قناة خاصة بالمنشورات والدروس المنهجية، المتعلقة بمنهج التفقه وطلب العلم على الطريقة المعروفة عند أهل العلم، والجادة المسلوكة عبر القرون.
بمناسبة فضيحة النصابَين آكلَين الأموال بالباطل باسم الدين، عياذا بالله= دعونا نكتب فائدة علمية جليلة، كنت قرأتها من عشرين سنة أيام كنت أُقرئ كتاب "الآداب الشرعية" لابن مفلح رحمه الله، وامتثلتها في عامة أمري منذ ذاك الحين ونصحت بها من يثق بنصيحتي.
ورضي الله عن الإمام أحمد فقد كان كبير العقل والنفس كما كان كبير العلم واسعه.
أين الفائدة؟
في المنشور القادم إن شاء الله.
/channel/Rwaq_manhaji
توعد بالدعاء علي في صلواته وأوقات الإجابة، فما مر يومان إلا وفضح شر فضيحة، وتتابع الناس في ذكر ما تعرضوا له من نصبه واحتياله، وهُتك ستره الذي طال لسنوات..
ولم أدعُ عليه قط ولن أدعو عليه.
هل أنا أكتب هذا لأقول: إني صالح وولي وقد انتقم الله ممن آذاني؟
معاذ الله أن أقول هذا أو حتى أفكر فيه.
لكن أتعلم يا أخي؟
المظلوم ينصره الله ولو كان كافرا.
والله تعالى لا يخادَع.
نعم؛ يمكنك أن تخدع الناس بما تظهره لهم وما تخفيه عنهم، ويمكنك أن تلبس ثوب المظلوم، ويمكنك أن تتوعد بالدعاء على فلان وفلان وكأنك ولي سيستجيب الله لك فيمن لا يعرفك أصلا ولا تعرض لك، بل ويمكنك أن تتحامق وتدعو عليه بالفعل.
لكنك غافل عن معنى خطير، وهو أن الله حكم عدل لا يظلم مثقال ذرة ولا يخادَع.
بل قد قلتُ من قبل: إن المظلوم المتحقق ظلمه قد يتعدى على ظالمه في الدعاء، فيعاقَب وليس يستجاب له.
فكيف بمن يدعو وهو ظالم باغ؟!
وقد فعلها غيره من سنين، ورأيت وسمعت من الدعاء علي بأشد الدعوات في نفسي ومالي وأهلي وديني وآخرتي واللعن= ما لا تتحمله الجبال.
وهناك من قال إنه يدعو علي في كل صلاة وفي الكعبة وفي الطواف!
دع عنك أني لا أفهم أي قلوب تلك التي تدعو على مخالفها بهذا الغل في أوقات الإجابة وأماكنها، بدلا من الدعاء لأنفسهم وتنقية قلوبهم من الغل، ولا أقول الدعاء للمخالف.
لكن كيف يظن هؤلاء أن الله يستجيب لقلب أسود ولسان باغ ظالم؟!
وكيف أمنوا على أنفسهم أن يرد الله عليهم دعواتهم؟!
بالله تناجي ربك في أشرف الأوقات والأماكن بمثل هذا؟!
أعوذ بالله من قلب كقلبك، ولسان كلسانك، وجهل بالله كجهلك.
كمثل أشقى القوم وأسفههم الذي يدعو بموتي عاجلا..
فكان ماذا؟! أموتي هو الحل؟! ما أسفهكم والله.
ولله در الشافعي إذ يقول:
تَمَنّى رِجالٌ أَن أَموتَ وَإِنْ أَمُت *** فَتِلكَ سَبيلٌ لَستُ فيها بِأَوحَدِ
وَما مَوتُ مَن قَد ماتَ قَبلي بِضائِري *** وَلا عَيشُ مَن قَد عاشَ بَعدي بِمُخلِدي
لَعَلَّ الَّذي يَرجو فَنائي وَيَدَّعي *** به قَبلَ مَوتي أَن يَكونَ هُوَ الرَدي
فَقُل للذِي يبغِي خلافَ الذِي مَضَى: *** تهيأْ لأخرى مثلِها، فكأنْ قدِ
___
تعال أقول لك أمرا آخر لم أكتبه حينها مع توفر الداعي للكتابة في مثل هذا، لكني أمهلت وتأنيت لأصفي نيتي وآمن الشماتة، ولا تستخفني الأحداث.
من قبلُ ما فضح آخر شر فضيحة بأكل أموال الناس بالباطل والتجارة بالملايين نصبا واحتيالا، وقد كان يفتري ويكذب علي ويصدقه من يصدقه، بل كان يمول من يكذب ويفتري ويدعمهم، وأعرف بعضهم بأعيانهم.
