Telegram-канал alhatamii - اجمل واعذب الكلمات: Unsorted

اجمل واعذب الكلمات

31 March 2023 04:33

قام الحاجب المنصور عام 387 هـ بتدمير شانت ياقب وجعل الصليبيين يحملون اجراس كنيستها مسافة 1000 كيلو لجعلها ثريات في مسجد قرطبة
هي آخر معاقل المسيحيين في الشمال الغربي من الأندلس، تمتلك المرتبة الثالثة من المدن المقدسة عند المسيحيين، فتسبقها القدس وروما. وهم يظنون أن بها قبر رمزي لأحد تلاميذ المسيح وهو "القديس يعقوب". وقد كانت شانت ياقوب محجا للاسبان وأهميتها كاهميه الكعبة عند المسلمين وكان النصارى عندما يهاجمهم المنصور يهربون لهذه المدينه ويمنتعون بها وذلك لوعورة الطريق المؤدي إليها فلا يستطيع المسلمون الوصول إليها وفي صائفة سنة (387 هـ) زحف المنصور نحو الشمال الغربي يريد مدينتهم المقدسة ، و اتجه صوب جليقيه وهو يقتحم السهل والوعر حتى وصل إلى جبل وعر المسالك ولم يستطع الجيش المرور من خلاله ولا يوجد طريق آخر يمكن الإلتفاف عليه فلما رأى المنصور أن هذا الجبل سيحول بينه وبين الوصول لشانت ياقب أمر الفعلة والصناع بأن يوسعوا شعاب الجبل بالفؤوس والحديد حتى يستطيع الجيش المرور من خلاله وبالفعل وسع الصناع العمال الطريق واستطاع الجيش بأن يمر فانظر إلى عظم همة المنصور وشدة ذكائه ؛ و فتح حصن صخرة بلاي التي اعتصم بها القائد بلاي مع عدد من جنده ولم يستطع المسلمون فتحها في زمن موسى وطارق وكانوا شوكة في حلوق المسلمين في الأندلس حتى استطاع المنصور فتحها والسيطرة عليها؛ثم سار رحمه الله بجيشه وكانت جموع من النصارى قد هربوا لجزائر مقابلة للشاطئ ؛ وفي يوم الأربعاء الثاني عشر من شعبان عام387هـ دخل المسلمون الى مدينة شانت ياقب وهدموا اسوارها وحصونها التاريخيه ودمروا كنيستها العظمى واستولوا على ما فيها من الذخائر والتحف وامر المنصور بحمل أبواب الكنيسة ونواقيسها وامر الأسرى النصارى بحملها على ظهورهم حتى قرطبه فوضعت الأبواب في سقف توسعة المنصور للمسجد الجامع وعلقت النواقيس رؤوسا للثريات المعلقة بالجامع .
و مر الزمان و مات المنصور و تنازع المسلمون بعده و ذهبت ريحهم ، انهارت مدنهم الاندلسية الواحدة تلو الاخرى امام زحف النصارى ، وحين جاء دور قرطبة التي سقطت بيد النصارى سنة (633هـ\1236م) و رفع الصليب على قمة صومعة جامعها الأعظم، ولما كان النصارى لا ينسون التاريخ ، امر الملك فرناندو بأن تنزع النواقيس التي كان الحاجب المنصور قد أخذها من كنيسة شنت ياقب سنة (387 هـ 997 م) وحملها الأسرى النصارى على كواهلهم حتى قرطبة، حيث جعلت رؤوسا للثريات الكبرى بالجامع - أمر بأن تنزع هذه النواقيس، وأن يحملها الأسرى المسلمون على كواهلهم، إلى شنت ياقب، لترد هنالك إلى أمكنتها بالكنيسة الكبرى.
مصدر
ابن عذاري, البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب.