الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*الـجـــود فـي رمـضــان*
*للشـيخ/ مـحـمـد الإمــام*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الأول:*
ان الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله.
﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ ﴾ [ آل عمران : 102 ] .
﴿ يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا ) [ النساء : 1 ] .
﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا () يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا ﴾ [ الأحزاب : 70 ــ 71 ] .
اما بعد فان خير الحديث كلام الله. وخير هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
اما بعد:
فتعلمون ان شهر رمضان قادم علينا الا وان مما يطلب من المسلمين لا سيما في هذا الشهر الجود والكرم والسخاء. فخطبتنا في هذا
اعلموا حفظكم الله تعالى
ان من اسماء الله عز وجل الكريم والأكرم وان من اسمائه سبحانه الجواد اما الكريم والاكرم فقد جاء بهما القرآن الكريم والاكرم جاء في اية واحدة في اول سورة العلق واما الكريم فقد جاء في ايات كثير واما اسمه الجواد فهذا قد جاءت به السنة النبوية فقد جاء من حديث سعد ابن ابي وقاص ومن حديث انس ومن حديث عبدالله ابن كريس وغيرهم ان الرسول عليه الصلاة قال : (( ان الله جواد يحب الجود. ان الله جواد يحب الجود )).
فجود الله عز وجل وكرمه على عباده. واسع بلغ مبلغ رحمته. وبلغ مبلغ علمه جل شأنه وهو جود في الدنيا وجود في الاخرة. ولهذا قال بعض العلماء جوده سبب لكل موجود. جوده سبب لكل موجود. وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ( كلما كان الناس الى شيء احوج كان الله به اجود كان الله به اجود )
وجود الله على قسمين جود عام لجميع المخلوقات وليس هذا موضوعنا وجود خاص وهو بالمؤمنين لا سيما ما يكون من جوده في رمضان جل شأنه فسأذكر شيئا من الادلة على جود الله في رمضان على عباده جود واسع وكرمه كرم نافع وعطاؤه عطاء عظيم في الدنيا والاخرة لعباده الا وان من جوده في رمضان ما جاء في البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان الرسول عليه الصلاة والسلام قال : (( قال الله الصيام لي وانا اجزي به الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة حسنة )) الحسنة تضاعف الى عاشر في غير رمضان وقد تضاعف الى اكثر من ذلك لكنها في رمضان تضاعف للصائمين الى سبع مئة حسنة فهذا من جود الله الكريم على عباده أن يجود لهم بكثرة الحسنات والثواب لهم. فهذا من فضله.
وهكذا ايضا جاء من حديث زيد ابن خالد الجهني عند الامام احمد وغيره. ان الرسول عليه الصلاة والسلام قال : (( من فطر صائما فله مثل اجره غير ان اجر الصائم لا ينقص منه شيئا ))
فهذا من فضل الله ومن جود الله ان يجعل للمفطر اجورا عظيمة واجورا كثيرة واجورا واسعة لانه احسن في هذا الشهر الكريم. وهكذا من جوده الواسع في رمضان. مغفرة الذنوب ومن يغفر الذنوب الا الله. ومن يغفر الذنوب الا الله. ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون فكم من شخص وكم من عباد عصوه سبحانه وخالفوا امره وارتكبوا نهيه وتعدوا حدوده ومع هذا يغفر لهم ان تابوا وانابوا اليه سبحانه وتعالى فهذه في رمضان مغفرة الله الواسعة. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام :(( من صام رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه )). ومغفرة ذنب واحد خير لك من الدنيا وما فيها. مغفرة ذنب من ذنوبك خير لك من الدنيا وما فيها. فكيف اذا عم الله العباد بالمغفرة? ووسع عليهم ووسع عليهم. وسترهم ومحى عنهم اثار ذنوب ووقاع شر ذنوبهم الا ترى الى عظيم هذا الكرم والى سعث هذا الجود الالهي وهكذا يعتق الله في كل ليلة من رمضان يعتق الله في كل ليلة من يشاء من العباد يعتقهم من النار فينالون النجاة بعد ان كانوا ممن وجبت لهم النار? انظروا الى هذا الفضل الالهي وكذلك ايضا من هذا الجود والخير الالهي وبيده الخير كله وهو على كل شيء قدير. ما اخبرنا الله في كتابه قال : { ليلة القدر خير من الف شهر } .
فجعل الله ليلة القدر لهذ الامة جعل العبادة فيها خيرا من العبادة في الف شهر كل هذا من سعة جوده وكرمه لتعم مغفرته ورحمته من يشاء من العباد ومن اقبل الى طاعته والى مرضاته فهنيئا هنيئا لمن كان حريصا على ان يقبل على الله عز وجل ومن كرم الله في رمضان وفي غيره ما قاله ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب قال رحمه الله : ( ومن نفع عباده نفعه الله ومن رفق بهم رفق الله به ومن جاد عليهم جاد الله
واعملوا على تقوية عامل التقوى في نفوسكم، وربوا أبناءكم على الخير والرشاد، وأبعدوهم عن أسباب الفتن والضلال، وانظروا لحالكم يوم تقفون بين يدي الله - تعالى - فتسألون عن كل صغيرة وكبيرة، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر.
عباد الله:
لقد سرنا ما تمَّ إعلانه من وزارة الداخلية من القبض على بعض مثيري الفتنة ممن يستخدمون الإنترنت، وينشرون بعض السموم، ويضللون الشباب بهذا الفكر المنكوس. نسال الله أن يهدي شباب المسلمين لكل خير، وأن يبعدهم عن الشر وأهله، كما نسأله أن يوفق رجال الأمن للقضاء على أوكار هذه العصابات؛ لتسلم البلاد ويرتاح العباد من شرِّهم.
كما نسأله - سبحانه وتعالى - أن يبارك لنا في رمضان، وأن يعيننا على الصيام والقيام وسائر الأعمال، وأن يتقبل منا قليل أعمالنا، وأن يغفر لنا تقصيرنا وجهلنا، وأن يوفقنا جميعًا لكل عمل صالح يرضيه عنَّا؛ إنه سميع قريب وبالإجابة جدير.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى؛ فقد أمركم الله بذلك، فقال - جل من قائل عليمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب:٥٦].
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
🎤
*خطبة.جمعة.بعنوان.cc*
*أثــر الــصـــــيام عــلى النفـوس*
*للشيخ/ عبدالله بن محمد الطيار*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المتقين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، قدوة الخلق أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فاتقوا الله - عباد الله - واعلموا أن صيام رمضان فرصة لتطهير النفوس من قيد المطامع الشخصية، وتحررها من أَسْر الأغراض المادية، والترقِّي بها في طموحاتٍ أرحب وأعلى، فالنفوس في رمضان عن الشهوات تترفع، وعن الملذات تتسامى، وعن كل غرض دنيوي تتعالى، وهذه من أفضل ثمرات التقوى.
عباد الله:
تمرُّ الأيام وما أسرعها، وتمضي الشهور وما أعجلها، وها هو ثلث الشهر يمضي سريعًا حاملاً بين طيَّاته ما قدَّمه أهل الصلاح والتقوى، وأهل التقصير والكسل، وهذه عبرة للمعتبرين، وتنبيه للغافلين للعودة إلى ربِّ العالمين، والعمل على إصلاح النفوس، وتنقية السرائر والضمائر، وتغير الأحوال من السيئ إلى الأحسن.
أيها الصائمون والصائمات:
ها هو شهر رمضان المبارك بأيامه المباركة، وأجوائه العبقة، ولياليه الغر المتلألئة، ونظامه الفريد المتميز، تمرُّ أيامه سريعًا كأنها عقد متناثر، إذا سقط أوله تتابع بعده آخره كسرعة الريح في إقبالها وإدبارها.
فهل وعى المسلمون قيمة هذا الشهر الفضيل، وعلموا أنه شهر التقوى والعمل الصالح الجليل؟ هل تأثر الناس بالصيام والقيام وتلاوة القرآن؟ هل تأثروا بالبر والإحسان وإفطار الصائمين؟ هل تطهرت القلوب من صدأ الران والذنوب وأصبحت مليئة بالإيمان؟
إن رمضان شهر يتحصل الناس فيه على التقوى، فالتقوى هي خير زاد؛ ﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه : 132]، فمن لم يتزود فيه من التقوى، فلا زاد له عند لقاء الله - تعالى - : ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة : 183]، فهل وجدنا أثر التقوى مع هذا الشهر الكريم؟
أيها الصائمون والصائمات:
إن صيام رمضان له ثمرات كثيرة، وآثار عظيمة جليلة، ومن ذلك:
أولاً: أن الصيام من أقوى الأسباب لتقوية عامل التقوى في القلوب، وكفِّ الجوارح عن المحرَّمات، يؤكد هذا قوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة : 183]، فالصيام قد شرع؛ لتحصيل التقوى وهي كلمة جامعة لكل خصال الخير، ومؤداها أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، فمن لم يجد أثر التقوى، فليراجع نفسه.
ثانيًا: أن الصيام يعوّد المسلم على الصبر والتحمل والجلد؛ لأنه يحمله على ترك محبوباته وشهواته، ومعلوم أن كبح جماح النفس فيه مشقة عظيمة، ولهذا كان الصوم من أقوى العوامل على تحصيل أنواع الصبر الثلاثة، وهي صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله وصبر على أقدار الله، ومتى اجتمعت أدخلت العبد الجنة بإذن الله؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر : 10].
ثالثًا: أن الصيام يساعد المسلم على التغلُّب على نفسه الأمَّارة بالسوء؛ فهي دائمًا تدعوه لانتهاك المحرَّمات، والإقبال على الشهوات، لكن الصوم يفوت عليها الفرصة؛ إذ يكسر حدة الشهوة، فيضعف سلطانها، فهل وعى ضعفاء النفوس ممن لا هَمَّ لهم إلا الشهوات أن ينظروا: هل أثَّر الصيام فيهم أو لا؟ وهل كان رادعًا لهم عن الوقوع في المعاصي أو لا؟
رابعًا: أن الصيام يضعف مجاري الشيطان، وبالتالي يضعف تسلطه على المسلم، ويبحث عن مركب سهل يحقق من خلاله أهدافه ومآربه، ومتى أطلق المسلم لشهواته العنان، تمكن الشيطان منه وأخذ بيده لما يريد به من الضلال والحرمان من الخير.
خامسًا: أن الصيام يعرف العبد نعمة ربِّه عليه؛ فمتى أحس بالجوع والعطش، عرف قدر النعمة التي يتقلب فيها طول العام، فزاد شكره لربِّه، وأكثر من بذله وإحسانه؛ إرضاءً لخالقه.
سادسًا: أن الصيام يعين المسلم على الإحسان للفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات؛ فالصائم إذا جاع أحس بحاجة الجائعين، وإذا عطش أحس بالظامئين، فيحفزه ذلك على الإحسان إليهم والشفقة عليهم، والسعي في سد جُوْعهم وظمأهم، فتجده مبادرًا إلى سد جوعتهم، وقضاء حاجتهم، وإدخال السرور والفرح عليهم.
سابعًا: أن الصيام مظهر من مظاهر اجتماع الأمة ووحدتها، وعنوان من عناوين تكافلها وترابطها، إمساك في وقت واحد وإفطار في وقت واحد، لا فرق بين أمير ومأمور، ولا صغير وكبير، ولا شريف ووضيع، وكم بهر مظهر الإفطار الجماعي عقولاً وحيَّر ألبابًا، فأذعنت وانقادت، واهتدت بنور الله - تعالى - ولا سيَّما وأنت تدير طرفك في حرم الله الآمن، وترى الجموع الغفيرة تفطر في ثانية واحدة، فلله كم في هذا المظهر من دلالة على عظمة هذا الدين.
• رمضان فرصة للتغيير لمن كان مُفرطاً أو متهاونا أو مضيعا للصلاة.
• فرصة للتغيير لمن هجر المساجد.
• فرصة للتغيير لمن اعتاد الكذب بأن يعتاد الصدق ويتحلى به.
• فرصة للتغيير لمن اعتاد تسخير جوارحه في الحرام، بأن يحفظها ويسخرها في طاعة الله ومرضاته.
• فرصة للتغيير لمن كان مخاصما لأحد من الناس بأن يعفو ويصفح.
• فرصة للتغيير لمن قَطَعَ رَحِمَه بأن يصلها.
رمضانَ فرصةٌ وبداية للتغيير للمسرفين على أنفسهم، للغارقين في بحور الذنوب والمعاصي بأن يسارعوا بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى فهو القائل: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾ [الزمر: 53].
رمضانَ فرصةٌ للمبادرة إلى الاستقامة قبل زوال النعم وحلول الأجل، وحين تزول النعمة ويَحُل الأجل، وقتها لا تُقبل المعذرة، ولا تُستدركُ الزلة. فإن لم تتغير النفوس وتنضبط في رمضان، فهل عساها تتغيرُ وتنضبط من بعده؟
عباد الله إن رمضان دورة تدريبية للنفس البشرية للرقي بها نحو الكمالات، والابتعاد عن المهلكات، ودورة لتنقية النفس من شوائب الحياة التي دمرت قدرة النفس البشرية، والعودة بها نحو الصفاء والنقاء والفطرة التي فطر الله الناس عليها.
وما من عادة صعبت على النفس البشرية واستعصت، إلا كان رمضان هو الحل لتركها؛ فرمضان هو مدرسة متكاملة تعلمك فن الانتصار على نفسك، ورغباتها، التي تقودك إلى الهلاك والخسارة، وتدمير العقل والجسد.
رمضان فرصة للتغير لأن
أبواب الجنة من اول ليلة فيه مفتوحة
وأبواب النار مغلقة غير ممنوحة
ودواعي الشر والشهوات مُلجَمة مكبوحة ودواعي الخير ظاهرة مسموحة فهو
شهر الصيام ، شهر القيام
شهر القرآن ، شهر الجود والإحسان
شهر الإرادة ، شهر التغيير لكل عادة سيئة وخلق مستقذر محرم
رمضان فرصة لترك المألوفات وتغيير العادات وهجر أماكن السوء والإمتناع عن مساوىء الأخلاق والتخلي عن كل ما يقطعك عن الله.
فالله الله في اغتنام فرصة رمضان في تغيير نفسك، ولا تترك الفرصة تذهب عليك بدون استغلالها. اسأل الله تعالى أن يوفق الجميع إلى كل خير، كما اسأله أن يحفظ علينا ديننا حتى يتوفانا عليه
أقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين
الخطبة الثانية
عباد الله من المقاصد التي يشير إليها هذا الشهر الكريم، إحلال قيم التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع، حتى يُدرك الأغنياء ما يعانيه إخوانهم الفقراء والمحرومون الذين يذوقون ويلاتَ الفقر ومرارةَ الحِرمان وألمَ الجوعِ في سائر الأوقات وطُول العام، فيوجب ذلك تنبيها للنفس وحَثّا لها على مواساتهم والإحسان إليهم.
قيل ليوسف عله السلام، وكان كثير الجوع، لم تجوع وأنت على خزائن الأرض؟ فقال: إني أخاف أن أشبع فأنسى الجائع.
ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على التكافل والتراحم بين جميع أفراد الأمة دون تمييز، وليس في رمضان فحسب، وإنما في سائر العام، قال: (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمى والسهرِ).
فديننا دين التكافل والتعاون والتضامن والتراحم، ديننا يدعو إلى البذل والعطاء والتضحية في سبيل إدخال السرور إلى قلوب عامة الناس ومساعدتهم، يقول النبي صلّى الله عليه وسلم:(أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا).
إنها والله لقيم عاليةٌ حَرَصَ عليها ديننا فرغّب فيها وحث عليها، ليَتمَّ التكافل في بناء المجتمع حتى يصبحَ قويا صامدا، وتصبحَ القلوب لينة طاهرة، فالغني يعطف على الفقير، والفقير يحب الغني، والقوي يشد بيد أخيه الضعيف، والضعيف يستنصر بالقوي، مجتمع متماسك متراحم متعاون، تسوده المحبة والرحمة والإخاء.
أيُّها الناس، ابحثوا في حوائج أحبابكم، تعهّدوا قلوبهم اسندوهم واجبروهم، واحملوا عنهم همومهم، أعينوا بعضكم البعض قبل فوات الأوان، الحياة رِحلة مضنية لا تتركوهم فريسةً للفقر والجوع والحرمان "
تلمّسوا أوضاع من حولكم وتلمسوا إحتياجاتهم
تفقّدوهم فإن أنين العفّه لا يُسمع.
شهر رمضان فرصة للجود والعطاء وأجر العطاء فيه مُضاعف،
كم من أسرة خلف أبواب المنازل بحاجة العون والسند فلا تبخلوا عليهم.
تفقدوا ارحامكم وجيرانكم واحبابكم ان الله يحب الكرماء ويرحم من عباده الرحماء ،وان الصدقة على الأقربين اعظم اجرا فهي صلة واجر ،وكان النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان من اجود الناس وكان يكثر من الصدقة في رمضان ...
تفقدوا أولئك المختبئين في وحشة الدنيا وقسوة الظروف والم الحاجة
تلمّسوا حوائجهم فإن الدنيا قاسية للحد الذي جعل مجرد السؤال عن أخيك مواساة تتحسسوا أخبارهم فكم من البيوت أغلقت أبوابها على الستر يسكنها فقراء جوعى في شدة وبؤس وقهر ويأس والله المستعان.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
الطريق إلى الله واضح في القرآن:
فمن أراد السير إلى الله سيراً صحيحاً مأموناً فعليه بالقرآن، كما قال تعالى: ﴿ إِنْ هُو َإِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ﴾ [التكوير: 27، 28].
فهو النور الذي يبدد للسالك ظلمات الشك، وينير له طريق الهدى قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16].
به يبصر العبد طريقه إلى الله ﴿ هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 203].
من سار على نهجه فقد التزم الصراط المستقيم ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 174].
إنه النعمة العظمى وكفى بها نعمة ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [العنكبوت: 51]
خباب بن الأرت يقول: تقرب إلى الله ما استطعت فإنك لن تقرب إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه.
رمضان انطلاقة نحو تحقيق التقوى:
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183] أي لعلكم تتقون ربكم، فتجعلون بينكم وبين المعاصي وقاية بطاعته وعبادته وحده.
فالصوم إذاً مدرسة لتعليم التقوى، فما أسعد من يتعلم من صيامه، فيتقي اللهَ في سائر أيامه.
فثمرة الصيام هو خير الزاد؛ هو تقوى الله عز وجل لأَنَّ الصوم فيه تزكية للبدن وتضييق لِمَسَالِك الشَّيْطَان.
معاشر المسلمين:
إن الرفعة والكرامة عند الله للتقي، قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].
فالوزن والقيمة عند الله بالتقوى، وبقدر ما في القلوب منها يكون وزنه وقيمته في ميزان ربه، فعن سهل بن سعد، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه رجل فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يسمع، قال ثم سكت فمر رجل من فقراء المسلمين فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا خير من ملء الأرض مثل هذا) رواه البخاري. وقد قال صلى الله عليه وسلم وقد سُئل فقيل: يا رسول الله من أكرم الناس؟ قال (أتقاهم ). متفق عليه.
فيا لها من سعادة لمن حقق تقوى الله في رمضان؛ شهر الصيام والقيام والقرآن! قد يسأل سائل ما هي صفاتهم وسماتهم حتى نتصف بصفاتهم لنفوز بهذه الجوائز العظيمة في الدنيا في الآخرة؟
إن من أبرز سمات المتقين تعظيمهم لشعائر الله سبحانه وتعالى وقيامهم بما فرضه عليهم أحسن قيام، واجتنابهم ما نهاهم عنه من المحرمات والآثام؛ ولهذا تجد الكثير من السلف قد وصف المتقين بأدائهم الفرائض واجتنابهم المحرمات، قال الحسن - رحمه الله -: (المتقون اتقوا ما حُرم عليهم، وأدوا ما افتُرض عليهم).
وقال عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله -: ليس تقوى الله بصيام النهار، ولا بقيام الليل، والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله، وأداء ما افترض الله، فمن رُزق بعد ذلك خيراً، فهو خير إلى خير) جامع العلوم والحكم، لابن رجب.
أيه الإخوة المؤمنون: يوجد من الناس، من يأتي عليه رمضان ويخرج، وهو أبعد الناس عن التقوى، فاحذر - أخي المسلم - أن تكون منهم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش) رواه ابن ماجة وابن خزيمة في صحيحه.
ويقول أيضا صلوات ربي وسلامه عليه: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري
الصيام إذا لم يثمر تقوى الله ورضاه، فإنه لا ثمرة له غير الجوع والعطش. لذا - أيها الأخوة - يجب على المسلم أن يكون كيسا فطنا، وأنتم إن شاء الله كذلك.
خل الذنوب صغيرها
وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماش فوق أرض
الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرةً إن
الجبالَ من الحصى
هذا هو مفهوم التقوى.. فإذا لم تتضح لك بعد.. فاسمع إلى علي رضي الله عنه وهو يعبر عن التقوى بقوله: هي الخوفُ من الجليل، والعملُ بالتنزيلُ، والقناعةُ بالقليل، والاستعدادُ ليوم الرحيل. هذه حقيقة التقوى، وهذا مفهومها.
عباد الله:
رمضان فرصة انطلاقة نحو حياة القلوب:
رمضان فرصة للمسلم أن ينتهز فرصة هذا الشهر الذي تكون للنفوس فيه صولة، وللقلوب فيه جولة، فيحرص على ترقيق قلبه، بصرفه عن الذنوب التي هي جالبة الخطوب، وحاجبة القلوب عن علام الغيوب.
🎤
*خطبة.جمعة.بعنوان.cc*
*رمضــان انـطلاقـة نحــو التغـيير*
*للشيخ/ ياسر عبدالله محمــد الحـوري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله معز من أطاعه واتقاه، ومذل من خالف أمره وعصاه، مجيب دعوة الداعي إذا دعاه، وهادي من توجه إليه واستهداه، محقق رجاء من صدق في معاملته ورجاه، من أقبل إليه صادقا تلقاه ومن ترك لأجله أعطاه فوق ما تمناه، ومن لاذ بحماه وقاه وحماه، ومن توكل عليه كفاه سبحانه من إله عظيم تفرد بكماله وبقائه، وعم بإحسانه وآلائه، أحمده سبحانه حمدا يملأ أرضه وسماه، وأشكره على سوابغ نعماه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحق سواه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي اصطفاه وأسرى به إلى سماه وأراه من عظيم الملكوت ما أراه وقربه وأدناه من القرب والإكرام ما لم ينله سواه، اللهم صلّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن نصره وآواه واقتفى أثره واتبع هداه.
أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة أجارني الله وإياكم من البدع والضلالات. ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَاج تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
أيها الصائمون القائمون:
رمضان فرصة انطلاقة نحو الجنان:
فرمضان شهر القيام، والقيام طريق إلى الجنان، قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 15 - 17].
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 15 - 18].
ففي الصحيحين عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ).
إذا أحسست بالعطش وأنت صائم فلا تجزع ولا تغضب، وتذكر أنهار الجنة، قال تعالى: ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ [محمد: 15].
رمضان شهر الصدقات والإنفاق، والصدقات طريق إلى الجنات، قال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274].
وعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَفْشَى السَّلَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَام). أخرجه الإمام أحمد وابن حبان والترمذي والحاكم.
وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا وكافلُ اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى).
رمضان انطلاقة نحو المسجد:
رمضان مدرسة لإعداد الرجال وهو بصدق جامعة لتخريج الأبطال، رمضان فرصة لإعمار بيت الله بالصلاة والتسبيح وقراءة القرآن، حتى نتصف بصفات الرجولة التي ذكرها الله في كتابه، قال تعالى: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 37].
إنها آيات جديرة أن تحمس المسلم على غشيان بيوت الله، وإعطائه حقه، وترك كل ما يلهي عن ذكر الله، لا تجارة ولا بيع، ولا لهو، ولا برامج، ولا مسلسلات، ولا قنوات فضائية،، إذا كان الذي يكسب رزقه ورزق عياله يؤمر بترك البيع والتجارة للمسجد، فكيف بالذي يشاهد ما يدمر نفسه وعياله ولا يأتي للصلاة في المسجد؟ كيف به؟ ما هو حاله؟ نسأل الله السلامة والعافية.
إن السلف الصالح رحمهم الله كان عامهم كله قيام، ليس رمضان فحسب، بل السنة كلها؛ روى الإمام أحمد -رحمه الله- في مسنده أنه لما نزلت هذه الآية ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [المزمل: 2]، قام الصحابة عامًا كاملاً حتى تفطرت أقدامهم رضي الله عنهم وأرضاهم.
*إذا ما الليل أقبل كابدوه*
*فيسفر عنهُمُ وهُمُ ركوع*
*أطار الخوف نومهُمُ فقاموا*
*وأهل الأمن في الدنيا هُجُوع*
*لهم تحت الظلام وهم ركوع*
*أنين منه تنفرج الضُلُوع*
يصفهم الله تعالى بقوله: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18].
﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 16، 17]
هذا هو دَأَبهم السنة كلها، فأين نحن من هؤلاء الأفذاذ؟ كانوا رهبانًا بالليل فرسانًا بالنهار!
يقول علي رضي الله عنه: "والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وما أرى اليوم شيئًا يشبههم، كانوا يصبحون شُعثًا غُبرًا صُفرًا، قد باتوا لله سجدًا وقياماً، يتلون كتاب الله يراوحون بين أقدامهم وجباههم، وكانوا إذا ذكروا الله مادُوا كما يميدُ الشجر في يوم الريح، وهملت أعينهم حتى تَـبَـلَّ ثيابَهم، وكأن القوم باتوا غافلين".
كان سعيد بن المسيِّب -رحمه الله- إذا دخل الليل خاطب نفسه قائلاً: قومي، يا مأوى كل شر، والله لأدَعَـنَّـكِ تزحفين زحف البعير، فكان إذا أصبح وقدماه منتفختان يقول لنفسه: بذا أُمرتِ ولذا خُلقتِ.
وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله- : إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار، فاعلم أنك محروم مُكـبَّل، كبَّلتكَ خطيئتك.
قال أبو يزيد المعنى: كان سفيان الثوري رحمه الله إذا أصبح مدَّ رجليه إلى الحائط ورأسه إلى الأرض؛ كي يرجع الدم إلى مكانه من قيام الليل.
كان أحد الصالحين يصلي حتى تتورم قدماه، فيضربها ويقول: يا أمارة بالسوء، ما خُلِقتِ إلا للعبادة!
قال معمر: صلى إلى جنبي سليمان التميمي رحمه الله بعد العشاء الآخرة، فسمعته يقرأ في صلاته: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الملك: 1] حتى أتى على هذه الآية ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [الملك: 27]، فجعل يرددها حتى خَـفّ أهل المسجد وانصرفوا، ثم خرجت إلى بيتي، فلما رجعت إلى المسجد لأؤذن الفجر، فإذا سليمان التميمي في مكانه كما تركته البارحة! وهو واقف يردد هذه الآية لم يجاوزها: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [الملك: 27].
كان العبد الصالح عبدالعزيز بن أبي روَّاد -رحمه الله- يُفرَش له فراشه لينام عليه بالليل، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه، ثم يقول: ما ألينك! ولكن فراش الجنة ألين منك! ثم يقوم إلى صلاته.
*يا رجال الليل جدوا * رُبّ داعٍ لا يُـردُّ*
*ما يقوم الليل إلا * مَن له عزمٌ وجِدُّ*
*ليس شيءٍ كصلاة * الليل للقبر يُعَـدُّ*
وكان الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- الزاهد العابد إمام أهل السنة - إذا دخل شهر رمضان دخل المسجد، ومكث فيه يستغفر ويسبح، وكلما انتُقِض وضوءه، عاد فجدد وضوءه، فلا يعود لبيته إلا لأمر ضروري من أكل أو شرب أو نوم، هكذا حتى ينسلخ شهر رمضان، ثم يقول للناس: هذا هو الشهر المكفِّر، فلا نريد أن نلحق به الأشهر الأخرى في المعاصي والخطايا والذنوب.
صلى سيد التابعين سعيد بن المسيب - رحمه الله - الفجر خمسين سنة بوضوء العشاء، وكان يسرد الصوم.
قال ثابت البناني رحمه الله: لا يُسمَّى عابد أبدًا عابدًا، وإن كان فيه كل خصلة خير، حتى تكون فيه هاتان الخصلتان: الصوم والصلاة؛ لأنهما من لحمه ودمه!
كان الامام أبو حنيفة رحمه الله يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة، وفي رمضان كل يوم مرتين؛ مرة في الليل، ومرة في النهار.
وكان قتادة بن دعامة يختم القرآن في كل سبع مرة، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة.
وكان الشافعي رحمه الله يختم في رمضان ستين ختمه، ما منها شيء إلا في الصلاة.
أخي رعاك الله، هذه نماذج يسيرة من حال السلف الصالح في رمضان، فما هو حالنا في رمضان؟ فبادر يا أخي فأنت في زمن المُهلة.
