"من يرد الله به خيرا يفقه في الدين"
قد تكون قليل العبادة في رمضان؛ لكن اعلم أن تعظيمك لشهر رمضان باجتناب المحرمات من أعظم القُربات:
﴿ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ﴾
قال ابن رجب رحمه الله :
متى سيصلح من لا يصلح في رمضان!!
لطائف المعارف ( 297 )
'
كَان الصَّحابة رضِي اللّٰه عنهُم يقولُون:
"كنا نُعدُّ لرمضان دعواتٍ محدَّدة نُلح عليها طوَال الشَّهر، فواللَّه ينقضِي رمَضان، ثُمَّ لا يأتي رمَضان التَّالي إلاَّ وقد أجاب اللَّه لنا ما دعَوناه بِه"
.
رمضان شهر الطاعة شهر المغفرة شهر العتق من النار تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم إنه فرصة للأعمال الصالحة فلنكثر منها ولنتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بأكبر عدد ممكن من الطاعات
شهر رمضان شهر القرآن فلنكثر من قراءة القرآن ولنجاهد أنفسنا لختمات كثيرة في رمضان ولنكثر من الاستغفار والأذكار
قال الله تعالى: ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )
ليكن شعارنا في رمضان: (لن يسبقني إلى الله أحد )
قاعدة عظيمة .
اترك أثراً في كل مكان تذهب إليه : كلمة طيبة، معلومة مفيدة، تذكير بسنة، نصيحة، دلالة على خير .
بعضهم في الأماكن العامة يُسمع من حوله الذكر والاستغفار فلعله يلحق به .
هذه الأماكن سوف تشهد لك يوم القيامة .
د. عبدالملك القاسم
هنيئًا لمن جعله الله سببًا في الخير ومفتاحًا له، فهؤلاء هم من ينالون البركة في الدنيا والأجر العظيم في الآخرة.
كما قال النبي ﷺ: (إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفتاح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفتاح الشر على يديه)
[رواه ابن ماجه]
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من مفاتيح الخير، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
كون الإنسان مفتاحًا للخير يعني أن يكون سببًا في نفع الناس، ونشر المعروف، وتيسير الأمور، سواء بالكلمة الطيبة، أو بالنصيحة المخلصة، أو بالمساعدة الفعلية.
وقد امتدح الله تعالى في كتابه الكريم الذين يسعون في الخير، فقال:
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}
[المائدة: 2]
الصَّالِح يؤتمَن حتَّىٰ في عَداوتهِ".
اختَاروا الصَديق الصَّالِح، حتىٰ وإن تخَاصَمتُم يومًا ما، لا تجِدَهُ يأكُل لحمَك نيَّـًا، أو يَهتِك عِرضَك، أو يَفضَح سِرَّك..
فهِذِه عَلامَات المُنافِقين" وإذَا خاصَمَ فَجَرَ"، كمَا قالَ عنهُ مَولانا و
حَبيبنا ﷺ.
لا تُصَاحِب مُنافِقًا وإن بِت عُمرَك كُلُّه بِلا أصدِقَاء ..
