lkhojah | Unsorted

Telegram-канал lkhojah - قناة د. لطف الله خوجه

1618

Subscribe to a channel

قناة د. لطف الله خوجه

- {ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء}. النحل: 93.
- {فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء}. فاطر: 8.
- {كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء}. المدثر: 31.
إن الله تعالى يأخذ بيد من يشاء، فضلا ونعمة ومنّة، ويدع من يشاء عدلا وتملكا، فالإنسان فقير إليه في كل شيء، وأعظم ذلك: إلى هدايته. فالهداية منه محض فضل، لم يستحقه أحد عليه تعالى بشيء، كما في الأثر:
(إن الله لو عذب أهل سمواته، لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم).

كذلك التوفيق والسداد منه، والتعثر والفشل من تركه الإنسان لنفسه.
ربما خطط الإنسان لأعمال كثيرة، فاستعمل السنن الكونية، وسار عليها دون انحراف، فنجح في كثير منها، لكنه في مرات يجد شيئا غريبا ؟!.
يقدم كافة الخطط الصائبة للعمل، ويعمل بها، ثم لا ينجح، فيقف عاجزا عن معرفة علة الفشل، مع بذله كل ما يظن أنه سبب صحيح للنجاح.
العلة تكمن في العون والتوفيق الإلهي، التي تدل الإنسان على خفايا في عمله، يهتدي إليها بيسر وسهولة؛ لأن التوفيق يأخذه ويظله بظلال من التنبه والتذكر والإحاطة.
أو حتى تخرق له العادة، فتنقلب الأمور فتأتي على غير حسبانها، وهو تعالى قادر؛ أبطل علة الإحراق في النار، حتى انقلبت في حق الخليل إبراهيم عليه السلام بردا وسلاما.
وهذا ما نراه في بعض الناس؛ يعمل بلا تخطيط صحيح، ويؤدي أعمالا ساذجة دون أن يحسب لما يستقبل، ثم لا تجد معه إلا النجاح والتوفيق.
إنه يرعاه الله تعالى بتوفيقه وكلاءته، فيحمله ويطير به إلى التفوق، ولو تعثر بخططه: {قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن}.
فإذا ما فشل وتعثر؛ فقد تخلت عنه رحمة الله تعالى لأمر وسبب ما، قد نعلمه عينا، أو لا.
كل هذا التوافق مع السنن والانقلاب عليها، ليعلم الناس:
أن القوة لله وحده، وأنهم مهما بدا لهم، أنهم يدبرون أمورهم بأيديهم، يقيم الله لهم شاهدا من حالهم، أن التدبير له وحده، وأنه عندما يوالي في نجاحات قوم اغتروا بخططهم، فظنوا أنهم ملكوا الأرض بمفاتيحها، يخالف عليهم حالهم، ويفسد عليهم أعمالهم بأمر يسير لم يفطنوا إليه، ولم يقدروه حق قدره، كما أفسد على قوم سبأ سدهم العظيم، المحصن تحصينا بليغا، بمخلوق صغير في حجم فأرة.
{قل إن الأمر كله لله }. خلق الإنسان، وهدايته وضلاله.. توفيقه وفشله.. إقباله وإدباره، كل أموره إلى الله تعالى، فإذا أحسن الطلب والتملق، أعطاه فوق ما يرجو، وسهل كل شاق، وإن استغنى استغنى الله عنه:
{ ألم يأتكم نبؤا الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم * ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد}.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

فتقول الملائكة: ( رب!، فيهم عبد خطاء، إنما مر فجلس معهم [ في رواية لمسلم جاء لحاجة]، فيقول: وله غفرت. هم القوم لا يشقى بهم جليسهم). متفق عليه أفلا يعطي من حسنت نيته وقصده للحظات، وتطلع إلى رحمته لساعة أو ليلة ؟. في هذا السياق، ما أحسن الأثر الذي رواه عبد الله بن عمر: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما بقاؤكم فيما سلف من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس. أوتي أهل التوراة التوراة، فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا. ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا. ثم أوتينا القرآن، فعلمنا إلى غروب الشمس، فأعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتابين: أي ربنا!، أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين، وأعطيتنا قيراطا قيراطا، ونحن كنا أكثر عملا؟. قال الله عز وجل: هل ظلمتكم من أجركم شيئا ؟. قالوا: لا. قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء). البخاري/ مواقيت الصلاة/ باب: من أدرك ركعة من العصر. نعم هو فضله، وقد ميز هذه الأمة بمزيد فضل على الأمم، يعملون قليلا يؤجرون كثيرا. وله نفحات وبركات، من تعرض لها، عارفا بوقتها، قاصدا، واثقا بفضله، مقبلا عليه، فإنه كريم لا يرده، ولو اختلطت نيته بشيء سوى الشرك، ولا يملك أحد أن يدفع هذه الرحمة عنه، مهما بدا في النظر غير مستحقا. قد نالها من ولد على الشرك، ونافح عن الظلم والكفر، ثم كانت لقلبه التفاتة إلى الإسلام، وخفة إلى الإيمان، فأخذ الله بيده، فجعله من أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو شرف ما بعده شرف، فأين كان، وإلى أين صار ؟. لله في عباده أقدار وشئون لا نعملها، ولا نقدرها حق قدرها، ولما قصد إلى خلق البشر، قال للملائكة: {إني جاعل في الأرض خليفة}، فبادروا: {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}. يعلم ما لا تعملون؛ يعلم السر وأخفى، ويعلم المفسد من المصلح، يعلم من يموت على خير، ويفعل الخير، وله الحكمة الباهرة، والقدر السابق الذي لا يرد ولا يبدل. والأصل الأصيل الذي قدمه وبنى عليه الدين هو: الرحمة الواسعة. يقبل بها عتاة المجرمين حين يقبلون، ويتجاوز بها عن الذنب الكبير حين ينكسر القلب، أو يتطلع إلى الرحمة في لحظة تمر به. وما أحسن ما أفتى به الإمام الموفق ابن تيمية في الذين يرتكبون بعض البدع كالموالد، ودافعهم حب الله ورسوله: أن لهم أجر نيتهم، وهم مثابون على ذلك، ولو أخطئوا بفعل البدعة. بنى قوله على ذلك الأصل الكبير، حيث ظنوا أنه عمل مقرب، ولم يظنوها بدعة، فلم يؤاخذهم بهذا الجهل، لأن من فروع هذا الأصل الكبير: عذر الجاهل العاجز عن رفع الجهل لأمر ما. {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}. موافقة السنة من أعظم القربات لا شك، لكن من لم يعرفها فركب بدعة: فهو إما قادر على معرفتها، فهذا يلام، إلا أن يكون مجتهدا بنية خالصة ليس فيها الهوى. أو عاجز عن المعرفة، فهذا لا يكلفه الله إلا ما يطيق، ولا يحرمه أجر عمل تقرب به إليه، إلا أن يكون عملا باطلا من كل وجه كالشرك ونحوه، لا العمل الذي أصله مشروع، والبدعة في صيغته وهيئته، فهذا يثيبه على صدق نيته في التقرب. هذا ما خلصت إليه الفتوى التيمية، وهي تحفها أنوار الإيمان والرحمة.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

فإذا فعلت أحبوك وقدموك وأجلوك.. ( مدارج السالكين منزلة الخلق)

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

"الإساءة"
عند اجتماع الناس لا يأمن المرء من تصرف سخيف يقابله به أحدهم، يؤذيه به، بغير حق، في بدنه، أو نفسه، أو ماله، أو أهله، أو أولاده. فلا يمر يوم، هنا وهناك، دون حدوث مشادة، ومخاصمة، ومدابرة، ومقاطعة، ومقاتلة، وظلم وعدوان. بعضهم يستجيب لضغوط النفس، فينتقم ويرد بالمثل وزيادة، ولا يرى الشفاء إلا في تأديب الجهلة المعتدين، بالقول الحاد، وربما القبيح، وبالثأر والانتصار، من باب قوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}، وقوله: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به}. فقد تخبو الفتنة بذاك، وقد تزداد، لأن الجاهل لا يفهم معنى العدالة، ولا يقر بأنه يستحق العقوبة، كأنه يرى لنفسه حقا أن يؤذي من يشاء، كما يشاء، أين شاء، ولا يحق لأحد القصاص منه؟!. وإذا كان من العسير تحقيق العدالة سريعا، لأسباب شتى، منها لجاجة الجاهل، وامتلاك الشر نفسه، وعدم إقراره على نفسه بالخطأ، فإنه حينئذ من الخير الإعراض عنه، وتركه، فليس له دواء يشفيه كهذا، كما قال تعالى: - {ولئن صبرتم لهو خير للصابرين}. - {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}. - {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}. وهذه مرتبة على النفس شاقة، ولا يقدر عليها إلا الصابرون، أهل الرحمن، المصلحون، لكن ههنا ثمة أمور تعين على اكتساب هذه الفضيلة، والتخلق بها، هي: - أولا: معرفة أن الأصل في الدنيا الشر. الأصل في هذا العالم الشر، والأصل فيه الظلمة، ولولا الله سبحانه لم يكن في الأرض من خير، قال الله تعالى: - {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء}. - وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدنيا معلونة، معلون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، أو عالم ومتعلم). فإذا عرف الإنسان أن الأصل في هذه الدنيا الشر، فعلام يعجب من خطأ زوجته، أو ابنه، أو أخيه، في حقه، فضلا عن البعيد؟، بل يعجب منهم إذا أسدوا إليه خيرا ؟!!. - ثانيا: لا مفر من القدر. ما يصيب الإنسان من شر فإنما هو بقضاء الله وقدره لا مفر منه، كالبرد والحر والمرض والضيق والموت، وهذا يدفع إلى الصبر، فالإنسان لا يقدر على تغيير قضاء الله إذا وقع، لكن بمقدوره الصبر. - {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور}. - ثالثا: من لم يصبر اختيارا، صبر اضطرارا. الصبر نوعان: اختياري، واضطراري. ومن لم يصبر اختيارا، صبر اضطرارا، وبينهما فرق، فالصابر اختيارا مثاب في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: - {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور}. - {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}. وهذا يدفع إلى العفو والصفح، فيصبر بإرادته على من أساء إليه، ليحصل الثواب. - رابعا: الصفح خير. ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيرته مثلا رائعا في العفو، جاء يهودي يتقضاه دينا قبل أن يحل الأجل، فأغلظ عليه اليهودي، فهم به أصحابه، فنهاهم، فقال اليهودي: كل شيء منه قد عرفته من علامات النبوة وبقيت واحدة، وهي أنه لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فأردت أن أعرفها، فأسلم اليهودي لما ثبت عنده أنه نبي، بما رأى من عفوه. [رواه ابن حبان وأبو الشيخ في أخلاق النبي انظر زاد المعاد 1/167]. فالعفو والصفح عن المعتدي من الرحمة به، فهو جاهل حين أخطأ، وهو محتاج إلى العفو والرحمة، ليتعلم كيف هو الخلق الحسن، أكثر من حاجته إلى أن المبادلة بالمثل، وإثارة نوازع الشر فيه. ومن عفا وصفح رزقه الله حلاوة الإيمان، ولذة العفو، وصار قلبه مطمئنا، وهو من أسباب دخول الجنة. - خامسا: المسيء يهدي حسناته. الجاهل بإساءته يهدي حسناته، يمحوها من صحيفته، فيكتبها في صحيفة من ظلمه، فمثله يجب أن يكافأ بالإحسان لا بالإساءة، فقد كان سببا في تكفير السيئات وغفران الذنوب ورفعة الدرجات. وانظر كيف عفا يوسف عليه السلام عن إخوته، وقد مكروا به فألقوه في البئر فعاش طريدا عبدا مملوكا، ثم مسجونا، فلما ملك ما كان منه إلا العفو والصفح عنهم، وقال لهم: - { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}. - ولما صارت قريش تحت حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم؟ ، قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء. هذا مع أنهم أخرجوه وحاولوا قتله، وقتلوا أصحابه، وأخذوا أموالهم وديارهم، فقد كان أذاهم سببا لعلو درجتهم ومنزلتهم عند الله، ونيلهم ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة، ولولا تلك المحن والمصائب ما نالوا ذلك الخير العظيم، فالله تعالى يبتلي عباده بعضهم ببعض لينظر من يصبر ومن يتقي ومن يعدل، ومن يرضى ويصلح، قال تعالى:{ ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} . - سادسا: جزاء الإحسان إحسان.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

