استدراكاً على منشوري السابق المعنون : ( مفاهيم يجب أن توضح 1 )
وحيث إنني ذكرت أن المتغلب يحتاج لإقراره بعد التغلب إلى توافق أهل الحل والعقد عليه فإن الصواب أن المتغلب يعتبر حاكماً بمجرد تغلبه؛ واحتياجه لبيعة أهل الحل والعقد إنما هو لتصحيح ولايته كأئمة العدل كما اختاره (الجويني) و(العز بن عبد السلام)، لكن ينبغي التنويه على أن مسألة احتياجه بعد تغلبه لبيعة أهل الحل والعقد كي يصبح إماماً كأئمة العدل هي ظنية خلافية كما صرح بذلك غير واحد من أهل العلم منهم (الجويني) نفسه في أكثر من موضع هذا أحدها، حيث قال الجويني رحمه الله في (غياث الأمم) الصفحة (٤٢٨) الفقرة (٤٧١ -٤٧٢):
"وَلَا يَجُوزُ عَقْدُ الْإِمَامَةِ لِفَاسِقٍ، وَإِنْ كَانَتْ ثَوْرَتُهُ لِحَاجَةٍ ثُمَّ زَالَتْ وَحَالَتْ، فَاسْتَمْسَكَ بِعُدَّتِهِ مُحَاوِلًا حَمْلَ أَهْلِ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ عَلَى بَيْعَتِهِ، فَهَذَا أَيْضًا مِنَ الْمُطَاوَلَةِ وَالْمُصَاوَلَةِ، وَحَمْلُ أَهْلِ الِاخْتِيَارِ عَلَى الْعَقْدِ لَهُ بِحُكْمِ الِاضْطِرَارِ، وَهَذَا ظُلْمٌ وَغَشْمٌ يَقْتَضِي التَّفْسِيقَ.
فَإِذَا تُصُوِّرَتِ الْحَالَةُ بِهَذِهِ الصُّورَةِ، لَمْ يَجُزْ أَنْ يُبَايَعَ، وَإِنَّمَا التَّصْوِيرُ فِيهِ إِذَا ثَارَ لِحَاجَةٍ، ثُمَّ تَأَلَّبَتْ عَلَيْهِ جُمُوعٌ لَوْ أَرَادَ أَنْ يَتَحَوَّلَ عَنْهُمْ لَمْ يَسْتَطِعْ، وَكَانَ يَجُرُّ مُحَاوَلَةُ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَعَلَى النَّاسِ فِتَنًا لَا تُطَاقُ، وَمِحَنًا يَضِيقُ عَنِ احْتِمَالِهَا النِّطَاقُ، وَفِي اسْتِقْرَارِهِ الِاتِّسَاقُ وَالِانْتِظَامُ، وَرَفَاهِيَةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَيَجِبُ تَقْرِيرُهُ كَمَا تَقَدَّمَ.
والمختار أَنَّهُ وَإِنْ وَجَبَ تَقْرِيرُهُ، فَلَا يَكُونُ إِمَامًا، مَا لَمْ تَجْرِ الْبَيْعَةُ، وَالْمَسْأَلَةُ فِي هَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مَظْنُونَةٌ، وَالْمَقْطُوعُ بِهِ وُجُوبُ تقريره."
انتهى كلام الجويني بتمامه.
ومعنى ( تقريره ) أي : الإقرار به حاكما ومعنى (إماما) أي : كأئمة العدل يقاتل معه ضد البغاة وغيرهم
وإنما ذكرت ذلك ليعلم أن الخلاف فيه حاصل فلا يشتد فيه النكير خصوصا في هذه المسائل الحساسة
ومن أراد الاطلاع على أحكام الإمامة والتولية عامة فهذا ( كتاب الغياثي للجويني ) كاملاً،
ومن أراد الاقتصار في الاطلاع على ما يخص أحكام التغلب فهذا هو مقتطعاً من كتاب الغياثي
ونتابع الحديث في المفاهيم التي نروم توضيحها .
مفاهيم يجب أن توضح ( 2 ) :
قراءة في واقع المناطق السورية المحررة
الحمد لله وسلامٌ على عباده الذين اصطفى :
قبل متابعة البحث أودُّ التعليق على ردِّ أخينا أبي محمد الصادق على منشوري السابق فيما يخص المسائل العلمية كونها ذات صلة بالبحث وسوف أضرب صفحاً عما سوى ذلك.
1- إن لإقرار ولاية المتغلب صورا متعددة فمنها البيعةُ الصريحة ومنها السكوتُ الإقراري والتعامل مع منظومة الحاكم وتراتيبه الإدارية التي لا يمكن لأي مجتمع أن يعيش بدونها، فالوقوف على الحاجز وطلبُ التراخيص ومراجعة الدوائر والتقاضي كلها أمثلةٌ على ذلك. وقد نشأت حكومة الإنقاذ في(2-11-2017) خلال السيطرة الجزئية للهيئة واستكلمت تراتيبها في الشهر الأول من عام (2019) بعد السيطرة الكاملة للهيئة على إدلب، ومنذ ذلك التاريخ وهي تحكم عدداً يُقدَّرُ حسب فريق منسقي الاستجابة السورية بقرابة (4300000) أربعة ملايين وثلاثمائة ألف نسمة في منطقة إدلب وريفها وريفي حماة وحلب بمساحة تقدر بحوالي ( 3500 ) كيلو متراً مربعاً أي قرابة نصف مساحة المناطق المحررة بالنظر إلى أن مساحة منطقة الغصن تبلغ حوالي ( 1700 ) كيلو متراً مربعاً والتي يقطنها قرابة ( 550 ) ألف نسمة ومساحة منطقة درع الفرات حوالي ( 2200 ) كيلو متراً مربعاً والتي يقطنها قرابة ( 1200000 ) نسمة، فيكون إجمالي مجموع القاطنين في مناطقنا المحررة قرابة ستة ملايين نسمة منهم 70 % تحت إدارة حكومة الإنقاذ ويكون إجمالي مساحة المناطق المحررة حوالي ( 7400 ) كيلو متراً مربعاً نصفها تقريباً تحت سيطرة الهيئة ولم يتيسر البحث في مساحة وعدد القاطنين لمنطقة نبع السلام فهي أيضاً من المناطق المحررة ل #الثورة_السورية رغم الانقطاع الجغرافي عنها.
