عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله ﷺ يقول :
"أفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ المَفْرُوضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ".
مسند أحمد.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال رسول الله ﷺ :
"إنَّ للهِ أهْلِينَ مِنَ النَّاسِ".
قيل : مَن هُم يا رسولَ اللهِ؟. قال :
"أهْلُ القُرْآنِ ، هُمْ أهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ".
مسند أحمد.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله ﷺ :
"لَا حَسَدَ إلَّا عَلَى اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ".
مسند أحمد.
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ،
عن النبي ﷺ قال :
"يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرْآنِ : اقْرَأ وَارْقَ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا".
مسند أحمد.
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال :
قال رسول الله ﷺ :
"اقْرَءُوا القُرْآنَ ؛ فَإنَّهُ يَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعًا لِأصْحَابِهِ".
مسند أحمد.
• بيان نكارة حديث الكف عن الصوم بعد النصف من شعبان.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
قال أبو يعلى الخليلي في الإرشاد :
العَلاءُ بن عبدِالرَّحمَنِ بن يَعقُوبَ مَولَى الحُرَقَةِ : مَدِينِيٌّ مُختَلَفٌ فيهِ ؛ لأنَّهُ يَتَفَرَّدُ بأحاديثَ لا يُتابَعُ عليها ، كحديثٍ عن أبيهِ عن أبي هُرَيرَةَ عن النبيِّ ﷺ : "إذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَلَا صَوْمَ حَتَّى رَمَضَانَ". وقَد أخرَجَ مُسلِمٌ في الصَّحيحِ المَشاهيرَ مِن حَديثِهِ دُونَ هذا والشَّوَاذِّ.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
قال أبو عثمان البرذعي كما في سؤالاته لأبي زرعة الرازي :
وشَهِدتُ أبا زُرعَةَ يُنكِرُ حديثَ العَلاءِ بن عبدِالرَّحمَنِ «إذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ» وزَعَمَ أنَّهُ مُنكَرٌ.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
قال أبو داود السجستاني كما في مسائله للإمام أحمد :
سَمِعتُ أحمَدَ ذَكَرَ حديثَ العَلاءِ بن عبدِالرَّحمَنِ عن أبيهِ عن أبي هُرَيرَةَ أنَّ النبيَّ ﷺ كانَ إذا دَخَلَ النِّصفُ من شَعبانَ أمسَكَ عن الصَّوم ، فقال : كانَ عبدُالرَّحمَنِ بن مَهدِيٍّ لَم يُحَدِّثنا بِهِ ؛ لأنَّ عن النبيِّ ﷺ خِلافَهُ. يعني حديثَ عائِشَةَ وأُمِّ سَلَمَةَ أنَّ النبيَّ ﷺ كانَ يصومُ شَعبانَ.
قال أحمَدُ : هذا حديثٌ مُنكَرٌ. يَعنِي حديثَ العَلاءِ هذا.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
قال ابن القيم في الفروسية :
والإمامُ أحمَدُ لَم يَشتَرِط في مُسنَدِهِ الصَّحيحَ ولا التَزَمَهُ ، وفي مُسنَدِهِ عِدَّةُ أحادِيثَ سُئِلَ هو عنها فضَعَّفَها بعَينِهَا وأنكَرَها ، كما رَوَى حديثَ العَلاءُ بن عبدِالرَّحمَنِ عن أبيهِ عن أبي هُرَيرَةَ يرفَعُهُ : "إذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَأمْسِكُوا عَنِ الصِّيَامِ حَتَّى يَكُونُ رَمَضَانُ". وقال حَربٌ : سَمِعتُ أحمَدَ يقولُ : هذا حديثٌ مُنكَرٌ. .. ولَم يُحَدِّثِ العَلاءُ بحديثٍ أنكَرَ من هذا.
﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾.
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ ، الأحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأمْوَاتِ».
﴿وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾.
«اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كُلُّهُ ، وَلَكَ المُلْكُ كُلُّهُ ، بِيَدِكَ الخَيْرُ كُلُّهُ ، إلَيْكَ يُرْجَعُ الأمْرُ كُلُّهُ ، عَلَانِيَتُهُ وَسِرُّهُ ، فَأهْلٌ أنْ تُحْمَدَ إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
«اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ».
﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا﴾.
«سُبْحَانَ اللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللهُ ، وَاللهُ أكْبَرُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ».
﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾.
«اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ أنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ العَظِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنَا وَنُورَ صُدُورِنَا وَجَلَاءَ أحْزَانِنَا وَهُمُومِنَا».
﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾.
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ ، الأحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأمْوَاتِ».
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
«اللَّهُمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا».
﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾.
«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أشْهَدُ أنْ لَا إلَهَ إلَّا أنْتَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إلَيْكَ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِكَ».
﴿إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا﴾.
«اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ».
﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
«اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ».
﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾.
«اللَّهُمَّ أرِنَا الحَقَّ حَقًّا وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَهُ ، وَأرِنَا البَاطِلَ بَاطِلًا وَارْزُقْنَا اجْتِنَابَهُ».
﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ • وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ﴾.
«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أشْهَدُ أنْ لَا إلَهَ إلَّا أنْتَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إلَيْكَ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِكَ».
﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا﴾.
«سُبْحَانَ اللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللهُ ، وَاللهُ أكْبَرُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ».
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ،
عن النبي ﷺ قال :
"مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ ، وَمَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا .. وَمَثَلُ الفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ ، وَمَثَلُ الفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا".
مسند أحمد.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال :
خَرَجَ علينا رسولُ اللهِ ﷺ يومًا ونَحنُ في الصُّفَّةِ فقال :
"أيُّكُمْ يُحِبُّ أنْ يَغْدُوَ إلَى بُطْحَانَ أوِ العَقِيقِ فَيَأتِيَ كُلَّ يَوْمٍ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ فَيَأخُذَهُمَا فِي غَيْرِ إثْمٍ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟".
