☆خذ من القناة ماتشاء واترك لنا الدعاء☆ انشر الخير ولا تحتقر من المعروف شيئا .. فلا تدري أي عمل يدخلك الجنة
⚠️ ضَرَرُ عَمَلِ النَّمَّامِ :
يقالُ : (عَمَلُ النَّمَّامِ أضَرُّ مِن عَمَلِ الشَّيطانِ ؛ لأنَّ عَمَلَ الشَّيطانِ بالخَيالِ والوَسْوسةِ ، وعَمَلَ النَّمَّامِ بالمواجَهةِ والمُعاينةِ).
● وَصِيَّةٌ :
(قال لُقمانُ لابنِه : يا بُنَيَّ ، أوصيك بخِلالٍ ، إن تمسَّكْتَ بهِنَّ لم تَزَلْ سَيِّدًا : ابسُطْ خُلُقَك للقريبِ والبعيدِ ، وأمسِكْ جَهْلَك عن الكريمِ واللَّئيمِ ، واحفَظْ إخوانَك ، وصِلْ أقارِبَك ، وآمِنْهم من قَبولِ قَولِ ساعٍ ، أو سماعِ باغٍ يريدُ فَسادَك ، ويَرومُ خِداعَك ، وليَكُنْ إخوانُك مَن إذا فارَقْتَهم وفارقوك لم تَعِبْهم ولم يَعيبوك).
⛔️ الصِّدقُ المذمومُ :
● قال بعضُ العُلَماءِ : (يُفسِدُ النَّمَّامُ في ساعةٍ ما لا يُفسِدُ السَّاحِرُ في شَهرٍ ، ولترغيبِ الشَّارعِ في الإصلاحِ بَيْنَ النَّاسِ أباح الكَذِبَ فيه ، ولزَجْرِه عن الإفسادِ حَرَّم الصِّدقَ فيه).
● وقال المأمونُ : (حَسْبُك من السِّعايةِ أنْ ليس في الدُّنيا صِدقٌ مذمومٌ غيرُها).
● وقد ذُكِر السُّعاةُ عِندَ المأمونِ ، فقال : (لو لم يكُنْ في عَيبِهم إلَّا أنَّهم أصدَقَ ما يكونون أبغَضُ ما يكونون إلى اللَّهِ تعالى ، لكفاهم!).
● وقال بَعضُ الحُكَماءِ : (الصِّدقُ يَزينُ كُلَّ أحَدٍ إلَّا السُّعاةَ ؛ فإنَّ السَّاعيَ أذَمُّ وآثَمُ ما يكونُ إذا صَدَق).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5091
حادِيَ عَشَرَ : مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ
⁉️قِصَّةٌ فيما تفعَلُه النَّميمةُ :
● عن حمَّادِ بنِ سَلَمةَ قال : باع رجُلٌ من رجُلٍ غلامًا له ، وقال : أبرَأُ إليك من النَّميمةِ ، فاشتراه على ذلك ، فجاء إلى مولاتِه ، فقال : إنَّ زَوجَكِ ليس يحِبُّك وهو يتسَرَّى عليك ويتزوَّجُ ، أفتريدين أن يَعطِفَ عليك؟ قالت : نعم ، قال : خذي موسى فاحلقي به شَعَراتٍ من باطِنِ لحيتِه وبَخِّريه بها ، وجاء إلى الرَّجُلِ فقال : إنَّ امرأتَك تبغي وتصادِقُ وهي قاتِلَتُك ، أفتريدُ أن يَبينَ لك ذلك؟ قال : نعم ، قال : تناوَمْ لها ، قال : فتناوَمَ لها فجاءت بموسى تحلِقُ الشَّعرَ ، فأخَذَها فقَتَلها فأخَذَه أولياؤُها فقَتَلوه !.
● قال رجُلٌ لعُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه : (يا أميرَ المُؤمِنين ، احذَرْ قاتِلَ الثَّلاثةِ ، قال : وَيْلَك! مَن قاتِلُ الثَّلاثةِ؟ قال : الرَّجُلُ يأتي الإمامَ بالحديثِ الكَذِبِ ، فيَقتُلُ الإمامُ ذلك الرَّجُلَ بحديثِ هذا الكَذَّابِ ؛ ليكونَ قد قَتَل نَفْسَه ، وصاحِبَه ، وإمامَه).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5091
تابع / ماذا يفعَلُ مَن حُمِلَت إليه النَّميمةُ؟
● وسعى رجُلٌ بزيادٍ الأعجَمِ إلى سُلَيمانَ بنِ عَبدِ المَلِكِ ، فجَمَع بَيْنَهما للمُوافقةِ ، فأقبل زيادٌ على الرَّجُلِ وقال :
فأنت امرُؤٌ إمَّا ائتمَنْتُك خاليًا ••
فخُنتَ وإمَّا قُلتَ قَولًا بلا عِلمِ
فأنتَ من الأمرِ الذي كان بينَنا ••
بمنزلةٍ بَيْنَ الخيانةِ والإثمِ
● وقال رجُلٌ لعَمرِو بنِ عُبَيدٍ : إنَّ الأسواريَّ ما يزالُ يَذكُرُك في قَصَصِه بشَرٍّ. فقال له عَمرٌو : يا هذا ، ما رعَيتَ حَقَّ مجالسةِ الرَّجُلِ حيثُ نقَلْتَ إلينا حديثَه ، ولا أدَّيتَ حَقِّي حينَ أعلَمْتَني عن أخي ما أكرَهُ ، ولكِنْ أعلِمْه أنَّ الموتَ يَعُمُّنا ، والقَبرَ يَضُمُّنا ، والقيامةَ تَجمَعُنا ، واللَّهُ تعالى يحكُمُ بيننا ، وهو خيرُ الحاكِمين.
● ورَفَع إنسانٌ رَفيعةً إلى الصَّاحِبِ بنِ عَبَّادٍ يحُثُّه فيها على أخذِ مالِ يَتيمٍ ، وكان مالًا كثيرًا ، فكَتَب على ظَهْرِها : النَّميمةُ قبيحةٌ وإن كانت صحيحةً ، والمَيِّتُ رحمه اللَّهُ ، واليتيمُ جَبَره اللَّهُ ، والمالُ ثَمَرهُ اللَّهِ ، والسَّاعي لَعَنه اللَّهُ!.
● وقال ذو الرِّياستَينِ : (قَبولُ النَّميمةِ شَرٌّ من النَّميمةِ ؛ لأنَّ النَّميمةَ دَلالةٌ ، والقَبولَ إجازةٌ ، وليس مَن دَلَّ على شيءٍ كمَن قَبِله وأجازَه).
● وقيل لمحمَّدِ بنِ كَعبٍ القُرَظيِّ : أيُّ خِصالِ المُؤمِنِ أوضَعُ له؟ فقال : كثرةُ الكلامِ ، وإفشاءُ السِّرِّ ، وقَبولُ قَولِ كُلِّ أحَدٍ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5087
تابع / ماذا يفعَلُ مَن حُمِلَت إليه النَّميمةُ؟
● جاء رجُلٌ إلى عَليِّ بنِ الحُسَينِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما فنَمَّ له عن شَخصٍ ، فقال : اذهَبْ بنا إليه ، فذهَب معه ، وهو يرى أنَّه ينتَصِرُ لنَفسِه ، فلمَّا وصَل إليه قال : يا أخي ، إن كان ما قُلتَ فيَّ حقًّا يغفِرُ اللَّهُ لي ، وإن كان ما قُلتَ فيَّ باطِلًا يَغفِرُ اللَّهُ لك.
● ورُوِيَ عن عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ أنَّه دَخَل عليه رجُلٌ ، فذَكَر عِندَه رجُلًا ، فقال له عُمَرُ : (إن شِئتَ نظَرْنا في أمرِك ، فإن كُنتَ كاذِبًا فأنت من أهلِ هذه الآيةِ : {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6] ، وإن كُنتَ صادِقًا فأنت من أهلِ هذه الآيةِ : {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم: 11] ، وإن شِئتَ عَفَونا عنك. فقال : العَفوُ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لا أعودُ إليه أبَدًا.
● وذُكِر أنَّ حكيمًا من الحُكَماءِ زاره بعضُ أصدقائِه وذَكَر عندَه بعضَ إخوانِه ، فقال له الحكيمُ : (قد أبطَأْتَ في الزِّيارةِ وأتيتَني بثلاثِ جِناياتٍ : بغَّضْتَ إليَّ أخي ، وشَغَلْتَ قلبي الفارِغَ ، واتَّهَمْتَ نَفسَك بالمَينِ!).
