عن مطر الوراق قال :
أتَيْتُ الحَسَنَ فَقُلْتُ : يَا أبَا سَعِيدٍ ، أتَيْتُكَ وَاللهِ مَا كِدْتُ أقْطَعُكَ إلَّا فِي شِدَّةِ الوَحْلِ تَحْتَ قَدَمَيَّ وَالمَتَاعِبِ عَلَى رَأسِي. فَقَالَ الحَسَنُ : يَا مَطَرُ ، إنَّ هَذَا الحَقَّ ثَقِيلٌ وَقَدْ جَهَدَ النَّاسَ وَحَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ كَثِيرٍ مِنْ شَهَوَاتِهِمْ ، وَإنَّهُ وَاللهِ مَا يَسِيرُ عَلَى هَذَا الحَقِّ إلَّا مَنْ عَرَفَ فَضْلَهُ وَرَجَا عَاقِبَتَهُ.
[الزهد للإمام أحمد - زوائد ابنه عبدالله].
عن قتادة السدوسي :
أنَّ خُلَيْدًا العَصَرِيَّ جَاءَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَأخَذَ بِعِضَادَتَيِ البَابِ ثُمَّ قَالَ : يَا إخْوَتَاهْ ، هَلْ مِنْكُمْ أحَدٌ لَا يُحِبُّ أنْ يَلْقَى حَبِيبَهُ؟ ، ألَا فَأحِبُّوا رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ وَسِيرُوا إلَيْهِ سَيْرًا كَرِيمًا.
[الزهد للإمام أحمد].
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه :
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أنَّهُ قَالَ : «يَا عِبَادِي ، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا .. يَا عِبَادِي ، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أهْدِكُمْ .. يَا عِبَادِي ، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَنْ أطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ .. يَا عِبَادِي ، كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أكْسُكُمْ .. يَا عِبَادِي ، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأنَا أغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أغْفِرْ لَكُمْ .. يَا عِبَادِي ، إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي .. يَا عِبَادِي ، لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا .. يَا عِبَادِي ، لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا .. يَا عِبَادِي ، لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَألُونِي فَأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْألَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إلَّا كَمَا يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ .. يَا عِبَادِي ، إنَّمَا هِيَ أعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ».
[مسند الإمام أحمد (واللفظ من صحيح مسلم)].
﴿يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ﴾.
«اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ نَرْجُو فَلَا تَكِلْنَا إلَى أنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ ، وَأصْلِحْ لَنَا شَأنَنَا كُلَّهُ ، لَا إلَهَ إلَّا أنْتَ».
﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.
«اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ أنْ نَرْتَدَّ عَلَى أعْقَابِنَا أوْ نُفْتَنَ فِي دِينِنَا ، يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ».
عن بشر بن عبدالله السلمي قال :
خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِالعَزِيزِ النَّاسَ فَقَالَ : أيُّهَا النَّاسُ ، لَا يَبْعُدَنَّ عَلَيْكُمْ وَلَا يَطُولَنَّ يَوْمُ القِيَامَةِ ، إنَّهُ مَنْ وَافَتْهُ مَنِيَّتُهُ فَقَدْ قَامَتْ عَلَيْهِ قِيَامَتُهُ ، لَا يَسْتَطِيعُ أنْ يَزِيدَ فِي حَسَنٍ وَلَا يَعْتِبَ مِنْ [سَيِّئٍ].
[الزهد للإمام أحمد - الجزء التاسع عشر].
روى أبو الفضل الزهري في حديثه عن بشر الحافي قال : النَّاسُ نِيَامٌ فَإذَا مَاتُوا انْتَبَهُوا.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :
إنَّكُمْ فِي مَمَرِّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، فِي آجَالٍ [مَنْقُوصَةٍ] وَأعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ ، وَالمَوْتُ يَأتِي بَغْتَةً ، فَمَنْ يَزْرَعْ خَيْرًا يُوشِكُ أنْ يَحْصُدَ رَغْبَةً ، وَمَنْ [يَزَرَعَ] شَرًّا [يُوشِكُ] أنْ يَحْصُدَ نَدَامَةً ، وَلِكُلِّ زَارِعٍ مِثْلُ الَّذِي زَرَعَ .. لَا يَسْبِقُ بَطِئٌ بِحَظِّهِ وَلَا يُدْرَكُ حَرِيصٌ مَا لَمْ يُقَدَّرْ لَهُ ، فَمَنْ أُعْطِيَ خَيْرًا فَاللهُ أعْطَاهُ ، وَمَنْ وُقِيَ شَرًّا فَاللهُ وَقَاهُ.
