قَلَمٌ وَ رَصَاصٌ 💗🖊️ - بسم الله، بعَبَقِ الحِبرِ نخطُّ ما خُطَّ بعبَقِ الدّمِ والرّصَاص، ليبقى الأثَر، لنَبقى. قناة تُعنى بنشر قصص المجاهدين، والروايات المتعلقة بحــ ــزب الله 💛✨ __زَهْرَاء__ بوت القناة: @rasas_wa_kalam_bot
يا بقية الأنجم الزاهرة..
نذكرك قليلاً، فنتألم لفراقك، ونبكي لغيابك، فتتطهر نفوسنا وأرواحنا وقلوبنا بذكرك والبكاء عليك، لكننا سرعان ما نعود لدنيانا فنلوث أرواحنا ونفسد طهارتها التي حلت فيها بذكرك.
لكن سيدي، اذا كان ذكرك واسمك يطهر أرواحنا ويجلي نفوسنا، فكيف برؤية نور وجهك سيدي!
كيف برؤيتك؟ ماذا سيصلح نور عينيك من قلوبنا وأرواحنا !
يا صاحب زماننا.
اننا اذا اشتقنا الى شيء تطلع كل شيء فينا له، وربطنا كل شيء في حياتنا به، وتعلقت كل جوارحنا بذكره، وتغلغل في أحشائنا وأعماقنا وقلوبنا.
بل نحب الكلام عنه أيضاً، نحب من يتكلم عنه، ومن يحبه، ومن يشتاق اليه، ونشتاق الى من يشتاق اليه.
وكلنا استعداد للمجازفة والقيام بامور شاقة وعسيرة لرؤيته ولو للحظة واحدة، لأننا نحبه كثيراً ونشتاق له…
ترى ما حال المشتاقين لك سيدي؟
هل صدر منه ما يستحق الهجران؟
هل أخطا بحقنا يوماً؟
هل أساء لنا؟
هل خذلنا في شيء؟
هل اعتمدنا عليه في شيء ولم يعيننا؟
هل استغثناه بشيء ولم يغيثنا؟
إذاً لماذا نهجر مهدينا !؟
هل وجدنا بديلاً عنه!؟
هل وجدنا من يرعانا أكثر منه!؟
هل وجدنا من يحبنا أكثر منه؟
هل وجدنا من يعرف مصلحتنا أكثر منه؟
هل وجدنا من يقربنا لله أكثر منه!؟
هل وجدنا واسطة لله أقرب منه في الدنيا والآخرة !؟
سبحان الله إذاً لماذا نهجره؟
لماذا نبتعد عنه؟
لماذا نتركه ونلجأ لغيره !؟
لماذا لا نذهب اليه في كل مشكلة وفي كل هم!؟
سيدي يا بقية الله..
لأجل حبكم وولايتكم، أتعلم كم دماء زكية سفكت؟
وكم من أجساد طاهرة مزقت؟
وكم من نفوس طيبة ازهقت؟
وكن من أرواح نقية اختلست؟
لكن سيدي يا بقية، أتعلم في انتظارك كم ان قلوبنا قد يبست؟
وأرواحنا قد اشحبت؟
ونفوسنا قد ذبلت؟
أتعلم يا ابن الحسن كم من قلب قد تقطع شوقاً لك؟
وكم من فؤاد قد ضنأ لفراقك؟
أتعلم كم من بسمة قد غيبها عنا غيابك؟
وكم من فرحة قد أفسدها فراقك؟
أتعلم كم من أمل معلق بطلعتك؟
وكم من أمل ينتظر اشراقتك؟
أتعلم كم من جرح ينتظر دوائك؟
وكم من علة ترتقب مسحة يدك؟
أتعلم كم من ظلع لا زال متكسراً بانتظارك؟
وكم من قلب لا زال مقطعاً لفراقك؟
قد تمر في حياتنا الكثير من الأحداث والأمور التي نتحسر عليها ونحزن لها.
