zadi2 | Unsorted

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Subscribe to a channel

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
خطبةجمعةبعنوان👇

(فلولاإذجاءهم بأسنا تضرعوا)

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الحمد لله الذي استخلص الحمد لنفسه ، واستوجبه على جميع خلقه ،
الذي ناصية كل شيء بيديه ،
ومصير كل شيء إليه ،..
القوي في سلطانه ، اللطيف في جبروته ،...لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع..
-أحمده وأشكره على ما أنعم به مما لا يحصيه غيره ..

-وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. إلها واحدا صمدا ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا..
ولم يكن له شريك في الملك ،
ولم يكن له ولي من الذل...

‏يا جابرًا كسرَ القلوبِ جميعها
اجعلْ لنَا فيمنْ جبَرتَ نَصيبا

مَنْ للنُّفوسِ إذَا تعاظمَ كربُها
وبدَا لها خطْوَ الحياةِ صَعِيبا ؟

فاشرحْ بِنُورِكَ يا مُهيمِنُ صَدرَنا
واجعلْ لنَا دربَ الحياةِ رحِيبا.

-وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا وقرة أعيننا.. محمدا عبده ورسوله...وصفوته من خلقه... وأمينه على وحيه..
أرسله بالمعروف آمرا .. وعن المنكر ناهيا.. وإلى الحق داعيا..
على حين فترة من الرسل ،.. وضلالة من الناس..
واختلاف من الأمور ، وتنازع من الألسن ،...حتى أكمل به الدين ، وتمم به النعمة ..

وما فقد الماضون مثلَ محمدٍ
ولا مثلُه حتى القيـامةِ يُفقـدُ
.
صلى عليك الله يا بـدر الدُجى
ما قال عبدٌ في التّشهدِ أشهدُ
.
فخري من الدنيا بأني مسلمٌ
والوحيُ شرعي والنبي مُحمدُ

اللهمّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ..ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...

-أماااااابعد:
عبادالله: أوصيكم ونفسي المخطئةالمذنبةأولابتقوى الله :
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))[آل عمران: 102]

-أيهاالأحبةالكرام :
إن الإنسان في هذه الحياة إذا أصابته نائبة من نوائب الدهر أو مشكلة أو مصيبة ؛ أول ما يفكر بمن يتصل ؛ ومع من يتواصل ليقف بجانبه ويعينه في محنته ويخفف عليه آثارها ...

والمسلم الحق.. يدرك أن له رباً عظيماً وحكيماً وقادراً.. لا يلجأ إلا إليه .. ولا يتواصل إلا معه.. ولا يرجو إلا إياه.. وقد أمر سبحانه بدعائه، والتضرع إليه،

لا سيما عند الشدائد والكربات،
وأخبر سبحانه أنه لا يجيب المضطر، ولا يكشف الضر إلا هو،
فقال:((أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوء )) (النمل: 62)..
وذم الذين يعرضون عن دعائه عند نزول المصائب، وحدوث البأساء والضراء،
فقال:(( وَمَا أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مّن نَّبِىٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ))..(الأعراف:94).

وهذا من رحمته وكرمه سبحانه، فهو مع غناه عن خلقه،.. يأمرهم بدعائه ،..لأنهم هم المحتاجون إليه،
قال تعالى:(( يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَاء إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيد)) ( فاطر :15).

وقال تعالى :((وَٱللَّهُ ٱلْغَنِىُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَاء )) (محمد: 38).

وفي الحديث القدسي:
((يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم،
يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم،
يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاتسغفروني أغفر لكم)) (رواه مسلم)..

ها هو نبي الله نوح - عليه السلام - لما اشتدت عليه الكربة، وزادت عليه الغربة، رفع يديه إلى ربه:
((فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ)) (القمر/10)

فجاء الفرج من الله سبحانه.. وتفاعل الكون لأجل هذا الدعاء.. وكتب الله لنوح عليه السلام ومن آمن معه النجاة... وأهلك الله الظالمين قال تعالى :

((فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ * وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ )) (القمر11-17)

أيها الأحبة:
أساس كل خير.. أن تعلم.. أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فتوقن حينئذٍ أن الحسنات من نعمه، فتشكره عليها،.. وتتضرع إليه ألَّا يقطعها عنك. وأن السيئات من خذلانه وعقوبته،..فتبتهلُ إليه أن يحولَ بينك وبينها،..ولا يَكِلَكَ في فعل الحسنات، وترك السيئات إلى نفسك..
وقد أجمع العارفون على أن كلَّ خير.. فأصله بتوفيق الله للعبد، وكلَّ شر.. فأصله خذلانه لعبده.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

قال أهل العلم: "القلب لا يَصلح، ولا يُفلح، ولا يَلْتذُّ، ولا يُسَرُّ، ولا يطيب، ولا يسكن، ولا يطمئن إلا بعبادة ربه، وحبِّه، والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات، لم يطمئن، ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه، من حيثُ هو معبوده، ومحبوبه، ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرحُ والسرورُ، واللَّذةُ والنعمةُ، والسكونُ والطمأنينةُ، وهذا لا يحصل له إلا بإعانة الله له، لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله، فهو دائمًا مفتقر إلى حقيقة: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾، فإنه لو أُعين على حصول ما يُحبه، ويطلبه، ويشتهيه، ويريده، ولم يحصل له عبادته لله، بحيثُ يكون هو غايةَ مراده، ونهايةَ مقصوده، وهو المحبوبُ له بالقصد الأول، وكل ما سواه إنما يحبه لأجله، لا يحب شيئًا لذاته إلا الله، فمتى لم يحصل له هذا، لم يكن قد حقَّق حقيقة "لا إله إلا الله"، ولا حقق التوحيد، والعبودية والمحبة، وكان فيه من النقص والعيب، بل من الألم والحسرة والعذاب، بحسب ذلك، ولو سعى في هذا المطلوب، ولم يكن مستعينًا بالله، متوكلًا عليه، مفتقرًا إليه في حصوله، لم يحصل له، فإنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فهو مفتقر إلى الله من حيث هو المطلوب، المحبوب، المراد، المعبود، ومن حيث هو المسؤول، المستعان به، المتوكل عليه، فهو إلهه لا إله له غيره، وهو ربه لا رب له سواه. ولا تتم عبوديته لله إلا بهذين؛ فمتى كان يحب غير الله لذاته، أو يلتفت إلى غير الله أنه يعينه، كان عبدًا لِما أحبه، وعبدًا لِما رجاه، بحسب حبه له ورجائه إياه، وإذا لم يحب لذاته إلا الله، وكلما أحب سواه فإنما أحبه له، ولم يرجُ قط شيئًا إلا الله، وإذا فعل ما فعل من الأسباب، أو حصَّل ما حصَّل منها، كان مشاهدًا أن الله هو الذي خلقها وقدرها، وأن كل ما في السماوات والأرض، فالله ربه ومليكه وخالقه، وهو مفتقر إليه، كان قد حصل له من تمام عبوديته لله، بحسب ما قُسم له من ذلك، والناس في هذا على درجات متفاوتة، لا يحصي طرفيها إلا الله، فأكمل الخلق، وأفضلهم، وأعلاهم، وأقربهم إلى الله، وأقواهم، وأهداهم أتَمُّهم عبوديةً لله من هذا الوجه، وهذا هو حقيقة دين الإسلام الذي أرسل به رسله، وأنزل به كتبه، وهو أن يستسلم العبد لله لا لغيره، فالمستسلم له ولغيره مشرك، والممتنع عن الاستسلام له مستكبر".

قال أهل العلم: "فِي الْقَلْبِ شَعَثٌ، لَا يَلُمُّهُ إِلَّا الْإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ. وَفِيهِ وَحْشَةٌ، لَا يُزِيلُهَا إِلَّا الْأُنْسُ بِهِ فِي خَلْوَتِهِ. وَفِيهِ حُزْنٌ، لَا يُذْهِبُهُ إِلَّا السُّرُورُ بِمَعْرِفَتِهِ، وَصِدْقِ مُعَامَلَتِهِ. وَفِيهِ قَلَقٌ، لَا يُسَكِّنُهُ إِلَّا الِاجْتِمَاعُ عَلَيْهِ، وَالْفِرَارُ مِنْهُ إِلَيْهِ، وَفِيهِ نِيرَانُ حَسَرَاتٍ: لَا يُطْفِئُهَا إِلَّا الرِّضَا بِأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَقَضَائِهِ، وَمُعَانَقَةُ الصَّبْرِ عَلَى ذَلِكَ إِلَى وَقْتِ لِقَائِهِ، وَفِيهِ طَلَبٌ شَدِيدٌ: لَا يَقِفُ، دُونَ أَنْ يَكُونَ هُوَ وَحْدَهُ مَطْلُوبَهُ، وَفِيهِ فَاقَةٌ: لَا يَسُدُّهَا إِلَّا مَحَبَّتُهُ، وَالْإِنَابَةُ إِلَيْهِ، وَدَوَامُ ذِكْرِهِ، وَصِدْقُ الْإِخْلَاصِ لَهُ. وَلَوْ أُعْطِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، لَمْ تَسُدَّ تِلْكَ الْفَاقَةَ مِنْهُ أَبَدًا".

أنا الفقير إلى رب البريات
أنا المسكين في مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي
والخير إن يأتنا من عنده يأتي
لا أستطيع لنفسي جلب منفعة
ولا عن النفس لي دفع المضراتِ
وليس لي دونه مولى يدبرني
ولا شفيعٌ إذا حاطت خطيئاتي
إلا بإذن من الرحمن خالقنا
إلى الشفيع كما قد جاء في الآياتِ
ولست أملك شيئا دونه أبدًا
ولا شريك أنا في بعض ذراتِ
ولا ظهير له كي يَستعين به
كما يكون لأرباب الولاياتِ
والفقر لي وصفُ ذاتٍ لازمٌ أبدًا
كما الغنى أبدا وصف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمعهم
وكلُّهم عنده عبد له آتي
فمن بغى مطلبًا من غير خالقه
فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملأ الكون أجمعه
ما كان منه وما من بعد قد يأتي

اللهم رحمتك نرجو، فلا تكِلنا إلى أنفسنا طرفة عين، وأصلح لنا شأننا كله، لا إله إلا أنت.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.


