💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

10 December 2016 10:48

🍀 قوله تعالى: {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}. الآية/ 128

لما أتم إِبْرَاهِيمُ عليه السلام بناءَ البيتِ أَمَرَهُ اللهُ تعالى أن يؤذنَ في الناسِ بالحجِ، كما قال تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}. سورة الحج: الآية/ 27

فسأل الله تعالى أن يعلمه الْمَنَاسِكَ فأتاه جِبْرِيلُ عليه السلام فَأَرَاهُ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا: الطواف والسعي بين الصفا والمروة ومنى والمزدلفة وعرفات.

🍄 قَالَ قَتَادَةُ: فَأَرَاهُمَا اللَّهُ مَنَاسِكَهُمَا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ، وَالسَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَالْإِفَاضَةَ مِنْ عَرَفَاتٍ، وَالْإِفَاضَةَ مِنْ جَمْعٍ، وَرَمْيَ الْجِمَارِ، حَتَّى أَكْمَلَ اللَّهُ الدِّينَ. تفسير الطبري (2/ 567)

وأَصْلُ التَّوْبَةِ الرجوع مِنْ مَكْرُوهٍ إِلَى مَحْبُوبٍ، فَتَوْبَةُ الْعَبْدِ إِلَى رَبِّهِ: أَوْبَتُهُ مِمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ مِنْهُ بِالنَّدَمِ عَلَيْهِ، وَالْإِقْلَاعِ عَنْهُ، وَالْعَزْمِ عَلَى تَرْكِ الْعُودِ فِيهِ. وَتَوْبَةُ الرَّبِّ عَلَى عَبْدِهِ: عَوْدُهُ عَلَيْهِ بِالْعَفْوِ لَهُ عَنْ جُرْمِهِ وَالصَّفْعِ لَهُ عَنْ عُقُوبَةِ ذَنْبِهِ، مَغْفِرَةً لَهُ مِنْهُ، وَتَفَضُّلًا عَلَيْهِ.

🍒 وإنما سألا الله التَّوْبَةَ وليس لَهُمَا ذُنُوبٌ تستوجب التَّوْبَةَ؛ لِيَكون ذَلِكَ سُنَّةً يَقْتَدَى بِهَا مَنْ بَعْدَهُمَا، وَيَتَّخِذُ النَّاسُ تِلْكَ الْبُقْعَةَ بَعْدَهُمَا مَوْضِعَ تَنَصُّلٍ مِنَ الذُّنُوبِ إِلَى اللَّهِ.

http://www.alukah.net/sharia/0/103710/

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

05 December 2016 10:57

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}. الآية/ 128

هذا من تمام دعاء إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ عليهما السلام، عند بنائهما البيت الحرام، ومعنى: {وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ}، أي خَاضِعَيْنِ لِطَاعَتِكَ، مُسْتَسْلِمَيْنِ لِأَمْرِكَ فإن الْإِسْلَامَ هو الْخُضُوعَ لِلَّهِ بِالطَّاعَةِ، كما قيل: لا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم.

قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: يَعْنِيَانِ بِذَلِكَ: وَاجْعَلْنَا مُسْتَسْلِمَيْنِ لِأَمْرِكَ خَاضِعَيْنِ لِطَاعَتِكَ، لَا نُشْرِكُ مَعَكَ فِي الطَّاعَةِ أَحَدًا سِوَاكَ، وَلَا فِي الْعِبَادَةِ غَيْرَكَ. تفسير الطبري (2/ 565)

وقيل معناه: اجْعَلْنَا ثَابِتَيْنِ عَلَى الإسلام حتى نلقاك، وهذا كقول يُوسُفَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: {فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}. سورة يُوسُفَ: الآية/ 101

وعلى هذا القول يكون المراد بالْإِسْلَامِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: مجموع الدين من الْإِيمَانِ وَالْأَعْمَالِ جَمِيعًا، والإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا، فدل الإسلام على الأعمال الظاهرة، ودل الإيمان على الاعتقاد والأعمال الباطنة، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}. سورة الْأَحْزَابِ: الْآيَةَ/ 35

وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: {قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}. سورة الْحُجُرَاتِ: الْآيَةَ/ 14

فالْإِيمَانُ هنا غَيْرُ الْإِسْلَامِ، وَهُوَ أَخَصُّ مِنْهُ.

وإذا افترقَا اجتمعَا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ}. سورة آلِ عِمْرَانَ: الْآيَةَ/ 19

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

02 December 2016 18:02

قَالَ: فَهُمَا لاَ يَخْلُو عَلَيْهِمَا أَحَدٌ بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلَّا لَمْ يُوَافِقَاهُ، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلاَمَ، وَمُرِيهِ يُثْبِتُ عَتَبَةَ بَابِهِ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ قَالَ: هَلْ أَتَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَتَانَا شَيْخٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ، وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ، فَسَأَلَنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا بِخَيْرٍ، قَالَ: فَأَوْصَاكِ بِشَيْءٍ، قَالَتْ: نَعَمْ، هُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، وَيَأْمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بَابِكَ، قَالَ: ذَاكِ أَبِي وَأَنْتِ العَتَبَةُ، أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ، ثُمَّ لَبِثَ عَنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَإِسْمَاعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا لَهُ تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ، فَصَنَعَا كَمَا يَصْنَعُ الوَالِدُ بِالوَلَدِ وَالوَلَدُ بِالوَالِدِ، ثُمَّ قَالَ يَا إِسْمَاعِيلُ، إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ، قَالَ: فَاصْنَعْ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ، قَالَ: وَتُعِينُنِي؟ قَالَ: وَأُعِينُكَ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ هَا هُنَا بَيْتًا، وَأَشَارَ إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَا القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ، فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَأْتِي بِالحِجَارَةِ وَإِبْرَاهِيمُ يَبْنِي، حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَ البِنَاءُ، جَاءَ بِهَذَا الحَجَرِ فَوَضَعَهُ لَهُ فَقَامَ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الحِجَارَةَ، وَهُمَا يَقُولاَنِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ}، قَالَ: فَجَعَلاَ يَبْنِيَانِ حَتَّى يَدُورَا حَوْلَ البَيْتِ وَهُمَا يَقُولاَنِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ}. رواه البخاري

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

02 December 2016 18:00

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. الآية/ 127

🍒 وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَوَّلَ مَا اتَّخَذَ النِّسَاءُ المِنْطَقَ مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ، اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لِتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ، ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُرْضِعُهُ، حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ البَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ، فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى المَسْجِدِ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ، وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ، وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ، وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الوَادِي، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَتْ: إِذَنْ لاَ يُضَيِّعُنَا، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لاَ يَرَوْنَهُ، اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ البَيْتَ، ثُمَّ دَعَا بِهَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: رَبِّ {إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}، [ابراهيم: 37]، وَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إِسْمَاعِيلَ وَتَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ المَاءِ، حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا فِي السِّقَاءِ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُهَا، وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى، أَوْ قَالَ يَتَلَبَّطُ، فَانْطَلَقَتْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَوَجَدَتِ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِي الأَرْضِ يَلِيهَا، فَقَامَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الوَادِيَ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَهَبَطَتْ مِنَ الصَّفَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا، ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الإِنْسَانِ المَجْهُودِ حَتَّى جَاوَزَتِ الوَادِيَ، ثُمَّ أَتَتِ المَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا وَنَظَرَتْ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا ، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا» فَلَمَّا أَشْرَفَتْ عَلَى المَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا، فَقَالَتْ صَهٍ – تُرِيدُ نَفْسَهَا -، ثُمَّ تَسَمَّعَتْ، فَسَمِعَتْ أَيْضًا، فَقَالَتْ: قَدْ أَسْمَعْتَ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ غِوَاثٌ، فَإِذَا هِيَ بِالْمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ، أَوْ قَالَ بِجَنَاحِهِ، حَتَّى ظَهَرَ المَاءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وَتَقُولُ بِيَدِهَا هَكَذَا، وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ المَاءِ فِي سِقَائِهَا وَهُوَ يَفُورُ بَعْدَ مَا تَغْرِفُ.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

30 November 2016 10:55

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. الآية/ 127

الْقَوَاعِدُ: جَمْعُ قَاعِدَةٍ، وَهِيَ أَسَاسُ الْبَيْتِ، يخبر الله تعالى عن حال إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ عليهما السلام، عند بنائهما البيت الحرام، وهو أول بيت وضع في الأرض لعبادة اللهِ تَعَالَى، كما قَالَ سُبحانه وَتَعَالَى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}. سورة آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 96

وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلَ؟ قَالَ: «المَسْجِدُ الحَرَامُ» قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ «المَسْجِدُ الأَقْصَى» قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ، فَإِنَّ الفَضْلَ فِيهِ». رواه البخاري

وكان ذلك بأمر الله تعالى لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ عليهما السلام؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا كَانَ بَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَبَيْنَ أَهْلِهِ مَا كَانَ، خَرَجَ بِإِسْمَاعِيلَ وَأُمِّ إِسْمَاعِيلَ، وَمَعَهُمْ شَنَّةٌ فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تَشْرَبُ مِنَ الشَّنَّةِ، فَيَدِرُّ لَبَنُهَا عَلَى صَبِيِّهَا، حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَوَضَعَهَا تَحْتَ دَوْحَةٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى أَهْلِهِ، فَاتَّبَعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، حَتَّى لَمَّا بَلَغُوا كَدَاءً نَادَتْهُ مِنْ وَرَائِهِ: يَا إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَنْ تَتْرُكُنَا؟ قَالَ: إِلَى اللَّهِ، قَالَتْ: رَضِيتُ بِاللَّهِ، قَالَ: فَرَجَعَتْ فَجَعَلَتْ تَشْرَبُ مِنَ الشَّنَّةِ وَيَدِرُّ لَبَنُهَا عَلَى صَبِيِّهَا، حَتَّى لَمَّا فَنِيَ المَاءُ، قَالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ لَعَلِّي أُحِسُّ أَحَدًا، قَالَ فَذَهَبَتْ فَصَعِدَتِ الصَّفَا فَنَظَرَتْ، وَنَظَرَتْ هَلْ تُحِسُّ أَحَدًا، فَلَمْ تُحِسَّ أَحَدًا، فَلَمَّا بَلَغَتِ الوَادِيَ سَعَتْ وَأَتَتِ المَرْوَةَ، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ أَشْوَاطًا، ثُمَّ قَالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ مَا فَعَلَ، تَعْنِي الصَّبِيَّ، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ فَإِذَا هُوَ عَلَى حَالِهِ كَأَنَّهُ يَنْشَغُ لِلْمَوْتِ، فَلَمْ تُقِرَّهَا نَفْسُهَا، فَقَالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ، لَعَلِّي أُحِسُّ أَحَدًا، فَذَهَبَتْ فَصَعِدَتِ الصَّفَا، فَنَظَرَتْ وَنَظَرَتْ فَلَمْ تُحِسَّ أَحَدًا، حَتَّى أَتَمَّتْ سَبْعًا، ثُمَّ قَالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ مَا فَعَلَ، فَإِذَا هِيَ بِصَوْتٍ، فَقَالَتْ: أَغِثْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ خَيْرٌ، فَإِذَا جِبْرِيلُ، قَالَ: فَقَالَ بِعَقِبِهِ هَكَذَا، وَغَمَزَ عَقِبَهُ عَلَى الأَرْضِ، قَالَ: فَانْبَثَقَ الْمَاءُ، فَدَهَشَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، فَجَعَلَتْ تَحْفِزُ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ تَرَكَتْهُ كَانَ المَاءُ ظَاهِرًا».

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

26 November 2016 10:17

📺 #قنوات_حياة_القلوب

💥علمية
https://telegram.me/joinchat/B8-qoj2lF-IWzhQgAFwy_A
❣تفسير
https://telegram.me/joinchat/B8-qojzzZ_8hfNhB-pbo5A
❣تدبر
https://telegram.me/joinchat/CfgVzzujoJuvsEpjBep-Pw

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

23 November 2016 10:11

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}. الآية/ 125

🍀 قَوْلُهُ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}.

مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ هو الحَجَرُ الذي كَانَ يَقُومُ عَلَيْهِ عند بنائه للبيت وَيُنَاوِلُهُ إِسْمَاعِيلُ الْحِجَارَةَ، والحكمة من اتخاذه مُصَلًّى تَكْرِمَةً لِإِبْرَاهِيمَ عليه السلام وتشريفًا له، وتنويهًا بعظيم فضلة، ورفعة منزلته عند الله تعالى.

💎 سبب نزول الآية:

🍒 وسببُ نزولِ هَذِهِ الآيَةِ مَا ثَبَتَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاَثٍ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}، وَآيَةُ الحِجَابِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ، فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ البَرُّ وَالفَاجِرُ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الحِجَابِ، وَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الغَيْرَةِ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ}، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ. رواه البخاري

🍀 قَوْلُهُ: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.

أَمَرَهُمَا اللَّهُ تعالى أَنْ يُطَهِّرَا مَكَانَ الْبَيْتِ قَبْلَ بُنْيَانِهِ وَأَنْ يُطَهِّرَا الْبَيْتَ بَعْدَ بُنْيَانِهِ مِنَ الْأَصْنَامِ وَعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَالشِّرْكِ بالله تعالى، وَمِنَ الْأَذَى والنَّجَس، حتى لَا يكون فيه مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ.

ومعنى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ} أَيْ: أَمَرْنَاهُ. وَإِنَّمَا عُدِّيَ بِإِلَى، لِأَنَّهُ ضُمِّنَ مَعْنَى تَقَدَّمْنَا وَأَوْحَيْنَا.

ومعنى: {لِلطَّائِفِينَ}، الذين يطفون بِهِ، فإن الطواف بالبيت عبادة من أجل العبادات.

{وَالْعاكِفِينَ}، أي الْمُقِيمِينَ الْمُجَاوِرِينَ في الحرم، وَالْعُكُوفُ فِي اللُّغَةِ: اللُّزُومُ وَالْإِقْبَالُ عَلَى الشَّيْءِ.

🍀 قَوْلُهُ: {وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.

أَيِ الْمُصَلُّونَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، وذكرُ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ من قَبِيلِ ذكْرِ الشَّيْء بِبَعْض أَجْزَائِهِ.

وَخُصَّ الرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمَا أَقْرَبُ أَحْوَالِ الْمُصَلِّي إِلَى اللَّهِ تَعَالَى.

http://www.alukah.net/sharia/0/103710/

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

20 November 2016 11:00

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}. الآية/ 124

هذا ثناء من الله تعالى على خليلِهِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام بأن الله تعالى اخْتَبَرَهُ وكَلَّفَهُ بصنوفٍ مِنَ الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي، {فَأَتَمَّهُنَّ} أَيْ: قَامَ بِهِنَّ كُلِّهِنَّ أتم قيامٍ، فحقق الطاعة المطلقة لله تعالى، وَوَفَّى لله تعالى بمَا شَرَعَ لَهُ، وَعَمِلَ بجميع ما أمره الله تعالى به؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}. سورة النَّجْمِ: الآية/ 37

ولا شك أن هذا القول أعني أنه كَلَّفَهُ بصنوفٍ مِنَ الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي يجمع ما ذكره المفسرون من تفسير لفظ: {كَلِمَاتٍ}.

قال ابن كثير رحمه الله: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {بِكَلِمَاتٍ}، أَيْ: بِشَرَائِعَ وَأَوَامِرَ وَنَوَاهٍ، فَإِنَّ الْكَلِمَاتِ تُطْلَقُ، وَيُرَادُ بِهَا الْكَلِمَاتُ الْقَدَرِيَّةُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ مَرْيَمَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ: {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}. سورة التَّحْرِيمِ: الاية/ 12

وَتُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهَا الشَّرْعِيَّةُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ}. سورة الْأَنْعَامِ: الآية/ 115

أَيْ: كَلِمَاتُهُ الشَّرْعِيَّةُ. وَهِيَ إِمَّا خَبَرُ صِدْقٍ، وَإِمَّا طَلَبُ عَدْلٍ إِنْ كَانَ أَمْرًا أَوْ نَهْيًا، وَمِنْ ذَلِكَ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}، أَيْ: قَامَ بِهِنَّ. تفسير ابن كثير (1/ 405)
🍀 {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}.

الْإِمَامُ: هو الْقُدْوَةُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلطَّرِيقِ: إِمَامٌ، لِأَنَّهُ يُؤَمُّ فِيهِ لِلْمَسَالِكِ، أَيْ يُقْصَدُ، كما قَالَ تعالى: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ}. سورة الْحِجْرِ: الآية/ 79

🍀 وقوله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}، يحتمل أن يكون تَفْسِيرًا للابتلاء المذكور، وهو قول مُجَاهِد، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، فتكون كَالْبَيَانِ عَنِ الْكَلِمَاتِ التِي ذَكَرَ اللَّهُ أَنَّهُ ابْتَلَى بِهِنَّ إِبْرَاهِيمَ.

ويحتمل أن يكون كلامًا مستأنفًا، جَزَاءً عَلَى مَا قَامَ بِهِ من أمتثال الْأَوَامِرِ وتَرَكِ النَوَاهِي والزَّوَاجِرَ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ لِلنَّاسِ قُدْوَةً يُقْتَدَى بِهِ، وَإِمَامًا يحتذى حذوه، وهو الراجح لأَنَّ الْكَلِمَاتِ أَشْمَلُ وأعم من ذلك.

🍀 {قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.

وَلَمَّا بشرَ اللَّهُ تعالى إِبْرَاهِيمَ عليه السلام بإنه سيكون إِمَامًا للناس، سَأَلَ اللَّهَ أَنْ يجعل الإمامةَ مِنْ بَعْدِهِ فِي ذُرِّيَّتِهِ، فَاستجَابَ اللَّهُ تعالى له، كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ}. سورة الْعَنْكَبُوتِ: الآية/ 27

لكنه استثنى مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الظَّالِمِينَ، بِأَنَّهُم لَا يَنَالُهُمْ عَهْدُ اللَّهِ، وَلَا يَكُونُونَ أَئِمَّةً يُقْتَدَى بِهِمْ، وَهذا تعْرِيضٌ بِمَنْ لَمْ يَقْتَفِ آثَارَهَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ، وممن ينتسب إليهمن اليهود والنصارى ومشركي العرب، وأنهم لا ينفعهم الانتساب إليه إذا خالفوا دينه فإِنَّ الْجَزَاءَ بِالْأَعْمَالِ، ولَيس بِالِاتِّكَالِ على الأنساب.

http://www.alukah.net/sharia/0/103710/

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

19 November 2016 10:46

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}. الآية/ 124

لما أقام الله تعالى الْحُجَجَ عَلَى بَنِي إِسْرائِيلَ، وبين انحرافهم عن منهج الله تعالى وعن سبيل أنبيائه عليهم السلام، وأنهم لا يتمسكون بشيء مما أنزله الله تعالى على رسله، وكان مما يزعمونه أنهم على ملة إبراهيم، وأن دينهم هو دينه، بَيَّنَ اللهُ تعالى لهم ما كان عليه إبراهيم الخليل عليه السلام، ومن أولى الناس باتباعه، فالْيَهُودُ هم المخاطبون أصالة بهذه الآية وما بعدها، بدلالة الآيات التي تأتي في ثنايا الحديث ومن ذلك قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ}. سورة الْبَقَرَةِ: الآية/ 130

🍀 وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. سورة الْبَقَرَةِ: الآية/ 133

🍀 وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. سورة الْبَقَرَةِ: الآية/ 135

ودخل معهم في الخطاب بهذه الآية وما بعدها تبعًا النَّصَارَى، وَمُشْرِكُوا الْعَرَبِ؛ وذلك لأن كلا من اليَهُودِ والنَّصَارَى وَمُشْرِكُي الْعَرَبِ كانوا ينتسبون لإِبْرَاهِيمَ عليه السلام كما قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ردًا على اليَهُودِ والنَّصَارَى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. سورة آلِ عمران: الآية/ 67

وأما مُشْرِكُوا الْعَرَبِ فقد كانوا يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ، وَأَنَّهُمْ يَتَعَلَّقُونَ بِمِلَّتِهِ، وَأَنَّهُمْ زَرْعُ إِسْمَاعِيلَ، وَسَدَنَةُ الْبَيْتِ الَّذِي بَنَاهُ،كما قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ:

نَحْنُ آلُ اللَّهِ فِي كَعْبَتِهِ
***** لَمْ نَزَلْ ذَاكَ عَلَى عَهْدِ إبراهيم

وَكما قَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ:

عُذْتُ بِمَا عَاذَ بِهِ إِبْرَهِمُ
***** إِذْ قَالَ وَجْهِي لَكَ عَانٍ رَاغِمُ

وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ فِي قَصِيدَتِهِ الْمَعْرُوفَةِ اللَّامِيَّةِ:

ومَوطئُ إِبْرَاهِيمَ فِي الصَّخْرِ رَطْبَةٌ
***** عَلَى قَدَمَيْهِ حَافِيًا غَيْرَ نَاعِلِ

فبين الله تعالى في هذه الآيات أن إِبْرَاهِيمَ عليه السلام مَا كَانَ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا، وأن من انتسب إليه يجب أن يكون على دينه، فلقد كَانَ إِبْرَاهِيمُ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

15 November 2016 03:47

عن أنس رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( إن لله تعالى أهلين من الناس .
قالوا : يا رسول الله من هم ؟
قال : هم أهل القران أهل الله و خاصته )
🌷تــــلاوة.خــاشعـــه.tt

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

10 November 2016 19:43

المزيج - سورة الكهف كاملة بصوت القارئ أحمد العجمي: http://www.youtube.com/watch?v=0gavx8_TP6U&list=RD0gavx8_TP6U

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

08 November 2016 08:55

-------•••🍃 أرح سمعك 🍃 •••--------
••• 💕 قراءة عطرة 💕 ••• ✨من سورة الفاتحة وسورة يوسف✨

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

07 November 2016 10:56

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ}. الآية/ 120

🍀 قَوْلُهُ: {حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}.

وفي قوله سبحانه: {حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، دليل على أن معاداة اليهود والنصارى للمسلمين باعثها اختلاف الدين، وكل عداء سببه الدين فمحال أن ينقلب إلى محبة إلا إذا تخلى أحد الخصمين عن دينه، ومع أن هذا أوثق عرى الإسلام، فقد انحرف عنه كثير من الناس، وكم ضلت في هذا الباب أفهام، وزلت فيه أقدام، نسأل الله المعافاة.
وَالْملَّة: هي النِّحلة الَّتِي ينتحلها الْإِنْسَان من الدّين. جمهرة اللغة (1/ 168)

☀️ والفرق بين الملة والدين: أن الملة اسم لجملة الشريعة، والدين إسم لما عليه كل واحد من أهلها ألا ترى انه يقال فلان حسن الدين ولا يقال حسن الملة وإنما يقال هو من أهل الملة ويقال لخلاف الذمي الملي نسب إلى جملة الشريعة فلا يقال له ديني. الفروق اللغوية (ص: 509)

وعلى هذا فالملة أعم من الدين، فبينهما عموم وخصوص مطلق، فكل ملة دين وليس كل دين ملة، فاليهودية ملة لان فيها شرائع وليس الشرك ملة.

🍀 {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى}.

لما أعرض اليهود والنصارى عن الحق، وامتنعوا من الإستجابة له، زعمًا أنهم على الدين الحق، وعلى الهدى القويم، وأن النجاة في اتباع ملتهم، بين الله تعالى أَنَّ الهُدَى كل الهُدَى في الاستجابة لأمر اللَّهِ ومتابعة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس وراء ذلك من الْهُدَى شيءٌ.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

05 November 2016 19:38

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ}. الآية/ 120

فضح الله تعالى بهذه الآية اليهود والنصارى، وأنهم لا رغبة لهم في اتباع الحق، ولا نية عندهم في الإيمان، وإنما كان الذي سألوه من الآيات هو محض تعنت، ومجرد عناد، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ}. سورة يُونُسَ: الآية/ 96، 97

🍀 {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}.

في هذه الآية الكريمة تسلية لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقد كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحرص الناس على هدايتهم هم والمشركون، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}. سورة الشُّعَرَاءِ: الْآيَةُ/ 3

وَقَالَ تَعَالَى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا}. سورة الْكَهْفِ: الْآيَةُ/ 7

وكان أرغب الناس في إيمانهم، ونجاتهم من العذاب؛ ولم لا؟ وهو الرحمة المهداة؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. سورة الأنبياء: الْآيَةُ/ 107

ولكن الهداية لا يملكها إلا الله تعالى؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}. سورة الْبَقَرَةِ: الْآيَةُ/ 272

🍀 وَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}. سورة الْقِصَصِ: الْآيَةُ/ 56

فلَوْ أَتَيْتَهُمْ يا محمد بِكُلِ مَا يَسْأَلُونَ من الآيات لَمْ يَرْضَوْا عَنْكَ، وَإِنَّمَا يُرْضِيهِمْ تَرْكُ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِسْلَامِ وَاتِّبَاعُهُمْ.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

03 November 2016 08:28

🌹🍃 .تلاوة.الصباح.

💥 #عطر_مسمعك_مع_الذكر_الحكيم

❣ سورة النـ🐜ــمل كاملة...

👌 رائعة بصوت الشيخ حمد الدغريري

🌹 قراءة هادئة و رائعة

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

09 December 2016 15:47

قوله تعالى: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ}. الآية/ 128

وَ{مِنْ} هنا لِلتَّبْعِيضِ، وإنما خَصَّا بَعْضَ الذُّرِّيَّةِ بِالدَّعْوَةِ دون جميعهم؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَانَ قَدْ أَعْلَمَ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ مَنْ لَا يَنَالُ عَهْدَهُ لِظُلْمِهِ.

وقد نالت هذه الدعوة أَهْلَ طَاعَةِ الله تعالى وَالْمُسْتَجِيبِينَ لِأَمْرِهِ، مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام من الْعَرَبِ وَغَيْرِ الْعَرَبِ، وَإن كان السِّيَاقُ فِي الْعَرَبِ من ولد إسماعيل بدليل؛ الآية التي بَعْدَهُ: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ}. سورة البقرة: الآية/ 129

وَالذُّرِّيَّةُ: اسمٌ يَجْمعُ نَسل الْإِنْسَانِ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، وتُجمعُ عَلَى ذُرِّيَّاتٍ، وذَرَارِيّ.

☀️ وَالْأُمَّةُ تُطْلَقُ في القرآن وَيُرَادُ بِهَاعدة معان:

📌 الأول: الْجَمَاعَةُ من الناس كما في هذه الآية، وَكما في قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ}. سورة الْقَصَصِ: الآية/ 23

🍀 وَقَوْلُهُ: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا}. سورة النَّحْلِ: الآية/ 36

📌 وَتُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهَا الدِّينُ، وَالمِلَّةُ، والشَرِيعَةُ؛ كما في قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}. سورة الْأَنْبِيَاءِ: الآية/ 92
أَيْ: هَذِهِ شَرِيعَتُكُمُ الَّتِي بَيَّنْتُ لَكُمْ وَوَضَّحْتُ لَكُمْ شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ.

🍀 وكَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ}. سورة الزُّخْرُفِ: الآية/ 23

📌 وَتُطْلَقُ الْأُمَّةُ وَيُرَادُ بِهَا الرَّجُلُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ، الذي يُقْتَدَى بِهِ فِي الْخَيْرِ، كما في قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. سورة النَّحْلِ: الآية/ 120

📌 وَتُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهَا الْحِينُ مِنَ الدَّهْرِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}. سورة يُوسُفَ: الآية/ 45

أَيْ: بَعْدَ حِينٍ وَزَمَنٍ.

قيل: لَمْ يَدْعُ نَبِيٌّ إِلَّا لِنَفْسِهِ وَلِأُمَّتِهِ إِلَّا إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّهُ دَعَا مَعَ دُعَائِهِ لِنَفْسِهِ وَلِأُمَّتِهِ ولهذه الامة.

http://www.alukah.net/sharia/0/103710/

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

04 December 2016 10:48

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. الآية/ 127

🍀 قَوْلُهُ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.

هذا من كمال إخلاصهما لله تعالى، ومن عظيم معرفتهما بالله عز وجل، فمع ما هما فيه من القيام بطاعة هي من أجل الطاعات وقربة هي من أعظم القربات، يشفق إبراهيم وإسماعيل أَنْ لَا يَتَقَبَّلَ الله منهما، وهذا حال أهل الإخلاص، كما الله تعالى عنهم بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}. سورة الْمُؤْمِنُونَ: الآية/ 60

🍒 عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قَالَتْ عَائِشَةُ: أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: "لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا تُقْبَلَ مِنْهُمْ {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}. رواه الترمذي بسند صحيح

🍄 وَقَرَأَ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ هذه الآية: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا}، ثُمَّ بَكَى وَقَالَ: يَا خَلِيلَ الرَّحْمَنِ، تَرْفَعُ قَوَائِمَ بَيْتِ الرَّحْمَنِ وَأَنْتَ مُشْفق أَنْ لَا يَتَقَبَّلَ مِنْكَ.

وفي هذا تأديب للمؤمنين الطائعين، ألا يغتر أحد منهم بعمله مهما كان جليلًا، وألا يركن أحدٌ منهم إلى طاعته مهما كانت في نظره عظيمةً، بل الواجب أن يجتهد في سؤال الله تعالى القبولَ، ويشفق أن يرد الله تعالى عليه طاعته، لما قد يشوبها من الشوائب.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

02 December 2016 18:01

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ - أَوْ قَالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ المَاءِ -، لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا " قَالَ: فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا، فَقَالَ لَهَا المَلَكُ: لاَ تَخَافُوا الضَّيْعَةَ، فَإِنَّ هَا هُنَا بَيْتَ اللَّهِ، يَبْنِي هَذَا الغُلاَمُ وَأَبُوهُ، وَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَهْلَهُ، وَكَانَ البَيْتُ مُرْتَفِعًا مِنَ الأَرْضِ كَالرَّابِيَةِ، تَأْتِيهِ السُّيُولُ، فَتَأْخُذُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، فَكَانَتْ كَذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِمْ رُفْقَةٌ مِنْ جُرْهُمَ، أَوْ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ جُرْهُمَ، مُقْبِلِينَ مِنْ طَرِيقِ كَدَاءٍ، فَنَزَلُوا فِي أَسْفَلِ مَكَّةَ فَرَأَوْا طَائِرًا عَائِفًا، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا الطَّائِرَ لَيَدُورُ عَلَى مَاءٍ، لَعَهْدُنَا بِهَذَا الوَادِي وَمَا فِيهِ مَاءٌ، فَأَرْسَلُوا جَرِيًّا أَوْ جَرِيَّيْنِ فَإِذَا هُمْ بِالْمَاءِ، فَرَجَعُوا فَأَخْبَرُوهُمْ بِالْمَاءِ فَأَقْبَلُوا، قَالَ: وَأُمُّ إِسْمَاعِيلَ عِنْدَ المَاءِ، فَقَالُوا: أَتَأْذَنِينَ لَنَا أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، وَلَكِنْ لاَ حَقَّ لَكُمْ فِي المَاءِ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُحِبُّ الإِنْسَ» فَنَزَلُوا وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا مَعَهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْهُمْ، وَشَبَّ الغُلاَمُ وَتَعَلَّمَ العَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ، وَأَنْفَسَهُمْ وَأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَبَّ، فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً مِنْهُمْ، وَمَاتَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَمَا تَزَوَّجَ إِسْمَاعِيلُ يُطَالِعُ تَرِكَتَهُ، فَلَمْ يَجِدْ إِسْمَاعِيلَ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا، ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ، فَقَالَتْ نَحْنُ بِشَرٍّ، نَحْنُ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ، فَشَكَتْ إِلَيْهِ، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلاَمَ، وَقُولِي لَهُ يُغَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِهِ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ كَأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا، فَقَالَ: هَلْ جَاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، جَاءَنَا شَيْخٌ كَذَا وَكَذَا، فَسَأَلَنَا عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ، وَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا فِي جَهْدٍ وَشِدَّةٍ، قَالَ: فَهَلْ أَوْصَاكِ بِشَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، وَيَقُولُ غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ، قَالَ: ذَاكِ أَبِي، وَقَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُفَارِقَكِ، الحَقِي بِأَهْلِكِ، فَطَلَّقَهَا، وَتَزَوَّجَ مِنْهُمْ أُخْرَى، فَلَبِثَ عَنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بَعْدُ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ فَسَأَلَهَا عَنْهُ، فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا، قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ؟ وَسَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ، فَقَالَتْ: نَحْنُ بِخَيْرٍ وَسَعَةٍ، وَأَثْنَتْ عَلَى اللَّهِ، فَقَالَ: مَا طَعَامُكُمْ؟ قَالَتِ اللَّحْمُ، قَالَ فَمَا شَرَابُكُمْ؟ قَالَتِ المَاءُ. قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي اللَّحْمِ وَالمَاءِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ حَبٌّ، وَلَوْ كَانَ لَهُمْ دَعَا لَهُمْ فِيهِ».

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

30 November 2016 10:57

قَالَ: فَجَعَلَتْ تَشْرَبُ مِنَ المَاءِ وَيَدِرُّ لَبَنُهَا عَلَى صَبِيِّهَا، قَالَ: فَمَرَّ نَاسٌ مِنْ جُرْهُمَ بِبَطْنِ الوَادِي، فَإِذَا هُمْ بِطَيْرٍ، كَأَنَّهُمْ أَنْكَرُوا ذَاكَ، وَقَالُوا: مَا يَكُونُ الطَّيْرُ إِلَّا عَلَى مَاءٍ، فَبَعَثُوا رَسُولَهُمْ فَنَظَرَ فَإِذَا هُمْ بِالْمَاءِ، فَأَتَاهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ، فَأَتَوْا إِلَيْهَا فَقَالُوا: يَا أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، أَتَأْذَنِينَ لَنَا أَنْ نَكُونَ مَعَكِ، أَوْ نَسْكُنَ مَعَكِ، فَبَلَغَ ابْنُهَا فَنَكَحَ فِيهِمُ امْرَأَةً، قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ بَدَا لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لِأَهْلِهِ: إِنِّي مُطَّلِعٌ تَرِكَتِي، قَالَ: فَجَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَيْنَ إِسْمَاعِيلُ؟ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: ذَهَبَ يَصِيدُ، قَالَ: قُولِي لَهُ إِذَا جَاءَ غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ، فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَ: أَنْتِ ذَاكِ، فَاذْهَبِي إِلَى أَهْلِكِ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ بَدَا لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لِأَهْلِهِ: إِنِّي مُطَّلِعٌ تَرِكَتِي، قَالَ: فَجَاءَ، فَقَالَ: أَيْنَ إِسْمَاعِيلُ؟ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: ذَهَبَ يَصِيدُ، فَقَالَتْ: أَلاَ تَنْزِلُ فَتَطْعَمَ وَتَشْرَبَ، فَقَالَ: وَمَا طَعَامُكُمْ وَمَا شَرَابُكُمْ؟ قَالَتْ: طَعَامُنَا اللَّحْمُ وَشَرَابُنَا المَاءُ، قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي طَعَامِهِمْ وَشَرَابِهِمْ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَرَكَةٌ بِدَعْوَةِ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ» قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ بَدَا لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لِأَهْلِهِ: إِنِّي مُطَّلِعٌ تَرِكَتِي، فَجَاءَ فَوَافَقَ إِسْمَاعِيلَ مِنْ وَرَاءِ زَمْزَمَ يُصْلِحُ نَبْلًا لَهُ، فَقَالَ: يَا إِسْمَاعِيلُ، إِنَّ رَبَّكَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا، قَالَ: أَطِعْ رَبَّكَ، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ تُعِينَنِي عَلَيْهِ، قَالَ: إِذَنْ أَفْعَلَ، أَوْ كَمَا قَالَ: قَالَ فَقَامَا فَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ يَبْنِي، وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الحِجَارَةَ وَيَقُولاَنِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ}. قَالَ: حَتَّى ارْتَفَعَ البِنَاءُ، وَضَعُفَ الشَّيْخُ عَنْ نَقْلِ الحِجَارَةِ، فَقَامَ عَلَى حَجَرِ المَقَامِ، فَجَعَلَ يُنَاوِلُهُ الحِجَارَةَ وَيَقُولاَنِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ}. رواه البخاري

والشاهد قول إِبْرَاهِيمَ عليه السلام: «يَا إِسْمَاعِيلُ، إِنَّ رَبَّكَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا، قَالَ: أَطِعْ رَبَّكَ، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ تُعِينَنِي عَلَيْهِ، قَالَ: إِذَنْ أَفْعَلَ».

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

27 November 2016 12:00

Said Deyap:
🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}. الآية/ 126

قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}.

لَمَّا أَعْلَمَ الله تعالى نبيه إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ سيكون مِنْ ذريته قَوْمًا كُفَّارًا بِقَوْلِهِ: {لَا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}. سورة البقرة: الآية/ 124

خَصَّصَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ الدُعَاءَ للْمُؤْمِنِينَ دُونَ الْكُفارِ، تأدبًا مع الله تعالى؛ لأنه رأى أناللَّهَ تَعَالَى قد مَيَّزَ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْكَافِرِينَ فِي بَابِ الْإِمَامَةِ.فعَزَلَ الدَّعْوَةَ عمَّن أَبَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ الْوِلَايَةَ، فِرَاقًا لِمَنْ خَالَفَ أَمْرَاللَّهِ، وَإِنْ كَانُوا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ.

🍀 {قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.

فقَالَ اللَّهُ وَمَنْ كَفَرَ أَيْضًا أَرْزُقُهُمْ كَمَا أَرْزُقُ الْمُؤْمِنِينَ أَأَخْلُقُ خَلْقًا لَا أَرْزُقُهُمْ؟

ومعنى الكلام: قَالَ اللَّهُ: يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ أَجَبْتُ دَعَوْتَكَ، وَرَزَقْتُ مُؤْمِنِي أَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ مِنَ الثَّمَرَاتِ وَكُفَّارَهُمْ فَأَجْعَلُ مَا أَرْزُقُهُم مِنْ ذَلِكَ فِي حَيَاتِهِم مَتَاعًا يَتَمَتَّعُون بِهِ إِلَى بُلُوغِ آجَالِهِمْ، وَقْتِ مَمَاتِهِم، ثُمَّ اضْطَرُّ كُفَّارَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى النَّارِ.

وَمَعْنَى الِاضْطِرَارِ: الْإِكْرَاهُ، يُقَالُ: اضْطَرَرْتُ فُلَانًا إِلَى هَذَا الْأَمْرِ: إِذَا أَلْجَأْتُهُ إِلَيْهِ وَحَمَلْتُهُ عَلَيْهِ.

وفي معنى الِاضْطِرَارِ بيان أن كل من تنعم في الدنيا بنعيم - مهما عظم وطالت مدته - سيتركه راغمًا.

وفيه مدى الإهانة التي سيلقاها، حتى لا يغتر بحاله في الدنيا وينسى مآله في الآخرة، فإنه لا أقبحَ مآلًا ممن مآلهُ النار، ولا أسوءَ مصيرًا ممن مصيره جهنم.

🍒 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطّ». رواه مُسْلِمٌ

http://www.alukah.net/sharia/0/103710/

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

24 November 2016 10:23

Said Deyap:
🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}. الآية/ 126

وَاذْكُرُوا إِذْ دعا إِبْرَاهِيمُ رَبَّهُ سبحانه بالأمن لمكة والرزق لمن سكنها، فاستجاب الله تعالى له فجعل مكةَ أكثر البلدان أمنًا، وساق إليها الثَّمَرَاتِ مَنْ كل صوب وحدب، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَدَعَا لَهَا، وَحَرَّمْتُ المَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَدَعَوْتُ لَهَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا مِثْلَ مَا دَعَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِمَكَّةَ». رواه البخاري ومسلم

🍒 وأما ما ثبت عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَلاَ لِأَحَدٍ بَعْدِي، وَإِنَّمَا حَلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ لاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا، وَلاَ يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلاَ يُلْتَقَطُ لُقْطَتُهَا إِلَّا لِمُعَرِّفٍ». رواه البخاري ومسلم

فالجواب عن ذلك أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ مَكَّةَ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَأَنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام بَلَّغ عَنِ اللَّهِ حُكْمه فِيهَا وَتَحْرِيمَهُ إِيَّاهَا.

🍀 {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا}.

🍒 قال الرازي: إِنَّمَا قَالَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ: {بَلَداً آمِناً عَلَى التَّنْكِيرِ وَقَالَ فِي السورة إبراهيم: هَذَا الْبَلَدَ آمِناً}، عَلَى التَّعْرِيفِ لِوَجْهَيْنِ:

الْأَوَّلُ: أَنَّ الدَّعْوَةَ الْأُولَى وَقَعَتْ وَلَمْ يَكُنِ الْمَكَانُ قَدْ جُعِلَ بَلَدًا، كَأَنَّهُ قَالَ:اجْعَلْ هَذَا الْوَادِيَ بَلَدًا آمِنًا لِأَنَّهُ تَعَالَى حَكَى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: {رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} [إبراهيم: 37] فقال: هاهنا اجْعَلْ هَذَا الْوَادِيَ بَلَدًا آمِنًا، وَالدَّعْوَةُ الثَّانِيَةُ وَقَعَتْ وَقَدْ جُعِلَ بَلَدًا، فَكَأَنَّهُ قَالَ: اجْعَلْ هَذَا الْمَكَانَ الَّذِي صَيَّرْتَهُ بَلَدًا ذَا أَمْنٍ وَسَلَامَةٍ، كَقَوْلِكَ: جَعَلْتُ هَذَا الرَّجُلَ آمِنًا.

الثَّانِي: أن تكون الدعوتان وقعتا بعد ما صَارَ الْمَكَانُ بَلَدًا، فَقَوْلُهُ: اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً تَقْدِيرُهُ: اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ بَلَدًا آمِنًا، كَقَوْلِكَ: كَانَ الْيَوْمُ يَوْمًا حَارًّا، وَهَذَا إِنَّمَا تَذْكُرُهُ لِلْمُبَالَغَةِ فِي وَصْفِهِ بِالْحَرَارَةِ، لِأَنَّ التَّنْكِيرَ يَدُلُّ عَلَى الْمُبَالَغَةِ، فَقَوْلُهُ: { رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِنا}،ً مَعْنَاهُ: اجْعَلْهُ مِنَ الْبُلْدَانِ الْكَامِلَةِ فِي الْأَمْنِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنا}ً فَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا طَلَبُ الْأَمْنِ لَا طَلَبُ الْمُبَالَغَةِ. مفاتيح الغيب (4/ 49)

http://www.alukah.net/sharia/0/103710/

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

22 November 2016 13:31

Said Deyap:
🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}. الآية/ 125

يقول اللَّهُ تَعَالَى: وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا قَالَ ذَلِكَ لِلْيَهُودِ والنَّصَارَى وَمُشْرِكُي الْعَرَبِ، فَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى قوله: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}، وقيل: معطوف على قوله: {اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ......}.

وَالمعنى اذْكُرُوا إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَرْجِعًا لِلنَّاسِ وَمَعَاذًا يَأْتُونَهُ كُلَّ عَامٍ وَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِ، فَلَا يَنْصَرِفُ عَنْهُ مُنْصَرِفٌ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ قَدْ قَضَى مِنْهُ وَطَرًا، بل يتعلق قلبه به، ويهوى الرجوع إليه، ومعنى:{مَثَابَةً}، مَرْجِعًا ومَثابةُ الناسِ ومثابُهم مُجتَمَعُهم بعد التَّفَرُّق، وهذا معنى قول الله تعالى: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}. سورة إِبْرَاهِيمَ: الآية/ 37

فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ إِلَّا وَهُوَ يَحِنُّ إِلَى رُؤْيَةِ الْكَعْبَةِ وَالطَّوَافِ بهَا والصلاة عندها، ولهذا يَقْصِدُهَا النَّاسُ مِنْ جميع بقاع الأرض.

وَوَصِفُ الله تَعَالَى الْبَيْتَ الحرام بِأَنَّهُ أَمْنًا، فَمَنْ دَخَلَهُ أَمِنَ على نفسه، وعرضه، وماله، فَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَرَى قَاتِلَ أَبِيهِ فِي الْحَرَمِ فَلَا يُزْعِجُهُ، مع أنهم مَعْرُوفٌ عَنْهُمْ حُبِّ الِانْتِقَامِ وَالتَّفَاخُرِ بِأَخْذِ الثَّأْرِ، وكان في الجاهلية والإسلام على حد سواء، وقد امتن الله تعالى على أهل مكة بهاتين النعمتين العظيمتين نعمة الرزق المسوق لهم من أقطار الأرض، ونعمة الأمن؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا}. سورة الْقَصَصِ: الآية/ 57

🍀 وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}. سورة الْعَنْكَبُوتِ: الآية/ 67

🍀 وَقَالَ تَعَالَى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}. سورة قُرَيْشٍ: الآية/ 3، 4

http://www.alukah.net/sharia/0/103710/

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

20 November 2016 05:51

🌷 تــلاوة.خـاشعه.tt

"أَرَأَيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنتَ تَكونُ
عَلَيهِ وَكيلًا"

🍃🌺 للقارئ.الشيخ.ياسر.الدوسري.tt

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

16 November 2016 09:11

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ}. الآية/ 122، 123

تَقَدَّمَ الكلام على هَذِهِ الْآيَةِ فِي صَدْرِ السُّورَةِ، وَكُرِّرَتْ هُنَا لحِكَمٍ بالغةٍ منها: التذكير بالله تعالى، والتذكير بآلائه، والتحذير من سخطه وأليم عقابه، والتذكير لا حد له يقف عنده، ولا منتهى ينتهي إليه.

وَفي هَذِهِ الْآيَةُ عِظَةٌ وتذكير مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِلْيَهُودِ بمَا سَلَفَ مِنْ الله تعالى إِلَيْهِمْ من نعمه السابغة عليهم وآلائه العظيمة إليهم، وَصَنَائِعِهِ الكثيرة عِنْدَهُمْ، وَاسْتِنْفَاذِه إِيَّاهُمْ مِنْ أَيْدِي عَدُوِّهُمْ، وَإِنْزَالِه عَلَيْهُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى، وَتَفْضِيلِهم عَلَى أهل زمانهم، وأن ذلك موجب لطاعته سبحانه، ومتابعة رسوله محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

🍄 ومن الحكم ألا يقطع الداعية إلى الله تعالى الرجاء من إسلام كافر أو طاعة عاصٍ؛ فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن جل وعلا.

🍄 ومن الحكم كذلك من تكرار هاتين الآيتين أنه قد سبق في ثنايا الكلام مَا صَدَرَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِنَ مُخَالَفَاتٍ لأوامر الله تعالى ورسله، ومن العناد الذي لا يليق بالعبد مع مولاه، ومِنْ الأَفْعَالِ الَّتِي لَا ينبغي أن تُقَابلَ بها نِعَمُ اللَّهِ تعالى، فكررت هاتان الآيتان تقريرًا لهم على أَفْعَالِهِمُ الَّتِي لَا تَلِيقُ بِمَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ولا شك أن هذا أدعى للقبول، وأجدر بالاستجابة.

🍄 ومن الحكم كذلك إعلام الله تعالى لهم أن باب التوبة مازال مفتوحًا، مهما اقترف العبد، ومهما بلغت ذنوبه، وأن رحمة الله تعالى واسعة، لا منتهى لها، كما قَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}. سورة النِّسَاءِ: الآية/ 110

وَقَالَ تَعَالَى فِي حَقِّ الْمُنَافِقِينَ: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا *إِلا الَّذِينَ تَابُوا}. سورة النِّسَاءِ: الآية/ 145، 146

🍀 وَقَالَ تَعَالَى فِي حَقِّ النصارى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. سورة الْمَائِدَةِ: الآية/ 73

🍀 ثُمَّ قَالَ: {أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. سورة الْمَائِدَةِ: الآية/ 74

وَقَالَ تَعَالَى فِي حَقِّ الذين قَتَلُوا أَوْلِيَاءَهُ وحَرَّقُوهُم: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا}. سورة الْبُرُوجِ: الآية/ 10

ومن الحكم كذلك إعلام الله تعالى لهم أنهم انحرفوا عن منهج إبراهيم الخليل عليه السلام، الذي يزعمون أنه منهم وأنهم ينتسبون إليه، لذا كانت هاتان الآيتان بمثابة التقديم لذكر إبراهيم الخليل عليه السلام، ومن أحق الناس بالانتساب إليه.

ومن الحكم كذلك التأكيد على استحضار النعم، ووجوب شكرها، وعلى الحذر من سخط الله تعالى، وأنه لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا يوم القيامة، ولا تنفع الشفاعة من لقي الله تعالى كافرًا.

هنا قال الله تعالى: {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ}، وفي الموضع الأول قال تعالى: {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}، ليجمع الله تعالى بين نفي القبول، ونفي المنفعة للشفاعة التي يرجونها في الآخرة، والعَدْلُ الذي يظنونه وهو الفِدَاءُ.

🍒 قال الحرالي: أجراها تعالى في هذا التكرار على حدها في الأول إلا ما خالف بين الإيرادين في قوله:{وَاتَّقُوا يَوْمًا.......} إلى آخره ليجمع النبأ في كل واحد من الشفاعة والعدل بين مجموع الردين من الأخذ والقبول، فيكون شفاعتها لا مقبولة ولا نافعة، ويكون عدلها لا مأخوذًا ولا مقبولًا. نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (2/ 146)

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

12 November 2016 11:11

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. الآية/ 121

🍀 قَوْلُهُ: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.

أي: وَمَنْ يَكْفُرْ بالكتاب الذي أنزله الله تعالى فلم يتبع أمر الله تعالى فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ.
وَقِيلَ: يَعُودُ الضَّمِيرُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنه تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي قَوْلِهِ تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ....}، ويكون هذا من باب الْإلتِفَاتِ مِنْ الخِطَابِ إِلَى الغَيْبَةِ.

🍒 ولما ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ». رواه مسلم

وَالظَّاهِرُ أَنْ الضَّمِيرَ في {بِهِ} يَعُودَ عَلَى الْكِتَابِ لِتَتَنَاسَبَ الضَّمَائِرُ وَلَا تَخْتَلِفَ. البحر المحيط في التفسير (1/ 592)

وأصل الخُسْرَانِ: الغُبِنُ والنقصانُ؛ قَالَ تَعَالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}. سورة الْمُطَفِّفِينَ: الآية/ 3

ويطلق الخُسْرَانُ ويرادُ به الهَلَاكُ كما في هذه الآية، وكما في قوله تعالى: {وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}. سورة غَافِرٍ: الآية/ 85

http://www.alukah.net/sharia/0/103710/

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

09 November 2016 10:37

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. الآية/ 121

لما أخبر الله تعالى عن حال أهل الكتاب من اليهود والنصارى في الآيات السابقة، بأنهم أهل عناد وشقاق، وأهل كفر وضلال، وَأن كَثِيرًا مِنْهم يتمنون أن يَرْتَدَّ المسلمون عن دينهم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهمْ كُفَّارًا حَسَدًا للمسلمين وحقدًا لهم، بين الله تعالى في هذه الآية أن مجرد الإنتساب لكتابٍ من كتب الله المنزلة مع الإعراض عما فيه لا ينفع صاحبه، حتى يكون متبعًا له عاملًا بما فيه، مقيمًا له، محلًا لحلاله ومحرمًا لحرامه.

🍀 {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ}.

ورد في المراد بقوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ}، أقولٌ ثلاثة للعلماء:

📌 الأول: أن المراد بهم اليهود والنصارى لأنهم الذين تقدم ذكرهم في الآيات، وهو قول جمهور المفسرين.

📌 والثاني: أن المرادَ بهم أصحابُ محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو قولُ قتادةَ وعكرمةَ.

📌 الثالث: أنهم أَهْلُ السَّفِينَةِ الَّذِينَ قَدِمُوا مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانُوا اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ مِنْ أَهْلِ الْحَبَشَةِ، وَثَمَانِيَةً مِنْ رُهْبَانِ الشَّامِ. قَالَه ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

💦 والراجح القول الأول؛ لأن أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يتقدم لهم ذكر في الآيات.

ومعنى: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ}. أي يتبعونه حق اتباعه، ويقرأونه حق قِرَاءَته، وَالتِّلَاوَةُ لَهَا مَعْنَيَانِ. أَحَدُهُمَا: الْقِرَاءَةُ. الثَّانِي: الِاتِّبَاعُ فِعْلًا، لِأَنَّ مَنِ اتَّبَعَ غَيْرَهُ يُقَالُ تَلَاهُ فِعْلًا.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: يَتَّبِعُونَهُ حَقَّ اتِّبَاعِهِ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا}. سورة الشَّمْسِ: الآية/ 2

يَقُولُ: اتَّبَعَها. تفسير ابن كثير (1/ 403)
وإن كان المعنى يَقَعُ عَلَيْهِمَا مَعًا، إلا أن معنى الإتباع أظهر وأقرب.

والصحيح أن جملة: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ}، في موضع الحال، ويكون الخبر أولئك يؤمنون، وعلى هذا يكون المعنى الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ حال كونهم يتبعونه حق اتباعه أُولَئِكَ هم المؤمنون به وليس من انتسب إليه مجرد انتساب، وهو لا يقيم له وزنا، ولا يحل له حلالا، ولا يحرم له حرامًا، كما قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}. سورة المائدة: الآية/ 68

ومن لوازم اتِّبَاعِهِم للكتاب الإيمان بمَا فِيهِ مِنَ الْأَخْبَارِ الدالة على مَبْعَثِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوجوب اتِّبَاعِهِ وَنَصْرِهِ وَمُؤَازَرَتِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ}. سورة الْأَعْرَافِ: الْآيَةَ/ 157

🍒 والألف واللام في: {الْكِتَابَ} للعهد، والمراد بالكتاب التَّوْرَاةُ وَالإنْجِيلُ، وقيل التَّوْرَاةُ وَالإنْجِيلُ والقرآن، والراجح الأول لدلالة السياق عليه.

http://www.alukah.net/sharia/0/103710/

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

08 November 2016 08:45

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ}. الآية/ 120

ثم أخبر الله تعالى أنهم لا يتمسكون من دين الله بشيء، وإنما هي أهواء وضلالات وبدع ما أنزل الله بها من سلطان، كما قال تعالى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ}. سورة الحديد: الآية/ 27

🍀 {أَهْوَاءَهُمْ}.

الأَهْوَاءُ جمع هوى، والهوى: محبة الإنسان الشيء، وغلبته على قلبه، كما قال الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}. سورة النازعات: الآية/ 40

⚡️ وإنما سمي الهوى هوىً، لأنه يهوي بصاحيه في النار. الزاهر في معاني كلمات الناس (2/ 388)

وإنما وردت بالجمع لتدل على ما هم فيه من الإختلاف، ووردت الملة بالإفراد لأن المقصود بها الطريقة، وطريقتهم في الكفر واحدة.

🍀 {بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ}.

مِنَ الْعِلْمِ بِضَلَالَتِهِمْ وَكُفْرِهِمْ بِرَبِّهِمْ.

🍀 {مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ}.

يعني لَيْسَ لَكَ يَا مُحَمَّدُ إن اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ، ووافقتهم على مرادهم، بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ لَيْسَ لَكَ مِنَ دونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ يَلِي أَمْرَكَ، وَلَا مَنْ يَنْصُرُكَ مِنَ اللَّهِ، فَيُدْفَعُ عَنْكَ مَا يَنْزِلُ بِكَ مِنْ عُقُوبَتِهِ، وَيَمْنَعُكَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ أَرَادَهُ بِكَ رَبُّكَ.

وهذا من الخاص الذي يراد به العموم؛ فإن اتباع النَّبِيِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهلِ الكتابِ محالٌ، فالمقصود بالنهي عن اتباع أَهْوَاءِ أهل الكتاب، هم أمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما قال الله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}. سورة الزّمر: الآية/ 65

فإنه من الخاص الذي يراد به العموم.

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

06 November 2016 05:47

•| #تلاوة_صباحية |•

"وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً أَو ظَلَموا أَنفُسَهُم ذَكَرُوا اللَّهَ فَاستَغفَروا لِذُنوبِهِم"

.تلاوة.خاشعة.للشيخ.محمد.اللحيدان.tt


#رطبوا_ألسنتكم_بذكر_الله 💟⚡

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

04 November 2016 20:58

🍀 قوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}. الآية/ 119

🍀 {وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}.

أَيْ: لَا نَسْأَلُكَ عَنْ كُفْرِهم،كما قال تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هَدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}. سورة البقرة: الآية/ 272

وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ}. سورة الرَّعْدِ: الآية/ 40

وهو كِنَايَةٌ عَنِ عَدَمِ الْمُؤَاخَذَةِ وَاللَّوْمِ، أَيْ: لَسْتَ مُؤَاخَذًا عَلَى كُفْرِ مَنْ كَفَرَ، وضَلَالِ مَنْ ضَلَّ.
وَقَرَأَ نَافِعٌ وَيَعْقُوبُ: «وَلَا تَسْأَلْ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ» بِفَتْحِ التَّاءِ عَلَى النَّهْيِ، أَيْ: لَا تَسْأَلْ عَنْ أَحْوَالِهم؛ لِأَنَّهَا لَا يَبْلُغُ إِلَى كُنْهِهَا الْعَقْلُ، ولا تُتَخَيلُ فِي شَنَاعَتِهَا، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ فَظَاعَةِ أَحْوَالِهم وَشَنَاعَتِهَا.

وَالْجَحِيمُ: ما اشتدّ حرُّه من النارِ.

وَفي التعبير بقوله تعالى: {أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}، بيان لشدة ملازمتها لهم، كما قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ عَذَابهَا كَانَ غَرَامًا}. سورة الفرقان: الآية/ 65

http://www.alukah.net/sharia/0/103710/

💦حياة القلوب (تفسير كلام علام الغيوب)💦

02 November 2016 10:55

🍀 قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}. الآية/ 119

لما ازداد عناد المشركين لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى أنهم سألوا الْمُعْجِزَاتِ عَلَى سَبِيلِ التَّعَنُّتِ، بقولهم: {لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ}. سُورَةُ الْبَقَرَةِ: الآية/ 118

وطعنوا في رسالته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنزل الله تعالى تلك الآية تطمينًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبيانًا لحال أولئك المعاندين المكذبين.

🍀 {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}.

أي أنت رسول الله حقًا، ونبي الله صدقًا، أَرْسَلْنَاكَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، فلا يحزنك كفرهم، ولا تغتم لعنادهم.

📌 وَقيل: أَنَّ قوله: {بِالْحَقِّ} مُتَعَلِّقٌ بِالْبَشِيرِ وَالنَّذِيرِ أَيْ أَنْتَ مُبَشِّرٌ بِالْحَقِّ وَمُنْذِرٌ بِهِ.

📌 وَقِيلَ: الْمُرَادُ {بِالْحَقِّ}، الْقُرْآن، أَيْ أَرْسَلْنَاكَ بِالْقُرْآنِ حَالَ كَوْنِهِ بَشِيرًا لِمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ بِالثَّوَابِ وَنَذِيرًا لِمَنْ كَفَرَ بِالْعِقَابِ، ووجه أنهم لما سألوا الْآيَاتِ الدالة على صدقه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبر سبحانه أن أعظم آيات الله هو الْقُرْآن كما قال تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ}. سُورَةُ الْعَنْكَبُوتِ: الآية/ 51

📌 وَقِيلَ: الْمُرَادُ {بِالْحَقِّ}، أَيْ أَرْسَلْنَاكَ بالْإِسْلَامِ حَالَ كَوْنِهِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا.

☘ ومعنى: {بَشِيرًا وَنَذِيرًا}. أي: مُبَشِّرًا لِمَنْ آمَنَ بالله وأَطَاعَهُ بِالْجَنَّةِ، وَنَذِيرًا لِمَنْ كَفَرَ باللَّهِ تعالى وَكَذَّبَ بِآيَاتِهِ بِالنَّارِ.

وَالْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ الْبَشِيرُ وَالنَّذِيرُ صِفَةً لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ يَا مُحَمَّدُ بِالْحَقِّ لِتَكُونَ مُبَشِّرًا لِمَنْ آمنَ باللَّهِ تعالى وأَطَاعَكَ، وَاهْتَدَى بِدِينِكَ، وَمُنْذِرًا لِمَنْ كَفَرَ باللَّهِ تعالى وعصاكَ، وَصَدَّ عَنْ دِينِكَ.

🍒 ومما يدل على ذلك ما ثبت عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ؟ قَالَ: "أَجَلْ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي القُرْآنِ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}، وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ، وَلاَ سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، وَلاَ يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ المِلَّةَ العَوْجَاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا ". رواه البخاري