ثم كان ماذا؟ باعوه وأكلوا ثمنه، لما فاحت رائحته، وفضحوه هم، وطوي ذكره بعد أن نال بسبه وتطاوله ما نال من شهرة وحظوة.
فاعتبر يا أخي مرة أخرى، فالله لا يخادَع، والكذب على الناس والظلم لهم= عاقبتهما وخيمة.
_
وثالث: أمهد لك قبل ذكر ما حصل له تمهيدًا.
متى رأيتَ الشخص يسيء الظن بالناس، ويحمل كلامهم وأفعالهم على المحامل السيئة مع بعدها، ويلج في الخصومة بالباطل وابتغاء العنت، ويلح على اتصافه بالفضيلة التي يسلبها عن خصومه= فاعلم أنه خلو من تلك الفضائل، وما كان يرى الناس إلا بعين طبعه فيظنهم مثله.
هكذا علمتني الحياة، وهو درس لا يكاد يتخلف، وقاعدة لا تنخرم.
ذاك: كان يحمل كلامنا في مسائل فقهية محضة على أننا فساق نخطب ود النساء بما نفتي به، وحتى لو كان مذهب الأئمة الأربعة وتحقق من ذلك: فنياتنا في نظره مدخولة، ومرادنا أمر آخر وراء ذلك.
هكذا كان يقول ويكرر، ويبدي ويعيد ويزيد، ويلت ويعجن؛ سنوات وسنوات.
مع ادعاء الغيرة على الدين والنساء والحرمات، ورمينا بنقيض ذلك.
ثم كان ماذا؟
كان ما تعلمون من فضحه بعلاقات نسائية قبيحة مع متزوجات وغير متزوجات وأزواج معتقلات، وفي عشر رمضان الأخير، إلى غير ذلك مما أنزه قلمي عن تفصيله، كما نزهته عن الكتابة عنه وقت فضيحته، ونزهته قبل ذلك عن تسميته ومجاراته ومقاولته في أي رد لسنوات، وهو الذي نال ما نال من شهرة وتصدر بردوده علي وفجوره في خصومتي!
والحمد لله، فمن فضحه هم أصحابه حتى أجبروه على غلق الفيس بوك!
أعود وأقول:
هل أنا أكتب هذا لأقول: إني صالح وولي وقد انتقم الله ممن آذاني؟
معاذ الله أن أقول هذا، أو حتى أفكر فيه.
لكن اعلم يا أخي:
المظلوم ينصره الله ولو كان كافرا.
والله تعالى لا يخادَع.
__
وبعد: فقد كتبت هذا لا شماتة بعدو، ولا فرحا بفضيحة أحد، والحمد لله أني لم أكتب عن شيء من فضائحهم ولا فضائح غيرهم، مع علمي بكثير مما نُشر عنهم وما لم يُنشر عنهم وعن غيرهم ممن لا يزال ستر الله عليه، وهو أكبر من هؤلاء وأعلم وأشهر وأشد إيذاء لنا!
لكن كتبته للعبرة والعظة، وليعلم العاقل أن هناك فساقًا متسترين بالدفاع عن السلف، ويعرف حقيقتهم، وأن القضية تجارة وريتش ولايكات وشهرة ودائرة معارف ومصالح.
فلما يتحمقوا ويتحامقوا في الرد علينا وتشويهنا وشتمنا= فلا تغتر يا بني، فهذه ليست غيرة على الدين كما يوهمونك..
ده أكل عيش وعلاقات ومحافظة على منصب وجاه ومال وأتباع.
(ولا يجوز دعوى الإجماع بعمل بلد أو بلاد من بلدان المسلمين، فكيف بعمل طوائف منهم؟!
وإذا كان أكثر أهل العلم لم يعتمدوا على عمل علماء أهل المدينة وإجماعهم في عصر مالك؛ بل رأوا السنة حجة عليهم كما هي حجة على غيرهم؛ مع ما أوتوه من العلم والإيمان= فكيف يعتمد المؤمن العالم على عادات أكثر من اعتادها عامة، أو من قيدته العامة، أو قوم مترئسون بالجهالة لم يرسخوا في العلم ولا يعدون من أولي الأمر ولا يصلحون للشورى، ولعلهم لم يتم إيمانهم بالله وبرسوله، أو قد دخل معهم فيها بحكم العادة قوم من أهل الفضل عن غير روية، أو لشبهة أحسن أحوالهم فيها أن يكونوا فيها بمنزلة المجتهدين من الأئمة والصديقين؟!
