أنا شيعي قناة دينية ثقافية عامة تُعنى بنشر كل ما هو مفيد للدنيا والدين 🌷منتديات أنا شيعي العالمية🌷 💯www.shiaali.net/vb💯 🔹القناة تابعة للمجموعة الشيعية للإعلام🔹 🔹 من مدينة النجف الأشرف 🔹
جَوازُ اللَّطمِ عَلَى الإمَامِ الحُسَينِ (ع)
السؤال: ما هو الدليل الشرعي على جواز اللطم أثناء المأتم الحسيني؟ وفي أيّة فترة من التاريخ الإسلامي كانت بداية نشوئه؟
الجواب:
أوّلاً: من الأدلّة على جواز اللطم في المجالس الحسينية هو الحديث الوارد عن الإمام الصادق(ع): (إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جزع، ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن عليّ(عليهما السلام)؛ فإنّه فيه مأجور( (جامع أحاديث الشيعة، السيد حسين البروجردي: ج12، ص557)، واللطم نوع من الجزع، ولا يخفى عليكم، أنّ النهي عن الجزع نهي تشريعي، وليس نهياً تكوينياً، وبالتالي فهو قابل للتخصيص، وقد ورد تخصيص من الشارع المقدّس وهو (جواز البكاء والجزع على الحسين (ع)) لعموم النهي عن الجزع وهو (أن البكاء والجزع مكروه للعبد).
وثانياً: لأصالة الإباحة؛ فطالما لم يكن في اللطم ضرر، فمقتضى أصل الإباحة هو عدم الإشكال في اللطم ما لم يرد نهي.
وثالثاً: اللطم على مصائب أهل البيت(عليهم السلام) يدخل في باب تعظيم الشعائر، وشدّ الناس إلى قضية الإمام الحسين(ع) التي هي قضية الإسلام.
وأمّا بداية نشوئه، فالظاهر أنّه عريق، كما يبدو من حوادث سنة 350 هـ التي يذكرها ابن كثير في البداية والنهاية يقول: (..اُغلِقَتْ الأسواق ببغداد يوم عاشوراء، ويُظهرُ الناسُ الحزنَ والبكاءَ، وكثير منهم لا يشرب الماء ليلتذ؛ موافقة للحسين لأنّه قُتل عطشاناً، ثمّ تخرج النساء حاسرات عن وجوههنّ يَنُحْنَ ويَلْطمْنَ وجوههنّ وصدورهنّ، حافيات في الأسواق..). (البداية والنهاية، ابن كثير: ج8، ص 202).
اللطم على الأمام الحسين عليه السلام
السؤال: هل توجد روايات تكشف عن رضا المعصوم من ممارسة اللطم حزناً على الإمام الحسين(ع)؟
الجواب: ان اللطم على الامام الحسين (ع) هو تعبير عن الحزن، ولا إشكال فيه، لأنّ الروايات الدالّة على اللطم وبحضور المعصوم (ع) ورضاه على ذلك كثيرةٌ، نذكر بعضاً منها:
1-عن أبي عبد الله الصادق(ع): (وقَد شَقَقنَ الجُيوبَ، ولَطَمنَ الخُدودَ -الفاطِمِيّاتُ- عَلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ (ع)، وعَلى مِثلِهِ تُلطَمُ الخُدودُ، وتُشَقُّ الجُيوبُ) (الأمالي، الطوسي: ص115، ح178).
2-حين رجع السبايا من الشام إلى كربلاء، ووجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري، (تلاقوا بالبكاء، والحزن، واللطم، وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد)(اللهوف في قتلى الطفوف، السيد ابن طاووس: 144)، فكان الإمام السجّاد (ع) معهم يرى ويسمع ولم ينهاهم عن فعل هذه الأفعال.
3-حين أنشد دعبل الخزاعي تائيته المشهورة بحضرة الإمام الرضا(ع)، قال فيها:
أفاطم لو خِلتِ الحسين مجدّلاً وقد مات عطشاناً بشطّ فراتِ
إذاً للطمت الخدّ فاطم عنده وأجريت دمع العين في الوجناتِ (كشف الغمّة، الاربلي: ج3، ص112) لم يعترض الإمام عليه، ولم يقل: إنّ أُمَّنا فاطمة(عليها السلام) لا تفعل ذلك لأنّه حرام، أو مكروه، بل هو قد بكى وأعطى الشاعر جائزة، وهذا إقرار من الامام (ع) بالجواز.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِه عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (عليه السلام) قَالَ: لَا يَزَالُ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يُكْتَبُ مُحْسِناً مَا دَامَ سَاكِتاً فَإِذَا تَكَلَّمَ كُتِبَ مُحْسِناً أَوْ مُسِيئاً.
الكافي، ج ٢، الشيخ الكليني، ص ١١٦
اختيار الزوجة
السؤال: ماذا نفهم من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام): (لَا تَنْكِحُوا النِّسَاءَ لِحُسْنِهِنَّ؛ فَعَسَى حُسْنُهُنَّ أَنْ يُرْدِيَهُنَّ، ولا تَنكحُوهُنَّ لأَمْوَالِهِنَّ؛ فَعَسَى أَمْوَالُهُنَّ أَنْ تُطْغِيَهُنَّ، وَانْكِحُوهُنَّ عَلَى الدِّينِ، فَلَأَمَةٌ سَوْدَاءُ جَرْدَاءُ ذَاتُ دِينٍ أَفْضَلُ) (نهج البلاغة، الحكمة: 848)؟
الجواب: يشير الإمام (عليه السلام) في كلامه إلى وجوب أن يكون اختيار الرجل للزوجة بشكل صحيح؛ وهو دين المرأة، فلا يكون الرجل مهتمّاً ومركِّزاً في اختياره على جمال المرأة ومالها فقط؛ فإنَّه قد تكون المرأة ذات حُسن وجَمَال)، ولكن باطنها قبيحٌ، كما قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): (أَيُّها النَّاسُ، إيّاكُم وخَضْراءَ الدِّمَنِ، قيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا خَضْرَاءُ الدِّمَنِ؟ قَالَ (صلى الله عليه وآله): المَرْأةُ الحَسْناءُ في مَنْبتِ السُّوءِ)، (مرآة العقول، المجلسي: ج20، ص22).
ولو اجتمع الجمال والمال في امرأة كان الاختيار أفضل وأكمل بكل تأكيد، ولكن لو توفر الدِّين في امرأة دون الجمال، فسيكون الاختيار للدِّين على الجَمَال؛ إذ لا فائدة من الجمال بلا دين.
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيه (عليه السلام) أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله) قَالَ: الرِّزْقُ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُطْعِمُ الطَّعَامَ مِنَ السِّكِّينِ فِي السَّنَامِ.
الكافي، ج ٤، الشيخ الكليني، ص ٥١
نَفْيُ سَبِّ الصَّحَابَةِ في نَهجِ البَلاغَةِ
السؤال: يدعي الذهبي أن كتاب نهج البلاغة فيه سبٌّ صريحٌ للصحابة، قال: (ففيه السب الصراح..). (ميزان الاعتدال، الذهبي: ج3، ص124) فهل هذا القول صحيحٌ؟
الجواب: هذا القول غيرُ صحيح، وافتراءٌ على نهج البلاغة، ولا يوجد في نهج البلاغة سبٌّ للصحابة، لأسباب كثيرة، منها:
1-قال الشيخ احمد سلمان في كتابه (نهج البلاغة فوق الشبهات: ص34): بحثت في نهج البلاغة فلم أجد فيه أي سب صراح كما ادعى الذهبي، ولم يأتِ بشاهدٍ واحدٍ على هذا السب الصراح المدعى.
2-إنَّ الموجود في نهج البلاغة هو نقد لبعض سلوكيات الصحابة التي لم يرتضِها أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهذا ليس شتماً أو سبَّاً للصحابة كما حاول الذهبي تصوير الأمر، ثم لم يقل أحدٌ مثلاً: أنَّ نقد الصحابة ليس بجائز، وأنَّهم فوق النقد، ولذلك وجدنا كبار علماء أهل السنَّة يشهدون بصدور بعض الموبقات والمعاصي من بعض الصحابة، فمثلاً وصفهم التفتازاني: (أنَّ بعضهم قد حادّ عن طريق الحق، وبلغ حد الظلم والفسق، ...، والميل إلى اللذات والشهوات). (شرح المقاصد، التفتازاني: ج5، ص310)
طلبُ الامامِ المعصومِ المغفرةَ من اللهِ
السؤال: إذا كان الامام معصوماً على رأي الشيعة أي لا يعصي الله، فكيف يطلب المغفرة من الله (عزوجل)؟
الجواب: قد عرَّفَ العلماء العصمة بهذا التعريف (مناهج اليقين في أصول الدين، العلامة الحلي: ج1، ص424): هي لطف يفعله الله تعالى بالمكلف بحيث يمتنع منه وقوع المعصية، وترك الطاعة مع قدرته عليهما، وقد منَّ الله تعالى على بعض عباده بهذا اللطف منذ ولادتهم وحتى مماتهم وهم الانبياء والائمة (عليهم السلام)، لأنه أراد ان يكونوا قدوة للناس وقادة، فلو عهد من النبي أو الأمام في بعض عمره نسيان أو سهو لارتفع وثوق الناس بما يخبر به، ولو عهد منه خطيئة لنفرت العقول من متابعته، فتبطل فائدة البعثة والامامة.
وما ورد في كلام الائمة (عليهم السلام) وادعيتهم ومناجاتهم مما يشعر بصدور المعصية وطلب المغفرة من الله (عزوجل) فيمكن توجيهُهُ بما يلي :
1- إنها خطابات تعليمية لأتباعهم وشيعتهم لإفاضة روح التعليم والتأدب .
2- ليست الغواية من الشيطان فقط بالإيقاع في المعاصي حتى يقال إنّ هذا يتعارض مع العصمة، بل في كل طرق التكامل فان الشيطان يريد ان يبعد الانسان عن الدرجات الافضل والاعلى، حتى لو لم يوقعه في المعصية، بل إن محاولة الشيطان فقط يصدق عليها الاغواء، وإنْ لم تصدر من العبد معصية .
3- إنّ نسبة الخطيئة من قبل المعصوم الى نفسه دليل على أنّ المراد بالخطيئة غير المعصية بمعنى مخالفة الامر المولوي (تفسير الميزان، الطباطبائي: ج15، ص285)، فان الخطيئة والذنب مراتب تتقدر حسب حال العبد في عبوديته، كما قال بعض العارفين: (حسنات الابرار سيئات المقربين)، فتنزيلُ العبدِ نفسَه منزلة المقصِّر بحقِّ الله تعالى نوع من الإقرار بالعبودية، والخضوع له (عزوجل)، وإنَّ ما فيه من مقتضيات العصمة إنّمَا هي من فضله وكرمه، وهو من أدبِ الخطاب مع الباري (عزوجل).
عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ولاية عليّ مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولن يبعث الله نبيّاً إلاّ بنبّوة محمّد وولاية وصيّه علّي.
الكافي: ج1، ص437.
أَفْضَلُ اَلزُّهْدِ
السؤال: ماذا يقصد الامامُ أمير المؤمنين (عليه السلام) من كلامه: (أَفْضَلُ اَلزُّهْدِ إِخْفَاءُ اَلزُّهْدِ) (نهج البلاغة: الحكمة28).
الجواب: الزهد من الخصال الحميدة التي ينبغي للمؤمن التحلي بها؛ لأنَّ الاتصاف بهذه الخصلة العظيمة تُبْعِدُ الانسانَ عن عناء الدنيا، فالإمام (عليه السلام) يدعو إلى التحلي بالزهد، ولكن في نفس الوقت يؤكد على عدم التظاهر والتجاهر به؛ لئلّا يصاب الانسان الزاهد بالغرور والرياء وبالتالي بطلان عمله، قال ابن أبي الحديد المعتزلي: (إنَّما كان كذلك -أي إخفاؤُه-لأن الجهر بالعبادة والزهادة والإعلان بذلك قلَّ أنْ يسلمَ من مخالطة الرياء..) (شرح نهج البلاغة: ج18،ص139).
فهنا الإمام (عليه السلام) يدلُّنا على أفضل طريقة للابتعاد عن الدنيا وهي: بأنْ يجاهد الانسان نفسه واقعياً حتى يرتقي بها إلى مراتب الكمال؛ ولا عبرة بالأمور الظاهرية خصوصاً مع قصد الظهور والإعلام.
أَفْضَلُ اَلزُّهْدِ
السؤال: ماذا يقصد الامامُ أمير المؤمنين (عليه السلام) من كلامه: (أَفْضَلُ اَلزُّهْدِ إِخْفَاءُ اَلزُّهْدِ) (نهج البلاغة: الحكمة28).
الجواب: الزهد من الخصال الحميدة التي ينبغي للمؤمن التحلي بها؛ لأنَّ الاتصاف بهذه الخصلة العظيمة تُبْعِدُ الانسانَ عن عناء الدنيا، فالإمام (عليه السلام) يدعو إلى التحلي بالزهد، ولكن في نفس الوقت يؤكد على عدم التظاهر والتجاهر به؛ لئلّا يصاب الانسان الزاهد بالغرور والرياء وبالتالي بطلان عمله، قال ابن أبي الحديد المعتزلي: (إنَّما كان كذلك -أي إخفاؤُه-لأن الجهر بالعبادة والزهادة والإعلان بذلك قلَّ أنْ يسلمَ من مخالطة الرياء..) (شرح نهج البلاغة: ج18،ص139).
فهنا الإمام (عليه السلام) يدلُّنا على أفضل طريقة للابتعاد عن الدنيا وهي: بأنْ يجاهد الانسان نفسه واقعياً حتى يرتقي بها إلى مراتب الكمال؛ ولا عبرة بالأمور الظاهرية خصوصاً مع قصد الظهور والإعلام.