Telegram-канал dhbjb - 🌹🌴الإسلام_الغائب🌴🌹: Unsorted

🌹🌴الإسلام_الغائب🌴🌹

31 October 2022 07:35

بعض الناس لما يسمعون كلمة (ثغر) أو يسمعون أحدًا يتكلم عن خِدمة الدين، وأنَّك لا بُد وأن يكون لك (ثغر) تقف عليه لتخدم دينك؛ تذهب أذهانهم إلى أشياء كبيرة جدًا، ويظنون أنَّ هذا الأمر من المستحيلات، ولا يستطيعه سوى العلماء والأغنياء...إلخ

ووالله الأمر أيسر من هذا بكثير جدًا، يكفي فقط أن تنوي أن تخدم دينك، وتنظر إلى إمكانياتك، وتنظر أيضًا إلى الواقع وماذا يحتاج، وتبدأ بتوظيف إمكانياتك مع ما يحتاجه الواقع، وهكذا أصبحت تخدم دينك وأمتك، وهذا الأمر فيه تفصيل أكثر، لكن نتكلم هنا عن مباديء أولية، وهذه الإمكانيات أغلبها مُكتسبة ببناء نفسك إيمانيًّا وعلميًّا، فلا تُدخل نفسك في الثغور الكبيرة وأنت أصلا هَش لا تحفظ قرآن ولا أي شيء، وتحتاج إلى بناء قلبي وعقدي وعلمي.

أذكر مثالاً لأحد الأفاضل كان يذهب إلى المسجد، وكان يقف على ثغر جميل ومهم جدا، كان ينتظر الإقامة، فيأخذ الأطفال الذين يلعبون ويرفعون أصواتهم وهكذا، ويقف في وسطهم! فقط؟ نعم، فقط، هذا هو ثغره الذي يفعله يوميًّا..

تخيل كَم الإفادة العظيمة الذي أفادها للناس في المسجد، بمنع الأطفال من اللعب واللهو والكلام أثناء الصلاة حتى لا يُشتت أذهان الناس، ويُضيع عليهم الخشوع والسكينة، ومع الأيام، هذه الأطفال ستتعلم آداب المسجد والصلاة، وهو والله من حفظة القرآن، وله هيبة يهابه الصغير والكبير.

هو ماذا فعل؟ هو تخلَّى عن فكرة أنَّك يجب أن تكون بطلاً ومشهورًا، والناس يقولون عنك كذا وكذا، وبالمناسبة، هذا إشكال يقع فيه الكثير من الناس، خاصة بعض الملتزمين الجُدد، ينظرون إلى (الترند والشيء الرائج) ويتبعونه، يعني مثلا: الشهرة أو الترند في عمل فيديوهات، فيقوم بعمل فيديوهات، مع أن الناس فيها الآلاااااااف من هذا الأمر، وتقريبا هذا الثغر مسدود تماما تماما!

الترند مثلا في الرد على الملحدين، فيذهب ليرد عليهم! أنا لا أُقلل من أي ثغر، لكن لا يسيطر عليك هواك أثناء خدمة دينك، أنت تنظر إلى الواقع، وإلى إمكانياتك، وتبدأ بخدمة دينك، وكلنا نتفاوت في الإمكانيات، فهناك مَن لديه الأموال، فيستطيع أن يُعيل أُسَر فقيرة، وهناك مَن لديه ملكة تربية تعليم، فيُربي ويُعلم الأطفال والجُهَّال، وهناك وهناك وهناك.. وهذا قد ذكره الحبيب دكتور أحمد عبدالمنعم في محاضرة له بعنوان: "إشكالية اختيار الثغر".

الشاهد: اِنْوِ خدمة دينك، وصدقني الأمر بسيط إذا نظرت إلى إمكانياتك، وما يحتاجه الواقع، ودعوت الله بصدق لتوفيقك لخدمة دينك، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأكرر: لا يلزم أن تكون البطل الذي تُسلَّط عليه الكاميرات، يكفيك أن تنظر تحت قدمَيك، وستجد جروح الأمة كثيرة، فالزم الثغر، وضمِّد الجرح.

-محمود الرفاعي