والاحتجاج بمثل هذه الحجج والجواب عنها= معلوم أنه ليس طريقة أهل العلم، لكن لكثرة الجهالة قد يستند إلى مثلها خلق كثير من الناس حتى من المنتسبين إلى العلم والدين!)
ابن تيمية
/channel/Rwaq_manhaji
يحتجون بجهل وجمود بقوله تعالى: "قل إنما أنا بشر مثلكم" فيردون بها من الخصائص ما أداهم إليه ضيق عطنهم وماديتهم.
ويعرضون عن قوله ﷺ في الصحيح: "إني لست كهيئتكم"، وما في معناه من النصوص الكثيرة العامة والخاصة.
شأن كل أهل البدع والضلال في الإيمان ببعض ورد بعض.
/channel/Rwaq_manhaji
إلهكم جسم له أبعاض وأجزاء وتحله الحوادث، ونبيكم مجرد بشر تميز بالوحي فقط وليس له خوارق، وتكفرون المسلمين، وتعادون الأولياء والعلماء، مع ما اجتمع لكم من سوء الخلق والغباء= قبحكم الله من خوارج لا كبير فرق بينكم وبين الزنادقة.
/channel/Rwaq_manhaji
تكلم رجل بكلام أنكره عليه الإمام أحمد بن حنبل، وقال: هذا من حبه الدنيا، يُسأل عن الشيء الذي لا يحسن، فيحمل نفسه على الجواب!
/channel/Rwaq_manhaji
ما أقبح الجهل بالحديث!
قال ابن السبكي في رفع الحاجب:
"ومن عجائب أكثر الشارحين تخيلهم أن قول المصنف - يعني ابن الحاجب-في تخصيص العموم بالمفهوم: (ومثل: "في الأنعام الزكاة" = إشارة منه إلى حديث، ونسبوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لم يقله مع تخيلهم أن قوله هنا : (كلكم جائع) ليس إشارة إلى حديث، ولم يتصوروا أنه حديث ، وهو من أشهر الأحاديث .."!!
ثم ساقه.
وإن تعجب فعجب أنه من أحاديث الأربعين النووية. والله المستعان.
/channel/Rwaq_manhaji
عودة إلى هذه السلسلة المهمة النافعة، وراجع ما سبق من منشورات تحت هذا الهاشتاج.
#جربناها_ومانفعتش
#الجمع_بين_الحنبلية_والوهابية
المنشور الثاني عشر:
__________
١- في آخر باب صلاة العيدين في المنتهى والإقناع وغيرهما من كتب السادة الحنابلة رضي الله عنهم: "لا بأس بالتعريف عشية عرفة بالأمصار".
قال العلامة منصور البهوتي: "نصًّا، قال أحمد: إنما هو دعاء وذكر الله، وأول من فعله ابن عباس وعمرو بن حريث". انتهى.
وفي شرح الإقناع: "قيل: تفعله أنت؟ قال: لا".
فليتأمل النبيه هذا التعليلَ من الإمام أحمد: (إنما هو دعاء وذكر الله)؛ فإنه مهم في كثير من تطبيقات البدعة الإضافية المزعومة.
والأمثلة كثيرة في كتبنا..
٢- فمنها: أن عندنا رواية -وليست هي المذهب- ذكرها الإمام المرداوي عن الإمام أحمد، وكذا الخلال: بعدم كراهة القراءة بسورة الجمعة في عشاء ليلة الجمعة، فقد وروى الخلال من طريق الحسن بن حسان قال: قلت لأحمد: فنقرأ في ليلة الجمعة بسورة الجمعة؟ قال: لا بأس، ما سمعت بهذا شيئًا أعلمه، ولكن لا يدمن، ولا يجعله حتمًا".
فمع كون الإمام لم يسمع فيه أثرا: لم ير به بأسا، لكن احترز بما قاله عن جعله سنة أو الإيهام بذلك.
وهذا ملحظ مهم جدا.
٣- ونقل ابن رجب عن حبيب بن أبي ثابت قال: «كانوا يستحبون أن يقرؤوا ليلة الجمعة سورة الجمعة؛ كي يعلم الناس أن الليلة ليلة الجمعة»!
٤- ونظير ذلك ما في "شرح منتهى الإرادات" للعلامة البهوتي، في كلامه على أحكام صلاةالتراويح:
(ولا يستحب لإمام زيادة على ختمة في تراويح إلا أن يؤثروها، ولا يستحب لهم أن ينقصوا عن ختمة؛ ليحوزوا فضلها..
