الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321
للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️
هذا، وصلوا وسلِّموا على إمام المرسلين، وقائد الغُرِّ المحجَّلين؛ فقد أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في محكم كتابه؛ حيث قال عز قائلًا عليمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت وسلمت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.
وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن أزواجه أمهات المؤمنين، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن المؤمنين والمؤمنات إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل جمعنا هذا جمعًا مرحومًا، واجعل تفرقنا من بعده تفرقًا معصومًا، ولا تَدَعْ فينا ولا معنا شقِيًّا ولا محرومًا.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، وانصر عبادك المؤمنين وجندك الموحدين.
انصر اخواننا بعزة اهل العزة...
اللهم انصر أهل اليمن على من عاداهم، اللهم قِهم شرَّ كيد الأشرار والفجار، برحمتك يا أرحم الراحمين، واجعلهم يدا على من سواهم، وأبعد عن شر الأشرار، وكيد الفجار يا رب العالمين.
ووفقنا جميعا لما تحبه وترضاه يا رب العالمين.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم وحد صفوفنا، اللهم ألف بين قلوبنا، اللهم أزل الغل والحقد والحسد والبغضاء من صدورنا، وانصرنا على عدوك وعدونا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا أرحم الراحمين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].
عنوان الخطبة .الوحدة اليمنية.
هي ضرورة حتمية لبقائنا وعزتنا .
جمعها ورتبها الشيخ صالح احمد صالح هرمس
الخطبة الأولى..
الحمد لله ذي العِزَّة والجلال، والقوة والكمال، أحمده - سبحانه - وأشكره، وأتوبُ إليه وأستغفِره، له الحمدُ كلُّه، وبيده الخيرُ كلُّه، وإليه يُرجَعُ الأمرُ كلُّه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدَنا محمدًا عبدُ الله ورسوله، وصفيُّه وخليلُه، وخيرتُه من خلقه، خيرُ من صلَّى وزكَّى وحجَّ وصام، فصلواتُ الله وسلامُه عليه، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وعلى التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرً
أما بعد:
فأُوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله - سبحانه -؛ إذ ما خابَ من اتقاه، ولا أيِسَ من رجاه، ولا ذلَّ من أعزَّه، ولا عزَّ من أذلَّه، ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 100]....ايها الفضلاء الاجلاء...
، أيها المسلمون المؤمنون، يا أبناء اليمن الواحد الأبيّ، نقف اليوم على أرض مباركة، ارتوت بدماء الأجداد، وشهدت قيام حضارات عريقة، وتوحدت عبر عصور التاريخ تحت راية هوية يمنية أصيلة. إن وحدتنا ليست مجرد اتفاق سياسي عابر، أو مصلحة وقتية زائلة، بل هي تجلّ لإرادة إلهية، ونتيجة حتمية لارتباط وثيق بين طبيعة أرضنا الطيبة وبنياننا البشري المتراص. لقد أنعم الله علينا في هذا الجزء الغالي من الأرض بتنوع طبيعي فريد، تجسد في قمم شامخة تروي السهول، وأودية مباركة تحمل الخير من قلب الجبال إلى أطراف البلاد. هذه الجغرافيا المتكاملة، بشبكة مياهها المتداخلة، وتضاريسها المتنوعة، ومواردها الموزعة، هي آية من آيات الله في وحدانية خلقه وتكامله. فهل يعقل بعد هذا الانسجام الطبيعي العجيب، أن نسعى بأيدينا إلى تمزيق هذا النسيج الواحد، وتقطيع أوصال هذا الجسد المتين....
حبذا العيش حين قومي جميعًا *** لم تفرق أمورها الأهواء .
عباد الله، إن القرآن الكريم، كتاب ربنا وهادينا، يدعونا في آيات بينات إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله المتين، ويحذرنا أشد التحذير من الفرقة والاختلاف. يقول المولى عز وجل: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ،) أيها الإخوة الكرام، إن الوحدة اليمنية ليست مجرد شعار نرفعه، بل هي ضرورة حتمية لبقائنا وعزتنا وتقدمنا. ففي وحدتنا قوة، وفي تفرقنا ضعف. وفي اجتماع كلمتنا منعة، وفي اختلافنا فرقة وشتات. لقد أثبتت التجارب عبر التاريخ أن الأمم التي حافظت على وحدتها وتماسكت، استطاعت أن تتجاوز التحديات وتحقق النهضة والازدهار. بينما الأمم التي مزقتها الصراعات الداخلية والانقسامات، ضعفت وتلاشت. فلنتذكر دائمًا أن أرضنا واحدة، وتاريخنا مشترك، ومصيرنا واحد. فلننبذ كل دعوات الفرقة والتحزب، ولنتعالى على كل الخلافات والصغائر، ولنجعل مصلحة اليمن ووحدته فوق كل اعتبار.
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى أرض اليمن في كتابه، ممتنا على أهلها بالنعم الوفيرة، والآلاء العظيمة الجسيمة، فقال سبحانه: ﴿ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴾. (سبأ: 15)، وقال سبحانه: ﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾. (الدخان: 37).
وفي صحيح البخاري: [﴿ تُبَّعٍ ﴾: ملوكُ اليمنِ، كلُّ واحدٍ منهُم يسمَّى تُبَّعاً؛ لأنه يَتْبَعُ صاحِبَهُ،..]، وقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: كَانَ تُبَّعٌ - أي ملك اليمن - أَوَّلَ مَنْ كَسَا الْبَيْتَ - أي الكعبة - كِسْوَةً كَامِلَةً، - أي بالديباج والحرير - ... وَجَعَلَ لَهَا بَابًا يُغْلَقُ، وَلَمْ يَكُنْ يُغْلَقُ قَبْلَ ذَلِكَ،... أخبار مكة للأزرقي (1/ 134).
والمروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسند أحمد وغيره أنه قال: لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم، وفي رواية كان مؤمنا، وفسره بعض العلماء بأنه كان على دين إبراهيم عليه السلام،
ذكر الله تعالى في القرآن الكريم "تبعا" موضعين اثنين،
• قال الله تعالى: أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ الدخان/37.
• وقال سبحانه: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ. وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ق/12-14
فأقبل جبلة في خمسمائة فارس من قومه ..
فلما دنا من المدينة لبس ثياباً منسوجة بالذهب ..
ووضع على رأسه تاجاً مرصعاً بالجوهر ..
وألبس جنوده ثياباً فاخرة .. ثم دخل المدينة .. فلم يبق أحد إلا خرج ينظر إليه حتى النساء والصبيان ..
فلما دخل على عمر رحَّب به وأدنى مجلسه ! .. فلما دخل موسم الحج .. حج عمر وخرج معه جبلة ..
فبينا هو يطوف بالبيت إذ وطئ على إزاره رجل فقير من بني فزارة .. فالتفت إليه جبلة مغضباً .. فلطمه فهشم أنفه .. فغضب الفزاري .. واشتكاه إلى عمر بن الخطاب ..
فبعث إليه فقال : ما دعاك يا جبلة إلى أن لطمت أخاك في الطواف .. فهشمت أنفه ! فقال : إنه وطئ إزاري ولولا حرمة البيت لضربت عنقه ..
فقال له عمر : أما الآن فقد أقررت .. فإما أن ترضيه .. وإلا اقتص منك ولطمك على وجهك ..
قال : يقتص مني وأنا ملك وهو سوقة !
قال عمر : يا جبلة .. إن الإسلام قد ساوى بينك وبينه .. فما تفضله بشيء إلا بالتقوى ..
قال جبلة : إذن أتنصر ..
قال عمر : من بدل دينه فاقتلوه .. فإن تنصرت ضربت عنقك ..
فقال : أخّرني إلى غدٍ يا أمير المؤمنين ..
قال : لك ذلك .. فلما كان الليل خرج جبلةُ وأصحابُه من مكة .. وسار إلى القسطنطينية فتنصّر فلما مضى عليه زمان هناك ذهبت اللذات وبقيت الحسرات فتذكر أيام إسلامه ولذة صلاته وصيامه ..
فندم على ترك الدين .. والشرك برب العالمين .. فجعل يبكي ويقول :
تنصرت الأشراف من عار لطمة *
وما كان فيها لو صبرت لها ضرر
تكنفني منها لجاج ونخوة *
وبعت لها العين الصحيحة بالعور
فياليت أمي لم تلدني وليتني *
وو رجعت إلى القول الذي قال لي عمر
وياليتني أرعى المخاض بقفرة *
وكنت أسير في ربيعة أو مضر
وياليت لي بالشام أدنى معيشة *
أجالس قومي ذاهب السمع والبصر
ثم ما زال على نصرانيته حتى مات ..
نعم .. مات على الكفر لأنه تكبر عن قبول الحق والإذعان لشرع رب العالمين...
عبـــاد الله :
لنستغل هذه الأيام من العشر ذي الحجة بطاعة الله بما شرع من الأعمال الصالحة لعل الله أن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويرفع درجتنا ويدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، ويصلح ما فسد من أحوالنا إنه على كل شيء قدير وبعباده رؤف رحيم ...
هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.
ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: 56].
فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم، يُعظِم الله لكم بها أجرا، وتؤدوا شيئاً من حقوق نبيّكم عليكم، وتمتثلوا أمر الله عزّ وجل لكم.
اللهم صلّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد
اللهم ارزقنا محبته، وارزقنا اتباعه ظاهراً وباطنا، اللهم ارزقنا تقديم هديه على كل هدي، وقوله على كل قول يا ربّ العالمين.
اللهم توفنا على مِلّته
اللهم احشرنا في زُمرته
اللهم أدخلنا في شفاعته
اللهم أسقنا من حوضه
اللهم اجمعنا به في جنات النعيم، مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين.
اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين، وعن زوجاته أمّهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ، ﻭﻻ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,
اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..
اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،
زاد.الخـطـيـب.الـدعــــوي.cc
رابط التيلـيجـرام 👈 t.me/ZADI2
*🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه*
*•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•*
🎤
*خطـبــة جمـعــة بعنــوان :*
*العشر.من.ذي.الحجة.وبناء.الإنسان.tt*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبــة.الاولــى.cc*
الحمدُ لله فاطرِ الأرض والسموات .
عالم الأسرار والخفيات .
المطلع على الضمائر والنيات .
أحاط بكل شيء علماً ، ووسع كل شيء رحمة وحلماً .
وقهر كل مخلوق عزة وحكماً ،
يعلم ما بين أيديهم وما خلفَهم ولا يحيطون به علماً .
لا تدركه الأبصار ، ولا تغيره الدهور والأعصار
ولا تتوهّمه الظنون والأفكار . وكل شيء عنده بمقدار ،
أتقن كلَّ ما صنعه وأحكمه ، وأحصى كلَّ شيء وقدره وخلق الإنسان وعلّمه ....
يا أيها الإنسـان مهـلاً مالـذي ...
بالله جـل جـلالـه أغـراكـا؟
فاسجـد لمـولاك القديـر فإنمـا ...
لابـد يومـاً تنتـهـي دنيـاكـا
وتكون في يـوم القيامـة ماثـلاً ...
تُجزى بمـا قـد قدمتـه يداكـا
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من عرف الحق والتزامه .
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من صدع بالحق وأسمعه ، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وسائر من نصره وكرمه . وسلم تسليماً كثيراً ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..
أما بعــــد : -
عشرٌ تجلَّت والزمان تعطَّرا
والكونُ جلجلَ بالأذان وكبَّرا
والنفس تاقت للصلاح وللتقى
في العشر إن الخير هلَّ وأمطرا
عبـاد الله : -
ما أعظم حلم الله على العبادة!
وما أعظم رحمته بهم مع جراتهم على معصيته ومخالفة امره وعدم شكر نعمه!
ولو عاملهم بما كسبوا لهلك كل من على هذه الأرض من أنس وجان وحيوان لعظِم وفداحة المعصية ،،
قال تعالى ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا)(فاطر/45) ..
وقال تعالى (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (النحل/61) ..
ولكن الله عز وجل رحيم بعبادة لا يعاجلهم بالعقوبة بل يمهلهم ويترك لهم الفرصة تلو الأخرى ليتوبوا إليه ويعودوا إلى طاعته والتزام شرعه ..
بل الأعظم من ذلك أن جعل لهم الله من المحطات الإيمانية ومن الأعمال والطاعات والقربات ما يرفع الله بها درجاتهم ويغفر ذنوبهم وتزكوا نفوسهم،
فالإنسان مطالب بتربية نفسه وتزكيتها لتستقيم على الحق حتى تلقى ربها الذي خلقها،
ومن هذه المحطات الإيمانية والنفحات الربانية العشر من ذي الحجة لما لها وللأعمال الصالحة فيها من بركة وأجر ومثوبة عند الله،
والتي يبنغي للمسلم أن يستثمرها في بناء نفسه قال تعالى"قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"(الشمس/9-10) ...