والسؤال الجوهري هنا والذي سقتُ لأجله كلَّ تلك الإحصائيات المفيدة للقارئ : هل يمكن لأية منظومةٍ – مهما كانت بدائية – أن تحكمَ لخمسة أعوام هذا العدد من الناس وضمن هذه الرقعة الجغرافية دون أن يكون أهل الحل والعقد فيها قد أقرّوا حكمَها بصورة أو بأخرى؟!! فاستتبابُ الحكم أو التمكّنُ لمدة خمس سنوات لا يمكن حصوله إلا بإقرار أهل الحل والعقد سواءً كان بعضُهم ممثلاً أو معيناً بمؤسسة تحت اسم (الشورى) أو (المؤتمر العام) أو كانوا متفرقين لا تنظِمهم علاقة بالهيئة وسواء طُلبتْ منهم بيعةٌ معلنة أم تُركَ الأمر للإقرار العرفي إذ لا يمكن إدارة حيٍّ بل ولا حتى مدرسةٍ ومشفى فضلاً عن المنطقة المحررة بأسرها دون تحقق هذا.
2 - كان الأولى تجنّبُ الاتهام بلازم القول بأن التأصيل الذي عرضتُه يلزم منه التحريضُ والإغراء بالمتظاهرين فهذا لا يناسب مقام البحث العلمي على فرض كونه لازماً لكلامي فكيف إن لم يكن لازماً أصلاً، فسبب نشر البحث هو النصيحة للمسلمين خشية الوصول إلى حائط مسدود بين المتظاهرين والجهة الحاكمة لأن المتابع لا يحتاج إلى كبيرِ ذكاءٍ وجهدٍ ليدرك أن الشوكة والقوة هي عند الهيئة وأنها ملتفةٌ فيما يظهر حول قيادتها ومنظومةُ الحكم تباشر عملها فلذا آثرنا التنبيهَ إلى المفاسد والتذكيرَ بسرد الحوادث التاريخية والأحكام المتعلقة بهذه الحالة لتحاشي التصعيد بين الطرفين.
ولو استعملتُ طريقةَ الاتهام بلازم القول أو عاقبته ومآله – وما كنت لأفعل – فسأقول : إن الإغراء بالمتظاهرين هو حالُ من يستثمر خروجهم بطلباتٍ محقة واحتجاجٍ على المظالم ليرفع سقوف المطالب على وجه يضرُّ السِّلمَ الأهلي في المحرر دون وجود مقومات الحسم الموصل لتلك السقوف أو توافرها لكن مع أضرار كبرى تعم المحرر.
3 - وقد ختم أخونا أبو محمد رده بقوله : " إذ لا تثبت للمتسلط على جزء من المحرر ولاية تعيين ولا تغلب " ولم أجد ضمن تقسيمات الحاكم في كلام أهل العلم أن التسلط وصف له أحكامه الخاصة فهو ليس سوى رديف للتغلب وقد سبق الكلام عنه وربما يأتي لاحقا بعض التفصيل اللازم حوله لكننا نسأل تنزلاً : إذا كان هذا "التسلط" بشوكة وقائما على مشروع يُوحِّد هذا العدد من الخلق فما حكم إزالة هذا "التسلط" مع فقدان الشوكة و غلبة الظن أن هذه المنظومة ستتداعى؛ فإن قيام منظومات الحكم وحمايتها لا يكون إلا بشوكة وقوة ليست موجودة عند المعترضين؟! فكيف إذا كان ذلك سيشتمل بالضرورة على مواجهة داخلية تُعرّض المحرر للخطر وقد بينا أن هذا "الجزء من المحرر" فيه من المساحة وعدد السكان ما يناهز دولاً صغيرة في زماننا المعاصر !!
واللهَ نسأل أن يلهمنا رشدنا ويجمعنا على الحق
ونتابعُ في ذكر المفاهيم ⬇️
مفاهيم يجب أن توضح (1):
الحمد لله والصلاة والسلام على النبي الأمي وعلى آله وأصحابه أجمعين :
هذه إضاءات سريعة حول بعض المفاهيم أحببت مشاركتها لأخذها بالاعتبار واستحضارها في الأحداث التي نعيشها وقد نجعلها في سلسلة متتابعة من المنشورات.
وقبل الشُّروع في البحث أودُّ أن ألْفِتَ الانتباه أن استحضار ما جرى أزمنةَ الفتنة زمن الصحابة والتابعين لا يقصد منه الاستدلال النصي على الأحكام وإنما تحليل العوامل المؤثرة في اجتهاداتهم وتحرِّي السياسة الشرعية التي اتبعوها، ومن البَدَهِيِّ أن لا يقتضي ذلك تسويغَ ما يجري في زماننا هذا من الأخطاء والمخالفات وأن لا يقتضي أيضا التسويةَ من كل وجه بين أشخاصهم وبين المعاصرين فلا يبادرن أحد بالمشاغبة والقول أتُشبِّهُ هؤلاء بأؤلئك، فإن واجبنا تلمُّس المعاني وتتبع العِلل لكي نفهم ما كان عليه سلفنا الصالح وكيف أنزلوا النصوص وأعملوا المقاصد في خلافاتهم ونزاعاتهم بين بعضهم فنتأسَّى بهم ونسير على طريقتهم، فلَعَمرُ اللهِ هذا خيرٌ لنا من أن نرتجلَ المواقف عند الخلاف ونجازف في الأحكام عند الخصام.