*الخطبة الثانية*
الحمد لله رب العالمين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه؛ أما بعد:

فيا أيها الإنسان، مهما ملكتَ فأنت الفقير، ومهما عَظُمْتَ فأنت الضئيل، ومهما قَويْتَ فأنت الضعيف، ومهما عشتَ فعمرك قصير، ومهما بَصُرْتَ فنظرك كليل، ومهما تعلمتَ فما أوتيت من العلم إلا قليل!

قال تعالى: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

مِنِّي وَانًا مِنْهُ ، ثُمَّ أَخَذُو يَحْفِرُونَ وَلَمْ يَكُنْ سرير إِلَّا سَاعَدي رَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- لِجُلَيْبِيبَ حَضَنهُ النَّبِيُّ -عِلْيَّةَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ- وَأَخُذهُ عَلَيَّ يَدَه، وَضَمَّهُ إِلَيَّ صَدْرُهُ، هَذَا الَّذِي رَدَّهُ النَّاسُ، هَذَا الَّذِي قَلاهُ النَّاسُ، هَذَا الَّذِي حَارِبَةُ النَّاسِ، هَذَا الَّذِي ابْغضَهُ النَّاسُ،

كَمْ مِنْ صَالِحِينَ يَتَمَنَّوْنَ الزَّوَاجَ؟!
أَعْينُوهُمْ أَعَانَكُمُ اللَّهُ، اعْينُوهُمْ أَعَانَكُمُ اللَّهُ ، وَسَيَجْعَلُ اللَّهُ فَرَجًا وَمُخْرَجًا (أَنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )

فَاذَا جَاءَ الشَّابُّ الْمُسْتَقِيمُ الَّذِي يُصَلِّي مَعَكَ، الَّذِي يُصَلِّي مَعَكَ فَاحْمَدْ اللَّهَ، فَإِنَّ الْمُسْتَقِيمَ إِنْ أَحَبَّهَا اكْرِمْهَا، وَإِنْ أَبْغَضَهَا لَا يَظْلِمُهَا لَا يَظْلِمُهَا، الَّذِي لَا يَخَافُ اللَّهُ كَيْفَ سَيَخَافُ اللَّهُ فِي ابِنْتِكَ؟

الَّذِي لَا يُصَلِّي كَيْفَ سَيَخَافُ اللَّهُ في ابْنَتِكَ ؟
اتَّقُوا اللَّهَ بِالْأَمَانَاتِ، اتَّقُوا اللَّهَ فِي بَنَاتِكُمْ، فَإِنَّ النَّبِيَّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: « مَنِ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٍ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا لَمْ يُرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ. » مِنْ مَنْعِهَا الصَّالِحِينَ، وَأَعْطَاهَا الْفَاسِدِينَ، مِنْ أَجْلِ الْأَمْوَالِ ! ظَالِمٌ وَغَاشَ لِرَعِيَّتِهِ ، يَا وَيْلَهُ غَدًاً ، يَا وَيْلَهُ غَدًاً ، خَصْمَكَ إِبْنَتُكَ ، مِنْ مَنْعِ الْبَنَاتِ مِنَ الزَّوَاجِ؟ هُنَّ سَبَبٌ فِي إِلْقَائِكَ إِلَى نَارٍ تَلظى ، يَوْمَ تَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ، وَتَقِلْ يَا رَبِّ خُذْ حَقِّي مِنْ هَذَا الظَّالِمِ ، يَا رَبِّ خُذْ حَقِّي مِنْ هَذَا الظَّالِمِ ، مَنَعْنِي الزَّوَاجَ حَرِّمْنِي الزَّوَاجُ .

لَا إِلَهَ الَا اللَّهُ، مَا اشْدِ الْخُصُومَةَ يَوْمَ انْ تُلْقَى فِي النَّارِ ، وَتُسْحَبُ الَى النَّارِ، بِسَبَبِ إِبْنَتِكَ ! الَّتِي كَمْ سَكَتَتْ؟ وَكَمْ تَحَمَّلْتَ؟ وَكَمْ دَعَتَ اللَّهَ عَلَيْكَ؟ فَهَلْ مِنْ عَوْدَةٍ إِلَى شَبَابِنَا الصَّالِحِينَ؟ وَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ بِفِلِذَاتٍ اكْبَادِنَا الْمُسْتَقِيمِينَ الْمُصَلِّينَ؟! اعْينُوهُمْ « فَإِنَّ اللَّهَ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ »

اللَّهُمَّ اعَزَّ الْاسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ ،اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالكُفْرِهِ وَالْكَافِرِينَ
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِاعَدَاءِ الدِّينِ اجْمَعِينَ
اللَّهُمَّ احْفَظْ بَلَدَ الِايْمَانِ وَالْحِكْمَةِ
اللَّهُمَّ الطِفْ بِشَبَابِنَا،
اللَّهُمَّ الطِفْ بِشَبَابِنَا،
اللَّهُمَّ الطِفْ بشَبَابِنَا،
اللَّهُمَّ اعْنِهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ وَفِقْهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ الطِّفْ بِهِمْ فِيمَا جَرَت بِهِ الْمَقَادِيرُ
اللَّهُمَّ يَسِّرِ امْرَهُمُ، اللَّهُمَّ يَسِّرْ عِفتَهِمْ
اللَّهُمَّ يُسِّرْ زَوَاجَهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ اصْلِحْ شَبَابَ الْمُسْلِمِينَ
الِلَّهُمَّ اهْدِ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ
اللَّهُمَّ اهْدِيِ ابَاءَ الْمُسْلِمِينَ
اللَّهُمَّ اهْدِيِ ابَاءَ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ رَدَّنَا الْيَكَّ جَمِيعًا رَدًّا جَمِيلًا
اللَّهُمَّ رِدِنَا الْيَكَ مَرْدًآ جَمِيلًا
اللَّهُمَّ غَيْرَ احْوَالِنَا الَى احْسِنْ حَالِ
اللَّهُمَّ غَيْرَ احْوَالِنَا الَى احْسِنْ حَالِ
اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسَّعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
اللَّهُمَّ ارْحَمْ ضَعْفَنَا وَاسْتُرْ عَوْرَاتِنَا وَشَفِّي امْرَاضِنَا وَاجْمَعْ كَلِمَتَنَا وَالْفِ بَيْنَ قُلُوبِنَا يَا رَبِّ الْعَالَمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلٍّ هُمْ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ ضَيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ عُسْرٍ يُسْرًا وَمِنْ كُلِّ بَلَاءٍ عَافِيَةٌ

اللَّهُمَّ لَا تَدَعُ عازباً مِنَ الْمُسْلِمِينَ الَا زَوْجَتَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ اشْفِي مَرْضَنَا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ
اللَّهُمَّ ارْحَمْ مَوْتَانًا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ، وَاخِرٌ دَعْوَانًا انِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلُهُ وَصَحْبُهُ وَسَلَّمَ

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

يَغَارُ (وَقَفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلٌون).


فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَمْ مِنْ ظُلْمِهِ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ؟
فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: وَمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ؟
امْعُكَ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ ، قَالَ: نَعَمْ ، مَعِي سُورَةُ كَذَا ،وَسُورَةُ كَذَا ،وَسُورَةُ كَذَا ،
قَالَ : فَقَدْ زَوَّجْتُكَ بِهَا ، بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ، إِنْطَلِقَ الرَّجُلُ بِامْرَأَةِ عَرُوسٍ لَا مَالَ لَهُ ، وَلَا يَمْلِكُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا حَتَّى خَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ.

لَا يَمْلِكُ إِلَّا الإِزَارَ زَوْجِه النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- الْعِبْرَةُ بِالْإِيمَانِ ، وَالْمَالُ مَالُ اللَّهِ ، وَالْمَالُ مَالُ اللَّهِ .

وَانْظُرْ يَا رَعَاكَ اللَّهُ ، الَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- تَقَدَّمَ إِلَيْهِ امِيرُ الْمُؤْمِنِينَ خَلِيفَةُ الْمُسْلِمِينَ، عَبْدُ الْمَلِكِ إِبْنُ مَرْوَانَ يَطْلُبُ إِبْنَتَهُ لِابْنِهِ ، يَطْلُبُ إِبْنَةَ سَعِيدٍ لِإِبِنِهِ أَبِى سَعِيدٍ ! وَرَفَضَ سَعِيدٌ ، أَنْ يُعْطِيَهَا لِإِبِنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَيَأْتِي سَعِيدٌ إِبْنَ الْمُسَيِّبِ فِي حَلْقَتِهِ ، فَيَنْظُرُ الَى طَلَّابَةٍ فَيَجِدُو إِبْنُ أَبِي وَدَاعَةَ ، أَحَدُ الطُّلَّابِ قَالَ: إِينٌ انْتَ يَا ابْنَ ابْي وَدَاعَةَ؟

قَالَ: مَاتَتْ زَوْجِي وَشَغَلْتُ بِعَزَائِهَا وَتَجْهِيزِهَا ، قَالَ هَلَّا أخْبِرْتَنَا فَنَعْزِيكَ فَنُعَزِّيكَ ، ثُمَّ قَالَ: لَهُ ايْ اسْتَحْدَثْتَ امْرَأَةً _ايْ: هَلْ طَلَبَتِ امْرَأَةٌ غَيْرَهَا_ قَالَ يَا إِمَامُ وَمَنْ يُزَوِّجُنِي وَلَا امْلِكْ إِلَّا دِرْهَمَيْنِ، وَلَا امْلِكْ إِلَّا دِرْهَمَيْنِ، قَالَ: لَهُ هَذَا الْإِمَامُ الَّذِي رَدَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، رَدَّ الْقُصُورِ ! وَرَدَّ الدُّورِ ! وَرَدَّ الْأَمْوَالِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ! ،