ويفتتحها أول ليلة بسورة القلم؛ فإنها أول ما نزل، ثم يسجد، ثم يقوم، فيقرأ من البقرة. نصا. ولعله بلغه فيه أثر). اهـ.
وقوله : "نصا"، يعني: نص عليه الإمام أحمد، فهو -إذَن- ليس من تخريج أصحابه، ولا وجوههم، وإنما هو نص إمام المذهب.
ما دليله؟
يقول البهوتي: "لعله بلغه فيه أثر".
وسبقه إلى نحو ذلك ابنُ النجار في شرحه.
فهذان إماما المتأخرين، وعمدتاهم، وعلّامتان كبيران، وإمامان مقدَّمان، خفي عليهم دليل الإمام في مسألة، فلم يبادرا بالرد، ولا التوقف.
ولا قالا: "العبرة بالدليل، ولا نعلم دليلا للإمام، فلا نقول بالاستحباب".
ولا شوشا على القارئ كما يفعله المعاصرون بحجة اتباع الدليل.
كيف كانا يفكران؟
بقطع النظر عن هذه المسألة المعينة، فهذه طريقة تفكيرهم:
١- أحمد إمام صدق.
٢- واتباعه للسنة وتعظيمه للأثر= قطعي.
٣- واطلاعه واسع، وليس في معاصريه ولا من بعده من يساويه في معرفته بالسنة وآثار الصحابة
٤- والمسألة في العبادات. ولا يمكن استحباب شيء فيها بلا دليل.
٥- وأحمد تواتر النقل عنه بالنهي عن الابتداع في الدين، وأن يتكلم الإنسان في شيء بلا دليل، وفي مسألة ليس له فيها إمام.
٦- وعدم العلم بالشيء؛ لا ينفيه، فكوننا لا نعلم دليلا لكلام إمام كبير كأحمد= لا يعني أن لا دليل لقوله.
٧- وليس كل ما لم نجده في الكتب التي بين أيدينا= غير موجود ولا ثابت في نفس الأمر، والمتقدمون أعلم وأحفظ من المتأخرين، ودواوينهم صدورهم، كما قرره ابن تيمية.
٨- وقد أجمع العلماء على براءة الذمة بتقليد الإمام أحمد وأمثاله.
- بهذه المقدمات، وتلك النفسية غير المتربصة؛ يتعامل الأئمة المتأخرون مع أئمة الدين الكبار، وعلى هذا يتربى المتفقه تربية علمية ونفسية صحيحة.
ولا علاقة لهذا بالتعصب، كما يظن بعض من لا يفهم معنى التعصب، ولا الفرق بينه وبين احترام العلماء واجتهاداتهم.
/channel/Rwaq_manhaji
(فالمؤمن يعرف المعروف وينكر المنكر؛ ولا يمنعه من ذلك: موافقة بعض المنافقين له ظاهرا في الأمر بذلك المعروف والنهي عن ذلك المنكر، ولا مخالفة بعض علماء المؤمنين).
ابن تيمية
/channel/Rwaq_manhaji
وصلتني رسالة من الأستاذ سمير صاحب دار الرياحين، يقول فيها:
"أبشرك مولانا..
على رغم صدور كتاب نهاية المبتدئين في منتصف الموسم ولم يكمل شهره الخامس، ولم يلحق معظم دورة المعارض السابقة= إلا أن الكتاب شارف على الانتهاء والمخزون الباقي منه لا يكفي أكثر من أسبوعين.
لذا نرجو من حضرتك تجهيز الملاحظات على الطبعة الاولى تمهيدًا لدفعه إلى المطبعة حتى يكون جاهزًا لدورة المعارض الجديدة
من حقك علينا إبلاغك بذلك".
والحقيقة أني لم أسأله عن ذلك، ولا كنت أفكر في هذا الآن؛ لأنه طبع عددا كبيرا عن المعتاد في الطبعة الأولى وظننت أن أمامنا بعض الوقت.
فأحمد الله تعالى على ذلك وأسأله الإخلاص والقبول والنفع به وبما سبقه ويليه من أعمال عبده الفقير.
هذا أولًا.
وثانيًا: أشكر لأخي الأستاذ سمير أمانته وحرصه على إتقان إصداراته وسرعته في العمل وحسن تعامله ووفائه بالعقود وبما التزمه من المشاركة في المعارض والتوزيع الجيد.
وهذا في الواقع صار أمرا قليلًا في الناشرين!
وكم من ناشر أكل حقوق المؤلفين ولم يوف بالعقود، وأساء إليهم في التعامل، ومطلهم.
