15844
قناة خاصة بالمنشورات والدروس المنهجية، المتعلقة بمنهج التفقه وطلب العلم على الطريقة المعروفة عند أهل العلم، والجادة المسلوكة عبر القرون.
يقول الطبيب يسري جبر:
"والله لو قال النبي ( ﷺ ولم يصل المتكلم عليه، وهكذا عادته عند ذكر النبي ﷺ في أكثر مقاطعه مهما كرر ذكره، وتتبع ذلك تجده بنفسك):
لا تحتفلوا بيوم مولدي= لظننا أنه يتنازل عن حقه، فلاحتفلنا، وخالفنا الدليل، وقلنا: أن الدليل (بفتح همزة أن بعد القول عادي) تنازل عن الحق، وتقديم الأدب مقدم على الاتباع، فما بالك لا يوجد دليل". انتهى كلامه بحروفه.
هكذا يتكلم الرجل بهذه الخفة وهذا التسطيح وتلك الوثوقية، في أصل خلافي معروف، ويمثل له بهذا المثال، ويتناوله بهذه الفجاجة.
وللاستدلال بشرعية المولد طرق علمية كثيرة غير هذا العبث.
إذا سمعت هذا المقطع الفج السخيف يا أخي ولم يتحرك فيك الغضب لكلام رسول الله ﷺ وتعظيم أمره ونهيه= فراجع قلبك ودينك، فإن لم تجد إنكارا فاترك العلم واشتغل بشيء ينفعك في دنياك وجاهد في العودة إلى فطرتك، بدل أن تهلك بأخذ العلم من السفهاء وتعظيمهم.
/channel/Rwaq_manhaji
نحن في زمن المسخرة، وتطاول شخص على عالم كبير من فوق المنبر= من أعظم صور السفه وخفة العقل ورقة الديانة.
لكن لا فائدة للأسف ما دام الناس يتخذون الدين ويتبنون المواقف كأنهم ألتراس بلا عقل ولا هدى ولا صدق.
وهذا الرجل تحديدا كتبت عنه من سنوات تلميحا، ثم كتبت هنا من سنة، وهاج متعصبته وماجوا.
وأنا أعرفه أحمق خفيف العقل من عشرين سنة، وداخل في العلم (بالزأ والعافية)، وإلا فعقله وملكاته وإدراكه وتحصيله لا تؤهله لما يصدر نفسه له.
ولا تزيدني الأيام فيه إلا بصيرة والله.
وكلما قلت لنفسي: لعله كذا= خرجت له طامة أكبر من أختها!
وإطلاقاته وتصريحاته ومقاطعه ومواقفه العلمية مليئة بالجهل والمهازل العقلية والعلمية لمن له أدنى تحصيل وفهم.
وإن من بر طلابه ومحبيه به أن لا ينشروا مقاطعه في الناس.
ورحم الله الإمام تقي الدين ابن تيمية، ورضي عنه، وهدى طلبة العلم لسلوك الأدب مع أئمة الدين موافقين ومخالفين، وإنزال الناس منازلهم، والكف عن تصدير الجهلة والنفخ فيهم والاغترار بهم.
/channel/Rwaq_manhaji
"وتيقن أن العلم المجرد لا يأخذ باليد.. ولو قرأت العلم مئة سنة، وجمعت ألف كتاب= لا تكون مستعدا لرحمة الله إلا بالعمل!".
الإمام الغزالي
/channel/Rwaq_manhaji
وفي صحيح البخاري أيضًا: كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي ورَاءَ النبيِّ ﷺ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، قالَ رَجُلٌ ورَاءَهُ: رَبَّنَا ولَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قالَ: مَنِ المُتَكَلِّمُ؟ قالَ: أنَا، قالَ: رَأَيْتُ بضْعَةً وثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أوَّلُ.
____
ويقال هنا ما قلناه في المنشور السابق.
هذا صحابي أتى بذكر من عنده، ابتدأه ولم يسمعه من النبي ﷺ ولا علمهم إياه.
والموضع موضع اتباع، ونحن مأمورون أن نصلي كما رأينا النبي ﷺ يصلي.
ولم ينكر عليه النبي ﷺ ذلك، ولا نهاه عن أن يحدث ذكرًا في الصلاة دون إذن منه عليه الصلاة والسلام أو توقيف.
بل أخبره أن الملائكة ابتدرت هذا الذكر أيهم يكتبه أول!
فكيف يقبل الله عملا مخالفا للشرع؟!
لا يقال: قد أقره النبي ﷺ فصار مشروعًا.
لأنا أجبنا عن هذا في المنشور الفائت، وقلنا: إن هذا الصحابي -رضي الله عنه- فهم كغيره من الصحابة أن ما فعله من إحداث ذكر في الصلاة، وتخصيص هذا الموضع بهذه الصيغة، والزيادة عما جاءت به السنة، وعدم التزام الصيغة الواردة حتى في الصلاة= ليس مذمومًا، ولا مخالفا للسنة، ولا يحتاج إلى توقيف وإذن خاص.
والنبي ﷺ بإقراره إياه: لا يقر عين هذا الذكر فحسب؛ بل جنس هذا الفعل،
فهو حجة لنا ولجمهور العلماء فيما ذهبوا إليه من تحرير معنى البدعة المذمومة شرعًا، خلافا للمبتدعة المتنطعة.