هؤلاء هم القدوة الحسنة التي تأخذ بنا إلى باب ربنا سبحانه وتعالى، لا ما نراه اليوم من تهافت الشباب والفتيات على تقليد الفاسقين والفاسقات.. ومتابعة المباريات..والإدمان على المسلسلات.. واللعب واللهو في شهر الخيرات والنفحات.. وضياع الأوقات..وتهافت النساء في الليالي المباركات على شراء ملابس الكاسيات العاريات.
🎤
*خطبة مكتوبه بعنوان:*
*مـرحــبـاً.رمضـــــــــــان.tt*
*خطبة مؤثرة جداً في مستهل*
*شهر رمضان وأول جمعة فيه*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــةالاولـــى*
الحمد لله الذي خلق الشهور والأعوام ..
والساعات والأيام ..
وفاوت بينها في الفضل والإكرام ..
وربك يخلق ما يشاء ويختار ..
أحمده سبحانه .. فهو العليم الخبير ..
الذي يعلم أعمال العباد ويُجري عليهم المقادير ..
لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو على كل شيء قدير ..
في السماء ملكه ..
وفي الأرض عظمته ..
وفي البحر قدرته ..
خلق الخلق بعلمه ..
فقدر لهم أقداراً ..
وضرب لهم آجالاً ..
خلقهم .. فأحصاهم عدداً ،
وكتب جميع أعمالهم فلم يغادر منهم أحداً ..
وأصلي وأسلم على أفضل من صلى وصام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام ..
صلى الله وسلم وبارك عليه ..ما ذكره الذاكرون الأبرار ،،،
وصلى الله وسلم وبارك عليه ..ما تعاقب الليل والنهار ،،
ونسأله سبحانه أن يجعلنا من خيار أمته ،
وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أمـــا بعــــد:-
أيها الاحباب الكرام في الله:يقول الله تبارك وتعالى:( شهر رمضان الذي أُنزِلَ فيه القرآن هُدىً للناس وبيـِّناتٍ من الهُدى والفُرقان فمن شَهـِـد منكم الشهر فليصمه)
والأمر هنا للوجوب... فمرحباً بشهر الصيام والقيام والعتق من النيران
فخذ في بيان الصوم غير مقصّر***عبادة سر ضد طبعٍ مُعوّدِ
وصبرٌ لفقد الإلف من حالة الصبا ***وفطمٌ عن المحبوب والمُتعوَدِ
فثق فيه بالوعد الكريم مِن الذي***له الصوم يجزي غير مُخلف موعدِ
وحافظ على شهر الصيام فإنه ***لرابع أركانَ دين محمدِ
تغلَّق أبواب الجحيم اذا أتى ***وتفتح أبواب الجنان لعُـبَّـدِ
ويُرفعُ عن أهل القبور عذابهم***ويصفد فيه كل شيطان معتدِ
ويُبسطُ فيه الرزق للخلق كلهم***ويَسهُلَ فيه كل فعل تعبُّـدِ
تُزخرفُ جنات النعيم وحورها*** لأهل الرضى فيه وأهل التهجُّدِ
وقد خصّه الله الكريم بليلةٍ***على ألف شهر فُضِّلت فلتُرصَدِ
فأرغِم بأنف القاطع الشهر غافلاً ***وأعظِم أجر المخلص المتعبِّدِ
فقم ليلهُ واطوي نهارك صائماً***وصُن صومه عن كل مُلهٍ ومفسدِ*
فأهلا يا شهر الصيام فمنذ بزوغ أول أيامك تدفقت جموع التائبين فامتلأت
المساجد وهُجرت المراقد
فمرحباً ياشهر الصيام ففي أيامك ازدحم العابدين.. وكثُر التالين.. وزمجر بترحيبك خطباء المنابر.. وعَلَت ودوّت بالتكبير أصوات المآذن.. فالحمد لله أولاً وأخيراً أن بلَّغنا شهر رمضان.
مرحباً ياشهر القيام فبقدوم ليلك سُرِّجت المصابيح.. وضَجّت مكبرات الأصوات بصلاة التراويح.. فيا باغي الخير أقبل فإنَّ لك في شهرنا مكان.. وياباغي الشر أقصِر فإنه ليس لك في شهرنا مكان وارحل كما رحل الشياطين.
رمضان قدمت علينا وبقدومك نُوِّرت المساجد.. وعُمّرت بالمصلين.. وخَشَع العابدين.. وتاب الغافلين فهنيئاً لمن أدرك شهر رمضان.
رمضان شهر مبارك بحلول أيامك ولياليك نزل غيث الإيمان في قلوبنا..فنزل غيث الرحمة في أوطاننا..فاستقر غيث البركة في أرزاقنا.فهنيئاً لنا بك يا رمضان.
رمضان لفضلك أُنزل فيك القرآن العظيم وأيامك ولياليك تحوي الخير العميم
يارمضان أنت شهر البركات والخيرات يا رمضان أنت شهر مضاعفة الحسنات يارمضان أنت شهر الإضافات والنفحات
يارمضان أنت شهر إعتاق الرقاب الموبقات
*فأهلا ومرحباً رمضان*
يارمضان تُصفّد فيك مردة الشياطين وتتنزل في إحدى لياليك الملائكة وجبريل الأمين.. والخيرات على العباد بلا حساب من رب العالمين *فأهلا ومرحباً رمضان* قال تعالى:(( إنَّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حُرُم ))
لكن الملك الجليل اختار واصطفى رمضان من بين شهور العام
فيا رمضان اصطفاك الله من بين الشهور لتكون موسم الطاعات وميقات رفع الدرجات وفرصة المذنبين ومحطة للمتنافسين
يا مسئ الليل :
قم وارفع اكفة الضراعة الى الله ,
يا مسئ النهار ! يا من ضيعت الصلاة ،
يا من أكلت الربا ـ
يا من أكلت الحرام ـ
يا من أكلت أموال اليتامى ،
يا من عققت والديك ،
يا من اسئت الى جيرانك ,
يا من خنت أمانتك فى العمل ،
يا من لم تتق الله فى العمل ،
يا من انفعلت على جماهير المسلمين فى رمضان بدعوى أنك صائم ,
يا مسئ النهار !
يا من وقعت فى الغيبة ،
يا من وقعت فى النميمة ،
يا من وقعت فى الكذب ,
يا مسئ النهار ،،،
قم وأرفع أكف الضراعة والتوبة الى العزيز الغفار , لم يبق إلا أن نعمل ...
والله تعالى اسأل أن يجعلنى وإياكم من المقبولين ...
وأقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم
-:(( الخطبة الثانية )):-
الحمد لله ، واشهد أن لا اله إلا الله ،
وأشهد أن محمداً رسول الله ,اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن وآلاه ...
أما بعد :
فيا أيها الأحبة :
لم يبق إلا العمل ، فلنعاهد ربنا سبحانه وتعالى بعد التوبة على العمل ..
أولاً : عاهد ربك على المحافظة على الصلوات فى جماعة ، ولا تتخلف إلا لعذر شرعى
(ولا يتسع الوقت للحديث عن فضل الجماعة) ,
أذكر بأية وحديث فقط فى كل محور
قال تعالى :"حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ " البقرة :238
وقال صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيحين كما فى حديث أبى هريرة :" أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات . هل يبقى من درنه شيء ؟ قالوا : لا يبقى من درنه شيء . قال فذلك مثل الصلوات الخمس . يمحو الله بهن الخطايا"..
ثانياً : حافظ على صيامك :
ففى صحيح البخارى من حديث أبى هريرة . أنه صلى الله عليه وسلم قال :
" من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "..
حافظ على الصلاةِ وحافظ على الصيام , لا تضيع صيامك.لا تضيع أجر الصوم بالغيبة ، بالنميمة ، بقول الزور ، بالنظر الى الأفلام والمسلسلات..
فلا تضيع صيامك, وإن وجدت متسعاً من الوقت . فأسرع الى بيت من بيوت الله من العصر الى المغرب ...
إن لم تكن مرتبطاً بعمل ؛ ما أروع أن تجلس فى بيت من بيوت الله ،
مع كتاب الله جل وعلا ،
وهذا هو الأمر الثالث :
القرآن : كان السلف إذا دخل رمضان يقولون :(إنما هو قراءة القرآن ، وإطعام الطعام)..
وكان السلف يقرأون القرآن كله كل ثلاث ليالٍ مرة
رابعاً : المحافظة على صلاة التراويح :
لكننى لا اشدد على الأمة .
ولا أقول أن صلاة التروايح واجبة .لا ليست واجبة ,
ومن رحمة الله بألامة أن النبى لم يخرج للصحابة ليصلى بهم خشية أن تفرض عليهم وأن تكون واجبة .
لكن إجتهد فى أن تحافظ على صلاة التروايح ،
ولا تحرم نفسك أجر قيام رمضان فقد لا يستطيع كثير من الناس أن يصلى القيام فى غير رمضان ,
ويكفى أن اذكرك بحديث رسول الله : "من قام رمضان ، إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه "..
بالمحافظة على صلاة التروايح فى جماعة كل ليلة . ولا تنصرف حتى ينصرف إمامك فى الصلاة . ( إلا لعذر شرعى )..
ثم خامساً :
الجود : لن أطلب منك أن تعد طعاماً زائداً عن طعامك أنت ,
نحن نخاطب عامة المسلمين من البسطاء . بل طعامك الذى تعده زوجتك لك ولا ولأولادك ,
من هذا الطعام : إعزل شيئا من هذا الطعام وقدمه لإسرة فقيرة بجوارك ..
(ومن وسع الله عليه فلينفق فى رمضان)..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ،
فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ...
كما فى الصحيحين من حديث بن العباس ,
وخذ هذه البشرى :الحديث رواه أحمد والبيهقى وإبن حبان وغيرهم بسند صحيح , من حديث زيد بن خالد رضى الله عنه . أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
" من فطر صائما فى رمضان كان له مثل أجر الصائم غير أنه لا ينقص من اجر الصائم شيئا "...
بحسب ما يسر الله لك ، لا تحرم نفسك من الأجر ,
ومن من الله عز وجل عليه وإستطاع أن يؤدى العمرة فى رمضان ,
وأسأل الله أن يرفع وباء كورونا عن بلاد المسلمين كافة ، وأن يعود المسجد الحرام الى ما كان عليه...
من تيسرت له العمرة فليعلم أن أجر العمرة فى رمضان كعمرةٍ مع النبى محمد صلى الله عليه وسلم , وكحجةٍ مع النبى محمد صلى الله عليه وسلم !!
كما فى الصحيحين : "عمرةٌ فى رمضانَ كحجة "
وفى لفظ مسلم :"عمرةٌ فى رمضانَ كحجةٍ معى" , أى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
يبقى العمل وأبواب العمل كثيرة :
ما يفتح الله لك من أبواب فلا تغلق هذه الأبواب على نفسك بالذنوب والمعاصى ، ، ،
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنى وإياكم جميعاً من المقبولين ..
اللهم إجعلنا من عتقاءك من النار ، وإجعلنا من المقبولين ..
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ..
يفرح أثناء فطره إذ أن الله جل وعلا قد أعانه على الصيام ووفقه ( فغيرك مخذول) ,..
ويفرح عند لقاء ربه لانه يرى الصيام أمام عينيه وبين يديه يتكلم ..
يتكلم ؟؟؟
إى والله يتكلم ،
ويكلم ربه جل جلاله ـ ويسأله ،
ماذا ؟
يسأله الشفاعة فى هذا الصائم الصابر ..
إسمع للصادق محمد صلى الله عليه وسلم من حديث صحيح لعبد الله بن عمرو :
" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان "...
الصيام يتكلم ؟
لا تصرف اللفظ النبى عن ظاهره - الله جل وعلا قادر على أن يجعل الصيام يتكلم ،
هذه الأعمال يوم القيامة قد تتحول إلى أعراض ،
الم تسمع قول نبينا صلى الله عليه وسلم :
"يأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة فلا يزن عند الله جناح بعوضة"..
ألم تسمع قول نبينا صلى الله عليه وسلم حين رأى الصحابة عبد الله بن مسعود يصعد على شجرة الأراك ليجنى سواكاً فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مم تضحكون ؟
قالوا : يا نبي الله من دقة ساقيه .
فقال : والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد ..
ليس قوانين من التي نعرفها ، بل هناك قوانين أخرى ، الموازين هنالك مختلفة عن موازين الدنيا
ثم ألم تسمع قول النبى صلى الله عليه وسلم :
"اقرؤوا الزهراوين : البقرة وسورة آل عمران . فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان . أو كأنهما غيايتان . أو كأنهما فرقان من طير صواف . تحاجان عن أصحابهما "..
سورة البقرة تحاج عنك ، سورة آل عمران ..
فالله جل وعلا على كل شئ قدير ..
إذن الصيام يتكلم ؟
نعم - يقول أى رب : منعته الطعام والشهوات.
كان الطعام أمام عينيه وبين يديه وهو فى البيت لا يراه أحد من الخلق ،
وكانت زوجته الحسناء وهو شابٌ لازال حديث عهد بالزواج وزوجته أمام عينيه وبين يديه فلم يقربها , ..
يقول الصيام : أي رب : منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ..
ويقول القرآن : أي رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه ...
قال الصادق صلى الله عليه وسلم : ( فيشفعان)
فيفرح الصائم بفطره إذ أعانه الله على الصوم ،
ويفرح الصائم بلقاء ربه حين يرى أجر الصوم ،
إسمع للصادق صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيحين من حديث ابى سعيد الخدرى :"من صام يوما في سبيل الله ، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا "
سبعين سنة ! الخريف يعنى العام ..
فما بالك يا من تصوم رمضانات عدة ..
اللهم لا تحرمنا من أجر هذه العبادة وغيرها من العبادات ، واجعلنا من المقبولين يا ارحمالراحمين ..
" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِه ِفَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْر مِمَّا يَجْمَعُونَ" يونس :58
جاء رمضان فلنفرح ،
إى ورب الكعبة يفرح المؤمن
وأنا لا اريد أن اطيل النفس فى هذه الجزئية ....
لكننى أقول وماذا بعد الفرح ؟
قف مع نفسك وقفة للمسائلة وللمحاسبة ،
" أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ, وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " الحشر:18-19
نسى الله فأنساه نفسه من ضيع الصلاة ،
نسى الله فأنساه نفسه من أكل الربا ،
نسى الله فأنساه نفسه من أكل الحرام ،
نسى الله فأنساه نفسه من عاق والديه ،
نسى الله فأنساه نفسه من ظلم إمراته أو أولاده أو بناته وحرمهن من الميراث من أجل عيون أولاده من الذكور أو الرجال ،،
قف مع نفسك وقفة صادقة وأنظر الى نعم الله عليك ، وستره عليك ، وفضله عليك,
يا ترى أأشكر الله عز وجل على ذنوبٍ إرتكبتها بالليل والنهار فسترنى وأنا ارتكبها ، وحجب عوراتى عن خلقه , ..!!
أم أشكر الله جل وعلا على محبةٍ أودعها لى فى قلوب عباده لم تبلغها أعمالى,..!!
أنظر الى نعم الله عليك وفضله وستره , والى حجم جنايتك وتقصيرك فى حقه سبحانه وتعالى , ستورثك هذه النظرة الخجل والحياء ..
ليس المال هو النعمة كلها ..
لا ورب الكعبة .
أنت الان تملك نعمة لو وضعت فى كفة ووضعت مليارات الدولارات فى كفة فكفتك ارجح ,
هل تعلم ما هى هذه النعمة ؟؟؟
إنها نعمة التوحيد ..
إسمع للصادق كما فى الصحيحين ،
يقول الله عز وجل يوم القيامة لأهون أهل النار عذاباً :" لو كانت لك الدنيا وما فيها ، أكنت مفتديا بها ؟
فيقول : نعم .
فيقول : قد أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم : أن لا تشرك ولا أدخلك النار . فأبيت إلا الشرك "...
يا موحد :
إصدق الله شكراً أن رزقك نعمة التوحيد ..
مما زادنى فخراً و تيهاً ...
وكدت بأخمصى أطأ الثريا ***
دخولى تحت قولك يا عبادى ...
و أن صيرت أحمداً لى نبياً ,
خطبة 🎤 بعنوان
"جاء رمضان فلنفرح !!"
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين ...
اللهم لك الحمد انت نور السموات والارض ومن فيهن ،
ولك الحمد انت قيوم السموات والارض ومن فيهمن ،
ولك الحمد انت ملك السموات والارض ومن فيهن ،
ولك الحمد انت الحق ، ووعدك حق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة حق ، والنبيون حق ، ومحمدٌ صلى الله عليه وسلم حق ،
اللهم لك اسلمنا ، وبك آمنا ، وعليك توكلنا ، واليك انبنا ، وبك خاصمنا ، واليك حاكمنا ، فاغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا ، وما اسررنا وما اعلنا ، انت المقدم وانت المؤخر , لا إله إلا انت ،
وأشهد ان لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له . قيوم لا ينام ، ولا ينبغى له ان ينام ،
يخفض القسط ويرفعه ،
يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل،
حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما إنتهى إليه بصره من خلقه ,سبحانه سبحانه سبحانه ..!!
الموصوف بصفات الكمال والجمال والجلال ، المنزه عن كل العيوب و النقائص ،
أنا إن تبت مناني ... و إن اذنبت رجاني ...
و إن أدبرت ناداني .. و إن أقبلت أدناني
وإن أحببت والاني.. و إن أخلصت ناجاني
و إن قصرت عافاني .. و إن أحسنت جازاني
إلهى أنت رحماني .. فصرف عنى أحزاني
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفى الله وخليله ، البشير النذير ، السراج المزهر المنير ,خير الأنبياء مقاما ، وأحسن الأنبياء كلاما ، لبنة تمامهم ، ومسك ختامهم ، رافع الإصر والأغلال ، الداعيض الى خير الاقوال والاعمال والاحول.
الذى بعثه ربه جل وعلا بالهدى ودين الحق بين يدى الساعة بشيراًونذيرا ، داعياً الى الله بإذنه وسراجاً منيراً ،
فختم به الرسالة ، وعلم به من الجهالة وهدى به من الضلالة ،
وفتح به أعيناً عميا ، وآذاناً صما ، وقلوباً غلفاً ،
وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها . لا يزيغ عنها إلا هالك ...
اللهم وكما آمنا به ولم نره , فلا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله ، وأوردنا حوضه الأصفى ، وأسقنا منه بيد حبيبك شربة هنيئاً لا نُرد ولا نظمأ بعدها ابداً يا أرحم الراحمين ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أما بعد:
أيها المؤمنون عباد الله :
جاء رمضان فلنفرح ( هذا هو عنوان لقاؤنا فى هذا اليوم المبارك)...
ها هو الضيف الكريم المبارك يهل علينا بأنفاسه الخاشعة الزكية ,ويقبل علينا ومعه رحمات ربنا الندية
ليس من الفقه أن نتجاهل مقدم هذا الضيف الكريم المبارك ...
حق لنا أن نفرح ولما لا نفرحوالله جل وعلا يقول( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواهُوَ خَيْر مِمَّا يَجْمَعُونَ )...
أخي المسلم:
إنتبه لما أقول : أسالك بالله ، لو قيل لك الان . بعد 10 أيام أو أسبوعين ستربح 10 ملايين دولاراً،
إبحث الأن عن صدق إيمانك وحلاوة يقينك ،
لو قيل لك بعد أسبوعين ستربح 10 ملايين دولاراً،
والذى لا إله غيره إن المؤمن الحق يفرح بحلول شهر رمضان فرحةً تزيد عن فرحة هذا الذى بشر ب10 ملايين دولار ...
المؤمن يفرح برمضان فرحةً لاوجه للمقارنة بينها وبين فرحة عبد بدنيا مقبلة عليه وإن عظمت ..
" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِه ِفَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْر مِمَّا يَجْمَعُونَ"...
إجمع ما شئت من الدولارات والأموال ،
المؤمن يجمع فى رمضان من الحسنات خيرٌ مما يجمعه أهل الدنيا من الدولارات والريالات ...
لماذا ؟؟؟
لأن المال وإن كثر ظل زائل ، وعارية مسترجعة ،
وقد يستكثر كثير من الأحباب الأن هذه المقارنة
وما ذاق طعم الإيمان بالله جل وعلا ،
وما عرف حقيقة الدنيا ولا حقيقة الآخرة
وما علم أن الدنيا مهما طالت فهى قصيرة ،
وأن الدنيا مهما عظمت فهى حقيرة ،
وأن الليل مهما طال لا بد من طلوع الفجر ،
وأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر .
فالمؤمن يفرح بحسنة أضعاف أضعاف فرحة أهل الأموال بأموالهم ..
لإن المال إلى زوال ، بل لإنه هو أصلا إلى زوال ..
قوائم اللستات الاسلامية
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba
📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim
📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws
📋
-------♡-------
🔆 ✨ طريق النجاة والفلاح ✨
•| 🔘 @watazawd
📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed
📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam
📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena
📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu
📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib
📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd
📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h
📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj
📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a
📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi
📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch
📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j
📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55
📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg
📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona
📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t
📋
-------♡-------
🔆 🎉خدمات إعلانات دورات وشهادات
•| 🔘 @i3lanatwadawarat
📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat
📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11
📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd
📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib
📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1
📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft
📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran
📋
-------♡-------
🔆 ضمان للأشغال اليدوية
•| 🔘 @damanmachrolat
📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E
📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025
📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul
📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip
📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0
📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi
📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed
📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h
📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar
📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh
📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny
📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli
📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H
📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin
📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv
📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb
📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad
📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333
📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2
📋
-------♡-------
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99
📋
-------♡-------
☑للإشتراك في الليسته ↙️
@Alameen79thalofbot
لقد اشتكى رسول الله من كفار قومه حين هجروا القرآن، وجأر بالشكوى إلى الله: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان:30].
ويا حسرتاه علينا؛ إن نحن شابهنا الكفار في هجره، أي خسارة أكبر؟! وأي حرمان أعظم من أن يستولي الكسل والخمول على المرء منَّا، حتى يتدهور في منحدرات هجر القرآن؟!
أيها المسلمون:
إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكى إلى ربه الكفار بسبب هجر القرآن، فهل نرضى لأنفسنا أن يشكونا رسول الله إلى ربه؟!
وهل نرضى لأنفسنا أن نفعل ما يؤذي رسول الله؟!
فأين توقيرنا لنبينا صلى الله عليه وسلم؟!
أيها المسلمون:
إن شهر رمضان هو شهر القرآن، فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته، وقد كان من حال السلف العناية بكتاب الله، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن كلَّ يوم مرة، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان كلَّ ثلاث ليال، وبعضهم في كلِّ سبع، وبعضهم في كلِّ عشر، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها.
فكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة. وكان قتادة يختم في كلِّ سبع دائماً، وفي رمضان في كلِّ ثلاث، وفي العشر الأواخر في كلِّ ليلة. وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف. وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان؛ ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن. وكان الإمام مالك رحمه الله إذا دخل عليه شهر رمضان؛ أغلق على كتبه، وأخذ المصحف ومنع الفتوى، والمساءلة مع الناس، وقال: "هذا هو شهر رمضان، هذا هو شهر القرآن". فيمكث في المسجد حتى ينسلخ شهر رمضان.
أيها المسلمون:
إنَّ القضية لن تكلفنا الكثير، إنَّما هي دقائق معدودة من يومنا نجعلها حقاً حصرياً لكتاب الله، نتقلب بين مواعظه وأحكامه وأخباره، فنتزكى بما نقرأ في آياته العظيمة من نبضٍ إيماني ومعدنٍ أخلاقي، والتزاماتٍ حقوقية ورسالةٍ عالميةٍ إلى الناس كافة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة:15-16].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمون، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين وتبارك، الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى المرسلين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمَّا بعد:
فاتقوا الله عباد الله {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق:5]
أيها المسلمون:
قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9].
فأين المتلمسون لهدي القرآن ليقودهم لأقوم الطرق وأوضح السبل؟!
فإذا لجت البشرية في طغيانها، واستحكمت الظلمة على أهل الأرض في برها وبحرها، وسادت الحيرة والضياع فئاتاً من البشر في مشرق الأرض ومغربها؛ كان للمؤمنين بهذا القرآن منجاة ومخرج ونور؛ يضيء الطريق، ويبدد ظلمات الحيرة والشك.
فهل يعقل المسلمون قبل غيرهم هداية القرآن؟!
وهل يستشفون به من كل داء؟! والله يقول: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِين} [الإسراء:16].
أجل؛ إنَّه القرآن يذهب ما في القلوب من أمراض الشك والنفاق والشرك والزيغ والضلال.
إنَّه رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه، ولكن ليس ذلك إلَّا لمن آمن به وصدقه واتبعه كما قال العارفون.
يقول تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر:21].
أفيليق يا عباد الله أن تتصدع الجبال الراسيات لعظمة القرآن، وتخشع الحجارة الصم لو نزل عليها هذا القرآن، وتظل قلوبنا صلدة لا تهزها قوارع القرآن، ولا تؤثر فيها مواعظ الفرقان؟!
يقرأ المسلم كتاب الله ويهذه هذَّ الشعر، وربما لم تنزل منه دمعة أو يقشعر له جلد، فضلاً عن إصلاح حياته أو تهذيب سلوكه وفق توجيهات القرآن، ولو كان في الكتب الماضية كتاب تسير به الجبال عن أمكانها أو تقطع به الأرض وتشقق أو تكلم به الموتى في قبورها؛ لكان هذا القرآن دون غيره، قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} [الرعد:31]
🎤
*خطبة رائعة بعنوان:*
*أثـر الـقــرآن والانبهـار به*
*للشيخ/ منديل بن محمد آل قناعي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
القرآن الكريم؛ هو كلام الله العظيم، وصراطه المستقيم، وهو أساس رسالة التوحيد، وحجة الرسول الدامغة وآيته الكبرى، وهو المصدر القويم للتشريع، ومنهل الحكمة والهداية، وهو الرحمة المسداة للناس، والنور المبين للأمة، والمحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلَّا هالك..
*الخطبة الأولى:*
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، وأشهد أن لا إله إلَّا الله، وحده لا شريك له، بمثل خلقه عدداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، كان قرآناً يمشي على الأرض، فنال السؤدد صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن اقتفى أثرهم وسار على الهدي.
أما بعد؛ فاتقوا الله حق التقوى.
أيها المسلمون:
ما أجمل أن نتحدث عن القرآن في شهر القرآن!
فالقرآن الكريم؛ هو كلام الله العظيم، وصراطه المستقيم، وهو أساس رسالة التوحيد، وحجة الرسول الدامغة وآيته الكبرى، وهو المصدر القويم للتشريع، ومنهل الحكمة والهداية، وهو الرحمة المسداة للناس، والنور المبين للأمة، والمحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلَّا هالك، قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9]، وقال صلى الله عليه وسلم: «فَضْلُ كَلاَمِ اللَّهِ عَلَى سَائِرِ الْكَلاَمِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ» (رواه الترمذي، وقال حسن غريب)، وعَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّ هَذا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللهِ، فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ حَبْلُ اللهِ وَالنُّورُ الْمُبِينُ وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنِ اتَّبَعَهُ لاَ يَزِيغُ فَيَسْتَعْتِبُ وَلاَ يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلاَ يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، فَاتْلُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلاَوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أَمَا إِنِّي لاَ أَقُولُ الم وَلَكِنْ بِأَلِفٍ وَلاَمٍ وَمِيمٍ".
أيها المسلمون:
تأملوا كيف تنفعل الجمادات الصماء بسكينة القرآن، {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر:21]، الجبال الرواسي التي يضرب بها المثل في صلابتها؛ تتصدع وتتشقق من هيبة كلام الله!
وتأملوا كيف انبهر نساء المشركين وأطفالهم بسكينة القرآن، ففي صحيح البخاري، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالت: "لم أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إلا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، ولم يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إلا يَأْتِينَا فيه رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَفَيْ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، ثُمَّ بَدَا لِأَبِي بَكْرٍ فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ، فَكَانَ يُصَلِّي فيه وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَيَقِفُ عليه نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ يَعْجَبُونَ منه وَيَنْظُرُونَ إليه، وكان أبو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً لَا يَمْلِكُ عَيْنَيْهِ إذا قَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأَفْزَعَ ذلك أَشْرَافَ قُرَيْشٍ من الْمُشْرِكِينَ".
وتأملوا كيف انبهر صناديد المشركين بسكينة القرآن، ففي البخاري أنَّ جبير بن مطعم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، يريد أن يفاوضه في أسارى بدر، فلما وصل إلى النبي، وإذا بالمسلمين في صلاة المغرب، وكان النبي إمامهم، فسمع قراءة النبي، ووصف كيف أخذت أحاسيسه سكينة القرآن، فقال: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ في الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ، فلما بَلَغَ هذه الْآيَةَ: {أَمْ خُلِقُوا من غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السماوات وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ . أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمْ المصيطرون} [الطور:35-37]، كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ".
