانهزام المسلمين،ولقد قال قائلهم)):كأسٌ وغانية يفعلان في المسلمين مالا يفعله رشاشٌ ومدفع)) يعني -قبحه الله - الخمر والزنا يفسدان في المسلمين أكثر من إفساد الرشاش والمدفع.

فقد روى أبو داود عَنِ ابْنِ عُمَرَ ،رضي الله عنهما قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ ؛ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ"
والعينة: هي نوع من أنواع الربا،وهو سبب من أسباب ذل المسلمين وانتكاستهم،وقد كثر الربا في بلاد المسلمين ،فحدِّث ولا وحرج لكثرته ،فما من بلاد من بلدان المسلمين إلا وفيه الربا بجميع أصنافه وأنواعه،فقد روى البخاري ومسلم واللفظ له عن جَابِرٍ رضي الله عنه ، قَالَ : لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ. وَقَالَ : " هُمْ سَوَاءٌ ".

فالمرابي يا عباد الله ملعون، أي مطرود من رحمة الله، ومن طرده الله من رحمته فلن تجد له نصيرا.

-ومن أسباب انهزام المسلمين أمام أعدائهم مخالفة السنة وارتكاب البدع والمحدثات، فقد روى الإمام أحمد رحمه الله عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ، حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ".

الشاهد قوله:" وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي"
وتقدم حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّاسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ" ويدخل في عهد رسول الله سنته،فمن نبذ سنته ولم يعمل بها فقد نقض عهده صلى الله عليه وسلم،فإن مخالفة السنة سبب لتسلط الأعداء على المسلمين وأخذ ما في أيديهم ،وامتصاص ثرواتهم،بل وأخذ بعض أراضيهم بل مضايقتهم في دينهم وفرض عاداتهم وتقاليدهم عليهم.

فإذا كانت المعاصي سببا لانهزام المسلمين فمن باب أولى البدع والمحدثات،فإن البدعة شر من المعصية،قال سفيان بن عيينة رحمه الله :"البدعة أحب إلى إبليس من المعصية"وما أوتي المسلمون إلا من قبل أهل البدع قديما وحديثا،ولقد كان سبب الفتنة بين الصحابة رضوان الله عليهم هم أهل البدع من الخوارج وغيرهم،إذ قتلوا عثمان ثم قتلوا عليًا رضي الله عنهما،فحصلت ملاحم عظيمة بين الصحابة، ولا يزال المسلمون يعانون من آثار تلك الفتنة إلى اليوم،وإلى أن يشاء الله ،ولا يخفى عليكم أن من أسباب ضعف المسلمين في هذا الزمان خروج المسلمين على حكامهم وإقامة المظاهرات ضدهم،وهكذا بدع الحزبية التي فرقت المسلمين إلى فرق وأحزاب متناحرة،فقد جعلت المسلمين لقمة سائغة أمام أعدائهم،حتى شُغل المسلمون اليوم بأنفسهم، يقتل بعضهم بعضا ويعادي بعضهم بعضًا،وغفلوا عن العدو الحقيقي،الأمر الذي جعل الكفار يرمونهم بقوس واحدة،ويتمالؤون عليهم ويتجمعون.

-ومن أسباب انهزام المسلمين أمام أعدائهم:حب الدنيا وكراهة الموت وترك الجهاد في سبيل الله:

اعلموا ياعباد الله أن من أعظم فشل المسلمين وانهزامهم أمام أعدائهم من اليهود والنصارى وغيرهم من ملل الكفر لهو تعلق قلوبهم بالدنيا حيث ألهتهم عن دينهم وشغلتهم عن جهاد أعدائهم،بل صار كثير من المسلمين حكاما ومحكومين يداهنون الكفار ويتنازلون عن أشياء من دينهم خوفا على مصالحهم الدنيوية،فأين العزة يا أيها المسلمون ؟{ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا }[ سورة النساء : 139 ]
فقد صار كثير من المسلمين يقدمون مصالحهم الدنيوية على المصالح الدينية،وانشغلوا عن كثير من العبادات،حتى تركوا الكثير من الواجبات ،بل ترك الكثير منهم الصلوات وأقبلوا على الشهوات،وغفلوا عن الموت ،وتركوا الجهاد وكرهوا الشهادة في سبيل الله التي هي أفضل من الدنيا وما فيها، فإن الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

قال عمر الفاروق رضي الله عنه :"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله"

ولنا عبرة بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته حيث كانوا أشداء على الكفار أعزاء عليهم،رحماء بينهم متحابون في في الله ومن أجل الله،كما وصفهم الله بقوله: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }[ سورة الفتح : 29 ]

-ومن أسباب العز والتمكين والنصر على الأعداء أن يكون المسلمون صفا واحدا،وعلى منهج واحد،وعلى كلمة واحدة ،وأن يكونوا كتلة واحدة أمام أعدائهم،كما قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ }[ سورة الصف : 4 ]
فلا تفرقكم - يا أيها المسلمون - قومية ولا طائفية ولا حزبية ولا مصالح دنيوية،فقد أمر الله تعالى بالاعتصام،وحذر من التفرق فقال سبحانه: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }[ سورة آل عمران : 103 ]
وبين عز وجل أن التفرق سبب للفشل والانهزام أمام الأعداء،فقال في كتابه الكريم:{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }[ سورة الأنفال : 46 ]

فلن ينتصر المسلمون على أعدائهم وهم فرق وأحزاب متناحرة حتى يتحدوا على المنهج الذي كان عليه نبيهم وصحابته،فلقد كانوا حزبا واحدا لا ثاني له، ، وكانوا على قلب رجل واحد ولذلك أعزهم الله ونصرهم على عدوهم.
تأبى العصي إذا اجتمعت تكسرا *** وإذا افترقت تكسرت آحادا.

فإنه لم يأتِ هذا الذل والانهزام للمسلمين وتسلط الأعداء إلا بعد أن فرقهم اليهود والنصارى إلى أحزاب متناحرة ودويلات متناثرة،فضربوا بعضهم ببعض فصاروا منشغلين بأنفسهم،ليسوا مستعدين لمواجهة عدوهم فإلى الله المشتكى.

-ومن أسباب النصر على الأعداء طاعة أولياء أمور المسلمين من العلماء والأمراء،وعدم الخروج عليهم فإن هذه الثورات والانقلابات أوهنت المسلمين حكاما ومحكومين،قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }[ سورة النساء : 59 ]
فطاعة العلماء تكون بالرجوع إليهم وعدم الصدور إلا عن رأيهم، فإنهم يعلمون مالا يعلم غيرهم،وهم الذين يعلمون الفتن قبل مجيئها،وهم الذين يقدرون النوازل،وهم الذين يميزون المصالح من المفاسد، ويعرفون الواقع من صميمه، ويدركون العواقب بما أعطاهم الله من نور العلم والعرفان،فلا يرجع في القضايا الكبيرة كمسائل الحرب والجهاد إلى الجهال والحماسيين ،ولا إلى أهل البدع الزائغين ،وإنما ترد هذه القضايا إلى العلماء الراسخين،قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }[ سورة النحل : 43 ]
وقال تعالى: { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }[ سورة النساء : 83 ]
قوله : {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ}أي إلى سنته،وقوله:{ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ}هم أهل العلم.
قال المفسر السعدي: "...وإلى أولي الأمر منهم، أهلِ الرأي: والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها.."

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم :«بينما رجلٌ يمشي بفلاةٍ من الأرض فسمِعَ صوتاً في سحابةٍ: اسقِ حديقةَ فلانٍ، فتنحى ذلك السحابُ، فأفرغ ماءَه كلَّه حيث أُمر، فلما سُئل صاحبُ الحديقةِ عن عملِه؟ قال: أتصدَّقُ بثلثِ ما يخرج منها، وآكل أنا وعيالي ثلثاً، وأرُدُّ فيها ثلثاً». والصدقةُ تطفئُ غضبَ الرحمنِ،
فأحسِنوا عبادَ الله، إن اللهَ يحبُّ المحسنين...

– ومن أسباب نزول الغيث: حسْنُ الظن بالله وتعظيمُ الرجاء في الله؛
ففي الحديث الصحيح: "أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني"،
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله ينظر إليكم أزِلِيْن قلقِين فيظلّ يضحك منكم لما يعلم أن فرجَكُم قريب، قال بعضهم: أوَ يضحك الربُّ يا رسول الله؟ قال: نعم، قالوا: إذن لا نعدِمُ من ربٍّ يضحكُ خيرا"...