[الزهد للإمام أحمد].
عن أبي اليسر الأنصاري رضي الله عنه :
أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ : "مِنْكُمْ مَنْ يُصَلِّي الصَّلَاةَ كَامِلَةً ، وَمِنْكُمْ مَنْ يُصَلِّي النِّصْفَ ، وَالثُّلُثَ ، وَالرُّبُعَ -حَتَّى بَلَغَ العُشْرَ-".
[مسند الإمام أحمد].
روى عبدالرزاق في مصنفه عن طاوس اليماني قال : إنَّ المَلَائِكَةَ يَكْتُبُونَ أعْمَالَ بَنِي آدَمَ فَيَقُولُونَ : فُلَانٌ نَقَصَ مِنْ صَلَاتِهِ الرُّبْعُ ، وَنَقَصَ فُلَانٌ الشَّطْرَ ، وَزَادَ فُلَانٌ كَذَا وَكَذَا. وروى صاحب الحلية عن سفيان الثوري قال : يُكْتَبُ لِلرَّجُلِ مِنْ صَلَاتِهِ مَا عَقِلَ مِنْهَا. وروى محمد بن أسلم الطوسي في الأربعين عن الحسن البصري قال : كُلُّ صَلَاةٍ لَا يَحْضُرُهَا قَلْبُكَ فَهِيَ إلَى العُقُوبَةِ أسْرَعُ مِنْهَا إلَى الثَّوَابِ.
ومما قيل في هذا المعنى :
تُصَلِّي بِلَا قَلْبٍ صَلَاةً بِمِثْلِهَا
يَكُونُ الفَتَى مُسْتَوْجِبًا لِلعُقُوبَةِ
تَظَلُّ وَقَدْ أتْمَمْتَهَا غَيْرَ عَالِمٍ
تَزِيدُ احْتِيَاطًا رَكْعَةً بَعْدَ رَكْعَةِ
فَوَيْلَكَ تَدْرِي مَنْ تُنَاجِيهِ مُعْرِضًا
وَبَيْنَ يَدَيْ مَنْ تَنْحَنِي غَيْرَ مُخْبِتِ
تُخَاطِبُهُ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ مُقْبِلًا
عَلَى غَيْرِهِ فِيهَا لِغَيْرِ ضَرُورَةِ
وَلَوْ رَدَّ مَنْ نَاجَاكَ لِلغَيْرِ طَرْفَهُ
تَمَيَّزْتَ مِنْ غَيْظٍ عَلَيْهِ وَغَيْرَةِ
أمَا تَسْتَحِي مِنْ مَالِكِ المُلْكِ أنْ يَرَى
صُدُودَكَ عَنْهُ يَا قَلِيلَ المُرُوءَةِ
صَلَاةٌ أُقِيمَتْ يَعْلَمُ اللهُ أنَّهَا
بِفِعْلِكَ هَذَا طَاعَةٌ كَالخَطِيئَةِ
وَأعْجَبُ مِنْهَا أنْ تُدِلَّ بِفِعْلِهَا
كَمَنْ قَلَّدَ المَدْلُولَ بَعْضَ صَنِيعَةِ
وَأنْ يَعْتَرِيكَ العُجْبُ أيْضًا بِكَونِهَا
عَلَى مَا حَوَتْهُ مِنْ رِيَاءٍ وَسُمْعَةِ
ذُنُوبُكَ فِي الطَّاعَاتِ وَهْيَ كَثِيرَةٌ
إذَا عُدِّدَتْ تَكْفِيكَ عَنْ كُلِّ زَلَّةِ
سَبِيلُكَ أنْ تَسْتَغْفِرَ اللهَ بَعْدَهَا
وَأنْ تَتَلَافَى الذَّنْبَ مِنْهَا بِتَوْبَةِ
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾.