فكان هذا الحديث هادمًا لقواعد المبتدعة في تحرير معنى البدعة، وفهمهم للنصوص في هذا الباب. والله ولي التوفيق.
/channel/Rwaq_manhaji
إذا شرع الناس في الصلاة على سيدنا محمد ﷺ بعد الجمعة اليوم رفعًا لذكره الشريف= سيدبر بعض المتنطعين ولهم ضراط.
/channel/Rwaq_manhaji
هذا مما يناسب إعادة نشره.
فهي فتوى مناسبة جدا في أمر الصلاة على النبي ﷺ بعد الجمعة والرد على المقبوحين في الدارين المنكرين ذلك.
/channel/Rwaq_manhaji
Читать полностью…
فكيف يتقربون إلى الله بالقتل والأسر وإهلاك الحرث والنسل وقطع النخل واستحلال الدماء والأموال والفروج والسب والشتم، ويرون أن الدعاء بعد الصلاة المفروضة والصلاة في المنار على النبي ﷺ والاضطجاع بعد سنة الفجر من البدع المضلة؟!
سبحانك هذا بهتان عظيم، فسبحان من أعمى أبصارهم حتى قادهم إبليس إلى ذلك المقاد فَتبَّاً لهم ولما قالوا، ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
/channel/Rwaq_manhaji
"لا نظرَ إلى القائلين من المجتهدين؛ بل إلى أقوالهم ومداركهم قوةً وضعفًا..
إذا عرفتَ هذا؛ فمن قوي مدركه اعتد بخلافه، وإن كانت مرتبته في الاجتهاد دون مرتبة مخالفه،
ومن ضعف مدركه لم يعتد بخلافه، وإن كانت مرتبته أرفع.
وربما قوي مدرك بعضهم في بعض المسائل دون بعض، بل هذا لا يخلو عنه مجتهد.
ﺗﻨﺒﻴﻪ: ﻗﻮﺓ اﻟﻤﺪﺭﻙ ﻭﺿﻌﻔﻪ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﻪ ﺇﻻ اﻷﻓﺮاﺩ، ﻭﻗﺪ ﻳﻈﻬﺮ اﻟﻀﻌﻒ ﺃﻭ اﻟﻘﻮﺓ ﺑﺄﺩﻧﻰ ﺗﺄﻣﻞ، ﻭﻗﺪ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻣﻞ ﻭﻓﻜﺮ".
الإمام ابن السبكي
/channel/Rwaq_manhaji
فصل في حكم اجتماع الناس للذكر والدعاء ورفع الصوت به:
قال ابن منصور لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: يكره أن يجتمع القوم يدعون ويرفعون أيديهم؟ فقال: ما أكرهه للإخوان إذا لم يجتمعوا على عمد إلا أن يكثروا.
قال ابن منصور: قال إسحاق بن راهويه كما قال.
[وإنما معنى إلا أن يكثروا: إلا أن يتخذوها عادة حتى يكثروا].
وسأل المروذي الإمام أحمد: عن القوم يجتمعون فيقرأ قارئ ويدعون حتى يصبحوا؟ قال: أرجو أن لا يكون به بأس.
وقال المروذي قال لي أبو عبد الله: كنت أصلي فرأيت إلى جنبي رجلا عليه كساء، ومعه نفسان يدعوان، فدنوت فدعوت معهم، فلما قمت رأيت جماعة يدعون فأردت أن أعدل إليهم، ولولا مخافة الشهرة لقعدت معهم.
وروى الخلال عنه أنه قال: وأي شيء أحسن من أن يجتمع الناس فيصلوا ويذكروا ما أنعم الله عليهم كما قالت الأنصار؟!
وقال في رواية عبد الله: ثنا إسماعيل ثنا أيوب عن محمد بن سيرين قال: نبئت أن الأنصار قبل قدوم رسول الله ﷺ المدينة قالوا: لو نظرنا يوما فاجتمعنا فيه، فذكرنا هذا الأمر الذي أنعم الله به علينا، وذكر الحديث، وفيه: أنهم اجتمعوا يوم الجمعة في بيت أسعد بن زرارة وذبحت لهم شاة وكفتهم.
قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية: فقيد أحمد الاجتماع على الدعاء إذا لم يتخذ عادة.
وقال مهنا: سألت أبا عبد الله -يعني الإمام أحمد بن حنبل- عن الرجل يجلس إلى القوم فيدعو هذا ويدعو هذا، ويقولون له: ادع أنت؟
فقال: لا أدري ما هذا.
قال الشيخ منصور البهوتي -رضي الله عنه-:
"ولو اجتمع القوم لقراءة ودعاء وذكر:
فعنه: وأي شيء أحسن منه؛ كما قالت الأنصار.
وعنه: لا بأس.
وعنه: محدث.
ونقل ابن منصور: ما أكرهه إذا اجتمعوا على غير وعد إلا أن يكثروا. قال ابن منصور: يعني يتخذوه عادة.
وكرهه مالك".
___
فعلم بذلك -وقد تركنا كثيرا من الآثار من الجانبين-:
أن في المسألة خلافا بين السلف والأئمة،
وأن تصدير كونه بدعة قولا واحدا والتشديد فيه: ليس صوابا، بل هو منكر؛ لأن القاعدة: أنه لا إنكار في مسائل الخلاف. وبالله التوفيق.
/channel/Rwaq_manhaji
التصوف يبدأ من الداخل إلى الخارج، وليس العكس كما يظن كثيرون.
/channel/Rwaq_manhaji
روى الْخَلَّالُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ زُهَيْرٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى أَحْمَدَ بن حنبل فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَأَجَابَهُ، فَقَالَ لَهُ: جَزَاك اللَّهُ عَنْ الْإِسْلَامِ خَيْرًا، فَغَضِبَ وَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنَا حَتَّى يَجْزِيَنِي اللَّهُ عَنْ الْإِسْلَامِ خَيْرًا؟! أَنْتَ فِي غَيْرِ حِلٍّ مِنْ جُلُوسِك.
/channel/Rwaq_manhaji
في "تنبيه النائم الغمر" لابن الجوزي:
أَشَيبٌ وَعَيبٌ إِنَّ ذا لَبَغِيضُ ... سَوادُ صِحافٍ وَالغَدائِرُ بِيضُ
مُكاثِرةٌ لِلّهوِ وَالضَعفُ زائِدُ ... وَجِسمُ الكَبيرِ ذائِبٌ وَمَهيضُ
مَريضٌ مِنَ الضَعفِ الَّذي أَذهَبَ القُوى ... وَحُقَّ لِهَذا أَن يُقالَ مَريضُ
/channel/Rwaq_manhaji
(وَمَنْ تَشَبَّهَ بِالشُّرَّابِ) بِضَمِّ الشِّينِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ جَمْعُ شَارِبٍ، أَيْ: لِلْخَمْرِ (فِي مَجْلِسِهِ وَآنِيَتِهِ، وَحَاضَرَ مَنْ حَاضَرَهُ بِمَجَالِسِ الشُّرَّابِ= حَرُمَ وَعُزِّرَ. قَالَهُ فِي الرِّعَايَةِ) وَلَوْ كَانَ الْمَشْرُوبُ لَبَنًا.
وَهَذَا مَنْشَأُ مَا وَقَعَ فِي قَهْوَةِ الْبُنِّ حَيْثُ اسْتَنَدَ إلَيْهِ مَنْ أَفْتَى بِتَحْرِيمِهَا، وَلَا يَخْفَاك أَنَّ الْمُحَرَّمَ التَّشَبُّهُ، لَا ذَاتُهَا، حَيْثُ لَا دَلِيلَ يَخُصُّهُ؛ لِعَدَمِ إسْكَارِهَا، كَمَا هُوَ مَحْسُوسٌ.
شرح المنتهى للعلامة الشيخ منصور البهوتي رحمه الله.
وقهوة البن مما طال فيه الخلاف، وكثر فيه التأليف، واشتد فيه النزاع، وعوقب عليه كثير من العلماء والعامة.
وفهم هذا التحرير البديع المختصر من العلامة البهوتي= مهم جدا لطالب العلم في تسديد نظره، وتحريره للمسائل والخلاف، وتعامله مع النوازل، ووضع الشيء في موضعه.
وهو أمر مستحق أن يفرد ببحث مكتوب، وبدرس أو دروس، ولعله يكون موضوعنا في البث القادم إن شاء الله.
/channel/Rwaq_manhaji
"ﻓﻬﺬا ﺃﺻﻞ ﻋﻈﻴﻢ، ﻓﺘﺪﺑﺮه؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻧﺎﻓﻊ،
ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺷﻴﺌﻴﻦ: ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻫﻞ ﻫﻲ: ﺣﻖ، ﺃﻡ ﺑﺎﻃﻞ، ﺃﻡ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺣﻘﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺑﺎﻃﻼ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ -ﻭﻫﻮ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻏﺎﻟﺐ-؟
ﺛﻢ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻪ؛ ﺇﺛﺒﺎﺗﺎ ﺃﻭ ﻧﻔﻴﺎ ﺃﻭ ﺗﻔﺼﻴﻼ، ﻭاﺧﺘﻼﻑ ﺃﺣﻮاﻝ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻪ.
ﻓﻤﻦ ﺳﻠﻚ ﻫﺬا اﻟﻤﺴﻠﻚ= ﺃﺻﺎﺏ اﻟﺤﻖ ﻗﻮﻻ ﻭﻋﻤﻼ، ﻭﻋﺮﻑ ﺇﺑﻄﺎﻝ اﻟﻘﻮﻝ ﻭﺇﺣﻘﺎﻗﻪ ﻭﺣﻤﺪه".
ابن تيمية
/channel/Rwaq_manhaji
إذا كنت تنتقد من يذكر الجويني والرازي والغزالي والسبكي والشعراني وغيرهم على المنبر بذم، ولا تنتقد من يذكر ابن تيمية بذم= فاعلم أنك صاحب هوى، وغضبك لم يكن لله، وإنما تحركك الأهواء والأحقاد ويلبسها الشيطان لباس الدين.
ولا تعد تبكي وتنوح على الأدب مع العلماء، وحفظ أعراضهم يا كذاب.
يا هذا: المنابر لم تجعل للوقيعة في أعراض أئمة الدين وجعلهم لبانة يمضغها رعاع الخلق وسفلة الناس.
المنابر للوعظ والتذكير وربط الناس بالله وبرسوله وتعظيم الدين وعلمائه والكلام في المحكمات وإنكار المجمع عليه من المنكرات.
وتناقش الخلافات بين العلماء في مجالس العلم وكتبه؛ بحقها وبما تقتضيه المروءة ويوجبه الأدب.
ومن انحرف عن هذا، وتناول الخلافيات بخفة، وجرأ الناس على العلم وأهله= فهو ضال مهما كان اتجاهه ومذهبه.
وإن أسوأ نموذج يمكن أن يقدم للأشاعرة والصوفية هو نموذج هذا السفيه الأحمق.
لا تحدثني عن عبادة وقيام وختمات؛ فأنت وأنا وهو وهم نعلم أن فيمن تنتقدون قوما عبادا زهادا، بل نحتج وتحتجون بكلام النبي ﷺ عن الخوارج أن الصحابة -وهم من هم- يحقرون صلاتهم إلى صلاتهم وعبادتهم إلى عبادتهم!
لكنك قوم مطل تحتجون على مخالفيكم بجنس ما لا تقبلونه على أنفسكم.
وبئس الدين ما كان مناكفة وهوى.
/channel/Rwaq_manhaji
قال أبو المظفر ابن السمعاني رحمه الله تعالى في "قواطع الأدلة":
(وما يشبَّه الفقيهُ إلا بغواص في بحرِ دُرٍّ، كلما غاص في بحر فطنته: استخرج دُرًّا،
وغيرُه: يستخرج آجرًّا.
وطالبُ الزيادة في منهج الزيادة: معان منصور،
وطالب الزيادة على ما لا مزيد عليه: مبعد مخذول.
والله تعالى يفتح عين بصيرة من أحب عباده بطوله وفضله، ويُعمي عين من يشاء بقهره وعدله).
/channel/Rwaq_manhaji
وفي صحيح البخاري أيضًا: أن النبيَّ ﷺ قالَ لبِلالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الفَجْرِ: يا بلَالُ، حَدِّثْنِي بأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ في الإسْلَامِ؛ فإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ.
قالَ: ما عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِندِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا، في سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إلَّا صَلَّيْتُ بذلكَ الطُّهُورِ ما كُتِبَ لي أَنْ أُصَلِّيَ.
____
في هذا الحديث الصحيح ما في سابقَيه في المنشورين الفائتين: أن الصحابي فعل من عند نفسه فعلا لم يفعله النبي ﷺ بعينه، وتعبد به، وأقره النبي ﷺ بل بشره عليه بالجنة!
قال الحافظ ابن حجر في شرحه: "قَالَ ابن التِّينِ: إِنَّمَا اعْتَقَدَ بِلَالٌ ذَلِكَ لِأَنَّهُ عِلْمٍ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ أَنْ الصَّلَاةَ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ وَأَنَّ عَمَلَ السِّرِّ أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ الْجَهْرِ".
إذن فبلال رضي الله عنه لم يقتد في عين هذا الفعل بالنبي ﷺ؛ لأن النبي ﷺ لم يكن يفعل ذلك، وإنما فهمه من عموم النصوص.
ولهذا قال ابن حجر: "وَيُسْتَفَادُ مِنْهُ: جَوَازُ الِاجْتِهَادِ فِي تَوْقِيتِ الْعِبَادَةِ؛ لِأَنَّ بِلَالًا تَوَصَّلَ إِلَى مَا ذَكَرْنَا بِالِاسْتِنْبَاطِ، فَصَوَّبَهُ النَّبِيُّ ﷺ".
فانظر إلى تقرير الحافظ ابن حجر المهم هذا: بلال توصل إلى هذا بالاستنباط، وصوبه النبي ﷺ، وهذا يدل على جواز جنس هذا الصنيع وليس عينه فحسب.
وهذا ما نكرره غير مرة.
فتأمل يا أخي هدانا الله وإياك وبصّرنا بمراضيه:
١- عندنا ترغيب عام بالصلاة، وأنها خير موضوع.
٢- فكل وقت أوقعت فيه الصلاة فهو امتثال لهذا الأمر وعمل بهذه الفضيلة؛ ما لم يكن وقت نهي.
هاتان مقدمتان لا إشكال فيهما، ولا نناقش هنا مسألة النوافل ذوات السبب في أوقات النهي.
٣- ثم إن بلالًا رضي الله عنه خصص وقتا محددا بصلاة محددة، وواظب عليها.
٤- ورأى بلال أن هذا التخصيص أرجى عمل عمله.
٥- ولم يفعل النبي ﷺ هذا ولا أرشد إليه بخصوصه.
٦- وأقره النبي ﷺ على هذا التخصيص، بل بشره عليه بالجنة.
فلو كان جنس هذا الإحداث مذمومًا: ما فعله بلال رضي الله عنه.
ولو فعله وهو مذموم: لنهاه النبي ﷺ، وقال له: لا تفعل حتى آذن لك في مثل هذا بخصوصه.
ولكن بلالًا يفهم أن ما أمر به الشارع ورغب فيه عامة: لا مانع من تخصيصه بوقت، وإيقاعه مقيدًا؛ حتى مع المواظبة وعدم الإخلال بهذا التقييد.
وأقره النبي ﷺ على هذا الفهم والفعل.
فكيف يقال بعد ذلك: إن جنس هذا من البدع؟!
ثم: قد وُجد المقتضي هنا وهو الوضوء، وانتفى المانع= ولم يفعله النبي ﷺ قبل أن يفعله بلال؛ فكيف يستعمل هذا التقعيد في عد الشيء بدعة بإطلاق؟!
