الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:127-128] ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين، برحمتك يا أرحم الراحمين!
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة:285-286] .
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامُ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات:180-182] .
وصلوات الله وسلامه على خاتم النبيين، وسيد الأولين والآخرين، نبينا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، وعلى التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
*دعــــــــاء.الـقـنــــــوت.tt*
للشيخ/ عبدالرحمن السديس
🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋
اللهم إنا نحمدك، ونستعينك، ونستهديك، ونستغفرك، ونتوب إليك، ونؤمن بك، ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك.
اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفِد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
اللهم لك الحمد كله، ولك الشكر كله، وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره، فأهلٌ أنت أن تُحمد، وأهلٌ أنت أن تُعبد، وأنت على كل شيء قدير.
لك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالمال والأهل والمعافاة، كبتَّ عدونا، وأظهرت أمننا، وجمعت فرقتنا، ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا، فلك الحمد والشكر كثيراً كما تعطي كثيراً.
اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد على كل حال.
لك الحمد كالذي نقول، وخيراً مما نقول، ولك الحمد كالذي تقول.
اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، والساعةُ آتيه لا ريب فيها.
لا إله إلا الله! المتوحد في الجلال.. بكمال الجمال.. تعظيماً وتكبيراً، المتفرد بتصريف الأمور على التفصيل والإجمال تقديراً وتدبيراً، المتعالي بعظمته ومجده، الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان:1] .
لا إله إلا الله! رب الأرباب، ومسبب الأسباب، وخالق خلقه من تراب، سبحان من خضعت لعظمته الرقاب! سبحان من لانت لقـدرته الشـدائد الصلاب! غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ [غافر:3].. لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ [الرعد:30] .
وصلوات الله وسلامه على نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله إلى كافة الثقلين بشيراً ونذيراً، وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً [الأحزاب:46] .
اللهم لك الحمد كما هديتنا للإسلام، وعلمتنا الحكمة والقرآن، ولك الحمد على ما يسَّرت من صيام رمضان وقيامه، وتلاوة كتابك العزيز، الذي لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42] .
اللهم إنا عبيدك، بنو عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وذهاب أحزاننا، وجلاء همومنا وغمومنا، وقائدنا وسائقنا إلى رضوانك وإلى جناتك جنات النعيم.
اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم الذي أيدت سلطانه، وقلت يا أعز من قائل سبحانه: فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ [القيامة:18-19] أحسن كتبك نظاماً، وأفصحها كلاماً، وأبينها حلالاً وحراماً، ظاهر البرهان، محكم البيان، محروس من الزيادة والنقصان، فيه وعد ووعيد، وتخويف وتهديد، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42] . اللهم ذكرنا منه ما نُسِّينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.
اللهم اجعلنا ممن يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويعمل بمحكمه، ويؤمن بمتشابهه، ويتلوه حق تلاوته. اللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه ويضيع حدوده. اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، وادفع عنا به النقم، وزدنا به من النعم، يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياءً، ولأبصارنا جلاءً، ولأسقامنا دواءً، ولذنوبنا ممحِّصاً، وعن النيران مخلِّصاً. اللهم اجعله شفيعاً لنا، وحجة لنا لا حجة علينا. اللهم اجعلنا ممن قاده القرآن إلى الجنان، ولا تجعلنا ممن أعرض عنه القرآن فزُجَّ في قفاه في النار، يا واحد يا قهار!
اللهم وفقنا في هذه الليلة المباركة لما تحب وترضى.
اللهم انقلنا بالقرآن من الشقاء إلى السعادة، ومن النار إلى الجنة، ومن الضلالة إلى الهداية، ومن الذل إلى العز، يا ذا الجلال والإكرام! ومن أنواع الشرور كلها إلى أنواع الخير كلها يا حي يا قيوم!
اللهم وفقنا في ليلتنا هذه إلى ما تحب وترضى، وفي كل أعمالنا، يا حي يا قيوم!
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، ولا تجعل لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نَفَّسته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا قصمته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضاً ولنا فيها
اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر:53- 56 ].
وإن لمن الحرمان العظيم، والخسارة الفادحة، أن نجد كثيرًا من المسلمين، تمر بهم هذه الليالي المباركة، وهم عنها في غفلة معرضون، فيمضون هذه الأوقات الثمينة فيما لا ينفعهم، فيسهرون الليل كله أو معظمه في لهو ولعب، وفيما لا فائدة فيه، أو فيه فائدة محدودة يمكن تحصيلها في وقت آخر، ليست له هذه الفضيلة والمزية.
الله الله في هذه الأيام ، واستغلالها على أجمل وجه، الله الله في قيام الليل والتضرع بالأسحار.
أيها الأحبة الكرام: إن قيام الليل هو دأب الصالحين، وشعار المتقين، وتاج الزاهدين، كم وردت فيه من آيات وأحاديث! وكم ذُكرت فيه من فضائل! فكيف إذا كان في رمضان، وفي العشر الأواخر منه حيث ليلة القدر!!
وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن) رواه الترمذي وصححه
القانتون المخبتون لربهم
الناطقون بأصدق الأقوال
يحيون ليلهم بطاعة ربهم
بتلاوة وتضرع وسؤال
وعيونهم تجري بفيض دموعهم
مثل انهمال الوابل الهطال
في الليل رهبان وعند جهادهم
لعدوهم من أشجع الأبطال
بوجوههم أثر السجود لربهم
وبها أشعة نوره المتلالي
ولقد أبان لك الكتاب صفاتهم
في سورة الفتح المبين العالي
وبرابع السبع الطوال صفاتهم
قوم يحبهم ذوو إدلال
وبراءة والحشر فيها وصفهم
وبهل أتى وبسورة الأنفال
أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهل الفردوس الأعلى، وأسأله بمنه وكرمه أن يعينني وإياكم على ذكره وشكره وحسن وعبادته، وأن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى....
عبادالله: صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه....
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
🎤
*خطبـة.جمعــة.بعنــوان:cc*
*الـعـشـــرُ الأوآخــــرُ*
*على الأبواب فهل من مشمر؟*
*للشيخ/ ياسر عبدالله محمد الحوري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الأولـــى.cc*
الحمد لله المنزه عن الأشباه في الأسماء والأوصاف، القائم بالقسط والحق والإنصاف، خضعت لعزته الأكوان وأقرت عن الاعتراف، وانقادت له القلوب وهي في انقيادها تخاف، كشف للمتقين اليقين فشهدوا، وأقامهم في الليل فسهروا وتهجدوا، وأراهم عيب الدنيا فرفضوها، وزهدوا، وقالوا: نحن أضياف! أحمده على ستر الخطايا والاقتراف، وأصلي على رسوله محمد الذي أنزل عليه ق، وعلى أتباعه الذين ساروا على الصراط المستقيم بلا ميل ولا انحراف.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [سورة النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [سورة الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة أجارني الله وإياكم من البدع والضلالات.
أيها المسلمون الموحدون:
رمضان أيامه تمر بسرعة ونحن في غفلة إلا من رحم الله، فما أحوجنا أن نشمر عن ساعد الجد، ونشحذ الهمم فيما تبقى من شهر رمضان؛ شهر الطاعة والمغفرة والرحمة والعتق من النيران.
هاهي العشر الأواخر من رمضان على الأبواب، أيام عظيمة امتن الله بها على الأمة المسلمة بأن أعطاها نفحات ربانية عطرة، فيها الأجر العظيم مع العمل والطاعة القليلة، وفيها أيضا ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.. هي خلاصة رمضان، وزبدة رمضان، وتاج رمضان قد قدمت، فيا ترى كيف نستقبل العشر الأواخر من رمضان؟
وإذا كان قد ذهب من هذا الشهر أكثره، فقد بقي فيه أجَلّه وأخيره، لقد بقي فيه العشر الأواخر التي هي زبدته وثمرته، وموضع الذؤابة منه، ولقد كان - صلى الله عليه وسلم - يعظّم هذه العشر، ويجتهد فيها اجتهادًا حتى لا يكاد يقدر عليه، يفعل ذلك – صلى الله عليه وسلم - وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، فما أحرانا نحن المذنبين المفرّطين أن نقتدي به – صلى الله عليه وسلم - فنعرف لهذه الأيام فضلها، ونجتهد فيها؛ لعل الله أن يدركنا برحمته، ويسعفنا بنفحة من نفحاته، تكون سببًا لسعادتنا في عاجل أمرنا وآجله. روى الإمام مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره".، وفي الصحيحين عنها قالت: "كان النبي – صلى الله عليه وسلم - يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمَّر وشدَّ المئزر".
فقد دلت هذه الأحاديث على فضيلة العشر الأواخر من رمضان، وشدة حرص النبي – صلى الله عليه وسلم - على اغتنامها والاجتهاد فيها بأنواع القربات والطاعات
فينبغي لكم -أيها المسلمون- أن تحرصوا على إيقاظ أهلكم، وحثهم على اغتنام هذه الليالي المباركة، ومشاركة المسلمين في تعظيمها والاجتهاد فيها بأنواع الطاعة والعبادة.
أيها الإخوة الصائمون:
لنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة، فقد كان إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله.
وإيقاظه لأهله ليس خاصًّا في هذه العشر، بل كان يوقظهم في سائر السنة، ولكن إيقاظهم لهم في هذه العشر كان أكثر وأوكد.
ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها"، "وكان إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" متفق عليه
إنها ليالٍ معدودة وساعات محدودة، فيا حرمان من لم يذق فيها لذة المناجاة! ويا خسارة من لم يضع جبهته لله ساجدًا فيها!!
إنها ليالٍ يسيرة.. والعاقل يبادر الدقائق فيها؛ لعله يفوز بالدرجات العُلا في الجنان.. "وإنها ليست بجنة بل جنان".
لماذا نستغل العشر؟
إن المؤمن يعلم أن هذه المواسم عظيمة، والنفحات فيها كريمة؛ ولذا فهو يغتنمها، ويرى أن من الغبن البين تضييع هذه المواسم، وتفويت هذه الأيام، وليت شعري إن لم نغتنم هذه الأيام، فأي موسم نغتنم؟! وإن لم نفرغ الوقت الآن للعبادة، فأي وقت نفرغه لها؟!
وطارت الأخبار للخليفة المعتصم وهو في إيوان قصره، فلما طرقت الصرخة الحزينة مسامع الأسد الهصور "المعتصم العباسي" أسرع مهرولاً في قصره وهو يقول مثل الإعصار: "النفير النفير".
وقد خرج بكل ما لديه من جيوش، وأقسم ليهدمن أعز مدينة عند الرومان، وقد كتب وصيته ولبس كفنه وتحنط، وقسَّم ماله: ثلثًا لأهله، وثلثًا للمجاهدين، وثلثًا لمنافع المسلمين، ولم يهدأ له بال ولم يستقر له حال حتى أناخ بساحة عمورية بأكثر من مائة ألف مجاهد من ثلاث جهات، ودخل عمورية -وهي أشرف مدن النصارى، وهي العاصمة الدينية لهم- في السادس من رمضان سنة 223هـ، فهدمها بالكلية، وتركها قاعًا صفصفًا، وأدّب أعداء الأمة تأديبًا هائلاً، ارتدعوا به فترة طويلة، واستعادت الأمة كرامتها.
وكان رمضان منطلَقًا بالأمة إلى العالمية؛ حيث وثب فيه المسلمون وثبتهم الكبرى إلى قلب أوروبا، وقد خرجوا من حدود الجزيرة العربية إلى العالمية، حيث حملوا رايات التوحيد إلى قلب العالم النصراني والوثني، وذلك مبكرًا جدًّا عندما فتح المسلمون جزيرة رودوس سنة 53هـ، ثم وثب المسلمون أكبر وثباتهم وفتحوا الأندلس في معركة وادي لكة الشهيرة سنة 92 هـ، وأصبح غرب القارة الأوروبية مسلمًا يتردد الأذان في جنباته، ثم فتح المسلمون جزيرة صقلية سنة 212هـ، عندما قاد القائد الفقيه المحدث أسد بن الفرات جيوش المسلمين لمعركة سهل بلاطة في التاسع من رمضان سنة 212هـ؛ ليفتح أكبر جزر البحر المتوسط، ويصبح المسلمون على بعد خمسة أميال فقط من إيطاليا؛ حيث مقر النصرانية العالمية.
ثم واصل المسلمون انطلاقهم إلى العالمية لنشر التوحيد بين ربوع المعمورة، وفتح العثمانيون -بقيادة سليمان القانوني- بلجراد عاصمة الصرب في رمضان سنة 927هـ، وأصبحت بلجراد مدينة إسلامية، وانتشرت فيها المساجد، حتى بلغ تعدادها 250 مسجدًا قام الصرب بإحراقها جميعًا بعد سقوط الدولة العثمانية.
وفي رمضان 1094هـ وقف العثمانيون بمائتي ألف مقاتل على أبواب ?ينا -أشهر المدن الأوروبية وعاصمة الدولة الرومانية المقدسة- حتى كادوا أن يفتحوها.
