💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

18 March 2017 10:29

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي﴾. الآية/ 150

وَقَوْلُهُ: ﴿فَلا تَخْشَوْهُمْ........﴾، أَيْ: لَا تَخَافُوا النَّاسَ، فإنهم لا يملكون لكم نفعًا ولا ضرًا، ولا تبالوا بمَطَاعِنِهِمْ فَإِنَّهَا دَاحِضَةٌ بَاطِلَةٌ لَا تَضُرُّكُمْ.

﴿وَاخْشَوْنِي﴾، فإن الضر والنفع بيد اللهِ تَعَالَى:، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى وحده هُوَ أَهْلٌ أَنْ يُخْشَى مِنْهُ، أَهْلٌ أن يُتْقَى.

🍀 ﴿وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ﴾.

فإن استقبالكم لقبلة أبيكم إبراهيم نعمة من الله تعالى عليكم، وكمال لشريعتكم التي ارتضاها الله تعالى لكم، وفي قوله تعالى: ﴿وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ﴾، بِشَارَةٌ بأن الْبَيْتَ الْحَرَامَ سيكون تحت سلطان المسلمين، وأنهم سيطهرونه من دنس الأوثان، وسيطوفون به آمنين، وعندها تتم النعمة، ويتكامل الفضل.

🍀 ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.

حيث هَدَيْنَاكُمْ إِلَى مَا ضَلّت عَنْهُ الْأُمَمُ قبلكم، وخَصصْناكم بِمَا فيه رفعة لكم، فضلًا من الله ونعمة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

16 March 2017 08:56

أواخر سورة الزمر..

إبداع عجيب للشيخ /

عبد.الباسط.عبد.الصمد.cc

رحمه الله

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

12 March 2017 13:13

🍀 قَالَ تَعَالَى: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا﴾. الآية/ 148

هذا خطاب من الله تعالى للمؤمنين، بالإقبال على ما ينفعهم في دينهم، والمسارعة في طاعة ربهم، ومن أعظم الطاعات إقامة الصلاة فِي وَقْتِهَا، ومن لوازمها ومن شروطها استقبال القبلة التي أمر الله تعالى باستقبالها، وهذا هو الواجب على كل مسلم أن يكون لسان حاله: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾. سورة طه: الآية/ 84

كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأرْضُ﴾. سورة آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 133

وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأرْضِ﴾. سورة الْحَدِيدِ: الآية/ 22

وفي قوله تعالى: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا﴾. إشارة إلى الإعراض عن الإستماع لما يورده اليهود والنصارى من شبهات، وَطَيٌّ لِبِسَاطِ الْمُجَادَلَةِ مَعَهم فِي أَمْرِ الْقِبْلَةِ، فإن الخلق جمعًا سيقفون بين يدي الله تعالى فيجازي المحسن بإحسانه، والعاصي بعصيانه.

🍀 ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
فهو لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وفيه تهديد لهؤلاء الذين كتموا دينه، ولم يستجيبوا لأمره، وأعرضوا عن هدي نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

🍄 وفي الآيات من الأساليب البلاغية:

الإلتفات من الغيبة إلى الحضور في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ......﴾، مع قوله تعالى: ﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾.

والخاص والمراد به العموم في قوله تعالى: ﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾.

والإيجاز في قوله تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا﴾.

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

11 March 2017 11:41

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. الآية/ 147، 148

وَالِامْتِرَاءُ افْتِعَالٌ مِنَ الْمِرَاءِ وَهُوَ الشَّكُّ، وَامْتَرَى فِي الشَّيْءِ شَكُّ فِيهِ، يُقَالُ: امْتَرَى فُلَانٌ فِي كَذَا إِذَا اعْتَرَضَهُ الْيَقِينُ مَرَّةً وَالشَّكُّ أُخْرَى فَدَافَعَ إِحْدَاهُمَا بِالْأُخْرَى، وَمِنْهُ الْمِرَاءُ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَشُكُّ فِي قَوْلِ صَاحِبِهِ.

💦 والمعنى أن هَذَا الذي شرعناه لك من اسْتِقْبَالِ الْكَعْبَةِ، هُوَ الْحَقُّ لَا مَا يزعمه الْيَهُودُ مِنْ اسْتِقْبَالِ قِبْلَتِهِمْ هُوَ الْحَقُّ، وَالْخِطَابُ في هَذِهِ الآيَةِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُرَادُ أُمَّتُهُ؛ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ شَاكًّا فِي أَمْرِ القِبْلَةِ، وفي هذا تحذير من الله تعالى لمن أصغى لليهود، أو تردد فيما شرعه الله تعالى، فإن شأن المسلم مع أحكام الله تعالى الإذعان والتسليم، فلا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم.

🍄 قال الطبري رحمه الله: فَخَرَجَ الْكَلَامُ مَخْرَجَ الْأَمْرِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّهْيِ لَهُ، وَالْمُرَادُ بِهِ أَصْحَابُهُ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ.

🍀 ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا﴾.

قوله تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ﴾، أي: لِكُلِّ قَوْمٍ أَوْ لِكُلِّ أُمَّةٍ، وَلَمْ يَقُلْ لِكُلِّ قَوْمٍ أَوْ أُمَّةٍ وَحَذْفُ الْمُضَافِ اختصارًا؛ لدلالة الكَلَامِ؛ كَقَوْلِهِ تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً﴾.

وَالْمَعْنَى: أَنَّ لِكُلِّ أَهْلِ مِلَّةٍ قِبْلَةً الْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى، والْمُسْلِمِينَ، وَالضَّمِيرُ فِي قوله: وَمُوَلِّيها رَاجِعٌ إِلَى لَفْظِ كُلٍّ، أَيْ: مُوَلِّيهَا وَجْهَهُ، أي: لِكُلِّ أَهْلِ مِلَّةٍ قِبْلَةٌ، صَاحِبُ الْقِبْلَةِ مُوَلِّيهَا وَجْهَهُ.

وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ، وَالْمَعْنَى: أَنَّ لِكُلِّ صَاحِبِ مِلَّةٍ قِبْلَةً اللَّهُ مُوَلِّيهَا إِيَّاهُ.

وَالْوِجْهَةُ فِعْلَةٌ مِنَ الْمُوَاجَهَةِ وَمَعْنَاهَا: الْجِهَةُ، وَالْمُرَادُ: الْقِبْلَةُ، أَيْ: أَنَّهُمْ لَا يَتَّبِعُونَ قِبْلَتَكَ وَأَنْتَ لَا تتبع قبلتهم لِكُلٍّ وِجْهَةٌ، إِمَّا بِحَقٍّ وَإِمَّا بِبَاطِلٍ.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

09 March 2017 14:35

 قال صلى الله عليه وسلم :

( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة

فيه خلق آدم وفيه قبض

وفيه النفخة وفيه الصعقة

فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي )
 
رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

09 March 2017 14:24

🎤 نستمع الى تلاوة معطرة يتلوها علينا

الشيخ ( #بندر_بليلة )

لما تيسر له من القرآن الكريم في

فجرية.رائعة.من.الحرم.المكي.الشريف.cc ...