وأكرر التنبيه الذي كتبته في المنشورين السابقين، واعترض عليه مع تكرارنا إياه بعضُ من يمشي على رجلين،
ونحن متفقون: أن الغرض مرض، والهوى يعمي ويصم، ومعظم بني آدم أغبياء، ومفيش فايدة؛ كل هذه مقدمات قطعية،
لكن سأكرر أيضًا:
نحن لا نحتج بإقرار النبي ﷺ بلالا على هذا الإحداث، ولا يصح الاحتجاج بهذا.
بل نحتج بأصل الفعل من بلال دون توقف على إذن، أي: أن بلالا، كالصحابي الذي قرأ قل هو الله أحد في كل صلاة، كالصحابي الذي زاد ذكرا بعد الرفع من الركوع= كلهم يفهم أن مثل هذا لا يتوقف على إذن خاص، وليس من البدع المذمومة، وليس مخالفا لأمر النبي ﷺ ليدخل في كونه (ما ليس منه فهو رد).
وأقرهم النبي ﷺ على هذا الفهم، وليس على مجرد هذه الأفعال بخصوصها.
ولهذا فَهِمَ جمهورُ العلماء من هذه الأحاديث وغيرها: أن البدع المذمومة شيء آخر، ليس منه تخصيص عبادة بوقت، وتقييد أمر مطلق بإيقاعه في الخارج مقيدا، والقياس في العبادات، وموافقة الشارع في مقصوده وما أذن فيه عامة، وهكذا مما تتعدد صوره وأمثلته ويصرح العلماء بكونه مشروعًا لا مدخل للبدعة المذمومة فيه.
فإن فهمت ذلك: انحلت عنك شبه كثيرة يثيرها المتنطعة، وحسن ظنك بالعلماء وعلمت أنهم متبعون لا مبتدعون ولا مشرعون في الدين ما لم يأذن به الله. والله الموفق لا رب سواه.
/channel/Rwaq_manhaji
في الصحيحين: أنَّ النبيَّ ﷺ بَعَثَ رَجُلًا علَى سَرِيَّةٍ، وكانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بـ"قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ"، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنبيِّ ﷺ، فَقالَ: سَلُوهُ لأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟ فَسَأَلُوهُ، فَقالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وأَنَا أُحِبُّ أنْ أقْرَأَ بهَا، فَقالَ النبيُّ ﷺ: أخْبِرُوهُ أنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ.
___
وهذا الحديث فيه دلالة على نقض ما ذهب إليه مبتدعة الزمان من تبديع من يخصص شيئا ورد به النص عامًّا، أو تقييد ما ورد به مطلقًا.
وإنا نجزم أنه لو لم يرد هذا الحديث في الصحيحين، وفعل أحد مثل هذا الذي فعله ذاك الصحابي= لحكم هؤلاء ببدعيته بلا تردد.
وحاصل ما في هذه الحديث من الدلالة على ما نقول، مما يصرح جمهور السلف والخلف بعدم بدعيته: أن هذا الصحابي رضي الله عنه الذي شهد له النبي ﷺ أن الله يحبه بفعله هذا= قد خصص سورة من القرآن يقرأ بها في كل صلاة.
والذي ورد في النص: هو الأمر بقراءة ما تيسر من القرآن، ولم يخصص سورة معينة، بل أطلق الأمر به دون أية قيود.
والذي ورد عن النبي ﷺ من قوله وفعله الذي يراه كل الصحابة ونقلوه عنه ﷺ: ليس فيه تخصيص هذه السورة أن تقرأ في كل ركعة ولا في كل صلاة.
فعلى قواعد المبتدعة: يكون هذا التخصيص بدعة؛ لأنه تخصيص بلا دليل، هكذا يزعمون في مثل هذا.
لكن النبي ﷺ أقر الصحابي على ذلك، بل جعله مما يحبه الله.
ولو وُكل الأمر إلى مبتدع من هؤلاء لقال: كم من مريد للخير لم يبلغه، وكلنا نحب "قل هو الله أحد"، لكن هذا التخصيص بدعة، ولو كان خيرا لفعله النبي ﷺ، ووجد المقتضي وانتفى المانع ولم يفعله النبي ﷺ… إلخ هذه المعلبات التي يلوكونها دون فهم ولا تمحيص، بل يتكلمون بلسان أهل العلم لكن بعقول فارغة وأذهان كليلة وقلوب عليلة.
وسيقول قائلهم في هذا الحديث: هذه سنة تقريرية، وما فعل في زمن النبي ﷺ وعلمه ولم ينكره: فهو جائز.
وهذه غفلة أو تغفيل؛
لأنا لا نستدل هنا بتقرير النبي ﷺ عين هذا الفعل.
وإنما نستدل بأمرين:
١- أن الصحابي فهم من السنة جواز هذا التخصيص أو الإحداث، ولو لم يفهم ذلك: ما فعله.
وهذا متكرر في غير واقعة -يأتي ذكر بعضها إن شاء الله في منشورات لاحقة- تبين أن الصحابة فهموا جواز الإحداث في العبادات والأذكار مما جاء الشرع بعموم الإذن فيه، دون توقف على إذن خاص أو فعل من النبي ﷺ، وإنما يكتفون بالعمومات أو بكون الفعل ليس مخالفا لدلالات الشرع.
٢- أن النبي ﷺ لم ينكر عليه أصل الفعل، ففضلا عن كونه أقره وشهد له بحب الله إياه؛ لم ينكر عليه أصل التخصيص، ولو كان أصل الفعل والتخصيص متوقفا على الإذن أو فعل النبي ﷺ لنهاه عن ذلك، أو نبه عليه أن لا يفعل دون إذن خاص.
فدل هذا من النبي ﷺ على جواز هذا الصنيع وما يماثله.
ولاحظ هنا أخي الكريم: أن الأمر متعلق بعبادة وهي الصلاة، وهي عبادة ظاهرة يقرأ فيها الإمام قراءة جهرية، وخالف فيها هذا الصحابي ما علمه الناس من حال النبي ﷺ في الصلاة، ولكن هذه المخالفة ليست بدعة ولا نهاه النبي ﷺ عن ذلك ولا عن أصل التخصيص.
فعلم بذلك كله: أن تخصيص عام وتقييد مطلق وردت النصوص به عاما أو مطلقا، وإحداث أمر استند فيه محدثه إلى عموم الأدلة بالمعنى الذي هو أوسع من النصوص فيشمل القياس وغيره من الأدلة= ليس من البدعة المذمومة في شيء، ولا يدخل في قول النبي ﷺ: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"؛ لأن هذا إحداث لما هو من أمر النبي ﷺ، لا أنه (ليس منه). فافهم أرشدك الله.
/channel/Rwaq_manhaji
"خلافا للمبطلين المتعصبين … ولا يعرفون أن البدعة المذمومة: هو المحدث في الدين من غير أن يكون في عهد الصحابة والتابعين، ولا دل عليه الدليل الشرعي.
ومن الجهلة من يجعل كل أمر لم يكن في عهد الصحابة بدعة مذمومة، وإن لم يقم دليل على قبحه؛ تمسكًا بقوله عليه الصلاة والسلام: "إياكم ومحدثات الأمور"، ولا يعلمون أن المراد بذلك: هو أن يجعل في الدين ما ليس منه".
الإمام المحقق السعد التفتازاني.
/channel/Rwaq_manhaji
/channel/Rwaq_manhaji
Читать полностью…
سأضع الآن فتوى الإمامين السفاريني وابن فيروز في الرد على الوهابية التي نقلت منها في المنشور السابق مخطوطة؛ ليستفيد منها من أراد، ولأن من ينشر تراث الحنابلة المخطوط وغيره من تراث الأمة المخطوط في قنوات التليجرام لا ينشرون مثل هذا النوع من تراث الحنابلة!
/channel/Rwaq_manhaji
#الحنابلة_والمولد_النبوي
(٤) مهم جدا:
من تأصيلات الحنابلة الحقيقيين في الرد على #الحنابلة_الجدد، وهم #النابتة، ويا للزمان العجيب!
__
تكلمت من قبل على أن (المتمسلفة) ما هم إلا سراق للمذهب الحنبلي، محرفون له، وأنه ما كانت لتقوم لهم قائمة لولا انتحال الحنبلية وتشويهها، لتروج بدعتهم بانتسابهم إلى مذهب متبوع.
فمن أراد أن يسدي إلى المسلمين معروفا: فليبين براءة الحنابلة من هؤلاء، ليبقوا كما هم فرقة نابتة مبتوتة لا نسب لها إلى مذاهب الأمة السنية المتبوعة.
وتلك هي المعركة الحقيقية، ولذا تراهم يقاتلون فيها باستماتة.
ولو لم يكن في ذلك إلا تنزيه السيد الجليل الإمام أحمد عن انتساب هؤلاء له: لكفى به!
ولن أطيل في ذلك الآن.
***
***
هنا فتوى مخطوطة للإمامين ابن فيروز والسفاريني، وهي مفيدة في معرفة تطبيق أئمة المذهب لمسألة البدعة، وبه يعلم حكم المولد النبوي عندهم بوضوح.
لن أنشر الفتوى كاملة، وفيها تعنيف شديد للوهابية، ووصف لهم بأشنع الأوصاف، لكني سأنشر ما يهم الآن منها..
وانظر إلى الأوصاف التي وُصفوا بها منذ ظهورهم= تعلم لماذا هم اليوم على تلك الشاكلة!
- كان السؤال عن الصلاة على النبي ﷺ في المنائر ليلة الجمعة ويومها، وعن الدعاء بعد الصلاة، وعن الاضطجاع بعد سنة الفجر، وذلك سنة خمس وستين ومائة وألف.
فأجاب الشيخ محمد السفاريني الحنبلي في الأراضي الشامية، والشيخ عبد الله بن فيروز في الأحساء، والشيخ عبد العزيز الرزيني فكان مما قالوا عن هؤلاء النابتة:
"ومن هفواتهم المضلة إنكارهم الصلاة على النبي ﷺ ليلة الجمعة ويومها ...
فإذا علمت ذلك: فالصلاة بعد الأذان في المنارات ليس ببدعة؛ لأنهم لما ذكروا النبي ﷺ أعقبوا ذكره بعد الأذان في المنارات، فلا بدعة هنا.
