💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

01 October 2017 12:58

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. سورة البقرة: الآية/ 185

🌱 قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿هُدًى لِلنَّاسِ﴾، هذا وصف ومدح لكتاب الله تعالى، بأنه هُدًى لِلنَّاسِ، كما قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾. سورة الإسراء: الآية/ 9

🌱 وقوله تعالى: ﴿لِلنَّاسِ﴾، عام يراد به الخصوص، فإِنَّمَا ينتفع بالْقُرْآنِ الْمُؤْمِنُونَ الْمُتَّقُونَ؛ وهذا من خائص الْقُرْآنِ؛ فإنَّهُ فِي نَفْسِهِ هُدًى، وَلَكِنْ هذا الهُدَى لَا يَنَالُهُ إِلَّا الْأَبْرَارُ الْمُتَّقُونَ، وهو فِي نَفْسِهِ نورٌ كما قال تعالى: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾. سورة البقرة: الآية/ 2

💦 وهو فِي نَفْسِهِ نورٌ كما قال تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ﴾. سورة الْأَعْرَافِ: الآية/ 157

🍂 ولكن لا ينتفع به من طمس الله تعالى عين بصيرته، فكما أن الإبصار لا يتحقق إلا بعين باصرة، ونور تتكشف به حقائق الأشياء، فكذلك لا ينتفع بالقرآن إلا أهل البصائر، وهم الْمُؤْمِنُونَ الْمُتَّقُونَ.

🍀 قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾. سورة فُصِّلَتْ: الآية/ 44

🍀 وكما قال تعالى: ﴿وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا﴾. سورة الْإِسْرَاءِ: الآية/ 82

🍄 قال ابن جرير: فَإِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ: أَوَمَا كِتَابُ اللَّهِ نُورًا إِلَّا لِلْمُتَّقِينَ وَلَا رَشَادًا إِلَّا لِلْمُؤْمِنِينَ؟ قِيلَ: ذَلِكَ كَمَا وَصَفَهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ، وَلَوْ كَانَ نُورًا لِغَيْرِ الْمُتَّقِينَ، وَرَشَادًا لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يُخَصِّصِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُتَّقِينَ بِأَنَّهُ لَهُمْ هُدًى، بَلْ كَانَ يَعُمُّ بِهِ جَمِيعَ الْمُنْذَرِينَ؛ وَلَكِنَّهُ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ، وَشِفَاءٌ لِمَا فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَقْرٌ فِي آذَانِ الْمُكَذِّيِينَ، وَعَمًى لِأَبْصَارِ الْجَاحِدِينَ. وَحُجَّةٌ لِلَّهِ بَالِغَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ؛ فَالْمُؤْمِنُ بِهِ مُهْتَدٍ، وَالْكَافِرُ بِهِ مَحْجُوجٌ. تفسير الطبري (1/ 234)

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

29 September 2017 14:49

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 شرح مقدمة في أصول التفسير - ١٧ 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

28 September 2017 14:38

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. سورة البقرة: الآية/ 185

⚡️ لشَهْرِ رَمَضَانَ منزلة عظيمة في دين الله تعالى فقد اخْتَصَّهُ الله تعالى مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الشُّهُورِ، بخصيصتين تميز بهما عن سَائِرِ الشُّهُورِ، الأولى ِإِنْزَالُ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فِيهِ، كما قال الله تعالى هنا : ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾.

وقد نزل القرآن تحديدًا في ليلة عظيمة مباركة من هذا الشهر المبارك؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾. سورة الدُّخَانِ: الآية/ 3، 4

🍒وَهذه هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، التي قال الله تعالى عنها: ﴿إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾. سُورَةُ الْقَدْرِ: الآيات/1: 3

🍒وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «فُصِلَ الْقُرْآنُ مِنَ الذِّكْرِ، فَوُضِعَ فِي بَيْتِ الْعِزَّةِ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَجَعَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُنْزِلُهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُرَتِّلُهُ تَرْتِيلًا». رواه النسائي في السنن الكبرى، والطبراني في المعجم الكبير، والحاكم في المستدرك بسند صحيح

بل أنزل الله تعالى في هذا الشهر العظيم كلَ الْكُتُبِ السماوية؛ فعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ». رواه أحمد بسند صحيح

🍒 وفي رواية: «أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَ الْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ». رواه الطبراني في الكبير، والأوسط بسند صحيح

☀️ ومعنى قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.... ». أن كل كتاب مِنْهَا نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ الذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ جُمْلَةً وَاحِدَةً، وَأَمَّا الْقُرْآنُ فَإِنَّمَا نَزَلَ جُمْلَةً وَاحِدَةً إِلَى بَيْتِ الْعِزَّةِ مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ثُمَّ نَزَلَ بعدُ مُفَرَّقًا بِحَسْبِ الْوَقَائِعِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

🌿 وسَأَلَ عَطِيَّةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: وَقَعَ فِي قَلْبِي الشَّكُّ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ وَقَدْ أُنْزِلَ فِي شَوَّالَ، وَفِي ذِي الْقِعْدَةِ، وَفِي ذِي الْحِجَّةِ، وَفِي الْمُحَرَّمِ، وَصَفَرٍ، وَشَهْرِ رَبِيعٍ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ أُنْزِلَ فِي رَمَضَانَ، فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَفِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ أُنْزِلَ عَلَى مَوَاقِعِ النُّجُومِ تَرْتِيلًا فِي الشُّهُورِ وَالْأَيَّامِ. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حاتم وابن مردويه، وهذا لفظه

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

27 September 2017 11:24

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾. سورة البقرة: الآية/ 184

اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، هَلْ هِيَ مُحْكَمَةٌ، أَوْ مَنْسُوخَةٌ ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ:
الْأَوَّلُ: أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ وَهُوَ قَوْلُ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ.

🍄 قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ: فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَقْوَالٌ أَصَحُّهَا أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ، سِيَاقُ الْآيَةِ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ وَالنَّظَرُ وَالتَّوْقِيفُ مِنْ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

فَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:" لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾. كَانَ مَنْ شَاءَ مِنَّا صَامَ وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَفْتَدِيَ فَعَلَ حَتَّى نَسَخَتْهَا الْآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا". رواه البخاري ومسلم

🍒 وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾. قَالَ: "كَانَ الرَّجُلُ يُصْبِحُ صَائِمًا أَوِ الْمَرْأَةُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ثُمَّ إِنْ شَاءَ أَفْطَرَ وَأَطْعَمْ مِسْكِينًا فَنَسَخَتْهَا ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾. الناسخ والمنسوخ للنحاس (ص: 95)

🍄 وقَالَ معاذ بن جبل، وابن مسعود، وَابْنُ عُمَرَ ، والحسنُ، وَعِكْرِمَةُ، وَقَتَادَةُ، وَالضَّحَّاكُ، وَالنَّخَعِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَلْقَمَةُ، وَابْنُ سِيرِينَ، وَعَبِيْدَةُ هِيَ مَنْسُوخَةٌ. انظر الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام (ص: 42، 44)

الثَّانِي: أَنَّهَا مُحْكَمَةٌ، وهو قول ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

🍒 فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ هُوَ الشَّيْخُ الكَبِيرُ، وَالمَرْأَةُ الكَبِيرَةُ لاَ يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا، فَيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا». رواه البخاري

وَمعنى قول الله تعالى: ﴿أَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

أن صيام الصَّحِيحِ الْمُقِيمِ الذِي يُطيق الصِّيَامَ، خَيْرٌ لَهُ من الفطر مع الإطعام، لما للصيام من أجر عظيم جدًا في الشرع.

🍒 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا». رواه البخاري ومسلم

🍒 وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ». رواه النسائي بسند صحيح

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

25 September 2017 09:38

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 سورة التوبة برواية السوسي عن أبي عمرو . الشيخ عبد الرشيد صوفي 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

24 September 2017 10:24

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾. سورة البقرة: الآية/ 184

🌱 لما أمر الله تعالى الصِّيَامِ ورغب فيه، وأحاطه بجملة من أنواع التخفيف، شرع في بيان أحكامه التفصيلية فَقَالَ: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾، وهذا هو أول أحكام الصيام بعد إيجابه، وهو جواز الفطر للْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ فِي حَالِ الْمَرَضِ وَالسَّفَرِ؛ لِمَا فِي الصِّيَامِ مِنَ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِمَا، فيُفْطِرَانِ ثم يَقْضِيَانِ عِدَّةَ تلك الأيامِ بعد زوال العلة المبيحة للفطر وهي الْمَرَضُ وَالسَّفَرُ.