أولاً: مفهوم أهل الحل والعقد :
إن تولية أيّ شخص ولاية عامة أو خاصة ببلد أو منطقة ابتداءً أو مآلاً ، تعييناً أو إقراراً - بعد تغلب - أو عزلاً، يُشترط لها توافق أهل الحلِّ والعقد عليه والذين يحسم موقِفُهم مادةَ النزاع والاقتتال وهكذا فعل الصحابة بعد وفاة النبي ﷺ وصنع عمر رضي الله عنه بعد طعنه وقد كانت بيعةُ عليٍّ رضي الله عنه ببيعةِ أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار.
وإذا أردنا أن نُعرّف (أهل الحل والعقد) في زمننا المعاصر فتعريف الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله من أشمل التعاريف وأدقها حيث يقول :
" كان ينبغي أن تكون تسميتهم بأهل الحل والعقد مانعة من الخلاف فيهم إذ المتبادر منهم أنهم زعماء الأمة وأولوا المكانة وموضع الثقة من سوادها الأعظم بحيث تتبعهم في طاعة من يولونه عليها فينتظم به أمرها ويكون بمأمن من عصيانها وخروجها عليه "
وقد فصّل مقصوده في موضع آخر إذ يقول :
" أهل الحل والعقد الذين تثق بهم الأمة من العلماء والرؤساء في الجيش والمصالح العامة كالتجارة والصناعة والزراعة وكذا رؤساء العمال والأحزاب ومديرو الجرائد المحترمة ورؤساء تحريرها "
وقد لا يتسع المقام هنا للإسهاب في موضوع كيفية اختيار أهل الحل والعقد وهل هم ممن اشتهر بتلك المواصفات حتى باتوا مقبولين لدى المجتمع!؟، أم للحاكم المُتمكِّن صلاحيةُ تعيينهم أو تعيين جزء منهم أم أنهم يُنتخبون انتخاباً عاماً مفتوحاً لكل الرعية أو انتخاباً خاصاً بين فئة معينة لها مواصفاتها بين الأمة احترازاً من آفات الديمقراطية الغربية، أم يمكن الجمع بين الكيفيات السابقة بحيث نضمن عدم استبداد الحاكم خاصة في المهام الكبرى والقضايا المصيرية!؟، وقد يلزمنا وقفة أخرى لنقاش صور تحديد أهل الحل والعقد على صعيد المحرر نظراً لتشعّبِ حالته واشتماله على من قارع النظام المجرم من جميع المناطق السورية وفارق دياره أو تم تهجيره للوصول إلى تحديدٍ دقيق لأهل الحل والعقد وكذلك تمثيلٍ عادل وحقيقي في مؤسسات المحرر.
والشاهدُ من هذا السَّرد أنّه لا يكفي برأينا أن يطلبَ بعضُ الأفاضل - مهما كانوا على علم وديانة - فرضَ عزلِ المتولي للحكم والذي استتب له الأمر طوعاً أو كرهاً مع وجود آخرين يخالفونهم ودون اعتبار موقف باقي من ينطبق عليهم وصف (الحل والعقد ) داخل المحرر بصورته القائمة وأهمهم: قادة الجند وحفظة الثغور ومراكز النفوذ والتأثير وغيرهم من الأصناف في مثل هذا الإجراء، فإن اختلاف أهل الحل والعقد قبل العزل وبعده يعرض أمن المجتمع للخطر؛ ولذلك قال العباس لعلي رضي الله عنهما: " اُمْدُدْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ، فَيَقُولُ النَّاسُ: عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَايَعَ ابْنَ عَمِّهِ، فَلَا يَخْتَلِفُ عَلَيْكَ اثنان " ومعناه أن البيعة تكون ممن لا يختلف الناس على من يبايعونه.
ثامناً : لقد خاضت حركة أحرار الشام الإسلامية سابقاً غمار الاقتتال الداخلي مراراً وبالنظر إلى ما ترتب عليه من مفاسد على المحرر واستنزاف لمقدرات الثورة وجنودها وسلاحها توصلت الحركة إلى قرار بالتعاون العسكري على جبهات المحرر مع جميع الفصائل وأهمها هيئة تحرير الشام وترك ميادين النزاع والتنافس السلبي وقد ساهم ذلك في حصول الاستقرار النسبي الذي أدى إلى تفعيل منظومة حكم وليدة في المحرر نأمل أن تتطور وتنضج مع مرور الوقت لتمثل ما نطمح إليه من حكم رشيد يقيم العدل ويرفع الظلم ويحقق أهداف ثورتنا ، ولسنا في وارد العودة إلى المربع الأول نظراً لاشتماله على مخاطر كبرى من فشل وتسلط الأعداء علينا وذهاب ريحنا وندعو إخواننا جميعاً إلى رفع مستوى الوعي بالمخاطر المحدقة فإن حجم الصعوبات والتحديات في إنشاء منظومة حكم جديدة من الصفر لها كلفة باهظة على المحرر بعد مرور ثلاثة عشر عاماً على انطلاقة الثورة مع تربص الأعداء الذين يواجهوننا بإمكانات دول خصوصاً أنه لا يجمع المعارضين سوى خصومتهم للهيئة، لذا نرى أن كلفة إصلاح المنظومة الحالية أهون بكثير من خوض مخاطر مجهولة تترجح مفاسدها على مصالحها والله أعلم.
وأخيراً نقول : إن مهمة الدعاة والمصلحين وأصحاب المبادئ هي صناعة فلك النجاة وليس القفز منها إلى أمواج الأهواء والرغبات وحظوظ النفس وظننا بإخواننا جميعاً (الهيئة ومن يخالفها) أن يتحروا معنا ما هو أرضى لله فيفعلوه فإن في أعناقنا شعباً مكلوماً وأمة قد قدمت الكثير من التضحيات وهي تستحق منا أفضل بكثير مما نفعله الآن.