لله در العرب! ما أبلغ عباراتهم!
هكذا يصور جبير أحاسيسه حين سمع قوارع سورة الطور، حيث يقول: كاد قلبي أن يطير؛ هذا وهو مشرك، وفي لحظة عداوة تستعر إثر إعياء القتال، وقد جاء يريد تسليمه أسرى الحرب، فيبعد أن يتأثر المرء بكلام خصمه، لكن سكينة القرآن هزّته حتى كاد قلبه أن يطير.
وتأملوا كيف انبهرت تلك المخلوقات الخفية؛ الجن بسكينة القرآن، ذلك أنَّه لما كان النبي صلى الله عليه وسلم في موضع يقال له بطن نخلة، وكان يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فهيأ الله له مجموعة من الجن، يسمَّون جنَّ أهل نصيبين، فاقتربوا من رسول الله وأصحابه، فلما سمعوا قراءة النبي في الصلاة؛ انبهروا بسكينة القرآن وأصبحوا يتواصون بالإنصات، كما حكى الله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا} [الأحقاف:9]، وأخبر الله في موضع آخر عن ما استحوذ على هؤلاء الجن من التعجب، فقال تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2
*دروس.وخـواطـر.رمضـانيــة.cc6⃣*
*ســلامة الصــدر وصــلة الــرحـــم*
=====================
• قال تعالى: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ [الحجر: 47].
• قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تَباغضوا ولا تَحاسدوا، ولا تَدابروا ولا تقاطعوا، وكونوا عِباد الله إخوانًا، ولا يحلُّ لمسلم أن يَهجر أخاه فوق ثلاث))؛ (رواه مسلم).
• عن فتح به شخرف قال: قال لي عبدالله الأنطالي: "يا خراساني، إنما هي أربع لا غير: عينك ولسانك، وقلبك وهواك؛ فانظر عينك لا تَنظر بها إلى ما لا يحلُّ، وانظر قلبك لا يكون منه غلٌّ ولا حِقد على أحَد من المسلمين، وانظر هواك لا يَهوى شيئًا من الشرِّ، فإذا لم يكن فيك هذه الخِصال الأربع، فاجعل الرَّماد على رأسك فقد شَقيت".
• قال ابن القيم رحمه الله: "الفَرق بين سلامة الصَّدر والبله والتغفل: أنَّ سلامة القلب تكون من عدَم إرادة الشرِّ بعد معرفته، فيسلم قلبه من إرادته وقَصده، لا من معرفته والعمل به، وهذا بخِلاف البلَه والغَفلة؛ فإنَّها جَهل وقلَّة معرفة، وهذا لا يُحمد؛ إذ هو نقص، وإنما يَحمد الناسُ مَن هو كذلك لسلامتهم منه، والكمال أن يكون عارفًا بتفاصيل الشرِّ، سليمًا من إرادته، قال عمرُ بن الخطَّاب رضي الله عنه: (لستُ بخِبٍّ، ولا يخدعني الخِبُّ)، وكان عمر أَعقل من أن يُخدع، وأورع من أن يَخدع".
اللهمَّ أصلح فساد قلوبنا، وأعنَّا على إصلاح ذات بيننا.
🔸صلة الرحم :
• قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحبَّ أن يُبسط له في رِزقه، ويُنسأ له في أثَره، فليصِل رَحِمه))؛ (رواه البخاري).
• عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن سرَّه أن يمدَّ له في عمره، ويوسع له في رِزقه، ويدفع عنه مِيتة السوء، فليتَّق اللهَ وليصِل رَحِمه))؛ (رواه البزار والحاكم).
• عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أيها النَّاس، أفشوا السَّلامَ، وأَطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناس نيام، تَدخلوا الجنَّةَ بسلام))؛ (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه).
• عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلًا قال: يا رسـولَ الله، إنَّ لي قرابة أصِلهـم ويقطعونني، وأُحسِن إليهم ويسيئون إليَّ، وأحلم عليهم ويَجهلون عليَّ، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إن كنتَ كما قلتَ فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظَهير عليهم ما دُمتَ على ذلك))؛ (رواه مسلم).
اللهمَّ أعنَّا على الصيام والقيام
وقراءةِ القرآن وصِلة الأرحام .
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
ثامنًا: أن الصيام يعين على الطاعة، ويقرِّب من الله؛ فكلما عمل المسلم طاعة، حفزته لطاعة أخرى، وهذا أحد أمارات قبول العمل، فالناظر إلى من يختم القرآن في رمضان، كلما انتهى من ختمة بادر إلى ختمة أخرى، وهكذا الذين يصلون التراويح عندما يتلذذون بالقيام، يبادرون إلى الاستزادة من ذلك، فيزيدون في القيام في بيوتهم؛ محبة لله وشوقًا للقائه، ومؤانسة بقربه ومناجاته، والذين ينفقون أموالهم في إفطار الصائمين، وغير ذلك من أبواب الخير، يجدون سعادة ولذة في ذلك، فيكثرون من الإنفاق؛ طلبًا لمرضاة رب الأرض والسماوات، وهكذا في سائر الطاعات والقربات.
تاسعًا: أن الصيام يرقق القلب، ويجعله يتعلق بالله، ويديم ذكره وشكره، وكم رأينا من يبكي عند سماعه القرآن؛ لمعرفته أنه من حبيبه ومولاه، والذي يبكي عند إفطاره لشعوره بنعمة الله عليه من أصناف الطعام والشراب، ويتذكر قول الله - تعالى-: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل : 53]، والذي يبكي عند توزيع صدقته على الفقراء والمساكين لشعوره بنعمة الغنى وفرحه بقول ربِّه: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة : 261]، والذي يبكي عند دعاءه لعلمه بقربه مِن خالقه ومولاه، ويتذكر قول ربِّه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة : 186].
ويكفي فرحًا لمن بكى من أجل ربِّه ومولاه قولُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عينان لا تمسهما النار؛ عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله))؛ رواه الترمذي، وصححه الألباني في جامع الترمذي.
فيا فرحة من بكى من خشية ربه ومحبته ومناجاته، ويا خسارة من حُرِم البكاء من خشية ربِّه.
عاشرًا: وفي الصيام صحة عظيمة بجميع معانيها؛ صحة بدنية حسية لقلة الطعام والشراب، وصحة روحية معنوية لضعف تسلط الشيطان، والزيادة في الإيمان.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة : 183].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، فاستغفروا الله يغفر لي ولكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله على آلائه وفضله، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خير رُسله وأنبيائه - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
أمـــا بـــعــــــد :
أيها الصائمون والصائمات، لئن كان الناس يفرحون بالصيام، ويجدون فيه خيرًا وبركة؛ لأنهم يقضونه على الوجه الذي يرضي الله ويعمرونه بالطاعات والقربات، وأداء الواجبات.
فإن بعضهم قد يقع في بعض المخالفات التي لم تكن في الشهور قبله، كالإسراف والتبذير، وتضييع الصلوات، والسهر أمام القنوات، وإضاعة الأوقات في اللعب، والتسكُّع في الطرقات، والتقصير في الأعمال، والوقوع في الغيبة والنميمة، والقيل والقال، والجلوس أمام المنكرات بالليل والنهار.
فهل لهذا شُرِع صيام رمضان؟ لا والله؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))؛ رواه البخاري.
فالصيام شرع من أجل تربية النفوس على الفضائل، وإعانة الأبدان على طاعة رب العالمين، وإصلاح الأخلاق والمعاملات بين الناس.
ولو تأملنا في حال السلف، وتتبعنا كيف كانوا يقضون أيامهم في رمضان، وكيف كانوا يعمرونها بصالح الأعمال، لعلمنا بُعد المفاز بين ما نحن عليه، وما كانوا عليه.
فهل لنا أن ننتبه لهذا الأمر، وألا نجعل رمضان فرصة تضيع من بين أيدينا، فقد مضى بعضه، ولم يبقَ منه إلا أيامٌ معدودات.
أيها الصائمون والصائمات:
تذكروا أن صيام رمضان وقيامه إيمانًا واحتسابًا فرصة لا تعوَّض، وكيف لا؟ وثمن ذلك تكفير ما تقدَّم من الذنوب.
فاعملوا - بارك الله فيكم - على الاستزادة من الصالحات في هذا الشهر المبارك، واعلموا أيضًا أن كل عبادة من تلك العبادات يترتب عليها ثواب كبير وفضل عظيم، فاحرصوا - بارك الله فيكم - على استغلاله على الوجه الذي يعود عليكم بالنفع في الدارين؛ كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الكَيِّس من دانَ نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني))؛ رواه أحمد، والترمذي وابن ماجه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع.
لا تنتظر من الفقير أن يطرق بابك فكثير منهم عزيز نفس ( يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف لا يسألون الناس الحافا) ولا يكن تقييمك بأن الفقير والمحتاج هو من يلبس ملابسا ممزقة ويظهر عليه أشكال معينة بالعكس
فقد تجد الفقير في ملبس جميل ومظهر أنيق وهو في اشد الحاجة والحرمان ....
اتركوا بيوت العجزة والمسنين بعيدا عن كاميراتكم، زوروهم قدموا لهم الهدايا، ولكن لا تستخدموا تجاعيد السنين على وجوههم المتعبة لاثبات انسانيتكم.
فهم ليسوا بقطع اثرية نتسابق لالتقاط الصور معها بابتسامات عريضة.
يكفيهم همهم وما آلت اليه احوالهم ،فلا تكونوا انتم والزمن عليهم.
بادروا بالذهاب اليهم والبحث عنهم و عن الأُسر المعدمة والبيوت المقفرة التي لاتجد قوت يومها بأنفسكم وابتغوا بذلك الثواب والأجر والعافية والرحمة والستر
وإذا أرادَ الله بعبدِه خيرًا استعملَه في قضاءِ حوائِجِ الناس، وإطعامُ الطعام طريقُ الكرامِ إلى دارِ السلام، والإنفاقُ يزيدُ البركةَ في الرِّزقِ وفي العُمر، ويُزكِّي النفسَ ويُطهِّرُها من أدرانِ الأنانيةِ والشُّحِّ.
فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى، واعلموا أن شهر الجود والإحسان دونكم فجودوا جاد الله عليكم، وجودوا على أنفسكم بالعبادة وسائر أنواع الطاعة، وجودوا على أهليكم وذويكم، وجودوا على المستحقين بالبذل والصدقة؛ (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[المزمل: 20]، (إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ)[التغابن: 17].
هذا، وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المُهداة، والنِّعمة المُسداة: نبيِّكم محمدٍ رسولِ الله؛ فقد أمرَكم بذلك ربُّكم في مُحكَم تنزيلِه، فقال - وهو الصادقُ في قِيلِه -: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك نبيِّنا محمدٍ الحبيب المُصطفى، والنبي المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعةِ الراشدين وعن سائر الصحابة أجمعين
اللهم لك الحمد أن بلغتنا رمضان، اللهم كما وفقتنا لبلوغه فأعنا على صيامه وقيامه إيمانناً واحتسباً، واجعلنا ممن صام الشهر واستكمل الأجر وفاز بليلة القدر فأزحت عنه الذنب والوزر، اللهم أعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين يا رب العالمين
اللهم عليك بالطُّغاة الظالمين ومن شايعَهم، ومن أعانَهم، اللهم فرِّق جمعَهم، وشتِّت شملَهم، ومزِّقهم كلَّ مُمزَّق، اللهم واجعَل تدميرَهم في تدبيرهم يا رب العالمين.
اللهم عليك باليهود الغاصِبين المُحتلِّين، اللهم عليك باليهود الغاصِبين المُحتلِّين، فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم وأنزِل بهم بأسَك الذي لا يُردُّ عن القومِ المُجرمِين، اللهم إنا ندرأُ بك في نُحورِهم، ونعوذُ بك من شُرورهم
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين أجمعين، برحمتك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.
اللَّهمَّ أنَّا نَسألُكَ الثَّباتَ في الأمرِ، والعزيمةَ عَلى الرُّشدِ، ونَسألُكَ شُكرَ نِعمتِكَ، وحُسنَ عبادتكَ، ونَسألُكَ قَلبًا خَاشعًا سليمًا، وخُلُقًا مُستقيمًا ولِسانًا صَادقًا، وعَملًا متقبلًا.
اللهمَّ ارزقْنَا الاستقامةَ على الطَّاعاتِ، والمُسارعةَ في الخَيراتِ، والثَّباتَ على الحَقِّ حَتى المَماتِ، يَا سَميعُ يَا رَحيمُ يَا مُجيبَ الدَّعواتِ والحمد الله رب العالمين .
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
خطبة الجمعة
الصوم تربية ومدرسة
جمع وإعداد عبدالوهاب المعبأ
الخطبة الأولى:
الحمد لله على بلوغ رمضان حمدًا يوافي نعمه وعطاياه، وأشكره على ما أفاض من الخير وأسداه، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ولا معبود بحق سواه، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، ونبيُّه وصفيُّه ونجيُّه، ووليُّه ورضيُّه ومجتباه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، صلاةً دائمةً ما دام انفلاق الصبح وإشراق ضياه.
أما بعدُ: فيا أيها المسلمون اتقوا الله بالسعي إلى مراضيه واجتناب معاصيه؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الْبَقَرَةِ: 183].
أمابعد
عباد الله إن من أجل الأعمال وأسماها التي فرضها المولى عز وجل فريضة الصيام، أجل أركان الإسلام، وأقوى دعائم الإيمان؛ فهو من القُرب الرفيعة، والآداب الفاضلة النبيلة، الخالية من الرياء، البريئة من الزهو والخيلاء، فكل عمل يظهر للناس عيانا إلا الصيام لا يعلم به إلا رب الأرض والسموات، يعيش به الإنسان بينه وبين ربه، بين نفسه وإيمانه، حتى لو كان العبد في أشـد العطش وغايـة الحـر، لا يمنعـه من الفطـر إلا التقـوى والخـوف من البـاري جـل وعـلا، قال تعالى في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" رواه البخاري ومسلم .
فالصوم يهذب النفوس، ويكفها عن الشهوات، ويمنعها من البطر، ويصدها عن الطغيان، ويبصرها بحقيقتها وضعفها وحاجتها إلى الطعام الذي هو من نعم الله عليها فتذل لخالقها وتتضاءل أمام عظمته سبحانه وتعالى.