https://salafcenter.org/2622/

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

"أسوأ ما في الذنب"
بعد كونه عصيانا للمولى:
تسلط الشياطين على الروح والعقل والجسد.
فالذنب مفتاح لأبواب البدن، به تدخل الشياطين، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم:
أنها تبيت في الخياشيم، وتدخل من الفم إذا تثاءب ولم يضع يده.
وأمر بالمبالغة في المضمضة والاستنشاق.
والغرض: إخراجها؛ لأنها عنصر ناري، والماء يطفئه.
ولما خلق آدم جعل إبليس يطيف به، فلما رآه أجوف، علم انه لا يتمالك.
فمن أسباب مدخله:
فعل الذنب.
فبه تفتح مداخله، ويجري في دمه، ويسكن جسده.
فإذا كان ذلك، بدأت معاناته؛ من: مرض البدن، وفساد العقل، وثقل الروح، وسائر ما يخرج عن الصحة.
ولذا كانت الرقى بالقرآن والأدعية نافعة؛ لأن تخفف أو تبطل من تسلطه، فهو يعمل على فساد الصحة، والرقى ترياق مضاد.
ومن هنا كانت الحاجة للذكر الكثير:(اذكروا الله ذكرا كثيرا*وسبحوه بكرة وأصيلا). لأن النفس إذا لم تحفظ، فهي عرضة لدخول الشيطان، ولا يمنعها إلا سبق الذكر بها!

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

لا تنفعل لمخبر عن غائب
فربما:
كذب، أو أخطأ النقل، أو الفهم.
فمن ههنا قيل:
"ليس خبر كعيان"
فعند المعاينة يتبين من المخبر:
صدقه من كذبه
وإصابته من خطئه

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

((اليقين والصالحات))

نهاية حياة الإنسان مسألة لا يتطرق إليها أدنى الشك، فيؤمن بها المؤمن والكافر؛ لما لها من دليل حسي، هو: خلو الزمان من خالد معاند للموت.

أما اليقين بالآخرة، والجنة والنار، فالخلاف فيه حاصل بين المؤمنين والكافرين؛ لكونها غيباً، واليقين بالغيب لا يتأتى إلا لمؤمن؛ إذا أُغلق بصره، انفتحت عين بصيرته، فنظر بعين قلبه، كما ينظر بعين بصره. ولا تنفتح إلا بالإيمان والعمل الصالح؛ لذا كان المكثر للصالحات أشد إيمانا بالآخرة، ممن قلّت صالحاته.

والمرء بحاجة إلى يقين بالآخرة كيقينه بنهاية حياته، فتكامل اليقينين يميت فيه إيثار الذنوب، ويصرفه إلى إيثار الصالحات.
فالصالحات تورثه اليقين، الذي يورثه الصالحات، فاليقين بين صالحين من العمل.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

https://youtu.be/hM_hCQ6RUcc?
si=Rex5ZlnHmfPcA8Lc

فيه قصور من الشيخ حفظه الله عن معرفةٍ بمذهب السلف، والمتكلمين، وشيء من التأريخ في باب الصفات!
فمثلا:
- ذكر أن إثبات صفات الوجه والعين والساق والأصابع ونحوها مذهب الحنابلة لا السلف الصدر الأول، ولو رجع لدواوين العقيدة كالتوحيد لابن خزيمة، والسنة للالكائي، والشريعة للآجري لعرف أنه مذهب السلف قبل الحنابلة، فإنهم رووها بالأسانيد.

- نسب إلى الأشعري تأويل هذه الصفات، مع أن الأشعري مثبت لهذه الصفات الذاتية تبعا لابن كلاب، والأشاعرة يخالفونه، والجويني يرد عليه ذلك، ويذهب إلى التأويل، كما في الإرشاد له.

- وقد ذكر أن الخلاف في فهم الصفات جاء من اختلاف اللغات، وهذا تعليل لا يؤيده التاريخ في نشأة نفي الصفات؛ إذ بدأ بيد جهم في نهاية القرن الأول، وكان تلقاه من اليهود بالسند، ومن فلاسفة حران والصابئة، وسمنية الهند، وهذا مذكور في ترجمته، وهو أول من بدأ بهذا، بعد الجعد بن درهم.
ثم أتى المعتزلة وتبنوا نفي الصفات والتأويل تقليدا لفلاسفة اليونان، الذين كانوا ينفون صفات واجب
الوجود، والمعتزلة أخذوا عنهم، كما هو معلوم عن العلاف والنظام.
فلم يكن سبب النفي والتأويل اختلاف اللغات، بل التلقي من مصادر أجنبية.

- ويشهد لهذا: أن سواد العلماء من الفرس وما وراء النهر قبل انتشار الكلام إلى القرن الثاني، وهي القرون المفضلة، كانوا محدثين، ومفسرين، وفقهاء، وأهل لغة ليس عندهم تأويل ولا نفي للصفات، والعامة تبع لهم، وإنما نجم النفي على يد فرقة الجهمية والمعتزلة، وكانوا قلة.

- نسب إلى الصحابة (أم سلمة وابن عباس) التأويل لآيات المعية العامة في الحديد والمجادلة؛ بأنها معية علم. وعد هذا تأويلا كتأويل أهل الكلام، الذي هو صرف المعنى الظاهر إلى غيره، وليس كذلك.
بل هو بمعنى: التفسير والمآل، وهو على طريقة العرب والسلف لا المتكلمين. تماما كتأويل المعية الخاصة بالنصرة، فهو جار على طريقة العرب، ليس فيه صرف المعنى إلى غيره، بل العرب يفهمون المعنى على ظاهره؛ بأن المعية معية علم، أو نصرة، دون حاجة لصرف المعنى بطريقة أهل الكلام، فالعرب تقول: سرنا والقمر معنا. ولا يفهمون منه معية مخالطة، وأنما رؤية.
فسياق الكلام يحددالمعنى بلا حاجة لتأويل كلامي.
فعدم تفريقه بين التأويل السلفي والكلامي، حمله على نسبة التأويل إلى الصحابة، وهذا غلط.
- ذكر الشيخ في آخر كلامه: أن الحنابلة، والأشاعرة، والماتريدية أهل سنة كلهم بلا فرق، ويعذرون في اجتهادهم.
والمجتهد إذا استفرغ جهده، فله أجره لا ريب، وخطؤه لا يخرجه من السنة، إلا أن ينتصب لبدعة كبيرة يدعو إليها وينصرها، كتقديم العقل، أو الكشف على النقل مطلقا.
لكن الكلام في العقائد مختلف، فلا يمكن الجمع بين السلف والمتكلمين في طبقة واحدة؛ فإن السلف متبعين للكتاب والسنة، هذا مصدرهم ومنهجهم، والمتكلمون مصدرهم فلاسفة اليونان، وهم على منهجهم، ولذلك مقالاتهم مخالفة للسلف، فهذه العقائد المختلفة لا يمكن نسبتها جميعا للسنة، وتصحيحها من باب الاجتهاد، وإلا كان حكما بتناقض السنة، وهذا باطل.
فالمقطوع به: أن السنة لا تمثلها إلا فرقة واحدة، هي الملتزمة بما كان عليه الصدر الأول، ولو نظرت في الأشعرية، لرأيت الخلاف منهم كالشمس، فقولهم في الإيمان، هو: التصديق. وهذا قول الأشعري.
وقول السلف: تصديق القلب، وقول اللسان، وعمل الجوارح. ويعبرون عنه بأنه: قول وعمل. وعلى هذا إجماعهم، وهم ألوف كما حكى احمد والبخاري. فكيف تصيب الأشعرية الحق مع خلاف ظاهر كهذا؟، وعلى هذا فقس، غاية أمرهم: أنهم مجتهدون لهم أجر الاجتهاد، وأن عامتهم من السنة، إلا من تعصب وانتصب داعية فيخرج من السنة لذلك؛ لأنه حينئذ سيخالفهم في أبواب الاعتقاد: الإيمان، والصفات، والقدر، والتوحيد. وإيجاب النظر، ودليل الحدوث، وتقديم العقل، والتأويل، والمجاز، والتفويض.
وهذه المخالفة لا تدع المخالف في زمرة السنة، بل تخرجه عنهم.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