✨ ومعنى قوله تعالى: ﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾، أي: فَعَلَيْهِ صَوْمُ عِدَّةِ الْأَيَّامِ الَّتِي أَفْطَرَهَا فِي مَرَضِهِ أَوْ فِي سَفَرِهِ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ لا يكون فيها مريضًا أو مسافرًا.
واختلف العلماء في المرض المبيح للفطر، فقالت طائفة يفطر من كل ما يقال له في عرف الناس مرضٌ، قَالَ الْبُخَارِيُّ: اعْتَلَلْتُ بِنَيْسَابُورَ عِلَّةً خَفِيفَةً وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَعَادَنِي إِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لِي: أَفْطَرْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقُلْتُ نَعَمْ. فَقَالَ: خَشِيتَ أَنْ تَضْعُفَ عَنْ قَبُولِ الرُّخْصَةِ. قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ قُلْتُ لِعَطَاءٍ: مِنْ أَيُّ الْمَرَضِ أُفْطِرُ؟ قَالَ: مِنْ أَيِّ مَرَضٍ كَانَ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا﴾. قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ إِسْحَاقَ. تفسير القرطبي (2/ 277)

☀️ وقال الجُمْهُورُ: هو الْمَرَضُ الَّذِي يَشُقُّ عَلَى الْمَرْءِ، ويخشى منه التَّلَفَ، أَوْ يَخَافُ تَمَادِيَهُ، أَوْ يَخَافُ على نفسه زيادة المرض أو تأخر البرء إذا صام.

🍄 وَقَالَ الْحَسَنُ: إِذَا لَمْ يَقْدِرْ مِنَ الْمَرَضِ عَلَى الصَّلَاةِ قَائِمًا أَفْطَرَ.

💦 والراجح أن كل ما يطلق عليه عرفًا مرضٌ جاز له الفطر ولو كان مرضًا يسيرًا لأنه ورد مطلقًا في كتاب الله تعالى.

واخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي السَّفَرِ الَّذِي يَجُوزُ فِيهِ الْفِطْرُ وَالْقَصْرُ، والراجح أن ما يطلق عليه في عرف الناس سفرٌ يَجُوزُ فِيهِ الْفِطْرُ وَالْقَصْرُ، لأنه ورد مطلقًا في كتاب الله تعالى، فوجب الرجوع فيه إلى العرف، إذ لا قيد له من الشرع.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

23 September 2017 14:45

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 سورة الذاريات برواية السوسي عن أبي عمرو . الشيخ عبد الرشيد صوفي 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

20 September 2017 14:41

🍃خطب ودروس الشيخ سعيد مصطفى🍃:
ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 سورة القيامة برواية حفص عن عاصم للشيخ سعيد مصطفى قراءة في الصلاة 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

20 September 2017 09:48

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. سورة البقرة: الآية/ 183

🍀 قوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

أي: لِتَكُونُوا بِهِ مِنَ الْمُتَّقِينَ، فإن الصوم وقاية للعبد من الذنوب والآثام، فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ». رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه

🍒 وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ». رواه البخاري ومسلم

🍒 وهو وقايةٌ للعبدِ من العذابِ، فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا». رواه البخاري ومسلم
 
🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾. سورة البقرة: الآية/ 184

💦 لما كان الصيام تركًا لشهوة الطعام والشراب، وحبسًا للنفس عن شهوة الجماع، وفي ذلك نوع من المشقة على النفس أن تترك ما كانت تألفه وتشتهيه، خفف الله تعالى تلك المشقة التي لا يعتادها الأنسان بأنواع من التخفيفات ومنها تقديم وصف الإيمان قبل الأمر بالصيام كما قدمنا فإنه من أعظم ما يرغب العباد في الطاعة ويحدوهم لامتثال الأمر والمسارعة في الإجابة، بل وبذل الروح تحقيقا لهذا الوصف العظيم وصف الإيمان، ومن ذلك التأسي بمن سبق من أهل الإيمان فيمن سبقنا من الأمم الذين امتثلوا الأمر واستجابة لله تعالى، لذلك قال تعالى: ﴿كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾، فإن الأمر يهون إذا كان للإنسان فيه أسوة؛ كما قالت الخنساء:

ولولا كثرة الباكين حولى * على إخوانهم لقتلت نفسى

وما يبكون مثل أخى ولكن * أسلّى النفس عنه بالتأسّى

🍒 وفي حديث توبة كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ: هَلْ لَقِيَ هَذَا مَعِي مِنْ أَحَدٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ، لَقِيَهُ مَعَكَ رَجُلَانِ، قَالَا مِثْلَ مَا قُلْتَ، فَقِيلَ لَهُمَا مِثْلَ مَا قِيلَ لَكَ، قَالَ قُلْتُ: مَنْ هُمَا؟ قَالُوا: مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعَةَ الْعَامِرِيُّ وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ، قَالَ: فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا، فِيهِمَا أُسْوَةٌ". رواه البخاري ومسلم

📌 ومن ذلك أيضًا بيان العلة من الصيام وهي تحقيق تقوى الله بقوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

📌 ومن ذلك التخفيف بكونها أيام قلائل معدودات ﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ﴾. فلَيْسَ الصيام كُلَّ يَوْمٍ، لِئَلَّا يَشُقَّ عَلَى النُّفُوسِ، وَتَضْعُفَ عَنْ تحَمُلِهِ، وترغب عنه، بل أيام معدودة، فإن ﴿أَيَّام﴾، جمع قلة، و﴿مَعْدُودَات﴾، جمع قلة كذلك، ففيه تخفيف آخر، كما قال ابن مالك رحمه الله:

أفعِلةٌ أَفْعُلُ ثم فِعْلَهْ * ثُمَّت أفعالٌ جُموعُ قِلَّهْ

فهي سرعان ما تنقضي وتتصرم والمؤمن مازال للصوم مشتاقًا، وللأجر والمثوبة تواقًا.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

19 September 2017 12:04

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. سورة البقرة: الآية/ 183

🍀 قوله تعالى: ﴿كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾.

أي: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فُرِضَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا فُرِضَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ، اخْتَلَفَ المفسرون فِي التَّشْبِيهِ هنا على أي شيء يرجع، فَقَالَ فريقٌ: التَّشْبِيهُ يَرْجِعُ إِلَى وَقْتِ الصَّوْمِ وَقَدْرِ الصَّوْمِ.

🍄 قَالَ قَتَادَةُ: كُتِبَ شَهْرُ رَمَضَانَ عَلَى النَّاسِ، كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلَهُمْ. تفسير الطبري (3/ 155)

📌 وَقِيلَ: التَّشْبِيهُ رَاجِعٌ إِلَى أَصْلِ وُجُوبِهِ عَلَى مَنْ تَقَدَّمَ، لَا فِي الْوَقْتِ وَالْكَيْفِيَّةِ.

📌 وَقِيلَ: التَّشْبِيهُ وَاقِعٌ عَلَى صِفَةِ الصَّوْمِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِمْ مِنْ مَنْعِهِمْ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالنِّكَاحِ

💦 واختلف العلماء في المراد بقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾، فقالت طائفة: المراد بذلك الناس جميعًا؛ لأن لفظ: ﴿الَّذِينَ﴾، يفيد العموم، فيشمل كل من سبق هذه الأمة.

وتقدم أثر قَتَادَةَ: كُتِبَ شَهْرُ رَمَضَانَ عَلَى النَّاسِ، كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلَهُمْ.

📌 وقالت طائفة: المراد بذلك أَهْلُ الْكِتَابِ.

🍄 قَالَ مُجَاهِدٌ: ﴿كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾، أَهْلُ الْكِتَابِ. تفسير الطبري (3/ 155)

🍒 ويعضد القول الثاني ما ثبت عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ». رواه مسلم

وعلى هذا القول الثاني يكون قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾، عامٌ يراد به الخصوص.

🍏 وذكرَ اللهُ تعالى الْأُمَمَ السَّابِقَة في تشريع الصيام؛ تخفيفًا على هذه الأمة بالتأسي بالسابقين، وَاستنهاضًا لهِمَمِ الْمُسْلِمِينَ لمنافسةِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ في هَذِه الْعِبَادَة، ولبيان فضيلة الصيام، وعظيم أجره، لذلك لم تخل منه شريعة من الشرائع السابقة.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

17 September 2017 12:13

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 شرح مقدمة في أصول التفسير - ١١ 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

16 September 2017 10:00

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 شرح مقدمة في أصول التفسير - ١٠ 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

14 September 2017 12:57

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 شرح مقدمة في أصول التفسير - ٩ 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

12 September 2017 10:30

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 قراءة عطرة من سورة الأعراف 💦

🌿الشيخ : عبد الباسط عبد الصمد🌿
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

12 September 2017 10:03

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. سورة البقرة: الآية/ 182

اختلف العلماء في المراد بهذه الآية، فقال بعضهم معنى الآية: مَنْ حَضَرَ مَرِيضًا وَهُوَ يُوصِي عِنْدَ الْمَوْتِ، فَخَافَ أَنْ يُخْطِئَ فِي وَصِيَّتِهِ، بأن رأى مِنْهُ أَمَارَاتِ الْجَنَفِ، وقرائنَ تَدُلُّ على الْمَيْلِ عَنْ الحقِ، بأن يحابي أحد الورثة، بِأَنْ يحْرِمَ أحدَهُم مَنْ وَصِيَّتِهِ، أَوْ يُقَدِّمَ عَلَيْهِ مَنْ هُوَ أَبْعَدُ نَسَبًا، أَوْ يُوْصِى إِلَى غَنِيٍّ مِنْ أَقْرِبَائِهِ وَيَتْرُكَ فَقِيرَهُمْ، أَوْ يوصِى لِابْنِ ابْنَتِهِ لِيَزِيدَهَا، أَوْ أنْ يَتَعَمَّدَ جَوْرًا فِي وَصِيَتِهِ، فَيَأْمُرَ بِمَا لَيْسَ لَهُ الْأَمْرُ بِهِ، فَلَا حَرَجَ عَلَى مَنْ حَضَرَهُ فَسَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ أَنْ يُصْلِحَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَرَثَتِهِ بِأَنْ يَأْمُرَهُ بِالْعَدْلِ فِي وَصِيَّتِهِ، ويرده عن الجَوْرِ والخَطَأِ.

🍄 قال ابْنُ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصِ جَنَفًا﴾، يَعْنِي إِثْمًا يَقُولُ: (إِذَا أَخْطَأَ الْمَيِّتُ فِي وَصِيَّتِهِ، أَوْ حَافَ فِيهَا، فَلَيْسَ عَلَى الْأَوْلِيَاءِ حَرَجٌ أَنْ يَرُدُّوا خَطَأَهُ إِلَى الصَّوَابِ). تفسير الطبري (3/ 143)

وقيل مَعْنَى ذَلِكَ: مَنْ عَلِمَ أَنَّ الْمَيِّتَ قَدْ أَخْطَأَ فِي وَصِيَّتِهِ، أَوْ جَارَ فِيهَا مُتَعَمِّدًا، فَلَا حَرَجَ عَلَى مَنْ عَلِمَ ذَلِكَ أَنْ يُغَيِّرَهُ وَيَرُدَّهُ إِلَى الصَّلَاحِ بَعْدَ مَوْتِهِ.

قَالَ قَتَادَةُ: (هُوَ الرَّجُلُ يُوصِي فُيَحِيفُ فِي وَصِيَّتِهِ فَيَرَدُّهَا الْوَلِيُّ إِلَى الْحَقِّ وَالْعَدْلِ). تفسير الطبري (3/ 143)

🍀 ﴿فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا﴾.

الْخَوْفُ يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الْعِلْمِ، لِأَنَّ عِلْمَ الْمَكْرُوهِ خَوْفٌ؛ فَأَطْلَقَ الْخَوْفَ عَلَى لَازِمِهِ، وهو الْعِلْمُ، وقيل هُوَ الظَّنُّ وَالتَّوَقُّعُ، والْعِلْمُ أولى من الظن هنا لأنه لا يجوز لأحد أن يغير الوصية بمجرد الظن.

وقوله تعالى: ﴿جَنَفًا﴾ أَيْ جَوْرًا وَعُدُولًا عَنِ الْحَقِّ، وَالْجَنَفُ هُوَ الْمَيْلُ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. سورة الْمَائِدَةِ: الآية/ 3

📌 أي: غَيْرَ مَائِلٍ إليه.

قال الخليل: جَنَفَ: الجَنَف: المَيلُ في الكلام، وفي الأمور كُلِّها. العين (6/ 143)

وقَالَ عَامِرٌ الخَصَفِي:

همُ المَوْلى وإِنْ جَنَفُوا عَليْنا *** وإِنَّا مِنْ لِقائِهِم لَزُورُ

📌 وقيل: الْجَنَفُ: هُوَ الْخَطَأُ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ بِهِ، وَالْإِثْمَ هُوَ الْعَمْدُ، وهو قول ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي الْعَالِيَةِ، وَمُجَاهِدٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَالسُّدِّيِّ.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

30 September 2017 12:01

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. سورة البقرة: الآية/ 185

🍏 والخصيصة الثانية التي اختص الله تعالى بها هذا الشهر الكريم، أنه جعله شهر الصيام، فاختصه الله تعالى من سائر الشهور بأن جعله محلا لعبادة من أجل العبادت، وركن عظيم من أركان الدين.

كما قال تعالى: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾، وكما ثبت ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». رواه البخاري ومسلم

وهذا أعظم برهان على فضيلة هذا الشهر المبارك، وعلى منزلة العمل الصالح فيه.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

28 September 2017 14:42

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 سورة النبأ برواية حفص عن عاصم ، للشيخ عبد الباسط عبد الصمد 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

27 September 2017 11:27

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 شرح مقدمة في أصول التفسير - ١٦ 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

26 September 2017 10:21

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 شرح مقدمة في أصول التفسير - ١٥ 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

25 September 2017 09:13

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾. سورة البقرة: الآية/ 184

تكلمنا في الدرس الماضي عن حكم الْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ، وبينا أن الله تعالى قد أباح لهما الفطر فِي حَالِ الْمَرَضِ وَالسَّفَرِ؛ لِمَا فِي الصِّيَامِ مِنَ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِمَا، فإذا زالت علة الإفطار صام كلٌ منهما عدة الأيام التي أفطرها، وهذا من التيسير الذي اتسمت به هذه الشريعة الغراء.

🌿 وهذا حكم جديد من أحكام الصيام وهو حكم الصَّحِيحِ الْمُقِيمِ الذِي يُطيق الصِّيَامَ.

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾.

الصَّحِيحُ الْمُقِيمُ الذِي يُطيق الصِّيَامَ، كَانَ مخيَّرًا بَيْنَ الصِّيَامِ وَالْإِطْعَامِ، إِنْ شَاءَ صَامَ، وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ، وَأَطْعَمَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، فَإِنْ أَطْعَمَ أَكْثَرَ مِنْ مِسْكِينٍ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ، فَهُوَ خَيْرٌ، وَإِنْ صَامَ فَهُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِطْعَامِ.

💦 فمعنى قول الله تعالى: ﴿فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ﴾، أن من أَطْعَمَ أَكْثَرَ مِنْ مِسْكِينٍ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ، فَهُوَ خَيْرٌ له، لأن في الإطعام زيادة أجر، لأن الواجب عليه إطعام مِسْكِينٍ واحدٍ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ.

🍒 عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أُحِيلَتِ الصَّلَاةُ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ، وَأُحِيلَ الصِّيَامُ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ؛ قال: وَأَمَّا أَحْوَالُ الصِّيَامِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَ يصومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَصَامَ عَاشُورَاءَ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِ الصِّيَامَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾.

إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَطْعَمَ مِسْكِينًا، فَأَجْزَأَ ذَلِكَ عَنْهُ. ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ الْآيَةَ الْأُخْرَى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾، فَأَثْبَتَ اللهُ صيامَه عَلَى الْمُقِيمِ الصَّحِيحِ، ورخَّصَ فِيهِ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ، وَثَبَتَ الإطعامُ لِلْكَبِيرِ الذِي لَا يَسْتَطِيعُ الصِّيَامَ، فَهَذَانَ حَالَانِ.

قَالَ: وَكَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَأْتُونَ النِّسَاءَ مَا لَمْ يَنَامُوا، فَإِذَا نَامُوا امْتَنَعُوا، ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: صِرْمَةُ، كَانَ يَعْمَلُ صَائِمًا حَتَّى أَمْسَى، فَجَاءَ إِلَى أَهْلِهِ فَصَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ نَامَ فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ، حَتَّى أَصْبَحَ فَأَصْبَحَ صَائِمًا، فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ جَهِدَ جَهْدًا شَدِيدًا، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جَهِدْت جَهْدًا شَدِيدًا؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي عَمِلْتُ أَمْسِ فجئتُ حِينَ جئتُ فألقيتُ نَفْسِي فَنِمْتُ فَأَصْبَحْتُ حِينَ أَصْبَحْتُ صَائِمًا. قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ قَدْ أَصَابَ مِنَ النِّسَاءِ بَعْدَ مَا نَامَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾. رواهُ أَبُو دَاوُدَ

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

24 September 2017 10:21

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 سورة النبأ برواية حفص عن عاصم . الشيخ عبد الباسط عبد الصمد 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

23 September 2017 14:39

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾. سورة البقرة: الآية/ 184

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿أَيَّامًا مَعْدُوداتٍ﴾، نُصِبَ ﴿أَيَّامًا﴾ عَلَى الظَّرْفِيةِ، وتقدير الكلام: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ، كما تقول: نَوَيْتُ الْسَّفَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.

🌱 والمراد بقوله: ﴿أَيَّامًا مَعْدُوداتٍ﴾ شهر رمضان، فإن الإبهام الذي هنا مفسرٌ بما سيأتي من قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾. سورة البقرة: الآية/ 185

🍄 قال مقَاتل: ﴿أَيَّامًا مَعْدُوداتٍ﴾ يَعْنِي أَيَّام رَمَضَان ثَلَاثِينَ يَوْمًا.

وأما من قال: المراد بذلك ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، فليس عنده في ذلك دليل، وليس في قوله: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ﴾، بعد قوله: ﴿أَيَّامًا مَعْدُوداتٍ﴾ تكرارًا كما حكاه الرازي عن بعضهم: أَنَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ حُكْمَ الْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، ثُمَّ ذَكَرَ حُكْمَهُمَا أَيْضًا فِي الْآيَةِ الَّتِي بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ الدَّالَّةِ عَلَى صَوْمِ رَمَضَانَ، فَلَوْ كَانَ هَذَا الصَّوْمُ هُوَ صَوْمَ رَمَضَانَ، لَكَانَ ذَلِكَ تَكْرِيرًا مَحْضًا مِنْ غَيْرِ فَائِدَةٍ. تفسير الرازي (5/ 241)

⚡️ وَأمَّا قولهم إِنَّ تفسيرَ الأَيَّامِ المَعْدُوداتِ شَهْرُ رَمَضَانَ يلزم منه أن يكون حُكْمُ الْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ مُكَرَّرًا.

🍄 فقد قال الفخر الرازي: فَالْجَوَابُ: أَنَّ فِي الِابْتِدَاءِ كَانَ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْسَ بِوَاجِبٍ مُعَيَّنٍ، بَلْ كَانَ التَّخْيِيرُ ثَابِتًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْفِدْيَةِ، فَلَمَّا كَانَ كَذَلِكَ وَرُخِّصَ لِلْمُسَافِرِ الْفِطْرُ كَانَ مِنَ الْجَائِزِ أَنْ يُظَنَّ أَنَّ الْوَاجِبَ عَلَيْهِ الْفِدْيَةُ دُونَ الْقَضَاءِ، وَيَجُوزُ أَيْضًا أَنَّهُ لَا فِدْيَةَ عَلَيْهِ وَلَا قَضَاءَ لِمَكَانِ الْمَشَقَّةِ الَّتِي يُفَارِقُ بِهَا الْمُقِيمَ، فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بَعِيدًا بَيَّنَ تَعَالَى أَنَّ إِفْطَارَ الْمُسَافِرِ وَالْمَرِيضِ فِي الْحُكْمِ خِلَافُ التَّخْيِيرِ فِي حُكْمِ الْمُقِيمِ، فَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِمَا الْقَضَاءُ فِي عِدَّةٍ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، فَلَمَّا نَسَخَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ عَنِ الْمُقِيمِ الصَّحِيحِ وَأَلْزَمَهُ بِالصَّوْمِ حَتْمًا، كَانَ مِنَ الْجَائِزِ أَنْ يُظَنَّ أَنَّ حُكْمَ الصَّوْمِ لَمَّا انْتَقَلَ عَنِ التَّخْيِيرِ إِلَى التَّضْيِيقِ حُكْمٌ يَعُمُّ الْكُلَّ حَتَّى يَكُونَ الْمَرِيضُ وَالْمُسَافِرُ فِيهِ بِمَنْزِلَةِ الْمُقِيمِ الصَّحِيحِ مِنْ حَيْثُ تَغَيُّرُ حُكْمِ اللَّهِ فِي الصَّوْمِ، فَبَيَّنَ تَعَالَى أَنَّ حَالَ الْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ ثَابِتٌ فِي رُخْصَةِ الْإِفْطَارِ وَوُجُوبِ الْقَضَاءِ كَحَالِهَا أَوَّلًا، فَهَذَا هُوَ الْفَائِدَةُ فِي إِعَادَةِ ذِكْرِ حُكْمِ الْمُسَافِرِ وَالْمَرِيضِ، لَا لِأَنَّ الْأَيَّامَ الْمَعْدُودَاتِ سِوَى شَهْرِ رَمَضَانَ. تفسير الرازي (5/ 242)

