معا نغوص في صفحات الماضي لنعرف ماذا حدث وكيف حدث ، ونستخلص من الماضي العبر والدروس.
🔸التكافل والإغاثة في عهد المماليك (648 – 923هـ)
تنوَّعت وسائل التكافل والإغاثة في عهد المماليك، وقد ظهر أثرها واضحًا في تأسيس دور العلاج والتعاون في الأزمات المختلفة التي ألمـَّت بالدولة في تلك الفترة. وسوف نتناول أهم مظاهر التكافل والإغاثة في هذه الدولة من خلال ما يلي:
إقامة المستشفى المنصوري الكبير:
يُعرف هذا المستشفى باسم (مارستان قلاوون)، وكان دارًا لبعض الأمراء، فحوَّلها السلطان المنصور سيف الدين قلاوون إلى مستشفى عام 683هـ، وأوقف[1] عليه ما يغلُّ عليه ألف درهم في كلِّ سنة، وألحق به مسجدًا ومدرسةً ومكتبًا للأيتام.
وكان سبب بنائه أنَّ السلطان المنصور قلاوون لمـَّا توجه وهو أميرٌ إلى غزو الروم في أيَّام الظاهر بيبرس أصابه بدمشق مرض، فعالجه الأطباء بأدوية أُخذت له من المستشفى النوري الكبير فبرَأَ، وركب حتى شاهد المستشفى بنفسه، فأُعجب به ونذر لله إن أتاه الله الملك أن يبني مثله، فلمَّا صار سلطانًا اختار هذه الدار فاشتراها وحوَّلها إلى مستشفى، وكان آيةً من آيات الدنيا في التنظيم والترتيب، جعل الدخول إليه والانتفاع منه مباحًا لجميع الناس من ذكرٍ وأنثى، وحرٍّ وعبدٍ، وملكٍ ورعيَّة، وجعل لمن يخرج منه من المرضى عند برئه كسوة، ومن مات جُهِّز وكُفِّن ودُفِن، وعيَّن فيه الأطباء من مختلف فروع الطب، كما وظَّف له الفرَّاشين والخَدَمة لخدمة المرضى وإصلاح أماكنهم وتنظيفها وغسل ثيابهم وخدمتهم في الحمام، بحيث كان لكلِّ مريضٍ شخصان يقومان بخدمته، وجعل لكلِّ مريضٍ سريرًا وفرشًا كاملًا، وأفرد لكلِّ طائفةٍ من المرضى أماكن تختصُّ بهم، ورتب فيه مكانًا يجلس فيه رئيس الأطباء لإلقاء دروس الطب على الطلبة.
ومن أروع ما فيه أنَّ الاستفادة ليست مقصورة على من يُقيم فيه من المرضى؛ بل رتب لمن يطلب وهو في منزله ما يحتاج إليه من الأشربة والأغذية والأدوية، وأدَّى هذا المستشفى عمله الإنساني الجليل حتى أخبر بعض أطباء العيون الذين عملوا فيه أنَّه كان يُعالج فيه كلَّ يومٍ من المرضى الداخلين إليه والناقهين والخارجين أربعة آلاف نفس، ولا يخرج منه كلَّ من يبرأ من مرضٍ حتى يُعطى كسوةً للباسه، ودراهم لنفقاته حتى لا يضطر للالتجاء إلى العمل الشاق فور خروجه.
ومن أروع ما فيه -أيضًا- النصُّ في وقفيَّته على أن يُقدَّم طعام كلِّ مريضٍ بزبديَّةٍ خاصَّةٍ به من غير أن يستعملها مريضٌ آخر، ووجوب تغطيتها وإيصالها إلى المريض بهذا الشكل[2].
أزمات نقص المياه والفيضانات:
شهد عصر المماليك العديد من الأحداث، أهمُّها ما كان يحدث من انخفاضٍ لمستوى النيل أو زيادته عن الحدِّ المطلوب، حيث مثَّل هذا الأمر خطرًا حقيقيًّا على الحياة في عهد المماليك؛ ذلك أنَّ النيل إذا قلَّ عن الحدِّ اللازم شَرِقت البلاد وفات أوان الزراعة، كما كان إذا زاد عن الحدِّ المطلوب أغرق البلاد، كذلك كان استمراره فترةً أطول من المفترضة؛ يعني تأخر الزراعة وما يتبع ذلك من فسادها.
ويجدر بنا أن نُشير إلى أنَّ أخطار الفيضانات المنخفضة أو العالية لم تكن تكمن في التأثير على الزراعة فقط؛ بل وما يترتَّب على فسادها من غلاء ومجاعة ونفوق الماشية، ثم ما يتبع ذلك كله من ظهور الأوبئة والطواعين، نظرًا إلى أنَّ غالبية المجاعات والأوبئة التي ألمـَّت بمصر في ذلك العصر -وفي جميع العصور التي اعتمد الناس فيها على الفيضان- كانت مرتبطة بنهر النيل وفيضانه السنوي[3].
ومن أمثلة الفيضانات المنخفضة ما حدث في عهد السلطان قلاوون سنة 689هـ، بسبب انخفاض مستوى النيل وتوقفه عند خمسة عشر ذراعًا ونصف تقريبًا، فشرقت بلادٌ كثيرةٌ وارتفع سعر الغلال، ممَّا أثَّر على المجتمع فقرائه وأغنيائه.
وكذلك ما حدث سنة 694هـ من انخفاضٍ أقضَّ مضاجع الناس، لِمَا ترتَّب عليه من مأساة، بسبب هذا الانخفاض، فبُدِّل العام بالأتراح عوضًا عن الأفراح، والانزعاج بدلًا من الابتهاج، فابتدأ الغلاء في الغلال، والفناء في الرجال والنساء[4].
وكما شهدت البلاد انخفاض الفيضان سنة 694هـ، شهدت انخفاضًا آخر في عهد المنصور "حسام الدين لاجين"، الذي تولَّى قبل عودة "الناصر محمد بن قلاوون" للسلطنة في المرَّة الثانية، وإن كان عهد الناصر "محمد" المشرق لم يخلُ من مثل هذه "الفيضانات المنخفضة"، وذلك حينما شحَّ النيل سنة 725هـ، فشرقت البلاد ووقع الغلاء بسائر الديار المصرية[5].
كما تكرَّر نقص مياه الفيضان في عهد خلفائه مثلما حدث في عهد السلطان شعبان سنة 775هـ، وهي السنة التي اعتبرها المؤرِّخون سنة "الشراقي العظيم"[6]؛ لعظم ما حدث فيها من جفاف وغلاء.
وكانت جميع الانخفاضات التي مرَّت بنا أخفَّ وطأةً من نظيراتها في الدولة المملوكيَّة الثانية، بسبب تصدِّي سلاطين الدولة المملوكية الأولى لها، وبسبب قوَّة المرافق، ووجود مخزونٍ طبيعيٍّ لمواجهة السنوات المجدبة، وقد ابتدأت هذه الكوارث في الدولة الثانية في عهد السلطان فرج سنة 806هـ، فكان جفافًا لم تشهد البلاد له مثيلًا، وأعقبه الغلاء المفرط والوباء؛ لذلك اعتبر
دولة التتار علي الصلابي
📚 واحة التاريخ والحضارة
/channel/awaren
🔸 من الدول المستقلة عن السلاجقة العظام
▪️ أتابكة أذريبجان
أسس دولة أتابكة أذربيجان شمس الدين إيلدكز وهو مملوك تركي لكمال الدين أبي طالب وزير السلطان السلجوقي محمود بن محمد بن ملك شاه، فلما اغتيل الوزير سنة 516هـ/1122م في بغداد انتقل شمس الدين إلى خدمة السلطان محمود، ثم السلطان مسعود (527-547هـ) الذي قرّبه إليه وزوّجه أخت زوجته، وهي أرملة أخيه السلطان طغرل بن محمد، فصار شمس الدين أتابكاً لأرسلان شاه بن طغرل، وأعطي حكم إقليم أَرّان سنة 541هـ/1146م، فأخذ يوسّع نفوذه في المناطق المجاورة، واستولى على معظم أذربيجان وبلاد الجبل وهمذان وأصبهان والرَّي، واتخذ من تَبْريز عاصمة له.
شارك إيلدكز أمراء الدولة السلجوقية في صراعهم للوصول إلى منصب السلطنة أكثر من مرة، وكان يؤيد فريقاً على الآخر، وكان لإسهامه في هذه الصراعات أثر كبير في وصول ابن زوجته، أرسلان بن طغرل بن محمد، إلى منصب السلطان السلجوقي في فارس والعراق. فأبقى أرسلان أتابكه إيلدكز في همذان وعين أخاه لأمه محمد جهان بهلوان بن إيلدكز حاجباً له.
قوي نفوذ إيلدكز لكونه أتابك السلطان وحاكم أذربيجان، وهيمن على جميع مرافق الدولة، واستطاع بكفايته وحسن تدبيره ومساعدة ولديه محمد جهان بهلوان ومظفر الدين عثمان قزل أرسلان أن يرد كيد الأعداء وينتصر عليهم، وأضاف إلى ما تقدم أن زوّج ابنه محمد جهان بهلوان من ابنة حاكم الري.
ظل نفوذ إيلدكز قوياً حتى وفاته سنة 568هـ/1172م ولم يكن للسلطان أرسلان إلا الاسم يخطب له على المنابر وتضرب باسمه السكة.
🔸 أبو جعفر المنصور.. الحاكم الجاد
💠 ثورة محمد النفس الزكية :
غير أن أخطر ما واجه المنصور هو ثورة العلويين بقيادة محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب المعروف بالنفس الزكية، وأخيه إبراهيم، وكانا يعدان العدة للخروج على أبي جعفر المنصور، وينتظران الفرصة للانقضاض عليه، واختفيا عن أنظار الخليفة يبثان رجالهما وينشران الدعوة إليهما.
وكان محمد النفس الزكية يرى نفسه أحق بالخلافة من أبي جعفر المنصور، فامتنع عن بيعته، كما امتنع من قبل عن بيعة أبي العباس السفاح، فلما ولي أبو جعفر المنصور رأى في بقاء محمد وأخيه خطرًا يهدد دولته، وأيقن أنهما لن يكفا عن الدعوة إلى أحقية البيت العلوي بالخلافة، وأقلق اختفاؤهما الخليفة اليقظ؛ فبذل ما في وسعه لمعرفة مكانهما فلم ينجح في الوصول إليهما.
وعجز ولاة المدينة عن تتبع أخبارهما، فاستعان بوالٍ جديد للمدينة غليظ القلب للوصول إلى مكان محمد النفس الزكية، فلجأ إلى القبض على عبد الله بن الحسن والد الزعيمين المختفيين وهدده وتوعده، وقبض أيضًا على نفر من آل البيت، وبعث بهم مكبلين بالأغلال إلى الكوفة فشدد عليهم الخليفة وغالى في التنكيل بهم.
فاضطر محمد النفس الزكية إلى الظهور بعد أن مكث دهرًا يدعو لنفسه سرًّا، واعترف الناس بإمامته في مكة والمدينة، وتلقّب بأمير المؤمنين.
وكان الناس يميلون إليه لخلقه وزهده وحلمه وبعده عن الظلم وسفك الدماء حتى أطلقوا عليه النفس الزكية.
وحين نجحت حيلة المنصور في إجبار محمد النفس الزكية على الظهور بعد القبض على آل بيته، بعث إليه بجيش كبير يقوده عمه عيسى بن موسى فتمكن من هزيمة محمد النفس الزكية وقتله بالمدينة المنورة في (14 من رمضان 145هـ = 6 من ديسمبر 762م).
ثم تمكن من هزيمة الجيش العلوي الثاني الذي كان يقوده إبراهيم أخو محمد النفس الزكية، الذي تغلب على البصرة والأهواز وفارس، ونجح في القضاء عليه بعد صعوبة بالغة في (25 من ذي القعدة 145هـ = 14 من يناير 763م) في معركة حاسمة وقعت في باخمرى بين الكوفة وواسط، وبذلك زال خطر هائل كان يهدد سلامة الدولة الناشئة.
وقد أثبتت هذه الأحداث المتلاحقة والثورات العارمة، ما يمتلكه الخليفة أبو جعفر المنصور من براعة سياسية وخبرة حربية، وقدرة على حشد الرجال، وثبات في المحن، ودهاء وحيلة في الإيقاع بالخصوم، وبذلك تمكن من التغلب على المشكلات التي واجهته منذ أن تولى الحكم.
💠 أبو جعفر المنصور وبناء بغداد :
رغب الخليفة أبو جعفر المنصور في بناء عاصمة جديدة لدولته بعيدة عن المدن التي يكثر فيها الخروج على الخلافة كالكوفة والبصرة، وتتمتع باعتدال المناخ وحسن الموقع.
فاختار بغداد على شاطئ دجلة، ووضع بيده أول حجر في بنائها سنة (145هـ = 762م) واستخدم عددًا من كبار المهندسين للإشراف على بنائها، وجلب إليها أعدادًا هائلة من البنائين والصناع، فعملوا بجد وهمة حتى فرغوا منها في عام (149هـ = 766م) وانتقل إليها الخليفة وحاشيته ومعه دواوين الدولة.
وأصبحت منذ ذلك الحين عاصمة الدولة العباسية، وأطلق عليها مدينة السلام؛ تيمنًا بدار السلام وهو اسم من أسماء الجنة، أو نسبة إلى نهر دجلة الذي يسمى نهر السلام.
ولم يكتف المنصور بتأسيس المدينة على الضفة الغربية لدجلة، بل عمل على توسيعها سنة (151هـ = 768م) بإقامة مدينة أخرى على الجانب الشرقي سماها الرصافة، جعلها مقرًا لابنه وولي عهده "المهدي" وشيد لها سورًا وخندقًا ومسجدًا وقصرًا، ثم لم تلبث أن عمرت الرصافة واتسعت وزاد إقبال الناس على سكناها.
يتبع...
📚 واحة التاريخ والحضارة 🔻
/channel/awaren
🔸التكوين الشخصي لعمر بن العزيز
1- الواقع الأسري:
نشأ عمر بن عبد العزيز في المدينة، فلما شَبَّ وعقل -وهو غلام صغير- كان يأتي عبد الله بن عمر بن الخطاب لمكان أمه منه، ثم يرجع إلى أمه فيقول: يا أُمَّه، أنا أحب أن أكون مثل خالي. يريد عبد الله بن عمر، فتؤفِّف به، ثم تقول له: اغْرُب، أنت تكون مثل خالك. وتكرر عليه ذلك غير مرة، فلما كبر سار أبوه عبد العزيز بن مروان إلى مصر أميرًا عليها، ثم كتب إلى زوجته أم عاصم أن تَقْدُم عليه بولدها، فأتت عمها عبد الله بن عمر فأعلمته بكتاب زوجها عبد العزيز إليها، فقال لها: يا ابنة أخي، هو زوجك فالحقي به. فلما أرادت الخروج قال لها: خلفي هذا الغلام عندنا -يريد عمر بن عبد العزيز- فإنه أشبهكم بنا أهل البيت. فخلفته عنده ولم تخالفه.
فلما قدمت على عبد العزيز، سألها عن عمر ابنه، فأخبرته الخبر، فسُرَّ بذلك عبد العزيز، وكتب إلى أخيه عبد الملك يخبره بذلك، فكتب عبد الملك أن يُجرَى عليه ألف دينار في كل شهر، ثم قدم عمر على أبيه مُسلِّمًا.
وهكذا تربى عمر -رحمه الله- بين أخواله بالمدينة من أسرة عمر بن عبد الخطاب t، ولا شك أنه تأثر بهم وبمجتمع الصحابة في المدينة.
2- إقباله المبكر على طلب العلم وحفظه القرآن الكريم:
لقد رزق عمر بن العزيز منذ صغره حب الإقبال على طلب العلم وحب المطالعة والمذاكرة بين العلماء، كما كان يحرص على ملازمة مجالس العلم، في المدينة وكانت يومئذٍ منارة العلم والصلاح زاخرة بالعلماء والفقهاء والصالحين، وتاقت نفسه للعلم وهو صغير، وكان أول ما استبين من رشد عمر بن عبد العزيز حرصه على العلم ورغبته في الأدب، وجمع عمر بن عبد العزيز القرآن وهو صغير، وساعده على ذلك صفاء نفسه وقدرته الكبيرة على الحفظ وتفرغه الكامل لطلب العلم والحفظ.