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ ، وَألِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، وَأصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ ، وَانْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ».
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ،
عن النبي ﷺ قال :
"مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الرِّبَا وَالزِّنَا إلَّا أحَلُّوا بِأنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ".
[مسند الإمام أحمد].
روى عبدالرزاق في مصنفه عن عبدالله بن مسعود قال : الرِّبَا بِضْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا أهْوَنُهَا كَمَنْ أتَى أُمَّهُ فِي الإسْلَامِ. وروى كذلك عن كعب الأحبار قال : لَأنْ أزْنِي ثَلَاثَةً وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً أحَبُّ إلَيَّ مِنْ أنْ آكُلَ دِرْهَمَ رِبًا يَعْلَمُ اللهُ أنِّي أكَلْتُهُ حِينَ أكَلْتُهُ وَهُوَ رِبًا. وروى مالك في الموطأ عن جده مالك بن أبي عامر الأصبحي : أنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَهُوَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ : لَا تُكَلِّفُوا الأمَةَ غَيْرَ ذَاتِ الصَّنْعَةِ الكَسْبَ ؛ فَإنَّكُمْ مَتَى كَلَّفْتُمُوهَا ذَلِكَ كَسَبَتْ بِفَرْجِهَا.
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ،
أن رسول الله ﷺ قال :
"يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ ، إنَّهُ لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ ؛ النَّارُ أوْلَى بِهِ".
[مسند الإمام أحمد].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾.
«اللَّهُمَّ اكْفِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأغْنِنَا بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ».
عن أبي إسحاق السبيعي قال :
حَجَّ الأسْوَدُ ثَمَانِينَ مِنْ بَيْنِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ.
[الزهد للإمام أحمد].
قال الإمام أحمد معلقًا : وَحَجَّ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ سِتِّينَ مِنْ بَيْنِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ.
عن نافع مولى ابن عمر :
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أنَّهُ كَانَ لَا يَدَعُ الحَجَّ وَالعُمْرَةَ.
[مسند الإمام أحمد].
عن ابن عباس رضي الله عنهما ،
عن النبي ﷺ قال :
"عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً".
[مسند الإمام أحمد].
عن شميط بن عجلان قال :
وَاللهِ مَا رَأيْتُ أبْدَانَكُمْ إلَّا مَطَايَاكُمْ إلَى رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فَأنْضُوهَا فِي طَاعَةِ اللهِ بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ.
[الزهد للإمام أحمد - زوائد ابنه عبدالله].
قال عيسى ابن مريم عليهما السلام :
بِحَقٍّ أقُولُ لَكُمْ : إنَّ الدَّابَّةَ إذَا لَمْ تُرْكَبْ وَتُمْتَهَنْ وَتُسْتَعْمَلْ تَسْتَصْعِبُ وَيَتَغَيَّرُ خُلُقُهَا ، فَكَذَلِكَ القُلُوبُ إذَا لَمْ تُرَقَّقْ بِذِكْرِ المَوْتِ وَتَنْصَبْ بِدَأبِ العِبَادَةِ تَقْسُو وَتَغْلُظُ.
[الزهد للإمام أحمد - الجزء التاسع عشر].
﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ • تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ • فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
«اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْنَا الخَيْرَ كَمَا حَبَّبْتَهُ إلَى الَّذِينَ عَمِلُوا بِهِ وَرَأوا ثَوَابَهُ ، وَكَرِّهْ إلَيْنَا الشَّرَّ كَمَا كَرَّهْتَهُ إلَى الَّذِينَ عَمِلُوا بِهِ وَرَأوا عِقَابَهُ .. اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ الجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ».
عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
أن رسول الله ﷺ قال :
"رَغِمَ أنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ فَانْسَلَخَ قَبْلَ أنْ يُغْفَرَ لَهُ".
[مسند الإمام أحمد].