- ومن أسباب نزول الغيث:
الشعور بالاضطرار إلى الله تعالى، ومداومة الدعاء بإخلاص القلب لله -تبارك وتعالى-
قال عز وجل: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186]،

وفي الحديث: "ليس شيءٌ أكرمُ على الله من الدعاء" وما داوم مسلمٌ على دعاء ربه إلا رأى بشائر الإجابة في الأمور؛ فدوموا على الدعاء فنِعْمَ الوسيلة إلى ما عند الله -عز وجل- من الخير.
قال تعالى ﴿ أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾


أيها المؤمنون :
وإن مواهب ربنا لجليلة ، وإن عطاياه لجزيلة ، بابه للسائلين مفتوح ، وعطاؤه للمقبلين ممنوح ، وفضله للراغبين يغدو ويروح،،،
فاشكروه على ما أعطى ، وارجعوا عن المعاصي والأخطاء ،،،
جددوا التوبة من ذنوبكم ، واتركوا التشاحن ، واخرجوا من المظالم ، وأحسنوا الظن بربكم ، وتسامحوا وتراحموا ولا تقنطوا من رحمة الله ، وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ...

وقد ورد أن الله عز وجل يستحي من عباده إذا رفعوا أيديهم إليه، أن يردها صفرًا أي خائبتين ...

يا كثير العفو عمن **
كثر الذنب لديهِ
جاءك المذنب يرجو**
الصفح عن جرم يديهِ
أنا ضيف وجزاء ال ** ضيف إحسان إليهِ

اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظ بلادنا واقض ديوننا واشف أمراضنا وعافنا واعف عنا وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤاثر علينا وارحم موتانا واغفر لنا ولوالدينا وأصلح أحوالنا وأحسن ختامنا يارب العالمين ...

هذا وصلوا وسلموا على النبي المصطفى والحبيب المرتضى ...

كما أمركم بذلك المولى جلَّ وعَلا فقال تعالى قولاً كريماً : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..

اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،

ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.....
والحمد لله رب العالمين ...

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

قال ابن عباس رضي الله عنه: "خَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم للاستسقَاء مُتَذَلِلاً مُتَواضِعاً مُتَخَشِعاً، مُتَضَرِعاً" صحيح سنن الترمذي.

2- المشي بين الناس بالفساد سواء كان تزويرا أو رشوة أو سرقة أو غشا..

ومن الغشاشين: الذين ينقصون المكيال والميزان ولا يوفون الناس حقوقهم..

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن". ثم ذكر منها: "ولم يَنْقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين، وشدة المؤونة، وجور السلطان عليهم" صحيح سنن ابن ماجة.

هذا جزاء الغش، والمكر وخداع الناس والاعتداء على الأموال والأعراض ،، إذا عم وطم لا ينفع معه وجود القلة من الصالحين ولا يحجزه خوف من بقي من المتقين المخبتين...

قالت زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم: "أنهلك وفينا الصالحون؟".
قال: "نعم، إذا كثر الخبث" متفق عليه.

3- منع إخراج الزكاة فهو سبب مباشر لمنع القطر من السماء...

قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: "ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا". صحيح ابن ماجه

4- كـــثرة المــعاصـــي :
إن منع القطر من السماء، وجدب الأرض وفساد الزرع ما هو إلا من نتائج ذنوبنا لأن المعاصي سبيل لإغضاب الرب تبارك وتعالى ...
وقد لا يقتصر أثرها على أصحابها بل يتعداهم إلى غيرهم:

- قال عمر بن عبد العزيز :
"كان يقال : إن الله - تبارك وتعالى - لا يعذب العامة بذنب الخاصة، ولكن إذا عُمل المنكر جهارا، استحقوا العقوبة كلهم" رواه مالك في الموطأ.

ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من سوء آثار المعصية فقال: "إياك والمعصيةَ، فإن بالمعصية حل سخط الله" صحيح الترغيب،

ومن سخط الله حبس المطر.- بل قد يتعدى شؤم المعصية إلى المخلوقات الأخرى:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رجلا يقول: "إن الظالم لا يضر إلا نفسه". فقال أبو هريرة: "بلى والله، حتى الحُبارَى (طائر) لَتموتُ في وكرها هزالا من ظلم الظالم" ذكره الذهبي في "الكبائر" .

وكل عبد يعصي الله تعالى فليعلم أنه من أسباب حرمان البلاد والعباد من الرزق سواء كانت هذه المعصية فيما بينه وبين الله تعالى كالتهاون في الصلوات، وتضييع الطاعات وارتكاب المحرمات أو تعلقت معصيته بحقوق العباد من ظلمهم وأكل حقوقهم، وبخسهم أشياءهم،

وقد جاء في حديث ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) ..
وفي لفظ: (وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِخَطِيئَةٍ يَعْمَلُهَا) رواه ابن ماجه وصححه ابن حبان...


أنظروا يا عباد الله :
كم في الناس من تضييع للصلوات ومنع للزكاة وقد جاء الحديث بأن منعها سبب لمنع القطر من السماء...

تأملوا كم في الناس من عقوق للوالدين وقطيعة للأرحام، وأذية للجيران وهجر للإخوان قد امتلأت قلوب الإخوان بعضهم على بعض بأسباب تافهة وأمور حقيرة الحسد والبغضاء والحقد والضغينة والشحناء وسفك الدماء استوجبوا بها غضب الله تعالى ونقمته، وحرموا رزقه سبحانه....


أيها الناس :
تأملوا كيف وصل معاصي الناس في مظاهر التبرج والسفور والاختلاط وما أفرزته موجات التغريب من مساوئ في النساء والشباب مما يذكي الجريمة ويثير الفتنة ويشحذ الغريزة من مظاهر محرمة وصور ماجنة كل ذلك وغيره كثير وكثير جدا ،
سببٌ لما يجده الناس من حبس الأمطار وفساد الزروع والثمار وغلاء الأسعار وقلة البركة في الأموال...
فإن لم نبادر بتوبة صادقة عاجلة نتخلص فيها من ذنوبنا فإن أحوالنا ستضيق على ضيقها، وستكسد معايشنا، وتمحق بركة أموالنا وأرزاقنا، والله تعالى إذا أراد عذاب العباد فهو سبحانه قادر عليهم ..

﴿ قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴾ [الأنعام:65]...

فما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة كما قال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه،
ونعوذ بالله العظيم أن نكون من أهل قوله سبحانه وتعالى ﴿ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 60].

عباد الله:
أصبحنا في زمن ، أصبح الحليم فيه حيرانا. ..!!
هانت الامة على الله حينما ضيعنا أمر الله..
هانت الامة على الله عندما عصت ربها..
فالله جعلنا خير امة أخرجت للناس ،
فاصبحنا أذل امة بين الناس (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ )

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فأما الدول، فإن أقل الواجب أن تُعبّر عن الغضب والرفض، ولو بالحد الأدنى من قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وسحب السفراء، ووقف التعاون الأمني، والضغط في المحافل الدولية، لا أن تُفتح الأبواب، وتُفرش البُسُط، وتُسلَّم الملفات بحجة الواقعية السياسية! قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ، وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ، وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الممتحنة: 9]
فكيف تستقيم الموالاة السياسية والعدو يقتل أبناءنا صباح مساء؟!

وأما الجماعات الإسلامية، فإن عليها أن تتجاوز خلافاتها المذهبية والفكرية، فإن العدو لا يفرق بين سنّيٍّ وغير سني، ولا بين إخواني وسلفي؛ بل يقتل الجميع بصاروخ واحد، فكيف نفرق الصفوف، ونجعل من التنوع خلافا، ومن الاجتهاد تناحرا؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "كل طائفة تنصر بعض الحق وتخطئ في بعض، والواجب التعاون على البر والتقوى، لا التعاون على الإثم والعدوان" [مجموع الفتاوى، 28/209]. فليكن شعارنا كما قال القائل:
إذا اشتبكتْ دُونَ القلوبِ الأسِنَّةُ ** فَفيها الحياءُ منْ خُطبةِ المُتردِّدِ

وأما الشعوب، فهي – بإذن الله – الملاذ الأخير للكرامة، فمهما أُسكِت الإعلام، ومهما ضُغطت النخب، يبقى الناس أحرارا في قلوبهم، أحرارا في ضمائرهم، وما خرجت الأمة من نكبة إلا حين كان الشعب صاحب الكلمة.

فيا أيها الأحرار، لا ترضوا بالظلم صامتين، لا تخذلوا غزة في الشارع، ولا في المسجد، ولا في الموقف، ولا في الدعاء.
إذا الشعبُ يومًا أرادَ الحياةَ ** فلا بُدَّ أن يستجيبَ القَدَرْ
ولا بُدَّ لليلِ أن ينجلي ** ولا بُدَّ للقيدِ أن ينكسِرْ
وعلى العلماء والدعاة، أن يكونوا في مقدمة الصف، يوجّهون الأمة نحو الموقف الأخلاقي، لا يبررون القعود، ولا يشرعنون الصمت؛ بل يُعلون صوتهم بالحق، ويفضحون الباطل.
قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر» [رواه أبو داود (4344)، وصححه الألباني]؛ فكيف إذا كانت الكلمة في وجه احتلال يقتل الأطفال ويدنّس المساجد؟!