أيها المسلمون: عندما انتصر المسلمون بقيادة سيف الدين قطز على جحافل التتار في الخامس والعشرين من رمضان سنة 658هـ وقضوا على أسطورة التتار الجيش الذي لا يهزم، وكانت تلك الأسطورة قد روعت الناس في كل مكان، حيث بلغ من شدة خوفهم ورعبهم من التتار أن الجندي التتري الواحد يدخل السرداب وفيه مائة رجل فيقتلهم جميعًا وحده بعد أن قتلهم الخوف والفزع من لقاء التتار.
كما حطم المسلمون في حرب أكتوبر سنة 1973م، العاشر من رمضان سنة 1393هـ أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، وحطموا سور بارليف الذي قال عنه الصهاينة: إنه أحصن وأقوى أسوار العالم، وعرف الصهاينة مرارة الهزيمة، وأخذت شمطاء يهود جولدا مائير تصيح وتولول وتستغيث بالأمريكان: أدركونا فإسرائيل تنهار.
كما حطم المسلمون الأفغان أسطورة الجيش الروسي الذي كان يوصف بأنه أقوى جيوش العالم، وأجبره على الانسحاب وهو يجر أذيال الخيبة والهزيمة الثقيلة في رمضان سنة 1408هـ.
عباد الله: عندما ضرب المسلمون أروع الأمثلة في بيان صدق معدنهم وحقيقة إيمانهم عندما صمدوا وحققوا انتصارات رائعة هي بالمقاييس المادية شبه مستحيلة، يرفضها العقل، وتردها الحسابات الأرضية، فقد كشفوا عن صدق معدنهم في الثاني عشر من رمضان سنة 13هـ، عندما استطاع ثمانية آلاف مسلم بقيادة البطل المثنى بن حارثة أن ينتصروا على مائة وخمسين ألفًا من الفرس المتكبرين المغرورين في معركة البويب في غرب العراق.
وقد كشفوا عن صدق معدنهم في الثالث والعشرين من رمضان سنة 528هـ في معركة "إفراغة" في الأندلس، عندما انتصر أهل مدينة إفراغة في جنوب شرق الأندلس على جحافل الصليبين بقيادة ألفونسو المحارب، الذي جمع الرهبان والقساوسة وأقسم على الإنجيل أن لا يغادر أسوار إفراغة حتى يفتحها ويذبح أهلها جميعًا، ولكن قسمه صادف إرادة حديدية، وعزيمة فولاذية، وإيمانًا راسخًا، تطيش معه الجبال، وانتصر أهل إفراغة، وقتل ألفونسو المحارب تحت أسوار إفراغة.
وقد كشفوا عن صدق معدنهم أيضًا في معركة يلختير في رمضان سنة 1294هـ، عندما انتصر العثمانيون بقيادة أحمد مختار باشا -وكانوا أقل من خمسين ألف مقاتل-، انتصروا على الروس القياصرة -وكانوا أكثر من سبعمائة ألف مقاتل-، في واحدة من أساطير المعارك الدولية بين الروس والعثمانيين في أواخر القرن التاسع عشر ميلادي.
فالله نسأل في عليائه أن يعيد علينا أمثال هذه الانتصارات والكرامات العظمي، وأن يقر أعيننا برؤية نصر الأمة على أعدائها ومن خالفها. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله وحده، وصلاة وسلامًا على من لا نبي بعده، محمد بن عبد الله وعلى من والاه، صلاة وسلامًا دائمين متلازمين إلى قيام الساعة.
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ، ﻭﻻ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,
اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..
اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،
يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصب ،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...
اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم
اللهم وفق شباب المسلمين وأكتب لهم النجاح والتوفيق ، وأستر نساءهم ، وإحفظ بناتهم ، واصلح شبابهم ، وربى أولادهم. ...
اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌﻀﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ، فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
وكانت بعض نساء السلف الصالح تقول لزوجها بالليل: "قد ذهب الليل، وبين أيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت أمامنا ونحن قد بقينا".
أيها المسلمون:
اعرفوا شرف زمانكم، واقدروا أفضل أوقاتكم، وقدموا لأنفسكم، لا تضيعوا فرصة في غير قربة.
إحسان الظن ليس بالتمني، ولكن إحسان الظن بحسن العمل،
والرجاء في رحمة مع العصيان ضرب من الحمق والخذلان،
والخوف ليس بالبكاء ومسح الدموع،
ولكن الخوف بترك ما يخاف منه العقوبة.
أيها الأحبة:
قدموا لأنفسكم وجدوا وتضرعوا،
تقول عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: يا رسول الله، أرأيت إن علمت ليلة القدر ماذا أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني".
عُجُّوا -رحمكم الله- في عشركم هذه بالدعاء،
فقد قال ربكم عز شأنه: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[البقرة: 186].
أتعلمون من هؤلاء العباد؟
الخلائق كلهم عباد الله، ولكن هؤلاء عباد مخصوصون،
إنهم العباد من أهل الدعاء، عباد ينتظرون الإجابة،
إنهم السائلون المتضرعون،
سائلون مع عظم رجاء، ومتضرعون في رغبة وإلحاح: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ)[البقرة: 186].
إن للدعاء شأنًا عجيبًا، وأثرًا عظيمًا، في حسن العاقبة، وصلاح الحال والمآل، والتوفيق في الأعمال، والبركة في الأرزاق.
أرأيتم هذا الموفق الذي أدركه حظه من الدعاء،
ونال نصيبه من التضرع والالتجاء،
يلجأ إلى الله في كل حالاته، ويفزع إليه في جميع حاجاته، يدعو ويدعى له، نال حظه من الدعاء بنفسه وبغيره، والداه الشغوفان وأبناؤه البررة والناس من حوله كلهم يحيطونه بدعواتهم،
أحبه مولاه فوضع له القبول، فحَسُن منه الخلُق وزان منه العمل، فامتدت له الأيدي وارتفعت له الألسُن تدعو له وتحوطه، ملحوظ من الله بالعناية والتسديد، وبإصلاح الشأن مع التوفيق.
أين هذا من محروم مخذول لم يذق حلاوة المناجاة، يستنكف عن عبادة ربه، ويستكبر عن دعاء مولاه؟!
محروم سد على نفسه باب الرحمة، واكتسى بحجب الغفلة.
أيها الإخوة:
إن نزع حلاوة المناجاة من القلب أشد ألوان العقوبات والحرمان، ألم يستعذ النبي –صلى الله عليه وسلم- من قلب لا يخشع، وعين لا تدمع، ودعاء لا يسمع؟!
إن أهل الدعاء الموفقين حين يعُجُّون إلى ربهم بالدعاء يعلمون أن جميع الأبواب قد توصد في وجوههم إلا بابًا واحدًا هو باب السماء، باب مفتوح لا يغلق أبدًا، فتحه من لا يرد داعيًا، ولا يخيب راجيًا، فهو غياث المستغيثين، وناصر المستنصرين، ومجيب الداعين.
أيها المجتهدون:
يجتمع في هذه الأيام أوقات فاضلة، وأحوال شريفة: العشر الأخيرة، جوف الليل من رمضان، والأسحار من رمضان، دبر الأذان والمكتوبات، أحوال السجود وتلاوة القرآن، مجامع المسلمين في مجالس الخير والذكر، كلها تجتمع في أيامكم هذه، فأين المتنافسون؟!
فاجتهدوا بالدعاء -رحمكم الله-، سلوا ولا تعجزوا، ولا تستبطئوا الإجابة،
فيعقوب -عليه السلام- فَقَدَ ولده الأول ثم فقد الثاني في أزمنة متطاولة،
ما زاده ذلك بربه إلا تعلقًا: (عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)[يوسف: 83].
ونبي الله زكريا -عليه السلام- كبر سنه، واشتعل بالشيب رأسه، ولم يزل عظيم الرجاء في ربه، حتى قال محققًا: (وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا)[مريم: 4].
لا تستبطئ الإجابة -يا عبد الله-، فربك يحب تضرعك وصبرك ورضاك بأقداره، رضًا بلا قنوط، يبتليك بالتأخير لتدفع وسواس الشيطان، وتصرف هاجس النفس الأمارة بالسوء،
وقد قال نبينا: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
أيها الإخوة:
ويجمل الدعاء وتتوافر أسباب الخير ويعظم الرجاء حين يقترن بالاعتكاف،
فقد اعتكف رسول الله هذه الأيام حتى توفاه الله.
عجيب هذا الاعتكاف في أسراره ودروسه!
المعتكف ذكرُ الله أنيسه، والقرآن جليسه، والصلاة راحته، ومناجاة الحبيب متعته، والدعاء والتضرع لذته.
إذا أوى الناس إلى بيوتهم وأهليهم ورجعوا إلى أموالهم وأولادهم لازم هذا المعتكف بيت ربه وحبس من أجله نفسَه، ويقف عند أعتابه يرجو رحمته ويخشى عذابه،
لا يطلق لسانه في لغو، ولا يفتح عينه لفحش، ولا تتصنت أذنه لبذاءٍ،
سلم من الغيبة والنميمة، جانب التنابز بالألقاب والقدح في الأعراض، استغنى عن الناس وانقطع عن الأطماع، علم واستيقن أن رضا الناس غاية لا تدرك.
في درس الإعتكاف انصرف المتعبد إلى التفكير في زاد الرحيل، وأسباب السلامة،
السلامة من فضول الكلام، وفضول النظر، وفضول المخالطة.
في مدرسة الاعتكاف يتبين للعابد أن الوقت أغلى من الذهب، فلا يبذله في غير حق، ولا يشتري به ما ليس بحمد، يحفظه عن مجامع سيئة، بضاعتها الغيبةُ والنميمة.
أيها المسلمون:
خرج البراء بن مالك مع أبي موسى الأشعري في معركة تستر فلما حضرت المعركة وبدأت ساعة الصفر،
قالوا: يا براء ! نسألك بالله أن تقسم على الله أن ينصرنا.
قال: انتظروني قليلاً. فاغتسل ولبس أكفانه وأتى بالسيف، وقال: اللهم إني أقسم عليك أن تجعلني أول قتيل وأن تنصرنا. فكان أول قتيل وانتصر المسلمون...
إن هذه الأمة ربانية؛ لأنها تأخذ عزها وقوتها من الله، و مجدها يتكرر مع كل وقت وحين، عندما تتصل بالله وتلجأ إليه .
عباد الله:
استغلوا هذه العشر الأواخر من رمضان بالصلاة والقيام وقراءة القرآن والاعتكاف والذكر والدعاء والانفاق والصدقة،
تقبل الله أعمالكم ، وحفظ الله أمتكم ومجتمعاتكم ،
فاللهم تقبل صيامنا وصلاتنا وقيامنا، واجعل شهر رمضان شاهداً لنا بالحسنات لا شاهداً علينا بالمعاصي والسيئات،
وتقبله منا خالصاً لوجهك الكريم، واحفظ علينا نعمة الإسلام، وبركة الطاعة، وحلاوة الإيمان...
هذا واعلموا ان الله قد أمركم بأمرٍ بدأ نفسه،
وثَنى به ملائكته المسبحة بقُدسه،
وثَلّثَ بكم أيها المؤمنون من جِنّه وإنسه،
فقال﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ﻭﻻ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ,
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺣﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴلﻤﻴﻦ ﺍﻟﺤﻔﺎﺓ ،
ﻭﺍﻛﺴﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﺓ ،
ﻭﺃﻃﻌﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ ,
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺤﺮﻡ بلاد المسلمين ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ و ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ، ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,
اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وإرحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..
اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،
يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم ،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...
اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم.
"رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا"..
اللهم أكفنا شر خلقك ، إكفنا شر الحاقدين والحاسدين والجاهلين والكافرين والمنافقين ،
اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﻫﺪﻧﺎ ﻭﺍﻫﺪِ ﺑﻨﺎ ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻤﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ,
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌﻀﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ، ، ،
فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
لقد خص الله تعالى العشر الأواخر بليلة القدر،
وهذه الليلة لها فضائل عظيمة : منها أنه نزل فيها القرآن ، كما تقدّم ،
قال ابن عباس وغيره : أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ووصْفها بأنها خير من ألف شهر في قوله : ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) (سورة القدر الآية/3 ) ..
ووصفها بأنها مباركة في قوله : ( إنا أنزلنه في ليلة مباركة ) (الدخان الآية 3) .
ومن فضائلها: أنها تنزل فيها الملائكة ، والروح ، "
أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها ، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة ، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ، ويحيطون بحِلَق الذِّكْر ، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيماً له " أنظر تفسير ابن كثير 4/531
والروح هو جبريل عليه السلام وقد خصَّه بالذكر لشرفه .
ووصفها بأنها سلام ، أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى كما قاله مجاهد (تفسير ابن كثير 4/531) ،
وتكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم العبد من طاعة الله عز وجل .
وفيها ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) (الدخان /4) ، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق ، وما يكون فيها إلى آخرها ، كل أمر محكم لا يبدل ولا يغير ..
وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وكتابته له ،
ولكن يُظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو وظيفتهم "
ومن فضائلها: أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من ذنبه ،
كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .
وقوله : ( إيماناً واحتساباً )
أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه وطلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه . )فتح الباري 4/251 ).