وإذا سألني سائل ماذا تتمنى؟ وبماذا تدعو؟، فأقول أتمنى أن تصلح الهيئة نفسها بنفسها وتستعين بكل مؤهّل موثوق من هذا المجتمع فتكون على قدر الأمانة والمسؤولية فإن ما نزل بها هو بسبب ذنوب ومظالم توجب علينا التوبة والاستغفار فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة وأدعو الله عز وجل أن يوفقهم إلى ذلك فإنه خير لهم وخير للمحرر وأهله
أقول قولي هذا وأستغفر الله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين :
أهنئ مجاهدينا الأبطال وعمومَ أهلنا الكرام في المناطق المحررة بقدوم شهر الطاعات والمغفرة والذي يوافق ذكرى مرور ثلاثة عشَر عاماً على انطلاق ثورتنا المباركة اليتيمة، ونسأل الله أن يوفقنا لصيام نهاره وقيام ليله إيماناً واحتساباً وأن ينصرنا على النظام الأسديِّ وملالي إيران والروس المحتلين ويكتب لثورتنا النجاح في أهدافها، كما نسأله أن يعين إخواننا المجاهدين وشعبنا الصابر في غزة ويفرِّج عنهم بنصرٍ عاجل وفتح قريب إنه على ما يشاء قدير.
إخواننا الكرام .. نعيشُ منذ مدة في مناطقنا المحررة قضيةَ الساعةِ المتعلقة ب(الخلية الأمنية) وما ترتب عليها من اعتقالات، منهم من قضى مظلوماً في سجنه ثم تبيَّن براءة الجميع من التهم المنسوبة إليهم، وتحمل قيادة هيئة تحرير الشام المسؤولية عن ذلك علناً وما ترتب على ذلك من آثار وتبعاتٍ على الصعيد الأمني والعسكري والشعبي داخل المحرر.
ولستُ في وارد تسجيل المواقف فالمقام أعظم من ذلك، كما أني لست في سياق التبرير لأحد فما جرى خطب عظيمٌ لا يصلح معه الترقيع كما أن تاريخنا معروف في مواجهة ومقارعة ما نعتقد خطأه , ولا في وارد القفز من السفينة كما يحلو لبعضهم أن يتوهم، فتحمل المسؤولية وإعمال النظرة المقاصدية تأبى علينا ذلك .
ونقفُ بعض الوقَفات على ما جرى تحرِّياً للصواب وامتثالاً للحق مع النصح والبيان للجميع :
أولاً : إن المسؤولية الكاملة على ما جرى تتحملها هيئة تحرير الشام كونها الجهة التي تصدَّرت وحملت على عاتقها أعباء الحكم والخلل الحاصل هو على نوعين:
أولهما متعلقٌ بكونها منظومةَ حكم ناشئة في ظل واقع اجتماعي وفصائلي مفكك وعزوف كثير من الكوادر و الكفاءات عن الانخراط في العمل مع غياب تجربة عملية سابقة في ممارسة الحكم، وبالتالي تقديم الولاء على الكفاءة في بعض التعيينات وفي بعضها الآخر الاعتماد على المتاح ضمن معادلة (الثقة والأهلية) مع ضعف آليات الرقابة والمحاسبة.
وثانيهما ملف (الخلية الأمنية) الأخير الذي فتح باب التساؤلات عن مصداقية جهاز الأمن العام وأرقام المعتقلين السابقين وتحرير الدعاوى عليهم والنظام الداخلي الناظم للجهاز وقد شعرنا جميعاً بالضيق والتأثُّمِ عند اطلاعنا على تلك التجاوزات والمظالم و إنَّنا نبرؤ إلى الله مما لا يرضاه.
ثانياً : بما أن الهيئة تتحمل المسؤولية الكاملة عما جرى فإننا نرى أنها هي الجهة المعنية بمعالجته بعملية إصلاحية شاملة مقيسة بآليات واضحة مطمئنة تزيلُ هواجسَ الالتفاف والتجاهل لمطالب الإصلاح وما دون ذلك فإنه لن يعالج تضرر المصداقية وتآكل الثقة الذي خلفته الأزمة وقد كشفت الأحداث الأخيرة أن الهيئة كجماعة جزء أصيل من المجتمع تتفاعل مع تطلعاته وتعيش همومه وهذا أيضاً يجعلها البوابة الأساسية للإصلاح والذي لن يتحقق باستعدائها ولا تجاوزها.
ثالثاً : إنّ سعار الاتهامات بالعمالة مرفوضٌ تماماً سواء كان من جهة الهيئة كما حصل في ملف الخلية الأمنية أو كان من جهة خصومها ممن يفجرون عليها بالخصومة وهي سنة سيئة قبيحة سنها الدواعش وسار عليها كثيرون سياسياً وإعلامياً وحتى ميدانياً من حيث قصدوا أو لم يقصدوا فقد أصبح استعمال هذه المادة بغير حق بشعاً ومقززاً ويضع من يطلقه على الآخرين في خانة العداء بلا عودة أو في خانة التناقض في المواقف كما أنه يُفرِح العدو ويحزن الصديق ويشوش على الشعب ويفقد التعاطف مع قضايانا العادلة ( ولا تلمزوا أنفسكم ) فكثير مما يجري من الخصومات إنما هو مقتضى الاجتهاد البشري أحياناً أو الأهواء النفسية والمصلحية أحياناً، فالمسارعة إلى وضعها في خانة العمالة دون بينة ولا برهان خطأ فاحش وظلم مبين، وإنني أحسب أنه لا عاقل فرح باعتقالات الملف الأمني عندما تم تداول الاتهامات وكذلك ليس صاحب دين يحزن لتبرئة المتهمين ويتمنى أن لو كانت الاتهامات صحيحة (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً )
لم يكن الإدراج على لوائح الإرهاب يوماً دليلا على صحة توجهٍ أو فساده ولا على نجاح مسارٍ أو فشله (طالبان داعش حزب الله) بل كان وسيظل أداة من أدوات الصراع والضغط والتوجيه .
والمطلوب مواجهتها ضمن سياق التحديات مع التركيز على غايات الثورة السورية وأهدافها وعلى رأسها إسقاط النظام المجرم.
من العجيب إهمالُ مواجهة العدو على كافة الصعد وتفرُّغُ جهاتٍ (ثورية) لتكرّرَ وتبرّر رواياتِ المحتل الروسي ضد المحرر وأهله بل إن قوما بعد أن فشلوا في الميدان قد تجاوزوا ذلك الحد إلى استجداء دولي صريح ضد أبناء جلدتهم دون أي حياء ويا له من أمر مشين!
فيا هؤلاء هلّا تواريتم وراء الحائط !
إن المقصود الأول لثورتنا السورية هو الإطاحة بنظام الطاغية واستبداله بدولة تحقق العدل والاستقرار والكرامة للناس، وقد فشلت العصابة الأسدية في تحقيق تلك المقومات فيما وقع من أراضي وطننا تحت سلطتها بمعونة المحتلين والطائفيين فباتت تلك المناطق اليوم أشبه بغابة الوحوش
أمامنا اليوم تحد كبير يتمثل بتوفير العدل والاستقرار للشمال المحرر مع وجود الشوكة والقوة التي تحميه من العدو وهو أمر لا يتحقق مع نزاعات الفصائل وصراعات النفوذ لذلك لا بد لهذا العبث أن يتوقف
ومفتاح الحل هو تفاهم الجبهة الوطنية للتحرير مع هيئة تحرير الشام على المسائل الجوهرية وأهمها منظومة إدارية واحدة وما سوى ذلك فحرب عبثية تزيد معاناة الشعب المنكوب وتحزن الصديق الصادق وتفرح العدو المتربص وتنهي وجود الثورة
يختلف المعاصرون في فهم الأحاديث النبوية الدالة على عودة السلاح الأبيض في آخر الزمان، والأصل هو حمل النصوص على ظاهرها؛ ويزيد ذلك رُجحانا: الواقعُ الدالّ على إمكانية إطلاق الدول أسلحةَ الدمار الشامل خطأ أو عمداً مما يجعل الحضارة المعاصرة عرضة للزوال.
#السنة_النبوية
#اوكرانيا_روسيا
في العهد المكي تابع المسلمون صراعَ الروم والفرس وقلوبُهم تميل إلى الروم أهلِ الكتاب ضد الفرس المجوس وبعد انقضاء التأسيس المكي تحول دورُ المسلمين من المشاهدة إلى صناعة الأحداث حتى أظهرهم الله على الجميع ولعل الله بحكمته البالغة يهيىء لإعادة التاريخ
(ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)
من العجيب أن نشعر فجأة بالوحشة لفقد أناس لم نلتق بهم قط
وما ذاك إلا لأن فقدَهم نبّه المرءَ في نفسه إلى الأثر الذي راكمتْه كتبُهم في بناء الشخصية وبيان الطريق ورفع الإيمان وشحذ الهمم ..إذا ثبتت تلكم الصلة لمخلوق فكيف بمعية الحي القيوم الذي لم تفارقنا نعمه ولم تزايلنا رحمته عز وجل ؟!
رحل عن دنيانا الفانية شيخنا #صلاح_الخالدي رجل القرآن،تعرفت عليه في أول أيام هجرتي من المقبور حافظ إلى #الأردن ١٩٨١.كان إمام مسجد عبد الرحمن بن عوف في #صويلح. علّمنا تجويد القرآن. صحبة رائعة، وصوت شجي، وشفقة والد.فعليك سلام الله. أسأله أن يمنّ عليك بفردوسه، ويعظم أجر أهلك وأحبابك.
Читать полностью…مراجعات وتوصيات مهمة لعدد من مراكز الأبحاث الاستراتيجية الغربية حول آلية التعامل مع الجماعات الجهادية والتي يمكن أن تعد بمثابة ملامح محتملة للسياسات القادمة
https://berghof-foundation.org/news/call-to-rethink-europes-counter-terrorism-strategy
2️⃣ المفهوم الثاني : هل هناك تفريقٌ في مشروعية الخروج بين وجود حالة التجاذب والتنازع وبين استتباب الأمر ؟
والجواب : لا شكَّ بأنّ الفرق ثابتٌ بين الصورتين، فطالما لم تكتمل السيطرةُ يبقى ظهور أيّ طرف آخر مُحتمَلاً سواء كان مؤهلاً أو غير مؤهل، أما إذا استتبَّ الأمر فتصبح كلفة نكىء الجراح وتحريك الفتن وعودة الاقتتال كبيرةً باهظة على المجتمع المسلم.
جاء في الصحيح عن النبي ﷺ : من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يفرق كلمتكم ...
يقول الجويني: “فإن قيل: فلِمَ منعتم عقد الإمامة لفاسق؟( يقصد ابتداء وأبحتم الاستمرار عليها له) قلنا: أهل العقد على تخيرهم في افتتاح العهد، ومن سوء الاختيار أن يُعيّن لهذا الأمر العظيم والخطب الجسيمِ فاسقٌ، وهم مأمورون بالنظر للمسلمين من أقصى الإمكان، وأما الذهاب إلى الانخلاع بعد الاستمرار والاستتباب مع التعرض للزلاَّت فمُفسِدٌ لقاعدة الولاية، ولا خفاء بذلك عند ذوي الدراية."
3️⃣ المفهوم الثالث : هل توفر البديل مع خلو واقع تعيينه عن المفاسد الراجحة معتبر في كلام أهل العلم؟!