● وعاتَبَ مُصعَبُ بنُ الزُّبَيرِ الأحنَفَ بنَ قَيسٍ على شيءٍ بَلَغه عنه ، فاعتذَر إليه الأحنَفُ من ذلك ودَفَعه ، فقال مُصعَبٌ : أخبَرَني بذلك الثِّقةُ ، فقال الأحنَفُ : كَلَّا أيُّها الأميرُ ؛ إنَّ الثِّقةَ لا يُبَلِّغُ.
● ورُوِيَ أنَّ سُلَيمانَ بنَ عَبدِ المَلِكِ كان جالِسًا وعنده الزُّهريُّ ، فجاءه رجُلٌ فقال له سُليمانُ : بلغني أنَّك وقَعْتَ فيَّ ، وقُلتَ كذا وكذا. فقال الرَّجُلُ : ما فعَلْتُ ولا قُلتُ. فقال سُلَيمانُ : إنَّ الذي أخبرني صادِقٌ ، فقال له الزُّهريُّ : لا يكونُ النَّمَّامُ صادِقًا. فقال سُلَيمانُ : صدَقْتَ ، ثمَّ قال للرَّجُلِ : اذهَبْ بسَلامٍ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5087
ثامنًا : الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ النَّميمةِ
1- التَّعريفُ بخُطورةِ النَّميمةِ.
2- استِشعارُ عَظَمةِ هذه المعصيةِ وأنَّها من الكبائِرِ.
3- حِفظُ اللِّسانِ.
4- معرفةُ ما يترَتَّبُ على النَّميمةِ من إفسادٍ للقُلوبِ وتفريقٍ بَيْنَ النَّاسِ.
5- التَّقرُّبُ إلى اللَّهِ سُبحانَه وتعالى بكثرةِ الأعمالِ الصَّالحةِ ، وتقديمِ رِضاه على رِضا المخلوقين.
6- استشعارُ الفَردِ أنَّ حِفظَ اللِّسانِ عن النَّميمةِ وغَيرِها من الآفاتِ من أسبابِ دُخولِه الجنَّةَ.
7- تقويةُ الإيمانِ بالعِلمِ النَّافِعِ ، والعَمَلِ الصَّالِحِ.
8- تَركُ الاستماعِ للنَّمَّامين ومَنْعُهم من النَّميمةِ.
9- تربيةُ الفردِ على الالتِزامِ بالآدابِ والتَّعاليمِ الإسلاميَّةِ.
10- استغلالُ وَقتِ الفَراغِ بما ينفَعُ الفَردَ.
11- كَظْمُ الغيظِ والصَّبرُ على الغَضَبِ.
12- التَّأمُّلُ في سيرةِ السَّلَفِ والاقتداءُ والتَّأسِّي بهم.
13- أن يَعلَمَ الفَردُ أنَّ الذين يَنُمُّ عليهم اليومَ هم خُصَماؤه عِندَ اللَّهِ يومَ القيامةِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5085
سادسًا : صُوَرُ النَّميمةِ
النَّميمةُ هي كَشفُ ما يُكرَهُ كَشفُه ، سواءٌ كَرِهه المنقولُ عنه ، أو المنقولُ إليه ، أو ثالِثٌ ، وسواءٌ كان الكَشفُ بالقولِ أو الكتابةِ أو الرَّمزِ أو الإيماءِ أو نحوِها ، وسواءٌ كان المنقولُ من الأقوالِ أو الأعمالِ ، وسواءٌ كان عيبًا أو غيرَه. وكُلُّ ما ذُكِر من صُوَرِ النَّميمةِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5081
خامسًا : أقسامُ النَّميمةِ
للنَّميمةِ ثلاثةُ أقسامٍ ، وهي كما يلي :
1⃣ النَّميمةُ المحرَّمةُ :
هي نَقلُ الكلامِ بَيْنَ النَّاسِ على جهةِ الإفسادِ والإيقاعِ بَيْنَهم ، دونَ وُجودِ مَصلَحةٍ شَرعيَّةٍ في نَقلِ الكلامِ.
2⃣ النَّميمةُ الواجِبةُ أو المُستحَبَّةُ :
وهي التي تكونُ للتَّحذيرِ من شَرٍّ واقعٍ على إنسانٍ ما ، فيُخبِرُ بذلك الشَّرِّ ليَحذَرَه.
● وقال ابنُ الملَقِّنِ وهو يتحَدَّثُ عن النَّميمةِ : (أمَّا إذا كان فِعلُها نصيحةً في تركِ مَفسَدةٍ أو دَفعِ ضَرَرٍ ، وإيصالِ خَيرٍ يتعَلَّقُ بالغيرِ ، لم تكُنْ محرَّمةً ولا مكروهةً ، بل قد تكونُ واجبةً أو مستحبَّةً).
📚 وقال النَّوويُّ عن النَّميمةِ : (فإن دَعَت حاجةٌ إليها فلا مَنْعَ منها ، وذلك كما إذا أخبره بأن إنسانًا يريدُ الفَتكَ به أو بأهلِه أو بمالِه ، أو أخبر الإمامَ أو مَن له ولايةٌ بأنَّ إنسانًا يفعَلُ كذا ويسعى بما فيه مَفسَدةٌ ، ويجِبُ على صاحِبِ الولايةِ الكَشفُ عن ذلك وإزالتُه ، فكُلُّ هذا وما أشبَهَه ليس بحرامٍ ، وقد يكونُ بعضُه واجبًا وبعضُه مُستحَبًّا على حَسَبِ المَواطِنِ ، واللَّهُ أعلمُ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5079
رابعًا : آثارُ النَّميمةِ
1⃣ طريقٌ مُوصِلٌ إلى النَّارِ.
2⃣ توقِدُ نارَ العداوةِ والشَّحناءِ.
● عن العَتبيِّ ، قال : سمِعتُ أعرابيَّةً تُوصي ابنًا لها ، فقالت : (عليك بحِفظِ السِّرِّ ، وإيَّاك والنَّميمةَ ؛ فإنَّها لا تَترُكُ مودَّةً إلَّا أفسدَتْها ، ولا ضغينةً إلَّا أوقَدَتْها).
● وقال أبانُ بنُ تَغلِبَ : (شَهِدتُ أعرابيَّةً وهي توصي ولَدًا لها يريدُ سَفَرًا ، وهي تقولُ له : ... أي بُنَيَّ ، إيَّاك والنَّميمةَ ؛ فإنَّها تزرَعُ الضَّغينةَ ، وتُفَرِّقُ بَيْنَ المحِبِّين).
3⃣ تؤذي وتَضُرُّ ، وتُؤلِمُ ، وتَجلِبُ الخِصامَ والنُّفورَ.
4⃣ عُنوانُ الدَّناءةِ والجُبنِ ، والضَّعفِ والدَّسِّ ، والكَيدِ ، والمَلَقِ ، والنِّفاقِ.
5⃣ مُزيلةٌ كُلَّ محبَّةٍ ، ومُبعِدةٌ كُلَّ مودَّةٍ وتآلُفٍ وتآخٍ.
6⃣ عارٌ على قائِلِها وسامِعِها.
7⃣ تحمِلُ على التَّجَسُّسِ ، وتتبُّعِ أخبارِ الآخَرينَ.
8⃣ تؤدِّي إلى التَّفرُّقِ والقطيعةِ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5077
تابع / من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ
● وقال أبو موسى عِمرانُ بنُ موسى المؤدِّبُ : (وَفَد على أَنوشِرْوانَ حكيمُ الهندِ ، وفيلسوفُ الرُّومِ ، فقال للهِنديِّ : تكَلَّمْ. فقال : يا خَيرَ النَّاسِ ، مَن ألقى سخيًّا ، وعند الغَضَبِ وقورًا ، وفي القولِ مُتأنِّيًا ، وفي الرِّفعةِ متواضِعًا ، وعلى كُلِّ ذي رَحِمٍ مُشفِقًا. وقام الرُّوميُّ ، فقال : مَن كان بخيلًا وَرِث عَدُوُّه مالَه ، ومَن قَلَّ شُكرُه لم يَنَلِ النَّجاحَ ، وأهلُ الكَذِبِ مذمومون ، وأهلُ النَّميمةِ يموتون فُقَراءَ ، فمَن لم يرحَمْ سُلِّط عليه مَن لا يرحَمُه).