وبعض الناشرين -مع الأسف- تنفد الطبعة عنده فلا يخبر المؤلف أو المحقق، ويعيد الطباعة من نفسه، بل يكذب إذا سئل عن نفاد الطبعة!
وهذا الأمر ليس سرا ولا حصل مع واحد واثنين وثلاثة فقط، بل صار عادة لبعضهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبعضهم يوهمك أنه مشارك في كل المعارض ولديه مصداقية وتوزيع جيد، والواقع ليس كذلك.
وعمومًا فالأمانة عملة نادرة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
/channel/Rwaq_manhaji
لما سأل الإمامَ أحمدَ بعضُ طلابه عمن يسألون بعده؛ قال لهم: (سلوا عبدالوهاب الوراق؛ إنه رجل صالحٌ، مثله يوفق لإصابة الحق).
فانظر إلى أي شيء دل الإمام أصحابَه، مع ما قيل في عبد الوهاب الوراق -رحمه الله- من عدم اتساعه في العلم.
وقبله قال المحدث الملهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (اقربوا من أفواه المطيعين، واسمعوا منهم ما يقولون؛ فإنهم تتجلى لهم أمور صادقة)!
ولما اطَّلع الإمام أبو يوسف -صاحب الإمام أبي حنيفة، رحمهما الله- على أقضية حفص بن غياث، وطاب له ما فيها من العلم والفقه قال: (حفصٌ ونظراؤه يُعانون بقيام الليل)، وقال مرةً: (إن حفصًا أراد الله فوفقه).
/channel/Rwaq_manhaji
قال الإمام العلامة ابن السبكي (ت: 771هـ):
"فكم من فقيهين يعرفان مذهب الشافعي وأبي حنيفة، ثم إذا سُئلا عن مأخذهما: لم يحيرا جوابًا، ووُجدا حاملَي فقه وليس بفقيهين، وأكثر أبناء زماننا كذلك، فواهًا على الفقه، فإنه لم يبق من سحابه إلا اليسير من ظله، (والله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور العلماء، ولكن يقبض أهلَه)".
/channel/Rwaq_manhaji
"ومن حفظ القرآن غير معرَب، فلم يمكنه أن يقرأه إلا بلسان العجم، أو عجز عن حفظ إعرابه ونحوه= فليقرأ كما يمكنه؛ فهو أولى من تركه: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها}".
ابن تيمية
/channel/Rwaq_manhaji
"العلم كلما كان الناس إليه أحوج: كانت أدلته أظهر وأكثر؛ رحمة من الله بخلقه".
شيخ الإسلام-وإن رغمت أنوف- ابن تيمية
/channel/Rwaq_manhaji
١- (كلامك في فلان أفرح الوهابية).
ما دمت تبني دينك ومواقفك على ما يفرح الوهابية أو يحزنهم= فلن تفلح.
وإذا كنت تظن أني سأسكت عن باطل لئلا يفرح الوهابية أو غيرهم= فأنت مخطئ.
الدين لا يحتمل المحاباة يا أخي كما قال الإمام ابن عقيل، نعم ولا المناكفة ولا شغل الألتراس.
الحق حق رضي من رضي وسخط من سخط، وافق بعضه الوهابية أو حتى غير المسلمين أو خالفهم، وإذا كانت قبلتك مرضاة الله وتعظيم دينه واتباع السلف حقا= فلا عليك أن وافقك قوم أو خالفوك، رضوا عنك أو كرهوك.
وأما إن أداك عقلك إلى النظر إلى مخالفك واعتباره فيما تأتي وتذر= فأنت وهابي العقل والنفسية وإن كنت ألد خصومهم.
وأنا ولله الحمد لست مثل شيخكم، أجعل الوهابية أمام عيني كلما قالوا شيئا خالفته وإن أجمعت عليه الأمة، وإلا فلماذا أنتقده؟!
أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.
٢- (نقدك لفلان شديد وفيه بقية وهابية).
ليس في نقدي شيء غير علمي، وما أخذتموه من وصفي له بما وصفته= فهو أمر أنا تحققته منه من عشرين سنة وزادته الأيام رسوخا، ووافقني عليه كثير من الفضلاء والعقلاء من الصوفية وغيرهم.
وقد وصفت بعض خصومكم بهذا= فما اعترضتم ولا جعلتموها بقية وهابية.
كل ما في الأمر يا أخي أنكم متعصبة، ولما مس الأمر من تعظمون لم يعجبكم، مع رضاكم به لما وصفت به خصومكم!
أي: أن الذم ليس للوصف من حيث هو، ولكن لوصف شيخكم به.
على أني لست هنا في مقام الدفاع عن نفسي، ولا أبرؤها كذلك..
لكن ليس وصف من تصدر بجهل وخفة، وغيّر الأحكام الشرعية المجمع عليها أو التي عليها المذاهب الأربعة مرات وليس مرة واحدة، وجعل قبلته فيما يأتي ويذر مخالفة الوهابية، وأطلق لسانه في العلماء بالسوء على منبر رسول الله ﷺ، وحدث الناس غير مرة بما لا تحتمله عقولهم دع عنك ما هو خطأ وسوء فهم؛ ليس وصفه بالحمق وخفة العقل إسرافًا ولا بقية وهابية، وإنما هي حيلة نفسية تستعملونها لتدافعوا عنه وتنقدوا من ينقده.
وبكل حال: فموقفي من هذا الرجل محكم لا يتغير، وهو قديم من عشرين سنة زادته السنين رسوخا، وليس وليد موقف منه ولا موقفين ولا عشرة، ولا حديث سوشيال ميديا ومقاطع مجتزأة، وما أكثر ما أعرضت عن الكلام عنه وصبرت نفسي أن لا أعلق عليه، لكن الرجل لا يكف ولا يكف تلامذته، ودين الله بالمراعاة والغيرة له أحق، وحبله أوثق.
وهذا آخر منشور لي عن هذا الأمر، أو هذه نيتي ما لم يجد جديد يستحق أن أعود، فسأعود بعد ضبط نيتي ومجاهدة نفسي أن لا أرخي لما أجده فيها العنان.
/channel/Rwaq_manhaji
وإن لدي من القصص الشبيهة لما علمتم، والأفظع منه عن عدد من المشاهير= أكثر من هذا بكثير، ممن ليس لهم هم إلا تشويهنا والكذب والفجور في خصومتنا، بل وتحريك الناس لذلك، مما لو ذكرته: ما خرجوا من بيوتهم إلى الموت.
لكني لا أعاملهم بما هم أهله، وأدعُ الجزاء للآخرة، فإن عجل الله فضحهم والانتقام منهم= كان بدون سعي مني سابق، ولا شماتة لاحقة، ولا مشاركة في الفضح، لعل الأجر يكون كاملا في الآخرة.
وأخيرا: هل فهمت أني أقول: إن كل من خاصمني ورد علي كذلك، وكانت ردوده لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها؟
كلا والله ليس الأمر كما فهمت، بل فيهم مخلصون صادقون معتقدون صحة طريقتهم وفساد ما أنا عليه.
فهداهم الله وأصلح بالهم وبصّرهم بمراضيه. والله الموفق لا رب سواه.
/channel/Rwaq_manhaji
نشرت هذا من أربع سنوات:
وقفة:
____
ينسب أهل كل فريق إلى مخالفيهم ما لم يقولوه: إما سوء فهم، وإما إلزاما: كان اللازم صحيحا أو لا، بيّنا أو غير بيّن، وإما كذبا..
لا تَسلم من ذلك طائفة.
في أول الأمر طالب العلم يتلقى عن أهل طائفته مقالات خصومهم، ولا يعتريه شك فيما يلقونه إليه؛ فهم-عنده- أهل الحق والتحقيق والعدل مع الناس جميعا، وربما هم أدرى بمذاهب مخالفيهم منهم!
ثم يفتح الله على بعض الطلاب فيطالعون مقالات الناس من كتبهم، ويحررون أقوالهم من مصادرهم، وهنا:
يطرد بعضهم على قانون العلم، فلا ينسب إلى مخالفيه ما لم يقولوه مهما خالف في ذلك كبار طائفته ومعظَّميهم، وتكون القضية عنده قضية مبدأ: لا تؤخذ أقوال الناس إلا من كتبهم، ولا يترك كلامهم لكلام خصومهم، وليس الخصم مهما علا شأنه بأعرف بالقول من أربابه.
ويجبن آخرون ويخونون أمانة العلم، فيستمرون على نسبة أقوال إلى مخالفيهم لم يقولوها؛ رعاية لخواطر طائفتهم، ونسجا على منوالها، وحفظا لمكانة كبارهم أن ينسب إليهم الخطأ أو قلة التحقيق.
ويتهم بعض ثالث نفسه وفهمه مهما كانت المسألة واضحة كالشمس؛ بحجة أنه ليس معقولا أن شيخنا الفلاني أو إمامنا العلاني لا يدري وأنه أخطأ في فهم كلام مخالفيه أو تجنى عليهم.