يجيب إمام الحرمين أبو المعالي الجويني رحمه الله على هذا السؤال فيقول:
" وإن علمنا أنه لا يتأتَّى نصب إمام دون اقتحام داهية وإراقة دماء ومصادمة أحوالٍ جمَّةِ الأهوال وإهلاك أنفس ونزف أموال، فالوجه أن يُقاس ما الناس مدفوعون إليه مبتلون به بما يفرض وقوعه في محاولة دفعه، فإن كان الواقع الناجز أكثر مما يُقدَّر وقوعُه في روم الدفع، فيجب احتمال المتوقع له لدفع البلاء الناجز، وإن كان المرتقب المتطلع يزيد في ظاهر الظنون إلى ما الخلق مدفوعون إليه، فلا يسوغ التشاغل بالدفع، بل يتعين الاستمرار على الأمر الواقع، وقد يقدم الإمام مُهمَّا ويؤخِّر آخر." وكلامه صريحُ الدلالة في المقصود
ويذكر (أبو حامد الغزالي) رحمه الله في سياق كلامه عن شروط الحاكم:
" فليت شعري من لا يساعد على هذا ويقضي ببطلان الإمامة في عصرنا لفوات شروطها -وهو عاجز عن الاستبدال بالمتصدي لها بل هو فاقد للمتصف بشروطها- فأيُّ أحواله أحسن؛ أَن يقول: القضاة معزولون والولايات باطلة والأنكحة غير منعقدة وجميع تصرفات الولاة في أقطار العالم غير نافذة، وإنما الخلق كلهم مقدِمون على الحرام؟ أو أن يقول: الإمامة منعقدة، والتصرفات والولايات نافذة بحكم الحال والاضطرار؟ " انتهى كلام الغزالي رحمه الله
وللحديثِ بقيةٌ بإذنه تعالى …
فعلى سبيل المثال كان موقف علماء الصحابة من خروج الحسين بن علي رضي الله عنه بالمنع مستنداً إلى تبعية سيوف أهل العراق بالعموم لبني أمية رغم وجود فقهاء و علماء وأفاضل بين صفوف العراقيين هواهم مع الحسين رضي الله عنه إلا أن ذلك لم يغن شيئاً من حيث النتيجة، فأهل الحل والعقد هم قادة الجند والعلماء المتبوعون المطاعون الذين يمكنهم تحريك المجتمع وقلب الطاولة بما يؤدي إلى الحسم دون حصول مفاسدَ أعظم وأضرارٍ أكبرَ، ودون التسبب بانقسامٍ مجتمعي صارخ بين المسلمين يُذهِب البيضة ويمحق الوجود ويسلِّط الكفار وعليه يحمل ترك جمهور الصحابة والتابعين الخروج على يزيد مع الحسين رضي الله عنه وتركهم الخروج مع ابن الأشعث وسعيد بن جبير رحمه الله على الحجاج بن يوسف الثقفي.
ومن ظنَّ أن مجرد مخالفة بعض أهل العلم للمنظومة الحاكمة في دار الإسلام يكفي لمشروعية الخروج عليها دون النظر إلى المفاسد المترتبة ودون اعتبارٍ لشروط الخروج - ومنها توافق أهل الحل والعقد من أمراء الجند المتبوعين والعلماء المطاعين - فلينظر الى سلوك إمام أهل السنة ( أحمد بن حنبل ) مع خلفاء بني العباس الذين تبنَّوا مذهب المعتزلة وأجبروا الناس عليه وصنعوا فتنة عظيمة تُفسد عقائدَ المسلمين، فمن فقه الإمام أحمد أنه صبر على أذاهم ولم يخرج عليهم مع أنه عالم متبوع في الأمة وكلمته مطاعة بينهم، فأقلُّ ما نحن متأكدون منه أن ننسب إليه القولَ بعدم وجوب الخروج آنذاك لأنه رأى عدم تحقق شروط الوجوب.
إن مناطقنا المحررة بعد الثورة هي في حالة طوارىء دائمة و الصراع الوجودي مستمر فيها مع دول بأكملها لذلك لم يتأت استقرار الحكم بعد، وبالتالي يعتبر مجرد وجود منظومة حكم مستقلة قائمة بالحد الأدنى من وظائف الحكم (مهما كانت مقصرة ولو كانت بالتغلب ) ضرورة من لوازم استمرار القتال ودفع الصائل كي تقومَ بتحقيق الحدّ الأدنى من حاجات المجتمع فيتابع جهاده ويحافظَ على وجوده وهذا يجعل أيّ قياس على منظومات مكتملة في أحوال طبيعية قديماً أو حديثاً "قياساً مع الفارق" يجب التفطُّن له وأخذه بالحسبان ولا يعني ذلك أبدا إقرار المنكر وترك المحاسبة بل وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثابت على جميع الأحوال بحسب الضوابط المعروفة عند أهل العلم .
وختاماً لهذا المنشور أرى أنه لا يَسوغُ طلب ترك قيادة الحكم ووضعه في طريق مجهول إلى جهة غير محددة ثم ننتظر أن يقوم الناس وهم أوزاع متفرقون بالتوافق على شخص أو مجلس أو جهة وهم لم يفعلوا ذلك طوال عقد مضى وبحسب علمي لم يقل بهذا أحد من أهل العلم السابقين ومن وجد شاهداً ينطبق على حال المحرر أو يقاربه فأرجو أن يشاركنا به تعميما للنفع ونصحا للمسلمين .
وللحديث بقية بإذن الله ...
رابعاً : مع الاتفاق على وجود كثيرٍ من الصادقين المخلصين في الحراك الحالي يسعون إلى رفع الظلم وتصحيح الأمور لكن إذا نظرنا إلى من يتولون اليوم كِبر التحريض والتحريش سوف نجد منهم قوماً مارسوا هذه الهواية العفنة سابقاً في مناطق أخرى فآل ذلك الاحتراب في نهاية المطاف إلى خسارة تلك المناطق وصيرورتها بيد العدو الأسدي، وآخرون من المحرضين قد طفحت سجلاتهم بالفشل الذريع فما قادوا جماعاتهم إلا إلى الخسارة والتفكك وانتهى بهم المطاف متفرجين قصارى ما يفعلونه هو تمني زوال خصومهم والتحريش عليهم داخلياً وخارجياً فهل يصلح أمثال هؤلاء رفاقَ دربٍ لثورة التغيير !!؟وهل يمكن أن يعهد إلى أمثال هؤلاء مصير المحرر بأكمله وهم شيع متفرقون لا يمتلكون أدنى مقومات النجاح ولا أيّةَ رؤية ولا خطة رشيدة ولا يجمعهم شيء سوى خصومة الهيئة وعدائها.
إنّ جلَّ العقلاء في المحرر رغم معارضة بعضهم للهيئة يدركون أن كثيراً من خصومها لا يصلحون بديلاً عنها مما جعل أكثرهم يتخذون قرار النأي بالنفس عن أي حراك فوضوي لا تضبطه ضرورات الدين ولا تقيده المصالح العليا للمسلمين.
خامساً : لا شكّ أن مطالب الإصلاح التي تطرح في المظاهرات شرعية ومحقة، لكن هناك من يستعمل خطاباً تحريضياً يتَّسمُ بالشخصنة ومجانبة الموضوعية، وإن هذا الخطاب البغيض كان كفيلاً بإقناع جميع منتسبي الهيئة وجنودها وكوادرها وحتى حلفائها أنهم مستهدَفون بهذا الحراك مما أثار حفيظتهم وساهم في إيجاد حالة استقطاب سلبي قد يستغلها العدو للفتنة وضرب الناس ببعضهم.
ورغم وجود إرثٍ سابق متعلق بتغلبها على الفصائل ولَّد لها كثيراً من الخصوم بحق أو بباطل فللهيئة - كفصيل سابق وأيضا كحاكم حالي - حواضنها وعمقها داخل المجتمع شئنا ذلك أم أبينا.
إن للمتضررين من الهيئة الحق في التظلم (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ) لكن ليس لهم الحق أن يضعوا المحرر على مهب الريح ويفتحوا للعدو البوابات للإضرار بالمسلمين.
سادساً: إن ما تم الإعلان عنه من قرارات إصلاحية يصلح برأينا كبداية وأساسٍ للانطلاق على أن تلحقه خطوات أخرى تكمل المطلوب وأيا كانت المغامرة في قبول ذلك مع دوام المطالبة من قبل النخب والمؤثرين في المجتمع لأجل تحقيقها فهذا قطعاً أقلُّ خطراً من المغامرة بالمحرر بأكمله وإدخاله في معارك صفرية ليست في صالح أهلنا الذين لم يتبق لهم ملاذٌ آمن سوى هذه البقعة. ونقول لقيادة الهيئة يجب تعزيز الانفتاح على الجميع في مجتمعنا الذي يذخر بخيرة نخب الثورة وكوادرها فإن حمل إدارة المحرر ثقيل على مجموع مكونات الثورة فضلا عن حمله من جماعة واحدة.
كما يجب السعي في مأسسة القرار العام بحيث تتحقق المشاركة بالاطلاع على المعطيات ورسم السياسات العامة، فذلك أدعى لحفظ المكتسبات ومراكمة الخبرات وتماسك البناء ونضوجه واستدامته من أجل تحقيق هدفنا المنشود بإسقاط النظام الأسدي
ولا بد من الإشارة إلى أنه رغم كل ما جرى خلال الآونة الأخيرة لا يمكن إغفال النقلة النوعية التي حصلت في المحرر في بناء المؤسسات وتنظيم المجتمع خلال فترة وجيزة وبإمكانات محدودة رغم وجود تحديات كبرى
لذا ينبغي اعتبارها إنجازا استراتيجيا لجميع أبناء الثورة تجب المحافظة على مكتسباته ورعايته وتطويره فهو حصاد تضحيات شعبنا .
سابعاً : إن الذين يجهدون أنفسهم بالتحريض الخارجي على الهيئة يفوتهم أنهم ينفذون عن غير قصد أجندات العدو فتداعيات معركة غزة بدأت لتوها ولن تنتهي في فترة قريبة بل أطلقت العنان لسلسة من التداعيات التي ستمس المحرر بشكل مباشر فإذا اختلفنا على كون ما جرى مع الهيئة هي مؤامرة خارجية وحرب ناعمة لإزالة هذا المكون أو أنه من جراء عوامل ذاتية شرعية وكونية فإننا قطعاً لن نختلف على أن النظام الأسدي ونظام الملالي والعدو الروسي لن يفوتوا فرصة حصول أي اضطراب في المناطق المحررة لإضعاف الثورة وربما إنهائها كما أن الذين يسعون في الإيقاع بين الهيئة والحليف التركي يفوتهم أيضاً أنهم ينفذون أجندات أعداء تركيا الذين يريدون أن تموج المناطق المحاذية لتركيا بالاضطرابات والفوضى لأن ذلك يهدد الأمن القومي التركي ويخلط جميع الأوراق على الطاولة.
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعدُ :
فمن عرَف اللَهَ بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى لا يشكُّ طرفةَ عينٍ في أنّ الله عزّ وجلَّ سينتقمُ في الدنيا قبل الآخرةِ لمواجعِ أهل الشام عموماً وأهلِ غزةَ خصوصاً ولكلِّ من ظُلمَ على أيدي الصهاينة والروافض والباطنيين والروس فإنه سبحانه يغضب لأوليائه وينتصر لهم بقهره وجبروته.
والذي ينبغي على المرءِ الاهتمامُ به أن يُرِيَ اللهَ من نفسه خيراً في هذه الأحداثِ العِظام ببذل ما يقدر عليه من قولٍ أو عملٍ نصرةً لإخوانه المسلمين، فإن عجَزَ عن ذلك فيَسعُه أن يقوم في ثلث الليل الأخيرِ يناجي مولاهُ بقلبٍ حاضرٍ يدعو على جميع الكفرة المحاربينَ ويدعو لكل المستضعفين والمجاهدين فلعلّ اللهَ أن يقبلَ دعاءه ويُبرىءَ ذمّته.
فلا أحدَ سوى مدبّرِ الأمرِ سبحانه ذي الحكمةِ البالغة والقدرةِ الباهرةِ يقدِر أن يمكرَ بجميعِ المجرمين ويمحقَ جميعَ المبطلينَ على اختلاف اصطفافِهم في الظاهر وغاياتِهم في الباطن فيستدرجُ الصهاينةَ المعتدين وحلفاءَهم لينتقمَ منهم ويهتكُ سِترَ المنافقينَ و المدّعِينَ ويفضحهم أمام الأمة أمثالَ محورِ المقاومةِ المزعومِ وكذلك محور صهاينة العرب، ثم يُنجّي اللهُ بعدها عبادَه المؤمنين كيفما شاء وينصرَ بقوتهِ جموعَ المجاهدينَ متى شاءَ فتدبيرُ اللهِ لنا خيرٌ مِن تدبيرِنا لأنفسنا وزادُنا هو الصبرُ واليقين.
{ وَلَا تَهِنُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ }
#طوفان_الأقصى
#مجزرة_مستشفى_المعمداني
#غزة_تقاوم
#الثورة_السورية_مستمرة
#ادلب_وغزة_جرح_واحد
#الحرب_الصليبية
#بشار_الكيماوي
#إيران_عدو
#حزب_الله_الإيراني
#روسيا_عدو
https://twitter.com/shadeealmahdee/status/445179580262146049?s=46&t=_jBaAYvBmGh9bnk-RPAivw
Читать полностью…مع كونها تحقق أهدافا استراتيجية لتركيا الحليف الوحيد المتبقي للثورة فإن كل أرض تسترد في عملية #نبع_السلام هي أيضا مصلحة استراتيجية للثورة وزيادة في جغرافيتها مما يحتم الحفاظ عليها والحرص على عدم صيرورتها بأية حال إلى نظام مجرم لم يعد سوى واجهة مهترئة للمحتلين الروس والإيرانيين
التوسع في جبهة الشرق ينبغي أن لا يصرف الانتباه عن جبهة إدلب رأسمال الثورة ومعقلها ومأرز الثوار من كافة المناطق السورية فلكل جبهة أهلها الذين يحملون أمانة الدفاع عنها والهدف المرحلي هو الحفاظ على ملاذ آمن لكل سوري حر يعيش فيه بكرامة وعدل بعيدا عن بطش النظام والمحتلين #نبع_السلام
بعد أن تحداها الروس في أوكرانيا والإيرانيون في الملف النووي وبعد ظهور فشلِ وكلائها في #سجن_غويران يبدو أن أمريكا تبحث عن ردّ اعتبارِها في مخيمات اللاجئين وتظنّ أنها وجدت بغيتها بين أشلاء الأطفال والنساء
#مخيم_أطمة
#التحالف_الدولي
رحم اللهُ الشيخَ صلاح الخالدي وجعل ما كتَبه وسطّره من العلوم النافعة في صحائف حسناته يوم القيامة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة إنّا لله وإنّا إليه راجعون
/channel/a3malkamila/6481
إن شؤم الظلم الذي لحق بالسوريين سيطال كل من ساهم فيه وأيده وغطاه وشرعنه من الأفراد والأحزاب والمنظمات والدول والأنظمة ولو كشف الحجاب عن الأسباب الغيبية لرأينا من ذلك عجبا
جاء في الحديث القدسي عن دعوة المظلوم:
(وعزتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين)
#كازاخستان
#الأستانة
#محمود_الزهار
مع محبتنا لقادتنا الشهداء إلا أنهم كانوا بشرا يصيبون ويخطئون ويختصمون
بيد أن حب الجهاد جمع بينهم والحرص على استمرار الثورة حافظ على روابطهم
لن نلطم على فقدهم
ولن نهرب إلى زمانهم
ولن نقتات على إنجازاتهم
بل سنتخذ بعون الله من هذا الواقع الصعب الذي نعيشه تحديا لإعادة إنتاج وتصدير أمثالهم
وفي فصائل الثورة بحمد الله كثير من الصادقين قادة وجنودا سيفاجئون العدو بإذن الله تعالى وينكؤون جراحه ويزيدون آلامه وسيعلم الجميع حينها أن الحموي وأصحابه و حجي مارع وزهران علوش وأبا مصعب الإماراتي وسنافي وبقية القادة والجنود الراحلين من جميع الفصائل ما كانوا إلا باكورة الشجعان ومقدم الركب وأنهم خلفوا وراءهم رجالا ماضين على الدرب
حين تقتصر مواقفنا على المساندة فحسب على وسائل التواصل يصبح مدادنا ثقيلا ومعانينا باردة فتستحيل إلى آهات حزينة وزفرات عميقة.
إن سقوط بقعة واحدة في معركة الشام المصيرية مع الملاحدة والروافض قد يعدل خسارة بلد بأكمله فيما سواها
وهنيئا للدول جوار الروافض
#درعا_تحت_القصف
#درعا_تقاوم
مع حصار طالبان لكابول نستحضر طريقا طويلة بدأها المجدد عبد الله عزام رحمه الله مرت بأطوار عديدة نشهد اليوم خاتمتها الطيبة بعد صبر عقود
في ليلة الاثنين 18-شوال-1412 الموافق 21-4-1992 ألقى فضيلة الشيخ سلمان العودة محاضرة مؤثرة تلقاها كثير من شباب العالم الاسلامي عنوانها (الله أكبر سقطت كابول) فرج الله عنك يا شيخ لتصدح بها اليوم تامة تامة .