2087
أنا شيعي قناة دينية ثقافية عامة تُعنى بنشر كل ما هو مفيد للدنيا والدين 🌷منتديات أنا شيعي العالمية🌷 💯www.shiaali.net/vb💯 🔹القناة تابعة للمجموعة الشيعية للإعلام🔹 🔹 من مدينة النجف الأشرف 🔹
قَالَ النَّبيُّ الأكرمُ (صلى الله عليه وآله):
حَقُّ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَى الْمُسْلِمِينَ كَحَقِّ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ
المناقب لابن شهرآشوب: ج3، ص105
الإسْلامُ مُحَمَّدِيُّ الوُجُودِ حُسَيْنِيُّ البَقَاءِ
السؤال: ما هو المقصود من المقولة المشهورة: (الاسلام محمّديّ الوجود حسينيّ البقاء)؟
الجواب: إنّ الامة الإسلامية بعد وفاة النَّبيِّ (صلى الله عليه وآله) أصبحت في سبات من ناحية الأحكام الشرعية والأخلاقية والعقائدية، يحتاج إلى من يوقظها ويعمل بالأحكام، ويعيد للدين مساره الصحيح، فنهض الإمام الحسين (ع) بثورته العظيمة لإحياء أمر الدين بعد أن طمست أعلامه بيد الأمويين، فلولا نهضته (ع) لما بقي أثر للدين الإسلامي، ولشَوَّهَ بنو أميّة وجهَ الدين بحيث لا يبقى له أصل بعد مضي سنوات قليلة من حكمهم الجائر، فكانت نهضة الامام الحسين (ع) في أهدافها وشعاراتها وبياناتها وأخلاقيّاتها هي عين نهضة الاسلام المحمّديّ الخالص للتحرّر من كلّ رواسب الجاهليّة، وقد أعطى النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) إشارة كبيرة لهذا الموضوع حينما قال: (حسين مني وأنا من حسين)(مسند الإمام أحمد: ج4، ص172)، ونتيجة لهذا الاتحاد بين الحقيقة الاسلاميّة والحقيقة الحسينيّة كانت عاشوراء امتداد للرسالة السماوية المحمدية، وفي إطار هذه الوحدة بين الاسلام المحمّديّ الخالص وبين ثورة الحسين (ع) يتجلّى لنا سرُّ كبيرٌ من أسرار تركيز أئمّة أهل البيت (ع) على عاشوراء وعلى تثبيت دعائمها ونشر آفاقها، وذلك بتوجيه الامّة توجيهاً مركّزاً وشدّها شدّاً محكماً إلى سيّد الشهداء (ع)، من خلال تأكيداتهم المتواصلة على عزاء الامام الحسين (ع).
الإِطعَامُ في مَجَالِسِ الحُسَينِ (ع)
السؤال: يقول البعض: لا يجوز الأكل من مائدة يوم عاشوراء والموائد التي تقام في مناسبات المعصومين (عليهم السلام)؛ لأنّها أُقيمت لغير الله تعالى؟
الجواب: إنّ الذبح والإطعام تارة يضاف لله تعالى فيقال: ذبح لله، وإطعام لله، ومعناه: أنّه ذبح لوجهه تعالى، وتقرّباً إليه، كما في الأضحية بالحج، والعقيقة، وغير ذلك.
وتارة يضاف إلى المخلوق، وهنا مرّة يضاف إلى المخلوق بقصد التقرّب إلى المخلوق طلباً للخير منه، مع كونه حجراً أو جماداً، كما كان يفعل المشركون مع أصنامهم، فهذا شرك وكفر، سواء سمّي عبادة أو لا.
وأخرى يضاف إلى المخلوق بقصد التقرّب إلى الخالق، فيقال: ذبحت الشاة للضيف، أو ذبحت الشاة للحسين(ع)، وأطعمت للحسين(ع)، أو لغيره من أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، وهذا لا محذور فيه؛ لأنّه قصد ثواب هذه الذبيحة، أو هذا الطعام للحسين(ع)، ونظيره: من يقصد أن يخبز هذه الحنطة، ويتصدّق بالخبز على الفقراء، ويُهدي ثواب ذلك لوالديه، فأفعاله هذه كلّها طاعة، وعبادة لله تعالى لا لوالديه.
ولا يقصد أحد من المسلمين بالذبح للحسين(ع) أو بالإطعام له التقرّب إلى الإمام الحسين(ع) دون الله سبحانه، فليس الذبح له، بل عنه، بمعنى: أنّه عملٌ يُهدى ثوابه إليه، كسائر أعمال الخير.
عقيدتنا فـي مشرِّع الإسلام
نعتقد: أنّ صاحب الرسالة الإسلامية هو محمد بن عبد الله، وهو خاتم النبيين، وسيِّد المرسَلين، وأفضلهم علـى الإطلاق، كما أنّه سيِّد البشر جميعاً؛ لا يوازيه فاضل فـي فضل، ولا يدانيه أحد فـي مكرمة، ولا يقاربه عاقل فـي عقل، ولا يشبهه شـخص فـي خلق، وأنّه لعلـى خلق عظيم. ذلك من أول نشأة البشر إلى يوم القيامة.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال:
يا بن عمر والذي بعثني بالحق نبيّاً لو أن أحدكم صف قدميه بين الركن والمقام يعبد الله الف عام صائماً نهاره قائماً ليله، وكان له ملوء الارض ذهباً فأنفقه، وعبادُ الله ملكاً فاعتقهم، وقتل بعد هذا الخير الكثير شهيداً بين الصفا والمروة، ثم لقي الله باغضاً لعلي لم يقبل الله له عدلا، ولا صرفاً وزُجَّ بأعماله في النار، وحُشر مع الخاسرين.
الأربعين في حب أمير المؤمنين (ع): ج3، ص100.
روي أن موسى (عليه السلام) قال: يا رب، أين صديقي فلان الشهيد؟ قال: في النار، قال: أليس وعدت الشهداء الجنة؟ قال: بلى، ولكن كان مصرا على عقوق الوالدين، وأنا لا أقبل من العقوق عملا.
مستدرك الوسائل، ميرزا حسين النوري الطبرسي، ج١٥، ص١٩٣.
إقْبَالُ الدُّنْيَا وإدْبَارُها
السؤال: ما معنى كلام الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة: (إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أَحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ) (نهج البلاغة، محمد عبدة: الحكمة9).
الجواب: من أحوال الانسان يريد الدنيا في حياته، ويعيش أيامها بكل ما أوتي من قوةٍ، فيحاول أن يحصّل أسبابها، فاذا حصَّلَها وأقبلَتْ عليه (أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ) أي كَسَتْهُ محاسن الناس التي هي غير موجودة فيه، فهنا تعبير لطيف وجميل من الإمام (عليه السلام) وهو الإعارة، وفيه إشارة إلى المدة القصيرة للنعمة فهي نعمة وقتية تُعطى للإنسان وتزول عنه سريعاً بحسب سنوات الدنيا مهما طال عمر الانسان، ويشير هذا التعبير أيضاً إلى إنَّ الدنيا غير مأمونة تهبُ من لا يستحق وتمنع من يستحق، ولا يهنأ العيش لمن يركن إليها.
قال الإمام علي (عليه السلام): (ما أَصِفُ مِنْ دارٍ أَوَّلُها عَناءٌ، وآخِرُها فَناءٌ..) (نهج البلاغة: الخطبة82).
ثم يقول (عليه السلام): (وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ): أي إذا ولَّتْ وذَهَبَتْ وابتعَدَتْ الدنيا عن الانسان سَلَبَتْ منه الصفات الحسنة التي كانت فيه قبل إقبال الدنيا عليه.
فالإمام (عليه السلام) يبيِّنُ هذه الحقائق الواقعية في الحياة العملية التي يعيشها الإنسان، ويشير ابنُ أبي الحديد إلى هذا المعنى من كلام الإمام (عليه السلام): (واعلمْ أنّا قد وَجَدْنَا تصديقَ ما قاله (عليه السلام) في العلوم والفضائل والخصائص النفسانية) (شرح نهج البلاغة: ج18، ص106).
التَّوسُّلُ بالنَّبِيّ (صلى الله عليه وآله) في نَهجِ البَلَاغَةِ
السؤال: قال الإمام (عليه السلام): (إذا كانَت لَكَ إلَى اللهِ سُبحانَهُ حاجَةٌ فَابدَأ بِمَسأَلَةِ الصَّلاةِ عَلى رَسولِهِ (ص)، ثُمَّ سَل حاجَتَكَ..) (نهج البلاغة، تحقيق هاشم الميلاني: حكمة351، ص792). حاول البعض أنْ يتصيَّدَ من هذا الكلام بأن الإمام (عليه السلام) ينهى عن التوسّل والتشفّع بالنبي وآله (صلوات الله عليهم اجمعين)، فقال: (يشير الإمام علي لمن كانت له حاجة، أن يبدأ بالصلاة على النّبي (صلى الله عليه وآله)، ولم يأمرْ هذا بالذهابِ إلى قبرِ النّبي (صلى الله عليه وآله)) (قراءة راشدة في نهج البلاغة، الجمعان: ص12)، فكيف يُجابُ على هذه الشبهة؟
الجواب: نجيبُ على هذه الشبهة بما يلي:
الأول: إنَّ إثبات الشيء لا ينفي ما عداه، فأمير المؤمنين (عليه السلام) ذكر طريقاً لاستجابة الدعاء، ولكن لا تنحصر الإجابة بهذا الطريق فقط.
الثاني: بالحقيقة إنَّ هذه الطريقة في الدعاء هي توسّلٌ، لأنَّ تقديمَ الصلاةِ على محمدٍ وآله (عليهم السلام) قبل أنْ يدعو الداعي بما يشاء هو نوعٌ من الاستشفاعِ بهم (عليهم السلام)، فالصلاة عليهم طريق لاستجابة الدعاء.
التوسل بالنبي واهل بيته عليهم السلام
السؤال: رأىَ البعضُ: إنّ في كلام الإمام علي (عليه السلام) في النهج: (إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَوَسَّلَ بِهِ الْمُتَوَسِّلُونَ الَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الإِيمَانُ بِهِ وَبِرَسُولِهِ) (نهج البلاغة، هاشم الميلاني: الخطبة109، ص286) نهياً عَن التوسّلِ بالأشخاص، كالنّبي الاكرم (صلى الله عليه وآله)، فما هو الجواب عن هذه الشبهة؟
الجواب: يجاب على هذه الشبهة بأمور:
الأول: إنّ الإمام (عليه السلام) لم يحصر التوسل في هذه الصورة، بل عبَّر بصيغة التفضيل، ومن المعروف أنّ هذه الصيغة يستفاد منها الاشتراك في الحكم، فاذا قلنا: (زيد أشجع من عمر) فنحن نثبت الشجاعة لكليهما، وأنّ زيداً أزيد شجاعةً من عمر، فكذلك التوسّل، فإنّ تفضيل طريقة على أخرى لا يعني بطلان الثانية.
الثاني: إنّ هذه الخطبة نصّ على جوازِ التوسلِ، بل على أفضليته، وذلك لأن الإمام (عليه السلام) قال أفضل التوسل هو التوسل بالإيمان بالله تعالى وبرسوله (صلى الله عليه وآله)، والإيمان بالرسول (صلى الله عليه وآله) هو اتباع أوامره والانتهاء عن نواهيه، وقد أمَرَنَا الرسول (صلى الله عليه وآله) بالتوسل به (صلى الله عليه وآله) في كثير من الموارد، منها: ما رواه الطبراني في (المعجم الكبير: ج24، ص352) من قصة دفن فاطمة بنت أسد (عليها السلام)، ونزول النّبي (صلى الله عليه وآله) في قبرها، قال (صلى الله عليه وآله): (الله الذي يحيي ويميت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ووسّع عليها مدخَلَها، بحقّ نبيّك والأنبياء الذين من قبلي).
أبو طالب (عليه السلام) وآية الاستغفار
السؤال: هل صحيح أنّ آية: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ). (التوبة:113) نزلت في أبي طالب(ع)؟ وكما يدعي البعض ان النبي (صلى الله عليه وآله) لم يستغفر له (ع) وانه مات مشركاً؟!
الجواب: من التهم التي وضعها أعداء اهل البيت(عليهم السلام) هي: أنّ أبا طالب(ع) مات مشركاً، والنبيّ(صلى الله عليه وآله) كان يستغفر لعمّه، فنزلت الآية الشريفة لتنهاه عن الاستغفار له، وذلك من خلال وضع الأحاديث المحرّفة في شأن نزول هذه الآية، والتي ترويها بعض كتب أهل السُنّة.
منها: ما جاء في صحيح البخاري: (عن ابن المسيّب، عن أبيه: أنّ أبا طالب لمّا حضرته الوفاة، دخل عليه النبيّ(صلى الله عليه وآله) وعنده أبو جهل، فقال: أي عمّ، قل: لا إله إلاّ الله، كلمة أُحاجُّ لكَ بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أُمية: يا أبا طالب! ترغب عن ملّة عبد المطّلب، فلم يزالا يكلّمانه حتّى قال آخر شيء كلّمهم به: على ملّة عبد المطّلب، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): (لأستغفرنّ لك ما لم أُنه عنه)، فنزلت (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا...)) صحيح البخاري 4: 247.
والجواب عن هذه الشبهة تارة يقع عن الحديث، وأُخرى عن الآية.
أمّا الحديث ففيه: أنّ رواته بين ضعيف ومجهول ومطعون به، فالرواية -إذاً- ضعيفة السند، خصوصاً وأنّ راويها سعيد بن المسيّب الذي اختلف فيه اختلافاً كبيراً، بين التعديل والتجريح، ومن القادحين فيه ابنُ أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة 4: 101 فصل في ذكر المنحرفين عن عليّ)، إذ جعله في عداد المنحرفين عن عليّ(ع)، وأنّ في قلبه شيئاً منه. وعليه فلا قيمة لهذا الحديث الذي وضعه في حقّ أبي طالب(ع) والذي فيه بالتالي قدح في ولده علي (ع).
وأمّا الآية ففيها:
أولاً: اختلف في تفسير الآية، فبعضهم قال: تحمل معنى النفي لا معنى النهي، أي: أنّ الآية تنفي عن الرسول أنّه كان يستغفر للمشركين، لا أنّها تنهاه عن الاستغفار.
إذاً كلّ من استغفر له الرسول (صلى الله عليه وآله) فهو مؤمن ما دمنا نقرّ له بالنبوّة والعصمة والعمل الحقّ.
ثانياً: تدلّنا رواية البخاري على أنّ الآية نزلت عند احتضار أبي طالب(ع)، ولكنّا إذا رجعنا إلى وقت نزولها وجدناها مدنية، فبين وفاة أبي طالب(ع) وبين نزول هذه الآية ما يزيد على ثمانية أعوام.
فمجرى الحديث يدلّ على استمرار استغفار الرسول (صلى الله عليه وآله) لعمّه -وهو كذلك- ولم ينقطع إلاّ عند نزول هذه الآية): مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ....).
والخلاصة: إنّ الآية لم تنزل بحقّ أبي طالب(ع)، وإنّه مات مؤمناً لا مشركاً.