Telegram-канал storykaligi_1 - 📚 مستندات روايات pdf: Unsorted

📚 مستندات روايات pdf

09 October 2023 05:06

2⃣
🍁🍃🍁🍃
🍃🍁🍃
🍁 روايـــ📔ــة
#جنون_العاشقين
🍁 الـــكـــاتـبـــة✍: مها هاشم ..
🍁 ملخص الجـ📖 ــزء الثاني :
🍁 من سلسلة رفقاً بالعاشقين

فوضى.. فوضى.. فوضى..
الاستيلاء على القصر من قِبل البنك.. وضع الممتلكات في المزاد.. الكثير من الغرباء يلمسون مقتنيات القصر.. دون أن ينهرهم أحدا..
أوامر هنا.. وطاعة هناك.. اعتراض.. وشجب..
تدور وتدور في دوامة مغلقة.. لتتساءل إن كان عليها أن تسقط فاقدة للوعى.. ثم تستيقظ لتجد كل ما يحدث حلم.. أم تدعي الإصابة بالجنون.. هذيان والدتها والندم الكبير الذي تشعره.. لتدرك إن والدتها فعليا فقدت الوعي..
فقدت السيطرة على عقلها.. وهي تري ما جنته يداها.. تري إلى أين أوصلها غبائها.. تري إي محتال تزوجته..
والدتها لم تدرك لكفوف أبنائها التي تتعلق بها.. ولا لوجودهم المدفونة في ثوبها الفاخر الذي ترتديه.. والذي سيكون الأخير.. لم تهتم لبكائه في فورة هذيانها وجنونها.. لم تهتم لتوسلاتهم.. ولا لسؤالهم عما يحدث..
فهنا.. وفي هذه اللحظات القليلة انقلبت أحوالهم إلى الصفر.. بل الأقل من الصفر.. فديونهم تهلك أكتافهم...

&&
_بابا!! أنت لن تتركنا الآن..
هتفت بخوف.. وعيونها الدامعة تستوطن ملامح والدها.. تحفظ كل خلجة من والدها.. الذي ابتسم لها بإعياء.. هاتفا بحنية وصوت ضعيف..
_ميمتي... حبيبتي الغالية.. لكل أجله بنيتي..
_ليس الآن بابا..!
_هذا قدر بنيتي..
رفضت بجزع.. رفضت بقوة فكرة موته.. لكنه لم يملك سوى أن يبتسم لها بعجز.. فأجله اقترب.. وهذه الصغيرة لا تلك فكرة.. ترفض أن يموت.. ترفض أن تُيتم.. دموعها لم تسكت.. وفمها يتوسل له ألا تركها.. ودون أن يدري شاركها دمع الفراق..
موجة من السعال القوية هاجمته.. لينفذ الدماء من فمه.. والتي سارعت وردته الغالية بمسحها قبل أن تراه صغيرته.. نظرته اتجهت إليها.. تعلقت بها.. كأنه سيموت إن أبعد نظراته عنها.. كانت تنشج بدون صوت.. تبكي فراقه بألم.. وبعجز... لا قدرة لديها على أن تخفف عنه ألمه..
ألمه الذي سينتهي بموته.. رحمة له ولمن حوله.. هو أيضا يريد البقاء بقربهم.. محتملا الألم فقط للبقاء مع أغلى اثنتين على قلبه.. وكجزء لا يتجزأ منه.. لكن تعبهم فاق.. ولا يريد لهم التعب أكثر.. حتى قوتهم باتت تخونه حتى تضاءلت..
لم يردن أن يبكين.. لم يردن أن يشعرن بالتعب.. لم يردن الفراق.. ولم يردن النوم.. خوفا من ضياع دقائقه الأخيرة.. لكن كل ما تمنيناه انتهي.. عندما وقعن في النوم على السرير بقربه.. تحاوطه كلتاهما..
ليبتلع الغصة بصعوبة.. غصة فراقهن.. غصة الوداع المحتملة.. فهذه لحظاته الأخيرة.. يشعر بذلك جسدا.. لم يعترض على الموت.. فهذه سنة الحياة.. لكنه يريد البقاء بقربهن.. حمايتهن.. واحتضانهن للأبد.. كم تمني أن تدوم هذه اللحظة للأبد..
شعر بوجوده في الغرفة.. تقدم منه بوجه حزين.. ينعيه أيضا.. ليبتسم له بحزن.. هامسا له..
_ستكون قويا من أجلهن..
هز رأسه بالإيجاب دون كلمة.. ونظراته تجوب النائمات حوله كما لو إنهن يمنعن أن يذهب بإرادتهن..
_لا أريد أن أضعهن في عنقك حتى لا أثقل كاهلك.. فأنا أخاف عليك من حمل ثقيل بني..
لم يتحدث أيضا سوى بهزة رأس أخرى.. ليكمل هو بثبات.. وصوته يضعف شيئا عن شيء..
_اهتم بهن.. هن في حمايتك الآن..
_أبقاك الله عمي طالب..
ابتسم له العم بحنية بالغة.. وأبوية خالصة له.. مد كفه من أسفل جسد زوجته.. ليقترب منه يلمس كفه الضعيفة.. بعروقها البارزة والتي نالت الكثير من وخز الحقن حتى باتت كثيرة الثقب..
_أنا فخور بك زيد.. كنت دوما ابنا أحببته.. ولم أشعر يوما إنك حملا ثقيلا في بيتي..
_وأنا لم أشعر بك سوى أبا.. خفف الله عنك ألمك عمي..
كانت تلك كلمات سريعة.. نابعة من قلبه.. ترفض أن تبقي هناك.. في حضور الموت.. كلمات وجب أن تخرج لتعبر في اللحظات الأخيرة.. نظراتهم المحملة بالكثير من كلمات أخرى لم تخرج لعدم قدرة اللسان على النطق..
عندما أغمض عينيه براحة.. راحة للنوم فقط.. فكانت الراحة الأخيرة.. كان زيد يخرج ليجمع شتاته.. ليجد القوة في مواجهة موت زوج عمته.. وشحذ القوة ليكون كتفا للمكلومتين هناك.. اللتان ستواجهان العالم بدون سندهم الأوى..
لتتيتم واحدة.. وتترمل الأخرى.. وقلبه ملتاع على كلتاهما.. عندما ستكتشف فراق حبيبهم الغالي.. فعمته العاشقة لزوجها لن تحتمل فكرة فارقه الأخير.. وتلك الحبيبة الصغيرة المدللة لأبيها.. ستجد نفسها يتيمة.. وحيدة في العالم..
بدون صباح وجهه الحبيب كل يوم.. واهتمامه ودلاله.. حبه وغرامه لها.. وكان الله في عونهما.. وعونه..
سمع صوت صرخاتهن الرافضة لموته.. ليغمض عينيه بألم.. وينقبض قلبه بوقع مؤلم.. أسقط دمعة واحدة.. دمعة يبكي فيها فراق عمه الحنون.. والأب المتفهم.. والمعلم الحكيم..
دمعة مسحها سريعا.. ليذهب إليهما.. فيجدهن يبكينه بألم.. وصوت بكائهن يقطع له أوتار القلوب.. وكان الله في عونهما..

🍃📚 t.me/storykaligi_1 📚
🍁🍃
🍃🍁🍃
🍁🍃🍁🍃