قال تعالى: ﴿يأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ البقرة183
ففي الصيام تحقيق للتقوى، وامتثال لأمر الله، وقهر للهوى، وتقوية للإرادة، وحملها على التصبر والجلد، وتهيئة المسلم لمواقف التضحية والفداء من أجل هذا الدين، وتذكير له بالآخرة وما فيها من العطش والأهوال والمحن، كما تتحقق به الوحدة والمحبة والنصرة على الشيطان، فكل الناس صائمون، فتسهل العبادة، وتنشط النفوس، وتقوى الهمم للذكر والقيام، ويشعر الصائم بجوع الجائعين وألم المحتاجين، فالصيام دافع للتقوى، حاث على الجود والبذل والمواساة، فهو حقا معين الأخلاق وروافد الرحمة، من صام حقا شفت روحه، ورق قلبه، وصلحت نفسه، ولانت عريكته؛ قال النبي-صلى الله عليه وسلم-:
"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
وفي هذا الحديث دلالة ظاهرة على أن الله -تعالى- لم يُرِدْ من الصائم مجرد الامتناع عمَّا أباح الله لعباده من الطعام والشراب والنكاح، وإنَّما أراد منه أن يدع كلَّ قول محرَّم مائل عن الحق؛ كشهادة الزور، والكَذِب والغيبة والنميمة، وكل عمل داخل في الزور كالغش في البيع والمعامَلات والنظر الحرام، وكل جهل وهو السفه؛ كالشتم والقذف وفاحش القول ورديئه، فمَنْ ترَك ذلك كله وهو صائم فقد تحقق بمراد الله من فرض الصيام، وظفر بمنافعه، فصار تقيًّا زكيَّ النفس، وتحركت جوارحُه إلى ما يحبه الله، وانقادت نفسه نحو مراضيه -سبحانه-، فذاق طعم العبادة وأَنِسَ بها واستلذ بفعلها.
يا مؤمنون يا عباد الله: الصيام صبر وطاعة، ومن الصيام أن يصبر بعضكم على إيذاء بعض؛ فلا تشاجروا، ولا تشاتموا، ومن كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفِّذه دعاه الله على رؤوس الخلائق؛ حتى يُخيِّره من الحور العين ما شاء، والمسلم إذا كان صائمًا لا يرفث، فلا يتكلم بفحش القول، ولا يصخب، فلا يصيح رافعا صوته ولا يخاصم ولا يجهل، فالصائم لا يرتكب شيئًا من أفعال الجاهلية، وإن شاتَمه أحدٌ أو قاتَلَه قال: إني صائم، ويكف شرَّه عن المسلمين
معاشر الصائمين والصائمات من مقاصد رمضان أن نجعله بداية وفرصةً للتغيير، فربنا سبحانه يقول:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].
فرمضانُ مدرسةٌ رائعةُ للتَّغيير نحو الأحسنِ والأفضل، والتحولِ إلى الأكملِ والأجمل، ففي داخلِ كلٍّ منَّا خيرٌ يجبُ أن ينمِّيه ويقوِّيه، وفيه كذلك شرٌّ يجبُ أن يتخلَّص منهُ ويقضي عليه، ومن لم يتقدَّم فهو لا شك يتقهقر، وفي محكم التنزيل: ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴾ [المدثر: 35 – 37].
نعم أيها الصائمون رمضانُ المبارك وإن كان شهرًا واحدًا سريعُ الانقضاء، إلا أنه فترةٌ كافيةٌ للموفقين، كافيةٌ أن يربوا أنفسهم وَيَعودوها على الخير والبر، وَيِبنَوا فيها من القِيَم الحمِيْدَةِ، والسلوكياتِ الحسنة ما يُقوِّم أخلاقهم، ويُصلحُ أحوالهم، ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].
ولابن مسعود رضي الله عنه مقولةٌ جميلة: تعودوا الخير، فإنَّما الخير عادة.
قال عليه الصلاة والسلام: " تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ اَبْيَض مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ " رواه مسلم.
وما أحسن قول القائل:
رأيت الذنوب تميت القلوب
وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب
وخير لنفسك عصيانها
يقول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه: (لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم)، ويقول الحسن البصري رحمه الله: (إذا لم تقدر على قيام الليل، ولا صيام النهار، فاعلم أنك محروم، قد كبلتك الخطايا والذنوب).
قلت ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.
الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم عليه وعلى أصحابه وإخوانه وسلم تسليما كثيراً..
وبعد:
معاشر المسلمين الموحدين:
رمضان فرصة لترك التدخين:
استعن بالله أخي الحبيب بأن يعينك على ترك التدخين، فالواجب عليك أخي المسلم أن تحافظ على صحتك، رمضان مدرسة تتدرب فيها على ترك ما تكرهه، ويكرهه الشارع، الله ما أعظمك أخي المسلم عندما تعزم على ترك التدخين بالليل كما عزمت على تركه بالنهار، ادع الله أن يعينك، اصدق الله في دعائك.
أخي الحبيب، أتريد أن تكون من أتباع النبي عليه الصلاة والسلام؟ هل تريد أن تكون من المفلحين؟ اسمع صفات أتباع الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام في سورة الأعراف، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157].
فأتباع النبي عليه الصلاة والسلام أحل لهم الطيبات وحرم عليهم الخبائث، ولا شك أن التدخين من الخبائث؛ لأن فيه ضرر على صحة الإنسان، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا ضرر ولا ضرار) حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره.
أيها الأحبة الكرام في الله:
رمضان انطلاقة نحو التوبة والوقوف مع النفس:
رمضان فرصة لنقف مع أنفسنا وقفات جادة صادقة، رمضان فرصة للإقبال على الله، رمضان فرصة لنعترف بتقصيرنا بين يديه، فرصة لنعرض حوائجنا له سبحانه فهو أرحم بنا من الوالدة بولدها.
فمن منا لم يذنب؟ ومن منا لم تقع عينه فيما حرم الله؟ ومن منا لم يعق والديه؟ ومن منا لم يقع في مستنقع الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء؟ ليس العيب أن نخطئ ولكن العيب أن نستمر في الخطأ دون محاسبة ورجوع صادق إلى الله سبحانه وتعالى.
﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 53 - 56].
يا حسرتا على صلاة ضيعتها! يا حسرتا على شباب ضيعته! يا حسرتا على أوقات ضيعتها! يا حسرتا على سهرات عشتها مع العصاة والمجرمين! فلا بد أن نتحسر من الآن قبل أن لا تنفع الحسرة ونندم من الآن قبل أن لا ينفع الندم.
فالتوبة.. التوبة.. فهي شعار المتقين.. ودأب الصالحين.. وحلية الصالحين.. أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة) رواه مسلم.
فبادر يا رعاك الله إليها في مثل هذا الشهر المبارك، فأبواب الجنة مفتوحة، وأبواب النار مغلقة، ولله في كل ليلة عتقاء من النار، فاجتهد أن تكون واحدا منهم، جعلني الله وإياك ووالدينا ممن فاز بالرضا والرضوان والفوز بالجنان والنجاة من النيران.
عباد الله: صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه....
[1] تضامون: التعب والمشقة، وقيل: نفي الازدحام.
عباد الله: ما أعظمها من لحظات والناس في رمضان يهرولون إلى بيوت الله يطلبون مغفرة الله ورضوانه!
ما أحلاها من ساعات والناس يرفعون أكف الضراعة إلى الله وهم في بيته يرجون رحمته ويخشون عذابه! ما أجملها من أوقات وهم يتلون كتاب الله سبحانه ويتدارسونه فيما بينهم! فإذا ما فعلوا ذلك تنزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمات، ويكفيهم أن الله يذكرهم، ويثني عليهم، ويباهي بهم ملائكته، ويسكنهم جنته، وأعظم من هذا كله رؤية وجه خالقهم سبحانه، فأعظم نعيم يوم القيامة أن ترى وجه الله الكريم، فمن منا لا يريد أن يكرمه الله؟ من منا لا يتمنى رحمة الله؟ من منا لا يشتاق إلى رؤية الله؟ من أراد هذه الأجور العظيمة فعليه أن يكون قلبه مشتاق إلى بيوت الله، شديد الحب لها، شديد التعلق بها.
فإذا أردت أن تحصل على هذا النعيم، فاستمع إلى وصية النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عن جرير بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلةً يعني البدر، فقال: ((إنكم سترون ربكم، كما ترون هذا القمر لا تضامون [1] في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) متفق عليه.
وقوله (: ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﺃﻟﺎ ﺗﻐﻠﺒﻮﺍ)؛ ﻓﻴﻪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻗﻄﻊ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ؛ ﻛﺎﻟﻨﻮﻡ، ﻭﺍﻟﺸﻐﻞ، ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺎﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻪ.
وقوله (ﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻗﺒﻞ ﻏﺮﻭﺑﻬﺎ) ﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ: ﺻﻠﺎﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ، ﻭﻗﺒﻞ ﻏﺮﻭﺑﻬﺎ: ﺻﻠﺎﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻬﻠﺐ: ﻗﻮﻟﻪ (ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﺃﻟﺎ ﺗﻐﻠﺒﻮﺍ ﻋﻦ ﺻﻠﺎﺓ؛ ﺃﻱ: ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ)، ﻗﺎﻝ: ﻭﺧﺺ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻮﻗﺘﻴﻦ؛ ﻟﺎﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻠﺎﺋﻜﺔ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻭﺭﻓﻌﻬﻢ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ؛ حتى لا ﻳﻔﻮﺗﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ.
أهل المساجد؛ أصحاب القلوب المرتبطة بالله هم في ضمان الله وفي أمانه إن عاشوا رُزِقوا وكفُوا وسُعِدوا، وإن ماتوا فازوا بالنعيم المقيم، سعادة في الدنيا والآخرة، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ، إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِيَ، وَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ: مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ فَسَلَّمَ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّه) [رواه أبو داود، وابن حبان في صحيحه وأورده الألباني في صحيح الترغيب والترهيب].
المشتاقون لبيوت الله والمواظبون عليه؛ الله يباهي بهم ملائكته، بل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم مسرعاً وقد حسر عن ركبتيه ليبشر أصحابه بهذا الفضل العظيم، إنه كرم الله وفضله للمصلين؛ المرابطين في بيوت الله.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ، فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْرِعًا قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: " أَبْشِرُوا، هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ، يَقُولُ: " انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى" [رواه ابن ماجة، وصححه الألباني].
ومما يدل على أن كثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة فيها من وسائل ربط القلوب بالله ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟، قالوا بلى يا رسول الله، قال إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط).
أيها المؤمنون الموحدون:
رمضان فرصة انطلاقة نحو القرآن:
هنيئاً لكم الشفاعة يوم القيامة هنيئاً لكم لأنكم جمعتم بين الصيام والقرآن فهما شفيعان يشفعان للعبد المؤمن؛ يوم القيامة يوم الحسرة والندامة لمن فرط وقصر ويوم السعادة والشفاعة لمن اجتهد وشمّر، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ). أخرجه أحمد بسند صحيح.
ابن رجب - رحمه الله - يقول: يا من ضيع عمره في غير الطاعة، يا من فرط في شهره بل في دهره وأضاعه، يا من بضاعته التسويف والتفريط وبئست البضاعة يا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان، كيف ترجو ممن جعلته خصمك الشفاعة؟!.
ورمضان ينادي متألِّماً ..ويصرخ متعجباً ما هذا الزمـــــان؟!
أين أرباب القيام؟! أين المحافظون على آداب الصيام؟! أين المجتهدون في الصيام والقيام؟! أين المتهـجدون في جُنح الظلام؟! أين الذين يهجرون المنام ويتمنون أن لو كان رمضان على الدوام؟! *ذهبــــوا إلا القليل منهم فعليهم السلام*
روي عن مالك بن دينار-رحمه الله- أنه قال: كان لي وِردٌ في الليل أقرأه كل ليلة، فنمتُ عنه ذات ليلة، فإذا بجارية جاءتني في المنام كأحسن ما يكون من الجمال وبيدها رُقعةٌ فقالت لي أتحسن القراءة؟ فقلت نعم. فدفعت إليَّ الرُقعةَ فإذا مكتوبٌ فيها:
لَهـَـاكَ النومُ عن طلب الأماني
وعن تلك الكوانس في الجِنانِ
تعيـش مُخـلَّداً لا مـَوتَ فيـها
وتلهو في الخِيامِ مع الحِسانِ
تيقّـظ مِن مَنامِكَ إنَّ خيراً
من النومِ التهجُـدِ بالقـرآنِ
فيا شباب الأمة، استيقظوا من نومكم وعليكم بسلوك طريق هؤلاء الصالحون والسير على دربهم، تصلوا إلى رحمة ربكم.
فيا أيها المسلم:
كم من أوقات ضيعتها وما استغليتها؟بل تأخذك نفسك إلى السوق ،ثم إلى البيت، ثم إلى العمل ، ثم إلى السهر ،ثم إلى النوم وهكذا كل يوم حتى ينقضي شهر رمضان فأحرمت نفسك خيراته وبركاته ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ألا صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين
فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ،
فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
اﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..
اللهم عليك بأعداء الإسلام المعتدين من اليهود والنصارى والمشركين .
اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم فاكفناهم بما شئت يا قوي يا متين يا شديد العقاب.
اللهم اكفنا شر كل ذي شر أنت آخذٌ بناصيته إن ربي على صراط مستقيم
اللهم أكفنا شر خلقك ، إكفنا شر الحاقدين والحاسدين والجاهلين والكافرين والمنافقين
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺣﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴلمين ﺍﻟﺤﻔﺎﺓ ،
ﻭﺍﻛﺴﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﺓ ،
ﻭﺃﻃﻌﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ ,
وكن للمستضعفين والمظلومين من المسلمين خير ناصر ومُعين يا رب العالمين.
اللهم ألِّف بين قلوب أهل اليمن وجميع المسلمين اللهم واجمع كلمتهم ووحِّد
صفّهم على كتابك وسنة نبيك وارزقهم العمل بهما والدعوة إليهما والصبر على الأذى في سبيلهما يا أرحم الراحمين
اللهم أصلح الراعي والرعية وارحم الأمة المحمدية.
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ وجميع المسلمين ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇلا ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﺩَﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻﻣﻴﺘﺎً ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,
اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعي مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين ،
واشفي مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدِّد آمالهم ، وأذهب آلامهم .
اللهم أعد علينا رمضان أزمنةً مديدة وأعواماً عديدة ونحن في زيادة خير وصحة وعافية وأمنٍ وإيمان وسلامة وإسلام وأعِنّا فيه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا أرحم الراحمين
اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى ونعوذ بك من النار
"رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا"..