[وعلى فرض كون تخصيص هذا الوقت في هذا المكان، بالصلاة على ولد عدنان ﷺ -كما زعمه هذا الجاهل السفيه-: فليت شعري أمَا علِم أن البدعة من حيث هي تعتريها الأحكام الخمس؛ كتأليف الكتب وتدوين الحديث وترتيب مسائل الفقه والتواريخ والجرح والتعديل وتدوين اللغة والتفسير وغير ذلك]؟!
فهل يسوغ لعاقل أن يقول: هذه الكتب المدونة بدعة؟!
فمن تمادى على ذلك: فقد أخطأ وغلط وضل وأضل.
فأما الجهر بذلك في المآذن: فمن التنويه بذكره، وإظهار الشعائر، وتذكير الجاهل، وتعظيم الجمعة التي من أفضل الأيام،
وهو من مستحسنات الأمور التي لا مفسدة فيها، بل مشتملة على إظهار شعائر الإسلام، وقد أجمعت الأمة عليه في سائر الأمصار والقرى، والأمة معصومة عن الاجتماع على الضلالة، فـ"ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن" ...
فالتذكير لا مفسدة فيه البتة، بل فيه مصالح عديدة:
(ثم ذكروا بعضها، ومما ذكروه):
فإنّ ذكره جهرا في المنار غاية رفع شأنه،
[ومنها: مخالفة هؤلاء المارقين، وهي مطلوبة].
...
فأما الصلاة عليه ﷺ: فقد أمرنا الله بها في كتابه بقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، فأطلق ولم يقيد.
وفي الحديث في فضلها ما لا يحصى،
فهي من البدع الحسنة المرضية، التي لا يجوز إنكارها بعد أن ورد الأمر بالصلاة والسلام عليه في الكتاب والسنة من غير تقييد بوقت، ولا حال، ولا زمان،
وإنما خص الجمعة بمزيد الثواب وجزالة الأجر.
فجعل ذلك من البدع المضلة، ويزعم أنه المجدد لهذا الدين وأنه ناصر للسنة قامع للبدعة، ولم يدر هذا الجاهل المركب أنه المجدد لدين إبليس، فأهواه إلى ذلك التلبيس حتى أمر بالبدع المضلة ...
وأما الدعاء في أدبار الصلاة: فدائر بين المسنون والمباح، ولكن نقول لهذه الفجرة: فتنكم طاغوتكم بالدعوة إلى السنة، وقد نبذها وراء ظهره وصدقتموه في ذلك ...
فنقول: قال الله تعالى في كتابه المنزل: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾، قال ابن عباس وقتادة والضحاك ومقاتل والكلبي: "إذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء، وارغب إليه في المسألة يعطك". وروى عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه: "إذا صليت فاجتهد في الدعاء والمسألة" ... وقال أبو عبد الله القرطبي في تفسيره: "قال ابن عباس وقتادة: "فإذا فرغت من صلاتك فانصب أي: بالغ في الدعاء واسأله حاجتك". انتهى. وفي رواية عن ابن مسعود ﴿وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ بعد فراغك من الصلاة. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ﴾ يعني: في الدعاء، فهذا الدعاء الخاص بدعاء أدبار الصلاة وأنت جالس.
[ فإن كان عندكم معشر الخوارج] دليل من الكتاب والسنة على أن الدعاء في هذه المواضع لا يجوز: فبينوه لنا،
هيهات هيهات [ما لهم والله من دليل إلا السب والشتم والتضليل والتكفير، وهو حاصلهم وضرره عليهم إن شاء الله] ...
فإن قالوا: اجتهدنا، وأدانا اجتهادنا إلى المنع من الدعاء،
قلنا: [كذبتم ... ولستم من أهل الاجتهاد، بل أهل ضلال وعناد، وجدال وفساد] ...
تعليقة عن الصلاة على النبي ﷺ بعد الجمعة:
أمر الله تعالى بالصلاة على نبيه ﷺ، وجعلها من أفضل العبادات وأجل الأذكار والقربات.
وحث النبي ﷺ على الإكثار من الصلاة عليه يوم الجمعة.
وهذا يعني أن كل وقت تصلي فيه على النبي ﷺ= فأنت ممتثل فيه أمر الله ورسوله.
وكل دقيقة من يوم الجمعة تصلي فيها على النبي ﷺ= فأنت آت بفضيلة عظيمة ليوم الجمعة بها خصوصية.
لا يقال: لكن تخصيص الصلاة على النبي ﷺ بعد صلاة الجمعة بدعة.
لأنا نقول: ما يقال هنا= هو ما يقال في سائر الأمور التي وردت في النصوص مطلقة؛ كالذكر والصلاة المطلقة والصوم المطلق وغير ذلك..
فمثلا: قد ورد في النصوص الحث على ذكر الله كثيرا، ولم يعين بوقت أو مكان،
والمطلق لا يوجد في الخارج إلا مقيدا بوجه ما.
فحينئذ نقول: كل من ذكر الله في أي وقت= فقد أوقع الذكر مقيدا بوقت، وامتثل الحث على الذكر، وكان آتيا بعبادة مأمور بها.
ولا يمكن امتثال الأمر إلا بوقوعه في وقت ما ومكان ما.
فمن ذكر الله تعالى الساعة الواحدة ظهرا= فهو ممتثل للأمر؛ كمن ذكره في غيرها، ولا وجه لتبديعه أصلا.
ومن صلى على النبي ﷺ بعد صلاة الجمعة= كمن صلى عليه سائر اليوم، هو ممتثل للأمر متبع للسنة.
والمبدِّع له هو المبتدع، المقيِّد للمطلق المخصص للعام بلا دليل،
فهو الذي يقول لك: لا تذكر الله في هذا الوقت، ولا تصلي على النبي ﷺ بعد الجمعة.
فأين الدليل على استثناء هذا الوقت من عموم الأمر؟!
نعم إن اعتقد إنسان ما فضيلة خاصة للصلاة على النبي ﷺ في هذا الوقت تحديدا دون غيره= فهو مطالب بالدليل، وإلا كان مبتدعًا.
ولا أحد يدعي هذا أصلا.
وكذا لو غلب على الناس اعتقاد كون ذلك من شعائر صلاة الجمعة وما يشرع فيها، فيحتاج إلى التنبيه على بطلان هذا الاعتقاد، بلا تحريم للصلاة على النبي ﷺ ولا تبديع لمن قام بها.
ولا أحد يعتقد هذا أيضًا.
أما خطاب الناس وكأن هناك نهيا عن الصلاة على النبي ﷺ بعد الجمعة= فهذا تخصيص للعام بلا دليل، وهو من البدع والضلال المبين.
فما بقي للمتنطعين إلا التعلق بأنه ذكر جماعي، والجمهور على جوازه، وقد نقلتُ في المنشور السابق الخلاف في ذلك عن الإمام أحمد وغيره.
فغاية الأمر: أنها مسألة خلافية، ويكون المنكر هنا هو الإنكار فيها، وليس أن يأخذ الناس بقول من جوزها!
والحاصل: أن هؤلاء قوم خصمون جهلة مبتدعة، لا تأصيل عندهم ولا أدب للخلاف.
وبدلا من فرحهم بالجهر بالصلاة على النبي ﷺ ورفع ذكره= راحوا ينكرون على الناس ويزهدونهم في ذلك، شأنهم في عامة الفضائل وخصوصا ما يتعلق بالنبي ﷺ.
ونختم هذا المنشور بعبارتنا المشهورة: قبح الله النابتة في الدارين، آمين.
أي: زادهم قبحا، وإلا فالقبح حاصل لا شك فيه.
/channel/Rwaq_manhaji
https://vt.tiktok.com/ZSLdUekot/
☝️
هذا رابط لمقطع ظريف للألباني يعترف فيه أنه لا شيوخ له في العلم، وأنه لا علم عنده.
وقال: إن هذا مما يعاب عليهم، قال: وهذه حقيقة واقعة، ويحاول أن يستدرك هذا النقص بجهده الخاص.
___
قلت مرارا: يعجبني في هذا الرجل -رحمه الله- صدقه ووضوحه واطراده على منهجه.
فشخصيته شخصية إمام بلا شك.
وهذا الذي في المقطع يفسر سبب كثرة شذوذه ولخبطته في العلم وأن آلته لا تساعده على تحقيق طموحاته.
وبه يعلم خطل من يتبعونه ويقدمون كلامه على كلام الأئمة ويجعلونه حاكما عليهم.
ولك أن تتصور يا أخي أن هذا الذي لا شيخ له في العلم -باعترافه وأعلم أن من الدروايش من سيقولون: ما تقولش على نفسك كدا انت حد جميل، ويخرجون له بعض الشيوخ من هنا وهناك-:
صار له أتباع جعلوه إماما، وتلاميذ قرفونا وأضلوا الأمة بحجة أنهم تلاميذ الألباني، بل وتلاميذ لهؤلاء التلاميذ، وهلم جرا وسحبا ونزولا.
وكما قال ابن تيمية:
(فالبدع تكون في أولها شبرًا، ثم تكثر في الأتباع حتى تصير أذرعًا وأميالًا وفراسخ).
/channel/Rwaq_manhaji
يا بني..
دع الفقيه يسكن في عقلك،
والصوفي يسكن في قلبك؛
فهذه صفة العالم الراسخ.
/channel/Rwaq_manhaji
قال إمامنا أحمد بن حنبل للمروذي: "إذا أخبرتَ عن معروف بشيء من أخبار السماء= فاقبله".
معروف هو الكرخي أبو محفوظ العابد، قال في طبقات الحنابلة: "وكان أحد المشهورين بالزهد والعزوف عن الدنيا، يغشاه الصالحون، ويتبرك بلقائه العارفون".
وترجم له ترجمة مفيدة نافعة، لم يعكرها إلا غثاثة تعليقات المحقق وحماقاته المتتالية.
/channel/Rwaq_manhaji
قال الحسن البصري -رحمه الله-:
"لا تكن ممن يجمع علم العلماء، وطرائف الحكماء، ويجري في العمل مجرى السفهاء".
/channel/Rwaq_manhaji
قال أبو بكر الوراق : استعن على سيرك إلى الله بترك من شغلك عن الله عز وجل، وليس بشاغل يشغلك عن الله عز وجل كنفسك التي هي بين جنبيك.
/channel/Rwaq_manhaji
"وكلام الله و رسوله، وكلام العلماء= مملوءٌ بما يفهم الناس منه معنى فاسدًا، فكان العيب في فهم الفاهم، لا في كلام المتكلم الذي يخاطب جنس الناس".
ابن تيمية
لكن لما يقولها المتكلمون= يشنع عليهم الذين هم في الدارين مقبوحون.
/channel/Rwaq_manhaji