عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال :
قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ : "يَا أبَا ذَرٍّ ، ألَا أدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ ، قُلْ «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ»".
[مسند الإمام أحمد].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
«اللَّهُمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا».
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
مُطِرْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَخَرَجَ فَحَسَرَ ثَوْبَهُ حَتَّى أصَابَهُ المَطَرُ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟. قَالَ : "لِأنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ".
[مسند الإمام أحمد].
قال أبو سعيد الدارمي في نقضه على المريسي : رَوَى إسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ الحَنْظَلِيُّ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ أنَّهُ قَالَ : «رَأسُ المَنَارَةِ أقْرَبُ إلَى الله مِنْ أسْفَلِهَـ[ـا]». وَصَدَقَ ابْنُ المُبَارَكِ ؛ لِأنَّ كُلَّ مَا كَانَ إلَى السَّمَاءِ أقْرَبُ كَانَ إلَى اللهِ أقْرَب.
﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾.
«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أشْهَدُ أنْ لَا إلَهَ إلَّا أنْتَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إلَيْكَ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِكَ».
عن وهب المكي قال :
بَلَغَنِي أنَّ نَبِيَّ اللهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مَرَّ بِرَجُلٍ يَدْعُو وَيَتَضَرَّعُ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، ارْحَمْهُ. فَأوْحَى اللهُ إلَيْهِ : لَوْ دَعَانِي حَتَّى تَنْقَطِعَ قُوَاهُ مَا اسْتَجَبْتُ لَهُ حَتَّى يَنْظُرَ فِي حَقِّي عَلَيْهِ.
[الزهد للإمام أحمد].
روى أبو داود في الزهد عن مالك بن دينار قال : أصَابَ بَنِي إسْرَائِيلَ بَلَاءٌ وَقَحْطٌ فَخَرَجُوا يَضِجُّونَ ، فَأوْحَى اللهُ إلَى نَبِيٍّ مِنْ أنْبِيَائِهِمْ أنْ أخْبِرْهُمْ : تَخْرُجُونَ إلَى الصَّعِيدِ بِأبْدَانٍ نَجِسَةٍ وَأيْدٍ قَدْ سَفَكْتُمْ بِهَا الدِّمَاءَ وَمَلَأتُمْ بُطُونَكُمْ مِنَ الحَرَامِ؟! ، الآنَ حِينَ اشْتَدَّ غَضَبِي عَلَيْكُمْ وَلَنْ تَزْدَادُوا مِنِّي إلَّا بُعْدًا!.
عن مالك بن دينار قال :
مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ : مَنْ كَانَ لَهُ جَارٌ يَعْمَلُ بِالمَعَاصِي فَلَمْ يَنْهَهُ فَهُوَ شَرِيكُهُ.
[الزهد للإمام أحمد].
روى صاحب الحلية عن يحيى بن المتوكل الباهلي قال : سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ : إذَا أثْنَى عَلَى الرَّجُلِ جِيرَانُهُ أجْمَعُونَ فَهُوَ رَجُلُ سُوءٍ. قَالُوا لِسُفْيَانَ : كَيْفَ ذَاكَ؟. قَالَ : يَرَاهُمْ يَعْمَلُونَ بِالمَعَاصِي فَلَا يُغَيِّرُ عَلَيْهِمْ وَيَلْقَاهُمْ بِوَجْهٍ طَلْقٍ.
عن عمر بن عبدالعزيز قال :
كَانَ يُقَالُ : إنَّ اللهَ لَا يُعَذِّبُ العَامَّةَ بِذَنْبِ الخَاصَّةِ وَلَكِنْ إذَا عُمِلَ المُنْكَرُ جِهَارًا اسْتَحَقُّوا العُقُوبَةَ كُلُّهُمْ
[الزهد للإمام أحمد - زوائد ابنه عبدالله].
روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن النعمان بن بشير قال : إنَّ الهَلَكَةَ كُلَّ الهَلَكَةِ أنْ تَعْمَلَ عَمَلَ السَّوْءِ فِي زَمَانِ البَلَاءِ.
عن قيس بن أبي حازم قال :
قَامَ أبُو بَكْرٍ فَحَمِدَ اللهَ وَأثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : يَا أيُّهَا النَّاسُ ، إنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ ، وَإنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ : "إنَّ النَّاسَ إذَا رَأوُا المُنْكَرَ فَلَمْ يُغيِّرُوهُ أوْشَكَ أنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ".
[مسند الإمام أحمد].
﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا﴾.
«سُبْحَانَ اللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللهُ ، وَاللهُ أكْبَرُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ».
عن أنس بن سيرين :
عَنِ امْرَأةِ مَسْرُوقٍ أنَّ مَسْرُوقًا كَانَ يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ وَتَجْلِسَ امْرَأتُهُ فَتَبْكِي مِمَّا يَصْنَعُ بِنَفْسِهِ.
[الزهد للإمام أحمد].
عن عبدالله بن بشر الرقي :
أنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ قَيْسٍ وَالأسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ حَجَّا فَكَانَ الأسْوَدُ صَاحِبَ عِبَادَةٍ ، فَصَامَ يَوْمًا فَرَاحَ النَّاسُ بِالهَجِيرِ وَقَدْ تَرَبَّدَ وَجْهُهُ ، فَأتَاهُ عَلْقَمَةُ فَضَرَبَ عَلَى فَخِذِهِ فَقَالَ : ألَا تَتَّقِي اللهَ يَا أبَا عُمَرَ فِي هَذَا الجَسَدِ؟! ، عَلَامَ تُعَذِّبُ هَذَا الجَسَدَ؟!. فَقَالَ الأسْوَدُ : يَا أبَا شِبْلٍ ، الجِدَّ الجِدَّ.
[الزهد للإمام أحمد].
عن سعيد بن حيان التيمي قال :
كَانَ الرَّبِيعُ بَعْدَ مَا سَقَطَ شِقُّهُ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ إلَى مَسْجِدِ قَوْمِهِ ، وَكَانَ أصْحَابُ عَبْدِاللهِ يَقُولُونَ : يَا أبَا يَزِيدَ ، قَدْ رُخِّصَ لَكَ ، لَوْ صَلَّيْتَ فِي بَيْتِكَ. فَيَقُولُ : إنَّهُ كَمَا تَقُولُونَ وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يُنَادِي «حَيَّ عَلَى الفَلَاحِ» ، فَمَنْ سَمِعَهُ مِنْكُمْ يُنَادِي «حَيَّ عَلَى الفَلَاحِ» فَلْيُجِبْهُ وَلَوْ زَحْفًا وَلَوْ حَبْوًا.
[الزهد للإمام أحمد].
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.
«اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، واقْدُرْ لَنَا الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أرْضِنَا بِهِ ، وَارْزُقْنَا العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .. اللَّهُمَّ وَجِّهِ القُلُوبَ إلَيْكَ ، وَاجْعَلْهَا مَشْغُولَةً بِذِكْرِكَ عِنْدَ هُمُومِنَا ، وَارْفَعْ عُقُوبَتَكَ الحَالَّةَ عَنْ قُلُوبِنَا .. يَا وَلِيَّ الإسْلَامِ وَأهْلِهِ ، مَسِّكْنَا بِالإسْلَامِ وَالسُّنَّةِ حَتَّى نَلْقَاكَ ، فَإذَا لَقِينَاكَ فَافْعَلْ بِنَا مَا أنْتَ أهْلُهُ .. اللَّهُمَّ سَهِّلْ عَلَيَّ قَضَاءَكَ وحَبِّبْ إلَيَّ لِقَاءَكَ وَأعِذْنِي مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ أنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَألْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ .. اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَتَرْكَ المُنْكَرَاتِ وَحُبَّ المَسَاكِينِ وَأنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي ، وَإذَا أرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَتَوَفَّنِي إلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ».
﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
«اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَاتَكَ وَسَلَامَكَ وَبَرَكَتَكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَإمَامِ المُتَّقِينَ وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ أكْرَمِ الخَلْقِ وَإمَامِ الخَيْرِ وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ الكُبْرَى وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ العُلْيَا وَآتِهِ سُؤْلَهُ فِي الآخِرَةِ وَالأُولَى كَمَا آتَيْتَ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى .. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
عن إبراهيم التيمي قال :
مَثَّلْتُ نَفْسِي فِي النَّارِ أُعَالِجُ أغْلَالَهَا وسَعِيرَهَا آكُلُ مِنْ زَقُّومِهَا وَأشْرَبُ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا ، فَقُلْتُ : يَا نَفْسُ ، أيْشٍ تَشْتَهِينَ؟. قَالَتْ : أرْجِعُ إلَى الدُّنْيَا فَأعْمَلُ عَمَلًا أنْجُو بِهِ مِنْ هَذَا العِقَابِ. وَمَثَّلْتُ نَفْسِي فِي الجَنَّةِ مَعَ حُورِهَا وألْبَسُ مِنْ سُنْدُسِهَا وإسْتَبْرَقِهَا وَحَرِيرِهَا ، قُلْتُ : يَا نَفْسُ ، أيْشٍ تَشْتَهِينَ؟. فَقَالَتْ : أرْجِعُ إلَى الدُّنْيَا فَأعْمَلُ عَمَلًا أزْدَادُ فِيهِ مِنْ هَذَا الثَّوَابِ. قُلْتُ : فَأنْتِ فِي الدُّنْيَا وَفِي الأُمْنِيَةِ.
[الزهد للإمام أحمد - زوائد ابنه عبدالله].
مما قيل في هذا المعنى :
لَعَمْرُكَ مَا الأيَّامُ إلَّا مُعَارَةٌ
فَمَا اسْطَعْتَ مِنْ مَعْرُوفِهَا فَتَزَوَّدِ
ومما قيل كذلك :
كَفَى وَاعِظًا بِالمَوْتِ إنْ كُنْتَ نَاظِرًا
لِنَفْسِكَ فَاسْهَرْ فِي مَكَانِكَ أوْ نَمِ
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾.
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ ، وَألِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، وَأصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ ، وَانْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ».
عن ثابت البناني قال :
كَانَ دَاوُدُ نَبِيُّ اللهِ يُطِيلُ الصَّلَاةَ ثُمَّ يَرْكَعُ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأسَهُ ثُمَّ يَقُولُ : إلَيْكَ رَفَعْتُ رَأسِي يَا عَامِرَ السَّمَاءِ ، تَنْظُرُ العَبِيدُ إلَى أرْبَابِهَا يَا سَاكِنَ السَّمَاءِ.
[الزهد للإمام أحمد - زوائد ابنه عبدالله].
روى أبو محمد الدارمي في مسنده عن عباس العمي قال : بَلَغَنِي أنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ، أنْتَ رَبِّي ، تَعَالَيْتَ فَوْقَ عَرْشِكَ ، وَجَعَلْتَ خَشْيَتَكَ عَلَى مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ، فَأقْرَبُ خَلْقِكَ مِنْكَ مَنْزِلَةً أشَدُّهُمْ لَكَ خَشْيَةً ، وَمَا عِلْمُ مَنْ لَمْ يَخْشَكَ؟ ، وَمَا حِكْمَةُ مَنْ لَمْ يُطِعْ أمْرَكَ؟.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه :
[أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ] كَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأسَهُ إلَى السَّمَاءِ.
[مسند الإمام أحمد].
﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
«اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ مِنَ الخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ .. اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَألَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ الجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ .. وَنَسْألُكَ أنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ تَقْضِيهِ لَنَا خَيْرًا».
عن مالك بن دينار قال :
كَانَ حَبْرٌ مِنْ أحْبَارِ بَنِي إسْرَائِيلَ يَغْشَى مَنْزِلَهُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَعِظُهُمْ فَيُذَكِّرُهُمْ بِأيَّامِ اللهِ ، فَرَأى بَعْضَ بَنِيهِ يَوْمًا غَمْزَ النِّسَاءَ فَقَالَ : مَهْلًا يَا بُنَيَّ ، مَهْلًا يَا بُنَيَّ. فَسَقَطَ مِنْ سَرِيرِهِ وَانْقَطَعَ نُخَاعُهُ وَأسْقَطَتِ امْرَأتُهُ وَقُتِلَ بُنَيُّهُ فِي الجَيْشِ ، فَأوْحَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إلَى نَبِيِّهِمْ أنْ أخْبِرْ فُلَانًا الحَبْرَ أنِّي لَا أُخْرِجُ مِنْ صُلْبِكَ صِدِّيقًا أبَدًا! ؛ مَا غَضَبُكَ لِي إلَّا أنْ قُلْتَ مَهْلًا يَا بُنَيَّ مَهْلًا يَا بُنَيَّ؟!.
[الزهد للإمام أحمد].
روى ابن أبي الدنيا في العقوبات عن مسعر بن كدام قال : بَلَغَنِي أنَّ مَلَكًا أُمِرَ أنْ يَخْسِفَ بِقَرْيَةٍ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، فِيهَا فُلَانٌ العَابِدُ!. فَأوْحَى اللهُ تَعَالَى إلَيْهِ أنْ بِهِ فَابْدَأ ؛ فَإنَّهُ لَمْ يَتَمَعَّرْ وَجْهُهُ فِيَّ سَاعَةً قَطُّ!.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : لَمَّا وَقَعَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ فِي المَعَاصِي نَهَتْهُمْ عُلَمَاؤُهُمْ فَلَمْ يَنْتَهُوا ، فَجَالَسُوهُمْ فِي مَجَالِسِهِمْ -أحْسَبُهُ قَالَ : وَأسْوَاقِهِمْ- وَوَاكَلُوهُمْ وَشَارَبُوهُمْ ، فَضَرَبَ اللهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ وَلَعَنَهُمْ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، ﴿ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾". وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ : "لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى تَأطِرُوهُمْ عَلَى الحَقِّ أطْرًا".
[مسند الإمام أحمد].
روى الحسين بن حرب في زوائده على الزهد لابن المبارك عن الضحاك بن مزاحم : ﴿لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ﴾ ، قال : وَاللهِ مَا فِي القُرْآنِ آيَةٌ أخْوَفَ عِنْدِي مِنْهَا!.
عن جرير البجلي رضي الله عنه ،
عن النبي ﷺ قال :
"مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالمَعَاصِي هُمْ أعَزُّ وَأكْثَرُ مِمَّنْ يَعْمَلُهُ لَمْ يُغَيِّرُوهُ إلَّا عَمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ".
[مسند الإمام أحمد].
﴿رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾.
«يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ ، وَيَا مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ، أعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ».
عن شيخ من أهل الكوفة قال :
كُنْتُ عِنْدَ أبِي بَكْرٍ النَّهْشَلِيِّ وَإذَا هُوَ يُومِئُ بِرَأسِهِ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ السَّمَّاكِ : سُبْحَانَ اللهِ! ، عَلَى هَذِهِ الحَالِ؟. قَالَ : يَا ابْنَ السَّمَّاكِ ، أُبَادِرُ طَيَّ الصَّحِيفَةِ.
[الزهد للإمام أحمد - الجزء العشرون].