ومن العجائب والهوى المتبع: أنك تجد فريقا من الناس يشنع على من ينسب إلى طائفته ما لم تقله، ولا يتحاشا أن يكذّب من فعل ذلك ويسيء إليه، أو يتهمه بالجهل أو قلة التحقيق مهما علا شأنه= ثم هو لا يتورع أن ينسب إلى مخالفيه ما لم يقولوه؛ لأن من يعظمه نسب ذلك إليهم!
والسعيد: من لم يكن وراء الله له مطلب.
/channel/Rwaq_manhaji
"نقلُ الفقه؛ إن لم يعرف الناقل مأخذ الفقيه، وإلا فقد يقع فيه الغلط كثيرا".
ابن تيمية
/channel/Rwaq_manhaji
ذكر الإمام العضد في "أخلاقه" بعض الأمراض وعلاجها..
فمنها: الحيرة، والجهل البسيط، والغضب، والمراء، والجبن، وغيرها.. وذَكر علاجها.
لكنه لما ذكر الجهل المركب قال: (إن قبل العلاج)!
قال العلامة الكرماني في شرحه: "وهو من العلل والأمراض المزمنة المعجزة لأطباء النفوس عن علاجها، حتى اختلفوا في قابليته العلاج، وأكثرهم على أنه ليس بقابل".
وقال العلامة طاشكبري زاده: "وذلك أردأ أصنافه، وصاحبه قلما يرجى شفاؤه، وقد أعجز أطباء النفوس والأرواح عن القيام بمعالجتها … حتى قال بعضهم باليأس عن العلاج". فتأمل، وافقد الأمل.
/channel/Rwaq_manhaji
كلما نشرتَ كلام أهل العلم والأئمة وخصوصًا الحنابلة فيما يتعلق بالمسائل الفقهية والعقدية والسلوكية والخصائص النبوية مما شاع في الناس أنه مخالف للسنة أو بدعة= ازداد جنون بني نبت السوائم وصاروا حمرا مستنفَرة فرت من قسورة.
/channel/Rwaq_manhaji
من خصائص النبي ﷺ في كتب السادة الحنابلة، مع ملحوظة مهمة وهي أنه يخالف في أكثرها النابتة:
في الإقناع للحجاوي وشرحه للبهوتي، وهما من أهم عمد الحنابلة، وللمقبوحين في الدارين اهتمام كبير بالإقناع وإن ذمه كبيرهم في مواضع:
(ولم يكن له) ﷺ (فيء) أي: ظل (في الشمس والقمر؛ لأنه نوراني، والظل نوع ظلمة). ذكره ابن عقيل وغيره، ويشهد له: أنه سأل الله أن يجعل في جميع أعضائه وجهاته نورا، وختم بقوله: واجعلني نورا. انتهى.
يا بني أنتم في جانب وأمة لا إله إلا الله كلها في جانب.
قُبحتم وشُقحتم.
/channel/Rwaq_manhaji
"ليس في قوة العقل درك لما عند الله من الحكمة التي انفرد بها، ولا أخرج الباري مِن عِلْمه ما عَلِمَه هو من حقائق الأمور"!
الإمام أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي رحمه الله
/channel/Rwaq_manhaji
إعادة نشر منشور كتبته من أربع سنوات، عن الهدي الظاهر وإشكالية أن يحسب المرء بسبب بعض المظاهر على فئة المقبوحين في الدارين:
__
من المشكلات التي يجدها المتسنن في سمته (لحية أو نقاب ونحوهما): أنه يحسب على تيارات هو لا ينتمي إليها؛
لأن هذه التيارات في زماننا هي أكثر من يتمسك بهذا الهدي الظاهر، وهذا التمسك شيء طيب من حيث هو، لا شك في ذلك.
ولما كان المتسع في العلم، والعاقل عموما لا يَحسن به أن يحسب على هذه التيارات، ولا تمثله كثير من آرائها وممارساتها،
وكانت قلة العلم وضعف العقل وقصور التفكير والتعصب المذموم سمة لها
=
تجد بعض هؤلاء المتسعين في العلم والعقلاء من غير طلبة العلم يتخلى عن بعض هذا الهدي الظاهر، أو لا يأتي به على وجهه!
وهذه معضلة، يتفهم المرء سببها وقد يعذر بعض أصحابها.
ويا لشقاء من ترك هذه السنن بعد أن كان متمسكا بها، ويا للعنت الذي يلاقيه من هؤلاء، والرمي بالانتكاس والدعاء عليه والتحذير منه واستحلال عرضه، وغير ذلك مما قد يؤدي ببعضهم إلى مهاو سحيقة، والواقع ماثل وخير شاهد!