● عن يحيى بنِ أبي كَثيرٍ ، قال : قال سُلَيمانُ بنُ داودَ لابنِه : (يا بُنَيَّ ، إيَّاك والنَّميمةَ ؛ فإنَّها أحَدُّ من السَّيفِ).
● قال أكثَمُ بنُ صَيفيٍّ لبنيه : (إيَّاكم والنَّميمةَ ؛ فإنَّها نارٌ مُحرِقةٌ ، وإنَّ النَّمَّامَ ليَعمَلُ في ساعةٍ ما لا يَعمَلُ السَّاحِرُ في شهرٍ).
● كان ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما يقولُ : (الكَذِبُ فُجورٌ ، والنَّميمةُ سِحرٌ ؛ فمَن كَذَب فقد فَجَر ، ومَن نَمَّ فقد سَحَر).
● عن كَعبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : (اتَّقوا النَّميمةَ ؛ فإنَّ صاحِبَها لا يستريحُ من عذابِ القبرِ).
● عن كَعبِ الأحبارِ ، قال : (إنَّ أعظَمَ النَّاسِ عِندَ اللَّه خطيئةً يومَ القيامةِ المُثلِّثُ ، قالوا له : وما المُثَلِّثُ؟ قال : الذي يسعى بأخيه إلى إمامِه فيُهلِكُ نَفسَه ، ويُهلِكُ أخاه ، ويُهلِكُ إمامَه).
● عن بعضِ أصحابِ جَعفَرِ بنِ محمدٍ الصَّادِقِ ، قال : (دخَلتُ على جَعفَرٍ وموسى بَيْنَ يَدَيه ، وهو يوصيه بهذه الوَصيَّةِ ، فكان ممَّا حَفِظتُ منها أنْ قال : يا بُنَيَّ ، اقبَلْ وَصِيَّتي ، واحفَظْ مقالتي... وإيَّاك والنَّميمةَ ؛ فإنَّها تزرَعُ الشَّحناءَ في قُلوبِ الرِّجالِ ، وإيَّاك والتَّعرُّضَ لعُيوبِ النَّاسِ ؛ فمَنزِلةُ التَّعرُّضِ لعيوبِ النَّاسِ بمنزلةِ الهَدَفِ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5075
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
مَرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحَائِطٍ مِن حِيطَانِ المَدِينَةِ ، أوْ مَكَّةَ ، فَسَمِعَ صَوْتَ إنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ في قُبُورِهِمَا ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : يُعَذَّبَانِ ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ ، ثُمَّ قالَ : بَلَى ، كانَ أحَدُهُما لا يَسْتَتِرُ مِن بَوْلِهِ ، وكانَ الآخَرُ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ. ثُمَّ دَعَا بجَرِيدَةٍ ، فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ ، فَوَضَعَ علَى كُلِّ قَبْرٍ منهما كِسْرَةً ، فقِيلَ له : يا رَسولَ اللَّهِ ، لِمَ فَعَلْتَ هذا؟ قالَ : لَعَلَّهُ أنْ يُخَفَّفَ عنْهما ما لَمْ تَيْبَسَا أوْ : إلى أنْ يَيْبَسَا.
#الراوي : عبد الله بن عباس
#المصدر : صحيح البخاري
📓 #شـرح_الـحـديـث 🖋
القَبْرُ هو أوَّلُ مَنازِل الآخِرَةِ ، والعذابُ والنَّعيمُ فيه حَقٌّ ، وقد بيَّنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعضَ الأعمالِ المُوجِبةِ لعَذابِ القَبْرِ ، كما في هذا الحَديثِ ، حيثُ يَرْوي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ على حائطٍ من حِيطَانِ المَدِينةِ أو مَكَّةَ ، على الشَّكِّ الذي وَقَعَ مِن جَريرِ بنِ عَبدِ الحميدِ أحَدِ رُواةِ هذا الحديثِ ، وأخرَجَه البُخاريُّ في الأدَبِ :
● «مِن حِيطانِ المَدينةِ» بالجزْمِ مِن غَيرِ شَكٍّ ، والحائِطُ : هو البُسْتانُ إذا كان له سُورٌ ، فسَمِعَ صَوتَ إنسانَيْن مَيِّتينِ يُعذَّبانِ في قُبورِهما ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ :
● «يُعَذَّبانِ ، وما يُعذَّبانِ في كَبِيرٍ» ، يعني : لا يُعذَّبان في أمْرٍ كَبيرٍ في نَظرِكم ، وإنْ كان هو في الحقيقةِ كَبِيرًا عندَ اللهِ تعالَى ؛ ولذلك قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : «بَلَى» ، أي : إنَّه كَبِيرٌ في الحقيقةِ!
● ثم أوْضَحَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَببَ عَذابِهما ، وهو أنَّ أحدَهما كان لا يَستُرُ جَسَدَه ولا ثِيابَه مِن مُماسَّةِ البَولِ.
● والآخَرَ كان يَمْشِي بالنَّمِيمةِ بيْن الناسِ ، فيَنقُلُ كَلامَ غيرِه بقَصْدِ الإضرارِ وإيقاعِ الخِلافِ والوَقِيعةِ بيْن الناسِ.
● ثُمَّ دَعَا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِجَرِيدةٍ نخْلٍ ، فكَسَرها نِصفَيْن ، ووَضَع على قَبْرِ كلِّ واحدٍ منهما جُزءًا منها ، فسَأَلَه الصَّحابةِ : لِمَ فعَلْتَ هذا؟ فأخبَرَهم أنَّه فَعَلَ ذلك لعلَّ اللهَ تعالَى أنْ يُخَفِّفَ عنهما العذابَ إلى أنْ يَجِفَّ الجَرِيدُ الذي وَضَعه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على قَبرَيْهما.
#قيل : إنَّه خصَّ الجَريدَ بذلك لأنَّه بَطِيءُ الجَفافِ.
#وقيل : هو مَحمولٌ على أنَّه دَعا لهما بالتَّخفيفِ مُدَّةَ بَقاءِ النَّداوةِ ، لا أنَّ في الجَريدةِ معنًى يَخُصُّه ، ولا أنَّ في الرَّطْبِ معنًى ليس في اليابسِ.
#وقيل : إنَّ المعنى فيه : أنَّه يُسبِّحُ ما دام رَطْبًا ، فيَحصُلُ التَّخفيفُ ببَركةِ التَّسبيحِ.
#وفي_الحديث :
● إثباتُ عَذابِ القَبرِ ، وأنَّه حقٌّ يَجِبُ الإيمانُ والتَّسليمُ به.
● وفيه : التَّحذِيرُ مِن عدَمِ الاحترازِ مِن البَوْلِ ، ويَلتحِقُ به غيرُه مِنَ النَّجاساتِ في البَدَنِ والثَّوبِ.
● وفيه : التَّحذيرُ مِن النَّمِيمَةِ وبَيانُ سُوءِ عاقبتِها.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://www.dorar.net/hadith/sharh/12461
(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)
#أمة_ولادة
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتّاتٌ)).
#الراوي : حذيفة بن اليمان
#المصدر : صحيح البخاري
📋 #شـرح_الـحـديـث 🖍
الاستماعُ للغَيرِ بنيَّةِ نقْلِ الكلامِ مِن الصِّفاتِ المذمومةِ ؛ ولذلك أخبَرنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنَّه لا يدخُلُ الجنَّةَ قتَّاتٌ ، والقَتَّاتُ : مِن قَتَّ الحديثَ يقُتُّه قَتًّا : إذا تَسمَّعَ إلى حَديثِ شَخصٍ ، فنقَله إلى غيرِه بقَصْدِ الإفسادِ بيْنهما ، ويُطلَقُ عليها النميمةُ ، فمن فعل ذلك وهو يعلَمُ أنَّه حرامٌ تحت تأثيرِ نَزغةٍ شَيطانيَّةٍ ، فهو فاسِقٌ عاصٍ ، لا يدخُلُ الجَنَّةَ حتى يعاقَبَ على جريمتِه هذه بالنَّارِ ، إلا أن يعفوَ اللهُ عنه ، أو يتوبَ من جريمتِه ؛ وذلك لأنَّ النميمةَ ظاهِرةٌ عُدوانيَّةٌ خَطيرةٌ تُفَكِّكُ المجتَمَعَ ، وتقطَعُ العلاقاتِ ، وهي وليدةُ الحقدِ والحَسَدِ ؛ ولهذا كان النمَّامُ بغيضًا إلى نفوسِ العُقَلاءِ مَنبوذًا عندهم ، لا يرتاحون إليه.
