durus_dinia | Unsorted

Telegram-канал durus_dinia - دروس ديـنيـة

955

للتواصل مع إدارة القناة ولتقديم الإقتراحات راسلونا عبر البوت التالي ↙️ @aleslameabot

Subscribe to a channel

دروس ديـنيـة

وذهب جمهور العلماء إلى تضعيف حديث النهي عن الصيام بعد نصف شعبان ، وبناءً عليه قالوا : لا يكره الصيام بعد نصف شعبان .

قال الحافظ : وَقَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ : يَجُوزُ الصَّوْمُ تَطَوُّعًا بَعْدَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَضَعَّفُوا الْحَدِيثَ الْوَارِدَ فِيهِ, وَقَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ إِنَّهُ مُنْكَرٌ اهـ من فتح الباري . وممن ضعفه كذلك البيهقي والطحاوي .

وذكر ابن قدامة في المغني أن الإمام أحمد قال عن هذا الحديث :

( لَيْسَ هُوَ بِمَحْفُوظٍ . وَسَأَلْنَا عَنْهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ , فَلَمْ يُصَحِّحْهُ , وَلَمْ يُحَدِّثْنِي بِهِ , وَكَانَ يَتَوَقَّاهُ . قَالَ أَحْمَدُ : وَالْعَلاءُ ثِقَةٌ لا يُنْكَرُ مِنْ حَدِيثِهِ إلا هَذَا) اهـ

والعلاء هو العلاء بن عبد الرحمن يروي هذا الحديث عن أبيه عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .

وقد أجاب ابن القيم رحمه الله في "تهذيب السنن" على من ضَعَّفَ الحديثَ ، فقال ما محصله :

إن هذا الحديث صحيح على شرط مسلم ، وإنَّ تفرد العلاء بهذا الحديث لا يُعَدُّ قادحاً في الحديث لأن العلاء ثقة ، وقد أخرج له مسلم في صحيحه عدة أحاديث عن أبيه عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وكثير من السنن تفرد بها ثقاتٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقبلتها الأمة وعملت بها . . ثم قال :

وَأَمَّا ظَنُّ مُعَارَضَته بِالأَحَادِيثِ الدَّالَّة عَلَى صِيَام شَعْبَان , فَلا مُعَارَضَة بَيْنهمَا , وَإِنَّ تِلْكَ الأَحَادِيث تَدُلّ عَلَى صَوْم نِصْفه مَعَ مَا قَبْله , وَعَلَى الصَّوْم الْمُعْتَاد فِي النِّصْف الثَّانِي , وَحَدِيث الْعَلاء يَدُلّ عَلَى الْمَنْع مِنْ تَعَمُّد الصَّوْم بَعْد النِّصْف , لا لِعَادَةٍ , وَلا مُضَافًا إِلَى مَا قَبْله اهـ

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن حديث النهي عن الصيام بعد نصف شعبان فقال :

هو حديث صحيح كما قال الأخ العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني ، والمراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف ، أما من صام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة اهـ مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (15/385) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/394) :

وحتى لو صح الحديث فالنهي فيه ليس للتحريم وإنما هو للكراهة فقط ، كما أخذ بذلك بعض أهل العلم رحمهم الله ، إلا من له عادة بصوم ، فإنه يصوم ولو بعد نصف شعبان اهـ

وخلاصة الأمر والله أعلم  :

أنه يُنهى عن الصيام في النصف الثاني من شعبان إما على سبيل الكراهة أو التحريم ، إلا لمن له عادة بالصيام ، أو وصل الصيام بما قبل النصف . والله تعالى أعلم .

والحكمة من هذا النهي أن تتابع الصيام قد يضعف عن صيام رمضان .

فإن قيل : وإذا صام من أول الشهر فهو أشد ضعفاً !

فالجواب : أن من صام من أول شعبان يكون قد اعتاد على الصيام ، فتقل عليه مشقة الصيام .

قَالَ الْقَارِي : وَالنَّهْيُ لِلتَّنْزِيهِ ، رَحْمَةً عَلَى الأُمَّةِ أَنْ يَضْعُفُوا عَنْ حَقِّ الْقِيَامِ بِصِيَامِ رَمَضَانَ عَلَى وَجْهِ النَّشَاطِ . وَأَمَّا مَنْ صَامَ شَعْبَانَ كُلَّهُ فَيَتَعَوَّدُ بِالصَّوْمِ وَيَزُولُ عَنْهُ الْكُلْفَةُ اهـ.     والله أعلم  .
 وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

═════════ ❁🌹❁ ════════

📚دروس ديـنيـة 📚
/channel/durus_dinia

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

وقال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره [16/ 128]: "وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يعول عليه، لا في فضْلها، ولا في نسخ الآجال فيها، فلا تلْتَفتُوا إليها".

وكذلك لم يرد في صيام نهار يوم الخامس عشر من شعبان بخصوصه دليلٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم يقتضي مشروعية صيام ذلك اليوم.

أما ما يتناقله الناس من الأحاديث في هذا الموضوع، فكلها ضعيفة، كما نَصَّ على ذلك أهلُ العلم، ولكن مَن كان من عادته أن يصومَ الأيام البيض، فإنَّه يصومها في شعبان، كما يصومها في غيره، لا على أنه خاص بهذا اليوم، كما كان صلى الله عليه وسلم يصوم ويكثر الصيام في هذا الشهر، لكنَّه لم يخص هذا اليوم، وإنما يدخل تَبَعًا.

وبالجُملة: فإنَّ ما وَرَدَ في فضل الصلاة والصيام في النصف من شعبان لا يُحْتَج به، ولا يُعتمد عليه، ولا يحل الأخْذ به، ولا العمل بمقتضاه، لا في فضائل الأعمال، ولا في غيرها، قال العلاَّمة أحمد شاكر: "لا فرقَ بين الأحكام وبين فضائل الأعمال ونحوها، في عدم الأخْذ بالرواية الضعيفة، بل لا حجةَ لأحدٍ إلا بما صَحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث صحيحٍ أو حسنٍ".

وقد حكم ببُطلان الرِّوايات الواردة في ذلك جمعٌ من أهل العلم، منهم: ابن الجوزي في كتابه "الموضوعات": [2 / 440-445]، وابن قيم الجوزية في "المنار المنيف" رقم: [174-177]، وأبو شامة الشافعيفي "الباعث على إنكار البدع والحوادث": [124-137]، والعراقي في "تخريج إحياء علوم الدِّين" رقم: [582]، وقد نقل شيخُ الإسلام ابن تيميَّة الاتِّفاق على بطلانها في "مجموع الفتاوى": [28/ 138].

الصلاة الألفية:

ونتيجة لما توهمه الناسُ في عُقُولهم من أهميَّة للصلاة والصيام في النصف من شعبان، ابْتَدَعَ الناس ما يُسَمَّى بالصلاة الألفية، قال المقدسي: وأول ما حدثت عندنا سنة 448هـ، قدم علينا في بيت المقدس رجل من نابلس يُعرف بابن أبي الحميراء، وكان حسن التلاوة، فقام يُصَلِّي في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان، فأحرم خلفه رجل ثم انضاف ثالث ورابع فما ختمها إلا هو في جماعة كثيرة؛  ("الباعث على إنكار البدع والحوادث:[1244-125]).

قال النجم الغيطي: إنه قد أنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز؛ منهم: عطاء، وابن أبي مُليكة، وفقهاء المدينة، وأصحاب مالك، وقالوا: ذلك كله بدعة. اهـ ("السنن والمبتدعات" للشقيري: [145]).

صفتها: هذه الصلاة المبتَدَعة تُسَمَّى بالألفية؛ لقراءة سورة الإخلاص فيها ألف مرة، لأنها مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات.

وقد رُويت صفة هذه الصلاة، والأجر المترتب على أدائها، من طرق عدة ذكرها ابن الجوزي في "الموضوعات"، ثم قال: "هذا حديث لا نشكُّ أنه موضوع، وجمهور رواته في الطرق الثلاثة مجاهيل، وفيهم ضعفاء بمرة، والحديث محال قطعًا".

وهي مما ابتدعه الناس في النصف من شعبان، وقد قال عنها الإمام النووي في كتاب "المجموع": "الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء، ليلة أول جمعة من رجب، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان، ولا يغتر بذكْرِهما في كتاب "قوت القلوب"، و"إحياء علوم الدين"، ولا بالحديث المذكور فيهما؛ فإنَّ كل ذلك باطل، ولا يُغتر ببعض مَن اشتبه عليه حكمهما من الأئمة، فصنف ورقات في استحبابهما، فإنه غالط في ذلك.
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

═════════ ❁🌹❁ ════════


📚دروس ديـنيـة 📚
/channel/durus_dinia

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

❏ فضائل شهر شعبان ❏

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعدُ:

تسمية شعبان:

شعبان: هو اسم للشهر، وسُمِّي بذلك لأنَّ العرب كانوا يتشعَّبون فيه بالأرض - أي: يَتَفَرَّقُون - لطلب المياه، وقيل: تشعبهم في الغارات، وقد قال ابن حجر رحمه الله: "سُمِّي شعبان لتشغيلهم في طلب المياه أو الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام"، وقيل غير ذلك. اهـ (الفتح:[4/ 251]).

 وقد تناقَلَ الناس أحاديث منْسُوبةً إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في تسمية شعبان، وهي لا تصِح؛ منها ما رُوي عن أنس خادم رسول الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنما سُمِّي شعبان؛ لأنه يتشعب فيه خير كثير للصائم فيه حتى يدخل الجنة)، وهو مَوْضوع، وتُرْوَى بلفظ: (تدرون لِمَ سُمِّي شعبان؟ لأنه يشعب فيه خير كثير، وإنما سمِّي رمضان؛ لأنه يرمض الذنوب - أي: يدنيها من الحر)، وقد أخرجه الرافعي في تاريخه "تاريخ قزوين"، عن أنس، ورواه عنه أيضًا أبو الشيخ ابن حبان، بلفظ: (تدرون لم سمي شعبان؟) والباقي سواء، وهو موضوع، كما في "ضعيف الجامع" (حديث رقم:[2061]، و"السلسلة الضعيفة" برقم:[3223]) . 

ميزة شعبان:

لا ميزة لشعبان كشهر على غيره من الشهور، سوى ما ورد من كثرة صيام رسول الله فيه، ومغفرة الله لخلْقِه في وسطه - كما سيأتي - دون ذلك، فلا ميزة لشعبان كما يتناقله الناس، ويوردون له أحاديث لا تصح؛ منها:

• عن عائشة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (شعبان شهري، ورمضان شهر الله، وشعبان المطهر، ورمضان المكفر)   (موضوع، كما في "كشف الخفاء":[2/ 13] رقم:[15511]، و"ضعيف الجامع" برقم:[3402]، و"السلسلة الضعيفة" برقم:[3476]).

• عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي)،(موضوع كما في "كشف الخفاء":[1/ 510] رقم:[1358]، وابن الجوزي في "الموضوعات":[2// 206] والسيوطي في "اللآلئ المصنوعة":[2/ 114]).

 فضل صيام شهر شعبان:

يُسَنُّ الإكثار من صيام هذا الشهر؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وقد وردت في صيامه مُطلقًا دون تخصيص أيام أحاديثُ؛ منها ما رواه أحمد والنَّسائي وابن خُزَيْمة في صحيحه، وحسَّنَه الضِّياء والمُنذري والألباني وغيرهم، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما عندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: "يا رسول الله، لَم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟" فقال صلى الله عليه وسلم: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفَع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأُحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائم». 

ومنها:

• ما رواه البخاري ومسلم، عن عائشة رضي الله عنها قالتْ: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان". 

فدلَّ الحديثان على فضيلة لشهر شعبان؛ حيث كان يخصه النبي صلى الله عليه وسلم بصوم أغلبه، وهذا الصحيحُ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يُغنينا عمَّا يتناقله الناس من الضعيف.

ومنها:

• أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله، قالتْ عائشة: "يا رسول الله، أحب الشهور إليك أن تصوم شعبان"، قال: «إنَّ الله يكتُب على كلِّ نفس منيته تلك السنة، فأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم» (منكر)، ("السلسلة الضَّعيفة":[5087])، ولا ننْسى أنْ نُنَبِّه على أنَّ الجزء الأول منه صحيحٌ، فقد ورد في البخاري برقم:[19700]: أن عائشة رضي الله عنها حدَّثته قالت: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرًا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله"، وكان يقول: «خذوا من العمل ما تطيقون، فإنَّ الله لا يمل حتى تملوا»، وأحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما دُووِم عليه، وإن قلَّت، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها".

قال ابن المبارك في هذا الحديث: "وهو جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يُقال: صام الشهر كلَّه، ويُقال: قام فلان ليلته أجمع، ولعلَّه تعشَّى واشتغل ببعض أمره"، وقال القاضي عياض في شرحه لرواية: كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً: "الكلام الثاني تفسير للأول، وعبَّر بالكل عن الغالب والأكثر"، وصوَّب هذا القول الحافظُ ابن حجر لدلالة الروايات عليه" (انظر: "فتح الباري":[4/ 252]).

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

❏الأمــانة فـي حيـاتنـا ❏
الحمد لله العليم الحكيم، يبتلي عباده بالسراء والضراء،ليظهر الشكور من الكفور أما بعد:
 يقول جلّ وعلا: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً} [الأحزاب: 72]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "عرضها الله على السموات والأرضِ والجبال؛ إن أدَّوها أثابهم؛ وإن ضيعوها عذبهم، فكرهوا ذلك وأشفقوا، من غير معصية؛ ولكن تعظيمًا لدين الله أن لا يقوموا بها، ثم عرضت على آدم؛ فقيل: خذها بما فيها؛ فإن أطعتَ غَفرتُ لك، وإن عصيتَ عذبتُك، قال: قبلتها بما فيها
الأمانةُ -أيها الأخوة - صفةُ الأنبياء، وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ الذي كان يلقب بالأمين من قبل بعثته، وأخبر سبحانه وتعالى أن القيامَ والعنايةَ بها من شيم المؤمنين، وخصلةٌ من خصال الأخيارِ الصالحين، فقال في كتابه المبين وهو يُثني على عباده المؤمنين المفلحين: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} إلى أن قال: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المؤمنون:1-8]. والأمانةُ أمر الله بحفظِها ورِعايَتِها، وفرَض أداءَها والقِيامَ بحقِّها يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58]، ونبيُّنا صلى الله عليه وسلم يقول: «أدِّ الأمانةَ إلى من ائتَمَنك..» [سنن أبي داود: 3534]
الأمانة  تدعو إلى رعاية الحقوق وارتفاع النفوس عن الدنايا، ولا تكون إلا إذا استقرت في وجدان المرء وحافظ عليها، روى الإمام مسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن، فعلموا من القرآن وعلموا من السنة» [صحيح مسلم: 143]
 فالأمانة هي إذن تَمَثُّلُ الكتابِ والسنة في عمل الإنسان صاحب الضمير الحيِّ الصحيح، فإذا ذهب إيمانُه انتُـزِعت منه الأمانة، فما يغنيه عند ذلك ترديد وسماع الآيات والأحاديث، ولذلك نجد أدعياءَ الإسلام يزعمون للناس أنهم أمناءُ على الأمة، ولكن هيهات ممن ضيَّعوا الأمانة أن يحفظوا أمتهم ودينهم، بل وحتى أن يحفظوا أنفسهم.