والنفس تحتاج إلى تزكية في جانب الإيمان والعقيدة وفي جانب العبادات والطاعات وفي جانب الأخلاق ومعاملة الخلق ...
أيهـا المؤمنون /عبــــاد الله : -
لقد حرص الإسلام في جميع أحكامه وتشريعات إلى بناء الإنسان عقيدة وسلوكاً وجسداً وروحاً وإعداده للحياة ليعمرها بالخير والصلاح والمحطات الإيمانية وسيلة من وسائل تربية الإنسان وصقل شخصيته ، ، ،
ففي العشر من ذي الحجة وبالذات يوم عرفه أخذ الله الميثاق من بني آدم على توحيده وتعظيمه وطاعته وعدم الإشراك به ،،،
فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال: (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون) "الأعراف: 172، 173" "رواه أحمد وصححه الألباني" ..
فما أعظمه من يوم!
وما أعظمه من ميثاق !
وهو اليوم الذي نزلتْ فيه آية الإخبار بكمال الدِّين، وتمام النِّعمة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو وا
قف بعَرَفة؛ عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنَّ رجلاً منَ اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا - معشرَ اليهود – نزلتْ، لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أيُّ آية؟ قال: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، قال عمر: قد عَرَفْنَا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلتْ فيه على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قائمٌ بعَرَفَة يوم جمعة"؛ رواه الشيخان.
فكان الإخبار عن كمال دين الإسلام، وتمام نعمة الله - تعالى - به علينا، ورضاه بالإسلام لنا دينًا في اليوم التاسع من هذه العشر المباركة، فاختصتْ بهذا الفضْل العظيم.
وفيها ليلة جَمْعٍ، حين يبيت الحجاجُ بمُزدلفة، ويذكرون الله - تعالى - فيها بعد الفجر إلى الإسفار؛ قال الله - تعالى - في فضْل هذا الذِّكر في ذلك المشعر المبارك: ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾ [البقرة: 198].
واختُصت العشر بيوم النحر، وهو العيد الأكبر، وهو أفضل من عيد الفطر؛ لاختصاصه بكثير من الشعائر والعبادات، وفيه تُراق الدماء؛ تعظيمًا لله - تعالى - ولا تذبح الضحايا والهدايا قبله، ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]، فكان التَنَسُّك بالدِّماء لله - تعالى - في خاتمة هذه العشر المبارَكة، وكان آخر يوم منها وهو اليوم العاشر عيدًا كبيرًا للمسلمين، يذكرون الله - تعالى - فيه على ما هداهم، ويشكرونه على ما أعطاهم؛ ﴿ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الحج: 36]، وثبت فضله في حديث عبدالله بن قُرْطٍ - رضي الله عنه - عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إِنَّ أعظم الأيام عند الله - تبارك وتعالى - يوم النحر، ثم يوم القر))؛ رواه أبو داود.
ومَن أراد أن يضحيَ، فليمسك عن شعره وأظفاره، من دخول العشر إلى أن يذبح أضحيته؛ لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك.
ومن خصائص هذه العشر المبارَكة: أنَّ الله - تعالى - نصَّ في كتابه العزيز على ذكره فيها؛ فقال - سبحانه -: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 27].
فالأيام المعلومات هي العشر في قول أكثر السلف والعلماء، ومن ذكره - سبحانه - فيها ما شرع فيها منَ التكبير؛ تعظيمًا لله - تعالى - وإعلامًا بفضيلة هذه العشر، وإظهارًا لشعائرها.
وروى ابن عمر - رضي الله عنهما - عنِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من أَيام أَعْظَمُ عِنْدَ الله، وَلاَ أَحَبُّ إليه الْعَمَلُ فِيهِنَّ من هذه الأَيَّامِ العَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، والتحميد))؛ رواه أحمد، قال البخاري - رحمه الله تعالى -: ((وكان ابن عُمَرَ وأبو هريرة يَخْرُجَانِ إلى السُّوقِ في أَيَّامِ العَشْرِ، يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ الناس بتكبيرهما))، وروى الدارمي، عن سَعِيد بن جُبَيْر - رحمه الله تعالى -: أنه كان إذا دخل أَيَّام العَشْرِ اجتهد اجْتِهَادًا شَدِيدًا؛ حتى ما يكاد يقدر عليه)).
فحَرِيٌّ بالمسلم أن يشكرَ الله - تعالى - على فضلها وفضْل العمل الصالح فيها، وهي أيام قلائل، وأن يشكره - عز وجل - على ما شرع فيها من أمهات العبادات، والأعمال الصالحة، وأن يشكرَه - عز وجل - على بُلُوغها، وهو في أمْنٍ وعافية، ولديه قدرة على الاجتهاد فيها بما يرضي الله - تعالى - ومن دلائل الشكر فيها حبس النَّفس على الطاعات، ومجانَبة المحرَّمات.
أعوذ بالله منَ الشيطان الرجيم، ﴿ وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد، فاتَّقوا الله - عباد الله – وأطيعوه؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ ﴾ [الحشر: 18 - 19].
﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.tt
وثواب العمل الصالح وبركته يناله الإنسان في الدنيا وفي الآخرة، ففي الدنيا العمل الصالح سبب مباشر في الحياة الطيبة يقول سبحانه: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهم أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل:9
7]،
وهو سبب في الأمن والتمكين في الأرض يقول سبحانه: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا [النور:55]
فالعمل الصالح ينفع العبد في دنياه، وعند موته، وحين يوسد في قبره، كما ينفعه عند بعثه ونشره وحسابه وجزائه.
فمن منافع العمل الصالح في الدنيا طمأنينة القلب، وراحة البال، وسعادة النفس، والثبات على الديانة، وحفظ الأهل والذرية، وإجابة الدعاء، ومحبة الخلق؛
واستمع ـ أخي المؤمن ـ معي إلى هذه الآيات التي تبين وتوضح ثمرات الإيمان ونتيجة العمل الصالح، ولا أظن أن هذه الآيات تحتاج لتفسير أو بيان.
يقول تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ [الرعد: 29]، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ [النساء: 173]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107) خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً [الكهف: 107، 108]
وقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [العنكبوت: 58]
﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ [البقرة: 25].
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدًّا [مريم: 96]
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ [البينة: 7]
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ [العنكبوت: 7].
(والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين)
(ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً )
عباد الله : وقد جَعَل الله الأعمالَ الصالحاتِ أسبابًا لكلِّ خير في الدّنيا والآخرة، فلا تزهَد -أيها المسلم- في أيّ عملٍ صالح، واحرِص على فعلِ الخيرِ في أيِّ وقتٍ تَيسَّر لك، فإنّك لا تَدري أيَّ عمَل خيرٍ يَرجَحُ به ميزانُ حَسناتِك، فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ [القارعة: 6، 7].
والإكثارُ مِن قليلِ الأعمالِ الصالحة يكونُ كثيرًا مُباركًا، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء: 40]؛ فكيف بالأعمال المباركةِ العظيمة؟! فطُوبَى لمن جمعَ بين أجناسِ الأعمالِ الصالحةِ أعلاها وأدناها، فذَلك الذي سَبقَت له منَ الله السّوابِق.
أيها المسلمون: إن الأعمال الصالحة، ميدانها واسع وهذا من نعم الله جل وعلا، والذي يقصر في باب بعد إتيانه بالفرائض والأركان. يمكنه أن يزيد في باب آخر.
فالشهادتان والصلاة والزكاة والصوم والحج في مقدمة الأعمال الصالحة.
وبقية الواجبات والفرائض والمندوبات والمستحبات، من الأعمال الصالحة ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأن أو تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)).
وإذا أردتم أيها الأحبة مزيداً من طرق الأعمال الصالحة، فبر الوالدين، وصلة الأرحام وإكرام الضيف والجار، والجهاد في سبيل الله وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الداعي، ونصرة المظلوم، ودعوة ترفعها تدعوا بها لإخوانك المسلمين في كل مكان.
ومن الأعمال الصالحة، أن تواسي فقيراً وتكفل يتيماً وتعود مريضاً وتنقذ غريقاً وتساعد بائسا، وتنظر معسراً، وترشد ضالاً وتهدي حيراناً، وتعين محتاجاً، بل ومن الأعمال الصالحة هذا السؤال من الصحابي، ثم هذا الجواب من النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله: وإن لنا في البهائم لأجرا؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ((في كل ذات كبد رطبة أجر)) [متفق عليه]
وكل عمل صالح مكتوب مهما استصغره عامله حتى الصدقة بتمرة وشق التمرة، وحتى الصبر على وخز الشوكة، وحتى التبسم وهو لا يكلف المتبسم شيئا يكون صدقة.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
وإن النبي صلى الله علية وسلم أيضاً أرشدنا إلى الاستعاذة بالله من عذاب النار بعد التشهد في الصلاة وقبل التسليم كذلك، فعَنْأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ" [رواه مسلم].
ثانياً: الصيام في أيام الحر
الشديدة [ظمأ الهواجر]:
إن من العبادات العظيمة في الأيام شديدة الحرارة الصيام، فالأجر على قدر المشقة، والمشقة تكون كبيرة لمن صام يوماً شديداً حره، قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه لطائف المعارف: " مما يضاعف ثوابه في شدة الحر من الطاعات: الصيام لما فيه من ظمأ الهواجر ".
وإن من صام يوماً واحداً لله تعالى باعده الله عن النار مسيرة سبعين سنة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله علية وسلم يَقُولُ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا " [رواه البخاري ومسلم].
وإن صحابة رسول الله صلى الله علية وسلم كانوا يجتهدون في طاعة الله تعالى، ومن الأعمال التي كانوا يحرصون عليها، الصوم في أيام الحر الشديدة، وهو ما يعرف بـ[ظمأ الهواجر].
فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يصوم في الصيف، وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تصوم في الحر الشديد، وكذا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وغيرهم.
وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند موته يوصي ابنه عبدالله، فيقول له: [عليك بخصال الإيمان]، وذكر أولها: [الصيام في شدة الحر في الصيف].
وهذا أبو الدرداء رضي الله عنه كان يقول: " صوموا يوماً شديداً حره لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور ".
وقد بكى مُعَاذ بْن جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِنْدَ الاحْتِضَارِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَجْزَعُ مِنَ الْمَوْتِ وَتَبْكِي؟! فقَالَ: " مالِي لا أَبْكِي، وَمَنْ أَحَقُّ بِذلكَ مِنِّي؟ واللهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلا حِرْصاً عَلَى دُنْيَاكُمْ، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى ظَمَإِ الهَوَاجِرِ - أي الصوم في شدة الحر - وَقِيَامِ لَيْلِ الشِّتَاءِ ".
وقال التابعي الجليل مِعْضَدٌ أَبُو زَيْدٍ الْعِجْلِيُّ رحمه الله: " لَوْلا ثَلاثٌ: ظَمَأُ الْهَوَاجِرِ، وَطُولُ لَيْلِ الشِّتَاءِ، وَلَذَاذَةُ التَّهَجُّدِ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا بَالَيْتُ أَنْ أَكُونَ يَعْسُوباً ". [أي ما تمنيت أن أكون شيئاً ولو يعسوب، واليعسوب: ذَكَر النحل].
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه لطائف المعارف: " كانت بعض الصالحات تتوخى أشدّ الأيام حرّاً فتصومه، فيقال لها في ذلك، فتقول: إنّ السعر إذا رخص اشتراه كل أحد؛ تشير إلى أنها لا تُؤثِر إلا العمل الذي لا يقدر عليه إلا قليل من الناس؛ لشدته عليهم، وهذا من علوّ الهمة".
فيا عباد الله من كان يقوى على الصيام في شدة الحر ليصم من الأيام شديدة الحرارة حتى يقيه الله من جهنم وحرها، ويقيه حر يوم القيامة يوم الحسرة والندامة.
ثالثاً: الصدقة وأفضلها [سقي الماء]:
وفي ظل الحصار الذي نعيشه في بلادنا، وكثرة الفقراء، وضيق الحال على المسلمين، إن من أجل العبادات التصدق على الفقراء والمساكين، فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَأُنَبِّئُكَ بِأَبْوَابٍ مِنَ الْخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ, وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ " [رواه أحمد وحسنه الألباني].
وقد سبق أن ذكرنا من أصناف الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، وفي هذا كناية عن الإخلاص والبعد عن الرياء. وقد ثبت في حديث صحيح أن الصدقة تكون ظلاً لصاحبها من حر يوم القيامة، فعن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُقضى بَيْنَ النَّاسِ " [رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني].