قُلنا : كُلُّنَا يا رسولَ اللهِ يُحِبُّ ذلِك. قال :
"فَلَأنْ يَغْدُوَ أحَدُكُمْ إلَى المَسْجِدِ فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ مِنْ ثَلَاثٍ ، وَأرْبَعٌ خَيْرٌ مِنْ أرْبَعٍ ، وَمِنْ أعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ".
مسند أحمد.
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ،
عن النبي ﷺ قال :
"أفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ".
مسند أحمد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله ﷺ :
"مَنْ أنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ دُعِيَ مِنْ أبْوَابِ الجَنَّةِ ، وَلِلجَنَّةِ أبْوَابٌ ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ".
فقال أبو بَكرٍ : واللهِ يا رسولَ اللهِ ما على أحَدٍ مِن ضَرُورَةٍ مِن أيِّهَا دُعِيَ ، فهل يُدعَى مِنها كُلِّهَا أحَدٌ يا رسولَ اللهِ؟. قال : "نَعَمْ ، وَإنِّي أرْجُو أنْ تَكُونَ مِنْهُمْ".
مسند أحمد.
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال :
قال رسول الله ﷺ :
"إنَّ لِلصَّائِمِينَ بَابًا فِي الجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ غَيْرُهُمْ ، إذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ .. مَنْ دَخَلَ مِنْهُ شَرِبَ ، وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأ أبَدًا".
مسند أحمد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
أن رسول الله ﷺ قال :
"مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ زَحْزَحَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ بِذَلِكَ سَبْعِينَ خَرِيفًا".
مسند أحمد.
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال :
يا رسولَ اللهِ ، مُرنِي بعَمَلٍ آخُذُهُ عَنك ينفَعُنِي اللهُ بِهِ. قال :
"عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ ؛ فَإنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ".
مسند أحمد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله ﷺ :
"يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إلَّا الصِّيَامَ ، فَهُوَ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ ، إنَّمَا يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أجْلِي ، فَصِيَامُهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ ، كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إلَى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ إلَّا الصِّيَامَ ، فَهُوَ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ".
مسند أحمد.
• باب في فضل شهر شعبان.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
لَم يَكُن رسولُ اللهِ ﷺ في الشَّهرِ من السَّنَةِ أكثَرَ صِيامًا مِنهُ في شَعبانَ ، وكانَ يقولُ : "خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ ؛ فَإنَّ اللهَ لَنْ يَمَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا". وكانَ يقولُ : "أحَبُّ العَمَلِ إلَى اللهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإنْ قَلَّ".
صحيح مسلم.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
كانَ رسولُ اللهِ ﷺ يصومُ حتَّى نقولَ : لا يُفطِرُ. ويُفطِرُ حتَّى نقولَ : لا يصومُ. .. وما رأيتُ رسولَ اللهِ ﷺ استَكمَلَ صِيامَ شَهرٍ قَطُّ إلا رَمضانَ ، وما رَأيتُهُ في شَهرٍ أكثَرَ مِنهُ صِيامًا في شَعبانَ.
صحيح مسلم.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف قال :
سَألتُ عائِشَةَ عن صِيامِ رسولِ اللهِ ﷺ فقالَت : كانَ يصومُ حتَّى نقولَ : قَد صامَ. ويُفطِرُ حتَّى نقولَ : قَد أفطَرَ. .. ولَم أرَهُ صائِمًا من شَهرٍ قَطُّ أكثَرَ مِن صِيامِهِ من شَعبانَ ، كانَ يصومُ شَعبانَ كُلَّهُ ، كانَ يصومُ شَعبانَ إلا قَليلًا.
صحيح مسلم.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله ﷺ :
"قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ ، إلَّا الصِّيَامَ فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ».
وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ، فَإذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَسْخَبْ ، فَإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ.
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ ..
وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا : إذَا أفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ ، وَإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ".
صحيح مسلم.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
قال ابن رجب في لطائف المعارف :
ولَمَّا كانَ شَعبانُ كالمُقَدِّمَةِ لرَمضانَ شُرِعَ فيهِ ما يُشرَعُ في رَمضانَ من الصِّيامِ وقِراءَةِ القُرآنِ ليَحصُلَ التَّأهُّبُ لتَلَقِّي رَمضانَ وتَرتاضَ النُّفُوسُ بذلِك على طاعَةِ الرَّحمَنِ ... يا مَن فَرَّطَ في الأوقاتِ الشَّريفَةِ وضَيَّعَها وأودَعَها الأعمالَ السَّيِّئَةَ وبِئسَ ما استَودَعَها :
مَضَى رَجَبٌ وَمَا أحْسَنْتَ فِيهِ
وَهَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ المُبَارَكْ
فَيَا مَنْ ضَيَّعَ الأوْقَاتَ جَهْلًا
بِحُرْمَتِهَا أفِقْ وَاحْذَرْ بَوَارَكْ
فَسَوْفَ تُفَارِقُ اللَّذَّاتِ قَهْرًا
وَيُخْلِي المَوْتُ كَرْهًا مِنْكَ دَارَكْ
تَدَارَكْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الخَطَايَا
بِتَوْبَةِ مُخْلِصٍ وَاجْعَلْ مَدَارَكْ
عَلَى طَلَبِ السَّلَامَةِ مِنْ جَحِيمٍ
فَخَيْرُ ذَوِي الجَرَائِمِ مَنْ تَدَارَكْ
﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.
«اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ صِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ وَحُسْنَ الظَّنِّ بِكَ».