فلنملأ الدنيا فرحاً بنعمة الله
«لا أعلم شيئاً معيناً لاستقبال رمضان سوى أن يستقبله المسلم بالفرح والسرور والاغتباط، وشكر الله أن بلغه رمضان، ووفقه فجعله من الأحياء الذين يتنافسون في صالح العمل، فإن بلوغ رمضان نعمة عظيمة من الله»
- فتاوى الإمام ابن باز (١٥/ ١٠)
تهنئة بحلول شهر رمضان
كل عام وأنتم إلى الله أقرب ، بلغكم الله رمضان وأعانكم على صيامه وقيامه، وكتب لكم فيه الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
اللهم اجعل رمضان فاتحة خير وبركة عليكم و على الأمة الإسلامية جمعاء ،أسأل الله أن ينير قلوبكم بالإيمان، ويملأ بيوتكم بالسعادة، ويرزقكم راحة البال في هذا الشهر الفضيل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*الأخوة نعمة عظيمة منحها الله للإنسان،فهي رباط وثيق يجمع بين الأفراد بالحب،والمودة، والرحمة.الأخوة ليست فقط رابطة دم ونسب، بل هي علاقة قائمة على التفاهم،الدعم، والتضحية المتبادلة.*
*الأخوة هي السند في الحياة،حيث تجد في أخيك أو أختك من يقف إلى جانبك في أوقات المحن،يشاركك الأفراح، ويكون لك عونا في اتخاذ القرارات.هي علاقة تحمل في طياتها كل معاني الصدق والوفاء، فهي تشبه الشجرة المثمرة التي تمد جذورها في عمق القلوب.*
*ولقد عظّم الإسلام مكانة الأخوة،سواء كانت الأخوة في الدم أو الأخوة في الدين،وحثّ على صونها ورعايتها. قال الله تعالى:"إِنَّما الْمُؤمنونَ إِخْوَة"* [الحجرات:10]
*الأخوة في الله من أعظم الروابط.علينا أن نحمد الله على هذه النعمة،ونسعى للحفاظ عليها،بتقديم الحب،والدعم لأشقائنا سواء كانوا في العائلة أو خارجها.*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول ابن القيم رحمه الله:
وأما الخطوات : فحفظها بأن لا ينقل العبد قدمه إلا فيما يرجو ثوابه عند الله تعالى ؛ فإن لم يكن فى خطاه مزيد ثواب ، فالقعود عنها خير له ،
ويمكنه أن يستخرج من كل مباح يخطو إليه قربة يتقرب بها وينويها لله ، فتقع خطاه قربة ، وتنقلب عادته عبادة ، ومباحاته طاعات ،
ولما كانت العثرة عثرتين عثرة الرجل وعثرة اللسان ، جاءت إحدهما قرينة الآخرى فى قوله تعالى : ﴿ وَعِبادُ الرَّحمنِ الَّذينَ يَمشونَ عَلَى الأَرضِ هَونًا وَإِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلامًا ﴾ .
فوصفهم بالاستقامة فى لفظاتهم وخطواتهم ، كما جمع بين اللحظات والخطرات فى قوله تعالى : ﴿ يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وَما تُخفِي الصُّدورُ ﴾ .
[الجواب الكافي]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*قال الله سبحانه وتعالى:*
*( وَلَا تُعجِبكَ أَمْوَالُهُم وَأَوْلَادُهُم ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنيَا وَتَزهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ).*
[التوبة : 85]
*أي: لا تغتر بما أعطاهم اللّه في الدنيا من الأموال والأولاد، فليس ذلك لكرامتهم عليه، وإنما ذلك إهانة منه لهم.*
*( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا)*
*فيتعبون في تحصيلها، ويخافون من زوالها، ولا يتهنئون بها.*
*بل لا يزالون يعانون الشدائد والمشاق فيها، وتلهيهم عن اللّه والدار الآخرة، حتى ينتقلوا من الدنيا*
*(وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)*
*قد سلبهم حبها عن كل شيء، فماتوا وقلوبهم بها متعلقة، وأفئدتهم عليها متحرقة.*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*إذا التهبت روحك بحرارة الصّبر فأبردها بتحسّس اللّطف، والتطلّع إلى الرحمة،وليكن الرجاء منك وثيقًا والظنّ بربك طيبًا جميلاً. قد لايعلم أحد جحيم الألم في قلبك، وإشتعال المرض في بدنك، وقد لا يقطع طريق البلاء معك صاحب حنون،و لايسمع أنينك أحد من الناس ،وقد تحترق روحك دون أن تلحظها عين أو يحس بها خاطر،وتتعب في صمت،فتحاول أن لا يتزحزح إيمانك،و ألا يهزمك اليأسك، وتحاول أن تصل إلى مطالع الفرج ،ففي البلاء كلّ شيء يبدو نفيسًا،الدمعة،والمسألة،والرجاء،و الشّعور، والدعاء، والكلمة تكتبها،والصدقة تضعها في يد فقير ترجو بها ما عند الله،*
*لئن حجب البلاء عنك ما تحبّ وما كنت فيه ترغب، فسر إلى ربك بكسورك و آلامك ولا تتوقف،قد يبدو ذلك شاقًا لكنه في الميزان ثقيل!*
*فربّك شّكور يجازي عن الشوكة فما فوقها؟*
*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته*
إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه.
لما استُخلِف عمر بن عبد العزيز ، قَدِمَ عليه وُفُودُ أهل كلِّ بلد ؛ فتقدَّم إليه وفد أهلِ الحجاز،فاشرأب منهم غلام للكلام،فقال عمر: يا غلام ، ليتكلم من هو أَسَن منك ! فقال الغلام: يا أمير المؤمنين،إنَّما المرء بأَصغريه:قلبه ولسانه،فإذا منح الله العبد لسانا لافظًا،وقلبًا حافظًا،فقد استجاد له الحلية،ولو كان التقدم بالسن لكان في هذه الأمة من هو أحق بمجلسك منك؛فقال عمر:صدقت،تكلّم؛فهذا السحْرُ الحلال ! فقال:يا أمير المؤمنين، نحن وفد التهنئة،لا وفد الْمرزئة؛ قدمنا إليك من بلدنا، نحمد الله الذي منَّ بك علينا،لم يخرجنا إليك رغبة ولا رهبة ، لأنا قد أمنَّا في أيامك ما خِفنا، وأدركنا ما طلبنا ؛فقال: عظنا يا غلام،وأوجز؛ قال:نعم يا أمير المؤمنين،إن أناسًا غرهم حلم الله عنهم، وطول أملهم،وحسن ثناء الناس عليهم ؛ فلا يغرنك حلم الله عنك ،وطول أملك، وحسن ثناء الناس عليك،فتزل قدمك؛ فنظر عمر في سن الغلام،فإذا هو قد أتت عليه بضع عشرة سنة، فأنشأ عمر يقول :
تعلمْ فليس المرء يولد عالِما .. وليس أخو علم كمن هو جاهلُ
وإنَّ كبير القوم لا علمَ عنده .. صغيرٌ إذا ألتفَّتْ عليه المحافلُ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إياك أن يخدعك الشيطان في ورعك، فيزهدك في التافه الحقير ويطمعك في العظيم الخطير،ولا يغلبنّك في دينك بالتماس العذر لكل خطيئة،وتصيُّد الفتوى لكل معصية؛فإن من اتَّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، انتماؤك إلى الله ارتفاع إليه،واتباعك الشيطان ارتماء عليه،وشتان بين من يرتفع إلى ملكوت السموات،وبين من يهوي إلى أسفل الدركات !
يقول ابن حزم رحمه الله تعالى:
وجدتُ أفضل نعم الله تعالى على المرء، أن يَطبَعَه على العدلِ وحُبِّه،وعلى الحقِّ وإيثارِه . وأما مَن طُبع على الجَوْرِ واستسهالِه، وعلى الظلم واستخفافه، فلْييأَس من أن يُصلِحَ نفسَه، وأن يُقَوِمَ طِباعَه أبدا وليعلم أنه لا يُفلِحُ في دين،ولا خُلُق محمود.
[الأخلاق والسير]
مـن فوائـد السحـور استشعـر هذه الفوائـد عندما تتسحـر
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى :
السحور فيه فوائد :
أولا : امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال : "تسحروا" .
ثانيا : الإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم لأنه كان يتسحر ولم يكن بين سحوره وبين صلاته إلا مقدار خمسين آية ، فكان عليه الصلاة والسلام يؤخر السحور .
ثالثا : أن في هذه الأكلة معونة على طاعة الله عز وجل ؛ لأن الإنسان إذا تسحر كفاه ذلك كل اليوم .