أما الإعلام، فهو الجبهة الداخلية التي تخوض معركة الوعي، فمنبر الحق، وعدسة المظلوم، وصوت الطفل من تحت الركام. فإياكم أن تستهينوا بالإعلام!
لقد هُزِمت أممٌ بالسلاح لكنها انتصرت بالكلمة، وهُزِمت أخرى لأن الإعلام فيها زيّن الباطل، وسوّغ الذل، وصوّر الخيانة على أنها حِكمة!
لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُهُ ** فلم يبقَ إلا صورةُ اللحمِ والدمِ

■ أمة الإسلام، اقرؤوا التاريخ، ففيه العبر، وما جرى في الزلاقة يتكرر اليوم في غزة، والخذلان هو هو، والبطولة هي هي، وإن اختلفت الوجوه والأسماء.
واعلموا أن النصر لا يكون بالأماني، وإنما يكون إذا صدقنا مع الله، وتوحدت كلمتنا، وأخلصنا النية، فالنصر سنّة، ووعد رباني لا يتخلف:
﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾
[الروم: 47].
غزة اليوم تخاطبنا جميعا، تختبر فطرتنا، وتفضح كذبنا، وتقيس إيماننا، فإما أن نكون مع الحق، أو نُدفن في مزبلة التاريخ، كما دُفن ملوك الطوائف من قبل!

هذا وصلوا وسلموا على من أمر ربنا بالصلاة والسلام عليه؛ فقال:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ ۚ يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب : 56].
اللهم صل وسلم وبارك على النبي وآله وارضَ عن الخلفاء الراشدين وعن الصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعلينا معهم برحمتك وفضلك يا رب العالمين!
اللهم يا قوي يا جبار، يا ناصر المستضعفين، ويا قاصم الجبارين...
اللهم انصر أهلنا في غزة نصرا عزيزا مؤزَّرا
اللهم ثبّت أقدام المجاهدين، وسدّد رميهم، واربط على قلوبهم،
اللهم تقبّل شهداءهم، واشفِ جرحاهم، وفكّ أسر المأسورين، وأطعم الجائعين، وآمِن الخائفين.
اللهم اجعل كيد الصهاينة في نحورهم، وردّهم خاسئين، وأرنا فيهم يوماً كيوم فرعون وهامان وقارون.
اللهم من تواطأ مع العدو، أو خذل المجاهدين، أو زيّن الخيانة، فافضحه، واكفِ الأمة شرّه، ولا ترفع له راية، ولا تُحقّق له غاية.
اللهم وحد صفوف المسلمين، واجمع كلمتهم على الحق، واهْدِ الجماعات للائتلاف، وانزع الغِلّ من قلوبهم، وردّهم إلى الكتاب والسنة رداً جميلاً.
اللهم اجعل لأمتنا كلمةً صادقة، وقيادةً راشدة، وإعلاما حراًد شريفا، وعلماء صادقين مخلصين، لا يخشون فيك لومة لائم.
اللهم حرّر المسجد الأقصى، وردّ لنا كرامتنا، وارزقنا صلاةً فيه قبل الممات.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

لقد كانت الزلاقة ملحمة نصر، رفعت فيها الرؤوس، واستعاد فيها المسلمون كرامتهم، ووقفت زحف النصارى لعقود، رغم أن الأرض لم توحّد بعد!
وكان درسها الأكبر: أن الوحدة الصادقة، وإن جاءت متأخرة، خير من التنازع الأبدي.
وأن الأمة حين تتوكل على الله وتنبذ خلافها، فإن الله يؤيدها بجنوده.
قال تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾ [الحج: 40]. قال صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا» (رواه البخاري)؛ أي: رده عن ظلمه إن كان ظالما، وقف معه إن كان مظلوما.
إذا لم يكنْ للمرءِ في الحربِ نيَّةٌ
فبئسَ مقامُ المرءِ تحتَ اللواءِ

■ عباد الله، تأملوا التاريخ بعين البصيرة، واقرؤوه؛ لا لمجرد الحفظ والسرد؛ بل للتدبر والاعتبار. ففي معركة الزلاقة، انقسمت مواقف ملوك الطوائف كما ينقسم اليوم ملوكنا وحكامنا تجاه غزة، فمنهم من نصر، وأكثرهم خان، ومنهم من وقف مترددا حائرا، يطلب رضا العدو ويخشى بأس المؤمنين.
فهذا المعتمد بن عباد، رغم خلافه القديم مع المرابطين، لما رأى أن الأندلس على شفا حفرة من نار، لم يتردد أن يكتب إلى يوسف بن تاشفين، يستنجده ويستغيث به، وقال كلمته الخالدة حين لامه بعضهم: "رعي الجمال خير لي من رعي الخنازير في قشتالة" (المقري، نفح الطيب، ج2، ص20)، فاختار أن يكون جنديا في جيش الإسلام على أن يكون ملكا مملوكا للصلبان، فجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء.
أما غيره، فباع دينه بدنيا غيره، وأرسل الرسائل السرية إلى ألفونسو السادس، يخبره بخطة المعركة وعدد الجيش، طمعا في الحفاظ على عرشه الذليل، وكرسيه المخلخل، حتى قال المؤرخون إن بعض ملوك الطوائف كانوا يدفعون الجزية للملك النصراني أكثر مما يدفعون لبيت مال المسلمين! (ابن خلدون، العبر، ج4).
وغلبت المصالح الشخصية على مصلحة الأمة، حتى صار حال بعضهم كما قال الشاعر:
ولو كان حبُّ العرشِ فيهم عبادةً ** لكانوا من الأبرار في كلِّ مذهبِ
ولكنهُ حُبُّ الكراسيِّ وحدها ** يبيعون فيها العرضَ والدينَ والكتبِ

أما الخطاب الديني الرسمي في ذلك الزمان، فكان يخدر العقول، ويغطي الخيانة بعباءة “المصلحة”، حتى صعد بعضهم على المنابر ليحثوا الناس على السمع والطاعة لملوك الطوائف، ويصوروا الاستنجاد بالمرابطين على أنه تهديد "لوحدة المسلمين"! فانفصلت المنابر عن ميادين القتال، وسكت العلماء عن المنكر، فاستحقت الأمة الذل والهوان. كما قال صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم، فقد تُودِّع منهم» [رواه الحاكم في المستدرك، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (474)].
فهل اختلف الحال اليوم عن الأمس؟! من الزلاقة إلى غزة، نجد من ينصر، ونجد من يخون، ونجد من يسكت، والفجوة بين الشعارات والخطاب، والواقع والميدان، تتسع حتى ليكاد الحق يضيع في غمرة الشعارات الباهتة والمواقف الرمادية.

أيها المؤمنون، إن في الزلاقة دروسا وعبرا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
- أولها: أن وحدة الكلمة هي السبيل الوحيد للنصر. لما توحد المرابطون مع أهل الأندلس، وجمعتهم راية الإسلام، تحقق النصر في يوم من أعظم أيام الله. يقول تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46].
- وثانيها: أن تغليب مصلحة الأمة على مصلحة العرش هو معيار الصادقين. فالمعتمد بن عباد قدّم مصلحة الإسلام على عرشه، فخلّد الله ذكره، ورفعه في سجل المجاهدين، بينما بقي ملوك الطوائف في مزبلة التاريخ.
- وثالثها: أن القيادة الصادقة المتجردة، المخلصة لله وحده، هي أعظم نعم الله على أمة من الأمم، كيوسف بن تاشفين، ذلك الزاهد في الدنيا، القائد الفذ، الذي لما قيل له: "لم لا تتسمى بلقب الخليفة؟"، قال: "يكفينا الجهاد، وندع للعباسيين اللقب والرياسة". (ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج9).
فما أحوج غزة اليوم إلى يوسف، وما أحوج الأمة إلى قائد لا تهمه الألقاب؛ بل يهمه أن يرضى عنه رب الأرباب!
- ورابعها: أن النصر لا يأتي إلا بعد الصبر وتجاوز الخلافات الداخلية. لقد تجاوز المرابطون وأهل الأندلس خلافاتهم، فلم يطلب كل فصيل راية، ولا كل أمير منصبا؛ بل قاتلوا تحت راية واحدة، فأنزل الله نصره. قال تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7].