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

06 March 2017 07:34

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ﴾. الآية/ 145

في هذا بيان لما عليه أهل الكتاب من الاختلاف، والشقاق، وإن كان يظهر إلينا أنهم مجتمعون، متآلفون فيما بينهم، فإنهم يُكَفِّرُ بَعْضَهُمْ بعضًا، ويلعن بَعْضَهُمْ بعضًا، ولَا يُتَابِعُ فريقٌ منهم الْآخَرَ فِي اسْتِقْبَالِ قِبْلَتِهِ؛ فإِنَّ الْيَهُودَ تَسْتَقْبِلُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَالنَّصَارَى تَسْتَقْبِلُ المشرقَ.

🍀 ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ﴾.

هذا الخطاب وإن كان ظاهره للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكن المراد به أمته، لأن اتباع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأهواء اليهود والنصارى محال على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو خطاب فِيهِ تَهْدِيدٌ وَوَعِيدٌ شَدِيدٌ لهذه الْأُمَّةِ وتحذير لها من اتِّبَاعِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، بَعْدَ مَا عَلِموا الحق وبَعْدَ مَا جاءهم الهدى من الله تعالى.

☀️ وفي الآية من الأساليب البلاغية التأكيد بالقسم واللام الموطئة للقسم، في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ﴾. فإن اللام من قَوْلِهِ: ﴿وَلَئِنْ﴾ هي اللام الموطئة للقسم، وَالتَّقْدِيرُ: وَاللَّهِ لَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ، وَقَوْلُهُ: مَا تَبِعُوا جَوَابُ الْقَسَمِ الْمُقَدَّرِ.

وعام يراد به الخصوص في قوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ﴾.

وخاص يراد به العموم في قوله تعالى: ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ....... ﴾. كما مر معنا.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

02 March 2017 15:11

🍀 قوله تعالى: ﴿وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾. الآية/ 144

هذا أمَرٌ من الله تَعَالَى للمؤمنين بِاسْتِقْبَالِ الْكَعْبَةِ حيثما كانوا، مِنْ جَمِيعِ جِهَاتِ الْأَرْضِ، شَرْقًا وَغَرْبًا وَشَمَالًا وَجَنُوبًا، إلا في حالات خاصة يعفى عن ذلك منها، عند التحام الصفوف في القتال، وإذا كان إنسان بمكان وخفي عليه جهة القبلة، وعجز عن استقبالها بوسيلة من الوسائل يُصَلِّي بِاجْتِهَادِهِ.

وَفِي حَالِ السفر، إذا أراد أن يصلي النَّافِلَةَ فإنه يُصَلِّيهَا حَيْثُمَا تَوَجَّهَت به مركبته.

🍀 ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ﴾.

المراد بالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ هنا اليهودُ لأنهم الَّذِينَ أَنْكَرُوا اسْتِقْبَالَ المسلمين للْكَعْبَةِ وَانْصِرَافهمْ عَنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.

كانوا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَيُوجهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهَا، بِمَا فِي كُتُبِهِمْ عَنْ أَنْبِيَائِهِمْ، مِنَ النَّعْتِ وَالصِّفَةِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمَّته، وَمَا خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ وشَرفه مِنَ الشَّرِيعَةِ الْكَامِلَّةِ الْعَظِيمَةِ، وَلَكِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَتَكَاتَمُونَ ذَلِكَ بَيْنَهُمْ حَسَدًا وَكُفْرًا وَعِنَادًا.

ولأنهم يَعْلَمُونَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيٌّ من عند الله وَأَنَّهُ لَا يَقُولُ إِلَّا الْحَقَّ وَلَا يَأْمُرُ إِلَّا بِهِ.

🍀 ﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾.

تهديد من الله تعالى على كتمانهم الحق، وعنادهم وكفرهم بشرع الله تعالى، ومخالفتهم لنبي الهدى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وفي الآية من الأساليب البلاغية قوله تعالى: التأكيد ب﴿إِنَّ﴾، واللام في ﴿لَيَعْلَمُونَ﴾، من قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ﴾، وفائدته فضح اليهود، وبيان مخالفتهم للحق قصدًا، وحيادهم عن السبيل عنادًا واستكبارًا.

وفي قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾، عام يراد به الخصوص، وهم اليهود.

🌾 اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

27 February 2017 10:54

🍀 قوله تعالى: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾. الآية/ 144

هذا أمر من الله تعالى لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باستقبال الكعبة في صلاته، وَالشَّطْرُ فِي اللغة يُطْلَقُ عَلَى: الْقِسْمِ الْمُنْفَصِلِ مِنَ الشَّيْءِ تَقُولُ: جَعَلَهُ شَطْرَيْنِ، وَمِنْهُ شَطْرُ الْبَيْتِ مِنَ الشِّعْرِ وَهُوَ الْمِصْرَاعُ مِنْهُ، وَكَذَا الْمُتَّصِلُ كَشَطْرَيِ النَّاقَةِ وَأَشْطُرِهَا وَهِيَ أَخْلَافُهَا: شَطْرَانِ أَمَامِيَّانِ وَشَطْرَانِ خَلْفِيَّانِ.

وَيُطْلَقُ الشَّطْرُ على نصف الشَّيْءِ، وشَطْرُ الشَّيْءِ: نِصْفُهُ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ». رواه مسلم
وَيُطْلَقُ عَلَى النَّاحِيَةِ وَالْجِهَةِ، وَهُوَ الْمُرَادُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ.

🍒قال الشاعر:

أَقُولُ لِأُمِّ زِنْبَاعٍ أَقِيمِي * صُدُورَ الْعِيسِ شَطْرَ بَنِي تَمِيمِ

واستقبال القبلة يختلف حكمه بين من كان قريبا منها معاينا لها، ومن كان غائبا عنها لا يراها.

🍒 أَجْمَعَ العلماء عَلَى أَنَّ مَنْ شَاهَدَ الْكَعْبَةَ وَعَايَنَهَا فُرِضٌ عَلَيْهِ أن يَسْتَقْبِلَ عين الكعبة ولا يجزئه أَنْ يَسْتَقْبِلَ نَاحِيَتَهَا، فإِنْ تَرَكَ اسْتِقْبَالَ عين الكعبة وَهُوَ مُعَايِنٌ لَهَا وَعَالِمٌ بِجِهَتِهَا فَلَا صَلَاةَ لَهُ.

💦 وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ غَابَ عَنْهَا وجب عليه أَنْ يَسْتَقْبِلَ نَاحِيَتَهَا وَشَطْرَهَا، ولا يجب عليه أن يستقبل عينها؛ لِأَنَّهُ تَكْلِيفٌ بما ليس في المقدور، فَإِنْ خَفِيَتْ عَلَيْهِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَدِلَّ عَلَى ذَلِكَ بِكُلِّ مَا يُمْكِنُهُ أَنْ يُسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى نَاحِيَتِهَا، كالنُّجُومِ وَالشَّمسِ وَالْجِبَالِ والبوصلة، وَغَيْرِ ذَلِكَ.

فَالْوَاجِبُ اسْتِقْبَالُ جِهَةِ الْكَعْبَةِ فِي حَالِ الْبُعْدِ عَنْهَا وَعَدَمِ رُؤْيَتِهَا، وَاسْتِقْبَالُ عَيْنِهَا عَلَى مَنْ يَرَاهَا بِعَيْنِهِ.

مسألة أخرى: هل يجب على المصلي أَنْ يَنْظُرَ أَمَامَهُ في الصلاة؟ أم الواجب عليه أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ؟

اختلف العلماء فيها على قولين:

الأول قول الجمهور: الْمُصَلِّيَ يَكُونَ نَظَرُهُ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ، وقال المالكية أَنْ يَنْظُرَ أَمَامَهُ لَا إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ؛ لهذه الآية: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾.

🍄 وَقَالَ شَرِيكٌ الْقَاضِي: يَنْظُرُ فِي الْقِيَامِ إِلَى مَوْضِعِ السُّجُودِ، وَفِي الرُّكُوعِ إِلَى مَوْضِعِ قَدَمَيْهِ، وَفِي السُّجُودِ إِلَى مَوْضِعِ أَنْفِهِ، وَفِي الْقُعُودِ إِلَى حِجْرِهِ.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

21 February 2017 11:26

🍀 قوله: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾. الآية/ 144

قال العلماء: (قَدْ) تَصْرِفُ الْمُضَارِعَ إِلَى الْمَاضِي، وَنَرَى هُنَا مُضَارِعٌ بِمَعْنَى الْمَاضِي، قَدْ رأينا تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ، ومن ذلك، قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ﴾. سورة الْأَنْعَامِ: الآية/ 33

أَيْ: قَدْ عَلِمْنَا إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ.

🍀 وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ﴾. سورة النور: الآية/ 64

أَيْ: هُوَ عَالِمٌ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ طَاعَتِكُمْ إِيَّاهُ.

🍀 وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ﴾. سورة الأحزاب: الآية/ 18

🍀وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا﴾. سورة النور: الآية/ 63

وَ﴿قَدْ﴾ تفيدُ تَحْقِيق الْفِعْلِ، كَمَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ تَحْقِيقًا وَثُبُوتًا: "قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ".

كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَشَوَّفُ لِتَحْوِيلِ الْقِبْلَةِ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إلى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَيَرْجُو حصول ذلك؛ لِأَنَّ الْكَعْبَةَ قِبْلَةُ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ، وَالتَّوَجُّهُ إِلَيْهَا أَدْعَى إِلَى إِيمَانِ الْعَرَبِ، فكان يحب ذلك ويتمناه وينظر إلى السماء رجاء أن يحقق الله له مراده، وَمِنْ كَمَالِ أَدَبِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ انْتَظَرَ وَلَمْ يَسْأَلْ.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

18 February 2017 09:28

🍀 قَوْلُهُ: ﴿إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

الرَّؤُوفُ من أسماء الله تعالى، وهو فعول من الرَّأْفَةِ وهي أَشَدُّ الرَّحْمَةِ، وَقَالَ الفَخْرُ الرَّازِيُّ: الرأْفَةُ: مُبالَغَةٌ فِي رَحْمَةٍ مَخْصُوصَةٍ، من دَفْعِ المَكْرُوهِ، وإِزالَةِ الضُّرِّ، وإِنّما ذَكَرَ الرَّحْمَةَ بعدَها ليَكوُنَ أَعَمَّ وأَشْمَلَ. تاج العروس (23/ 323)

ومن مقتضى رحمته، ومن تمام رأفته، ألا يضيع أجر المؤمنين الذين ماتوا قبل تحويل القبلة.

🍒 من الأساليب البلاغية في الآية: لفظ النَّاسِ هنا عام يراد به الخصوص، والمقصود بذلك المؤمنون الذين ماتوا قبل تحويل القبلة.

🍒 ومنها التَّأْكِيدُ بذكرِ الرحمةِ بعد ذكرِ الرأفةِ، وفائدته: المبالغة في الرحمة، لتعم جميع المؤمنين، وتشمل سائر أعمالهم، والمعنى: إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لرَحِيمٌ أَشَدُّ الرَّحْمَةِ.

اللهم توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

15 February 2017 11:03

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}. الآية/ 143

🍀 ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ﴾.

لما قال السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ من اليهود: ﴿مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾، ولم لم يأمر الله تعالى باستقبال الكعبة ابتداءً؟ لم هذا التحول في القبلة؟

قال الله تعالى ردًا عليهم وبيانًا لحكمة ذلك التحويل في القبلة: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ﴾.

🍄 وأن الحكمة من ذلك تمحيص المؤمنين الصادقين وتمييزهم عن الْمُنَافِقِينَ؛ فَإِنَّ الْمُنَافِقِينَ يشَكُّون مِنْ عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى بِالْأَشْيَاءِ وقوعِهَا، ولا يعلمون أن ذلك لحكمة عظيمة يريدها الله تعالى، لأنهم مترددون بي الإيمان والكفر، حائرون بين المؤمنين والكافرين، فهم لَيْسُوا بِمُؤْمِنِينَ مُخْلِصِينَ وَلَا مُشْرِكِينَ مُصَرِّحِينَ بِالشِّرْكِ؛ كما قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ﴾. سورة النساء: الآية/ 143

فالْمَعْنَى مَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا مدة من الزمن، إِلَّا لِنُمَيِّزَ أَهْلَ الْيَقِينِ مِنْ أَهْلِ الشَّكِّ، وإِلَّا ليظهر لكم الصادقون المؤمنون، والكاذبون المتشككون.

🍄 وقيل الحكمة من ذلك لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ علمًا نجازيهم به، وإلا فإن الله تعالى يعلم السر وأخفى، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾. سورة يُونُسَ: الآية/ 61

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

12 February 2017 09:36

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾. الآية/ 143

هذا ثناء من الله تعالى على هذه الأمة، لاستجابتهم لأمر الله تعالى في الإيمان به وبنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتسليمهم لأمر خالقهم سبحانه وتعالى، فكانت مكافأة الله تعالى لهم أن جعلهم خَيْرَ أُمَّةٍ خلقها الله تعالى: كما قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾. سورة آل عمران: الآية/ 110

🍀 ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾.

أي: كَمَا هَدَيْنَاكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لِقِبْلَةِ إِبْرَاهِيمَ، وَهَدَيْنَاكُمْ لاتِّبَاعِ مِلَّتِهِ، وَفَضَّلْنَاكُمْ بِذَلِكَ عَلَى مَنْ سِوَاكُمْ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ، فَضَّلْنَاكُمْ عَلَى غَيْرِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْأَدْيَانِ، فجَعَلْنَاكُمْ خيرَ الأممِ.

وتقدم الكلام عن معنى الأمة عند قول الله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ﴾. سورة البقرة: الآية/ 128

ومعنى قوله تعالى: ﴿أُمَّةً وَسَطًا﴾ ، أي: خَيْرَ أُمَّةٍ، عُدُولًا، أخيارًا، أبرارًا.

☀️ ووَسَطُ الشيءِ وأوْسَطُه أَعْدَلُه، يقال: رَجُلٌ وَسَطٌ وَوسِيطٌ أي: خَيْرٌ، وَفُلَان من وَاسِطَة قومه، أَي من أعيانهم، أُخذ من وَاسِطَة القِلادة لِأَنَّهُ يُجعل فِيهَا أَنْفَسُ الخَرَزِ وأغْلَاهَا.

والوسيط من النَّاس: الخَيِّر مِنْهُم؛ قال تعالى: ﴿قَالَ أَوْسَطُهُم أَلمْ أقلْ لكم لولا تُسَبِّحون﴾. سورة القلم: الآية/ 28

أَي: خَيرهمْ، وَأعْدَلُهم.

ومن ذلك قوله تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى﴾. سورة البقرة: الآية/ 238

قيل لها (وُسْطَى) لأنها أفضل الصلوات.

ومما يدل على أفضلية هذه الأمم على غيرها من الأمم ما ثبت عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 110] قَالَ: «أَنْتُمْ تُتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ».

وقيل: ﴿أُمَّةً وَسَطًا﴾، لِتَوَسُّطِهِمْ فِي الدِّينِ، فَلَا هُمْ أَهْلُ غُلُوٍّ فِيهِ، غُلُوُّ النَّصَارَى الَّذِينَ غَلَوْا بِالتَّرَهُّبِ وَقِيلُهُمْ فِي عِيسَى مَا قَالُوا فِيهِ، وَلَا هُمْ أَهْلُ تَقْصِيرٍ فِيهِ تَقْصِيرُ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَدَّلُوا كِتَابَ اللَّهِ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَهُمْ وَكَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ وَكَفَرُوا بِهِ؛ وَلَكِنَّهُمْ أَهْلُ تَوَسُّطٍ وَاعْتِدَالٍ فِيهِ، فَوَصَفَهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ، إِذْ كَانَ أَحَبُّ الْأُمُورِ إِلَى اللَّهِ أَوْسَطَهَا.

وهذه الأمة وإن كانت كذلك إلا أن الراجح من تفسير لفظ: ﴿وَسَطًا﴾ القول الأول، وهو الذي عليه جمهور المفسرين.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

07 February 2017 11:33

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}. الآية/ 142، 143

لما أمر الله تعالى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن يستقبل البيت الحرام في صلاته، وكان قبلها يستقبل بَيْتَ الْمَقْدِسِ، طار أعداء الدين بذلك، وظنوا أنهم قد امتلكوا ما يدحضون به دين الله، ويقوضون به دعائمه، وأخذوا ينشرون نبأ تحويل القبلة بين الناس، مصاحبين ذلك بالتشكيك فيه تارة، والطعن فيه أخرى، وإثارة الشبه تارة ثالثة عمن ماتوا قبل تحويل القبلة، هل تنفعهم صلاتهم التي صلوها قبل بيت المقدس؟

وهل ماتوا على الإيمان؟

وظنوا أن ما يلقونه من الشبهات سينال من عزم المؤمنين، أو يزعزع يقينهم، ويشككهم في دينهم، ونسي هؤلاء السفهاء، أن الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم، قد اختارهم الله تعالى لصحبة نبينه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واصطفاهم لحمل دينه، وتبليغه للناس بعد رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}. سورة المجادلة: الآية/ 22

🍒 فعَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا صَلَاةَ الْعَصْرِ وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ وَهُمْ رَاكِعُونَ قَالَ أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ وَكَانَ الَّذِي مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ رِجَالٌ قُتِلُوا لَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}. رواه البخاري ومسلم

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

05 February 2017 10:54

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}. الآية/ 140

🍀 قَوْلُهُ: {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ}.

توبيخ من الله تعالى لهم على مخالفتهم لبدائه العقول، وادعائهم على أنبياء الله تعالى ما ليس فيهم بغَيْرِ بينة ولا بُرْهَانٍ، فإن اللَّه تعالى شهد لهؤلاء الأنبياء بأنهم كانوا على ملة الإسلام وذلك في قوله تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. سورة آل عمران: الآية/ 67

🍀 {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ}.

قد أعلمهم الله تعالى بشهادته لأنبيائه عليهم السلام بأنهم أعني إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا على الحنيفية السمحة، ملة الإسلام، واليهود قد قرأوا ذلك في كتبهم، وعلموا ذلك علم اليقين، ومع ذلك فقد كتموا تلك الشهادة، وَلا أَظْلَمَ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ فلا أحد أظلم من أهل الكتاب، لأنهم كتموا هذه الشهادة حال كونهم عالمين بها.

وفي الكلام تعريض بكتمانهم شهادة اللَّهِ تعالى لنبيه محمد صلى اللَّه عليه وسلم بالنبوّة في كتبهم، كما قَالَ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ}. سورة الْأَعْرَافِ: الآية/ 157

فَوَبَّخَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى كَلَامِهم، وأتىذلك فِي مَعْرِضِ السؤال عَلَى سَبِيلِ الْإِنْكَارِ، وَالْغَرَضُ مِنْهُ الزَّجْرُ وَالتَّوْبِيخُ.

🍀 {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.

هذا وَعِيدٌ من الله تعالى لهم على سوء اعتقادهم في الله تعالى، وافترائهم عليه وعلى أنبيائه ورسله، وعلى كتمانهم الحق، وَإِعْلَامٌ بِأَنَّهُ لَن يَتْرُكَهم سُدًى وَأَنَّهُ سيُجَازِيهِمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ.

وَالْغَافِلُ: هو الَّذِي لَا يَفْطِنُ لِلْأُمُورِ إِهْمَالًا مِنْهُ، يقال أَغْفَلْتُ الشَّيْءَ: إذا تَرَكْتُهُ عَلَى ذِكْرٍ مني إِهْمَالًا له وعدم مبالاة به، والله تعالى منزه عن ذلك، فهو يمهل ولكن لا يهمل، كما قَالَ تَعَالَى: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ}. سورة إِبْرَاهِيمَ: الآية/ 42

http://www.alukah.net/sharia/0/103710/

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

16 March 2017 15:38

🍀 قوله تعالى: ﴿لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ﴾. الآية/ 150

المراد بالنَّاسِ هنا أَهْلُ الْكِتَابِ فهو من العام الذي يراد به الخصوص.

🍄 والحُجّةُ: فِي اللغة مَا دُوفعَ بِهِ الخَصمُ، والمعنى: لئلا يكون لأحد من اليهود عليكم حجة إلا المعاندين منهم القائلين: ما ترك قبلتنا إلى الكعبةِ إلا ميلًا إلى دين قومهِ وحبًا لبلدهِ، ولو كان على الحق للزم قبلة الأنبياء.

وأطلق اسم الحجة على قول المعاندين وهو في الحقيقة ليس بحجة في نفس الأمر؛ لأنهم يسوقونه سياق الحجة، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ﴾. سورة الشورى: الآية/ 16

وحُجَّةُ أَهْلِ الْكِتَابِ أَنْهم قَالُوا: إِنَّ محمدًا يزعمُ أَنَّهُ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ: فَإِنْ كَانَ تَوَجُّهُهُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ، فَلِمَ رَجَعَ عَنْهُ؟

وَالْجَوَابُ عن هذه الشبهةِ التي يظنونها حجةً: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى اخْتَارَ لَهُ التَّوَجُّهَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَوَّلًا لِمَا لَهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ مِنَ الْحِكْمَةِ، فَأَطَاعَ رَبَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ، ثُمَّ صَرَفَهُ إِلَى قِبْلَةِ إِبْرَاهِيمَ -وَهِيَ الْكَعْبَةُ - فَامْتَثَلَ أَمْرَ اللَّهِ فِي ذَلِكَ أَيْضًا، فَهُوَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، مُطِيعٌ لِلَّهِ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ، لَا يَخْرُجُ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وأمتهُ تَبَع لَهُ.

🍀 ﴿إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾.

اختلف العلماء في الِاسْتِثْنَاءِ في هذه الآية هل هو مُتَّصِلٌ أم مُنْقَطِعٌ؟

فمنهم من قَالَ الِاسْتِثْنَاءُ مُتَّصِلٌ والمعنى: نَفَى اللَّهُ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدٍ من الناس حُجَّةٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ فِي اسْتِقْبَالِهِمُ الْكَعْبَةَ وَالْمَعْنَى: لَا حُجَّةَ لِأَحَدٍ عَلَيْكُمْ إِلَّا الْحُجَّةَ الدَّاحِضَةَ عند المعاندين من اليهود حَيْثُ قَالُوا: ﴿مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ التِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾.

📌 وقيل: الِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعٌ فيكون المعنى: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ لَكِنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا وهو مشركوأ قريش، وَكَانَ حُجَّتُهُمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما حولت القبلةُ إِلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ أَنَّهم قَالُوا: سَيَرْجِعُ إِلَى دِينِنَا كَمَا رَجَعَ إِلَى قِبْلَتِنَا.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

14 March 2017 09:30

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾. الآية/ 149، 150

لما كان للقبلة شأن عظيم جدًا في نفوس المؤمنين، تكرر الأمر باستقبال الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، في هذه الآيات ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، الأولى في قوله تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ .....﴾. سورة البقرة: الآية/ 144

والثانية: في قوله تعالى: ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ...﴾.

والثالثة: في قوله تعالى: ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ....﴾.

وَاخْتَلَفَ المفسرون فِي الحِكْمَةِ من هَذَا التَّكْرَارِ على أقوال:

📌 فَقِيلَ: لما كان هذا أول نسخ وَقَعَ فِي الْإِسْلَامِ في شأن القبلة ناسب أن يكون له هذا التأكيد بتكرار الأمر.

📌 وَقِيلَ: وَجْهُ التَّكْرِيرِ: أَنَّ النَّسْخَ مِنْ مَظَانِّ الْفِتْنَةِ وَمَوَاطِنِ الشُّبْهَةِ، فَإِذَا سَمِعُوهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى ثَبَتُوا وَانْدَفَعَ مَا يَخْتَلِجُ فِي صُدُورِهِمْ.

📌 وقيل: هَذَا لَيْسَ بِتَكْرَارٍ، وليس المراد منه مجرد التأكيد بل نزلت كل آية لحالة خاصة، فقَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ﴾. كانت خِطَابًا للرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاصة، وقوله تعالى: ﴿وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾. خِطَابٌ للرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وأَهْلِ الْمَدِينَةِ خَاصَّةً، والثالثة للمسلمين حيث كانوا في سائر بِقَاعِ الْأَرْضِ أَنْ يَسْتَقْبِلُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ.


وَقِيلَ: الْأَمْرُ الْأَوَّلُ: لِمَنْ هُوَ مُشَاهِدٌ الْكَعْبَةَ.

وَالثَّانِي: لِمَنْ هُوَ فِي مَكَّةَ غَائِبًا عَنْهَا.

وَالثَّالِثُ: لِمَنْ هُوَ فِي بَقِيَّةِ الْبُلْدَانِ.

🍄 قال القرطبي: وَهَذَا الْقَوْلُ أَحْسَنُ مِنَ الْأَوَّلِ، لِأَنَّ فِيهِ حَمْلُ كُلِّ آيَةٍ عَلَى فَائِدَةٍ. تفسير القرطبي (2/ 168)

📌 وَقِيلَ: إنما كان ذلك بحسب سياق الكلام فالْأَمْرُ الْأَوَّلُ: كان بيانًا لرغبة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في استقبال القبلة فجاء الأمر تحقيقًا لرغبته وإِجَابَةً لمراده، وكان الْأَمْرُ الثَّانِي بيانًا من الله تعالى أَنَّ استقبال الكعبة هو الْحَقُّ مِنَ اللَّهِ تعالى وأنه يُحِبُّهُ لعباده وَيَرْتَضِيهِ منهم، وأتى الْأَمْرُ الثَّالِثُ لقَطْعِ حُجَّةِ الْمُخَالَفِينَ مِنَ الْيَهُودِ.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

12 March 2017 05:08

💧 مع تلاوة الصباح العطرة

من.إبداعات.رمضان.الليلة.الثانية.cc

🎤 تلاوة عطرة من #سورة_البقرة

👤 المقرئ الشيخ / ناصر.القطامي.cc

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

10 March 2017 09:16

الكهف نور بين الجمعتين...

هيا احبتنا اعضاء القناة لنقرأها معاً ...

سورة.الكهف.بصوتٍ.جميل.cc

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

09 March 2017 14:31

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾. الآية/ 146

أي: يَكْتُمُونَ أَمْرَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمْ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وسبب ذلك ما أضمرته نفوسهم من العداوة للإسلام ولنبي الإسلام صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

🍄 قَالَ مُجَاهِدٌ: (يَكْتُمُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ، وَالْإِنْجِيلِ).

🍒 وقَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ حُدّثْت عَنْ صَفِيّةَ بِنْتِ حُيَيّ بْنِ أَخْطَبَ أَنّهَا قَالَتْ كُنْت أَحَبّ وَلَدِ أَبِي إلَيْهِ وَإِلَى عَمّي أَبِي يَاسِرٍ لَمْ أَلْقَهُمَا قَطّ مَعَ وَلَدٍ لَهُمَا إلّا أَخَذَانِي دُونَهُ. قَالَتْ فَلَمّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَنَزَلَ قُبَاءً، فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ غَدَا عَلَيْهِ أَبِي، حُيَيّ بْنُ أَخْطَبَ، وَعَمّي: أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَخْطَبَ، مُغَلّسِينَ. قَالَتْ فَلَمْ يَرْجِعَا حَتّى كَانَا مَعَ غُرُوبِ الشّمْسِ. قَالَتْ فَأَتَيَا كَالّيْنِ كَسْلَانَيْنِ سَاقِطَيْنِ يَمْشِيَانِ الْهُوَيْنَى. قَالَتْ فَهَشَشْت إلَيْهِمَا كَمَا كُنْت أَصْنَعُ فَوَاَللهِ مَا الْتَفَتَ إلَيّ وَاحِدٌ مِنْهُمَا، مَعَ مَا بِهِمَا مِنْ الْغَمّ. قَالَتْ وَسَمِعْت عَمّي أَبَا يَاسِرٍ وَهُوَ يَقُولُ لِأَبِي: حُيَيّ بْنِ أَخْطَبَ: أَهُوَ هُوَ؟ قَالَ نَعَمْ وَاَللهِ قَالَ أَتَعْرِفُهُ وَتُثْبِتُهُ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَا فِي نَفْسِك مِنْهُ؟ قَالَ عَدَاوَتُهُ وَاَللهِ مَا بَقِيت. سيرة ابن هشام (1/ 519)

وفي قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ﴾، غاية الإنصاف والعدل في الحكم على الناس؛ لأن مِنْهُمْ مَنْ آمَنُ بِهِ مِثْلُ عَبْدِ اللَّه بْنِ سَلَامٍ وغَيُرهُ.

وفي قوله تعالى: ﴿لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ﴾، فضحًا لهم، وكشفًا لسوء معتقدهم، وعبر عن ذلك بالمضارع الذي يفيد استمرارهم على ذلك، كما قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ أَنزلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا﴾. سورة الأنعام: الْآيَةَ/ 91

وقيل المراد بالْحَقِّ اسْتِقْبَالُ الْكَعْبَةِ كما تقدم.

ومما يدل على أن كتمان الحق هو دأبهم وديدنهم، ما ثبت عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ اليَهُودَ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ». فَقَالُوا: نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ: كَذَبْتُمْ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا، فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ: ارْفَعْ يَدَكَ، فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ، فَقَالُوا: صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ، فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَجْنَأُ عَلَى المَرْأَةِ يَقِيهَا الحِجَارَةَ ". رواه البخاري

🍀 ﴿لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾.

يَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ الَّذِي لَا مِرْيَةَ فِيهِ، ولا يجوز لهم مخالفته، وهذا دليل على أن كفر هذا الصنف منهم كفر عناد واستكبار؛ كما قال تَعَالَى: ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾. سورة النِّسَاءِ: الآية/ 155

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

08 March 2017 16:54

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾. الآية/ 146

يخبر الله تعالى عن حال أهل الكتاب بأنهم يعرفون النبي محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما يعرفون أبناءهم وأنهم مذكور في كتبهم بصفات لا تلتبس على أحد منهم، كَمَا قَالَ: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ﴾. سورة الْأَعْرَافِ: الْآيَةَ/ 157

🍒 وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي فِي القُرْآنِ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾ [الأحزاب: 45]، قَالَ فِي التَّوْرَاةِ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ، وَلاَ سَخَّابٍ بِالأَسْوَاقِ، وَلاَ يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ المِلَّةَ العَوْجَاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَفْتَحَ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا". رواه البخاري

قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: وَرُوِيَ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ: أَتَعْرِفُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَعْرِفُ ابْنَكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ وَأَكْثَرَ، بَعَثَ اللَّهُ أَمِينَهُ فِي سَمَائِهِ إِلَى أَمِينِهِ فِي أَرْضِهِ بِنَعْتِهِ فَعَرَفْتُهُ، وَابْنِي لَا أَدْرِي مَا كَانَ مِنْ أُمِّهِ. تفسيرُ الْقُرْطُبِيِّ (2 / 163)

📌 والمراد بقول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ﴾. الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وذلك لوجود البشارات بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل؛ ولما قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ نَصَارَى نَجْرَانَ ودعاهم إلى المباهلة، قالوا: إِنْ كَانَ هَذَا الرَّجُلُ نَبِيًّا مُرْسَلًا فَلَاعَنَّاهُ فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنَّا شَعْرٌ وَلَا ظُفُرٌ إِلَّا هَلَكَ. دلائل النبوة (5/ 382)

وعلى هذا فالضمير في قوله تعالى: ﴿يَعْرِفُونَهُ﴾، يعود على رسولِ الله صَ لَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

📌وقيل المراد شأن القبلة، والمعنى أن أهل الكتاب يعرفون أن القبلة هي قبلة إبراهيم عليه السلام ، وهي بيت الله الحرام. وَأَنِّ الْقِبْلَةَ الَّتِي وَجَّهَ الله تعالى رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهَا هِيَ الْقِبْلَةُ الْحَقُّ، الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْ بَعْدَهُ مِنْ أَنْبِيَاءِ.

💦والراجح القول الأول بدليل قوله تعالى: ﴿لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

04 March 2017 16:24

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ﴾. الآية/ 145

يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ حال الْيَهُودِ مع الإسلام، وَعَنْ كُفْرِهِمْ بدين الله تعالى وَعِنَادِهِمْ لرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنهم حقت عليهم كلمة الله تعالى، وأن الله تعالى طَبَعَ عَلَى قلوبهم بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ، مهما جاءهم من الآيات البينات، ومهما رأوا من الدلائل الواضحات؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾. سورة البقرة: الآية: 6، 7

🍀 وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ﴾. سورة يُونُسَ: الآية/ 96، 97

🍀 ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ﴾.

في تسلية من الله تعالى لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن كفر من كفر أهل الكتاب، وقطعًا لرجاء المؤمنين في إيمانهم، وبيان من الله تعالى أن إِعْرَاضَ اليهود عَنْ قَبُولِ هَذَا الدِّينِ لَيْسَ عَنْ شُبْهَةٍ تُزِيلُهَا الْحُجَّةُ، بَلْ هُوَ مَحْضُ مُكَابَرَةٍ وَعِنَادٍ وَحَسَدٍ منهم أكل قلوبهم، وَذَلِكَ لَا يَزُولُ بِإِيرَادِ الحجج وسوق الأدلة والبراهين.

وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾، عام يراد به الخصوص؛ لأن منهم مَنْ آمَنَ واتبع قِبْلَةَ الرَّسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أما أغلبهم فقد كفر بالله تعالى وأعرض عن قبول الحق، وهذا القول أعدل من أن يقال أن أحدًا منهم لن يؤمن أبدًا، أو أن المراد بذلك علماؤهم، لأنا رأينا من آمن من علمائهم، واستقام على دين الله تعالى.

🍀 ﴿وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ﴾.

في هذا قَطْعٌ لِأَطْمَاعِ أَهْلِ الْكِتَابِ أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيرجع إِلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا.

ويحتمل أَنْ يَكُونَ ذلك الخبرُ بِمَعْنَى النَّهْيِ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيْ: لَا تَتَّبِعْ يَا مُحَمَّدُ قِبْلَتَهُمْ.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

01 March 2017 06:09

🌹للقناة👇
@liadabaroayateh
🌹للكتاب👇ج/ 1
http://www.alukah.net/sharia/0/103710/
🌹كتاب 👇 ج/2
http://www.alukah.net/sharia/0/100579/
في المكتبة الإسلامية
/channel/IslamicLibrary1/2414

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

25 February 2017 11:09

🍀 وقوله تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ﴾. الآية/ 144

المراد بالتَّقَلُّبِ: التَّحَوُّلِ وَالتَّصَرُّفِ وترَدَّدِ البصرِ، يُقَالُ: قَلَّبَ بصرَهُ إِذَا رَدَّدَهُ، لِأَنَّ مَنْ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ مَرَّةً وَاحِدَةً، لَا يُقَالُ فِيهِ: قَلَّبَ بَصَرَهُ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّمَا يُقَالُ: قَلَّبَ إِذَا رَدَّدَ.

المراد بِالْوَجْهِ الْبَصَرُ، وكَنَّى بِهِ عَنِ الْبَصَرِ، لِأَنَّهُ أَشْرَفُ، وَهُوَ الْمُسْتَعْمَلُ فِي طَلَبِ الرَّغَائِبِ، تَقُولُ: بَذَلَتْ وَجْهِي فِي كَذَا، وَفَعَلْتُ كَذَا لِوَجْهِ فُلَانٍ.

وَاخْتُصَّ التَّقَلُّبُ بِالسَّمَاءِ، لِأَنَّ السَّمَاءَ جِهَةٌ تَعُودُ مِنْهَا الرَّحْمَةُ، كَالْمَطَرِ وَالْأَنْوَارِ وَالْوَحْيِ، فَهُمْ يَجْعَلُونَ رَغْبَتَهُمْ حَيْثُ تَوَالَتِ النِّعَمُ، وَلِأَنَّ السَّمَاءَ قِبْلَةُ الدُّعَاءِ، وَلِأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ جِبْرِيلَ، وَكَانَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ.

🍀 ﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾.

فَلَنَجْعَلَنَّكَ مُتَوَلِّيًا قِبْلَةً تُحِبُّهَا وَتَرْضَاهَا، وفي قوله تعالى: ﴿تَرْضَاهَا﴾، بيان منزلة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند الله تعالى، وحب الله تعالى له، وتحقيق الله تعالى له ما يحبه ويرضاه؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقُولُ أَتَهَبُ المَرْأَةُ نَفْسَهَا؟» فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (تُرْجِئُ مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ) قُلْتُ: مَا أُرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ. رواه البخاري

🌴 اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

19 February 2017 11:39

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾. الآية/ 144

☀️ سبب نزول الآية:

كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ قِبْلَةَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَكَانَ يَدْعُو اللهَ وَيَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ وهذا قَبْلَ تَحْوِيلِ القِبْلَةِ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَى الْكَعْبَةِ فكان يَنْتَظِرُ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَمْرَهُ بِالتَّحْوِيلِ نَحْوَ الْكَعْبَةِ.

🍒 قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا نُسِخَ مِنَ الْقُرْآنِ الْقِبْلَةُ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَ أَكْثَرُ أَهْلِهَا الْيَهُودَ، أَمَرَهُ اللهُ أَنْ يَسْتَقْبِلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَفَرِحَتِ الْيَهُودُ فَاسْتَقْبَلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَضْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُحِبُّ قِبْلَةَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَكَانَ يَدْعُو اللهَ وَيَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾ [البقرة: 144] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ [البقرة: 144] يَعْنِي نَحْوَهُ فَارْتَابَ مِنْ ذَلِكَ الْيَهُودُ، وَقَالُوا: ﴿مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾ [البقرة: 142] فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ﴾ [البقرة: 115] ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ﴾ [البقرة: 143]، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَلِيَمِيزَ أَهْلَ الْيَقِينِ مِنْ أَهْلِ الشَّكِّ وَالرِّيبَةِ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ﴾ [البقرة: 143] يَعْنِي تَحْوِيلَهَا عَلَى أَهْلِ الشَّكِّ ﴿إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة: 45]، يَعْنِي الْمُصَدِّقِينَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى". رواه البيهقي في السنن الكبرى

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

16 February 2017 16:15

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ﴾. الآية/ 143

يَعْنِي: مَا أُمِرُوا بِهِ مِنَ التَّحْوِيلِ مِنْ قِبْلَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَى الْكَعْبَةِ، فإنه من أعظم مداخل الشيطان على هؤلاء اليهود والمشركين والمنافقين، يجد منهم في ذلك آذانًا صاغية، وقلوبًا عن الحق زائغة، يفرحون بما يلقيه الشيطان في قلوبهم من ذلك.

أما المؤمنون الصادقون فيمثلون الأمر ويسلمون لأمر خالقهم سبحانه، ولا يجدون في ذلك غضاضة، ولا يجدون من ذلك حرجا في قلوبهم، ويسلمون لأمره سبحانه تسليمًا.

🍀 قوله: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾.
ولما شك المؤمنون في حال إخوانهم الذين ماتوا قبل أن تحول القبلة، هل قبلت أعمالهم؟ وهل تصح صلاتهم؟

وهذا من كمال حرص الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم على الخير والأجر، ومن تمام حرصهم على الطاعة، ومن إشفاقهم من عذاب الله تعالى، ومن خوفهم من التقصير فيما افترض عليهم، كما حدث منهم ذلك لما حرمت الخمر، أشفقوا على من مات منهم قبل أن تحرم الخمر؛ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كُنْتُ سَاقِيَ القَوْمِ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ، وَكَانَ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ الفَضِيخَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيًا يُنَادِي: «أَلاَ إِنَّ الخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ» قَالَ: فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: اخْرُجْ، فَأَهْرِقْهَا، فَخَرَجْتُ فَهَرَقْتُهَا، فَجَرَتْ فِي سِكَكِ المَدِينَةِ، فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ: قَدْ قُتِلَ قَوْمٌ وَهِيَ فِي بُطُونِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا﴾ [المائدة: 93] الآيَةَ. رواه البخاري ومسلم

🍒 فعَنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: "قَالَ نَاسٌ لَمَّا صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ إِلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ: " كَيْفَ بِأَعْمَالِنَا الَّتِي كُنَّا نَعْمَلُ فِي قِبْلَتِنَا الْأُولَى؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾. تفسير الطبري (2/ 652)

🍒 وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾، يَقُولُ: «صَلَاتُكُمُ الَّتِي صَلَّيْتُمُوهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَكُونَ الْقِبْلَةُ فَكَانَ الْمُؤْمِنُونَ قَدْ أَشْفَقُوا عَلَى مَنْ صَلَّى مِنْهُمْ أَنْ لَا تُقْبَلَ صَلَاتُهُمْ». تفسير الطبري (2/ 652)

وَعَنِ البَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ الَّذِي مَاتَ عَلَى القِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ قِبَلَ البَيْتِ رِجَالٌ قُتِلُوا، لَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾. رواه البخاري

🍀 وَقَوْلُهُ سبحانه: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾، أَيْ: صَلَاتُكُمْ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَبْلَ ذَلِكَ لَا يَضِيعُ ثَوَابُهَا عِنْدَ اللَّهِ، وكيف يَضِيعُ ثَوَابُهَا وهو بِالنَّاسِ رَؤُوفُ رَحِيمٌ.

🍄 وفي هذه الآية رَدٌّ عَلَى الْمُرْجِئَةِ، الذين يَقُولُونَ إن الصلاة ليست من الإيمان.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

14 February 2017 22:07

🍀 قَولُهُ تَعَالَى: ﴿لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾. الآية/ 143

الشُّهَدَاءُ جَمْعُ شَهِيدٍ، وهو مَنْ يخبرُ بِصِحَّةِ الشَّيْءِ مُشَاهَدَةً وَعِيَانًا.

وَالشَّهَادَةُ: الْإِخْبَارُ بِصِحَّةِ الشَّيْءِ مُشَاهَدَةً وَعِيَانًا يُقَالُ شَهِدَ عِنْدَ الْحَاكِمِ لِفُلَانٍ عَلَى فُلَانٍ بِكَذَا شَهَادَةً فَهُوَ شَاهِدٌ وَهُمْ شُهُودٌ وَأَشْهَادٌ وَهُوَ شَهِيدٌ وَهُمْ شُهَدَاءُ. المغرب في ترتيب المعرب (ص: 259)

جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً عُدُولًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ للِأَنْبِيَاءِ وَالرُسُلِ بِالْبَلَاغِ إِلَى أُمَمِهَم، وَيَكُونُ الرَّسُولُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ بِإِيمَانِكُمْ بِهِ، وَبِمَا جَاءَكُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ تعالى.

🍀 قال الله تعالى: ﴿فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً (41) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً﴾. سورة النِّسَاءِ: الآية/ 41، 42

🍒 وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُجَاءُ بِنُوحٍ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، يَا رَبِّ، فَتُسْأَلُ أُمَّتُهُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيَقُولُ: مَنْ شُهُودُكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَيُجَاءُ بِكُمْ، فَتَشْهَدُونَ" ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾- قَالَ: عَدْلًا- ﴿لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾. رواه البخاري

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

09 February 2017 10:41

🍀 قوله تعالى: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾.

السُّفَهَاءُ جمع سَفِيهٍ، وَالسَّفَهُ وَالسَّفَاهَةُ: كلمة تجمع بين الِاضْطِرَابِ فِي الرَّأْيِ وَالْفِكْرِ والْعَقْلِ، وَاضْطِرَابِ الْحِلْمِ، وسوءِ الْأَخْلَاقِ، والجَهْلِ وَالطَيْشِ، يُقَالُ: سَفِهَ حِلْمَهُ وَرَأْيَهُ وَنَفْسَهُ.

🍒 قَالَ الْبَيْضَاوِيُّ: وَفَائِدَةُ تَقْدِيمِ الْإِخْبَارِ تَوْطِينُ النَّفْسِ وَإِعْدَادُ الْجَوَابِ.

وَالْمَعْنَى: سَيَقُولُ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ ضعفاء العقول، الجهَّالُ السُّخَفَاءُ مِنَ النَّاسِ وهم اليهود: مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا، أَيُّ شَيْءٍ جَرَى لِهَؤُلَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَحَوَّلَهُمْ وَصَرَفَهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا وَهِيَ قِبْلَةُ النَّبِيِّينَ مِنْ قَبْلِهِمْ؟

وذلك اعتقادًا منهم أَنَّ الْقِبْلَةَ هي أَصْلُ الدِّينِ وأساسهُ، وأن تغييرها تغييرٌ للمعتقدِ، وتبديل للدين، ولا أدل على فساد عقولهم من هذا، فإن اللهَ تعالى جَعَلَ الْقِبْلَةَ لِلنَّاسِ؛ لِتَكُونَ جَامِعَةً لَهُمْ فِي عِبَادَتِهِمْ، وَالِاسْتِفْهَامُ لِلْإِنْكَارِ وَالتَّعَجُّبِ.

🍀 ﴿قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.

الجهات كلها لله فله أن يحول القبلة إلى أي جهة شاء.

🍒 وفي الآية تعريض باليهود الذين طعنوا في التشريع في شأن القبلة، وإنما لم يصرح القرآن بذكرهم؛ لأنهم أحقر وأذل من أن يذكروا، ورأيهم أضعف وأضل من أن يُشَارَ إليه، فضلا عن أن يناقش أو يرد عليه.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

06 February 2017 11:16

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. الآية/ 141

تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ مَضَتْ لَهُمْ أَعْمَالُهُمْ وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ، وَلَا يُغْنِي عَنْكُمُ انْتِسَابُكُمْ إِلَيْهِمْ، مِنْ غَيْرِ مُتَابِعَةٍ مِنْكُمْ لَهُمْ، فلا تَغْتَرُّوا بِمُجَرَّدِ النِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ حَتَّى تَكُونُوا مِثْلَهُمْ مُنْقَادِينَ لِأَوَامِرِ اللَّهِ وَحَتَّى تَكُونُوا متبعين لرُسُلِهِ عليهم السلام.

وكُرِّرَت الآية لِأَنَّهَا تَضَمَّنَتْ مَعْنَى التَّهْدِيدِ وَالتَّخْوِيفِ، أَيْ إِذَا كَانَ أُولَئِكَ الْأَنْبِيَاءُ عَلَى إِمَامَتِهِمْ وَفَضْلِهِمْ يُجَازَوْنَ بِكَسْبِهِمْ فَأَنْتُمْ أَحْرَى وأولى بذلك، ولتأكيدِ معنى أن مجردَ الإنتسابِ للأنبياءِ والرسلِ لا يُغني صاحِبَهُ شَيئًا إذا كان على غيرِ اعتقادٍ صحيحٍ، وعملٍ صالحٍ.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

04 February 2017 10:51

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}. الآية/ 140

لما أمر الله تعالى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن يقول لهؤلاء الذين يجادلون بالباطل، ويدافعون الحق بغير برهان، {أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ...........} الآية، أمره أن يقول لهم كذلك: {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى.....} الآية.

وتَكُون {أَمْ} على هذا التقدير مُتَّصِلَةً وَتَقْدِيرُ الكلام: بِأَيِّ الْحُجَّتَيْنِ تَتَعَلَّقُونَ؟ بِتَوْحِيدِ الله؟ فَنَحْنُ مُوَحِّدُونَ، أَمْ بِاتِّبَاعِ دِينِ الْأَنْبِيَاءِ؟ فَنَحْنُ مُتَّبِعُونَ لهم مستنون بسنتهم.

وهذا التفسير على قراءة من قَرَأَ: {أَمْ تَقُولُونَ} بتاء الخطاب، وهم ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ عَنْ عَاصِمٍ، كَأَنَّهُ قَالَ: أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ....

وَعلى القرآءة الأخرى، قراءة الْبَاقِينَ بِالْيَاءِ هكذا: {أَمْ يَقُولُونَ}، فتفسيره أَنَّهُ إِخْبَارٌ من الله تعالى عَنِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى أنهم يقولون ذلك،فتَكُون {أَمْ} مُنْقَطِعَةً بِمَعْنَى: بَلْ.

فيكون تقدير الكلام بَلْ يَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا قَبْلَ نُزُولِ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ هُودًا أَوْ نَصَارَى.

وإِنَّمَا أَنْكَرَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ الْقَوْلَ عَلَيْهِمْ لأَنَّ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ أُنْزِلَا بَعْدَهُمْ؛ كما قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإنْجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ}. سورة آل عمران: الآية/ 65

ولأَنَّهُمُ ادَّعَوْا ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ بُرْهَانٍ؛ كما قال تعالى: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. سورة آل عمران: الآية/ 66

http://www.alukah.net/sharia/0/103710/