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﻫﺪﻧﺎ ﻭﺍﻫﺪِ ﺑﻨﺎ ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻤﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ,
اللهم أغثنا.. اللهم أغثنا.. اللهم أغثنا
غيث الإيمان في قلوبنا..وغيث الرحمة في أوطاننا..وغيث البركة في أرزاقنا
يا مغيث أغثنا..واعفُ عنا..واغفر لنا..وارحمنا..ولا تؤاخذنا بذنوبنا وسوء أعمالنا يا أرحم الراحمين
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨهى ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌظﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛَّﺮﻭﻥ، فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ..
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
فيا شهر الله المحرم هل بدخولك تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار ؟
ويا شهر صفر هل النافلة فيك بفريضة والفريضة بسبعين فريضة فيما سواك؟!
ويا شهر ربيع الأول هل التسبيحة في أيامك بألف تسبيحة والركعة فيك بألف ركعة فيما سواك ؟!
ويا ربيع الثاني هل في أيامك َ ولياليك َ تُصفَّد مردة الشياطين؟!
ويا شهر جمادى الأولى هل من صامك إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه؟
ويا شهر جمادى الآخرة هل من قامك إيماناً واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه
ولعلي أجد عَجَـب العَجَـب في شهر الله المحرم رجب فأخبرني يا شهر رجب بجواب واضح وصريح هل فيك أو في ليلة من لياليك تُقام صلاة التراويح؟!
وإني سائلك يا شعبان هل قال فيك رسول الله خير الأنام: " شعبان إلى شعبان مكفّرات ما بينهن إذا اجتُـنبت الكبائر"
ويا شوّال يا شوّال .. هل أنزل الله فيك القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا؟!
وبصراحة ياشهر ذي القعدة هل أولك رحمة وأوسطك مغفرة وآخرك عتقٌ من النار
ويا شهر ذي الحجة يحج في غرة أيامك الملايين في أيام معلومات ياشهر مؤتمر المسلمين السنوي هل فيك ليلة خير من ألف شهر؟!
والجواب كلها شهور الله لكن شهر يحوي كل هذه الخيرات والبركات والنفحات فلا يوجد إلا في شهر رمضان المبارك
إنه شهرٌ اصطفاه الله.. اختاره الله..ميَّزه الله من بين الشهور ثم أهداه لخير أمةٍ أخرجت للناس أمة خاتم وأفضل الأنبياء محمد رسول الله
*إنه شهر رمضان المبارك*
*رمضان هل لي وقفة أستروح الذكرى وأرشف كأسها المعسولا*
*رمضان هل لي وقفة أسترجع الماضي وأرتع في حماه جذولا*
فيا ذوى الهم العاليه ويا ذوى المطالب الرفيعة السامية الغنائم الغنائم قبل الفوات والعزائم العزائم على الجِدّ وهجر البطالات فرمضان فرصة ذهبية للوقوف مع النفس ومحاسبتها لتصحيح ما فات واستدراك ماهو آت قبل أن تحل الزفرات وتبدأ الآهات وتشتد السكرات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل(( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به والصوم جُنَّه فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابَّـه أحد أوقاتله فليقل: إني صائم اني صائم والذي نفس محمد بيده لَخلَوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان: إذا أفطر فرح وإذ لقي ربه فرح بصومه ))
*مرحبًا أهلاً وسهلاً بالصيامْ*
*يا حبيبًا زارنا في كل عامْ*
*قد لقيناك بحب مفعمٍ*
*كل حب في سوى المولى حرام*
*فاغفر اللهم ربي ذنبنا*
*ثم زدنا من عطاياك الجِسام*
*لا تعاقـبنا فقد عاقبـنا*
*قَـلَـقٌ أسهرَنا جُنحَ الظلام*
أقبلت يارمضان وأقبل السرور على النفوس.. جئت يارمضان ترافقك الخير والسلامة جئت يارمضان وجاء الخير كله بل قال عنك نبينا صلى الله عليه وسلم(( اذا جاء رمضان فُـتحت أبواب الجنة وغُلِّـقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين))
ورسولنا الكريم لازال يرغب ويرغب في صيام رمضان فقال عليه أفضل الصلاة والسلام(( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ماتقدم من ذنبه ))
ويقول أيضا(( من قام رمضان ايمانا واحتسابا غُفر له ماتقدم من ذنبه))
فأين المتنافسون وأين المتسابقون وأين من يرجون رحمة الله وأين من يرجون مغفرة الله فهذه أيام الرحمة والمغفرة.
*قلت ماسمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه*
*الخطبة الثانية*
الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى وأشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله :
ثم أما بعد أيها الأحباب الكرام في الله :
كيف حال أصحاب الهمم العالية سائر العام وخاصة عند دخول رمضان؟
سؤال مطروح لنا جميعاً والجواب من حياة السلف الصالح من الصحابة والتابعين:
قال مُعلَّى بن الفضل عن السلف رحمهم الله: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلّغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم.
وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: اللهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبلاً.
وباع قومٌ من السلف جارية، فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرها، فسألتهم: فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان؟! والله لقد جئت من عند قوم السنة عندهم كلها رمضان لا حاجة لي فيكم، ردوني إليهم، ثم رجعت إلى سيدها الأول.
كيف كان حال السلف رحمهم الله تعالى في رمضان؟!
هل كانوا يسهرون أمام القنوات لمتابعة المسابقات والفوازير والمسلسلات الرمضانية؟
لا ..لقد عرفوا فضل ليالي رمضان فاستغلوها حق الاستغلال.
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة، فيقول: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر ما تقدم من ذنبه))، متفق عليه.
اللهم إرحم ضعفنا وأجبر كسرنا وأغفر ذنوبنا وأستر عيبونا ..
يا رب برحمتك ، لا تخرجنا اليوم من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
ألا صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى،
فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ،
فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ﻭﻻ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ,
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺣﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴلﻤﻴﻦ ﺍﻟﺤﻔﺎﺓ ،
ﻭﺍﻛﺴﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﺓ ،
ﻭﺃﻃﻌﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ ,
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺤﺮﻡ بلاد المسلمين ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ و ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,
اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وإرحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..
اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،
يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم ،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...
اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم
اللهم وفق شباب المسلمين وأكتب لهم النجاح والتوفيق ،وأستر نساءهم ، وإحفظ بناتهم ، واصلح شبابهم ، وربى أولادهم. ...
"رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا"..
اللهم أكفنا شر خلقك ، إكفنا شر الحاقدين والحاسدين والجاهلين والكافرين والمنافقين ،
اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﻫﺪﻧﺎ ﻭﺍﻫﺪِ ﺑﻨﺎ ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻤﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ,
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌﻀﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ،
فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
"يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" الحجرات:17..
إسمع منى ولا تنسى : وما أقبل عبد على الله بعمل أغلى من الإفلاس ,..
يعنى تتبرأ من حولك ، وقوتك ، وأن تستشعر عبوديتك لربك ,
وأن تعلم أن ما أنت فيه من فضل إنما هو محض فضل المنعم عليك ,...
الإفلاس والأنكسار ،
العبودية والذل وأنت فى غاية الحب له والرضا عنه سبحانه وتعالى ...
نعم ايها الأفاضل هذه النظرة بعد الفرح ، تورثك المسائلة والمحاسبة , لتستشعر حجم جنايتك وحجم تقصيرك مع ربك ...
هل عشت هذه المسائلة والمحاسبة مع نفسك ووقفت على عوراتك وسوآتك طيلة العام الماضى ..
هذه النظرة ألا تورثك التوبة ؟ والاوبة والإنابة والرجوع ؟
يا نادماً على الذنوب أين أثر ندمك ؟
أين بكاؤك على ذلة قدمك ؟
أين خوفك من اليم العذاب ؟
أين خوفك من شديد العقاب ؟
أين خجلك من وقع العتاب ؟
إذا ما قال لي ربي ...
أما استحييت تعصيني ..؟
وتُـخفي الذنبَ عن خلقيَ ...
وبالعصيانِ تأتيني
فما قولى له ؟ لما...
يعاتبنى ويقصينى !
يا أسير المعاصى ألا تبكى على الذنوب الماضية ؟
يا صاحب الخطايا أين الدموع الجارية ؟
يا أسير المعاصى ألا تبكى على الذنوب الماضية ؟
يا صاحب الخطايا أين الدموع الجارية ؟
بك أستجير ومن يجير سـواك **
فأجر ضعيفـاً يحتمي بحماكا
إنِّي ضعيف استعين على قــوى **
ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا
أذنبت ياربي وآذتني ذنوبي **
ما لهـا من غافر إلا كــا
دنياي غرتني وعفوك شدنى **
ما حيلتي في هذه أو ذاكا
لوأن قلبي شك لم يك مؤمناً **
بكريم عفوك ما غوى وعصاكا
رباه ها أنا ذا خلصت من الهوى**
واستقبل القلب الخلي هداكا
رباه قلب تائب ناجاك **
أترده وترد صادق توبتي
حاشاك ترفض تائباً حاشاكا **
فليرض عنى الناس او فليسخطوا
أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا ... لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَيَغْفِرُ الذُّنُوبَ .. إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" الزمر :53
أخي المسلم:
هيا الأن أقبل ،
إطرح قلبك اللحظة بذل وإنكسار بين يدى العزيز الغفار ,
وأعترف له بذنوبك وأعترف له بتقصيرك وأعترف له بجرمك ..
وقل له : يارب .. إرحم ضعفى ، واجبر كسرى ، واغفر ذنبى ، واستر عيبى ، وفرج كربى ، واقبلنى ,..
والله الذى لا إله إلا هو سيفرح بتوبتك , وسيفرح بأوبتك ...
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " التحريم: 8
أنا إن تبت مناني ...
و إن أذنبت رجاني....
و إن ادبرت ناداني ..
و إن أقبلت أدناني
و إن قصرت عافاني ..
و إن أحسنت جازاني,
إلهى أنت رحماني ..
فصرف عنى أحزاني.
يقول الملك فى الحديث القدسى الذى رواه البخارى ومسلم :" أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة "..
روى مسلم من حديثه فى حديثه من حديث ابى موسى الأشعرى أن الحبيب النبى صلى الله عليه وسلم قال :"إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ، ليتوب مسيء النهار . ويبسط يده بالنهار ، ليتوب مسيء الليل . حتى تطلع الشمس من مغربها "..
يا مسئ الليل ، أما آن لك أن تغلق المواقع الإباحية فى شبكة الأنترنت ،
يا مسئ الليل ،
أما آن لك أن تغلق هذه المواقع الإباحية التى تحول الزهاد العباد الى فساق فجار ,
يا مسئ الليل ،
يا من أغلقت عليك حجرتك ، وخفت من زوجتك ، وخشيت أن يراك ولدك ، وأستحييت أن تراك ابنتك , لكنك لم تستحى من الملك ، وجعلت الملك أهون الناظرين إليك ...
إلى متى ؟؟؟ وأنت قابع أمام هذه الأفلام , الى متى وأنت أمام الفديو كليب ؟؟
إلى متى وأنت أمام المسلسلات التافهة والأفلام الهابطة الساقطة ؟
فلو لقي الكبير المتعال بحسنة واحدة يرجع بها ميزانه سعد فى الدنيا والآخرة ..
"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ, وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ"الزلزلة :7-8
" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِه ِفَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْر مِمَّا يَجْمَعُونَ "يونس : 58
ولما لا يفرح أهل الايمان ؟!
لما لا يفرح أهل التوحيد بموسم الطاعة ، بموسم الخير والبركة ؟!
إنتبه معى !
إنه شهر الصيام ،
إنه شهر القيام ،
إنه شهر القرآن ،
إنه شهر لإنفاق والجود والإحسان ،
إنه شهر العتق من النيران ،
إنه شهر تغلق فيه أبواب النيران ،
إنه شهر تفتح فيه أبواب الجنان ،
إنه شهر تغفر فيه الذنوب وتمحى فيه العيوب ، وتكفر فيه السيئات, ...
مغبونٌ ورب الكعبة ، خسران ورب الكعبة من أقبل عليه موسم بهذه المزايا والخصائص ثم إنسلخ رمضان قبل أن يغفر له الرحيم الرحمن جل وعلا..
هل تريد الدليل على هذا الوعيد الذى ذكرت ؟
روى الإمام الترمذى والإمام أحمد وغيرهم بسندٍ صحيح . من حديث ابو هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
( رغم أنف عبد دخل عليه رمضان ثم أنسلخ ( أى إنتهى الشهر ) قبل أن يغفر له )..
أيها المؤمن :
أيها الموحد لله :
أيها المتبع للحبيب رسول الله ...
أنت في صراع رهيب ، وأعداء الدين أهل الضلال يعدون لك العدة قبل رمضان بأشهر ,
فالفضائيات تتسابق بالمسلسلات والافلام والبرامج التافهة ، الساقطة ، السفيهة ، التى تبعد العبد عن مولاه ,
والتى يريد أهلها ويخططون لها منذ أشهر ، ليصرفوا أهل التوحيد عن الله جل وعلا..
ليظل المسلم وتظل المسلمة ,
ليظل المسلمون قابعون أمام هذه الشاشات الفاسدة ، الكاسدة، ، ،
فهؤلاء . لم يكتفى هؤلاء المجرمون بالنيل من الله ولا بالطعن فى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يخططون ليخرجوا المسلمين عن الدين ، ، ،
لا يريدون لمسلمٍ أن يوحد الله ، أو أن يركع ركعة واحدة لله ، أو أن يسجد سجدة واحدة لله جل وعلا..
يخططون لاخراج المسلم عن دينه ..
فإنتبه يا أخى ! إنتبهى أيتها المسلمة !
إحذر !
دينك يراد له السوء، عقيدتك يراد لها السوء، توحيدك يراد له السوء ، عبادتك أيضا .....
رمضانُ موسم يريد الرحمن جل وعلا لاهل الايمان أن يخرجوا منه بالغاية التى من أجلها فرض من اجلها الصيام ، ألا وإنها ( التقوى) ..
ويريد الشيطان أن تخرج من هذا الشهرالعظيم المبارك خالي الوفاض ( لا لك ، بل عليك)..!!
فأهل الباطل يعدون لكم من عدة أشهر ،
إستمتع بأقوى المسلسلات فى رمضان ــــــــ
تابعونا مع أخطر الأفلام فى رمضان ..!!
ما هذا السفه ؟
رمضان شهر طاعة . رمضان شهر صيام ، وقيام ، وقرآن ، وذكر ، وإنفاق ، وجود ، وإحسان ...
ليس موسم معصية ،
ليس موسم فسق وإنحلال ،
لذا يقول سيد الرجال صلى الله عليه وسلم :"إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة"..
الحديث فى الصحيحين من حديث أبى هريرة "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة"...
وفى رواية مسلم : "إذا جاء رمضان ، فتحت أبواب الرحمة ، ويناد منادٍ : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر"..