رواه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا عن بشر بن عبدالله النهشلي -ولعله الشيخ في الأثر السالف- ولفظه : دَخَلْنَا عَلَى أبِي بَكْرٍ النَّهْشَلِيِّ وَهُوَ فِي المَوْتِ وَهُوَ يُومِئُ بِرَأسِهِ يَرْفَعُهُ وَيَضَعُهُ وَكَأنَّهُ يُصَلِّي ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أصْحَابِهِ : فِي مِثْلِ هَذِهِ الحَالِ رَحِمَكَ اللهُ؟. قَالَ : إنِّي أُبَادِرُ طَيَّ الصَّحِيفَةِ.
عن عبدالرحمن بن ثروان الأودي قال :
كَانَ الأسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ يُجْهِدُ نَفْسَهُ فِي الصَّوْمِ وَالعِبَادَةِ حَتَّى يَضْمُرَ جَسَدُهُ وَيَصْفَرَّ ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ يَقُولُ : وَيْحَكَ! ، لِمَ تُعَذِّبُ هَذَا الجَسَدَ؟!. فَيَقُولُ : إنَّ الأمْرَ جِدٌّ ، إنَّ الأمْرَ جِدٌّ.
[الزهد للإمام أحمد].
عن أبي عمرو الأوزاعي قال :
رَأيْتُ [عَبْدَةَ] بْنَ أبِي لُبَابَةَ يَطُوفُ بِالبَيْتِ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، فَقُلْتُ لَهُ : لَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ. فَقَالَ : [إنَّمَا] المُؤْمِنُ بِالتَّحَامُلِ.
[الزهد للإمام أحمد - زوائد ابنه عبدالله].
﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
«اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ، أهْلَ الثَّنَاءِ وَالمَجْدِ ، أحَقُّ مَا قَالَ العَبْدُ وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ».
• ﴿فَٱذۡكُرُونِیۤ أَذۡكُرۡكُمۡ﴾.
- «سُبْحَانَ اللهِ».
- «الحَمْدُ للهِ».
- «لَا إلَهَ إلَّا اللهُ».
- «اللهُ أكْبَرُ».
- «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ».
- «لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ».
- «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ».
﴿وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ﴾.
«اللَّهُمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا».
عن الحسن البصري قال :
وَاللهِ مَا هُوَ إلَّا التَّشَدُّدُ أوِ الهَلَكَةُ ، وَأيْمُ اللهِ لَتَشَدَّدُنَّ أوْ لَتَهْلِكُنَّ.
[الزهد للإمام أحمد - الجزء الثالث عشر].
يعني بالتشدد حمل النفس على العبادة وإن شق عليها ، روى ابن المبارك في الزهد عن معمر بن راشد قال : لَقِيَ الحَسَنَ رَجُلٌ يُرِيدُ المَسْجِدَ لِصَلَاةِ العِشَاءِ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ -أظُنُّهَا ذَاتَ رِدَاغٍ- ، فَقَالَ : أفِي مِثْلِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ يَا أبَا سَعِيدٍ؟. فَقَالَ الحَسَنُ : هُوَ التَّشْدِيدُ أوِ الهَلَكَةُ. وروى الآجري في أدب النفوس عن قتادة السدوسي قال : يَا ابْنَ آدَمَ ، إنْ كُنْتَ تُرِيدُ أنْ لَا تَأتِيَ الخَيْرَ إلَّا عَلَى نَشَاطٍ فَإنَّ نَفْسَكَ إلَى السَّآمَةِ وَالفُتُورِ وَالكَلَلِ أقْرَبُ ، وَلَكِنَّ المُؤْمِنَ هُوَ العَجَّاجُ وَالمُؤْمِنَ هُوَ المُتَوَقِّي وَالمُؤْمِنَ هُوَ المُتَشَدِّدُ ، وَإنَّ المُؤْمِنِينَ هُمُ الجَائِرُونَ إلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَاللهِ مَا زَالَ المُؤْمِنُونَ يَقُولُونَ «رَبَّنَا ، رَبَّنَا» فِي السِّرِّ وَالعَلَانِيَةِ حَتَّى اسْتَجَابَ لَهُمْ.