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟
قال : قولي : ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ) (رواه الإمام أحمد ، والترمذي (3513) ، وابن ماجة (3850) وسنده صحيح) .
عبــــــــاد الله :
إن شرف المؤمن وعزه واستغناءه عن الناس لا يكون في ماله مهما كثر ، ولا في جاهه ومنصبه مهما علا ، إنما يكون في قيام الليل ..
قال صلى الله عليه وسلم : ( أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس ) [رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني]
إنه .. عندما تطلب العزة من غير مصدرها فلن يكون هناك إلا الذل والهوان ،،
وعندما يطلب الشرف والرفعة والمكانة العالية من غير وجهتها الصحيحة فلن تكون هناك إلا الوضاعة والدناءة ..
وأمة الإسلام اليوم أفراداً وشعوباً وحكومات يجب أن تعود لعزتها وريادتها وقيادتها لهذا العالم ،
ولن يكون هذا إلا بعبودية الله والخضوع والتسليم لحكمه والإقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم ، وتربية الروح قبل الجسد ،
ومن نظر في تاريخ الأمة وجد أن إنطلاقها من محراب العبادة كان سبب نصرتها وعزتها وتمكينها في الأرض ،
وإن أبواب العزة والكرامة والجهاد لا يطرقها إلا عباد الليل،
والشجاعة لا تسقى إلا بدموع الساجدين، ولم يعرف الإسلام رجاله إلا كذلك
يحيــون ليلهم بطاعة ربهـم ***
بتلاوة وتضرع وسـؤال
وعيونهم تجرى بفيض دموعهم***
مثل انهمال الوابل الهطال
في الليل رهبان وعند جهادهم ***
لعدوهم من أشجع الأبطال
وإذا بــدا علم الرهان رأيتهم***
يتسابقون بصالح الأعمال
بوجوههم أثر السجــود لربهم***
وبها أشعة نـوره المتلالي
إن القيام بالعبادات والمداومة عليها والحرص على أدائها واستغلال أوقاتها عنوانٌ على كمال الإيمان وصدق العمل وإخلاص القلب ،
وهي طريق لسعادة الدنيا والآخرة ،
وبها تستجلب الخيرات وتدفع المصائب والكوارث والنقمات ، وبها تصح الأجساد وتعمر البيوت وتحيا المجتمعات ويوم القيامة ترفع بها الدرجات ...
كان منصور بن المعتمر يصلي الليل على سطح بيته وهكذا طوال حياته،
فلما مات، قال غلام لأمه: يا أماه: الجذع الذي كان في سطح جيراننا لم نعد نراه ؟
قالت: بابني ليس ذاك بجذع، ذاك منصور بن المعتمر قد مات..
و لما احتضر عبد الرحمن بن الأسود .. فبكى ..
فقيل له :ما يبكيك !! وأنت من أنت في العبادة والصلاح والخشوع والزهد ..
فقال : أبكي والله أسفاً على الصلاة والصيام والذكر والقيام .. ثمّ لم يزل يتلو حتى مات ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك
معي مسابقة وبدي تفزعي لي
وخلو جه اتصالكم يفزعو لي👇🏻
https://whatsapp.com/channel/0029VaxfV01J93waE3EorN3c/736
يتفاعلو على اسمي
اسماء غانم الشميري
✒️( *خواطر رمضانية* )
*الخاطرة(17) السابعة عشرة*
(( *رمضان شهر الجهاد* ))
⏺ الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، وبه تنال العزة في الدنيا والآخرة، وهو من أفضل الأعمال وأجلِّ القربات، وما ذُلَّ المسلمون إلا عندما تركوا الجهاد، وركنوا إلى الدنيا، فتكالب عليهم الأعداء، وتداعت عليهم الأمم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها..
🟢 والتذكير بالجهاد في هذا الشهر المبارك، تذكير بماضٍ مشرق، نحن أحوج ما نكون إلى الاسترشاد به، لنخرج من أزمة طال أمدها، وبَعُد زمنها، حتى صرنا في مؤخرة الأمم، وأصبحنا مع كثرتنا غثاءً كغثاء السيل، فنـزع الله المهابة من قلوب أعدائنا لنا، وقذف في قلوبنا الوهن -حب الدنيا وكراهية الموت-، وأصبحنا نتناحر فيما بيننا، ويقتل بعضنا بعضًا، بدلًا من التوجه إلى أعداء الإسلام..
🔵 فالتذكير بالماضي ينبغي أن يساق للعبرة، وللإفادة منه في صنع حاضرنا، ورسم صورة مشرقة لمستقبلنا..
🟤 أمر الله عز وجل بالجهاد وحث عليه، ورغب فيه حتى وصف من يبذل نفسه في سبيله بمن يبيع نفسه لله، ونعم البيع ذلك البيع فقال عز وجل: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقْتُلون ويُقْتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم}.
🔴 وسمى سبحانه الجهاد تجارة، ولكنها تجارة مع الله، وليس الثمن دراهم ودنانير، ولكنه النصر في الدنيا والجنة في الآخرة، قال تعالى: {ياأيُها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون}.
⏺ ووردت في فضل الجهاد الأحاديث المتكاثرة، من ذلك: ما جاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل أي العمل أفضل؟ قال: (الإيمان بالله والجهاد في سبيله) متفق عليه.
وقال عليه الصلاة والسلام: (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها) متفق عليه.
وقال: (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض) رواه البخاري...
🟢 ليست الغاية من الجهاد في الإسلام إزهاق النفوس وتدمير الممتلكات، وترميل النساء، ولكن الغاية هي الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات ونشر دين الله في الأرض، وإزاحة المعوقات والعقبات التي تحول بين الناس وبين وصول دعوة الله إليهم، وليس وصول مذهبي أو فكرتي إليهم، وإنما حتى يُقْبِلوا على الإسلام، لا يعوقهم عنه جور جائر، ولا تسلط باغٍ..
🔵 وشهر رمضان المبارك هو شهر الجهاد، وفيه وقعت أعظم معركتين في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم:
★الأولى: معركة بدر الكبرى التي كانت فرقاناً فرق الله بها بين الحق والباطل، وأصبح للمسلمين بعدها العزة والمنعة..
★الثانية: فتح مكة، وبها زالت غربة الإسلام الأولى، وسقطت رايات الوثنية في البلد الحرام، وأصبح الإسلام عزيزًا في أرجاء الجزيرة العربية..
🟤 وكذلك كان هذا الشهر عند سلف الأمة، فكثير من الأحداث والفتوحات التي كان لها أعظم الأثر في حياة المسلمين وقعت في هذا الشهر الكريم، ففيه وقعت معركة حطين، ومعركة عين جالوت، وبلاط الشهداء وغيرها من الأحداث العظيمة..
🔴 ومما يؤسف عليه أن هذا المفهوم قد انقلب في نفوس كثير من المسلمين اليوم، فبعد أن كان رمضان شهر الجهاد والعمل والتضحية، أصبح شهرًا للكسل والبطالة وفضول النوم والطعام، وهو انتكاس خطير في المفاهيم، يجب تصحيحه، حتى تعيش الأمة رمضان كما عاشه نبينا صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة من بعده جهادًا وعبادة وعملًا وتضحية..
اللهم انصر الإسلام والمسلمين ودمر أعداء الدين وانصر الحق وأهله واخذل الباطل وحزبه يااااارب العالمين.
*تدبروها وبلغوها* .
*فنشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها* ..
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم* ..
*ولاتنسونا من دعوة خالصة*
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ محمد بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة...
فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ،
فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ، ﻭﻻ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,
اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..
اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،
يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصب ،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...
اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم
اللهم وفق شباب المسلمين وأكتب لهم النجاح والتوفيق ، وأستر نساءهم ، وإحفظ بناتهم ، واصلح شبابهم ، وربى أولادهم. ...
اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌﻀﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ، فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
ومن إنسانيته وعظمة أخلاقه صل الله عليه وسلم : أن أمر بعد المعركة بدفن القتلى حتى وهم أعدائه ، فنُقِلوا إلى قليب بدر؛ ليُدفَنوا فيها،
وقد كانت هذه هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع القتلى ، وهو موقف إنساني كريم لا يفعله إلا أولو العزم من الرسل،
فطالما أهانوه، وسَبُّوه، وأذاقوه وأصحابَه العذابَ ألوانًا، وهم الذين أخرَجوهم من ديارهم وأهليهم وأموالهم، ولكنها إنسانية الإسلام تعلو عن الأحقاد والانتقام"...
عبــاد الله :-
لقد كانت القاعدة الأخلاقية العامة التي حَثَّ عليها الرسول في أوّل غزوة غنم فيها المسلمون أسرى هي: «استوصُوا بهم -أي بالأسرى- خيرًا»( الطبراني في (الكبير (977), وقال الهيثمي في (المجمع: إسناده حسن (10007) ...
وقال ابن عباس: أمر رسول الله أصحابه يوم بدر أن يُكرموا الأُسَارى, فكانوا يُقَدِّمُونهم على أنفسهم عند الغداء, وهكذا قال سعيد بن جبير, وعطاء, والحسن, وقتادة (ابن كثير (تفسير القرآن العظيم (4/584) ...
ولم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يقدمون للأسرى ما بقي من طعامهم بل كانوا ينتقون لهم أجود ما لديهم من طعام, ويجعلونهم يأكلونه عملاً بوصية رسول الله بهم, ..
وها هو أبو عزيز شقيق مصعب بن عمير يحكي ما حدث يقول :
"كنت في رهط من الأنصار حين أقبلوا بي من بدر, فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم خَصَّوْني بالخبز, وأكلوا التمر لوصية رسول الله إياهم بنا,
ما تقع في يد رجل منهم كسرة خبز إلا نفحني بها؛ فأستحي فأردّها فيردّها عَلَيَّ ما يمسّها "
وكان أبو عزيز هذا صاحب لواء المشركين ببدر بعد النضر بن الحارث ،،،
أي أنّه لم يكن شخصية عادية , ..
بل كان من أشدّ المشركين على المسلمين, فلا يحمل اللواء إلا شجعان القوم وسادتهم!!
ولكن هذا لم يغير من الأمر شيئًا, ..
فلم يضربوا أو يقتلوا ،
أو يمنع عنهم الطعام والشراب ،
أو يسجنوا في سراديب تحت الأرض ،
أو تصعق أجسادهم بالكهرباء وبوسائل التعذيب المختلفة ،
ولم يذبحوا بالسكاكين ويحرقوا بالنار...
كلا ..
لم يحدث ذلك ..
بل وصل الأمر من احترام إنسانية الإنسان إلى احترام مشاعره وأحاسيسه ..!!
فنجد النبي صل الله عليه وسلم يوجِّه أصحابه الكرام توجيهات إنسانية راقية في شأن التعامل مع الأسرى من النساء والأطفال؛ فينهى عن التفريق بين الأم وطفلها؛
فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»( صحيح الجامع(6412)..،
لأن الرحمة بالأسير أصل من أصول التعامل لا يجوز التخلي عنه تحت أي ظرف من الظروف ،
وهي جزء من منظومة الجهاد في الإسلام وأهدافه وآدابه ، فالجهاد في الإسلام إنما شرع رحمة بالضعفاء ، ونصرة للمظلومين ، وعدالة للمغلوبين ، وهداية للحائرين ؛ وإرغاماً للظالمين والمستبدين والمعتدين ...
وقد أسس رسول الله صل الله عليه وسلم مبدأ من مبادئ الحرب والتي تقوم على الأخلاق قائلاً:
"اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سبِيلِ اللّهِ، قاتِلُوا منْ كفر بِاللهِ، اغْزُوا ولا تغُلُّوا، ولا تغْدِرُوا، ولا تمْثُلُوا، ولا تقْتُلُوا ولِيدًا، أوِ امْرأةً، ولا كبِيرًا فانِيًا، ولا مُنْعزِلاً بِصوْمعةٍ"(مسلم/ (1731))...
فلم تهدم المدن والقرى ، ولم تفجر المساجد والكنائس ، ولم تفخخ المساجد والمنتديات ، ولم تقصف البيوت ، ولم يقتل الأطفال والنساء وكبار السن ، ولم يدفنوا تحت الأنقاض ..!!
فانظروا كيف هي أخلاقنا في هذا الجانب مع بعضنا البعض كمسلمين في صراعاتنا وحروبنا ومشاكلنا الدنيوية !!؟؟
وكيف انحدرت أخلاقنا وضعفت في النفوس قيمنا بسبب سوء الفهم لديننا والغلو والتطرف من جهة والتساهل والإستهتار من جهة أخرى !!؟؟
إلى جانب استحواذ الشيطان على كثير من المسلمين وتزيين الدنيا وشهواتها لهم ، وركونهم إلى الذين ظلموا من اعداء هذه الأمة ودينها ...
ولا بد من مراجعة لأخلاقنا وسلوكياتنا وتصرفاتنا ، حتى تنضبط بأحكام الشرع وآدابه بعيداً عن الهوى والعصبية والجاهلية والأحقاد الشيطانية وحب الإنتقام ،
ولابد من ترتيب أولوياتنا وتوجيه سهام الأمة إلى أعدائها الحاقدين والمعتدين عليها والمتربصين بها والمحتلين لأراضيها ومقدساتها ...
اللهم ثبتنا على الإيمان حتى نلقاك وهيئ لنا من أمرنا رشدا ...
أقول قولي هَذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...
-:(( الخطبة الثانـية )):-
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم...
أما بعد :
عبـــــاد الله :-
ومن أخلاق الرسول صل الله عليه وسلم والمسلمين في هذه المعركة عدم نكران الجميل لمن اسداء إليهم معروفاً أو سجل موقفاً عظيماً تجاههم وهذا من الوفاء وهو من أعظم الأخلاق ...
::سلسلة الخطب الرمضانية ::
خطبة 🎤 بعنوان
"يوم بدر .. قوة الإيمان وثبات المبدأ .."
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله الذي أنشأ خلقه وبرا .
الحمد لله الذي خلق الخلق بقدرته ..
وصرف أمورهم بحكمته ..
الحمد لله الذي ذلت لعظمته الرقاب ..
ولانت لقوته الصعاب وجرى بأمره السحاب ..
الحمد لله الذي تسبحه البحار الزاخرات .. والأنهار الجاريات .. والجبال الراسيات ..
أحمده سبحانه ، وحلاوة محامده تزداد مع التكرار ،
وأشكره وفضله على من شكر مدرار ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحقٍ سواه ..
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله وخيرته من خلقه ومصطفاه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ،
وكل من نصره ووالاه ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أما بعــــــد :-
عبــاد الله :-
إن للأخلاق والقيم مكانة عظيمة في دين الإسلام حيث اعتبرها قيمة إيمانية مرتبطة بعقيدة الفرد وصلته بربه، ورتب عليها الجزاء في الدنيا والآخرة وجعل سبحانه وتعالى تربية الخلق وتزكية نفوسهم بالأخلاق والفضائل من أهداف الرسالات والنبوات ،،،
فقال عن نبيه محمد صل الله عليه وسلم ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (الجمعة 2) ..
وقال صلى الله عليه وسلم إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاق ) و في روايةٍ ( صالحَ الأخلاقِ ) (السلسلة الصحيحة الرقم: 45) ..
بل إن صاحب الخلق ليبلغ به خلقه منازل عالية في الدنيا والآخرة يقول عليه الصلاة والسلام:(إنّ من أحبِّكم إليّ وأقربِكم منّي مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا) (رواه البخاري في الأدب المفرد (272)،،،
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما شيء أثقل من ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وأن الله ليبغض الفاحش البذيء )( صحيح الترغيب والترهيب للألباني/ 2641) ..
وأخلاق المسلم ثابتة لا تتغير يجب أن يلتزم بها في حال الغضب والرضا والحرب والسلم والعسر واليسر والقوة والضعف وفي الفقر والغنى ..
فلا يمكن أن يأتي زمن أو ظروف أو حادثة تبيح للمسلم أن يتنصل عن هذه الأخلاق ..!!
ولا يعني وجود المشاكل والاختلافات بين الناس الخروج عن هذه الأخلاق والقيم و الخضوع لغرائز الغضب والحمية الجاهلية ، وإشباع نوازع الحقد والقسوة والأنانية ، ، ،
فلابد أن يكون المسلم عادلاً ورعاً وأميناً وصادقاً ووفياً في سائر أحواله لأنه يتعبد الله بهذه الأخلاق ويبتغي بها مرضاته ...
ومن ينظر في سيرة المصطفى صل الله عليه وسلم وتعامله من أصحابه وأعدائه في مختلف الظروف يجد ذلك جلياً واضحاً ..
ولنا أن نقف ونحن في هذه الأيام من شهر رمضان المبارك ...
شهر القرآن وشهر الجهاد وشهر الإنفاق وشهر الصيام والقيام ،
مع الجانب الأخلاقي في معركة بدر الكبرى ،
والتي كانت في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة ...
خرج جيش المسلمين لا يريدون القتال أو الاعتداء على أحد أو سفك دم أحد ولا بث الرعب والخوف في نفوس الضعفاء والمساكين ولم يكن خروجهم للإستكبار والهيمنة والهدم والدمار ..!!
كلا ..!!
فليست هذه أخلاق الإسلام ..
ولكنهم أرادوا أن يستردوا بعض أموالهم التي نهبتها قريش منهم بالقوة وتحت تهديد السلاح ...
فقد ظلموا وطوردوا وسجنوا ومنهم من قتل ،
وغدت بعض ركعات في الصلاة ، أو قراءة شيء من القرآن جريمة لا تغتفر ،
ثم أخذت أموالهم قريش تتاجر بها إلى الشام ،
وعند علمهم بقدوم قافلة لقريش خرجوا ليستردوا بعضاً منها ...
فعلمت قريش وخرجت بجيشها ،
وتحول الموقف إلى معركة أرادها الله بحكمته ليميز الخبيث من الطيب والحق من الباطل والخير من الشر ويقضي الله أمراً كان مفعولا ...
فَاتَّقُوا الله -عِبَادَ اللَّهِ-
وَخَافُوا مَعْصِيَتَهُ، وَأَطِيعُوا أَمْرَهُ،
فَأَنْتُمْ فِي أيَّامٍ حَرِيٌّ بِالْمُسْلِمِ أَنْ يُطِيعَ وَلَا يَعْصِي، وَأَنْ يَشْكُرَ النِّعْمَةَ وَلَا يَكْفُرَ،
وَأَنْ يَتَقَرَّبَ وَلَا يَتَبَاعَدَ،
أيَّامٌ هِيَ أَجْمَلُ أيَّامِ الزَّمَانِ،
وَأَحْسَنُ مَوَاسِمِ الْخَيْرِ،
مَنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِيهَا فَقُلْ لِي بِرَبِّكَ مَتَى يُغْفَرُ لَهُ؟، مَنْ لَمْ يَسْعَ لِلْخَيْرِ فِيهَا فَقُلْ لِي بِرَبِّكَ مَتَى يَسْعَى؟ مَنْ لَمْ يَقِفْ عَلَى بَابِ مَوْلَاهُ فِيهَا فَقُلْ لِي بِرَبِّكَ مَتَى يَقِفُ؟.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ...
كَمْ مِنَ الْمَوَاعِظِ تُلِيَتْ عَلَى أَسْمَاعِنَا وَلَمْ تَتَحَرَّكْ قُلُوبُنَا،
كَمْ مِنَ الآيَاتِ سَمِعَتْهَا آذَانُنَا وَلَمْ تَسْمَعْهَا صُدُورُنَا؟ لِمَاذَا صِرْنَا نَسْمَعُ الْقُرْآنَ وَلَا نَتَأَثَّرُ،
وَنَدْخُلُ الصَّلاَةَ وَلَا نَتَغَيَّرُ،
هَلْ هَذَا بِسَبَبِ ظُهُورِ الْفَسَادِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ؟!
لَقَدْ قَلَّتِ الْبَرَكَةُ،
وَانْتُزِعَتِ الرَّحْمَةُ،
وَكَثُرَ الْعُقُوقُ،
وَقُطِّعَتِ الْأَرْحَامُ،
كُلُّ ذَلِكَ يَقْتَرِفُهُ بَعْضُ النَّاسِ بِلاَ حَيَاءٍ وَلَا خَوْفٍ مِنَ اللهِ،
وَلَقَدْ ضَرَبَ اللَّهُ لَنَا فِي الْقُرْآنِ مَثَلاً قَرْيَةً حُرِمَتْ مُقَوِّمَاتُ الْحَيَاةِ لِأَنَّهَا عَصَتْ أَمْرَ رَبِّهَا،
وَتَمَرَّدَتْ عَلَى طَاعَةِ خَالِقِهَا وَرَازِقِهَا؛
فَقَالَ تَعَالَى مُحَذِّرًا عِبَادَهُ أَنْ يَسْلُكُوا طَرِيقَهُمْ فَيُصِيبَهُمْ مَا أَصَابَ مَنْ قَبْلَهُمْ:
﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112]
ثُمَّ قَالَ اللهُ بَعْدَهَا:
﴿ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [النحل: 113]
وَهَذَا تَوْبِيخٌ مِنَ اللهِ لَهُمْ،
مَفَادُهُ أَنَّهُمْ لَوْ أَطَاعُوا الرُّسُلَ لأَكَلُوا مِنْ خَيْرَاتِ السَّمَاءِ والأَرْضِ؛
﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].
نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُنْعِمَ عَلَيْنَا بِفَضْلِهِ، وأَنْ يَرْزُقَنَا بِكَرَمِهِ وَمَنِّهِ، إِنَّهُ جَوَادٌ كَرِيمٌ.
ألا صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى، والنبي المجتبى ، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ،
فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ﻭﻻ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ,
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺣﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴلﻤﻴﻦ ﺍﻟﺤﻔﺎﺓ ،
ﻭﺍﻛﺴﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﺓ ،
ﻭﺃﻃﻌﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ ,
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺤﺮﻡ بلاد المسلمين ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ و ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,
اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وإرحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..
اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،
صلاح إلا أعنتنا على قضائها ويسَّرتها، برحمتك يا أرحم الراحمين!
اللهم اجعلنا لكتابك من التالين، وعند ختمه من الفائزين. اللهم اجعلنا عند ختمه من الفائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، ولا تجعلنا ممن استهوته الشياطين فشغلته بالدنيا عن الدين، فأصبح من النادمين، وفي الآخرة من الخاسرين.
إلهنا، قد حضرنا ختم كتابك، ولُذْنا بجنابك، فلا تطردنا عن بابك، فإن طردتنا فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بك.
لا إله إلا الله! عدد ما مشى فوق السماوات والأرضين ودرج، والحمد لله الذي بيده مفاتيح الفرج، يا فرجنا إذا أغلقت الأبواب! ويا رجاءنا إذا انقطعت الأسباب، وحِيل بيننا وبين الأهل والأصحاب!
اللهم يا سامع الصوت، ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت! نسألك أن تجعلنا من أهل الجنة، الذين لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62] وأن تعتق رقابنا من النار، بمنك وكرمك يا رحمان يا رحيم!
اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم وجازهم بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً؛ حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين، وعند قيام الأشهاد آمنين، وإلى أعلى جناتك سابقين. اللهم أنزل على قبورهم الضياء والنور، والفسحة والسرور. اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، تحت الجنادل والتراب وحدنا.
اللهم اجعل القبور بعد فراق هذه الدنيا خير منازلنا، وأفسح فيها ضيق ملاحدنا، اللهم يَمِّن كتابنا، وبيِّض وجوهنا، وثبِّت أقدامنا، ويسِّر حسابنا، وارزقنا جوار نبيك صلى الله عليه وسلم، مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً [النساء:69] .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم وفق جميع ولاة المسلمين للحكم بشريعتك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
اللهم وفق إمامنا إلى ما تحب وترضى. اللهم خذ بناصيته للبر والتقوى. اللهم وفقه ونائبيه وسائر إخوانه والمسلمين جميعاً إلى ما تحب وترضى، يا ذا الجلال والإكرام! اللهم جازهم على ما قدموا للإسلام والمسلمين، واجعله خالصاً لوجهك الكريم، وزدهم من الهدى والتوفيق، يا حي يا قيوم!
اللهم وفق علماءنا وقضاتنا ودعاتنا وجميع المسلمين إلى ما تحب وترضى، يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم آمنا في أوطاننا، وأدم الأمن والاستقرار في ربوعنا.
اللهم ارفع عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم في كل مكان المحن والبلايا، والفتن والرزايا. اللهم ادفع عنا الغلاء، والوباء، والربا، والزنا، والزلازل، والمحن، وسوء الفتن، والمسكرات، والمخدرات، والسحر، والشعوذة، وسائر طرق الفساد والغواية، يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم أصلح مناهج التعليم، ووسائل الإعلام في بلاد الإسلام. اللهم اجعلها قنوات توجيه وتربية، ولا تجعلها وسائل هدم وتدمير للقيم والفضائل. اللهم ولِّ عليها الأكْفاء، يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم وفقنا في هذه الليلة المباركة وفي سائر الليالي لالتزام طريق التوبة النصوح.
اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، والعتق من نيرانك. اللهم إنك تتفضل على عبادك في آخر الليالي من شهر رمضان بعتق رقابهم من النار، اللهم اعتق رقابنا، ورقاب آبائنا، وأمهاتنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وأقاربنا، وذوي أرحامنا، ومن له حق علينا، ومن أحبنا فيك، ومن أحببناه فيك، اللهم اعتق رقابنا جميعاً من النار.
اللهم أعد علينا رمضان أعواماً عديدة، وأزمنة مديدة. اللهم أعده على الأمة الإسلامية وهي ترفل في ثوب الصحة والمنعة والنصر على الأعداء، يا سميع الدعاء! يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء!
اللهم أنقذ مقدسات المسلمين من عبث العابثين، وعدوان المعتدين. اللهم أنقذ المسجد الأقصى من براثن اليهود الغاشمين. اللهم اجعله شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين. اللهم لا تمكن فيه لأعدائك يا رب العالمين! اللهم أخرجهم منه أذلة صاغرين. اللهم ارزقنا فيه صلاة قبل الممات، يا رب الأرض والسماوات! يا حي يا قيوم!