 إنها الأمانة ـ عباد الله ـ التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أداءها والقيامَ بها علامةُ الإيمان؛ فقال: «لا إيمان لمن لا أمانة له» [مجمع الزوائد: 1/177]. وأخبر صلى الله عليه وسلم أن تضييعَ الأمانةِ والاستهانة بها وخيانتَها نِفاقٌ وعصيان، روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» [صحيح البخاري
فالخيانة في الأمانة صفة من صفاتِ المنافقين، وهي دليلٌ على سوء البطانة، ودليلٌ على ضعف الإيمان بالله جل وعلا.
وإن في تضييع الأمانةِ لوعيدًا شديدًا، يوم يُضرب الصراط على متن جهنم، وينادي الله جل جلاله بأن يسيرَ العبادُ عليه، وعندها تكون دعوةُ الأنبياء: اللهم سلّم سلم. فإذا ضُرب الصراط على متن جهنم «قامت الأمانة والرحم على جَنبتَي الصراط» كما روى ذلك الخبر الإمام مسلم [105] عن النبـي صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني أنهما يكونان من أسباب السقوط في نار جهنم لمن لم يقم بحقها.
ذات يوم، في المدينة المنورة، في مجلس من المجالس المحمدية الطيبة العطرة، وبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه يحدِّث القوم جاءه أعرابي فقال: «يا رسول الله متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه، قال: أين السائلُ عن الساعة؟قال: ها أنا يا رسول الله، قال: فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسَّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» [صحيح البخاري: [5]. تلكم آياتٌ وأحاديثٌ تبرز أهمية الأمانة ومنـزلتَها في الدين، وخطورةَ تضييعها، تعالوا –بعد ذلك- لنتأمل بعضًا من معاني هذه الأمانة، وأين تكون؟.
ايها الأخوة، الأمانة مواطنها كثيرة، فمنها عِفّةُ الأمين عمّا ليس له بحقٍّ، ومنها تأدِيَةُ الأمين ما يجِب عليه من حقٍّ؛ سواء لله أو لخلقِ الله، وتشمل كذلك اهتمامُه بحفظِ ما استُؤمِن عليه من ودائعَ وأموالٍ وحُرَمٍ وأسرار.
فالأمانة أصلٌ في جميع العبادات والمعاملات، فالصلاة أمانة في عنقك، تؤديها في أوقاتها كاملة الشروط والواجبات، والصيامُ أمانةٌ بينك وبين الله، والزكاةُ أمانة والله مطلعٌ عليك في أدائها كاملةً أو ناقصة، والأيمانُ والعهود والمواثيق والالتزامات والمواعيد أمانة كذلك، والصحة أمانة، وسمعك وبصرك ولسانك وفؤادك أمانةٌ عندك، وسوف تسأل عنها، قال تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} [الإسراء: 36].

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

❏ الحيــاة الـسعيــدة ❏
الحمد لله ولي الصالحين والصالحات.
واشهد أن لا إله إلا الله وحده فاطر الأرض والسماوات.
و أشهد ان نبينا محمد عبده و رسوله المصطفى لخير الرسالات. أما بعد :
أيها الأخوة في الله: الحديثُ عن الحياةَ السعيدة هو الحديثُ الذي ينبغي أن يعيشه كلُ وحدٍ منا.
الحياةُ إما للإنسان وإما عليه، تمرُ ساعتُها ولحظٌاتها وأيامُها وأعوامُها تمرُ على الإنسان فتقودُه إلى المحبةِ والرضوان حتى يكونَ من أهل الفوز والجنان.
أو تمرُ عليه فتقوده إلى النيران والى غضب الواحدِ الجبار.
الحياة إما أن تضحكك ساعةً لتبكيك دهرا، وإما أن تبكيك ساعة لتضحكك دهرا.
الحياة إما نعمةٌ للإنسان أو نقمةٌ عليه.
هذه الحياةُ التي عاشها الأولون، وعاشها الأباء والأجداد، وعاشها السابقون فصاروا إلى الله عز وجل بما كانوا يفعلون.
الحياةُ معناها كلُ لحظةٍ تعيشُها وكلُ ساعةٍ تقضيها، ونحن في هذه اللحظة نعيشُ حياةً إما لنا وإما علينا.
فالرجلُ الموفقُ السعيد من نظر في هذه الحياة وعرف حقها وقدرها فهي والله حياةُ طالما أبكت أناسً فما جفت دموعهم، وطالما أضحكت أناسً فما رُدت عليهم ضحكاتِهم ولا سرورُهم:
الحياة  جعلها الله ابتلاء واختبارا، وامتحاناً تظهر فيه حقائقُ العباد ففائزٌ برحمةِ الله سعيد، ومحرومٌ من رضوانُ الله شقيٌ طريد.
كلُ ساعةٍ تعيشُها إما أن يكونَ اللهُ راضٍ عنك في هذه الساعةِ التي عشتها، وإما العكس والعياذُ بالله.
فإما أن تقربَك من الله وإما أن تبعدَك من الله، وقد تعيشُ لحظةً واحدةً من لحظاتِ حبِ وطاعةِ الله تُغفرُ بها سيئاتُ الحياة، وتُغفرُ بها ذنوبُ العُمر.
وقد تعيشُ لحظةُ واحدةٍ تتنكبُ فيها عن صراط الله وتبتعدُ فيها عن طاعة الله تكونُ سبباً في شقاء الإنسانِ حياتَهُ كلَها (نسأل الله السلامةَ والعافية).
وهذه الحياة فيها داعيان:
داع إلى رحمة الله وداع إلى رضوان الله وداع إلى محبة الله.
وأما الداعي الثاني فهو داع إلى ضدِ ذلك.
شهوةُ أمارةُ بالسوء، أو نزوة داعية إلى خاتمة سوء، والإنسانُ قد يعيشُ لحظةً من حياته يبكي فيها بكاء الندم على التفريطِ في جنبِ ربه يبدلُ الله في ذلك البكاءِ سيئاتهِ حسنات.
وكم من أناسٍ أذنبوا وكم من أناس أساءوا وكم من أناس ابتعدوا وطالما اغتربوا عن ربهم فكانوا بعيدين عن رحمةِ الله غريـبين عن رضوانِ الله
وكما يقولُ العلماء إن الإنسان قد يذنبُ ذنوباً كثيرة ولكن إذا صدق ندمه وصدقت توبتُه بدل الله سيئاتهِ حسنات فأصبحت حياته طيبةً بطيب ذلك الندم وبصدق ما يجده في نفسهِ من الشجى والألم.
ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحي في قلوبِنا هذا الداعي إلى رحمته وهذا الألم الذي نحسه من التفريط في جنبه.
أخوتنا في الله كلُ واحدٍ منا نريُده أن يسأل سؤلا أن نفسَه عن الليل والنهار.
كم يسهرُ من الليالي، وكم يقضي من الساعات ؟
كم ضحكَ في هذه الحياة وهل هذه الضحكة ترضي الله عز وجل.
وكم تمتعَ في هذه الحياة وهل هذه المتعة ترضي الله عز وجل عنه؟
وكم سهر وهل هذا السهرُ يرضي الله عنك؟ وكم، وكم؟
سؤالُ يسأل فيه نفسَه.
وقد يبادرُ الإنسان ولماذا أسأل هذا السؤال؟
نعم تسألُ هذا السؤال لأنه ما من طرفةِ عين ولا لحظةٍ تعيشها إلا وأنت تتقلبُ في نعمةِ الله، فمن الحياءِ مع الله والخجلِ مع الله أن يستشعرَ الإنسانُ عظيمَ نعمةِ الله عليه من الحياة.
يقولُ الأطباء إن في قلب الإنسان مادة لو زادت واحد في المائة أو نقصت واحد في المائة مات في لحظة، فأي لطف وأي رحمة وأي عطف وأي حنان من الله يتقلب فيه الإنسان.
يسأل الإنسان نفسه عن رحمة الله فقط
إذا أصبح الإنسان وسمعُه معه وبصره معه وقوته معه فمن الذي حفظَ له سمعَه ؟
ومن الذي حفظَ له بصره ؟
ومن حفظ له عقلَه ؟
ومن الذي حفظ له روحه؟
يسأل نفسه من الذي حفظ هذه الأشياء؟
من الذي يمتعُه بالصحة والعافية؟
الناس المرضى على الأسرة البيضاء يتأوهون ويتألمون،
والله يتحبب إلينا بهذه النعم،يتحبب إلينا بالصحة،بالعافية.
الله سبحانه وتعالى يريدُ من عبده أمرين:
الأمر الأول فعلُ فرائضه.
والأمر الثاني تركُ نواهيه وزواجره.
ومن قال أن القرب من الله عز وجل فيه الحياة الأليمة أو فيه الضيقَ فقد أخطاء الظن بالله، والله إذا ما طابت الحياةُ بالقرب من الله فلن تطيب بشيٍ سواه.
وإذا ما طابت بفعل فرائضِ الله وترك محارم الله فوالله لا تطيبَ بشيٍ سواه.

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

❏ كيـــف تـــرق قــلـوبنــا ؟  ❏

الحمد لله علام الغيوب الحمد لله الذي تطمئن بذكره القلوب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعز مطلوب وأشرف مرغوب وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، أما بعد :
إن رقة القلوب وخشوعها وانكسارها لخالقها وبارئها منحة من الرحمن تستوجب العفو والغفران، وتكون حرزا مكينا وحصنا حصينا مكينا من الغي والعصيان.
ما رق قلب لله عز وجل إلا كان صاحبه سابقا إلى الخيرات مشمرا في الطاعات والمرضاة.
ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبة الله، فما ذُكّر إلا تذكر، ولا بُصّر إلا تبصر.
ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى.
وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون عن معاصي الله عز وجل، فالقلب الرقيق قلب ذليل أمام عظمة الله وبطش الله تبارك وتعالى.
ما انتزعه داعي الشيطان إلا وأنكسر خوفا وخشية للرحمن سبحانه وتعالى.
ولا جاءه داعي الغي والهوى إلا رعدت فرائص ذلك القلب من خشية المليك سبحانه وتعالى.
القلب الرقيق صاحبه صدّيق وأي صدّيق.
القلب الرقيق رفيق ونعم الرفيق.
ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها؟
ومن الذي يتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها ؟
من الذي إذا شاء قلَبَ هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله عز وجل، وأخشع ما يكون لآياته وعظاته ؟
من هو ؟ سبحانه لا إله إلا هو، القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، فتجد العبد أقسى ما يكون قلب، ولكن يأبى الله إلا رحمته، ويأبى الله إلا حلمه وجوده وكرمه.
حتى تأتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الإيمان إلى سويداء ذلك القلب بعد أن أذن الله تعالى أن يصطفى ويجتبى صاحب ذلك القلب.
فلا إله إلا الله، من ديوان الشقاء إلى ديوان السعادة، ومن أهل القسوة إلى أهل الرقة بعد أن كان فظا جافيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه، إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه.
إذا بذلك القلب الذي كان جريئا على حدود الله عز وجل وكانت جوارحه تتبعه في تلك الجرأة إذا به في لحظة واحدة يتغير حاله، وتحسن عاقبته ومآله، يتغير لكي يصبح متبصرا يعرف أين يضع الخطوة في مسيره.

إنها النعمة التي ما وجدت على وجه الأرض نعمة أجل ولا أعظم منها، نعمة رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى.
وقد أخبر الله عز وجل أنه ما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعودا بعذاب الله، قال سبحانه:
(فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله).
ويل، عذاب ونكال لقلوب قست عن ذكر الله، ونعيم ورحمة وسعادة وفوز لقلوب انكسرت وخشعت لله تبارك وتعالى.
لذلك ما من مؤمن صادق في إيمانه إلا وهو يتفكر كيف السبيل لكي يكون قلبي رقيقا؟
كيف السبيل لكي أنال هذه النعمة ؟
فأكون حبيبا لله عز وجل، وليا من أوليائه، لا يعرف الراحة والدعة والسرور إلا في محبته وطاعته سبحانه وتعالى، لأنه يعلم أنه لن يُحرم هذه النعمة إلا حُرم من الخير شيئا كثيرا.
وللرقة أسباب، وللقسوة أسباب :
الله تبارك وتعالى تكرم وتفضل بالإشارة إلى بيانها في الكتاب.
فما رق القلب بسبب أعظم من سبب الإيمان بالله تبارك وتعالى.
ولا عرف عبد ربه بأسمائه وصفاته إلا كان قلبه رقيقا لله عز وجل، وكان وقّافا عند حدود الله.
لا تأتيه الآية من كتاب الله، ويأتيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال بلسان الحال والمقال:
(سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير).
فما من عبد عرف الله بأسمائه الحسنى وتعرف على هذا الرب الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إلا وجدته إلى الخير سباق، وعن الشر محجام.
فأعظم سبب تلين به القلوب لله عز وجل وتنكسر من هيبته المعرفة بالله تبارك وتعالى، أن يعرف العبد ربه.
أن يعرفه، وما من شيء في هذا الكون إلا ويذكره بذلك الرب يذكره الصباح والمساء بذلك الرب العظيم.
وتذكره النعمة والنقمة بذلك الحليم الكريم.

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

❏ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء❏

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وعلمنا الحكمة والقرآن، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وألبسنا لباس التقوى خير لباس. أما بعد :
أيها الأخوة ، إنَّ من أخلاق المسلمين التي أمر بها سيدُ المرسلين عليه الصلاة والتسليم: التراحم، وهو من أبرز ما يميِّز مجتمعات المسلمين. فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادِّهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى» [صحيح مسلم: 2586]. وقد وصف الله تعالى الصحابة رضي الله عنهم بهذا الخُلُقِ فقال: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] .
أخي المسلم، إنَّ من أجلِّ نِعَمِ الله عليك أن يجعلك من المرحومين عنده سبحانه، قال تعالى: {لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [آل عمران:157]. وإن اتصافك بالرحمة سبيل لنيلك رحمة الله، ثبت عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم» [مسند أحمد: 10/52]. انظروا الجزاء من جنس العمل. قال صلى الله عليه وسلم: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» [صحيح الترمذي: 1924]. وبالمقابل؛ من لا يَرحم لا يُرحم، لأنَّ الذي خلا قلبه من الرحمة والشفقة شقيٌّ بعيد عن الله تعالى، اسمع إلى نبيك صلى الله عليه وسلم وهو يقول فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه: «لا تُنـزع الرحمة إلا من شقي» [صحيح ابن حبان: 466]، وكيف لا يكون شقيًا وقد حُرم رحمة الله؟ فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَرحمُ اللهُ من لا يرحمُ الناس» [صحيح البخاري: 7376]. ولهما أيضًا: «مَنْ لا يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ» [السلسلة الصحيحة: 483].
إن من يتولى شيئًا من أمر المسلمين ويكون غليظًا قاسيًا؛ لا تعرف الرحمة إلى قلبه سبيلًا ، قد دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ» [صحيح مسلم: 1828]. نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة: يقول الله تعالى عنه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]. وهو صلى الله عليه وسلم رحمة ليس فقط للمسلمين؛ بل للعالمين، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}   [الأنبياء: 107].
نقف أيها الإخوة مع نماذج وصور من رحمته صلى الله عليه وسلم لنتأسى بها:
رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته: في صحيح مسلم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما «أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تلا قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ في إبراهيمَ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36] الآية وقال عيسى عليه السلام: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم) [المائدة: 118] فرفعَ يديهِ وقال اللهمَّ ! أُمَّتي أُمَّتي وبكى. فقال اللهُ عزَّ وجلَّ: يا جبريلُ ! اذهب إلى محمدٍ، - وربُّكَ أعلمُ -، فسَلهُ ما يُبكيكَ ؟ فأتاهُ جبريلُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فسَألهُ.فأخبرهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بما قالَ. وهو أعلمُ. فقال اللهُ: يا جبريلُ ! اذهبْ إلى محمدٍ فقلْ: إنَّا سنُرضيكَ في أُمَّتكَ ولا نَسُوءُكَ» [صحيح مسلم: 202]​

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

فضل صيام عاشوراء:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلاَّ هذا اليوم يومَ عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان" (رواه البخاري 1867).
ومعنى "يتحرى" أي: يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» (رواه مسلم 1976)
وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة، والله ذو الفضل العظيم.
أي يوم هو عاشوراء؟! قال النووي رحمه الله: عاشوراءُ وتاسوعاءُ اسمانِ ممدودان، هذا هو المشهور في كتب اللغة. قال أصحابنا: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرَّم، وتاسوعاء هو التّاسع منه.. وبه قال جُمْهُورُ العلماء… وهو ظاهر الأحاديث ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة. (المجموع). وهو اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية (كشاف القناع ج2 صوم المحرم).
وقال ابن قدامة رحمه الله: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم. وهذا قول سعيد بن المسيب والحسن، لما روى ابنُ عبّاس، قال: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم يوم عاشوراء العاشر من المحرم" (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح).
استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء:
روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع»، قال: فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. (رواه مسلم 1916).
قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون: يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر، ونوى صيام التاسع.
وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب: أدناها أن يصام وحده، وفوقه أن يصام التاسع معه، وكلّما كثر الصيام في محرم كان أفضل وأطيب.
الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء: قال النووي رحمه الله: ذكر العلماء من أصحابنا وغيرهم في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجهاً: أحدها: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر. الثاني: أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم، كما نهى أن يصام يوم الجمعة وحده، ذكرهما الخطابي وآخرون. الثالث: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلطٍ، فيكون التّاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر. انتهى.
وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: نهى صلى الله عليه وسلم عن التشبه بأهل الكتاب في أحاديث كثيرة مثل قوله في عاشوراء: «لئن عشتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسع». (الفتاوى الكبرى ج6 سد الذرائع المفضية إلى المحارم).
وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع»: ما همّ به من صوم التاسع يحتمل معناه ألا يقتصر عليه بل يضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطاً له وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح، وبه يُشعر بعض روايات مسلم. فتح 4/245).
 حكم إفراد عاشوراء بالصيام: قال شيخ الإسلام: صيام يوم عاشوراء كفّارة سنة ولا يكره إفراده بالصوم.. (الفتاوى الكبرى ج5).
وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي: وعاشوراء لا بأس بإفراده… (ج3 باب صوم التطوع).
يُصام عاشوراء ولو كان يوم سبت أو جمعة: ورد النهي عن إفراد الجمعة بالصوم، والنهي عن صوم يوم السبت إلا في فريضة ولكن تزول الكراهة إذا صامهما بضم يوم إلى كل منهما أو إذا وافق عادة مشروعة كصوم يوم وإفطار يوم أو نذراً أو قضاءً أو صوماً طلبه الشارع كعرفة وعاشوراء.. (تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع – مشكل الآثار ج2 باب صوم يوم السبت).
وقال البهوتي رحمه الله: ويكره تعمد إفراد يوم السبت بصوم لحديث عبد الله بن بشر عن أخته: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم" (رواه أحمد بإسناد جيد والحاكم وقال: على شرط البخاري) ولأنه يوم تعظمه اليهود ففي إفراده تشبه بهم..(إلا أن يوافق) يوم الجمعة أو السبت (عادة) كأن وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء وكان عادته صومهما فلا كراهة؛ لأن العادة لها تأثير في ذلك (كشاف القناع ج2 باب صوم التطوع).
ما العمل إذا اشتبه أول الشهر؟ قال أحمد: فإن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر. (المغني لابن قدامة ج3 الصيام – صيام عاشوراء).
فمن لم يعرف دخول هلال محرّم وأراد الاحتياط للعاشر بنى على إكمال ذي الحجة ثلاثين كما هي القاعدة ثم صام التاسع والعاشر، ومن أراد الاحتياط للتاسع أيضاً صام الثامن والتاسع والعاشر (فلو كان ذو الحجة ناقصاً يكون قد أصاب تاسوعاء وعاشوراء يقيناً)

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

هذا ولم يطمثها قبله إنس ولا جان، كلما نظر إليها ملأت قلبه سرورًا ، وكلما حدثته ملأت أذنه لؤلؤا منظومًا ومنثورًا ، وإذا برزت ملأت القصر والغرفة نورًا.

وإن سألت: عن السن، فأتراب في أعدل سن الشباب.
وإن سألت: عن الحسن، فهل رأيت الشمس والقمر.
وإن سألت: عن الحدق (سواد العيون) فأحسن سواد، في أصفى بياض، في أحسن حور (أي: شدة بياض العين مع قوة سوادها).
وإن سألت: عن القدود، فهل رأيت أحسن الأغصان.
وإن سألت: عن النهود، فهن الكواعب، نهودهن كألطف الرمان.
وإن سألت: عن اللون، فكأنه الياقوت والمرجان.
وإن سألت: عن حسن الخلق، فهن الخيرات الحسان، اللاتي جمع لهن بين الحسن والإحسان، فأعطين جمال الباطن والظاهر، فهن أفراح النفوس وقرة النواظر.
وإن سألت: عن حسن العشرة، ولذة ما هنالك: فهن العروب المتحببات إلى الأزواج، بلطافة التبعل، التي تمتزج بالزوج أي امتزاج.

فما ظنك بإمرأة إذا ضحكة بوجه زوجها أضاءة الجنةمن ضحكها، وإذا انتقلت من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقل في بروج فلكها، وإذا حاضرت زوجها فياحسن تلك المحاضرة، وإن خاصرته فيالذت تلك المعانقة والمخاصرة:
وحديثها السحر الحلال لو أنه
لم يجن قتل المسلم المتحرز
إن طال لم يملي وإن هي أوجزت
 ود المحدث أنها لم توجز

إن غنت فيا لذت الأبصار والأسماع، وإن آنست وأنفعت فياحبذا تلك المؤانسة والإمتاع، وإن قبلت فلا شيء أشها إليه من ذلك التقبيل، وإن نولت فلا ألذ وى ألذ ولا أطيب من ذلك التنويل.

هذا، وإن سألت: عن يوم المزيد، وزيارة العزيز الحميد، ورؤية وجهه المنزه عن التمثيل والتشبيه، كما ترى الشمس في الظهيرة والقمر ليلة البدر، كما تواتر النقل فيه عن الصادق المصدوق، وذلك موجود في الصحاح، والسنن المسانيد، ومن رواية جرير، وصهيب، وأنس، وأبي هريرة، وأبي موسى، وأبي سعيد، فاستمع يوم ينادي المنادي:

يا أهل الجنة
إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحيى على زيارته، فيقولون سمعاً وطاعة، وينهضون إلى الزيارة مبادرين، فإذا بالنجائب قد أعدت لهم، فيستوون على ظهورها مسرعين، حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح الذي جعل لهم موعداّ، وجمعوا هناك، فلم يغادر الداعي منهم أحداً، أمر الرب سبحانه وتعالى بكرسية فنصب هناك، ثم نصبت لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، وجلس أدناهم - وحاشاهم أن يكون بينهم دنئ - على كثبان المسك، ما يرون أصحاب الكراسي فوقهم العطايا، حتى إذا استقرت بهم مجالسهم، واطمأنت بهم أماكنهم، نادى المنادي:
يا أهل الجنة

سلام عليكم.
فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ياذا الجلال والإكرام. فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى يضحك إليهم ويقول:
يا أهل الجنة
فيكون أول ما يسمعون من تعالى: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني، فهذا يوم المزيد. فيجتمعون على كلمة واحدة:
أن قد رضينا، فارض عنا، فيقول:
يا أهل الجنة
إني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي، هذا يوم المزيد، فسلوني فيجتمعون على كلمة واحدة:
أرنا وجهك ننظر إليه.
فيكشف الرب جل جلاله الحجب، ويتجلا لهم فيغشاهم من نوره ما لو لا أن الله سبحانه وتعالى قضى ألا يحترقوا لاحترقوا. ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه تعالى محاضرة، حتى إنه يقول:

يا فلان، أتذكر يوم فعلت كذا وكذا، يذكره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب ألم تغفر لي؟
فيقول: بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه.
فيا لذت الأسماع بتلك المحاضرة.
ويا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة. ويا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة.
{ وجوهٌ يومئذِ ناضرة، إلى ربّها ناظرة، وَ وُجوهٌ يومئذِ باسرة، تظنُّ أن يُفعل بها فاقرة} [القيامة:22-25].

فحيى على جنات عدن فإنها

منزلك الأولى وفيها المخيم

ولكننا سبي العدو فهل ترى

نعود إلى أوطاننا ونسلم

انتهى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى [حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص355-360)  التصنيف:الدار الآخرة.

═════════ ❁🌹❁ ════════
◇الرجاء عدم تغيير مصدر القناة ◇

📚دروس ديـنيـة 📚
/channel/durus_dinia

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

أيها المسلمون : قيام نصف ليلة ليس شيئاً سهلاً لكنه يُدرك بصلاة العشاء جماعة في المسجد ، وإحياء الليل كلِّه في الصلاة هو أمر صعب وشاق لكنه يُدرك بصلاة الفجر جماعة في المسجد ، إن أربعين يوماً بمائتي صلاة تُدرك فيها تكبيرة الإحرام تحصل لك بها شهادتان عظيمتان ، ليس من أرقى الجامعات ، وإنما من رب الأرض والسماوات شهادة فيها براءة من النار ، وشهادة فيها براءة من النفاق ، إذا أدركت التكبيرة الأولى في صلاة الجماعة في المسجد ، فكيف تكون مُدركاً لها ؟ أولاً : أن تكون قائماً في الصف حين يُكبِّر الإمام تكبيرة الإحرام ، وثانياً: أن تُكبِّر معه مباشرة ، وعند ذاك تُدرك تكبيرة الإحرام ، بمائتي صلاة في أربعين يوماً تحصل لك هاتان البراءتان العظيمتان ، وقد جرّب بعض الناس ذاك فوجد فيه من النعيم العظيم والسكينة والهداية شيئاً كبيراً ، إذاً كان تطبيق هذا الحديث عند البعض سبباً في استقامتهم وتحويل المسار في حياتهم ، أيها الإخوة : لما قال بعض السلف : إننا في نعيم لو يعلم عنه الملوك لجالدونا عليه بالسيوف ، إنهم كانوا يقصدون تلك الطمأنينة والسكينة والراحة النفسية التي كانوا يجدونها في مثل بيوت الله عز وجل ، في مثل هذه الشعيرة العظيمة وهي إتيان بيوت الله تعالى ، ولذلك لم يكونوا مستعدين للتنازل عنها إطلاقاً ، التنازل عن النعيم والسرور والانشراح الذي وجدوه في المساجد ، ولذلك قيل لسعيد بن المسيِّب رحمه الله وقد اشتكى عينه مرةً : لو خرجت إلى العقيق ــ مكان خارج المدينة ــ فنظرت إلى الخضرة لعل النظر إلى الخضرة يعالج عينك ، فقال : فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح ، كيف أصنع بفوات صلاة العشاء والفجر مع الجماعة ، ولذلك ما نُودي للصلاة أربعين سنة إلا وسعيد بن المسيِّب في المسجد ، ولما تزوج الحارث بن حسان رحمه الله امرأة في ليلة من الليالي فحضر صلاة الفجر مع الجماعة ، قيل له : أتخرج وإنما بنيت في أهلك الليلة ؟ فقال : والله إن امرأة تمنعني من صلاة الفجر في جمعٍ لامرأة سوء ، لا يمكن أن أقبل بها ، فهو إذاً يُدرك صلاة الفجر حتى في صبيحة عُرسه في جماعة ، والله لقد رأيتُنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد كان يؤتى بالرجل يُهادى بين رجلين حتى يُقام في الصف ، وقد نُقل عن عدد من السلف أنهم كانوا يُؤتى بهم إلى المساجد محمولين ، هذا التعليق للقلب بالمساجد والحرص على ذلك يؤدي إلى أن يلقى الإنسانُ ربّه وهو عنه راضٍ ، وقد حضرت المنيّة جماعة من السلف وهم في المساجد ، لكثرة تعلُّقهم بها أيها الأخوة : إن الملَك يغدو برايته مع أول من يغدو إلى المسجد ، فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخلَ بها منزلَه ، هذا حديث صحيح موقوف جاء عن أحد الصحابة ، وهذا يدل على شرف أول من يذهب إلى المسجد ، وهذا تكريم من الله تعالى للعُبّاد ، وهناك تشريف من الله تعالى للذين يأتون إلى بيته ، ليس للذين يأتون إلى المسجد فقط بل حتى العودة منه ، وتقعد الملائكة على أبواب المساجد في يوم الجمعة تكتب أسماء الناس ، الأول والثاني والثالث وهكذا حتى إذا خرج الإمام رُفعت الصحف ، هذا التكريم من الله تعالى لهؤلاء المرتادين دليل على شرفهم عنده ، وليُبشر هؤلاء المشّائين في الظُلَم في العشاء والفجر إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ، وانتظار صلاة بعد صلاة في المسجد كتابٌ في عليين ، ( وما أدراك ما عليون ، كتاب مرقوم ، يشهده المقربون ) ، وان في القدوم إلى الصف الأول والتنافسٌ عليه ، ولو يعلمون ما فيه من الأجر لاقترعوا قرعة أيهم يفوز بمكان في الصف الأول ، إن هذا الخروج طهارةً قلبية وبدنية وإخلاصاً لله إلى المساجد له آثار كبيرة ، هذه المساجد بيوت المتقين.
فهلُمّ إلى هذه العبادة المباركة ، إتيان المساجد لأجل إصلاح القلوب ورِفعة الدرجات ، والقرب من الله سبحانه وتعالى ، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل بيوته ، ومن عمَّرها بالطاعات ، وممن أتوها إخلاصاً له سبحانه وتعالى ، أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العظيم من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

═════════ ❁🌹❁ ════════

📚دروس ديـنيـة 📚
/channel/durus_dinia

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

◽وكان صلى الله عليه وسلم إذا أكمل الصلاة، انصرف فقام مقابل الناس، والناس جلوس على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم، ويأمرهم وينهاهم، وإن كان يريد أن يقطع بعثًا قطعه أو يأمر بشيء أمر به) البخاري
○قال: ولم يكن هنالك منبر يرقى عليه ولم يكن يخرج منبر المدينة، وإنما كان يخطبهم قائمًا على الأرض. قال جابر: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا أذان ولا إقامة، ثم قام متوكئًا على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس، وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن( رواه  البخاري.
○ وقال أبو سعيد الخدري: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول ما يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس، والناس جلوس على صفوفهم( البخاري
قال: وكان يفتتح خطبه كلها بالحمد لله، ولم يحفظ عنه في حديث واحد أنه كان يفتح خطبتي العيدين بالتكبير، وإنما روى ابن ماجه في سننه عن سعد القرظ مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يكثر التكبير بين أضعاف الخطبة، ويكثر التكبير في خطبتي العيدين.
○وهذا ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية قال: وهو الصواب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذهم.
ورخص صلى الله عليه وسلم لمن شهد العيد، أن يجلس للخطبة وأن يذهب.
○ ورخص صلى الله عليه وسلم لهم إذا وقع العيد يومالجمعة، أن يجتزئوا بصلاة العيد عن حضور الجمعة، قال ابن قدامة في المغني: وإن اتفق عيد في يوم جمعة، سقط حضور الجمعة عمن صلى العيد إلا الإمام، فإنها لا تسقط عنه إلا ألاَّ يجتمع له من يصلي به الجمعة، وقيل في وجوبها على الإمام روايتان( المعني [2/358].

◽وكان صلى الله عليه وسلم يخالف الطريق يوم العيد، فيذهب في طريق، ويرجع في آخر فقيل: ليسلم على أهل الطريقين، وقيل: لينال بركته الفريقان، وقيل: ليقضي حاجة من له حاجة منهما، وقيل: ليظهر شعائر الإسلام في سائر الفجاج والطرق، وقيل: ليغيظ المنافقين برؤيتهم عزة الإسلام وأهله، وقيام شعائره، وقيل: لتكثر شهادة البقاع، فإن الذاهب إلى المسجد والمصلى إحدى خطوتيه ترفع درجه، والأخرى تحط خطيئته حتى يرجع إلى منزله، وقيل هو الأصح: إنه لذلك كله، ولغيره من الحكم التي لا يخلو فعله عنها.

○ وروى عنه، أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد)انظر: زاد المعاد [1/441-449].

◽ومن هديه صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالخروج لصلاة العيد في المصلى حتى النساء بل وحتى الحيض منهن لما روت أم عطية قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين(.