وقد أخبر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ شِرارَ عبادِ اللهِ المشَّاؤون بالنميمةِ ، المفَرِّقون بين الأحِبَّةِ ، كما أخرجه أحمدُ.
#وقيل : كُلُّ هذا المذكورِ في النميمةِ إذا لم يكُنْ فيها مصلحةٌ شَرعيَّةٌ ، فإن دعت حاجةٌ إليها فلا مَنْعَ منها ، وذلك كما إذا أخبَرَه بأنَّ إنسانًا يريد الفَتْكَ به ، أو بأهْلِه ، أو بمالِه ، أو أخبر الإمامَ أو من له ولايةٌ بأنَّ إنسانًا يفعَلُ كذا ، ويسعى بما فيه مَفسدةٌ.
#وفي_الحديث :
● النَّهيُ عن نقْلِ الكلامِ بنيَّةِ الإفسادِ.
● وفيه : بيانُ أنَّ النميمةَ كبيرةٌ من الكبائِرِ ؛ لأنَّ هذا الوعيدَ الشَّديدَ لا يترتَّبُ إلَّا على ارتكابِ كبيرةٍ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/151114
ثالثًا : ذمُّ النَّميمةِ والنَّهيُ عنها
أ- من القُرآنِ الكريمِ
1⃣ قال تعالى : {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم: 10-11] .
📚 قال ابنُ كثيرٍ في قولِه تعالى : (مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ يعني : الذي يمشي بَيْنَ النَّاسِ ، ويُحَرِّشُ بَيْنَهم وينقُلُ الحديثَ لفسادِ ذاتِ البَينِ ، وهي الحالِقةُ).
2⃣ وقال تعالى : {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة: 1] .
#قيل : اللُّمَزةُ : النَّمَّامُ. عن أبي الجَوزاءِ قال : قلتُ لابنِ عبَّاسٍ : من هؤلاء الَّذين بدأهم اللَّهُ بالوَيلِ؟ قال : هم المَشَّاؤون بالنَّميمةِ ، المُفَرِّقون بَيْنَ الأحبَّةِ ، الباغون أكبَرَ العَيبِ.
● وقال مقاتِلٌ : (فأمَّا الهُمَزةُ فالذي يَنُمُّ الكلامَ إلى النَّاسِ ، وهو النَّمَّامُ).
3⃣ وقال تعالى : {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [المسد: 4] .
#قيل : كانت نمَّامةً حَمَّالةً للحديثِ إفسادًا بَيْنَ النَّاسِ ، وسُمِّيَت النَّميمةُ حَطَبًا ؛ لأنَّها تَنشُرُ العداوةَ بَيْنَ النَّاسِ ، كما أنَّ الحطَبَ ينشُرُ النَّارَ.
● قال مجاهِدٌ : يعني حمَّالةَ النَّميمةِ ، تمشي بالنَّميمةِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5071
تابع / #الأخلاق_المذمومة
#النميمة
أوَّلًا : معنى النَّميمةِ لُغةً واصطِلاحًا
● معنى النَّميمةِ لُغةً :
النَّمُّ : رَفعُ الحديثِ على وَجهِ الإشاعةِ والإفسادِ. #وقيل : تزيينُ الكلامِ بالكَذِبِ. مِن نَمَّ يَنُمُّ ويَنِمُّ ، فهو نَمومٌ ونَمَّامٌ ومِنَمٌّ ، ونَمٌّ ، من قومٍ نَمِّينَ وأنِمَّاءَ ونُمٍّ ، وهي نَمَّةٌ ، ويقالُ للنَّمَّامِ القَتَّاتُ ، ونمَّامٌ مبالغةٌ ، والاسمُ النَّميمةُ ، وأصلُ هذه المادَّةِ يدُلُّ على إظهارِ شَيءٍ وإبرازِه.
● معنى النَّميمةِ اصطِلاحًا :
النَّميمةُ : (نَـقلُ الحديثِ مِن قومٍ إلى قومٍ على جِهةِ الإفسادِ والشَّرِّ).
● وعرَّفها الغَزاليُّ بقَولِه : (إفشاءُ السِّرِّ ، وهَتكُ السِّترِ عمَّا يُكرَهُ كَشفُه).
#وقيل هي : (التَّحريشُ بَيْنَ النَّاسِ والسَّعيُ بَيْنَهم بالإفسادِ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5066
تابع / مِنَ الشِّعرِ
5⃣ وقال ابنُ المُقَفَّعِ :
منَنْتُ على قومي فأبْدَوا عداوةً ••
فقُلتُ لهم كُفُّوا العداوةَ والشُّكرَا
6⃣ وقال إبراهيمُ بنُ مَهديٍّ مخاطِبًا المأمونَ :
البِرُّ بي منكَ وَطَّا العُذرَ عِندَك لي ••
فيما فعَلْتُ فلم تَعذِلْ ولم تَلُمِ
وقام عِلمُك بي فاحتَجَّ عندَك لي ••
وقام شاهِدَ عَدلٍ غَيرَ متَّهَمِ
لئِنْ جَحَدْتُك معروفًا مَنَنْتَ به ••
إنِّي لفي اللُّؤمِ أحظى منكَ بالكَرَمِ
تعفو بعَدلٍ وتسطو إن سطَوْتَ به ••
فلا عَدِمتُكَ من عافٍ ومُنتَقِمِ
7⃣ وقال ابنُ المبارَكِ :
يَدُ المعروفِ غُنمٌ حيثُ كانت ••
تحَمَّلَها شَكورٌ أو كَفورُ
ففي شُكرِ الشَّكورِ لها جزاءٌ ••
وعندَ اللهِ ما كَفَر الكَفُورُ
8⃣ قال أحمد شوقي :
وليس بالفاضِلِ في نَفسِه ••
مَن يُنكِرُ الفَضلَ على رَبِّه
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5061
⁉️النَّميمةُ تَقتُلُ صاحِبَها :
(كان رجُلٌ يغشي بعضَ المُلوكِ ، فيقومُ بحِذاءِ المَلِكِ ، ويقولُ : أحسِنْ إلى المحسِنِ بإحسانِه ، والمسيءُ ستكفيه مساوِئُه ، فحسَده رجُلٌ على ذلك المقامِ والكلامِ ، فسعى به إلى المَلِكِ ، فقال : إنَّ هذا الذي يقومُ بحذائِك ، ويقولُ ما يقولُ ، يزعُمُ أنَّ المَلِكَ أَبخَرُ. فقال له المَلِكُ : وكيف يَصِحُّ ذلك عندي؟ قال : تدعو به إليك ، فإذا دنا منك وَضَع يَدَه على أنفِه ؛ لئلَّا يَشَمَّ ريحَ البَخَرِ. فقال له المَلِكُ : انصَرِفْ حتَّى أنظُرَ ، فخَرَج من عِندِ المَلِكِ ، فدعا الرَّجُلَ إلى منزِلِه ، فأطعَمَه طعامًا فيه ثُومٌ ، فخرج الرَّجُلُ مِن عِندِه ، وقام بحِذاءِ المَلِكِ ، فقال : أحسِنْ إلى المحسِنِ بإحسانِه ، والمسيءُ ستكفيه مساوئُه! فقال له المَلِكُ : ادْنُ منِّي ، فدنا منه ، فوَضَع يَدَه على فيه ؛ مخافةَ أن يَشتَمَّ المَلِكُ منه رِيحَ الثُّومِ. فقال المَلِكُ في نفسِه : ما أرى فلانًا إلَّا وقد صَدَق ، وكان المَلِكُ لا يكتُبُ بخَطِّه إلَّا جائِزةً أو صِلةً ، فكَتَب له كتابًا بخَطِّه إلى عامِلٍ مِن عُمَّالِه : إذا أتاك حامِلُ كتابي هذا ، فاذبَحْه ، واسلُخْه ، واحشُ جِلْدَه تِبنًا ، وابعَثْ به إليَّ. فأخَذ الرَّجُلُ الكِتابَ وخرَج ، فلَقِيه الرَّجُلُ الذي سعى به ، فقال : ما هذا الكتابُ؟ قال : خَطَّ المَلِكُ لي بصِلةٍ ، فقال : هَبْه لي. فقال : هو لك ، فأخَذه ، ومضى إلى العامِلِ ، فقال العامِلُ : في كتابِك أن أذبَحَك وأسلُخَك! قال : إنَّ الكتابَ ليس هو لي ، اللَّهَ اللَّهَ في أمري حتَّى أرجِعَ إلى المَلِكِ! فقال : ليس لكِتابِ المَلِكِ مُراجعةٌ. فذبحَه وسلَخَه وحشا جِلدَه تِبنًا ، وبَعَث به ، ثمَّ عاد الرَّجُلُ إلى المَلِكِ كعادتِه ، وقال مِثلَ قَولِه ، فعَجِبَ المَلِكُ وقال : ما فَعَل الكِتابُ؟ قال : لَقِيَني فلانٌ ، فاستوهَبَني إيَّاه ، فوهَبْتُه له ، فقال المَلِكُ : إنَّه ذَكَر لي أنَّك تزعُمُ أنِّي أَبخَرُ! قال : ما فعَلْتُ ، قال : فلِمَ وَضَعْتَ يَدَك على فيك؟ قال : كان أطعَمَني طعامًا فيه ثُومٌ ، فكَرِهتُ أن تَشَمَّه. قال : صدَقْتَ ، ارجِعْ إلى مكانِك ، فقد كفاك المسيءُ مَساوِئَه!).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5091
عاشِرًا : حُكمُ النَّميمةِ وما يباحُ منها
⛔️ النَّميمةُ مُحَرَّمةٌ بالكِتابِ ، والسُّنَّةِ ، والإجماعِ ، وهي من كبائِرِ الذُّنوبِ.
