﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
«اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ».
﴿كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ • وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ﴾.
قال قتادة :
اختارَ أكثَرُ الناسِ العاجِلَةَ إلا مَن رَحِمَ اللهُ وعَصَمَ.
تفسير الطبري.
﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ﴾.
«اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإيمَانِ ، وَكَرِّهْ إلَيْنَا الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ .. نَسْألُكَ يَا رَبَّنَا أنْ نَكُونَ هُدَاةً مَهْدِيِّينَ ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ ، سِلْمًا لِأوْلِيَائِكَ ، وَحَرْبًا عَلَى أعْدَائِكَ .. تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ، وَأحْيِنَا مُسْلِمِينَ ، وَألْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ ، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ».
قال ابن القيم :
ومِن عَلاماتِ الإنابَةِ تَركُ الاستِهانَةِ بأهلِ الغَفلَةِ والخَوفُ عليهِم مع فتحِك بابَ الرَّجاءِ لنفسِك فترجُو لنفسِك الرَّحمَةَ وتخشَى على أهلِ الغَفلَةِ النِّقمَةَ ، ولَكِنِ ارجُ لَهُمُ الرَّحمَةَ واخشَ على نفسِك النِّقمَةَ ، فإن كُنتَ لا بُدَّ مُستهينًا بِهِم ماقِتًا لَهُم لانكِشافِ أحوالِهِم لك ورُؤيَةِ ما هُم عليهِ فكُن لنفسِك أشَدَّ مَقتًا مِنك لَهُم وكُن أرجَى لَهُم لرَحمَةِ اللهِ مِنك لنفسِك.
قال بعضُ السَّلَفِ : لَن تَفقَهَ كُلَّ الفِقهِ حتَّى تَمقُتَ الناسَ في ذاتِ اللهِ ثُم ترجِعَ إلى نفسِك فتكونَ لها أشَدَّ مَقتًا. وهذا الكلامُ لا يَفقَهُ مَعناهُ إلا الفَقِيهُ في دينِ اللهِ ؛ فإنَّ مَن شَهِدَ حقيقَةَ الخَلقِ وعجزَهُم وضعفَهُم وتقصِيرَهُم بل تفرِيطَهُم وإضاعَتَهُم لِحَقِّ اللهِ وإقبَالَهُم على غيرِهِ وبيعَهُم حَظَّهُم من اللهِ بأبخَسِ الثَّمَنِ مِن هذا العاجِلِ الفانِي لَم يَجِد بُدًّا مِن مَقتِهِم ولا يُمكِنُهُ غيرُ ذلِك البَتَّةَ ، ولكِن إذا رَجَعَ إلى نفسِهِ وحالِهِ وتقصِيرِهِ وكانَ على بَصِيرَةٍ مِن ذلِك كان لنفسِهِ أشَدَّ مَقتًا واستِهانَةً ، فهذا هو الفَقِيهُ.
مدارج السالكين.
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾.
«اللَّهُمَّ أحْيِنَا وَأمِتْنَا عَلَى الإسْلَامِ وَالسُّنَّةِ».
كتب سعيد بن جبير إلى أحد إخوانه :
أمَّا بعدُ يا أخِي ، فاحذَرِ الناسَ واكفِهِم نفسَك ، وليَسَعك بيتُك وابكِ على خَطِيئَتِك ، وإذا رأيتَ عاثِرًا فاحمَدِ اللهَ الَّذي عَافَاك ، ولا تأمَنِ الشَّيطانَ أن يفتِنَك ما بَقِيتَ.
شعب الإيمان للبيهقي.
﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾.
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ ، الأحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأمْوَاتِ».
قال أبو أسامة الكوفي :
اشتَكَى سُفيانُ بن سعيدٍ ، فذَهَبتُ بمائِهِ في قارُورَةٍ فأرَيتُهُ الدِّيرَانِيَّ ، فنَظَرَ إليهِ فقال : بَولُ مَن هذا؟ ، ينبغِي أن يكونَ هذا بَولَ راهِبٍ! ، هذا رجُلٌ قد فَتَّتَ الحُزنُ كَبِدَهُ .. ما لهذا دواءٌ.
الجعديات للبغوي.
﴿وَاللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا • يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾.
«اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا ، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي ؛ إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ».
﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا﴾.
«سُبْحَانَ اللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللهُ ، وَاللهُ أكْبَرُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ».
"الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الكَافِرِ".
قال الحسن البصري :
واللهِ إنْ أصبَحَ فيها مُؤمِنٌ إلا حزينًا ، وكيفَ لا يحزَنُ المُؤمِنُ وقد حُدِّثَ عن اللهِ عَزَّ وجَلَّ وعن أنَّهُ وارِدٌ جَهَنَّمَ ولَم يأتِهِ أنَّهُ صادِرٌ عنها! ، واللهِ لَيَلْقَيَنَّ أمراضًا ومُصِيباتٍ وأُمُورًا تَغِيظُهُ ولَيُظْلَمَنَّ فما ينتَصِرُ ، يبتَغِي من ذلِك الثوابَ من اللهِ عَزَّ وجَلَّ .. وما يزالُ فيها حزينًا خائِفًا حتَّى يُفَارِقَها ، فإذا فَارَقَها أفضَى إلى الراحَةِ والكرامَةِ.
الزهد لابن المبارك.
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
«اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، واقْدُرْ لَنَا الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أرْضِنَا بِهِ».
• باب في قرب الرب عز وجل ممن دعاه.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
قال اللهُ جلَّ ذِكرُهُ :
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله ﷺ :
"إنَّ اللهَ يَقُولُ : أنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، وَأنَا مَعَهُ إذَا دَعَانِي".
صحيح مسلم.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال :
قِيل : يا رسولَ اللهِ ، أيُّ الدُّعاءِ أسمَعُ؟ ، قال :
"جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرُ ، وَدُبُرُ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوبَاتِ".
جامع الترمذي.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
أن رسول الله ﷺ قال :
"أقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ ، فَأكْثِرُوا الدُّعَاءَ".
صحيح مسلم.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه ،
أنه سمع النبي ﷺ يقول :
"أقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ العَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ ، فَإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ".
جامع الترمذي.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
أن رسول الله ﷺ قال :
"يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ ،
يَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأسْتَجِيبَ لَهُ؟ ، مَنْ يَسْألُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأغْفِرَ لَهُ؟".
صحيح البخاري.
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه :
يذهَبُ الصَّالِحُونَ أسلافًا ، ويبقَى أهلُ الرِّيَبِ : مَن لا يعرِفُ مَعروفًا ولا يُنكِرُ مُنكَرًا.
المعجم الكبير للطبراني.
﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾.
قال قتادة :
هي مَتَاعٌ مَترُوكٌ أوشَكَت واللهِ الَّذي لا إلَهَ إلا هو أن تَضمَحِلَّ عن أهلِها ، فخُذُوا من هذا المَتَاعِ طاعَةَ اللهِ إنِ استَطَعتُم ، ولا قُوَّةَ إلا باللهِ.
تفسير ابن أبي حاتم.
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.
قال الحسن البصري :
هؤلاءِ أقوامٌ بَاعُوا خَلاقَهُم بالدُّنيا .. أنبَأكُمُ اللهُ كيفَ يصنَعُ بِهِم.
تفسير ابن أبي حاتم.
وَاسْمَعْ نَصِيحَةَ مَنْ لَهُ خُبْرٌ بِمَا
عِنْدَ الوَرَى مِنْ كَثْرَةِ الجَوَلَانِ
مَا عِنْدَهُمْ وَاللهِ خَيْرٌ غَيْرَ مَا
أخَذُوهُ عَمَّنْ جَاءَ بِالقُرْآنِ
وَالكُلُّ بَعْدُ فَبِدْعَةٌ أوْ فِرْيَةٌ
أوْ بَحْثُ تَشْكِيكٍ وَرَأيُ فُلَانِ
فَاصْدَعْ بِأمْرِ اللهِ لَا تَخْشَ الوَرَى
فِي اللهِ ، وَاخْشَاهُ تَفُزْ بِأمَانِ
وَاهْجُرْ وَلَوْ كُلَّ الوَرَى فِي ذَاتِهِ
لَا فِي هَوَاكَ وَنَخْوَةِ الشَّيْطَانِ
- من نونية ابن القيم.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه :
لَا تَفقَهُ كُلَّ الفِقهِ حتَّى تَمقُتَ الناسَ في جَنبِ اللهِ ثُم ترجِعَ إلى نفسِك فتكونَ لها أشَدَّ مَقتًا.
مصنف ابن أبي شيبة.
• واحذَر ثُم احذَر أهلَ زَمانِك خاصَّةً ، وانظُر مَن تُجالِسُ ومِمَّن تَسمَعُ ومَن تَصحَبُ ؛ فإنَّ الخَلقَ كأنَّهُم في رِدَّةٍ إلا مَن عَصَمَهُ اللهُ مِنهُم.
- شرح السنة للبربهاري.
كتب أحمد بن عاصم الأنطاكي إلى أحد إخوانه :
إنَّا أصبَحنا في دَهرِ حَيْرَةٍ تضطَرِبُ علينا أمواجُهُ بِغَلَبَةِ الهَوَى ، العالِمِ مِنَّا والجاهِلِ ، فالعَالِمُ مِنَّا مَفتُونٌ بالدُّنيا مع ما يَدَّعِيهِ من العِلمِ والجاهِلُ مِنَّا عاشِقٌ لها مُستَملَأٌ من فِتنَةِ عالِمِهِ ، فالمُقِلُّ لا يقنَعُ والمُكثِرُ لا يشبَعُ ؛ فكُلٌّ قد شَغَلَ الشَّيطانُ قَلبَهُ بخَوفِ الفَقرِ ، فأعاذَنا اللهُ وإيَّاك من قَبُولِنا عِدَةَ إبليسَ وتَركِنا عِدَةَ رَبِّ العالَمِينَ.
يا أخِي ، لا تَصحَب إلا مُؤمِنًا يَعِظُك بِفِعلِهِ ومَصادِيقِ قَولِهِ أو مُؤمِنًا تَقِيًّا ؛ فمَتَى صَحِبتَ غيرَ هؤلاءِ وَرَّثُوك النَّقصَ في دِينِك وقُبحَ السِّيرَةِ في أُمُورِك ، وإيَّاك والحِرصَ والرَّغبَةَ ؛ فإنَّهُما يسلُبَانِك القناعَةَ والرِّضَا ، وإيَّاك والمَيلَ إلى هَوَاك ؛ فإنَّهُ يَصُدُّكَ عن الحَقِّ ، وإيَّاك أن تُظهِرَ أنَّك تخشَى اللهَ وقَلبُكَ فاجِرٌ ، وإيَّاك أن تُضمِرَ ما إن أظهَرتَهُ أخزَاك وإن أضمَرتَهُ أردَاك .. والسَّلَامُ.
الزهد لابن أبي الدنيا.
قال أبو بكر المروذي :
وأرادَ أبو عبدِاللهِ أن يبولَ في مَرَضِهِ الذي ماتَ فيهِ ، فدَعَا بطَستٍ فجِئتُ بِهِ ، فبالَ دَمًا عَبِيطًا ، فأرَيتُهُ عبدَالرَّحمنِ المُتَطَبِّبَ فقال : هذا رجُلٌ قد فَتَّتَ الغَمُّ -أو قال : الحُزنُ- جَوفَهُ.
مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي.
قال أبو المفضل الضبعي :
أتَيتُ يونُسَ بن عُبَيدٍ فخَرَجَ إلَيَّ فقَعَدَ على بابِ الدارِ فإذا هو كئيبٌ حزينٌ ، قُلتُ : يا أبا عَبدِاللهِ ، ما الَّذي أرَى بِك؟. فسَكَتَ مَلِيًا ثُم رَفَعَ رأسَهُ فقال : ذَاك واللهِ ما أرَى في العامَّةِ.
المعرفة والتاريخ للفسوي.
قال سفيان الثوري :
مَن يزدَدْ عِلمًا يزدَدْ وَجَعًا ، ولو لَمْ أعلَمْ لَكانَ أيسَرَ لِحُزنِي.
شرف أصحاب الحديث للخطيب.
قال مالك بن دينار :
القَلبُ إذا لَم يكُن فيهِ حُزنٌ خَرِبَ كما أنَّ البَيتَ إذا لَم يُسكَن خَرِبَ.
زوائد الزهد لعبدالله بن أحمد.
قال الحسن البصري :
يَحِقُّ لِمَن يعلَمُ أنَّ المَوتَ مَورِدُهُ وأنَّ الساعَةَ مَوعِدُهُ وأنَّ القِيامَ بين يَدَيِ اللهِ تَعالى مَشهَدُهُ أن يطولَ حُزنُهُ.
حلية الأولياء لأبي نعيم.
﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾.
قال الحسن البصري :
المُؤمنونَ قَومٌ ذُلُلٌ ، ذَلَّتْ واللهِ الأسماعُ والأبصارُ والجَوارِحُ حتَّى يحسِبُهُمُ الجاهِلُ مَرضَى ، واللهِ ما بالقَومِ من مَرَضٍ وإنَّهُم لَأصِحَّاءُ القُلُوبِ ولَكِن دَخَلَهُم من الخَوفِ ما لَم يدخُل غيرَهُم ومَنَعَهُم من الدُّنيا عِلمُهُم بالآخرةِ وقالوا : الحَمدُ للهِ الَّذي أذهَبَ عَنَّا الحَزَنَ.
واللهِ ما أحزَنَهُم حُزنُ الناسِ ولا تَعاظَمَ في أنفُسِهِم ما طَلَبُوا بِهِ الجَنَّةَ ، أبكَاهُمُ الخَوفُ من النارِ ، وإنَّهُ مَن لَم يَتَعَزَّ بِعَزاءِ اللهِ تَقَطَّعَت نَفسُهُ على الدُّنيا حَسَرَاتٍ ، ومَن لَم يَرَ للهِ عليهِ نِعمَةً إلا في مَطعَمٍ أو مَشرَبٍ فقد قَلَّ عِلمُهُ وحَضَرَ عَذابُهُ.
الزهد لابن المبارك.
﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
«اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ».
﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾.
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ ، الأحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأمْوَاتِ».
عن مرداس الأسلمي رضي الله عنه قال :
قال النبي ﷺ :
"يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الأوَّلُ فَالأوَّلُ ، وَيَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ أوِ التَّمْرِ لَا يُبَالِيهِمُ اللهُ بَالَةً".
صحيح البخاري.