فغايته الربوبية، وأثره ضعف العناية بالألوهية، وله وجدت الأشعري ساكتا عن قبورية المتصوفة. ‏٨٤- من التناقضات: قبول الجمع بين الأشعرية والتصوف. حيث إن مصدر التلقي فيهما مختلف كليا: العقل، والكشف. أو قل: المنطق والخرافة. كيف اجتمعا؟. ‏٨٥- جناية الأشعرية على الإسلام كبيرة:ابتدءوا بزرع منهج الشك في الإيمان، وساروا إلى تأويل النصوص،وانتهوا إلى وصف مخالفيهم بالمجسمة والحشوية. ‏٨٦- لم يكن الأشعرية أكثرية يوما ولن يكونوا؛ فهو فكر نخبوي،لايدركه إلا خاصة المتعلمين، أما العامة فعاجزون عن فهم مسائل الكلام فهم على الفطرة. ‏٨٧- ثم إن دولا عدة تبنت المنهج الأشعري كالسلجوقية، فكان لذلك أثره في بروز علماء الأشعرية، واختفاء علماء السنة بما وقع عليهم من حصار وأذى. ‏٨٨- إن الذي على الفطرة هو على السنة ومذهب السلف، وله فالعامة كافة أهل سنة وسلف، وما يخرج عن هذا إلا من تبنى بعد ذلك مذهبا آخر، فالسنة أصل. ‏٨٩- ثم لو رجعنا إلى عقائد القرون الثلاثة المفضلة، لم نجد فيهم من هو أشعري لا من حيث الاسم، ولا من حيث المعتقد، فالأشعرية حادثة اسما ومعتقدا. ‏٩٠- ثمة أفراد استنشقوا رحيق السلفية، ثم صاروا للأشعرية، فإما أنهم لم يفهموا حقيقتها، أو فهموا، لكنهم استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير. ‏٩١- ومن الناس من انقلب أشعريا كرها للسلفيين؛ إذ ظن أن جرثومتهم كامنة في البلد الذي لايحبه، وما عرف أن السلفية أوسع تاريخا وأرضا وهي الإسلام. ‏٩٢- كل من حسن نظره في الأشعرية، فلينظر ما اعترى أئمته من حيرة وشك، حملهم على التأسف على سلوكهم طريقة المتكلمين، وتمنيهم سلوك طريقة السلف. ‏٩٣- الجويني يقول: "خليت أهل الإسلام وعلومهم الظاهرة، وركبت البحر الخضم، وغصت فِي الذي نهى أهل الإسلام عنها، كل ذلك في طلب الحق، وكنت أهرب.. ‏٩٤- .. في سالف الدهر من التقليد، والآن قد رجعت عن الكل إلى كلمة الحق، عليكم بدين العجائز،فإن لم يدركني الحق بلطف بره فأموت على دين العجائز.. ‏٩٥- وتختم عاقبة أمري عند الرحيل على كلمة الإخلاص، فالويل لابن الجويني". فهذا ندمه على ركوبه علم الكلام، وتركه لعلوم السلف، هربا من التقليد. ‏٩٦- العجيب أن السبكي حرف كلام الجويني عن معناه الظاهر إلى معنى آخر لا علاقة له؛ فزعم أنه يريد بكلامه تقرير النظر في الفرق كلها والاختيار ... ‏٩٧- وما هذا تالله مراد الجويني؛ فإن صريح لفظه: أنه سلك طريقا غير طريق أهل الإسلام هربا من التقليد؛ أي اتبع سبيل الشك، الذي ورثه الحيرة... ‏٩٨- ثم هو يعود إلى دين العجائز دين الفطرة، تاركا تعقيد الكلام الذي كان عليه. وإن عبث السبكي بمعنى كلامه مع وضوحه معيب عند العجم فكيف بالعرب؟ ‏٩٩- يقول:"مراده أنه أنزل المذاهب كلها في منزلة النظر والاعتبار غير متعصب لواحد منها". فهل هذا مراده حقا؟ كلا،بل هو تأويل كتأويل النصوص وأشد ‏١٠٠- إن مبدأ التأويل أضر بهم حتى أخرجهم لتأويلات لا يقبلها عقل أو لغة أو الشرع، فهذه الأداة جعلت للضرورة، فاتخذها هؤلاء أصلا ليس لهم منه بد. ‏١٠١- إذا تكلمناعلى المذهب الأشعري أو غيره، وجب عرضه كما هو دون مجاملة، وإذا تكلمنا على أتباعه وجب تحديد ما أخطأ فيه، لا الحكم بضلالته كليا. ‏١٠٢- العامي يظن أن نقد المذهب يلزم عنه تضليل أتباعه في كل شيء، لكن العالم يدرك الفرق؛ فالأتباع يصيبون فيحمدون، ويخطئون فيصوبون، وهذا عدل ‏١٠٣- الغزالي ممن خاض التجربة الكلامية، وتمثل حالة الشك، بزعم عدم صحة التقليد في الإيمان، لكنه تورط في حالة عدم الإيمان، فاستمر كذلك في سقم.. ‏١٠٤- ومرض مدة شهرين هو فيها بلا إيمان، مع عجز تام عن تحصيله من طريق النظر، فنبذ هذا النظر، وأقبل بالضراعة على الله تعالى حتى كشف ما به... ‏١٠٥- فبين بتجربته خطر طريق الشك على الإيمان، وبطلان دعوى أفضلية تحصيل الإيمان من طريق النظر والاستدلال، هذا الموقف لايعرج عليه الأشعرية! ‏١٠٦- يقول: "فأعضل الداء، ودام قريبًا من شهرين، أنا فيهما على مذهب السفسطة بحكم الحال، لا بحكم النطق والمقال. حتى شفى االله تعالى من ذلك... ‏١٠٧- المرض، وعادت النفس إلى الصحة والاعتدال، ورجعت الضروريات العقلية مقبولة موثوقًا بها على أمن ويقين، ولم يكن ذلك بنظم دليل وترتيب.. ‏١٠٨- بل بنور قذفه الله في الصدر وذلك النور هو مفتاح أثر المعارف، فمن ظن أن الكشف موقوف على الأدلة المحررة فقد ضيق رحمة الله تعالى الواسعة". ‏١٠٩- هذا كلامه: أن إيمانه الذي فقده بسبب منهج الشك، لم يرجع إليه من طريق النظر والاستدلال، بل بالدعاء والضراعة. هنا أيضا يتعامى الأشعرية .. ‏١١٠- عن هذا الموقف الناقد للمبدأ الكلامي: أول الواجبات الشك أو النظر. بل يقلبونه بطريقتهم التأويلية ليجعلوه دليلا على وجوب الشك والنظر. ‏١١١- الشهرستاني فيقول: لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم فلم أر إلا واضعاً كف حـــائر على ذقن أو قارعا ســـــن نادم ‏١١٢- المعاهد: معاهد أهل الكلام.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

فالذي يقرأ الآيات التي فيها، هو بالضرورة مخبر عن الله بها، فهل يطلب إليه الكف؟ ‏٢٨- كيف لايجوز الإخبار عن الله بما أخبر به نفسه، إن هذه لزلة لا لعاً لها، وهل هذا إلا محض التشبيه، حيث شبه صفة الخالق بالمخلوق، ففر للتعطيل؟ ‏٢٩- وقد أتى بعجيبة أن صفات الوجه واليد والعين لا تسمى صفات، وأحال أن تكون ملازمة للموصوف، فمن يوافقه على هذا التقرير من أهل الكلام أو اللغة؟ ‏٣٠- يقول عن الصفات الآنفة: أن العقل لايدرك كونها صفة! أي عقل هذا، والأشياء إما ذوات أو صفات، وبالقطع أن اليد ونحوه ليست ذاتا، فثبت أنها صفة. ‏٣١- هذا الإمام البيهقي يثبتها كصفات في كتابه الأسماء والصفات، ولا يعرف عن عالم إلا إثباتها صفة، لكن النزاع في وصف الله بها، أما صفتيتها فلا. ‏٣٢- زعم أنه لم يجد عن النبي صلى الله عليه وسلم نصا في الصفات التي نزه الله عنها كالوجه واليد والعين، فماذا يقول في هذا:... ‏٣٣- عن عبد الله بن عمر، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول: " يأخذ الجبار سمواته وأرضه ـ وقبض بيده وجعل يقبضها ويبسطها" ‏٣٤- هذا النبي عليه السلام يقبض ويبسط يده وهو يحدثهم عن صفة قبض الله السموات بيمينه، فماذا يقول الددو في هذا، هل سينكر هذا وينفيه؟ أم ماذ؟ ‏٣٥- هذا وإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد بهذا تشبيها حاشاه، بل في هذا رد لمن ظن أن التنزيه يلزم عنه نفي الصفة، إنما إثباته على ما يليق. ‏٣٦- وعن أبي هريرة قال: "قرأ رسول الله: (إن الله كان سميعا بصيرا). فوضع أصبعه الوسطى على عينيه وإبهامه على أذنيه ". هذا نص على تحقيق الصفة. ‏٣٧- مثل هذه النصوص يغص بها الأشعرية، ولو علموا فإن فيها هداهم، لكن منهم من لم يرفع بها رأسا، فلا يقال بعد هذا: لايجوز الإخبار بها عن الله. ‏٣٨- الشيخ الددو خالف الحقيقة والمنهج العلمي، فلم يصب في تصوير مذهب السلف ولم يتخذ طريقة العلماء في تحرير المسائل فأحدث خلطا وأقوالا مستغربة. ‏٣٩- التفويض إما للمعنى وهذه طريقة الأشعرية إضافة للتأويل، كانوا يسيرون على التأويل ثم صاروا إلى التفويض بعدما بهروا بأدلة السنة في الإثبات. ‏٤٠- وإما للكيفية وهي طريقة السلف، ونص مالك يدل عليه:"الاستواء معلوم"؛إثبات للمعنى العام للصفة بلا تشبيه."والكيف مجهول" نفي معرفة حقيقة الصفة ‏٤١- نص مالك واضح في إثبات المعنى ونفي الكيفية، ومن المغالطة الواضحة: إدعاؤه من قبل الأشعرية، والإيهام أنه في تفويض المعنى، مع صراحة ألفاظه. ‏٤٢- كذلك نصوص بقية السلف فيها: أمروها كما جاءت بلاكيف، ولا تفسير.هي في تفويض الكيفية لاالمعنى، أما قولهم: لامعنى. فجمع أقوالهم يبين مرادهم. ‏٤٣- تفويض المعنى حقيقته: أنه لا فرق في معرفة الصفة بين: الوجه، واليد، والعين ونحوها. كلها سواء في العلم بها، وكأنها ألفاظ أعجمية لا عربية! ‏٤٤- إثبات الصفة لها مراتب ثلاث: إثبات حرفها معناها المشترك تفويض حقيقتها. فصفة الحياة تثبت بحرفها، ثم بكونها ضد الموت، والله أعلم بحقيقتها. ‏٤٥- أبطل الشيخ صفة الوجه واليد والعين، وأنه لم ينقل عن السلف أنها صفات. فكذلك لم ينقل عنهم تفويض المعنى، فلم يثبت الشيخ التفويض للمعنى إذن؟ ‏٤٦- والسلف لم يقولوا إنها سبع صفات، ولم يقولوا بالتأويل، ولا الكسب، ولا الإيمان هو التصديق، ولا الكلام النفسي. فأين الددو عن هذه الأشعريات؟! ‏٤٧- هذا وإن السلف قالوا بالعلو والاستواء على العرش، ونصوصهم بالعشرات والمئات نقلها ابن قدامة والذهبي كلاهما في العلو، ثم الأشعرية قالوا:... ‏٤٨- ليس في العلو، ولا مكان، ولم يستو على العرش، بل استولى. فخالفوا منصوص السلف، فمن استند للسلف فلا يصح له أن يأخذ بهم تارة ويدع أخرى. ‏٤٩- لكن الشيخ الددو احتج بعدم ذكرهم لطائفة من الصفات، وأعرض عن إثباتهم العلو والاستواء، كل ذلك اتباعا للنهج الأشعري. ‏٥٠- نسب إلى الأشعري عدم إثبات الصفات: الوجه واليد والعين. حيث شنع على مثبتها، وقرر عدم صفتيتها، وعدم ملازماتها للموصوف، أنه والماتريدي لهما. ‏٥١- رأيا في احتمالين: التفويض، والتأويل. وهذا دليل على عدم ضبطه رأي الأشعري بدقة. فإن الأشعري يثبت الصفات التي كره إثباتها الددو.. ‏٥٢- قال الشهرستاني في الملل: وأثبت السمع والبصر للباري صفتان أزليتان، وأثبت اليدين، والوجه صفات خبرية، فيقول: ورد بذلك السمع فيجب الإقرار به ‏٥٣- فهذا نقله الشهرستاني في الملل عند كلامه على الأشعرية، وهو منهم، فليس بمتهم في نقله، كذلك الباقلاني يثبت صفة اليد في الإنصاف وهو أشعري. ‏٥٤- إدراجه الصحابة ضمن المتأولين خطأ من جهتين: أن التأويل في أصله مذموم؛ لأنه نوع تحريف، فقد وصف به الزائغين:(ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله).