👈 وممَّن نقل الإجماعَ على حُرمةِ النَّميمةِ ابنُ حَزمٍ والنَّوويُّ :
● قال ابنُ حَزمٍ : (واتَّفَقوا على تحريمِ الغِيبةِ والنَّميمةِ في غيرِ النَّصيحةِ الواجِبةِ).
📚 وقال النَّوويُّ : (وأمَّا حُكمُهما أي : الغِيبةِ والنَّميمةِ ، فهما محرَّمتانِ بإجماعِ المُسلِمين ، وقد تظاهَرَ على تحريمِهما الدَّلائلُ الصَّريحةُ من الكِتابِ والسُّنَّةِ وإجماعِ الأمَّةِ).
📖 وقال ابنُ بازٍ : (هي من الكبائِرِ ومِن أسبابِ البَغْضاءِ والشَّحناءِ بَيْنَ المُسلِمين ؛ فالواجِبُ الحَذَرُ منها).
📙 وقال ابنُ عُثَيمين : (النَّميمةُ من كبائِرِ الذُّنوبِ ، وهي سبَبٌ لعذابِ القَبرِ ، ومن أسبابِ حِرمانِ دُخولِ الجنَّةِ).
👈 لكن إن دَعَت إليها حاجةٌ فلا تحرُمُ ، وذلك كتحذيرِ إنسانٍ ممَّن يريدُ قَتْلَه أو الإضرارَ به أو بأهلِه أو بمالِه ، أو دلالةِ أصحابٍ على من يسعى بما فيه مفسَدةٌ ، وقد يكونُ بعضُ ذلك واجبًا وبعضُه مُستحَبًّا.
📚 قال ابنُ كثيرٍ : (النَّميمةُ على قِسمَينِ ، تارةً تكونُ على وَجهِ التَّحريشِ بَيْنَ النَّاسِ وتفريقِ قُلوبِ المُؤمِنين ، فهذا حرامٌ متَّفَقٌ عليه. فأمَّا إذا كانت على وَجهِ الإصلاحِ بَيْنَ النَّاسِ وائتلافِ كَلِمةِ المُسلِمين... أو يكونُ على وَجهِ التَّخذيلِ والتَّفريقِ بَيْنَ جموعِ الكَفَرةِ ، فهذا أمرٌ مطلوبٌ ، كما جاء في الحديثِ : ((الحَربُ خَدْعةٌ)). وكما فَعَل نعيمُ بنُ مَسعودٍ في تفريقِه بَيْنَ كَلِمةِ الأحزابِ وبَينَ قُرَيظةَ ، وجاء إلى هؤلاء فنَمى إليهم عن هؤلاء كَلامًا ، ونَقَل من هؤلاءِ إلى أولئك شَيئًا آخَرَ ، ثمَّ لأَمَ بَيْنَ ذلك ، فتناكَرَت النُّفوسُ وافتَرَقَت. وإنَّما يحذو على مِثلِ هذا الذَّكاءِ والبصيرةِ النَّافذةِ. واللَّهُ المستعانُ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5089
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
- الصلاة على النبي ﷺ يوم الجمعة أفضل من بقيّة الأيام، وليلتها أفضل الليالي، قال ﷺ :
("إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه")
اللهمَّ صَلِّ وَسَـــلِّمْ وَبَارِك على سيدنا ونبينا مُحمَّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
تاسعًا : ماذا يفعَلُ مَن حُمِلَت إليه النَّميمةُ؟
📚 قال الغَزاليُّ : كُلُّ مَن حُمِلت إليه النَّميمةُ وقيل له : إنَّ فلانًا قال فيك كذا وكذا ، أو فَعَل في حقِّك كذا ، أو هو يُدَبِّرُ في إفسادِ أمرِك ، أو في ممالأةِ عَدُوِّك أو تقبيحِ حالِك ، أو ما يجري مجراه ؛ فعليه سِتَّةُ أمورٍ :
#الأول : ألَّا يُصَدِّقَه ؛ لأنَّ النَّمَّامَ فاسِقٌ ، وهو مردودُ الشَّهادةِ ؛ قال اللَّهُ تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} [الحجرات: 6] .
#الثاني : أن ينهاه عن ذلك وينصَحَ له ، ويُقَبِّحَ عليه فِعلَه ؛ قال اللَّهُ تعالى : {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [لقمان: 17].
#الثالث : أن يُبغِضَه في اللَّهِ تعالى ؛ فإنَّه بغيضٌ عِندَ اللَّهِ تعالى ، ويجِبُ بُغضُ من يُبغِضُه اللَّهُ تعالى.
#الرابع : ألَّا تظُنَّ بأخيك الغائِبِ السُّوءَ ؛ لقَولِ اللَّهِ تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ} [الحجرات: 12] .
#الخامس : ألَّا يحمِلَك ما حُكِيَ لك على التَّجسُّسِ والبَحثِ لتُحَقِّقَ ؛ اتباعًا لقَولِ اللَّهِ تعالى : {وَلَا تَجَسَّسُوا} [الحجرات: 12] .
#السادس : ألَّا ترضى لنفسِك ما نهَيتَ النَّمَّامَ عنه ، ولا تحكيَ نميمَتَه ؛ فتقولَ : فلانٌ قد حكى لي كذا وكذا ، فتكونَ به نمَّامًا ومُغتابًا ، وقد تكونُ قد أتيتَ ما عنه نَهَيتَ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5087
سابعًا : أسبابُ الوقوعِ في النَّميمةِ
1- أن ينشَأَ الفَردُ في بيئةٍ دأبُها النَّميمةُ والوقيعةُ بَيْنَ النَّاسِ ، فيُحاكيها ويتأثَّرُ بها.
2- الإساءةُ للآخَرينَ ، والرَّغبةُ في إيذائِهم.
3- إطلاقُ اللِّسانِ بالخَوضِ في الباطِلِ وفُضولِ الحديثِ.
4- عدَمُ رَدعِ النَّمَّامِ وزَجرِه ، بل استحسانُ عَمَلِه ومسايرتُه.
5- الفَراغُ وعَدَمُ شَغلِ الوقتِ بالأشياءِ النَّافعةِ.
6- الغَضَبُ والرَّغبةُ في الانتقامِ.
7- تتبُّعُ عَوراتِ النَّاسِ.
8- العَمَلُ لصالحِ أفرادٍ أو جِهاتٍ مَشبوهةٍ.
9- ضَعفُ الإيمانِ وسوءُ الخُلُقِ.
10- جَهلُ النَّمَّامِ بالعواقِبِ السَّيِّئةِ للنَّميمةِ وآثارِها على الفَردِ والمجتمَعِ.
11- الحَسَدُ للآخَرينَ ، وعَدَمُ حُبِّ الخيرِ لهم.