وإن من أفضل الصدقات سقي الماء، فعَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا، قَالَ: " نَعَمْ "، قُلْتُ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟، قَالَ: " سَقْيُ الْمَاءِ " [رواه أحمد والنسائي وحسنه الألباني].
وعلماء الفلك يقولون: لو أن الشمس اقتربت بمقدار يسير لاحترق كل ما على الأرض، ولو ارتفعت قليلاً لتجمد كل ما على الأرض، فسبحان الله العظيم.
وفي يوم القيامة عندما تقترب الشمس من رؤوس الخلائق لا يموتون بأمر الله تعالى، وإنما يكون العرق منهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حَقْوَيْهِ - أي خاصرتيه -، ومنهم من يُلجمه العرق إلجاماً ]وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه[، أي: يصل عرقهم إلى الفم وحدود الأذنين، نسأل الله العافية.
وأخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا، وَيُلْجِمُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ ".
وفي معنى [يذهب عرقهم في الأرض]: قيل: أي يغور ويغوص في الأرض، وتشربه الأرض إلى سبعين ذراعاً أي ما يزيد عن ثلاثين متراً. وقيل: أي يسيل على وجه الأرض سبعين ذراعاً، والمعنى الأول أشهر.
وفي أثناء هذا الموقف العصيب يكون أناس في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، أصناف تكون في ظل ظليل يوم أن تدنو الشمس من رؤوس الخلائق، أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ - ويشمل الحاكم والسلطان والوزير والقاضي والمدير وكل من ولي من أمر المسلمين شيئاً فعدل -، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ".
ومن الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، من أَنْظَرَ مدينه المعسر الذي لا يستطيع السداد أو أسقط الدين من ذمته، أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي اليَسَر الأنصاري رضي الله عنه، أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ "، وفي رواية أخرى بزيادة: [يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ].
فيا أيها المؤمنون :
من كان له دين على أخيه المعسر فليسامحه لوجه الله تعالى أو ليؤخره حتى يوسر فيسد الدين، طمعاً في أن يكون من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
الموقف الثاني: إن شدة حر
الصيف يذكرنا بشدة حر نار جهنم:
أتعلمون عباد الله ما هو السبب الشرعي لشدة حر الصيف الذي نلقاه، إن شدة ما نجد من الحر في الصيف هو من نَفَس جهنم والعياذ بالله، أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ ".
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " [رواه البخاري ومسلم].
إذا كانت شدة الحر في الصيف من نفس جهنم، فكيف يكون لهيبها وعذابها، وكيف يكون حال من كانت النار مسكنه ومقامه ومستقره، والعياذ بالله.
رغم ما نجد من شدة الحر في دنيانا، علينا أن نتذكر أن نار جهنم والعياذ بالله هي أشد حراً، قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [سورة التوبة:81]، بين الله تعالى لنا في هذه الآية كيف كان المنافقون في غزوة تبوك يثبطون بعضهم بعضاً عن الخروج للجهاد، ويقول بعضهم لبعض: " لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ"، فقال الله لنبيه محمد صلى الله علية وسلم: قل لهم، يا محمد أن نار جهنم أشد حرًّا من هذا الحرّ الذي تتواصون بينكم أن لا تنفروا للجهاد فيه.
إن نار جهنم والعياذ بالله ليس كنار الدنيا، بل إن نار الدنيا هي جزء من سبعين جزءاً من نار الآخرة، أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله علية وسلم، إِنْ كَانَتْ
[8] أخرجه أبو داود في الصلاة باب رفع اليدين في الاستسقاء، وقال: هذا حديث غريب إسناده جيد (1173)، وأبو عوانة في "مسنده" (2519)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 325)، وفي "شرح المشكل" منها (4505)، والحاكم وصححه على شرطهما ووافقه الذهبي (1/ 328)، وصححه ابن حبان (991) و(2860)، والنووي في "الأذكار"، وأبو علي ابن السكن كما في "التلخيص الحبير" (1/ 149).
[9] أخرجه مالك في "الموطأ" (1/ 191)، والبخاري في مواضع من صحيحه وهذا اللفظ بتمامه في الاستسقاء باب من تمطَّر في المطر حتى يتحادر على لحيته (1033) والروايتان للبخاري أيضًا انظر: "فتح الباري" (2/ 585)، ومسلم في الاستسقاء باب الدعاء في الاستسقاء (897)، وأبوداود في الصلاة باب رفع اليدين في الاستسقاء (1174)، والنسائي في الاستسقاء باب متى يستسقي الإمام (3/ 154).
[10] أخرجه أحمد في "الزهد" (87)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 312)، وعبدالرزاق (3/ 95)، والطبراني في "الدعاء" (967)، والدارقطني في "الاستسقاء" من سننه (2/ 53) برقم (1779)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (875)، وأبونعيم في "الحلية" (3/ 101)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/ 65)، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/ 326).
[11] انظر: "المغني" لابن قدامة (3/ 334)، وقد حكى الإجماع على سنيتها ابن عبدالبر فقال: "أجمع العلماء على أن الخروج للاستسقاء والبروز عن المصر والقرية إلى الله عز وجل بالدعاء والضراعة في نزول الغيث عند احتياجه سنة مسنونة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعملها الخلفاء من بعده". ا. هـ من الاستذكار (7/ 131).
[12] انظر: "الروض المربع مع حاشية ابن قاسم" (2/ 545).
[13] قاله ابن قدامة في "المغني" (3/ 335).
[14] انظر: "المغني" (3/ 335).
[15] انظر: "الشرح الممتع على زاد المستقنع" (5/ 275).
[16] أخرجه ابن ماجه في "الفتن" باب العقوبات من حديث ابن عمر رضي الله عنهما (4019)، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 333)، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (4/ 540)، وقال البوصيري في "الزوائد": هذا حديث صالح العمل به (3/ 246)، وله شاهد من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 45)، وله شاهد آخر من حديث بُرَيْدَة مرفوعًا أخرجه البيهقي في "الكبرى" (3/ 346)، والحاكم وصححه وقال: على شرط مسلم ووافقه الذهبي (2/ 126).
[17] أخرجه أحمد (6/ 41)، والبخاري في الاستسقاء باب ما يقال إذا أمطرت (1032)، والنسائي في "الاستسقاء" باب القول عند المطر (3/ 133)، وابن ماجه في "الدعاء" باب ما يدعو به الرجل إذا رأى السحاب والمطر (3890).
[18] أخرجه مسلم في "الاستسقاء" باب الدعاء في الاستسقاء (898)، وأبو داود في "الأدب" باب ما جاء في المطر (5100)، والبغوي في "شرح السنة" (1171)، والحاكم وصححه على شرط مسلم (4/ 285)، وهذا من أوهامه - رحمه الله تعالى؛ لأن مسلمًا خرّجه في الصحيح.
[19] أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 253)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (7236) مرسلاً عن مكحول، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (1026).
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
وكثير من الناس لا يستسقي الواحد منهم وحدَه، ولا يدعو الله في خلوته أن يغيث العباد والبلاد؛ بل يظنون أن طلب السقيا لا يكون إلا في خطبة الاستسقاء أو خطبة الجمعة، مع أن دعاءَ العبد وحدَه أكثر إخلاصًا، وأعظمُ أثرًا. وإذا كان العبدُ يندب له أن يدعو لإخوانه بِظَهْرِ الغيب، فدعاؤه بالسقيا دعاءٌ للعباد والبلاد والبهائم.
وإن أعظم صور الاستسقاء التي أثرت عنه صَلَّى الله عليه وسلم خروُجه بالناس إلى المصلى، وصلاتُه بهم، وموعظتهم، والدعاءُ والتضرعُ والانطراحُ بين يدي الله تعالى مع كثرة الاستغفار، وتجديد التوبة.
قالت عائشة رضي الله عنها: "شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبرٍ فوِضعَ له في المُصَلَّى، ووعد الناس يومًا يخرجون فيه. قالت عائشة: فخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر، فكبّر صلى الله عليه وسلم وحمد الله عز وجل ثم قال: ((إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطرِ عن إبّانِ زمانه عنكم، وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم، ثم قال: ((الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغًا إلى حين، ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتَّى بدا بياضُ إبطيه، ثم حوَّل إلى الناس ظهره، وقلب أو حول رداءه وهو رافعٌ يديه، ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين. فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت، ثم أمطرت - بإذن الله - فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكِنّ ضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فقال: أشهد أن الله على كل شيءٍ قدير، وأني عبدالله ورسوله))؛ أخرجه أبو داود وصححه الحاكم وابن حبان والنووي[8].
وكان صلى الله عليه وسلم يستسقي أحيانًا في خطبة الجمعة كما روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "أصابت الناس سَنَةٌ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا أن يسقينا، قال: فرفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يديه وما في السماء قَزَعَةٌ، قال: فثار سحاب أمثالُ الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته - وفي رواية: "فمُطِرْنا فما كدنا نصل إلى منازلنا"؛ أي من كثرة المطر، وفي رواية: "فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا" - قال: فمطرنا يومنا ذلك، وفي الغد، ومن بعد الغد والذي يليه، إلى الجمعة الأخرى. فقام ذلك الأعرابيُ أو رجلٌ غيره فقال: يا رسول الله تهدَّم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وقال: ((اللَّهُمَّ حوالَيْنَا ولا عَلَيْنَا)) قال: فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا تفرَّجت حتى صارت المدينة في مثل الجوبة حتى سال الوادي - وادي قناة - شهرًا، قال: فلم يجئْ أحد من ناحية إلا حدَّث بِالْجَوْدِ"؛ أخرجه الشيخان والروايات للبخاري[9].
وهكذا سائرُ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وعبادُ الله الصالحون يستغيثون الله ويستسقُونه، ويطلبون رحمته، ويسألونه من فضله، فلا غِنَى لأحدٍ عن رحمة خالقه كائنًا من كان؛ بل إن البهائمَ فُطِرت على معرفة بارئها وخالقها، فلا تلتجئُ إلا إليه وحده على رغم أنها لم تكلف. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خرج سليمانُ عليه السلام يستسقي، فرأى نملة مستلقيةً على ظهرها، رافعةً قوائمها إلى السماء تقول: "اللهم إنَّا خلق من خلقك، ليس بنا غنىً عن سقياك"، فقال: "ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم"))؛ أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي[10].
فالله تعالى إذا رأى من عِبَاده صدق التوجه إليه، والتعلق به رَحِمَهُمْ فسقاهم وأعطاهم، ورفع البلاء عنهم. خزائنه لا تنفد، وخيره لا ينقطع، وعطاؤه لا يُحْظَر: ﴿ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾ [الإسراء: 20]، ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الوَلِيُّ الحَمِيدُ ﴾ [الشُّورى: 28] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
*الخطبــة.الثانيــة.tt*
الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه -، ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أمَّا بَعْدُ: فإنَّ صلاة الاستسقاء سُنَّةٌ مُؤَكَّدةٌ؛ فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون؛ كما قال الفقهاء، ونقَل الإجماع على ذلك بعضهم[11].
وقبل خروج المسلمين إليها، فإنه ينبغي أن يزيلوا ما في قلوبهم من أكدار الشحناء والبغضاء فذلك أرجى للإجابة.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
فأين نحن اليوم.. من هذه الصفات والمآثر العظيمة وغيرها الكثير؟!
ومن ينفس كرباتنا.. ونحن سببها بتقصيرنا.. وتفريطنا بحق الله سبحانه وتعالى ...وبحق بعضنا البعض.. من الأخوة.. والتعاون.. والتراحم.. وسلامة الصدر .. إلى جانب ضعف الإيمان.. وغياب الحكمة التي تميزنا بها ، وإتباع الكثير لأهوائهم.
وقد آن الأوان.. أن نعود إلى الله ونتوب إليه توبة نصوحا.
ألا يكفي الضحايا والدماء التي تسقط في المواجهات ؟
ألا يكفي القتلى.. والضحايا من النساء والأطفال والرجال الذي يسقطون؟
ألا يكفي مانحن فيه...
علينا جميعاً أن نساهم في الحل
..وأن نصلح فساد ذات بيننا ..
فقد حذر عليه الصلاة والسلام من ذلك فقال: ((فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدِّينَ))[غاية المرام للألباني (414).]...
عبــــــــاد الله :
مضت سنة الله عز وجل... أن يذيق عباده العصاة بعض بأسه.. لعلهم يرجعون
(( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) [الأنعام: 42، 43]..
فما وقعت مصيبة إلا بذنب.. ولا رفعت إلا بتوبة.
-أيها المصلون:
تفكروا ما بال سمائنا أمسكت قطرها؟
وما لأرضنا لا تخرج زرعها؟
لماذا يتصايح العالم اليوم من مشكلة المياه؟
ولماذا لا تهب الدول لحماية مياهها... كما تقوم بحماية حدودها؟
لماذا يهدر الجوع قارات بأكملها.. ألا ترون أن السحب تتجمع في سمائنا.. فتشرئب إليها أعناق الخلائق، ثم تتفرق دون أن تنزل قطرة ماء !!!
إنها الخطايا والذنوب... إنها الأنفس الآسنة.. والقلوب الميتة.. لا تتعظ.. ولا تتذكر.. ولا تشكر إذا غمرتها النعم،...ولا تتذكر ..إذا تتابعت عليها المصائب والنقم..
وقد تكون الأمة... متلبسة ببعض المعاصي،ولكن إذا مسهم القحط ولفحهم سموم الجدب... تابوا ورجعوا..وخافوا وأقلعوا، فأولئك فيهم بقية خير،..
ولكن الخوف كل الخوف... لو غارت المياه... وجفت الآبار..
ونحن مازلنا على حالنا من الغفلةوالشرود عن الله.. فلانرجع ولانتذكر...قال الله:
(( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) [الأنعام: 43].
-بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم...
-الخطبةالثانية👇
الحمدلله وحده..والصلاةوالسلام على من لا نبي بعده..
أمابعد:
أيهاالأحبة:
إن التوبة النصوح... والتضرع الحق.. هو نزوع القلب والجوارح عن المعاصي،.. والندم على ما سلف منها.
إن طلب الغيث والغوث...لا يأتي بالدعوات التي تخرج من قلوب عابثة لاهية،..
عن عمر بن عامر البجلي.. قال: (أوحى الله إلى نبي من الأنبياء.. أن مر قومك لا يناجوني والآثام في أجفانهم ، ليلقوها ثم ليرفعوا إلي حاجاتهم)..
-أيهاالأحبة:
قال الحبيب عن اخواننا:
(لا يضُرُّهم من خذلهم)!
القارئ قولَ النَّبيِّ ﷺ:(( لا تزالُ طائفةٌ من أُمّتي على الحقِّ ظاهرين، لعدوِّهم قاهرين، لا يضُرُّهم من خذلهم إلا ما أصابهم من لأواءَ، حتى يأتيهم أمرُ اللهِ وهم كذلك!
قالوا: أين هم يا رسول الله؟
قال: ببيتِ المقدسِ، وأكنافِ بيتِ المقدس))!
يتحسَّسُ فيه... مرارة طعم الخذلان.. حين يشعرُ المرءُ أنّه مقطوعٌ من شجرة! والغريبُ أنَّ النَّبيَّ ﷺ.. لم يقل لا يضرُّهم من(عاداهم)، فالعدوُّ.. لا يُتوقَّعُ منه إلا الضَّرر!
وإنما قال من (خذلهم)،.. لأنَّ الخُذلان.. يأتي ممن يُرتجى منه الخير!.....فمثلا :
أن يعطشون والأنهار تجري في بلاد إخوانهم!
أن تتوقَّفَ سيّارات إسعافهم بسبب نفاد الوقود.. وأهلهم أكثر الأمم نفطاً!
أن يجوعوا.. ولا يُدخل لهم جارهم من طعامٍ .. إلا ما يأذنُ به عدوُّهم!
وكذلك..أن يُجلدوا على المنابر تارةً.. باسم التَّهور،.. وتارةً باسم البدعة!
وأن تنهشهم.. وسائل الإعلام دون أن تحترمَ مشهد بطولاتهم، ولا مشهد جنائزهم!
أن تنغرسَ في جسدهم الأقلام،..
موجعٌ جداً.. أن يتطاول الحِبرُ على الدَّم!
أن تُحاضرَ فيهم التَّجمعات.. والجماعات تريدُ أن تُعلّمهم العقيدة،.. والولاء والبراء!..
وإنَّ من مصائب الدَّهر.. أنَّ الجماعات التي يبلغُ تاريخها النّضالي مجتمعةً.. منذ تأسيسها(خمسة آلاف بيانٍ)، تتطاولُ على من أطلقَ في يومٍ واحدٍ.. (خمسة آلاف صاروخ)!
غير أنَّ مفردةً واحدة من النَّبيِّ ﷺ ..تحيلُ كلَّ مرارة الخذلانِ.. إلى حلاوةِ الثَّبات:((لا يضُرُّهم))!
وأعرفُ أنَّ هذا الجهاد ماضٍ.. ولن يوقفه خذلان حبيبٍ.. ولا إجرام عدوٍّ،.. وأنَّ التَّاريخ الآن يُكتبُ.. وهو لن يرحمَ أحداً!
قوائم اللستات الاسلامية
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba
📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim
📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws
📋
-------♡-------
🔆 ✨ طريق النجاة والفلاح ✨
•| 🔘 @watazawd
📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed
📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam
📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena
📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu
📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd
📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib
📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h
📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj
📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a
📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi
📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch
📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55
📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j
📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg
📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona
📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t
📋
-------♡-------
🔆 🎉خدمات إعلانات دورات وشهادات
•| 🔘 @i3lanatwadawarat
📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat
📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11
📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd
📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib
📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1
📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft
📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran
📋
-------♡-------
🔆 ضمان للأشغال اليدوية
•| 🔘 @damanmachrolat
📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E
📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025
📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul
📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip
📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0
📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi
📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed
📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h
📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar
📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh
📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny
📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli
📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H
📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin
📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv
📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb
📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad
📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2
📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333
📋
-------♡-------
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99
📋
-------♡-------
☑للإشتراك في الليسته ↙️
@aaaaaa24bot
وهم ملوك العرب الأعاظم وروى عبد الرّزّاق الصنعاني عن معمرٍ عن قتادة قال قالت عائشة كان تبّعٌ رجلًا صالحًا..
أَلَا تَرَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ذَمَّ قَوْمَهُ وَلَمْ يَذُمَّهُ؟)، المستدرك للحاكم.
وفي عهد سليمان عليه السلام، ملكت اليمن امرأةٌ يمنية هي بلقيس، وأتي الهدهدُ إلى سليمان من اليمن - إلى الأقصى - يخبره؛ ﴿ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴾. (النمل: 22)، وفي نهاية القصة جاءت هي وقومُها أهل اليمن مستسلمين مسلمين، و﴿ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. (النمل: 44)، هكذا أهل اليمن إذا عرفوا الحق رجعوا إليه.
إنهم من السابقين للإسلام، أهلُ اليمن أهل دينٍ وإيمان، فقبل الإسلام كانوا أهل كتاب ، فلما جاء الإسلام دخلوا في دين الله أفواجا، طواعية دون إكراه أو طمع في دنيا،
وفي الحج جعل لهم ميقاتًا فقال: "ولأهل اليمن يلملم".
وحج النبي صلى الله عليه وسلم قارنا - قرن العمرة مع الحج - و"أَهْدَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةَ بَدَنَةٍ،..."، البخاري (1718) فقد (... سَاقَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بَدَنَةً، وَجَاءَ عَلِيٌّ بِتَمَامِهَا مِنَ الْيَمَنِ،...). حجة الوداع لابن حزم
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم.
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 71].قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية...
الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام وأعزَّنا به قوةً وإيمانًا، وألَّف بين قلوبنا فجعلنا أحِبَّةً وإخوانًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل كتابه هدًى ورحمةً وتبيانًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، هدى الله به من الضلالة، وعلَّم به من الجهالة، وأعزَّ به بعد الذِّلَّة، وكثَّر به بعد القلة، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الذين كانوا له على الحق إخوانًا وأعوانًا؛ أما بعد:
فاتقوا الله الذي خلقكم، واستعينوا على طاعته بما رزقكم، واشكروه على نِعَمِهِ كما أمركم، يزِدكم من فضله كما وعدكم، وقابِلوا نِعَمَه بالشكر والعرفان: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].
عباد الله: إن الله تعالى أمر بالاجتماع على الحق ونهى عن التفرق والاختلاف فقال تعالى: " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون"، كما أمر سبحانه وتعالى العباد باتباع الصراط المستقيم، ونهاهم عن السبل التي تصرف عن الحق، فقال سبحانه: " وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون".
لقد كرمنا الله في هذه البلاد الطيبة بنعمة الوحدة حين أراد بمشيئته أن يندمج شطراها في إطار دولة واحدة هي الجمهورية اليمنية يوم الـ22 من مايو 1990م .
وشعبنا اليوم يحتفل بهذه الذكرى المباركة. التي باتت تتعرض للكثير من محاولات التمزيق والتشتيت والعودة بالوطن إلى عهود التشطير البائسة .. يحق لنا أن نتساءل عن دور العلماء في الحفاظ على هذه الوحدة المباركة وما هو ردهم على من يسعون للنيل منها بدعوى المناطقية والعنصرية.
كل يرى رأيًا وينصر قولـه *** ولـه يعـادي سائر الإخوان
ولو أنهم عند التنازع وفقـوا *** لتحاكموا لله دون تــوان
ولأصبحوا بعد الخصام أحبة *** غيظ العدا ومـذلة الشيطان.
الوحدة الوطنية هي القوة الراسخة والوحيدة، التي بواسطتها نستطيع مواجهة كل المخاطر التي تهدد كيان المجتمع واستقراره وسيادته.
هذا الحدث الوطني العملاق الذي تحقق في زمن كانت فيه المنطقة تعيش في حالة ذعر وتداعيات ومستجدات وتهديدات ومد وجزر والأيام والليالي حبلى بما لا يحمد عقباه كانت الأجواء ملغمة تنتظر ساعة الصفر، ولكن الحكمة اليمانية تغلبت على كل تلكم الصعاب باليقظة والحنكة والهمة والعزيمة فتحققت الوحدة اليمنية أرضا وإنساناً وانتهى التشطير إلى الأبد . الوحدة اليمنية هي عزتنا وكرامتنا وشموخنا بل أنها محل فخر واعتزاز كل يمني حر شريف غيور يحب لوطنه التقدم والازدهار والرقي فدمائنا وأرواحنا فداءً للوطن وللوحدة اليمنية وفي الأخير نجدد التهاني والتبريكات في هذه المناسبة الجليلة والسعيدة لكل جماهير شعبنا اليمني
يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...
اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم
اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌﻀﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ،
فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
=========================
ـــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــ
منــبرالحكـمـــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
ومن هنا ينبغي للمسلم يجدد إيمانه وأن يحافظ على عهد الله وميثاقه فلا يعبد إلا الله ولا يدعو إلا إياه ولا يتوكل إلا عليه، وأن يعمل على رضى ربه بأقواله وأعماله بل حتى بنيته ومقصده،
قال تعالى { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار } (المائدة: 72) ...
عبــــاد الله : -
وفي العشر من ذي الحجة يجد المسلم أنواعاً من العبادات والطاعات والقربات بما لها من فضل وأجرٍ عند الله ، فيؤدي ما فرضه الله عليه ويتزود من النوافل ما يرفع درجته ويهذب نفسه ..
فالأعمال الصالحة في هذه الأيام لا يعدلها في الأجر والمثوبة عند الله أيام على الإطلاق ...
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه)),
قالوا: ولا الجهاد؟
قال: ((ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء)) رواه البخاري برقم (926)،
وفي رواية أبي داود وغيره وصححه الألباني ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء )).
قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (2/460): "وفي الحديث تعظيم قدر الجهاد، وتفاوت درجاته، وأن الغاية القصوى فيه بذل النفس لله، وفيه تفضيل بعض الأزمنة على بعض، كالأمكنة، وفضل أيام عشر ذي الحجة على غيرها من أيام السنة ... ) ...
وعن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل فيهن أفضل من عشر ذي الحجة. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا من عقر جواده وأهريق دمه. [ صحيح الترغيب والترهيب للألباني، (1149/2) ]..
فأين المشمرون لطاعة ربهم وجنته؟
وأين المتنافسون على الأعمال الصالحة في زمن تنافس فيه كثير من الناس على المعاصي والسيئات وغرتهم الحياة الدنيا فساءت أحوالهم وتكدر عيشهم وكثرت مشاكلهم ...
ففي هذه العشر من ذي الحجة الكثير من العبادات كالمحافظة على الصلاة جماعة والصيام والذكر وقراءة القرآن والصدقة والدعاء والحج إلى بيت الله العتيق ...
ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ "
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة ، فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا " رواه أحمد وصححه الألباني )
وعند مسلم : قال صلى الله عليه وسلم : ( صيام عرفة يكفر سنتين ) وفي رواية عند ابن أبي شيبة في مصنفه : ( سنة ماضية وسنة مقبلة ) ...
إن النفوس التي تتربى على الطاعة وتجتهد في العبادة لا تضرها فتنة ولا تستهويها شهوة ولا تفزعها مصيبة لأنها نفوس متصلة بالله الذي بيده الأمر كله ...
اللهم زكي نفوسنا أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها...
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ...
-:(( الخطـبة الثانية )):-
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
أما بعد :
عبـاد الله :
وفي العشر من ذي الحجة يتعلم المسلم من خلال التوجيهات الربانية الكثير من القيم والأخلاق ليتعامل معاملة حسنة مع من حوله فيرحم الصغير ويوقر الكبير ويساعد المحتاج ويبر والديه ويصل رحمه ويعفو عن من ظلمه وأساء إليه يبتغي بذلك وجه فيحبه الله ويحبه الناس ويكتب له القبول في الأرض ...
وإذا نظر المسلم إلى فريضة الحج استشعر نعمة الإسلام وعظمة الدين،
وإذا نظر إلى حجاج بيت الله في صعيد واحد ولباس واحد تذكر ان هذا الدين دين العدل والمساواة فلا فضل لعربي على عجمي ولا أبيض على أسود ولا غني على فقير إلا بالتقوى وعلمها عند الله ؛
فيدرك هذا الإنسان حتى لا تطغى نفسه وتسوء أخلاقه ويتبع هواه ويرد الشرع ولا يلتزم بالحق فيخسر دينه ودنياه وآخرته ..
فبعض الناس يتصور أن الرجوع إلى الحق ضعف، وأن العودة عن قوله أو فعله الخاطئ اهتزاز في شخصيته، ويأتي الشيطان لينفخ فيه فيقول له: إذا تراجعت فأنت ضعيف شخصية، بينما الحقيقة بخلاف ذلك..
كان جبلة بن الأيهم .. ملكاً من ملوك غسان ..
دخل إلى قلبه الإيمان ..
فأسلم ثم كتب إلى الخليفة عمر رضي الله عنه .. يستأذنه في القدوم عليه ..
سرّ عمرُ والمسلمون لذلك سروراً عظيماً ..وكتب إليه عمر : أن اقدم إلينا .. ولك مالنا وعليك ما علينا ..
أيُّها المسلمون، هذه الدُّنيا التي نعيشها لن نخلَّدَ فيها، وهي لن تبقى إلى الأبد، فلها نهاية كما كان لها بداية، ونحن نعلم أنه في كل يوم يموت خلق كثير ويدفنون، ولا بدَّ
أن نكونَ يومًا من الأيام منهم، طال ذلك أم قصر.
والدُّنيا بأفراحها وأتراحها، ومسراتها وأحزانها، ويسرها وعسرها ينساها الناس بمفارقتها؛ بل إن الواحد يصيبه عسر شديد، ومصيبة كبيرة، ثم مع مرور الأيام يزول عسرُه، وينسى مصيبتَه، ويذهب همُّه وغمه، وكذلك الإنسان تصيبه سراءُ فيفرح بها فرحًا شديدًا، ومع الأيام ينساها ويزول فرحه.
وهكذا ما يلحق أهل الإيمان والتقوى من مشقَّة حبس النَّفس على الطاعات، وكفها عن الشهوات؛ فإنَّهم ينسون ذلك بمجَرَّد انتهاء وقته، وذهاب مشقَّته؛ فالصَّائم الذي جاع وعطش ينسى معاناته مع الجوع والعطش بمُجَرَّد فطره، والحاج الذي لحقه منَ المشقة والزحام وطول الانتظار ما لحقه، ينسى ذلك بِمُجَرَّد إتمام حجه، وانقضاء نسكه.
وأهل الشَّهَوات المُحَرَّمَة ينسون لذَّة شهواتهم ومتعتها، بمجرَّد مفارقتها، وتبقى السيئات في صحائفهم، والأوزار تثقلهم، والهموم والأحزان تملأ قلوبهم، وهذا مِن عذاب الدُّنيا قبل عذاب الآخرة.
ونجد هذا المعنى واضحًا كل الوضوح في حديث أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((يُؤْتَى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيُصبغ في النار صبغة، ثُمَّ يقال: يا ابن آدم، هل رَأَيْتَ خَيْرًا قط؟ هل مر بك نَعِيمٌ قَط؟ فيقول: لا، والله يا رب، ويؤتى بِأَشَدِّ الناس بؤسًا في الدُّنْيَا من أهل الجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم، هل رَأَيْتَ بُؤْسًا قط؟ هل مَرَّ بك شِدَّةٌ قط؟ فيقول: لا، والله يا رَبِّ، ما مَرَّ بي بُؤْسٌ قَطُّ، ولا رأيت شِدَّةً قَطُّ))؛ رواه مسلم.
فحريٌّ بالمسلم أن يعتبرَ بذلك، وأن يعمر وقته بطاعة الله - عزَّ وجَلَّ - لعلمه أنَّ ما يلحقه من مشقَّة العبادة يزول ويبقى له أجرها، يتنعم به خالدًا مخلدًا في دار النعيم، وأن يجانبَ المحرَّمات؛ ليقينه أنَّ لذَّتها تزول بزوالها، ويبقى وِزرها عليه، وأن يستفيدَ منَ الأزمان الفاضلة، والأوقات المبارَكة التي اختَصَّها الله - تعالى - بشعائره العظيمة، فيعظمها كما عظمها الرَّبُّ - تبارك وتعالى - ويخصها بكثرة النوافل والقُرُبات، وإنَّ الخسران كلَّ الخسران أن يصرفها العبد في اللهْوِ والغفلة، والتمتُّع بما حرم الله - تعالى - عليه، ولربَّما كانتْ هذه العشر آخر موسم مبارك يدركه العبد في حياته، فلعلَّ الموت يبغته في أي لحظة؛ ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30].
وصلوا وسلموا.....
============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
رسل.اسمك.بالواتس.للرقم.730155153.tt
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚:
🎤
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
عشر ذي الحجة خصائصها ومزاياها
للشيخ د./ إبراهيـم بن محمــد الحقيــل
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــة.الاولــــى.cc
الحمد لله العليم القدير، دلَّ خلقُه ورزقُه على قدرته، وبرهن تدبيرُه لما خلق على علمه وحكمته؛ ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الخَلاَّقُ العَلِيمُ ﴾ [الحجر: 86]، وقال الملائكة - عليهم السلام -: ﴿ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 32]، نحمده ونشكره، ونتوب إليه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، امتَنَّ على عباده، فخلقهم ورزقهم وكفاهم، وإلى دينه ومرضاته هداهم؛ ﴿ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾ [البقرة: 198].
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، نصح لأمته، فدَلَّهم على ما ينفعهم، وحذرهم مما يضرُّهم؛ ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، اختارهم الله – تعالى - لصُحبة نبيّه، فكانوا خير هذه الأمة إقامةً لدين الله - تعالى - ونصرة لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وقيامًا بحقِّه، ووفاء له، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
أما بعدُ:
فاتَّقوا الله ربكم، واغتنموا ما بقي من أعماركم، واعتبروا بما ضاع مِن أوقاتكم، واتَّعظوا بمن مضوا قبلكم؛ فإنكم سائرون على دربهم، صائرون إلى مصيرهم، ولا مفرَّ منَ الله - تعالى - إلاَّ إليه، ولا نجاة إلاَّ بصدق التَّوَجُّه إليه - سبحانه - وتعلق القلوب به - عزَّ وجلَّ - وإخلاص العمل له وحده دون سواه، ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ ﴾ [البيِّنة: 5].
أيها الناس:
اختَصَّ الله - تعالى - بعض الأزمنة بعبادات فُضلت بها على غيرها منَ الزمان، كما اختصَّ ثلث الليل الآخر دون سائر اللَّيل والنهار، بتجلِّيه - سبحانه - للمُستغفرينَ من عباده والسائلين والداعين، واختص يوم الجمعة بهذه الصلاة العظيمة، وبساعة الإجابة فيها، واختص رمضان بوجوب صيامه، ومشروعية الجماعة في قيامه.
واختُصتْ عشرُ ذي الحجة باجتماع أمَّهات العبادات فيها، فكان العمل الصالح فيها أفضلَ منه في غيرها؛ فالصلاة، والدعاء، والصدقة، والجهاد، وقراءة القرآن، وذِكْر الله - تعالى - وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف، والنَّهي عنِ المنكر، وغيرها منَ القُرُبات - هي في عشر ذي الحجة أفضل منها في غيرها؛ لحديث ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ الله - عز وجل - ولا أَعْظَم أَجْرًا من خَيْرٍ يعمله في عَشْرِ الأَضْحَى))، قِيلَ: ولا الجِهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجِهَاد في سبيل الله - عز وجل - إلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فلم يَرْجِعْ من ذلك بِشَيْءٍ))؛ رواه البخاري، والدارمي واللفظ له.
إنَّ هذه العَشْر المبارَكات التي نبتدئها اليوم أو غدًا هي أفضل أيام السَّنة، والعمل الصالح فيها - أيًّا كان نوعه - أفضل منه في غيرها، وهي تقع في آخر شهر من السنة، فكأنها تعويض للمفرطين في عامهم؛ ليتداركوا أنفسهم، ويعوضوا فيها ما فاتهم، ويدركوا بها منزلة من سبقهم، ومن فضل الله - تعالى - أنها كانتْ في آخر العام؛ فإنَّ العبدَ يَتَذَكَّر بنهاية سنته نهاية عمره، ويندم على ما فرط في أيامه الخالية، ويعقد العزم على استثمار ما بقي من حياته، فإذا هو يستقبل هذه العشر المباركة؛ ليفي بوعده لربه، ويصدق مع نفسه.
إنَّ الله - تعالى - حين جَعَل هذه العشر المباركات أفضل أيام السنة، فإنَّه - سبحانه - اختَصَّها بخصائص ليستْ في غيرها، وجعلها زمنًا لعبادات لا تكون في سواها، فهي زمن أداء ركن الإسلام الخامس، فأولُ أيام الحج فيها وهو يوم التروية، وفيها ركنُه الأعظمُ، وهو الوقوفُ بعرفة، ويُتَوَّجُ خاتمتُها وهو يوم النحر بأكثر أعمال الحج، وهي: الرمي، والنحر، والحلق، والحل من الإحرام، والطواف بالبيت، والسَّعي بين الصفا والمروة.
إنها اختُصت بهذه الأيام الثلاثة العظيمة، وفيها مناسك الحج وشعائره الكبيرة، ففي اليوم الثامن يبدأ الحجاج مناسكهم، وفي اليوم التاسع يقفون بعرفة، وهو من أعظم الأيام وأفضلها، ويعتق الله - تعالى - فيه منَ النار ما لا يعتق في غيره من سائر الأيام؛ كما في حديث عَائِشَة - رضي الله عنها -: أنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من يَوْمٍ أَكْثَر مِن أَنْ يُعْتِقَ الله فيه عَبْدًا من النَّارِ من يوم عرفة، وإنه لَيَدْنُو، ثم يُبَاهِي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟))؛ رواه مسلم.
وكل تعب يصيب العبد في عمل صالح فله أجر العمل الصالح وله أجر تعبه فيه مهما كان تعبا يسيرا،
ميدان الاعمال الصالحة واسع ولانستطيع في هذه العجالة أن نقف على سرد ـ أبواب الخير وفضائل الاعمال
أيه الأخوة حقيقة أساسيّة أضعها بين أيديكم
هو تلخص وجيز بليغ قاطع حاسم في أية
من سورة الكهف فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَل
ْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾
فنسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا وإياكم من الموحدين المؤمنين العاملين الصالحات.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبـــة.الثانيــــة.tt
أيّها المسلمون : أظّلَتْكم أيّامُ عشرٍ مبارَكة، الأعمَالُ فيها فاضِلَة، يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم
((مَا مِن أيّامٍ العملُ الصالح فيها أحبّ إلى الله من هذهِ الأيام))، يعني أيامَ العشر، قالوا: يا رسولَ الله، ولا الجهادُ في سبيل الله؟! قال صلى الله عليه وسلم ((ولا الجهادُ في سبيلِ الله، إلاَّ رجلٌ خرَج بنفسِه ومَالِه فلم يرجِع من ذَلِك بشيء)) رواه البخاري.
فَأكثِروا فيها من التَّكبيرِ والتّحميدِ وقِراءةِ القرآن وَصِلةِ الأرحام والصَّدقةِ وبِرّ الوالِدَين وتفريجِ الكرُبات وقَضاءِ الحاجات وسائرِ أنواعِ الطاعات، قال شيخ الإسلام رحمَه الله: "أيّامُ عشرِ ذِي الحجّة أفضلُ مِن أيّامِ العَشر مِن رمضان".