قَالَ: انَا ازْوِجْكَ انَا ازْوِجْكَ ، قَالَ: اوْتَفْعَلْ ذَلِكَ يَا إِمَامُ ، قَالَ نَعَمْ انَا ازْوِجْكَ ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَاثْنَى عَلَيْهِ وَزَوَّجَهُ فِي مَجْلِسِهِ ، وَزَوَّجَهُ فِي مَجْلِسِهِ ، إِنْطَلِقَ ابْنُ أَبِي وَدَاعَةَ إِلَى بَيْتِهِ كَادَ عَقْلَهُ أنْ يَطِيرُ ، كَادَ عَقْلَهُ انْ يَطِيرُ بِدِرْهَمَيْنِ بِدِرْهَمَيْنِ ،
قَالَ: فَدَخَلْتُ بَيْتِي وَمَا هِيَ إِلَّا انْ دَخَلْتُ، فَطَرَقَ الْبَابَ فَقُلْتُ: مَنْ ؟
قَالَ: وَكُنْتُ صَائِمًا ، فَقُلْتُ: مَنْ ؟
قَالَ : سَعِيدٌ ، قَالَ: فَجَاءَ فِي قَلْبِي وَعَقْلِي كُلُّ سَعِيدٍ إِلَّا ابْنَ الْمُسَيِّبِ، إِلَّا ابْنَ الْمُسَيِّبِ إِلَّا ابْنَ الْمُسَيِّبِ فَإِنَّهُ مِنْ سِنِينَ لَا يَرَى إِلَّا فِي بَيْتِهِ أوِ الْمَسْجِدِ ،

قَالَ: فَفَتَحَتُ الْبَابَ ، فَإِذَا هُوَ إِبْنُ الْمُسَيِّبِ ، قُلْتُ: هَلْ بَدَا لَكَ شَيْءٌ إايْ هَلْ تَرَاجَعْتَ- فَقَالَ: لَا ، وَلَكِنَّا ذَكَرْنَا انَّكَ عَزْبَآ وَكَرِهْنَا انْ تَبْقَى وَحْدَكَ ، وَكَرِهْنَا انْ تَبْقَى وَحْدَكَ ، وَقَدْ تَزَوَّجْتَ خُذْهَا ،

ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى زَوْجِهَا وَاغْلِقِ الْبَابَ ،
قَالَ: فَسَقَطَتْ مِنْ طُولِهَا مِنْ شِدَّةِ حَيَائِهَا ، قَالَ: فَنَظَرَتْ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ أَجْمَلُ النِّسَاءِ ، فَإِذَا هِيَ أَجْمَلُ النِّسَاءِ وَأَعْظَمُ النِّسَاءِ، وَابْرَكَ النِّسَاءِ ، وَافْقهُ النِّسَاءُ ،

بِدِرْهَمَيْنِ ! بِدِرْهَمَيْنِ يُشْتَرَى الرِّجَالُ ! وَلَا تُشْتَرَى الْأَمْوَالُ ! يُشْتَرَى الرِّجَالُ وَلَا تُشْتَرَى الْأَمْوَالُ !

فَكَمْ مِنْ ابَاءَ يَبْكُونَ الدَّمَ عَلَى بَنَاتِهِمْ؟!
يَوْمَ انْ بَاعُوهُمن بِاسِّعَارٍ زَهِيدَةٍ ، بِتِجَارَةِ الدُّنْيَا ثُمَّ بَكَوْا عَلَى بَنَاتِهِمْ ،وَهَلْ يَنْفَعُ النَّدَمُ؟ وَهَلْ يَنْفَعُ الْالْمُ؟ يَوْمَ انْ جَعَلْتْهَا سِلَعَهُ تَبِيعُ وَتَشْتَرِي فِيهَا .

وَاسْمَعْ رَعَاكَ اللَّهُ إِلَى قَصَبَةِ جُلَيبِيبَ، الَّتِي أَصَلُهَا فِي مُسْلِمٍ وَهِيَ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ ،
قِصَّةٌ عَظِيمَةٌ : جُلِيبِيبَ الَّذِي لَا مَالَ لَهُ، جُلَيْبِيبُ الَّذِي لَا دَارَ لَهُ ، يَسْكُنُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
جُلِيبِيبُ الَّذِي كَانَ فِي خِلْقَتِهِ ذَمَامَةُ، جُلَيْبِيبَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ، وَمَا مَعَهُ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا شَيْءٌ،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فبسبب النكاح يأتي الخير ، يأتي الخير
كما قَالَ بن مسعود -رَضِيَ اللَّهُ مسعود: " إلتمسوا الغِنى في النكاح التمسوا الغِنى في النكاح"
فكم من رجلٌ كان من أفقر الناس ، كان لا مال له ، كان لا يملك من الدنيأ شيئا ، فبعد أن تزوج أغناه الله، وأعطاه الله، وأكرمه الله، بسبب الزواج ! بسبب الزواج

أتستهين بالزواج إنه نصف الدين، إنه نصف الدين ،كما قَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– « مَنْ تَزَوَّجَ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ نِصْفَ الإيمانِ فَلْيَتَّقِ اللهَ في النصفِ الباقِي . » رواه الطبراني

فَلْيَتَّقِ اللهَ في النصفِ الباقِي، فالزواج الزواج نِصْفَ الإيمانِ، نِصْفَ الدين في زواجك ، إنها كرامة وأيُ كرامة للمتزوجين الذين أنشأوا أسرة إسلامية ،

قامت للّه ، ومن أجل اللّهِ ، وفي سبيل اللهِ ، الزواج أُجُور كثيرة ، كيف لا ؟

وقد قَالَ: النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ، كما في الحديث المُتفق عليه ، قَالَ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– وإنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ، تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ، إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ. أي: في فمها » أنت مأجور على طعامها ،أنت مأجور على كِسائها، أنت مأجور على شرابها، أنت مأجور على علاجها وإوائِها .

وَقَالَ : –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– كما عند الإمام مسلم، قَالَ:« وفي بُضْعِ أحدِكم صدقةٌ وفي بُضْعِ أحدِكم صدقةٌ، -أي: حينما يأتي الرجلُ إلى أهله، وجماع أهله، أنت في عبادة، أنت في أجر، أنت في خير، أنت في نِعمة، فتعجب الصحابة -رَضِيَ اللَّهُ عنْهم-، قالوا يا رسولَ اللهِ : أيأتي أحدُنا شهوتَهُ، أيأتي أحدُنا شهوتَهُ ويكونُ له فيها أجرٌ ؟ فقَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– أليس أن وضعها في حرامٍ كان عليه وِزْرٌ ؟ قالوا بلى يا رسولَ اللهِ: قَالَ: فكذلِكَ إذا وضعها في الحلالِ يكونُ لهُ أجرٌ . » إن وضعها في الحلال آي: له الأجور، كُلما جامع أهله، وكُلما أتى أهله، كتب أجره، ورفع قدره، وغفر ذنبه، يا لها من كرامة ،

إنه الزواج -يا عباد الله- إنه الزواج أمة الإسلام، الذي به تكثر أمة محمد –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– لذلكم النبيُّ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– يناديك ويهمسُ في أذنيك ،
كما عند الإمام أحمد، قَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– « تزوَّجوا الودودَ الولودَ فإنِّي مكاثِرٌ بكم الأُممَ يومَ القيامةِ . »تزوَّجوا الودودَ الولودَ فإنِّي مكاثِرٌ بكم الأُممَ يومَ القيامةِ .

ولماذا ؟! حارب اليهود والنصارى الزواج، الزواج والنسل ، عرفوا قدر الزواج ، وأنه لا سبيل، لا سبيل لتكثير أمة محمد –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– ولتكثير المجاهدين، ولتكثير العلماء، إلا بالزواج،
فالمرأة حاضنة الأطفال ومنشئة الأجيال...

فالرجلُ لَيْلٍ ، والمرأةُ نَهارٍ ، ولا يستغني الرجلُ عن المرأة ، ولا المرأةُ عن الرجلَ ، ولا قِوام للرجلَ إلا بالمرأةُ ، ولا قِوام للمرأة إلا بالرجلَ ، وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ .

ومن منافع الزواج : -يا عباد الله- إنتهاء الفتن، والشرور، والمحن، والزنا، والخنا، والبلايا، والرزايا .

أمة الإسلام: شبابنا في ألمّ وحسرات، فلذات أكبادنا في أهات وأنات ، إنها مِحنُّ تعصف بهم اللَيْلٍ والنَهارٍ

أين يذهبون ؟ أإلي السرقة يتجهون، أم إلى الزنا يذهبون ، أم إلى العادات السرية، أم إلى المقاطع الفاضحة الشيطانية .

أمة الإسلام : إن لم تعينوهم فمن سيعينهم ، « مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ »
فهل من رحمة بشبابنا؟
وهل من عطف على أَبْناءَنا فلذات أكبادنا؟
العُنوسة خيمت في البيوت ، فلا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، كم من أباء ظلمه ، ؟
ألا وإن من أعظم المشكلات أمام الزواج والعقبات غلاء المهور .

يا عِبادَ اللهِ : غلاء المهور أنسينا أم تناسينا ، أنسينا أم تناسينا ، قول النبيُّ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ–« أَعظَمُ النِّساءِ بَرَكةً أَيْسَرُهنَّ مُؤنةً. » رواه البيهقي

أَعظَمُ النِّساءِ بَرَكةً ، بَرَكةً في عمرها، بَرَكةً في حياتها ، بَرَكةً على زوجها ، بَرَكةً على أهلها ، بَرَكةً على أبنائها ، بَرَكةً في نفسها ، أَعظَمُ النِّساءِ بَرَكةً أَيْسَرُهنَّ مُؤنةً.

ما المقصودُ من الزواج ؟!
هل المقصودُ من الزواج الأموال؟ لا ،
المقصودُ من الزواج: إنشاء الأسرة الإسلامية ، والبيتُ الإسلامي ، والبيتُ الإسلامي ، الذي يشيعُ نوره إلى السماء،

أسألك بالله أيهما أعظم، أن تُعطي إبنتك لرجلٌ صالح، لرجٌل صالح وفي بيت صالح، ! أم إلى رجل خبيث وفي بيت خبيث ، ! من أجل ماله، من أجل تجارته، من أجل أمواله ورصيده .