【 اللقاءات الرمضانية : (ص٣٥) 】
الافطار يكون بالتمر أو التمر والماء. اما الحليب فليس من السنة كما انه غير منصوح به طبيا لانه يسبب انتفاخ البطن و الغازات و عسر الهضم.
قال النَّبِيِّ ﷺ : " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُفْطِرْ عَلى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجدْ، فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ فَإِنَّه طَهُورٌ. "
روَاهُ أَبو دَاودَ، والترمذي وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
'
مسعُود بْن محَمد الهمذاني : كَانَ مِنْ خيارِ الناس، وكَان كثيراً ما يصفح عن النَّاسِ بقوله: “ الماضِي لا يُذكر ” قيل إنّه رُؤيَ في المنَامِ فقِيلَ له : ما فعَلَ الله بك ؟ قال: أوقفنِي بين يديه، وقَال لي: يا مسعود الماضِي لا يُذْكَر، انطلقُوا بهِ إلى الجنّة.
- تاريخ الإسلام ٤٢ / ٣٢٧ .
اعلموا أنه قد أظلكم شهر عظيم، وموسم مبارك كريم، جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام ، وندب إلى قيامه : فمن أكملها إيمانا واحتسابا تم له دينه واستقام ، به يغفر الله الذنوب ويحط الأوزار ، وفيه تربح بضائع المتقين الأبرار ؛ سوق المتجرين ، وغنيمة المفلحين ، وسرور العابدين ، وفرصة التائبين المنيبين ،من صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من الذنوب ؛ ومن اجتهد فيه بالخيرات فقد ظفر بأوفر حظ ، وأكمل نصيب ، فاحمدوا ربكم الذي أحياكم وأبقاكم حتى بلغكموه ،وسلوه أن يعينكم على القيام بحقوقه حتى تتموه وتستكملوه، واستقبلوه بتوبة نصوح صادقة ، وإنابة إلى الله في جميع أوقاته متواصلة .
[مجموعة مؤلفات الامام السعدي]
رمضان شهر الإحسان
*يحمل شهر رمضان في طياته معاني عميقة من الرحمة،والعطاء،وتزكية النفس،ويُذكّر المسلمين بأهمية تخفيف معاناة المحتاجين ومشاركة الخيرات معهم،وهذا يتجلى في عدة مظاهر:*
*الامتناع عن الطعام والشراب طوال النهار يُشعر الصائمين بجوع وعطش الفقراء،مما يزرع في نفوسهم التعاطف والرحمة ويدفعهم للإحسان إلى المحتاجين وتقديم العون لهم.*
*يعتبر توفير وجبات الإفطار للصائمين من أعظم صور الإحسان، سواء من خلال موائد الرحمن أو إرسال الطعام للأسر المحتاجة.*
*الإحسان يشمل أيضا الصفح عن الآخرين والتجاوز عن أخطاءهم، اقتداء بقول الله تعالى:{والكاظمين الغيظ و العافين عن الناس والله يحب المحسنين}*
[آل عمران]
*الإحسان في العبادة يتجسد في الإخلاص والحرص على صلاة التراويح،التهجد،وتدبر القرآن الكريم،ابتغاء مرضاة الله تعالى.*
يعتبر الصيام وسيلة لتحقيق السمو الروحي،وتعزيز التقوى والاتصال بالله.
من مقاصده الأساسية:
تنمية الشعور بالخضوع لله والابتعاد عن المعاصي،مما يساعد المسلم على زيادة وعيه الروحي والاقتراب من الله.
من خلاله يتعلم الإنسان ضبط النفس والتحكم في الشهوات، مما يسهم في تعزيز خلق الصبر والتحمل.
يشعر الصائم فيه بمعاناة الجوع والعطش، فيتطور لديه الشعور بالتعاطف مع الفقراء والمحتاجين،مما يدفعه لمساعدتهم.
يشجع الصيام على التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع،حيث يجتمع الناس في موائد الإفطار والسحور ويتشاركون الأفراح والتحديات.
إلى جانب فوائده الروحية،يعتبر الصيام فرصة لإعادة توازن الجسم وتنقيته من السموم .
بهذه الطريقة،يصبح الصيام وسيلة شاملة للتطوير الذاتي والارتقاء الروحي.
قَـالَ الإِمَامُ ابنُ القَيِّم رَحِمَهُ الله :
فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد ، ولذلك كان دعاء الكرب بالتوحيد ، ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد ، فلا يُلقي في الكُرب العظام إلا الشرك ، ولا يُنجي منها إلا التوحيد ، فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها و غياثها.
📚 الفــوائد (٦٦)
فلنملأ الدنيا فرحاً بنعمة الله
«لا أعلم شيئاً معيناً لاستقبال رمضان سوى أن يستقبله المسلم بالفرح والسرور والاغتباط، وشكر الله أن بلغه رمضان، ووفقه فجعله من الأحياء الذين يتنافسون في صالح العمل، فإن بلوغ رمضان نعمة عظيمة من الله»
- فتاوى الإمام ابن باز (١٥/ ١٠)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
التسامح في رمضان ليس مجرد تصرف أخلاقي،بل هو عبادة تقرّبنا إلى الله وتفتح لنا أبواب المغفرة والرحمة. فكما أننا نرجو أن يغفر الله لنا ذنوبنا،ينبغي أن نغفر للآخرين،اقتداء بقول الله تعالى:
{وليَعفوا وليَصفَحوا أَلَا تُحِبُّون أَن يَغْفِر الله لَكُم ۗ والله غَفُورٌ رَّحِيم} (النور: 22)
نبدأ رمضان بالتسامح من أجل التخلص من الحقد والضغينة لتصبح قلوبنا أكثر صفاء وهدوءا، مما يساعد على العبادة بخشوع.
التسامح يعيد بناء العلاقات المتكسّرة ويقوّي أواصر المحبة بين الناس.من صفح عن الناس،خفّ حمله، وسهلت عليه رحلته.
تذكّر أننا جميعا نخطئ،واحتساب الأجر عند الله يسهل علينا المسامحة..إن كان هناك خلاف بينك وبين شخص،بادر برسالة أو مكالمة،فأنت الرابح.
تذكر أن الدنيا فانية،والعاقل من يسعى لإرضاء ربه ونقاء قلبه.
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*﴿ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾*
*في ذلك تنبيه على أنه يحق الحمد لله عند هلاك الظلمة؛ لأن هلاكهم صلاح للناس، والصلاح أعظم النعم، وشكر النعمة واجب .*
[ التحرير والتنوير - ابن عاشور ]
نصيحة من ذهب
*لَيكُن الصّدق رفيقك والإخلاص قرينك.. فلا تنشر ليَرضىٰ أحد ولا تكتب حتّى يُقال عنك، ولا تجتهد لِيُصَفِّق لك النّاس، ولا تُكابد إلّا فيما يستحقّ! ثُمّ لِيَكُن لك من الخَفاء نَصيب، فلا تُصوّر كلّ لحظاتك، لا تُخبر بكل تفاصيلك، ولِيَكُن لك حَظّ من السّماء، ومساحة سر مع الله أخلِص خُطاك، كثّف دُعاك، هَذِّب أنّاك، خالِف هَواك، راقِب الله دومًا، ثم استقم .*
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحياة رحلة قصيرة مليئة بالتجارب، هي مدرسة نتعلم فيها دروسًا عظيمة كل يوم. جمالها يكمن في بساطتها، في لحظات الفرح الصغيرة التي تجعلنا نبتسم، وفي التحديات التي تعلمنا القوة والصبر.
الحياة ليست خالية من المتاعب، لكنها تمنحنا دومًا فرصة للبدء من جديد، للتغيير، ولتحقيق أحلامنا مهما بدت بعيدة.
الحياة جمال، ورؤية الجمال هو مفتاح الحياة، عشها برضا، واملأها حبًا، وكن نورًا لمن حولك، فالجمال الحقيقي في العطاء.
حسن الختام هو أسمى أمنيات المؤمن، وهو تتويج لحياة مليئة بالطاعات وحسن العمل. أن تختم حياتك وأنت قريب من الله، على ذكره وطاعته، هو دليل على رضا الله ورحمته بك.
قال رسول الله ﷺ:
"إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله." قيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح قبل موته."
*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته*
*حديث نفيس من وحي السماء جهله او تجاهله الكثير من الناس إلا من رحم الله،هذه التوجيهات النبوية ينبغي أن نقرأها بتمعن وأن نجاهد أنفسنا على العمل بها.*
عن انس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
*( لاَ تقاطعوا ولاَ تدابروا ولاَ تباغضوا ولاَ تحاسدوا وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا ولاَ يحلُّ لمسلمٍ أن يَهجرَ أخاهُ فوقَ ثلاث)*
[صحيح الترمذي]
*لا تباغضوا:البغض ضد الحب. أي لا تتعاطوا أسبابَ البغضاء، من غيبة، ونميمة، وغيرها من الأسباب . ولا تدابروا: لا تفعلوا الأشياء التي تُوجب ذلك، فالبغضاء والإيذاء والضَّرر والظلم كل هذا يُوجب التَّدابر.*
*لا تحاسدوا: لا يحسد بعضكم بعضًا، والحسد: تمني زوال النعمة عن الغير.*
•
من أين تأتي الأحزان؟
قال ابن القيّم الجَوزية - رحمه الله-:
" وإنّما تحصل الهُموم والغُموم والأحزان من جهتَين:
إحدَاهما: الرّغبة في الدّنيا والحِرص عليها.
والثاني: التّقصير في أعمال البرّ والطّاعة ".
عدة الصّابرين [ ٢٥٦ ].
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته-
عن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه ان رسول الله ﷺ قال:
أيعجزُ أحدُكم أن يكسبَ ، كل يومٍ ، ألفَ حسنة ؟ فسألَه سائلٌ من جلسائِه : كيف يكسبُ أحدُنا ألفَ حسنة ؟ قال يُسبِّحُ مائةَ تسبيحة ، فيُكتبُ لهُ ألفُ حسنة ، أو يُحطُّ عنهُ ألفُ خطيئة .*
[صحيح مسلم ٢٦٩٨]
قـال العلامـة بـن عثيمين:
*إن التسبيحة الواحدة في صحيفة الإنسان خير من الدنيا وما فيها ؛ لأن الدنيا وما فيها تذهب وتزول ، والتسبيح والعمل الصالح يبقىٰ .
[شرح رياض الصالحين ٤٧٨/٣]
قال الله جل جلاله:
(ومن يتوكَّل على اللَّهِ فَهو حسبُه)
ومعنى التوكل على الله: تفويض الأمر لله، والاستعانة به في جميع الأمور، وربط الأشياء بمشيئته،قـــال العلامــة الـسعـدي:فالمتوكِّل على الله قويُّ الْقلب لا تؤثِّر فيه الْأَوهام ولا تزعجه الْحوادث .
[الوسائل المفيدة-٢٧]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصلاة هي ركنٌ من أركان الدين الإسلامي، بل هي آكد أركانه، وهي عمود الدين، من أقامها أقام الدين، ومن هدمها هدم الدين، وقد فرضها الله -عزّ وجلّ- على نبيه -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج من فوق سبع سمواتٍ، ولها أهميَّةٌ في حياة المسلم، وقد كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا أصابه أمرٌ بادر إلى الصلاة.
الصلاة من أجلّ الطاعات ، وهي خير موضوع ، وأزكى مشروع وضعه الله في الشرائع كلها ، بل وجعلها محل اختبارهم وصلاحهم ، فهي خير عبادة وضعت واستقرت، جعلها الله بهيّة في شرعيتها ، وطيّبة في هيئتها، ومباركة في آثارها وأجورها ، ومن وعى ذاك استكثر منها وتزايد، وحسّنها واعتنى بها، لأنها رأس مال العبد، ومنبع سعادته، وبوابة راحته .