فلنتعلم يا عباد الله، أن الخلاف لا يواجه بالخيانة، وأن النصر لا يُهدى للمنقسمين، وأن غزة، كالأندلس بالأمس، تنتظر رجالا، لا شعارات، ودماءً؛ لا بيانات، وصادقين؛ لا متلونين.
تلكَ الحكايا عادت اليومَ لنا ** لكنْ بعينٍ دامعةْ
التاريخُ يصرخُ: "إن عدتمْ ** عادتْ لكم راياتُ الزلاقةِ اللامعةْ!
نسأل الله أن يلهمنا العبرة من التاريخ، ولا يجعلنا من الغافلين.
هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين إنه الغفور الرحيم والتواب الحليم!

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

قوائم اللستات الاسلامية
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba

📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim

📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws

📋
-------♡-------
🔆 ✨ طريق النجاة والفلاح ✨
•| 🔘 @watazawd

📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed

📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam

📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena

📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu

📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd

📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib

📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h

📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj

📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a

📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi

📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch

📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j

📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55

📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg

📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona

📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t

📋
-------♡-------
🔆 🎉خدمات إعلانات دورات وشهادات
•| 🔘 @i3lanatwadawarat

📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat

📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11

📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd

📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib

📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1

📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft

📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran

📋
-------♡-------
🔆 ضمان للأشغال اليدوية
•| 🔘 @damanmachrolat

📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E

📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025

📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul

📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip

📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0

📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi

📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed

📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h

📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar

📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh

📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny

📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli

📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H

📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin

📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv

📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb

📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad

📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333

📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2

📋
-------♡-------
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99

📋
-------♡-------


☑للإشتراك في الليسته ↙️
@aaaaaa24bot

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وعلى الرغم من أن جعفرًا كان من أعلام الجهاد، آتاه الله قوة في لسانه، ومع قوته في القتال فإنه كان متواضعًا طائعًا لله ورسوله؛ لما جهز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جيش مؤتة جعل أميرهم مولاه زيد بن حارثة ثم جعفرًا ثم ابن رواحة، فلم يغضب من ذلك جعفر؛ بل وثب وقال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بأبي أنت وأمي! ما كنت أرهب أن تستعمل زيدًا عليَّ".

وانطلق جيش مؤتة، وقاتل المسلمون الروم حتى قتل زيد، فاستلم إمارة الجيش جعفر، فقاتل قتالاً مريرًا حتى قتل عقبه ابن رواحة، قال من رأى جعفرًا يوم مؤتة: "لكأني أنظر إلى جعفر يوم مؤتة حين اقتحم عن فرسٍ له شقراء، فعقرها ثم قاتل حتى قتل". قال ابن إسحاق: "وهو أول من عَقَر في الإسلام".

قاتل -رضي الله عنه- حتى قتل، لم يفر من كثرة العدد، ولم يرهب قوة العدو؛ بل كان ثابتًا مقدامًا، أتدرون كم كانت جراحه -رضي الله عنه-؟! جاءت في أخبار لولا ثبوتها في صحيح البخاري وغيره لما كانت تصدق؛ روى البخاري عن ابن عمر -رضي الله عنهما- "أنه وقف على جعفر يومئذٍ وقد قتل، قال: فعددت به خمسين بين طعنة وضربة ليس منها شيء في دبره". يعني في ظهره. وفي البخاري أيضًا عن ابن عمر: "ووجدنا ما في جسده بضعًا وتسعين من طعنة ورمية".

وجاء في حديث آخر عند الحاكم وغيره: "أنه أخذ اللواء بيده اليمنى فقُطعت، ثم باليسرى فقُطعت، فعوضه الله عنهما بجناحين يطير بهما في الجنة".

وفي الطبراني بإسناد حسن من حديث عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هنيئًا لك -يا عبد الله بن جعفر-؛ أبوك يطير مع الملائكة في السماء".

وعند الترمذي وصححه ابن حبان من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رأيت جعفرًا يطير مع الملائكة".

وفي صحيح البخاري: "أن ابن عمر كان إذا سلم على عبد الله بن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين".

وقد حزن النبي -صلى الله عليه وسلم- على جعفر؛ قالت عائشة -رضي الله عنها-: "لما جاءت وفاة جعفر عرفنا في وجه النبي -صلى الله عليه- وسلم الحزن".

وعن عبد الله بن جعفر قال: "جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ثلاث من موت جعفر فقال: "لا تبكوا على أخي بعد اليوم، وادعوا لي الحلاَّق"، فجيء بالحلاَّق فحلق رؤوسنا، ثم قال -عليه الصلاة والسلام- مداعبًا: "أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب، وأما عبد الله فشبيه خَلْقي وخُلُقي"، قال عبد الله: "ثم أخذ بيدي فأشالها وقال: اللهم اخلف جعفرًا في أهله، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه". قالها ثلاثًا. قال عبد الله: وجاءت أمنا فذكرت لها وجعلت تفرح له، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: العَيْلَة تخافين عليهم، وأنا وليهم في الدنيا والآخرة".

اللهم ارض عن جعفر وأرضِهِ، وارض عن الصحابة أجمعين، واحشرنا في زمرتهم يا رب العالمين، وألحقنا بهم في دار النعيم
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.


الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

أيها الإخوة المؤمنون: كان هذا الإمام الكبير، والصاحب الجليل، جوادًا كريمًا، محبًّا للضعفاء والمساكين؛ قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "إن كنت لألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لاستقرئ الرجل الآية وهي معي كي ينقلب بي فيطعمني، وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته؛ حتى إن كان ليخرج إلينا العُكَّة التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعق ما فيها". وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكنِّيه أبا المساكين.

وأخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضلُ من جعفر بن أبي طالب". يعني في الجود والكرم.

أيها الإخوة: كانت هذه إطلالة سريعة على سيرة هذا الصاحب الجليل، الكبير الشأن، العظيم المنزلة في إيمانه وصبره، وهجرته وجهاده، وأخلاقه وصفاته.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*إطلالة على سيرة ذي الجناحين*
*جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه*
*للشـــيخ/ إبراهـيـم الحـقــيل*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أيها الإخوة المؤمنون: بعدما يهتدي العبد إلى الله تعالى، ويعمر قلبه بالإيمان؛ تتغير مجريات حياته، وتتحول اهتماماته، وينتقل من الدونية إلى الفوقية، تعلو همته، ويبعد نظره، وتسمو نفسه، فلا ترضى من الدنيا بشيء؛ بل همّها الأكبر متعلق بالآخرة؛ ولذا تجد أن صاحبَ تلك النفس النفيسة، وهذا القلب الحي العامر، لا يرضى بغير محبة الله بديلاً، فلا تبصره إلا ماشيًا في مرضاة الله تعالى، مجانبًا لمغاضبه ومساخطه.

ما أحوجنا –أيها الإخوة- إلى الاقتراب من تلك النفوس السامقة، والقلوب الصالحة؛ لعل الله يصلحُ لنا القلوب، ويزكي منا النفوس، ويرزقنا التقوى دائمًا وأبدًا.

أيها الإخوة: هذه إطلالة سريعة، ووقفة عابرة على سيرة من أعجب السير، من تأمل أحوال صاحبها مع اعتباره وادكاره؛ نبض قلبه بالحياة بإذن الله تعالى، صاحبها صاحب شرف في الدنيا والآخرة، فنسبه ضارب في العراقة والمجد، نسب الطاهرين في الدنيا والآخرة، فنسبه ضارب في العراقة والمجد، نسب الطاهرين من بني هاشم، أوسط قريش نسبًا، وصفاته وأخلاقه تتقدم الصفوف الأولى من الكمال البشري.

يقول أبو نعيم الأصبهاني في وصفه: "الخطيب المقدام، السخي المطعام، خطيب العارفين، ومضيف المساكين، ومهاجر الهجرتين، ومصلي القبلتين، البطل الشجاع، الجواد الشعشاع".

ومع كل هذا الوصف والمجد يبلغ المنتهى في التواضع، فلا يأنف أن يكون جنديًا من جنود الحق تحت إمرة مولىً من موالي ابن عمه الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-. خاطبه النبي -صلى الله عليه وسلم- يومًا فقال: "أشبهت خَلْقي وخُلُقي". أخرجه البخاري.

إنه جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه وأرضاه-، تقدم إسلامه جدًّا حتى إنه يُقَدَّم في أوائل من أسلموا وهاجروا إلى الحبشة فرارًا بدينهم، كما قالت أم سلمة -رضي الله عنها-: لما ضاقت علينا مكة وأوذي أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء؛ فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن بأرض الحبشة ملكًا لا يظلم عنده أحد، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجًا ومخرجًا".