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*عباد الله ومنَ الأعمالِ الصالحةِ: الإكثار من ذكر العزيز الغفار؛ التكبيرُ والتحميدُ والتهليلُ والتَّسبيحُ أيامَ العشرِ، والجهرُ بذلكَ فِي المسَاجِدِ والمنَازلِ والطُرُقاتِ، وكلِّ مَوْضعٍ يجوزُ فيهِ ذِكرُ اللهِ، إظْهارًا للعبادةِ، وإعْلانًا وتَعظِيمًا للهِ تَعَالَى، يَجْهَرُ بهِ الرِّجَالُ ويُخفِيهِ النِّساءُ، قالَ تعالى: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 28]. وعَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، ‌فَأَكْثِرُوا ‌فِيهِنَّ ‌مِنَ ‌التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ))
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أهلَّ مُهلٌّ قطُّ، ولا كبَّر مُكبِّرٌ قطُّ، إلاَّ بُشِّر))، قيل: يا رسولَ الله بالجنَّة؟ قال: ((نعم)). وقال المنذري: إسناده رجال الصَّحيح.
وذكر البخاري رحمه الله عن ابن عمر، وعن أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر، فيُكبِّرون ويُكبِّر الناس بتكبيرهم، وروى إسحاق رحمه الله عن فقهاء التابعين رحمة الله عليهم أنهم كانوا يقولون في أيام العشر: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد. ويستحبُّ رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والدور والطرق والمساجد وغيرها، فرحِمَ اللهُ مَنْ أحيا هذه السُّنَّة وجَهَرَ بها.
فجدير بمَن رام المغفرة والعفو مِن الله أن يجتهد في هذه الأيام غاية الاجتهاد فهي فرصة قد لا تواتيه بعد ذلك، وأوقاتها لا تقاس بالساعات فحسب، بل بالدقائق والثواني، فكل لحظة مِن أيامها ولياليها ثمينة غالية لا تقدر بثمن. فعلينا أن نعمِّرها بالصلاة وتلاوة القرآن، والذكر والاستغفار، والدعاء، والتهليل والتكبير والتحميد، والصدقة، والصيام، وصلة الأرحام
فهذه أيَّامٌ مباركاتٌ، ونفحةٌ ربّانيّةٌ مِن أعظم النَّفحات، جعلها الله تعالى مضمارَ سباقٍ لعباده المؤمنين، يتنافسون فيها بمختلف العبادات والقربات، وهي موسمٌ عظيمٌ مِن أعظم المواسم الّتي تكرَّم الله تعالى بها على عباده
فالمسلم العاقل يعرف قَدر هذه الأيام الّتي أقسم الله تعالى بها، ويُبادر بالإكثار مِن العمل الصَّالح، لعلّ الله تعالى أَنْ يكرمه بنفحةٍ مِن نفحاته؛ فلا يشقى بعدها أبداً، فاقدروها حقَّ قدرها، وعظِّموا شعائر الله فيها؛ فإنَّ تعظيمها مِن تعظيمِ الله، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].
ليالي العشر أوقات الإجابة فبادر رغبة تلحق ثوابه
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطـــبــــة جـــيـــــدة بعـــنـــــــوان :*
*عشر.ذي.الحجة.فضل.ونفحة.tt*
23-ذو القعدة 1445هـ 31-مايو 2024م
جمع وإعداد/ مـحــمـــد الـجـــرافــي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أَتَاحَ لِعبادِهِ مَوَاسِمَ الخيرِ ونَوَّعهَا، لِيتَزَوَّدوا مِنها صَالِحَ الأعمَالِ، ويَسْتَدرِكُوا مَا يحصلُ فيهَا مِن الغفلةِ والإِهمالِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحَدَه لا شريكَ لَه الكَبيرُ الْمُتَعَالُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ وسلَّم عليهِ وعلَى آلِه وأصحابِه خيرِ صَحْبٍ وآلٍ، وسَلَّم تَسليمًا كثيرًا...
أمَّا بعدُ: وحَيثُ إنَّنا مُقبِلونَ علَى مَوْسِمٍ عَظيمٍ وفُرصَةٍ كبيرةٍ ستة أيام هِي التي تَفْصِلُنَا عَن لحَظاتٍ تَارِيخيَّةٍ. نَعمْ.. لحظاتٌ تاريخيةٌ بِحقٍّ فنحن مقبلون على أعظم أيام الدنيا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهَا: “أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ” رَوَاه البَزَّارُ والطَّبرانِيُّ وصحَّحه الْهَيْثَمِيُّ والْأَلْبَانِيُّ، في صَحِيحِ الْجَامِعِ:
إلا أننا لَنَعْجَبُ أَنْ تَمُرَّ هذه الأيامُ على بعضِ الناسِ وهو لا يَشعرُ بها ولا بِعَظَمَتِهَا أو قَدْرِهَا عندَ اللهِ! فنجد الْبَعْضُ يَجْتَهِدَ فِي رَمَضَانَ وَلَا يَجْتَهِدُ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، مَعَ أَنَّ أَفْضَلِيَّتَهَا أَعْظَمُ مِنْ رَمَضَانَ وَحَتَّى مِنْ عَشْرِهِ الْأَوَاخِرِ؛ لَوْلَا أَنَّ فِيهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَإِلَّا لَكَانَتْ لَيَالِي عَشْرِ رَمَضَانَ أَفْضَلَ مِنْ لَيَالِي عَشْرِ
إنَّ هذهِ الأيامَ العشرَ التي نحنُ مُقبِلونَ عليهَا هيَ أفضلُ أيَّامِ السَّنَةِ، الذِّكْرُ فيها أفضلُ من الذكرِ طُوالَ الأيامِ، والصَّومُ فيها أفضلُ مِن الصَّومِ في غيرِهَا إلا ما كانَ من رمضانَ، و قِراءةُ القُرآنِ فيهَا أَفضلُ مِن قِراءَتِه في الأيَّامِ الأُخرَى، الصَّدَقَةُ فيها أَفضَلُ من الصدقةِ في غيرِها، بِرُّ الوالِدَينِ، الإحْسانُ إلى النَّاسِ، صِلَةُ الأرحامِ، الحَجُّ، العُمْرَةُ، وكلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ في هذهِ الْعَشرِ يكونُ أفضلُ من العَمَلِ الصالحِ في غَيرِهَا؛ حتَّى أنَّه رُوِيَ عن ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما بسندٍ فيه مَقالٌ أنَّه كانَ يَقولُ: "العِبَادةُ في هذِه العَشرِ تَعْدِلُ عَبادةَ سَنةٍ كَاملةٍ".
وقال مسروق رحمه الله: «هي عشر الأضحى ، أفضل أيام السنة»، وهي من أيام الله الحرم، وخاتمة الأشهر المعلومات التي قال الله فيها: (الحج أشهر معلومات).
*عباد الله عشر ذي الحجة موسمًا عظيمًا، وأيامًا كريمة ، رفع الله قدرها، وأعلى مكانها، وفضلها على بقية أيام الشهور كيفَ لا؟! وقد أَقسمَ اللهُ تعالى بِهَا؛ يقولُ سبحانَه وتعالى: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾، قَال تُرْجُمَانِ القرآنِ ابنُ عَبَّاسٍ: "هُنَّ الليَالي الأُولُ مِن ذِي الحِجَّةِ"، أخْرجَه الطَّبَرِيُّ.
كَيفَ لا تكونُ لحظاتٍ تاريخيةً؟! والعملُ الصالحُ فيها أفضلُ من العَملِ في غيرِها، أفضلُ من جميعِ أيَّامِ العَامِ، حتَّى من أيامِ رَمَضانَ، باستثناءِ الليالي العَشْرِ الأخِيرةِ؛ روَى البخَارِيُّ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟"-يَعنِي أيامَ العَشْرِ - قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: "وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ". قَالَ الحافظُ ابنُ رَجَبٍ: "جميعُ الأعمَالِ الصَّالحةِ مُضاعَفةٌ في العَشرِ مِن غيرِ اسْتثنَاءِ شَيءٍ مِنهَا".
*عباد الله كان سلفُنا الصالح يُعظِّمون هذه الأيام ويُقدِّرونها حقَّ قدْرِها، قال أبو عثمان النهدي كما في لطائف المعارف: "كان السلف يُعظِّمون ثلاثَ عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأُوَل من ذي الحِجّة، والعشر الأول من المحرم"، وقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "كان يقال في أيام العشر: بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم"، يعني: في الفضل، ورُوي عن الأوزاعي أنه قال: "بلغني أن العمل في يوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله، يصام نهارها، ويحرس ليلها، إلا أن يختص امرؤ بالشهادة".
وكان سعيد بن جُبير إذا دخلَت أيَّام العشر اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يَكاد يَقدر عليه
وعن الحسَن البصري أنَّه قال: "صيام يَومٍ من العشر يعدِل شهرين"؛ (الدر المنثور (ج 8/ 501).
يا له من موسم يُفتَح للمتنافسين! ويا له من غبن يحيق بالقاعدين والمعرضين! فاستبقوا الخيرات يا عباد الله، وسارعوا إلى مغفرة من الله، وجنة عرضها السماوات والأرض، وإياكم والتواني، وحذَارِ من الدَّعة والكسل.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [الكهف:49].

﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ [فصلت:46]، ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيمًا﴾ [النساء:40].

فالإنسان يُحاسب على أعماله وأقواله ولا يُظلم من عمله الصالح شيئًا، قال الله سبحانه وتعالى في حق المؤمنين: ﴿وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا﴾ [طه:112].

فعلى المسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يراقب ربه جل وعلا في أعماله الصالحة، ونحن مقبلون على عشر مباركة، العمل فيها أحب إلى الله سبحانه وتعالى من سائر الأعمال الصالحة، هذه العشر المباركة، وهي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة من الشهر الحرام التي تقام فيه شعيرة الحج، هذه العشر المباركة.

روى الإمام البخاري في ”صحيحه“ عَنْ ابن عباس، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟» قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: «وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ».

أيها المسلم أنت مقبل على هذه العشر المباركة لم تدخلها بعد، فهيئ نفسك وأنت مقبل عليها، نسأل الله أن يمد بالأعمار إليها وأن يجعلنا من المجتهدين في طاعة الله عز وجل فيها، فهيء نفسك إلى أن تجتهد في هذه الأيام المباركة في جميع الأعمال الصالحة.

فجميع الأعمال الصالحة مباركة في هذه الأيام المباركة، فالعمل فيها أحب إلى الله من سائر الأعمال حتى من الجهاد في سبيل الله إلا في حالة واحدة وهي إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ فاستثنى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هذه الحالة فحسب.

فهي أحب إلى الله من سائر الأعمال، فوالله أنها لنعمة من الله أن يهيئ لنا مثل هذه المواسم، قال الله: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ﴾ [الحج:28]، الأيام المعلومات هي هذه العشر المباركة، وقال الله سبحانه: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر:1-2].

فسرت العشر بهذه الأيام عند بعض المفسرين، وهكذا قول الله تعالى: ﴿وَاذْكُرُواْ اللهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ﴾ [البقرة:203]، فُسِّرتْ عند بعض المفسرين بالعشر، وفسرت عند آخرين بأيام التشريق، أيام مباركة فيها عبادة الحج التي هي ركن من أركان الإسلام: ﴿وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران:97].

وفي ”الصحيحين“ عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ»، وفي ”الصحيح“ عَنْ أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».

وفي ”المسند“ عن ابن عباس وعند النسائي عن ابن مسعود أن رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ».

فجعل الله هذه العبادة الجليلة في هذه العشر المباركة فيزداد للإنسان عمله ويتضاعف أجره عند الله سبحانه وتعالى، حيث يحج لله في هذه الأيام المباركة، فينبغي للمسلم أن يستشعر مثل هذه الأعمال المباركة، وفي هذه العشر المباركة شعيرة من شعائر الإسلام وهي شعيرة الأضاحي لله عز وجل، تقديم القربان، قربان الذبائح لله، يتقرب المسلم بذبيحته لله ومن أجل الله سبحانه، وتعظيما لله جل وعلا لا إرادة للَّحم فحسب ولا عادة اعتادها، بل يتقرب بها إلى الله سبحانه: ﴿لَن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الحج:37].

الأضاحي لله، الذبيحة لله عبادة من العبادات العظيمة التي لا يجوز أن تُذبح لغير الله، ومن ذبح لغير الله فقد أشرك، قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ»، قال الله سبحانه: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ [1-3]، وقال الله سبحانه: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام:162-163].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

درجات المؤمنين في الجنة تتفاوت بإيمانهم وأعمالهم الصالحة، فمن كان أكثر إيمانا وتقوى وعملا صالحا كانت درجته أعظم عند الله سبحانه وتعالى،

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللهِ واللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ [آل عمران:163]،

فهكذا المؤمنون في درجات متفاوتة في جنة الله سبحانه بقدر أعمالهم الصالحة، ومنازلهم متفاوتة بمنازلهم في الأعمال الصالحة،

وفي ”الصحيحين“ عن أبي سعيد رضي الله عنه، وبنحوه عن سهل بن سعد رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ فِي الأُفُقِ، مِنَ المَشْرِقِ أَوِ المَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ» قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لاَ يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ: «بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ».

فهي درجات لأناس اجتهدوا في الأعمال الصالحة واتقوا الله سبحانه وتعالى فبلغوا تلك المنازل العالية، فعلى المسلم أن يحرص على الأعمال الصالحة وأن يحقق الأعمال الصالحة مع الإيمان بأركان الإيمان، فليجتهد المسلم بعمل صالح يتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى، الأعمار فانية وما مع الإنسان إلا ما قدمه بعد إيمانه من الأعمال الصالحة، قال الله سبحانه: ﴿يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾ [غافر:39].

وقال سبحانه وتعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ [النحل:97]، الاجتهاد بالأعمال الصالحة هي التي يرتفع بها المسلم عند ربه سبحانه: ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الزخرف:72]، ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]، ﴿وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا﴾ [الفرقان:71]، ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً﴾ [النساء:57].

فهذا وعد الله سبحانه وتعالى لمن اجتهد بالأعمال الصالحة، وإن الإنسان إذا أدركه الموت لا يتندم على كسب مال، ولا على بناء عمارة، ولا يتندم إلا على أعمال صالحة فرط فيها: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون:99-100].

يتندم الإنسان في حال موته على تفريطه في أيامه، وفي عمره حيث لم يجتهد في طاعة الله سبحانه وتعالى، كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ﴾ [الزمر:56-60].

وقال تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ [الأنعام:27-28].

وقال الله عز وجل عن الكافرين: ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾ [فاطر:37].

فعلى المسلم أن يكون كيِّسا فطنا، وأن يعمِّر هذا العمر بطاعة الله تعالى، هذه الأيام القلائل عمِّرها بطاعة الله أيها المسلم اجتهد في طاعة ربك بكل ما تستطيع: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾ [الانشقاق:6]،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

 وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل النافع،
انه سميع قريب مجيب.
وصلى الله علي نبينا محمد، وعلى اله، وأصحابه أجمعين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

- ومن الأعمال التي تؤدى في هذه الأيام العشر التكبير،
ويبدأ من أول دخول الشهر، حينما يثبت دخول الشهر يبدأ التكبير في أيام هذه العشر ولياليها، ويكثر المسلم من التكبير فيقول: ((الله اكبر، الله اكبر، لا اله الا الله، الله اكبر، ولله الحمد)) يكرر هذا ويرفع به صوته،
كان الصحابة يرفون أصواتهم بالتكبير في هذه الأيام العشر، وهذه ما اختصت به هذه الأيام العشر،
ويسمي هذا بالتكبير المطلق بالليل والنهار.

- وكذلك يشرع في هذه العشر الإكثار من الطاعات:
من صدقات على المحتاجين، وصدقات في سبيل الله،
وكذلك من صلوات النوافل في غير أوقات النهي، ولاسيما صلاة الليل،
وكذلك لايفتر المسلم عن ذكر الله فيها بتلاوة القران والتسبيح والتهليل،
💡فيشغل هذا الوقت بالطاعات القولية، والطاعات الفعلية، يغتنمها ويكتسب مافيها من خير فلا تضيع عليه،
يكون فيها صائما في النهار، وقائما في الليل، وتاليا للقران، مكبرا ومهللا ومسبحا،
فيشغل لسانه بذكر الله، ويشغل بدنه بالصيام والقيام، وهذا خير كثير في هذه الأيام العشر التي العمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل في غيرها،
وان كان العمل الصالح محبوبا عند الله جلا وعلا في سائر الأوقات، ولكن الله يفضل بعض مخلوقاته على بعض،
ففضل هذه العشر على غيرها من أيام الزمان.

- وكذلك مما يشرع في هذه العشر أن من أراد إن يضحي عن نفسه، أو عن نفسه وغيره، فانه إذا دخل في العشر لايأخذ من شعره، ولامن أظفاره شيئا حتى يذبح أضحيته، لان النبيﷺ أمر بذلك في الحديث الصحيح.

- يشرع في يوم النحر ذبح الهدي أو الأضاحي،
والهدي سواء كان هديا واجبا للنسك كهدي التمتع والقران، أو كان هديا مستحبا يهديه المسلم إلي بيت الله العتيق، تقربا إلي الله سبحانه وتعالى،
فأول مايبدأ، أول يوم يبدأ فيه الذبح يوم العيد، هذا بالنسبة للحجاج،
وأما بالنسبة لغير الحجاج فيذبحون الأضاحي، تقربا إلي الله سبحانه وتعالى، وسنة نبوية سنها أبونا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وأحياها نبينا محمدﷺ،
💫والأضحية قربان عظيم يتقرب بها المسلم إلى الله،
💡ويرى بعض العلماء وجوبها، الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- يرى أن ذبح الأضحية واجب على الموسر،
وأما جمهور أهل العلم فيرون انه سنة مؤكدة، وليس بواجب.
وعلى كل حال فذبح الأضاحي والهدي في هذا اليوم ومابعده يدل على فضل هذا اليوم؛
قالوا: وهو المراد بقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}، صل صلاة العيد، وأنحر هديك، وأنحر أضحيتك في هذا اليوم.

فهذا اليوم كما أسلفنا تؤدى فيه مناسك الحج: طواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمرة - جمرة العقبة -، وذبح الهدي بالنسبة للحجاج وبالنسبة لغير الحجاج ذبح الأضاحي،
💡ومن فضل الله سبحانه انه مدد أيام الذبح إلى ثلاثة أيام بعد العيد،
فأيام الذبح أربعة أيام، يوم العيد وثلاثة أيام بعده،
قال ﷺ: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عزَّوجلَّ))،
فهذه عشر مباركة، تقدم على المسلمين بخيراتها وبركاتها من الله، على المسلمين من حجاج، وغير حجاج،
وفيها هذه الأعمال الجليلة.

💡وبالنسبة للهدي والأضاحي فلها أحكام ذكرها أهل العلم من ناحية السن، ومن ناحية السلامة من العيوب،
= ففي الأضاحي والهدي لايجزي إلا ما بلغ السن المحددة شرعاً،
. فالضأن يجزء فيه بان ستة أشهر،
والماعز ما تم له سنة،
والبقر ما تم له سنتان،
والإبل ما تم له خمس سنين،
هذا من حيث السن في الأضاحي وفي الهدي،
وكذلك في العقيقة أيضا لابد أن العقيقة ينطبق عليها ماينطبق على الهدي و الأضحية.
= كذلك السلامة من العيوب: من العور والعرج والمرض والهزال ونقص الخلقة بقطع أو بتر أو غير ذلك، فتكون سليمة من العيوب التي تنقصها من غيرها.
💡وأما ما يفعل بلحم الهدي، لحم الأضاحي: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ}، {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}،
- ويستحب أن يقسمها ثلاثة أقسام - ثلاثة أثلاث -:
ثلث يأكله هو وأهل بيته،
وثلث يتصدق به على المحتاجين،
وثلث يهديه لأصدقائه وجيرانه،
⚠️مع العلم بأنه لايجوز أن يبيع منها شيئا، لايجوز إن يبيع منها شيئا حتى الجلد لايبيعه، وكذلك لايعطي الجزار أجرته من لحم الهدي والأضاحي، بل يتركها لما شرع الله سبحانه وتعالى من الأكل منها، والتصدق والإهداء،

وهذه شعائر👈🏻 قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} ومنها الهدي والأضاحي، بان يقدم لها من أنفس مايجده، ومن أطيب مايجده، لأنها شعيرة وتقرب إلى الله، قال الله جلا وعلا: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ}، المدار على النيات، ولكن مع هذا فلا يقدم شيئا مستنقصا، أو قليل النفع، ولايقدم شيئا من كسب حرام، قال ﷺ: ((إن الله طيب ولا يقبل الا طيبا))،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أيُّها المسلمون، هذه الدُّنيا التي نعيشها لن نخلَّدَ فيها، وهي لن تبقى إلى الأبد، فلها نهاية كما كان لها بداية، ونحن نعلم أنه في كل يوم يموت خلق كثير ويدفنون، ولا بدَّ

أن نكونَ يومًا من الأيام منهم، طال ذلك أم قصر.

والدُّنيا بأفراحها وأتراحها، ومسراتها وأحزانها، ويسرها وعسرها ينساها الناس بمفارقتها؛ بل إن الواحد يصيبه عسر شديد، ومصيبة كبيرة، ثم مع مرور الأيام يزول عسرُه، وينسى مصيبتَه، ويذهب همُّه وغمه، وكذلك الإنسان تصيبه سراءُ فيفرح بها فرحًا شديدًا، ومع الأيام ينساها ويزول فرحه.

وهكذا ما يلحق أهل الإيمان والتقوى من مشقَّة حبس النَّفس على الطاعات، وكفها عن الشهوات؛ فإنَّهم ينسون ذلك بمجَرَّد انتهاء وقته، وذهاب مشقَّته؛ فالصَّائم الذي جاع وعطش ينسى معاناته مع الجوع والعطش بمُجَرَّد فطره، والحاج الذي لحقه منَ المشقة والزحام وطول الانتظار ما لحقه، ينسى ذلك بِمُجَرَّد إتمام حجه، وانقضاء نسكه.

وأهل الشَّهَوات المُحَرَّمَة ينسون لذَّة شهواتهم ومتعتها، بمجرَّد مفارقتها، وتبقى السيئات في صحائفهم، والأوزار تثقلهم، والهموم والأحزان تملأ قلوبهم، وهذا مِن عذاب الدُّنيا قبل عذاب الآخرة.

ونجد هذا المعنى واضحًا كل الوضوح في حديث أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((يُؤْتَى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيُصبغ في النار صبغة، ثُمَّ يقال: يا ابن آدم، هل رَأَيْتَ خَيْرًا قط؟ هل مر بك نَعِيمٌ قَط؟ فيقول: لا، والله يا رب، ويؤتى بِأَشَدِّ الناس بؤسًا في الدُّنْيَا من أهل الجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم، هل رَأَيْتَ بُؤْسًا قط؟ هل مَرَّ بك شِدَّةٌ قط؟ فيقول: لا، والله يا رَبِّ، ما مَرَّ بي بُؤْسٌ قَطُّ، ولا رأيت شِدَّةً قَطُّ))؛ رواه مسلم.

فحريٌّ بالمسلم أن يعتبرَ بذلك، وأن يعمر وقته بطاعة الله - عزَّ وجَلَّ - لعلمه أنَّ ما يلحقه من مشقَّة العبادة يزول ويبقى له أجرها، يتنعم به خالدًا مخلدًا في دار النعيم، وأن يجانبَ المحرَّمات؛ ليقينه أنَّ لذَّتها تزول بزوالها، ويبقى وِزرها عليه، وأن يستفيدَ منَ الأزمان الفاضلة، والأوقات المبارَكة التي اختَصَّها الله - تعالى - بشعائره العظيمة، فيعظمها كما عظمها الرَّبُّ - تبارك وتعالى - ويخصها بكثرة النوافل والقُرُبات، وإنَّ الخسران كلَّ الخسران أن يصرفها العبد في اللهْوِ والغفلة، والتمتُّع بما حرم الله - تعالى - عليه، ولربَّما كانتْ هذه العشر آخر موسم مبارك يدركه العبد في حياته، فلعلَّ الموت يبغته في أي لحظة؛ ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30].

وصلوا وسلموا.....

============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
رسل.اسمك.بالواتس.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚:
🎤
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
عشر ذي الحجة خصائصها ومزاياها
للشيخ د./ إبراهيـم بن محمــد الحقيــل
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولــــى.cc
الحمد لله العليم القدير، دلَّ خلقُه ورزقُه على قدرته، وبرهن تدبيرُه لما خلق على علمه وحكمته؛ ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الخَلاَّقُ العَلِيمُ ﴾ [الحجر: 86]، وقال الملائكة - عليهم السلام -: ﴿ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 32]، نحمده ونشكره، ونتوب إليه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، امتَنَّ على عباده، فخلقهم ورزقهم وكفاهم، وإلى دينه ومرضاته هداهم؛ ﴿ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾ [البقرة: 198].

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، نصح لأمته، فدَلَّهم على ما ينفعهم، وحذرهم مما يضرُّهم؛ ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، اختارهم الله – تعالى - لصُحبة نبيّه، فكانوا خير هذه الأمة إقامةً لدين الله - تعالى - ونصرة لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وقيامًا بحقِّه، ووفاء له، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين.

أما بعدُ:
فاتَّقوا الله ربكم، واغتنموا ما بقي من أعماركم، واعتبروا بما ضاع مِن أوقاتكم، واتَّعظوا بمن مضوا قبلكم؛ فإنكم سائرون على دربهم، صائرون إلى مصيرهم، ولا مفرَّ منَ الله - تعالى - إلاَّ إليه، ولا نجاة إلاَّ بصدق التَّوَجُّه إليه - سبحانه - وتعلق القلوب به - عزَّ وجلَّ - وإخلاص العمل له وحده دون سواه، ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ ﴾ [البيِّنة: 5].

أيها الناس:
اختَصَّ الله - تعالى - بعض الأزمنة بعبادات فُضلت بها على غيرها منَ الزمان، كما اختصَّ ثلث الليل الآخر دون سائر اللَّيل والنهار، بتجلِّيه - سبحانه - للمُستغفرينَ من عباده والسائلين والداعين، واختص يوم الجمعة بهذه الصلاة العظيمة، وبساعة الإجابة فيها، واختص رمضان بوجوب صيامه، ومشروعية الجماعة في قيامه.

واختُصتْ عشرُ ذي الحجة باجتماع أمَّهات العبادات فيها، فكان العمل الصالح فيها أفضلَ منه في غيرها؛ فالصلاة، والدعاء، والصدقة، والجهاد، وقراءة القرآن، وذِكْر الله - تعالى - وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف، والنَّهي عنِ المنكر، وغيرها منَ القُرُبات - هي في عشر ذي الحجة أفضل منها في غيرها؛ لحديث ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ الله - عز وجل - ولا أَعْظَم أَجْرًا من خَيْرٍ يعمله في عَشْرِ الأَضْحَى))، قِيلَ: ولا الجِهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجِهَاد في سبيل الله - عز وجل - إلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فلم يَرْجِعْ من ذلك بِشَيْءٍ))؛ رواه البخاري، والدارمي واللفظ له.

إنَّ هذه العَشْر المبارَكات التي نبتدئها اليوم أو غدًا هي أفضل أيام السَّنة، والعمل الصالح فيها - أيًّا كان نوعه - أفضل منه في غيرها، وهي تقع في آخر شهر من السنة، فكأنها تعويض للمفرطين في عامهم؛ ليتداركوا أنفسهم، ويعوضوا فيها ما فاتهم، ويدركوا بها منزلة من سبقهم، ومن فضل الله - تعالى - أنها كانتْ في آخر العام؛ فإنَّ العبدَ يَتَذَكَّر بنهاية سنته نهاية عمره، ويندم على ما فرط في أيامه الخالية، ويعقد العزم على استثمار ما بقي من حياته، فإذا هو يستقبل هذه العشر المباركة؛ ليفي بوعده لربه، ويصدق مع نفسه.

إنَّ الله - تعالى - حين جَعَل هذه العشر المباركات أفضل أيام السنة، فإنَّه - سبحانه - اختَصَّها بخصائص ليستْ في غيرها، وجعلها زمنًا لعبادات لا تكون في سواها، فهي زمن أداء ركن الإسلام الخامس، فأولُ أيام الحج فيها وهو يوم التروية، وفيها ركنُه الأعظمُ، وهو الوقوفُ بعرفة، ويُتَوَّجُ خاتمتُها وهو يوم النحر بأكثر أعمال الحج، وهي: الرمي، والنحر، والحلق، والحل من الإحرام، والطواف بالبيت، والسَّعي بين الصفا والمروة.

إنها اختُصت بهذه الأيام الثلاثة العظيمة، وفيها مناسك الحج وشعائره الكبيرة، ففي اليوم الثامن يبدأ الحجاج مناسكهم، وفي اليوم التاسع يقفون بعرفة، وهو من أعظم الأيام وأفضلها، ويعتق الله - تعالى - فيه منَ النار ما لا يعتق في غيره من سائر الأيام؛ كما في حديث عَائِشَة - رضي الله عنها -: أنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من يَوْمٍ أَكْثَر مِن أَنْ يُعْتِقَ الله فيه عَبْدًا من النَّارِ من يوم عرفة، وإنه لَيَدْنُو، ثم يُبَاهِي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟))؛ رواه مسلم.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

- ومن منافع الحج ومقاصده الفوز بالوقوف في صعيد عرفة؛ في ذلك اليوم العظيم والمكان المشهود عشية يدنو الرب جل وعلا فيباهي بأهل ذلك الموقف ملائكته، ويغفر الذنوب، ويصفح عن الزلات ويحقق الآمال والمطالب، ويعتق الرقاب من النار؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : إن رسول الله ﷺ قال:«ما من يومٍ أكثرُ من أن يعتِقَ اللهُ فيه عبيدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ ، وأنه لَيدنو، ثم يباهي بهم الملائكةَ فيقول: ما أراد هؤلاءِ؟ اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم» رواه مسلم.
-
وعن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله ﷺ قال: «ما رُؤيَ الشيطانُ يومًا هو فيه أصغرُ ولا أدحرُ ولا أحقرُ ولا أغيظُ منه يومَ عرفةَ وما ذاك إلَّا لما يرَى من تنزُّلِ الرحمةِ وتجاوُزِ اللهِ عن الذنوبِ العظامِ، إلَّا ما كان من يومِ بدرٍ فقيل: وما رأَى يومَ بدرٍ؟ قال: أما إنَّه قد رأَى جبريلَ عليه السلامُ وهو يَزَعُ الملائكةَ» رواه مالك.

قال بن عبد البر: هذا حديث حسن في فضل شهود ذلك الموقف المبارك، وفيه دليل على الترغيب في الحج، ومعنى هذا الحديث محفوظ من وجوه كثيرة، وفيه دليل على أن كل من شهد تلك المشاهد يغفر الله له إن شاء.
أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم.


*الخطبة الثانية:*
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى

أما بعد: فيا عباد الله:
إن من أعظم منافع الحج ومقاصده تنقية النفس من الأخلاق المذمومة
فقد نهى اللهُ عز وجل الحاج عن الفحش والسباب واللغو والجدال والمماراة، قال تعالى: ﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ﴾(البقرة: ١٩٧)،
وذلك تعظيمًا لفريضة الحج من جهة، وليعتاد المسلم على الابتعاد عن مثل هذه الأخلاق المذمومة بعد الحج من جهة أخرى؛ لأنها مذمومة في كلّ زمان ومكان فيجب على العبد أن يعظم الحج، عن كلّ ما يفسده أو ينقصه، من الرفث وهو: الجماع ومقدماته الفعلية والقولية، واذا أراد المسلم أن ينتفع بحجه فعليه أن يتحلى بهذه الأمور قبل سفره؛

♦ثالثاً: ما ينبغى للحاج فعله قبل سفره.
- إخلاص النية؛ فيحذر كل الحذر من أن يقصد بحجه الدنيا وحطامها، أو الرياء والسمعة والمفاخرة بذلك، فإن ذلك من أقبح المقاصد وسبب لحبوط العمل وعدم قبوله، قال تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾( هود:١٥-١٦)، وقال تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا﴾(الإسراء: ١٨-٢٠)، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: قال اللهُ تعالَى:«أنا أغْنَى الشُّركاءِ عنِ الشِّركِ، مَنْ عمِلَ عملًا أشركَ فيه معِيَ تركتُهُ وشِركَهُ» رواه مسلم.
-
- المبادرة بالتوبة النصوح من جميع الذنوب، قال تعالى:﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾(النور: ٣١)، وحقيقة التوبة: الإقلاع من الذنوب وتركها، والندم على ما مضى منها، والعزيمة على عدم العود فيها، وإن كان عنده للناس مظالم من نفس أو مال أو عرض ردها إليهم، أو تحللهم منها قبل سفره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:«مَن كانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْها، فإنَّه ليسَ ثَمَّ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِن قَبْلِ أنْ يُؤْخَذَ لأخِيهِ مِن حَسَناتِهِ، فإنْ لَمْ يَكُنْ له حَسَناتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئاتِ أخِيهِ فَطُرِحَتْ عليه» رواه البخارى.
-
- أن يتحرى النفقة الحلال؛ فالحج لا يقبل حتى تكون نفقته حلالاً فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وصدق القائل :
إذا حَجَجت بمال أصله سُحتُُُ
فما حَجَجت ولكن حَجَّجت العير
لا يقبل الله إلا كل طيبة
ما كل من حج بيت الله مبرور
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ «إذا خرج الحاجُّ حاجًّا بنفقةٍ طيبةٍ، ووضع رجلَيهِ في الغرزِ، فنادى: لبيك اللهم لبيكَ، ناداه منادٍ من السماءِ : لبيك وسعديكَ، زادُك وراحلتُك حلالٌ، وحجُّكَ مبرورٌ غيرُ مأزورٌ، وإذا خرج بالنفقةِ الخبيثةِ فوضع رجلَه في الغرزِ فنادى: لبيك، ناداه منادٍ من السماءِ: لا لبيك ولا سعديكَ، زادُك حرامٌ، ونفقتُك حرامٌ، وحجُّك غيرُ مبرورٍ» رواه المنذرى فى الترغيب والترغيب.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وَالنَّسَائِيُّ.
- ولقد ذكر الله عز وجل الحج في أكثر من موضع من كتابه العزيز، وذلك لبيان عظم مكانته، حيث وردَ ذِكر الحج في سورة البقرة، آل عمران، المائدة، التوبة، الحج، وهي السورة الوحيد التي سميت باسم ركن من أركان الإسلام.
-
- والحج تعظيم لشعائر الله عزّ وجل، فهو علامة على قرب العبد من ربه جل وعلا، ودليل ساطع على تقواه، قال تعالى في ختام الحديث عن أعمال الحج: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾(الحج٣٢)
-
- والحج من أفضل الأعمال؛ فعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:«سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ قِيلَ ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ قِيلَ ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ» متفق عليه.
وعن عَائِشَةَ، أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَـا قَالَتْ:«يَا رَسُولَ اللهِ نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ أَفَلاَ نُجَاهِدُ قَالَ: لاَ لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ» متفق عليه.

- والحج يَجُبُ ما قبله، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: «لمَّا جعل اللهُ الإسلامَ في قلبي أتيْتُ النَّبيَّ ﷺ فقلتُ يا رسولَ اللهِ ابسُطْ يمينَك لأبايعَك فبسط يدَه فقبضْتُ يدي فقال ما لك يا عمرُو؟! قلت أردْتُ أن أشترِطَ قال: تشترِطُ ماذا؟ قال أن يُغفرَ لي؟ قال: أما علمتَ يا عمرُو أنَّ الإسلامَ يهدِمُ ما كان قَبلَه وأنَّ الهِجرةَ تهدِمُ ما كان قبلَها وأنَّ الحجَّ يهدِمُ ما كان قبلَه» رواه المنذري في الترغيب والترهيب.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:«الْعُمْرَةُ إلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إلَّا الْجَنَّةُ» رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا أَبَا دَاوُد.
وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ:«مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» متفق عليه.

♦ثانياً: مقاصد الحج ومنافعه.
عباد الله: إن الحج من العبادات التي حكمها ظاهرة، وفضائلها متكاثرة، وثمارها بينةٌ للعيان، منها ما يجنيه المرء في الآخرة، ويجازى عليه أجراً وحسنات، ومنها ما هو ملموس في الدنيا، يقطفه المرء عاجلاً من ذلك:
- الوحدة بين المسلمين وإحياء معنى الإخوة الإيمانية؛ حيث إن اجتماع الأمة بهذه الأعداد الكبيرة مع اختلاف أشكالهم ولغاتهم وأوطانهم على توحيد الله وعبادته يترك أثراً نفسياً واجتماعياً كبيراً في قلوب المسلمين قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾(آل عمران: ١٠٣)
-
ولا شك أنّ الأمة تعيش حالة من التفكّك والتمزق، لكن مثل هذا النسك يُعيد للأمة وحدتها واعتبارها ويبعث روح الإخوة الإيمانية من جديد كلّ عام، حتى لا ينشغل المسلم بهمومه وبمشكلاته الخاصّة عن هموم الأمة ومشكلاتها وقضاياها الكبرى،
فتتوحد مقاصد المسلمين وأهدافهم وغاياتهم، ويصبحوا على قلب رجل واحد، قال رسول الله ﷺ «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ مِنْهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْأَعْضَاءِ بِالْحُمَّى، وَالسَّهَرِ»رواه مسلم.
وقال ﷺ «المسلمونَ تتكافأُ دماؤهُم ويسعى بذمَّتِهم أدناهُم ويردُّ عليهم أقصاهُم وهم يدٌ على من سواهم ولا يُقتَلُ مسلمٌ بكافرٍ ولا ذو عهدٍ في عهدِهِ» رواه ابن ماجه.

لذلك نجد أن الحج مؤتمر ديني كبير يجتمع فيه المسلمون من كل بقاع الأرض لتأدية هذه العبادة العظيمة فتمتلئ بهم الجبال والسهول في موكب مهيب هتافهم واحد رغم اختلاف الأجناس والألسنة فالكل يردد: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك؛
فتظهر وحدة هذه الأمة في تلاحمها وتآزرها وعبادتها ولغتها، وهي العناصر التي تحفظ للأمة قوتها وسيادتها وهيبتها بين الأمم.

- المساواة بين الناس؛ فالإسلام دين المساواة وهذا يظهر واضحاً في الاجتماع للصلاة والحج حيث يقف الغني بجوار الفقير والعربي بجوار العجمي في صعيد واحد بملابس واحدة بخلاف ما كان عليه أهل الجاهلية، قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾(البقرة: ١٩٩)
فالإسلام لا يعرف نَسباً، ولا يعرف طبقةً، إنّ الناس كلّهم أمة واحدة، سواسية كأسنان المشط، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، ولقد كلَّفهم الإسلام أن يتجرّدوا في الحج من كلّ ما يميزهم من الثياب، ليلتقوا في بيت الله إخواناً متساوِين، فلا يتجرّدوا من الثياب ليتخايلوا بالأنساب، ودعوا عنكم عصبية الجاهلية، وادخلوا في صبغة الإسلام، هكذا يقيم الإسلام سلوك المسلمين في الحج، على أساس من التصوّر الذي هدى البشرية إليه، أساس المساواة، وأساس الأمة الواحدة

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فإن أقررت - أيها الإنسان - بضعفك وعوزِك، وجهلك وافتقارك وحاجتك، لمن يكفيك، ويهديك ويرشدك، ويحفظك ويحميك ويرزقك، كنت من العقلاء الفطناء الأذكياء، المؤمنين الصادقين، وكيف لا يعلن العبد الفقير الضئيل ضعفَه وعَوزَه وافتقاره، لله الغني الكبير، الخالق العظيم جل جلاله، وتقدست أسماؤه وصفاته؟!

أحبتي الكرام، إن قمة قوة الإنسان، وعزه، في ضعفه، وانكساره، وحاجته وافتقاره إلى ربه تبارك وتعالى، فمن تبرأ من حوله وقوته، وعلمه وعبقريته، وبأسه وقوته، وجرأته وشجاعته، ومن نفسه إلى الله الغني الحميد، إلى من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾ [آل عمران: 5] نال ما تمنى، ووصل إلى ما أمل، فقط بخروجه من حوله وقوته، إلى حول الله تعالى وقوته.

فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولا ملجأ من الله إلا إليه، وصدق الله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ﴾ [فاطر: 15 - 17].

والعكس بالعكس، والضد بالضد؛ فإن قمة الضياع والضعف، والخذلان والانتكاس، أن ينفرد الإنسان بأمره، ويظن أن القوة من عند نفسه، والنجاحَ من عبقريته، والرزقَ بجده، والنصرَ بسيفه، وليس ببعيد عنا ما فُعل بقارون لما قال: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)، أليس قد قال الله: ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾ [القصص: 81].