عن العلاء بن زياد العدوي قال :
لَيُنْزِلُ أحَدُكُم نَفْسَهُ أنَّهُ قَدْ حَضَرَهُ المَوْتُ فَاسْتَقَالَ رَبَّهُ فَأقَالَهُ فَلْيَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
[الزهد للإمام أحمد].
روى ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس عن إبراهيم التيمي قال : مَثَّلْتُ نَفْسِي فِي الجَنَّةِ آكُلُ ثِمَارَهَا وَأشْرَبُ مِنْ أنْهَارِهَا وَأُعَانِقُ أبْكَارَهَا ثُمَّ مَثَّلْتُ نَفْسِي فِي النَّارِ آكُلُ مِنْ زَقُّومِهَا وَأشْرَبُ مِنْ صَدِيدِهَا وَأُعَالِجُ سَلَاسِلَهَا وَأغْلَالَهَا ، فَقُلْتُ لِنَفْسِي : أيْ نَفْسِي ، أيُّ شَيْءٍ تُرِيدِينَ؟. قَالَتْ : أُرِيدُ أنْ أُرَدَّ إلَى الدُّنْيَا فَأعْمَلَ صَالِحًا. قُلْتُ : فَأنْتِ فِي الأُمْنِيَةِ فَاعْمَلِي.
عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر قال :
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِالعَزِيزِ إلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِالمَلِكِ : إيَّاكَ أنْ تُدْرِكَكَ الصَّرْعَةُ عِنْدَ الغِرَّةِ فَلَا تُقَالُ العَثْرَةُ وَلَا تُمَكَّنُ مِنَ الرَّجْعَةِ وَلَا يَحْمَدُكُ [مَنْ] خَلَّفْتَ بِمَا تَرَكْتَ وَلَا يَعْذُرُكَ مَنْ تَقْدُمُ عَلَيْهِ بِمَا اشْتَغَلْتَ بِهِ ، وَالسَّلَامُ.
[الزهد للإمام أحمد - الجزء التاسع عشر].
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ،
أنه أوصى ابنه فقال :
يَا بُنَيَّ ، إذَا صَلَّيْتَ صَلَاةً فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ لَا تَظُنُّ أنَّكَ تَعُودُ إلَيْهَا أبَدًا ، وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ أنَّ المُؤْمِنَ يَمُوتُ بَيْنَ حَسَنَتَيْنِ حَسَنَةٍ قَدَّمَهَا وَحَسَنَةٍ أخَّرَهَا.
[الزهد للإمام أحمد].
﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾.
«اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْنَا الخَيْرَ كَمَا حَبَّبْتَهُ إلَى الَّذِينَ عَمِلُوا بِهِ وَرَأوا ثَوَابَهُ ، وَكَرِّهْ إلَيْنَا الشَّرَّ كَمَا كَرَّهْتَهُ إلَى الَّذِينَ عَمِلُوا بِهِ وَرَأوا عِقَابَهُ .. اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ الجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ».
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :
لَعَنَ رَسُولُ اللهِ ﷺ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ.
[مسند الإمام أحمد].
روى ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ • فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ﴾ عن ابن عباس قال : فَاسْتَيْقِنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ. وروى عنه كذلك قال : مَنْ كَانَ مُقِيمًا عَلَى الرِّبَا لَا يَنْزِعُ عَنْهُ فَحَقَّ عَلَى إمَامِ المُسْلِمِينَ أنْ يَسْتَتِيبَهُ فَإنْ نَزَعَ وَإلَّا ضَرَبَ عُنُقَهُ. وروى ابن أبي حاتم في تفسيره عن الحسن البصري ومحمد بن سيرين أنهما قالا : وَاللهِ إنَّ هَؤُلَاءِ الصَّيَارِفَةِ لَأكَلَةُ الرِّبَا وَإنَّهُمْ قَدْ أُذِنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ، وَلَوْ كَانَ عَلَى النَّاسِ إمَامٌ عَادِلٌ لَاسْتَتَابَهَمْ فَإنْ تَابُوا وَإلَّا وَضَعَ فِيهِمُ السِّلَاحَ. وروى كذلك عن قتادة السدوسي قال : أوْعَدَهُمْ بِالقَتْلِ كَمَا تَسْمَعُونَ وَجَعَلَهُمْ بَهْرَجًا أيْنَ مَا لُقُوا ، فَإيَّاكُمْ وَمَا خَالَطَ هَذِهِ البُيُوعَ مِنَ الرِّبَا فَإنَّ اللهَ قَدْ أوْسَعَ الحَلَالَ وَأطَابَهُ ، وَلَا تُلْجِئَنَّكُمْ إلَى مَعْصِيَةِ اللهِ فَاقَةٌ.