كان جعفر -رضي الله عنه- من المهاجرين إلى الحبشة فرارًا بدينه، لكن قريشًا لم يتركوهم، بل أرسلوا في أثرهم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، فالتقى وفد المشركين بالمسلمين في مجلس الملك العادل النجاشي -رحمه الله تعالى-؛ فكانت المناظرة العظيمة بين داهية العرب عمرو بن العاص -رضي الله عنه- ممثلاً للمشركين، وبين جعفر بن أبي طالب خطيب المسلمين ذلك اليوم.

تروي أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- تفاصيل تلك المناظرة العظيمة فتقول: "لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار: النجاشي، أمِنَّا على ديننا، وعبدنا الله تعالى، لا نؤذى ولا نسمع شيئًا نكرهه، فلما بلغ ذلك قريشًا، ائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين منهم جَلْدين، أهدوا للنجاشي هدايا مما يُستطرف من متاع مكة، فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي، وطلبوا منهم معونتهم عند النجاشي".

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فإن العلماء هم ورثة الأنبياء، فيحتاج إليهم جميع الناس على مختلف وظائفهم ومراتبهم وأعمالهم فيجب الرجوع إليهم عند النوازل والمعضلات،لا سيما في أوقات الجهاد والحروب فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتشاور مع كبار الصحابة في مسائل الجهاد.
وهكذا يجب طاعة الأمراء والقادة وعدم مخالفتهم،فقد روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" وَمَنْ عَصَى الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي " وقد كان من أسباب هزيمة المسلمين في غزوة أحد أن الرماه الذين جعلهم على جبل أحد خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم فنزلوا من الجبل فالتف المشركون على المسلمين من خلف الجبل فقتلوا سبعين من خيار الصحابة رضوان الله عليهم، منهم حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه أسد الله وأسد رسوله، وكاد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل لولا أن سلمه الله، فقد شُج وجهه وكسرت رباعيته بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

فقد روى البخاري عن الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّجَّالَةِ يَوْمَ أُحُدٍ - وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا - عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، فَقَالَ : " إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ ". فَهَزَمُوهُمْ، قَالَ : فَأَنَا وَاللَّهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ قَدْ بَدَتْ خَلَاخِلُهُنَّ وَأَسْوُقُهُنَّ، رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ، فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ : الْغَنِيمَةَ، أَيْ قَوْمِ، الْغَنِيمَةَ، ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ فَمَا تَنْتَظِرُونَ ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ : أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالُوا : وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الْغَنِيمَةِ. فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ، فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ أَصَابَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً ؛ سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلًا"

فانظروا ياعباد الله هذه مخالفة واحدة كانت سببا لانهزام المسلمين، وكانت عن اجتهاد منهم بعدما تيقنوا بنصر المسلمين وانهزام المشركين،فكيف بالمخالفات في هذا الزمان من الشرك والسحر والزنا واللواط والسرقة والربا والرشا وقتل النفس التي حرم الله بغير حق،وارتكاب البدع والمحدثات في أوساط المسلمين فهذه المعاصي نذير شر وواحدة منها كفيلة بأن تكون سببا لانهزام المسلمين نسأل الله العافية والسلامة.


الخطبة الثانية
الحمد لله معز المؤمنين ، ومذل المشركين،ومعلي كلمته إلى يوم الدين.

أما بعد:
فإن شعيرة الجهاد من أعظم العبادات، فيجب إقامتها لإعلاء كلمة الله وقمع الشرك والمشركين ،فيجب على المجاهدين أن يجاهدوا الكفار لتكون كلمة الله هي العليا،فهذا من أسباب النصر والتمكين،فلا يجاهدوا من أجل قومية عربية،ولا من أجل أراضي فلسطينية فحسب،ليس العداء بيننا وبين اليهود من أجل الأراضي ولكن العداء بيننا وبينهم من أجل العقيدة ،فنقاتلهم من أجل اعتدائهم على بلاد إسلامية واعتدائهم على المسلمين، وإن خرج اليهود من أراضي فلسطين فالعداء بيننا وبينهم لا يزال قائما، فيجب قتالهم حتى يوحدوا الله تعالى أو يدفعوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون،فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : " مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ".

فلا تقاتل من أجل العروبة يامسلم،ولكن قاتل قوما أشركوا بالله،ونسبوا إليه الولد،وقالوا إنه فقير،وخونوا خير الملائكة وهو جبريل عليه السلام، وطعنوا في نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسلم،بل قتلوا أنبياءهم ومكروا بصالحيهم وحرفوا كتبهم واحتالوا في دينهم،فعليهم لعائن الله المتوالية إلى يوم القيامة إخوان القردة والخنازير.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ : فَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ، وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ : أَقْدِمْ حَيْزُومُ . فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ، فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ، وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السَّوْطِ فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ، فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ، فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : " صَدَقْتَ، ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ ". فَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ، وَأَسَرُوا سَبْعِينَ."

فأكثروا من الدعاء يا عباد الله ،ادعوا لإخوانكم المستضعفين في كل مكان،لعل الله ينصرهم ويفرج عنهم بدعوة رجل صالح منكم،عليكم بالدعاء في الثلث الآخر من الليل وفي السجود فإنهما من أعظم أسباب الإجابة.
وقال الله عن طالوت وهو يدعو الله ويستغيث به على عدوه: { وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) }[ سورة البقرة : 250 إلى 251 ]
وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[ سورة الأنفال : 45 ]
قال المفسر الطبري والبغوي في تفسير قول الله {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} :"أي ادعوا الله بالنصر والظفر بهم"ا.ه

فلا تستهينوا بالدعاء يا عباد الله فإن شأنه عظيم،فقد دمر الله به دولا وشعوبا وجيوشا كانت تصول وتجول في الأرض،ولقد أحسن من قال:
ﺃﺗﻬﺰﺃ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ﻭﺗﺰﺩﺭﻳﻪ***ﻭﻣﺎ ﻳﺪﺭﻳﻚ ﻣﺎ ﺻﻨﻊ اﻟﺪﻋﺎء
ﺳﻬﺎﻡ اﻟﻠﻴﻞ ﻻ ﺗﺨﻄئ ﻭﻟﻜﻦ*** ﻟﻬﺎ ﺃﻣﺪ ﻭﻟﻷﻣﺪ اﻧﻘﻀﺎء

-ومن أسباب النصر الرجوع إلى الكتاب والسنة والعمل بهما وفهمهما على فهم السلف الصالح: فقد روى الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ﺗَﺮَﻛْﺖُ ﻓﻴﻜُﻢْ ﺷَﻴْﺌَﻴْﻦِ ﻟَﻦْ ﺗَﻀِﻠُّﻮا ﺑَﻌْﺪَﻫُﻤﺎ: ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺘﻲ ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻔﺮﻗﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺩا ﻋﻠﻲ اﻟﺤﻮﺽ"
فمن تمسك بالكتاب والسنة فلن يضل ولن يشقى ولن يهزم ولن يكسر بإذن الله تبارك وتعالى ،فقد أعز الله الصحابة رضوان الله عليهم ومن جاء بعدهم بإيمانهم وتوحيدهم وبتمسكهم بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم،ففتح الله بهم مشارق الأرض ومغاربها ودانت لهم العرب والعجم،قال عز مِ من قائل: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) }[ سورة الحج : 40 إلى 41 ]

فيا عباد الله إننا لن ننتصر على أعدائنا ونحن بعيدون عن ديننا ،هاجرون لكتاب ربنا،مخالفون لسنة نبينا،لن ننتصر على أعدائنا ونحن نجاهر ربنا بالذنوب والمعاصي،فإن كثيرًا من المسلمين يتحمسون لقتال اليهود وما يستطعون أن يجاهدوا أنفسهم على أداء الصلاة ولا يستطيعون أن يتغلبوا على النوم وعلى البرد لأداء صلاة الفجر،فكيف سيثبت هذا الصنف أمام المدافع والدبابات؟إنما يثبت الله المؤمنين بطاعته،ويذل من يشاء بمعصيته،فقد هزم المسلمون في غزوة أحد بسبب معصية يسيرة،وهي مخالفة الرماه لأمر النبي صلى الله عليه وسلم،وهزموا في غزوة حنين بسبب إعجابهم بكثرتهم،فكيف بالمعاصي والشركيات والبدع والمحدثات في هذا الزمان؟!فقد انتشرت انتشار النار في الهشيم، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }[ سورة محمد : 7 ]
قال المفسر السعدي رحمه الله: هذا أمر منه تعالى للمؤمنين، أن ينصروا الله بالقيام بدينه، والدعوة إليه، وجهاد أعدائه، والقصد بذلك وجه الله، فإنهم إذا فعلوا ذلك، نصرهم الله وثبت أقدامهم،.."ا.ه

-ومن أسباب انتصار المسلمين على اليهود والنصارى والمشركين،تحقيق الولاء والبراء الشرعي،وهو الولاء لله ولرسوله والمؤمنين،والمعاداة للكفار والمشركين والمنافقين وبغضهم والتحذير منهم ومن عاداتهم وتقاليدهم وأنظمتهم،والاعتصام بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة وعدم التفرق والتحزب في الدين،وعدم الولاء والبراء من أجل أشخاص،أو من مصالح خاصة ،فإن الله تعالى يقول: { ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*أسباب نصر المسلمين على أعدائهم*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى*
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}.

