zad2020 | Unsorted

Telegram-канал zad2020 - زاد الخطباء للخطب والمواعظ

3780

تزويد الخطيب والداعية بالخطب المنبرية والمواعظ المؤثرة والمحاضرات والبرامج

Subscribe to a channel

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

.

#بشرى_سارة*

للأخوة الذين يريدون تعلم اللغة العربية فإنه سيكون لنا دروس يومية ...

دورة في 📚«
#شرح_متن_الآجرومية»


فكونوا معنا
~ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ~

#للانضمام_واتساب* 👇👇
https://chat.whatsapp.com/DHLQnMvl1umGtusTd9FqhL


الهدف من القروب 👇

*تعلم اللغة العربية من خلال شرح بعض المتون وبعدة طرائق ووسائل تعليمية متنوعة :*

1️⃣ مقاطع صوتية
2️⃣ فيديوهات مرئية
3️⃣ شروحات مكتوبة
4️⃣ تطبيقات وبرامج
5️⃣ خرائط ووسائل أخرى


.

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

.
*خطبة مناسبة لكسوف الشمس وخسوف القمر*


الحمد لله واحد القهار العزيز الغفار
يكور الليل على النهار تذكرة لأولى القلوب والابصار وتبصرة لذوي الألباب والاعتبار الذي ايقظ من خلقه من اصطفاه فزهده في هذه الدار واصلي واسلم و على خير الورى وصاحب الخوض والشفاعة ونبي الأمة
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم
عبادَ الله:

*أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فبالتَّقوى تُدْفَعُ البَلايا والنَكَبَات وتُجْلَبُ الخيراتُ والبَرَكات ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا﴾*.

أيها الكرام:
*يعيشُ الناسُ في هذه الدنيا في تَقَلُّبَاتٍ كونيةٍ متبايِنة ما بَيْنَ لَيلٍ ونهار، وحَرٍّ وبَرْد وجَفافٍ وأمطار وكسوفٍ وخسوف بأن هذه الدنيا ليست بدارِ قرار وأنه ليس بعدها دار إلا الجنةُ أو النار!*

قال ابنُ رجب رحمه الله *(واختلافُ أحوال الدنيا مِنْ حَرٍّ وبَرْدٍ ولَيْلٍ ونَهار وغيرِ ذلك يَدُلُّ على انقضائِها وزوالِها)*

*واليوم حَدَثَ أَمْرٌ عجيب إنها آيةٌ كونية وموعظةٌ ربانية يخوِّفُ اللهُ بها عِبادَه إنَّها آيةُ الكسوف*

*والمؤمنُ الفَطِن هو مَنْ يَقِفُ عِنْدَ هذه الظواهِرِ الكونية: نظرةَ تَفَكُّرٍ وَتَدَبُّر لا نظرةَ غفلةٍ وفُضُول! قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾.*

*أيها المسلمون: من المعلوم أن الكسوف والخسوف لا ينكسفان لموتٍ ولا لحياةٍ احد فالأمر أكبر من ذلك وأخطر فهي آيات من آيات الله -تعالى- الدالة على عظمته وجبروته وقوته ليخوف بها عباده حتى يتوبوا إلى بارئهم ويعودوا إلى دينهم*

*فالواجب إذا رأى الناس ذلك أن يفزعوا خائفين وَجِلين مبتهلين باكين ويتضرعوا إلى الله بالدعاء والتوبة والإنابة وأن يكثروا من الاستغفار ويظهروا الافتقار للواحد القهار ويكثروا من الصدقة وأعمال البر والخير والإحسان إلى الفقراء والمساكين ومساعدة اليتامى والأرامل وأن يهرعوا إلى الصلاة وهي صلاة غير مألوفة لم يألفها الناس ولم يعتادوها*

*فالمؤمنُ العاقل لا يَأْمَنُ مِنَ عذابِ الله! قال تعالى ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾. فإن الكسوف والخسوف: آيتان مِنْ آيات الله؛ يخوّفُ اللهُ بهما عبادَه لِيَتَّقُوه؛ قال تعالى: ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا﴾ ولما كان النبيُّ ﷺ أعلمُ الناسِ بِرَبِّه؛ كان أَخْوَفَهُم مِنْه؛ فإنَّه لما كُسِفَتِ الشَّمسُ على عَهدِ النبيِّ ﷺ؛ قامَ قيامًا شديدًا حتى تَجَلَّتِ الشَّمسُ ثم قال: (إنَّ الشَّمسَ والقمرَ لا ينكسفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه ولكنهما آيتانِ من آياتِ اللهِ، يخوِّفُ بهما عبادَه؛ فإذا كُسِفَا فافزَعوا إلى الصلاةِ)*

*وهذا الكسوف، وإن كان يَقَعُ لأسبابٍ طبيعيةٍ معروفة إلا أنَّ هذا لا يُخْرِجُه عَنْ كَوْنِه مُقَدَّرَاً مِنْ عِنْدِ الله، فـ ﴿كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ﴾ فهو مُسَبِّبُ الأسباب وخالقُ الطبيعةِ وَمُوْجِدُها*

*وما يَحْدُثُ في هذا العالم: مِنْ كوارثَ أرضِيّةٍ، وبَحْرِيّةٍ، وجوّيّة؛ إنّما هو بسبب ذنوبِ العِباد! كما قال ربُّ العِباد: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ قال ابنُ القيم: (وَهَلْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ شَرٌّ وَدَاءٌ؛ إِلَّا وسَبَبُهُ الذُّنُوبُ وَالْمَعَاصِي!) فهل يدعونا هذا الكسوف إلى التوبة والاستغفار إلى العزيزِ الغفار فإنّه ما نَزَلَ بلاءٌ إلا بذنب وما رُفِعَ إلا بتوبة ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾.*

*وفي الوقت ذاته: فقد تكون هذه الكوارث والمصائب؛ تمحيصٌ ورحمة للمؤمنين فتكونُ سبباً لتكفيرِ سيئاتِهم، ورَفعِ درجاتهم؛ قال ﷺ: (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)*

عباد الله:

*واعلمو هناك سببان*

*للكسوف والخسوف اولها سبب حسي، وآخرها شرعي*

*فالسبب الحسي لكسوف الشمس أن القمر يقع بينهاوبين الأرض فيحجب ضوءهاعن الأرض أما سبب خسوف القمر فهو وقوع الأرض بين الشمس والقمر فتحول الأرض بينهما، ومعلوم أن القمر جرم معتم يستمد نوره من الشمس فإذا حالت الأرض بينهما وقع الخسوف*

*أما السبب الشرعي وهو المهم فيتضح جلياً في الحديث الذي رواه المغيرة بن شعبة قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم مات إبراهيم فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته؛ فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا الله"،*

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

.

خطـبـــة جمـعــة بعـنــــوان :
#ســـــــــورة_الــبــقـــــــــــــرة.
أخذها.بركة.وتركها.حسرة.
للـشيخ/ عبدالله بن محمد الطيار

🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*عناصـــر الخطبـــة*
1/أهمية القرآن الكريم ورفعة مكانته 2/ فضائل سورة البقرة 3/فضل سورة آل عمران 4/اغتنام الأوقات في تلاوة القرآن الكريم .

#الخطبـــة_الأولـــى
إنّ الحمدَ للهِ؛ نحمدُهُ ونستعينُهُ، ونعوذ باللهِ منْ شرورِ أنفسنَا ومنْ سيئاتِ أعمالنا منْ يهدهِ اللهُ فلَا مُضلّ لهُ ومنْ يُضلِلْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ بعثهُ اللهُ رحمةً للعالمينَ، صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وأصحابهِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .

أمّا بعـــدُ:
فاتّقوا اللهَ أيُّها المؤمنونَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون)[آل عمران:102].

عبادَ الله: القرآنُ العظيمُ كلامُ اللهِ -جلَّ وعلا-، وهو كتابُ هدايةٍ ونورٍ ورحمةٍ وشفاءٍ، وهو علاجٌ لجميعِ الأمراضِ النفسيةِ والجسديةِ، ومِنْ أعظمِ أسبابِ الوقايةِ مِنْ شياطينِ الإنسِ والجنِ، ولا شفاءَ لأرواحِ الموحِّدِينَ وقلوبِ العابدينَ إلا بالقرآنِ.

وقَدْ خصَّ اللهُ -جلَّ وعلا- بعضَ سُوَرِه وآياتِهِ بِبَعْضِ الفَضائِلِ التي لا تُوجَدُ في غيرِها. ومنهَا سورةُ البقرةِ، وقد افْتَتَحَهَا اللهُ -جلَّ وعَلا- بِذِكْرِ القرآنِ وَصِدْقِهِ وهِدايَتِهِ لِلمُتقينَ وأوْصافِهِمْ، والكافرينَ، والمنافقينْ، وذكْرِ قصةِ بني إسرائيلَ، وبعضِ أحكامِ العباداتِ والمعاملاتِ وغيرِهَا. وقد اشتملتْ هذهِ السورةُ على كثيرٍ من الفضائلِ، ومن ذلكَ:

أولاً: أنَّ أخْذَهَا بركةٌ، وترْكَها حسرةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البطلةُ: قالَ -صلى الله عليه وسلم-: “اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ“. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ.(رواه مسلم).

ثانياً: أنَّ قراءتَهَا تزيدُ المسلمِ حصانةً ومنعةً وحفظًا من الشياطينِ في نفسهِ وبيتهِ، قال -صلى الله عليه وسلم-: “لا تَجْعَلوا بيوتَكم مقابرَ، إنَّ الشيطانَ يَنْفِرُ من البيتِ الذي يُقْرَأُ فيه سورةُ البقرةِ“(رواه مسلم)؛ أي: لا تَجْعَلُوا بُيوتَكُم خالِيَةً مِن الذِّكرِ والعِبادَة، فتكونُ كالمقابرِ، وتكونون َكالمَوْتَى فيها. وخاصةً قراءةَ سورةِ البقرةِ والتي يَنْفِرُ بسببِهَا الشيطانُ من البيتِ الذي تُقرَأُ فيهِ.

ثالثًا: اشتمالِهَا علَى أعظمِ آيةٍ فِي القرآنِ الكريمِ، وهي آيةُ الكرْسِيِّ فعن أُبَىِّ بن كعب -رضي الله عنهُ-: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ له: “يَا أَبَا الْمُنْذِرِ! أتَدري أيُّ آيةٍ من كتابِ اللهِ معَكَ أعظَمُ؟” قالَ: قُلتُ: اللهُ ورَسولُه أعلمُ. قَالَ: “يَا أَبَا الْمُنْذِرِ! أتَدري أيُّ آيةٍ من كتابِ اللهِ معَكَ أعظمُ؟” قلتُ: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ). قال: فضَربَ في صَدري؛ وقال: “واللهِ لِيَهْنِكَ العلمُ أبا المنذرِ“(رواه مسلم).

رابعًا: مَا وَرَدَ فِي فَضْلِ خَاتِمَتِهَا، فقدْ قالَ -صلى الله عليه وسلم-: “الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ“(رواه مسلم).

وعن ابنِ عباسٍ -رضيَ اللهُ عنهمَا- قالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- سَمِعَ نَقِيضاً مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ، لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ فَسَلَّمَ، وَقَالَ: “أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلاَّ أُعْطِيتَهُ“(رواه مسلم).

أعوذُ باللهِ منَ الشيطانِ الرجيم: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَاب)[آل عمران:7]

باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيم ونفعنِي وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ أقولُ ما سمعتمْ فاستغفروا اللهَ يغفرْ لي ولكُم إنَّهُ هو الغفورُ الرّحيم.

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

الفضيلة الرابعة:
أن يوم عرفة صيامه يكفر ذنوب سنتين، وهذا ما أخبرنا به نبينا العظيم - صلى الله عليه وسلم - بأن صيامه فيه الأجر العظيم والثواب الكبير، هذا الأجر وهذا الثواب هو مغفرة ذنوب سنتين، ولنسمع سويا إليه - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: ((صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ))؛ رواه مسلم.
وهذا إنّما يستحب لغير الحاج، أمّا الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك صومه، وروي عنه أنّه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة؛ فليحرص المسلم على صيامه، وليأمر كل منا أهله، ولنجعله يوما رمضانيًّا من أجل أن ننال مغفرة الله تعالى.

الفضيلة الخامسة:
إن يوم عرفة يوم يغيظ الشيطان، يوم يعم الله عباده بالرحمات ويكفر عنهم السيئات، ويمحو عنهم الخطايا والزلات، مما يجعل إبليس يندحر صاغرا؛ يقول حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو يصف الشيطان وحاله في ذلك الموقف يقول: ((مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنْ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ قِيلَ وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ))؛ رواه مالك والبيهقي وعبدالرزاق وابن عبدالبر.

فأين المسلم الذي يدحر الشيطان ويجعله يتصاغر وذلك بتقديم الطاعات لله تبارك وتعالى في يوم عرفة؟..أين المسلم الذي يحفظ جوارحه من المعاصي في هذا اليوم المبارك كي يغيظ الشيطان؟

الفضيلة السادسة:
إن يوم عرفة يوم يرجى إجابة الدعاء فيه، وهذا اخبرنا به نبينا - صلى الله عليه وسلم -؛ فعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني، فعلى المسلم أن يتفرغ للذكر والدعاء والاستغفار في هذا اليوم العظيم، وليدع لنفسه ولِوالديْه ولأهله وللمسلمين...

.
عباد الله :

لقد كان لسلفنا الصالح في موقف عرفة مآثر لا تنسى ومواقف خالدة، فقد وقف مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة فقال أحدهما: اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي. وقال الآخر: ما أشرفه من موقف وأرجاه لأهله لولا أني فيهم.
ووقف أحد الصالحين بعرفة فمنعه الحياء من ربه أن يدعوه فقيل له: لم لا تدعو؟ فقال: أجد وحشة، فقيل له: هذا يوم العفو عن الذنوب، فبسط يديه ووقع ميتاً!
وروي عن الفضيل بن عياض أنه نظر إلى تسبيح الناس وبكائهم عشية عرفة فقال أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقاً. - يعني: سدس درهم - أكان يردهم؟ قالوا: لا، قال: والله للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق.
وقال ابن المبارك جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاث على ركبتيه وعيناه تذرفان فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.
هكذا كان حال الصالحين في هذا اليوم المبارك؛ فصوموا هذا اليوم المبارك، وأكثروا يا مسلمون من قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.. أكثروا يوم عرفة من الدعاء وقولوا: اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء، نسألك أن تغفر ذنوبنا، وتستر عيوبنا، وتيسر أرزاقنا، وأن تحسن أخلاقنا، وتشفي أمراضنا، وتعافينا وتحفظنا وأموالنا وأوطاننا وأولادنا، وتحقق آمالنا، وتُعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وتوفِّقنا لما تحبه...

قلت ما سمعتم

.

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

خطبة بعنوان

#فضائل_يوم_عرفة

عباد الله :

أن يوم الاثنين القادم هو يوم عرفة وهو يوم مبارك من الأيام التي اقسم الله بها في كتابه الخالد، هذا اليوم شرفه الله وفضله بفضائل عظيمة، اليوم الذي خصه الله بالأجر الكبير والثواب العظيم عن كل أيام السنة، اليوم الذي يعم الله عباده بالرحمات، ويكفر عنهم السيئات ويمحو عنهم الخطايا والزلات ويعتقهم من النار... اليوم الذي يرى فيه إبليس صاغرًا حقيرًا... اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم النعم على المسلمين.. إنه يوم عرفة... يوم التجليات والنفحات الإلهية، يوم العطاء والبذل والسخاء، اليوم الذي يقف فيه الناس على صعيد واحد مجردين من كل آصرة ورابطة إلا رابطة الإيمان والعقيدة، ينشدون لرب واحد ويناجون إلهاً واحداً، إله البشرية جميعاً.

إنه موقف مصغر عن موقف الحشر؛ حيث يقف الناس في عرفات مجردين من كل شيء، فالكل واقف أمام رب العزة عز وجل.

يتجلى هناك موقف الإنسانية والأخوة والمساواة، فلا رئيس ولا مرؤوس، ولا حاكم ولا محكوم، ولا غني ولا فقير، ولا أمير ولا مأمور، ولا أبيض ولا أسود ولا أصفر، الكل عبيد لله، الكل يناجي ربه العظيم لينالوا مغفرته ورضوانه.

فأين من يتعرضون لنفحات الله تبارك وتعالى؟ أين من يتعرضون لمغفرة الله وكرمه؟ أين من يغتنمون هذا اليوم بالتجارة مع الله تعالى كما يغتنمه أهل الدنيا بتجارة الدنيا؟ هذا يوم عرفة، يوم المغفرة، فإذا كان الحجيج وهم واقفون في عرفات ينعمون برحمات الله تعالى وغفرانه ورضوانه.. فان أبواب الرحمة والمغفرة والرضوان مفتوحة أمامنا ونحن في بيوتنا باستغلالنا لهذا اليوم بطاعة الله تعالى....فتعال أخي المسلم لكي نتعرف سويا على فضائل هذا اليوم المبارك، وما ميزه الله به على غيره من الأيام..

الفضيلة الأولى:
في يوم عرفة نزل قوله سبحانه وتعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾[المائدة: 3].

هذه الآية العظيمة التي قال عنها اليهود وقد فهموا معناها.. قالوا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه إنكم معشر المسلمين تقرءون في كتابكم آية لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا.. فقال عمر لهم: وما تلك؟ قالوا هي قوله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ ؛ فقال عمر رضي الله عنه: والله إني لأعلم في أي يوم أنزلت وفي أي ساعة أنزلت وأين أنزلت وأين كان رسول الله- - صلى الله عليه وسلم - - حين أنزلت: أنزلت ورسول الله فينا يخطب ونحن وقوف بعرفة.. هكذا قال عمر.

وإكمال الدين في ذلك اليوم حصل لأن المسلمين لم يكونوا حجوا حجة الإسلام من قبل فكمل بذلك دينهم لاستكمالهم عمل أركان الإسلام كلها، ولان الله أعاد الحج على قواعد إبراهيم - عليه السلام - ونفى الشرك وأهله فلم يختلط بالمسلمين في ذلك الموقف منهم أحد.

وأما إتمام النعمة فإنما حصل بالمغفرة فلا تتم النعمة بدونها كما قال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ ليَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [الفتح: 22].

.

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

عباد الله:

إن هذه الأيام الفاضلة تستوجب الجدِّ والاجتهاد، فلنحرص على استغلالها وعمارتها بالأعمال الصالحة، وإنه لمن المؤسف أن تدخل هذه الأيام، والناس في غفلة عنها لاهون، لا في الخيرات يسارعون، ولا عن المعاصي يُقلعون، قد أهمتهم الدنيا، واجتاحتهم الغفلة، واحتواهم الطمع.. حتى إن الإنسان ليحرص على أن ينمِّي ماله، ولا ينمّي عمله، يزيد في غفلته، ولا يزيد في درجته، يسارع في الفاني ويبطئ في الباقي!!

عباد الله

المبادرةَ المبادرة بالعمل والعجلة العجلة قبل هجوم الأجل قبل أن يندم المفرّط على ما فعل، قبل أن يَسأل الرجعة ليعمل صالحًا فلا يُجاب إلى ما سأل.

ليس للميت في قبره *** فِطر ولا أضحى ولا عشر
ناءٍ عن الأهل على قربه *** كذاك مَن مسكنه القبر

فما من ميت يموت إلا ندم إن كان محسنًا ندم أن لا يكون ازداد، وإن كان مسيئًا ندم أن لا يكون نزع عن معصيته. 
أَيا مَن لَيسَ لي مِنهُ مُجيرُ *** بِعَفوِكَ مِن عَذابِكَ أَستَجيرُ 
أَنا العَبدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنبٍ *** وَأَنتَ السَيِّدُ المَولى الغَفورُ
أَفِرُّ إِلَيكَ مِنكَ وَأَينَ إِلّا *** إِلَيكَ يَفِرُّ مِنكَ المُستَجيرُ

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

.

عباد الله : وفي هذه الأيام أيضًا يرابط غير الحجيج على أيام العشر، يؤدون فرائض الله –تعالى-؛ إذ الفرائض أحب إلى الله من النوافل، ويُتبعون الفرائض بالإكثار من النوافل، يدفعهم لذلك الشوق لرضا الله ومغفرته، وهم في هذه الأيام عندما يرون الحجيج في مناسكهم يغبطونهم على ما أنعم الله به عليهم، ويشتاقون لأداء الفريضة، ويتمنون الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، ويتحسرون على ما حال بينهم وبين البيت من عذر أو مرض أو عدم استطاعة مالية، أو تنظيمات فرضتها جهات إدارية. وفي أيام العشر، يجدر بالعبد الانتباه من الغفلة، والانضمام إلى الصالحين، ويسابق إلى جنة عرضها السموات والأرض، وأبواب الخير كثيرة واسعة غير محصورة ولا معدودة، فكل عمل صالح يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الخالصة لله -تعالى-، المهتدية بهدي النبي –صلى الله عليه وسلم- وسُنته، هي عمل صالح مقبول في هذه العشر.

في عشْرِ ذي الحجةِ أعمالٌ فاضلة، وطاعاتٌ متعددة، وهي غيرُ منحصرة، فما يُشرَع في سائرِ الأوقات يزدادُ تأكيدًا في تلْكُم الأيام، فإنَّ العملَ يَشرُفُ بشَرفَ الزمانِ والمكان، مع تقوى اللهِ والإحسان، ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

-:((الخطبة الثانية)):-

الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعهد, وآله وصحبه ومن تبعه,

أما بعد:

عباد الله:

فيا سعادة من بذل أسباب نيل حفظ الله له في دينه وأهله ودنياه وأخراه،

ولعلنا في هذا المقام أن نذكر بعض النماذج التي نالت حفظ الله وحظيت به،

ومن ذلك:

حفظ الله لنبيه يونس -عليه السلام- يسقط في البحر؛ (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ) [الصافات: 142],
في ظلمة جوف الحوت’
وفي ظلمة أعماق البحر,
وفي ظلمة الليل,

وهذا عدو الله فرعون سقط في البحر أيضا وارتطمت عليه أمواج البحر,
فدعا يونس -عليه السلام- ربه,
ودعا فرعون ربه،
دعا يونس (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87]؛
ثم يجيء الجواب الإلهي من رب العزة والجلال لنداء الاثنين,
فكيف كان الجواب؟
أمّا نبي الله يونس -عليه السلام- فجاء الجواب
(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 88].


وحفظه -سبحانه- لخليله إبراهيم -عليه السلام- حينما أوقد له (النمرود بن كنعان).

تلك النار الهائلة وقذفه فيها وهو موثق بالأربطة، ووقع فيها فلم تصبه بأذى لأن النار خلق من خلق الله تعالى ،
ولا تحرق إلا بإرادته ، فقال -سبحانه وتعالى-: (يا نار كوني برداً وسلاما على إبراهيم ).
فكانت برداً وسلاماً وخرج منها يمشي على رجليه ،
لم تأكل له ثوباً ولا شعراً فضلاً عن لحمه وعظمه.

وكذا حفظ الله لمحمد -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه يوم الهجرة،
قال تعالى: (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) [التوبة: 40].


عبدَ الله:

تذكر أن الشبهات والشهوات تحيط بك من كل جانب،
فاحفظ الله, وتذكر أن الجزاء من جنس العمل،
تذكر أننا في محن وبلايا وفتن ورزايا يميز الله بها الخبيث من الطيب,
وإن من أعظم ما نواجه به هذا البلاء أن نحفظ الله فيحفظنا الله،
احفظ الله في نفسك وأهلك وبيتك، احفظ الله في شبابك يحفظك عند كبرك,
احفظ الله في طاعته تجده عند موتك يثبتك والملائكة تبشرك...

اللهم احفظنا بالاسلام قائمين وقاعدين وراقدين، ولا تشمت بنا الأعداء والحاسدين...

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،

اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..

اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،

ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...
ـــــــــــــــــــــــ

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

ومن أسباب حفظ الله للعبد: المحافظة على الأذكار الواردة في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المطهّرة، فالذّكر بلا شكّ حصنٌ حصين وحرزٌ مكين, لا يدرك أهميّته إلاّ ذوي البصائر،

قال ابن القيم -رحمه الله-: "أذكار الصباح والمساء بمثابة الدرع, كلما زادت سماكته لم يتأثر صاحبه, بل تصل قوة الدرع أن يعود السهم فيصيب من أطلقه",

وتأمل هذا الحديث الذي يرويه لنا عثمان بن عفان -رضى الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ" ( صحيح أبي داود),

وعن أبي هريرة -رضى الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة, فقال: "أما إنك لو قلت حين تمسي: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك إن شاء الله -تعالى-" (رواه مسلم).

عباد الله :

حفظ الله لعباده الصالحين تمتد إلى جوانب شتى, وله صور كثيرة متعددة،
ولكن أعظم هذه الصور على الإطلاق: هي حفظ الله -تعالى- للعبد في دينه وصلاحه واستقامته، هذا النوع هو أعظم أنواع الحفظ وأفضلها وأهمها وأعلاها على الإطلاق,
قال -تعالى-: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) [البقرة: 257].

ومن حفظ الله -تعالى- لعبده المؤمن: أن يحفظ عَلَيْهِ دينه عِنْدَ موته فيتوفاه عَلَى الإسلام,
قال -تعالى-: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) [إبراهيم: 27]

وقال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأحقاف: 13].

ومن حفظ الله -تعالى- لعبده المؤمن في دينه؛ أن يحفظه من الشبهات والشهوات, فمن حفظ الشبهات أن يريه الحق حقاً ويرزقه أتباعه, وأن يريه الباطل باطلاً ويرزقه اجتنابه, ولذلك كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يدعو به صلاة الليل: "اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك, إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم" (صحيح مسلم).

ومن حفظ الشهوات ما يصرفه -تعالى- عن عبده المؤمن من الوقوع في الشهوات المحرمة,

قال -تعالى- عن يوسف عليه السلام: (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) ,

وفِي حديث عمر عن النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- أنه علمه أن يَقُولُ: "اللَّهُمَّ احفظني بالإسلام قائماً واحفظني بالإسلام قاعداً واحفظني بالإسلام راقداً ولا تطع فِي عدواً ولا حاسداً" رواه الحاكم وحسنه
ففيه سؤال اللَّه أن يجعله متمسكاً بالإسلام في كل أحواله.

ومن صور حفظ الله للعبد: أن يحفظه في صحته وقوته وعقله,
قال بعض السلف: "العالم لا يخرف", وقال بعضهم: "من جمع القرآن متَّع بعقله",

وكان أبو الطيب الطبري قد جاوز المائة سنة وهو ممتَّع بعقله وقوته, فوثب يوماً من سفينة كان فيها إلى الأرض وثبة شديدة,
فعوتب على ذلك فقال: "هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر, فحفظها الله علينا في الكبر".

ومن صور حفظ الله للعبد: حفظه في أولاده وأمواله, وقد يحفظ الله العبد بصلاحه ولده وولد ولده,
كما في قوله -تعالى-: (أَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) [الكهف: 82],

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "حُفِظَا بِصَلَاحِ أَبَوَيْهِمَا",

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: إِنَّ اللَّهَ يَحْفَظُ بِصَلَاحِ الْعَبْدِ وَلَدَهُ وَوَلَدَ وَلَدِهِ وَعِتْرَتَهُ وَعَشِيرَتَهُ وَأَهْلَ دُوَيْرَاتٍ حَوْلَهُ فَمَا يَزَالُونَ فِي حِفْظِ اللَّهِ مَا دَامَ فِيهِمْ",

قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: إِنِّي لَأُصَلِّي فَأَذْكُرُ وَلَدِي فَأَزِيدُ فِي صَلَاتِي".

ومن صور حفظ الله لعبده: حفظه من أذى الجن والإنس, فيحفظه من شر كلّ من يريده,

قال -تعالى-: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ) [الرعد: 11],

قَالَ مُجَاهِدٌ: "مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَلَهُ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ، يَحْفَظُهُ فِي نَوْمِهِ وَيَقَظَتِهِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْهَوَامِّ، فَمَا مِنْهُمْ شَيْءٌ يَأْتِيهِ يُرِيدُهُ إِلَّا قَالَ: وَرَاءَكَ! إِلَّا شَيْءٌ يَأْذَنُ اللَّهُ فِيهِ فَيُصِيبُهُ".

وقَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: "لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- وَكَّلَ بِكُمْ مَلَائِكَةً يَذُبُّونَ عَنْكُمْ فِي مَطْعَمِكُمْ وَمَشْرَبِكُمْ كُمْ؛ لَتَخَطَّفَكُمُ الْجِنُّ".

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

ليس بينك وبين أن تتفتح لك أبواب الكرم .. إلا أن تقول بخضوع : يا الله . "عسى ألا أكون (بدعاء) ربي (شقيا)" ما شقي أبدا من دعا الله. "إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة" لقد كان لامرأة فرعون أعمال صالحة كبرى لكن الله ذكرها بالعمل الذي يحبه وهو الدعاء لو دعاه كل الخلائق فأجاب دعواتهم وحقق رجاءهم ما نقص ذلك من ملكه شيئا فلماذا تظن دائما أنه لن يستجيب لك

تحدث أيوب عن حاله .. فاستجاب له . وسبح يونس في بطن الحوت .. فاستجاب له .. ونظر محمد إلى السماء فاستجاب له صلى الله على أنبيائه وسلم. إن استطعت أن تحول أنفاسك إلى دعوات .. فافعل .. صدقني سيحبك أكثر. إذا أظلم الليل أشعل بقرآنك الليل واصدح بألله أكبر ومرغ جبينك . قل يا إلهي أجبني . وأكثر : يحبك أكثر

" إذا تخلى الناس عنك في كرب فاعلم أن الله يريد أن يتولى أمرك ، وكفى بالله وكيلاً ..تولى الله أمر يوسف فأحوج القافلة في الصحراء للماء ليخرجه من البئر ، ثم أحوج عزيز مصر للأولاد ليتبناه ، ثم أحوج الملك لتفسير الرؤيا ليخرجه من السجن ، ثم أحوج مصر كلها للطعام ليصبح عزيز مصر .. إذا تولى الله أمرك هيأ لك كل أسباب السعادة ، وأنت لا تشعر فقط قل بصدق :-{ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّه ِ}
 "إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا" لم يذكر القرآن مكانهم ولا زمانهم ولا أسماءهم ومن هم قومهم وذكر دعاءهم الدعاء هو أساس التحولات الكبرى

" فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا" الحل الأسرع لآلامنا التضرع والدعاء  "ذكر (رحمة) ربك عبده زكريا (إذ نادى) ربه ...." إذا أراد الله أن يرحمك ألهمك الدعاء

هذا وصلوا وسلموا على النبي المصطفى والحبيب المرتضى كما أمركم بذلك المولى جلَّ وعَلا فقال تعالى قولاً كريماً : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }

اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظ بلادنا واقض ديوننا واشف أمراضنا وعافنا واعف عنا وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤاثر علينا وارحم موتانا واغفر لنا ولوالدينا وأصلح أحوالنا وأحسن ختامنا يارب العالمين

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر واقم الصلاة .

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

عباد الله :
قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيكُمْ بِبُلُوغِ هَذِهِ اللَّيَالِي العَشْرِ، وَلَيلَةُ القَدْرِ هِيَ إِحْدَاهَا وهي ليلة عظيمة؛ أشاد بفضلها القرآن، وأخبر عنها المعصوم، وتواترت في فضلها النصوص، وتسابق إليها الصحابة الكرام، والأئمة الأعلام، فصنفت في فضلها المصنفات، ودونت في شرفها المدونات، وكتبت في أحكامها المجلدات، وما ذاك إلا لعظمها، وعظم قدرها، وعلو منزلتها، ورفعة شأنها، كيف لا وفيها تتنزل الملائكة والرحمات، وتغفر الذنوب وتمحى السيئات، وترتفع الدرجات، ويجود بالفضل والمغفرة على العباد رب البريات، كيف لا وهي خير من ألف شهر، ، أي أن قيامها والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر من غيرها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم. ، يَقُولُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-  : ((اِلتَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَواخِرِ، وَالتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ))، فَهَلاَّ حَرَصْنَا عَلَى تَحَرِّيهَا وَإِحْيَائِهَا، لِنَنَالَ بُشْرَى سَيِّدِ الخَلْقِ -صلى الله عليه وسلم-  حَيثُ قَالَ: ((مَنْ قَامَ لَيلَةَ القَدْرِ إيمَانًا وَاحتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))، وَقَدْ أخفَى اللهُ وَقْتَهَا تَحْدِيدًا، وَلَعَلَّ مِنْ حِكْمَةِ ذَلِكَ أَنْ نَجتَهِدَ فِي جَمِيعِ هَذِهِ اللَّيَالِي، وَنَحْرِصَ عَلَى إحْيِائِهَا بِالصَّلاةِ وَالذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ، وَنَسَمَاتُ آخِرِ اللَّيلِ مَظِنَّةُ إِجَابَةِ الدَّعَواتِ

*عباد الله : وما المراد بالقدر؟ فقد سميت ليلة القدر بذلك لعدة معان هي:
1. لشرفها وعظيم قدرها عند الله.

2. وقيل لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة لقوله – تعالى -: {فيها يفرق كل أمر حكيم}.

3.وقيل لأنه ينزل فيها ملائكة ذوو قدر.

4.وقيل لأنها نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وأمة ذات قدر.

5. وقيل لأن للطاعات فيها قدراً عظيماً.

6.وقيل لأن من أقامها وأحياها صار ذا قدر. والراجح: أنها سميت بذلك لجميع هذه المعاني مجتمعة وغيرها، والله أعلم.

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه غافر الذنوب والخطيئات

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

🎤
خطــبــة بعـنـــوان :
#فضائل_العشر_وليلة_القدر

🕌🕌🕌

#الخطبـــة_الاولـــى

الْحَمْدُ للهِ خَالِقِ السَّمَاواتِ والأَرضِ، سُبْحَانَهُ فَضَّـلَ بَعْضَ الأيَّامِ عَلَى بَعْضٍ، أحْمَدُهُ تَعَالَى بِمَا هُو لَهُ أهلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثنِي عَلَيهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأتَوكَّلُ عَلَيهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهِ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرشِدًا،

وَأشهَدُ أن لاَّ إلهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، أكْرَمَنَا بِبُلُوغِ العَشْرِ الأواخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَزَيَّنَهَا بِلَيلَةٍ هِيَ خَيرُ لَيِالِي العَامِ، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، لَمْ يَزَلْ لِرَبِّهِ عَابِدًا وَقَانِتًا مُغتَنِمًا لِلأجْرِ، رَاجِيًا مِنْ رَبِّهِ المَثُوبَةَ وَالفَضلَ، -صلى الله عليه وسلم-  وَعَلَى آلهِ وَصَحبِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَنْ سَارَ عَلَى دَربِهِ إلى يَومِ الدِّينِ. ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)) 

أما بعد عباد الله : أن الله تعالى وجه عباده إلى التزود للدار الآخرة، وحثهم على استغلال المواسم الفاضلة، فقال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ ﴾  [آل عمران: 30].

ها هي أيام الشهر الفضيل ولياليه قد بدأت بالتناقص، فقد أزفتْ ساعاتُه ودقائقه، وهو يتأذَّن بالرحيل، يغادرنا بعد أن عِشنا معه أجمل الأيام والليالي، أيام عامرة بالصيام، وليالٍ مكسوة بالتهجد والقيام.

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

*

واحرص اخي الحبيب وأنت في سباقك الى الله، أن يكون مطلبك غالي وعالي بقدر همتك، فهذا شأن أصحاب الهمم العالية، الذين لا تتوقف مطالبهم الا في الفردوس الأعلى من الجنة، وفي الحديث الصحيح ( فإذا سالتم الله فسألوه الفردوس الاعلى من الجنة....)*

*وفي أثناء السباق إن أحسست بالفتور في جانب من جوانب العبادة، فانشط في الجانب الآخر، فمثلا لو أحسست بفتور أثناء تلاوتك للقرآن، فاعمد وانتقل الى عبادة أخرى كالصلاة أو الذكر والتسبيح والاستغفار و..،*

*فإن تكاسلت في ذلك وأحسست بالفتور، فانشط في عبادة الصدقة والانفاق، وكفالة اليتامى، ومساعدة المساكين، والاحسان الى المحتاجين، وبذل المعروف، وبر الوالدين وصلة الارحام، وهكذا بقية العبادات، فإن فترت بك الهمة في عمل الصالحات ، فجاهد نفسك على الابتعاد عن المعاصي وتركها، فأنت بذلك في عبادة عظيمة*

*فالمقصود أنك لا تترك السباق أبدا لأي سبب من الاسباب، ولا تتوقف حتى وإن قصرت في العمل أو وقعت في الزلل، بل استمر في السباق الى الله حتى تلقاه، وجاهد نفسك في الاستمرار على هذه الهمة في رمضان وفي غير رمضان حتى تفارق هذا الدنيا وأنت على هذا الحال من المجاهدة، وعلى هذه النية الصالحة، والهمة العالية ...*

عباد الله :

*في رمضان يصوم المسلم عن كل المفطرات الحسية والمعنوية وليس له رقيب يراقبه في خلواته ، وباستطاعته أن يمارس ما يريد من المفطرات في الخفاء ثم يظهر أمام الناس بأنه صائم ولن يجد من يحاسبه لأن سره لا يعلمه إلا الله، ولذلك جاء في الحديث ( كُلُ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلا الصَوم، فَإِنهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي......، ) رواه مسلم*

*وهذا درس مهم في الإخلاص ، فلا تتعب نفسك في العمل من أجل الناس ، فلن ينفعك إلا ما كان خالصا لله رب العالمين..*

*فبقدر النية يكون الجزاء وقد جاء في الحديث ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه*

*فكل ما تقوم به من الأعمال الصالحة في رمضان من صيام وصلاة وقيام وصدقة وتلاوة القران راجع إلى صحة النية فيه ، فإن كان خالصا لوجه الله تعالى ولا تريد به ثناء الناس ومراءتهم فأبشر بالخير وإن لم يكن خالصا لوجه الله وإنما قمت بهذه العبادة مع الناس رأيتهم صاموا فصمت ورأيتهم صلوا فصليت وليس همك الله، فقد حبط عملك وطالت حسرتك وخسرت دنياك وآخرتك..*

عباد الله :

*رمضان هو شهر القرآن قال الله تعالى ( شَهْرُ رمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) آية (185) سورة البقرة*

*لذلك فقد اقترن رمضان بالقرآن ..وفي رمضان تكون النفوس مهيئة للتدبر والتأمل لما يضفيه الصوم من الرقة والصفاء لذلك يتوجب عليك في رمضان أن تستغل هذه الروحانية والصفاء وتتعلم كيف تجعل لك وردا يوميا لتلاوة القرآن وتحافظ على هذا الورد اشد من محافظتك على الطعام والشراب ، وكأن تلاوة القرآن في رمضان له أهمية كأهمية الشرايين والرئة بالنسبة لك، فهو شرايينه التي لا غنى عنها ومع التلاوة تأكد من حضور القب والتأمل والتدبر حتى تستفيد من هذا الشهر في تزكية نفسك بكتاب ربك ....*

*فأكثروا من تلاوة القرآن في الليل والنهار فوظيفتكم الكبرى في رمضان هو الاهتمام بتلاوة القرآن والتأمل فيه ....*

*وأكثروا من ذكر الله تعالى في كل اوقاتكم فبذكر الله تعالى يطمئن القلب ،وينشرح الصدر وتهدأ النفس، وتتغذى الروح ، لذلك يزداد أهمية الذكر في رمضان أكثر من غيره لأن سلطان الشياطين على القلوب ضعيف جدا ، فهي مُهيئة له وربما تجد من اللذة والسهولة والخشوع والروحانية والسكينة ورقة القلب أثناء أذكارك في رمضان ما لا تجده في غيره من الشهور..*

*لهذا عليك أن تغتنم هذه الفرصة وتكثر من ذكر الله في الليل والنهار ويتأكد ذلك في الأوقات الفاضلة ..*

*اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروا أنه هو الغفور الرحيم ....*

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

.
#اعضائنا_الكرام

ستجدون في هذا البوت في قسم #المكتبة معظم الكتب الخاصة #برمضان وما يتعلق به من الفضائل والاداب والاحكام والفتاوى وغيرها ..

تفضلوا من هنا 👇👇

@iistshfa2017_bot
.

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

.
#الخطبــــة_الثانيــــة.
أيها الناس، إنكم قادمون على ما قدّمتم، ومجزِيّون على ما أنجزتم، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، فالسعيد من تدبّر أمرَه، وأخذ حِذرَه، واستعد ليوم لا تنفع فيه عَبرة.
الناس يثقون بالدنيا وهي غدّارة، ويطمئنون إليها وهي مكّارة، ويأنسون بها وهي غرّارة، وهل لك ـ أيها الإنسان ـ من الدنيا إلا حفرة ضيّقة تَحويك وقبر مظلمٌ يُؤويك؟! ثمّ إما إلى نار تلظّى أبد الآبدين، وإما إلى نعيم مقيم أبد الآبدين، كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ،
عباد الله، قال بعض العارفين: شهر رجَب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر السقي، وشهر رمضان شهر الحصاد،
وقال: بعضهم مثل شهر رجب كالرّيح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع في رجب ولم يسق في شعبان، فكيف يريد أن يحصد في رمضان؟!

عباد الله ألا وإنَّ مِمَّا يُسنُّ عَمَلُه في شَعبانَ الإكثارُ من قراءةِ القرآنِ، قال أنسُ بنُ مالكٍ -رضي الله عنه-: "كانَ المُسلِمُون إذا دَخَلَ شَعبَانُ أَكَبُّوا على المَصَاحِفِ فَقَرؤوها, وأَخَرجُوا زَكاةَ أَموالِهم؛ تَقوِيَةً لِضَعِفِيهم على الصوم".

وقال سلمةُ بنُ كُهَيلٍ: كان يُقَالُ: شَهرُ شَعبَانَ شَهرُ القُرآنِ. وإذا دَخلَ شَعبانُ قالَ السَّلفُ: هذا شَهرُ القُرَّاءِ.

اللهُ أكبرُ عبادَ اللهِ: ما أدقَّ فهمَ السَلَفِ لِشرعِ اللهِ! وما أحرصَهم على تَحقيقِ التَّقوى والإيمانِ! كُلُّ ذلِكَ تَمريناً لِلنَّفسِ وتَهيِئَةً لها على البقاءِ مع القرآنِ لِفترةٍ أطولَ في شَهرِ القُرآنِ!.

هذا عمرو بن قيس: "كان إذا دخل شعبان أغلق حانوته، وتفرغ لقراءة القرآن".

ما أحوجنا وما أحقنا بهذا
الأدب من عمرو بن قيس؟

مَضَى رَجَبٌ وَمَا أَحْسَنْت فِيهِ * وهَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ المُبارَكْ
فيَا مَنْ ضَيَّعَ الأوقَاتَ جَهْلاً *
بِحُرْمَتِهَا أَفِقْ وَاحْذَرْ بَوَارَكْ
فَسَوفَ تُفَارِقِ اللَّذَّاتِ قَسْراً * وَيُخْلِي المَوتُ كَرْهاً مِنْكَ دَارَكْ
تَدَارَكْ مَا استطَعْتَ مِنَ الخَطايَا *
بِتَوبَةِ مُخْلِصٍ واجْعَلْ مَدَارَكْ
على طَلَبِ السَّلامَةِ مِنْ جَحِيمٍ *** فخَيرُ ذوي البصائرِ من تدارَك

فاحرص ـ أخي المسلم ـ على أن لا يدخلَ عليك رمضان إلاّ وأنت طاهِرٌ نقيّ، فإنّ رمضانَ عِطر، ولاَ يُعطَّرُ الثّوبُ حتى يُغسَل، وهذا زمنُ الغسل، فاغتسلوا ـ رحمني الله وإياكم ـ من درَن الذنوب والخطايا، وتوبوا إلى ربكم قبل حلول المنايا،
اتّقوا الشركَ فإنه الذنب الذي لا يغفره الله لأصحابه، واتَّقوا الظلم فإنه الديوان الذي وكله الله لعباده، واتقوا الآثام فمن اتقاها فالمغفرة والرحمة أولى به.

يا من للناس عليك حقوقٌ، أدِّ الحقوقَ لأصحابها. أيها العاق لوالديه، ائت مرضاةَ الله من أبوابها، وإن رضا الله تعالى في رضا الوالدين، وسخطه تعالى في سخط الوالدين.
أيها الشاب الواقع في المعاصي، اعلم أن الشيطان لن ينتصر عليك بإيقاعك في المعاصي، وإنما ينتصر عليك بتقنيطك وتيئيسك من رحمة أرحم الراحمين وبتسويف التوبة وطول الأمل.

عباد اللهِ:

ويجدر التذكير لمن كان عليه أيامٌ من رمضانَ الماضي أفطرها فليبادر بقضائِها من الآن فلا يجوز التأخير إلى ما بعد رمضان القادم إلا لضرورة - ومن قدر على القضاء قبل رمضان ولم يفعل فهو آثم ويلزمه امران: التوبة و القضاء – وامر ثالث يلزمه على قول.مالك والشافعي وأحمد هو إطعام مسكين عن كل يوم يقضيه
وياعباد الله ومن كانت لأخيه مظلمةٌ أو حقٌ فليؤدِّها قبل ألاّ َيكونَ دِرهمٌ ولا دِينارٌ.

ثم اعلموا أن الله قد أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبِّحة بقُدسه، وأيّه بكم -أيها المؤمنون- من جِنِّه وإنْسِه، فقال قولاً كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
فصلُّوا وسلِّموا على خير البرية وأزكى البشرية.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، ودمر الطُّغاة والمعتدين، وانشر الأمن والاستقرار والرخاء في جميع بلاد المسلمين يا رب العالمين.

اللَّهُمَّ لُطْفَكَ ورَحْمَتَكَ بِعِبَادِكَ المسْتضعَفِينَ في كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ سَكِّنْ لَوْعَتَهُمْ وامْسَحْ عَبْرَتَهُمْ وَوَفِّرْ أَمْنَهُمْ وابْسُطْ رِزْقَهُمْ ووَحِّدْ صَفَّهُمْ واجْعَلْ مَا قَضَيتَ عَلَيْهِمْ زِيَادَةً في الإِيمَانِ واليَقِينِ وَلا تَجْعَلْهُ فِتْنَةً

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

*وعن أبي بكرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد، ولكن الله -تعالى- يخوف بها عباده" (رواه البخاري).*

*إذاً السبب الشرعي في حدوث الكسوف والخسوف هو تخويف الله للعباد ليتركوا ما وقعوا فيه من الذنوب والمعاصي والآثام الجسام وتوالى حدوث تلك الآيات في هذا الوقت بالذات لكثرة المغريات الحياتية، والانفتاحية والإباحية التي تعيشها معظم المجتمعات، فانجرف الناس في تيار الحضارة الزائفة، فضلوا أنفسهم وأضلوا غيرهم، فأرسل الله -تبارك وتعالى- تلك الآيات تخويفاً وإنذاراً لعباده؛ كيلا يحل بهم بما حل بمن سبقهم من الأمم الغابرة.*

*واعلموا أن الكسوف والخسوف آيتان من آيات الله -تعالى- يظهرهما لحكمة بالغة، ليراجع الناس دينهم ويصحوا من غفلتهم، لكن وللأسف قد تم للأعداء ما أرادوا، فتساهل الناس بأمر الكسوف والخسوف، حتى لم يقبل على المساجد إلا كبار السن ومن كتب الله لهم الهداية والتوفيق*

*أما الآخرون فهم غارقون في سباتهم وغفلتهم ولهوهم ولعبهم لا خوف ولا حياء من الله تعالى، نسأل الله أن يرد المسلمين إليه رداً جميلاً.*
*عباد الله: إذا تأمَّلَ الإنسانُ في هذا الكسوف؛ عَرَفَ نعمةَ اللهِ على عباده بالشمس والضياء؛ فلو شاءَ اللهُ لَجَعَلَ هذا الكسوفَ كُلِّيَاً سَرْمَدِيِّاً، لا يُرَى فيه النهارُ إلى يوم القيامة!﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ!﴾.*

*وهذا التَّفَكُّر؛ يجعلُ المؤمنَ مُتَّصِلاً بالله، ذاكراً له، خائفاً مِنْ نِقْمَتِه؛ فإنَّ اللهَ يُخَوِّفُ عِبادَه؛ لِتَستيقِظَ النفوسُ الغافلة، وتَلِينَ القلوبُ القاسية، وتدمعَ العيونُ الجامدة! قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾*.

*والكسوف والخسوف: علامةٌ وتذكيرٌ باليوم الكبير، فقد أخبرَ تعالى عن أهوالِ القيامة بقوله: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾،*

*وتكويرُ الشمس: يكون بِذَهابِ نُوْرِهَا، قال السعدي: (إذا كانَ يومُ القيامة: تُكَوَّرُ الشمس؛ أي: تُجْمَعُ وتُلَفّ، وَيُخْسَفُ القمر، ويُلْقَيان في النار!) . فاعْتَبِرُوا يا أولي الابصار، وأَكْثِرُوا مِنَ الاستغفار، واعْتَزِلُوا طريقَ الذنوب؛ فهي خَرابُ الأوطانِ والشعوب، وارْجِعُوا إلى اللهِ بتوبةٍ نصوح، مادام الباب مفتوح! ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.*

*اللهم عافنا ومجتمعاتنا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن. اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين.*

*اللهم لا تؤاخذنا بسوء أعمالنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا. اللهم ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين*
اللهم تب على التائبين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
اللهمَّ إنَّا نَعوذُ بك مِنَ زَوالِ نِعمَتِكَ وَتَحوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقمَتِكَ
اقول ما سمعتم استغر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفِروا وتوبُوا إليه إنّه كان غفورا رحيما ...*

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

.

#الخطبـــة_الثانيـــة.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على الرسولِ الكريمِ محمدِ بنِ عب

دِ اللهِ الذي علَّم أمتَه كلَّ خيرٍ، وحذَّرهم من كلِّ شرٍّ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعـــدُ:

فاتقوا الله أيها المؤمنون، واعلموا أنَّ منْ فضائِلِ هذه السُّورَةِ أيضًا ما يلي:

خامسًا: أنّ سُورتَي البقرةَ وآلِ عمران تُظِلّان صاحبَهما وتحاجّانِ عنه يومَ القيامة قال -صلى الله عليه وسلم-: “اقرؤوا الزهْرَاوينِ: البقرةَ وآلَ عمرانَ، فإنَّهما يأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامَتانِ أو غيايتانِ، أو كأنَّهما فِرْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عن أصحابِهما“(رواه مسلم).

سادسًا: تقديمُ صاحبِهَا في الإمارةِ: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بعث بعثًا وهُم ذُو عددٍ فاسْتَقْرَأهُم فقرأَ كُلُّ رجلٍ مَا مَعَهُ مِنَ الْقُرْآنِ، فَأَتَى على رجلٍ مِنْ أحدَثِهِمْ سِنًّا أيْ؛ أصغرِهِمْ سِنًّا، فقالَ: “مَا مَعَكَ يَا فُلَانُ؟” قالَ: مَعِيَ كَذَا وكَذَا، وسورةُ البقرةِ، فقالَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “أَمَعَكَ سُورَةُ البَقَرَةِ؟!“، قالَ: نَعَم، قالَ: “اذْهَبْ فَأَنْتَ أَمِيرُهُمْ“(رواه الترمذي وحسنه).

فاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وأَكْثِرُوا مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي بيوتِكُمْ، وَخَاصَّةً سُورَةُ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّهُ لَا يَلِيقُ بِالْمُسْلِمِ أَنْ يُفَرِّطَ فِي قِرَاءَتِهَا مَهْمَا شَغَلتْهُ الدُّنْيَا أو واجهتهُ الصّعاب، وَلِيَتَذَكّرٍ أَنَّ كثيرًا مِنْ وقْتِهِ يَضِيعُ هَبَاءً مَنْثُورًا فِي غيرِ مَنْفَعَةٍ، وَأَنَّهُ إِذَا حَرِصَ عَلى قِرَاءَتِهَا، مَعَ تَدَبُّرِهَا وتَعَلُّمِ مَا اشْتَمَلتْ عَلَيْهِ مِنْ مَعَانٍ حَازَ الْخَيْرَ الكثيرَ.

أسألُ اللهَ -تعالى- أنْ يجعلنَا منْ أهلِ القرآنِ التَّالِينَ لهُ آناءَ الليلِ وأطرافَ النَّهَارِ.

هَذا وصلُّوا وسلّموا على الحبيبِ المصطفى والنبيّ المجتبى محمد بن عبدِ اللهِ؛ فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ بذلكَ فَقَالَ -جَلَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمًا-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب:٥٦].


=========================

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

#الخطبة_الثانية
نذكرك أخي المسلم الحبيب ببعض السنن النبوية في أيام عيد الأضحى المبارك:

1- أن لا يأكل شيئا قبل الذهاب إلى المصلى حتى يرجع من الصلاة...

2- يستحب الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب...

3- يسن الذهاب إلى المصلى مشيًا، وأن يذهب في طريق ويعود من طريق آخر...

4- التكبير: يسن التكبير خاصة بعد الصلوات المفروضة والمسنونة من صبح يوم عرفة وينتهي إلى آخر يوم من أيام العيد (أيام التشريق) قبل الغروب.
أما التكبير بعد أي عمل من الأعمال فيكون مستحباً من غروب شمس ليلة العيد إلى قبيل دخول الإمام في صلاة العيد...

5- التهنئة بالعيد بقول المسلم لأخيه المسلم: (تقبّل الله منا ومنك)...

6- الأضحية، وهي أن يضحي المسلم بعد رجوعه من صلاة العيد لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم ننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا))؛ رواه البخاري.

هذه وصلوا وسلموا
..

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

الفضيلة الثانية:
أن يوم عرفة يوم أقسم الله به، والعظيم لا يقسم إلاّ بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: ﴿ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [البروج: 33].
قال أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ..."؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني.
ويوم عرفة هو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: ﴿ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر ﴾ [الفجر: 3]، قال ابن عباس: "الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة".

الفضيلة الثالثة:
أن يوم عرفة هو من أفضل الأيام عند الله... أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف، وهذا ما اخبر عنه الصادق المصدوق سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ فعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُنَّ أَفْضَلُ أَمْ عِدَّتُهُنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: هُنَّ أَفْضَلُ مِنْ عِدَّتِهِنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ الله
ِ، وَمَا مِنْ يوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ يوْمِ عَرَفَةَ يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ جَاؤُوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ يَرْجُونَ رَحْمَتِي، وَلَمْ يَرَوْا عَذَابِي، فَلَمْ يُرَ يَوْمٌ أَكْثَرُ عِتْقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يوْمِ عَرَفَةَ))؛ صحيح ابن حبان.

عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - - صلى الله عليه وسلم - – قَالَ: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ))؛ رواه مسلم.
نعم؛ هكذا يباهي الله بأهل عرفة ملائكة السماء، ويقول لهم بكل حب وفخر: ((انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ جَاؤُوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ يَرْجُونَ رَحْمَتِي، وَلَمْ يَرَوْا عَذَابِي)).

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

#الخطبة_الثانية


الحمد لله رب العالمين ، واشهد ان لا اله الا الله ، ولي المتقين ، واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين ، وعلى آله وصحابته اجمعين ، وسلم تسليما كثيرا .......

ايها الاحبة الافاضل:

4- ومن الأعمال الصالحة في هذا العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي واستسمانها واستحسانها وبذل المال في سبيل الله تعالى .

5- ومما يتأكد في هذا العشر التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب . والتوبةُ هي الرجوع إلى الله تعالى وترك ما يكرهه الله ظاهراً وباطناً ندماً على ما مضى ، وتركا في الحال ، وعزماً على ألا يعود والاستقامة على الحقّ بفعل ما يحبّه الله تعالى .
والواجب على المسلم إذا تلبس بمعصية أن يبادر إلى التوبة حالاً بدون تمهل لأنه : أولاً : لا يدري في أي لحظة يموت .
ثانياً : لأنّ السيئات تجر أخواتها .
عباد الله ان من الحرمان والخسران أن تمر هذه العشر مرور الكرام، وتخرج بسلام فلا عمل ولا اهتمام. [الأعراف: 56].

عباد الله : في زماننا فتن عظيمة وبلايا كبيرة، ومحن جسيمة، لا يثبت فيها على الدين، إلا من وفقه الله للعمل الصالح والعلم المتين، حتى أصبح القابض على دينه، المتمسك بتعاليم نبيه، كالقابض على الجمر، أو الماشي على لهيب الحر، والأيام العشر فرصة لكسب الحسنات، وعمل الصالحات، وخاصة الدعاء في عرفات، فقد جاء في الحديث أفضل الدعاء دعاء عرفة، فأكثروا فيه من الدعوات الصالحات، لعموم المسلمين ولمن يتعرضون اليوم للأذى والضرر ، والنكبات، ودعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب من الأدعية المستجابات.

يا أخي يا حبيبي، ها قد جاءك الموسم، فكن على حذر من التفريط، جاءك الموسم فكن فيه من أهل السبق لا من أهل الغطيط. فلعل الله أن ينظر لك نظرة رحمة، فيصلِحَ ابنك وزوجَك، ولعل الله أن ينظر لك نظرة رحمة فيفتحَ لك بعملٍ صالحٍ واحد أبوابَ أعمال صالحة لم تكن تطيقها، ولعل الله أن ينظر لك نظرة رحمة فيتقبلَ دعاءَك، ويرفع الكروب والأزمات عن أمتك، ويصلح دينك ودنياك وآخرتك.

عباد الله علينا أن نستشعر واجباتنا ومسئولياتنا تجاه ديننا وأمتنا ومجتمعاتنا، وعلينا أن نقوّي أُخوتنا، وأن لا نترك للعداوات والحروب والمشاكل والعصبيات والنعرات الجاهلية أن تفرّق صفنا، وتهدم مجتمعنا، وتؤجج الصراعات والنزاعات فيما بينا، ولنحفظ أيدينا عن الدماء المعصومة والأعراض المصونة، والوطن يتسع للجميع، وعلى الناس جميعًا أن يكونوا شركاء فيه بجميع طوائفهم ومذاهبهم وأحزابهم.

البدار البدار أيها المسلمون الكرام قبل فوات الأوان، وحلول الآجال، وتقلب الأيام والأحوال، ولات حين مندم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، بادروا رحمكم الله إلى استغلال الفرص، وتحين الأوقات الفاضلة، إن ما يقوم به المسلم من أعمال البر والإحسان والصدقة، والمعروف ونوافل العبادة، وخاصة في أيام العشر أثمن عند الله من الذهب الخالص قالَ عليه الصلاة والسلام (العِبَادَةُ في الهَرجِ كَهِجرَةٍ إِلَيَّ (رَوَاهُ مُسلِمٌ).

وقد دعانا الله إلى المسابقة في أمور الآخرة، وتحصيل الثواب في العاجلة فقال ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]. 

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

فمن الأعمال الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في عشر ذي الحجة

1- الصيام، فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة . لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيام العشر ، والصيام من أفضل الأعمال . وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي : " قال الله : كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " أخرجه البخاري
وقد ورد في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسعَ ذي الحجة . فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر . أخرجه النسائي وأبو داود وصححه الألباني 

2- التكبير : فيسن التكبيرُ والتحميدُ والتهليلُ والتسبيحُ أيام العشر . والجهرُ بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكلِّ موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة ، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى.

وشعارُ هذه الأيام العشر"التكبير"، فعن ابنِ عمر رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ"، رواه أحمد.

قال الإمامُ البخاري رحمه الله: "وكان ابنُ عمرَ وأبو هريرةَ يخرجانِ إلى السوقِ في أيَّامِ العشرِ، يُكبِّرانِ ويُكبِّرُ النَّاسُ بتكبِيرِهما" رواه البخاري ، "وكان عمرُ رضي الله عنه يُكبِّرُ في قُبَّتِه بمِنًى، فيسمَعُه أهلُ المسجدِ فيُكبِّرُونَ، ويُكبِّرُ أهلُ الأسواقِ، حتى ترْتجَّ مِنًى تكبيرًا" رواه البخاري.

عبد الله كبِّر إذا دخلتَ بيتك حتى يسمعَك أهلُك وأولادُك فيكبِّروا بتكبيرك، وإذا دخلتَ السوق أو قابلتَ الرِّفاقَ فكبِّر؛ لتشهدَ لك البقاعُ، وتُذكرَ في الملأِ الأعلى، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: "فإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ"، رواه البخاري ومسلم.

3- الإكثار من الأعمال الصالحة عموما : لأن العمل الصالح محبوب إلى الله تعالى وهذا يستلزم عِظَم ثوابه عند الله تعالى
وإن صوم التسع، وخاصة يوم عرفة، والإكثار من ذكر الله، والتهليل والتسبيح والتكبير، وقراءة القرآن وتدبره، وقيام الليل، والدعاء، والتوبة على ما فات، والتزام الصدق والأمانة، والإخلاص في الأقوال والأعمال، وحب المسلمين وتوليهم، وكثرة العطاء، والتماس الأعذار للناس وحسن الظن بهم، وصلة ذي الرحم الكاشح، ومواساة الفقير والمسكين، وحسن الجوار، وإطعام الطعام، وذبح الأضحية، وأداء صلاة العيد مع المسلمين، والتزاور مع الأهل والأصدقاء، وتناسي الأحقاد، وحب الخير للناس، ومعاونتهم بما يستطيع، ... لهي من صنوف العمل الصالح الذي ينافس فيه المسلمون في هذه الأيام الفاضلة وغيرها...

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

.
خطبة هذا الأسبوع
بعنوان #فضائل_العشر_الأول_من_ذي_الحجة „„
🕌🕌🕌🕌🕌
الْحَمْدُ للهِ ذِي الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، الَّذِي اخْتَصَّ بَعْضَ الشُّهُورِ وَالأَيَّام ، ِ بِالْفَضَائِلِ الْعِظَامِ، وَجَعَلَ أَفْضَلَهَا عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ فضل منه واكرام

الحمد لله الذي أظهر المحجة، وأبان الحجة وفضَّل عشر ذي الحجة..
وأشهد أن لا إله إلا الله فرض الحج
وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله أفضل من زار البيت وحجه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه قوى إيمانهم بالبرهان والحجة..

أما بعد

لا شك أن طبيعة ابن آدم قاصرة، مبنية على النقص والضعف، فهو ظلوم جهول، وعمله ناقص مدخول، وقدرته على الاستمرار على الطاعات لفترات طويلة محدودة ، ولذا تتناوشه غمرات الجهل، وتتجاذبه فتن الدنيا، وتغريه مطامعها في الاستكثار منها،
ولذلك شاءت إرادة الله تعالى الرحيم الرحمن أن يجعل لعباده مواسم خير وبر ، وأيامًا فاضلة، يُقبلون فيها على ربهم، يرجون رحمته ويخافون عذابه، فقيّض لهم –سبحانه- مواسم رحمة يربحون فيها في التجارة مع ربهم، وهو الودود الرحيم، الذي لا يريد أن يعذّب خلقه، وإنما يريد أن يرحمهم، ويخلّصهم مما هم فيه من أنكاد المعاصي، وآلام الغفلة، وعذاب ارتكاب المحرمات.
وتأملو قولَ ربنا الجليل -سبحانه-: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) [النساء: 26- 28]، فلما علم سبحانه –وهو العليم بما خلق- ضعف ابن آدم، وغفلته، والله -سبحانه- يريد أن يتوب عليه ويرشده ويرحمه، أرسل له رسائل عدة تدعوه إلى الهدى، واتباع الحق، والحذر من فتن الدنيا.

وإن من رحمة الله بعباده أن شرع لهم مواسم للطاعات، وحثهم على بذل مزيد من صنوف العبادة فيها، ليعوّض العبد مِن خلالها خسارته، ويجبر كسره، فشرع مواسم في أول العام الهجري وآخره، ليدخل العبد عامًا جديدًا مغفورًا له، ويخرج من العام مغفورًا له، ففي أول العام شرع صيام عاشوراء يغفر الله بصومه للعبد ذنوب سنة، ما اجتنب الكبائر، وخلال العام عظّم الشرع شهر رمضان، وجعل فيه من الغنائم والجوائز الشيء الكثير.

وفي آخر العام نوّه ربنا -سبحانه- بأيام عشر ذي الحجة، ورفع من شأنها، وحثّ فيها على طاعته، ووعد المطيعين فيها ثوابًا عظيمًا.

فقد فضّل الله تعالى العشرَ الأُوَلَ من ذي الحجة على سائر أيام العام فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " أخرجه البخاري.

وعنه أيضاً رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظم أجراً من خيرٍ يعمله في عشر الأضحى " قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : " ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " رواه الدارمي وإسناده حسن.

فهذه النصوص وغيرها تدلّ على أنّ هذه العشر أفضل من سائر أيام السنة من غير استثناء شيء منها ، حتى العشر الأواخر من رمضان . ولكنّ ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل لاشتمالها على ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر ، وبهذا يجتمع شمل الأدلة، كما نبَّه عليه غيرُ واحدٍ من أهل العلم.

قال ابن رجب -رحمه الله-: "وقد دل حديث ابن عباس على مضاعفة جميع الأعمال الصالحة في العشر من غير استثناء شيء منها"، وقال: "وكل عمل صالح يقع في هذه العشر فهو أفضل في عشرة أيام سواها من أيّ شهر كان".

عباد الله : إن أيام العشر هي أيام البر، خير أيام الدنيا، فهي عشر مباركات كثيرة الحسنات، قليلة السيئات، عالية الدرجات، متنوعة الطاعات فيها يتنافس المتنافسون، ويتسابق إليها المتسابقون، حتى عدت هذه الأيام من أفضل أيام الدنيا، لما تضمنته من فضائل، واحتوت عليه من ميزات ومسائل،

يجتمع فيها من الطاعات ما لا يجتمع في غيرها، ففي أثنائها يؤدي المسلمون عبادات عظيمة، كحج البيت الحرام، والوقوف بعرفة، وغيرها من مناسك الحج، ينفقون أموالهم ويُتعبون أجسادهم، يرجون مغفرة ذنوبهم، ورضا ربهم.

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

ِ

أيها المسلمون:

ومن أعظم ما يجب حفظه من أوامر الله؛ حفظ الصلاة, وقد أمر الله بالمحافظة عليها فقال: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238],
ومدح الله المحافظين عليها بقوله: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) [المؤمنون: 9],

وكذلك المحافظة على الطهارة؛ فإنها مفتاح الصلاة,
قال النبي -صلي الله عليه وسلم-: "وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِن" (ابن ماجه وصححه الألباني).

فمن حافظ على الصلاة حفظه الله, وفي الحديث: "إذا أحسن الرجل الصلاة فأتم ركوعها وسجودها قالت الصلاة: حفظك الله كما حفظتني, فترفع, وإذا أساء الصلاة, فلم يتم ركوعها وسجودها, قالت الصلاة: ضيعك الله كما ضيعتني: فتلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجهه" (حسنه الألباني).

ومما يُؤمّر بحفظه الأيّمان, قال الله -عز وجل-: (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) [المائدة: 89],
أي: حفظها عن الحلف بالله كاذباً, وحفظها عن كثرة الحلف.

ومن الأشياء المأمورين بحفظها: حفظ الرأس والبطن عن المحرمات,
وهذا مفهوم التقوى, وفي الحديث الذي حسنه الألباني أنه -صلي الله عليه وسلم- قال: "فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى",
فيدخل في حفظ الرأس؛ حفظ السمع والبصر واللسان .
و"البطن وما حوى" يتضمن حفظ القلب عن الحسد والحقد والكبر والشحناء,
ويتضمن أيضا حفظ البطن عن إدخال الحرام إليها من المأكل والمشرب.


ومن أعظم ما يجب حفظه من نواهي الله -عز وجل-: حفظ اللسان والفرج, حفظ اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والكلام الفاحش,
وحفظ الفرج من الزنا والفواحش,

قال -صلي الله عليه وسلم- قال: "مَنْ يَضْمَنْ لي ما بيْن لَحْيَيْهِ، وما بَيْنَ رِجْلَيْهِ؛ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ" (رواه البخاري), وفي رواية: "مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَرِجْلَيْهِ" (الحاكم).

إذا حفظت الله في جوارحك ووجهتها في طاعة الله, وأبعدتها عن الحرام, حفظك الله -تعالى-,

قال قتاده: "من يتقي الله يكن معه, ومن يكن الله معه؛ فمعه الفئة التي لا تُغلب, والحارس الذي لا ينام, والهادي الذي لا يضل"...

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم...

أقول ما سمعتم واستغفر الله العظيم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم...

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

.
خطبة 🎤 بعنوان
كيف تنال حفظ الله ورعايته ؟
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله الكريم الجواد،
خلق الإنسان من نطفة وجعل له السمع والبصر والفؤاد،
أنزل الغيث مباركًا فأحيا به البلاد،
وأخرج به نبات كل شيء رزقًا للعباد،
نحمده -تبارك وتعالى- حمد الطائعين العُبَّاد،
ونتوكل عليه توكل المخبتين الزُّهَّاد،
ونعوذ بنور وجهه الكريم من الوعيد بسوء المهاد،
ونسأله النصر في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد،

وأشهد أن لا إله إلا الله المضل الهاد،
المنزه عن الأشباه والأنداد،
الفعال لما يريد ولا يقع في ملكه إلا ما أراد.

وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين من حاضر وباد،
خير من دعا وهدى وبالخير العظيم جاد،
المبعوث رحمة فينا وبشفاعته يغاث العباد، والمبشر بالأخوة والمحبة ونبذ الغل والأحقاد،
أشجع الناس قاطبة إذا دعا داع الجهاد،
وأكرم الناس طرًّا إذا عزّ مال أو قل زاد،

اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ما نادى للصلاة مناد،
وكلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون إلى يوم التناد...
وسلَّمَ تسليماً كثيراً ...


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...


أما بعد:

فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.


عباد الله:

يعيش الإنسان في هذه الحياة الدّنيا وهو يأمل أن يشمله الله -سبحانه- برعايته وحفظه، ويدفع عنه شرور الدّنيا وأذى الخلق ووساوس الشّيطان،
ولا شكّ بأنّ هذا الحفظ الرّباني للعباد لا يكون إلاّ بأخذ العبد بالأسباب التي تؤدّي إلى ذلك،

وهي:
أن يحفظ العبد ربّه في قوله وعمله وسائر تصرّفاته في الحياة ومعاملاته مع النّاس,

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لابنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: "يَا غُلاَمُ! إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ".) رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني),

أي: احفظ حدود الله وحقوقه وأوامره ونواهيه, وحفظ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال وعند نواهيه بالاجتناب,

وقوله -صلى الله عليه وسلم- "تجده أمامك" وفِي رواية: "تجده تجاهك"
معناه: أن من حفظ حدود الله وَجَدَ الله معه فِي جَمِيع الأحوال؛ يحوطه وينصره ويحفظه ويؤيده ويسدده, فإن الجزاء من جنس العمل.

ومن أسباب حفظ الله للعبد: الدعاء,
فقد كَانَ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا ودَّع من يريد السفر يَقُولُ لَهُ: "استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك", وفِي رواية وكَانَ يَقُولُ: "إن الله إِذَا استودع شيئاً حفظه" (أخرجه النسائي).

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

.
#الخطبـــة_الثانيـــة.

الحمد لله لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله .

وبعـــد:
*فينبغي الحرص في ليالي العشر وليلة القدرعلى الإكثار من الدعاء والبكاء بين يدي الله، وطلب رحمته وعفوه ومغفرته، فلا ملجأ وملا منجى إلا إليه، فمن لم يتب في رمضان فمتى يتوب، ومن لم يرجع إلى ربه ويئوب متى يرجع، ومن كثرت ذنوبه فمن يغفرها له سوى الله، ومن أراد النجاة من النار، والفوز بالجنان متى يطلب ذلك من الله سوى في هذه الأيام، فالبدار البدار قبل انقضاء الآجال، وتصرم الليالي والأيام، فنتحسر على التفريط في جنب الله، قال تعالى: ﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ﴾ [الزُّمر: 56].

فيُستحبُّ للعبد الإكثارُ من الدعاء والصلاة وفعل الخير في العشر. قال ابن مسعودٍ – رضي الله عنه -: "لكل شيءٍ ثمرة، وثمرةُ الصلاة الدعاء". تقول عائشةُ – رضي الله عنها -: قلتُ: يا رسول الله! أرأيتَ إن علمتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدر، ما أقولُ فيها؟ قال: «قُولِي: اللهم إنك عفُوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي»؛ رواه الترمذي. فهي ليلة الدعاء والقرب والمناجاة فإني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان

* "وإذا (سألك) عبادي عني فإني (قريب) أجيب دعوة الداعي إذا دعان" أول وصف عرف به الرب نفسه إلى خلقه: قربه منهم وإجابة دعوتهم. لك الحمد يارب.
* "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب" الصفة التي أحب الله أن يعرفه بها من يسأل عنه : القرب والإجابة.
*"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب "قدم القرب على الإجابة. لأن فرح المؤمن بقرب ربه منه. ألذ من إجابة دعائه.
* يجيبك لأنه كريم. يجيبك لأنه رحيم. يجيبك لأنه غني يجيبك لأنه عظيم .. يجيبك لأنه عفو.. يجيبك لأنه حليم
* يجيبك لتدعوه وحده .. يجيبك ليتعلق قلبك به وحده . يجيبك لتتوكل عليه وحده .. يجيبك لتحبه وحده
* تحت كل دمعة حرقة .. دعوة صاعدة .. وفوق كل ابتسامة رضا .. إجابة نازلة .
* إذا التأمت عليك الظلمات قل يا الله . إذا ازدحمت في داخلك الهموم قل يا الله . إذا بنوا أمام أحلامك الجدر .. قل يا الله.
* ناداه نوح فأغرق الأرض من أجله. وتضرع إليه إبراهيم فجعل ناره بردا. والتجأ إليه موسى فشق له البحر. واستغاث به عيسى فرفعه إلى السماء.
* أخبرني عن الدعاء الذي لم يجبه الكريم .. أخبرني عن الجرح الذي لم تضمده رحمات الرحيم .. أخبرني عن الذنب الذي لم يعف عنه الحليم .
* تعلم كيف تدعوه بتضرع .. يعلمك كيف يجيبك بسخاء .
* يصل المكروب وهو يدعو ربه إلى أنس وقرب ينسى معه همومه .. ويتمنى أن تغدو حياته برمتها دعوة بكل ما فيها من دموع .. أجيبت أم لم تجب .
* "ويستجيب الذين آمنوا" إنها عادة دائمة دائبة له سبحانه .. فلا تفتر شفتاك .. ولا تنزل يداك.
* حاجاتك التي في النهار .. حققها بدعائك الذي في الليل .
.

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

عباد الله :

لقد قطعتم الأكثر مِن شهر الصيام، وأوشكتم على اكماله، فمَن كان مِنكم قام بحقِّه، فليُتمَّ ذلك، وليَحمَد الله عليه، وليسأله القبول، ومَن كان مِنكم فرَّط فيه وأساء، فليَتُب إلى ربِّه، فباب التوبة مفتوح غير مقفول، وليُقلِع عن التقصير والعصيان قبْل ساعة السِّياق، وبلوغ الروح التراقي، قبْل أنْ يُبعثَر ما في القبور، ويُحصَّل ما في الصدور، قبْل الحاقة والقارعة والزلزلة والغاشية، قبْل أنْ يُقال: أين المفرّ؟، يوم يَفِرُّ المرء مِن أعزِّ الناس عليه، وأقربِهم إليه، وأشفقِهم لديه، وأكرمِهم عنده

ومن عظيم فضل الله تعالى أن امتن علينا بهذه الليالي المباركة، ليالي العشر الأخيرة من رمضان والتي نحن فيها الآن .

والتي قد مضى منها ليلتين
فها هي بشائر الخيرات قد أطلّت، ونسائم الرّحمات قد أظلّت، ولحظات المنح والعطايا قد حلّت؛ بدخول العشر الأخيرات من شهر الفضائل والبركات .

هذه العشر التي حوت فضائلَ جليلةً كثيرةً، وأجوراً كريمةً وفيرةً؛ حريٌّ بكلِّ مسلم أن يغتنمها، وبكلِّ مؤمنٍ أن يستثمرها، هذه الليالي المباركة فيها الخيرات والبركات، وتزيد فيها الأجور والهبات، وينال فيها نفحات الرحيم الرحمن، فياله من فضل عظيم، وعطاء جزيل من رب العالمين، فنحمده سبحانه حمداً كثيراً يرتضيه، ويوفي جزءًا من آلائه وفضله العميم .

إن هذه الليالي العظيمة في قدرها وشرفها تنادي أصحاب الهمم العالية، وأصحاب القلوب المؤمنة، والراغبين في الدار الآخرة أن هلموا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها الأرض والسماوات .

فأين الصادقون الراغبون إلى نعيم القرب من الحليم الكريم، والتلذذ بمناجاته ودعائه، والعمل على بذل الجهد من أجل إرضائه، أين رهبان الليل ليتلذذوا بالقيام والركوع والسجود بين يدي مولاهم لينالوا الأجر والثواب يوم الجزاء، أين أصحاب الحاجات والكربات ليرفعوا أيديهم لرب الأرض والسماوات ليكشف عنهم ما هم فيه، أين المذنبون الذين يرجون العفو والرحمات ومغفرة الزلات، أين المرضى والمبتلون من دعاء من بيده الشفاء والدواء؟.

إن هذه الليالي الفاضلة تذكرنا بسيرة السابقين وأولهم سيد المرسلين وخاتم النبيين الذي كان حريصاً على استغلال هذه الليالي العشر، فقد روت عائشة - رضي الله عنها-: ((أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره))؛ رواه مسلم.

وتقول - رضِي الله عنْها -: "كان النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - إذا دخَل العشْر، شدَّ مِئْزَرَه، وأحْيا ليْلَه - سهِره؛ أي: تعبَّد معظم الليل

- وأيْقظ أهله"؛ متَّفق عليه.
نعم إنها عشر ليال فقط تمر كطيف زائر في المنام، تنقضي سريعًا، وتغادرنا كلمح البصر، فليكن استقصارك المدة معينًا لك على اغتنامها.

و تذكر أخي أنها لن تعود إلا بعد عام كامل، لا ندري ما الله صانع فيه، وعلى من تعود، وكلنا يعلم يقينًا أن من أهل هذه العشر من لا يكون من أهلها في العام القادم، أطال الله في أعمارنا على طاعته.

تَزَوَّدْ مِنَ التَّقْوَى فَإِنَّكَ لا تَدْرِي إِذَا جَنَّ لَيْلٌ هَلْ تَعِيشُ إِلَى الفَجْر فَكَمْ مِنْ صَحِيحٍ مَاتَ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ وَكَمْ مِنْ سَقِيمٍ عَاشَ حِينًا مِنَ الدَّهْر وَكَمْ مِنْ صَبِيٍّ يُرْتَجَى طُولُ عُمْرِهِ وَقَدْ نُسِجَتْ أَكْفَانُهُ وَهْوَ لا يَدْرِي 

* عباد الله : لقد بدأت العشر وبدأ السباق، فأين المقتدون ؟ وأين المهتدون؟ إنها ليالي العابدين، وقرة عيون القانتين، وملتقى الخاشعين، ومحط المخبتين، ومأوى الصابرين.. فيها يحلو الدعاء، ويكثر البكاء..

إنها ليالٍ معدودة وساعات محدودة، فيا حرمان من لم يذق فيها لذة المناجاة! ويا خسارة من لم يضع جبهته  فيها ساجدا لله  !! إنها ليالٍ يسيرة.. والعاقل يبادر الدقائق فيها؛ لعله يفوز بالدرجات العُلا في الجنان..

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

#الخطبة_الثانية

*الحمدلله رب العالمين .. وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين ..*
*وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ....*

عباد الله :

*رمضان موسم التجارة مع الله والتسابق الى مرضاته ولذلك تتنوع فيه القُرب والطاعات وتتفاوت في الأجر والثواب والدرجات ومن أفضل القُربات عندالله ما كان نفعها متعديّا الى عباده كإطعام الطعام وتفطير الصوام ...*

*فلا تحرم نفسك من أن يكون لك سهما في فعل الخير وصنع المعروف إلى الناس، والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين وصلة الارحام والاقربين ولو باليسير فإنه عندالله عظيم .*

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

.
خطبة بعنوان
#رمضان_ميدان_السباق

الخطبة الأولى:

*إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له....،*

*وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له*

*وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله.*

أما بعد
*أوصيكم ونفسي بتقوالله ...فاتقوا الله يا عباد الله*

عباد الله
*يقول الله تعالى : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان .....)*

*فرمضان شهر مبارك فرضه الله على عباده المؤمنين ورتب على صيامه الجزاء العظيم*

*وبلوغك هذا الشهر الكريم يعتبر فرصة أخرى ثمينة حصلت عليها في حياتك، وقد تكون هذه هي آخر فرصة لك فيما بقي من أيام عمرك، فقد لا يعود عليك رمضان، ويحول بينك وبينه الموت، وعندها لا تجد فرصة أخرى لتتزود لآخرتك...،*

*فأقبل على ربك في رمضان، واغتنم هذه الفرصة التي قد لا تعود ، واستغل كل ساعة من ساعات هذا الشهر الكريم في طاعة الله، وفي فعل الصالحات، وكأنك تودع رمضان هذا العام، فوالله ما تدري متى يفاجئك الأجل..*

*أما تذكروا من صاموا معكم في العام الماضي من الاقارب والأحباب والاصدقاء ممن ماتوا وفارقونا الى ربهم ..! كيف فاجأهم الموت في لحظة ما كنا نتوقعها ..! وهكذا نحن سنفارق الدنيا بتلك الصفة، وإن اختلفت الاسباب، فالعاقل من كان موت غيره عظة وعبرة له، ليتذكر مصيره، ويتدارك ما فاته ...!*

*فاحرص اخي على اغتنام هذه الفرصة بالاجتهاد في هذا الشهر بكثرة الاعمال الصالحة ، فهو شهر السباق الى الله ، والى مرضاته ، واجعل همتك عالية بحيث أنك تحرص على أن لا يسبقك الى الله أحد في رمضان،*

*وهكذا فالتكن همتك وأنت في سيرك الى الله في كل ليلة من ليالي شهر رمضان ، حتى ولو كنت مقصرا في العبادة، فاصطحب معك دآئما هذه النية، وهذه الهمة العالية، واجعل هدفك وغايتك في الحياة، هو الله وحده، ورضاه سبحانه، والفوز بجناته، والنجاة من نيرانه..،*

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

♻🔰♻

أهم مفتاح من مفاتيح الرزق، وأعظم سبب من أسبابه #الصلاة، وذلك بالمحافظة عليها أولا، ثم حمل الأهل من الاخوة والزوجة والأولاد وبقية الاقارب في البيت على ذلك، فتأمرهم بالمحافظة عليها وتتابعهم، وتكون أنت قدوة لهم في ذلك ، فقد طلب منك بأن تأمر أهلك بالصلاة أولا ثم قال واصطبر عليها ثم ذكر الرزق بعدها .. قال الله تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم. والخطاب هو له ولجميع أمته : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ }
فبقدر حظك أنت وأهلك من الصلاة يرزقكم الله..!

اللهم ارزقنا من واسع فضلك في الدنيا والآخرة .

♻🔰♻

Читать полностью…

زاد الخطباء للخطب والمواعظ

.
عباد الله
ورَفْعُ الأعمال إلى رب العالمينَ على ثلاثة أنواع: يُرفع إليه عملُ الليل قبل عمل النَّهار، وعمل النهار قبل عمل الليل. ويُرفع إليه العملُ يوم "الاثنين" و"الخميس". وترفع أعمال السنة جميعها في شهر شعبان…

وذكر النَّبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الأعمال تُرفع إلى الله -تعالى- رفعًا عامًّا كلَّ يوم: فقال صلى الله عليه وسلم "يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ -وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ- كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ" متفق عليه.

وَرَفْعُ الأعمال إلى الله -تعالى- مع كونه صائمًا أَدْعَى إلى القبول عند الله -تعالى- وأحبُّ إلى الله -جل وعلا وهو ما يسعى إليه المؤمنونَ تَأَسِّيًا واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم. ..

وللعلماء أقول في صيام شعبان من ذلك
قال ابنُ رَجَبٍ: (وقد رَجَّحَ طائفةٌ من العلماءِ منهم ابنُ الْمُبارَكِ وغيرُه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يستكمل صيامَ شعبانَ، وإنما كان يَصومُ أكثرَهُ) انتهى.
وقال ابنُ حَجِرٍ الهيتمي: (أو كانَ مَرَّةً يَصُومُهُ جَميعَهُ، ومَرَّةً يَصُومُ مُعْظَمَهُ لئلاَّ يُتَوهَّمَ وُجُوبُهُ) انتهى.

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: (كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصومُ شعبان كُلَّه، ورُبَّما صَامَهُ إلا قليلاً، كما ثبتَ ذلكَ من حديثِ عائشةَ وأُمِّ سلمةَ رضي الله عنهما.. أمَّا مَن صامَ أكثر الشهر أو الشهرَ كُلَّه فقد أصابَ السنة) انتهى.

قال ابنُ العطَّار رحمه الله: (وقد أجمعَ العلماءُ على جوازِ صَوْمِهِ كُلِّه، بل على استحبابه) انتهى.

فلمثل شعبانَ عباد الله فليعملِ العاملون، وفي مثل شعبانَ فليتنافس المتنافسون.

ولتبشر أيُّها الصائِمُ! فعن أَبي سعيدٍ، قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً في سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفَاً" متفقٌ عَلَيْهِ
جعلني الله وإياكم ووالدينا وأهلينا من الفائزين الآمنين، وجنَّبنا موارد الظالمين، آمين .

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولوالدينا وأهلينا ولكافةِ أموات المسلمين من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

Читать полностью…
Subscribe to a channel