ولكن مما يعين على التغلب على هذا الإشكال والشعور السيء الذي يجده العالم والعاقل حين ينسب إلى هؤلاء، وحين يعامَل منهم ومن غيرهم على أنه منتم إليهم
=
أن يستحضر دائما أنه يقتدي في ذلك بالنبي ﷺ ويتشبه به، وهذا يهون كثيرا من المشاق في ذلك،
وأن يحتسب أجر تحرير هذه السنن الشريفة من احتكار تلك التيارات لها، فيفتح الباب مع مرور الوقت لمزيد من العقلاء أن يتمسكوا بها، ويقطع على هذه التيارات سبيل التأثير على العامة من الناس باسم التمسك بالسنن وتعظيمها وأنهم أهلها المحيون لها حين تركها غيرهم!
والله المستعان على ما يجده المرء من أذى أن ينسب إلى هؤلاء أو ينظر إليه على أنه منهم، وما يتبع ذلك من تبعات.
/channel/Rwaq_manhaji
(فلا يُنهَى عن منكر إلا ويؤمر بمعروف يغني عنه؛ كما يؤمر بعبادة الله وينهى عن عبادة ما سواه؛ إذ رأس الأمر شهادة أن لا إله إلا الله، والنفوس قد خُلقت لتعمل لا لتترك، وإنما الترك مقصود لغيره؛ فإن لم يشتغل بعمل صالح وإلا لم يترك العمل السيء أو الناقص).
ابن تيمية
/channel/Rwaq_manhaji
ونحيا بذكراكم إذا لم نراكمُ
ألا إنّ تذكارَ الأحبة ينعشنا
فلولا معانيكم تراها قلوبُنا
إذا نحن أيقاظٌ وفي النوم إن غبنا
لمُتنا أسًى من بعدكم وصبابةً
ولكنّ في المعنى معانيكم معنا
يحرِّكنا ذكر الأحاديث عنكمُ
ولولا هواكم في الحشا ما تحركنا
/channel/Rwaq_manhaji
"فإن آنستَ يا هذا من نفسك فهمًا وصدقًا ودينًا وورعًا، وإلا فلا تتعنَّ.
وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأى والمذهب= فبالله لا تتعب.
وإن عرفتَ أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله= فأرحنا منك، فبعد قليل ينكشف البهرج، وينكب الزغل، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
فقد نصحتك.. فعلم الحديث صلف.. فأين علم الحديث؟! وأين أهله؟!
كدت أن لا أراهم إلا في كتاب، أو تحت تراب".
الإمام الذهبي
/channel/Rwaq_manhaji
قال ابن عقيل في "الفنون":
(من دقيق الورع ومكارم الأخلاق= أن لا يقبل البذل في اهتياج الطبع، وهو كبذل السكران، وقَل أن يصح رأي مع فورة طبع؛ من حزن، أو سرور، أو حقن الخبث، أو غضب، فإذا بذل في فورة ذلك= يعقبه الندم، ومن هنا لا يقضي غضبان.
وإذا أردت علم ذلك: فاختبر نفسك. وقد ندم أبو بكر على إحراقه بالنار، والحسن على المثلة، فمن هنا: وجب التوقف إلى حين الاعتدال).
/channel/Rwaq_manhaji
(ﺇﺫا ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻤﺘﺤﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﺑﻠﻴﻎ: ﻓﺎﻧﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺒﺎﺭﺓ، ﺛﻢ ﺗﺄﻣﻠﻪ؛ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺴﻨًﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻﻳﺒﻄﻞ ﺣﺴﻨﻪ ﻧﻘﻠﻪ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺭﺓ).
الإمام أبو الوفاء ابن عقيل
وكذا تحرَّرْ من سطوة كون فلان هو القائل، ولتنظر إليه بموضوعية.
وإنما يراعى أن القول لفلان: عند تفسيره حال الاشتباه والاحتمال؛ ليحكم على قائله بمحكم كلامه، وإن كان المراد لا يدفع الإيراد، لكن يكون ذلك على القول، لا القائل.
/channel/Rwaq_manhaji
/channel/Rwaq_manhaji
Читать полностью…قال الإمام الذهبي رحمه الله في "السير" في سياق محنة الإمام أحمد رضي الله عنه:
"الصدع بالحق عظيم، يحتاج إلى قوة وإخلاص،
فالمخلص بلا قوة: يعجز عن القيام به،
والقوي بلا إخلاص: يخذل.
فمن قام بهما كاملًا= فهو صديق، ومن ضعُف= فلا أقل من التألم والإنكار بالقلب، ليس وراء ذلك إيمان، فلا قوة إلا بالله".
/channel/Rwaq_manhaji