اللهم انصر إخواننا في فلسطين، وفي كشمير، وفي كل مكان. اللهم ارفع الضر عن المتضررين، والبأساء عن البائسين.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا.
اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك. اللهم لا تجعلنا ممن حظه من صيامه الجوع والعطش، ومن قيامه السهر والتعب.
اللهم إنا نسألك مسألة الخائفين، ونبتهل إليك ابتهال المذنبين، ابتهال ودعاء من خضعت لك رقابهم، ورغمت لك أنوفهم، اللهم فتقبل دعاءنا وصيامنا وصلاتنا، يا حي يا قيوم!
اللهم لا تردنا خائبين، برحمتك يا أرحم الراحمين!
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2
*دروس.وخواطر.رمضانية.cc8⃣1⃣*
*رمـضــان شـهـــر الـعـتـق مـن الـنـار*
=====================
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبــعـــد :
فإنّ شهر رمضان شهر العتق ..
من الـنــار، فيا أيــها المســلــم :
1- حاسب نفسك كلّ يومٍ من رمضان على صيامك، هل حافظت عليه من المفسدات ؟ وهي المفطِّرات، وهل حافظت عليه مما يذهب بثوابه، كالغيبة، وقول الزور، والعمل به ؟ وحاسب نفسك على أداء الواجبات، كالصلاة المفروضة في أوقاتها، وصلاة الرجل مع جماعة المسلمين، فإنّ العبد الذي يحافظ على صومه وأداء الواجبات، وترك المحرمات، يحصل بفضل الها على العتق من النار، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ...الحديث) وفيه : ( وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ ) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) .
2- اعلم -أيها العبد - أنك تعيش في هذه الحياة وتعمل، وأنت على أحد نوعين : فإما أن يكون عملك فيما فيه عتقك من نار جهنم، وإما أن يكون عملك مما فيه إيباقك في نار جهنم، فاجتهد في إعتاق رقبتك وفكاكها من النار قبل أن ينزل بك الموت، وعند ذلك لا ينفع الندم، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ) رواه مسلم .
▪اهتمّ بتوحيد الله، واتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وبالطُّهور، والحمدلله، والتسبيح، والصلاة، والصدقة، والصبر، والقرآن تلاوةً وفقهاً وعملاً، وادرس نفسك أمام هذه العبادات والقيام بها، فعسى الله أن يفكَّ رقبتك من عذاب جهنم .
3- إذا علمت أن شهر رمضان مبارك، وأنّه زمانٌ فاضل، فاستغلَّ كل زمانه في طاعة ربك، وكن أكثر حرصاً على لياليه، وثلث الليل الآخر، وتفرّغ في ثلث الليل الآخر للصلاة، والدعاء، وسوال الله، والاستغفار، والتوبة، والإقبال على الله، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ، يَقولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) رواه الشيخان .
4- أيها المسلم : إنّ رمضان فرصةٌ..
لا تُعوّض لمن فاتته، فكن يقظاً كل التيقُّظ لهذا الشهر (رمضان) من أول ليلة، وكن من التائبين العائدين إلى الله، المتضرعين إليه، المقبلين عليه، الساعين في طلب النجاة من عذاب الله، الطالبين رحمته وجنته ومغفرته، فاحذر من الذنوب !
▪وعش في هذا الشهر وفي غيره
فتفكراً في نجاتك يوم القيامة، واجعل على نفسك رقابةً من نفسك، واحفظ جوارحك ولسانك حتى تشعر كأنك في سجن، بحيث لا تترك لنفسك الزمام مُطلقاً لها، فتنطلق في هواها وحظوظها، على حساب آخرتك، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ ) رواه مسلم .
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
أيها الصائمون:
تذكروا أنها عشر ليال فقط تمر كطيف زائر في المنام، تنقضي سريعًا، وتغادرنا كلمح البصر، فليكن استقصاركم المدة معينًا لكم على اغتنامها. - تذكروا أنها لن تعود إلا بعد عام كامل، لا ندري ما الله صانع فيه، وعلى من تعود، وكلنا يعلم يقينًا أن من أهل هذه العشر من لا يكون من أهلها في العام القادم، أطال الله في أعمارنا على طاعته. وهذه سنة الله في خلقه ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30]. وكم أهلكنا الشيطان بالتسويف وتأجيل العمل الصالح! فها هي العشر قد نزلت بنا، أبعد هذا نسوِّف ونُؤجل؟! - تذكروا أن غدًا تُوَفَّى النفوس ما كسبت، ويحصد الزارعون ما زرعوا، إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم، وإن أساءوا فبئس ما صنعوا. تذكروا أن فيها ليلة القدر التي عظّمها الله، وأنزل فيها كتابه، وأعلى شأن العبادة فيها، فـ"من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه" (أخرجه الشيخان). والعبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ثلاث وثمانين سنة، قال تعالى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3]. قال الإمام النخعي: "العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها" فلو قُدِر لعابد أن يعبد ربه أكثر من ثلاث وثمانين سنة ليس فيها ليلة القدر، وقام موفَّق هذه الليلة وقُبلت منه، لكان عمل هذا الموفَّق خير من ذاك العابد، فما أعلى قدر هذه الليلة! وما أشد تفرطنا فيها! وكم يتألم المرء لحاله وحال إخوانه وهم يفرطون في هذه الليالي وقد أضاعوها باللهو واللعب والتسكع في الأسواق، أو في توافه الأمور!! يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم) رواه النسائي وابن ماجة وفي الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي قال: (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه) وهذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان؛ لقول النبي: (تحرُّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان). متفق عليه.
فيا نائمًا متى تستيقظ؟! ويا غافلاً متى تنتبه؟! ويا مجتهدًا اعلم أنك بحاجة إلى مزيد اجتهاد، ولا أظنك تجهل هذه الآية ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ﴾ [التوبة: 105]. فماذا سيرى الله منكم في هذه العشر أيها المؤمنون؟! من رحمة الله بالعباد وهو الغني عنهم أن جعل أفضل أيام رمضان آخره؛ إذ النفوس تنشط عند قرب النهاية، وتستدرك ما فاتها رغبةً في التعويض، والعشر الأواخر هي خاتمة مسك رمضان، وهي كواسطة العقد للشهر لما لها من المزايا والفضائل التي ليست لغيرها.
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمدلله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم عليه وعلى أصحابه وإخوانه وسلم تسليما كثيراً..
وبعدُ فيا أيها الصائمون: معاشر المسلمين الموحدين: رمضان فرصة لنقف مع أنفسنا وقفات جادة صادقة، رمضان فرصة للإقبال على الله، رمضان فرصة لنعترف بتقصيرنا بين يديه، فرصة لنعرض حوائجنا له سبحانه فهو أرحم بنا من الوالدة بولدها .
فمن منا لم يذنب ؟ ومن منا لم تقع عينه فيماحرم الله؟ ومن منا لم يعق والديه؟ ومن منا لم يقع في مستنقع الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء؟ ليس العيب أن نخطئ ولكن العيب أن نستمر في الخطأ دون محاسبة ورجوع صادق إلى الله سبحانه وتعالى.
أيها المؤمنون:
هل هناك أرحم من الله؟! هل هناك أكرم من الله؟! لا وألف لا، إذاً فهيا نمشي سويا إلى الأمام فهيا بنا جميعا نقبل إليه سبحانه فمهما بلغت الذنوب فالله سبحانه يبدلها حسنات إذا صدقناه في التوبة وفي محاسبة أنفسنا.
﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].
عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تعالى: ( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة). (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ
أما بعد: هكذا رأينا -عباد الله- كيف كان شهر رمضان هو شهر الانتصارات الرائعة لأمة الإسلام، وهي الانتصارات التي ضربت أروع الأمثلة على صدق معدن المسلمين، وكيف أنهم قد انطلقوا خلال هذا الشهر المبارك إلى العالمية، ووثبوا بإسلامهم إلى قلب القارة الأوروبية، وحطموا كل الأساطير القديمة والحديثة عن أعداء الأمة، وحطموا معها الأوهام وكسروا حاجز الخوف.
ويبقى -عباد الله- أن نعرف أن كل واحد منا يستطيع أن يجعل لنفسه من شهر رمضان شهرًا للانتصارات، نعم، إذا كان جهاد أعداء الأمة قد حقق للمسلمين انتصارات رائعة في رمضان، فإن جهاد النفس وترويض الشهوات يحقق لكل واحد منا انتصارات رائعة في رمضان، لا تقل روعة عن انتصارات السلف؛ ذلك أن السلف لم يحققوا الانتصارات الرائعة في ميادين القتال وساحات الوغى، إلا بعد أن حققوا الانتصار أولاً على أنفسهم وهواهم وشهواتهم، كما قال الله -عز وجل-: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69].
فلنجعل هذا الشهر شهر انتصار على الأحقاد والحسد والكراهية وفساد ذات البين، لنجعله شهر انتصار على قطيعة الأرحام والعجز والكسل والغفلة، لنجعله شهر انتصار على الشيطان ووساوسه وكيده، لنجعله شهر انتصار على الذنوب والمعاصي وتسويف التوبة، شهرًا للانتصار على خذلان المستضعفين وترك المظلومين.
عندها نصل إلى ما وصل إليه الأولون، ونحقق مثل انتصاراتهم وأمجادهم.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
🎤
*خطبـةجمعــةبعنـــوان.cc*
*رمـضـــان شـهـــر مــيـلاد الأمـــة*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
عـناصـر الخطبــة :
1/ رمضان شهر انتصار السماء للأرض
2/ رمضان في ذاكرة الانتصارات
3/ رمضان المحطة الفارقة
4/ رمضان واستعادة الكرامة
5/ رمضان والانطلاق إلى العالمية
6/ رمضان وتحطيم الأساطير
7/ رمضان وصدق المعدن
8/ رمضان والانتصار على النفس
الخطبـــةالاولـــى.cc
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أمـــا بـــعــــــد :
أحبتي في الله أتباع محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-: كم لله -عز وجل- علينا من نعم ظاهرة وباطنة أسبغها علينا، وكم لله -عز وجل- من خير وفضل أفاض به علينا، واختص به أمة الإسلام دون غيرها من الأمم، ولم يعلم الناس ما عند الله -عز وجل- في شهر رمضان من الرحمات والبركات والخيرات ما فرط المفرطون وقصر المقصرون وغفل عن ذكره الغافلون، فالله -عز وجل- قد أودع شهر رمضان الكثير من الأسرار والكنوز، التي جعلت هذا الشهر المبارك شامة العام وتاج الشهور ودرة الزمان، فكما أن شهر رمضان هو شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن والصدقة والإطعام والعبادات الكثيرة، فإن شهر رمضان أيضًا هو شهر الانتصارات، شهر العزة والكرامة.
فربنا -عز وجل- جعل شهر رمضان شهر ميلاد الأمة الإسلامية، حين أضاء وحيُ السماء ظلمات الأرض، وبدد نور الهداية ظلمات الشرك والجاهلية والخرافة، فكان رمضان عهدًا جديدًا استقبلت به البشرية خير رسل الله وآخر رسالات السماء، فكان رمضان نقطة تحول في مسيرة البشرية بنزول القرآن؛ كان انتصارًا للنور على الظلام، والحق على الباطل، والتوحيد على الشرك، والطهارة والنقاء على الفحش والعهر.
أيها المسلمون: ومن فضائل هذا الشهر العظيم أن الله -عز وجل- قد جعله شهر النصر والحسم في مواقف كثيرة؛ فإن هذا الشهر قد وقعت فيه العديد من الأحداث العظام والمواقف الجسام التي مثلت تحولاً كبيرًا في حياة الأمة، فمعاني الانتصارات وأبجديات العزة وأصول الكرامة قد تجسدت في شهر رمضان الكريم.
فإلى القلب الذي يفكر خاشعًا بين يدي ملك السموات والأرض، وينفطر كمدًا على نكبات المسلمين، وإلى العين التي تسيل دمعًا من خشية الله، ودمًا على أحوال المسلمين ومآسيهم، وإلى الجوارح التي تصوم ابتغاء رضوان الله، وتشتاق أن تجاهد أعداء الإسلام؛ إلى هؤلاء جميعًا نهدي لهم هذه المشاهد والمواقف الكبرى في معاني الانتصار.
في شهر رمضان حقق المسلمون عدة انتصارات كانت بمثابة المحطة الفارقة والنقطة الفاصلة في حياة الأمة الإسلامية، وأولى هذه الانتصارات كانت يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، يوم بدر، في العام الثاني من الهجرة، عندما التقت الفئة المؤمنة، جند الرحمن، بقيادة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، مع جند الشيطان، الفئة الكافرة، بقيادة فرعون الأمة أبي جهل، وقد تراءت الفئتان من أول صدام بين الحق والباطل والإيمان والكفران، ويتنزل نصر الله -عز وجل- على المؤمنين، ليكون أعظم انتصارات الإسلام.