12- البَغيُ ، قال أحمدُ بنُ عاصِمٍ الأنطاكيُّ : (أشَرُّ مَكِنةِ الرَّجُلِ البَذاءُ -وهو الوقيعةُ منه ، وهي الغِيبةُ- وذلك أنَّه لا ينالُ بذلك منفعةً في الدُّنيا ولا في الآخرةِ ، بل يُبغِضُه عليه المتَّقون ويَهجُرُه الغافِلون ، وتجتَنِبُه الملائكةُ ، وتَفرَحُ به الشَّياطينُ... والغِيبةُ والنَّميمةُ قرينتانِ ، ومخرَجُهما من طريقِ البَغيِ ، والنَّمَّامُ قاتِلٌ ، والمغتابُ آكِلُ الميتةِ ، والباغي مُستكبِرٌ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5083
تابع / أقسام النَّميمةِ
3⃣ النَّميمةُ المباحةُ :
قد تُباحُ النَّميمةُ ، ومن ذلك ما ورد أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَسَم قِسمةً ، فقال رجُلٌ من الأنصارِ : واللَّهِ ما أراد محمَّدٌ بهذا وَجهَ اللَّهِ! فأتيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَرْتُه ، فتمَعَّرَ وجهُه ، وقال : ((رَحِمَ اللَّهُ موسى ، لقد أوذيَ بأكثَرَ من هذا فصَبَر!)). رواه البخاري ومسلم.
📚 قال ابنُ بطَّالٍ : (في هذا الحديثِ من الفقهِ أنَّه يجوزُ للرَّجُلِ أن يخبِرَ أهلَ الفضلِ والسَّترِ من إخوانِه بما يُقالُ فيهم ممَّا لا يليقُ بهم ؛ ليُعَرِّفَهم بذلك من يؤذيهم من النَّاسِ ويُنَقِّصُهم ، ولا حرَجَ عليه في مقابلتِه بذلك وتبليغِه له. وليس ذلك من بابِ النَّميمةِ ؛ لأنَّ ابنَ مسعودٍ حينَ أخبَرَ النَّبيَّ عليه السَّلامُ بقولِ الأنصاريِّ فيه وتجويرِه له في القِسمةِ ، لم يقُلْ له : أتيتَ بما لا يجوزُ ، ونمَمْتَ الأنصاريَّ ، والنَّميمةُ حرامٌ ، بل رَضِيَ ذلك عليه السَّلامُ ، وجاوبه عليه بقولِه : ((يرحَمُ اللَّهُ موسى ، لقد أوذيَ بأكثَرَ من هذا فصَبَر)) ، وإنَّما جاز لابنِ مسعودٍ نقلُ ذلك إلى النَّبيِّ عليه السَّلامُ ؛ لأنَّ الأنصاريَّ في تجويرِه للنَّبيِّ عليه السَّلامُ استباح إثمًا عظيمًا ، ورَكِبَ جُرمًا جسيمًا ، فلم يكُنْ لحديثِه حُرمةٌ ، ولم يكُنْ نَقلُه من بابِ النَّميمةِ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5079
تابع / آثارُ النَّميمةِ
9- النَّميمةُ تحلِقُ الدِّينَ :
عن أبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال : قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((ألا أخبِرُكم بأفضَلِ مِن دَرَجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدَقةِ؟ قالوا : بلى ، قال : صلاحُ ذاتِ البَينِ ؛ فإنَّ فسادَ ذاتِ البَينِ هي الحالِقةُ)).
10- النَّميمةُ تجعَلُ صاحِبَها ذليلًا محتَقَرًا :
● اتَّبَع رَجُلٌ حكيمًا سَبعَمائةِ فَرسَخٍ في سَبعِ كَلِماتٍ ، فلمَّا قَدِم عليه قال : إنِّي جئتُك للذي آتاك اللَّهُ تعالى من العِلمِ ، أخبِرْني عن السَّماءِ وما أثقَلُ منها؟ وعن الأرضِ وما أوسَعُ منها؟ وعن الصَّخرِ وما أقسى منه؟ وعن النَّارِ وما أحَرُّ منها؟ وعن الزَّمهريرِ وما أبرَدُ منه؟ وعن البحرِ وما أغنى منه؟ وعن اليتيمِ وما أذَلُّ منه؟ فقال له الحكيمُ : البهتانُ على البريءِ أثقَلُ من السَّمواتِ ، والحَقُّ أوسَعُ من الأرضِ ، والقَلبُ القانِعُ أغنى من البحرِ ، والحِرصُ والحَسَدُ أحَرُّ من النَّارِ ، والحاجةُ إلى القريبِ إذا لم تنجَحْ أبرَدُ من الزَّمهريرِ ، وقَلبُ الكافرِ أقسى من الحَجَرِ ، والنَّمَّامُ إذا بان أمرُه أذَلُّ من اليتيمِ.
11- النَّميمةُ تُفسِدُ الدِّينَ والدُّنيا :
● قال أبو الفَرَجِ ابنُ الجَوزيِّ : (النَّميمةُ تُفسِدُ الدِّينَ والدُّنيا ، وتُغَيِّرُ القُلوبَ ، وتُولِّدُ البَغضاءَ ، وسَفكَ الدِّماءِ ، والشَّتاتَ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5077
تابع / من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ
● أوصى عبدُ المَلِكِ بنُ صالِحٍ ابنًا له ، فقال : (أي بُنَيَّ ، احلُمْ ؛ فإنَّ مَن حَلُم ساد ، ومَن تفَهَّمَ ازداد... مَن سعى بالنَّميمةِ حَذِرَه البعيدُ ، ومَقَتَه القريبُ).
● قال يحيى بنُ أبي كثيرٍ : (إنَّ صاحِبَ النَّميمةِ ليُفسِدُ ما بَيْنَ النَّاسِ في يومٍ ما لا يُفسِدُه السَّاحِرُ في شَهرٍ).
● وكتب طاهِرُ بنُ الحُسَينِ لابنِه عبدِ اللَّهِ كتابًا لَمَّا ولَّاه المأمونُ عبدُ اللَّهِ بنُ هارونَ الرَّشيدِ الرَّقَّةَ ومِصرَ وما بَيْنَهما ، وفيه : (أغمِضْ عن عيبِ كُلِّ ذي عَيبٍ من رعيَّتِك ، واشدُدْ لِسانَك عن قَولِ الكَذِبِ والزُّورِ ، وأبغِضْ أهلَه ، وأقْصِ أهلَ النَّميمةِ ؛ فإنَّ أوَّلَ فَسادِ أمرِك في عاجِلِ الأمورِ وآجِلِها تقريبُ الكذوبِ والجرأةُ على الكَذِبِ ؛ لأنَّ الكَذِبَ رأسُ المآثِمِ ، والزُّورَ والنَّميمةَ خاتِمتُها ؛ لأنَّ النَّميمةَ لا يَسلَمُ صاحِبُها ، وقائِلُها لا يَسلَمُ له صاحِبٌ ، ولا يستقيمُ لمطيعِها أمرٌ).
● قال ابنُ حِبَّانَ عن النَّميمةِ : (تَهتِكُ الأستارَ ، وتُفشي الأسرارَ ، وتُورِثُ الضَّغائِنَ ، وترفَعُ المودَّةَ ، وتجَدِّدُ العداوةَ ، وتُبَدِّدُ الجماعةَ ، وتُهَيِّجُ الحِقدَ ، وتَزيدُ الصَّدَّ).
● قال ابنُ مِسكَوَيهِ : (احذَرِ النَّميمةَ وسَماعَها ؛ وذلك أنَّ الأشرارَ يَدخُلون بَيْنَ الأخيارِ في صورةِ النُّصَحاءِ فيُوهمونَهم النَّصيحةَ ، ويَنقُلون إليهم في عَرضِ الأحاديثِ اللَّذيذةِ أخبارَ أصدقائِهم محَرَّفةً مُمَوَّهةً ، حتَّى إذا تجاسَروا عليهم بالحديثِ المُختَلَقِ يُصَرِّحون لهم بما يُفسِدُ مودَّاتِهم ، ويُشَوِّهُ وجوهَ أصدقائِهم ، إلى أن يُبغِضَ بعضُهم بعضًا).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5075
ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ
● رُوِيَ أنَّ سُلَيمانَ بنَ عَبدِ المَلِكِ كان جالِسًا وعنده الزُّهريُّ ، فجاءه رجُلٌ فقال له سُليمانُ : بلغني أنَّك وقَعْتَ فيَّ ، وقُلتَ كذا وكذا. فقال الرَّجُلُ : ما فعَلْتُ ولا قُلتُ. فقال سُلَيمانُ : إنَّ الذي أخبرني صادِقٌ ، فقال له الزُّهريُّ : لا يكونُ النَّمَّامُ صادِقًا. فقال سُلَيمانُ : صدَقْتَ ، ثمَّ قال للرَّجُلِ : اذهَبْ بسَلامٍ.
● وقال الحسَنُ : (كأنَّكم تظنُّون أنَّ الخيانةَ ليست إلَّا في الدِّينارِ والدِّرهَمِ! إنَّ الخيانةَ أشَدَّ الخيانةِ أن يجالِسَنا الرَّجُلُ فنطمَئِنَّ إلى جانِبِه ، ثمَّ ينطَلِقَ فيسعى بنا إلى شرارةٍ من نارٍ!).
● وقال الحَسَنُ : (مَن نَمَّ إليك نَمَّ عليك).
● وعن عَطاءِ بنِ السَّائِبِ ، قال : قَدِمتُ مِن مَكَّةَ فلَقِيني الشَّعبيُّ ، فقال : يا أبا زيدٍ ، أطرِفْنا ممَّا سَمِعتَ بمكَّةَ ، فقُلتُ : سَمِعتُ عبدَ الرَّحمنِ بنَ سابِطٍ يقولُ : لا يَسكُنُ مكَّةَ سافِكُ دَمٍ ، ولا آكِلُ رِبًا ، ولا مَشَّاءٌ بنميمةٍ ، فعَجِبتُ منه حينَ عَدَل النَّميمةَ بسَفكِ الدَّمِ وأكلِ الرِّبا ، فقال الشَّعبيُّ : وما يُعجِبُك من هذا؟! وهل يُسفَكُ الدَّمُ وتُركَبُ العظائِمُ إلَّا بالنَّميمةِ ؟!.
● وقال قتادةُ : (ذُكِر لنا أنَّ عذابَ القبرِ ثلاثةُ أثلاثٍ : ثُلُثٌ من الغِيبةِ ، وثُلُثٌ من البولِ ، وثُلُثٌ من النَّميمةِ).
● وقال ابنُ حَزمٍ : (وما في جميعِ النَّاسِ شَرٌّ من الوُشاةِ ، وهم النَّمامونَ ، وإنَّ النَّميمةَ لطَبعٌ يدُلُّ على نَتنِ الأصلِ ، ورداءةِ الفَرعِ ، وفسادِ الطَّبعِ ، وخُبثِ النَّشأةِ ، ولا بُدَّ لصاحبِه من الكَذِبِ. والنَّميمةُ فرعٌ من فروعِ الكَذِبِ ، ونوعٌ من أنواعِه ، وكُلُّ نمَّامٍ كَذَّابٌ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5075
تابع / من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
3⃣ وعن عبدِ اللَّهِ بنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قال : مرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على قبرَينِ ، فقال : ((إنَّهما ليُعَذَّبانِ ، وما يُعَذَّبانِ في كبيرٍ!)) ثمَّ قال : ((بلى ، أمَّا أحَدُهما فكان يسعى بالنَّميمةِ ، وأمَّا الآخَرُ فكان لا يستَتِرُ مِن بَولِه)) ، قال : ثمَّ أخذ عودًا رَطْبًا ، فكَسَره باثنتَينِ ، ثمَّ غَرَز كُلَّ واحدٍ منهما على قَبرٍ ، ثمَّ قال : ((لعَلَّه يُخَفَّفُ عنهما ما لم يَيْبَسا)). رواه البخاري ومسلم.
● قال ابنُ بطَّالٍ : (ومعنى الحديثِ : الحَضُّ على تَركِ النَّميمةِ).
📚 وقال ابنُ دقيقِ العيدِ : (في الحديثِ دليلٌ على عِظَمِ أمرِ النَّميمةِ ، وأنَّها سَبَبُ العذابِ ، وهو محمولٌ على النَّميمةِ المُحَرَّمةِ).
📖 وقال الشَّوكانيُّ : (الحديثُ يدُلُّ على نجاسةِ البَولِ من الإنسانِ ، ووجوبِ اجتنابِه ، وهو إجماعٌ ، ويدُلُّ أيضًا على عِظَمِ أمرِه وأمرِ النَّميمةِ ، وأنَّهما من أعظمِ أسبابِ عذابِ القبرِ).
📚 وقال السُّيوطيُّ : (قد ذَكَر بعضُهم السِّرَّ في تخصيصِ البَولِ والنَّميمةِ والغِيبةِ بعذابِ القَبرِ ، وهو أنَّ القبرَ أوَّلُ منازِلِ الآخرةِ ، وفيه أنموذَجُ ما يقَعُ في يومِ القيامةِ من العقابِ والثَّوابِ. والمعاصي التي يعاقَبُ عليها يومَ القيامةِ نوعانِ : حَقٌّ للهِ ، وحَقٌّ لعبادِه ، وأوَّلُ ما يُقضى فيه يومَ القيامةِ من حقوقِ اللَّهِ : الصَّلاةُ ، ومن حُقوقِ العِبادِ : الدِّماءُ ، وأمَّا البرزَخُ فيُقضى فيه في مُقَدِّماتِ هذينِ الحَقَّينِ ووَسائلِهما ، فمُقَدِّمةُ الصَّلاةِ الطَّهارةُ من الحدَثِ والخَبَثِ ، ومُقَدِّمةُ الدِّماءِ النَّميمةُ والوقيعةُ في الأعراضِ ، وهما أيسَرُ أنواعِ الأذى ، فيبدَأُ في البرزخِ بالمحاسبةِ والعقابِ عليهما).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5073
📚 #أحاديث_نـبـوية 📚
قال : إنَّ مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ : ((أَلا أُنَبِّئُكُمْ ما العَضْهُ؟ هي النَّمِيمَةُ القالَةُ بيْنَ النَّاسِ)). وَإنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ : ((إنَّ الرَّجُلَ يَصْدُقُ حتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا ، ويَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ كَذّابًا)).
#الراوي : عبد الله بن مسعود
#المصدر : صحيح مسلم
📄 #شـرح_الـحـديـث 🖌
حَثَّ الشَّرعُ على مَكارمِ الأخلاقِ ونَهى عن مَساوئِها ، والمسْلمُ الحقُّ يُحاوِلُ أنْ يَتَّصِفَ بمَعالي الأخلاقِ ويَعْلوَ بنَفسِه فيها درَجاتٍ ، ويَبتعِدَ قَدْرَ استطاعتِه عن الأخلاقِ الذَّميمةِ والسَّيِّئةِ ؛ لِيَكونَ بذلكَ داعيًا إلى اللهِ بأقوالِه وأفعالِه وسُلوكِه.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي عبْدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ لأَصحابِه :
● «أَلا أُنبِّئَكم ما العَضْهُ؟» وقد رُويتْ هذه اللَّفظةُ على وجهين : (العَضْه) كالوَجْه ، و(العِضَةُ) كالعِدَةِ ، ثُمَّ أَجاب صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَن سُؤالِه ، وقال :
● «هي النَّميمةُ ، القالَةُ بيْنَ النَّاس» ، #والمعنى : نقْلُ كَلامِ الغيرِ بقَصْدِ الإضرارِ وإيقاعِ الخِلافِ والوَقِيعةِ بيْن النَّاسِ ، وهو مِن الكبائرِ ؛ لأنَّه كشْفُ ما يُكرَهُ كَشْفُه ، سواءٌ كَرِهَه المنقولُ عنه ، أو المنقولُ إليه ، أو ثالثٌ ، وسواءٌ كان بقَولٍ ، أو كِتابةٍ ، أو رمْزٍ ، أو إيماءٍ ، وسواءٌ كان عَيبًا ، أو نقْصًا على المنقولِ عنه ، أوْ لا ، بلْ حَقيقةُ النَّميمةِ إفشاءُ السِّرِّ ، وهتْكُ السِّترِ عمَّا يُكرَهُ كَشْفُه.
ثُمَّ يُخبِرُ عبْدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ :
● «إنَّ الرَّجُلَ يَصدُقُ» والصِّدقُ : مُطابَقةُ القولِ لِما في الضَّميرِ ومُطابقةُ المخبَرِ عنه معًا ، فالرَّجلُ يَصدُقُ معَ اللهِ ، ثُمَّ معَ النَّاسِ ويَتكرَّرُ منه الصِّدقُ ، حتَّى يَستحِقَّ اسمَ المبالَغةِ في الصِّدقِ ، فيُكتَبَ عندَ اللهِ صِدِّيقًا كَثيرَ الصِّدقِ بقَولِه واعتقادِه ، وحَقَّق صِدْقَه بفِعلِه.
👈 والمرادُ بالكتابةِ : الحُكمُ عليه بذلك ، وإظهارُه للمَخلوقِين في الملأِ الأعلى ، وإلقاءُ ذلكَ في قُلوبِ أهلِ الأرضِ ، وأنَّ الرَّجلَ يَكذِبُ ، معَ اللهِ ثُمَّ معَ النَّاسِ حتَّى يُكتَبَ عندَ اللهِ كَذَّابًا ، فيُظهِرُ اللهُ ذلك للمَخلوقِين في الملأِ الأعلى ، ويُلقى هذا الوصفُ عن الكذَّابِ في قُلوبِ أهلِ الأرضِ.
#وفي_الحديث :
● التَّحذيرُ والنَّهيُ عن النَّميمةِ.
● وفيه : التَّحذيرُ والنَّهيُ عن الكذِبِ.
● وفيه : الحثُّ على الصِّدقِ ، وأنَّ الصَّادقَ يَستحِقُّ أنْ يُوصَفَ بالصِّدِّيقيَّةِ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/152111
ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
1⃣ عن حُذيفةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال : قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((لا يدخُلُ الجنَّةَ نمَّامٌ)) رواه مسلم ، وفي روايةٍ ((قَتَّاتٌ)). رواه البخاري ومسلم.
👈 ونفيُ دُخولِ الجنَّةِ في الحديثِ نَفيٌ مُطلَقٌ ، والنَّفيُ المُطلَقُ يُحمَلُ على المقَيَّدِ ، فيُقالُ : لا يدخُلون الجنَّةَ دُخولًا مُطلَقًا، يعني : لا يَسبِقُه عذابٌ ، ولكِنَّهم يدخُلون الجنَّةَ دُخولًا يسبِقُه عذابٌ بقَدْرِ ذُنوبِهم ، ثمَّ مَرجِعُهم إلى الجنَّةِ.
● قال ابنُ بطَّالٍ : (والقَتَّاتُ : النَّمَّامُ عِندَ أهلِ اللُّغةِ).
2⃣ وعن عبدِ اللَّهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال : إنَّ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ((ألا أنَبِّئُكم ما العِضَةُ؟ هي النَّميمةُ القالةُ بَيْنَ النَّاسِ)). وإنَّ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ((إنَّ الرَّجُلَ يَصدُقُ حتَّى يُكتَبَ صِدِّيقًا ، ويَكذِبُ حتَّى يُكتَبَ كَذَّابًا)). رواه مسلم.
📚 قال المُناويُّ : (... "القالةُ بَيْنَ النَّاسِ" ، أي : كثرةُ القولِ ، وإيقاعُ الخُصومةِ بَيْنَهما ، فيما يُحكى للبعضِ عن البعضِ ، #وقيل : القالةُ بمعنى المقولةِ ، وزعَم بعضُهم أنَّ القالةَ هنا جمعٌ ، وهم الذين يَنقُلون الكلامَ ، ويوقِعون الخُصومةَ بَيْنَ النَّاسِ).
📖 وقال ابنُ عُثَيمين : (هي النَّميمةُ : أن ينقُلَ الإنسانُ كلامَ النَّاسِ بعضِهم في بعضٍ ؛ من أجلِ الإفسادِ بَيْنَهم ، وهي من كبائِرِ الذُّنوبِ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5073
ثانيًا : الفَرْقُ بَيْنَ النَّميمةِ وبَعضِ الصِّفاتِ
● الفَرْقُ بَيْنَ الغِيبةِ والنَّميمةِ :
📚 قال ابنُ حَجَرٍ : (اختُلِفَ في الغِيبةِ والنَّميمةِ : هل هما متغايرتانِ أو متَّحِدتانِ ، والرَّاجِحُ التَّغايُرُ ، وأنَّ بَيْنَهما عُمومًا وخُصوصًا وَجهيًّا ؛ وذلك لأنَّ النَّميمةَ نَقلُ حالِ شَخصٍ لغيرِه على جِهةِ الإفسادِ بغيِر رِضاه ، سواءٌ كان بعِلمِه أم بغيرِ عِلمِه.
والغِيبةُ ذِكرُه في غَيبتِه بما لا يُرضيه ، فامتازت النَّميمةُ بقصدِ الإفسادِ ، ولا يُشتَرَطُ ذلك في الغِيبةِ.
وامتازت الغِيبةُ بكَونِها في غَيبةِ المقولِ فيه ، واشتركا فيما عدا ذلك.
ومن العُلَماءِ مَن يَشترِطُ في الغِيبةِ أن يكونَ المقولُ فيه غائبًا، واللَّهُ أعلمُ).
📖 وقال ابن حجر الهيتمي : (كُلُّ نميمةٍ غِيبةٌ ، وليس كُلُّ غِيبةٍ نميمةً ؛ فإنَّ الإنسانَ قد يذكُرُ عن غيرِه ما يَكرَهُه ، ولا إفسادَ فيه بينَه وبينَ أحَدٍ ، وهذا غِيبةٌ ، وقد يَذكُرُ عن غيرِه ما يَكرَهُه ، وفيه إفسادٌ ، وهذا غِيبةٌ ونميمةٌ معًا).
● الفَرْقُ بَيْنَ القَتَّاتِ والنَّمَّامِ :
👈 القَتَّاتُ والنَّمَّامُ بمعنًى واحِدٍ.
#وقيل : النَّمَّامُ الذي يكونُ مع جماعةٍ يتحَدَّثون حديثًا فيَنُمُّ عليهم.
👈 والقَتَّاتُ : الذي يتسَمَّعُ عليهم وهم لا يَعلَمون ، ثمَّ يَنُمُّ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5068
ب- مِنَ الأمثالِ والحِكَمِ
1⃣ قولُهم : سَمِّنْ كَلْبَك يأكُلْك.
👈 يُضرَبُ مَثَلًا لسُوءِ الجزاءِ ، ونُكْرانِ الجَميلِ.
2⃣ أَحُشُّكَ وتَرُوثُني!
👈 يخاطِبُ رَجُلٌ فَرَسًا له. يقولُ : أعلِفُك الحشيشَ وأنت تَروثُ عَلَيَّ !.
3⃣ قال أبو عُبَيدٍ : ومن أمثالِهم في هذا قَولُ أكثَمَ بنِ صَيفيٍّ : لو سُئِلَتِ العاريَّةُ : أين تذهَبينَ؟ لقالت : أَكسِبُ أهلي ذَمًّا.
👈 يعني أنَّهم يُحسِنون في الإعارةِ والقُروضِ ، ثمَّ يُكافَؤون بالمذَمَّةِ إذا طَلَبوها.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5063
عاشِرًا : ذَمُّ نُكْرانِ الجَميلِ في واحةِ الأدَبِ
أ- مِنَ الشِّعرِ
1⃣ قال رَجُلٌ طائيٌّ :
ولقد دعَتْني للخِلافِ عَشيرتي ••
فعَدَدْتُ قَولَهم من الإضلالِ
إنِّي امرؤٌ منِّي الوفـــــاءُ سَجيـَّةٌ ••
وفِعــالُ كُلِّ مُهَـَّذبٍ مِفضـالِ
2⃣ وقال المتنَبِّي :
إذا أنتَ أكرَمْتَ الكريمَ ملَكْتَه ••
وإنْ أنتَ أكرَمْتَ اللَّئيمَ تمَرَّدَا
3⃣ وقال الشَّاعِرُ :
وزهَّدَني في كُلِّ خيرٍ صَنَعْتُه ••
إلى النَّاسِ ما جَرَّبْتُ من قِلَّةِ الشُّكرِ
4⃣ وقال الشَّاعِرُ :
أعَلِّمُه الرِّماية كُلَّ يومٍ ••
فلمَّا استَدَّ ساعِدُه رماني
أعَلِّمُه الفُتُوَّةَ كُلَّ حينٍ ••
فلمَّا طَرَّ شارِبُه جَفاني
أعَلِّمُه الرِّوايةَ كُلَّ وَقتٍ ••
فلمَّا صار شاعِرَها هَجاني
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5061