🌱 وَمعنى مَعْدُودَاتٍ: أي مُحْصَيَاتٍ فَهِيَ الَّتِي تُعَدُّ أَوْقَاتُهَا وَسَاعَاتُها، وذلك لقلتها، كما بينا قبل ذلك.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

20 September 2017 09:51

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 شرح مقدمة في أصول التفسير - ١٤ 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

19 September 2017 12:13

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 شرح مقدمة في أصول التفسير - ١٣ 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

18 September 2017 09:58

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 شرح مقدمة في أصول التفسير - ١٢ 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

16 September 2017 12:13

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. سورة البقرة: الآية/ 183

في هذه الآية تشريعٌ لحكمً جديدً من أحكامِ الشرعِ وهو إيجابُ الصيامِ، ودل على إيجابه قوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾، فإن لفظ ﴿كُتِبَ﴾ ما اشتق منه من الألفاظ الدالة على الوجوب، وهو ركن من أركان الإسلام؛ فعن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». رواه البخاري ومسلم

🍏 افتتح الله تعالى الآية بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، ترغيبًا لهم في امتثال ما يشرعه لهم من أحكام، فإن النفس تنشط للطاعة، وتقبل على العبادة إذا تقدم الأمر وصف الإيمان.

🌱 وَالصِّيَامُ فِي اللُّغَةِ: الْإِمْسَاكُ، وَمِنْهُ قوله تَعَالَى على لسان مريم عليها السلام: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً﴾، سورة مريم: الآية/ 26

أَيْ: إِمْسَاكًا عَنِ الْكَلَامِ.

وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ:

خَيْلٌ صِيَامٌ وَخَيْلٌ غَيْرُ صَائِمَةٍ * تَحْتَ الْعَجَاجِ وَخَيْلٌ تَعْلُكُ اللُّجُمَا

أَيْ: خَيْلٌ مُمْسِكَةٌ عَنِ الْجَرْيِ وَالْحَرَكَةِ.

💦 وَالصِّيَامُ فِي الشَّرْعِ: الْإِمْسَاكُ عَنِ الْمُفْطِرَاتِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، بنِّيَّةِ العِبَادَةِ.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

14 September 2017 14:05

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. سورة البقرة: الآية/ 182

🍀 ﴿فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾.

الْإِصْلَاحُ جَعْلُ الشَّيْءِ صَالِحًا، وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ الْمُتخَاصِمَيْنِ معالجةُ أَسْبَابِ فَسَادِ ذَاتِ البينِ منهما، بجْعَلِهِمَا صَالِحَيْنِ بَعْدَ أَنْ فَسَدُوا.

أي أَصْلَحَ بَيْنَ الْمُوصِي وَبَيْنَ وَرَثَتِهِ، بِأَنْ أْمَرَهُ بِالْعَدْلِ فِي وَصِيَّتِهِ، ورَدَهُ عنْ الجَوْرِ والخَطَأِ، أو غَيِّرَ فِي وَصِيَّةِ الْمُوصِي بَعْدَ مَوْتِهِ، وَرَدَّ الميلَ إلى الْحَقِّ إصلاحًا منه، فَليس عَلَيْهِ إِثْمٌ.

🍀 ﴿إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

تذييل لبيان أن مَنْ وَجَدَ فِي وَصِيَّةِ الْمُوصِي إِضْرَارًا بِبَعْضِ أَقْرِبَائِهِ، فَسَعَى فِي إِصْلَاحِ ذَلِكَ وَطَلَبَ مِنَ الْمُوصِي تَبْدِيلَ وَصِيَّتِهِ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ لِأَنَّهُ سَعَى فِي إِصْلَاحٍ بَيْنَهُمْ، وأنه لا يلحقه الوعيد المتقدم في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾. سورة البقرة: الآية/ 181

☀️ وفي الآية من الأساليب البلاغية:

التضمين في قوله تعالى: ﴿فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ﴾، ضمن الفعل (أَصْلَحَ) من مَعْنَى دَخَلَ، والمعنى فمن دخل بينهما طلبًا للإصلاح، وتقويمًا للميل، ورد الحق إلى نصابه فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

13 September 2017 11:20

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 شرح مقدمة في أصول التفسير - ٨ 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

12 September 2017 10:06

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 شرح مقدمة في أصول التفسير - ٧ 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

11 September 2017 13:03

ـ╗══════════🍃🌹🍃═╔
💦 شرح مقدمة في أصول التفسير - ٦ 💦
ـ╝═🍃🌹🍃══════════