ومن روعة الانتصار –أيها المسلمون- وعظمة المشهد أنزل الله -عز وجل- في الواقعة قرآنًا يتلى إلى يوم الدين في سورة الأنفال، التي نزلت معظم آياتها في شأن غزوة بدر، وقد سماها المولى -عز وجل- يوم الفرقان؛ لأنها كانت فرقانًا بين عهد الاستضعاف والقلى وتسلط الأعداء، إلى عهد القوة والانتشار والنصر على الأعداء، واستحق أهل بدر صك المغفرة والعتق من النيران الذي أصدره رب البرية على لسان رسول البشرية: "لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم...".
وفي رمضان من العام الثامن من الهجرة كانت محطة فارقة ونقطة فاصلة في حياة الأمة، عندما فتحت جيوش الصحابة بقيادة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة، وأعلنوا سقوط عاصمة الشرك والاستكبار الجاهلي، التي طالما استغل المشركون منزلتها وفضلها في التحريض ضد الإسلام والمسلمين، وأعلنوا تحرير بلد الله الحرام من أدران الشرك والأوثان، لتبدأ مرحلة جديدة في حياة الأمة اتحدت فيها بلاد الحرمين، الأصل والمهجر، وأعلن عن قيام الدولة الإسلامية على حدود جديدة.
أيـــها المسلمون عـــباد الله :
عندما قاد المعتصم العباسي جيشًا جرارًا أوله من منابت الزيتون وآخره على أبواب عمورية، وذلك في رمضان سنة 223هـ، بعد أن تجبر طاغية الروم توفيل بن ميخائيل، واستغل انشغال المسلمون بقتال بابك الخرمي في فارس، وهجم بمائة ألف صليبي على حدود الدولة الإسلامية، وأوقع بأهل زبطرة في الأناضول مذبحة مروعة، فقتل الكبير والصغير، فجدع الأنوف وسمل العيون، واستاق الحرائر، حتى إن امرأة هاشمية صاحت بعد أن لطمها كلب رومي فقالت: "وامعتصماه"
أوقاتكم فاضلة تشغل بالدعاء والصلاة وقراءة القرآن وذكر الله وغيرها من العبادات، وتستغل فيها فرص الخير،
وإن من أعظم ما يرجى فيها ويتحرى ليلة القدر: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)[القدر: 2].
من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه،
ليلة خير من ألف شهر،
خفي تعيينها اختبارًا وابتلاء،
ليتبين العاملون وينكشف المقصرون،
فمن حرص على شيء جدّ في طلبه، وهان عليه ما يلقى من عظيم تعبه.
إنها ليلة تجري فيها أقلام القضاء بإسعاد السعداء، وشقاء الأشقياء: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)[الدخان: 4].
ولا يهلك على الله إلا هالك.
فيا ليلة القدر للعابدين اشهدي،
يا أقدامَ القانتين اركعي لربك واسجدي،
يا ألسنة السائلين جِدِّي في المسألة واجتهدي.
يـا رجـال الليل جدوا *** ربَّ داع لا يــرَدّ
مـا يقـوم اللـيل إلا *** من له عـزم وجِـدّ
فاتقوا الله -رحمكم الله-، واعملوا وجدّوا وأبشروا وأملوا، قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَـاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ * خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَـائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ * سَلَـامٌ هِي حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر).
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه...
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم...
-:((الخطبة الثانية)):-
الحمد لله عَظيمِ الشأن، ودائمِ السلطان، أحمده سبحانه وأشكره عن جزيل الإحسان،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، به علا منارُ الإسلام وارتفع البنيان،
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان.
أما بعد:
أيها الناس:
أوصيكم بتقوى الله -عز وجل-، فإن تقوى الله خلَف من كل شيء، وليس من تقوى الله خلفٌ: (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ)[النحل: 128].
أيها المسلمون:
إن أيامكم هذه أعظم الأيام فضلاً، وأكثرها أجرًا،
تصفو فيها لذيذ المناجاة، وتسكب فيها غزير العبرات،
كم لله فيها من عتيق من النار!
وكم فيها من منقطع قد وصلته توبته!
المغبون من انصرف عن طاعة الله،
والمحروم من حرم رحمة الله،
والمأسوف عليه من فاتته فرَص الشهر وفرط في فضل العشر وخاب رجاؤه في ليلة القدر،
مغبون من لم يرفع يديه بدعوة، ولم تذرف عينه بدمعة، ولم يخشع قلبه لله لحظة،
ويحه ثم ويحه أدرك الشهر!
ألم يُحْظَ بمغفرة؟!
ألم ينل رحمة؟!
يا بؤسه!
ألم تُقَلْ له عثرة؟!
ساءت خليقته وأحاطت به خطيئته،
قطع شهره في البطالة وكأنه لم يبق للصلاح عنده موضع، ولا لحبّ الخير في قلبه مَنْزَع..
طال رقاده حين قام الناس، هذا والله غاية الإفلاس،
عصى رب العالمين واتبع غير سبيل المؤمنين،
أُمر بالصلاة فضيعها، ووجبت عليه الزكاة فانتقصها ومنعها،
دعته دواعي الخير فأعرض عنها، مسؤولياته قصّر فيها، وقصّر فيمن تحت يديه من بنين وبنات،
يفرط في مسؤولياته وقد علم أن من سُنَّة نبينا أنه يوقظ أهله،
أما هذا فقد اشتغل بالملهيات وقطع أوقاته في الجلبة في الأسواق والتعرض للفتن،
بل قد يأتي بعضنا إلى المسجد ويرسل ابنته وزوجته وأخته تجول في الأسواق، وتتعرض للفتنة من الفساق، حتى غدا السوق في شهر العبادة وَكْرًا للفساد..
فاتقوا الله -رحمكم الله-، وقوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة، فإن الشقي من حرم رحمة الله..
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا ودعاءنا،
اللهم وفقنا لإدراك ليلة القدر،
اللهم اجعل شهرنا شهر خير وبركة للإسلام والمسلمين في كل مكان،
اللهم أعتق رقابنا من النار.
هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة...
فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ،
فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...
::سلسلة الخطب الرمضانية ::
خطبة 🎤 بعنوان
" العشر الأواخر من رمضان.."
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عناصر الخطبة:
1/حلول العشر الأواخر من رمضان .
2/أصناف الناس في العشر الأواخر .
3/اجتهاد النبي والسلف الصالح في العشر الأواخر.
4/أهمية الدعاء .
5/مدرسة الاعتكاف.
6/فضل ليلة القدر .
7/التحذير من التضييع والتفريط.
○○○□□□○○○
الحمد لله مُعزّ من أطاعه واتقاه،
ومذلّ من خالف أمره وعصاه،
قاهر الجبابرة وكاسر الأكاسرة،
لا يذل من والاه ولا يعز من عاداه،
ينصر من نصره ويغضب لغضبه ويرضى لرضاه، أحمده سبحانه وأشكره حمدًا وشكرًا يملآن أرضه وسماه ،
من أقبل إليه صادقاً تلقاه ،
ومن ترك لأجله شيئاً أعطاه فوق ما يتمناه ،
ومن توكل عليه كفاه ،
فسبحانه من إله تفرد بكماله وبقاه ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحقٍ سواه ..
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله وخيرته من خلقه ومصطفاه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ،
وكل من نصره ووالاه ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أما بعـــــــد:-
فها هي أيام رمضان تسارع مؤذنة بالانصراف والرحيل،
وها هي أيام العشر تحل لتكون الفرصة الأخيرة لمن فرط في أول الشهر، أو لتكون التاج الخاتم لمن أصلح ووفى فيما مضى.
أيها الأحبة:
العشر الأخيرة من شهر رمضان سوق عظيم يتنافس فيه المتنافسون،
وموسم يضيق فيه المفرّطون،
وامتحان تبتلى فيها الهمم، ويتميز أهل الآخرة من أهل الدنيا،
طالما تحدث الخطباء وأطنب الوعاظ وأفاض الناصحون بذكر فضائل هذه الليالي،
ويستجيب لهذا النداء قلوب خالطها الإيمان، فسلكت هذه الفئة المستجيبة طريق المؤمنين،
وانضمت إلى قافلة الراكعين الساجدين،
واختلطت دموع أصحابها بدعائهم في جنح الظلام، وربك يسمع ويجيب، وما ربك بظلام للعبيد.
أما الفئة الأخرى فتسمع النداء وكأنه لا يعنيها، وتسمع المؤمنين وهم يصلون في القيام لخالقهم وكأنه ليس لهم حاجة، بل كأنهم قد ضمنوا الجنة.
فهل يتأمل الشاردون؟!
وهل يعيد الحساب المفرطون؟!
أيها المسلمون:
هذه أيام شهركم تتقلص، ولياليه الشريفة تتقضَّى، شاهدة بما عملتم، وحافظة لما أودعتم، هي لأعمالكم خزائن محصنة ومستودعات محفوظة،
تدعون يوم القيامة، يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ،
ينادي ربكم: "يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".
هذا هو شهركم، وهذه هي نهاياته،
كم من مستقبل له لم يستكمله،
وكم من مؤمل أن يعود إليه لم يدركه.
هلا تأملتم الأجل ومسيره،
وهلا تبينتم خداع الأمل وغروره.
أيها المسلمون:
إن كان في النفوس زاجر، وإن كان في القلوب واعظ فقد بقيت من أيامه بقية، بقيةٌ وأي بقية؟!
إنها عَشْرُهُ الأخيرة،
بقية كان يحتفي بها نبيكم محمد أيما احتفاء.
في العشرين قبلها كان يخلطها بصلاة ونوم، فإذا دخلت العشر شمر وجد وشد المئزر،
هجر فراشه، أيقظ أهله،
يطرق الباب على فاطمة وعلي -رضي الله عنهما- قائلاً: "ألا تقومان فتصليان؟!".
ويتجه إلى حجرات نسائه آمرًا وقائلاً: "أيقظوا صواحب الحجر، فرُبَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة".
كان النبي –صلى الله عليه وسلم- إذا بقي من رمضان عشرة أيام لا يدع أحدًا من أهله يطيق القيام إلا أقامه،
ولقد كان السلف الصالح من أسرع الناس امتثالا واتباعا للنبي،
ففي الموطأ أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة يقول لهم: الصلاة الصلاة، ويتلو هذه الآية: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)[طـه: 132]..
وقال سفيان الثوري -رحمه الله تعالى-: "أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجّد بالليل ويجتهد فيه وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك".
أما يزيد الرقاشي فإنه لما نزل به الموت .. أخذ يبكي ويقول : من يصلي لك يا يزيد إذا متّ ؟
ومن يصوم لك ؟ ومن يستغفر لك من الذنوب ..
ثم تشهد ومات ..
ونحن نقول من يصلي لك أيها المسلم ومن يصوم ويزكي وينفق عنك إذا لم تقم أنت بذلك وتستغل نفحات الرحمن ورياح الإيمان وها نحن فيها في هذه الأيام المباركات ..!!؟؟
اللهم يا سامع الدعوات ، ويا مقيل العثرات ، ويا غافر الزلات ، اجعلنا من عبادك التائبين ، ولا تردنا عن بابك مطرودين واغفر لنا ذنوبنا أجمعين .
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ...
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ...
-:(( الخطبة الثانية )):-
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الهدى محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
أما بعد :
عبــــــــاد الله :-
ومن أهم الأعمال في الثلث الأخير من رمضان وفي العشر الأواخر منه، الإكثار من الدعاء لشرف الزمان والمكان والحال،
ولقد أثنى الله سبحانه وتعالى على أنبيائه بعبادة الدعاء فقال تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خـٰشِعِينَ) [الأنبياء:90] ) .
وبالدعاء وصف الله عباده المؤمنين وجعلها أعظم صفة فيهم فقال سبحانه: ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِـئَايَـٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكّرُواْ بِهَا خَرُّواْ سُجَّداً وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ) [السجدة:16-17] ...
إنه الدعاء سلاح المؤمن .. به يكون صلاح أمره في دينه ودنياه وآخرته فقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمةُ أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كلِّ خيرٍ، واجعل الموت راحةً لي من كل شرٍّ".( مسلم).
وبالدعاء تذهب الأمراض وتشفى الأجساد فهذا نبي الله أيوب عليه السلام فبعد البلاء والصبر دعاء ربه فقال تعالى ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ) (الأنبياء 38-84) ..
وبالدعاء تقضى الحاجات وتتحقق الرغبات ،
فالله سبحانه يحرك الأسباب لتجري بأمره استجابة لعبد من عباده لجأ إليه وطلب منه وتوكل عليه ..
عن شقيق البلخي قال: كنت في بيتي قاعداً فقال لي أهلي: قد ترى ما بنا من فاقة و ما بهؤلاء الأطفال من الجوع، ولا يحل لك أن تحملهم ما لا طاقة لهم به،
قال: فتوضأت -نرجع إلى السبب الذي كانوا يدورون حوله رضوان الله تعالى عليهم- فتوضأت وكان لي صديقٌ لا يزال يقسم علي بالله إذا ألمت بي حاجة أن أعلمه بها ولا أكتمها عنه،
فخطر ذكره ببالي، فلما خرجت من المنزل مررت بالمسجد،
فذكرت ما روي عن أبي جعفر قال: من عرضتْ له حاجة إلى مخلوق فليبدأ فيها بالله عز وجل،
قال: فدخلت المسجد فصليت ركعتين،
فلما كنت في التشهد، أفرغ عليَّ النوم، فرأيت في منامي أنه قيل لي: يا شقيق ! أتدل العباد على الله ثم تنساه؟!
قال: فاستيقظت وعلمت أن ذلك تنبيه نبهني به ربي، فلم أخرج من المسجد حتى صليت العشاء الآخرة، ثم تركت الذهاب لصاحبي ودعوت الله وتوكلت عليه،
وانصرفت إلى المنزل ، فوجدت مال وطعام !!
فسألت من جاء بهذا ؟
فقالوا : رجل يقول أنه صديق لك منذ زمن وقد رد ما كان عليه من دين لك ..
قال شقيق: والله ما أعلم أن صديقاً لي أستدان مني مالاً ولم يرده ، ولكني علمت أن الله هو من ساق ذلك الرجل بهذا الخير إن ربي سميع الدعاء...
فلا تعجب فالله سبحانه وتعالى يقول ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3] ..
أيها المؤمنون:
والدعاء سبب هام في تحقيق النصر والتمكين والثبات للأمم والأفراد والشعوب ،
قال تعالى عن طالوت وجنوده لما برزوا لجالوت وجنوده قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ [البقرة:250].
فماذا كانت النتيجة ؟
(فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ) [البقرة:251].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم الدعاء كثير الإبتهال والتضرع لمولاه سبحانه وتعالى حتى كتب له النصر والتمكين ، وبلغ هذا الدين الآفاق وأظهره الله على جميع الأديان ، وسار في هذا الطريق أصحابه من بعده ونشروا هذا الدين في أرجاء المعموره بسلاحين عظيمين ..
سلاح العمل وبذل الجهد والإرادة القوية ،
وسلاح التضرع بين يدي الله واستجلاب النصر والمعونة منه فكان لهم ذلك ..
خطبة 🎤 بعنوان
"" (( الثلث الأخير من رمضــــان .. !! )) ""
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،
الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات ،
الحمد لله الذي علم العثرات ،
فسترها على أهلها وانزل الرحمات ،
ثم غفرها لهم ومحا السيئات ،
فله الحمد ملئ خزائن البركات ،
وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات ،
وله الحمد ما تعاقبت الخطوات ،
وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات ، وعدد ذرات الهواء في الأرض والسماوات ، وعدد الحركات والسكنات ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
لا مفرج للكربات إلا هو ،
ولا مقيل للعثرات إلا هو ،
ولا مدبر للملكوت إلا هو ،
ولا سامع للأصوات إلا هو ،
ما نزل غيث إلا بمداد حكمته ،
وما انتصر دين إلا بمداد عزته ،
وما اقشعرت القلوب إلا من عظمته ،
وما سقط حجر من جبل إلا من خشيته ،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، قام في خدمته ، وقضى نحبه في الدعوة لعبادته ،
وأقام اعوجاج الخلق بشريعته ،
وعاش للتوحيد ففاز بخلته ،
وصبر على دعوته فارتوى من نهر محبته ، ..
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه واستن بسنته وسلم تسليمًا كثيرا إلى يوم الدين ...
اللهم وكما آمنا به ولم نره , فلا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله ، وأوردنا حوضه الأصفى ، وأسقنا منه بيد حبيبك شربة هنيئاً لا نُرد ولا نظمأ بعدها ابداً يا أرحم الراحمين ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أما بعــــد :
أيها المؤمنون :
ها هي العشر الآواخر من رمضان تحل علينا ،
وهي الثلث الأخير من رمضان ولها فضائل عظيمة ،
فاستدركوا ـ رحمكم الله ، هذه العشر الأواخر بالمسارعة إلى المكارم والخيرات واغتنامِ الفضائل والقرُبات،
ومن أحسن فعليه بالتمام، ومن فرَّط فليختم بالحسنى فالعمل بالخِتام ،
قال تعالى ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (يونس:26) ...
واستغلوها واستفيدوا من فضائلها ، فمن لم يختم قراءة القران فليكمل ما تبقى عليه من آياته وسوره،
ومن أكمل فليضاعف من حسناته وأجوره ، فكتاب الله لا تمله النفوس ولا تشبع منه القلوب ،
فهو منهج أمة ودستور حياة ...
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ ) ( رواه أحمد ) ...
ولقد رسم رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم للأمَّة في هذه العَشْر خيرَ نَهجٍ يوصِل إلى الغاية الحميدة ومنازل السعداء؛
ففي "الصحيحين" عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – كان إذا دخل العَشْر، شدَّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله"،
وذلك مما يُشعِر بالاهتمام العظيم بالعبادة، والتفرُّغ لها، والانقطاع إليها عن كلِّ شاغِل.
وعنها أيضًا: "أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العَشْر الأواخر من رمضان حتى توفَّاه الله"؛
أي يلزم المسجد لا يبرحه، ولا يشتغِل بغير العبادة فيها اغتنامًا للفرصة، وسَيْرًا على نهج الصالحين، فإن الفرصة إذا أفلتت كانت حسرةً وندامة،
وليس لأحدٍ علمٌ بطول العمر، ليستدرك في المستقبل ما فاته في الماضي، وليشتغل بصالح العمل ليدرك الأمل،
إنما هي أنفاسٌ معدودة، وآجالُ محدودة،
فمَن اغتنم فيها الفرصة الحاضرة، وتاجر في الأعمال الصالحة - ربح المَغْنَم.
ومن لم يستطع الاعتكاف لسبب ما ، فلا تضيع عليه العشر الأواخر من رمضان دون فائدة،
فليحرص على صلاة التراويح والقيام ، ويتحرى ليلة القدر ، ويكثر من قراءة القرآن والذكر والدعاء وسائر العبادات والطاعات والقربات...
عباد الله:
قوائم اللستات الاسلامية
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba
📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim
📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws
📋
-------♡-------
🔆 ✨ طريق النجاة والفلاح ✨
•| 🔘 @watazawd
📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed
📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam
📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena
📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu
📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd
📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib
📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h
📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj
📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a
📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi
📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch
📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j
📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55
📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg
📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona
📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t
📋
-------♡-------
🔆 🎉خدمات إعلانات دورات وشهادات
•| 🔘 @i3lanatwadawarat
📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat
📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11
📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd
📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib
📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1
📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft
📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran
📋
-------♡-------
🔆 ضمان للأشغال اليدوية
•| 🔘 @damanmachrolat
📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E
📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025
📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul
📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip
📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0
📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi
📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed
📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h
📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar
📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh
📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny
📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli
📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H
📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin
📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv
📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb
📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad
📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333
📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2
📋
-------♡-------
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99
📋
-------♡-------
☑للإشتراك في الليسته ↙️
@Alameen79thalofbot
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2
*دروس.وخواطر.رمضانية.cc7⃣1⃣*
*رمــضــــان شـــهــــــر الانتـصـــــارات*
======================
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبيّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبــعــــد :
• فإنّ شهر رمضان شهرٌ مباركٌ، نصر الله فيه المسلمين في غزوة بدر الكبرى على عدو الله وعدوهم المشركين، وسمّى ذلك : يوم الفرقان ؛ لأن الله فرّق فيه بين الحق والباطل، وكان ذلك في رمضان السنة الثانية من الهجرة، وكان سبب هذه الغزوة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغه أن أبا سفيان قد توجّه راجعاً من الشام إلى مكة بعير قريش، فدعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه إلى الخروج لأخذ تلك العير ؛ لأن قريشاً محاربون لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
وخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً يطلبون العير، ولا يريدون الحرب، ولما علم أبو سفيان بهم بعث صارخاً إلى قريش ليحموا عِيرَهم، وسلك طريقاً على ساحل البحر، وخرجت قريشُ بأشرافهم في نحو ألف رجل، ومعهم الفتيات يغنين بهجاء المسلمين، ونجا أبو سفيان بالعير، وأرسل إلى قريش ليرجعوا، فأبوا إلا الحرب، وجمع الله بين المسلمين وبين عدوهم، ووقعت المعركة، ونصر اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم وأصحابَه على كفار قريش، وقُتِل من الكفار سبعون وأُسِر سبعون .
لقد نصر الله الفئة القليلة التي تقاتل لإعلاء كلمة الله، وأذلّ الله المشركين، فيا أيها المسلم :
1- اعلم أن الله ناصرٌ دينه مهما طغى الكفار وتجبروا، وقد قال الله تعالى : ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ﴾ [ الحج : 40 ]. فعلى المسلمين أن يقوموا بما أمرهم الله به، وينتهوا عما نهى الله عنه، وأن يعتزُّوا بدينهم، وأن يقوموا بالدفاع عن دينهم لينصرهم الله على عدوهم، وقد قال تعالى : ﴿ اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران:200] .
2- أيها المسلم : ادعُ الله عز وجل أن ينصر المسلمين على أعدائهم الكفار، وقد علّمنا الله ذلك ﴿ وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة:250].
3- أيها المسلم : اُدعُ الله على الكفار الذين هم صناديد، وأذاهم على المسلمين أعظم، وهم يخططون الخطط للعالم؛ لمحاربة الإسلام وأهله ورميهم بالتطرف ونحو ذلك، وليكن دعاؤك عليهم بأعيانهم بالهلاك، فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا على أربعةٍ من صناديد قريش، وهم : أبو جهل، وشيبة بن ربيعة ، وأخوه عتبة ، وابنه الوليد بن عتبة، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( اسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ ع الْكَعْبَةَ فَدَعَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى قَدْ غَيَّرَتْهُمْ الشَّمْسُ وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا ) رواه البخاري.
4- اُدعُ الله عز وجل بنجاة المستضعفين، وادعُ الله على الكفار الذين يؤذون المسلمين، أن يصيبهم الله بالقحط، والجدب، وأن يَشْدُدَ الله وطأته عليهم، وليكن دعاؤك عليهم إذا رفعت رأسك من الركعة الآخرة (دعاء القنوت)، فعن أبي هريرة س أنّ النبي صلى الله عليه وسلم : ( كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ ) رواه الشيخان.
• وفي شهر رمضان كانت غزوة فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة، وأصبحت بلداً يُقام فيه التوحيد بدلاً عن الشرك، فلله الفضل والمِنّة، فعلى من دخل مكة أو كان من سكَّانها أن يعلم أنها بلدُ الله الحرام، وأن الحسنات فيها تضاعف، فليجتهد في فعل الحسنات، وليحذر من الذنوب فيها وفي غيرها ؛ لأن الذنوب فيها تَعظُم، وقد قال تعالى : ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [ الحج : 25 ]. انتبه يا من أنت في مكة !وصلى الله وسلم على نبينا
محمد وآله وصحبه اجمعين .
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
فهـذا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجع من الطائف حزينًا مهمومًا بسبب إعراض أهلها عن دعوته، وما ألحقوه به من أذىً،
لم يشأ أن يدخل مكة كما غادرها،
إنما فضل أن يدخل في جوار بعض رجالها،
فقبل المطعم بن عدي أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في جواره،،،
فجمع قبيلته ولبسوا دروعهم وأخذوا سلاحهم وأعلن المطعم أن محمدًا في جواره،
ودخل النبي صلى الله عليه وسلم الحرم وطاف بالكعبة، وصلى ركعتين،،،
ثم هاجر بعد ذلك، وكون دولة في المدينة، وهزم المشركين في بدر ، ووقع في الأسر عدد من المشركين؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لو كان المطعم بن عدي حيًّا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له".(رواه البخاري)...
فانظروا إلى الوفاء حتى مع المشركين....
وهــذا أبا البحتري بن هشام؟
إنه أحد الرجال القلائل من المشركين الذين سعوا في نقض صحيفة الحصار والمقاطعة الظالمة التي تعرض لها رسول الله وأصحابه في شعب أبي طالب ،
فعرف له الرسول جميله وحفظه له،
فلما كان يوم بدر قال صلى الله عليه وسلم: "من لقي أبا البحتري بن هشام فلا يقتله"..
يا لعظمة هذه الأخلاق ..!!
ويا لروعة هذا الوفاء..!!
ومن ذلك خلق العدل الذي جسده رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه :
والمعركة يوم بدر على وشك أن تبدأ فقد كان صلى الله عليه وسلم يعدل الصفوف ويقوم بتسويتها لكي تكون مستقيمة متراصة، وبيده سهم لا ريش له يعدل به الصف،
فرأى سواد بن غزية، وقد خرج من الصف فدفعه صلى الله عليه وسلم في بطنه،
وقال له: «استوِ يا سواد» ..
فقال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني،
فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال: «استقد»..
فاعتنقه فقبل بطنه،
فقال: «ما حملك على هذا يا سواد» ..
قال: يا رسول الله حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله بخير(صحيح السيرة النبوية، ص236)...
ومن أعظم أخلاق النبي صل الله عليه وسلم يوم بدر أنه سعى إلى تطبيق مبدأ "تحين الفرص لحفظ دماء من يقاتله"، في المعارك والحروب ،،،
ومن أمثلة ذلك عندما نهى عن قتل من خرج مستكرهًا من المشركين ، رغم أن ذلك في ميدان القتال والحرب ،
والمتعارف عليه بين جميع البشر أن من يقاتلك تقاتله،
ولكن النبى صل الله عليه وسلم كان يأخذ بروح القاعدة وليس بنصها؛
لذا فهو قد يَأْسِرُ المستَكرَه لكي يتجنّب مُقاتلته ويُجَنِّبَه أيضًا،
ولكن لا يقتله؛ إلا إذا أَصَرَّ على القتال؛
فقد جاء في سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال لأصحابه قٌبَيلَ غزوة بدر: "إني قد عرفت أنَّ رجالًا من بنى هاشم وغيرهم قدْ أُخرِجوا كُرْهًا لا حاجة لهم بقتالنا؛ فمن لقي منكم أحدًا من بني هاشم فلا يقتُلْه، ومن لَقِيَ أبا البختري بن هشام فلا يقتله، ومن لَقِيَ العبَّاس بن عبد المطلب فلا يقتله؛ فإنما خرج مُسْتَكْرَهًا"...
فما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام وتعاليمه في السلم والحرب وفي الرخاء والشدة وفي العسر واليسر وفي حال الرضا والغضب ..
ما أحوج البشرية قاطبة إلى هذه الأخلاق وهذه القيم العظيمة ، لتسعد في حياتها وتخرج من بؤسها وشقائها من هذه المعركة وغيرها ..
إن شهر رمضان شهر الذكريات والفتوحات والانتصارات ،
وتمر بنا هذه الذكريات والأمة مثقلة بالآلام مثخنة بالجراح،
كما تمر بنا الذكريات والمسلمون اليوم أكثر ما كانوا حملاً للسلاح ، وبذلاً للأرواح ،
ولكن على بعضهم !@
والصائم يقتل صائماً ..
حتى أصبحنا نتمنى أن نعامل بعضنا البعض كما كان صلى الله عليه وسلم يعامل أعدائه،
لا كما أمر أن يعامل المسلم أخاه المسلم ..
فلنعد إلى ديننا وأخلاقنا ...
عبـــــاد الله :-
أيام قليلة وتدخل العشر الأواخر من رمضان التي هي أعظم أيام رمضان فضلاً ،
وأرفعُها قدرًا ، وأكثرُها أجرًا، تصفو فيها الأوقات للذة المناجاة، وتسكب فيها العبرات بكاءً على السيئات،
فكم فيها لله من عتيق من النار،
وكم فيها من أسير للذنوب وصله الله بعد الجفاء، وكتب له السعادة بعد طول شقاء،
إنها الفرصة التي إذا ضاعت فلن تنفع بعدها الحسرات ...
روى الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله )...
ولنكثر فيها من قراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة والإعتكاف في المساجد وصلاة التراويح و صلاة القيام ..
ولنتحرى فيها ليلة القدر والتي هي خيرٌ من ألف شهر وبها تغفر الذنوب وترفع الدرجات ،،
قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه) ( متفق عليه) ...
فلا ينبغي لمسلم أن يفوت هذه الفرصة الثمينة على نفسه وأهله ..
فلعل أحدنا تدركه فيها نفحةً من نفحات الرحمن ، في هذه الليالي والأيام تكون بها سعادة الدنيا والآخرة ...
قال تعالى( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (الأنفال:7) ...
وأثناء مسيرهم إلى بدر لملاقاة قريش نظر إليهم صلى الله عليه وسلم فرأى التعب والكدح وضيق العيش على وجوههم ...
فبطونهم فارغة وأجسادهم عارية حفاة الأقدام ...
فقراء فرفع أكف الضراعة واتصل بالواحد الديان وقال (اللهم إنهم جياع فأشبعهم، اللهم إنهم حفاة فاحملهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم) (حسنه الألباني في صحيح أبي داود/2747) ...
فكانت المعركة وكان النصر فيها للمسلمين بإذن الله تعالى القائل: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(آل عمران: 123) ...
أيها المؤمنون /عبــاد الله :-
ومن جوانب الأخلاق في هذه المعركة :
إحترام القائد لأتباعه ، والاستفادة من خبراتهم وتخصصاتهم ،
فمن ذلك مشاورةُ النبيِّ صل الله عليه وسلم لأصحابه قبل الغزوة ،
وهو أكمل الناس رأيًا، وأتمهم عقلاً وحكمة،
"فكثيرًا ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابَه فيما لا وحي فيه من الكتاب والسُّنة ؛ تعويدًا لهم على التفكير بالمشاكل العامَّة ، وحِرْصًا على تربيتهم على الشعور بالمسؤولية ، ورغبة في تطبيق الأمر الإلهي بالشورى، وتعويد الأُمَّة على ممارستها ...
فحين نزل النبي صلى الله عليه وسلم ببدر،
قال الحُباب بن المُنذِر: يا رسول الله، أهذا رأيٌ رأيتَه، أم وحي؟
فقال: ((بل رأي رأيتُه))،
قال: فإني أرى أن تنزل على ماء، وتجعله خلف ظَهْرك وتغور المياه كلها،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد أشرتَ بالرأي))، ونفَّذ ما أشار به الحباب(زاد المعاد (3: 175).)...
وفي أرض المعركة وقف صلى الله عليه وسلم يقول لهم أشيروا عليّ أيها الناس ،
فتكلم المهاجرين خيراً ،،،
فقام منهم المقداد بن عمرو ، وقال: "إمض بنا يا رسول الله لما أمرك الله،
والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ..
ولكن نقول: إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون .."
فاستبشر صلى الله عليه وسلم وقالها مرة أخرى أشيروا عليّ أيها القوم فقام سعد بن معاذ من الأنصار ،
وقال : والله لكأنك تريدنا .. يا رسول الله؟
قال صلى الله عليه وسلم: «أجل».
قال: (لقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، فامض يا رسول الله لما أردت ، فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبر في الحرب، صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله "..
فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم ،
وقال : سِيرُوا وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ وَعَدَنِي إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَوَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَصَارِعِ الْقَوْمِ"( ابن هشام: السيرة 1/ 615)..
فالقائد والمدير والمسئول الذي يقود أتباعه كالقطيع دون مشورة أو رأي أو معرفة بالهدف أو عدم وضوح الغاية والثمرة ..!! يجني على الأمة الويلات والهزائم والنكسات والفشل ، ويتعطل الإنتاج وتخسر المؤسسات ، ويغتال الإبداع وينشأ عن ذلك مجتمع ضعيف ومهزوز وغير منتج أو مبادر ،،،
لأنه يتعامل معهم بمنطق الإستبداد والفوقية والرأي الواحد ...
إنها سياسة الاحتقار والاستخفاف بالشعوب والأتباع ، وإخضاعها بالقوة وإهدار كرامتها ، كما قال تعالى عن فرعون : ((فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ))( الزخرف: 54)...
فكان من أخلاقه صل الله عليه وسلم أن يثبت الشورى ومناقشة الأمور والإستماع للآراء ، ومشاركة الآخرين من حولك ، وتبادل الأفكار واختيار أفضلها وأصوبها ...
في البيت مع الأسرة وفي العمل وفي السوق وفي السياسة والإقتصاد وفي السلم وفي الحرب ...
وكان من أخلاقه صل الله عليه وسلم في هذه المعركة التواضع واحترام إنسانية الإنسان ولو كان عدوك ...
فعندما انتصر المسلمون، وارتحل الرسولُ صلى الله عليه وسلم حتى كان بالروحاء ، لقيه المسلمون يُهنِّئونه بما فتح الله عليه ومن معه من المسلمين..
فقال لهم سلمة بن سلامة: "ما الذي تُهنِّئوننا به ؟ فو الله إن لَقينا إلا عجائزَ صُلعًا كالبُدْن المعلَّقة فنحرناها...
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أي ابن أخي، أولئك الملأ))،،،
قال ابن هشام: الملأ: الأشراف والرؤساء(سيرة ابن هشام (2: 623).)...
يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم ،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...
اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم
اللهم وفق شباب المسلمين وأكتب لهم النجاح والتوفيق ، وأستر نساءهم ، وإحفظ بناتهم ، واصلح شبابهم ، وربى أولادهم. ...
"رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا"..
اللهم أكفنا شر خلقك ، إكفنا شر الحاقدين والحاسدين والجاهلين والكافرين والمنافقين ،
اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﻫﺪﻧﺎ ﻭﺍﻫﺪِ ﺑﻨﺎ ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻤﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ,
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌﻀﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ، ، ،
فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
لَمْ تَكُنْ تِلْكُمُ الْغَزَوَاتُ إلَّا لِيَعْبُدَ النَّاسُ رَبَّهُمْ آمِنِينَ، وَيُقْبِلُوا عَلَيْهِ مُطْمَئِنِّينَ، وَيَدْخُلُوا فِي الدِّينِ مُذْعِنِينَ.
وَلِمَ لَا -يا عِبَادَ اللَّهِ-
لِمْ لَا يَسْعَ الْمُسْلِمُونَ فِي تَحْصِيلِ أَمْنِهِمْ؛
فَبِالأَمْنِ تُقَامُ شَعَائِرُ الْإِسْلامِ مِنْ صَلاَةٍ وَجُمَعٍ وَجَمَاعَاتٍ..
بِالْأَمْنِ يُقَامُ الْأَذَانُ وَالْخَطَابَةُ وَالْإمَامَةُ..
بِالْأَمْنِ يُطَافُ بِالْبَيْتِ الْحَرَامِ..
بِالْأَمْنِ تُجْبَى مِنْ أَهْلِهَا الزَّكَواتُ وَالصَّدَقَاتُ..
بِالْأَمْنِ تُوصَلُ الْأَرْحَامُ..
بِالْأَمْنِ يُؤْمَرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيُنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ.
. بِالْأَمْنِ تَحْيَا مَجَالِسُ الْعِلْمِ وَيُحَصَّلُ..
بِالْأَمْنِ يُحْفَظُ الدِّينُ عَلَى أُصُولِهِ الْمُقَرَّرَةِ وَقَوَاعِدِهِ
الْمُحَرَّرَةِ وَيُحَصَّنُ..
بِالْأَمْنِ تُحْمَى أَمْوَالُ وَأَعْرَاضُ وَدِمَاءُ الْمَعْصُومِينَ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ :
إِنَّ الْأَمْنَ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى يَنَالُهَا الْعِبَادُ بِالطَّاعَةِ،
وَتَنْقُصُ مِنْهُمْ بِقَدْرِ الْمَعْصِيَةِ،
وَلَقَدِ امْتَنَّ اللَّهُ عَلَى قُرَيْشٍ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ؛
فَلَمَّا حَدَثَ مَا حَدَثَ عَامَ الْفِيلِ وَرَدَّ اللَّهُ أَبْرَهَةَ وَجَيْشَهُ خَائِبِينَ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ سُبْحَانَهُ فِي سُورَةِ الْفِيلِ،
قَالَ اللَّهُ لَهُمْ بَعْدَهَا فِي سُورَةِ قُرَيْشٍ مُنَبِّهًا لَهُمْ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ:
﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ *
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 1 - 4]
لَقَدْ أَمَرَهُمُ اللهُ بِشُكْرِهِ عَلَى تِلْكُمُ النِّعَمِ وَلا يَكُونُ الشُّكْرُ إِلاَّ بِعِبَادَتِهِ جَلَّ وَعَلا.
وَحِينَ يُحَقِّقُ الْإِنْسانُ الطَّاعَةَ وَيَبْتَعِدُ عَنِ الْمَعْصِيَةِ فَإِنَّ الْأَمْنَ كُلَّ الْأَمْنِ لَهُ؛
قَالَ تَعَالَى بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ أَصْحَابَ الْإيمَانِ وَأَصْحَابَ الشِّرْكِ:
﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام:81، 82]
فَأَيُّ الطَّائِفَتَيْنِ أَصْوَبُ؟
الَّذِي عَبَد مَنْ بِيَدِهِ الضُّرَّ وَالنَّفْعَ،
أَوِ الَّذِي عَبَدَ مَنْ لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ بِلَا دَلِيلٍ ،
أَيُّهُمَا أَحَقُّ بِالْأَمْنِ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ،
إِنَّهُمُ الَّذِينَ أَخْلَصُوا الْعِبَادَةَ لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلَمْ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا هُمُ الْآمِنُونَ الْمُهْتَدُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
وَلَقَدْ خَافَ الصَّحَابَةُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ مِنْ هَذِهِ الآيَةِ ،
فَذَهَبُوا يَسْتَفْسِرُونَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَدْ جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
قَالَ:
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ [الأنعام: 82]
شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا:
أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ،
إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ:
﴿ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].
نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ بِلاَدَنَا وَبِلاَدَ الْمُسْلِمِينَ وَاحَةً للأَمْنِ والأَمَانِ، والسَّلامَةِ والإِسْلامِ، والسَّخَاءِ والرَّخَاءِ، ياِ رَبِّ الْعَالَمِينَ...
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم من ذنب فا ستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم...
-:(( الخطبة الثانية )):-
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ،
كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى وَالرَّسُولُ الْمُجْتَبَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرَا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ...
أَمَّا بَعْدُ: