zadi2 | Unsorted

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Subscribe to a channel

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

قوائم اللستات الاسلامية
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99

📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2

📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333

📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad

📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb

📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv

📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin

📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H

📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli

📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny

📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh

📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar

📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h

📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed

📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi

📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0

📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip

📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul

📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025

📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E

📋
-------♡-------
🔆 ضمان للأشغال اليدوية
•| 🔘 @damanmachrolat

📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran

📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft

📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1

📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib

📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd

📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11

📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat

📋
-------♡-------
🔆 🎉خدمات إعلانات دورات وشهادات
•| 🔘 @i3lanatwadawarat

📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t

📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona

📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg

📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j

📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55

📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch

📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi

📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a

📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj

📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h

📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib

📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd

📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu

📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena

📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam

📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed

📋
-------♡-------
🔆 ✨ طريق النجاة والفلاح ✨
•| 🔘 @watazawd

📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws

📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim

📋
-------♡-------
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba

📋
-------♡-------


☑للإشتراك في الليسته ↙️
@aaaaaa24bot

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

من كان حين تصيبُ الشمسُ جبهتَه *** أو الغبارُ يخاف الشَّيْنَ والشَّعَثَا
ويألَفُ الظِّلَّ كي يُبْقِى بشاشَتَهُ *** فسوف يسكُنُ يوماً -راغِمَاً- جدثا
في ظِلِّ مُقْفِرَةٍ غبراءَ مُظْلِمَةٍ *** يُطيل تحت الثرى في غَمِّها اللُّبُثا
تجَهَّزِي بجهَازٍ تبلغين به *** يا نفسُ قبل الرَّدَى لم تُخْلَقِي عَبَثَا

وهل تذكّر العاصي لربه تلك النار التي توقد وتغلي بأهلها حين أقدم على معصية الجبار -سبحانه- مستهيناً بمولاه، وجاحداً لنعمته عليه، ومتناسياً ما أُعِدَّ من العذاب والنكال للكفَرة والفجَرة والعصاة؟ (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا) [الكهف:29]، (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى) [الليل:14-12].

نسيتَ لَظَى عند ارتكابك للهوى *** وأنْتَ تُوَقَّى حَرَّ شمسِ الهواجِرِ
كأنَّكَ لم تَدْفِنْ حميماً ولم تكن *** له في سياقِ الموتِ يوماً بحاضِرِ

ما أُنذر العباد -رعاكم الله- بشيءٍ أشرَّ من النار، النارُ موحشةٌ، أهوالُها عظيمةٌ، وأخطارُها جسيمةٌ، وعذابها أبداً في مزيد، لا يُفَتَّرُ عنهم وهم فيه مبلسون، كلما خَبتْ زادها الله سعيراً.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الصخرةَ العظيمةَ لتلقى من شفير جهنم فتهوي فيها سبعينَ عاماً، ما تفضي إلى قرارها"، وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو راوي الحديث: "أكثروا ذكرَ النارِ، فإن حرَّها شديدٌ، وقعرَها بعيدٌ، وإن مقامعَها حديدٌ" رواه الترمذي.

ذكر رسول الله-صلى الله عليه وسلم-النار يوماً، فقال لأصحابه: "أترونها حمراءَ كناركم هذه؟ لَهِيَ أسوَدُ من القَارِ!" رواه مالك بسند صحيح. أُوقدَ عليها ألفُ عام حتى احمّرت، وألفُ عامٍ حتى ابيضت، وألفُ عامٍ حتى اسودّت، فهي سوداءُ مظلمة، لها تغيظٌ وزفيرٌ، قال تعالى: (إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا * وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا) [الفرقان:12-13].

وقال تعالى: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) [الحجر:43-44]، وقال تعالى: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا) [مريم:71-72].

اللهم أظلنا تحت ظلِّ عرشك يوم لا ظلّ إلا ظلُّك، اللهم هون علينا الحساب، وأجِرْنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار،

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه كان للأوابين غفوراً.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: فيا أيها المسلمونَ عبادَ اللهِ، إنَّ الناس حريصون كُلَّ الحرص على راحة أنفسهم وأهليهم، يوفرون لهم الوسائل الواقية من الحَر والبرد، وإذا ما اشتدت عليهم سمومُ الحرِ رأيناهم يتنقلون إلى المصايفِ والمنتجعاتِ الباردةِ، ويلوذون إلى المكيفات الحديثة أو الظلال الوارفة.

وكم هو عظيم الأسى عند ما نرى أكثرَهم لا يقيم وزناً لنار جهنمَ، ولا يعمل على وقاية نفسه ومَنْ تحت يده منها، والله -عز وجل- قد خاطب عباده المؤمنين، وحذرهم منها بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم:6].

فيا مَن لا يطيقون حرارة الجو، يا من لا يتحمّل الوقوف في الشمس ساعة، كيف أنتم وحرارة جهنم؟! واللهِ ثُمَّ والله! لسنا لها بمطيقين، فإن حرَّها شديد، وقعرها بعيد، جاء في الحديث انه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أنعم أهل الأرض من أهل الدنيا يؤتى به يوم القيامة، فيُغمس في النار غمسة، فيقال: هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب! ما مرَّ بي نعيم قط" رواه مسلم. ينسى كل نعيم الدنيا بمجرد غمسة واحدة في جهنّم، مع أنه أنعم أهل الأرض!.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خـطـبـة جمـعـة بعـنـوان:*
*حرارة الصيف دروس وعبر*
*للشـــيخ/ مـحــمــــد الســـبر*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أحمده تعالى حمد الشاكرين، واستغفره استغفار المنيبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهُ الأولين والآخرين، وقيوم يوم الدين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمينُ إلى العالمين، صلواتُ الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه والتابعين، ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تبارك وتعالى حق التقوى، أطيعوه ولا تعصوه، وراقبوه ولا تنسوه، واعلموا أنكم لديه محضرون، وعلى أعمالكم محاسبون، وعلى تفريطكم نادمون، (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة:281].

عباد الله: نُعايِشُ هذه الأيام شدةَ الحَرِّ اللافح، والصيف القائظ، والشمسُ تزداد سطوعاً، لترسل نورها وتنشرَ سياط لهبها على الأرض والأبدان، ولا تسأل عن حال الناس في هذه الأيام مع شدة الحر وهم يطلبون الظل الظليل، والهواء العليل، والماء البارد السلسبيل؛ لذا كان لا بد لنا مع الصيف من وقفات، ومع الحر من خطرات، ومع القيظ من عبر وعظات.

الزمانُ بليله ونهاره، وشهوره وأعوامه، وصيفه وشتائه آيةٌ من آيات الله تبارك وتعالى التي نصبها للعباد موعظةً وذكرى، موعظةٌ في تقلُّبِ الأحوال وتصرفها، وغِيَرِ الأيام وتصرُّمها.

يذكرنا كَرُّ الغداة ومَرُّ العشي بأن الحياةَ مراحل، وأَن كُلَّ مرحلة لها قيمتُها ومكانتُها، ولكل منها تَبِعةٌ مطلوبةٌ، وحسابٌ قائمٌ، قال الحسنُ البصري -رحمه الله-: "ما من يوم ينشق فجره وتشرق شمسه إلا ينادي منادٍ يا ابن آدمَ أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيدٌ، فتزود مني بعملٍ صالحٍ، فإني لا أعودُ إلى يوم القيامة".

إنّ في هذا الحر دليلاً من دلائل ربوبية الله -سبحانه وتعالى-، فهو الذي يقلّب الأيام والشهور، ويطوي الأعوام والدهور، وهو الواحد الأحد الصمد، المستحق للعبادة، سبحانه وبحمده! قال تعالى: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) [النور:44]؛ فوجوده -سبحانه- وربوبيتُه وقدرتُه أظهرُ من كل شيء على الإطلاق.

وفي كُل شيءٍ له آيةٌ *** تدُلُّ على أنَّهُ واحدُ

قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "ثم تأمل هذه الحكمة البالغة في الحرّ والبرد، وقيام الحيوان والنبات عليهما، وفكِّر في دخول أحدهما على الآخر بالتدريج والمهلة حتى يبلغ نهايته، ولو دخل عليه مفاجأة لأضرّ ذلك بالأبدان وأهلكها، وبالنبات، ولولا العناية والحكمة والرحمة والإحسان لما كان ذلك" اه.

عباد الله: ونحن نعيش ونعايش الهجير والرمضاء وهذا الحر اللافح، نتذكر ما منَّ به ربنا علينا وأنعم من الوسائل التي تقينا الصيفَ وقيظَه، من الظلال الوارفة، والأشجار اليانعة، قال تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) [النحل:81].

هل استشعرنا عظيم نعمة الله علينا حين يسَّر لنا من وسائل التبريد والتكييف المختلفة ما تطمئن به النفوس، ونتقي بها أذى الشمس وسمومها؟ أجهزة تقلبُ الصيفَ شتاءً والشتاءَ صيفاً، وتخففُ من لأواءِ الهجير، وتطفئُ لهبَ القيظ في المنزل والمسجد والسيارة والعمل! هل تأملنا ذلك فشكرنا ربنا على ذلك، وتركنا الإسراف في استعمال هذه الأجهزة؟!.

هل تأملنا فيمن يسكنون بيوت الصفيح والخيام والقش، فحمدنا ربنا وعبدناه حق عبادته! وإن هذا يدعونا لأن نتذكر أُسَرَاً تعيش بيننا لا يملكون ما نملك من هذه الوسائل الحديثة، وإنْ ملَكوها فلا يستطيعون دفع ما يترتب على عملها من أموال؛ فأعينوهم -عباد الله-، واحتسبوا الأجر من الله، قال تعالى: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا) [المزمل:20]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا النارَ ولو بشق تمرة"، وقال أيضاً: "والمؤمن في ظل صدقته يوم القيامة".

ابن آدم ملول، قد وصفه ربه بأنه ظلوم جهول، ومن جهله عدم الرضا عن حاله، فإذا جاء الصيف تضجَّر منه، وإذا جاء الشتاء تضجَّر منه، وفي ذلك يقول الناظم:
يتمنَّى المرءُ في الصيف الشِّتَا *** فإذا جاء الشِّتَا أَنْكَرهُ
فهْوَ لا يرضَى بحالٍ واحدٍ *** قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرهُ!

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ : ( ﻟﻮ ﺃﻥَ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻗﻮﻡ ﻗﻄﺮﺕ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻷ‌ﻓﺴﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻌﺎﻳﺸﻬﻢ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻃﻌﺎﻣﻪ ) ..
ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻛﻠﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻗﻄﻌﺖ ﺃﻣﻌﺎﺀﻫﻢ ﻣﻦ ﻧﺘﻨﻬﺎ ، ﻭﺷﺪﺓ ﺣﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ .. ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻹ‌ﻃﻔﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﻌﻞ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ ﻭﺃﻣﻌﺎﺋﻬﻢ ﻓﻼ‌ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺇﻻ‌ ﺷﺮﺍﺑﺎً ﻣﻦ ﺣﻤﻴﻢ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻧﺎﺭﺍً ، ﻓﻴﺸﺮﺑﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺍﻟﻬﻴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺮﺏ ﻭﻻ‌ ﺗﺮﺗﻮﻱ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻋﻄﺸﻬﺎ ﻭﻣﺮﺿﻬﺎ..

ﻓﻮﺻﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ : { ﺛُﻢَّ ﺇِﻧَّﻜُﻢْ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻀَّﺎﻟُّﻮﻥَ ﺍﻟْﻤُﻜَﺬِّﺑُﻮﻥَ ، ﻟَﺂﻛِﻠُﻮﻥَ ﻣِﻦ ﺷَﺠَﺮٍ ﻣِّﻦ ﺯَﻗُّﻮﻡٍ ، ﻓَﻤَﺎﻟِﺆُﻭﻥَ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﺍﻟْﺒُﻄُﻮﻥَ ، ﻓَﺸَﺎﺭِﺑُﻮﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺤَﻤِﻴﻢِ ، ﻓَﺸَﺎﺭِﺑُﻮﻥَ ﺷُﺮْﺏَ ﺍﻟْﻬِﻴﻢِ ، ﻫَﺬَﺍ ﻧُﺰُﻟُﻬُﻢْ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟﺪِّﻳﻦِ ، ﻧَﺤْﻦُ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎﻛُﻢْ ﻓَﻠَﻮْﻟَﺎ ﺗُﺼَﺪِّﻗُﻮﻥَ }. ..
ﻟﻴﺖ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﺷﺮﺍﺏ.. ﺑﻞ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﺟﺴﺪﻱ ﺃﻳﻀﺎً ﻻ‌ ﻳﺴﺘﺴﺎﻍ ﻭﻻ‌ ﻳﻄﺎﻕ..
ﻓﺘُﺸﻮﻯ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻛﻠﻤﺎ ﻧﻀﺠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻠﻮﺩ ﺑﺪﻟﻮﺍ ﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﻓﺘﺤﺮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺒﻠﻎ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ،
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ : { ﻧَﺎﺭُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺍﻟْﻤُﻮﻗَﺪَﺓُ ، ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺗَﻄَّﻠِﻊُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﺄَﻓْﺌِﺪَﺓِ } ...

ﺃﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻟﻬﻴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ، ﻓﺘﻮﺿﻊ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﻧﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻤﺔ ﺛﺪﻱ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻣﻦ ﻇﻬﺮﻩ ، ﻭﻳﻮﺿﻊ ﻓﻮﻕ ﻇﻬﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺻﺪﺭﻩ .
ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ﺑﺸﺮ ﺍﻟﻜﻨَّﺎﺯﻳﻦ ﺑﺮﺿﻒ ﻳﺤﻤﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﻓﻴﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻤﺔ ﺛﺪﻱ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻧﻐﺾ ﻛﺘﻔﻴﻪ ، ﻭﻳﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﺾ ﻛﺘﻔﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺣﻠﻤﺔ ﺛﺪﻳﻴﻪ ﻳﺘﺰﻟﺰﻝ )  ...

ﻭﻣﺎ ﻇﻠﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻈﻠﻤﻮﻥ.. ﺿﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ..  ﻭﺍﻧﻐﻤﺴﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ..  ﻭﺗﻜﺒﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺭﺏّ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ..
ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﻳﺠﺰﻭﻥ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻬﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﺴﻘﻮﻥ ..
ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻣﺄﻭﻯً ، ﻭﻻ‌ ﻣﺂﻝ ، ﻭﻻ‌ ﻣﺼﻴﺮ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﻨﺎﺭ .. ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﻢ ، ﻭﺗﺄﺗﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ .. ﻇﻠﻤﻮﺍ ، ﻭﺗﻜﺒﺮﻭﺍ ، ﻭﺗﺠﺒﺮﻭﺍ ، ﻭﺟﺎﺑﻮﺍ ﺍﻟﺼﺨﺮﺑﺎﻟﻮﺍﺩ...
ﺗﻨﺎﺳﻮﺍ ﺃﻥَّ ﺭﺑﻚ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ..
ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻻ‌ ﻳﺮﻛﻨﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﻓﺘﻤﺴﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ.. ﻓﺄﺑﻮﺍ ، ﻭﻋﺎﻧﺪﻭﺍ ، ﻭﻃﻐﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼ‌ﺩ ، ﻭﺃﻇﻬﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺟﻬﻨﻢ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ ..

ﻗﺎﻝ ﺭﺏُّ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ : { ﺇِﻥَّ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﻛَﺎﻧَﺖْ ﻣِﺮْﺻَﺎﺩﺍً ، ﻟِﻠْﻄَّﺎﻏِﻴﻦَ ﻣَﺂﺑﺎً ، ﻟَﺎﺑِﺜِﻴﻦَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺃَﺣْﻘَﺎﺑﺎً ، ﻟَّﺎ ﻳَﺬُﻭﻗُﻮﻥَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺑَﺮْﺩﺍً ﻭَﻟَﺎ ﺷَﺮَﺍﺑﺎً ، ﺇِﻟَّﺎ ﺣَﻤِﻴﻤﺎً ﻭَﻏَﺴَّﺎﻗﺎً ، ﺟَﺰَﺍﺀ ﻭِﻓَﺎﻗﺎً ، ﺇِﻧَّﻬُﻢْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻟَﺎ ﻳَﺮْﺟُﻮﻥَ ﺣِﺴَﺎﺑﺎً ، ﻭَﻛَﺬَّﺑُﻮﺍ ﺑِﺂﻳَﺎﺗِﻨَﺎ ﻛِﺬَّﺍﺑﺎً ، ﻭَﻛُﻞَّ ﺷَﻲْﺀٍ ﺃَﺣْﺼَﻴْﻨَﺎﻩُ ﻛِﺘَﺎﺑﺎً ، ﻓَﺬُﻭﻗُﻮﺍ ﻓَﻠَﻦ ﻧَّﺰِﻳﺪَﻛُﻢْ ﺇِﻟَّﺎ ﻋَﺬَﺍﺑﺎً }. ..

ﻳﺎﻟﻠﻪ.. ﻛﻴﻒ ﻟﻮ ﺃﺑﺼﺮﺗﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺴﺤﺒﻮﻥ ..
ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ.. ﻛﻴﻒ ﻟﻮ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﺮﺍﺧﻬﻢ ﻭﻋﻮﻳﻠﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻻ‌ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻭﻻ‌ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ ..  ﻳﻨﺎﺩﻳﻬﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻝ ، ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ، ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻠﻪ : { ﺃَﻥ ﻗَﺪْ ﻭَﺟَﺪْﻧَﺎ ﻣَﺎ ﻭَﻋَﺪَﻧَﺎ ﺭَﺑُّﻨَﺎ ﺣَﻘّﺎً ﻓَﻬَﻞْ ﻭَﺟَﺪﺗُّﻢ ﻣَّﺎ ﻭَﻋَﺪَ ﺭَﺑُّﻜُﻢْ ﺣَﻘّﺎً ﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﻧَﻌَﻢْ ﻓَﺄَﺫَّﻥَ ﻣُﺆَﺫِّﻥٌ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺃَﻥ ﻟَّﻌْﻨَﺔُ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ } ...

ﻛﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺃﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻌﻨﺖ ﺃﺧﺘﻬﺎ ..ﻳﺘﺴﺎﺑﻮﻥ ، ﻭﻳﺘﻼ‌ﻋﻨﻮﻥ ، ﻭﻳﺘﻼ‌ﻭﻣﻮﻥ ، ﻭﻛﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺧﺎﻟﺪﻭﻥ ..
ﻳﺸﻤﺖ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻳﺘﺒﺮﺃ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺎﺋﻼ‌ً ﻟﻬﻢ : { ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻭَﻋَﺪَﻛُﻢْ ﻭَﻋْﺪَ ﺍﻟْﺤَﻖِّ ﻭَﻭَﻋَﺪﺗُّﻜُﻢْ ﻓَﺄَﺧْﻠَﻔْﺘُﻜُﻢْ ﻭَﻣَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻟِﻲَ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢ ﻣِّﻦ ﺳُﻠْﻄَﺎﻥٍ ﺇِﻻ‌َّ ﺃَﻥ ﺩَﻋَﻮْﺗُﻜُﻢْ ﻓَﺎﺳْﺘَﺠَﺒْﺘُﻢْ ﻟِﻲ ﻓَﻼ‌َ ﺗَﻠُﻮﻣُﻮﻧِﻲ ﻭَﻟُﻮﻣُﻮﺍْ ﺃَﻧﻔُﺴَﻜُﻢ }.. .

ﻧﻌﻢ ... ﺇﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﺪﻛﻢ ﻭﻋﺪﺍً ﺻﺎﺩﻗﺎً .. ﻓﻌﺼﻴﺘﻢ ﻭﻛﺬﺑﺘﻢ..
  ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻋﺪﻛﻢ ﻭﻋﺪﺍً ﻛﺎﺫﺑﺎً .. ﻓﺄﺟﺒﺘﻢ ﻭﺻﺪﻗﺘﻜﻢ.. 
ﻓﻠﻦ ﻳﻨﻔﻌﻜﻢ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻧﺪﻡ ﻭﻻ‌ ﺣﺴﺮﺍﺕ .. ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ:{ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﺃَﻣَﺘَّﻨَﺎ ﺍﺛْﻨَﺘَﻴْﻦِ ﻭَﺃَﺣْﻴَﻴْﺘَﻨَﺎ ﺍﺛْﻨَﺘَﻴْﻦِ ﻓَﺎﻋْﺘَﺮَﻓْﻨَﺎ ﺑِﺬُﻧُﻮﺑِﻨَﺎ ﻓَﻬَﻞْ ﺇِﻟَﻰ ﺧُﺮُﻭﺝٍ ﻣِّﻦ ﺳَﺒِﻴﻞٍ }..
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ { ﺃَﺑْﺼَﺮْﻧَﺎ ﻭَﺳَﻤِﻌْﻨَﺎ ﻓَﺎﺭْﺟِﻌْﻨَﺎ ﻧَﻌْﻤَﻞْ ﺻَﺎﻟِﺤﺎً ﺇِﻧَّﺎ ﻣُﻮﻗِﻨُﻮﻥَ }..
ﻓﻼ‌ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼ‌ﻣﻬﻢ ، ﻭﻻ‌ ﻳﺠﺎﺏ ﺩﻋﺎﺀﻫﻢ ، ﻭﻻ‌ ﻳﺮﺣﻤﻮﻥ ...
ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ .. ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ .. ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻥ .. ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﺨﺬﻻ‌ﻥ..

ﺇﻧﻬﺎ.. ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺪﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ..
ﺗﺠﺮﻱ ﺩﻣﻮﻋﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﺑﺤﺎﺭﺍً ﻭﺃﻧﻬﺎﺭﺍً ﻭﻟﻦ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ { ﻭَﻫُﻢْ ﻳَﺼْﻄَﺮِﺧُﻮﻥَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﺃَﺧْﺮِﺟْﻨَﺎ ﻧَﻌْﻤَﻞْ ﺻَﺎﻟِﺤﺎً ﻏَﻴْﺮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻛُﻨَّﺎ ﻧَﻌْﻤَﻞُ } ...
ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ .. ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﺸﻬﺪ ﺍﻟﺠﻤﻌﻪ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ..

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥَّ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ( ﺇﻥَّ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﺒﻴﻜﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﻓﻲ ﺩﻣﻮﻋﻬﻢ ﻟﺠﺮﺕ ، ﻭﺇﻧﻬﻢ ﻟﻴﺒﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻡ – ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ – ﻭﻟﻦ ﻳﻨﻔﻌﻢ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ) ..

ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻨﺰﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻛﻠﻬﻢ**
ﻃﺒﺎﻗﻬﺎ ﺳﺒﻌﺔ ﻣُﺴﻮﺩﺓ ﺍﻟﺤﺼﺮ...

ﺟﻬﻨﻢ ، ﻭﻟﻈﻰ ، ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺣﻄﻤة**
ﺛﻢ ﺍﻟﺴﻌﻴﺮ ، وكلﺍﻟﻬﻮﻝ ﻓﻲ ﺳﻘﺮ...

ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺟﺤﻴﻢ ، ثم ﻫﺎﻭﻳﺔ**
ﺗﻬﻮﻱ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺮﺙ ﻣﺴﺘﻌﺮ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

  ﺳﻴﺸﻬﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪﻭﻡ ﺟﻬﻨﻢ..  ﻭﺳﻴﺮﻭﻧﻬﺎ ﻋﻴﺎﻧﺎً..  ﻭﺳﻴﺴﻤﻌﻮﻥ ﺗﻐﻴﻈﻬﺎ ﻭﺍﻟﺰﻓﻴﺮ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ { ﺇِﺫَﺍ ﺭَﺃَﺗْﻬُﻢ ﻣِّﻦ ﻣَّﻜَﺎﻥٍ ﺑَﻌِﻴﺪٍ ﺳَﻤِﻌُﻮﺍ ﻟَﻬَﺎ ﺗَﻐَﻴُّﻈﺎً ﻭَﺯَﻓِﻴﺮﺍً ، ﻭَﺇِﺫَﺍ ﺃُﻟْﻘُﻮﺍ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻣَﻜَﺎﻧﺎً ﺿَﻴِّﻘﺎً ﻣُﻘَﺮَّﻧِﻴﻦَ ﺩَﻋَﻮْﺍ ﻫُﻨَﺎﻟِﻚَ ﺛُﺒُﻮﺭﺍً ، ﻟَﺎ ﺗَﺪْﻋُﻮﺍ ﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﺛُﺒُﻮﺭﺍً ﻭَﺍﺣِﺪﺍً ﻭَﺍﺩْﻋُﻮﺍ ﺛُﺒُﻮﺭﺍً ﻛَﺜِﻴﺮﺍً }...

ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ أن ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ :( ﻳﺆﺗﻲ ﺑﺠﻬﻨﻢ ﻳﻮﻣ القيامة ﻟﻬﺎ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﺯﻣﺎﻡ ، ﻣﻊ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻡ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﻣﻠﻚ ﻳﺠﺮﻭﻧﻬﺎ ) ﻟﻮ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ ﻷ‌ﺗﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻫﻢ ﻭﻓﺎﺟﺮﻫﻢ ...

ﻓﻼ‌ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺣﺎﻟﻲ ﻭﺣﺎﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﺪ ﺍﻟﻔﺮﻕ، ﻭﺳﺎﻝ ﺍﻟﻌﺮﻕ ؟؟!!

ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺣﺎﻝ ﻭﺣﺎﻟﻚ { ﺇِﺫَﺍ ﺩُﻛَّﺖِ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽُ ﺩَﻛّﺎً ﺩَﻛّﺎً ، ﻭَﺟَﺎﺀ ﺭَﺑُّﻚَ ﻭَﺍﻟْﻤَﻠَﻚُ ﺻَﻔّﺎً ﺻَﻔّﺎً ، ﻭَﺟِﻲﺀَ ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﺑِﺠَﻬَﻨَّﻢَ ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﻳَﺘَﺬَﻛَّﺮُ ﺍﻟْﺈِﻧﺴَﺎﻥُ ﻭَﺃَﻧَّﻰ ﻟَﻪُ ﺍﻟﺬِّﻛْﺮَﻯ } ؟؟!!

ﺃﻱ ﻭﺍﻟﻠﻪ ..ﻟﻦ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﻨﺪﻡ ، ﻭﻟﻦ ﺗﻨﻔﻊ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ.. ﺳﻴﻨﺪﻡ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ..
ﺑﻞ ﻭﺳﻴﻨﺪﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﻳﺘﻤﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﻟﻮ ﺯﺍﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ..
ﺳﻴﺆﺗﻰ ﺑﺠﻬﻨﻢ .. ﻭﺳﻴﻨﺪﻡ ﻛﻞ ﺟﺒﺎﺭ ﻋﻨﻴﺪ ..
ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﻬﻮﻝ ﺍﻷ‌ﻛﺒﺮ ، ﻭﺍﻟﻔزع ﺍﻷ‌ﻋﻈﻢ..
ﺳﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻧَﻔَﺴِﻬَﺎ ﻭﻫﺞ ﺷﺪﻳﺪ.. ﻭﻳُﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﺩﻭﻱ ﺳﻼ‌ﺳﻞ ﻭﺣﺪﻳﺪ .. ﻭﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﺨﻼ‌ﺋﻖ ﺍﻟﺸﻬﻴﻖ ، ﻭﻳﺮﻭﻥ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ..

ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻈﺮﺕ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺛﺎﺭﺕ ، ﻭﻓﺎﺭﺕ ، ﻭﺗﻔﻠﺘﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺋﻜﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺤﺒﻮﻧﻬﺎ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﻟﻐﻀﺐ ﺭﺑﻬﺎ :
  ﻷ‌ﻧﺘﻘﻤﻦَّ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻤﻦ ﺧﻠﻘﺘﻪ ﻭﻋﺒﺪ ﺳﻮﺍﻙ ..
ﻷ‌ﻧﺘﻘﻤﻦَّ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻤﻦ ﺃﻛﻞ ﺭﺯﻗته ﻭﻋﺼﺎﻙ ..
ﻷ‌ﻧﺘﻘﻤﻦَّ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻤﻦ ﺃﺳﺒﻐﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻌﻤﻚ ﻭﻧﺴﺎﻙ ..

ﺳﺘﺰﻓﺮ ﺯﻓﺮﺓ ﻓﺘﺼﻴﺢ ﺍﻟﺨﻼ‌ﺋﻖ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻬﺎ : 
ﻳﺎﻟﻠﻪ ..
  ﺗﺰﻓﺮ ﺯﻓﺮﺓ ﻓﺘﺼﻴﺢ ﺍﻟﺨﻼ‌ﺋﻖ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻬﺎ :  ﻳﺎﻟﻠﻪ ..
ﺛﻢ ﺗﺰﻓﺮ ﺯﻓﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﺘﺠﺜﻮ ﺍﻷ‌ﻣﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﻬﺎ ..
ﺛﻢ ﺗﺰﻓﺮ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﺘﺘﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﺨﻼ‌ﺋﻖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ..

ﺛﻢ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻭﺍﻷ‌ﻫﻮﺍﻝ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ، ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ..
ﻓﻴﻔﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺁﺩﻡ ، ﻭﺇﻟﻰ ﻧﻮﺡ ، ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ، ﻭﻣﻮﺳﻰ ، ﻭﻋﻴﺴﻰ ، ﻭﻛﻠﻬﻢ ﻳﻨﺎﺩﻱ : ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻻ‌ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻏﻴﺮﻫﺎ ..
ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻻ‌ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻏﻴﺮﻫﺎ ..

ﺛﻢ ﻳﺄﺫﻥ ﺍﻟﺠﺒَّﺎﺭ ﺑﻔﺼﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻴﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺠﺒَّﺎﺭ ﺟﻞَّ ﺟﻼ‌ﻟﻪ : ﻟﻘﺪ ﺍﺷﺘﺪَّ ﻏﻀﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﻞّ ﺣﻴﺎﺀﻩ ﻣﻌﻲ ..

ﻭﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ : 
ﻣﺎ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﻱ ؟
ﻭﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺳﺆﺍﻟﻲ ؟
ﻭﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺎﻟﻲ ؟.
ﻓﻴﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ : ﻳﺎ ﺁﺩﻡ .. _ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ _ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﺃﺧﺮﺝ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ..
ﻓﻴﻘﻮﻝ :ﻳﺎ ﺭﺑﻲ ﻟﺒﻴﻚ ﻭﺳﻌﺪﻳﻚ ، ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ؟!. 
ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻟﻒ ﺃﺭﺍﻩ ﻗﺎﻝ ﺗﺴﻌﻤﺌﺔ ﻭﺗﺴﻌﺔ ﻭﺗﺴﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺤﻴﻨﻬﺎ في تلك اللحظات.{ ﺗَﺬْﻫَﻞُ ﻛُﻞُّ ﻣُﺮْﺿِﻌَﺔٍ ﻋَﻤَّﺎ ﺃَﺭْﺿَﻌَﺖْ ﻭَﺗَﻀَﻊُ ﻛُﻞُّ ﺫَﺍﺕِ ﺣَﻤْﻞٍ ﺣَﻤْﻠَﻬَﺎ ﻭَﺗَﺮَﻯ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﺳُﻜَﺎﺭَﻯ ﻭَﻣَﺎ ﻫُﻢ ﺑِﺴُﻜَﺎﺭَﻯ ﻭَﻟَﻜِﻦَّ ﻋَﺬَﺍﺏَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺷَﺪِﻳﺪٌ }).

ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﺑﺄﻣﻪ ﻣﺘﻌﻠﻖٌ**
ﺧﻮﻑ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻣﺬﻋﻮﺭ***
ﻫﺬﺍ ﺑﻼ‌ ﺫﻧﺐ ﻳﺨﺎﻑ ﻟﻬﻮﻟﻪ..
ﻛﻴﻒ ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺩﻫﻮﺭ...

ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ .. ﺗﻌﻈﻢ ﺍﻟﺨﻄﻮﺏ..  ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﺢ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﺏ.. ﻭﻳﻨﺪﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ..


ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ..

ﻣﻬﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ، ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻭﺻﻔﻨﺎ ، ﻓﻠﻦ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﺗﺴﺎﻋﻬﺎ ..
ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺤﺮﻗﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ.. ﺩﺭﻛﺎﺕ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺑﻌﺾ.. 
ﺗُﻠﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺸﻤﻮﺱ ﻛﻤﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻷ‌ﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ..

*ﻭﺗﺘﻀﺨﻢ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺿﺮﺱ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻛﺠﺒﻞ ﺃﺣﺪ..
ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻜﺒﻴﻪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺛﻼ‌ﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ..
ﻭﺳﻤﻚ ﺟﻠﺪﻩ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺛﻼ‌ﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ..
ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺟﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻛﺄﻋﻈﻢ ﺟﺒﻞ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ..
ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ﺿﺮﺱ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺃﻭ ﻧﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻣﺜﻞ ﺃﺣﺪ ، ﻭﻏﻠﻆ ﺟﻠﺪﻩ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺛﻼ‌ﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ) .

ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻜﺒﻲ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺛﻼ‌ﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻟﻠﺮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻤﺴﺮﻉ )..

ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ﺇﻥَّ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﻨﻢ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ) .

ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻳﻠﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻟﻒ ﺗﺴﻌﻤﺌﺔ ﻭﺗﺴﻌﺔ ﻭﺗﺴﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻭ ﺍﻟﻀﺨﺎﻣﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ‌ ﻳﻤﻸ‌ﻭﻧﻬﺎ : { ﻳَﻮْﻡَ ﻧَﻘُﻮﻝُ ﻟِﺠَﻬَﻨَّﻢَ ﻫَﻞِ ﺍﻣْﺘَﻠَﺄْﺕِ ﻭَﺗَﻘُﻮﻝُ ﻫَﻞْ ﻣِﻦ ﻣَّﺰِﻳﺪٍ } ..


ﻓﺤﺮﻫﺎ ﺷﺪﻳﺪ .. ﻭﻗﻌﺮﻫﺎ ﺑﻌﻴﺪ .. ﻳﻬﻮﻱ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻻ‌ﻳﺒﻠﻎ ﻗﻌﺮﻫﺎ .. ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺒﺎﻝ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ، ﻭﻛﻬﻮﻑ ، ﻭﺗﻬﺎﻭﻳﻞ ..
ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﻴﺢ ﻭﺻﺪﻳﺪ .. ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﺎﺕٌ ﻛﺄﻣﺜﺎﻝ ﺃﻋﻨﺎﻕ ﺍﻟإبل ، ﻭﻋﻘﺎﺭﺏٌ ﻛﺄﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺒﻐﺎﻝ ﻳﺴﺮﻱ ﺳﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺟﺴﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻭ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺎﺭ..

ﻓﻴﺎ ﻭﻳﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻟﻪ ..
ﻭﻳﺎ ﺧﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﺂﻟﻪ ..

ﺍﺳﻤﻊ ﻭﻗﻞ : ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ..

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺟﻠﻮﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻗﺎﻝ : ( ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﺌﺔ ﺃﻟﻒ ﺃﻭ ﻳﺰﻳﺪﻭﻥ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺘﻨﻔﺲ ﻓﺄﺻﺎﺑﻬﻢ ﻧَﻔَﺴﻪ ﻻ‌ﺣﺘﺮﻕ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻣﻦ ﻓﻴﻪ ) 

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ أَنْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا»، قَالَ: " فَيَقُولُونَ: مَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا، وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَيُنْجِينَا مِنَ النَّارِ؟ فَيُكْشَفُ الْحِجَابَ، فَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ "[10].
فمن أدرك حقيقة النعيم هانت عليه لذة لحظة يعقبها عقابٌ لا يعلم مداه إلا اللهُ عز وجل, فيصرفه ذلك عن معصية الربِّ جل وعلا. نسأل الله عز وجل أن يطهر قلوبنا وأن يصرف عنا السوء والفحشاء.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


[1] - مدارج السالكين   3/256

[2] - مدارج السالكين   1/119

[3] - أخرجه أحمد في المسند ( 17634 ), والحاكم في المستدرك (245), والآجري في الشريعة (14)

[4] - مستفادة من رسالة للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله بعنوان " بواعث الخلاص من الذنوب "

[5] - تفسير السعدي 1/889

[6] - التوابين لعبد الغني المقدسي   ص285

[7] - أخرجه أحمد في المسند (4208), وابن حبان بنحوه   (6352)

[8] - أخرجه أحمد في المسند (18038), وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح على شرط مسلم

[9] - أخرجه الحاكم في المستدرك (7897), والبيقهي في الآداب (814), وضعفه الألباني في الضعيفة (5650)

[10] - أخرجه مسلم (181), وابن حبان (7441), وأحمد   (18935

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

والصوارف التي تصرف المسلم عن الذنوب ومعصية الله عز وجل وتبعده عنها وتزهده فيها كثيرةٌ، أولها وأهمها[4]:
الصارف الأول: إجلال الله عز وجل وإعظامه.
وهذا من أعظم ما يصرف العبد عن الوقوع في معصية الله عز وجل، فإذا قام في قلب العبد مشهدُ إجلالِ الربِّ عز وجل عن أنْ يُعْصَى وهو يرى ويسمع لم يطاوعه قلبه على ذلك البتة.

وغالب ما يقع من العباد من الغفلة عن هذا المقام، فإن العبد لو دعته نفسه للمعصية واسحضر في قلبه أن الملك الجبار يراه ومطلع عليه لما طاوعه قلبه على الوقوع في المعصية، ولذلك كان سبب خزي أهل النار أنهم غفلوا عن هذا المقام كما قال رب العزة سبحانه وتعالى [وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ] {الزمر:67}.

وقال المولى عز وجل: [مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا] {نوح: 13 - 14}, أي: لا تخافون لله عظمة، وليس لله عندكم قدر[5].

فالمسلم إذا قام في قلبه مشهدُ التعظيم للربِّ الجليل لما جَرُؤَ على مخالفته، إذ كيف يعصي الملك عز وجل, وهو لا يساوي وزن ذرة في ملكوت الربِّ جلَّ وعلا.

قال بشر ابن الحارث: " لو تفكَّر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه ".
وتعظيم الربِّ لا يكون إلا بتعظيم أمره ونهيه ومن خالف الأمر والنهي فليس معظِّمًا لله تعالى.

الصارف الثاني: محبة الله تعالى
ومن الصوارف عن المعاصي المحبةُ، فالمحبةُ تُوجِبُ الموافقةَ للمحبوبِ, فَيَتْرُكُ المُحبُّ المعصيةَ محبةً لله عز وجل, وهذا أفضلُ التركِ تركُ المحبين, كما أنَّ أفضلَ الطاعة طاعةُ المحبين, وبين تركِ المحبِّينَ وطاعتِهم وتركِ مَنْ يخافُ العذابَ ويرجو الرحمةَ بونٌ شاسعٌ.
فإذا امتلأ القلب بمحبة الله وانشغل بها صرفه هذا عن الوقوع فيما يغضبه عز وجل, لأن المعاصي والذنوب تفوِّتُ على العبد حظَّه من محبة الله تعالى له بحسب ما وقع فيه من الذنوب.

فالمحبة الصادقة تستلزم الامتثال للأمر والنهي, قال تعالى [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {آل عمران:31}.

قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الرَّقِّيُّ: عَلَامَةُ مَحَبَّةِ اللَّهِ: إِيثَارُ طَاعَتِهِ، وَمُتَابَعَةُ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي ذلك قيل:
تَعْصِي الإِلَهَ وَأَنْتَ تَزْعُمُ حُبَّهُ = هذا مُحَالٌ في القِيَاسِ بَدِيعُ
لَوْ كان حُبُّكَ صَادِقًا لَأَطَعْتَهُ = إنَّ المحبَّ لمن يُحِبُّ مُطِيعُ
 
فالمحبة تستلزم الانقياد للأمر والنهي, وكل من زعم المحبة وهو قائم على المعصية فهو كاذبٌ في دعواه, وعلى قدر الطاعة على قدر المحبة.

الصارف الثالث: شهودُ نِعَمُ الله وإحسانَه
مما يصرف العبد عن المعصية شهود نعمِ الله وإحسانه, فالكريمُ لا يعاملُ من أحسن إليه بالإساءة, وإنما يفعل ذلك لئامُ الناس, فمن كان كريم النفس تحرج أن يسيء إلى من أحسن إليه, ومن نعمُهُ تغمره من صحة وعافية ومال وولد وزوجة وغير ذلك من صنوف النعيم, كما قال تعالى [وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ] {إبراهيم : 34}.
فليس من كريم الطباع وليس من ردِّ المعروف أنْ تُسيء إلى من يحسنُ إليك ليل نهار.

جاء رجلٌ إلى إبراهيمَ بنِ أدهمٍ فقال له: يا أبا إسحاق إني مسرفٌ على نفسي فاعرضْ عليَّ ما يكون لها زاجرًا ومستنقذًا لقلبي".
قال إنْ قَبِلْتَ خمسَ خصالٍ وقَدِرْتَ عليها لم تضركَ معصيةٌ ولم تُوبِقُكَ لذةٌ قال هات.
قال أما الأولى: "فإذا أردت أن تعصي الله عز وجل فلا تأكل رزقه " قال فمن أين آكل وكلُّ ما في الأرض من رزقه قال له يا هذا أفَيَحْسُنُ أنْ تأكلَ رزقه وتعصيه ؟! قال لا هات الثانية.

قال: " إذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئًا من بلاده " قال الرجل هذه أعظمُ من الأولى يا هذا إذا كان المشرقُ والمغربُ وما بينهما له فأين أسكن؟ قال: يا هذا أَفَيَحْسُنُ أن تأكلَ رزقه وتسكنَ بلاده وتعصيه؟ قال: لا هات الثالثة.
قال: " إذا أردت أن تعصيه وأنت تحت رزقه وفي بلاده فانظر موضعًا لا يراك فيه مبارزًا له فاعصه فيه ", قال: كيف هذا وهو مُطَّلِعٌ على ما في السرائرِ قال يا هذا أفيحسن أن تأكلَ رزقه وتسكنَ بلاده وتعصيه وهو يراك ويرى ما تجاهره به؟ قال لا هات الرابعة.
قال: إذا جاءك ملك الموت ليقبضَ رُوحَكَ فقل له أَخِّرْنِي حتى أتوبَ توبةً نصوحًا وأعملَ لله عملا صالحا. قال لا يقبل مني, قال : يا هذا فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوبَ وتعلمُ أنه إذا جاءَ لم يكن له تأخيرٌ؛ فكيف ترجو وجه الخلاص؟ قال هات الخامسة.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾.
ومما يزيل همومنا وأحزاننا: التوبة الصادقة، التوبة النصوح، والاستغفار الكثير، المتتابع، استغفر الله كثيرًا.
﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا *وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا﴾ استغفارك سبب لإزالة الهموم والأحزان، وسبب إلى أن تنفتح عليك البركات من كل مكان.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*الخطبة الثانية*

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، الحمد لله الذي يقول للشيء كن فيكون، الحمد لله القائل: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
والقائل: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
معشر المسلمين: ومن أعظم ما يزيل الهموم الإيمان بالأقدار والرضا بالأقدار، فإنما قدره الله كائن لا محالة، فذلك يذهب عنك همومك وأحزانك، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فالأمور كلها بيد الله، ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ﴾.
فآمن بالأقدار، "مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ". روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ، وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ".

عباد الله: أخرج الترمذي رحمه الله بإسناده عن عبدالله بن عباس عن نبينا عليه الصلاة والسلام: "وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ ".
فما قضى الله كائن لا محالة، ما قضاه الله وما قدره، كائن لا محالة.
خُلقنا في الدنيا لنُبتلى، ليبتلينا الله من هو أحسن عملًا.
ومن هو الذي يصبر على مقادير الله المؤلمة.
﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا...﴾.
﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾.
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾
فالله خلقنا في هذه الحياة الدنيا، لنعبده جل وعلا وحده، وليبتلينا، ويتميز الصادق من الكاذب، الصادق بإيمانه، والكاذب ولم يحقق الإيمان الواجب.
﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾.

فيا أيها المسلم: خُلقت لتبتلى في هذه الحياة الدنيا، فلا يصيبك الهم والحزن، ما أصابك من خير فهو من فضل الله، والله وفقك، وما أصابك من ضر ومن مصيبة، فذلك من عدل الله فيك، فارجع إلى الله بتوبة وإنابة واستغفار.
أيها المسلم قضاء الله وقدره كائن على كل إنسان، فلا تصيبك الهموم والأحزان، وواجه ذلك بالصبر على المقادير، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، فنحن ملك لله جل وعلا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.

فكن أيها المسلم صابرا على المقادير المؤلمة راضيًا بأقدار الله، راضيًا بما قضاه الله وقدره، فذلك يزيدك إيمانًا، وقد كان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: "أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَمَاتِ، وَلَذَّةَ نَظَرٍ إِلَى وَجْهِكَ وَشَوْقًا إِلَى لِقَائِكَ، مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ".
فالأيمان بالأقدار يجعلك تطمئن لأنك ملك لله جل وعلا، ما أصابك فالله هو الذي قدره، فترجع إلى الله، فإن كان خيرًا قدره عليك، فتحمد الله وإن كان شرًا أو مصيبة فتصبر.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ".

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*أسباب إزالة الهموم والأحزان*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى*
الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ بالله، من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢]
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١]

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب].

معشر المسلمين: إن من الأمور التي كتبها الله على بني آدم، أن يصابوا بالهموم والأحزان، شيء كتبه الله على بني آدم أن تكون نفوسهم مطبوعة على أن يُصابوا بالهموم والأحزان.
ولكن معشر المسلمين هذان الخلقان، إذا استوليا على الإنسان فإنه لا يعيش سعيدًا، فعلى المسلم أن يسلك الأسباب التي تزيل عنه الهموم والأحزان، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو خير خلق الله، وسيد الأولين والآخرين، يستعيذ بالله من الهم والحزن.
ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول: : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ".
فكان من دعائه صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بالله من الهموم والأحزان، فإن الهم والحزن، إذا استولى على المسلم وسيطر عليه، فإنه يعيش كئيبًا كظيمًا، ولا يشعر بسعادة، والمسلم ينبغي أن يكون على خلاف ذلك، بما آتاه الله من الإيمان وبما آتاه الله من الأسباب فكن أيها المسلم محافظًا على الأسباب الشرعية، التي تجعلك بعيدًا عن الهموم والأحزان، أو تزيل عنك الهموم والأحزان أو تجعل الهموم والأحزان تتلاشى أمام ما أعطاك الله من الأسباب العظيمة، ومن أعظمها الإيمان والتوحيد، فتوحيدك أيها المسلم يزيل عنك الهموم والأحزان.

قال أهل العلم: إن الحزن ينشأ عن الضر الذي أصابك، والهم ينشأ عن أضرار مستقبلة تخاف من الوقوع فيها أو تخاف أن تقع فيها، فالهم للضر المستقبل، والحزن للضر الحالي أو الماضي.
فليكن الإنسان مستعيذًا بربه من الأمرين: مما يسبب عليه الضر حاليًا ومما يسبب عليه الضر مستقبلًا.
فكلها عباد الله تتلاشى أمام توحيد الإنسان، أمام توحيدك، وأمام توكلك على الله جل وعلا، وحسن ظنك بالله.
فالإيمان والتوحيد وحسن اليقين وحسن الظن بالله، والتوكل على الله جل وعلا، تُذهب عنك الهموم والأحزان، فحافظ على توحيدك، حافظ على التوحيد، فلا تُصرف عبادة لغير الله ولا تتعلق القلوب بغير خالقها جل وعلا الذي يغير الأحوال، ويقول للشيء كن فيكون، والذي جميع الأمور بيده.
﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
فالأمور كلها بيده.
قال الله عن إبراهيم عليه السلام: ﴿قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ* وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ * رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾.

قلوب متعلقة بباريها ومن أجل قوة هذا التوحيد الذي حمله الخليل عليه السلام، اتخذه الله خليلًا ﴿وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا﴾. ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾. ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾.
فلما أتم التوحيد الواجب وأتم التوحيد بأكمل المقامات، التي أقامها أهل الدنيا، وبأكمل المقامات التي أقامها الموحدون، وصل إلى هذه المرتبة العظيمة، واتخذه الله خليلًا، واتخذ نبينا عليه الصلاة والسلام أيضًا خليلًا لما حمله نبينا عليه الصلاة والسلام من عظم التوحيد وحسن اليقين، والتوكل على الله جل وعلا،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)[المؤمنون: 1 - 7]، وصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من يَضْمَنْ لي ما بين لَحْيَيْهِ وما بين رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ له الْجَنَّةَ"(رواه البخاري).

وأعظم ما يجب الحفاظ عليه هو القلب؛ لأنه إذا صلح صلح الجسد كلُّه، وإذا فسد فسد الجسد كلُّه، وحفظه يكون عن الشرك بالله في التوكل والرغبة والرهبة والخوف والمحبة، وفي العمل لغير الله مثل الرياء والسمعة، وحفظه أيضًا عن أمراض الشبهات والشهوات.

وأعظم الحفظ التثبيت على دين الله والعصمة من الضلال والانحراف، قال -تعالى-: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)[إبراهيم: 27].

وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: "يحفظك"، فيعني أن يكون الله حافظًا لك في دينك ودنياك، وفي قلبك وعقلك، وجسدك وروحك، وسائر حواسك وجوارحك، كما قال -تعالى- في الحديث القدسي: "وما يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إليّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كنت سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ التي يَبْطِشُ بها، وَرِجْلَهُ التي يَمْشِي بها، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ"(رواه البخاري).

ومنها: الحفظ من الهلاك، انظر قصص إبراهيم -عليه السلام- وهو في النار، وهاجر وابنها في الوادي غير ذي الزرع، وموسى وقومه أمام فرعون، ويونس في بطن الحوت، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- في الغار.

وفي الأيتام والذرية: الأيتام الذين أقام الخضر جدارهم، قال -تعالى-: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)[الكهف: 82]، قال ابن المنكدر: "إن الله يحفظ بالرجل الصالح ولده، وولد ولده، والدويرات التي حوله، فما يزالون في حفظ من الله وستر".

ومن ذلك: حفظ البدن والجوارح، قال بعض العلماء: "مَنْ حَفِظَ اللهَ في صباه وقوته؛ حَفِظَه اللهُ في حال كبره وضعف قوته، ومتعه بعقله وسمعه وبصره وحوله وقوته"، وكان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة وهو ممتع بقوته وعقله، فوثب يومًا وثبة شديدة فعوتب في ذلك، فقال: "هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر".

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "احفظ الله تجده تجاهك"، معناه: أن من حفظ حدود الله، وراعى حقوقه، وجد الله معه في كل أحواله حيث توجه، يحوطه وينصره ويحفظه ويوفقه ويسدده، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)[النحل: 128]، وقال قتادة: "من يتَّقِ اللهَ يَكُنْ معه، ومَنْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ فَمَعَهُ الفِئَةُ التي لا تُغْلَبُ، والحارسُ الذي لا ينامُ، والهادي الذي لا يَضِلُّ".

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عباده الذين أصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المجتبى، وعلى الآل والصحب ومن اقتفى.

عباد الله: ثم يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله...)، يأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يسأل العبد ربه أن ينزل به حاجته؛ لأن الدعاء عمود العبادة، قال -تعالى-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)[غافر: 60]، وسؤال غير الله إن كان فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو شرك، كما أشار إلى ذلك شرَّاح الحديث، ومجرد سؤالهم حتى فيما يقدرون عليه مذموم وخلاف الأَولى.

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

كانت بين ذلك خطفات المَنايا"، ويقول الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "إن من الشقاء طولَ الأمل، وإن من النعيم قِصَرَ الأمل"، ويقول الإمام النّوويّ -رحمه الله-: "لا تركن إلى الدّنيا، ولا تتّخذها وطنا، ولا تحدّث نفسك بالبقاء فيها، ولا تتعلّق منها بما لا يتعلّق به الغريب في غير وطنه".

إخوتي الكرام: ما السبيل إلى وقاية النفس من طول الأمل ومخاطره؟

أولا: تذكرْ أنك راحل؛ حقيقة لا يجهلها أحد، ولا يُماري فيها أحد، لكنّ كثيرا من الناس عنها غافلون: (كُلّ نَفْسٍ ذائِقَة الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفوْنَ أجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 185].

الموت باب وكل الناس داخله *** فيا ليت شعري بعد الباب ما الدار

فليعلمْ مَن طال أمله، وتعلق بالدنيا قلبه، أن الموت يأتي بغتة من غير إنذار ولا إعلام: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الذِي تَفِرّونَ مِنْهُ فإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجمعة: 8].

روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: خط النبي -صلى الله عليه وسلم- خطا مربعا، وخط خطا في الوسط خارجا منه، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: "هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به –أو قد أحاط به- وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا"، وفي رواية قال: "هذا الأمل وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب" (أي جاءه أجله قبل أن يحقق أمله).

فالموت حق لا ريب فيه، ويقين لا شك فيه: (فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل: 61].

فإذا علمتَ أنك عن هذه الدنيا راحل فأعِدّ العدة ليوم رحيلك، واغتنم وجودك في هذه الدنيا بعمَل ما ينفعك بعد رحيلك.

ثانيا: عليك بزيارة المقابر؛ لترى فيها أناسا كنت تعرفهم، كانت لهم من الآمال والأماني مثلُ ما لك الآن، لكن الموت أخذهم بغتة، وفاجأهم من غير استئذان، وحال بينهم وبين أمانيهم وآمالهم، عن بُرَيْدَة -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القبُورِ، فزُورُوهَا؛ فإنها تذكركم الآخرة" (أخرجه أحمد والترمذي والنسائي)، وفي رواية للنسائي وابن حبان والحاكم: "وَلتزِدْكُمْ زِيَارَتُهَا خَيْراً"، وفي رواية لأحمد: "فإنّ في زيارتها عِظة وعبرة".

زُر المقابرَ وأنتَ من الأحياء لتعود منها بالعبرة والذكرى، قبل أن تزورَها محمولا على أكتاف الرجال من غير عودة ولا رَجعة: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [التكاثر: 1 - 8].

روى مسلم في صحيحه عن مطرف عن أبيه عبد الله بن الشخير -رضي الله عنه- قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقرأ: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) قال: "يقول ابن آدم: مالي، مالي، قال: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلتَ فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت".

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:

عباد الله: ثالثا: لا تعلق قلبك بما هو فان وزائل؛ فالدنيا إلى زوال، الدنيا إلى فناء، لا قرار فيها، ولا خلود فيها، إنما القرار والخلود في الدار الآخرة: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [الأعلى: 16 - 17].

قال الله -تعالى- مبيّنا حقيقة هذه الدنيا: (إنَّمَا مَثلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فاخْتلط بهِ نَبَاتُ الأرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأنْعَامُ حَتَّى إذا أخَذتِ الأرْضُ زُخْرُفهَا وَازَّيَّنَتْ وَظنَّ أهْلهَا أنَّهُمْ قادِرُونَ عَليْهَا أتاهَا أمْرُنَا ليْلا أوْ نَهَارًا فجَعَلنَاهَا حَصِيدًا كأنْ لمْ تغْنَ بالأمْسِ كذلِكَ نُفصِّلُ الآيَاتِ لِقوْمٍ يَتفكَّرُونَ) [يونس: 24]، وقال عز وجل: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*خطبة جمعة بعنوان:*
*طـــــول الأمــــــــل*
*حقيقته ومضاره وعلاجه*
*للشيخ/ أحــمـد عـمـــاري*

الخطبة الأولى:
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عباد الله: حديثنا اليوم عن خلق ذميم ووصف قبيح، يُقعِدُ صاحبه عن العمل، ويُنسيه الأجل، يَعيش في الدنيا تائها بين أوهام لا حقيقة لها، وأمان لا نهاية لها، إنه طول الأمل؛ ذلكم الداء العضال الذي أهدِرَت بسببه الأوقات، وضاعتْ بسببه الأعمال، وخسرَ بسببه كثير من الناس.

طول الأمل هو دوام الحرص على الدّنيا، مع الإعراض عن الآخرة.

طول الأمل أن يُمَنيَ الإنسان نفسَه بالبقاء في هذه الدنيا، ولا يتفكر في رحيله عنها.

طول الأمل أن تحدّث نفسك بطول الحياة، وأنّ بينك وبين الموت مفاوزَ ومسافات.

فطول الأمل الذي نتحدث عنه ونحذر منه هو التعلقُ بالدنيا ونسيانُ الآخرة، هو الذي يحمل على الغفلة والتفريط وتسويف التوبة وتأخير الأعمال الصالحة.

أما مجرد الأمل والنظر إلى المستقبل بنظرة التفاؤل، دون الغفلة عن الآخرة، فهذا أمر مشروع ومعقول، مشروع شرعه الله ورسوله، ومعقول يدلّ على كمال عقل صاحبه وفطنته، فالله -تعالى- استخلفنا في الأرض وأمرنا بعِمارتها وزرْعها وغرسها، وأمرنا بالتمتع بما أحله لنا من الطيبات فيها، وأمرَنا بالزواج وإنجاب الذرّية حتى يستمر نسل الإنسان في هذه الحياة إلى أن يأذن الله بنهايتها، وقد قال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 77].

لكنّ المذموم من الأمل هو طول الأمل الذي يجعل الإنسان متعلقا بدنياه عبْدا لها منشغلا بها، ناسيا للموت، غافلا عن الدار الآخرة. وهذا ما حذر منه ربنا -سبحانه وتعالى-، وأخبر أنه صفة مَنْ لا خَلاقَ له ولا دِين، فقال عز وجل: (وَلَتجدَنَّهُمْ أحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدّ أحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ) [البقرة: 96] فليست النجاة بطول العمر، وإنما النجاة بحسن العمل.

وأعجبُ ما في طول الأمل أنّه ينمُو ويكبُرُ مع الأيّام! كلما كبر المرء ازدادت آماله وتعددت أمانيه، روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "لا يَزَالُ قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابّا فِي اثنَتيْنِ: فِي حُبِّ الدُنْيَا، وَطولِ الأَمَلِ".

ترى الشّيخ الكبير الذي بلغ من الكبر عُتِيّا، في السبعين أو التسعين أو المائة من عمره، آماله طويلة وأمانيه غير محدودة، لا يزال قلبه متعلقا بالدنيا، يرجو الحياة ويكرَه الموت، فإذا كان هذا هو حالُ الشيخ الكبير مع حبّ الدنيا وطول الأمل، فكيف بالشّباب؟! كثير من الشّباب في غفلة وسهو وإعراض، يظنّ أنّ الموت سوقٌ لا يَلِجه إلاّ الكبار! والحقيقة أنّ أكبرَ نسبة للوفيات إنّما هي في الشّباب والطفولة، وآية ذلك قلة الشّيوخ، لقلة من يُعمّرُ حتى يبلغ هذه المرحلة.

طول الأمل داء عُضال، ومرض فتـاك، يُفسِد القلب، ويتلف الوقت، ويَعرُج بالمرء إلى عالم الخيال والأوهام، مضارّه كثيرة، ومخاطرُه عديدة.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الآباء فرض هيبته على ولده فبقي الولد لا يتكلم مع أبيه ولا يستقي لنصائح من أبيه خوفاً من أبيه اجلس مع ولدك، اجلس مع ابنتك وخذ منهم واعطي حتى يخرج لك الولد مافي نفسه وتقدم له النصائح بأخوة فضلاً عن أنها تكون أبوة لكن صار بعض الشباب يتلقى توجيهاتهم من شباب مثله وأبوه هيبته جبارة في داخل البيوت فعاث الأولاد وهابواْ الآباء وخافواْ منهم وعمل الولد من خلف أبيه ما عمل، اجلس مع ولدك وقدم له النصائح واستمع له فإن ذالك من أسباب صلاحه ومن أسباب استقامة حاله وأمره *﴿ وَأَلَّوِ ٱسْتَقَٰمُوا۟ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَٰهُم مَّآءً غَدَقًا ﴾*

أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم


*الـخـطـبـة الـثـانـيـة*

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى وعلى آله وصحابته أجمعين. أما بعد معاشر المسلمين " ومن الاستقامة استقامة الجوارح أن يحرص العبد على أن يستقيم وأن يصلح أمره في يديه، فإن هناك من الناس من صارت يده تقترب من الحرام فربما كتب بصيرة على غير حلال وربما كتب شهادة على غير صواب وربما كتب وصية يمنع فيها ميراث فكم من الآباء منعواْ النساء من الميراث وظلم نفسه بعمل الوصية
للأولاد واحتال على البنات وربما أعطى البنات في المكان الذي ليس بلائق وأعطى الأولاد في المكان الكبير العظيم اتق الله ستحاسب ستسأل ستقف بين يدي الله والله سيتبرئ منك الولد وستتبرئ منك الزوجة في يوم العرض على الله *﴿ يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴾﴿ وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ ﴾﴿ وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ ﴾* كم من أناس قسمواْ بين أولادهم في حياتهم فأعطواْ الأولاد الأماكن الطيبة وظلمواْ البنات بحجة أنها ستتزوج هذا الأمر ليس إليك تولى الله القسمة من فوق سبع سماوات *﴿ يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِىٓ أَوْلَٰدِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلْأُنثَيَيْنِ ﴾*

هذا عدل الله وهذه قسمة الله وهذه وصية الله فاختر لنفسك ما شئت إلا أنك ستسأل بين يدي الله وستحاسب فلا تحمل نفسك مالك طاقة به استقم على دين الله وحافظ على حقوق أوجبها الله وانقذ نفسك قبل إحلال الغضب ونزول الموت وقبل أن تقف بين يدي الله تتمنى لو أعطيت الدنيا كلها ولا تقف هذه المرأة أو البنت بين يدي الله، بعض الناس إذا قلت له بوصية إعطاء النساء من الميراث كأنك ضربت رأسه بفأس إحمر وجهه ونظر إليك نظر اشمئزاز واحتقار والله لأرمنيها بين أظهركم ولأقل منع النساء من الميراث حرام، أخذ حقوق الناس من الميراث حرام، التعدي على حق النساء ومنعهن من الميراث حرام، اللهم بلغنا فاشهد،، اللهم بلغنا فاشهد،، اللهم بلغنا فاشهد،، لا يقره دين بل هو مخالفة لشرع الله رب العالمين هذا من الحقوق التي أوجبها الإسلام وقررتها شريعة الإسلام هذا أيضاً من الاستقامة فمن كان قد ظلم فليعد إلى صوابه ومن كان قد مات أبوه فليبرئ ذمة أبيه وليعطي الحقوق إلى أهلها وليؤدي الحق الذي أوجبه الله والذي شرعه الله والذي أمر الله به لا بأمرك أنت ولا بتوجيهك أنت هذا أمر الواحد القهار هذا أمر جبار السماوات والأرض استقيمواْ تستقم أحوالكم، استقيمواْ يبارك الله لكم ويجعل الله الحال إلى أحسن حال.

ومن الاستقامة أيضاً استقامة البطون فهناك من الناس مثل جهنم ماوصل إليه أكله لا يبالي هذا من مال يتيم، ولا هذا من مال مسكين، ولا هذا ضعيف ولا هذا احتال عليه لا تأكل إلا الحلال ولا تدخل بطنك إلا الحلال ولا تطعم أولادك إلا الحلال لا تطعم ذريتك إلا الحلال قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: « أيما جسم نبت من سحت فالنار أولى به » ستدخل القبر وستنهشك الدود ستعرض على الله حافي القدمين عاري الرأس وستحضر بين يدي الله عاري الجسد حاسر الرأس ستقف ذليل أمام جبار السماوات والأرض فلا تتعدى على يتيم ولا تحتال في البيع والشراء ولا تتعامل
بربا ولا تأكل حرام ولا يكن همك المال، هذا الأمر سيوردك المهالك بدون أن تشعر، فرب رجل أكل الحرام ولبس من الحرام وأطعم أولاده الحرام فابتلاه الله بالمصائب والمحن وجاءت المصائب فأخذت الأخضر واليابس والسبب في ذالك هو، استقيمواْ على دين الله وحافظواْ على شرع الله، وأقيمواْ ما أمر الله.

يا أهل اليمن، يا أبناء الإيمان والحكمة، يا من وصفكم الرسول بقوله أتاكم أهل اليمن أرق قلوباً وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية، يا من قال فيكم الرسول صلى الله عليه وسلم أمدني الله بحمير وهم من أهل اليمن وقال أكثر أهل الجنة من مدحج وهم من أهل اليمن أنتم أول من يشرب من حوض رسول الله إني لبعقر حوضي أذود عنه الناس ليشرب منه أهل اليمن هكذا يقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فحافظواْ على أوامر الله لتستقيم الأحوال، لتستقيم الأمور، وليعش المسلمون على خير وسعادة ونجاة وليعش المسلمون في بر وخير إذا استقام الجميع على دين الله وحافظنا جميعاً على شرع الله أنريد أمطار تنزل؟ أنريد رحمات من رب العالمين تأتي وذنوبنا تصعد إلى الله، كم من أناس قطاع للصلاة يأتي في وقت صلاة العصر وهو عاكف على

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أليست جهنم -يا عباد الله- أولى أن يُفرّ منها؟! نصح العلامة الألبيري ابنه فقال:
تَفِرُّ مِنَ الْهَجِيرِ وَتَتَّقِيهِ *** فَهَلَّا مِنْ جَهَنَّمَ قَدْ فَرَرْتَا؟
ولستَ تطيق أهونها عذابا *** ولو كنتَ الحديدَ بِها لذُبْتَا
ولا تُنْكِر فإنَّ الأمر جدٌّ *** وليس كما حسبتَ ولا ظنَنْتَا

عباد الله: ولئن كان حرُّ الدنيا يُتقَّى بالملابس والثياب وغيرها؛ فإن حرّ الآخرة -وهو أشد وأفظع- لا يتقى بشيء من ذلك، إنما يتقى بالأعمال الصالحة، يوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق، فعند مسلم عن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار، ميل فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً" قال: وأشار رسول الله بيده إلى فيه.

سيأتي يومٌ شديدٌ الحَر، عظيم الكرب، الذي لا مفر منه، أخرج البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم".

ومنهم من ينعم بالاستظلال بظل الله يوم لا ظل إلا ظله، قال -صلى الله عليه وسلم-: "سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" متفق عليه. فنسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعلنا ووالدينا وذريتنا ومشايخنا والمسلمين منهم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاً ظَلِيلاً) [النساء:57].

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.

اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وهذا من طبع البشر؛ ولكن المسلم يرضى بما قدر الله له من خير أو شر، قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) [البلد:4]، أخرج مسلم عن صهيب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عَجَباً لأمر المؤمن! إنَّ أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".

ولن يعدم المؤمن أحد هذين الخيرين بشرط الرضا والشكر والصبر، ومَن حُرِمَ الصبر على ما قدر الله فهو المحروم.

إن الحرّ ابتلاء من الله تعالى لعباده، فلا يجوز أن يترك المسلم ما أمره الله به من واجبات، فحين خرج النبي-صلى الله عليه وسلم- إلى غزوة تبوك في السنة التاسعة من الهجرة وكانت في حَرٍ شديدٍ، وسَفَرٍ بعيد، تواصى المنافقون فيما بينهم بعدم النفير في هذا الحر، فجاء الوعيد من الله: (وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِى الْحَرّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) [التوبة:81].

وحين يخرج المصلِّي إلى صلاة الظهر أو العصر فيرى الشمس اللاهبة ويحس بالحر اللافح، ولكنه يطمع في رحمة رب العالمين، ويدخر هذا المخرج عند الله، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.

إن الحر ليس عائقاً عن عبادة الله، ولا صاداً عن طاعته، فالصفوة من عباد الله يرون أن في الحر غنيمة لا تفوت، فعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: لقد رأيتنا مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، في اليوم الحار الشديد الحر، وإن الرجل لَيَضَعُ يده على رأسه من شدة الحر، وما في القوم أحَدٌ صائمٌ إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعبد الله بن رواحة. رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "من صام يومًا في سبيل الله باعَدَ الله بذلك اليوم حرَّ جهنم عن وجهه سبعين خريفًا" رواه النسائي بإسناد صحيح.

صيام الهواجر، ومكابدة الجوع والعطش في يوم شديدٍ حرُّه، بعيدٍ ما بين طرفيه، ذاك دَأَبُ الصالحين، وسنة السابقين، والمحروم من حُرم.

روي أنّ أبا بكرٍ -رضي الله عنه- كان يَصوم في الصَّيف ويُفطِر في الشتاء، ووَصّى عمرُ -رضي الله عنه- ابنَه عبدَ الله فقال: "عليك بخصال الإيمان"، وسمَّى منها الصومَ في شدّةِ الحرِّ في الصيفِ.

ولما مرض معاذ بن جبل -رضي الله عنه- مَرَضَ وفاته قال في الليلة التي تُوفي فيها: أعوذ بالله من ليلةٍ صباحها إلى النار، مرحبًا بالموت، حبيبًا جاء على فاقة، اللهم إني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لجَرْيِ الأنهار، ولا لغرس الأشجار؛ ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، ومزاحمة العلماء بالركب عند حِلَقِ الذكر.

لم يتأسف -رضي الله عنه- على مال ولا ولد، ولم يبك على فراق نعيم الدنيا، ولكنه تأسف على قيام الليل، ومزاحمة العلماء بالركب، وعلى ظمأ الهواجر بالصيام في أيام الحر الشديد!.

خرج ابن عمر في سفر معه أصحابه فوضعوا سفرة لهم فمر بهم راعٍ فدعوه إلى أن يأكل معهم فقال: إني صائم، فقال ابن عمر: في مثل هذا اليوم الشديد حَرُّه، وأنت بين هذه الشعاب في آثار هذه الغنم، وأنت صائم! فقال: أبادر أيامي هذه الخالية.

ويقول أبو الدرداء -رضي الله عنه- موصياً أصحابه: صوموا يوماً شديداً حرُه لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور.

هكذا كان السلف الصالح حال الحر، وكان ابنُ عمرَ وغيرُه من السلف إذا شربوا ماءً بارداً بكوا وذكروا أمنيةَ أهلِ النار، وأنهم يشتهون الماء البارد، وقد حيل بينهم وبين ما يشتهون، ويقولون لأهل الجنة: (أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ)، فيقولون لهم: (إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ) [الأعراف:50].

إن اشتداد الحر يا عباد الله -يُذَكِّرُنَا- بِحَرِّ جهنَّم -أعاذنا الله منها-، تلكم النار التي أعدها الله -جَلَّ وعلا- للكافرين، ويعذبُ بها مَن يشاءُ من عباده المؤمنين العاصين.

وإنَّ اشتدادَ الحَرِّ في هذه الدنيا هو من نفَس النار، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اشتكت النار إلى ربها فقالت: ربِّ، أَكَلَ بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين: نفسٍ في الشتاء، ونفسٍ في الصيف، فهو أشدُ ما تجدون من الحر، وأشدُّ ما ترون من الزمهرير -يعني البرد-" متفق عليه، وفي رواية للبخاري قال: "فإذا اشتد الحر فأبْرِدُوا بالصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم"، والمقصود تأخيرُ صلاة الظهر إلى قرب صلاة العصر عند اشتداد الحر.

فإذا كان هذا الحر الشديد والشمس المحرقة إنما هي نفَسٌ من أنفاسِ جهنَّم، فيا ترى ما عذابها إذاً؟.

رأى عمر بن عبد العزيز قوماً في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل وتوقوا الغبار، فبكى وأنشد:

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﻓﻴﻬﺎ ﻏﻼ‌ﻅٌ ﺷﺪﺍﺩٌ ﻣﻦ ﻤﻼ‌ﺋﻜﺔ**
ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺷﺪﺓ ﺃﻗﺴﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ...

ﻟﻬﺎ ﻣﻘﺎﻣﻊ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ ﻣﺮﺻﺪﺓ**
وﻛﻞ ﻛﺴﺮٍ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺠﺒﺮ...

ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻣﻮﺣﺸﺔ ، ﺷﻌﺜﺎﺀ ﻣﻈﻠﻤﺔ**
ﺩﻫﻤﺎﺀ ﻣﺤﺮﻗﺔ ، لوﺍﺣﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ...

ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ،ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺕ ﻗﺪ ﺟُﻤﻌﺖ**
ﺟﻠﻮﺩﻫﺎ كﺍﻟﺒﻐﺎﻝ ﺍﻟﺰﻫﺮ ﻭﺍﻟﺤﻤﺮ...

ﻟﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻏﻠﺖ ﺯﻓﻴﺮ ﻳﻘﻠِّﺒﻬﻢ**
ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻣﻨﻬﻢ ، ﻭﻣﻨﺤﺪﺭ...

ﻧﻔﻌﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﻧﻔﻌﻨﻲ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻵ‌ﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ...

ﺃﻗﻮﻝ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻌﻮﻥ ﻭﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻧﺐ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮﻭﻩ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ...





-:(( الخطبة الثانية )):-

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ...

أما بعد :

عباد الله :

ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ : ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺃﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻀﺤﻚ ﻗﻂ ..!!
  ﻗﺎﻝ : ﻛﻴﻒ ﺃﺿﺤﻚ ﻭﺟﻬﻨﻢ ﻗﺪ ﺳُﻌﺮّﺕ ، ﻭﺍﻷ‌ﻏﻼ‌ﻝ ﻗﺪ ﻧُﺼﺒﺖ ، ﻭﺍﻟﺰﺑﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﻋﺪﺕ!!.

ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻭﺍﺳﻊ ﻟﻤﺎ ﻻ‌ ﺗﺘﻜئ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ؟!. ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﻜئ ﺍﻵ‌ﻣﻦ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ‌ ﺯﻟﺖ ﺧﺎﺋﻔﺎً ...


ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ :

ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﻝ ﺍﻋﺘﻤﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻋﻔﻮﻩ ، ﻭﻛﺮﻣﻪ..  ﻓﻀﻴﻌﻮﺍ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﻧﻮﺍﻫﻴﻪ .. ﺗﻨﺎﺳﻮﺍ ﺃﻧﻪ { ﺷَﺪِﻳﺪُ ﺍﻟْﻌِﻘَﺎﺏِ } ..  ﻭﺃﻧﻪ { ﻭَﻻ‌َ ﻳُﺮَﺩُّ ﺑَﺄْﺳُﻪُ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻘَﻮْﻡِ ﺍﻟْﻤُﺠْﺮِﻣِﻴﻦَ } ..
ﺃﻣﺎ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ :{ ﺃًﻡْ ﺣَﺴِﺐَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﺟْﺘَﺮَﺣُﻮﺍ ﺍﻟﺴَّﻴِّﺌَﺎﺕِ ﺃّﻥ ﻧَّﺠْﻌَﻠَﻬُﻢْ ﻛَﺎﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤَﺎﺕِ ﺳَﻮَﺍﺀ ﻣَّﺤْﻴَﺎﻫُﻢ ﻭَﻣَﻤَﺎﺗُﻬُﻢْ ﺳَﺎﺀ ﻣَﺎ ﻳَﺤْﻜُﻤُﻮﻥَ } { ﺃَﻓَﻨَﺠْﻌَﻞُ ﺍﻟْﻤُﺴْﻠِﻤِﻴﻦَ ﻛَﺎﻟْﻤُﺠْﺮِﻣِﻴﻦَ ، ﻣَﺎ ﻟَﻜُﻢْ ﻛَﻴْﻒَ ﺗَﺤْﻜُﻤُﻮﻥَ} ﻓﻴﺎ إخﻮﺍﻧﻲ.. ﺍﻧﺠﻮﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ .. ﻭﻭﺍﻟﻠﻪ .. ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺘﺪﺍﺭﻛﻨﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ { ﻟَﻨَﻜُﻮﻧَﻦَّ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺨَﺎﺳِﺮِﻳﻦَ } ...

ﻓﺎﺟﻌﻞ.. ﻫﻤﻚ ﻭﺷﻐﻠﻚ ﺍﻟﺸﺎﻏﻞ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ. . ﻓﺈﻧﻚ ﺇﻥ ﻧﺠﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺩﺭﺀ ﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﻣﻘﺪَّﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﻠﺐ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ..

فاللهم ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ .. ﻳﺎ ﺣﻲ ﻳﺎ ﻗﻴﻮﻡ .. ﻳﺎﻋﻠﻲ ﻳﺎ ﻋﻈﻴﻢ ..ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﺠﻼ‌ﻝ ﻭﺍﻹ‌ﻛﺮﺍﻡ .. ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻠﻪ..  ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ .. ﺧﻠﻘﺘﻨﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻨﺎ ، ﻭﺭﺯﻗﺘﻨﺎ ﻭﻛﻔﻴﺘﻨﺎ ﻭﺁﻭﻳﺘﻨﺎ ﻭﺗﻜﻔﻠﺖ ﺑﺄﺭﺯﺍﻗﻨﺎ ﻭﺁﺟﺎﻟﻨﺎ ﻣﻨَّﺎً ﻭﻛﺮﻣﺎً ﻣﻨﻚ ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻓﺄﺣﻴﻨﺎ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺗﻮﻓﻨﺎ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﻟﺤﻘﻨﺎ ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻻ‌ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ‌ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﻭﻻ‌ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ..

ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺣﺒﻚ ، ﻭﺣﺐ ﻣﻦ ﻳﺤﺒﻚ ، ﻭﺣﺐ ﻋﻤﻞٍ ﻳﻘﺮﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺒﻚ ﻳﺎ ﺭﺏَّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ..

ﻫﺬﺍ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ؛ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ،

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ.

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺘﻖ ﺭﻗﺎﺑﻨﺎ ﻭﺭﻗﺎﺏ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﺎ ﻭﺃﻫﻠﻴﻨﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰ ﻳﺎ ﻏﻔﺎﺭ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺟﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ .. ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺟﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺟﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ .. ﻳﺎﺣﻲ ﻳﺎ ﻗﻴﻮﻡ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻧﺴﺘﻐﻴﺚ ﺃﺻﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﺷﺄﻧﻨﺎ ﻛﻠﻪ ﻭﻻ‌ ﺗﻜﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻗﻨﺎ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺳﻴﺌﺂﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺭﺣﻤﺘﻚ ﻧﺮﺟﻮ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺭﺣﻤﺘﻚ ﻧﺮﺟﻮ ..ﻓﻼ‌ ﺗﻜﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻧﺼﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭﺍﺧﺬﻝ ﻣﻦ ﺧﺬﻝ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻛﻔﻨﺎ ﺷﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺰﺋﻴﻦ ، ﻭﺷﺮ ﺍﻟﺴﺎﺧﺮﻳﻦ ﻳﺎ ﺭﺏَّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ..
ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ، ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻ‌ﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻ‌ﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ  ﻳﺎ ﺭﺏَّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..

ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ..

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ .. { ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑَﺎﻟﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹ‌ِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱْ ﺍﻟﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌْﻠَﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ } ...

ﻓﺎﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ تصنعون ...
والحمد لله رب العالمين ..

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﺇﻧﻬﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺨﺰﻱ ﻭﺍﻟﺒﻮﺍﺭ .. 
ﺇﻧﻬﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺨﺰﻱ ﻭﺍﻟﺒﻮﺍﺭ ..
ﺧﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﺼﺎﺓ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻹ‌ﻧﺲ ﻭﺑﻬﻤﺎ ﺗﻤﺘﻠﺊ ..

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺠﺒَّﺎﺭ :{ ﻭَﺗَﻤَّﺖْ ﻛَﻠِﻤَﺔُ ﺭَﺑِّﻚَ ﻷ‌َﻣْﻸ‌ﻥَّ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺠِﻨَّﺔِ ﻭَﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﺃَﺟْﻤَﻌِﻴﻦَ } ..

ﺃُﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﺫ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﺒﺎﺡ ﻣﺴﺎﺀ ، ﻭﻓﻲ ﺃﺩﺑﺎﺭ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﺌﺲ ﺍﻟﻤﺜﻮﻯ ﻭﺑﺌﺲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ.. ﻟﻴﺲ ﻷ‌ﻫﻠﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ‌َّ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ..

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ { ﻭَﻟِﻠَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﺑِﺮَﺑِّﻬِﻢْ ﻋَﺬَﺍﺏُ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﻭَﺑِﺌْﺲَ ﺍﻟْﻤَﺼِﻴﺮُ ، ﺇِﺫَﺍ ﺃُﻟْﻘُﻮﺍ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺳَﻤِﻌُﻮﺍ ﻟَﻬَﺎ ﺷَﻬِﻴﻘﺎً ﻭَﻫِﻲَ ﺗَﻔُﻮﺭُ ، ﺗَﻜَﺎﺩُ ﺗَﻤَﻴَّﺰُ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻐَﻴْﻆِ ﻛُﻠَّﻤَﺎ ﺃُﻟْﻘِﻲَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻓَﻮْﺝٌ ﺳَﺄَﻟَﻬُﻢْ ﺧَﺰَﻧَﺘُﻬَﺎ ﺃَﻟَﻢْ ﻳَﺄْﺗِﻜُﻢْ ﻧَﺬِﻳﺮٌ ، ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺑَﻠَﻰ ﻗَﺪْ ﺟَﺎﺀﻧَﺎ ﻧَﺬِﻳﺮٌ ﻓَﻜَﺬَّﺑْﻨَﺎ ﻭَﻗُﻠْﻨَﺎ ﻣَﺎ ﻧَﺰَّﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣِﻦ ﺷَﻲْﺀٍ ﺇِﻥْ ﺃَﻧﺘُﻢْ ﺇِﻟَّﺎ ﻓِﻲ ﺿَﻠَﺎﻝٍ ﻛَﺒِﻴﺮٍ ، ﻭَﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻟَﻮْ ﻛُﻨَّﺎ ﻧَﺴْﻤَﻊُ ﺃَﻭْ ﻧَﻌْﻘِﻞُ ﻣَﺎ ﻛُﻨَّﺎ ﻓِﻲ ﺃَﺻْﺤَﺎﺏِ ﺍﻟﺴَّﻌِﻴﺮِ ، ﻓَﺎﻋْﺘَﺮَﻓُﻮﺍ ﺑِﺬَﻧﺒِﻬِﻢْ ﻓَﺴُﺤْﻘﺎً ﻟِّﺄَﺻْﺤَﺎﺏِ ﺍﻟﺴَّﻌِﻴﺮِ }..

ﻭﺍﻫﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻗﻮﻡٍ ﺃﻋﺮﺿﻮﺍ**
ﻋﻦ ﺑﺎﺑﻜﻢ ﻛﻢ ﻓﺎﺗﻬﻢ ﺧﻴﺮﺍﺕ...
ﻭﻣﻦ ﺍﺣﺘﻤﻰ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻤﺎﻛﻢ***
ﺣﻠﺖ ﺑﻪ ﺍﻵ‌ﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻠﻜﺎﺕ...
ﻳﺎ ﻧﺎﺋﻤﻴﻦ ﺗﻴﻘﻈﻮﺍ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻜﻢ***
ﻟﻢ ﻳﺒﻖَ ﻣﻦ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺳﺒﺎﺕ...
ﻳﺎ ﻣﻌﺮﺿﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ***
ﻓﻠﺮﺑﻜﻢ ﻓﻲ ﺩﻫﺮﻛﻢ ﻧﻔﺤﺎﺕ...
ﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﻓﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻫﺎﻟﻚ***  
ﻻ‌ ﺷﻚ ﺇﻻ‌ : ﺍﻟﻠﻪُ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ...

{ ﻓَﺄَﻣَّﺎ ﻣَﻦ ﻃَﻐَﻰ ، ﻭَﺁﺛَﺮَ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓَ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ، ﻓَﺈِﻥَّ ﺍﻟْﺠَﺤِﻴﻢَ ﻫِﻲَ ﺍﻟْﻤَﺄْﻭَﻯ ، ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﻣَﻦْ ﺧَﺎﻑَ ﻣَﻘَﺎﻡَ ﺭَﺑِّﻪِ ﻭَﻧَﻬَﻰ ﺍﻟﻨَّﻔْﺲَ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻬَﻮَﻯ ، ﻓَﺈِﻥَّ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔَ ﻫِﻲَ ﺍﻟْﻤَﺄْﻭَﻯ }...

ﺍﺳﻤﻊ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﻠﺐ ..
  ﻭﺍﺳﻤﻊ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﻟﺤﻲ ..
ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻀﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ، ﻭﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺮﺭﻩ ﺑﺬﻧﻮﺑﻪ ﻭﺁﺛﺎﻣﻪ ، ﺛﻢ ﻧﺎﺩﻯ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ :  ﻳﺎ ﻣﻼ‌ﺋﻜﺘﻲ ﺧﺬﻭﻩ ، ﻭﻣﻦ ﻋﺬﺍﺑﻲ ﺃﺫﻳﻘﻮﻩ ، ﻓﻠﻘﺪ ﺍﺷﺘﺪَّ ﻏﻀﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﻞَّ ﺣﻴﺎﺅﻩ ﻣﻌﻲ ،

ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ { ﺧُﺬُﻭﻩُ ﻓَﻐُﻠُّﻮﻩُ ، ﺛُﻢَّ ﺍﻟْﺠَﺤِﻴﻢَ ﺻَﻠُّﻮﻩُ ، ﺛُﻢَّ ﻓِﻲ ﺳِﻠْﺴِﻠَﺔٍ ﺫَﺭْﻋُﻬَﺎ ﺳَﺒْﻌُﻮﻥَ ﺫِﺭَﺍﻋﺎً ﻓَﺎﺳْﻠُﻜُﻮﻩُ } ..

ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ:{ ﺧُﺬُﻭﻩُ ﻓَﺎﻋْﺘِﻠُﻮﻩُ ﺇِﻟَﻰ ﺳَﻮَﺍﺀ ﺍﻟْﺠَﺤِﻴﻢِ ، ﺛُﻢَّ ﺻُﺒُّﻮﺍ ﻓَﻮْﻕَ ﺭَﺃْﺳِﻪِ ﻣِﻦْ ﻋَﺬَﺍﺏِ ﺍﻟْﺤَﻤِﻴﻢِ }...

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ : ﻓﻴﺒﺘﺪﺭﻩ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻔﺎً ﻣﻨﻬﻢ – ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺑﺎﻧﻴﺔ – ﻓﻴﺴﻮﻗﻮﻧﻪ ﺳﺤﺒﺎً ﻭﺩﻓﻌﺎً ﺇﻟﻰ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ، ﻓﻴﺄﺗﻴﻪ ﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﻼ‌ﺋﻜﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻴﻀﺮﺑﻪ ﺑﻤﻘﻤﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﻓﺘﻔﺘﺢ ﺩﻣﺎﻏﻪ ، ﺛﻢ ﻳﺼﺐ ﺍﻟﺤﻤﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ، ﻓﻴﻨﺰﻝ ﻓﻲ ﺑﺪﻧﻪ ﻓﻴﺴﻠﺖ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﻌﺎﺋﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺮﻕ ﻣﻦ ﻛﻌﺒﻴﻪ ، ﺛﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ { ﺫُﻕْ ﺇِﻧَّﻚَ ﺃَﻧﺖَ ﺍﻟْﻌَﺰِﻳﺰُ ﺍﻟْﻜَﺮِﻳﻢُ }..
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : ﺃﻱ ﻟﺴﺖ ﺑﻌﺰﻳﺰ ﻭﻻ‌ ﻛﺮﻳﻢ .

ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﻗﻌﺮ ﺟﻬﻨﻢ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﻀﺮﻳﻊ ﺍﻟﺬﻱ { ﻟَﺎ ﻳُﺴْﻤِﻦُ ﻭَﻟَﺎ ﻳُﻐْﻨِﻲ ﻣِﻦ ﺟُﻮﻉٍ } ...
ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﻘﻴﺢ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﺪ .. ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺷﺮﺍﺏ ﺇﻻ‌ ﻣﻦ ﺣﻤﻴﻢ...


أما شرابهم: فقد روى ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( { ﻭَﻳُﺴْﻘَﻰ ﻣِﻦ ﻣَّﺎﺀ ﺻَﺪِﻳﺪٍ ، ﻳَﺘَﺠَﺮَّﻋُﻪُ ﻭَﻻ‌َ ﻳَﻜَﺎﺩُ ﻳُﺴِﻴﻐُﻪُ }.
ﻗﺎﻝ : ﻳﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻜﺮﻫﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃُﺩﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﺷﻮﻯ ﻭﺟﻬﻪ ، ﻭﻭﻗﻌﺖ ﻓﺮﻭﺓ ﺭﺃﺳﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺷﺮﺑﻪ ﻗﻄَّﻊ ﺃﻣﻌﺎﺀﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﺑﺮﻩ )..
ﺃﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺻﻔﺎً ﻣﺎﺀﻫﻢ : { ﻭَﺳُﻘُﻮﺍ ﻣَﺎﺀ ﺣَﻤِﻴﻤﺎً ﻓَﻘَﻄَّﻊَ ﺃَﻣْﻌَﺎﺀﻫُﻢْ } ..

ﺃﻣﺎ ما ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺻﻴﺎﺣﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻐﺎﺛﺘﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ :{ ﻭَﺇِﻥ ﻳَﺴْﺘَﻐِﻴﺜُﻮﺍ ﻳُﻐَﺎﺛُﻮﺍ ﺑِﻤَﺎﺀ ﻛَﺎﻟْﻤُﻬْﻞِ ﻳَﺸْﻮِﻱ ﺍﻟْﻮُﺟُﻮﻩَ ﺑِﺌْﺲَ ﺍﻟﺸَّﺮَﺍﺏُ ﻭَﺳَﺎﺀﺕْ ﻣُﺮْﺗَﻔَﻘﺎً }..
ﻻ‌ ﻳﺸﺮﺏ ﺑﺮﺿﺎﻩ ﺑﻞ ﻗﻬﺮﺍً ﻭﻗﺼﺮﺍً، ﻭﺗﻀﺮﺑﻪ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺋﻜﺔ ﺑﻤﻄﺎﺭﻕ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ .. ﻭﻟﻴﺖ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﻴﺢ ، ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﺪ ، ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ، ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ‌ ﻳﺴﺘﺴﺎﻍ.. 

ﺑﻞ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﺬﺍﺏ ﻭﻋﺬﺍﺏ .. ﺻﻨﻮﻑ ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ : { ﻭَﻣِﻦ ﻭَﺭَﺁﺋِﻪِ ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﻏَﻠِﻴﻆٌ }.
ﺃﻱ :ﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﺬﺍﺏ ﺁﺧﺮ ﻏﻠﻴﻆ ﺻﻌﺐ ﺃﺷﺪ ﻭﺃﻏﻠﻆ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﺃﺩﻫﻰ ﻭﺃﻣﺮ ..
ﺻﻨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﻭﺻﻨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ، ﻭﺻﻨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ..

* ﺃﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺰﻗﻮﻡ .. 
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺳﻤﻌﻨﺎ ، ﻭﺟﺎﺀﻧﺎ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﻫﺎ ، ﻓﺄﻳﻦ ﺃﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ !!!

ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺳﻤﻌﻚ ﻭﺍﺳﻤﻊ ﻛﻼ‌ﻡ ﺭﺑﻚ : { ﺃَﺫاَﻟِﻚَ ﺧَﻴْﺮٌ ﻧُّﺰُﻻ‌ً ﺃَﻡْ ﺷَﺠَﺮَﺓُ ﺍﻟﺰَّﻗُّﻮﻡِ ، ﺇِﻧَّﺎ ﺟَﻌَﻠْﻨَﺎﻫَﺎ ﻓِﺘْﻨَﺔً ﻟِّﻠﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ ، ﺇِﻧَّﻬَﺎ ﺷَﺠَﺮَﺓٌ ﺗَﺨْﺮُﺝُ ﻓِﻲ ﺃَﺻْﻞِ ﺍﻟْﺠَﺤِﻴﻢِ ، ﻃَﻠْﻌُﻬَﺎ ﻛَﺄَﻧَّﻪُ ﺭُﺅُﻭﺱُ ﺍﻟﺸَّﻴَﺎﻃِﻴﻦِ ، ﻓَﺈِﻧَّﻬُﻢْ ﻟَﺂﻛِﻠُﻮﻥَ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻓَﻤَﺎﻟِﺆُﻭﻥَ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﺍﻟْﺒُﻄُﻮﻥَ ، ﺛُﻢَّ ﺇِﻥَّ ﻟَﻬُﻢْ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻟَﺸَﻮْﺑﺎً ﻣِّﻦْ ﺣَﻤِﻴﻢٍ ، ﺛُﻢَّ ﺇِﻥَّ ﻣَﺮْﺟِﻌَﻬُﻢْ ﻟَﺈِﻟَﻰ ﺍﻟْﺠَﺤِﻴﻢِ }...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان :*
*" إنــهــــا الـــنـــار .... !! "*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الاولى*
الحمدُ لله مُجزِل العطايا مسبِل النِّعَم،
رافِع البلايا دافِع النِّقم،
يعلَم الخفايا ويرى ما في الظُّلم،

أحمده تعالى وأشكره خَلقَنا من العدَم وأمدَّنا بالنّعم، هدانا للإسلام؛ فللّه الحمد مِن قبلُ ومِن بعد،
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﺧﺒﻴﺮﺍً ﺑﺼﻴﺮﺍً,
ﻭﺗﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺮﻭﺟﺎً ﻭﺟﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺮﺍﺟﺎً ﻭﻗﻤﺮﺍً ﻣﻨﻴﺮﺍً،
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺧﻠﻔﺔً ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ   ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﺷﻜﻮﺭﺍً... 

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺧﻴﺮﺍً ﻣﻤﺎ ﻧﻘﻮﻝ, ﻭﻓﻮﻕ ﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ, ﻭﻣﺜﻠﻤﺎ ﻧﻘﻮﻝ,..
ﻋﺰّ ﺟﺎﻫﻚ، ﻭﺟﻞّ ﺛﻨﺎﺅﻙ، ﻭﺗﻘﺪﺳﺖ ﺃﺳﻤﺎﺅﻙ, ﻭﻻ‌ ﺇﻟﻪ ﻏﻴﺮﻙ ﻭﻻ‌ ﻣﻌﺒﻮﺩٌ ﺑﺤﻖ ﺳﻮﺍﻙ ، ، ،

ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﺃﺭﺿﻚ ، ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀُ ﺳﻤﺎﺅﻙ ، ﻭﻣﺎ ﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﻓﻤﻦ ﻓﻴﺾ ﺟﻮﺩﻙ  ﻭﻋﻄﺎﺅﻙ , ..

وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، مجيب الدعاء كاشف البلوى عالم النجوى ...

أنت الملاذ إذا ما أزمة شمـلت ...
وأنت ملجأ من ضاقت به الحيل
أنت المنادى به في كل حـادثة ...
أنت الإله وأنت الذخر والأمل
أنت الرجاء لمن سدت مذاهبه ...
أنت الدليل لمن ضّلَّتْ به السبل
إنا قصدناك والآمال واقعة ...
عليك والكل ملهوف ومبتهل

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه ..
جاهد في الله بعزم واهتمام، حتى انقشع عن سماء الحق تراكم الغمام، وظهر في أفق الإيمان بدر التمام ..

إذا أردت أن تفـوز وتـرتـقي ...
درج العلى أو تنالَ رضاهُ .
أدم الصلاة على محمد الـذي ...
لولاه مـا فـتح المكـبرُ فـاهُ.
وله الوسيلة واللـواء وكوثـر ...
يروى الورى وكذا يكونُ الجاهُ.


ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎً ﻛﺜﻴﺮﺍً...

{ ﻳَﺂ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁَﻣَﻨُﻮﺍْ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍْ ﺍﻟﻠﻪَ ﺣَﻖَّ ﺗُﻘَﺎﺗِﻪِ ﻭَﻻ‌ْ ﺗَﻤُﻮﺗُﻦَّ ﺇِﻻ‌ّ ﻭَﺃﻧﺘُﻢْ ﻣُﺴﻠِﻤُﻮﻥَ }

{ ﻳَﺂ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺭَﺑَّﻜُﻢُ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺧَﻠَﻘَﻜُﻢ ﻣِﻦ ﻧَﻔْﺲٍ ﻭَﺍﺣِﺪَﺓٍ ﻭَﺧَﻠَﻖَ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﺯَﻭْﺟَﻬَﺎ ﻭَﺑَﺚَّ ﻣِﻨْﻬُﻤَﺎ ﺭِﺟَﺎﻻ‌ً ﻛَﺜِﻴﺮﺍً ﻭَﻧِﺴَﺂﺀً ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺗَﺴَﺂﺀَﻟُﻮﻥَ ﺑِﻪِ ﻭَﺍﻷ‌َﺭْﺣَﺎﻡَ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠﻪَ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢ ﺭَﻗِﻴﺒﺎً }

{ ﻳَﺂ ﺃَﻳَّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁَﻣَﻨُﻮﺍْ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍْ ﺍﻟﻠﻪَ ﻭَ ﻗُﻮﻟُﻮﺍْ ﻗَﻮﻻ‌ً ﺳَﺪِﻳﺪﺍً ، ﻳُﺼﻠِﺢْ ﻟَﻜُﻢ ﺃَﻋْﻤَﺎﻟَﻜُﻢ ﻭَ ﻳَﻐْﻔِﺮْ ﻟِﻜُﻢْ ﺫُﻧُﻮﺑَﻜُﻢْ ﻭَ ﻣَﻦ ﻳُﻄِﻊِ ﺍﻟﻠﻪَ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟَﻪُ ﻓَﻘَﺪْ ﻓَﺎﺯَ ﻓَﻮْﺯَﺍً ﻋَﻈِﻴﻤَﺎً } ...


ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :

ﻓﺈﻥَّ ﺃﺻﺪﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﻼ‌ﻡ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﻫﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪٍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﺷﺮَّ ﺍﻷ‌ﻣﻮﺭ ﻣﺤﺪﺛﺎﺗﻬﺎ ، ﻭﻛﻞ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼ‌ﻟﺔ ﻭﻛﻞ ﺿﻼ‌ﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ...


ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ .. ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ ﻟﻤﻦ ﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎً ،
ﻭﺃﻃﺎﻋﻪ ﺑﻔﻌﻞ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ، ﻭﺗﺮﻙ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ ﺑﺄﻥَّ ﻟﻪ ﺟﻨّﺔ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷ‌ﺭﺍﺿﻴﻦ ..
ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ ﺏ { ﻧَﺎﺭﺍً ﺗَﻠَﻈَّﻰ ، ﻟَﺎ ﻳَﺼْﻠَﺎﻫَﺎ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟْﺄَﺷْﻘَﻰ ، ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻛَﺬَّﺏَ ﻭَﺗَﻮَﻟَّﻰ }...


  ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ..

ﺳﺎﺀﺕ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﻗﻞَّ ﺃﺩﺑﻬﻢ ﻣﻊ ﺭﺏِّ ﺍﻟﻨﺎﺱ..  ﻓﻜﺜﺮﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ..  ﻭﻋﺰﻓﺖ ﺍﻟﻘﻴﻨﺎﺕ.. ﻭﺃﻛﻠﺖ ﺍﻷ‌ﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺮﺑﻮﻳﺎﺕ.. ﻭﻛﺜُﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺰﺋﻴﻦ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺰﺋﺎﺕ.. ﻭﻫُﺠﺮﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ، ﻭﺍﺳﺘُﻬﻴﻦ ﺑﺎﻟﺼﻠﻮﺍﺕ..
ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﺇﻻ‌ ﻷ‌ﻧﻬﻢ ﻏﻔﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﺠﺒَّﺎﺭ ﺟﻞَّ ﺟﻼ‌ﻟﻪ .. 
ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﺇﻻ‌ ﻷ‌ﻧﻬﻢ ﻏﻔﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﺠﺒَّﺎﺭ ﺟﻞَّ ﺟﻼ‌ﻟﻪ ..   

ﻓﻜﺎﻥ ﻻ‌ ﺑﺪّّ ﻣﻦ ﺗﺬﻛﻴﺮ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺗﺬﻛﻴﺮ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﺑﻄﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ .. ﻋﻠﻬﺎ ﺗﺨﺸﻊ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ.. ﻭﻳﺮﺗﺪﻉ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﻭﻳﺘﻮﺏ.. ﻭﻳﻘﻠﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ..


ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ..

ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﻜﺬﺑﻴﻦ ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺪﻳﻦ ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺰﺋﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ : { ﻭَﺇِﻥَّ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﻟَﻤَﻮْﻋِﺪُﻫُﻢْ ﺃَﺟْﻤَﻌِﻴﻦَ، ﻟَﻬَﺎ ﺳَﺒْﻌَﺔُ ﺃَﺑْﻮَﺍﺏٍ ﻟِّﻜُﻞِّ ﺑَﺎﺏٍ ﻣِّﻨْﻬُﻢْ ﺟُﺰْﺀٌ ﻣَّﻘْﺴُﻮﻡٌ } ...
ﺇﺫﺍ ﻛُﺒّﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﺃﻭﺻﺪﺕ ﻓﻼ‌ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻠﻬﺮﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ : { ﺇﻧَّﻬَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢ ﻣُّﺆْﺻَﺪَﺓٌ ، ﻓِﻲ ﻋَﻤَﺪٍ ﻣُّﻤَﺪَّﺩَﺓٍ }  ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻓﺘﺘﺼﺪﻯ ﻟﻬﻢ { ﻣَﻠَﺎﺋِﻜَﺔٌ ﻏِﻠَﺎﻅٌ ﺷِﺪَﺍﺩٌ ﻟَﺎ ﻳَﻌْﺼُﻮﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻣَﺎ ﺃَﻣَﺮَﻫُﻢْ ﻭَﻳَﻔْﻌَﻠُﻮﻥَ ﻣَﺎ ﻳُﺆْﻣَﺮُﻭﻥَ } ...
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ : { ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻓَﺴَﻘُﻮﺍ ﻓَﻤَﺄْﻭَﺍﻫُﻢُ ﺍﻟﻨَّﺎﺭُ ﻛُﻠَّﻤَﺎ ﺃَﺭَﺍﺩُﻭﺍ ﺃَﻥ ﻳَﺨْﺮُﺟُﻮﺍ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﺃُﻋِﻴﺪُﻭﺍ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻭَﻗِﻴﻞَ ﻟَﻬُﻢْ ﺫُﻭﻗُﻮﺍ ﻋَﺬَﺍﺏَ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻛُﻨﺘُﻢ ﺑِﻪِ ﺗُﻜَﺬِّﺑُﻮﻥَ } ...

ﺳﻴﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ، ﻭﺳﻴﺆﺗﻰ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺃﻯ ﻭﻣﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻼ‌ﺋﻖ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ.. ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺠﻤﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﺍﻷ‌ﻭﻟﻴﻦ ﻭﺍﻵ‌ﺧﺮﻳﻦ { ﺫَﻟِﻚَ ﻳَﻮْﻡٌ ﻣَّﺠْﻤُﻮﻉٌ ﻟَّﻪُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﻭَﺫَﻟِﻚَ ﻳَﻮْﻡٌ ﻣَّﺸْﻬُﻮﺩٌ } ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

قال إذا جاءتك الزبانيةُ يومَ القيامة ليأخذونَكَ إلى النار فلا تذهبْ معهم, قال: لا يَدَعُونَنِي ولا يقبلون مني, قال : فكيف ترجو النجاة إذًا؟
قال له يا إبراهيم حسبي حسبي أنا أستغفر الله وأتوب إليه ولزمه في العبادة حتى فرَّق الموتُ بينهما[6].

فكريم الطبع لا يسيء إلى من يحسنُ إليه ومن نِعَمَه عليه لا تُعَدُّ ولا تحصى, أما لئامُ الطباع هم الذين يقابلون الإحسانَ بالإساءةِ والمعروفَ بالجحودِ.

فأعظم الصوارف عن مواقعة الذنوب:
تعظيم الله عز وجل, ومحبته, وشهود نعمه سبحانه, وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خير المرسلين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدي السبيل, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الطيبين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فإن المسلم ينبغي عليه دومًا أن يبحث لنفسه عن قيدٍ يُقَيِّدُهَا به عن دواعي الهوى, فالله عز وجل قد ركب في الإنسان قوتين متضادتين قوة تدعوه إلى الطاعة وقوة تدعوه إلى المعصية, وعلى قدر كل قوة يكون حال المسلم, فلابد للمسلم أن يبحث عمَّا يقوي داعي الطاعة في قلبه ويصرفه عن المعاصي والذنوب, ومما يصرف العبد عن الذنوب:

الصارف الرابع: التفكر في سرعة زوال الدنيا وانقضائها
فهذا مما يصرف العبد عن مواقعة الذنوب التفكر في حقيقة الدنيا وسرعة زوالها ومدى مقدارها بالنسبة للآخرة.

فإن الدنيا ممر ومعبر للآخرة وليست بدار استقرار, ولذلك جاءت الأدلة من الكتاب والسنة لتبين حقيقة الدنيا, قال تعالى [اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ] {الحديد:20}.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رَاكِبٍ قَالَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فِي يَوْمٍ حَارٍّ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا»[7].
وعن المُسْتَوْرِدِ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ ِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يرْجِعُ"[8].
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه, أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أحبّ دنياه أَضرَّ بآخرته، ومن أحبّ آخرته أضرَّ بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى"[9].

فمن أدرك حقيقة الدنيا علم أن متاعَها زائفٌ زائلٌ, وأنَّ ما يكونُ فيها من الشهوات إنَّما هو خيالٌ يعقبه ندمٌ وحسرةٌ, كما قال تعالى [وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ] {الحديد:20}.

الصارف الخامس: النعيم والعزُّ الحقيقي في دار البقاء
وأخيرا فإن من أعظم ما يصرف العبد عن المعصية أن يعلم أن النعيم الحقيقي في دار البقاء, حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر, فقد أعد الله عز وجل في الجنة لعبادة المتقين من صنوف النعيم ما يهون معه فواتُ أيِّ لذةٍ في الدنيا.

قال تعالى في حق المؤمنين [وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا * عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا] [ الإنسان : 12-22].

وأعظم من هذا النعيم كله رؤية وجه ربِّ العزة تعالى, فهذا أعظم لذة ينالها المسلم في الجنة, فأعظم نعيم وألذُّ نعمة رؤية الله عز وجل, وأعظم حسرة للكافرين أن لا يروا من خلقهم.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبـة جمعـة بعنـوان :*
*الصوارف.عن.الذنوب.tt*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـــة.الأولـــى.tt*
إنَّ الحمد لله تعالى نحمده, ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم:
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ] {آل عمران:102}.
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا] {النساء:1}.
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا] {الأحزاب:70- 71}.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

وبعد: فإن فِي الْقَلْبِ فَاقَةً لَا يَسُدُّهَا إِلَّا مَحَبَّةُ اللَّهِ وَالْإِقْبَالُ عَلَيْهِ وَالْإِنَابَةُ إِلَيْهِ، وَلَا يُلَمُّ شَعَثُهُ بِغَيْرِ ذَلِكَ أَلْبَتَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَظْفَرْ بِذَلِكَ: فَحَيَاتُهُ كُلُّهَا هُمُومٌ وَغُمُومٌ، وَآلَامٌ وَحَسَرَاتٌ، فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ ذَا هِمَّةٍ عَالِيَةٍ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ عَلَى الدُّنْيَا حَسَرَاتٍ، فَإِنَّ هِمَّتَهُ لَا تَرْضَى فِيهَا بِالدُّونِ وَإِنْ كَانَ مَهِينًا خَسِيسًا، فَعَيْشُهُ كَعَيْشِ أَخَسِّ الْحَيَوَانَاتِ، فَلَا تَقَرُّ الْعُيُونُ إِلَّا بِمَحَبَّةِ الْحَبِيبِ الْأَوَّلِ, كما قيل:
نَقِّلْ فُؤَادَكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الْهَوَى = مَا الْحُبُّ إِلَّا لِلْحَبِيبِ الْأَوَّلِ
كَـمْ مَـنْزِلٍ فـِي الْأَرْضِ يَأْلَفُهُ الْفَتَى = وَحَـنِـينُـهُ أَبَــدًا لِأَوَّلِ مَــنْـزِلِ[1]
 
وأَصْلُ الْعِبَادَةِ إِفْرَادُ الله تعالى بِالْمَحَبَّةِ، وَأَنْ يَكُونَ الْحُبُّ كُلُّهُ لِلَّهِ، فَلَا يُحِبُّ مَعَهُ سِوَاهُ، وَإِنَّمَا يُحِبُّ لِأَجْلِهِ وَفِيهِ، وَإِذَا كَانَتِ الْمَحَبَّةُ لَهُ هِيَ حَقِيقَةَ عُبُودِيَّتِهِ وَسِرَّهَا، فَهِيَ إِنَّمَا تَتَحَقَّقُ بِاتِّبَاعِ أَمْرِهِ، وَاجْتِنَابِ نَهْيِهِ،
 
فَعِنْدَ اتِّبَاعِ الْأَمْرِ وَاجْتِنَابِ النَّهْيِ تَتَبَيَّنُ حَقِيقَةُ الْعُبُودِيَّةِ وَالْمَحَبَّةِ[2].

فليس محبًّا له من كان مغرقـًا في معصيته مجترءً على محارمه منتهكًا لحرماته مبتعدًا عن أمره, فهذا من أبعد الناس عن محبته سبحانه.
إذ المحبة أقوى الصوارف عن الوقوع في معصيته, فكلُّ محبٍ إنما يسعى في رضى محبوبه, فإذا تمكنت المحبةُ من القلب خضع الجسدُ والقلبُ واللسانُ لمراد المحبوب كما قيل:
أغرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قَاتِلي = وأنَّكِ مهما تَأْمُرِي القلبَ يَفْعَلِ
 
وبالتالي فمن أراد أن يُنْشِأَ في قلبه حِجَابًا حَاجِزًا بينه وبين المعصية فليفتش عن المحبة ولْيُمِدَّهَا بِمَدَدِ الذَّكْرِ والطاعةِ والتَّعَرُّفِ إلى الخالقِ وأسمائه وصفاته سبحانه إذ هي أوسعُ بابٍ لمحبةِ الله تعالى.

والله عز وجل قد جعل في قلب كل مسلم واعظــًا ينبهه عند الغفلة, عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ سُورَانِ بَيْنَهُمَا, وَأَبْوبٌ مُفَتَّحَةٌ وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلَا تَعْوَجُّوا، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ إِنْسَانٌ فَتْحَ شَيْءٍ مِنْ تِلْكِ الْأَبْوَابِ قَالَ: وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ".

فَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ، وَالسُّتُورُ: حُدُودُ اللَّهِ، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ، وَالدَّاعِي مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ "[3].

ففي قلبِ كلِّ مسلمٍ واعظٌ يُنَبهه إذا غَفَلَ وسيطرت عليه شَهَوَاتُه، وعلى قَدْرِ قوةِ هذا الواعظِ وحضوره في القلبِ على قدرِ ابتعاده عن المعاصي، وكلما ضَعُفَ هذا الواعظ كلما كان المسلمُ أكثرَ جُرْأَةً على مواقعةِ الذنوب.

فلابد لكلِّ مسلمٍ أن يفتش عن الأمور التي تنبهه وتعصمه من الوقوع في معاصي الله عز وجل، وتصرفه عنها، وأن يقويها ويكثِّرُها إذ هي أسلحته ضدَّ نفسه والشيطان.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فالأيمان بالقضاء والقدر، يجعلك تطمئن؛ لأن الملك لله، لا يصيبك إلا ما كتبه الله. ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾.
فالأمر كله لله جل وعلا، أصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس، أصلح سريرتك يصلح الله علانيتك، والله يتولاك والله يعينك وينصرك ولو كنت أمام أعظم الأعداء.
بعث الله موسى وهارون إلى فرعون الطاغية.
﴿قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾.
فالله مع المتقين، والله مع المحسنين، فحقق أنت التقوى لله جل وعلا، وابتعد عن المعاصي التي تجلب عليك الهموم والأحزان فكن متقيًا لله جل وعلا، واعلم أن الله يزيل الهموم والأحزان عن عباده المتقين، وعن عباده المحسنين.

قال الله لنبيه: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾.
اذا كنت لا تخاف إلا الله ستعيش في سعادة، وفي طمأنينة، لأنك لا تخاف مخلوقًا، إنما تخاف الله جل وعلا، وتخشى الله من ذنوبك، وتخشى الله من سوء فعالك..
﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.
إذا كنت مع الله، فالله معك، والله يتولاك والله ينصرك، والله يدافع عنك من فوق سبع سماوات.
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾.
ومن أعظم ما يزيل الهموم والأحزان الدعاء، والرجوع إلى الله، إذا أصابك الهم وإذا أصابك الحزن، فارفع يديك لمولاك. ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ﴾.
يا أيها المسلم الله يغير الحال، في أمر كلمح البصر، فكن مع الله، ولن يضيعك الله، حقق الذكر الذي به تطمئن القلوب. أكثر من ذكر الله، ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.
فذكرُ الله أيضًا يزيل الهموم والأحزان، وكان من الدعاء الذي علم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة دعاء الكرب، وهو قوله: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ".

ومن الأدعية في إزالة الكرب أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول: " الله الله رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ".
ومن ذلك دعاء يونس عليه السلام وهو كظيم محزون في بطن الحوت، قد حُبس في مكانه، لم يحبس فيه أحد من الأولين والآخرين، وذلك حكمة الله.
﴿إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ﴾ ماذا كان دعاءه؟ قال الله عز وجل في كتابه الكريم: ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾.
جعل يكرر هذه الكلمات، جعل يكررها ففرج الله عنه، فرج الله عنه، وأزال الله همه، وأزال حزنه، وأعاده إلى قومه، فآمنوا به أجمعون، لا إله إلا الله، كيف أزال الله الهموم، بهذا الدعاء العظيم، دعاء الكرب، ﴿لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾. فادعوا الله بهذا الدعاء.

ومن الأدعية ما جاء في مسند أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺃﺣﺪا ﻗﻂ ﻫﻢ ﻭﻻ ﺣﺰﻥ، ﻓﻘﺎﻝ: "اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﻋﺒﺪﻙ، اﺑﻦ ﻋﺒﺪﻙ، اﺑﻦ ﺃﻣﺘﻚ، ﻧﺎﺻﻴﺘﻲ ﺑﻴﺪﻙ، ﻣﺎﺽ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻚ، ﻋﺪﻝ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺅﻙ، ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺑﻜﻞ اﺳﻢ ﻫﻮ ﻟﻚ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻚ، ﺃﻭ ﻋﻠﻤﺘﻪ ﺃﺣﺪا ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻚ، ﺃﻭ ﺃﻧﺰﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻚ، ﺃﻭ اﺳﺘﺄﺛﺮﺕ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻐﻴﺐ ﻋﻨﺪﻙ، ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺭﺑﻴﻊ ﻗﻠﺒﻲ، ﻭﻧﻮﺭ ﺻﺪﺭﻱ، ﻭﺟﻼء ﺣﺰﻧﻲ، ﻭﺫﻫﺎﺏ ﻫﻤﻲ، ﺇﻻ ﺃﺫﻫﺐ اﻟﻠﻪ ﻫﻤﻪ ﻭﺣﺰﻧﻪ، ﻭﺃﺑﺪﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﺮﺣﺎ "، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻴﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﻻ ﻧﺘﻌﻠﻤﻬﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ: «ﺑﻠﻰ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻤﻦ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻤﻬﺎ»
أيها المسلم، الله سيفرج عنك، ثق بالله، ثق بالله، ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾.
هذا وعد من الله جل وعلا، وعد الله مع العسر بيسرين، فثق بالله.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وإقامة الإيمان والأعمال الصالحة، فذلك من أعظم ما يزيل الهموم والأحزان.
حافظ على توحيدك، فلا تخف إلا من الله، عامل ربك، لا ترائي الخلق، ولا تبتغي منهم جزاء ولا شكورًا في عباداتك ولا تفعل عملًا تتقرب به إلى مخلوق وتتقرب به إلى الخلق، وتنسى ربك الذي بيده الأمور كلها، الذي يقول للشيء كن فيكون، ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.
﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.
﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾. فالله هو الذي يغير الأحوال.
﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
فكن مع الله، يكن الله معك، يزيل الله عنك الهموم والأحزان عند أن تكون مع الله بالتوحيد، وحسن الظن بالله، وتحقيق التوكل.
والتوكل على الله، هو صدق اعتماد القلوب على الله جل وعلا، فلا يقلق مخلوق، ولا يقلق من ذهاب من يعاون من المخلوقين؛ لأنه معتمد على الله جل وعلا، معتمد على الله جل وعلا، فيحقق التوحيد وحسن الظن بالله والتوكل على الله جل وعلا، سيعيش مطمئنًا.
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
الثقة على الله، سر السعادة تحقيق اليقين والتوكل، وتحقيق التوحيد والإيمان، سر سعادتك، وذهاب همومك وأحزانك، عند أن تحقق التوحيد وعبادة لله وحده.
﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾.
قال الله سبحانه: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾.
قال يا رسول الله "أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ : { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ".
فالذي يخاف من غير الله، تتسلط عليه الشياطين، وتزيده خوفًا وذعرًا وبعدًا عن الله، الذي يذبح لغير الله، والذي يدعو غير الله، الذي يستغيث بالأولياء وبالأنبياء وبالملائكة بالمخلوقين، يكله الله ويتخلى الله عنه، ويكله إلى من تعلق قلبه به.
قال النبي عليه الصلاة والسلام: " مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ ".
وقال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ ".
لكن تعلق القلوب بباريها وبخالقها الذي يغير الشيء بكلمة واحدة.
﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.
فيا من ابتليت بالأمراض، أمرك بيد الله، لا يصيبك الهم والحزن.
عليك أيها المسلم أن ترفع يديك إلى الله ولا تقنط من رحمة الله إنه لا يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرون
﴿وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾.
وأما المسلم فهو يطمع برحمة ربه جل وعلا.
﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾.
يا من أصيب بالفقر أو ركبته الديون والهموم، يا من ابتليت بالمصائب والأعداء يا من ابتليت أيضًا بعقوق الأولاد، يا من ابتليت بسوء خلق الزوجة، ربك جل وعلا سيرفع عنك ذلك.
يُذهب الله الهموم والأحزان، بصلاحك أيها المسلم، بصلاحك وتقواك وإيمانك وتوحيدك، فإذا حققت ذلك فإن الله عز وجل يذهب عنك همومك ويذهب عنك أحزانك.
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى﴾

﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
استقم على طاعة الله، ستجد الله يفرج الهموم، ويفرج الأحزان، استقم على طاعة ربك، قم في صلاتك، حافظ على الفرائض الخمسة، بخشوع وخضوع، وتقرب إلى الله بنوافل الصلاة، بخشوع وضراعة فإن الله يذهب عنك الهموم والأحزان.
قال الله لنبيه: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾.

فقم في صلاتك بخشوع، انطرح بين يدي الله، اسجد لربك، واسجد واقترب، واعلم أنك أقرب ما تكون من ربك عند أن تكون ساجدًا، فأكثر من الدعاء، ولن يَتِرَكَ الله، وفقنا الله وإياك لمرضاته، والحمد لله رب العالمين

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

احفظ الله يحفظك
للشيخ/ أحمد المعلم

الخطبة الأولى:
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عباد الله: عن ابن عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: كنت خَلْفَ رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا، فقال: "يا غُلَامُ، إني أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إذا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وإذا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لو اجْتَمَعَتْ على أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لم يَنْفَعُوكَ إلا بِشَيْءٍ قد كَتَبَهُ الله لك، وَلَوْ اجْتَمَعُوا على أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لم يَضُرُّوكَ إلا بِشَيْءٍ قد كَتَبَهُ الله عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ"(رواه الترمذي).

عباد الله: هذا حديثٌ عظيمٌ جليلٌ، اشتمل على أصول عظيمة من أصول الإسلام، حتى قال بعض العلماء: "تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش، فوا أسفا من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه"(جامع العلوم والحكم).

فأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: "احفظ الله"، فهو يعني حفظ حدوده وحقوقه، وأوامره ونواهيه، وحفظ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتناب، وعند حدوده، فلا يتجاوز ما أمر به وأذن فيه إلى ما نهى عنه، فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله الذين مدحهم الله في كتابه بقوله: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ)[ق: 32-33]، هذا هو الحفظ العام.

وقد أمر العبد بحفظ أعمال مخصوصة مثل:

أولاً: الصلاة: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)[البقرة: 238]، وقوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)[المعارج: 34].

ثانياً: الطهارة: كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ولا يُحَافِظُ على الْوُضُوءِ إلا مُؤْمِنٌ"(رواه أحمد وابن ماجة والحاكم والبيهقي وصححه الألباني).

ثالثاً: والأيمان: جمع يمين وهو الحلف، قال -تعالى- بعد ذكر كفارة اليمين: (ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[المائدة: 89].

رابعاً: الأمانات والعهود: قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)[المعارج: 32].

خامساً: جوارح الإنسان: يجب أن يحفظها كلها عن الوقوع فيما حرم الله، وجاء الأمر بحفظ جوارح مخصوصة مثل: اللسان، والبصر، والسمع، والفؤاد، والفرج، قال -تعالى-: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا)[الإسراء: 36]، وقال -تعالى-: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)[النور: 30]، وقال -عز وجل-: (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 35]، وقال -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [الحديد: 20].

فإذا علمتَ أنّ الدنيا إلى زوال فلا تعلق قلبك بمتاعها الزائل، بلِ ازرَعْ فيها ما ينفعك في الدار الآخرة، لا تعلق قلبك بما سيزول ويفنى، بل علق قلبك بما سيدوم ويبقى، قال تعالى: (وَمَا أوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أفلا تعْقِلونَ) [القصص: 60].

رابعا: اعتبر واتعِظ بسرعة مرور الأيام والشهور والأعوام؛ فقبل أيام قليلة مضتْ وَدّعنا عاما هجريا مضى من أعمارنا، واستقبلنا عاما جديدا بدأت أيامه تمر بسرعة، وفي ذلك من العبر والعظات ما لا يخفى.

فيا عبد الله: أما تأملتَ في الأيام وسرعتها؟ أما تفكرت في الشهور وذهابها؟ أما اتعظت بمرور السنوات وانقضائها؟

إنا لنفرح بالأيام نقطعها *** وكلّ يوم مضى يُدني من الأجل

يقول الحسن البصري -رحمه الله-: "ابنَ آدم إنّما أنت أيّام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك".

أما تأملت في الشيب الذي علا رأسَك؟ والتجاعيد التي بدت على خديك؟

أما رأيت الموت يَخطِف الصغير والكبير، والشريف والوضيع، والغني والفقير، والقوي والضعيف، والقريب والبعيد؟ ويوما ما سيأتي دورُك، فكن مستعدا.

جلس الحسن البصري -رحمه الله تعالى- يوما يعظ الناس، فنظر إلى الشيوخ فقال: "يا معشر الشيوخ ماذا يُنتظرُ بالزرع إذا بلغ؟ قالوا: الحصاد، ثم نظر إلى الشباب فقال: يا معشر الشباب؛ إن الزرع قد تدركه العاهة قبل أن يبلغ".

وقال الفضيلُ بنُ عياض -رحمه الله تعالى- لرجلٍ: "كمْ أتتْ عليك؟ قال: سِتون سنة. قال: فأنتَ منذ ستين سنة تسيرُ إلى ربِّك، يُوشِكُ أنْ تبلغَ. فقال الرجل: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. فقال الفضيلُ: أتعرف تفسيرَه؟ تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون؟ فمن عَلِمَ أنَّه لله عبد، وأنَّه إليه راجع، فليعلم أنَّه موقوفٌ، ومن علم أنَّه موقوف، فليعلمْ أنَّه مسؤول، ومن عَلِمَ أنَّه مسؤولٌ، فليُعِدَّ للسؤال جواباً. قال الرجل: فما الحيلةُ ؟ قال: يسيرة. قال: ما هي؟ قال: تُحسِنُ فيما بقي يُغفَرُ لك ما مضى، فإنّك إنْ أسأتَ فيما بقي، أُخِذْتَ بما مضى وبما بقي".

أيها العاقل: راقب العواقب، فالجاهل من مضى قُدُماً ولم يراقب. كم يومٍ غابت شمسه وقلبك غائب؟! وكم ظلام أُسْبِلَ سِتره وأنت في معاصي وعجائب؟! وكم أسْبَغ الله عليك وأنت على معاصيه تواظب؟! وكم صحيفة قد ملأتها بالذنوب والمَلَكُ كاتب؟! وكم أنذرَك الموت يأخذ أقرَانك من حولِك وأنت ساهٍ ولاعِب؟!

فيا من بدنياه اشتغل *** وغرّه طول الأمل
الموت يأتي بغتة *** والقبر صندوق العمل

فكنْ عاقلا، وكنْ مستعدا، "اغتنم شبابك قبل هرَمك، وصحّتك قبل سقمك، وغِناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك".

اللهم وفقنا للصالحات قبل الممات، وأرشدنا إلى استدراك الهفوات من قبل الفوات، وألهمنا أخذ العدة للوفاة قبل الموافاة، ونجنا يوم العبور على الصراط يا رب الأرض والسموات.

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

طول الأمل من كيد الشيطان ووساوسه؛ به يَستدرج الإنسانَ ويُغويه ويُنسيه، وهو أول حيلة اتخذها لإغواء الإنسان وإيقاعه في المعصية، جاء إبليس إلى آدم -عليه السلام- وهو في الجنة فأقسم له أنه له من الناصحين، وأخبره أنه سيدله على شجرة إن أكل منها لا يفنى عمره ولا يبلى ملكه: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى) [طه: 120]، وفي آية أخرى: (وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ) [الأعراف: 20 - 22].

وكم من الناس أغواهم الشيطان بطول الأمل فصدّهم عن السبيل وأوقعهم في الضلالة؛ قال تعالى: (إِنَّ الذِينَ ارْتَدّوا عَلَى أدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ) [محمد: 25]، قال الحسن البصري -رحمه الله-: "أي زيَّن لهم الشيطانُ الخطايا، ومدَّ لهم في الأمل" (الجامع لأحكام القرآن: 16/249).

يَعِدُ الإنسانَ بالوعود الكاذبة، ويُمنِّيه بالأماني الخادعة، ويشجِّعه على الانغماس في الشهوات، والوقوع في المحرَّمات، واللهث وراء الملذات؛ كما قال تعالى عنه: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلا غُرُورًا) [النساء: 120]، لِذا قال بعض السّلف: "إيّاك وسوف، فإنّها من جند إبليس!".

طول الأمل يَشغل عن العمل؛ فمن طال أمله ساء عمله، ومن ألهاه أمله أخزاه عمله، ومن طال أمله استعبدته الدنيا وشغلته بزخارفها وشهواتها حتى يرحلَ عنها من غير زاد، ومن طال أمله انحرف عن الطريق وزاغ عن السبيل؛ لأنّ طول الأمل يجرّ إلى التّسويف، وتعطيل الصّالحات، وتأخير التّوبة عند عمل السّيّئات، والتماطل في ردّ الحقوق، وغير ذلك من المساوئ والقبائح.

ومَثَلُ مَن يُطيل الأملَ ويَقعُدُ عن العمل، والآخَرُ المتأهِّب المُستعِد، كمثل قومٍ في سفر، نزلوا قرية، فمضى المتأهِّب الحازم المستعِد فاشترى ما يَصلح لتمام سفره، وجلس متأهبًا للرحيل، أما المُفرِّط فإنه يقول كل يوم: سأتَأهَّبُ غدًا أو بعد غد؛ حتى أعلنَ أميرُ القافلة الرحيل، فرَحل من غير زاد، قال أبو محمّد بن عليّ الزّاهد: خرجنا في جنازة بالكوفة وخرج فيها داود الطائيّ، فانتبذ فقعد ناحية وهي تدفن، فجئت فقعدت قريبا منه فتكلّم فقال: "من خاف الوعيد قصُرَ عليه البعيد، ومن طال أمله ضعُف عمله، وكلّ ما هو آت قريب. واعلم أنّ أهل الدّنيا جميعا من أهل القبور إنّما يندمون على ما يُخلّفون ويَفرحون بما يُقدّمون. فما ندم عليه أهلُ القبور أهلُ الدّنيا عليه يقتتلون، وفيه يتنافسون، وعليه عند القضاة يختصمون".

طول الأمل من أسباب الشقاء والهلاك؛ لذا حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من عواقبه؛ فيما رواه الطبرانيّ وابن أبي الدّنيا بسند حسن عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عَنِ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "نَجَا أَوَّلُ هَذِهِ الأمَّةِ باليَقِينِ وَالزُهْدِ، وَيَهْلِكُ آخِرُ هَذِهِ الأمَّةِ بالبُخْلِ وَالأمَلِ".

وفي مقابل ذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقصر الأمل وعدم التعلق بالدنيا والانشغال بها، وربّى على ذلك صحابته الكرام، وتواصى على ذلك الصالحون.

وقصر الأمل هو الاستعداد للرحيل في أي وقتٍ وحين، أن يكون العبدُ دائما متأهِّبًا مستعدا؛ لِعلمِه بقرْب الرحيل، وسرعة انقضاء مدة الحياة.

وهو من أنفع الأمور للقلب؛ فإنه يبعث على حسن اغتنام فرصة الحياة التي تمرّ مرَّ السحاب، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنكبي، فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل" (أي كن في الدنيا كالغريب الذي لا يتعلق ببلد الغربة ولا يطمئن إليها، وإنما همه أن يقضي حاجته ويعود إلى بلده، أو كالمسافر الذي لا يجد راحته ولا طمأنينته في السفر، وإنما هو دائم السير بجد وصبر حتى يبلغ مقصوده) وكان ابنُ عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" (رواه البخاري)، وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: نام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حصير فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء؟ فقال: "ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها" (رواه الترمذي، وقال: "حديث حسن صحيح"، ورواه أحمد وابن حبان عن ابن عباس -رضي الله عنه-)، ويقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "لا يَطولنّ عليكم الأمد، ولا يُلهينّكم الأمل، فإنّ كلّ ما هو آت قريب، ألا وإنّ البعيد ما ليس آتيا"، ويقول عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- في خطبته: "لا يطولنّ عليكم الأمد فتقسوَ قلوبكم وتنقادوا لعدوّكم، فإنّه والله ما بَسط أملا من لا يدري لعلّه لا يُصبح بعد مسائه ولا يُمسي بعد صباحه، وربّما

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

القات يسمع حي على الصلاة وكأنه غير مقصود ومراد يسمع الله أكبر،، الله أكبر،، الله أكبر،، الله أكبر،، أشهد أن لا إله إلا الله،، أشهد أن لا إله إلا الله،، أشهد أن محمداً رسول،، أشهد أن محمداً رسول الله،، يسمع هذه الكلمات التي تهتز لها القلوب وترتج لها الأجواء ولها دوي في السماء أمرها عظيم وشأنها كبير فالله أكبر من القات وأكبر من التجارة وأكبر من السماء وأكبر من الأرض وأكبر من كل شيء، الله أجل وأعظم كيف نريد سقي الماء، كيف نريد الخير في البلاد، كيف نريد النعم في البلاد، ونحن بعضنا قطاع للصلاة ربما صلى الظهر وصلى العصر لا مسافر ولا مريض ولا معذور إلا من أجل شجرة القات ربما جاء في وقت صلاة العصر والناس يتوجهون إلى المسجد وهو كأنه غير معني ويأتي وقت صلاة المغرب والموذن يناديك أنت أيها المسلم وأنت عاكف على شجرة القات وذاك في محله ودكانه أنريد أمطار تنزل، أنريد خيرات للبلاد، أنريد سعادة في الأوطان، أنريد استقامة للأحوال وذنوبنا تصعد إلى الله كل يوم ومعاص تصعد إلى الله في كل يوم، استقيمواْ على دين الله، وحافظواْ على شرع الله يا من يأتي وقت الصلاة في صلاة الفجر وهو نائم اتق الله الذي حبسه النار، اتخاف من عقوبة الله، ألآ تخاف من بطش، ألآ تخاف أن يأخذك الله وأن ينزل عليك الموت أو تحل بك السكرات وتنزل عليك الغمرات، وأنت تارك لصلاة الفجر يسهر طيلة الليل ويأتي وقت صلاة الفجر وهو نائم نعوذ بالله من غضب الله، نعوذ بالله من عقوبة الله، نعوذ بالله من بطش الله، فالاستقامة، الاستقامة معاشر المسلمين " إن أردنا نزول الأمطار وإحلال الخيرات، وإن أردنا من الله النعم، وإن أردنا من الله دفع النقم فلنحافظ على ما أمر وحده لا شريك له وما أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وساير بلاد المسلمين.

اللهم ألف بين قلوب عبادك على الخير واجمع كلمتهم على التقوى ووفقهم إلى ما تحب وترضى يا سميع الدعاء.
اللهم اسقنا الغيث.
اللهم اسقي بلادنا الأمطار.
اللهم اجعلها أمطار رحمة لا أمطار عذاب.
نسألك غيثاً هنيئاً مريئاً عماً ساحاً غدقاً يا سميع الدعاء يا رب العالمين.
اللهم من كان عاصياً فرده إلى طاعتك ومن كان طائعاً فزده في خيره وعبادته لك يا سميع الدعاء.
اللهم اغفر للأحياء وارحم الأموات إنك سميع مجيب الدعوات.
وصلَّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

﴾*

هذه أمراض قلوب تفتك بأهلها وتضعف قلوب أهلها إذا وجد الكبر ووجد الغرور كان سبباً لزوال النعم ولزوال الخير ومن أمراض القلوب التي تحتاج إلى إصلاحها لتستقيم الرياء في الأقوال والرياء في الأعمال لا ترائي إذا فعلت خيراً لا ترائي إذا أحسنت إلى فقير ولا ترائي إذا أعطيت مريض ولا ترائي إذا شفعت لمحتاج اجعل أعمالك بينك وبين الله فهناك أناس إن اتاهم فلان يشتكي حاله وأمره ويشكواْ فقره وحاجته بالذات مع أوضاع البلاد وما تمر به البلاد بسبب الحروب وغيرها يأتي إليه فيشهر به أمام الناس جاءني فلان وأعطيت فلان شفعت لفلان ارحمواْ ترحمواْ واحذرواْ من الرياء في الأقوال والأعمال وكونواْ لله مخلصين كونواْ لعباد الله من المأزرين وكونواْ للضعفاء ممن يتجه إليكم كونواْ لهم إخوة كونواْ لهم آباء كونواْ لهم عضد يشدون بكم في وقت حلول المصائب والمحن.

معاشر المسلمين " من استقامة الباطن أيضاً حرصك على سلامة قلبك على إخوانك اجعل قلبك سليماً لجيرانك إن هناك جيران هاجرون لجيرانهم ربما شهور وبعضهم لربما سنوات وبينه وبينهم بضعة أمتار تهاجرت القلوب وسلطت الألسن إنه على بعضنا البعض إنه الجار على جاره، إنه الأخ على أخيه ربما بسبب كذا أمتار وربما بسبب كلمة واحدة قيلت تغيرت القلوب وتغيرت الأسماع وصارت القلوب لبعضها البعض في تشاحن وتباغض لتستقم قلوبنا من أجل أن تستقيم أحوالنا، ومن استقامة الظاهر استقامة اللسان فلا سب ولا شتم ولا لعن ولا كذب ولا شهادة زور، كم من رجل مستعد أن يشهد شهادة الزور ربما بسبب شيء من المال وربما بعضهم يحلف الأيمان من أجل شيء من الدنيا ومن أجل الصاحب والصديق استقيمواْ تستقم إموركم، استقيمواْ تستقم حياتكم، استقيمواْ يبارك الله لكم في إموركم فلا تقل إلا حقاً احذرواْ السباب والشتام، احذرواْ اللعن والكذب رب رجل يلعن ولده ويلعن أهله بل لقد سئلت عن رجل قال لزوجته عليك لعائن الله بعدد قطر المطر الله أكبر أي قلوب يحملها هؤلاء أيعلم هؤلاء عدد قطرات المطر، أيعلم هؤلاء أن معنى اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، أما يعلم هؤلاء أن اللعن كبيرة من كبائر الذنوب ولكن هكذا الذنوب تفعل بأهلها استقامة اللسان عن الحلف فلا تحلف إلا بالله وإن حلفت بالله احلف وأنت صادق، هناك أناس صارت الأيمان بالله سهلة عليهم ولو كانواْ على كذب يا من يبيع القات اتق الله في يمينك يا صاحب المواد الغذائية يا صاحب التجارة يا صاحب الأعمال اتق الله الذي حبسه النار لا تحلف إلا بالله وإن حلفت فحلف بالله صادقاً وهناك من الناس من يحلف بالحرام والطلاق بل ربما قيل له والله تساهل في الأمر وإذا قيل له عليَّ الطلاق أو حرام وطلاق صدق وأخذ الأمر بجد أيستهزئ بالله أيصدق الحلف بغير الله أيستهان بالله أين استقامة اللسان احلف بالله صادقاً لتستقم حياتك كلها ومن استقامة الظاهر أيضاً أيها الناس استقامة العين فلا تنظر إلا إلى الحلال لا تتطلع إلى بنات المسلمين ولا تشاهد في الجوال القاذورات يا شباب الإسلام يا جيل الأمة يا أبناء اليمن الميمون اما تعلمون أن أول قتيل في معركة بدر هو من أهل اليمن، اما تعلمون أن أول من كسى الكعبة هو رجل من أهل اليمن تبع، اما تعلمون أن أول من سكن إفريقيا هو رجل يسمى وبه تسمى إفريقيا إلى الآن إسمه إفريق، اما تعلمون أن الذين كانواْ مع رسول الله هم من المهاجرين والأنصار، اما تعلم أيها اليمني أنك امتدح بمدائح عظيمة مدحت قبائلك وأفرادها وامتدحت القبل وجميع أهلها أترضى أن تكون ممن يسيء في معاملته أترضى أن تبتعد عن استقامة الأجداد وما كان عليه الأجداد.

فيا شباب الإسلام اتقواْ الله هناك من شبابنا في زهرة شبابهم وفي مقتبل أعمارهم يشاهدون المحرمات في جوالاتهم ويطالعون المنكرات في سرهم فإن رأه أحد من الناس أظهر له الخير وأما فيما بينه وبين الزملاء وبين الإخوان له والأصدقاء فيطالعون المحرمات ويشاهدون المسلسلات وينظرون إلى الصور المحرمة وأفسدواْ شبابهم وضيعواْ أعمارهم وارتكبواْ المنكرات وسارعواْ إلى عقوبة الله بهم بسبب ارتكابهم للذنوب ياشباب الإسلام أنتم رعيل الأمة، أن معاذ ابن جبل مات وهو دون الخامسة والثلاثين من عمره وهو يقول فيه الرسول يسبق العلماء في يوم القيامة ركوة بحجر إنه معاذ ابن جبل هكذا كان الأوائل فحافظواْ على شبابكم وحافظواْ على أبصاركم فإن النظر إلى الحرام يحرك الحرام وتشتهي الحرام وتقبل على الحرام وتجاور فعل الحرام حتى تقع في الحرام عياذاً بالله فحافظواْ على أبصاركم أيها الشباب.

أيها الآباء إن أبناءكم أمانة في أعناقكم ستسألون عليهم بين يدي الله تابعواْ الأبناء فتشواْ جوالات الأبناء وقدمواْ النصائح للأبناء واوصلواْ في توجيه الأبناء إن هناك من الآباء من أعطاه الله مالاً فيعطي الولد الجوال لا متابعة ولا نظر ولا سؤال ولا استفسار ولا نصيحة ولا توجيه بل يترك الحبل على القارب انصحواْ لشبابكم ولأبنائكم ولبناتكم عودواْ بالنصائح لأبنائكم وكن لهم كالأخ الناصح والمحب إن هناك من

Читать полностью…
Subscribe to a channel