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

قال ابن بطة في الإبانة الكبرى:

لم أر الجدال والمناقضة , والخلاف , والمماحلة , والأهواء المختلفة , والآراء المخترعة:

من شرائع النبلاء , ولا من أخلاق العقلاء , ولا من مذاهب أهل المروءة , ولا مما حكي لنا عن صالحي هذه الأمة , ولا من سير السلف , ولا من شيمة المرضيين من الخلف.

وإنما هو لهو يتعلم , ودراية يتفكه بها , ولذة يستراح إليها , ومهارشة العقول , وتذريب اللسان بمحق الأديان , وضراوة على التغالب , واستمتاع بظهور حجة المخاصم , وقصد إلى قهر المناظر , والمغالطة في القياس , وبهت في المقاولة , وتكذيب الآثار , وتسفيه الأحلام الأبرار.

ومكابرة لنص التنزيل , وتهاون بما قاله الرسول , ونقض لعقدة الإجماع , وتشتيت الألفة , وتفريق لأهل الملة , وشكوك تدخل على الأمة , وضراوة السلاطة , وتوغير للقلوب , وتوليد للشحناء في النفوس.

عصمنا الله وإياكم من ذلك , وأعاذنا من مجالسة أهله.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

لا تغضب أباك

لا أقول: كيلا يدعو عليك فتهلك. فإن الأب في غالب الأمر تمتلكه الرحمة، وتأخذه الحكمة إلى الكف عن ذلك.
بل لكيلا يكف عن الدعاء لك، فتخسر:

- سترا يستر عيوبك.
- وبابا يأتيك الرزق منه.
- وجنة يقيك الشرور، وأنت لا تدري!

ليس لأنه لا يحب ذلك لك، بل لأن القلب إذا شغل بالغضب، فإما يدعو على المغضوب، أو يكف عنه، أما الدعاء له فينساه، أو يأباه، إلا في نوادر الآباء، وليس الأب بملوم إذا ترك الدعاء لولده حال غضبه، فإنما ذلك حال الرضا، فالسعيد من أسعدهما، والذين فعلوا ذلك شهدوا البركة في حياتهم، بما ليس له سبب عندهم إلا إرضاؤهم لوالديهم، جربوه فسعدوا.

جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال جِئتُ أُبَايِعُك علَى الهِجرةِ وتركتُ أبويَّ يبكِيانِ فقال : (ارجِع إليهِما فأضْحِكْهُما كما أبكيْتَهُما).

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

مشيئة العبد أم مشيئة الله؟

للعبد مشيئة لا ينكرها من نفسه، فإنه يفعل ما يريد، ولو ادعى غير ذلك، كذب نفسه، فإن الكفار الذين احتجوا بالقدر على كفرهم، لو أعطي أحدهم ملكا، أو ثروة فيؤمن، لنسي حجته، وأقبل على الإيمان.
وهو لا يقبل من أحد أن يحتج بالقدر إذا اعتدى عليه، كل ذلك لعلمه أن له اختيارا، وليس مجبورا.
فثبتت مشيئة العبد، بإقراره على نفسه.
أما كيف تكون مشيئة الله مع ذلك فوق مشيئته، فذلك لأن الله تعالى خلق: ذاته، وصفاته، وأفعاله، فأعطاه: الآلة، والإرادة، والقدرة على الفعل. وهو قادر على منعه، كما قدر على عطائه.
فهذا معنى مشيئة الله على عبده.
(وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين).

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

معاناة

معاناة المذنب بعوده للذنب، على رغم صدق توبته، مردها إلى أمرين:
الأول: قهر إرادته بقوة متسلطة، تحمله على الذنب كرهًا، وهذا متصور في معيون، أو ممسوس، أو مسحور، فعلاجها بالرقية والدعاء استكمال للتوبة، وخلاص من الذنب.
الثاني: لذة الذنب في القلب، تولع النفس بها، فتقهر إرادته، فعلاجها قطع ذكراها بالذكر والصلاة كثيرا، ومجالسة الصالحين، والتضرع للمولى، ودوام ذكر قبح الذنب وشؤمه.
فحمل الذنب ثقيل، حتى مع التوبة، فكانت الحكمة في الصبر عنه، مهما رغبت النفس، فالسلامة بالدفع أهون من العلاج بالرفع: {وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته، وذلك هو الفوز العظيم}.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

"سر الرحمة في رمضان"

عندما نذكر فضائل رمضان، نعرج لزوما على ما هو معروف مذكور على الدوام عبر السنين:
أنه شهر تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد الشياطين، ولله فيه عتقاء من النار، وذلك كل ليلة، وفيه يوم هو خير من ألف شهر، والصوم نفسه عمل اختصه الله تعالى لنفسه، فهو يجزي عليه جزاء لا حد، أو هو العمل الذي لا يمس يوم القيامة بالنقص والأخذ من حسناته، لمن قلت حسناته عن الوفاء بما عليه من دين المعصية.
كل ذلك رحمة واسعة لا ريب، يزين بذكرها الشهر، ويختال لها رمضان، لكن وراءها رحمة هي سر من أسرار الرب تعالى في خلقه، ربما هي التي حركت كل هذه الفضائل فنثرتها بين يدي الصائمين؛ رحمة تتعلق بـ "الجانب القدري" في الإنسان، الجانب الذي لا يملكه في تصرفاته، ويجد نفسه عاجزا عن تفسيره ربما، أو معرفة سره.
سأشرح ذلك..
***
هذه الأجور العظيمة، ترتبت على القيام بالأعمال الصالحة، من: صيام، وقيام، وقرآن، وزكاة فطر، وصدقة، وتوبة واستغفر وذكر، مع الكف عن المفطرات والمحرمات.
فهذان شرطان لاستحقاق الرحمة الرمضانية: عمل صالح، وكف عن الممنوعات.
الجانب المهم هنا، والذي سميناه بـ "الجانب القدري"، هو ما يجده الصائم - في رمضان خاصة - من "طواعية نفسه" للقيام بكل هذا، ما لا يجد مثلها قبله ولا بعده.
يقبل الناس على المساجد والفرائض والنوافل والطاعة، بما لا نظير له في أشهر السنة الأخرى، ألم يسأل أحد نفسه: من أين أتت "طواعية النفس" هذه، ولينها وانقيادها التام لسلوك طريق الله تعالى برضا ورغبة تامة، دون ضجر ولا ملل ؟!.
حتى أكثر الناس عنادا وتفريطا، يعودون كالبعير المعبد المنقاد، فيتلاشى عنادهم وتفريطهم، وتململهم وسأمهم من الطواعية لله تعالى رب العالمين ؟.
***
لا نجد لذلك جوابا:
إلا محض القدر والرحمة يزرعها الرب سبحانه في نفوس وقلب المؤمنين في رمضان خاصة، لا يدركون لذلك سببا سوى بركة شهر مبارك سرى إلى قلوبهم وأبدانهم وعقولهم.

إنها رحمة كبرى تحمل الإنسان بكل يسر وسهولة، فلا يجد للعبادة مشقة، ولا للمعصية ميلا ورغبة، يطير بالرضا والمحبة، تلك المحبة التي تحدثنا عنها فيما سبق، التي تخفف السير إلى الله تعالى، وتحليه وتزينه في القلوب.
هذا الجانب قدري في الإنسان؛ بمعنى أنه يحصل له من دون اختياره، ولا استحقاق سابق، بل محض فضله تعالى:
{ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم}.

اختص بعض عباده للرسالة، بغير اختيار منهم، فوجدوا "طواعية النفس" لتحمل أعبائها، بما فيها من قول وحمل ثقيل:
{إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}.

واختص بعض عباده للإيمان، بغير اختيار منهم، فوجدوا "طواعية النفس" لجهاد نفوسهم:
{ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون * فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم}.

كذلك اختص من عباده لصيام رمضان، وسهل عليهم وأعانهم، فبدد ضعهم وشقوتهم، وأبدلهم قوة ورغبة، فالقربات تواتيهم من غير كلفة، بل تسري في عروقهم كما يسري الدم، هذا طبيعة الجسد، وهذه طبيعة النفس في رمضان.
***
تلك رحمة لم نتدبر أسرارها !!..
كيف لو أنه تعالى ترك الناس في رمضان من دونها، فوكلهم إلى نفوسهم، فلم يسهل، ولم يطوِّع، ولم يليّن القلوب ؟.
هل كنا نجد الزحام في المساجد، وعند بيوت الفقراء، وهذا التعاطف بين الناس ؟.
وقد ترك لنا في هذا آية ؟!.

قوم سودوا صحائفهم بالإساءة والعناد، وتمردوا وكرهوا أن يرضوا الرب سبحانه، ولم ينتفعوا بتصفيد المردة من الشياطين، حتى استحقوا الحرمان من الرحمة في هذا الشهر، فلا أثقل على نفوسهم منه ومما فيه، من أعمال إيمان، وصيام، وقيام، وزكاة.
يفطرون سرا إن خافوا، وعلنا إن أمنوا، ولا يقيمون قربة ولا طاعة، ولا يجدون في نفوسهم كفا ولا امتناعا أو اعراضا عن المحرمات، بل يتزودون منها ويتكثرون في رمضان خاصة أكثر من غيره!
***
ما ذلك إلا لحرمانهم الرحمة بجانبها القدري "طواعية النفس" وانقيادها لأمر الله تعالى، لما سبق منهم - وفي علم الله تعالى – من أعمال شقية، بغير ندم ولا توبة، بل بإصرار واستكبار، فعاقبهم الله تعالى، فكانوا كما قال عن المنافقين في سورة التوبة:
{لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين * إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون * ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين * لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين}.
* * *
هذا السر من الإسرار الإلهية في العباد، يكشف لنا جانبا مهما وخطيرا من جوانب الحكمة الإلهية، وهو جانب "الهداية والإضلال".
كم من مرة ذكر في القرآن: أن ذلك لله تعالى وحده، فقال:
- {يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}. البقرة: 142، 213، 272. النور: 46.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

يا ذا الجود والكرم!.
إخواني الكرام!. ما عساي أن أقول ونحن على مشارف شهر كريم، سوى أن أذكر رحمة الله تعالى؛ التي تتجلى وتتبدى في كل مناسبة وشعيرة ؟. إنها رحمة جمة، لا تنقضي ولا تحصى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}. إن الأعرابي قال عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أعطاه غنما بين جبلين: (يا قوم!، أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر). وهو سبحانه يقول: {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذاً لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا}. يعمل العامل العمل القليل الحقير في نظر الناس، ثم يقبل الله على عمله، فيعطيه بقرا وغنما وإبلا وذهبا وفضة بين حاضرتين أو بلدتين أو أعظم، يربيها له كما يربي أحدنا فلوه. يتوه الصائم في رمضان بين العبادة والعادة، فيغلب جانب الدنيا، ويقبل ليله ونهاره على مصالحه الحاضرة، تاركا أو مقصرا فيما يبقى له عند الله، ثم يفيق في ليلة يرجو بركة ليلة القدر، فيقدر الله له موافقتها، فيغنم في ليلة ثواب ألف شهر؛ أكثر من ثلاث وثمانين سنة. لم لا.. وهذا وعده، وهذه خزائنه ملآى لا تغيض ؟. لم يضيق على العباد فضله ولا رحمته، ولم يشترط عليهم أن يكونوا على جد واجتهاد طيلة رمضان أو غيره، حتى ينالوا فضل ليلة القدر، كما يظن بعض من نسي سعة الرحمة الإلهية، وعظم الجود والكرم الإلهي، فربما تألى على الله، وادعى أن من لم يقم الليالي كلها، فلن ينفعه قيام ليلة السابع والعشرين، حتى يجد في العشر كلها.. من أين له ذلك ؟، وكيف أتى بهذا ؟. إن كل ما ورد عن الله تعالى في الثواب والأجور، ليس بينها وبين اجتهاد الإنسان نسبة وتناسب، كلها تفوق العمل وتزيد عليه بدرجات بعيدة؛ قطرة في بحر. يقول المسلم الحديث إسلامه: (لا إله إلا الله)؛ يشهد الشهادتين، ثم يموت قبل التمكن من الصلاة والعمل الصالح، فيدخل بالكلمة وحدها الجنة، فأين عمله من ثوابه ؟. وآخر يمد له يوم القيامة تسعة وتسعون سجلا، كل سجل منها مد البصر، ليس فيها إلا جرمه وهتكه للحرمات، حتى إذا رأى نفسه هالكا، أخرجت له بطاقة فيها: (لا إله إلا اله). فتوضع البطاقة في كفة، والسجلات في كفة، فتطيش السجلات، وتثقل البطاقة، فيدخل الجنة. وأناس يدخلون الجنة، لم يعملوا خيرا قط. وفي الدنيا أنواع من الذكر، كتب لها من الأجور ما يفوق جهد القيام بها أضعافا مضاعفة، يكفي في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم ؟. قالوا: بلى. قال: ذكر الله) رواه الترمذي. وقوله: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) متفق عليه. وقوله: (الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان والحمد لله تملآن – أو تملأ – ما بين السموات والأرض) رواه مسلم. أين الجهد في هذا العمل من قدر ثوابه الذي يملأ السموات والأرض، ويثقل بالميزان ؟. لا نسبة ولا مقارنة، تلك طريقة الإله الجواد الكريم مع الذين صدقت نياتهم، وحسنت ظنونهم بالله تعالى، ولو قصرت أعمالهم، أو قلت وضعفت. فإياك وإياي أن نضيق رحمة الله على العباد، ونمنعهم من عبادات قليلة جادت بها نفوسهم، بدعاوى من مثل: إن الله تعالى لا يقبل إلا ممن أتعب نفسه وأضناها في عبادته. نعم التعب والضنى من علامات القبول والثواب والأجور، والأجور على قدر المشقة، لكن ليس وحده هو الشرط، بل وحده لا يكفي، فكم في الأمم من أزرى ببدنه، وشدد على نفسه، فكان في زمرة الرهبان، المعتزلين للناس والشهوات، ثم لم ينفعه ذلك عند الله بشيء، فكان كمن قال الله تعالى فيهم: {عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية}. كما يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه تلاها وبكى، حين رأى راهبا يجد ويجتهد في صومعته، وقد رأى ضلاله عن السبيل مع ذلك. لا بد مع التعب من حسن النية والظن بالله تعالى، والإخلاص لله تعالى، وموافقة السنة.. والمرء إذا عمل قليلا واثقا حسن الظن بربه، مقرا معترفا بتقصيره، خجلا من ذنوبه: فإن الله كريم جواد، لا يرده لقلة جده واجتهاده، أو ترقبه للمواسم بل يعطيه فوق ما يأمل.. فهو يعطي أدنى أهل الجنة منزلة - وهو آخر الموحدين خروجا من النار، وآخرهم دخول الجنة - يعطيه مثل ما لعشرة من ملوك الأرض.. هذا أفسق وأظلم أهل الإسلام وأكثرهم ذنوبا وجرما، الذي لم يستحق الجنة إلا بعد المرور على النار أمدا: بهذا عامله، وهذا ما أعطاه.. لم يحرمه الثواب العظيم، ربما نفعه ما كان يرصده ويترقبه؛ وقتا يظن فيه القبول والرضا من الله تعالى، وحصول الثواب الجزيل، ولو كان مفرطا فيما سواه من الأوقات ؟. بل أعطى من ليس له غرض في الثواب ولا الرضا منه تعالى، رجل جاء وجلس إلى مجلس ذكر، ليس غرض إلا الدنيا، يغفر الله لأهل المجلس كلهم، ثم يلحقه بهم. في الحديث، يقول الله تعالى: (قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا).

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

{ هل جزاء الإحسان إلا إحسان}، فإذا أحسن المرء إلى هذا الجاهل مع إساءته إليه، فإنه ينال إحسان الله تعالى أحوج ما يكون إليه، جاء في الأثر الصحيح: ( أن رجل كان يداين الناس، فيقول لفتاه: إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا، فلقي الله فتجاوز عنه). متفق عليه. وفي رواية أن الله تعالى قال:( نحن أحق بذلك منه، تجاوزوا عنه) رواه مسلم. - سابعا: سلامة القلب أحسن. سلامة القلب وبرده بالعفو والإحسان، خير من حرقته بالثأر وطلب الانتقام، فإن سلامة القلب من الغل ومن حب الانتقام واجب، فالقلب لم يخلق لذلك، فإن ذلك يصرفه عن مصالحه، وإذا انتقم، فإنه لا يأمن أن يرد عليه خصمه بالمثل، فيقع في الخوف، وتزرع العداوة بينهما، ويذهب العمر في الأحقاد، لكن إذا عفا وأصلح، فإنه يكسر شوكة عدوه، ويكف جزعه، ويريح قلبه، قال تعالى: - {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}. - ثامنا: الأجر أجر الآخرة. من باع نفسه لله تعالى، فإن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأعراضهم وأموالهم بأن لهم الجنة، فلا يطلب أجرا في الدنيا، وإذا آذاه الناس وتطاولوا على عرضه، فلا ينتصر لنفسه ولا يثأر حتى لا يفسد عقد البيع. ولما فتح الله مكة على المسلمين، منع رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرين من سكناها، ولم يرد على أحد منهم داره، ولا ماله الذي أخذه الكفار، ولم يضمنهم دية من قتلوه في سبيل الله، ولذا أجمع الصحابة على عدم تضمين أهل الردة ما أتلفوه من نفوس المسلمين وأموالهم، وقال عمر: "تلك دماء وأموال ذهبت في الله، وأجورها على الله، ولا دية لشهيد". فمن كان عمله لله تعالى، ينتظر الثواب من الله تعالى، لم يجز له الانتقام. - تاسعا: كن عبد الله المظلوم، ولا تكن الظالم. أن يكون المرء مظلوما يترقب النصر والثواب، خير له من أن يكون ظالما يترقب من الله المقت والعقاب. فالله تعالى بشر المظلومين، وتوعد الظالمين، أثنى على المظلومين، وذم الظالمين، والظلم ظلمات يوم القيامة. - {ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع}. - قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته). متفق عليه - وقال: (واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب). متفق عليه - عاشرا: الأذى تكفير للسيئات. من رحمة الله تعالى أنه يكفر خطايا المظلوم بأذى الناس له، فما يصيب المؤمن من هم ولا أذى إلا كفر الله عنه بها خطاياه، فالأذى والمصائب يستخرج بها أمراض القلوب، وما وقعت مصيبة إلا بذنب: - قال تعالى:{ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}. - قال بعض السلف:"إني لأجد أثر معصيتي في خلق زوجتي ودابتي"، فالزوجة تؤذيه ويشقى بها، والدابة تنفر منه وتعطله، بسبب معصيته. والمصيبة في الدنيا أهو من المصيبة في الدين، والعقوبة المعجلة خير من ادخارها إلى يوم القيامة.  
* * *
هذا وقدوة الصابرين العافين عن الناس في هذا الخُلق خلقُ العفو والصفح والإحسان هم الأنبياء قال تعالى: - { ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين}.
* * *
أعظم دافع. إن الجامع لحسن الخلق هو الإيمان بالله وتوحيده، فإذا امتلأ القلب بمحبته والإخلاص له والتقرب إليه والاشتياق إليه، واتخاذه وليا ونصيرا، وتفويض الأمر إليه، والرضى بقضائه، والتوكل عليه، فلا يبقى في القلب متسع لشهود أذى الناس، فضلا عن اشتغاله بطلب الانتقام، فطالب الانتقام فارغ القلب من محبة الله والإخلاص له، فقير من الإيمان، ولو امتلئ بمحبة الله لم يكن فيه محل للحقد والثأر والانتقام. ولا تتم كل تلك المراتب لحسن الخلق، من صبر، ورضا، وعفو، وحلم، وإحسان، وسلامة قلب، وتفويض الأمر إلى الله، وطلب الثواب منه، ورؤية نعمة الله في المصيبة، كل ذلك لا يتم إلا: بتحسين الخلق مع الله تعالى: - بأن يعلم أن كل ما يأتي منه من طاعة يوجب عليه أن يعتذر إلى الله منها، لما فيها من التقصير والتفريط. - وأن يعلم أن كل ما يأتي من الله تعالى يوجب عليك الشكر والحمد. فأنت ناقص وعملك ناقص والخلل فيه كامن، فلذا يجب عليك الاعتذار إلى الله منها والحياء منه، والله تعالى كامل وكل ما يأتي منه فهو كامل وهو الغني عن عباده،ولذا يجب عليك الشكر ، قال تعالى: - {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة}، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هو الرجل يصوم ويتصدق ويخاف إلا يقبل منه). ومدار حسن الخلق على كلمتين: "كن مع الله بلا خلْق، ومع الناس بلا نفس". فإن سوء الخلق مع الله: أن تجعل بينك وبين الله وسائط تدعوهم وتشرك بهم. فكن مع الله تعالى، ولا تلتفت إلى الناس، وأخرجهم من قلبك، ولا تتعلق بهم، بل اجعل قلبك كله لله تعالى، هذا هو حسن الخلق مع الله، فإذا حصلته، فقد حصلت حسن الخلق كله. وسوء الخلق مع الناس: أن تطلب حظوظ نفسك منهم، وتقدمها عليهم، ولا ترى فضلا إلا لنفسك. وحسن الخلق معهم: أن تؤثرهم، ولا تطلب منهم شيئا لنفسك.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

"مسألة في الدعاء الخاص"

قال محمد بن واسع رحمه الله: كنت أقول صباحا ومساء: اللهم إنك سلطت علينا عدوا بصيرا بعيوبنا مطلعا على عوراتنا يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم، اللهم فأيسه منا كما آيسته من رحمتك، وقنطه منا كما قنطته من عفوك، وباعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين جنتك. قال محمد بن واسع: فرأيت إبليس في المنام فقال: لا تعلم هذا الدعاء لأحد فقلت: والله لا أمنعه من مسلم !
——
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما رأيكم في هذا الدعاء أحسن الله إليكم
———
الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دعاء صحيح، لو دعا به فلا بأس، لكن لا يشرع للناس؛ لأن الذي يشرع الأدعية ويسنها هو الشارع، أما الناس فغاية أمرهم إذا هدوا لدعاء صحيح، موافق للأدعية الشرعية: أن يلتزموه لأنفسهم، لا أن يشرعوه لعموم المسلمين، فإذا أراد أحدهم أن يدعو به، فلا بأس؛ لصحته في نفسه.
قال ابن تيمية:
"ومما ينبغي أن يعرف، حتى لا يشتبه المعروف بالمنكر:
أن من الناس من يكون له حزب لنفسه، كأعداد من الركعات، يصليها بمقدار من القرآن يقرؤها، وله دعوات يدعو بها وأذكار يذكرها، فإذا كان جنس ذلك مشروعا، وليس فيه ما ينهى عنه، فليس هذا بمنكر إذا فعله هو أو فعله غيره، لكن إذا جعل ذلك سنة راتبة للناس؛ يجتمعون عليها اجتماعا راتبا، فهذا هو المنكر".
الرد على الشاذلي ص٢٧

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

اتفاق عقيدة علماء نجد وعلماء مكة

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

الأرض يحتلها العدو الإنسي
والبدن يحتله العدو الجنّي
فبينهما شبه
فما يعتري:
البدن من سقم
والعقل من سفه
والقلب من فراغ
له أسباب، على رأسها ذلك العدو؛ يفسد كما يفسد المحتل للأرض.
وأكثر الناس لا يفطنون لهذا الاحتلال، فمقاومة احدهما من جنس الآخر.
وفي حديث يحيى بن زكريا إشارة لهذا الشبه، في قوله:
(وآمركم بذكر الله كثيرا، ومَثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ طلبه العدوُّ سِراعًا في أثرِه، حتَّى أتَى حصنًا حصينًا، فأحرز نفسَه فيه، وكذلك العبدُ لا ينجو من الشَّيطانِ إلَّا بذكرِ اللهِ).

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

"يحسن العوم ولا يحسن الغوص"
يقال للذي يتكلم في:
أطراف العلوم ولا يبلغ أعماقها.
باهر غير ماهر.
تعجب به العامة، وتنقده الخاصة!

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

جوستاف لوپون

لم ينصف العرب مستشرق مثل الفرنسي جوستاف لوپون؛ الذي فهم حضارة العرب فهما دقيقا صادقا،
- فشهد لها بعلو الكعب في:
العلوم، والنظم السياسية، والاجتماعية، والأبنية، والصناعات، والاختراعات.
- وأعلن أن الفتوحات كانت نقلة جوهرية للبلاد المفتوحة، وتمنى أن لو امتدت إلى فرنسا وسائر أوربا: لتصيب مما أصابته أسبانيا من الحضارة والتقدم بعد دخول العرب، لكنها خسرت، كما خسرت أسبانيا؛ لما انقلبت على حضارة امتدت ثمانية قرون-قدمتها فجعلتها منارا للعلم بعد قرون من التخلف-بمحاكم التفتيش الهمجية، والتهجير لأمة كانت سببا في رقيها قرونا، فلم تجد بعدها أي سبيل للنهوض مرة أخرى.
- يقول: "القوة لم تكن عاملا في انتشار القرآن، فقد ترك العرب المغلوبين أحرارا في أديانهم، فإذا اعتنق النصارى الإسلام واتخذوا العربية لغة فلما رأوا من عدل العرب الغالبين ما لم يروا مثله من سادتهم السابقين، ولما كان عليه الإسلام من السهولة".
- ولم ير لوپون في الجزية ما يشين الإسلام؛ إذ كانت دون الضرائب والأتاوات التي كانت قبل الفتح بكثير، وسبب الجزية توفير الحماية والتنظيم.
- ولم ير-كذلك-في الرق ما يصح به الطعن في الإسلام؛ إذ كان الرقيق بحال أفضل بكثير من الخدم والعمال في أوربا، بل كانوا يؤثرونه على الحرية؛ فقد كانت الأمة تحظى بسيدها، فتكون أمّا لأولاده، فتنال السيادة، وكم من الخلفاء أمهاتهم كن من الإماء.
وقد كان السيد يعتق عبده، ويزوجه ابنته، بعد أن رباه.
- ولم يخترع الأوربيون جمعيات الرفق بالحيوان، إلا تكفيرا عن عادة قتلها بلا رحمة، في حين أن العرب كانوا يرفقون بها، ويرعونها.
- ولما قامت الحملات الصليبية ضرب الأوربيون أفظع الأمثلة على الهمجية والقسوة، وهم في طريقهم إلى القدس، حتى مع بني ملتهم من النصارى في القسطنطينية وغيرها: نهبا، وقتلا، وتشريدا. ومثل ذلك فعلوا مع المسلمين في القدس وغيرها.
ولم يعرف عن المسلمين في فتوحاتهم مثل ذلك، بل الرحمة والعدل، وبسبب ذلك انقلبت دول وبلدان برمتها إلى الإسلام، كمصر، والشام، والعراق، وفارس، وشمال أفريقيا، والسند، وأواسط آسيا.
- ويكذب لوپون دعوى حرق المسلمين لمكتبة الإسكندرية، ويجزم بأن الذي أمر به القيصر النصراني ثيودوز.
-ويعلن أن أعظم أمة تعرضت للظلم هم المسلمون.
- وقد ذكر أمورا أقرب إلى الخيال في تصور الحاضرين، مما كان من أمجاد المسلمين.
فكتابه حري أن يقرأه من ضعف يقينه في حضارة العرب الإسلامية.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

يخبر عن حيرتهم التي ورثوها من فكرة وجوب الشك والنظر، فصاروا إلى حالة: اللأدرية. فليس عندهم يقين في الغيبيات. ‌‏١١٣- يقول الرازي:"لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ.. ‏١١٤- في الإثبات:(الرحمن على العرش استوى) (إليه يصعد الكلم الطيب) واقرأ في النفي:(ليس كمثله شيء). قال: من جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي". ‏١١٥- هذه إقرارات حذاق أهل الكلام ومؤسسيه ومن لا يشك في ذكائهم وسعة علومهم: (فماذا بعد الحق إلا الضلال)؟ والحمدلله رب العالمين

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

‏٥٥- حاشاهم أن يكونوا منهم، ومن جهة أن ماذكره مثالا للتأويل غير صالح؛ فتفسيرهم للمعية في الآيتين بالعلم والنصرة هو عين معنى الآية وليس تأويلا ‏٥٦- فقوله:(وهومعكم أينما كنتم) من فسره بمعية العلم والإحاطة، فما فسره إلا بظاهره، فالمعية لاتستلزم المخالطة،بل بحسب سياقها،وهو هنا في العلم. ‏٥٧- قبل نسبة الصحابة للتأويل، ينبغي تحرير ما التأويل، فليس تفسير النص بمعنى غير ما في الذهن يكون تأويلا ضرورة، فالعرب تقول: سرنا والقمر معنا ‏٥٨- وليس قصدهم معية تمازج وتماس، بل مشاهدة، ولم يكن هذا تأويلا، بل هذا سياقه، كذلك الصحابة في تفسيرهم لهذا النص، وما ورد عنهم مما هو تأويل.. ‏٥٩- صريح،كتأويل ابن عباس للساق في آية القلم بالأمر الشديد، فذلك جار على أصول التأويل السني،الذي يكون بقرينة راجحة، وليس تأويلهم إلا استثناء. ‏٦٠- فإذا كان كذلك، فمن الخطأ نسبة الصحابة للتأويل، ونظمهم في سياق المتأولة من: باطنية، وفلاسفة، ومعتزلة، وأشعرية. فهؤلاء المؤولة لا الصحابة. ‏٦١- دعوى أن كل الترجمات للقرآن مضطرة للتأويل، غير مسلم بها، بل تذكر الصفة بلفظها العربي، ثم يذكر معناها كما في العربية،لكن بلغة المترجم لهم. ‏٦٢- ودعوى الاضطرار لا نجدها عند السني السلفي؛ لأنه لا يتخذ التأويل أصلا، ولما كان الددو على منهج الأشعري، وقع في وهمه ألا سبيل إلا التأويل. ‏٦٣- ذكر أن التأويل يحتاج إلى ضبط حتى لايعود على الصفات بالإبطال، لكن قبوله تأويل الوجه بالذات، واليد بالقدرة، والاستواء والضحك أليس إبطالا؟ ‏٦٤- التأويل مذهب المعتزلة، نعم، لكن تبرئة الأشعرية - الذي يسميهم بأهل السنة - من التأويل الذي يعود على الصفات بالإبطال فيه نظر؛إذ قد توافق.. ‏٦٥- الفريقان على تأويل جملة من الصفات يعود عليها بالإبطال، كالاستواء بالإستيلاء، والعلو بعلو القدر، واليد بالقدرة. فهم سواء في الإبطال إذن. ‏٦٦- يطلب الشيخ احترام علماء الأشعرية في اجتهادهم في باب الصفات والاعتقاد، والأولى الوصية باتباع أهل القرون المفضلة وأهل الحديث فالحق معهم. ‏٦٧- بدأ الشيخ كلامه بتقسيم السنة ل:أشعرية، وماتريدية، وحنابلة. وجعل الاعتقاد الحق مبثوثا بينهم، لكنه صار إلى توثيق الأشعرية وتوهين الحنبلية. ‏٦٨- لقد جنح الشيخ إلى تبديع أهل السنة، واستعمل حصرهم في الحنابلة وسيلة، وجاء إلى أهل البدعة فجعلهم أهل سنة، وألصقهم بمالك وأحمد والسلف! ‏٦٩- الشيخ عالم موسوعي عنده من كل فن علما، لكن هذه الموسوعية حجبته عن التحقيق في المسائل، بخاصة العقيدة، فوثق في مجرد الجمع ليكون رأيا معتمدا ‏70- لعله يعيدالنظر، ويباحث أهل الاختصاص فيما أطلقه، ولن يضره ذلك، بل يوقفه على مواضع الضعف والقوة في حديثه، ولا أحد يستغني عن المباحثة. ‏٧١- خليط من أقوال فرق شتى، لا تكاد تستقل بقول في مسألة اعتقادية، وهي تتطفل على موائد فرق بدعية سبقتها، فتأخذ منها فتصنع قالبا خاصا. ‏٧٢- في الإيمان على مذهب غلاة المرجئة، وهم أقرب إلى الجهمية. قالوا: هو التصديق بالقلب. والكفر هو الاستحلال بالقلب. أما قول السنة:هو قول عمل. ‏٧٣- في القدر جبرية محضة كما شهد بها عليهم التفتازاني، وهذا هو مآل الكسب عندهم، وهم فيه على مذهب جهم، أما السنة فإنهم وسط بينهم والقدرية. ‏٧٤- في الصفات إما مؤولة على طريقة المعتزلة أو مفوضة، وأصل مذهبهم جهم الذي نفى الأسماء والصفات جميعها فأخذوا منه؛ فمآل التأويل نفي وتعطيل. ‏٧٥- في القرآن أثبتوا أنه كلام الله غير مخلوق، لكنهم قالوا: كلامه نفسي لم يسمع منه، وإنما عبر عنه جبريل أو حكاه. فرجع قولهم إلى قول المعتزلة. ‏٧٦- أخذوا تقديم العقل وتحكيمه في النص عن الفلاسفة والمعتزلة، فهؤلاء كلهم أهل تأويل عند شعورهم بمعارضة النص للعقل، فالعقل معبود والنقل مردود. ‏٧٧- قالت المعتزلة: أول الواجبات النظر. فبقيت عند الأشعري، وتبناها الأشعرية لليوم، ومناهج الأزهر شاهدة؛يطلبون إلى المكلف الشك أولا في إيمانه. ‏٧٨- تشابهت موافقهم في معاداة السنة من التكفير إلى التعذيب؛ فقد لقي أحمد من المعتزلة ألوان العذاب، ولقي ابن تيمية من الأشعرية صنوف التكفير. ‏٧٩- هم في الإقصاء والإلغاء للسنة أتباع السلف إخوة، فحيث كانت لهم الدولة، فلا صوت للسنة، بل السوط لهم، ولم يقابلهم السنة بالمثل، بل بالفضل. ‏٨٠- محاولة استعادة وهج الأشعرية من جديد يعني: انتشار الإرجاء الغالي، والجبر، والتعطيل، والتأويل، وتعبيد العقل، ونبذ النص. تلك أماني الغرب. ‏٨١- من الاعتقاد الأشعري: نبذ العمل بأحاديث الآحاد في العقائد. وافقوا فيه المعتزلة، والمعتزلة أضل، خالفهم السنة؛ فإن سواد الحديث آحاد أو كله. ‏٨٢- جاء الأشعرية شيئا إدّا؛ إذ زعموا أن النص قرآنا أو سنة لا يفيد اليقين، وإنما اليقين في العقل؛ فإذا ما تعارضا قدموا العقل بلا تردد. ‏٨٣- الأشعري يفسر التوحيد ب: القدرة على الاختراع.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

بسم الله الرحمن الرحيم
‏في المقطع التالي لم يوفق الشيخ الددو بتقريره أن السلف انقسموا في الاعتقاد على ثلاثة مذاهب فالحق لايتعدد https://youtu.be/oVkqApPEZ9U ‏١- مطارحة علمية مع الشيخ الددو في كلمته الآنفة: قوله: إن الأشعري من السلف. ليس مطلقا، فقد قرر أولا أن الإيمان التصديق. وعند السلف: قول وعمل. ‏٢- السلف لم ينقسموا في الاعتقاد انقسامهم في الفقه، بل هم على قول متفق، يدل عليه مصنفاتهم في الاعتقاد كالسنة للالكائي والتوحيد لابن خزيمة. ‏٣- القول بأن مذاهب العقيدة ليس منها شيء صواب كله، بل فيها خطأ وصواب: يعني ضرورة أن العقيدة الحقة مبددة فيها، فأي معيار يمكن به استخلاص الحق. ‏٤- نسب إلى عقيدة السنة: أنه لامعصوم بعد النبي عليه السلام. ولاندري من سبقه بهذا، فأين العصمة التي في الاجماع وقوله:(لاتجتمع أمتي على ضلالة)؟ ‏٥- قوله: المذهب السلفي هو الحنبلي أساسا. خطأ تاريخي، بل هو مذهب أهل الحديث من ظهور القدرية والجهمية قبل نهاية الأول وبداية الثاني قبل أحمد. ‏٦- جعل الماتريدية والأشعرية والسلف مذاهب أهل السنة في الاعتقاد، وهذا خطأ، فبينها من التناقض ما يحيل ذلك، إلا إذا قبلنا بأن مذهب السنة متناقض ‏٧- ولا يجوز القبول بدعوى تناقض السنة؛ لأنه يرجع على الممثل للإسلام بالنقض والإسقاط، فمن الذي يمثل عقيدة الإسلام صافية بعدئذ، وليس ثمة غيرهم؟ ‏٨- زعم أن أصولهم متفقة، ثم اختار أصولا متفقة، وأعرض المختلف فيه بينهم كالإيمان، والقدر، فلو كانوا متفقين فلم هذا العداء من الأشعرية للسلفية؟ ‏٩- من الخطأ تصوير مذهب الأشعرية وفق ما قرر الأشعري؛ فإن الأشعري وافق السلف في أشياء وصرح أنه على مثل عقيدة أحمد، لكن الأشعرية خالفوا الأشعري ‏١٠-والأشعري منذ أول أمره يثبت صفات كالوجه واليدين وإقرارها كما ورد، لكن الأشعرية يأولون، وقد حكى موافقته لأهل الحديث بآخره كما في المقالات. ‏١١- المعروف عن الأشعرية إثبات سبع صفات، وأبو الحسن حكي عنه تخصيصها بالذكر، كما نقله الشهرستاني -وهو أشعري- وقال: وله في البقاء اختلاف رأي. ‏١٢- وددنا من الشيخ أن يرشدنا إلى مرجع أن الأشعري زاد صفة ثامنة هي الإدراك، أسقطها الرازي، فكتبه خاوية منها، والشهرستاني لم يذكرها بل البقاء. ‏١٣- الأشعري آل إلى مذهب السلف في كثير فكتب الإبانة ورسالة أهل الثغر، لكن الأشعرية خالفوه، فلا يصح الخلط بينهما، وتحسين الأشعرية بالأشعري. ‏١٤- حكايته لتقسيم الأشعري للصفات غير معروفة في كتب المقالات كالملل والنحل الذي نقل كلام الأشعري بحرفه، كذلك لم يذكره من بحث فيه كالمحمود. ‏١٥- حسن من الشيخ إشارته إلى أن الأشعرية أتوا بأمور لم يأت بها الأشعري، وهذا صحيح، بل أسسوا لعقيدة مختلفة، ومن ثم فلا يصح نسبة الأشعرية إليه. ‏١٦- الأشاعرة مختلفون في إثبات الصفات؛ فمتقدموهم أقرب إلى منهج السلف كالأشعري في أوله، ثم الباقلاني يثبتون صفات لايثبتها المتأخرون. ‏١٧- أتى الشيخ بقول لم يقم عليه دليلا: أن التأويل مذهب السنة جميعا المتأخرين! فإما أنه لم يحقق معنى التأويل، أو لم يحقق قول السنة المتأخرين. ‏١٨- التأويل إذا كان بقرينة راجحة فسني، وإذا كانت بغيرها فبدعي، والفيصل:أن السلف ليس لهم إلا تأويلات يسيرة، بخلاف الأشعرية فالتأويل عنهم أصل. ‏١٩- فإذا المراد:أن المتأخرين فيهم تأويل بقرينة راجحة، فهذا صحيح، وكذا المتقدمين، وأما أن لهم تأويلا كتأويل الأشعرية فباطل وإلا ما كانوا سنة. ‏١٩- نسب إلى البربهاري أنه أول من قال بالتأويل من الحنابلة، فهل هو من المتأخرين، وقد توفي ٣٢٩؟ كلا، بل هذا كلام ينقض بعضه بعضا. ‏٢٠- جعل ابن تيمية مؤولا، فدل على أنه لا يفرق بين التأويل السني الذي هو بقرينة راجحة، وهو قليل واستثناء، وتأويل المبتدعة الذي هو أصل بلاقرينة ‏٢١- فإذا لم يفرق بين نوعي التأويل السني والبدعي، فما كان له أن يجزم بأن المتأخرين من السنة جميعا مؤولة، فالسني لايتخذ التأويل صنعة كالبدعي. ‏٢٢- عد البربهاوي أول حنبلي قال بالتأويل، ولم يخبرنا من أين استقى؟، فالمعروف عنه في كتابه الذي لا يكاد يعرف بغيره قوله: فعليك بالتسليم .. ‏٢٣- والتصديق والتفويض. فلم يذكر التأويل، فلعله اشتبه على الشيخ، ثم إنه تفويضه سني لا أشعري؛ إذ يفوض الكيفية لا المعنى، انظره وهو يقول بعد.. ‏٢٤- ذلك: "والتفويض والرضا. ولاتفسر شيئا من هذه بهواك، فإن الإيمان بهذا واجب، فمن فسر شيئا من هذا بهواه ورده فهو جهمي". فهو مفوض للكيفية. ‏٢٥- قال:"لايجوز أن نقول لله يد ووجه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا" آلشيخ أشعري؟ قرر سابقا أن الحق في المذاهب الثلاثة، فهذه الحق فيها في أيها؟ ‏٢٦- السلفية يثبتون الوجه واليد لله كما أخبر عن نفسه بلاتمثيل، والشيخ يبرأ منهم في هذا بشدة، فلم يتخذ موقفا محايدا، بل قرر ضلال السلفية بهذا. ‏٢٧- شطح حين حرم الإخبار عن الله بصفات: الوجه، واليد، والعين..

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

الذبيح

مما يرجح أن الذبيح إسماعيل وليس إسحاق عليهما السلام:
الابتداء بإسماعيل في كل ذكر لهما معًا، لم يختلف هذا النظم في آية ما:

- ﴿قالوا نَعبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ وَإِسحاقَ﴾ [البقرة: ١٣٣]
- ﴿قولوا آمَنّا بِاللَّهِ وَما أُنزِلَ إِلَينا وَما أُنزِلَ إِلى إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ وَإِسحاقَ وَيَعقوبَ والأسباط﴾ [البقرة: ١٣٦]
- ﴿إِنَّ إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ وَإِسحاقَ وَيَعقوبَ وَالأَسباطَ﴾ [البقرة: ١٤٠]
- ﴿قُل آمَنّا بِاللَّهِ وَما أُنزِلَ عَلَينا وَما أُنزِلَ عَلى إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ وَإِسحاقَ وَيَعقوبَ وَالأَسباطِ وَما أوتِيَ موسى وعيسى﴾ [آل عمران: ٨٤]
- ﴿إِنّا أَوحَينا إِلَيكَ كَما أَوحَينا إِلى نوحٍ وَالنَّبِيّينَ مِن بَعدِهِ وَأَوحَينا إِلى إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ وَإِسحاقَ﴾ [النساء: ١٦٣]
- ﴿الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي وَهَبَ لي عَلَى الكِبَرِ إِسماعيلَ وَإِسحاقَ إِنَّ رَبّي لَسَميعُ الدُّعاءِ﴾ [إبراهيم: ٣٩]

فإن قيل:
الواو لا يقتضي الترتيب.
قيل:
هنا يقتضي، فإنه لم يختلف في أن إبراهيم عليه السلام متقدم، وقد بُدأ بذكره، ونوح قبله، فسبقه بالذكر، ويعقوب بعد إسحاق، ولم يتقدم عليه أبدًا، والأسباط من بعد هؤلاء كلهم، ولم يتقدم ذكرهم في موضع ما، ثم ذكر موسى، ومن بعده عيسى، وقد جاءآ آخرين في الذكر؛ لأنهما كذلك زمنا.
فهل يكون كل هؤلاء على الترتيب زمنا، ثم يخالف في إسماعيل وإسحاق؟!
ذلك بعيد جدًا.

ففي هذا كفاية لرد من رجح إسحاق عليه السلام ذبيحًا، مثل العباس بن عبدالمطلب، وكعب الأحبار، ومسروق، وابن جرير.
يقابلهم من رجح إسماعيل، مثل: ابن عمر، والشعبي، ومجاهد، والحسن، ومحمد بن كعب القرظي.
وعن ابن عباس القولان، والثاني عنه أشهر وأكثر.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

احذر عصا الحياة

من المعقول المنطقي بعد العشرين من العمر: حركة الإنسان في بناء حياة خاصة به؛ يقيم فيها بيتا وأسرة، وهذا يتطلب جهدا بالغا -يتجاوز به الصعاب- في البحث عن عمل يليق بهذا الهدف الفطري، الاجتماعي، الديني، النفسي.

فإذا عدم هذا الجهد، فثمة علة ههنا، هي:

-      إما عدم الإدراك لأهمية الهدف، وهذا يعني: الجهل.
-      أو انحلال في العزيمة، وخور في الإرادة، وهذا له أسباب عديدة.

وكلاهما بحاجة لعلاج عاجل، ينبع من الإنسان نفسه، فإن لم يبادر فعصا الحياة غليظة، قاسية، مؤلمة!
سيمضي به العمر ليتخطى الثلاثين والأربعين، ولما يحظ بحياة فطرية طبيعية، وحيدا، فريدا، غريبا، متوحشا، ومن حوله مثله في فوات الفرصة؛ فلا يفيد منهم إلا الحسرة، وينظر إلى من سبقه كذلك بحسرة.

فالسعي لبناء حياة أسرية بركة فيها أيما بركة، فالأسرة تحمل على بذل أقصى الجهد والتحصيل قبلها وبعدها، فإذا فاتت الفرصة، ضعفت القوة، والإرادة، والهدف، وبدت حالة اليأس، ومن ورائها تردي الشخصية، والإنسانية، والأخلاق أيضا.

فالإنسان لم يخلق ليعيش وحده، وإذا كان اليوم مع والديه وأخوته، ففي الغد سيرحل الوالدان، ويفارق البقية بأسرهم، فيبقى طويل الأمل بلا عمل، مؤثر الخمول والكسل، حائرا، مفتقرا لا يدري إلى أين يذهب، ولا إلى من يلجأ؟! 

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

لا تتهم القدر

إذا أصابك سوء، فلا تتهم القدر، ولا تسيء الظن برب العالمين، فإن الحسنة منه، والسيئة منك: {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك}. والسيئات كالأدواء، فمنها البليغ العميق، يبقى أثره لأمد يطول علاجه، هكذا هي طبيعته، فالتوبة النصوح تمحو السيئة، وليس من شرطها محو أثرها على البدن والروح، إنما ذلك بالتداوي؛ بالدعاء، والذكر، والصالحات، وربما بتناول الدواء مع ذلك، وكلما زاد تضرعا، وتوكلا أسرع بمحو الأثر، بحسب يقينه وإيمانه، لكن إذا صار إلى السخط، واتهام القدر، وسب الدهر، وإساءة الظن لم يزده إلا خبالا، قال صلى الله عليه وسلم: (فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط).

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

البحث في المقاصد

لا تتلقى المتكلم بالاسترابة في مقاصده؛ فأكثرهم لا يلقي بالاً لما يقول، وغرضهم المسايرة، والقليل يرمي لغرض، فلا تتعب نفسك بالظنون، وخذ بظاهر كلام، ودع باطنه، فإن عفو الكلام في الناس أكثر، وذو المكر معلوم، وسليم الصدر لايخفى، والأصل السلامة، والظن تكلف وإثم، وفي الوصية النبوية: "إذا ظننت فلا تحقق".

Читать полностью…
Subscribe to a channel