وقد تضيع منا أمور نراها مهمة فترهقنا الحسرة عليها.
لكن، أكثر وأشد وأعظم حسرة، والحسرة الحقيقية هي أن تضيع السنين من أعمارنا ونحن في البعد عن بقية الله صاحب زماننا.
لو كان معنا فحالنا لا يصبح أفضل، بل سينقلب من حال الى حال.
فحالنا الأن وحال قلوبنا كالأرض القاحلة التي أنقطع عنها الماء المعين، فاذا عاد سيدها عاد لها الماء المعين..
أترون ما أعظمها من حسرة؟
سيدي يا بقية الله.
يا من جعله الله نور الأرض، وقد أظلمت الدنيا علينا بغيابه.
يا من جعله الله عزاً للمؤمنين، وقد أستضعفوا وأستقلوا بَعده.
يا من جعله الله علماً ومناراً للمسترشدين، وتاهوا وحاروا بفقده.
يا من جعله الله شفاءً لصدور المؤمنين، وقد أوغرت صدورهم لبعده.
يا من جعله الله هادماً وقاصماً للمعتدين والضالين، وقد أستحفلوا وأستكبروا بغيابه.
سيدي، أما آن لنورك أن يشرق علينا؟
أما أن للمؤمنين أن يستعزوا بك؟
أما أن لصدورهم أن تشفى بسيفك؟
أما أن للمسترشدين أن يرشدوا بهداك؟
أما آن للظالمين أن يردعوا بسلطانك؟
ان لصاحب الزمان رجال، يفضلون نصرته والحياة معه على الجنة!
حيث روي أنه اذا قام القائم يُخاطَّب المؤمنين في قبورهم بأن القائم قد ظهر، فان شئت الخروج معه ونصرته، وأن شئت البقاء في كرامة ربك (أي في الجنة).
وسيختار العديد منهم الخروج من الجنة والعودة مع صاحب الزمان ونصرته، كما دلت مئات الروايات عندنا على الرجعة.
أقول: فما لنا اخترنا دنيانا بكل سقمها وهمومها عليه!!
وآثرنا العيش فيها عليه لدرجة أنا نسيناه وغفلنا عنه!
" فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر".
قد قضوا نحبهم على حبك يا صاحب الزمان.
وما زلنا ننتظر دورنا كقرابين لأجلك.
وبين ذا وذا، تتطلع أعيننا وتمتد رقابنا لصولة حق بصمام عزيز منتقم.
فبما عداه، لن ينجبر الألم، ولن يبرد القلب، ولن تشفى الصدور.
سيدي، ما أحوجنا لك حينما تشتد علينا الفتن.
سيدي، ما أحوجنا لك حينما لا نجد ملجأ ولا مغيث في الشبهات.
سيدي، ما أحوجنا لك ونحن نرى دين جدك قد هدمت قواعده الرفيعة؟
سيدي، ما أحوجنا لك ونحن نرى إنه لم يبق من الإسلام الا أسمه.
سيدي، ما أحوجنا لك حينما يحتار اللبيب ولا يعرف الملجأ والمغيث له.
سيدي، ما أحوجنا لك رغم كل الذي جرى، وأنت أدرى وأعلم به.
يا بقية الله، مع تعدد الولائج، فنصرتي معدة لكم لا لغيركم.
ومع تعدد الأهواء، فهواي لكم لا لسواكم.
ومع تشتت الولاءات، فولائي لكم لا لغيركم.
واليوم، وكل يوم، معكم معكم، في كل قول ورأي، لا أحيد عنكم، وإن زالت الجبال الرواسي من أماكنها.
هل تدركون ماذا لو كان حاضراً بيننا؟
سنعيش في عالم لا يتسلط فيه أي ظالم وفاسد، عالم لا تحكمه أمريكا والإستكبار.
سنعيش في عالم ليس للظالم أي مكان فيه، بل المظلومين والمستضعفين هم قادته وسادته.
سنعيش في عالم لا فقر فيه، ولا ظلم، ولا حرمان، لأن مقدرات الأرض بيد سلطانه الحقيقي.