إستحى من الله جل وعلا فأنت فى موسم عبادة ،
والأمة من حوالك فى طاعة وفى عبادة ,
وأعلم أنه لا يأكل الذئب من الغنم إلا القاصية .
لا تبتعد عن الأمة ، لا تبتعد عن موسم الطاعة الجماعية فى الأمة ..
وفى رواية الترمذى بسند حسن :"إذا كان أول ليلة من شهر رمضان : صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النيران فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب،وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة"
اللهم اجعلنا من عتقاءك من النار ،
وإن اردت بالخلق فتنة فأقبضنا إليك يا رب غير خزايا ولا مفتونين ، ولا مفرطين ولا مضيعين ، ولا مغيرين ولا مبدلين ، برحمتك يا أرحم الراحمين..
قال ربنا :
"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "البقرة :185
قال جل وعلا فى الحديث القدسي الذى رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة عن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم
قال الله : "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ، فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم . والذي نفس محمد بيده ، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه" ...
لماذا يفرح الصائم بفطره ؟ ،
ولماذا يفرح الصائم بلقاء ربه ؟
معقولة عندك تـليغـرام ؟🌚 من زمان وماعندك هاي القناه ⁉️عنجد😱😳 عمرك خساره🤭🤫
هاي القناة الي يدخل م بيطلع👇
/channel/xtrateel
/channel/xtrateel
أيها المسلمون:
عَنْ تَمِيمٍ بن أوس الدَّارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ».
فأين النصح في دين الله لكتاب الله؟
أتدرون ما النصح لكتاب الله؟
قال العلماء: أمَّا النصيحة لكتابه فشدة حبِّه وتعظيم قدره، وشدةُ الرغبة في فهمه، وشدةُ العناية في تدبره، والخشوع عند تلاوته، والتصديق بما فيه، والوقوف مع أحكامه، والاعتناء بمواعظه والتفكير في عجائبه، ونشر علومه، والدعاء إليه..
فيا حملة القرآن تمثلوا هدي القرآن في ذوات أنفسكم، واحملوه إلى غيركم، وعلِّموه الأبناء، وادعوا إليه الآباء، واعقدوا له الحلق في المدن والقرى، واصبروا وصابروا على ما ينالكم في سبيله من اللأواء.
وليكن الإخلاص رائدكم، والمتابعة لهدي محمد منهجاً في حياتكم، وخذوا من همم السلف الصالحين ما يقوى عزائمكم.
كتب يزيد بن أبي سفيان إلى عمر رضي الله عنه، يقول: "إنَّ أهل الشام قد كثروا وملأوا المدائن، واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن، ويفقههم في الدين، فأعني برجال يعلمونهم"، فدعا عمر الخمسة الذين جمعوا القرآن، فقال لهم: "أعينوني يرحمكم الله بثلاثة منكم إن أحببتم، وأن انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا"، فقالوا: ما كنا لنتساهم، هذا شيخ كبير يعنون أبا أيوب، وأمَّا هذا فسقيم يعنون أبي بن كعب، فخرج معاذ وعبادة بن الصامت وأبو الدرداء، فقال عمر: "أبدوا بحمص؛ فإنكم ستجدون النَّاس فيها على وجوه مختلفة، فإن رضيتم منهم فليقم بها واحد، وليخرج واحد إلى دمشق، والآخر إلى فلسطين"، قال: فقدموا حمص فكانوا بها؛ حتَّى إذا راضوا من الناس، أقام بها عبادة، وخرج أبو الدرداء إلى دمشق، ومعاذ إلى فلسطين؛ فمات في طاعون عمواس ثمَّ صار عبادة إلى فلسطين، وبها مات، ولم يزل أبو الدرداء بدمشق حتَّى مات رضي الله عنهم وأرضاهم.
هكذا؛ فلتكن الجدية في تعليم كتاب الله، والدعوة لدينه، والنفع لخلقه، حتى لو تغرَّب المعلمون عن الأوطان، وتحملوا الموت في سبيل الغاية النبيلة عند المجاهدين الصادقين.
يا أهل الدثور يا أصحاب الولايات والمسؤوليات في بلاد المسلمين؛ إنَّه لشرف لكم أن تساهموا في تعليم كتاب الله بأموالكم أو بجاهكم، وكم هو شرف عظيم أن تشملنا الخيرية التي وَعَدَ بها الرسول صلى الله عليه وسلم، كما في البخاري، حين قال: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ».
اللهم اجعل لنا في الخير نصيباً وافراً، واجعل القرآن لنا في الدنيا رفيقاً، وفي القبر مؤنساً، وفي عرصات القيامة شافعاً، هذا وصلوا.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن:1].
وتأملوا كيف انبهر صالحوا البشر بسكينة القرآن، فلم تقتصر آثار الهيبة القرآنية على قلوبهم فقط؛ بل تعدتها إلى جلودهم، فصارت تتقبّض من آثار القرآن كما قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} [الزمر:23].
وتأملوا كيف انبهر صالحوا أهل الكتاب بسكينة القرآن، فكانوا إذا سمعوا تالياً للقرآن؛ ابتدرتهم دموعهم، يراها الناظر تتلامع على خدودهم، كما صورها القرآن في قوله تعالى: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ . وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} [المائدة:82-83].
وتأملوا كيف انبهرت الملائكة الكرام بسكينة القرآن، فصارت تتهادى من السماء، مقتربةً إلى الأرض، حين سمعت أحد قراء الصحابة يتغنى بالقرآن في جوف الليل، فعن أُسَيْدِ بن حُضَيْر،ٍ قال بَيْنَمَا هو يَقْرَأُ من اللَّيْلِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَفَرَسُهُ مربوط عِنْدَهُ، إِذْ جَالَتْ الْفَرَسُ؛ فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ، فَقَرَأَ فَجَالَتْ الْفَرَسُ، فَسَكَتَ وَسَكَتَتْ الْفَرَسُ، ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتْ الْفَرَسُ، فَانْصَرَفَ وكان ابْنُهُ يحيى قَرِيبًا منها، فَأَشْفَقَ أَنْ تُصِيبَهُ، فلما اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إلى السَّمَاءِ حتى ما يَرَاهَا، فلما أَصْبَحَ حَدَّثَ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «اقْرَأْ يا بن حُضَيْر،ٍ اقْرَأْ يا بن حُضَيْر»ٍ، قال: "فَأَشْفَقْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَطَأَ يحيى وكان منها قَرِيبًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَانْصَرَفْتُ إليه، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إلى السَّمَاءِ فإذا مِثْلُ الظُّلَّةِ فيها أَمْثَالُ الْمَصَابِيحِ، فَخَرَجَتْ حتى لَا أَرَاهَا"، قال:«أوَ تَدْرِي ما ذَاكَ؟» قلت: "لَا"، قال: «تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ الناس إِلَيْهَا لَا تَتَوَارَى منهم».
وتأملوا كيف انبهر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بسكينة القرآن، كما صور القرآن تأثرَهم بكلام الله وخرورَهم إلى الأرض، وبكاءَهم كما في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم:58].
وتأملوا كيف انبهر أشرف الخلق وسيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم بسكينة القرآن، ففي البخاري، عن عبداللَّهِ بن مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ»، قلت: يا رَسُولَ اللَّهِ آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟!، قال: «نعم»، فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حتى أَتَيْتُ إلى هذه الْآيَةِ: {افَكَيْفَ إذا جِئْنَا من كل أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء:41]، قال: «حَسْبُكَ الْآنَ»، فَالْتَفَتُّ إليه؛ فإذا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.
الله أكبر!
يا لأَسرارِ القرآن! ويا لعجائب هذه الهيبة القرآنية، التي تستولي على النفوس، فتخبت لكلام الله، وتتسلل الدمعات والمرء يداريها ويتنحنح، ويشعر المسلم فعلاً أن نفسه ترفرف بعد ما كانت تتثاقل إلى الأرض!
أيها المسلمون:
الجمادات الرواسي تتصدع، ونساء المشركين وأطفالهم يتهافتون سراً لسماع القرآن، وصنديد جاء يفاوض في حالة حرب ومع ذلك؛ "كاد قلبه يطير" لما سمع سورة الطور، والجن استنصتوا بعضهم، وتعجبوا وولوا إلى قومهم منذرين، والمؤمنون الذين يخشون ربهم؛ ظهر الاقشعرار في جلودهم، والقساوسة الصادقون فاضت عيونهم بالدمع، والملائكة الكرام دنت من السماء؛ تتلألأ تقترب من قارئ في حرّات الحجاز، يتغنى في جوف الليل بالبقرة، والأنبياء من لدن آدم إذا سمعوا كلام الله؛ خروا إلى الأرض ساجدين باكين، ورسول الله حين سمع القرآن؛ تصور عرصات القيامة ولحظة الشهادة على الناس، فاستوقف صاحبه من شدة ما غلبه من البكاء.
يا الله ما أعظم كلامك! وما أحسن كتابك!
كتابٌ هذه منزلته وهذا أثره هل يليق بنا يا مسلمون أن نهمله؟
وهل يليق بنا أن نتصفح يومياً عشرات الجرائد والتعليقات والأخبار والإيميلات والمقالات ولا يكون لكتاب الله نصيبٌ من يومنا؟
فهل كتب الناس أعظم من كتاب الله؟
وهل كلام المخلوقين أعظم من كلام الخالق؟
وأخرجه العلوي في «الجامع الكافي في فقه الزيدية» (2/463) بسنده عن عبد الله بن الحسن به، وأورده صاحب كتاب «شفاء الأوام» (1/407)، وصاحب كتاب «المختار من صحيح الأحاديث والآثار» (١٦٧).
وفي «أمالي الإمام أحمد بن عيسى (العلوم)» (1/246): وبه قال محَمَّد: وقال عبد الله بن موسى الكاظم: من أدركت من أهلي كانوا يفعلونه.
وأورده صاحب كتاب «المختار من صحيح الأحاديث والآثار» (١٦٨).
وقال يحيى بن حمزة في «الانتصار على علماء الأمصار» (4/186) بعد ما أثبت مشروعية صلاة التراويح جماعة قال عقبه: «وهذا الذي اخترناه من كونها سنة في ليالي رمضان محكي عن زيد بن علي، وعبدالله بن الحسن، وعبدالله بن موسى بن جعفر».
وقال ابن مفتاح في «شرح الأزهار» (2/593): «وقال زيد بن علي، وعبدالله بن الحسن، وعبدالله بن موسى بن جعفر: إنها سنة. وهو قول الفقهاء، واختاره في الانتصار».
تنبيه: لأهل السنة أدلتهم في إثبات سنية صلاة التراويج جماعة وليس هنا محل بسطها ومن أدلتهم حديث "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" وهذا الحديث احتج به ابن بهران الصعدي في حاشيته على البحر الزخار (1/371).
*خاتمة البحث بالنقل عن إمام الزيدية في زمانه: يحيى بن حمزة*
قال يحيى بن حمزة في «الانتصار على علماء الأمصار» (4/183-185): «والمختار: جوازها -أي صلاة التراويح- في جماعة. ويدل على ذلك حجج:
**الحجة الأولى* : ما روى أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: أنه خرج علينا فإذا ناس يصلون في ناحية المسجد فقال: «من هؤلاء»؟ فقيل: هؤلاء ناس ليس معهم قرآن وأُبَيّ بن كعب يصلي بهم وهم يصلون بصلاته. فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «أصابوا ونعم ما صنعوا».
*الحجة الثانية* : ما روي عن أمير المؤمنين كرم الله وجهه أنه صلى بالناس في شهر رمضان فكان يسلم بهم من كل ركعتين يقرأ في كل ركعة بخمس آيات من القرآن، وما هذا حاله فلا يفعله إلا عن توقيف من جهة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأن الباب باب عبادة فلا مجرى للاجتهاد فيه، وروي أن علياً عليه السلام رأى القناديل في المساجد فقال: رحم الله عمر نوَّر مساجدنا نوَّر الله قبره. فصوب ما فعله عمر، وفي هذا دلالة على جوازها.
*الحجة الثالثة* : ما روي أن عمر بن الخطاب خرج ذات ليلة فرأى الناس يصلون جماعة واحدة فقال: إنها بدعة ونعمت البدعة. ومثل هذا لا يقوله الصحابي إلا عن تَلَقٍّ من جهة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
◀️ والبدعة لها وجهان:
أحدهما: أن تكون قبيحة مكروهة، وهي التي تضاد السُّنَّة وتخالفها وتمحوها، فما هذا حاله من البدع مكروه وهذا هو المراد بقوله: «كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار».
«وثانيهما: أن تكون حسنة وهو أن تكون مبتدعة غير مضادة لسُنَّةٍ، وهذا مثل ما أشار إليه عمر في صلاة التراويح بقوله: إنها بدعة ونعمت البدعة. فالمراد به ما ذكرناه.
الانتصار: يكون بالجواب عما أوردوه.
قالوا: روي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «صلاة النوافل في رمضان جماعة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار».
قلنا: قد أوردنا من الأحاديث ما يدل على جوازها وحسنها وكونها سُنَّة فإذا ورد من الأخبار ما يخالف ما ذكرناه وجب تأويله حذراً من تناقض الأدلة وتدافعها فإن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم صوَّبهم فيما فعلوه من صلاتها وفي هذا دلالة على حسنها وكونها سُنَّة.
✒️ ثم نقول: لم منعتم من صلاة التراويح؟ هل كان المنع من أجل أنها ليست سُنَّة؟ فقد دللنا على فعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لها وفعل أمير المؤمنين كرم الله وجهه وغيره من الصحابة رضي الله عنهم وفي هذا دلالة على كونها سُنَّة، وإن كان المنع من جهة أنها لا تصلى جماعة فلا وجه لذلك لأمرين:
👈 أما أولاً: فلأنا قد رأينا من السُّنن ما يصلى جماعة كصلاة العيدين على رأي من يرى أنها سنة وصلاة الكسوفين وصلاة الاستسقاء فإن هذه كلها سنن وقد شرعت فيها الجماعة، بل لا تقام لها صورة إلا بالاجتماع فهكذا صلاة التراويح هي سنة من السنن والجماعة فيها مشروعة، فإذن لا وجه لإنكارها وهذا الذي اخترناه من كونها سنة في ليالي رمضان محكي عن زيد بن علي وعبدالله بن الحسن وعبدالله بن موسى بن جعفر».
انتهى كلام يحيى بن حمزة.
ومن أراد التوسع في النقل فليقرأ أصل هذه الرسالة.
🖋️ وكتب: عبد الإله بن فيصل القُحِّي /شعبان/ 1445هـ.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt