15844
قناة خاصة بالمنشورات والدروس المنهجية، المتعلقة بمنهج التفقه وطلب العلم على الطريقة المعروفة عند أهل العلم، والجادة المسلوكة عبر القرون.
ذكر في "المنتهى" كراهة لبسه طيلسانا، وهو المقور.
قال الشيخ ع ن: "أي: الذي يلبس على شكل الطرحة، يرسل من وراء الظهر والجانبين، من غير إدارة الحنك، ولا إلقاء طرفيه على الكتفين، وأما المدور الذي يدار تحت الحنك ويغطي الرأس وأكثر الوجه، فيجعل طرفيه على الكتفين= فهذا لا خلاف في أنه سنة. كذا حققه الجلال السيوطي.
وذلك مثل الكبود الذي يخرق في وسطه ما يخرج منه الرأس".
وبخطه على قوله: (وهو المقور): "هو شيء يقور من أحد طرفين ما يخرج الرأس منه، ويرخى الباقي خلفه، وفوق منكبيه. فتأمل".
/channel/Rwaq_manhaji
/channel/Rwaq_manhaji
Читать полностью…
شاع في قطاع عريض من السلفيين #النابتة بعد انتشار موضة التمذهب فيهم
(التمذهب في ذاته: أصيل وليس موضة، ولكني سميته موضة باعتبار دخول السلفيين فيه بعد تعييرهم من مخالفيهم، فدخلوه دون تحقق به، ولكن لدفع المعرة).
شاع فيهم: نصيحةُ بعض أفرادهم بالتشفع ابتداء أو بقاء؛
جلبا للشافعية ولمن أراد التشفع: إلى السلفية،
ولئلا يُخلوا المذهب الشافعي للمبتدعة في نظرهم.
وأعرف من هؤلاء أعيانا بقوا شافعية لأجل هذا.
مع أن المزاج السائد عند السلفية هو الحنبلية، وإن بصورتها المشوهة المحرفة الخداج الفاسدة.
وكانت المشكلة التي تقابل هؤلاء: أن عامة متقني المذهب الشافعي في مصر وخارجها: أشاعرة صوفية،
حتى شاعت في بعضهم مقولة: (الثالوث المتلازم: شافعي أشعري صوفي).
وغالب من حضر لهم أو استمع إليهم وهو سلفي= ترك السلفية ولو بعد حين.
ومع ذلك بقي بعضهم يجاهد ويثابر، وساعده على ذلك ضعف السلفيين في الفقه، فعدوه فقيها ضليعا، وساد فيهم، وعزا عدم تزكيته من فقهاء الشافعية الحقيقيين إلى الخلاف العقدي المسلكي.
ومضت الأمور على ذلك.
ومعلوم: أن قط السلفيين جمل.
ومنهم من بقي سلفيا في الجملة وصار شافعيا متقنا، لكن عن طريق كتب التراث والعناية بها، والبعد التام عن أدبيات السلفية وكتبهم.
وهؤلاء ندرة.
وبعضهم يصانع السلفية ويداريهم ما استطاع، والجمع بين الأمور متعذر، ولله عاقبة الأمور.
كل هذا الكلام مقدمة لما قصدته في هذا المنشور، وهو:
أن المذهب الشافعي كان عصيا أبيا على غزو الوهابية والسلفية عموما، وسرعان ما افتضحوا به.
والمالكي أشد إباء.
والحنفي في واد آخر، لا يلجه سلفي أصلا إلا شواذ لا يقاس عليها، وهي لا تتقنه أيضا.
فما بقي إلا مذهب الحنابلة، وهو الذي اختُرق منهم وحُرف وشُوه وامتُهن.
وذلك لأسباب متعددة سبق بيانها كتابة ودروسا صوتية ومرئية.
فالذي ينبغي على الحنابلة الحقيقيين أن لا يدعوا هذا المذهب مهما لقوا في ذلك من عنت -وسيلاقون مزيدا من العنت والمحاربة-، ومهما كانت الراحة والتحقيق في غيره.
فحري بالحنابلة: أن يجاهدوا كما جاهد إمامهم، وأن يدافعوا عن مذهب هذا الرجل الصالح الإمام الورع، ويحفظوه من العبث،
فذلك من أعظم القربات وما يرتفع به قدر العبد في الدنيا والآخرة إن صدق ونصح.
وكما ذكرت من قبل في عدة مناسبات: فالسلفيون المتمذهبة لن يتركوا هذا الميدان، بل سيتمسكون به كما فعل أسلافهم الوهابية ويسعون إلى احتكاره؛ لأنه لا بقاء لهم في الساحة العلمية دون استقواء بمذهب من الأربعة، وليس إلا الحنبلي، فنزعهم منه= محو لوجودهم.
وهي المعركة الدائرة منذ مائتي وخمسين سنة، وقد ظنوا بأخرة أنهم انتصروا فيها، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وأخرج منهم من ينقض بناءهم.
والحاصل: أن من كان في بلد ليس له مذهب سائد كبلاد المغرب الغربي المالكية مثلا: فليتحنبل، مهما لقي من عنت؛ تكثيرا لسواد الحنابلة، وإرغاما لأنف المبتدعة المحرفة.
والتحنبل في كلامي= على المستويات الثلاثة: أصولا وفروعا واعتقادا.
وكثير من متصدري السلفية المتحنبلة: لا يحول بينه وبين ترك هؤلاء المبتدعة إلا سطوة الجماهير، ومتى رأى المركب على وشك الغرق سيقفز منها.
وكثير منهم يبطن مخالفة القوم ويعرف أنهم ضعفاء محرفون كما يعرف أبناءه، ولكن لا يقوى على الجهر بذلك وتبعاته.
وأنا مع ذلك أضمن لمن أراد التحنبل: أن لا يحتاج إلى كتبهم ودروسهم؛ فليس لهم في المذهب -بحمد الله- تجديد ولا إبداع، بل المذهب غني عنهم بكتبه وحواشيه ومخطوطاته وشيوخه المعاصرين، وهم عالة غاية متقنهم أن يفهم كتب المذهب (المطبوعة).
فإن قال قائل: ولمَ تجعلها معركة حتى مع التمذهبة منهم، أليس المراد أن يتمذهبوا؟!
قلنا: بلى، وبأي مذهب من الأربعة أيضا وليس الحنبلي فقط.
لكننا نقول: المراد أن يتمذهبوا، لا أن يلعبوا، ويحرفوا ويعبثوا.
والتمذهب -وقد خبرتُ الطريقين وحاولت الجمع سنين وكابرتُ- لا يجتمع مع السلفية.
فليتمذهبوا تمذهبا حقيقيا على الأقل على مستوى التدريس والإفتاء والأمانة في نقل المذهب وطباعة كتبه وتبليغه كما هو والذب عنه؛ ثم ليكونوا في باطنهم كما شاءوا.
وأما اتخاذ المذهب تكأة لنشر مسلكهم، وتحريفه وتشويهه؛ فلا، ولا مهادنة في ذلك.
وقد وصلنا مع القوم إلى نقطة لا يصلح الرجوع عنها ولا التوقف فيها، بل الانسحاب= هزيمة.
والشأن ليس في غير التمذهبة: فهؤلاء أضعف وأحقر من أن يكون لهم وجود في الساحة العلمية، وقد نفض كثير من بني جلدتهم السلفيين أيديهم منهم.
وإنما الشأن في المتمذهبة، والمتحنبلة خاصة.
وليس أشد على هؤلاء: من حنبلي حقيقي متقن، ليس بحاجة إلى كتبهم ولا شيوخهم سابقهم ومعاصرهم.
ولذا ترى هؤلاء المتحنبلة تركوا معاركهم مع كل التيارات حتى الملاحدة، وانشغلوا بمن كان كذلك: بهتا له، وتحذيرا منه، وافتراء عليه، وتلقيبا له بألقاب السوء، وشناعة، وتصيدا، وتشويها، وغير ذلك مما هو صنعتهم التي لا يتقنون غيرها.
/channel/Rwaq_manhaji
Читать полностью…
قال أبو بكر الوراق: استعن على سيرك إلى الله بترك من شغلك عن الله عز وجل، وليس بشاغل يشغلك عن الله عز وجل كنفسك التي هي بين جنبيك.
/channel/Rwaq_manhaji
"فكم من متعلِّم طال تعلُّمُه ولم يقدر على مجاوزة مسموعه بكلمة، وكم من مقتصرٍ على المهمِّ في التعلُّم، ومتوفِّرٍ على العمل ومراقبة القلب= فتح الله له من لطائف الحِكم ما تحار فيه عقولُ ذوي الألباب"!
الإحياء، للإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله.
/channel/Rwaq_manhaji
قال ابن تيمية رحمه الله: "استفاضت الآثار بمعرفة الميت بأحوال أهله وأصحابه في الدنيا، وأن ذلك يعرض عليه، وجاءت الآثار بأنه يرى أيضًا، وبأنه يدري بما يفعل عنده، ويسر بما كان حسنًا، ويتألم بما كان قبيحًا، وكان أبو الدرداء يقول: اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملًا أخزى به عند عبد الله بن رواحة، وهو ابن عمه. ولما دفن عمر عند عائشة كانت تستتر منه وتقول: إنما كان أبي وزوجي، وأما عمر فأجنبي. تعني: أنه يراها".
نقله عنه تلميذه العلامة ابن مفلح في "الفروع".
/channel/Rwaq_manhaji
وثوقية الجاهل التي يظنها ثباتا:
__________
(كل من كان أغوص نظرًا، وأدق فكرًا، وأكثر إحاطة بالأصول والفروع، وأتم وقوفًا على شرائط الأدلة= كانت الإشكالات عنده أكثر.
أما المُصِرُّ على الوجه الواحد طول عمره في المباحث الظنية، بحيث لا يتردد فيه= فذاك لا يكون إلا من جمود الطبع، وقلة الفطنة، وكلال القريحة، وعدم الوقوف على شرائط الأدلة والاعتراضات).
الإمام الفخر الرازي
/channel/Rwaq_manhaji
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله.
/channel/Rwaq_manhaji
من المؤسف أن أهم كتابين في مذهب الحنابلة وهما شرح المنتهى، وكشاف القناع= لم يحققا تحقيقا علميا على قواعد التحقيق المعتبرة إلى اليوم، وخصوصا شرح المنتهى، رغم تعدد طبعاتهما.