◽ومن هديه صلى الله عليه وسلم في وقت صلاة العيد من بعد طلوع الشمس قيد رمح أو رمحين، إلى قبيل وقت الزوال أي قبل دخول وقت الظهر، وهو وقت صلاة الضحى، للنهي عن الصلاة عند طلوع الشمس.
◽ومن هديه صلى الله عليه وسلم أنه يؤخر صلاة عيد الفطر، ويعجل الصلاة في عيد الأضحى والحكمة من ذلك: أنه يؤخر الصلاة في عيد الفطر ليتمكن من لم يكن أخرج زكاة الفطر من إخراجها، ويعجل في الصلاة في عيد الأضحى حتى يرجع الناس ويذبحون أضحياتهم.

○ والعيد فرصة عظيمة لإصلاح ذات البين فمن كانت بينه وبين أخيه شحناء فليذهب ويسلم عليه ويصلح ما بينه وبينه.
○ وكذلك فإن العيد فرصة لزيارة وصلة الرحم وزيارة الأهل والأصدقاء.
#وأخيرًا: العيد شرعه الله طاعة ليفرح المؤمنون بما وفقهم الله لطاعته ففي الفطر يفرحون لإكمالهم صيام وقيام الشهر، وفي الأضحى يفرحون بما أنعم الله عليهم من الوقوف، وإتمام مناسك الحج.

#ألا فلا نحول العيد إلى معاصي لله تعالى بالأغاني والمجون والتنزه في الحدائق التي فيها الاختلاط وما أشبه ذلك؛ فإن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأعياد.
○ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

═════════ ❁🌹❁ ════════

📚دروس ديـنيـة 📚
/channel/durus_dinia

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

قال الإمام ابن حجر في الفتح: "واتفقوا على أن إضطجاعها يكون على الجانب الأيسر فيضع رجله على الجانب الأيمن ليكون أسهل على الذابح في أخذ السكين باليمين وإمساك رأسها باليسار". أهـ.

8 - صحة الوكالة فيها: يستحب أن يباشر المسلم أضحيته بنفسه كما فعل ، وإن أناب غيره في ذبحها جاز ذلك بلا حرج ولا خلاف بين أهل العلم في هذا.

9 - قسمتها المستحبة: يستحب أن تقسم الأضحية ثلاثاً: يأكل أهل البيت ثلثاً، ويتصدقون بالثلث، ويهدون لأصدقائهم ثلثاً، لقوله صلى الله عليه وسلم: «كلوا وادخروا وتصدقوا» [مسلم:6/80]
وإن لم يقسمها هذه القسمة جاز كأن يتصدق بها كلها أو يأكلها كلها أو يهديها كلها.

10 - أجرة جازرها من غيرها: لا يعطى الجازر أجرة عمله من الأضحية لقول علي رضي الله عنه: أمرني رسول الله أن أقوم على بدنة وأن أتصدق بلحومها وجلودها وجلالها، وأن لا أعطي الجازر منها شيئاً، وقال: «نحن نعطيه من عندنا» [متفق عليه].

▪ مسائل مهمة وفوائد من كلام الأئمة مشروعية التضحية: وقد أجمع عليها المسلمون .
○ قال شيخ الإسلام: "والأضحية أفضل من الصدقة بثمنها، فإذا كان له مال يريد التقرب به إلى الله كان له أن يضحي" .أهـ. وقال الشيخ البسام: "وقد قرنها الله تعالى مع الصلاة في آيات القرآن الكريم منها قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي.. } [الأنعام:162] وقوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:2] والأضحية التي تقع في ذلك اليوم العظيم، يوم النحر الأكبر فيها الصدقة على الفقراء والتوسعة عليهم" .أهـ.
○ قال الشيخ البسام: "الأصل في الأضحية أنها للأحياء، ويجوز أن تجعل صدقة عن الموتى، وفيها ثواب وأجر لهم، لكن يوجد خطأ في بعض البلاد أنهم لا يكادون يجعلونها إلا للموتى فقط، فكأنهم يظنون أن الأضحية خاصة للموتى، ولذا فإن الحي منهم يندر أن يضحي عن نفسه، فإذا كتب وصية أول ما يجعل فيها أضحية أو ضحايا، على حسب يُسره وعسره، ويندر أن يوصي الموصي بغير الأضحية وتقسيم الطعام في ليالي رمضان، وهذا راجع إلى تقصير أهل العلم الذين يكتبون وصاياهم، لا يذكرونهم ولا يعلمونهم أن الوصية ينبغي أن تكون في الأنفع من البر والإحسان والأضحية وإن كانت فضيلة وبراً وإحساناً إلا أنه يوجد بعض جهات من البر ربما تكون أحسن منها". أهـ.
○ قال شيخ الإسلام: "تجوز الأضحية عن الميت كما يجوز الحج عنه والصدقة عنه، وإن ضحى بشاة واحدة عنه وعن أهل بيته أجزأه ذلك في أظهر قولي العلماء، وهو مذهب مالك وأحمد فإن الصحابة كانوا يفعلون ذلك". أهـ.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم ومن المسلمين في كل مكان وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

═════════ ❁🌹❁ ════════

📚دروس ديـنيـة 📚
/channel/durus_dinia

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

❏ الأضحية وأحكامها ❏

الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه وعمل بسنته إلى يوم الدين... وبعد:
فإن الله عز وجل شرع الأضحية توسعة على الناس يوم العيد وقد أمر الله أبا الأنبياء إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه إسماعيل فاستجاب لأمر الله ولم يتردد فأنزل الله فداء له من السماء {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات:107]
 ومنذ ذلك الوقت والناس ينحرون بهيمة الأنعام امتثالاً لأمر الله بإراقة الدماء لأنها من أفضل الطاعات والأضحية سنة مؤكدة، ويُكره تركها مع القدرة عليها وفضلها عظيم. تعريفها ومعناها في اللغة والشرع قال الجوهري: "قال الأصمعي فيها أربع لغات: أُضحيّة وإِضحيّة بضم الهمز وكسرها والجمع أضاحي، والثالثة ضحيّة والجمع ضحايا، والرابعة: أضحاه، والجمع أضحى كأرطأة وأرطى وبها سمي يوم الضحى". أهـ. ذكره النووي في تحرير التنبيه
وقال القاضي: "سميت بذلك لأنها تفعل في الضحى وهو ارتفاع النهار". والأضحية شرعاً: اسم لما يذبح من الإبل والبقر والغنم يوم النحر وأيام التشريق تقرباً إلى الله تعالى. الحكمة من تشريعها

1 - التقرب إلى الله تعالى بها، إذ قال سبحانه: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:2]، وقال عز وجل: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162] والنسك هنا هو الذبح تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى.

2 - إحياء سنة إمام الموحدين إبراهيم الخليل عليه السلام إذ أوحى الله إليه أن يذبح ولده إسماعيل ثم فداه بكبش فذبحه بدلاً عنه، قال تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات:107].

3 - التوسعة على العيال يوم العيد.

4 - إشاعة الفرحة بين الفقراء والمساكين لما يتصدق عليهم منهم.

5 - شكر الله تعالى على ما سخر لنا من بهيمة الأنعام، قال تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} [الحج:36-37].

حكمها: جمهور أهل العلم على أن الأضحية سنة مؤكدة، ويكره تركها مع القدرة عليها، والبعض قال: سنة واجبة على أهل كل بيت مسلم قدر أهله عليها، وذلك لقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} وقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «من كان ذبح قبل الصلاة فليعد» [متفق عليه].

فضلها: لم يرد حديث صحيح في فضل الأضحية سوى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها وإنما وردت أحاديث لا تخلو من مقال ولكن بعضها يعضد بعضاً ومنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله عز وجل من إراقة دم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها. وإن الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفساً» [رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه].
وقوله صلى الله عليه وسلم وقد قالوا له: ما هذه الأضاحي؟ قال: «سنة أبيكم إبراهيم»، قالوا: ما لنا منها؟ قال: «بكل شعرة حسنة»، قالوا: فالصوف؟ قال: «بكل شعرة من الصوف حسنة» [رواه ابن ماجه والترمذي، وحسنه].

الأحكام التي تتعلق بالأضحية

1 - ما يتجنبه من عزم على الأضحية: من دخلت عليه عشر ذي الحجة وأراد أن يضحي، فلا يأخذ من شعره، وأظفاره حتى يضحي في وقت الأضحية وذلك لما روى عن مسلم في صحيحه عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره» [رواه مسلم]
وفي رواية: «فلا يأخذن شعراً ولا يقلمن ظفراً» [مسلم]
والحكمة في النهي: أن يبقي كامل الأجزاء ليعتق من النار، وقيل: التشبه بالمحرم. ذكره النووي. [مسلم: شرح النووي:13120].
مسألة: ما على من قطع الشعر وقلم الظفر؟ قال ابن قدامة رحمه الله: "فإنه يترك قطع الشعر وتقليم الأظافر فإن فعل استغفر الله تعالى ولا فدية فيه إجماعاً سواء فعله عمداً أو نسياناً". [المغني:13363].

2 - سِنُّها: أخرج مسلم في صحيحه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تذبحوا إلا مُسنّة إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن» [مسلم:1963] والمسنة من الأنعام هي الثنية. وقال الإمام ابن القيّم في كتابه زاد المعاد 2/317: "وأمرهم أن يذبحوا الجَذَعَ من الضأن والثني مما سواه وهي المُسنة". أخرج البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر قال: قسم النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ضحايا فصارت لعقبة جذعة، فقال: «ضح أنت بها». والجذع عند الحنفية والحنابلة: هو ما أتم ستة أشهر ونقل الترمذي عن وكيع أنه ابن ستة أشهر أو سبعة أشهر، وقال صاحب الهداية: والثني من الإبل: ما استكمل خمس سنين، ومن البقر والمعز: ما استكمل سنتين وطعن في الثالثة.

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

ومن فضائلها: أن العبادات تجتمع فيها ولا تجتمع في غيرها، فهي أيام الكمال، ففيها الصلوات كما في غيرها، وفيها الصدقة لمن حال عليه الحول فيها، وفيها الصوم لمن أراد التطوع، أو لم يجد الهدي، وفيها الحج إلى البيت الحرام ولا يكون في غيرها، وفيها الذكر والتلبية والدعاء الذي تدل على التوحيد، واجتماع العبادات فيها شرف لها لا يضاهيها فيه غيرها ولا يساويها سواها

قال حبر من أحبار اليهود لعمر رضي الله عنه: آية في كتابكم، لو نزلت علينا معشر اليهود اتخذنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه عيداً ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً [المائدة:3]، قال عمر: (إني أعلم متى نزلت، وأين نزلت. نزلت يوم عرفة في يوم جمعة)

ومن فضائلها: أن فيها يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة وهو أفضل الأيام كما في الحديث:أفضل الأيام يوم النحر) وفيه معظم أعمال النسك من رمي الجمرة وحلق الرأس وذبح الهدي والطواف والسعي وصلاة العيد وذبح الأضحية واجتماع المسلمين في صلاة العيد وتهنئة بعضهم بعضاً
وفضائل العشر كثيرة لا ينبغي للمسلم أن يضيِّعها، بل ينبغي أن يغتنمها، وأن يسابق إلى الخيرات فيها وأن يشغلها بالعمل الصالح

ومن الأعمال المشروعة فيها: الذكر، يقول تعالى: لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلاْنْعَام[الحج:28]
وروى الإمام أحمد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)

ومن فضائلها: أن الله تعالى أكمل فيها الدين؛ إذ تجتمع فيها العبادات كلها وبكمال الدين يكمل أهله، ويكمل عمله ويكمل أجره، ويعيشون الحياة الكاملة التي يجدون فيها الوقاية من السيئات، والتلذذ بالطاعات، ومحبة المخلوقات وبكمال الدين تنتصر السنة وتنهزم البدعة ويقوى الإيمان ويموت النفاق، وبكمال الدين ينتصر الإنسان على نفسهالأمارة بالسوء لتكون نفساً مطمئنة تعبد الله كما أراد
ومن فضائلها: أنها أفضل أيام الدنيا على الإطلاق دقائقها وساعاتها وأيامها وأسبوعها، فهي أحب الأيام إلى الله تعالى، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى، فهي موسم للربح وهي طريق للنجاة وهي ميدان السبق إلى الخيرات، لقوله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام) يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال(ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)
وهذا يدل على أن العمل في أيام العشر أفضل من الجهاد بالنفس وأفضل من الجهاد بالمال وأفضل من الجهاد بهما والعودة بهما أو بأحدهما لأنه لا يفضل العمل فيها إلا من خرج بنفسه وماله ولم يرجع لا بالنفس ولا بالمال، وقد روي عن أنس بن مالك أنه قال: (كان يقال في أيام العشر: بكل يوم ألف يوم ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم) يعني في الفضل وروي عن الأوزاعي قال: بلغني أن العمل في يوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ويحرس ليلها إلا أن يختص امرؤ بالشهادة

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

#الشوق_إلى_الحج_وأماكنه:

 يحنّ إلى أرض الحجاز فؤادي   ويحدو اشتياقي نحو مكة حــادي ولــي أمـلٌ مـازال يسمو بهمّتـي إلـى البلدة الغـراء خـير بـــلاد بهـا كعبــة الله التـي طـاف حـولـها عبـادُهــم الله خيــر عبـــــاد لأقضــيَ فــرض الله فـي حـج بيتـه بأصـدق إيمـان وأطــــيب زاد أطـوف كمـا طـاف النبيـون حـولـه طـواف قيــادِ لاطـواف عنـــــاد وأستـلم الركـن اليمـاني تابعـاً لسنّـة مَهْـدِيًّ وطـاعة هــــــادي وأركـع تلقـاء المقـام مصليـاً صـــلاةً أرجئــــها ليـــوم معـــــــادي وأسعــى سـبُوعــاً بيــن مــروةً والصفـا أهـلّ ربي تـارة وأنـــادي وآتي منى أقضي بها التَفَثَ الذي يتم به حجي وهدييَ شادي فيــاليتنـــــي شـــارفت أجْبُــلَ مكـة فبـتّ بــوادٍ عنــد أكــرم واد ويــاليتنـي رويـت مـن مــاء زمــزم صــدا خــاله الجـــوانح صادي

═════════ ❁🌹❁ ════════
◇الرجاء عدم تغيير مصدر القناة ◇

📚دروس ديـنيـة 📚
/channel/durus_dinia

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

❏هل يجوز الصيام بعد نصف شعبان ؟ ❏

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد
فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الصوم بعد منتصف شهر شعبان فقد أخرج الخمسة من حديث العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا انتصف شعبان فلا تصوموا ).
وقد اختلف الفقهاء في حكم الصوم بعد منتصف شهر شعبان بناء على اختلافهم في حكم هذا الحديث والعمل به على قولين مشهورين:
1- ذهب الشافعية إلى كراهة الصوم أخذا بالنهي الوارد ومنهم من حرم ذلك وهو قول شاذ اشتهر عن ابن حزم الظاهري.
2- ذهب جمهور أهل العلم إلى جواز ذلك وعدم كراهته لعدم صحة الخبر عندهم.

الترجيح:
الصحيح أن صوم الإنسان بعد منتصف شهر شعبان جائز مطلقا لا كراهة فيه. وذلك للوجوه الآتية:
أولا : أن في متنه نكارة ومخالفة لحديث أبي هريرة المخرج في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه ). فمنطوق الحديث يدل على النهي عن صوم ما قبل رمضان بيوم أو يومين إلا من كانت له عادة في الصوم. ويدل أيضا بمفهومه على جواز صوم ما قبل ذلك في جميع الشهر سواء أوله وآخره. وهذا ظاهر جدا وإن لم يكن هذا مراد فما فائدة النهي عن صوم يومين قبل رمضان. و الحديث السابق مخالف لهذا الحديث ومعارض له. ولا شك أن دلالة هذا الحديث مقدمة على حديث العلاء لصحة إسناده وعدم الإختلاف في متنه وهو حديث محفوظ. وهذا من قرائن ووسائل الترجيح المعتبرة حال التعارض عند أهل الأصول. ولهذا أعله الإمام أحمد بهذا.

ثانيا: قالت عائشة: ( فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان ) متفق عليه. وفي رواية ( ما كان رسول الله يصوم في شهر ما كان يصوم في شعبان كان يصومه إلا قليلا بل كان يصومه كله ). وظاهر هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم من جميع الشهر سواء في أوله أو آخره ولم يكن يفرق بين النصف الأول والنصف الثاني في الحكم. وهذا يضعف حديث العلاء ويوهي متنه.

ثالثا : مما قد يشهد لهذا أن ليلة النصف من شعبان ليس لها فضل خاص ولا مزية في الشرع ولم يرتب الشارع عليها أحكاما خاصة ولم يثبت في ذلك شيء . فهذا المعنى يوجب عدم توقيت النهي عن الصيام بدخولها جريا على قاعدة الشارع. ولا معنى للتفريق بين النصف الأول والثاني من الشهر. أما النهي عن الصوم قبل دخول رمضان فلحكم ظاهرة منها تمييز النفل عن الفرض و منها ترك المكلف التشدد والإحتياط في ابتداء العبادة ولهذا نهي عن صوم يوم الشك.


روى أبو داود والترمذي  وابن ماجه  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا ) .

فهذا الحديث يدل على النهي عن الصيام بعد نصف شعبان ، أي ابتداءً من اليوم السادس عشر.

غير أنه قد ورد ما يدل على جواز الصيام . فمن ذلك :

ما رواه البخاري (1914) ومسلم (1082) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ ) .

فهذا يدل على أن الصيام بعد نصف شعبان جائز لمن كانت له عادة بالصيام ، كرجل اعتاد صوم يوم الاثنين والخميس ، أو كان يصوم يوماً ويفطر يوماً . . ونحو ذلك .

وروى البخاري مسلم  عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ، يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا ) . واللفظ لمسلم .

قال النووي :

قَوْلهَا : ( كَانَ يَصُوم شَعْبَان كُلّه , كَانَ يَصُومُهُ إِلا قَلِيلا ) الثَّانِي تَفْسِيرٌ لِلأَوَّلِ , وَبَيَان أَنَّ قَوْلهَا "كُلّه" أَيْ غَالِبُهُ اهـ .

فهذا الحديث يدل على جواز الصيام بعد نصف شعبان ، ولكن لمن وصله بما قبل النصف .

وقد عمل الشافعية بهذه الأحاديث كلها ، فقالوا :

لا يجوز أن يصوم بعد النصف من شعبان إلا لمن كان له عادة ، أو وصله بما قبل النصف .

هذا هو الأصح عند أكثرهم أن النهي في الحديث للتحريم .

قال النووي رحمه الله في رياض الصالحين (ص : 412) :
( باب النهي عن تقدم رمضان بصومٍ بعد نصف شعبان إلا لمن وصله بما قبله أو وافق عادة له بأن كان عادته صوم الاثنين والخميس ) اهـ .

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

النهْي عن ابتداء الصَّوْم بعد النصف من شعبان:

يتناقَل الناس الضعيف والموضوع من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الباب، ومنها:

• (لا صوم بعد النِّصف من شعبان حتى رمضان، ومن كان عليه صوم من رمضان، فليسرده ولا يقطعه)؛ ("ضعاف الدارقطني":[588]).

• (لا صيام بعد النصف من شعبان حتى يدخل رمضان) ("ذخيرة الحفاظ":[6216]).

ويُغنينا عنه الصحيح؛ فقد جاء في "صحيح الجامع" الحديث رقم [397] تحقيق الألباني، و"تخريج السيوطي":[398]، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا انتصف شعبان فلاا تصوموا حتى يكون رمضان».

والمراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف، أما من صام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة، وقال المناوي في "فيض القدير": "وحكمة النهي التقوِّي على صوم رمضان، واستقباله بنشأة وعزم". وعلى هذا الحديث الصحيح استَنَدَ الحنابلة والشافعية، فقد كره الحنابلة الصومَ بعد النصف، وحرَّمَها.

الشافعية، والأَوْلى ترْك الصيام لِمَنْ لَم تكن له عادة مستقِرَّة كصيام يوم الاثنين والخميس، إلاَّ أن يكونَ صيام قضاء، وإليك التفصيلَ في أقوال الفقهاء:

ذهب جُمهُور العلماء إلى جواز صيام النصف من شعبان وما بعده؛ لحديث البخاري ومسلم، عن عمران بن حصين: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا فلان، أما صمت سرر هذا الشهر؟»، قال الرجل: لا يا رسول الله، قال: «فإذا أفطرت فصم يومين من سرر شعبان»، وهذا على قول من فسَّر "السرر" بـ"الوسط". 

وذَهَبَ الحنابلة إلى كراهية صيام النصف من شعبان؛ لحديث أبي هريرة السابق: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  «إذا انتصف شعبان، فلا تصوموا». 

وحرَّمَه الشافعية؛ لحديث النهي عن صيام النصف، قال شهاب الدين الرملي: "إنَّ المعتَمَد جواز الصوم إذا انتصف شعبان إن وصله بما قبل نصفه، وإلا فيحرم".

وجمع الطحاوي بين حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو النهي وحديث النهي عن تقدم رمضان بالصيام، إلا إذا كان صومًا يصومه، بأن الحديث الأول محمول على من يضعفه الصوم، والثاني مخصوص بمن يحتاط بزعْمه لرمضان، وحسَّن الجمع ابن حجر.

ليلة النصف من شعبان:

وردتْ عدَّة أحاديث تدلُّ على نُزُول الذات الإلهية ومغفرته لجميع خلقه إلا البعض، ممن استُثني في هذه الليلة، ومنها:

• عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشركٍ أو مشاحن» (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة"" برقم:[1144]).

المشرِك: كلُّ مَن أشرك مع الله شيئًا في ذاته تعالى، أو في صفاته، أو في عبادته.

المشاحن: قال ابن الأثير: هو المُعَادي، والشحناء: العداوة.

وروى أحمد في "مسنده"، من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يطلع الله عزَّ وجلَّ إلى خلْقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحن، وقاتل نفس».

وروى البيهقي، عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان ليلة النصف من شعبان، اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويخلي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه» (رواه البيهقي، وقال: هذا مُرسل جيد، وحسنه الألباني).

 وقد ثبت نزول الرَّبِّ في تلك الليلة، وثبت أن المغفرة واقعة في تلك الليلة لجميع الخلق، إلا مَن استُثْنِي، وهم: المشرك، والمشاحِن، وقاتل النفس.

ويتناقَل الناس في فضل هذه الليلة أحاديث، ينسبونها إلى رسول الله، وهي أما ضعيفة أو موضوعة، ومنها:

• (إنَّ الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماءالدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب) (ضعيف كما في "ضعيف الجامع" برقم:[1761]).

• (في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملكالموت يقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة) (ضعيف، كما في "ضعيف الجامع" برقم:[4019]).

تخصيص النصف من شعبان بصلاة وصيام:

لم يثْبتْ عن النبي صلى الله عليه وسلم بقيام ليلة النصف من شعبان بخصوصها، ولا بصيام اليوم الخامس عشر من شعبان بخصوصه - شيءٌ يعتمَد عليه.

فليلة النصف من شعبان كغيرها من الليالي، إن كان له عادة القيام في الليل، فإنه يقوم فيها كما كان يقوم في غيرها، دون أن يكون لها ميزة؛ لأنَّ تخصيص وقت لعبادة من العبادات لا بد له من دليلٍ صحيحٍ، فإنْ لَم يكن هناك دليلٌ صحيحٌ فإن ذلك يكون بدعة، وكل بدعة ضلالة.

قال ابن رجب رحمه الله تعالى: "وكذلك قيام ليلة النصف لم يثبتْ فيها شيء عن النبي، ولا عن أصحابه"؛ "لطائف المعارف": (ص:264). 

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

ومن أعظم ما تكون الخيانة في الأمانات إذا كانت خيانةً لعباد الله المؤمنين؛ بأكل أموالهم بالباطل ظلمًا وعدوانًا، أو بالكذب عليهم أو خداعهم أو غشهم أو المماطلة في إعطائهم حقوقهم، كل هذا من الخيانة للأمانة.

ومن الأمانات العظيمة الولايات العامة، كالإمارة والقضاء والرئاسة في أي مكان وغيرها، وتحمل هذه الولايات أمرٌ عظيم؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسولَ الله، ألا تستعمِلُني؟! ( يريد أن يعمل تحت ولاية النبي صلى الله عليه وسلم) قال: فضَرَب بيدِهِ على منكِبي ثم قال: «يا أبا ذرّ، إنّك ضعيف (يعني ضعيف القوة)، وإنها أمانةٌ، وإنها يومَ القيامة خِزيٌ وندامة، إلاّ من أخذها بحقِّها وأدَّى الذي عليه فيها» [صحيح مسلم .
إخوة الإسلام، إن أعظم التضييع لهذه الأمانات في هذه الولايات وغيرها أن يصل الأمر بالمستَأمَن إلى الغِش، روى مسلم أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من عبدٍ يسترعيه الله رعيّةً؛ يموت يومَ يموت وهو غاشٌّ لرعيَّته إلاّ حرَّمَ الله عليه الجنة» [صحيح مسلم: 142]. ومن تضييع الأمانة استغلال الرجل منصبَه الذي عُيِّن فيه لجر منفعة إلى شخصه أو قرابته بما لا يحق له، ومن الصور الظاهرة لذلك التشبع من المال العام، وهذا جريمة، قال صلى الله عليه وسلم: «من استعملناه على عمل فرزقناه رزقًا؛ فما أخذ بعد ذلك فهو غُلول» [سنن أبي داود: 2943]، عن بريدة رضي الله عنه، وصححه الألباني.
وقد شدد الإسلام في رفض المكاسب المشبوهة، فعن عدي بن عميرة الكِندي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطًا فما فوق كان غُلولًا يأتي به يوم القيامة» [صحيح مسلم .
واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا من الأزد على صدقات بني سُليم، فلما جاء حاسبه وقال: هذا لكم وهذا أُهدي إليَّ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيَك هديتُك إن كنت صادقا ؟، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولانيَ الله، فيأتي فيقول: هذا لكم وهذه هدية أهديت لي، فهلا جلس في بيت أبيه وبيت أمه؛ حتى تأتيَه هديتُه إن كان صادقا، والله لا يأخذُ أحدٌ منكم شيئًا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة، فلا أعرفن أحدًا منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء، أو بقرةً لها خوار، أو شاةً تيعر، ثم رفع عليه الصلاة والسلام يديه حتى رؤي بياض إبطيه يقول: اللهم بلغت»  [صحيح البخاري
 عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه. الله أكبر! إنها الأمانة في أسمى معانيها التي ينبغي تحقيقها

ومن الأمانات العامّةِ التي يجب تقوَى الله عزّ وجلّ فيها الوظائفُ بشتَّى أنواعها والمسؤوليَّات بمختَلفِ صوَرِها، ومع الأسف وجودُ بعضِ الناس اليوم ممن لا يعبؤون بالأمانة، ترى العاملَ منهم في عمله لا يقوم به على وجهه الصحيح، ويتباطأ فيه، ولا يؤديه في الوقت الـمُقدر له، ولا يبالي بحاجة الناس، ومعاناتهم.

ومن الأمانات العظيمة الولاياتُ الاجتماعية فالوالدان أمناء على أولادهـما، والرجل أمين على أهله، والمرأة أمينة، والخادم أمين، روى البخاري ومسلم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ... » [صحيح البخاري: 7138]. ومن الأمانة ما يتصل بالثقافة والإعلام والإرشاد والتعليم، فعلى القائمين عليها أن يراعوا الأمانة في ذلك، ويجتهدوا في أدائها بما يرضي الله جل وعلا. ومن الأمانات العظيمةالعلمُ الشرعي؛ فهو أمانة في عُنق علمائه ومعلميه، يبينوه للناس ولا يكتمونه.
ومِن الأمانةِ الواجبِ مراعاتُها والقِيامِ بحقِّها إسداءُ النصيحةِ للمسلمين وإرادةُ الخير لهم، هذا جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم" رواه البخاري، فالمؤمن الحق يحب الخير لأخيه المسلم كما يحبه لنفسه وتتأكد هذه النصيحة عند طلبها؛ روى أبو داود وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المستَشار مؤتَمَن» [سنن الترمذي].
اللهم وفقنا لأداء ما حملنا من أمانات على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم، واكفهم شرارهم.

═════════ ❁🌹❁ ════════

📚دروس ديـنيـة 📚
/channel/durus_dinia

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

أنت مأمور بأمرين إما أن يأتيك الأمرُ أفعل أو لا تفعل.
إذا جئت تفعل أي شيء في هذه الحياة أسأل نفسك هل اللهُ عز وجل أذنَ لك بفعل هذا الشيء، أي شيء تفعله، فالأجساد ملك لله، والقلوب ملك لله، والأرواح ملك لله.
فينبغي للإنسان إذا أراد أن يتقدم أو يتأخر يسأل نفسه هل الله راض عنه إذا تقدم فليتقدم.
أو الله غير راض عنه فليتأخر، فوالله ما تأخر إنسانُ ولا تقدم وهو يرجو رحمةَ الله إلا أسعدَه الله.
ولذلك السعادة الحقيقة والحياة الطيبة تكون بالقرب من الله.
ولذلك تجد الإنسان المعرض دائما في قلق وفي تعب

واذهب وابحث عن أغنى الناس تجده اتعس الناس في الحياة، لماذا؟…  لأن اللهَ جعل راحة الأرواح بالقرب منه.
وجعل لذة الحياة بالقرب منه.
الحياة الطيبة في القرب من الله، الحياة الهنيئة في القرب من الله.
إذا كان ما طابت الحياة بالقرب من الله فبمن تطيب؟
وهناك ثلاثُ عوائقٍ تمنعك من القرب من الله:
أولها الشهوة، الشهوة التي تحول بينَك وبين القرب من الله.
ثانيها سوء الظنِ بالله.
ثالثها الشيطان الذي أخذ على نفسَه العهد أن يبعدك من الله عز وجل.
فأما الشهوة فهي لذةُ ساعةٍ وألم دهر، الشهوة، شهوة اللهو واللعب الذي وصف الله عز وجل هذه الحياة الدنيا أنها لهو ولعب.
ولكن كم من أجسادٍ لهت ولعبت الآن تتقلب في عذاب القبور.
وكم من أجسادٍ لهت ولعبت ترى الآن الضنكَ في ضيقِ القبور.
وكم من أناس الآن تضيقُ عليهم اللحود وتضيق عليهم القبور يتمنون لحظةً واحدةً من ذكر الله، وطاعة الله.
ما تعرف قيمةَ هذه الحياة، ولا تعرف قيمة هذه الشهوة التي دعت إلى معصية الله إلا إذا أردت فراقَ هذه الحياة، ولن تجد ندما أصدقُ من ندم الإنسان إذا ودع هذه الحياة.
وسيعرفَ الإنسان قيمة الشهوة التي هي أول العوائق إذا فارق الحياة، وبمجردِ ما تأتي لحظة الفراق يبكي بكاء الندم ويقول الإنسان ولو كان صالحاً:
(ربي أرجعوني لعلي اعملُ صالحا في ما تركت).
يتمنى ولو كان صالحا أن يرجع لكي يزداد من صحيفة العمل.
ولا يغتر الإنسان ويقول إن هذه الساعة بعيده لأنه شباب.
لا والله كم من حوادث أخذت أناس في عز الشباب وزهرة الشباب وشدة النشوة واكتمال العمر.
ثم الأمر الثاني من العوائق سوء الظن بالله، بعض الناس إذا قلت له أقبل على الله يقول لك: يا أخي لماذا تضيق علي؟
يحس أن الحياة الظنكة والأليمة إذا اقترب من الله.
و والله ثم والله نشهدُ الله انه لا أطيبَ من القربِ من الله.
أما الأمر الثالث الذي يعيق الإنسان عن طاعة الله ومحبة الله فهو الشيطانُ الرجيم وهذا الشيطانُ على نوعين شياطينُ إنس وشياطين جن.
فمن أراد القرب من الله فعليه أن يفرَ من شياطينُ الإنسِ وشياطين الجن.
أما شياطينُ الإنس فهم الذينَ يزهدون في طاعة الله وييئسون الإنسان ويقنطونه من رحمة الله فينبغي للإنسان أن لا يصغيَ إليهم، وليعلم أن صديقه الصادق في محبته ومودته وخلته هو الذي يصدقه ويهدي إليه عيوبه ويدعوه إلى محبة ربه وذل العبودية لخالقه.
وأما شيطان الجن فهيَ الوساوس التي يقذفها في قلب الإنسان، ويقولُ له انتظر فلا زال في العمر بقية ولا تعجل، تمتع بهذه الحياة، تمتع بشهواتها واسهر ما شئت من الليالي وافعل ما شئت من لذات هذه الحياة، فإن الحياةَ طويلة ولا يزال يمْنيه ولا يزال يسليه حتى يسلمه إلى عاقبة الردى نسأل الله أن يعصمنا وإياكم من ذلك.
إخواني في الله، الحياة الطيبة هي متمثلة في ضد هذه الثلاثة الأمور.
أما داعي الشيطان فيستبدله الإنسان بداعي الرحمن.
وأما شياطين الإنس فستبدلهم بدعاة الخير من الصالحين وعباد الله المتقين.
وأما سوء الظن بالله فيبدله بحسن الظن بالله عز وجل.
أما إبدال داعي الشيطان بداعي الرحمن بالمقصود الأول، فاعرض نفسك على كتاب الله عز وجل،
والمقصود الثاني أن الجلوس مع الصالحين يعتبر من أهم الأسباب التي تدل الإنسان على ربه.
والجليس الصالح هو الذي إذا نسيت الله ذكرك وإذا ذكرت الله أعانك.
وأما الثالث فاستبدال سوءُ الظن بحُسنِ الظن فهذا أمر مهم جدا لكل إنسان، فاللهَ تعالى فوق ما تظنَ من الرحمة، إن تقربت منه شبرا تقرب منك ذراعا، إن تقربت منه ذراعا تقرب منك باعا، إن أتيته تمشيِ أتاك يهرول.
كل واحد ينبغي أن يكون عنده شعور يعلم أنه لا أرحم به من الله عز وجل.
ولله لو أن الإنسان حملَ ذنوبَ هذه الحياةَ كلها، وجاء في لحظة واحدة تائبا إلى الله منكسرا بين يدي الله يرجُو رحمة الله، والله ما يخيبه الله من رحمته، ولا يقنطه من روحه سبحانه وتعالى فهو اكرم من سؤل وأعظم من رجي وأمل.
فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا وإياكم مجالس الصالحين و أن يوفقنا وإياكم لصالح القول والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام .

═════════ ❁🌹❁ ════════
◇الرجاء عدم تغيير مصدر القناة ◇

📚دروس ديـنيـة 📚
/channel/durus_dinia

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

فمن عرف الله رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى.
والعكس بالعكس فما وجدت قلبا قاسيا إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله عز وجل، وأبعدهم عن المعرفة ببطش الله، وعذاب الله وأجهلهم بنعيم الله عز وجل ورحمة الله.
حتى إنك تجد بعض العصاة أقنط ما يكون من رحمة الله، وأيئس ما يكون من روح الله والعياذ بالله لمكان الجهل بالله.
فلما جهل الله جرأ على حدوده، وجرأ على محارمه، ولم يعرف إلا ليلا ونهارا وفسوقا وفجورا، هذا الذي يعرفه من حياته لذلك ان المعرفة بالله عز وجل طريق لرقة القلوب، ولذلك كل ما وجدت الإنسان يديم العبرة، يديم التفكر في ملكوت الله، كلما وجدت قلبه فيه رقة، وكلما وجدت قلبه في خشوع وانكسار إلى الله تبارك وتعالى.
السبب الثاني:
الذي يكسر القلوب ويرققها، ويعين العبد على رقة قلبه من خشية الله عز وجل النظر في آيات هذا الكتاب،
النظر في هذا السبيل المفضي إلى السداد والصواب.
النظر في كتاب وصفه الله بقوله:
(كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير).
ما قرأ العبد تلك الآيات وكان عند قرأته حاضر القلب متفكرا متأملا إلا وجدت العين تدمع، والقلب يخشع والنفس تتوهج إيمانا من أعماقها تريد المسير إلى الله تبارك وتعالى ما قرأ عبد القرآن ولا استمع لآيات الرحمن إلا وجدته بعد قرأتها والتأمل فيها رقيقا قد اقشعر قلبه واقشعر جلده من خشية الله تبارك وتعالى:
(كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد).
(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر).
هل هناك من يريد الذكرى ؟
هل هناك من يريد العظة الكاملة والموعظة السامية ؟ هذا كتابنا.
ولذلك ما أدمن قلب، ولا أدمن عبد على تلاوة القرآن، وجعل القرآن معه إذا لم يكن حافظا يتلوه آناء الليل وآناء النهار إلا رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى.
السبب الثالث:
ومن الأسباب التي تعين على رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى تذكر الآخرة، أن يتذكر العبد أنه إلى الله صائر.
أن يتذكر أن لكل بداية نهاية، وأنه ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار.
فإذا تذكر الإنسان أن الحياة زائلة وأن المتاع فان وأنها غرور حائل دعاه – والله – ذلك إلى أن يحتقر الدنيا ويقبل على ربها إقبال المنيب الصادق وعندها يرق قلبه.
ومن نظر إلى القبور ونظر إلى أحوال أهلها انكسر قلبه، وكان قلبه أبرأ ما يكون من القسوة ومن الغرور والعياذ بالله.
ولذلك لن تجد إنسان يحافظ على زيارة القبور مع التفكر والتأمل والتدبر، إذ يرى فيها الأباء والأمهات والإخوان والأخوات، والأصحاب والأحباب، والإخوان والخلان.
يرى منازلهم ويتذكر أنه قريب سيكون بينهم وأنه جيران بعضهم لبعض قد انقطع التزاور بينهم مع الجيرة.
وأنهم قد يتدانى القبران وبينهما كما بين السماء والأرض نعيما وجحيما.
ما تذكر عبد هذه المنازل التي ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذكرها إلا رق قلبها من خشية الله تبارك وتعالى.
ولا وقف على شفير قبر فراءه محفورا فهيأ نفسه أن لو كان صاحب ذلك القبر، ولا وقف على شفير قبر فرى صاحبه يدلى فيه فسأل نفسه إلى ماذا يغلق ؟
وعى من يُغلق ؟
وعلى أي شيء يُغلق؟
أيغلق على مطيع أم عاصي ؟
أيغلق على جحيم أم على نعيم ؟
فلا إله إلا الله هو العالم بأحوالهم وهو الحكم العدل الذي يفصل بينهم
ما نظر عبد هذه النظرات ولا استجاشت في نفسه هذه التأملات إلا اهتز القلب من خشية الله وانفطر هيبة لله تبارك وتعالى، وأقبل على الله إلى الله تبارك وتعالى إقبال صدق وإنابة وإخبات
اللهم إنا نسألك إيمانا كاملا، ويقينا صادقا، وقلبا خاشعا، وعلما نافعا، وعملا صالحا مقبولا عندك يا كريم.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

═════════ ❁🌹❁ ════════

📚دروس ديـنيـة 📚
/channel/durus_dinia

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

رحمته صلى الله عليه وسلم بزوجاته: مواقفه صلى الله عليه وسلم مع زوجاته كثيرة، ويكفي شهادته لنفسه، قال صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» [سنن الترمذي: 3895]. وشهادة عائشة رضي الله عنها، حينما سئلت: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: "كان يكون في مهنة أهله (تعني خدمة أهله)، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة" رواه البخاري. 
رحمته بالأطفال: قال أنس بن مالك رضي الله عنه: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم وهو يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «يَا ابْنَ عَوْفٍ، إِنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى وقَالَ:إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلا نَقُولُ إلا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» [صحيح البخاري: 1303].
وعن أُسَامَةَ بن زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَرْسَلَتْ ابْنَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ فَأْتِنَا، فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلامَ وَيَقُولُ: «إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمَعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَرِجَالٌ، فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا؟ فَقَالَ :هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ» [صحيح البخاري: 1284]، وقال أسامة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذُني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن بن علي على فخذه الآخر، ثم يضمهما، ثم يقول: «اللهم ارحمهما فإنِّي أرحمهما» [صحيح البخاري: 6003]
رحمته بالجاهل: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: «جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي طَائِفَةِ اَلْمَسْجِدِ، فَزَجَرَهُ اَلنَّاسُ، فَنَهَاهُمْ اَلنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَضَى بَوْلَهُ أَمَرَ اَلنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ; فَأُهْرِيقَ عَلَيْهِ» [صحيح البخاري: 221]. وفي رواية أن الأعرابي قال: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا ولا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا» [سنن الترمذي: 147].
رحمته بالنساء: عن أنس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنِّي لأَدْخُل فِي الصَّلاة أُرِيد إِطَالَتهَا، فَأَسْمَع بُكَاء الصَّبِيّ، فَأُخَفِّف مِنْ شِدَّة وَجْد أُمّه بِهِ» [صحيح مسلم: 470]. ومن صور هذه الرحمة بهنَّ أيضًا:«أنَّ امرأةً سوداءَ كانت تَقُمُّ المسجدَ (أو شابًّا) ففقدها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فسأل عنها (أو عنه) فقالوا: مات. قال أفلا كنتُم آذَنْتُمونى. قال: فكأنهم صَغَّروا أمرَها (أوأمرَه). فقال: دُلُّوني على قبرِها فدَلُّوه. فصلَّى عليها. ثمقال إنَّ هذه القبورَ مملوءةٌ ظُلمةً على أهلِها. وإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُنوِّرُها لهم بصلاتي عليهم» [صحيح مسلم: 956].
رحمتُه بالمساكين والمنكسرة قلوبهم: قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ رضي الله عنه: «كُنْتُ أَضْرِبُ غُلامًا لِي بِالسَّوْطِ، (لعله بسبب خطأ عظيم وقع منه)، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي: اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، فَلَمْ أَفْهَمْ الصَّوْتَ مِنْ الْغَضَبِ. فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ. قَالَ: فَأَلْقَيْتُ السَّوْطَ مِنْ يَدِي، فَقَالَ: اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلامِ». فَقُلْتُ: لا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا.» [صحيح مسلم: 1659]
اللهم ارزقنا التأسي بنبينا،اللهم ارحمنا بواسع رحمتك في الدنيا والآخرة، واجعلنا من عبادك الرحماء. وأستغفر الله لي ولكم .

═════════ ❁🌹❁ ════════

📚دروس ديـنيـة 📚
/channel/durus_dinia

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

صيام عاشوراء ماذا يكفّر؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وتكفير الطّهارة، والصّلاة، وصيام رمضان، وعرفة، وعاشوراء للصّغائر فقط. (الفتاوى الكبرى ج5).
عدم الاغترار بثواب الصيام: يغتر بعض المغرورين بالاعتماد على مثل صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة، حتى يقول بعضهم: صوم يوم عاشوراء يكفّر ذنوب العام كلها، ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر.
قال ابن القيم: لم يدرِ هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، وهي إنما تكفّر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر، فرمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة لا يقويان على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها، فيقوى مجموع الأمرين على تكفير الصغائر. ومن المغرورين من يظن أن طاعاته أكثر من معاصيه، لأنه لا يحاسب نفسه على سيئاته، ولا يتفقد ذنوبه، وإذا عمل طاعة حفظها واعتد بها، كالذي يستغفر الله بلسانه أو يسبح الله في اليوم مائة مرّة، ثم يغتاب المسلمين ويمزق أعراضهم، ويتكلم بما لا يرضاه الله طول نهاره، فهذا أبداً يتأمّل في فضائل التسبيحات والتهليلات ولا يلتفت إلى ما ورد من عقوبة المغتابين والكذّابين والنمّامين، إلى غير ذلك من آفات اللّسان، وذلك محض غرور. (الموسوعة الفقهية ج31، غرور).

صيام عاشوراء وعليه قضاء من رمضان:
اختلف الفقهاء في حكم التطوع بالصّوم قبل قضاء رمضان، فذهب الحنفية إلى جواز التطوّع بالصّوم قبل قضاء رمضان من غير كراهة، لكون القضاء لا يجب على الفور، وذهب المالكيّة والشّافعيّة إلى الجواز مع الكراهة، لما يلزم من تأخير الواجب، قال الدسوقي: يكره التّطوع بالصوم لمن عليه صوم واجب، كالمنذور والقضاء والكفارة، سواء كان صوم التّطوع الذي قدّمه على الصوم الواجب غير مؤكد أو كان مؤكّداً كعاشوراء وتاسع ذي الحجة على الراجح، وذهب الحنابلة إلى حرمة التطوع بالصّوم قبل قضاء رمضان، وعدم صحة التطوع حينئذ ولو اتّسع الوقت للقضاء، ولابد من أن يبدأ بالفرض حتى يقضيه. (الموسوعة الفقهية ج28: صوم التطوع).

فعلى المسلم أن يبادر إلى القضاء بعد رمضان ليتمكن من صيام عرفة وعاشوراء دون حرج، ولو صام عرفة وعاشوراء بنية القضاء من الليل أجزأه ذلك في قضاء الفريضة، و فضل الله عظيم.

بدع عاشوراء: سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عمّا يفعله النّاس في يوم عاشوراء من الكحل، والاغتسال، والحنَّاء والمُصافحةِ، وطبخ الحبوب وإظهار السرور، وغير ذلك.. هل لذلك أصلٌ أم لا؟ الجوابُ: الحمد لله رب العالمين، لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، ولا استحبَّ ذلك أحدٌ من أئمة المسلمين لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئاً، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصّحابة، ولا التابعين، لا صحيحاً ولا ضعيفاً، ولكن روى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما رووا أن من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من ذلك العام، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام، وأمثال ذلك.. ورووا في حديث موضوع مكذوبٍ على النبي صلى الله عليه وسلم: (أنَّهُ من وسَّع على أهله يوم عاشوراء وسَّع الله عليه سائر السنّة). ورواية هذا كله عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب.
ثم ذكر رحمه الله ملخصاً لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث ومقتل الحسين رضي الله عنه وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال: فصارت طائفة جاهلة ظالمة: إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية، تظهر موالاته وموالاة أهل بيته، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهليّة من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتَّعزي بعزاء الجاهلية.. وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير، والصّدق فيها ليس فيه إلاّ تجديد الحزن، والتعصب، وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام، والتّوسل بذلك إلى سبِّ السَّابقين الأولين.. وشرُّ هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام لا يحصيه الرّجل الفصيح في الكلام. فعارض هؤلاء قوم إمّا من النّواصب المتعصّبين على الحسين وأهل بيته، وإما من الجُهّال الّذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والكذب بالكذب، والشَّرَّ بالشَّرِّ، والبدعة بالبدعة، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء كالاكتحال والاختضاب، وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك مما يفعل في الأعياد والمواسم، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسماً كمواسم الأعياد والأفراح، وأولئك يتخذونه مأتماً يقيمون فيه الأحزان والأفراح، وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة.. (الفتاوى الكبرى لابن تيمية).
نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم، وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى. ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 

═════════ ❁🌹❁ ════════

📚دروس ديـنيـة 📚
/channel/durus_dinia

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

❏ فضل شهر الله المحرم وصيام عاشوراء ❏

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن شهر الله المحرّم شهر عظيم مبارك، وهو أول شهور السنّة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها: {إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة:36].
وعن أبي بكرة رضي الله عنهُ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم: «السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حُرُم: ثلاثة متواليات ذو القعدةِ وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان» (رواه البخاري 2958)
والمحرم سمي بذلك لكونه شهراً محرماً وتأكيداً لتحريمه. وقوله تعالى: {فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} أي: في هذه الأشهر المحرمة لأنها آ كد وأبلغ في الإثم من غيرها.
وعن ابن عباس في قوله تعالى: {فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراماً وعظّم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم. وقال قتادة في قوله: {فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها.
وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء، وقال: إن الله اصطفى صفايا من خلقه: اصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس رسلاً، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، فإنما تُعظّم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل. (انتهى ملخّصاً من تفسير ابن كثير رحمه الله: تفسير سورة التوبة آية 36).

فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصّيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم» (رواه مسلم 1982).
قوله: "شهر الله" إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم، ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهراً كاملاً قطّ غير رمضان، فيحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه كله.
وقد ثبت إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم في شعبان، ولعلّ لم يوح إليه بفضل المحرّم إلا في آخر الحياة قبل التمكّن من صومه. (شرح النووي على صحيح مسلم).
الله يصطفي ما يشاء من الزمان والمكان: قال العِزُّ بن عبدِ السَّلام رحمه الله: "وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان: أحدهما: دُنْيويٌّ.. والضرب الثاني: تفضيل ديني راجعٌ إلى أن الله يجود على عباده فيها بتفضيل أجر العاملين، كتفضيل صوم رمضان على صوم سائر الشهور، وكذلك يوم عاشوراء.. ففضلها راجعٌ إلى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها" (قواعد الأحكام 1/38).
عاشوراء في التاريخ: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحقُّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه» (رواه البخاري 1865).
قوله: «هذا يوم صالح» في رواية مسلم: «هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه». قوله: «فصامه موسى» زاد مسلم في روايته: «شكراً لله تعالى فنحن نصومه». وفي رواية للبخاري: «ونحن نصومه تعظيماً له». ورواه الإمام أحمد بزيادة: «وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكراً».
قوله: «وأمر بصيامه» وفي رواية للبخاري أيضاً: «فقال لأصحابه: أنتم أحق بموسى منهم فصوموا». وصيام عاشوراء كان معروفاً حتى على أيام الجاهلية قبل البعثة النبويّة، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: "إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه".. قال القرطبي: لعل قريشاً كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السّلام. وقد ثبت أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة، فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب فأجابوه كما تقدم في الحديث، وأمر بمخالفتهم في اتّخاذه عيداً كما جاء في حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: "كان يوم عاشوراء تعدُّهُ اليهود عيداً".
وفي رواية مسلم: "كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود وتتخذه عيداً" وفي رواية له أيضاً: "كان أهل خيبر (اليهود) يتخذونه عيداً، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم". قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فصوموه أنتم» (رواه البخاري).
وظاهر هذا أن الباعث على الأمر بصومه محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه؛ لأن يوم العيد لا يصام. (انتهى ملخصاً من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري).

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

❏{ أهــل الـجنـة لابــن القيـم الجوزيـة رحمـه اللــه }❏

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه واقتفا أثره إلى يوم الدين أما بعد:
فقد قال النبي : « قال الله عز وجل: أعددت لعبادي ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فاقرؤوا إن شئتم: { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } » [رواه البخاري ومسلم وغيرهما].

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقرًا لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص.
فإن سألت: عن أرضها وتربتها، فهي المسك والزعفران.
وإن سألت: عن سقفها، فهو عرش الرحمن.
وإن سألت: عن بلاطها ، فهو المسك الأذفر.

وإن سألت: عن حصبائها، فهو اللؤلؤ والجوهر.
وإن سألت: عن بنائها، فلبنة من فضة ولبنة من ذهب، لا من الحطب والخشب.
وإن سألت: عن أشجارها، فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب.
وإن سألت: عن ثمرها، فأمثال القلال، ألين من الزبد وأحلى من العسل.
وإن سألت: عن ورقها، فأحسن ما يكون من رقائقالحلل.
وإن سألت: عن أنهارها، فأنهارها من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى.

وإن سألت: عن طعامهم، ففاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون.
وإن سألت: عن شرابهم، فالتسنيم والزنجبيل والكافور.
وإن سألت: عن آنيتهم، فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير.
وإن سألت: عن سعة أبوابها، فبين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام.
وإن سألت: عن تصفيق الرياح لأشجارها، فإنها تستفز بالطرب من يسمعها.
وإن سألت: عن ظلها ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مئة عام لا يقطعها.

وإن سألت: عن خيامها وقبابها، فالخيمة من درة مجوفة طولها ستون ميلاً من تلك الخيام.
وإن سألت: عن علاليها وجواسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية، تجري من تحتها الأنهار.
وإن سألت: عن ارتفاعها فانظر إلى الكواكب الطاع، أو الغارب في الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار.

وإن سألت: عن لباس أهلها، فهو الحرير والذهب.
وإن سألت: عن فرشها، فبطائنها من إستبرق مفروشة في أعلى الرتب.
وإن سألت: عن أرائكها، فهي الأسرة عليها البشخانات، وهي الحجال مزررة بأزرار الذهب، فما لها من فروج ولا خلال.
وإن سألت: عن أسنانهم، فأبناء ثلاثة وثلاثين، على صورة آدم عليه السلام، أبي البشر.
وإن سألت: عن وجوه أهلها وحسنهم، فعلى صورة القمر.
وإن سألت: عن سماعهم، فغناء أزواجهم من الحور العين، وأعلى منه سماع أصوات الملائكة والنبيين، وأعلى منهما سماع خطاب رب العالمين.

وإن سألت: عن مطاياهم التي يتزاورون عليها، فنجائب أنشأها الله مما شاء، تسير بهم حيث شاؤوا من الجنان.
وإن سألت: عن حليهم وشارتهم، فأساور الذهب واللؤلؤ على الرؤوس ملابس التيجان.
وإن سألت: عن غلمانهم، فولدان مخلدون، كأنهم لؤلؤ مكنون.
وإن سألت: عن عرائسهم وأزواجهم، فهن الكواعب الأتراب، اللائي جرى في أعضائهن ماء الشباب، فللورد والتفاح ما لبسته الخدود، وللرمان ما تضمنته النهود، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور، وللدقة واللطافة ما دارت عليه الخصور.

تجري الشمس في محاسن وجهها إذا برزت، ويضيئ البرق من بين ثناياها إذا تبسمت، وإذا قابلت حبها فقل ما شئت في تقابل النيرين، وإذا حادثته فما ظنك في محادثة الحبيبين، وإن ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين، يرى وجهه في صحن خدها، كما يرى في المرآة التي جلاها صيقلها [الصيقل: جلاء السيوف، والمقصود هنا تشبيه وجه الحوراء بالمرآة التي جلاها ولمعها منظفها حتى بدت أنظف وأجلى ما يكون]، ويرى مخ ساقها من وراء اللحم، ولا يستره جلدها ولا عظمها ولا حللها.
لو أطلت على الدنيا لملأت ما بين الأرض والسماء ريحًا ، ولاستنطقت أفواه الخلائق تهليلا وتكبيرًا و تسبيحًا ، ولتزخرف لها ما بين الخافقين، ولأغمضت عن غيرها كل عين، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم، ولآمن كل من رآها على وجه الأرض بالله الحي القيوم، ونصيفها (الخمار) على رأسها خير من الدنيا وما فيها.
ووصاله أشهى إليها من جميع أمانيها، لا تزداد على تطاول الأحقاب إلا حسنًا وجمالا ، ولا يزداد على طول المدى إلا محبةً ووصالا ، مبرأة من الحبل (الحمل) والولادة والحيض والنفاس، مطهرة من المخاط والبصاق والبول والغائط وسائر الأدناس.

لا يفنى شبابها ولا تبلى ثيابها، ولا يخلق ثوب جمالها، ولا يمل طيب وصالها، قد قصرت طرفها على زوجها، فلا تطمح لأحد سواه، وقصرت طرفه عليها فهي غاية أمنيته وهواه، إن نظر إليها أسرّته ، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته فهو معها في غاية الأماني والأمان.

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

❏{ عـالــج قلبــك بـالــمـسجد }❏

 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين أما بعد :
 فإن قلوبَنا أمانة يجب أن نقوم بحقّها ، وكثيراً ما يشتكي المسلم قسوة من قلبه ويقول : أريد أن أُعالج هذا القلب المريض ، فكيف أُليِّنُهُ ؟ وكيف أُرقِّقُهُ ؟ وكيف أجعله عامراً بذكر الله ؟ هذه القلوب يا عباد الله لابد لها من تعاهد ومراعاة ، وإعمار ومداواة ، هذه القلوب التي إذا صدئت بكرِّ الذنوب وتواليها عليها صار صاحبُها بعيداً عن الله عاملاً بالمعاصي ، فإذا قُبض على هذه الحال كانت المصيبة العظيمة ، كيف نعالج قلوبَنا ؟ كيف نداوي هذه القلوب ونُرققها ؟ إن العلاجات الإسلامية وهذه الأمور الشرعية التي جاءت في هذا الباب مُتعدّدة ، وهناك علاجٌ مهم جداً للقلوب نريد أن نلقي عليه المزيد من الاهتمام ، ونُحيطه بكثير من الرعاية ، ألا وهو: المساجد ، ماهي العلاقة بين القلب وبين المسجد ؟ وكيف يكون المسجد طريقاً لإصلاح القلب ؟ أيها المسلمون : إن نبيّنا صلى الله عليه وسلم قد ذكر في السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ( ورجل قلبه معلق بالمساجد ) فهناك علاقة إسلامية قوية بين القلب والمسجد ، ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ، رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ) هذه البقاع الأرضية التي تُنظِّرها الأنوار السماوية ، وترفُّ عليها الملائكة بأجنحتها ، هذه أفضل البقاع عند الله ، أماكن المنافسة في الخيرات ، أماكن اجتماع المؤمنين ، وأداء العبادات ، ونزول الملائكة والرحمات ، هذه الأماكن التي تُغسل فيها القلوب ، وينجلي صدؤُها ، هذه الأماكن التي يجتمع المؤمنون فيها معاً ، طاعة لله عز وجل ، والرؤوس تتساوى مع الأجساد القائمة لله تعالى ركوعاً وسجوداً وقياماً وخضوعاً ، أيها الأخوة : إن هذه الدعوة الكريمة التي تنطلق من هذه البيوت تكبيراً لله عز وجل ، إنها كفيلة فعلاً بأن تُوقظ القلوب النائمة ، وأن تُعيد القلوب الغافلة إلى رُشدها ، عندما يكون قلب المؤمن سراجاً في المسجد وقنديلاً فيه معلّق ، عندما يكون معلقاً في هذا المكان يحصل له من الطُمأنينة والسكينة ما الله به عليم ، قلبه معلق في المسجد شبه القلب بالقنديل والقنديل ملازم للمسجد ، فهذا رجل كثير الملازمة للمسجد لايخرج منه حتى يعود إليه ، أو التعليق بشدة الحُب ، فهذا قلب معلّق بالمسجد ، إنه يُحبه حباً جماً ، معلق بالمساجد من حبِّها و من طول ملازمتها.
إن ملازمة المساجد وكثرة الذهاب إليها وإعمارها بطاعة الله عز وجل علاجٌ عظيم لنا في قلوبنا ، إنه فعلاً دواءٌ لمن يبحث عن الدواء ويشتكي من الداء ، وقلوبنا فيها أدواء وشهوات وشبهات ، إن نبينا صلى الله عليه وسلم من حُبه للمسجد لما مرِض مرَض الموت أمر أن يُخرج به يُهادى بين رجلين من أهله ، تقول عائشة : كأني أنظر رجليه تخُطان من الوجع ، تخُطان لأنه لم يكن يقدر على رفعهما من الأرض ، يا عبدالله : إذا خرجت إلى المسجد فأنت في ضمان الله عز وجل ، أنت في حفظه وأنت في رعايته ، إنك إذا خرجت إلى المسجد متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجرُك كأجر الحاج المُحرم كما جاء عند أبي داود في الحديث الحسن .

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

📖 أحكام وأداب عيد الأضحى 📖

◽️أخوتي الكرام: نحييكم بتحية الإسلام ونقول لكم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ونهنئكم مقدماً بقدوم عيد الأضحى المبارك ونقول لكم تقبّل الله منا ومنكم، ونسأل الله ان يتقبل صيامنا وصيامكم ونرجوا أن تقبلو منا هذه الرسالة، والتي نسأل الله عز وجل أن تكون نافعة لكم ولجميع المسلمين في كل مكان.

◽أيها الأخوة: الخير كل الخير في اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في كل أمور حياتنا والشر كل الشر في مخالفة هدي نبينا صلى الله عليه وسلم لذا أحببنا أن نذكرك ببعض الأمور التي يستحب فعله أو قوله عيد الأضحى المبارك

◽أيها الإخوة: ما من أمر إلا وقد بينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم أتم بيان، وما من خير إلا وأرشد إليه وما من شر إلا وحذرنا منه
والمطلوب من المسلم هو: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، واقتفاء أثره في كل شيء ومن الأمور التي يجب على المسلم السؤال عنها واتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيها أحكام العيد، ما هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العيد؟ سؤال يجب أن ينقدح في ذهن المسلم ليعلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ويتبعه ليحصل على الأجر والمثوبة


○ والعيد سمي بذلك لأن لله تعالى فيه عوائد الإحسان أي أنواع الإحسان العائدة على عباده في كل عام، منها الفطر بعد المنع عن الطعام وصدقة الفطر، وإتمام الحج بطواف الزيارة، ولحوم الأضاحي وغيرها؛ ولأن العادة فيه الفرح والسرور والنشاط والحبور غالبًا بسبب ذلك وأصل معنى كلمة عيد: عود، والعود هو الرجوع، فهو يعود ويتكرر بالفرح كل عام

◽والمسلمون لهم عيدان عيد الفطر وعيد الأضحى، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما، فقال: «قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما فإن الله قد أبدلكم يومين خيرا منهما، يوم الفطر، ويوم النحر»(رواه احمد

○ وأما عن هديه في العيد فقد كان صلى الله عليه وسلم يعظم يوم العيد، ويصلي فيه صلاة العيد، قال ابن القيم وقد كان يؤدي الصلاة في المصلى، ولم يصل العيد بمسجده إلا مرة واحدة، أصابهم مطر فصلى بهم العيد في المسجد إن ثبت الحديث وهو في سنن أبي داود وابن ماجه وهديه كان فعلهما في المصلى دائمًا

◽وكان صلى الله عليه وسلم يلبس للخروج إليهما أجمل ثيابه فكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة، ومرة كان يلبس بردين أخضرين ومرة بردًا أحمر، وليس هو أحمر مصمتًا كما يظنه بعض الناس، فإنه لو كان كذلك، لم يكن بردًا، وإنما فيه خطوط حمر كالبرود اليمنية فسمي أحمر باعتبار ما فيه من ذلك. وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم من غير معارض النهي عن لبس المعصفر والأحمر وأمر عبد الله بن عمرو لما رأى عليه ثوبين أحمرين أن يحرقهما، فلم يكن ليكره الأحمر هذه الكراهية الشديدة ثم يلبسه، والذي يقوم عليه الدليل تحريم لباس الأحمر أو كراهيته كراهية شديدة

◽وكان صلى الله عليه وسلم يأكل قبل خروجه في عيد الفطر تمرات ويأكلهن وترًا وأما في عيد الأضحى فكان لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته

◽وكان صلى الله عليه وسلم يغتسل للعيدين( زاد المعاد1/425

◽وكان يخرج ماشيًا، والعنزة تحمل بين يديه، فإذا وصل إلى المصلى نصبت بين يديه ليصلي إليها( رواه البخاري

◽ فإن المصلى كان إذ ذاك فضاءٌ لم يكن فيه بناء ولا حائط، وكانت الحربة سترته

◽وكان صلى الله عليه وسلم يؤخر صلاة عيد الفطر، ويعجل الأضحى، وكان ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة لا يخرج حتى تطلع الشمس ويكبر من بيته إلى المصلى

◽وكان صلى الله عليه وسلم إذا انتهى إلى المصلى، أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة ولا قول: الصلاة جامعة والسنة: أنه لا يفعل شيء من ذلك

◽ولم يكن هو ولا أصحابه يصلون إذا انتهوا إلى المصلى شيئًا قبل الصلاة ولا بعدها

◽وكان يبدأ بالصلاة قبل الخطبة فيصلي ركعتين، يكبر في الأولى سبع تكبيرات متوالية  التكبيرات، ولكن ذكر عن ابن مسعود أنه قال: يحمد الله، ويثني عليه ويصلي، وكان صلى الله عليه وسلم إذا أتم التكبير، أخذ في القراءة، فقرأ فاتحة الكتاب ثم قرأ بعدها {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق:1] في إحدى الركعتين، وفي الأخرى {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر:1] وربما قرأ فيهما {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى:1] {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية:1] صح عنه هذا وهذا ولم يصح عنه غير ذلك

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

 3 - سلامتها: لا يجزئ في الأضحية سوى السليمة من كل نقص في خلقتها، فلا يجزئ العوراء ولا العرجاء ولا العضباء (وهي مكسورة القرن من أصلها، أو مقطوعة الأذن من أصلها) ولا المريضة ولا العجفاء (وهي الهزيلة التي لا مخ فيها) وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن عرجها، والكسيرة التي لا تُنقي ـ يعني لا نَقي فيها ـ أي لا مخ في عظامها وهي الهزيلة العجفاء» [أحمد:4/284، 281، وأبو داود:2802].

4 - أفضلها: أفضل الأضحية ما كانت كبشاً أملح أقرن، إذ هذا هو الوصف الذي استحبه الرسول صلى الله عليه وسلم وضحى به كما أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم: «ضحى بكبشين أملحين أقرنين..» الحديث [البخاري:5558 ومسلم:1966]
وفُسّر الأملح بأنه الأبيض الذي يخالطه سواد كما جاء عند مسلم 1967 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أمر بكبش أقرن يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد..» الحديث [مسلم: شرح النووي 13105]
قال النووي: "معناه أن قوائمه وبطنه وما حول عينيه أسود والله أعلم". أهـ. ويسن استسمان الأضحية واستحسانها لقول الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32]. قال ابن عباس: "تعظيمها استسمانها واستعظامها واستحسانها". [الطبري، جامع البيان:17156].

 بل إنه كلما زاد الثمن وغلا صار أفضل إذا كان يريد بذلك قربه سواء من الرقاب أو الأضاحي كما جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل أي الرقاب أفضل؟ فقال: «أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها» [البخاري:2518].

قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله: "كل ما عظمت رؤيته عند المرء كان أعظم لثواب الله إذا أخرجه لله". [صحيح ابن خزيمة:14291].

5 - وقت ذبحها: المتفق عليه أنه صباح العيد بعد الصلاة، فلا تجزئ قبله أبداً، فيذبحها بعد صلاته مع الإمام، وحينئذ تجزية بالإجماع كما ذكر ذلك الإمام النووي. وأخرج الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ضحى قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تمّ نسكه وأصاب سنة المسلمين» [مسلم:5/1961]
بل جاء التأكيد منه كما في مسلم من حديث البراء بن عازب قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر، فقال: «ولا يذبحن أحد حتى يصلي» [مسلم:5/1961]
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في الزاد: "إنه لم يكن يدع الأضحية وكان يضحي بكبشين وكان ينحرهما بعد صلاة العيد وأخبر أن من ذبح قبل الصلاة فليس من النسك في شيء، وإنما هو لحم قدّمه لأهله، هذا هو الذي دلت عليه سنته وهديه". أهـ. [زاد المعاد:2317].

6 - ما يستحب عند ذبحها: يستحب أن يوجهها إلى القبلة ويقول: ((وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين)).
ثم إذا باشر الذبح أن يقول: ((باسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك)). والتسمية واجبة بالكتاب الكريم قال تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام:121].
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله: "وكان من هديه أن يضحي بالمصلى، ذكره أبو داود عن جابر رضي الله عنه أنه شهد معه الأضحى بالمصلى فلما قضى خطبته نزل من منبره وأتى بكبش فذبحه بيده وقال: «بسم الله والله أكبر هذا عني وعمن لم يضح من أمتي» وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذبح وينحر بالمصلى". أهـ. [متفق عليه]. قال ابن بطال: "الذبح بالمصلى هو سنة للإمام خاصة عند مالك"، قال مالك فيما رواه ابن وهب: "إنما يفعل ذلك لئلا يذبح أحد قبله". زاد المهلب: "وليذبحوا بعده على يقين، وليتعلموا منه صفة الذبح". وعند مسلم [1967] من حديث عائشة رضي الله عنها وفيه: «وأخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه» ثم قال: «باسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد» ثم ضحى به، فيه دليل لاستحباب قول المضحي حال الذبح مع التسمية والتكبير: اللهم تقبل مني واستحب بعضهم أن يقول ذلك بنص الآية: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:127].

7 - الإحسان حتى في الذبح: قال ابن القيّم: "وأمر الناس إذا ذبحوا أن يحسنوا الذبح وإذا قتلوا أن يحسنوا القتلة"، كما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث شداد بن أوس قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحكم شفرته وليرح ذبيحته» [رواه مسلم].
وكان يضع قدمه على صفاحهما يعني صفحة عنق الذبيحة عند ذبحها لئلا تضطرب وهذه رحمة منه كما ذكر أنس وهو يشاهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يذبح .

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

ومن فضائلها: أن فيها يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم معروف بالفضل وكثرة الأجر وغفران الذنب فهو يوم مجيد يعرف أهله بالتوحيد إذ يقولون: لا إله إلا الله وقد قال صلى الله عليه وسلم:(وخير ما قلت أنا والنبيون قبلي: لا إله إلا الله)

ويسحتب فيها الأكثار من نوافل الصلوات بعد الفرائض كالرواتب التي قبل الفرائض وبعدها، وهي اثنتا عشرة ركعة أربع قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب  وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر ويواظب على النوافل المقيدة مثل أربع قبل الظهر وأربع بعدها وأربع قبل العصر وركعتان قبل المغرب وصلاة الليل، وهي إحدى عشرة ركعة كما في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يواظب عليها ويقضيها وقت الضحى لو نام عنها وصلاة الضحى ركعتان أو أكثر فالمحافظة على النوافل سبب من أسباب محبة الله ومن نال محبة الله حفظه وأجاب دعاءه وأعاذه ورفع مقامه لأنها تكمل النقص وتجبر الكسر وتسد الخلل
ويكثر من الصدقة في العشر إذ الصدقة فيها أفضل من الصدقة في رمضان وما أكثر حاجات الناس في العشر من النفقة والاستعداد للحج وللعيد وطلب الأضحية ونحوها وبالصدقة ينال الإنسان البر ويضاعف له الأجر ويظله الله في ظله يوم القيامة ويفتح بها أبواب الخير ويغلق بها أبواب الشر ويفتح فيها باب من أبواب الجنة ويحبه الله ويحبه الخلق ويكون بها رحيماً رفيقاً ويزكي ماله ونفسه،ويغفر ذنبـه ويتحرر من عبـودية الـدرهم والديـنار ويحفـظه الله في نـفسـه ومـاله وولده ودنياه وآخرته

ويكثر من الصيام في أيام العشر ولو صام التسعة الأيام لكان ذلك مشروعاً لأن الصيام من العمل الصالح ولأنه ثبت في الحديث أنه كان يصوم يوم عاشوراء وتسع ذي الحجة، وثلاثة أيام من الشهر وما ورد عن عائشة أنه ما صام العشر فالمراد إخبار عائشة عن حاله عندها وهو عندها ليلة من تسع ولربما ترك الشيء خشية أن يُفرض على أمته، ولربما تركه لعذر من مرض أو سفر أو جهاد أو نحوه وإذا تعارض حديثان أحدهما مُثبت والآخر نافي فإننا نقدم المثبت على النافي لأن عنده زيادة علم

وينبغي للمسلم أن يسابق في هذه العشر بكل عمل صالح ويكثر من الدعاء والاستغفار ويتقرب إلى الله بكل قربة وينبغي للمسلم إذا دخلت عليه العشر وهو يريد أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا بشرته شيئاً وأما من يُضحَّى عنه فلو أمسك لكان حسناً باعتباره يضحي في الأصل بأضحية وليّه وإن لم يمسك فلا حرج عليه

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

═════════ ❁🌹❁ ════════

📚دروس ديـنيـة 📚
/channel/durus_dinia

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

❏ عشرة ذي الحجة فضلها وما يستحب فيها من الأعمال ❏

أيها الناس اتقوا الله الذي يخلق ما يشاء ويختار ما يشاء.
 خلق السماوات واختار منها السابعة
وخلق الجنات واختار منها الفردوس
وخلق الملائكة واختار منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل،
وخلق البشر واختار منهم المؤمنين
واختار من المؤمنين الأنبياء واختار من الأنبياء الرسل، واختار من الرسل أولي العزم واختار من أولي العزم الخليلين
واختار من الخليلين محمدا صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين
وخلق الأرض واختار منها مكة
وخلق الأيام واختار من أشهرها شهر رمضان، ومن أيامها يوم الجمعة، ومن لياليها ليلة القدر، ومن ساعاتها ساعة الجمعة، ومن عشرها عشر ذي الحجة

والمسلم يعيش مباركاً في العمل وفي الزمن، وأعظم البركة في العمل الطاعةُ؛ إذ هي بركة على أهلها كما يقول تعالى: مَن جَاء بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا [الأنعام:160]، وكما يقول صلى الله عليه وسلم(إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، ومن همَّ بحسنة فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعلمها كتبها الله عنده حسنة كاملة، ومن همَّ بسيئة فعملها كتبها الله سيئة واحدة، ولا يهلك على الله إلا هالك)

وهذا يدل على أن الطاعة بركة في القول؛ إذ الكلمة الواحدة من الطاعة بعشر حسنات يكتب الله بها رضوانه، فيحفظ بها عبده حتى يُدخله الجنة، ويرضى عليه في الجنة فلا يسخط عليه أبداً

والطاعة بركة في العمل؛ إذ الصلاة بعشر صلوات كما في الحديث القدسي: ((أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي)) فهي خمس في الفعل وخمسون في الأجر والثواب. وصوم رمضان بعشرة أشهر كما في الحديث: (رمضان بعشرة أشهر، وست شوال بشهرين)،
(والصدقة بسبعمائة ضعف)، (والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)

والطاعة طهرة من الذنوب، فالصلاة طهرة من الذنوب كما في الحديث: ((مثل الصلوات الخمس كمثل نهر غمر على باب أحدكم يغتسل منه خمس مرات في اليوم والليلة، هل يبقى عليه من الدرن شيء؟!
والصوم طهرة من الآثام كما في الحديث: جاءني جبريل فقال: من أدرك رمضان فلم يغفر له أبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين)،
ومن صامه وقامه وقام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
 و(الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)
و(من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)

والطاعة بركة في التعامل؛ إذ بالتعامل الحسن يدرك الإنسان درجة الصائم القائم، ويجاور الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحظى ببيت في أعلى الجنة، ويدخل الجنة، ويكمل إيمانه، ويثقل ميزانه
وأعظم الزمن بركة، عشر ذي الحجة؛ إذ لها مكانة عظيمة عند الله تعالى، تدل على محبته لها وتعظيمه لها، فهي عشر مباركات كثيرة الحسنات، قليلة السيئات، عالية الدرجات، متنوعة الطاعات
من فضائلها: أن الله تعالى قرنها بأفضل الأوقات، والقرين بالمقارن يقتدي، فقد قرنها بالفجر وبالشفع والوتر وبالليل. أما اقترانها بالفجر فلأنه الذي بحلوله تعود الحياة إلى الأبدان بعد الموت، وتعود الأنوار بعد الظلمة، والحركة بعد السكون، والقوة بعد الضعف، وتجتمع فيه الملائكة، وهو أقرب الأوقات إلى النزول الإلهي في الثلث الأخير من الليل، وبه يُعرف أهل الإيمان من أهل النفاق. وقرنها بالشفع والوتر لأنهما العددان المكوِّنان للمخلوقات، فما من مخلوق إلا وهو شفع أو وتر، وحتى العشر فيها شفع وهو النحر، وفيها وتر وهو عرفة. وقرنها بالليل لفضله، فقد قُدم على النهار، وذكر في القرآن أكثر من النهار، إذ ذكر اثنتين وسبعين مرة، والنهار سبعا وخمسين مرة، وهو أفضل وقت لنفل الصلاة، وهو أقرب إلى الإخلاص لأنه زمن خلوة وانفراد، وهو أقرب إلى مراقبة الرب تعالى إذ لا يراه ولا يسمعه ولا يعلم بحاله إلا الله، وهو أقرب إلى إجابة الدعاء وإلى إعطاء السؤال ومغفرة الذنوب
ومن فضائلها: أن الله أتم فيها النعمة؛ إذ تنعم الأرواح بشتى أنواع الطاعات القولية والفعلية والتعاملية، ومن تمام النعمة أن الله فتح قلوب العباد للإسلام، فدخل الناس في دين الله أفواجاً، إذ كان عددهم عند تمام النعمة أكثر من مائة ألف

Читать полностью…

دروس ديـنيـة

#عبادة_السلف_في_الحج:

ذكر الإمام ابن رجب- رحمه الله- أن من أعظم خصال البر في الحج، إقام الصلاة، فمن حج من غير إقام الصلاة- لا سيما إن كان حجه تطوعاً- كان بمنزلة من سعى في ربح درهم، وضيع رأس ماله وهو ألوف كثيرة،

وقد كان السلف يواظبون في الحج على نوافل الصلاة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على صلاة النافلة على راحلته في أسفاره كلها ويوتر عليها.
 فعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي السُّبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت. [متفق عليه]. ( والمقصود بالسبحة النافلة).

#حذر_السلف_من_الرياء_والمباهاة:

✖️ومما يجب على الحاج اجتنابه، وبه يتم بر حجه ألا يقصد بحجه رياءاً ولا سمعةً ولا مباهاةً ولا فخراً ولا خيلاء، ولا يقصد به إلا وجه الله سبحانه وتعالى ورضوانه، ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه. وقد كان السلف- رحمهم الله- شديدي الحذر من أن يدخل في عملهم شيء من الرياء أو حظوظ النفس، لأنهم يعلمون أن الله عز وجل لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً لوجهه صواباً على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» [رواه مسلم].

ولذلك لما قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: ما أكثر الحاج! قال: ما أقلهم!

وقال شريح القاضي: "الحاج قليل والركبان كثير، ما أكثر من يعمل الخير، ولكن ما أقل الذين يريدون وجهه". وليس على كل الوجوه قبول وجوه عليها للقبول علامة.

#أسباب_توقان_النفس_إلى_مكة:

1الأول: من تكون وطنًا له فيخرج عنها فيتوق إلى وطنه.

2والثاني: من يذوق في تردده إليها حلاوة ربح الدنيا فذاك يتوق إلى ربحه لا إليها، لكنها لما كانت سببًا تاق إليها.

3والثالث: من يكون محصورًا في بلده فيحب النزهة والفرجة ويرى ما يطلبه في طريقها فينسى شدة يلقاها للذة التي يطلبها وتبهرج نفسه عليه أني أحب الحج، وإنما يحب الراحة.

4والرابع: من تبطن نفسه الرياء وتخفيه عنه حتى لا يكاد يحس به، وذلك حبها لقول الناس: قد حج فلان، ولتلقبه وتسميه بالحاج، فهو يتوق إلى ذلك، وتبهرج عليه بحب الحج، وهذامن رقائق الغرور فيجب الحذر منه.

5والخامس: من يعلم فضل الحج فيتوق إلى ثواب الله- عز وجل- لأن مضاعفة الثواب في تلك الأماكن بزيد على غيرها، وهذا هو المؤمن. السادس: توقان عام، وسببه دعاء الخليل- عليه السلام- حين قال: {فَاجْعَل أَفئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إلَيْهِم} [إبراهيم:37].

قال ابن عباس- رضي الله عنهما: "تحنُّ إليهم، قال:وأراد حب سكنى مكة، ولو قال: اجعل أفئدة الناس تهوي إليهم لحجّه اليهود والنصارى، ولكنه قال: من الناس".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

═════════ ❁🌹❁ ════════
◇الرجاء عدم تغيير مصدر القناة ◇

📚دروس ديـنيـة 📚
/channel/durus_dinia

Читать полностью…
Subscribe to a channel