عن محمد بن سيرين :
أنَّ ذَكْوَانَ أبَا صَالِحٍ -وَأثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا- يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللهِ وَأبِي سَعِيدٍ وَأبِي هُرَيْرَةَ أنَّهُمْ نَهَوْا عَنِ الصَّرْفِ ، رَفَعَهُ رَجُلَانِ مِنْهُمْ إلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ.
[مسند الإمام أحمد].
روى ابن سعد في الطبقات عن أبي العالية الرياحي قال : لَوْ مَرَرْتُ بِبَابِ صَرَّافٍ أوْ عَشَّارٍ مَا شَرِبْتُ مِنْ مَائِهِ. وروى ابن أبي الدنيا في إصلاح المال عن أبي العلانية بن أعين قال : كُنْتُ بِالكُوفَةِ فَحَدِّثُونِي أنَّ عَبْدَاللهِ بْنَ أبِي أوَفِي مَرَّ بِالصَّيَارِفَةِ فَنَادَى : يَا مَعْشَرَ الصَّيَارِفَةِ ، أبْشِرُوا. قَالُوا : بَشَّرَكَ اللهُ بِالجَنَّةِ. قَالَ : أبْشِرُوا بِالنَّارِ.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ،
عن النبي ﷺ قال :
"الرِّبَا وَإنْ كَثُرَ فَإنَّ عَاقِبَتَهُ إلَى قُلٍّ".
[مسند الإمام أحمد].
﴿اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ﴾.
«اللَّهُمَّ وَجِّهِ القُلُوبَ إلَيْكَ ، وَاجْعَلْهَا مَشْغُولَةً بِذِكْرِكَ عِنْدَ هُمُومِنَا ، وَارْفَعْ عُقُوبَتَكَ الحَالَّةَ عَنْ قُلُوبِنَا .. يَا وَلِيَّ الإسْلَامِ وَأهْلِهِ ، مَسِّكْنَا بِالإسْلَامِ وَالسُّنَّةِ حَتَّى نَلْقَاكَ ، فَإذَا لَقِينَاكَ فَافْعَلْ بِنَا مَا أنْتَ أهْلُهُ».
عن هلال بن خباب قال :
خَرَجْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي أيَّامٍ مَضَيْنَ مِنْ رَجَبٍ وَأحْرَمَ مِنَ الكُوفَةِ بِعُمْرَةٍ ثُمَّ رَجَعَ مِنْ عُمْرَتِهِ ثُمَّ أحْرَمَ بِالحَجِّ فِي النِّصْفِ مِنْ ذِي القَعْدَةِ ، وَكَانَ يَخْرُجُ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّتَيْنِ مَرَّةً لِلعُمْرَةِ وَمَرَّةً لِلحَجِّ.
[الزهد للإمام أحمد - زوائد ابنه عبدالله].
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِامْرَأةٍ مِنَ الأنْصَارِ : "مَا مَنَعَكِ أنْ تَحُجِّي مَعَنَا العَامَ؟". قَالَتْ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، إنَّمَا كَانَ لَنَا نَاضِحَانِ فَرَكِبَ أبُو فُلَانٍ وَابْنُهُ -لِزَوْجِهَا وَابْنِهَا- نَاضِحًا وَتَرَكَ نَاضِحًا نَنْضَحُ عَلَيْهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : "فَإذَا كَانَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي فِيهِ ؛ فَإنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً".
[مسند الإمام أحمد].
يعني أنها تعدلها في الأجر ، والحج واجب في العمر مرة على كل مسلم فما زاد فهو تطوع.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :
قال رسول الله ﷺ :
"تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ ؛ فَإنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ".
[مسند الإمام أحمد].