هذا حال أهم كتابين في المذهب، فضلا عن غيرهما من كتب المذهب مختصراته ومطولاته، ومن ذلك: المغني والشرح الكبير والفروع والإنصاف، وتحقيق هذا الأخير كارثي!
هذا حال أهم كتب المذهب الحنبلي مع كل ما رُصد لها وبُذل فيها ورُوج لها!
فشرح المنتهى مثلا وهو أهم كتب المذهب على الإطلاق: طبعاته القديمة سيئة، والحديثة ليست أحسن حالا منها، وحتى ما اعتمد فيه المحققون على نسخ جيدة معتمدة لا غنى عنها ولم يسبق إخراج الكتاب عليها ويسر الله لهم الوقوف عليها= لم يوفوا بقواعد التحقيق الأساسية!
ولا أتكلم هنا: عن عدم التعليقات العلمية، وترك الحواشي والتقريرات المهمة التي في النسخ الخطية المعتمد عليها، بل أتكلم عن أسس مقابلة النسخ، واختيار النسخ الأهم، وتوصيف ما في النسخة الأصل، وفهم اصطلاحات النساخ وتصرفاتهم، والاطراد على منهج واحد في المقابلة، والاهتمام بما يبين تطور نص الكتاب وتعديلات المؤلف عليه في عرضته الأخيرة، وضبط النص بالشكل ضبطا علميا لغويا وفقهيا، وعلامات الترقيم التي تنبئ عن فهم صحيح وتعِين عليه، بل حتى تخريج الأحاديث والآثار التي هي سهلة مبذولة والمفروض أن عناية هؤلاء بها كبيرة، وكذلك التعريف بالأعلام، وتصحيح أخطاء النسخ الخطية الواضحة، دع عنك التعليقات العلمية والتدقيقات وشرح الغريب وبيان خلافات الشروح وإبراز ميزات الشرح المحقق وصنيع المؤلف فيه ومقارنته بما في طبقته ومرتبته= فكثير من ذا لا يخطر بالبال أن يقوموا به أو يحسنوه!
وربما يظن الجاهل وذو الهوى أن فيما قلته مبالغة أو تجن، وكل من يعرف العلم وقواعد التحقيق ويقرأ حقا هذه الكتب ويفهم ما يقرأ: يعلم أن ما قلته هنا حق واقع لا شك فيه.
وأما الأجانب عن هذه الكتب ومن لا يتأهلون لها، وأصحاب المجاملات والتحزبات، ومن لا علاقة لهم بالكتب إلا عبر محركات البحث أو مراجعة مسألة ما دون فهم وتدقيق= فلا عبرة بآرائهم ومدحهم.
ولو خرجتْ هذه الكتب بصورة مرضية أو مقاربة: لكان الأولى بالمرء أن يبذل هذه الأوقات الكبيرة في إخراج غيرها أو في أعمال علمية أخرى!
فأسأل الله تعالى برحمته وكرمه ومنه وجوده الإعانة على خدمة هذا التراث والوفاء بحقه وإخراجه على الوجه الذي يرضيه سبحانه، فإن الأمر كبير والعمر لا يتسع لكل ذلك، لكن البركة من الله تعالى وحده والتوفيق بيده، وما كان عطاء ربك محظورا.
/channel/Rwaq_manhaji
في مجموع المنقور: «ومن "جمع الجوامع": واختار أبو العباس كراهة الذكر قبله، مثل قول بعض المؤذنين: "وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا".
ويتوجه: ما يفعله بعض المؤذنين قبل الإقامة من التسبيح، والتحميد، والتكبير كذلك، ويتوجه لا بأس به لينهض للصلاة، وليوجز من هو في تطوع. ولم يذكر أصحابنا الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، كما يفعل في زماننا، وهو بدعة محدثة. ويتوجه أن يخرج كراهيته على وجهين بناء على كراهة الذكر بعده. ويتقوى عندي استحباب ذلك، إذ هو زيادة فضيلة لا تعلق لها بالدعاء إلى الصلاة، وإنما كره غيره، لأن فاعله لا يكتفي بما شرعه صلى الله عليه وسلم من الدعاء لها، وهذا ليس من هذا القبيل، ولإجماع الأمة على ذلك بعد إحداثه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا تجتمع أمتي على ضلالة".
وقال ابن رجب: في قوله صلى الله صلى الله عليه وسلم: "إن بلالا يؤذن بليل، ليرجع قائمكم، وليتنبه نائمكم": تنبيه على استحباب إيقاظ النوام في آخر الليل بالأذان ونحوه من الذكر ... إلى أن قال: وفيما ذكر دليل على أنه ليس بدعة. وظاهر كلامه الميل إلى ذلك، وهو متجه أظهر من كراهته. قلت: ومثل ذلك الذكر يوم الجمعة قبل النداء».
/channel/Rwaq_manhaji
قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى ييسر له، فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه فإني إن يسرته له أدخلته النار، فيصرفه الله عنه، فيظل يتطير يقول: سبقني فلان، دهاني فلان؛ وماهو إلافضل الله عز وجل!
/channel/Rwaq_manhaji
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله.
/channel/Rwaq_manhaji
من منن الله تعالى على عبده الفقير، من إحدى مكتبات الهند!
جزى الله خيرا الحبيب الذي أتانا به.
/channel/Rwaq_manhaji
نفعنا الله بأرواح أئمتنا ومشايخنا.
/channel/Rwaq_manhaji
تشرفت اليوم بدعوة كريمة من فضيلة مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور نظير عياد حفظه الله ورعاه، بحضور مؤتمر الفتوى وقضايا الواقع الإنساني، والمشاركةفي ورشة عمل: التعايش السلمي في مواجهة توظيف النصوص لإشعال الحروب.
التي نظمتها دار الإفتاء المصرية ومركز الإمام الليث بن سعد، تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تنظيمًا مشرفًا على أعلى مستوى.
وسعدت فيه برؤية جم كبير من أهل العلم والفضل والفتوى من داخل مصر وخارجها، وشارَكنا فيه ممثلو الكنائس الثلاثة في مصر.
وكانت مشاركتي فيه كلمة عن الجماعات المتطرفة وإحياء دور الأزهر والتراث في رد أباطيلهم وتفعيل دور علماء الأزهر ومناهجه في المجتمع.
بارك الله في جهود فضيلة المفتي والعاملين في دار الإفتاء المصرية، وأخص بالشكر أخي الفاضل أحمد محمود بسيوني وفقه الله وسدده وزاده من فضله.
/channel/Rwaq_manhaji
👆
في إحدى طلعاتي المؤيدة بفضل الله ومدده بأوليائه: نشرت هذا سنة ٢٠١٨، ثم أعدت نشره بعدها بعام معلقًا عليه بهذا، يوم كان لا يُظهر أحد كلامًا كهذا ولا تأييدا، فقلت:
اقرؤوه وتأملوه جيدا، واصبروا على طوله.
وأنا اليوم أشد يقينا فيه وثباتا عليه ولله المنة،
والأثر فوق كل تصور، وما سعارهم الذي ترون إلا لشدة تصدع بنيانهم، وصراخهم بقدر ألمهم.
وليخسؤوا فلن يعدوا قدرهم، فهم لا يستطيعون ردا علميا، ولو اجتمعوا هم ومشايخهم، وما يستطيعون غير الذي يحسنونه من الكذب والتدليس، لكن ذلك بفضل الله لا ينفع مع مثلي!
وهم إنما يخاطبون أنفسهم فحسب، وبنيانهم يتناقص، والهدم بالغ عقر دورهم.
ذباب لا قيمة له ولا أثر.
ووالله لن أدعهم -إن شاء الله- ما دمت حيا.
ووالله -إن شاء الله- لو خسرت الدنيا وما عليها: لن أتوقف عن هدم هذا السرطان الخبيث واجتثاثه من جسد الأمة.
والله المستعان وحده ولا حول ولا قوة إلا به.
- ومما قلته في هذا المنشور، وأفرده هنا بالذكر:
١- كثير من متصدري السلفية المتحنبلة: لا يحول بينه وبين ترك هؤلاء المبتدعة إلا سطوة الجماهير، ومتى رأى المركب على وشك الغرق سيقفز منها.
وكثير منهم يبطن مخالفة القوم ويعرف أنهم ضعفاء محرفون كما يعرف أبناءه، ولكن لا يقوى على الجهر بذلك وتبعاته.
٢- وأنا مع ذلك أضمن لمن أراد التحنبل: أن لا يحتاج إلى كتبهم ودروسهم؛ فليس لهم في المذهب -بحمد الله- تجديد ولا إبداع، بل المذهب غني عنهم بكتبه وحواشيه ومخطوطاته وشيوخه المعاصرين، وهم عالة غاية متقنهم أن يفهم كتب المذهب (المطبوعة).
٣- وقد وصلنا مع القوم إلى نقطة لا يصلح الرجوع عنها ولا التوقف فيها، بل الانسحاب= هزيمة.
٤- وليس أشد على هؤلاء: من حنبلي حقيقي متقن، ليس بحاجة إلى كتبهم ولا شيوخهم سابقهم ومعاصرهم.
ولذا ترى هؤلاء المتحنبلة تركوا معاركهم مع كل التيارات حتى الملاحدة، وانشغلوا بمن كان كذلك: بهتا له، وتحذيرا منه، وافتراء عليه، وتلقيبا له بألقاب السوء، وشناعة، وتصيدا، وتشويها، وغير ذلك مما هو صنعتهم التي لا يتقنون غيرها.
#النابتة
/channel/Rwaq_manhaji
هناك شلتان الجامع بينهما هو النصب وشغل الثلاث ورقات..
شلة ترتدي الزي الأزهري في مصر لتمرير عقائد النابتة باسم الأزهر، وخطاب من لا يزال يحترم الأزهر ومرجعيته من العوام بما يريدون تقريره في الناس من فساد.
وشلة ترتديه خارج مصر ليظهروا للأزهر تمثيلا مع مطاريد الحركيين وفي مؤتمرات الجهال والتكفيريين.
والأسماء لا تخفى.
/channel/Rwaq_manhaji
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله.
/channel/Rwaq_manhaji
ذُكر صفوان بن سليم عند الإمام أحمد بن حنبل فقال: (هذا رجل يستسقى بحديثه، وينزل القطر من السماء بذكره)!
يقول هذا عن رجل من عُباد التابعين وهو ميت.
من القائل؟
أحمد بن حنبل، الذي نرجو رحمة الله بحبنا له وتقليده ونشر مذهبه ونصرته وتطهيره من خبث النابتة المتسترين به.
/channel/Rwaq_manhaji
في ثبت ابن العماد الحنبلي "الكواكب الزاهرة"، الذي أجاز به تلميذه عثمان النجدي الحنبلي: أن طريق الصحبة الصوفية متصل بسيدنا رسول الله ﷺ.
وسأذكر منه بعض الفوائد.
/channel/Rwaq_manhaji
(ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺑﻠﻪ ﻣﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺤﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮﻍ اﻷﻏﺮاﺽ .. ﻓﺄﻳﻦ ﺗﻜﻮﻥ اﻟﺒﻠﻮﻯ ﺇﺫﻥ؟!
ﻻ ﻭاﻟﻠﻪ؛ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻧﻌﻜﺎﺱ اﻟﻤﺮاﺩاﺕ، ﻭﻣِﻦ ﺗﻮﻗﻒ ﺃﺟﻮﺑﺔ اﻟﺴﺆاﻻﺕ، ﻭﻣِﻦ ﺗﺸﻔﻲ اﻷﻋﺪاء ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ.
ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺪﻭﻡ ﻟﻪ اﻟﺴﻼﻣﺔ، ﻭاﻟﻨﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻌﺎﺩﻳﻪ، ﻭاﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻼء= ﻓﻤﺎ ﻋﺮﻑ اﻟﺘﻜﻠﻴﻒ، ﻭﻻ ﻓﻬﻢ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ.
ﺃﻟﻴﺲ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﷺ ﻳﻨﺼﺮ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ، ﺛﻢ ﻳﺠﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻳﻮﻡ ﺃﺣﺪ؟!
ﺃﻟﻴﺲ ﻳﺼﺪ ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺖ ﺛﻢ ﻗﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ؟!
ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺟﻴﺪ ﻭﺭﺩﻱء.
ﻭاﻟﺠﻴﺪ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﺸﻜﺮ. ﻭاﻟﺮﺩﻱء ﻳﺤﺮﻙ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﺆاﻝ ﻭاﻟﺪﻋﺎء، ﻓﺈﻥ اﻣﺘﻨﻊ اﻟﺠﻮاﺏ= ﺃﺭﻳﺪ ﻧﻔﻮﺫ اﻟﺒﻼء، ﻭاﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻟﻠﻘﻀﺎء.
ﻭﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻳﺒﻴﻦ اﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺟﻮاﻫﺮ اﻟﺮﺟﺎﻝ.
ﻓﺈﻥ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺎﻃﻨﺎ ﻭﻇﺎﻫﺮا: ﻓﺬﻟﻚ ﺷﺄﻥ اﻟﻜﺎﻣﻞ.
ﻭﺇﻥ ﻭُﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺒﺎﻃﻦ اﻧﻌﺼﺎﺭ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﻻ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﻀﻲ -ﻓﺈﻥ اﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺫﻱ-: ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ.
ﻓﺈﻥ ﺧﺮﺝ اﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ اﻻﻋﺘﺮاﺽ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ = ﻓﺘﻠﻚ ﺣﺎﻝ اﻟﺠﻬﺎﻝ، ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﺎ).
ابن الجوزي رحمه الله
/channel/Rwaq_manhaji
قال ﷺ: "حياتي خير لكم ومماتي خير لكم، تعرض علي أعمالكم".
فسوى بين حياته وموته، وصرح بعرض أعمال أمته عليه.
ونص في حديث آخر على أن سلامنا عليه يبلغه حيث كنا، وأمته تزيد على المليار فلا يشغله سلام شخص عن سلام آخر.
وقال ﷺ: "إنما أنا قاسم والله يعطي".
ولا دليل على تخصيص ذلك بحياته الدنيا، ولا سيما مع الحديث الذي صدَّرنا به المنشور، وإجماع المسلمين حتى الوهابية على أن حياته في البرزخ أكمل من حياته الدنيا
=
فإذا طلب منه ﷺ مسلم مدده وأن يقسم له مما أعطاه الله، وذلك من عمله المعروض عليه ﷺ، وكل خير يصلنا في الدارين فإنما هو من بابه ﷺ، حتى حساب الله للخلق وشفاعة الشافعين ودخول الجنة= رماه الجهلة الفدادون قساة القلوب المحرومون: بالشرك!
فنعوذ بالله تعالى من الغرور والجفاء والقسوة والغباء.
/channel/Rwaq_manhaji
وبمناسبة المنشور السابق:
فقد استقر العزم على إخراج شرح المنتهى في طبعتين:
الأولى: فيها إخراج النص إخراجا علميا على أقرب صورة ممكنة لما أراده مؤلفه رضي الله عنه، مع خدمة النص تشكيلا وتخريجا وعزوا وعلامات ترقيم وبيانا لأهم فروق النسخ وتطورات النص التي حصلت من مؤلفه، ونحو ذلك من الأمور الأساسية المهمة.