ولقد كان الصحابةُ رضي الله عنهم يحيُونَ في العشرِ سُنّةَ التكبير بين الناس، فكان ابن عمر وأبو هريرةَ رضي الله عنهما يخرُجان إلى السّوقِ في أيام العشرِ، فيكبِّران ويكبِّر الناسُ بتكبيرهما. رواه البخاريّ.
والخيرُ يتتابَع في العشر بذبحِ الأضاحي يومَ العيد وأيام التشريق، وقد ضحّى النبيّ صلى الله عليه وسلم بكبشَين أملَحَين أقرنين، سمَّى وكبَّر وذبحهما بيده. متفق عليه.
وأفضَلُ الأضاحي أغلاهما ثمنًا وأنفسُها عند أهلها، وتجزِئ شاةٌ واحدَة عن الرّجل وعن أهل بيته، ويحرُم على مَن يُضحِّي أن يأخذَ في العشرِ شيئًا من شعرِه أو أظفاره أو بَشرتِه إلى أن يضحّيَ، فطيبوا بها أنفسكم ، وكُلوا وأطعِموا وتصدّقوا، وتحرَّوا بصدقاتكم فقراءَكم، وبهداياكم منها أرحامَكم وجيرانكم، وصونوا أعيادَكم عمّا يغضِب خالِقَكم، وشاركوا الحجيجَ في الدعاءِ والتهليلِ والتكبيرِ، ويشرع صيامُ يومِ عرفه،لغير الحاج يقول عليه الصلاة والسلام: ((صيامُ يومِ عرفة أحتسِب على الله أن يكفِّرَ السنّةَ التي قبلَه والتي بعده)) رواه مسلم.
فاغتنِموا مواسمَ العبادة قبل فواتها، فالحياةُ مغنَم، والأيّام معدودَة، والأعمارُ قصيرة.
فاتقوا الله عباد الله، واستعدوا ليوم القيامة يوم الجزاء والمحاسبة، فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه [الزلزلة:7، 8].
ثم صلُّوا - عبادَ الله - وسلِّموا على نبيِّ الرحمة محمدٍ بن عبدالله، وعلى آله وصَحْبه ومَن اتَّبَع هُداه، اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى آله وصَحْبه، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.
اللهم اغفرْ للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات؛ الأحياء منهم والأموات، اللهم اجعلْنا لك شاكرين، لك ذاكرين، إليك مُخبتين أوَّاهين مُنيبين.
ربَّنا تقبَّل توبتنا، واغسلْ حَوْبتنا، وأجبْ دعوتنا، وثبِّتْ حُجَّتنا، واهدِ قلوبنا، وسدِّدْ ألْسِنتنا، واسْلُلْ سَخيمةَ قلوبنا، اللهم ابسطْ علينا من بركتك ورحمتك، وفضْلك ورزقك، اللهم إنَّا نسألك النعيمَ المقيم، الذي لا يحول ولا يزول
نسأل الله تعالى بمنه وكرمه وجوده وإحسانه أن يمن علينا بلذة الطاعة، وأن يجعل طاعته أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ، وأن يمن علينا بحلاوة الإيمان في قلوبنا، وأن يعيننا على كل ما يرضيه عنا، وأن يغفر لنا تقصيرنا وزللنا.
اللهم أمِّنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم احوالنا واحقن دمائنا وصن اعراضنا
اللهم ارفعْ عنَّا الغلاء والوباء، والزلازل والْمِحَن وسوء الفِتن؛ ما ظهَرَ منها وما بطنَ، عن بلدنا هذا خاصَّة، وعن سائر بلاد المسلمين عامَّة يا ربَّ العالمين.
اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزِلْ علينا الغيثَ ولا تجعلْنا من القانطين، اللهم إنَّا نستغفرك؛ إنَّك كنتَ غفَّارًا، فأرسلِ السماء علينا مِدْرارًا، اللهم اسْقِنا الغيثَ ولا تجعلْنا من القانطين، اللهم سُقْيا رحمة لا سُقْيا بلاءٍ ولا عذاب، ولا هَدْم ولا غَرَق؛ ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚:
زاد.الخـطـيـب.الـدعــــوي.cc
رابط التيلـيجـرام 👈 t.me/ZADI2
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
🎤
خطـبـة جمــعــة بعـنـوان :
*أهـمـيــة.العـمــل.الـصـالـح.ee*
*وفــضــل.عــشــر.ذي.الحــجــة.tt*
جمع وإعداد/ عبدالوهاب المعبأ
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الْحَمْدُ للَّـهِ الرَّزَّاقِ الْكَرِيمِ؛َ اخْتَصَّ المُؤْمِنِينَ بِفَضْلِهِ فَوَفَّقَهُمْ وَهَدَاهُمْ إلى طَريقٍ مُستَقِيمٍ،نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ امتَنَّ علينا بنِعْمَةِ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَبيانِ الشَّرِيعَةِ وَالْأَحْكَامِ.
وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ،نَبِيٌّ كريمٌ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ من الذُّنُوبِ والآثامِ،كَانَ أَكْثَرَ النَّاسِ تَقْوًى وَعُبُودِيَّة لِلمَلِكِ العَلاَّمِ،صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بإحسانٍ وإيمانٍ ما تعاقَبَ الزَّمانُ.
أَمَّا بَعْــــدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ وَأَطِيعُوهُ، وَاحْمَدُوه عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَاشْكُرُوهُ،وَتَمَسَّكُوا بِدِينِكم واعلموا أنَّكم مُلاقُوهُ,فَاعْمَلُوا لِدَارِ إِقَامَتِكُمْ،وَلَا تَغْتَرُّوا بِدَارِ سَفَرِكُمْ: يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ القَرَارِ* مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ .
أمـــابعـــد - عباد الله :
العمل الصالح الحسن هو الغاية والحكمة من خلق السماوات والأرض والموت والحياة وجميع ما على الأرض ليبتلي العباد ويختبرهم ويعرف أيهم أحسن عملاً:
قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [هود: 7]،
وقال سبحانه: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَة لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 7]،
وقال تبارك اسمه: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 2].
عباد الله : كرر القرآن الكريم وأعاد في الحث على الأعمال الصالحة والسعي إليها، جاء ذلك بطرق متعددة وقد أمر الله المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى للمرسلين: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [المؤمنون:51],
وقال جل في علاه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الحج:77].
عبادَ اللهِ: حَاجَتُنا إِلَى الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ أَشَدُّ مِنْ حَاجَتِنا إِلَى الْهَوَاءِ وَالمَاءِ وَالطَّعَامِ.
وَالْإِيمَانُ بِلَا عَمَلٍ صَالِحٍ ادِّعَاءٌ كاذِبٌ،لَا يَنْفَعُ صَاحِبَهُ،وَلَا يُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ أَلِيمٍ.
والإيمان بلا عمل صالح هو ادعاء بلا برهان، ومفتاح بلا أسنان، فلا ينفع صاحبه، ولا ينجيه من عذاب الله تعالى.
يامسلمون إيمَانٌ بَلَا عَمَلٍ كَبَدَنٍ بَلَا رُوحٍ، إيمَانٌ بَلَا عَمَلٍ دَعْوَى كَاذِبَةٌ، إيمَانٌ بَلَا عَمَلٍ لَا يَصِحُّ وَلَا يَكُونُ، وَلَيْسَ أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنِ اقْتِرَانِ الْإيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ فِي جَمِيعِ آيِ الْقُرْآنِ،قف معي
أيه القارىء المتدبر لكتاب الله .
ذكرفي القرآن الكريم الإيمان وذكر معه العمل الصالح في أكثر من سبعين آية ، ما سرّ هذا الارتباط ؛ الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؟ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وردَت في القرآن الكريم في أكثر من سبعين آية ،
إنه لايكون العبد مؤمنا حتى يعمل الصالحات ولايعمل الصالحات إلا من كان مؤمنا .
العمل الصالح والإيمان جزءان لا ينْفكّان عن بعضهما أبدًا قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه الديلمي عن أنس رضي الله عنه : (( ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلّي ، ولكن ما وقر في القلب وصدّقه العمل ))
إذا كان إيمانك صحيحا ـ أيها المسلم ـ فلا بد أن يدفعك إلى العمل الصالح، أما إذا كان الإيمان ادعاءً أو كان ضعيفا هشا فإن الإنسان لا يجد رغبة في العمل الصالح، فالمداومة على العمل الصالح والتفاني فيه علامة على صلاح المرء في هذه الدنيا
وقال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره: " سقي الماء من أعظم القربات عند الله تعالى، وقد قال بعض التابعين: من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء، وقد غفر الله ذنوب الذي سقى الكلب، فكيف بمن سقى رجلاً مؤمناً موحداً ".
نعم أيها الكرام لقد ثبت في صحيحي البخاري ومسلم أن الله غفر لرجل بسقياه لكلب، وفي رواية أخرى غفر لبغي [امرأة زانية] من بغايا بني إسرائيل بسقياها لكلب، فكيف بمن يسقي رجلاً مؤمناً. فمن استطاع أيها الكرام أن يتبرع بماء سبيل في مسجد أو طريق أو نحو ذلك، فلا يحرم نفسه من هذا الأجر العظيم.
وأختم خطبتي بأمرين هامين:
الأمر الأول: أيها المؤمنون لا يجوز سب الحر أو سب الصيف، فالحر قدر من أقدار الله تعالى، ولا يجوز أن نسخط على قدر الله تعالى، وكذلك إن الصيف زمان من الأزمنة التي خلقها الله تعالى، ولا يجوز سبه فإن سب الصيف سب لخالقه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ " [رواه البخاري ومسلم].
وعَنْ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ " [رواه الترمذي وصححه الألباني].
ولكن إذا قال المسلم - متألماً لكنه راضٍ -: هذا اليوم شديد الحرارة، أو تعِبْنا اليوم من شدَّة الحرارة، فهذا لا بأس به، قال الله عن نبيِّه لوط عليه السلام: ﴿ وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴾ [سورة هود:77]
فقول سيدنا لوط عليه السلام: [هذا يوم عصيب] من باب وصف ما كان فيه من حال وليس من باب السخط.
الأمر الثاني: يسن للمسلم أن يغتسل إن أصابه العرق، حتى لا يؤذي إخوانه برائحته ويؤذي الملائكة فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، قال الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الأم: " وأستحب الغسل عند تغير البدن بالعرق وغيره تنظيفًا للبدن ".
بل إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال في كتابه الفتاوى الكبرى: " ويجب غسل الجمعة على من له عرق أو ريح يتأذى به غيره ".
وإن أساس سن النبي صلى الله علية وسلم غسل الجمعة، ما كان يصيب المسلمين من العرق الذي يؤذي بعضهم بعضاً ويؤذي الملائكة، فعَنْ عِكْرِمَةَمولى ابن عباس، أَنَّ أُنَاسًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ جَاءُوا، فَقَالُوا: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَتَرَى الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبًا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ أَطْهَرُ وَخَيْرٌ لمن اغتسل، ومن لم يغتسل فليس عليه بواجب، وَسَأُخْبِرُكُمْ كَيْفَ بَدْءُ الْغُسْلِ، كَانَ النَّاسُ مَجْهُودِينَ يَلْبَسُونَ الصُّوفَ وَيَعْمَلُونَ عَلَى ظُهُورِهِمْ وَكَانَ مَسْجِدُهُمْ ضَيِّقًا مُقَارِبَ السَّقْفِ إِنَّمَا هُوَ عَرِيشٌ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله علية وسلم فِي يَوْمٍ حَارٍّ وَعَرِقَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ الصُّوفِ حَتَّى ثَارَتْ مِنْهُمْ رِيَاحٌ آذَى بِذَلِكَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَلَمَّا وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الرِّيحَ، قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِذَا كَانَ هَذَا الْيَوْمَ فَاغْتَسِلُوا وَلْيَمَسَّ أَحَدُكُمْ أَفْضَلَ مَا يَجِدُ مِنْ دُهْنِهِ وَطِيبِهِ " [رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني].
وعنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "... إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ " [رواه مسلم].
فليتعاهد المسلم نفسه دائماً، وليكن حسن المنظر طيب الرائحة، لا يُرى منه إلا ما يَسُّر.
ختاماً أسأل الله تعالى أن يجيرنا من النار، وأن يظلنا تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة.
اللهم أجرنا من النار، اللهم
أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي
الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
اللهم اكتب لنا أجر الصابرين.
اللهم فك عنا الحصار، وأنزل
علينا بركات من السماوات والأرض.
اللهم حرر أقصانا من
دنس اليهود الغاصبين.
اللهم تقبل شهداءنا واشف
جرحانا وفك قيد أسرانا.
ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولوالدي
والدينا ولمشايخنا وللمسلمين أجمعين.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصلي اللَّهُم على سيدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آله وَصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
لَكَافِيَةً، قَالَ: فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا ".
وإن نار جهنم ليست كنار الدنيا حمراء، بل هي سوداء قاتمة مظلمة أشد سواداً من الزفت والعياذ بالله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: " تَحْسَبُونَ أَنَّ نَارَ جَهَنَّمَ مِثْلُ نَارِكُمْ هَذِهِ، هِيَ أَشَدُّ سَوَادًا مِنَ الْقَارِ " [رواه البيهقي وصححه الألباني].
ونحن في شدة الحر أيها الكرام عن ماذا نبحث؟، نبحث عن الهواء البارد والماء البارد وظل نستظل فيه من حرارة الشمس، أتعلمون عباد الله ما هو هواء وماء وظل أهل النار، الجواب في قوله تعالى: ﴿ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ، فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ، وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ، لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ ﴾ [سورة الواقعة:41 - 44].
والسموم عباد الله: هو هواء ساخن حارق يلفح الوجوه ويشوي الأجسام.
والحميم: هو ماء شديد الغليان لا يروي ولا يبرد، ماء يقطع الأمعاء، قال الله تعالى: ﴿ وسٍقٍوا مّاءْ حّمٌيمْا فّقّطَّعّ أّمًعّاءّهٍمً ﴾ [سورة محمد:15].
واليحموم: هو الدخان الأسود الحار اللافح الخانق، والعياذ بالله.
وبالمقابل أهل الجنة في نعيم مقيم لا يضرُّهم حرٌّ ولا برد، بل جميع أوقاتهم في ظل ظَلِيل ونعيم دائم لا ينقطع، قال تعالى في حقهم: ﴿ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ﴾ [سورة النساء:57]، وقال في وصف جنتهم: ﴿ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلاَ زَمْهَرِيرًا ﴾ [سورة الإنسان:13]، وقال تعالى أيضاً: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ ﴾ [المراسلات:41]، وقال أيضاً: ﴿ مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّار ﴾ [سورة الرعد:35].
وإن من نعيم الجنة العظيم الظل الممدود الذي فيها، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا، وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ﴿ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ﴾ [سورة الواقعة آية 30] [رواه البخاري ومسلم].
سبحان الله العظيم شجرة يسير الراكب الجواد السريع في ظلها مائة عام ولا يقطعها، نعيم لا تستطيع عقولنا القاصرة على تخيله وتصوره.
عباد الله : الجنة والنار محلان ما للمرء غيرهما، فاختر لنفسك أي الدار تختار؟
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم
الخطبــة.الثانيـــة.tt
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن سار على الدرب واقتفى، ثم أما بعد؛
عباد الله تعالى :
في شدة هذا الحر أذكر نفسي وأذكركم بأعمال وطاعات تنفعنا عند الله تعالى:
أولاً: الإكثار من الاستعاذة
بالله من عذاب النار:
فإن نبيكم صلى الله عليه وسلم، كان من يكثر الاستعاذة من النار ويدعو بأن يقيه الله منها، فعَنْ أَنَسٍ بن مالك رَضي اللَّه عنْهُ، قَالَ: " كانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفي الآخِرةِ حَسنَةً، وَقِنَا عَذابَ النَّار " [رواه البخاري ومسلم].
وقد جاء في حديث صحيح أن مَن سأل اللهَ الجنةَ ثلاث مرات دعت له الجنة بأن يدخله إياها، وأن من استجار بالله من النار ثلاث مرات دعت له النار بأن يجيره منها، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنِ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ " [رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني].
وإن من صفات عباد الرحمن الذين مأواهم الجنان، أنهم يدعون الله تعالى أن يصرف عنهم عذاب جهنم، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً، إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ [سورة الفرقان:65 - 66].
وإن الدعاء بسؤال الجنة والاستعاذة من النار هو من الأدعية التي يسن قولها بعد التشهد في الصلاة وقبل التسليم، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال:قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لرجلٍ: "ما تقولُ في الصَّلاةِ"، قالَ: أتشَهَّدُ ثمَّ أسألُ اللَّهَ الجنَّةَ وأعوذُ بِهِ منَ النَّار، أما واللَّهِ ما أُحسنُ دندنتَكَ ولا دندنةَ مُعاذٍ، قال:حولَها نُدَنْدنُ "[رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني].والدَّندنة: أن يتكلَّم الرَّجُل بكلام تُسمع نغمته ولا يُفهَم.
🎤
*خطـبـة جـمـعـة بعـنـوان :*
*حــــر.الــصـيـــف.الــشــــديـد.tt*
*الـعـــبر.والـعـــظـات.والأحــــكـام.tt*
*للشيخ/ محمـد رفيـق مؤمـن الشـوكي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيءٍ فقدره تقديراً، والصلاة والسلام على من بعثه الرحمن رحمة للعالمين وهادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد سبحانه إنه كان على كل شيء قديراً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
صلى عليك الله يا علم الهدى
واستبشرت بقدومك الأيامُ
هتفت لك الأرواح من أشواقها
وازينت بحديثك الأقلامُ
أمـــا بعـــد :
عـــباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى ولزوم طاعته، وأحذركم وإياها من عصيانه ومخالفة أمره، فالتقوى هي أمر من الله للناس أجمعين، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [سورة النساء:1]، وهي أمر من الله لعباده المؤمنين، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [سورة آل عمران:102]، وهي أمر من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ﴾ [سورة الأحزاب:1].
ثم أمـــا بعـــد :
نعيش في هذه الأيام في أشد فصول العام حرارة، بل نعيش في أشد أيام الصيف حرارة، حرٌ شديدٌ يعاني منه الناس معاناة شديدة، خاصة في بلادنا التي نعاني فيها من الحصار وانقطاع الكهرباء، نسأل الله أن يكتب لنا أجر الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب.
وإن المؤمن يعيش حياته دائم التفكر والاعتبار، فعندما يتفكر في تقلب الليل والنهار، والشهور والأعوام، والصيف والشتاء والخريف والربيع، يؤدي عبادة عظيمة يُؤجر عليها، ألا وهي عبادة [التفكر في خلق الله تعالى].
وإن التفكر والاعتبار من صفات أولي الأبصار والألباب، قال تعالى: ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [سورة النور:44]
وقد ذكر الله لنا في كتابه صفات أولي الألباب أي أصحاب العقول والأفهام والنيرة ومنها التفكر في خلق الله تعالى، قال الله جل وعلا: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [سورة آل عمران:191].
وإن شد حر الصيف الذي نعيشه
يذكرنا بموقفين عظيمين، وهما:
الموقف الأول: إن شدة حر الصيف
يذكرنا بِحَرِّ موقف يوم القيامة:
يوم القيامة ذلك اليوم العظيم الذي مقداره خمسين ألف سنة، في ذلك اليوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق، كما أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَد رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ"، قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ - وهو التابعي الذي روى الحديث عن المقداد بن الأسود: فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بِالْمِيلِ أَمَسَافَةَ الْأَرْضِ أَمْ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ، قَالَ: "فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ - أي خاصرتيه -، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا "، قَالَ: وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ ".
والميل عباد الله لو كان بمسافة الأرض فإنه يقدر بـ[1848 متراً]
أما الميل الذي تكتحل فيه العين فهو الحديدة التي توضع في المكحلة وهي [أقل من إصبع]، وعلى كلا الحالين فإن المسافة قريبة جداً، فالشمس تبعد عنا ما يقرب من [000 ,600 ,149كم]
وينبغي أن يخرجوا خاشعين متذللين خاضعين لرب العالمين[12]. تشبه حالتُهم حالة المسكين المحتاج الذي يريد السؤال. ويخرجون بالشيوخ الكبار الذين أفنَوْا عمرًا مديدًا في الإسلام فدعوتهم مرجوة، وبالصبيان الصغار؛ لأنهم لا ذنوب عليهم فدعاؤهم قريب من الإجابة. ولا يخرجون بالبهائم؛ لعدم ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم[13].
وأمَّا النساء فلا بأس بخروج العجائز الكبيرات؛ كما ذكر ذلك الفقهاء[14]. وإن قدّموا صدقة قبل صلاتهم فذلك حسن؛ لأن الصدقة تطفئ غضب الرب، ولأن المطر رحمة من الله، والله تعالى يقول: ﴿ إِنَّ رَحْمَةَ الله قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56] [15].
والتوبةُ والاستغفارُ من أعظم أسباب نزول الغيث؛ كما قال نوح عليه السلام: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾ [نوح: 10 - 11]. وكما قال هود عليه السلام: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود: 52].
ومن أسباب نزول الغيث: الاستقامة على أمر الله تعالى كما قال سبحانه: ﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لاسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجنّ: 16].
كما أن من أعظم ما يمنع المطر كثرةُ الذنوب والمعاصي، وضعفُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].
وعدم إخراج الزكاة يمنع نزول الغيث؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر المهاجرين: خمس إذا بليتم بهن وأعوذُ بالله أن تُدْرِكُوهُنَّ)) وذكر منها ((ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنِعُوا القَطْر من السماء ولولا البهائمُ لم يمطروا))؛ أخرجه ابن ماجه بسند حسن[16].
فإذا استَسْقَوْا فلم يمطروا أعادوا الاستسقاء مرة أخرى، وإن مُطروا شكروا الله عزَّ وجَلَّ على نِعَمِه، وحمِدُوهُ على فَضْلِه، ودَعَوْا بالبركة؛ لأنَّ البَرَكَةَ إذا نُزِعَتْ لم ينفع. ولِذا كانَ عليه الصلاة والسلام إذا رأى المطر قال: ((اللَّهُمَّ صيِّبًا نافعًا))؛ أخرجه البخاري[17].
ويسن للعباد أن يصيبوا من ماء المطر، قال أنس رضي الله عنه: "أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحسر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثوبَهُ حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله، لِمَ صَنَعْتَ هذا؟ قال: ((لأنه حديثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تعالى))؛ أخرجه مسلم[18].
والغيث رحمةٌ، فكان وقتُ نزولِه وقت إجابة لمن دعا فيه؛ كما جاء في الحديث «اطلبوا استجابةَ الدعاء عند التقاءِ الجيوش، وإقامة الصلاة، ونزول الغيث» مرسل صحيح أخرجه البيهقي وغيره[19].
أيها الإخوة: هذا بعض ما يقالُ في هذه السنة العظيمة التي فرط فيها كثيرٌ من الناس كما فرَّطوا في غيرها من الواجبات والمندوبات، نسأل الله تعالى لنا ولهم الهداية والتوفيق والسداد، وصلاحَ القلوبِ والأعمال إنه سميع مجيب، ألا وصلوا وسلموا على محمد بن عبدالله؛ كما أمركم بذلك رب العزة والجلال.
[1] وذلك في كتاب الاستسقاء من صحيحه، انظره مع "الفتح" (2/ 581).
[2] هذه الرواية أخرجها البخاري في التفسير باب: ﴿ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ﴾ [الدُخان: 13] (4823).
[3] أخرجه البخاري في الاستسقاء؛ باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط (1020)، ومسلم في صفات المنافقين؛ باب الدخان (2798)، والترمذي في التفسير؛ باب ومن سورة الدخان (3251)
[4] كما في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عند ابن ماجه في إقامة الصلاة، والسنة فيها باب ما جاء في الدعاء في الاستسقاء (1270)، قال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح ورجاله ثقات (1/ 417-418).
[5] كما في حديث جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - عند أبي داود في الصلاة باب رفع اليدين في الاستسقاء (1169)، والبيهقي في "الكبرى" (3/ 355)، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/ 327).
[6] كما في حديث عمير مولى أبي اللحم عند أحمد (5/ 223)، وأبي داود في الصلاة باب رفع اليدين في الاستسقاء (1168)، والترمذي في أبواب الصلاة باب ما جاء في صلاة الاستسقاء (557)، والنسائي في الاستسقاء باب رفع الإمام يده في الاستسقاء (3/ 159)، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/ 327).
[7] كما في حديث استسقائه في غزوة تبوك الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخرجه البيهقي في "الكبرى" (9/ 357)، وفي "الدلائل" (5/ 231)، وصححه ابن حبان (1370)، والحاكم وقال: على شرطهما (1/ 159)، وقال ابن كثير في "السيرة": إسناده جيد (4/ 16)، وعزاه الهيثمي للبزار، والطبراني في "الأوسط" وقال: ورجال البزار ثقات (6/ 194-195)، وعزاه الحافظ في "مختصر زوائد البزار" لابن خزيمة (1406).