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ،وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الناس: (إنما توعدوننا لآت وما أنتم بمعجزين)
فإنه لا يخفى على مسلم عداوة اليهود والنصارى للمسلمين، وخبثهم عليهم، ومكرهم بهم في الليل والنهار ،فمن ظن أنهم ليسوا أعداءً للمسلمين فإنه مغفل،ومن ظن أنهم سيرضون عن المسلمين فإنه ضعيف الرأي والعقل، بل إنه ضعيف الإيمان ،وبعيد عن القرآن، فقد ذكر الله في كتابه ونبيه صلى الله عليه وسلم في سنته أنهم أعداء الله ورسوله والمسلمين،وأنهم يكيدون للإسلام والمسلمين ليل نهار،ولن يرضوا عن المسلمين حتى يرتدوا عن دينهم فيصيروا مثلهم،فيجب على المسلمين أن يحذروهم وأن يحذروا ومن عاداتهم وتقاليدهم وأنظمتهم،وأن يكونوا صفا واحدا أمامهم،بل يجب على المسلمين أن يعلنوا الجهاد ضدهم، وأن يدعوهم إلى الإسلام،قال تعالى: { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ }[ سورة التوبة : 29 ]
وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }[ سورة التوبة : 123 ]

وسيأتي الله بقوم خير منا يقاتلون أعداء الله ويكسرون شوكتهم،فقد روى الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَخْرُجُ مِنْ عَدَنِ أَبْيَنَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، يَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، هُمْ خَيْرُ مَنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ "
فإنه لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ويستبيحون بيضتهم،فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ : يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلَّا الْغَرْقَدَ ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ "

فنحن مؤمنون بأنه سيأتي اليوم الذي يشفي الله صدور المسلمين من اليهود،لكن السؤال الذي يطرح نفسه:متى يكون هذا ومتى سيأتي هذا اليوم؟
الجواب:سيكون هذا النصر إذا توفرت أسبابه،ووجدت رجاله،وفي هذا المقام نذكر لكم أهم أسباب النصر،فإن الله تعالى جعل لكل شيء سببا،وربط المسبَبات بأسبابها.

ثم اعلموا أن أهم سبب،وأول سبب لنصر الإسلام والمسلمين،ولن يتحقق النصر إلا به، هو تحقيق توحيد الله عزوجل والدعوة إليه ومحاربة الشرك والمشركين،فلن ينتصر المسلمون وفي أوساطهم من يعبد غير الله من أصحاب القبور وغيرها،ولن ينتصر المسلمون وكثير منهم من يذبح وينذر لغيرالله،أو يحلف بغير الله،لن ينتصر المسلمون وفي أوساطهم السحرة والمنجمون،والمشعوذون، لن ينتصر المسلمون وفيهم الطيرة وتعليق التمائم وغيرها من ا الشركيات،فلقد كان من أسباب سقوط الدولة العثمانية العظمى الشرك وعبادة القبور،فإن الله سبحانه وتعالى وعد عباده الموحدين بالنصر والتمكين كما في قوله سبحانه: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }[ سورة النور : 55 ]

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله،وإحسانه،وأشكره على توفيقه وامتنانه،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه،وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:

أيها المؤمنون: وما زالتْ شمسُ الإيمانِ مشرقةً على بيتِ جليبيبٍ وزوجِه –رضيَ اللهُ عنهما-، ومخزونُ التُّقى في قلبيْهما ينمو ويَعْظُمُ حتى دَنَتْ ساعةُ تمحيصٍ شديدٍ يَبِينُ فيها صدقُ الإيمانِ؛ وذلك حين آذَنَ مُؤْذِنُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في المدينةِ بالنفيرِ إلى غزاةٍ تُرفَعُ فيها كلمةُ اللهِ؛ لتعلوَ في الوجودِ، ويُذْعِنَ لها العبيدُ، فكان جليبيبٌ أحدَ كُماةِ هذا النفيرِ إذ خرجَ تاركًا في المدينةِ زوجَه وحِبَّه لما هو أحبُّ إليه منها، ولا يَعلمُ أيكونُ بعد ذلك لقاءٌ بها أم هو الوداعُ الدنيويُّ المُفْضِي إلى نعيمِ الآخرةِ ولقائِها السرمديِّ؟ نَفَرَ جليبيبٌ ولمّا يزلْ ذِكْرُه مغمورًا بين الناسِ غيرَ مأبوهٍ به غيرَ أنه عند اللهِ عزيزٌ، ولمّا حَمِيَ وَطيسُ المعركةِ كان جليبيبٌ كالأسدِ الهَصورِ في وَثَبَاتِ الفَتْكِ بأعداءِ اللهِ، وكانت تلك الغزاةُ نهايةَ أجلِه بخاتمةِ الحُسْنِ. روى مسلمٌ عن أبي برزةَ الأسلميِّ –رضيَ اللهُ عنه-أنَّه قال: فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْقِتَالِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: نَعَمْ، فُلَانًا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: نَعَمْ، فُلَانًا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: «لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، فَاطْلُبُوهُ» فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى، فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَأَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «قَتَلَ سَبْعَةً، ثُمَّ قَتَلُوهُ؛ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ! هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ!» قَالَ: فَوَضَعَهُ عَلَى سَاعِدَيْهِ لَيْسَ لَهُ إِلَّا سَاعِدَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَحُفِرَ لَهُ وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ غَسْلًا.

هكذا كان مسكَ ختامِ حياةِ جليبيبٍ –رضيَ اللهُ عنه-، عاشَ مغمورًا في الأرضِ مشهورًا في السماءِ، ورَحَلَ بصمتٍ تاركًا في سيرتِه أبلغَ عظةٍ للمُؤْتَسين بأنَّ حُسْنَ الذِّكْرِ ما كان سماويًا ربانيًا وإنْ عاشَ صاحبُه مطمورًا بين الناسِ، وأنَّ أَثَرَ شجرةِ الصدقِ التي جُلِّلَتْ بسِرْبالِ الإخلاصِ الخفيِّ وسُقِيَتْ بمائه الصافي يبقى ويظهرُ ويتباركُ وإنْ رَحَلَ صاحبُه أو لم يُعْرَفْ، وأنَّ مِن خصيصةِ رشادِ الدعوةِ سَعَةَ قلبِ صاحبِها لِيشملَ في اهتمامِه بحثَ حاجةِ ذويْ المسْكنةِ والسعيَ في قضائِها؛ ائْتِساءً بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم إذ جعلَ مِن همِّه تزويجَ ذلك المولى المغمورِ، وتَفَقُّدَ حياتِه بعد وَضْعِ الحربِ أوزارَها، وقيامَه على تجهيزِه بعد استشهادِه حتى جَعَلَ ساعديْه المباركيْن سريرًا لذلك الجثمانِ الطاهرِ ليُدَلّى دفينًا في رَمْسِه، قد مضى مشهودًا له مِن لدنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بشهادةِ مكرَّرَةٍ بالثباتِ والاستقامةِ على المنهجِ القويمِ حياتَه المختومةَ بفوزِ الشهادةِ: " هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ! هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ! "؛ مبالغةً في اتحادِ طريقِهما واتفاقِهما في طاعةِ اللهِ تعالى -كما قال النوويُّ-. ولسانُ حالِ سيرتِه يَصْدَحُ بقلبِ كلِّ ناشدِ أسوةٍ بقولِ القائلِ:

وكانتْ في حياتِك لي عِظاتٌ *** وأنتَ اليومَ أوعظُ منكَ حيّا

عبادَ اللهِ: صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*لكني أفقد جليبيبا*
*للشيخ/ محمد السحيم*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أيها المؤمنون: جليبيبٌ مولىً من الصحابةِ مغمورٌ، لم يُعرفْ إلا باسمِه المُفْرَدِ المجرَّدِ غيرَ منسوبٍ، وكان يعيشُ حياةً خافتةً من بريقِ الشهرةِ، بعيدةً عن حظوةِ الجاهِ؛ فلم يكن ممنْ يُؤْبَهُ لحضورِه إنْ حضرَ، ولا يُفتقدُ إن غابَ، وقد ابتلاه اللهُ بدمامةٍ في وجهِه، غيرَ أنَّ إيمانَه باللهِ ورسولِه صلى الله عليه وسلم وصِدْقَ بذلِه وتضحيتِه كانت أسبابَ حظوةٍ له عندَ اللهِ؛ رَفَعَ بها قدْرَه، وخلَّدَ ذِكْرَه، وأجرى له بها أجرًا غيرَ ممنونٍ، وغدتْ سيرتُه على وجيزِ سَرْدِها في دواوينِ الآثارِ برَكةً من بالغِ العظاتِ والعبرِ.

عبادَ اللهِ: لم تكنْ أعباءُ النبوةِ وسياسةِ الخلْقِ تُشِغُلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن تلمُّسِ حاجةِ ذلك الرجلِ المغمورِ من أصحابِه والسعيِ في قضائِها؛ إذ قد رآه ذاتَ يومٍ فعَلمَ حاجتَه لزوجٍ يَسْكُنُ إليها ويأنسُ بها، فعرَضَ عليه الزواجَ،

كما حدَّثَ أنسُ بنُ مالكٍ –رضيَ اللهُ عنه-قائلًا: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَالَ لَهُ: جُلَيْبِيبُ، فِي وَجْهِهِ دَمَامَةٌ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التَّزْوِيجَ، فَقَالَ: إِذًا تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ: «غَيْرَ أَنَّكَ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ» رواه أبو يعلى بإسنادٍ صحيحٍ. هكذا كان ظنَّه في نفسِه، وكان ظنَّه في الناسِ إنْ خَطَبَ منهم؛ إذ ليس فيه مَطْمَعٌ من دنيا يُغري الآخرين بتزويجِه. فما كان من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلا أنْ جلّى له البصيرةَ في الميزانِ الذي يكون به بيانُ الأقدارِ وحقيقتِها؛ إذ ذاك ميزانُ اللهِ الدقيقُ في علْمِه ووزنِه، لا ميزانُ الناسِ الذي يتأرجحُ بالهوى ويطيشُ بالجهلِ؛ فلئنْ رآك الناسُ –يا جليبيبُ-كاسدًا غيرَ مرغوبٍ فيك، فأنت لستَ كذلك عند اللهِ، بل أنت عند اللهِ غالٍ، وكَفاك شرفًا بذاك! ثم طَفِقَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم باحثًا له عن زوجةٍ من خيرةِ بيوتِ الأنصارِ تَليقُ بغلاءِ جليبيبٍ عند اللهِ، وكان للأنصارِ –رضي اللهُ عنهم- أدبٌ جمٌّ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الزواجِ؛ كما أخبرَ عنهم أبو بَرْزةَ الأسلميُّ –رضي اللهُ عنه-في نبأِ تزويجِ جليبيبٍ الذي رواه الإمامُ أحمدُ بإسنادٍ صحيحٍ إذ يقولُ: " كانتِ الأنصارُ إذا كان لأحدِهم أيّمٌ لم يزوِّجها حتى يعلمَ هل للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فيها حاجةٌ؟ أم لا ". فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى بيتِ أنصاريٍّ كريمٍ، طالبًا منه تزويجَه ابنتَه بأسلوبٍ جَعَلَ فيه حاجةَ جليبيبٍ حاجةَ نفسِه؛ إذ أنزلَه مِنْزَالَه، وعبّرَ عنها بلسانِه، فقالَ: " زَوِّجْنِي ابْنَتَك "، ففرِحَ الأنصاريُّ فرحًا لم يكنْ للتريثِ فيه مجالٌ؛ فتلك بُغْيةٌ كان كلُّ ذي أيِّمٍ يتمنَّاها، فقال: نِعِمَّ وَكَرَامَةٌ -يَا رَسُولَ اللهِ- وَنُعْمَ عَيْنٍ! فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُهَا لِنَفْسِي "، قَالَ: فَلِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لِجُلَيْبِيبٍ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُشَاوِرُ أُمَّهَا، فَأَتَى أُمَّهَا، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ ابْنَتَكِ، فَقَالَتْ: نِعِمَّ، وَنُعْمَةُ عَيْنِي، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ يَخْطُبُهَا لِنَفْسِهِ، إِنَّمَا يَخْطُبُهَا لِجُلَيْبِيبٍ؟ فَقَالَتْ: أَجُلَيْبِيبٌ؟! إِنِيْه[1]! أَجُلَيْبِيبٌ؟! إِنِيْه!

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الكرامة.

فإن إقبال المسلمين على الدنيا وإعراضهم عن الدين وعن الجهاد جعل الكفار يتجرأون على المسلمين ويتعاونون عليهم وهم في حالة تفرق وضعف،ولا يهابونهم مع كثرتهم ، فقد روى
أبو داود عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ". فَقَالَ قَائِلٌ : وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : " بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ ". فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ ؟ قَالَ : " حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ".

وغثاء السيل هو مخلفات السيل من الأعواد والأكياس والزبائل التي لاينتفع بها الناس،شبههم بغثاء السيل لعدم الفائدة منهم وعدم اهتمامهم بدينهم، فالغثائية لا ينصر الله بهم الدين ولو كانوا كثيرين ،إنما ينفع الله بأهل الإيمان والتوحيد والطاعات ولو كان أهله قلة،فقد نصر الله المسلمين على المشركين في غزوة بدر وهم قلة قليلة بإيمانهم وتوحيدهم ،وكان المشركون أضعاف أضعافهم بعدتهم وعتادهم،بينما المؤمنون ليسوا مستعدين للحرب،ولم يخرجوا لقتال،لكن لم يكن فيهم غثائية كما في زماننا،فإن كثيرًا من شباب المسلمين في هذا الزمان - إلا من رحم الله - همهم بطونهم وشهواتهم، يرتكبون المعاصي ليل نهار ،بعيدون عن كتاب ربهم وسنة نبيهم ،فمثل هؤلاء لا يُركن إليهم في قتال الكافرين،ولا في نصرة هذا الدين،لن يحرر الأقصى مثل هؤلاء،لن يحرر الأقصى أصحاب البناطيل ،ولا أصحاب المسلسلات والأغاني،ولا أصحاب ملاعب الكرة،ولا أصحاب البدع والمظاهرات،إنما يحرره رجال صادقون موحدون،ولربهم طائعون وبسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم متمسكون،لا يبالون بالدنيا وإنما همهم الدار الآخرة ، أما هذه المظاهرات فإنها لاتدل على قوة أصحابها، إنما تدل على ضعفهم،فقد برهنت لليهود أن المسلمين ضعفاء،عاجزون عن الجهاد، فأصحاب المظاهرات لا يرهبون الكفار،إنما يرهبهم رجال صادقون،لايخافون في الله لومة لائم، يجاهدون في سبيل الله، ويقاتلون من كفر بالله، يحبون الموت كما يحب الكفار الحياة.

فإن في جهاد الكفار عز للمسلمين وإذلال لأعدائهم،وإن كان فيه مشقة على النفوس لكن يترتب عليه مصالح كثيرة، دينية ودنيوية،قال تعالى:{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }[ سورة البقرة : 216 ]

فإن الكفار لن يتركوا المسلمين، ولن يقبلوا منهم سلما ولا صلحا،ولن يراعوا فيهم عهدا ولا ذمة حتى يعلنوا الجهاد ضدهم، فإن الجهاد من الأسباب التي يكسر الله به شوكة الكافرين والمشركين.

ولقد كسر الله شوكة المشركين في غزوة بدر وهم أضعاف أضعاف المسلمين،ولو أن المسلمين صالحوا المشركين وداهنوهم كما يفعل المسلمون في هذا الزمان لما حصل ذلك النصر ،بل لو تركوا جهادهم وقتالهم لأصبحوا في ذلة،وصاروا إلى قلة،وإن كان الله عز وجل قادرا على أن يكف الكفار عن المسلمين ،لكن الله تعالى أمر بفعل الأسباب،ومنها الجهاد في سبيل الله،وقد روى أبو داود عن ابْنِ عُمَرَ ،رضي الله عنهما قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ ؛ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ".

ولقد أصاب المسلمين من الذلة ما الله به عليم بسبب تركهم لشعيرة الجهاد،فإذا أرادوا العزة فليراجعوا دينهم،ويوحدوا صفوفهم،ويتبرأوا من اليهود والنصارى ثم يعلنوا الجهاد ضدهم،وإلا فلا يلوموا إلا أنفسهم.

فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث رسله إلى الملوك والعظماء يدعوهم إلى الإسلام وإلا أنذرهم بالقتال ،فقد روى البخاري ومسلم عن أبي سفيان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى هرقل:"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ ؛ أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، وَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ ،"

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فإن العلماء هم ورثة الأنبياء، فيحتاج إليهم جميع الناس على مختلف وظائفهم ومراتبهم وأعمالهم فيجب الرجوع إليهم عند النوازل والمعضلات،لا سيما في أوقات الجهاد والحروب فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتشاور مع كبار الصحابة في مسائل الجهاد.
وهكذا يجب طاعة الأمراء والقادة وعدم مخالفتهم،فقد روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" وَمَنْ عَصَى الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي " وقد كان من أسباب هزيمة المسلمين في غزوة أحد مخالفة الرماة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قَالَ لهم : " إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ ".

فَهَزَمُوهُمْ،ثم نزل الرماة من الجبل لجمع الغنائم، فالتف المشركون على المسلمين من خلف الجبل فقتلوا سبعين من خيار الصحابة رضوان الله عليهم، منهم حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه أسد الله وأسد رسوله، وكاد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل لولا أن سلمه الله، فقد شُج وجهه وكسرت رباعيته بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم. والقصة في البخاري عن الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

فانظروا ياعباد الله كيف كانت هذه المخالفة سببا لانهزام المسلمين، وكانت عن اجتهاد منهم بعدما تيقنوا بنصر المسلمين وانهزام المشركين،فكيف بالمخالفات في هذا الزمان من الشرك والسحر، وارتكاب البدع والمحدثات في أوساط المسلمين، والزنا واللواط والسرقة والربا والرشا، والقتل والقتال بين المسلمين،فصارت النفس المعصومة التي حرم الله تقتل بغير حق،وليس لها قدر ولا قيمة، فهذه المعاصي نذير شر وواحدة منها كفيلة بأن تكون سببا لانهزام المسلمين نسأل الله العافية والسلامة.


الخطبة الثانية
الحمد الله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق وكفى بالله شهيدا،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا.

أما بعد:
فيقول رب العزة والجلال في محكم التنزيل:{ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }[ سورة الشورى : 30 ]

يخبر تعالى عن أسباب المصائب التي تنزل بالمسلمين من شدة وقحط أزمات ونكبات،ومن تسلط الأعداء عليهم كل هذا ونحوه ما هو إلا بسبب ذنوبهم،قال تعالى ردا على الرماة الذين خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد وحصلت الهزيمة بسببهم :{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[ سورة آل عمران : 165 ]

فقد هُزم المسلمون في غزوة أحد بسبب تلك المخالفة،وهزموا في غزوة حنين بسبب إعجابهم بكثرتهم،فكيف بالمعاصي والشركيات والبدع والمحدثات في هذا الزمان؟!فقد انتشرت انتشار النار في الهشيم، يستفاد من هذا أن من أعظم أسباب الذل والانهزام وتسلط الأعداء على المسلمين لهي ذنوبهم، فقد روى ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ : لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّاسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ".
الشاهد قوله صلى الله عليه وسلم:" وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّاسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ.."

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الملائكة شاركت مع المسلمين في تال المشركين في وقعت بدر،فكان المشرك يضرب أو يقتل قبل أن يضربه المسلم،فقتل الله سبعين من صناديدهم،وأسروا سبعين،وهم مدججون بالسلاح والعدة والعتاد،بينما المسلمون غير مستعدين للحرب؛لأنهم لم يخرجوا لقتال،لكنه التوحيد والتوكل على الله والدعاء.

فأكثروا من الدعاء يا عباد الله ،ادعوا لإخوانكم المستضعفين في كل مكان،لعل الله ينصرهم ويفرج عنهم بدعوة رجل صالح منكم،عليكم بالدعاء في الثلث الآخر من الليل وفي السجود فإنهما من أعظم أسباب الإجابة.

وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[ سورة الأنفال : 45 ]
قال المفسر الطبري والبغوي في تفسير قول الله {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} :"أي ادعوا الله بالنصر والظفر بهم"ا.ه
فلا تستهينوا بالدعاء يا عباد الله فإن شأنه عظيم،فقد دمر الله به دولا وشعوبا وجيوشا كانت تصول وتجول في الأرض،ولقد أحسن من قال:
ﺃﺗﻬﺰﺃ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ﻭﺗﺰﺩﺭﻳﻪ***ﻭﻣﺎ ﻳﺪﺭﻳﻚ ﻣﺎ ﺻﻨﻊ اﻟﺪﻋﺎء
ﺳﻬﺎﻡ اﻟﻠﻴﻞ ﻻ ﺗﺨﻄئ ﻭﻟﻜﻦ*** ﻟﻬﺎ ﺃﻣﺪ ﻭﻟﻷﻣﺪ اﻧﻘﻀﺎء

-ومن أسباب النصر الرجوع إلى الكتاب والسنة والعمل بهما وفهمهما على فهم السلف الصالح: فقد روى الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ﺗَﺮَﻛْﺖُ ﻓﻴﻜُﻢْ ﺷَﻴْﺌَﻴْﻦِ ﻟَﻦْ ﺗَﻀِﻠُّﻮا ﺑَﻌْﺪَﻫُﻤﺎ: ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺘﻲ ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻔﺮﻗﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺩا ﻋﻠﻲ اﻟﺤﻮﺽ"

فمن تمسك بالكتاب والسنة فلن يضل ولن يشقى ولن يهزم ولن يكسر بإذن الله تبارك وتعالى ،فقد أعز الله الصحابة رضوان الله عليهم ومن جاء بعدهم بإيمانهم وتوحيدهم وبتمسكهم بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم،ففتح الله بهم مشارق الأرض ومغاربها ودانت لهم العرب والعجم،قال عز مِ من قائل: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) }[ سورة الحج : 40 إلى 41 ]

فيا عباد الله إننا لن ننتصر على أعدائنا ونحن بعيدون عن ديننا ،هاجرون لكتاب ربنا،مخالفون لسنة نبينا،لن ننتصر على أعدائنا ونحن نجاهر ربنا بالذنوب والمعاصي،فإن كثيرًا من المسلمين يتحمسون لقتال اليهود وما استطاعوا أن يجاهدوا أنفسهم على أداء الصلاة ولا استطاعوا أن يتغلبوا على النوم وعلى البرد لأداء صلاة الفجر،فكيف سيثبت هذا الصنف أمام المدافع والدبابات؟إنما يثبت الله المؤمنين بطاعته،ويذل من يشاء بمعصيته،قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }[ سورة محمد : 7 ]
قال المفسر السعدي رحمه الله: هذا أمر منه تعالى للمؤمنين، أن ينصروا الله بالقيام بدينه، والدعوة إليه، وجهاد أعدائه، والقصد بذلك وجه الله، فإنهم إذا فعلوا ذلك، نصرهم الله وثبت أقدامهم،.."ا.ه

-ومن أسباب انتصار المسلمين على اليهود والنصارى والمشركين،تحقيق الولاء والبراء الشرعي،وهو الولاء لله ولرسوله والمؤمنين،فيتولى المسلمون بعضهم بعضا ،وينصر بعضهم بعضا،ويحب بعضهم بعضا،وأن يعتصموا بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة، وألا يتفرقوا أو يتحزبوا في الدين،وألا يكون الولاء والبراء من أجل أشخاص،أو من أجل مصالح خاصة ،فإن الله تعالى يقول: { وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }
وقال تعالى: { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ}[ سورة التوبة : 71 ]
ويقول تعالى:{ ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }[ سورة المائدة : 51 ]
فيجب على المؤمنين أن يتولى بعضهم بعضا، وأن ينصر بعضهم بعضا، وأن يقوم بعضهم على بعض، وأن يتألم بعضهم على بعض.

كما يجب على المسلمين أن يعلنوا العداء للكفار والمشركين والمنافقين وأن يبغضوهم ويحذروا منهم ويتبرأوا منهم ،وأن يحاربوا عاداتهم وتقاليديهم ،وألا يقبلوا قوانينهم وأنظمتهم،وألا يقلدوهم،فهذا من النصر العظيم يا عباد الله ،وهو نبذ عادات اليهود والنصارى ومحاربة أفكارهم،لكن من المؤسف أن كثيرا من المسلمين صاروا يفتخرون بالحضارات الغربية،ويدافعون عنهم ،ويقلدونهم في لباسهم وعاداتهم،ما إن تأتي عادة أو لباس من الغرب أو حلاقة غربية إلا وسارعوا إليها،ويعتبرون ذلك تطورا، فمن أين لنا النصر والعز والحال ما ذُكر؟!

Читать полностью…
Subscribe to a channel