سنعيش في عالم لا هموم فيه ولا غموم ولا مصائب ولا بلايا، لأن طبيب القلوب حاضراً ناظراً لنا.
سنعيش في عالم لا تحيرون فيه في شيء، لأن وجه الله يعيش معكم.
سنعيش في عالم لا يعصى الله فيه، ولا تنتهك حرماته.
أنه العالم الذي وعدنا الله به قريباً..
سيدي يا بقية الله.
اذا كان التعب معك راحة، فكيف بالراحة معك؟
واذا كان الألم معك سعادة، فكيف بالسعادة معك؟
واذا كان الحزن معك خير من الفرح مع غيرك، فكيف بالفرح معك؟
واذا كان الموت معك خير من الحياة مع غيرك، فكيف بالحياة معك؟
عجباً ! فما لنا اخترنا الحياة مع غيرك على الحياة معك!
سيدي يا بقية الله.
ان لحظة بلقائك تستحق أن ننثر لها الأرواح قبل الورود.
وأن نفرش لها القلوب قبل الزهور.
وأن نضحي لأجلها بالأجساد والرؤوس.
لكن سيدي، بأي حال أطلب لقائك؟
بسمعي أم ببصري أم بفؤادي؟
أليس كلها نعم الله علي وبكلها عصيته؟
ألم أشبعها وألوثها بالمحرمات وأنت النور المطلق؟
فبأي حال وأي لسان لمثلي أن يطلب لقائك؟
جاء في بعض الروايات أن رسول الله وأمير المؤمنين والأئمة يحضرون المؤمن قبل وفاته، وأن امام زمانه يسير في تشييعه.
فيا إلهي وسيدي، إن كنت قد قدرت لي لحظة ما في الحياة الدنيا، تجمعني مع إمام زماني، فسأعيش كل العمر انتظاراً وترقباً لهذه اللحظة، وكل الهموم والغموم والبلايا قبل هذه اللحظة ستكون أحلى من العسل.
وأن لم أكن من سعيدي الحظ الذين تكتب لهم هذه اللحظة، فأن كنت راضياً عني فعجل بقبض روحي ورحيلي عن هذه الحياة، فان لحظة واحدة في الإحتضار تجمعني ببقية الله، أفضل من عمر كامل في البعد عنه.
سيدي يا بقية الله.
قد بلغ الظلم حده.
وقد تمادى الطغيان في غيه.
وازداد الجور في بغيه.
وتعالى العدوان في رأيه.
فمتى يا سيدي تقطع مَّدَه!
وتفني من الوجود ركنه!
وتقطع في الظلم حبله!
وتبيد من الجور أمده!
سيدي يا صاحب الروح..
نعلم ان حنينا اليك وشوقنا للقائك وحزننا لغيابك وألمنا لفراقك كله يصل اليك وتعلم به.
ونعلم انك تبادلنا نفس الشعور بل أكثر، فشوقك وحنينك وحبك لنا أكثر من شوقنا وحنينا وحبنا.
لكن سيدي، ماذا تفعل اذا وصلتك ذنوبنا وأنت المعصوم؟
وماذا تفعل اذا وصلتك معاصينا وأنت المطهر من الله؟
ماذا اذا وصلك اسرافنا وأنت المنقى من كل دنس؟
ماذا اذا وصلك تقصيرنا وأنت الجامع لكل الكمالات؟
يا صاحب زماننا..
اذا قدر الله لنا الاجتماع بعد طول الفراق، وجمع شملنا بك بعد كل الغياب..
فبأي شيء سنبدأ حديثنا؟
هل سنتحدث عن الأرواح التي ذبلت لانقطاع الماء المعين عنها لأكثر من ألف عام؟
أو هل سنتحدث عن الجروح التي تراكمت ولا مشافي لها بغيابك؟
او سنتحدث عن الأوجاع التي نشأت فينا ولا مهدئ لها بغياب عينيك!؟
أو سنتحدث عن ألم الفراق الذي يزداد يوماً بعد يوم بغيابك ؟
فعن ماذا نتحدث؟
هل نتحدث عن كل هذا؟
أو سنتحدث عن مصائبنا ومآسينا وما مر بنا في غيبتك؟
هل سنتحدث عن القتل والتشريد والتنكيل الذي حصل لنا بسبب جريمة حبكم والثبات على موالاتكم؟
أم سنتحدث عن كثرة الفتن والتحديات التي واجهتنا للثبات على محبتكم؟
أم ان كل هذا سيختفي فوراً وسننسى كل شيء عند رؤيتك؟
ونقول لك حينها فقط كلمة واحدة وهي "مشتاقيلك".
يا صاحب قلوبنا..
أتعلم اننا في ترقبنا لك، صرنا نتمنى حتى خروج السفياني..
السفياني، الذي سيروي سيفه بدمائنا، والذي سيعمل بنا المجازر، صرنا نتمنى خروجه..
لأننا نعلم ان بعد خروجه ستشرق شمس مهدينا، لذلك، فلتذهب أرواحنا ودماءً فداءً، إن كان ثمنها طلعة مهدينا.
في الرواية ان النظر الى وجه علي عبادة.
ولذلك كان بعض أصحابه يطيل النظر الى وجهه رغبة في أجر العبادة العظيمة عبادة النظر لوجهه.
وان ما يثبت لأحد الأئمة يثبت لجميعهم.
فالنظر لوجه الحسن عبادة، والنظر لوجه الحسين، والنظر لوجه السجاد…. والنظر لوجه المهدي..!
نعم، النظر لوجه المهدي عبادة عظيمة وتقرب المؤمن لله تعالى!
لكن، حرمنا منها أيضاً، ولم يبق لنا سوى تمني هذه العبادة، والحسرة عليها، والبكاء شوقاً لها!
فيا رب، بحق من جعلت النظر لوجهه عبادة، لا تطل علينا الحرمان من هذه العبادة، فقد تقطعت قلوبنا حسرات شوقاْ لها، وقد تجرعنا الغصات تلو الغصات، لحرماننا منها
سيدي، يا ابن الحسن، الى متى قلوبنا تهتف " الى متى الغياب يا ابن الحسن".
سيدي، يا بقية الله، قد طال الأمد ونحن نقول " طال الغياب يا بقية الله".
سيدي، أيها الطالب بدم الحسين، قد طال الأمد ونحن ننادي " أين الطالب بدم المقتول بكربلاء".
سيدي، يا معز المؤمنين ومذل المستكبرين، قد طال طغيان المستكبرين، واستضعاف المؤمنين.
سيدي، يا مدرك ثأر الصالحين، قد تلطخت الأرض بدماء الصالحين.
سيدي، يا فرج المؤمنين، قد أشتد الضيق والكرب بالمؤمنين.
سيدي، يا من أراق دموع محبيه لغيبته.
متى تقر عيونهم برؤيتك؟
سيدي، يا من تصدعت قلوب محبيه لفراقه.
متى تسكن قلوبهم بعودتك؟
سيدي، يا من نفوس محبيه مضطربة لفقده.
متى تريح نفوسهم بطلتك؟
سيدي، يا من صدور محبيه وغرة لبعده.
متى تشفي صدورهم بسيفك؟
يا بقية الله.
إنا لنعلم شدة رأفتك بنا وحبك لنا، ورعايتك لنا، ولطفك بنا، وغوثك المستمر لنا.
ونعلم أيضاً بإن إياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم، وان كل امة ستدعى بامام زمانها.
لذلك يا سيدي، فإنا أحوج ما نكون إلى رأفتك ورعايتك اذا جمعنا الله للحساب تحت لوائك.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا مالت أقدامنا عن الصراط.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا خفت موازيننا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا تطايرت صحفنا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا ضاق بنا الحشر وساء حالنا وأمرنا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا ثقلت ذنوبنا وسيئاتنا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا لم نجد لنا من شافعين، ولا صديق حميم.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا بقي بيننا وبين عذاب الله مسافة قليلة.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا سُئلنا عن ذنوبنا وكل لساننا عن الجواب.
سيدي يا بقية الله..
بأي لغة نخبرك إن الغياب قد طال كثيراً؟
بدمائنا التي تراق كل حين؟
أو بجروحنا التي تنزف شوقاً؟
أو بقلوبنا التي تتقطع للفراق ألماً؟
أو بأرواحنا التي تعتصر للغياب وجعاً؟
قل لي بماذا سيدي؟
هل تكفي قرابيننا في العراق والشام وآيران وفلسطين والهند وأفغانستان وأفريقيا… ؟
هل تكفي لنخبرك كم أننا نفتقدك؟
كم أننا بحاجة لنور وجهك؟
أيكفي ذلك سيدي؟
أم لا زال علينا تقديم المزيد من القرابين؟
ان كان كذلك،
فكل أرواحنا نذرناها قرابين لطلعتك.
السلام على رسول الله إلى الخلق أجمعين، السلام على أمير المؤمنين إلى يوم الدين، السلام على الأئمة الصالحين سادة الخلق أجمعين، السلام على خاتم الوصيين، السلام على مثمر جهود النبيين، السلام على وارث الشهداء والصديقين، السلام على محطم عروش الشياطين، السلام على قاصم شوكة المعتدين، السلام على محطم الطغاة والمستكبرين، السلام على الغائب عن العيون، السلام على الساكن في القلوب، السلام على الغريب عن الديار، السلام على الشريد في الأوطان، السلام على الطريد في البلدان، السلام على مسفوح الدموع، السلام على من أراق مهجة
عينيه بالدم الهطول لمصاب جده الحسين وعمته سبية الهاشميين، السلام على من تخفق القلوب بذكره، وترتجف الأبدان لإسمه، السلام عليك يا غائباً تملأ حياتنا حضوراً.
سيدي أن في القلب كلام وكلام، لايمكن أن نوصله إليك إلا بالبكاء الطويل، والدمع الغزير والشجن والأنين، سيدي أن الشوق يقتلنا، والغربة ترهقنا، وتكالب الأمم علينا يضعفنا، إلا أن مصيبتنا الأعظم هي غيبتك، غيبتك تفتت قلوبنا وتحرق أفئدتنا وتسفح دموعنا وتفسد علينا رقدتنا وتملأ صدورنا أنيناً وأنينا... مولاي أما أن لهذه الغيبة الكبيرة أن تنتهي أيامها! أما أن لهذه الغربة الطويلة أن تكف عنا! أما أن لنا أن نصلح أنفسنا!، أما أن لنا أن نعود، أما أن لنا أن نتوب؟، أما أن لنا أن ننوب؟، أما أن لعينيك أن يكفا عن النزيف، أما أن لغربتك وبعدك أن ينقضيا؟
ليت شعري أين أستقرت بك النوى، ليت شعري أين أستقرت بجروحك النوى، ليت شعري أين أستقرت بدموعك النوى، ليت شعري أين أستقرت بعينيك التوى، ليت شعري أين أستقرت بأوجاعك النوى، ترى أترانا نحفت بك وأنت تؤم الملأ، تُرى أترانا نحف بك وأنت جالس بيننا، تُرى
أترانا نحف بك وأنت بقربنا، تُرى أترانا نراك وترانا صباحاً ومساء، تُرى أترانا نقول -كان المهدي غائباً وقد أنتهت غيبته والحمد لله!-،
تُرى أترانا نرى الأرض طولاً وعرضاً تحت سلطانك، تُرى أترانا قد أدركنا ظهورك أيها السلطان المغيب، تُرى أترانا ندركك يا غريباً والأرض ملكه؟، ترى أترانا نرافقك يا غريباً في الديار وأنت سيدها؟
اليوم هو اختبار حقيقي لشعار "ونصرتي لكم معدة"، وهو اختبار حقيقي لكل من يدعي انتظار الفرج…
هل ستبقى الليلة نصرتنا لهم معدة قولاً وفعلاً؟ أم سننزلق مع حفلات المعاصي والفسق؟
هل سنكون الليلة مع صاحب الزمان أو مع حفلات الشيطان؟
الحفلات التي تجري الليلة هي سكاكين في قلب صاحب الزمان، والمشاركة فيها، بل مجرد الرضا فيها، يجعل الشخص في واد، وصاحب الزمان في واد آخر بعيد جداً عنه.