🎤
*خطـبـة قيمـــة بعـنـوان :*
*الــحـــث.عـلــى.الاســتـســـقـاء.tt*
*للشيخ/ محمد بن ابراهيم الحقيل*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبــة.الاولــى.cc*
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخيرَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الإخوة المؤمنون: يزهدُ الناس في الخير إذا تعلقوا بالدنيا وزخرفها، وضعفَ يقينهم بالآخرة ونعيمها؛ حتى تُفتحَ أبوابُ الخير فتبصرَ قلة الداخلين، وتظهر طرقُ الآخرة فتحس ضعف السالكين، وإذا ما انفتح بابٌ من أبواب الدنيا رأيت كثرة المتنافسين، وأبصرت شدة المتزاحمين.
وما صلاة الاستسقاء إلا باب من أبواب الخير مفتوح، وطريقٌ للذكر والاستغفار والذل والخضوع. والله تعالى يُعِزُ من ذلَّ له، ويعطي من سأله، ويحب الخاشعين الذاكرين المستغفرين؛ ولكنك لا ترى منهم إلا قليلاً.. يُعلَنُ عن صلاة الاستسقاء فلا يتوافد إليها إلا أفرادٌ لا يكادون يملؤون أرباع أو أثلاث مساجدها ومصلياتها على رغم قلتها، حتى يظن من أقبل على المصلى أو المسجد أن لا استسقاء فيه من قلة الحاضرين.
أرأيتم لو كان في وقتها أموالٌ توزع، أو أراض توهب، أو دنيا تقسم، أيكون العددُ فيها؛ كالعدد في الاستسقاء؟!
لا أظن ذلك؛ ولو أقسم المقسم أن أنفسًا تهلك من الزحام؛ خشية أن يفوتها ذلك العَرَض من الدنيا لما رأيته يحنث في قَسَمه. وإذا كان أكثرُ الناس قد فرطوا في الواجبات؛ فكيف سيحافظون على المندوبات؟!
إنه ما نزل بلاءٌ إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة. وإن من أعظم الذنب أن يتكبر الخلق على خالقهم، ويتقاعسوا عن مواطن الذل له، والانطراح بين يديه، ورفعِ الحاجات إليه؛ حتى ظنَّ الظانون منهم أنهم ليسوا مُحْتَاجِين إليه، وأنهم في غِنًى عن رحمته وفضله. فالماء يأتيهم في دورهم، والخيرات من كل بلاد الأرض تمتلئ بها بلادهم، ولا ينقصهم شيء فلِمَ يستسقون؟ وماذا يسألون؟
إن هذا الأمن هو البلاء، وتلك الغفلة هي المصيبة؛ ذلك أن القحط قد يكون نوعًا من العذاب، قال البخاري رحمه الله تعالى: "باب انتقام الرب عز وجل من خلقه بالقحط إذا انتُهِكَتْ محارمُ الله"[1].
وروى عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: "إن قريشًا أبطؤوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي صلى الله عليهم. فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميتة والعظام، وفي رِوَاية: فقال: ((اللهُمَّ أعنِّي عليهم بسبعٍ؛ كسَبْعِ يُوسُفَ))، فأصابَتْهُمْ سنةٌ حصَّت كل شيء حتَّى كانوا يأكلون الميتة، وكان يقوم أحدُهم فكان يرى بينه وبين السماء مثلَ الدخان مِنَ الجهد والجوع"[2]، فجاءه أبو سفيان فقال: يا محمد، جئت تأمرُ بصلة الرحم، وإن قومك هلكوا، فادع الله فقرأ: ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ﴾ [الدُخان: 10] ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى ﴿ يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى ﴾ [الدُخان: 16] - يوم بدر - قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقوا الغيث، فأطبقت عليهم سبعًا، وشكا الناس كثرة المطر فقال: ((اللَّهُمَّ حوالينا ولا علينا))، "فانحدرت السحابة عن رأسه، فَسُقُوا الناسُ حولَهم"؛ متفق عليه[3].
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذنبه مغفور، وسعيه مشكور، ودعاؤه مسموع، ومع ذلك لم يأمن مكر الله. إن هاجت الريح ظل يدخل ويخرج، ويقبل ويدبر؛ خوفًا من عِقاب الله؛ حتى يُعرفَ ذلك في وجهه. وإن أبطأ المطر؛ هرع إلى الاستسقاء، واستغاث الله تعالى، فرُبَّما صعِد المنبر فاستسقى بلا صلاة ولا خطبة[4]، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه استسقى وهو جالس في المسجد رفع يديه فدعا فأمطرت السماء[5]
واستسقى عند أحجار الزيت من الزوراء وهي خارج المسجد[6]، واستسقى في بعض غزواته حين عطش المسلمون[7].
فبان أنه عليه الصلاة والسلام كان يستسقي كثيرًا، وعلى أحوال متعددة.
فأبناء غزة يقولون :
لإن أُكلتْ لحومنا على المنابر... فقد أفتى.. ستُّون فقيهاً.. بقتل الإمام أحمد بن حنبل! ...ذهبوا جميعاً إلى مزابل التَّاريخ.... وبقيَ اسمُ الإمام أحمد.. خالداً بحروف من نور!! ...لايذكر اسمه إلا ويقال: إمام السنة.
وإن نهشتنا الأقلامُ... فقد كتبتْ صحيفة "برقةَ" يوم أُلقيَ القبضُ على.. عمر المختار ..بالخطِّ العريض: القبض على... زعيم المتمرّدين.. عمر المختار!
ذهبَ الذين كتبوا.. إلى مزابل التّاريخ، ...وما زال اسم عمر المختار... ناصعاً!
وإن تطاولتْ علينا الجماعاتُ والأحزاب... فشأنُ القاعدِ أن يُشعره المجاهد بنقصه،.. إنّهم يرتأون ثقباً في عباءتهم، ...فمن قصُرَ فعله.. طالَ لسانُه!
ولن يسلمَ المرءُ من النَّاسِ.. ولو كان نبيًّا.. أو صحابيًّا،...
وتذكّروا... أنّه قد أتى يومٌ على هذه الأُمَّة... كانت الخوارج ترى عليَّ ابن طالبٍ.. كافراً حلال الدّم!..
ذهبَ الخوارجُ إلى مزابل التّاريخ أيضاً، ...وعليُّ ابن أبي طالبٍ في الجنَّةِ بجوار حبيبه ﷺ!...
هي أيّامٌ ستمضي بطولها أو بعرضها،.. سيخرجُ الحقُّ منها مكلوماً،... ولكنّه سيداوي جرحه سريعاً، ...وسيُكمل طريقه... غير عابىءٍ.. ولا ملتفت،.. وعند الله موعدنا!...
وعنده تجتمع الخصوم...
وسيكون خصوم الزعماء...
أطفال غزة ونساءها...فليعدوا..
لأسئلتهم جوابا....أمام الحكم العدل سبحانه.
-وأخيرا : أيها الأحبة:
نحن داخلون على أعظم أيام العام : هي:
(العشر الأوائل من ذي الحجة).
تخيلوا.. الفرائض فيها أعظم من فرائض رمضان.. والنوافل فيها أعظم من نوافل رمضان!!
قال النبي: ((ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ.
قالوا : يا رسولَ اللهِ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ، إلَّا رجل خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ)).
فلنبدأ من الآن وننوي أن نعمرهن بالذكر–والصلاة– والصدقة–والدعاء– والصيام...
فالمحروم.. من حرم فضلهن..
نسأل الله التوفيق والسداد.
@- هذا ما تيسر ذكره ...وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..
اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..
اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين
اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،
اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...
اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...
عباد الله:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛
فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....
وأجمعوا أن التوفيق.. ألَّا يكلَكَ الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يخليَ بينك وبين نفسك..
فإذا كان كل خير أصله التوفيق، وهو بيد الله.. لا بيد العبد.. فمِفتاحه الدعاء،.. والافتقار،.. وصدقُ اللُّجوء.. والرغبةُ والرهبةُ إليه.. فمتى أُعطيَ العبد هذا المفتاح،..فقد أراد أن يفتح له،... ومتى أضله عن المفتاح،.. بقيَ باب الخير مرتجًّا دونه، فما ظَفِرَ من ظَفِرَ - بمشيئة الله وعونه - إلا بقيامه بالشكر...وصدقِ الافتقار.. والدعاء..
وما أُتيَ مَن أُتي.. إلا من قِبل إضاعةِ الشكر.. وإهمالِ الافتقار والدعاء.
عبــــــاد اللـه : -
كم نحن بحاجة إلى اللجوء إلى الله والتضرع بين يديه ، وطلب المدد منه سبحانه في كل حين ، وفي هذا الوقت بالذات .. الذي تمر فيه بلادنا بمنعطف خطير ومرحلة صعبة ،
والتي ينبغي لجميع أبناء الوطن أن يكونوا أكثر استيعابا لها...
ولخطورتها على الوضع الإجتماعي..والسياسي..والإقتصادي.. والأمني،..
فقضية الوطن.. يجب أن تستحوذ على اهتمام الجميع.. حتى وإن كانت هناك خلافات.. ومشاكل.. وصراعات بين أبنائه.. والتي يجب أن تتوقف وتنتهي،
فالوطن يتعرض إلى هدم داخلي من أبنائه بخلافاتهم ...، وهدم خارجي من الدول الإقليمية والدول الغربية...وأصبح الوطن.. ميدان لحرب.. وصراع.. وتصفية حسابات بينها ،...وأصبحناجميعا حطبا لهذه الحرب ووقودا لها.
وهذا هوالسبب الرئيسي في ما نحن فيه...من مآسي وأزمات..
وشدائد...حتى وإن جاءالغيث ونزل المطر ..ليس فيه بركة...
أويكون فيه كوارث...كماحصل في بعض المحافظات.....
إن الخلافات والعداوات بين أبناء الوطن الواحد...وكل فريق يحمل الحقد والضغينةللآخر..
وسفك الدماء...هي السبب الأول في حبس الغيث..
وكثيرمن الشدائد..والكربات..
وإن حل مشاكلنا.. وأزمتنا التي نعيشها اليوم.. يبدأ.. عندما يفهم كل شخص.. أنه ليس أهم..أو أفهم.. أو أكثر ثقافة من غيره..
...وأن الوطن مسؤوليةالجميع...
وعندما يفهم الجميع... أن الاختلاف في الرأي.. لا يعني الكراهية والحقد ، ولا يستوجب القتل.. ولا التضييق على الآخر... وعندما نكون جميعاً خداما لهذا الوطن ..
وعندما نستوعب أن الوطن يتسع للجميع .
فلنحافظ على مصالحنا نحن.. ولا نركن على غيرنا ..
وليعلم الجميع.. أن التاريخ سيلعن كل متآمر وكل خائن .. وكل من يرتزق على حساب بلده وأهله.....
لذا.. فنحن محتاجون إلى عون الله ورعايته وحفظه لهذه البلدة الطيبة...
ويجب أن نستمطر رحماته.. وغوثه..وغيثه سبحانه... بالعمل الصالح والدعاء والتضرع بين يديه ،
قال تعالى:((فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) (الأنعام/43) ..
أيها المؤمنون/ وياأيهااليمنيون. جميعا....اسمعوا بعض صفاتكم
في كتاب الله:
لما نزل قوله تعالى:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) (المائدة: 54)..
قال عياض الأشعري رضي الله عنه : أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم.. إلى أبي موسى الأشعري بشيء كان معه، فقال: ((هم قوم هذا)). (في السلسلة الصحيحة)
،فأي منزلة هذه... وأي تشريف هذا ؟!
لقد أحب الله أهل اليمن.. لأنهم حملوا دينه وجاهدوا مع رسوله صلى الله عليه وسلم، وتواضعوا للمؤمنين ، وقالوا كلمة الحق.. لم يخافوا لومة لائم.. أمراً بمعروف ونهياً عن منكر .. فهم كانوا لا يجاملون.. ولا يداهنون..
-فهل نستطيع أن نكون مثلهم...
لأنه عندما تبدأ قضية الأمر بالمعروف.. والنهي عن المنكر بالإنحسار والضعف.... فسيكون...انتشار الفساد بالمجتمع وانحلال أخلاقه ..
-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وأجد نفس ربكم من قبل اليمن)) صحيح: أخرجه الإمام أحمد (2/541) (10978) ..
ففي هذا الحديث شرف عظيم لأهل اليمن، فهم من هبوا من البراري والقفار والجبال،.. وركبوا المهالك والأخطار، وأنزلوا بأسهم بالكفار، وفتحوا الأمصار،... فبهم نفس الله عن المؤمنين الكربات.
-قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة، وفتحوا الأمصار، فبهم نفس الرحمن عن المؤمنين الكربات". الفتاوى لابن تيمية (6/398)..