ولا نخليه من مستملح الحواشي والتعليقات والتنبيهات؛ دون إكثار من ذلك؛ لئلا يثقل حمله ويكبر حجمه.
وهذه ستكون في حجم الطبعات السابقة، وتحصل بها -إن شاء الله تعالى- مهمة إخراج الكتاب إخراجا علميا يعتمده الحنبلي وغيره، ولا غنى عن ذلك لأي منهما؛ إذ هو أهم كتب المذهب وأعمدها.
والثانية: فيها مع ذلك: جمع الحواشي والتقريرات والاستدراكات والتنبيهات التي كتبها علماء المذهب في مصر والشام ونجد وغيرها، مما لم يجتمع في غيرها من قبل، ولا رأت عين ولا سمعت أذن نصفَه من قبل، ويسد بها خلل واضح في كتب المذهب يعرفه الخبير به، ومن ذلك منهوات الشيخ منصور البهوتي نفسه وتعليقات بعض كبار تلاميذه.
ولكن هذه الطبعة ستكون كبيرة الحجم لا يتيسر لكل أحد تحصيلها، وقد لا تهم غير المتخصص بهذا القدر من الحواشي المذكورة، مع شدة أهميتها للفقيه حنبلي وغيره؛ فلا نضطر غيره إلى شرائها لمجرد الوقوف على نَص الكتاب الصحيح، بل تكفيه الطبعة الأولى.
وبالله تعالى التوفيق ومنه الإعانة والمدد.
/channel/Rwaq_manhaji
قال في الفروع:
"قال أهل اللغة: يقال رجل أبله بيِّن البله والبلاهة، وهو الذي غلب عليه سلامة الصدر، وقد بله بكسر اللام وتبله، والمرأة بلهاء. وفي الحديث: "أكثر أهل الجنة البله"، يعني: في أمر الدنيا؛ لقلة اهتمامهم بها، وهم أكياس في أمر الآخرة. وتباله: أرى من نفسه ذلك، وليس به".
/channel/Rwaq_manhaji
كتبته في مثل هذا اليوم من ٨ سنوات على الفيس بوك:
الإمام الشافعي يتبرك بالإمام أحمد، والإمام أحمد يتبرك بجبة أحد أصحابه، وولد الإمام، صالحٌ؛ يتبرك بأبيه:
__________________
النقل من (الآداب) لابن مفلح، تلميذ ابن تيمية بل أفقه تلامذته:
(قال المروذي في كتاب "الورع": سمعت أبا عبد الله: يقول قد كان يحيى بن يحيى أوصى لي بجبته، فجاءني بها ابنه، فقال لي، فقلت: [رجل صالح قد أطاع الله فيها أتبرك بها].
قال: فذهب فجاءني بمنديل ثياب، فرددتها مع الثياب).
(وقالت فاطمة بنت أحمد بن حنبل: وقع الحريق في بيت أخي صالح، وكان قد تزوج إلى قوم مياسير، فحملوا إليه جهازا شبيها بأربعة آلاف دينار، فأكلته النار، فجعل صالح يقول: ما غمني ما ذهب مني إلا ثوب أبي، كان يصلى فيه، [أتبرك به، وأصلي فيه]!
قالت: فطفئ الحريق، ودخلوا فوجدوا الثوب على سرير قد أكلت النار ما حوله والثوب سالم!!
قال ابن الجوزي: وهكذا بلغني عن قاضي القضاة علي بن الحسين الزينبي أنه حكى أن الحريق وقع في دارهم فاحترق ما فيها إلا كتاب فيه شيء بخط أحمد!
قال ابن الجوزي: [ولما وقع الغرق ببغداد سنة أربع وخمسين وخمسمائة وغرقت كتبي سلم لي مجلد فيه ورقتان من خط الإمام أحمد -رحمه الله-]!
[وروي من غير طريق]: أن الشافعي -رضي الله عنه- كتب من مصر كتابا، وأعطاه للربيع بن سلمان، وقال: اذهب به إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وأتني بالجواب، فجاء به إليه، فلما قرأه تغرغرت عيناه بالدموع، وكان الشافعي ذكر فيه أنه رأى النبي ﷺ في المنام، وقال له: اكتب إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل، واقرأ عليه مني السلام، وقل له: إنك ستمتحن، وتدعى إلى خلق القرآن، ولا تجبهم؛ يرفع الله لك علما يوم القيامة.
فقال له الربيع البشارة، فأعطاه قميصه الذي يلي جلده، وجواب الكتاب، فقال له الشافعي أي شيء رفع إليك؟ قال: القميص الذي يلي جلده، قال: ليس نفجعك به، ولكن بله وادفع إلينا الماء حتى نشركك فيه!
وفي بعض الطرق، قال الربيع: فغسلته، وحملت ماءه إليه، فتركه في قنينة، وكنت أراه في كل يوم يأخذ منه فيمسح على وجهه تبركا بأحمد بن حنبل -رضي الله عنهما-!).
___________________
التعليق: كل يؤخذ منه ويرد يا أخي، والإمام تأثر ببيئته ولم يتنبه لهذا الخلل في التوحيد، ولكن -الحمد لله- تنبه لذلك مشايخنا بعد موته بألف سنة، ولولاهم لكنا مشركين وكانت الأمة مشركة.
التعليق على التعليق: طيب.
تذييل: عارف كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وما نقله عنه ابن مفلح، وما ترجم به، وكلامه في "الفروع"، وكلام غيره من الأصحاب، والعبرة بفهم المنقول، والجمع بينه وبين غيره، وليس بالنقل من (جوجل ونحوه).
فلا تتعب نفسك بالنقل، زاعما أنك أتحفتني بما لم أقف عليه، أو زاعما لمن يصدقك أننا ندلس، فأنا لا أخاطب من يصدقك، ومن يدلس لن يذكر المرجع المنقول منه ويقول إنه يعرف كلامَ مَن الدينُ عندك محصور فيهم!
وبالشفا.
/channel/Rwaq_manhaji
يذم بعض الجهال وأشباه العوام السائلَ إذا لم يطلب الدليل، والمفتي إذا لم يذكر الدليل في فتياه؛ ظانين أن ذلك من التقليد المذموم.
وبقطع النظر عن أن المفتي لا يلزمه ذكر الدليل عند عامة أهل العلم، بل لا يحسن ذلك في أحيان كثيرة، وقد نص على ذلك أهل العلم= فخذ هذه الفائدة النفيسة من الإمام الغزالي رحمه الله:
عرف رحمه الله التقليد بقوله:
التقليد هو: قبول قول بلا حجة.
ثم قال:
(ويجب على العامي اتباع المفتي؛ إذ دل الإجماع على أن فرض العوام اتباع ذلك: كذَب المفتي أم صدَق، أخطأ أم أصاب.
فنقول: [قول المفتي لزم بحجة الإجماع، فهو قبول قول بحجة]، فلم يكن تقليدا؛ فإنا نعني بالتقليد: قبول قول بلا حجة، فحيث لم تقم حجة، ولم يعلم الصدق بضرورة ولا بدليل؛ فالاتباع فيه اعتماد على الجهل).
ثم قال:
(العامي يجب عليه الاستفتاء واتباع العلماء.
وقال قوم من القدرية: يلزمهم النظر في الدليل واتباع الإمام المعصوم.
وهذا باطل ...
فإن قيل: فقد أبطلتم التقليد، وهذا عين التقليد.
قلنا: [التقليد: قبول قول بلا حجة، وهؤلاء وجب عليهم ما أفتى به المفتي بدليل الإجماع]، كما وجب على الحاكم قبول الشهود، ووجب علينا قبول خبر الواحد، وذلك عند ظن الصدق، والظن معلوم، ووجوب الحكم عند الظن معلوم بدليل سمعي قاطع، فهذا الحكم قاطع، والتقليد جهل).
/channel/Rwaq_manhaji
باب في ضرب من الفقه يخفى على النابتة ومن تأثر بهم:
ذكر العلامة ابن مفلح في الفروع عن الإمام أحمد بن حنبل -رضي الله عنه- أنه ذكر عنده إبراهيم بن طهمان وكان متكئا من علة، فاستوى جالسًا، وقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكأ. وذكر ابن عقيل في الفنون: أنه كان مستندًا فأزال ظهره. وقال: لا ينبغي أن تجري ذكرى الصالحين ونحن مستندون!
قال ابن عقيل: فأخذت من هذا حسن الأدب فيما يفعله الناس عند ذكر إمام العصر من النهوض لسماع توقيعاته، ومعلوم أن مسألتنا أولى. وقال شيخنا: إذا اعتاد الناس قيام بعضهم لبعض فهو أحق. انتهى.
والمراد بقوله: "شيخنا": الإمام ابن تيمية رحمه الله.
وقد سئل ابن تيمية عن القيام للمصحف وتقبيله؟
فقال:
الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْقِيَامُ لِلْمُصْحَفِ وَتَقْبِيلُهُ لَا نَعْلَمُ فِيهِ شَيْئًا مَأْثُورًا عَنْ السَّلَفِ، وَقَدْ سُئِلَ الْإِمَامُ أَحْمَد عَنْ تَقْبِيلِ الْمُصْحَفِ؟ فَقَالَ: مَا سَمِعْت فِيهِ شَيْئًا. وَلَكِنْ رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ: أَنَّهُ كَانَ يَفْتَحُ الْمُصْحَفَ وَيَضَعُ وَجْهَهُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ: "كَلَامُ رَبِّي، كَلَامُ رَبِّي".
وَلَكِن السَّلَفُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ عَادَتِهِمْ الْقِيَامُ لَهُ: فَلَمْ يَكُنْ مِنْ عَادَتِهِمْ قِيَامُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضِ، اللَّهُمَّ إلَّا لِمِثْلِ الْقَادِمِ مِنْ مَغِيبِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَلِهَذَا قَالَ أَنَسٌ: "لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَكَانُوا إذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا؛ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهَتِهِ لِذَلِكَ".
وَالْأَفْضَلُ لِلنَّاسِ أَنْ يَتَّبِعُوا طَرِيقَ السَّلَفِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، فَلَا يَقُومُونَ إلَّا حَيْثُ كَانُوا يَقُومُونَ".
ثم قال ابن تيمية -وهذا هو محل الشاهد والفقه العالي، وهو ما استشهد به تلميذه العلامة ابن مفلح، وفيه تعليم للجهال الذين لو اقتصرنا على مثله يرموننا بالتدليس، وكأنهم يريدون أن ننقل مجموع الفتاوي كلها لنسلم من تهمة التدليس، ثم لن نسلم مع ذلك من تهم أخرى-: "فَأَمَّا إذَا اعْتَادَ النَّاسُ قِيَامَ بَعْضِهِمْ لِبَعْضِ: فَقَدْ يُقَالُ: لَوْ تَرَكُوا الْقِيَامَ لِلْمُصْحَفِ مَعَ هَذِهِ الْعَادَةِ= لَمْ يَكُونُوا مُحْسِنِينَ فِي ذَلِكَ وَلَا مَحْمُودِينَ، بَلْ هُمْ إلَى الذَّمِّ أَقْرَبُ، حَيْثُ يَقُومُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ وَلَا يَقُومُونَ لِلْمُصْحَفِ الَّذِي هُوَ أَحَقُّ بِالْقِيَامِ، حَيْثُ يَجِبُ مِنْ احْتِرَامِهِ وَتَعْظِيمِهِ مَا لَا يَجِبُ لِغَيْرِهِ، حَتَّى يُنْهَى أَنْ يَمَسَّ الْقُرْآنَ إلَّا طَاهِرٌ، وَالنَّاسُ يَمَسُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَعَ الْحَدَثِ، لَا سِيَّمَا وَفِي ذَلِكَ مِنْ تَعْظِيمِ حُرُمَاتِ اللَّهِ وَشَعَائِرِهِ مَا لَيْسَ فِي غَيْرِ ذَلِكَ، وَقَدْ ذَكَرَ مَنْ ذَكَرَ مِنْ الْفُقَهَاءِ الْكِبَارِ قِيَامَ النَّاسِ لِلْمُصْحَفِ ذِكْرَ مُقَرِّرٍ لَهُ غَيْرَ مُنْكِرٍ لَهُ".
فانظر إلى هذا التقرير المتين، وكيف جعل عدم القيام للمصحف الذي هو حال السلف إلى الذم أقرب؛ رعاية لحال المتأخرين وعاداتهم!
وهذا باب من الفهم الصحيح يجب مراعاته، ويسلم به المرء من اعتراضات أهل الجلافة والبلادة في مسائل عديدة، منها المولد النبوي الشريف.
ومنها: ما سيق المنشور لأجله، وهو زعم بعض الناس في زماننا: أن الأولى عدم ذكر لفظ السيادة قبل اسم سيدنا ومولانا محمد ﷺ، وكذا قبل أسماء ساداتنا الصحابة وآل البيت ونحوهم، بحجة أن السلف لم يكونوا يفعلون ذلك.
وقد تجد بعضهم يعدل عن "سيدنا محمد"، إلى "نبينا محمد" مع أن السلف لم يلتزموها أيضا، لكنه العنت!
فإذا اعتاد الناس أن يخاطب بعضهم بعضا بألقاب الاحترام والتعظيم، ولا يذكرون الاسم مجردا، ويعدون ذلك من سوء الأدب، وقد يعاقَب الإنسان عليه لو خاطب ملكًا أو رئيسًا أو مسؤولً باسمه مجردًا، بل لو ذكره مجردا حتى في غير الخطاب؛ ثم هو يقول عن سيدنا ومولانا وقرة أعيننا: (محمد) هكذا مجردا، دون ما يشعر بالتعظيم والإجلال= فهذة قلة أدب يذم عليها صاحبها، ويوقع الناس في قلة التعظيم والاجتراء على ذلك وعدم المبالاة بالأدب الواجب.
ومعلوم أن من العقوق وقلة الأدب في زماننا عند أكثر الناس وغالب أعرافنا المنضبطة: أن يذكر الإنسان أباه باسمه مجردا، مع أن الصحابة يفعلون ذلك حين يروون عن آبائهم أو يحكون أفعالهم، كما يفعل ابن عمر مع أبيه مثلا.
فالباب واحد لو كان هؤلاء يعقلون.
وإنما سبق من سبق بالأدب، ومن بالغ فيه فما بالغ، وأولى من يُلتزم الأدب معه ويستفرغ الوسع فيه هو سيدنا ومولانا محمد ﷺ، ثم ورثته وخلفاؤه من أهل العلم والولاية.
رزقنا الله الأدب ظاهرا وباطنا، وعافانا من الجفاء والغفلة.
/channel/Rwaq_manhaji
فلماذا تكفرون المسلمين يا معشر المبتدعة الأغبياء، على أن أهل السنة الذين تبدعونهم وتكفرونهم لا يقولون بالتأثير أصلا؟!
"والأرواح مختلفة في طبائعها وقواها وكيفياتها وخواصها … والتأثير غير موقوف على الاتصالات الجسمية كما يظنه من قل علمه ومعرفته بالطبيعة والشريعة؛ بل التأثير يكون تارة بالاتصال، وتارة بالمقابلة، وتارة بالرؤية، وتارة بتوجه الروح نحو من يؤثر فيه، وتارة بالأدعية والرقى والتعوذات، وتارة بالوهم والتخيل".
ابن القيم في "زاد المعاد"
/channel/Rwaq_manhaji
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله.
/channel/Rwaq_manhaji