وقد تأثر كثيرًا بالقرآن الكريم في نظرته لله U والحياة والكون والجنة والنار، والقضاء والقدر، وحقيقة الموت، وكان يبكي لذكر الموت بالرغم من حداثة سنه، فبلغ ذلك أمه فأرسلت إليه وقالت: ما يبكيك؟ قال: ذكرت الموت. فبكت أمه حين بلغها ذلك. وقد عاش طيلة حياته مع كتاب الله U متدبرًا، ومنفذًا لأوامره، ومن مواقفه مع القرآن الكريم: ما روي أن رجلاً قرأ عنده وهو أمير المدينة يومئذ {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} [الفرقان: 13]. فبكى عمر حتى غلبه البكاء، وعلا نشيجه؛ فقام من مجلسه فدخل بيته وتفرَّق الناس.
3- الواقع الاجتماعي:
إن البيئة الاجتماعية المحيطة لها دور فعال ومهم في صناعة الرجال وبناء شخصيتهم، فعمر بن عبد العزيز عاش في زمن ساد فيه مجتمع التقوى والصلاح والإقبال على طلب العلم، والعمل بالكتاب والسنة، فقد كان عدد من الصحابة ما زالوا بالمدينة، فقد حدَّث عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، والسائب بن يزيد، وسهل بن سعد، واستوهب منه قدحًا شرب منه النبي r وأمّ أنس بن مالك، فقال: ما رأيت أحدًا أشبه صلاة برسول الله r من هذا الفتى.
فكان للإقامة بالمدينة آثار نفسية، ومعان إيمانية وتعلق روحي، وكان لذلك المجتمع أثره في صياغة شخصية عمر بن عبد العزيز العلمية والتربوية.
4- تربيته على أيدي كبار فقهاء المدينة وعلمائها:
اختار عبد العزيز -والد عمر- صالح بن كيسان ليكون مربيًا لعمر بن عبد العزيز، فتولى صالح تأديبه، وكان يلزم عمر الصلوات المفروضة في المسجد، فحدث يومًا أن تأخر عمر بن عبد العزيز عن الصلاة مع الجماعة، فقال صالح بن كيسان: ما يشغلك؟ قال: كانت مُرَجِّلَتي -مُسَرِّحة شعري- تُسَكِّن شعري، فقال: بلغ منك حبك تسكين شعرك أن تؤثره على الصلاة؟ فكتب إلى عبد العزيز يذكر ذلك، فبعث أبوه رسولاً فلم يكلمه حتى حَلَقَ رأسه، وكان عمر حريصًا على التشبه برسول الله r أشد الحرص فكان يتم الركوع والسجود، ويخفف القيام، والقعود، وفي رواية صحيحة أنه كان يسبح في الركوع والسجود عشرًا عشرًا، ولما حج أبوه ومر بالمدينة سأل صالح بن كيسان عن ابنه فقال: ما خَبرتُ أحدًا اللهُ أعظم في صدره من هذا الغلام.
ومن شيوخ عمر بن عبد العزيز الذين تأثر بهم عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، فقد كان عمر يجلُّه كثيرًا، ونهل من علمه وتأدب بأدبه، وتردد عليه حتى وهو أمير المدينة، ولقد عبر عمر عن إعجابه بشيخه وكثرة التردد إلى مجلسه، فقال: لمجلس من الأعمى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أحب إليَّ من ألف دينار. وكان يقول في أيام خلافته لمعرفته بما عند شيخه من علم غزير: لو كان عبيد الله حيًّا ما صدرت إلا عن رأيه، ولوددت أن لي بيوم واحد من عُبيد الله كذا وكذا. وكان عبيد الله مفتي المدينة في زمانه، وأحد الفقهاء السبعة، قال عنه الزهري: كان عبيد الله بن عبد الله بحرًا من بحور العلم، كما كان يقرض الشعر، فقد كتب إلى عمر بن عبد العزيز هذه الأبيات:
من أخطر ما خلّفه الغزوُ الصليبي الفكري الحديث على المسلمين هو زرعُه في نفوسِ بعضهم -على حينِ غفلةٍ منهم- مفاهيمَ هدّامة، تهدمُ دينَ العبدِ من أصله وتدمّرُ المجتمعَ المسلم ، ومن أخبثِ هذه المفاهيم التي تجذّرتْ في نفوسِ البعض هي (الوطنية).
الوطنية هي مفهوم ظهر في أوربا على إثر تحوّلات فكرية وسياسية أدّت إلى إعادة هيكلة المجتمعات الأوروبية، من مجتمعات دينية تتكتّل على أساس المذهب (بروتستانت، وكاثوليك، وأرثوذوكس، وأرمن) إلى مجتمعات تتكتل على أساس القومية (القوم) والجغرافية (الوطن)، فوُلدتْ آنذاك الدول القومية والوطنية، واتَّخذتْ من العلمانية (اللادينية) منهجاً لحياتها كردَّة فعل على ظلم الكنائس وفساد الباباوات وبطش الحاكم باسم الدين، والصراع الديني-المذهبي الأوربي الدامي الذي حصد الكثير من الأرواح والثروات.
فالوطنية -كمفهوم ومنهج وَجَدَ طريقه للتطبيق في أوربا- تستند إلى فكرة (الوطن)، والوطن هو البلد الذي يعيش فيه جماعة من الناس، تتفق على أن تلتزم بالولاء للوطن وسيادة القانون الوضعي وطاعة حاكم الوطن، وبناءً على نظرية الوطن يكون للمواطن (ابن البلد) حقوق تختلف عن غير المواطن (الأجنبي)، ومقابل ذلك على المواطن أن يدافع عن هذه المنظومة الوطنية ويوالي من والاها ويعادي من عاداها.
هذا هو أصل الوطنية التي أدخلها الغربُ العلماني لبلاد الإسلام وفرضَها الغازي الصليبي على المسلمينَ بالقوّة قبل عقودٍ من الزمان، بعد أن احتلَّ ديارهم عسكرياً وقهر سكّانهم على اعتناق مبادئه، ليجعل ولاء المسلم لمنطقته لا لدينه، فَتَضْعَفُ هنالك لُحمةُ المسلمين وتـتشتَّتُ قوتُهم، وتَسْهُل عندها السيطرةُ عليهم.
فانتشرتْ نابتةُ الوطنية الخبيثة بين أبناء الإسلام، وعاشَ المسلمون -الكثيرُ منهم- ردحاً من الزمن يوالون المواطن (شريك الوطن) ويعادون الأجنبي (شريك الدين)! وظهرتْ وراجتْ مصطلحاتٌ خبيثة اشتُقَّتْ من الوطنية، مثل: (الله، الوطن، القائد) و(الدين لله والوطن للجميع) و(وحدة تراب الوطن) و(الوطن أولاً) و(المقاومة الوطنية).... وغيرها كثير.
ومن نفس المنطلق السابق؛ إنْ كانت الوطنية تعني الولاء على أساس الوطن؛ فإنَّ القومية تعني الولاء على أساس القوم ( مجموعة من البشر يشتركون بخصائص وصفات مشتركة، كاللغة أو اللون أو العرق أو التاريخ... إلخ.) ، فالقومية من المناهج الجاهلية المنحرفة التي غزت ديار الإسلام بعد سقوط الخلافة وزوال دار الإسلام، حيث كانت نابتةُ القومية من أُولى معاول الهدم التي دكّت أسس العقيدة الإسلامية، وجعلت من الانتماء للقومية -العربية أو الخليجية أو الأفريقية أو التركية... أو غيرها- أساساً للاجتماع والولاء والنصرة! ومن رَحِم هذه "القومية" الخبيثة وُلدتْ "الوطنية" المقيتة، فمبدؤهما واحد و حكمها واحد ، و قد نشر القوميين و الوطنيين عند العامة احاديث موضوعة مكذوبة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل " حب الوطن من الإيمان" لتمرير اديولوجيتهم الخبيثه ...
📚واحة التاريخ والحضارة 👇
/channel/awarenب
🔸السلطان العثماني محمد الثالث
السلطان محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل هو الخليفة العثماني الثالث عشر من سلاطين الدولة العثمانية، عاش بين عامي (974 هـ/ 26 مايو 1566 م - 1012 هـ/ 22/21 ديسمبر 1603 م)، وأمسك زمام الحكم في 15 يناير 1595 م حتى 22 ديسمبر 1603 م، كان شاعرا.
هو ابن جارية بندقية الأصل، اشتراها السلطان مراد واصطفاها لنفسه وكانت ذات أثر كبير في السياسة وخلفه ابنه السلطان أحمد الأول. بداية حكمه في بداية حكمه قتل إخوته الذكور كلهم قبل دفن أبيه وترك تسيير شؤون الدولة الداخلية لوزرائه، فقام عدد من الوزراء ببيع المناصب العسكرية والمدنية وضعفت العملة العثمانية وحدث فساد كبير في ربوع البلاد المسلمة، وزاد موقف حكومة الخلافة تأزمًا الهزائم التي أخذ الجيش يتجرعها في أقاليم البغدان وترانسلفانيا على يد ميخائيل الفلاحي (و يعرف أيضا بالشجاع في كتب الغرب) بمساعدة جيش النمسا.
توليه عموم الجيش بدا واضحا للسلطان أن انزواءه عن قيادة الجيش وتحمل مسؤوليات الحكم بنفسه كان مفتاح ما حل بالبلاد من الفساد فقام بتشجيع من العلماء الذين حوله من مثل الشيخ سعد الدين أفندي بقيادة عموم الجيش بنفسه، فدب في جيوش الدولة الحمية المفقودة والغيرة المنشودة فافتتحت قلعة أرلو الصعبة والتي عجز سليمان القانوني عن فتحها، وقابل الجيوش النمساوية المجرية المعادية في معركة كرزت فحطمها ودمرها وشبه هذا النصر بـمعركة موهاكس الفاصلة وحدث كل ذلك في عام 1005 هـ، واستمرت المعارك سجالا بين الطرفين دون حسم، ولم يحدث أن قام سلطان عثماني بقيادة الجيوش بنفسه منذ عهد سليمان القانوني.
إيمانه الإسلامي
كان صاحب إيمان إسلامي كبير، وحدث في المعركة التي تلت فتح حصن كراي فرار أغلب أعوانه وكاد السلطان أن يسقط في الأسر فثبته سعد الدين أفندي : (أثبت أيها الملك فإنك منصور بعون مولاك الذي أعطاك وبالنعم أولاك)، فقام وامتطى حصانه ودعا الله أن ينصره على عدوه وانطلق يحارب عدوه فما هي إلا ساعة حتى تم النصر المبين.
كان السلطان محمد الثالث يقوم من مقامه عندما يسمع اسم النبي محمد إجلالا واحتراما لمقامه. ثورة الفراريين قام تمرد في أيامه في الأناضول أثاره جنود هاربون من معركة كرزت كانت الدولة قد نفتهم إلى الأناضول وتلقبوا بالفراريين تحقيرا لهم، وجاء الثورة في وقت حساس للغاية لانشغال العساكر العثمانية بالحرب في أقاليم المجر إلا أن العثمانيين تمكنوا من محاصرتهم، فاستسلم قائدهم مقابل أن يصبح واليا على أماسيا فوافق الخليفة إلا أنه عاد وقام بثورة جديدة فقتل رئيس المتمردين وتولى أخوه حسن المجنون (أو دلي حسن) من بعده قيادة الثورة واستطاع هزيمة الجيش الذي أرسلته إسطنبول، فاستمالته الحكومة بالأعطيات وأكثرت من الهدايا وعرض عليه ولاية البوسنة فقبل، وهدفت الدولة استعماله وجيشه الثائر على الثغور للاستفادة من قوته، وجاء القدر في صف الخليفة حيث هلك جيش المجنون في المناوشات المستمرة مع الجيوش المجرية والنمساوية.
ثورة الخيالة
قامت ثورة أخرى هي ثورة الخيالة (السباه) في اسطنبول وذلك لأن الدولة لم تستطع تعويضهم ماليا عما فقدوه من ريع إقطاعاتهم في آسيا بسبب فتنة الفراريين، فاستعانت الدولة بالإنكشارية لتقضي على الثورة وقضت عليها بالفعل بعد أن أفسدوا ونهبوا المساجد وغيرها مما وصلت أيديهم إليها. إن هزائم العثمانيين في عهد محمد الثالث والثورات الهائلة التي حدثت في عصره أصبحت دليلا واضحا على ضعف النظام العسكري العثماني وعدم قدرته على حفظ الأمن الداخلي والسيادة على الأقاليم الخارجية.
توفي في عام 1012 هـ / 1603 م وخلفه ابنه السلطان أحمد الأول.
📚 واحة التاريخ والحضارة
/channel/awaren
أبو عبد الله محمد بن محمد الإدرِيسي هو عالم إسلامي بارز من كبار الجغرافيين في التاريخ ومن مؤسسي علم الجغرافيا الحديثة، في عمر الـ16، بدأ رحلته باستكشاف شمال إفريقيا والسواحل الجنوبية لأوروبا، وقام بأكبر تصحيح شامل للأفكار الخاطئة التي أرساها بطليموس، ومع بلوغه ذورة الإبداع في هذا المجال، أثار الإدريسي ثورة في المعرفة الجغرافية عند العرب.
كان الإدريسي من خبراء علم البحار، وهو أول من حدَّد مصدر نهر النيل، وأول من جسد كروية هذا العالم، عندما دعاه ملك صقلية روجر الثاني لرسم خريطة محدَّثة للعالم، فاستخدم بيضة ليوضح للملك موقع الأرض من الفضاء، فأمر الملك بنقش خريطة العالم على كرة من الفضة.
كانت تجربة الإدريسي أول مجسم دقيق للكرة الأرضية صُنع حتى ذلك الوقت، وحدد عليه المناطق الجغرافية والمناخية المتباينة والمسافات بين الأماكن المأهولة بالسكان، وكذلك مواقع المدن بدقة مستعينًا بخطوط الطول والعرض التي أعاد تدقيقها مرة أخرى لإظهار اختلاف الفصول بين الدول.
قضى الإدريسي 15 عامًا في جمع بيانات حول العالم من خلال رحلاته، لينتج أحد أعظم الأعمال الجغرافية في التاريخ "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، وهو كتاب في الجغرافيا الوصفية والسياسية والتاريخية، أهداه لملك صقلية روجر الثاني، وتضمن خرائط ومعلومات جغرافية دقيقة وإشارات إلى الإنجازات الإغريقية والعربية، وتُرجم عمل الإدريسي إلى اللاتينية، وظل مرجعًا لأكثر من 300 عام، وعُرف في الأوساط الأوروبية باسم "كتبا روجر" أو "الكتاب الروجري".
صحح الإدرِيسي المعروف بـ"أطلس المعرفة" فكرةالمحيط الهندي المغلق واعتبار بحر قزوين خليجًا لمحيط العالم، كما صحح مسارات العديد من الأنهار بما في ذلك نهر الدانوب والنيجر وموقع العديد من السلاسل الجبلية، وأظهر أن التقسيم اليوناني للعالم إلى خمس مناطق مناخية لا يتوافق مع الواقع، وابتكر تصنيفًا مناخيًا خاصًا به، فقد تضمن كتابه خريطة عامة للأرض و7 خرائط فرعية تمثل الأقاليم في العالم، وكانت خرائطه أساسًا مباشرًا ومهمًا في اكتشاف كريستوفر كولومبوس لأمريكا.
أبو الفداء (1273-1331)
كان أبو الفداء من العلماء المسلمين اللامعين في العصور الوسطى، كتب كتابًا عن الجغرافيا اسمه "المختصر في أخبار البشر" المعروف بكتاب تاريخ أبي الفداء، في هذا الكتاب مقدمة طويلة عن العوامل الجغرافية يتبعها 28 قسمًا تتناول في شكل جدول المدن الرئيسية في العالم المعروف آنذاك، تمت ترجمة أجزاء من عمله منذ عام 1650 في أوروبا، كما كتب "تقويم البلدان" الذي طُبِع عدة طبعات في أوروبا وسمي "جغرافيا أبي الفداء".
ابن بطوطة (1304-1377)
كان محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي المعروف بابن بطوطة مستكشفًا مسلمًا عظيمًا، ففي القرن الـ14 الميلادي، قام برحلة في أرجاء العالم لم يكن في حسابه في بدايتها أنه سيرسم للأجيال من بعده صورة صادقة عن العالم الإسلامي في عصره.
زار العديد من الجزر بما في ذلك سيلان وجاوا وسومطرة، وقطع مسافة نحو 75000 ميل وهو رقم قياسي في ذلك الوقت
استكشف ابن بطوطة مناطق شمال إفريقيا وغرب آسيا، وأبحر على طول ساحل إفريقيا إلى جزيرة كيلوا 10 درجات جنوب خط الاستواء، أدى هذا إلى التأكيد على أن المنطقة الاستوائية صالحة للسكن دحضًا لادعاءات بطليموس، كما سافر في رحلته الثالثة إلى مكة وبلاد فارس وبخارى وسمرقند وأفغانستان ودلهي.
كما زار العديد من الجزر بما في ذلك سيلان وجاوا وسومطرة، وقطع مسافة نحو 75000 ميل وهو رقم قياسي في ذلك الوقت، ويلقي كتابه "رحالة" الضوء على التربة والزراعة والاقتصاد والتاريخ السياسي للعالم الإسلامي آنذاك.
ابن خلدون (1342-1405)
عالم مسلم معروف، ساهم بشكل كبير في تطوير الجغرافيا الحديثة، وفي كتابه "مقدمة ابن خلدون"، حدد مجموعتين من القوى التي تؤثر على تقدم الإنسان: الأولى البيئة المادية، والثانية البيئة الاجتماعية المستمدة من الثقافة والمعتقدات بدلًا من البيئة الطبيعية.
كان هذا إنجازًا عظيمًا في عصره، لهذا السبب لاحظ المؤرخون أن ابن خلدون "اكتشف النطاق الحقيقي وطبيعة الاستقصاء الجغرافي"، فقد أسس الجغرافيا التاريخية في كتاباته التي تتحدث عن قيام الإمبراطوريات وسقوطها، ويناقش ابن خلدون المدن وموقعها الصحيح.
تكمن أهمية المساهمة العربية في تأريخ الجغرافيا الحديثة في أن تطور المعرفة الجغرافية في العالم العربي مثَّل، من بعض النواحي، تطورًا إضافيًا على القاعدة الأصلية التي قدمها الجغرافيون في اليونان القديمة، الذين تُرجمت أعمالهم إلى اللغة العربية، وتستخدم على نطاق واسع من العلماء العرب
📚 واحة التاريخ والحضارة
/channel/awaren
🔸عهد المستنصر العبيدي (الفاطمي)
في عهد المستنصر (427 - 487) وقعت اضطرابات عظيمة في البلاد:
فالجند السودانيون يثيرون الاضطرابات في الوجه القبلي.
ونحوًا من أربعين ألف فارس من قبيلة لواتة والأعراب، تحت زعامة ناصر الدولة الحسين بن حمدان التغلبي (المتمرد على الخلافة العبيدية الفاطمية)، يغيرون على الوجه البحري وينهبون بلاده ويحطمون الجسور والقنوات، مما ترتب عليه انقطاع المئونة عن القاهرة والفسطاط.
وفى سنة 462 بعث ناصر الدولة إلى ألب أرسلان سلطان السلاجقة بالعراق رسولاً من قبله يسأله أن يرسل إليه عسكرًا ليقيم الدعوة العباسية بمصر على أن تؤول إليه السيادة على مصر، فرحب أرسلان بذلك ولكنه انشغل بمحاربة الروم عن مصر.
وفى سنة 464 قطع ابن حمدان اسم المستنصر من الخطبة في الوجه البحري، وبعث إلى الخليفة القائم العباسي ببغداد يلتمس الخلع، ثم قدم إلى الفسطاط وتولي الحكم في القاهرة، وأطلق للخليفة مائة دينار كل شهر وخشي الأتراك على أنفسهم من جراء استبداد ناصر الدولة بالأمور في القاهرة، فدبروا لقتله فقتل وتتبعوا كل أفراد أسرته بمصر وتخلصوا منهم.
ثم تسلطت الأتراك واستبدوا بالأمور دون المستنصر سنة 466، فبعث إلى بدر الجمالي والي عكا يطلب منه القدوم ليتولى تدبير شئون الدولة، فاشترط أن يحضر معه من يختاره من عسكر الشام (أرمن)، ليستعيض بهم عن الجند الأتراك والمغاربة والسودانيين الموجودين بمصر.
وبدر الجمالي كان مملوكًا أرمينيًا للأمير جمال الدولة بن عمار، ثم أخذ يترقي في المناصب لما أظهره من كفاية في الحروب التي قامت ببلاد الشام، حتى ولي إمارة دمشق من قبل المستنصر سنة 456 وحارب الأتراك في تلك البلاد ثم تقلد نيابة عكا سنة 460 هـ.
بدأ الجمالي بقتل رءوس الأتراك فاستتب له الأمن، وكان من جنده من احتفظ بمسيحيته، واستطاع الجمالي أن يعيد نفوذ الخليفة على جميع بلاد الوجه القبلي حتى أسوان وكذلك الوجه البحري، وبني جامع العطارين وأعاد الرخاء فزاد خراج مصر في سنة (457 –464) من 2.000.000 دينار إلى 3.100.000 دينار، وتوفي الجمالي سنة 487 وعهد لابنه الأفضل شاهنشاه.
وظل المستنصر في عهد وزرائه كالمحجور عليه إلى أن توفي في 17من ذي الحجة سنة 487 هـ، ومع وفاة المستنصر بدأ العصر العبيدي (الفاطمي) الثاني حيث زادت سلطة الوزراء.
الجولة وجد ثلاث نسوة من نساء المسلمين في إحدى كنائسهم فتعجَّب لوجودهن، وحين سألهن عن ذلك قلن له: إنهن أسيرات في ذلك المكان.
وهنا غضب رسول المنصور غضبًا شديدًا، وعاد إلى الحاجب المنصور وأبلغه الأمر، فما كان من المنصور إلاَّ أن سيَّر جيشًا جرارًا لإنقاذ النسوة، وحين وصل الجيش إلى بلاد نافار دُهش ملك نافار، وقال: نحن لا نعلم لماذا جئتم، وقد كانت بيننا وبينكم معاهدة على ألاَّ نتقاتل، ونحن ندفع لكم الجزية. وبعزَّة نفس في غَيْرِ كبرٍ ردُّوا عليه: إنكم خالفتم عهدكم، واحتجزتم عندكم أسيرات مسلمات. فقالوا: لا نعلم بهن. فذهب الرسول إلى الكنيسة وأخرج النسوة الثلاث، فقال ملك نافار: إن هؤلاء النسوة لا نعرف بهن؛ فقد أسرهن جندي من الجنود وقد تمَّ عقاب هذا الجندي. ثم أرسل برسالة إلى الحاجب المنصور يعتذر فيها اعتذارًا كبيرًا، ويخبره بأنه قد هدم هذه الكنيسة، فعاد الحاجب المنصور إلى بلده ومعه النسوة الثلاث[5].
يقطع النصارى عليه الطريق، فيملي شروطه عليهم
ومما ذُكر عن الحاجب المنصور -أيضًا- أنه –رحمه الله- وهو في جهاده لفتح بلاد النصارى كان قد عبر مضيقًا في الشمال بين جبلين، ونكاية فيه فقد نصب له النصارى كمينًا كبيرًا، فتركوه حتى عبر بكل جيشه، وحين همَّ بالرجوع وجد طريق العودة قد قُطع عليه، ووجد المضيق وقد أُغلق تمامًا بالجنود.فما كان من أمر الحاجب المنصور إلاَّ أن عاد مرَّة أخرى إلى الشمال واحتلَّ مدينة من مدن النصارى هناك، ثم أخرج أهلها منها وعسكر هو فيها، ووزَّع ديارها على جنده، وتحصَّن وعاش فيها فترة، ثم اتخذها مركزًا له يقود منه سير العمليات العسكرية، فأخذ يُرسل منها السرايا إلى أطراف ممالك النصارى، ويأخذ الغنائم ويقتل المقاتلين من الرجال، ثم يأتي بهؤلاء المقاتلين ويرمي بجثثهم على المضيق الذي احتلَّه النصارى ومنعوه من العودة منه.
وهنا ضجَّ النصارى وذهبوا مغاضبين إلى قوَّادهم يعرضون عليهم أن يفتحوا له الباب؛ حتى يعود إلى بلده مرَّة أخرى، أو يجدوا حلاًّ لهم في هذا الرجل، فاستجابوا لهم وعرضوا على الحاجب المنصور أن يُخَلُّوا بينه وبين طريق العودة ويعود من حيث أتى، فما كان من المنصور إلاَّ أن رفض هذا العرض، وردَّ عليهم متهكِّمًا أنه كان يأتي إليهم كل عام مرتين صيفًا وشتاءً، وأنه يريد هذه المرَّة أن يمكث بقية العام حتى يأتي موعد المرَّة الثانية، فيقوم بالصوائف والشواتي من مركزه في هذه البلاد بدلاً من الذهاب إلى قُرْطُبَة ثم العودة منها ثانية.
لم يكن مفرٌّ أمام النصارى سوى أن يطلبوا منه الرجوع إلى بلده ومالوا إلى السلم، فراسلوه في ترك الغنائم والجواز إلى بلاده، فقال: أنا عازم على المقام. فتركوا له الغنائم، فلم يجبهم إلى الصلح، فبذلوا له مالاً ودوابَّ تحمل له ما غنمه من بلادهم، فأجابهم إلى الصلح، وفتحوا له الدرب[6].
يجمع ما علق على ثيابه من غبار ليُدفن معه في قبره
مقتديًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : «... وَلاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِى سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ»[7]. فكان من عادة الحاجب المنصور -رحمه الله- في جهاده وبعد كل معركة أن ينفض ثوبه، ويأخذ ما يخرج منه من غبار ويضعه في قارورة، ثم أمر في نهاية حياته أن تُدفن معه هذه القارورة؛ وذلك حتى تشهد له يوم القيامة بجهاده ضد النصارى[8].
ولقد كان من أهم مميزات جهاد الحاجب المنصور أنه كان يبدأ بالهجوم، ويحاول إجهاض المؤامرات في مهدها، ولا ينتظر للدفاع مثلما كان حال مَنْ سبقه[9].
📚 واحة التاريخ والحضارة
/channel/awaren،
#من_مملوك_إلى_ملك_دولة
الذي وقف سداً منيعا ضد العبيديين !!
الأستاذ السلطان أبو المسك بن عبد الله كافورالإخشيدي، الخادم الحبشي الأسود الخصي صاحب مصر والشام والمدينتين المقدستين مكة والمدينة، اشتراه سيده مؤسس الدولة الإخشيدية بمصر أبو بكر محمد بن طفج عام 312هـ بثمانية عشر ديناراً، ربّاه واعتقه ثم رقّاه حتى جعله من كبار القادة ، لمّا رأى منه الحزم والعقل وحسن التدبير.
كان كافور شجاعاً مقداماً حاد البصر والذكاء فطناً داهية شديد الساعد مغرماً بالرمي والصيد، يداوم الجلوس في الغداة والعشي لقضاء حوائج الناس، يتهجد ممرغاً وجهه ساجداً داعياً الله أن لايسلط عليه أحد، كانت تُقرأ عنده في كل ليلة السّير وأخبار الدولة الأموية والعباسية.
خاطبه علية القوم بالأستاذ وذكر اسمه في الخطبة ودعي له بعد الخليفة على المنابر أيام الجمع والأعياد. وظل مستقلاً بالحكم سنتين وأربعة أشهر، واجهته في بداية حكمه مشكلات داخلية وخارجية، ونجح بالقضاء على ثورة قام بها أهل مصر، وأصلح أحوالهم، فارتفع شأنه عند الناس.
في السنة الأولى من حكمه تعرض ركب بلاد الشام ومصر والمغرب من الحجاج لغارات القرامطة، وكان ركباً عظيماً يزيد على الألف جمل معهم الأمتعة والذهب، ووقعت بمصر زلازل مروعة، وأغار ملك النوبة على مصر وعاث فساداً في البلاد الواقعة بين الشلال الأول وأخميم، وحاول المعز لدين الله رابع الحكام العبيديين غزو مصر وسار بجيشه نحو الواحات، فتصدى له كافور وأوقف تقدمه ورده مدحوراً.
توفي كافور في جمادى الأولى 357هـ ودفن بالقرافة الصغرى بالفسطاط رحمه الله تعالى.
واحة التاريخ والحضارة:
🌴🐪.واحـة.التـاريخ.و.الحـضارة.tt🐪🌴
📝 مباهج العيد واحتفالاته في القاهرة العثمانية
يتخذ أدب الرحلة موقع خاص بين أنواع الأدب التي تصور حياة الإنسان واجتماعياته في الأزمنة المختلفة، وهي مصدر هام من مصادر الجغرافيا والتاريخ والاجتماع لما يقوم به صاحب الرحلة بتصوير لهذه الجوانب في حياة المدن والبلدان التي يقوم بزيارتها، كما أنها وسيلة من وسائل المقارنة والوقوف على مواطن الانفصال أو الاتصال بين عادات الشعوب في الماضي والحاضر.
ولقد حوى العهد العثماني مجموعة كبيرة من الرحلات الهامة التي سجلت لنا الكثير من المظاهرة الاجتماعية لشعوب الأقطار العربية وعاداتها، والتي حظيت منها "مصر" بعدة رحلات في القرون العثمانية الأربعة، فمنها رحلة "حادي الأظعان النجدية إلى الديار المصرية" "لمحب الدين الحموي" في القرن السادس عشر، نجد كذلك "حالات القاهرة من العادات الزاهرة" للمؤرخ ورجل الدولة العثماني "مصطفى عالي" والتي سجل فيها مشاهداته الاجتماعية لأحوال القاهرة العثمانية أواخر القرن السادس عشر، كما نجد أيضًا الرحلة الكبيرة الهامة للرحالة العثماني "أوليا جلبي" المسماة "سياحتنامه"، والتي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود خلال القرن السابع عشر ساح خلالها في أقطار الدولة العثمانية وخارجها، مع تخصيص الجزء العاشر منها للحديث عن مصر والسودان والحبشة في الفترة من 1672 حتى 1680.
"
يبدأ المصريون التجهيز للعيد قبل حلوله بثلاثة أو أربعة أيام، حيث يقوم الناس بتجهيز مشروب "السوبيا" الذي يشرب في المنزل بديلًا عن "الشربات" في أيام وليال العيد الثلاثة التي يكثر فيها الفرح والزين
"
وتعد رحلة أوليا من أهم مصادر التاريخ الاجتماعي والحضاري لمصر في أواخر القرن السابع عشر، وهي تعطي لنا نظرة واسعة عن حالة مصر والقاهرة بعاداتها وعمرانها وطباع شعبها وأعيادهم وأشكال أفراحهم وأتراحهم، ومنها مظاهر "عيد الفطر" الذي قام فيها بتفصيل طريقة احتفال الإدارة العثمانية بهذه المناسبة ضمن إطار الأعياد التي يحتفل بها المصريون، كما قام بذكر عادات الشعب المصري في الاحتفال بالعيد، وهي أمور ما زال بعض منها موجودًا حتى الآن.
تُرجمت هذه الرحلة ثلاث ترجمات كان آخرها الترجمة التي قام بها الدكتور "الصفصافي أحمد القطوري" في ثلاث مجلدات وصدرت عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة، وقد قمت بالاعتماد على هذه الترجمة لنقل النصوص الخاصة بمظاهر العيد واحتفالاته.
عادات عيد الفطر لأهل القاهرة في القرن السابع عشر
يلخص لنا أوليا مظاهر العيد في جملة جامعة حيث يقول: "فالاحتفال بالعيد الشريف في مصر يقصر عن وصفه اللسان ولا يجرؤ على التطاول عليه إنسان، وهذا من الأمور المعلومة"، وهذا الوصف الذي امتدح به أوليا ينبسط الحديث عنه في مظاهر متنوعة وطرق احتفال مختلفة، فيبدأ المصريون التجهيز للعيد قبل حلوله بثلاثة أو أربعة أيام، حيث يقوم الناس بتجهيز مشروب "السوبيا" الذي يشرب في المنزل بديلًا عن "الشربات" في أيام وليال العيد الثلاثة التي يكثر فيها الفرح والزينة، ويخبرنا أوليا بأن مشروب السوبيا تختص به مصر وحدها، فيتحدث عن هذا الحدث بعباراته قائلًا:
"وخلال هذا اليوم أو أيام العيد لا يشرب الشربات في المنازل قط، بل تشرب "السوبيا" التي تصنع من نقيع الأرز … وهذه السوبيا تصنع في مصر لهذه المناسبة قبل العيد بثلاثة أو أربعة أيام، وكثيرًا ما يوضع بداخلها القرفة والقرنفل، وهي شراب نافع جدًا لمن هم يشتكون من بعض الحموضة.. وهو خاص بمصر وحدها.
وتستمر الاحتفالات بهذا العيد السعيد ثلاثة أيام وثلاثة ليال متواصلة، فهذه الأيام كأيام ليلة القدر في مصر، وتزدان ميادين مصر – كميدان الروملي، وميدان حي الإسطبل الأميري، وقره ميدان، وميدان مصر العتيقة، وبولاق وباب النصر وضواحيها، وضواحي حي عابدين، وغيرها من آلاف الميادين – بالمراجيح والدولايب الدوراة، وغيرها من اللعب الصبيانية والشبابية التي تضفي البهجة والفرحة على الجميع".
لا ينام أحد من سكان القاهرة يوم "الوقفة" وتتحول المدينة إلى بحر من البشر في أيام العيد، فيخرج عشرات بل مئات الآلاف إلى الطرقات للاحتفال بأشكال مختلفة، ويفضل نساء المدينة "عقد النكاح" في العيد للخروج بسهولة ويسر مع أزواجهم للتنزه والفُرجة.
"
هناك في مصر عبرة أخرى، فخلال هذا الخضم الهادر من البشر ووسط الآلاف بل مئات الآلاف لا يمكن أن ترى رجلًا ثملًا في الطريق العام، وإذا ما تصادف ذلك، فإنهم يقبضون عليه فورًا ويحضرونه أمام باب دراه ويجلدونه، أو ينفونه إلى قبرص أو إلى حدود بلاد الفونج
"
يحدثنا رحَّالتنا أيضًا عن بعض عادات العاشقين في العيد واستثمارهم لهذه المناسبة للتقدم إلى الشابات لتقديم التهاني فيقول:
🔅 الفرق بين اعياد الأمة الاسلامية واعياد الامم اخرى
بعض الشعوب لديها عيد مرتبط بموت زعيمها، وبعضهم اتخذ من زواج هذا الزعيم عيداً، ومنهم من جعل بعض الظواهر الكونية المخيفة عيداً لهم مثل كسوف الشمس أو غير ذلك مما يعتقدون أن هناك إلاً للشمس وإلهاً للبرق وإلهاً للكواكب... وهذه معتقدات جاء الإسلام ليبطلها.
أما حديثاً فقد ظهرت مجموعة من الأعياد أهمها "عيد الأم" حيث خصصوا يوماً للأمهات كل عام، مع العلم أن الإسلام جعل الاهتمام بالأم على مدار السنة، وليس مرتبطاً بيوم محدد، ويكفي أن نقرأ قوله تعالى في حق الأبوين: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 23-24].
هناك أعياد للاستقلال وأعياد للنصر بمعركة ما وأعياد تخص يوم الثورة ... وغير ذلك مما ظهر حديثاً. ومن أسوأ الأعياد "عيد الحب" فهو مناسبة لممارسة العشق واللهو والفاحشة وتبذير الأموال... وهناك الكثير من المناسبات والأعياد كلها مرتبط بحدث بشري ما.
الآن لنتأمل عيد الفطر وعيد الأضحى، ما هي مناسبة هذين العيدين؟ العجيب يا أحبتي أنني بحثت عن تاريخ ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوم مبارك بلا شك، ولكنني لم أجد أن النبي طلب من أصحابه أن يحتفلوا فيه! وبحثت عن أيام انتصار النبي في معركة بدر، تلك المعركة الحاسمة التي كانت بداية تأسيس الدولة الإسلامية، ووجدت أن النبي لم يأمر أصحابه بأن يتخذوا ذلك اليوم عيداً لهم!
النبي لم يحتفل بعيد ميلاده.. ولم يحتفل بعيد زواجه.. ولم يحتفل بتأسيس دولة أو انتصار في معركة.. حتى الهجرة الشريفة والتي غيرت مجرى التاريخ لم يتخذها النبي الكريم عيداً... هناك مناسبات كثيرة هامة مرَّ بها النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم أهمها، يوم مهم ألا وهو يوم فتح مكة... ذلك النصر المبين الذي أعز الله به المسلمين وخذل الكافرين، ومع أنه يوم مبارك ومهم جداً إلا أن النبي لم يأمر قومه باتخاذه عيداً... سبحان الله، إذاً ما هي مناسبة العيد؟
إن العيد عند المسلمين يأتي بعد عبادة عظيمة لله الواحد عز وجل، ولكن كيف؟ أحبتي في الله، إن أركان الإسلام خمسة، فالمؤمن في كل لحظة يشهد بوحدانية الله، وهذا الركن الأول، ويقيم الصلاة كل يوم خمس مرات، وهذا الركن الثاني، ويؤدي الزكاة والصدقة في كل لحظة وعلى مدار العام وهذا هو الركن الثالث.
بقي ركنان مهمان ولكن المؤمن يؤديهما مرة في العام! فاركن الرابع من أركان الإسلام هو الصيام وقد فرضه الله علينا مرة كل سنة، وبما أن هذه العبادة عظيمة والله يعطي عليها من الأجر ما لا يعطيه على غيرها (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)، فقد ختم الله سبحانه وتعالى هذه العبادة بيوم العيد!!
لماذا؟ ليفرح المؤمن بفطره ويفرح بمغفرة الله لذنوبه ويفرح برحمة الله تعالى بعد شهر كامل من الصيام والقيام والطاعة... سبحان الله، انظروا إلى هذه المناسبة، مناسبة العيد، لم ترتبط بأي حدث بشري إنما ارتبطت بعبادة لله تعالى، وليس أي عبادة بل عبادة خاصة ومن أحب العبادات لله عز وجل.
بقي الركن الخامس من أركان الإسلام ألا وهو الحج، فهذه العبادة مهمة جداً وهي مفروضة على المستطيع مرة في العمر على الأقل، وتتكرر كل عام مرة ويخرج فيها المؤمن من الذنوب كيوم ولدته أمه، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) وهو عبادة خالصة لله تعالى.
وبسبب أهمية هذه العبادة فقد جعل الله عيد الأضحى في نهاية هذه العبادة، أي أن العيد يأتي بعد عبادة عظيمة وخالصة لله جل جلاله. بل إن تطبيق هذا العيد لم يرتبط بمعصية الله تعالى، بل بطاعته أيضاً، وهذا شيء رائع. فالعيد هو مناسبة للتراحم والتواصل وصلة الرحم وإدخال السروي على الأطفال والمحرومين واليتامى...
انظروا معي إلى صدقة الفطر مثلاً، إنها فريضة قبل العيد، لا يمكن أن يمر العيد هكذا، بل هناك أشخاص محتاجون وفقراء ذكّرك الله بهم، ينبغي أن تعطيهم مما أعطاك الله، وإلا فإن عبادتك ناقصة!! وهناك صلاة خاصة لا تؤدى إلا في العيدين وهي صلاة العيد... كأن الله تعالى يريد أن يربطك بالعبادة الخشوع في كل لحظة، حتى في لحظات الفرح والأعياد!
الأعياد عند المسملين مرتبطة بعبادات عظيمة.. فعبادة الحج هي الركن الخامس من أركان الإسلام.. ويأتي عيد لأضحى بعد هذه العبادة ليفرح المؤمنون برحمة الله تعالى.. فالعيد عندنا هو فرح حقيقي مستمر بمغفرة الله ورحمته ورضوانه.. والعيد عندنا هو فرح بالاستعداد للقاء الله تعالى.. فأين أعيادكم أيها الملحدون من هذا؟!
حلف البساسيري
في ذلك الوقت، راسل البساسيري الفاطميين وهو في مدينة الرحبة، والتقى ببعض دُعاتهم في العراق وإيران، وكان مما جاء في رسائله إليهم: "فإن أخذتم بأيدينا، أخذنا لكم البلاد، وإن قلدتمونا نجاد نصركم وإنجادكم، فتحنا من جهتكم الأغوار والأنجاد"[8].
ومن القاهرة جاءته الرسائل بالتطمين والتأييد من صديقه داعي الدعاة هبة الله الشيرازي، إذ أكَّد له أن الخليفة الفاطمي المستنصر بالله يدعمه ويؤيده، وسيُرسل إليه العتاد والسلاح والمال لإنجاح مهمته بإسقاط بغداد، وقتل الخليفة العباسي، ورفع راية الفاطميين في العراق. وبالفعل، أقنعَ داعي الدعاة الفاطمي الخليفة المستنصر بالله بإمداد البساسيري بالمدد والعتاد والأموال الكافية، وخرج داعي الدعاة على رأس فرقة عسكرية من القاهرة يحمل معه خمسمئة ألف دينار ذهبي، وخمسمئة فرس للقتال، وعشرة آلاف قوس، وذلك في وقت عاشت فيه القاهرة أزمة اقتصادية طاحنة[9].
كان داعي الدعاة هبة الله الشيرازي الرجل الأخطر حينذاك، فهو العقل المُدبِّر، والذراع الإعلامية والأيديولوجية لكامل المشروع الشيعي الإسماعيلي، وهمزة الوصل بين الخليفة الفاطمي ومؤسسة الدعوة الفاطمية في شتى بقاع العالم الإسلامي، كما أنه المُحرِّض والداعم الأكبر والمهندس لعملية الانقلاب التي قام بها القائد التركي أبو الحارث البساسيري على الخلافة العباسية. وقد انطلق الشيرازي من القاهرة إلى الشام، ثم أدرك حين وصل دمشق أن البساسيري وقواته العسكرية القليلة لن تفي بغرض السيطرة على العراق وبغداد، وراح يُراسل قادة المناطق والإمارات العربية الموالية للفاطميين أو أعداء العباسيين، مثل المرداسيين في حلب، وبني مروان في ديار بكر، وزعيم بني مزْيد "دُبَيْس بن صدقة" أمير منطقة الحِلّة وغرب العراق الشديد الخطورة والكثير التمرُّد على العباسيين[10].
كان السلاجقة حين دخلوا العراق قد استولوا على بغداد، ومنها أرسل السلطان طغرل بك ابن عمه "قتلمش" السلجوقي السرايا لضم مناطق شمال العراق، وفي القلب منها الموصل وما يجاورها، حتى مدن نهر الفرات شرقا مثل سنجار وغيرها. وفي مدينة سنجار وقع الصدام العسكري الأول بين البساسيري وداعميه الفاطميين والقبائل العربية الموالية له وبين السلاجقة بقيادة الأمير قتلمش وبعض الأمراء العرب الموالين للعباسيين، وقد تفوَّقت قوة البساسيري وحلفائه على قوة السلاجقة ومؤيديهم، الأمر الذي أدَّى إلى انهزام قتلمش، ثم أوقعَ البساسيري وفريقه مذبحة في العساكر السلجوقية والعربية الموالية بمنطقة سنجار في شوال سنة 448هـ/ديسمبر/كانون الأول 1056م[11].
كانت الهزيمة فاجعة، وتفاقمت الكارثة حين انضمَّت بعض القبائل العربية الكبرى في العراق بعد المعركة إلى تحالف البساسيري والفاطميين ضد العباسيين، مثل قبائل بني خفاجة وأمير واسط وأمير الكوفة، وأدرك السلطان طغرل بك أن الأمر يستدعي خروجه على رأس الجيش السلجوقي لسحق هذا التمرُّد قبل استفحاله.
من جانبهما؛ عمل البساسيري وداعي الدعاة الفاطمي على بث الفُرقة والفتنة في صفوف القوات السلجوقية التي رأسها السلطان طغرل بك وأخوه الأمير "إبراهيم ينال"، وهذا الأخير أرسل إليه البساسيري يُطمِّعه في السلطنة السلجوقية، ويُمَنِّيه بالطاعة والولاء، ويحضُّه على الانقلاب على أخيه؛ ليكون له الحل والعقد والأمر كله. وبالفعل رضخ الأمير ينال السلجوقي لإغراءات البساسيري، وأعلن العصيان المسلح على أخيه طغرل بك، ثم استولى على إقليم الجبل وعاصمته همذان، وهي مساحة شاسعة توجد الآن بين العراق وإيران، واضطر السلطان طغرل بك إلى الدخول في مواجهة عسكرية مع أخيه[12] للقضاء على هذا الانقلاب الذي هدَّد الدولة السلجوقية الوليدة في مهدها.
نجاح البساسيري وأسر الخليفة
عاد داعي الدعاة إلى الشام بعد هذا الانشقاق في المعسكر السلجوقي، واستغل البساسيري والقوى العربية الموالية له، مثل أمير الموصل "قريش بن بدران العقيلي" و"دبيس بن مزيَد"، استغلا هذا التشرذم السلجوقي، وابتعاد السلاجقة عن العراق صوب إيران، فاتجه حلف البساسيري إلى بغداد التي كان الطريق إليها مفتوحا بعد انسحاب السلاجقة، وأصبح الخليفة القائم بأمر الله بلا حول ولا قوة، لا يدري أيهرب من بغداد أم يظل فيها، إذ لم يكن يعلم ما سيحدث له في نهاية المطاف حين يستولي البساسيري على عاصمة الخلافة.
في النهاية، دخلت قوات البساسيري وقريش بن بدران العقيلي أمير الموصل إلى بغداد الغربية بسهولة، وبعد قتال دام يومين من أهل بغداد الشرقية، أدرك الخليفة القائم بأمر الله ضعفه، ثم طلب من الأمير قريش بن بدران العقيلي الأمان، فأمَّنه قريش على غير رغبة من البساسيري الذي أراد الانتقام من الخليفة، وإرساله مُهانا في قيوده إلى القاهرة عاصمة الفاطميين[13].
🔸موقف الرعية فى دولة المرابطين
لقد استوفتْ الرعية فى دولة المرابطين حقوقها الشرعية، فكان طبيعيًّا جدًّا أن تؤديَ واجباتها إلى حُكَّامها وولاتها, وأهم هذه الواجبات التى أدتها:
أولاً: الطاعة:
كان مسلمو المغرب فى زمن دولة المرابطين يتقربون إلى الله تعالى بطاعة أميرهم والانقياد له فى كل معروف، ويرون هذه الطاعة حقًا ثابتًا لحُكَّامهم بنص القرآن وصريح السنة وصحيحها. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأمْرِ
مِنْكُمْ} [النساء:59].
وفى مجتمع المرابطين كانت الشريعة فوق الجميع يخضع لها الحاكم والمحكوم، ولهذا فإن طاعة الحُكَّام كانت عندهم مقيدة دائمًا بطاعة الله ورسوله.
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا طاعة فى المعصية، إنما الطاعة فى المعروف» [1].
ثانيًا: النصرة:
كان المُسْلِمُون تحت قيادة أمراء المرابطين يعاضدون وينصرون أمراءهم فى أمور دينهم وجهادهم لعدوهم عاملين بقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة:[2]].
وكانوا يكرمون من يقيم شرع الله من حُكَّامهم، ويدافعون وينافحون عنه ويكرمونه ويجلونه لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن من إجلال الله تعالى: إكرام ذى الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالى فيه والجافى عنه, وإكرام ذى السلطان المقسط» [2].
ثالثًا: النصح:
قامت هذه الدولة الميمونة المباركة على النصح المتبادل بين الحاكم والمحكومين، ونجد إن أحد الوزراء يطلب من الأمير يوسف عدم جواز البحر فى جهاده ضد النصارى حتى
سبيل الله إلا خذلهم الله بذلٍّ، ولا تشيع الفاحشة فى قوم إلا عمَّهم الله بالبلاء, أطيعونى ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله، فلا طاعة لى عليكم, قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله» [1].
وكان عمر - رضي الله عنه - لا يكتفى بإنصاف الناس من نفسه، حتى ينصفهم من عُماله وولاته، يسأل الرعية عمن أساء منهم، وكان يقول: «إنِّى لم أبعث عمالى ليضربوا أبشاركم وليشتموا أعراضكم ويأخذوا أموالكم، ولكنى استعملتهم ليعلموكم كتاب ربكم وسنة نبيكم، فمَن ظلمه عامله بمظلمة فلا إذن له عليَّ، ليرفعها إليَّ حتى أقصه منه» [2].
إن علاقة الحاكم بالمحكوم فى الإسلام غرضها الأول إعلاء كلمة الله, وإعزاز دينه, ولمصلحة الرَّاعِى والرعية, وثانياً: فهى بعيدة كل البعد عمَّن يجعلون فى مرتبة مَن لا يسألون فيها عما يفعلون, وبين مَن يحقرون ويمتهنون حُكَّامهم بدون وجه حق، إن الحاكم فى الإسلام له احترامه وحقوقه المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكذلك للمحكوم حقوقه المستمدَّة من أصل عقيدة الإسلام، لذلك نجد النصح والنقد والتقويم بين الحاكم والمحكوم فى تاريخ الإسلام على مرِّ العصور والأزمان، فإذا تأملت فى الدول التى سارت على شرع الله المولى - عزَّ وجلَّ -وجدت هذه المعالم واضحة.
وهذا يوسف بن تاشفين عندما دخل فى بلاد الأَنْدَلُس للجهاد فى سبيل الله فأرسل إلى أهل المرية من ممالك الأَنْدَلُس، وذكر لهم أن جماعة أفتوه بجواز طلب العون اقتداء بعمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - فردَّ قاضى المرية «أبو عبد الله بن الفراء» على الأمير يوسف ردًّا فيه نقد وتقويم ونصح، فلم يتعرَّض ذلك القاضى لعقوبة، بل استمع إلى نصحه وإرشاده وما رآه حقًّا, وكان هذا القاضى من الدِّين والورع بمكان، وهذا نصُّ الجواب الذى أرسله إلى الأمير يوسف: «أمَّا بعد, ما ذكره أمير المُسْلِمِين من اقتضاء المعونة وتأخيرى عن ذلك، وإن أبا الوليد الباجى وجميع القضاة والفقهاء بالعُدوة والأَنْدَلُس أفتوا بأن عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - اقتضاها، وكان صاحب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وضجيعه فى قبره، ولا يشك فى عدله، فليس أمير المسلمين بصاحب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا بضجيعه فى قبره، ولا من لا يشك فى عدله، فإن كان الفقهاء والقضاة أنزلوك بمنزلة فى العدل فالله سائلهم عن
تقلدهم فيك، وما اقتضاها عمر حتى دخل مسجد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحلف أن ليس عنده درهم واحد من بيت مال المُسْلِمِين ينفقه عليهم، فلتدخل المسجد الجامع هناك بحضرة أهل العلم، وتحلف أن ليس عندك درهم واحد، ولا فى بيت مال المسلمين, وحينئذٍ تستوجب ذلك, والسلام» [1].
ومحل الشاهد من هذه الرسالة هو النقد والتقويم المستمرُّ فى حياة الأمة بين علمائها وأمرائها بدون ظلم وجور واعتداء من الطرفين على بعضهما البعض، وبذلك تنطلق حضارة الأمة بآفاقها المتنوعة لتحدث تغييرًا حضاريًا فى دنيا الناس، مبنى على النصح والتناصح، والنقد والتقويم، كما حدث فى دولة المرابطين السُّنيَّة.
دولة المرابطين..علي الصلابي
📚 واحة التاريخ والحضارة
/channel/awaren
🔸المغول وموطنهم الأصلي
التعريف بالمغول:
ظهر المغول على مسرح أحداث التاريخ العالمي في أواخر القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي ثم برزوا، كقوة عالمية ذات شهرة دولية واسعة النطاق خارج نطاق موطنهم الأصلي ـ منغوليا في خلال العقدين الأول والثاني من القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي وقد استطاعوا أن يؤسسوا لهم أكبر إمبراطورية عالمية عرفها تاريخ البشرية في اقصر مدة، حيث تكونت إمبراطوريتهم الواسعة الأرجاء، والمترامية الأطراف في خلال الثلاثة عقود الأخرى من الجزر اليابانية والمحيط الهادي شرقاً إلى قلب القارة الأوربية غرباً، ومن سيبريا وبحر البلطيق شمالاً إلى الحدود الشمالية للجزيرة العربية وبلاد الشام وفلسطين جنوباً ولقد عرَّفهم مؤرخونا، العرب منهم على وجه الخصوص والذين عاصروا أحداث ظهور المغول وغزواتهم للعالم الإسلامي بأنهم هم، التتر أو التتار وقد نهج منهجهم من جاء بعدهم من المؤرخين، بل وحتى الأغلبية من مؤرخي المغول في عصرنا الحاضر، على أن هذه التسمية الخاطئة لم تقتصر فقط على المؤرخين المسلمين من العرب، بل وسار على ذلك التعريف الخاطئ المؤرخون والرحالة الأوربيين الأقدمون منهم على وجه التخصيص، إلا أن المؤرخين الأوربيين المستشرقين الكبار، أمثال بريتسكنيدر وبارثولد الروسيين، وسيولر الألماني وبويل الإنجليزي وغيرهم، عرفوا الفرق بين التتار والمغول وذلك من خلال ما كتبه المؤرخ المسلم رشيد الدين الوزير، وخاصة ما كتبه في كتابه المشهور"جامع التواريخ"، ثم ما كتبه المؤرخون الصينيون، والتي ترجمت كتبهم إلى بعض اللغات الأوربية الحديثة كالروسية، الألمانية والفرنسية، والإنجليزية، كما عرف المستشرقون ذلك أيضاً مما كتب باللغة المغولية، ويتمثل ذلك بصورة رئيسية بالكتاب المعروف بـ"التاريخ السري للمغلول أو تاريخ المغلول السري" بناء على هذا، نجد أن المغول شيء والتتار شيء آخر، ويمكن أن توجد صلة تعريفية بين
الاثنين ـ المغول والتتار ـ فتقول بكلمات مقتصرة: أن التتار مغول وليس المغول تتراً، فالتتار شعبة متفرعة من المغول، وليس المغول فرع من التتار، فالأصل هنا هم المغول، وليس الأصل التتار، وعلى الرغم من أن التتار تفرعوا أصلاً من المغول، وأصبح لهم دولة مستقلة، سيطرت على المغول حقبة من الزمن ـ إلا أنه في الفترة التي نتكلم عنها الآن، وكما سيأتي بإذن الله، جاء المغول تحت زعامة جنكيز خان، فهزم التتار، فقتلوا رجالهم/ وسبوا نساءهم واسترقوا أطفالهم، ولهذا نجد أن التتار قد تلاشوا على يد الزعيم المغولي العظيم، وأصبح المغول هم أصحاب الدولة والغلبة، فأسسوا إمبراطورية لهم عرفت في التاريخ بالمغول وليست بالتتار [1].
موطن المغول الأصلي:
عاشت القبائل المغولية في المنطقة الواقعة في وسط آسيا بين نهري "سيحون وجيحون" من الغرب حتى حدود الصين الجبلية من جهة الشرق ممتدة حتى أقصى الشمال الشرقي لآسيا [2]، وتوسع البعض في حدودها حتى امتدد بها إلى البحر الأدرياتيكي ويمكن هضبة منغوليا وسلاسل جبال "تيان شان" وجبال "التاي" وما بينهما من سهول وصحراء جنوبي وحول بحيرة "بايكال" وضفاف الأنهار الموجودة في تلك المنطقة [3]، الموطن الرئيس لهذه القبائل، التي كانت تستقر في السهول الواقعة بين سلاسل الجبال ومناطقها الدافئة شتاءً حيث تتوفر المراعي لحيواناتهم، وفي الصيف يستقرون في المرتفعات وأعالي الجبال لمدة شهرين أو ثلاثة حيث تكون المنطقة باردة وتتوفر فيها المياه والمراعي.
إن بعد هذه المناطق الشديد عن البحار فضلاً عن ارتفاعها أسهم في أن يخصها بمناخ "قاري" ـ إذ تتراوح درجة الحرارة في معظم أجزائها ما بين 38 فوق الصفر و42 تحت الصفر ـ مما يؤدي إلى تجمد أنهارها وبحيراتها فترة طويلة من أشهر السنة، بالإضافة إلى الرياح
الشديدة التي تهب من المنطقة الجنوبية في سيبريا الواقعة شمالاً [1]، وتنعكس هذه الحالة في فصل الصيف حيث ترتفع الحرارة وتهب الرياح الشديدة المحملة بالرمال [2] وفي هذه البيئة القاسية، كانت هذه القبائل التي تعيش على الصيد والرعي تجري وراء المياه القليلة في "صحراء جوبي" التي يعني اسمها الجدب والفقر [3]، وفي السهول بين الجبال وتعتلي المرتفعات وراء العشب والمرعى وكلما زحف الجفاف أو قلت الأعشاب انتقلوا إلى أرض مجاورة يدفعهم إلى ذلك تزايد عدد القطعان والماشية، وهذا الارتحال والتنقل هو القاعدة الطبيعية لحياتهم، وإذا احتبست الأمطار أو تعرضت المراعي للآفات وقلة الأعشاب تبعاً لذلك وجد الراعي نفسه أمام خطر فقدان ماشيته ـ وهي مصدر رزقه ـ ثم التعرض للمجاعة وهذا بدوره يدفعه إلى السرقة، والنهب والسلب ممن يجاورونه من السكان الذين يشتغلون في الزراعة، ومن هنا تقوم الحروب والغارات والاعتداءات والأخذ بالثأر [4]، وبالرغم من وحدة أصول هذه الأقوام، إلا أنه كانوا ينقسمون إلى قبائل عديدة تتزايد أعدادها يوماً بعد يوماً بحكم انقسامها على نفسها وانفصالها عن بعض حاملة أسماء جديدة، تفرعت إليها وعرفت بها [5].
🔸معركة الخندق..الهزيمة التي لم يلق المسلمين مثلها في الاندلس
مرَّةً أخرى يتطور القتال بين المسلمين في الأندلس والنصارى في شمالها، فوقعت معركة الخندق التي تُعد من أخطر ما مر على الأندلس في زمن عبد الرحمن الناصر.
الأوضاع في الأندلس قبل معركة الخندق
وقعت أحداث هذه المعركة سنة (327هـ= 939م)؛ أي بعد سبعٍ وعشرين سنةً من بداية عهد عبد الرحمن الناصر الحاكم الفعلي للأندلس آنذاك [1]، وكانت هناك ثلاث ممالكٍ نصرانيَّة في شمال الأندلس؛ مملكة نافار تحت قيادة "الملكة طوطة" في أقصى الشمال، ومنطقة شمال شرق الأندلس ويحكمها الفرنسيُّون، ومملكة ليون شمال غرب الأندلس وهي أخطر هذه الممالك، وقد تربَّع على عرشها "راميرو الثاني" في عام 321ه بعد صراعٍ بين أعضاء المملكة استمرَّ سبع سنوات [2].
أسباب المعركة
كان "راميرو الثاني" هذا معروفًا بعدائه الشديد للإسلام والمسلمين [3]، كما كان صليبيًّا متطرِّفًا، لم يترك وسيلةً يُمكنه أن يضرَّ بها دولة المسلمين إلَّا استعملها؛ فكان يُغِير على الأراضي الإسلامية، ويُحَرِّض الثوَّار على عبد الرحمن الناصر، ويُعينهم على ذلك بما يستطيع، وهذا غير المعارك المباشرة التي كان يخوضها بنفسه ضدَّ المسلمين [4].
وما إن تولَّى راميرو الثاني أمرَ مملكة ليون حتى أراد إظهار قوَّته، فتوجَّه سنة (321هـ= 933م) إلى حصن وخشمة، فخرج المسلمون تاركين هذا الحصن، وانسحبت القوَّة المدافعة عنه إلى الجبال، ومِنْ ثَمَّ عزم الناصر على أن يسير لاسترداد الحصن بنفسه، إلَّا أنَّ راميرو آثر الانسحاب [5].
رأى عبد الرحمن الناصر بعد ذلك أن يُبدِّد قوَّة ليون ويُزيل خطرها، فتوجَّه في سنة 323ه لضربها وتمزيقها، لكن حدث شيءٌ غير متوقَّع، وهو أنَّ والي مدينة سرقسطة -ويُدعى محمد بن هشام التجيبي- أعلن عصيانه على عبد الرحمن الناصر، وأرسل إلى راميرو الثاني للتحالف معه، فلم ينتظر الناصر تطوُّر هذا التحالف بينهما وحاصر سرقسطة، وعيَّن أحد أقاربه أميرًا عليها ويُدعى أحمد بن إسحاق، غير أنَّ أحمد هذا كان متآمرًا، فأرسل إليه عبد الرحمن الناصر من يقبض عليه، فوصل الخبر إلى أخيه أميَّة بن إسحاق الذي بدوره أعلن عصيانه، ثم فرَّ إلى مملكة ليون يستنجد براميرو الثاني، وقد نجحت قوَّات عبد الرحمن الناصر في فتح مدينة سرقسطة [6].
الاستعداد للمعركة
بعد أن تمكَّن عبد الرحمن الناصر من إنهاء التمرُّد في سرقسطة، تابع تقدُّمه بجيشه نحو مملكة نافار، فاستسلمت له ملكتها طوطة وأعلنت له الطاعة، وبذلك لم يبقَ أمام عبد الرحمن الناصر سوى مملكة ليون بقيادة أميرها راميرو الثاني، فبدأ عبد الرحمن الناصر يستعدُّ لإجراء معركةٍ فاصلةٍ وحاسمةٍ ضدَّه [7].
بعد عامين من دخوله سرقسطة تأهَّب عبد الرحمن الناصر للقيام بأعظم غزواته ضدَّ مملكة ليون، فحشد جيشًا ضخمًا [8]، يبلغ زهاء مائة ألف [9]، وعَهَد بقيادته إلى "نجدة بن حسين الصقلبي"، وفي صيف سنة (939م= 327هـ) سار عبد الرحمن الناصر إلى ليون على رأس جيشه الضخم، وكان راميرو الثاني يُرابط على مقربةٍ من قلعة شنت منكش في مدينة سمُّورة في حشودٍ عظيمة، وزوَّده حليفه الخائن أميَّة بن إسحاق بنصائح ومعلومات ثمينة، كما انضمَّت إليه طوطة ملكة نافار ناكثةً لعهدها مع عبد الرحمن الناصر، وبذا اتَّحدتْ قوى إسبانيا النصرانيَّة لمقاتلة المسلمين مرَّةً أخرى [10].
أحداث المعركة
بعد أن دخل عبد الرحمن الناصر بجيشه مدينة ليون زحف على مدينة سمُّورة، وكانت هذه المدينة في غاية المناعة[11]، وأقوى قلعةٍ لمملكة ليون[12]؛ حيث يُحيط بها سبعة أسوار، وبين الأسوار خنادق واسعة تفيض بها المياه[13]، ولها حاميةٌ قويَّةٌ، وفيها قوَّاتٌ عديدةٌ للدِّفاع عنها[14].
وفي يوم الجمعة (الحادي عشر من شوال سنة 327ه= الأول من أغسطس سنة 939م)، على باب قلعة شنت منكش [15]، تدور واحدةٌ من أشرس وأعنف المعارك على المسلمين [16]، وبدأ المسلمون بالهجوم وافتتحوا سورين من أسوار المدينة السبعة [17]، غير أنَّ النصارى احتموا داخل المدينة، ولحق الإعياء بالمسلمين وساد الاختلال بينهم، فكرَّ عليهم النصارى بشدَّةٍ وحماسة [18]، فقتلوا منهم خمسين ألفًا [19]، وهو نصف عدد جيش المسلمين، وبانتهاء المعركة فرَّ عبد الرحمن الناصر مع النصف الآخر عائدين بأكبر خسارة وأثقل هزيمة [20]، وسُمِّيت هذه الموقعة بموقعة الخندق لنشوبها على خنادق سمورة [21].
وأرجع المؤرخون سبب الهزيمة إلى أن بعض المسلمين كانوا يجدون في قلوبهم من عبد الرحمن الناصر، فقبعوا للصفوف [22]، وسارعوا في الهرب، وجرُّوا على المسلمين الهزيمة وأوبقوهم [23].
📚 واحة التاريخ والحضارة
/channel/awaren
باسم الله أنزلت من عنـده السـور *** والحمد لله أما بعد يا عــمرُ
إن كنت تعـلم ما تأتي وما تـذر *** فكن على حذر قد ينفع الحذرُ
واصبر على القدر المحتوم وارضَ به *** وإن أتـاك بما لا تشتهي القدرُ
فما صفا لامرئ عيش يُســرُّ به *** إلا سـيتبع يومًا صفوَه كـدرُ
وقد توفي هذا العالم الجليل سنة 98هـ، وقيل: 99هـ.
ومن شيوخ عمر: سعيد بن المسيب، وكان سعيد لا يأتي أحدًا من الأمراء غير عمر، ومن شيوخه أيضًا سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب الذي قال فيه سعيد بن المسيب: كان عبد الله بن عمر أشبه ولد عمر به، وكان سالم أشبه ولد عبد الله به، وقال عنه الإمام مالك: لم يكن أحد في زمان سالم أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه.
وتربى وتعلم عمر بن عبد العزيز على أيدي كثير من العلماء والفقهاء، وقد بلغ عدد شيوخ عمر بن عبد العزيز ثلاثة وثلاثين، ثمانية منهم من الصحابة، وخمسة وعشرون من التابعين؛ فقد نهل من علمهم، وتأدب بأدبهم، ولازم مجالسهم حتى ظهرت آثار هذه التربية في أخلاقه وتصرفاته، فامتاز بصلابة الشخصية، والجدية والحزم في معالجة الأمور، وإمعان الفكر وإدامة النظر في القرآن، والإرادة القوية والترفع عن الهزل والمزاح.
هذه هي أهم العوامل التي أثرت في تكوين شخصيته، ومن الدروس المستفادة، أن العلماء الربانيين يقع على عاتقهم مسئولية كبيرة، وهي الاهتمام بأولاد الأمراء والحكام، وأهل الجاه والمال؛ ففي صلاحهم خير عظيم للأمة الإسلامية.
📝 قصة فتح أرمينيا
توغَّل المسلمون في الربوع الأرمينية في عهد عثمان بن عفان؛ إذ إنَّ الحملات الإسلامية المتواترة ضد بلاد الأرمن كانت تسير وفق خطةٍ عسكريةٍ محكمة، وموضوعةٍ مسبقًا بهدف فتح هذه البلاد وضمِّها إلى الأملاك الإسلامية ونشر الإسلام في ربوعها، ونجح المسلمون بقيادة مسلمة بن حبيب الفهري في بسط سلطانهم على أودية نهر الرس، ونهر الفرات، وصادفوا مقاومةً في تفليس، والمناطق الجبلية المرتفعة[1].
خاب أمل الأرمن في بيزنطة التي عجزت عن الدفاع عنهم وحمايتهم، واضطر القائد الأرميني تيودور الرشتوني -الذي تخلَّت بيزنطة عنه بسبب ميوله المذهبية المعادية وموقفه السابق من القائد الإمبراطوري بروكوبيوس في معركة ساراكين- إلى إجراء مفاوضات منفردة مع المسلمين انتهت إلى التسوية التالية:
- يعترف المسلمون باستقلال الأقاليم الأرمينية.
- يعترف الأرمن بسيادة المسلمين عليهم بالشروط نفسها التي سبق للفرس أن مارسوا بها سيادتهم على أرمينية.
- يُعيِّن المسلمون حاكمًا أرمينيًّا عامًّا على أرمينية.
- يضع الأرمن فرقة عسكرية تعدادها خمسة عشر ألف جنديٍّ بتصرف المسلمين[2].
الواضح أنَّ المعاهدة كانت مناسبة للأرمن من واقع وضعهم الحرج بعد إحجام بيزنطة عن مساعدتهم، في حين سببت لبيزنطة خيبة أملٍ كبيرة؛ لأنَّ البيزنطيين كانوا يأملون في استمرار سخونة الجبهة الأرمينية لتخفيف الضغط عن الجهات الأخرى مع المسلمين، كما أنَّ الأرمن لم يكونوا راغبين في التضحية بأنفسهم من أجل إمبراطورية هرمة، أضحت عاجزةً عن الدفاع عن حدودها وولاياتها. ثُمَّ حدث أن تطوَّرت العلاقات الإسلامية الأرمينية نحو الأفضل، وأبدى الأرمن استعدادهم للتحالف مع المسلمين، وانفصالهم نهائيًّا عن الدولة البيزنطية مقابل منحهم نوعًا من الاستقلال المحلي، وجرت مفاوضات بين الطرفين من أجل ذلك أسفرت عن اتفاقٍ آخر يُعدُّ متمِّمًا للاتفاق السابق، وتضمَّن البنود التالية:
- عدم فرض جزية على أرمينية لمدَّة سبع سنوات.
- يُقدِّم الأرمن فدية خلال مدَّة الاتفاق التي تُركت مفتوحة تتناسب مع قدرتهم الاقتصادية، وذلك ضمانًا لبقاء استقلالهم، وفعلًا دفعوا للدولة الإسلامية مبلغًا رمزيًّا مقداره خمسمائة دينار[3].
- يُقدِّم الأرمن قوةً عسكريةً قوامها خمسة عشر ألف مقاتل تُساعد القوات الإسلامية في حروبها مع أعدائها باستثناء جبهة بلاد الشام.
- يُعيِّن المسلمون على بلاد الأرمن حاكمًا أرمينيًّا.
- لا يأوي الأرمن عدوًّا للمسلمين، ولا يُساعدونه.
- يتعهد المسلمون بمساعدة الأرمن إذا تعرَّضوا لغزوٍ بيزنطي[4].
لم تُرحِّب بيزنطة بهذا الاتفاق الذي سلخ أرمينية عن التبعيَّة البيزنطيَّة، لذلك قاد الإمبراطور البيزنطي قنسطانز الثاني في عام "34هـ= 654م" جيشًا بيزنطيًّا كثيفًا بلغ تعداده مائة ألف مقاتل إلى الأراضي الأرمينية، بهدف إعادة البلاد إلى الحظيرة البيزنطية، ولمـَّا وصل إلى ترجان تلقَّى الإمبراطور البيزنطي إنذارًا إسلاميًّا بعدم دخول الأراضي الأرمينية، لكن الإمبراطور لم يعر الإنذار التفاتةً جدية، واستمرَّ في زحفه حتى وصل إلى ثيودوبوليس "أرضروم"، وعسكر فيها واستقبل عددًا كبيرًا من الإقطاعيين وحكام المناطق الأرمينية الذين ساءهم الانسلاخ عن البيزنطيين وتخلوا عما تعهدوا به لتيودور الرشتوني، وكذلك فعل البطريرك الذي تنصَّل أمام الإمبراطور من الاتفاق مع المسلمين، وتبرَّأ مما فعله القائد الأرميني المذكور.
تشجع الإمبراطور البيزنطي بهذا التغيير الولائي من جانب قادة الأرمن، فدخل الأراضي الأرمينية، وعزل تيودور الرشتوني، وعيَّن هامازسب ماميكونيان مكانه، وراح يعمل على توحيد أرمينية تحت قيادته وسلطته[5].
ما أحرزه المسلمون من انتصار في معركة ذات الصواري، لم يترتب عليه نتائج مباشرة وحاسمة في الصراع بينهم وبين البيزنطيين، بالإضافة إلى ما تعرَّضت له الدولة الإسلامية من مشكلات تفاقمت عقب مقتل الخليفة عثمان بن عفان في عام "35هـ=656م"، ممَّا دفع معاوية بن أبي سفيان إلى عقد صلح مع البيزنطيين في عام "38هـ=659م"، وقد تأثَّر وضع أرمينية بهذا الاتفاق من واقع استئناف الأسر الأرمينية الإقطاعية صلاتها بالبيزنطيين، وانحسار النفوذ الإسلامي عن هذه البلاد، وعودة النفوذ البيزنطي، وسحب معاوية بن أبي سفيان القوات الإسلامية المرابطة في أرمينية ليدعم موقفه في الصراع مع علي بن أبي طالب.
✍ بقلم : أ.د: محمد سهيل طقوش
📔 المصدر: كتاب تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية.
📚 واحة التاريخ والحضارة 👇
/channel/awaren
#تأملات_تاريخية
لمن يتهم المسلمين ودينهم إقرأ 🤚...
انظروا معى الى التاريخ الاسود لغير المسلمين ، لتعلموا اين ولد الارهاب وما هي مصادره:
1 : فى العام 1064 م وبترحيب من البابا المجرم وقعت مذبحة بربشتر التى راح ضحيتها عشرات الالاف من المسلمين الأندلسيين !!......ولكن الارهاب هو الاسلام!!!
2 : اغتصبت نساء مدينة مالقة بمباركة بابا الفاتيكان وقتل الرجال العزل من السلاح ولم يرحم القشتاليون الشيوخ والنساء والاطفال........... ولكن الارهاب هو الاسلام..!!!
3 : من قلب كليرمونت بفرنسا نادى البابا الى الانتقام من المسلمين وابادتهم واشعل بيده المباركة الداعية الى المحبة الى حروب استمرت لمئتي سنة ، راح ضحيتها مئات الالاف من المسلمين.......... ولكن الارهاب هو الاسلام!!!
4 : بعد احتلالهم للأندلس ، قام النصارى بمجازر و محاكم للتفتيش راح ضحيتها ثلاثة ملايين من المسلمين الابرياء ، وايضا بمباركة البابا............. لكن الارهاب هو الاسلام!!
5 : قامت الحرب العالمية الثانية وراح ضحيتها اكثر من ثمانين مليون قتيل ، فمن اشعل تلك الحرب؟ ولكن الارهاب هو الاسلام!!
6 :اشتعلت الحرب العالمية الاولى وراح ضحيتها اكثر من عشرة مليون قتيل..... ولكن الاسلام هو الارهاب !
7 : القت اميركا قنابلها النووية على هيروشيما ونجازاكى ، فابادت وشوهت الملايين من السكان الابرياء....... لكن الاسلام هو الارهاب !!
8 :ابادت اسبانيا والبرتغال وبريطانيا وهولندا وفرنسا ، معظم سكان العالم الجديد فى مشاهد يندى لها الجبين... ولكن الارهاب هو الاسلام!
9: قتل اليهود الفلسطينيين فى صبرا وشاتيلا ودير ياسين وقانا ........ ولكن الاسلام هو الارهاب!!
10 : دخل النصارى الفلبين التى كان اسمها جزر سامار وحولوها الى الفلبين "نسبة الى ملكهم فليب الثانى " ثم قاموا بمذابح وقتل اسفر عن تحويل اهل البلاد الى النصرانية.. ولكن الاسلام انتشر بالسيف والارهاب!!
11 : دخل الطليان ليبيا ، واقاموا فيها ديوانا للتحقيق راح ضحيته 700 الف مسلم..........لكن الاسلام هو الارهاب!!
12 : دخل الفرنسيون الجزائر ، فابادو من اهلها 2 مليون مسلم .... لكن الاسلام هو الارهاب !!
13 : يقول ﺟﺰﺍﺭ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛس الصربي ﻭﻣﺠﺮﻡ ﺍﻟﺤﺮﺏ ( ﺳﻠﻮﺑﻮﺩﺍﻥ ﻣﻴﻠﻮ ﺳﻮﻓﻴﺘﺶ ) ، ﺣﻴﻦ ﺳُﺌﻞ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﻓﻘﺎﻝ : ( ﺇﻧﻨﻲ ﺃُﻃﻬّﺮ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻣﺤﻤﺪ ) ..... ولكن الاسلام هو الارهاب!!
14 : فى العراق تفنن الامريكان فى التعذيب وكانت احدى طرقهم المبتكرة فى ذلك هو بتسليط ﺍﻟﻜﻼﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻬﺎﻡ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺔ ﻟـ 300 ﻣﻌﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ “ﺃﺑﻮ ﻏﺮﻳﺐ” ،
ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﺃﺭﺟﻠﻬﻢ ﻋﻨﻮﺓ ﻋﺒﺮ ﻗﻴﻮﺩ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﺃﺭﺟﻠﻬﻢ ﻣﺜﺒﺘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭﻭﻓﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ.......... لكن الاسلام هو الارهاب !!
***ورغم كل هذا يقول الغرب والسفهاء منا ان الارهاب يأتى من المساجد ، ويتكلم العلمانيون بتجديد الخطاب الدينى ،..!! فهل سمعتم احدا يناشد الكنيسة ان تجدد خطابها الدينى او حتى يراقبها..؟
السؤال الان يا اصحاب القلوب الرحيمة او لنقل سؤالين:
الاول: من هو الارهاب ومن هم الارهابيين؟؟؟
الثانى : هل تستطيع ان تدلنى على جرائم حرب منذ فجر الاسلام ، قام بها المسلمون؟؟
فتحنا الأندلس ، مصر ، المغرب ، العراق ، القسطنطينية ، الشام ، افريقية ، بلاد ما وراء النهر ، وصلنا الهند والصين ، فتحنا اندونيسيا وماليزيا والفلبين بدون سلاح وبدون قتال فقد فتحها التجار المسلمون بحسن اخلاقهم ولم نحرق بيتا او نقطع شجرة او نقتل طفلا او ننتهك حرمة ، وكنا قبيل الفتح نعلنها صريحة (( الاسلام او الجزية او الحرب)) فمن دخل الاسلام صار منا ، ومن ادى الجزية صار فى عهدتنا وسلامتة وامنه علينا ، ومن حاربنا حاربناه حتى يذعن ويسلم ويقدم فروض الطاعة
فمن هم الارهابيون؟؟!!
🔸 النظام الحربى فى عهد الأيوبيين:
كانت حياة الأيوبيين سلسلة متتابعة من الجهاد والنضال والقتال، ولذا كان اهتمامهم بالجيش وعنايتهم بأمره، لدرجة أن سلاطين «بنى أيوب» أنفقوا معظم إيرادات الدولة على إصلاح الجيش، وبناء ما يلزمه من الحصون والقلاع، فلعب الجيش دورًا خطيرًا خلال تلك الحقبة من التاريخ الإسلامى.
تألف معظم الجيش الأيوبى من الترك والأكراد، وكان له «مجلس حرب» اعتاد السلطان أن يستشيره فى الخطط التى يجب أن تُتبع، وكان يخضع لرأى المجلس مهما يكن.
قسم الأيوبيون الجيش إلى عدة فرق، تُنسَب كل منها إلى أحد القواد العظماء، فكانت هناك فرقة «الأسدية» نسبة إلى «أسد الدين شيركوه»، و «الصلاحية» نسبة إلى «صلاح الدين» إلخ، وكان لأمراء هذه الفرق نفوذ كبير، وكان الجيش مكونًا من الفرسان والمشاة، وكانت أسلحته من السهام والرماح والنبال والنار اليونانية.
ألَّف «الصالح أيوب» جيشه من الأتراك والمماليك الذين استكثر من شرائهم، وبنى لهم قلعة بجزيرة الروضة جهزها بالأسلحة والآلات الحربية والأقوات، وأسكنهم فيها، وعُرفوا منذ ذلك الحين باسم المماليك البحرية، وقد أسسوا دولة -فيما بعد- عُرِفَت باسمهم.
البحرية فى العهد الأيوبى: لم يقتصر إعداد «صلاح الدين» على الجند فى البر وتحصين البلاد، بل وجه اهتمامه إلى سلاح البحرية الذى بلغ درجة عظيمة من التقدم، واهتم بتأسيس الأسطول اهتمامًا كبيرًا خاصة أن الصليبيين كانوا يستخدمون البحر فى هجومهم على البلاد الإسلامية، ومن ثَمَّ أصبح لزامًا على المسلمين الاستعداد لحملات الصليبيين البحرية، فأعد «الناصر صلاح الدين» العدة لتأسيس وتكوين أسطول إسلامى يستطيع مجابهة حملات الصليبيين المعتدين، وكانت أولى خطواته فى ذلك: تخصيص ديوان كبير، عُرف باسم «ديوان الأسطول».
وأفرد له «صلاح الدين» ميزانية خاصة، وعهد به إلى أخيه «العادل».
واستطاع «صلاح الدين» تكوين أسطول قوى تمكن بواسطته من مواجهة الصليبيين، وأصبح هذا الأسطول من أكبر الأساطيل فى ذلك الوقت، ورابط فى البحر الأحمر، وفى شرق البحر الأبيض، وتمكن من تحقيق انتصارات هائلة.
لم يألُ الأيوبيون جهدًا فى سبيل تنظيم الجيش والأسطول، وليس أدل على اهتمام السلاطين بالأسطول البحرى من أنهم كانوا يشركون معهم الأهالى عند عرض الجيوش والأساطيل، أو عند توديعهم للغزو، فقد كان قدر هذه الدولة أن تقوم بمحاربة الصليبيين وردهم عن البلاد الإسلامية، فأدت هذه الأسباب فى النهاية إلى وجود دولة قوية ذات سيادة، فرضت احترامها على أصدقائها وأعدائها، وحررت بلاد المسلمين من الأعداء، لأنها عرفت الأسباب التى تؤدى إلى القوة والازدهار.
🔸 أشهر العلماء الجغرافيين وإسهاماتهم
بالنسبة للعرب، لا تعني الجغرافيا توزيع التضاريس فقط، لكن أيضًا أسباب هذا التوزيع التي استدعوا من أجلها مساعدة العلوم الأخرى، وهكذا أدرجوا في هذا المجال شرحًا تاريخيًا للسمات الطبيعية وصياغة القوانين العلمية وأيضًا دراسة السمات الاجتماعية والاقتصادية للإنسان على سطح الأرض، وجعلت معالجتهم للموضوع مساهمتهم في مجال الجغرافيا ذات قيمة.
قدم العلماء المسلمون مساهمات بارزة في مجالات الجغرافيا الطبيعية والرياضية والإقليمية، وتستحق إنجازاتهم في علم المناخ وعلوم المحيطات والقياسات الخطية والجيومورفولوجيا وتحديد النقاط الأساسية وحدود العالم الصالحة للسكن وانتشار القارات والمحيطات، الثناء.
على مدار القرن، صادفنا مجموعة من المفكرين والعلماء المسلمين الذين لم يعيدوا إحياء العصر الكلاسيكي فحسب، بل وضعوا أيضًا أسس العلوم التجريبية.
البتاني (858- 929)
محمد بن جابر بن سنان البَتّاني، عالم مسلم كبير عُرف في الغرب في العصور الوسطى باسم "ألباتيجنوس" أو "ألباتيجني"، تشير الموسوعة الإسلامية إلى أن البتاني اشتهر برصد الكواكب، وكان أحد الشخصيات البارزة في مجالات الهندسة ومواقع الكواكب وحساب النجوم.
قال عالم الفلك الفرنسي لالاندي، إن البتاني كان من بين عشرين عالم فلك على مستوى عالٍ في العالم بأسره، ومن طاولات البتاني، قام عالم الفلك ريغيومونتانوس ببناء التقويم الفلكي، ما جعل رحلة كريستوفر كولومبوس ممكنة.
المسعودي (896 إلى 956)
كان أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي المعروف بـ"هيرودوت العرب" من الأوائل الذين أعطوا علم الجغرافيا أهميته بترحاله وجديته وعنايته الفائقة، وكان عالمًا في الجغرافيا المناخية بدراسته لغلاف الهواء، لكنه لم يكن جغرافيًا عظيمًا فحسب، بل كان أيضًا مؤرخًا ورحالة حول العالم وكاتبًا غزير الإنتاج.
قام بدراسة معمقة للمصادر اليونانية والرومانية وجمع المعلومات خلال السفر عبر بلاد فارس وأجزاء من الهند وجزر المحيط الهندي حتى استقر به الحال في الفسطاط.
كان لدى المسعودي فكرة واضحة عن الشكل الكروي للأرض بناءً على المنطق، وفي الجغرافيا الطبيعية، دعا المسعودي إلى الأفكار الحديثة لمورفولوجيا الأرض (علم شكل الأرض) بما في ذلك كل من الدراسة المقارنة للأشكال الأرضية والدراسة التحليلية للعمليات المشاركة في تكوينها.
وصف المسعودي تبخر الرطوبة من أسطح المياه وتكثيف الرطوبة لتشكيل السحب، وقدم حسابًا مهمًا للرياح الموسمية في الهند، وفي مجال الجغرافيا البشرية حاول ربط الإنسان بالبيئة.
البيروني (973-1039)
كان أبو الريحان البيروني واحدًا من تلك العقول الرائعة التي تعمل في عالم القرون الوسطى وأذهلت نظرتها الإبداعية والعلمية والدولية، إلى جانب عالمية الفكر، العالم الحديث.
البيروني ألَّف 27 كتابًا عن الجغرافيا، أربعة منها عن علم الخرائط والجيوديسيا (علم المساحة التطبيقية) وعلم المناخ، والكتب السبع المتبقية عن المذنبات والنيازك والمسح.
سافر البيروني أربعين سنة لجمع العينات المعدنية، وأثبتت جداوله ذات الأوزان المحددة لثمانية عشر مادة صحتها بشكل رائع، اكتشف أيضًا أن الضوء ينتقل أسرع من الصوت، ومن أكثر أعماله تألقًا كتاب "الأسرار الباقية عن القرون الخالية"، وهو تسلسل زمني للدول القديمة، ويحتوي على التفاصيل الدقيقة للمعلومات الجغرافية والتاريخية.
قضى الإدريسي 15 عامًا في جمع بيانات حول العالم من خلال رحلاته، لينتج أحد أعظم الأعمال الجغرافية في التاريخ "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"
البيروني المعروف بـ"أبو الجيوديسيا" له أيضًا باع طويل في دراسة الكرة الأرضية ورسم الأشكال عليها، لكن الأهم من ذلك أنه كان العالم الوحيد الذي قاس محيط الكرة الأرضية بدقة متناهية، وله معادلة باسمه "معادلة البيروني".
اعترف البيروني في كتاب "تحقيق ما للهند من مقولة معقولة في العقل أم مرذولة" عام 1030 بأهمية الأحجار المستديرة في جنوب جبال الهيمالايا، وأشار إلى أن الحجارة أصبحت مستديرة في أثناء تدحرجها على طول الجداول الجبلية الغزيرة، كما أدرك أيضًا أن المادة التي تسقط بالقرب من الجبال تكون أكثر خشونة في الملمس وتصبح أدق في الملمس بعيدًا عن الجبل.
قارن البيروني بين الحفريات المختلفة المكتشفة في سهول شبه الجزيرة العربية وجرجان على طول بحر قزوين، واعتقد أن البحر كان في هذه الأماكن بمرور الزمن، وأكد أن سهل الغانج الهندي يتكون من الطمي الذي تنزله الأنهار، كما ناقش حدوث السيول والينابيع، ورأى أن جبل القمر هو مصدر النيل، وأن الفيضانات في النيل كانت بسبب الأمطار الغزيرة في الروافد العليا.
يقر المؤرخ جورج سارتون بشهرة البيروني العلمية: "كان البيروني رحالة وفيلسوفًا وعالم فلك رياضيًا وعالمًا جغرافيًا، كان من أعظم علماء المسلمين الموسوعيين في كل العصور".
الإدريسي (1099-1180)
دولة الاسلام في الاندلس في عهد الحاجب المنصور بالله ايام عزة الاسلام ٣٧٥هـ
Читать полностью…📝 المنصور ابن أبي عامر .. المجاهد الذي لا يهزم
أ.د. راغب السرجاني
المنصور ابن أبي عامر .. المجاهد الذي لا يهزم، مقال بقلم د. راغب السرجاني، يتناول جهاد ابن أبي عامر وأشهر غزواته في الأندلس ومنها غزوة شانت يعقوب

تولَّى محمد بن أبي عامر الحُكم منذ سنة (366هـ= 976م) وحتى وفاته –رحمه الله- في سنة (392هـ= 1002م)، وقد قضى هذه المدَّة في جهاد دائم لا ينقطع مع ممالك النصارى في الشمال، مع حسن إدارة وسياسة على المستوى الداخلي، حتى صارت الأندلس في عهده في ذروة مجدها[1].
غزوات المنصور ابن أبي عامر
غزا محمد بن أبي عامر في حياته أربعًا وخمسين غزوة، لم يُهزم أبدًا في واحدة منها، بل كان الأغرب من ذلك هو أن يصل في فتوحاته إلى أماكن في مملكة ليون وفي بلاد النصارى لم يصل إليها أحدٌ من قبلُ، بل لم يصل إليها الفاتحون الأوائل؛ مثل: موسى بن نصير وطارق بن زياد، فقد وصل الحاجب المنصور إلى منطقة الصخرة؛ تلك المنطقة التي لم تُفتح من قِبَل المسلمين من قبلُ، واستطاع –رحمه الله- أن يغزو النصارى في عقر دارهم، وها هو ذا قد وصل إلى خليج بسكاي والمحيط الأطلسي في الشمال، وفي كل هذه الغزوات لم تنكسر له فيها راية، ولا فلَّ له جيش، ولا أُصيب له بعث، ولا هلكت سرية[2].
وكان من المتعارف عليه قبل ذلك أن الجهاد في الصوائف فقط، إلاَّ أن الحاجب المنصور كانت له في كل عام مرتان يخرج فيهما للجهاد في سبيل الله، عُرفت هاتان المرتان باسم الصوائف والشواتي.
غزوة شانت يعقوب
كانت أعظم هذه الغزوات قاطبة غزوة «شانت ياقب»، وشانت ياقب هو النطق العربي في ذلك الوقت لـ «سانت يعقوب» أي القديس يعقوب، وكانت هذه المدينة في أقصى الشمال الغربي من شبه الجزيرة الأيبيرية، وهي منطقة على بعدها الشديد عن أهل الأندلس في ذلك الوقت كانت شديدة الوعورة؛ ولذلك لم يصل إليها فاتح مسلم قبل المنصور بن أبي عامر، هذا بالإضافة إلى أن هذه المدينة على وجه التحديد كانت مدينة مقدسة عند النصارى، فكانوا يأتونها من مختلف بقاع الأرض ليزوروا قبر هذا القديس؛ حتى إن ابن عذاري المراكشي قال: إنها «أعظم مشاهد النصارى الكائنة ببلاد الأندلس وما يتصل بها من الأرض الكبيرة، وكانت كنيستها عندهم بمنزلة الكعبة عندنا؛ فبها يحلفون، وإليها يحجون من أقصى بلاد رومة وما وراءها»[3].
وكان ملوك نصارى الشمال كلما هاجم ابن أبي عامر عواصمهم فروا إلى هذه المنطقة القاصية الوعرة؛ يحتمون فيها من بأس المسلمين؛ ولهذا قرَّر ابن أبي عامر أن يذهب إلى هذه المدينة، وأن يحطم أسوارها وحصونها؛ ولِيُعْلِمَ هؤلاء أن ليس في شبه الجزيرة كلها مكان يمكنهم أن يحتموا فيه من بطش ابن أبي عامر.
وقصة هذه المدينة هي ما يُقال عن يعقوب صاحب هذا القبر، من أنه كان أحد حواريِّي سيدنا عيسى ابن مريم u الاثني عشر، وأنه كان أقربهم إليه u؛ حتى سموه أخاه u للزومه إيَّاه، فكانوا يُسَمُّونه أخا الرب –تعالى الله عمَّا يصفون علوًّا كبيرًا - ومنهم مَنْ يزعم أنه ابن يوسف النجار، وتقول الأسطورة أن صاحب هذا القبر كان أسقف بيت المقدس، وأنه جاب الأرض داعيًا إلى عقيدته حتى وصل إلى تلك الأرض البعيدة، ثم إنه عاد إلى أرض الشام، وقُتل بها، فلما مات نقل أصحابه رفاته إلى آخر مكان بلغه في رحلته الدعوية.
وفي صائفة سنة (378هـ) -وهي غزوته الثامنة والأربعون- قاد ابن أبي عامر قواته متجهًا بها نحو الشمال قاصدًا شانت ياقب، وفي الوقت نفسه بدأ الأسطول الأندلسي الذي أعده المنصور لهذه الغزوة تحرُّكَه من الموضع المعروف بقصر أبي دانس غربي الأندلس، وفي الطريق انضم إلى المنصور ابن أبي عامر عدد كبير من أمراء نصارى الإسبان؛ نزولاً على ما بينه وبينهم من معاهدات تُوجب عليهم أن يشتركوا معه في المعارك، ثم اتجه إلى شانت ياقب مخترقًا الطرق الجبلية الوعرة، حتى وصل إلى هذه المدينة، بعد فتح كل الحصون والبلاد التي في طريقه، وغنم منها وسبى، ثم وصل ابن أبي عامر إلى مدينة شانت ياقب ولم يجد فيها إلاَّ راهبًا بجوار قبر القديس يعقوب، فسأله عن سبب بقائه، فقال: أؤانس يعقوب. فأمر بتركه وعدم المساس به، وأمر بتخريب حصون هذه المدينة وأسوارها وقلاعها، وأمر بعدم المساس بقبر القديس يعقوب، ثم تعمق حتى وصل إلى ساحل المحيط دون أن يقف أمامه شيء، وكرَّ راجعًا، بعدما أنعم على مَنْ كان معه من أمراء النصارى بالمال والكساء كلٍّ على حسب قدره، ثم كتب إلى المسلمين يُبَشِّرهم بالفتح[4].
صور من جهاد المنصور ابن أبي عامر
يسير جيشا جرارا لإنقاذ نسوة ثلاث
جاء عن الحاجب المنصور في سيرة حروبه أنه سَيَّر جيشًا كاملاً لإنقاذ ثلاث من نساء المسلمين كنَّ أسيرات لدى مملكة نافار؛ ذلك أنه كان بينه وبين مملكة نافار عهد، وكانوا يدفعون له الجزية، وكان من شروط هذا العهد ألاَّ يأسروا أحدًا من المسلمين أو يستبقوهم في بلادهم، فحدث ذات مرَّة أن ذهب رسول من رسل الحاجب المنصور إلى مملكة نافار، وهناك وبعد أن أدَّى الرسالة إلى ملك نافار أقاموا له جولة، وفي أثناء هذه
"وانطلاقًا من هذه الفجوة، فإن العشاق الصادقين يشاهدون الجمال، ويشغلون البال والخاطر … وإذا كان بين العارفين رجل واحد فإذا ما رأى مليحة يتقدم نحوها دون خجل أو حياء ويقول لها: ليكن عيدك سعيدًا مباركًا.. ويتمنى لها أن تصل إلى مرادها. إن هذا من العرف السائد في مصر، وليس هذا عيبًا، ولا يعد أمرًا غير مألوف، فالعرف في مصر أنه خلال العيد يكثر العشاق والأراذل".
إلا أن الأمر كان في حدود الأدب ولم يتحول كما هو الحال الآن إلى حالات تحرش تصل لحد الاغتصاب للفتيات في العيد في شوارع القاهرة الأمر الذي امتد إلى بعض محافظات مصر أيضًا، فيقول رحَّالتنا معقبًا على أفواج البشر في الطرقات والشوارع:
"وخلال العيد تسير الفتيات والفتيان جموعًا جموعًا ويلعب الصبية والصبايا أفواجًا أفواجًا، ويتجولون في المتنزهات.. وليس هناك أي احتمال ﻷي تجاوزات او اغتصاب لفتى أو فتاة أو سيدة، فلا يجرؤ أي رجل أن يمد يده على غلام أو صبية، فهناك غاية الأمن والأمان بهذا العدد".
يلاحظ أوليا أمر آخر من خلال مشاهداته، وهو عدم ملاقاته لأي مخمور في طرقات القاهرة وشوارعها، ويشيد بهذا الأمر وهو يقول:
"كما أن هناك في مصر عبرة أخرى، فخلال هذا الخضم الهادر من البشر ووسط الآلاف بل مئات الآلاف لا يمكن أن ترى رجلًا ثملًا في الطريق العام، ولقد تجولت كثيرًا في الطرق والمتنزهات ولم أصادف مخمورًا قد تردى في الطريق العام أو ثملًا يترنح وهو يسير بين الناس، فهذا أمر معيب جدًا. وإذا ما تصادف ذلك، فإنهم يقبضون عليه فورًا ويحضرونه أمام باب دراه ويجلدونه، أو ينفونه إلى قبرص أو إلى حدود بلاد الفونج، ويظل إلى ما لانهاية في "قلعة صاي" على نهاية حدود بلاد الفونج هذه. فاحتساء الخمر أو الشراب في الطريق العام وبشكل علني ممنوع، وشيء منفور منه تمامًا، ولكن الأشياء غير الملومة كثيرة، وفي العيد الشريف يكثر المصريون من دعوة بعضهم بعضا، ويقيم بعضهم لبعض الولائم".
وهكذا وصف لنا رحَّالتنا الكبير مظاهر البهجة والفرح بشرح الكيفية التي يحتفل بها المصريين بالعيد، وهي مظاهر مازال بعضها قائمًا إلى الآن، وسقى الله تلك الأيام كم كانت جميلة ومليئة بالسرور الذي تلاشى من مصر منذ فترة طويلة.
📚 واحة التاريخ والحضارة
/channel/awaren
وهنا يا إخوتي لابد من وقفة تأمل: البشر شرعوا للناس أعياداً وجاءت كلها مرتبطة بأحداث بشرية وارتبطت باللهو والترف، ولكن عندما نجد أعياد المسلمين ارتبطت بعبادة لله تعالى وطاعته، ماذا يدل ذلك؟ إنه بلا شك يدل على أن مصدر هذه الأعياد هو مصدر إلهي!! بكلمة ثانية: يدل على أن الإسلام دين من عند الله تعالى!
وسؤالي الآن: بالله عليكم! هل هذا إعجاز أم ماذا؟ هل هناك إنسان على وجه الأرض (من غير الأنبياء والمرسلين) سنَّ لقومه عيداً يأتي بعد عبادة عظيمة لله تعالى؟ هل يمكن للنبي صلى الله عليه وسلم، لو لم يكن رسولاً من عند الله، أن يشرّع لقومه مثل هذه العبادة؟
لماذا لم يجعل النبي من انتصاراته عيداً؟ لماذا لم يجعل من زواجه عيداً؟ لماذا لم يجعل من فتح مكة عيداً... بل إن أهم حدث في حياة النبي وهو النبوّة، عندما نزل عليه الوحي، حتى هذا اليوم لم يجعله عيداً... سبحان الله، لماذا؟ لأنه يريد أن يقول لنا: إن العيد مناسبة لجميع المسلمين وليست مناسبة تخص إنساناً واحداً حتى ولو كان أعظم الخلق على الإطلاق؟
لو فكرنا قليلاً بهذا العيد والمناسبة التي ارتبط بها لرأينا برهاناً واضحاً على صدق هذا النبي عليه الصلاة والسلام، وأنه لم يأت بشيء من عنده، بل هو كما وصفه ربه بهذه الكلمات الرائعة: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3-4]. فالحمد لله على نعمة الإسلام... وكل عام وأنتم بخير.
✍ بقلم عبد الدائم الكحيل
📚 واحة التاريخ والحضارة 👇
/channel/awaren
🌹🌹السلام عليكم ورحمة الله وبركاته🌹🌹
🌹🌹يسرني ويسعدني ان اتقدم لكم بأجمل التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك اعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات وكل عام وانتم بخير وعافية وصحة وسلامة يارب العالمين🌹🌹
📚 #واحة_التاريخ_والحضارة
قرَّر قريش العقيلي أن ينفي الخليفة إلى مدينة "عانة" على نهر الفرات شمالي العراق تحت الإقامة الجبرية والمراقبة الدائمة، وقد وافق البساسيري على هذا الأمر شريطة أن يكتب الخليفة اعترافا وعهدا يُقِرُّ فيه أن العباسيين لا حق لهم في الخلافة مع أبناء فاطمة الزهراء "الفاطميين" في مصر.
وقد وقَّع الخليفة المغلوب على أمره عهد التنازل، وخرج من بغداد منهزما بعد عز الخلافة والسلطان، وأرسل البساسيري هذا المحضر وكثيرا من آثار العباسيين إلى القاهرة التي استقبَلت هذه الأخبار بالفرح والاحتفالات العارمة[14].
وفي يوم الجمعة 13 ذي القعدة سنة 450هـ/31 ديسمبر/كانون الأول 1058م أُقيمت الخطبة للفاطميين في العاصمة بغداد، ودُعي فيها للخليفة الفاطمي المستنصر بالله لأول مرة، وزيد في الأذان "حي على خير العمل"، ثم وقع الوزير ابن المسلمة العباسي في أسر البساسيري في نهاية المطاف، ليُقرِّر إنزال عقوبة الإعدام فيه، وسقطت كامل بلاد العراق والأهواز في قبضة البساسيري والفاطميين لأول مرة منذ ظهور الفاطميين على مسرح الأحداث بنهاية القرن الثالث الهجري.
السلاجقة يعودون من جديد
ألب أرسلان (مواقع التواصل)
أما في إيران؛ فقد كانت رحى المعركة بين طغرل بك وأخيه المنقلب إبراهيم ينال على أشدها، ولكن شيئا فشيئا، انفضَّت بعض القوات الموالية لإبراهيم ينال من حوله، وانضمَّت إلى السلطان طغرل بك، ومالت الكفة أكثر ناحية طغرل بك بعدما أرسل إليه ابن أخيه الأمير "ألب أرسلان" -السلطان الذي اعتلى العرش من بعده- قوات عسكرية سلجوقية كبيرة من خراسان، وحينها وقعت الهزيمة بإبراهيم ينال، ليُقرِّر طغرل بك قتله جراء انقلابه وعصيانه سنة 451هـ/1059م[15]، ويعود بعد ذلك السلاجقة يدا واحدة أشد قوة وصلابة.
وإذا كان طغرل بك قد تخلَّص من أخيه المناوئ، مُتقيا شر فتنة عظيمة، ومُعيدا توحيد الصفوف السلجوقية من جديد، فإنه أدرك بعد عام من الحرب الداخلية أن العدو الحقيقي مُتمثِّل في الفاطميين وذراعهم البساسيري المُنقلِب على الخلافة العباسية في العراق. ومن ثمَّ لملم طغرل بك صفوف قواته، واتجه صوب بغداد، وقد علم البساسيري بأخبار مجيء القوات السلجوقية، وأيقن أنه لا قِبَل له بها، ففرَّ من بغداد جنوبا إلى الكوفة، وبعد ذلك أرسل طغرل بك إلى أمير الموصل يُطالبه بالإفراج الفوري عن الخليفة القائم بأمر الله، وإعادته مُعزَّزا مُكرَّما إلى بغداد، فامتثل قريش بن بدران العقيلي لأوامر السلاجقة، وعاد الخليفة إلى بغداد في 11 ذي القعدة سنة 451هـ/24 ديسمبر/كانون الأول 1059م بعد عام كامل على نفيه وخلعه من الخلافة، ووقف السلطان طغرل بك في مقدمة مستقبليه وهو عائد إلى عاصمة الخلافة العباسية من جديد[16].
لم يكد الخليفة يستقر في بغداد حتى عَهِد السلطان طغرل بك إلى قائده "خمارتكين الطغرائي" بالمسير على رأس ألفَيْ فارس إلى الكوفة حيث يُقيم البساسيري ومؤيده الأكبر الأمير دبيس بن مزْيَد زعيم قبائل بني مزيد في غرب العراق وجنوبه، ثم عزَّز طغرل بك قائده بطائفة من العساكر العربية الموالية للعباسيين بقيادة "ابن منيع الخفاجي"، وقرَّر فوق ذلك المسير بنفسه في جيش آخر من خلفهم.
مقتل البساسيري وهزيمة المشروع الفاطمي
دارت بين الطرفين معركة ضارية عند الكوفة في منتصف شهر ذي الحجة سنة 451هـ/يناير/كانون الثاني 1060م، ويقول "المقريزي" في تاريخه عنها: "وافت العساكر (السلجوقية) البساسيريَّ ودُبيْسَ بن مَزْيَد، فكانت بينهم حروب آلت إلى انهزام دُبيس ووقوع ضَرْبة في وجه البساسيري سقط منها عن فرسه، فأُخذ وقُتل، وحُملت رأسه إلى طغرل بك فبعث بها إلى الخليفة القائم، فطيف بها على قناة في بغداد"[17].
عمَّ الفرح بغداد، وارتاح بال الخليفة القائم من تلك المأساة التي كادت تعصف به وبالخلافة العباسية. وبهذه النهاية للقائد العسكري البساسيري، طوى السلاجقةُ الأتراك فصلا من فصول التآمر اختلط فيه التعصُّب الطائفي مع مصالح أمراء العراق سُنَّة كانوا أم شيعة، ومن هنا، قرَّر جميع هؤلاء القادة وزعماء القبائل الذين وقفوا مع البساسيري سابقا أن يُقدِّموا شروط الولاء والطاعة للسيد الجديد؛ السلطان طغرل بك[18].
لعل حكاية البساسيري وخيانته للدولة العباسية التي كان أمينا عليها، ومدافعا عن مقام الخلافة فيها، تُعَدُّ فصلا من فصول التآمر الفج في تاريخنا، لكن إذا كانت الخيانة قد أحدثت من الأضرار والدماء ما عرفناه، فإن مجيء السلاجقة، ودفاعهم عن الخلافة، وتدميرهم للنفوذ الفاطمي في العراق، وقتلهم للبساسيري، جعلهم يتطلَّعون بدورهم إلى التمدُّد والنفوذ والسلطان، وكذلك إلى طرد الفاطميين من الشام وفلسطين، وهو ما تمَّ لهم في نهاية المطاف، قبل أن يُحقِّقوا النصر الأعظم على البيزنطيين في الأناضول بعد معركة "ملاذكرد" الشهيرة عقب تلك الأحداث باثنتي عشرة سنة فقط سنة 463هـ/1071م، ليطأ الإسلامُ أرضا جديدة، سيخرج منها العثمانيون الفاتحون للقسطنطينية ولشرق أوروبا بعد ذلك بقرنين ليس إلا.
🔸 أول من أنشأ مستشفى للأمراض النفسية في تاريخنا
أنشئ أول مستشفى للأمراض النفسية في العصور الإسلامية الأولى في دمشق عام 770 ميلادي ، على يد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك ، الذي ولد في المدينة المنورة ونشأ في دمشق. تولى الوليد اهتمامًا بالإنجازات الحضارية في جميع جوانب الحياة ، مثل الطب والعمران والعديد من المجالات الأخرى التي أثبتت دورها في ازدهار الحضارة الإسلامية . قام بالعديد من الفتوحات الإسلامية في العديد من البقاع ، وأنشأ العديد من المستشفيات التي تعتني بالمرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة ، كما أمر بدفع الرواتب للمرضى ذوي الاحتياجات الخاصة ، مثل المكفوفين والأبرص ، كدولة تستخدم لتوفير مرافق خاصة لكل شخص أعمى ، وخادم خاص لكل شخص مقعد. بالإضافة إلى إنشاء مستشفى لمرضى الجذام لحماية الأشخاص من العدوى ، تحول هذا المستشفى لاحقًا إلى مستشفى للأمراض النفسية. [3] [4]
الهيكل التنظيمي للبيمارستان
تم إنشاء مستشفيات الطب النفسي المتخصصة في تقديم الخدمات التكيفية والعلاجية لمرضى الأمراض النفسية لاحقًا في مستشفيات مرضى الجذام ، والتي سميت فيما بعد بالمارستان. كانت هذه الخطوة واحدة من أهم وأول الخطوات التي اتخذها الخليفة الوليد بن عبد الملك في مسيرته على طريق الازدهار الحضاري والإصلاح الشامل لجميع جوانب الحياة المدنية العامة ، حيث كانت جزيرة بيمارستان مجهزة بجميع الوسائل اللازمة لتوفير طرق العلاج اللازمة والمرافق الإضافية ، من أجل إتمام عملية العلاج على أعلى مستوى ، فإن أهم هذه العلاجات هي غسل المريض بالماء في الصباح ، والأنشطة البدنية ، والمشي ، والمشي ، وممارسة الرياضة والمرح يقوم المريض في الحدائق الخاصة الملحقة بالحديقة بإظهار التأثير الإيجابي للرائحة الطبيعية للنباتات والزهور المختلفة ، وكذلك الموسيقى الطويلة والأدوية المهدئة مثل الأفيون ، والتي تستخدمها نسب مئوية معينة لعلاج الجنون. من بين الحالات التي تم تلقيها من قبل بيمارستان والعمل على علاجها والتخلص منها: الهذيان أو الاضطراب العقلي أو ما يسمى الجنون ، وفي تلك الحقبة ، تم تصنيف الحب على أنه مرض عقلي. [4]
الأمراض النفسية على مر التاريخ
القديمة والحديثة الحضارات التعامل مع الأمراض النفسية وتأثيرها على المرضى النفسيين، والتي شملت تقديم التفسيرات والعلاجات المختلفة لهم، وشهدت هذه الحضارات الأمراض العقلية من زوايا مختلفة.
الأمراض العقلية في الحضارات الأوروبية
لقد تعرضت أوروبا للعديد من الأحداث التي ساهمت في انهيار العلم. أدى سقوط الإمبراطوريات إلى انهيار وتراجع حركة النظريات العلمية والعلوم المختلفة بشكل عام والطب النفسي بشكل خاص ، حيث أدى اتجاه عزل العلم عن الحياة بسبب الإهمال والتعصب الديني إلى انتشار الجهل ، وكان الطب وضعت في أيدي العلماء الجهلة ، تعرض المرضى النفسيون لأشد أشكال التعذيب ، حيث اعتُبروا أنهم تحت تأثير السحر الأسود أو أنهم تعرضوا لارتداء الأرواح الشريرة. كما حدث في عصر النهضة الأوروبية ، ازدهر العلم مرة أخرى وسادت النظرة الإنسانية للمرضى العقليين ، بالإضافة إلى تطور الآراء والمواقف تجاه هؤلاء المرضى ، حيث تحولت السجون التي احتُجز فيها المرضى إلى مرافق وعيادات نفسية حيث تم علاجهم. [5]
الأمراض النفسية في الحضارة الإسلامية
أدرك العلماء والأطباء المسلمون المهتمون بالطب النفسي أهمية وتأثير الرعاية الصحية النفسية والاجتماعية لمرضى الطب النفسي. قاموا بإنشاء العديد من دور الرعاية النفسية وإعداد أماكن حيث تم توفير خدمات العلاج لهؤلاء المرضى ، والتي أطلقوا عليها bimarstanat. عملت معها العديد من الأطباء النفسيين والممرضين المدربين ، وكانت هناك العديد من الأساليب والأساليب العلاجية التي تميزت بالتفاعل التفاعلي والإنساني الودي والود مع المرضى ، ومن بين هذه العلاجات الأكثر استخدامًا: الأدوية المهدئة ، الرياضة ، ، الأنشطة البدنية والموسيقى ، بالإضافة إلى توفير قدر أكبر من العلاوة الممكنة اللازمة لإكمال عملية الشفاء في راحة مطلقة ، في حين أن المرضى الذين تظهر عليهم أعراض تتميز بالعنف ، يعبّرون عن اضطراب وهيجان ، فقد خصصوا لهم غرف وأجنحة موضوعة في مكان وأين يتم توفير جميع عناصر معاملتهم: كالراحه ، وفقط ذلك ، والهدوء. [1]
📚 واحة التاريخ والحضارة
/channel/awaren