سيدي يا بقية.
ماذا يصبرنا عن فراقك؟
نور وجهك الذي لم نراه؟
أم صوتك الذي لم نسمعه؟
أم جمال عينك التي ترانا ولا نراها؟
أم ابتسامة شفتيك التي غيبها دمع عينيك؟
فماذا يصبرنا عن غيابك سيدي؟
سيدي وإلهي.
قد بلوتنا وعاقبتنا بحجب وليك عن أعيننا، جزاءً لما أقترفته وجنته أيدينا، فأصبحنا بلا علم يرى، ولا إمام هدى.
سيدي، قد تراكم علينا الظلام لذلك، قد تراكمت علينا الظلامات لذلك، قد تراكمت علينا الفتن، وازدادت بنا المحن، واشتدت علينا الإحن، وزدنا حيرة وتيهاً، وبلاءً وضّيماً.
سيدي، لا أقول أننا أدركنا خطأنا واعترفنا بذنبنا وأصلحنا حالنا لتظهر لنا ولينا.
بل يا سيدي، وأنت الذي تعطي من سألك ومن لم يسألك ولم يعرفك، هلا تعطفت علينا برحمتك، وتفضلت علينا بكرمك، فأعدت لنا ولينا، واستنقذتنا به من الظلم والمحن، والحيرة والفتن!
قد تمر في حياتنا الكثير من الأحداث والأمور التي نتحسر عليها ونحزن لها.
وقد تضيع منا أمور نراها مهمة فترهقنا الحسرة عليها.
لكن، أكثر وأشد وأعظم حسرة، والحسرة الحقيقية هي أن تضيع السنين من أعمارنا ونحن في البعد عن بقية الله صاحب زماننا.
لو كان معنا فحالنا لا يصبح أفضل، بل سينقلب من حال الى حال.
فحالنا الأن وحال قلوبنا كالأرض القاحلة التي أنقطع عنها الماء المعين، فاذا عاد سيدها عاد لها الماء المعين..
أترون ما أعظمها من حسرة؟
موضوع عقائدي مهم جداً: هل أهل البيت يخلقون ويرزقون بإذن الله؟
نعتذر لأن الفيديو 47 دقيقة وذلك لشدة أهمية الموضوع.
من يريد الخلاصة فهي في قوله تعالى " ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ فَٱعۡبُدُوهُۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ".
واجتنبوا الغلاة المتاجرين بالولاء لأهل البيت.
رابط الفيديو:
https://youtu.be/Q2boU3ETsmM?si=16XRxlWbURsaRFHf
سيدي يا بقية الله.
كيف لنا أن نهدأ ونحن لا ندري أيهما أسبق لنا الموت أم رؤيتك؟
بل كيف يمكن لنا الهنأ والراحة في غيبتك عنا؟
هل وجدنا مثلك فاستبدلناه بك؟
أم هل انقضت أوجاعنا وهمومنا فاستغنينا عنك؟
سيدي، مالنا!
كل ذرة فينا تفتقدك، وكل خلية فينا تتوجع لبعدك، فما لنا نسيناك وهجرناك واعتدنا العيش بدونك!
هل لغائب مثلك أن ينسى؟
بل هل لغائب مثلك أن يعوض!
سيدي، لو جمعنا الدنيا بما حوت، لما أغنت عن أنملة منك، فكيف استغنينا عنك رغم ضعفنا وفاقتنا!