وفي يوم حنين، حين قل الافتقار إلى الله تعالى، ورأت النفوس كثرتها وقوتها، وسِلاحها وعتادها، وظنت أنه بهذا يكون النصر، كادت تقع الهزيمة، يقص الله تعالى علينا هذا الأمر فيقول: ﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾ [التوبة: 25].

لقد كادت تنزل بالصحابة رضي الله عنهمُ الهزيمة - وبينهم رسول الله صلى الله عليه وسـلم - لأنهم غفلوا لحظة عن سر نصرهم، وتفوقهم على أعدائهم؛ إنه العبودية، والافتقار إلى رب البريات.

وفي المقابل حين كَمُلَ الذُّلُّ والافتقارُ إلى الله تعالى يوم بدر، نزل النصر، وأيَّد الله تعالى المؤمنين بجنود من الملائكة، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ * لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ * وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 123 - 129].

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*﴿ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ﴾*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 و71]،

أما بعد:
فيقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 57، 61].

سألت عائشةُ زوجُ النبي صلى الله عليه وسلم، رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَة﴾ أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون ألَّا يُقبل منهم، ﴿ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾، قال أهل العلم: "أقرب باب دخل منه العبد على الله تعالى، هو الإفلاس؛ فلا يرى لنفسه حالًا، ولا مقامًا، ولا سببًا يتعلق به، ولا وسيلةً منه يَمُنُّ بها، بل يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصِّرْف، والافلاس المحض، دخولَ من كسر الفقر والمسكنة قلبه، حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه فانصدع، وشملته الكسرة من كل جهاته، وشهد ضرورته إلى ربه عز وجل، وكمالَ فاقته، وفقره إليه، وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة، فاقةٌ تامةٌ، وضرورةٌ كاملةٌ إلى ربه تبارك وتعالى، وأنه إن تخلى عنه طرفة عين هلك، وخسر خسارة لا تجبر، إلا أن يعود الله تعالى عليه، ويتداركه برحمته".

وقال أيضًا: "بعض السلف: إن العبد ليعمل الذنب يدخل به الجنة، ويعمل الحسنة يدخل بها النار، قالوا: كيف؟ قال: يعمل الذنب فلا يزال نُصب عينيه، خائفًا منه، مشفقًا، وجلًا، باكيًا، نادمًا، مستحيًا من ربه تعالى، ناكس الرأس بين يديه، منكسر القلب له، فيكونَ ذلك الذنب أنفعَ له من طاعات كثيرة، بما ترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادةُ العبد، وفلاحُه، حتى يكون ذلك الذنبُ سببَ دخوله الجنة، ويفعلُ الحسنة، فلا يزال يَمُنُّ بها على ربه، ويتكبَّر بها، ويرى نفسه، ويُعجب بها، ويستطيل بها، ويقول: فعلت وفعلت، فيورثه من العجب، والكبر، والفخر، والاستطالة، ما يكون سبب هلاكه.

فإذا أراد الله تعالى بهذا المسكين خيرًا، ابتلاه بأمر يكسره به، ويُذل به عنقَه، ويُصغر به نفسَه عندَه".

وقال أيضًا: أساس كل خير أن تعلم أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فتوقن حينئذٍ أن الحسنات من نعمه، فتشكره عليها، وتتضرع إليه ألَّا يقطعها عنك، وأن السيئات من خذلانه وعقوبته، فتبتهلُ إليه أن يحولَ بينك وبينها، ولا يَكِلَكَ في فعل الحسنات، وترك السيئات إلى نفسك، وقد أجمع العارفون على أن كلَّ خير فأصله بتوفيق الله للعبد، وكلَّ شر فأصله خذلانه لعبده.

وأجمعوا أن التوفيق ألَّا يكلَكَ الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يخليَ بينك وبين نفسك؛ فإذا كان كل خير فأصله التوفيق، وهو بيد الله لا بيد العبد، فمِفتاحه الدعاء، والافتقار، وصدقُ اللُّجأ، والرغبةُ والرهبةُ إليه، فمتى أُعطيَ العبد هذا المفتاح، فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضله عن المفتاح، بقيَ باب الخير مرتجًّا دونه، فما ظَفِرَ من ظَفِرَ - بمشيئة الله وعونه - إلا بقيامه بالشكر، وصدقِ الافتقار، والدعاء، وما أُتيَ مَن أُتي، إلا من قِبل إضاعةِ الشكر، وإهمالِ الافتقار والدعاء.

وقال أيضا: "مَقْتُ النفس في ذات الله، من صفات الصدِّيقين، ويدنو العبد به من الله سبحانه، في لحظة واحدة، أضعافَ أضعافِ ما يدنو بالعمل".

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

جُلِيبِيبُ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ مِمَّا يَطْلُبُهُ النِّسَاءُ وَيَرْغَبُ فِيهِ النِّسَاءُ،
جَُلِيبِيبُ لَيْسَ لَهُ حَسَبٌ رَفِيعٌ ، وَلَكِنْ ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ اتَّقَاكُمُ انْ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ اتَّقَاكُمْ )يَنْظُرُ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-

نَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: الَا تَتَزَوَّجُ يَا جُلَيْبِيبُ ؟
الَا تَتَزَوَّجُ يَا جُلَيْبِيبُ ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ ذَا الَّذِي يُزَوِّجُنِي ؟
لَا مَالَ مَعِي ، وَلَا بَيْتَ لِي ، وَلَيْسَ مَعِي شَيْءٌ مِمَّا يُرِيدُهُ النِّسَاءُ مِمَّا يَطْلُبُهُ النِّسَاءُ ، فَقَالَ: النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- انَا ازْوِجْكَ يَا جُلِيبِيبِ: انَا ازْوُجْكَ يَا جُلَيْبِيبُ ، الشَّأْنُ لَيْسَ بِالْمَالِ، الشَّأْنُ فِي الرِّجَالِ، الشَّأْنُ في الِابْطَالُ انَا ازْوِجْكَ يَا جُلَيْبِيبُ ، وَيَبْعَثُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى بَيْتٌ كَبِيرٌ مِنْ كِبَارِ الْأَنْصَارِ، وَعَظِيمٌ مِنْ عَظِيمِ الْأَنْصَارِ ،

فَلَمَّا جَاءَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- اطْلُبْ إِبْنَتَكَ اطْلُبْ إِبْنَتَكَ ، فَرَحَ الْأَنْصَارِيَّ ، قَالَ: نِعَمًا وَقُرَّةُ عَيْنٍ ، نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْرُمْ بِكَ نَسَبًا وَصِهْرًا ،
قَالَ: لَيْسَتْ لِي ، قَالَ لِمَنْ؟ قَالَ: لِجُلَيْبِيبَ ،
قَالَ: جُلَيْبِيبُ قَالَ نَعَمْ ، جُلَيْبِيبُ لِأَنَّهُ عَظِيمٌ عِنْدَ اللَّهِ ، مَدْفُوعٌ بِالْأَبْوَابِ مَدْفُوعٌ عِنْدَ النَّاسِ، لَا يُبَالِي النَّاسَ بِهِ، لَكِنَّهُ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ،

قَالَ: نَعَمْ لِجُلَيْبِيبِ قَالَ: حَتَّى أَخْبَرَ أُمَّهَا فَانْطَلَقَ إِلَى أُمِّهَا ، وَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- يَطْلُبُ إِبْنَتَنَا ،
قَالَتْ نِعَمْ وَقُرَّةُ عَيْنٍ انْعَمْ وَاكْرِمْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- نَسَبًا وَصِهْرًا ،
قَالَ: لَا ، لَيْسَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَتْ: لِمَنْ ؟ قَالَ: لِجُلَيْبِيبَ ، قَالَتْ : جُلَيْبِيبُ؟ قَالَ: نَعَمْ جُلَيْبِيبُ ،

قَالَتْ لَا وَاللَّهِ ،لَا وَاللَّهِ لَا نُعْطِيهَا جَلَيْبِيبَ، وَقَدْ رَدَدْنَا فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ -ايْ مِنِ اشْرَافِ الْقَوْمِ مِنْ أَعْظَمِ الْقَوْمِ رَدَدْنَاهُمْ-  فَلَمَّا ارَادَ الْأَبُ أَنْ يَنْطَلِقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- فَيُخْبِرُهُ الْخَبَرُ تَخْرُجُ الْبِنْتُ مِنْ خِباءهَا، وَتَخْرُجُ الْبِنْتُ مِنْ خِدْرِهَا، يُخْرِجُ الْحَيَاءَ ،وَيُخْرُجُ الْإِيمَانُ، وَيُخْرِجُ الْإِحْسَانَ، وَتخْرِجُ الْعِفَّةَ، وَتَخْرُجُ الطَّهَارَةُ، وَيُخْرِجُ الطَّاعَةَ ،وَيُخْرُجُ الْيَقِينُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

قَالَ مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمَا ؟ قَالَتْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَتْ: اتْرُدَانِ  عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- أَمْرُهُ ؟

ادْفَعْاني إِلَيْهِ إدْفَعْانِي إِلَيَّةً ، كَمْ فَرِحَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؟
دَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- دَعَا لَهَا دُعَاءً عَظِيمًا ، كَمْ فَرِحَ جُلَيْبِيبَ ! الَّذِي لَا يَمْلِكُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ ، وَإِذْ بِهِ فِي لَحْظَةٍ مَعَهُ أَجْمَلُ النِّسَاءِ ، تُزِفُّ إِلَيْهِ أَجْمَلُ النِّسَاءِ ، نَسَبًاً، وَصهْرًاً ،وَجَمَالًا ،وَامْوَالًا ،فَلَا إِلَهَ الَا اللَّهُ

أُمَّةُ الْإِسْلَامِ: وَفِي أَيَّامِ الزِّفَافِ يَنْطَلِقُ جِلِيبِيبَ إِلَى ارْضِ الْمَعْرَكَةِ، يَاخِيل اللَّهِ ارْكَبِي، فَيَمُوتُ جُلَيْبِيبُ وَيَسْتَشْهِدُ جُلَيْبِيبُ ، عِنْدَ سَبْعَةٍ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ ، -ايْ فِي جِرَاحِهِ- فَلَمَّا أَنْتَهَتِ الْمَعْرَكَةُ وَإِذْ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-

قَالَ: مَنْ تَفْقِدُونَ ؟مَنْ تَفْقِدُونَ؟ فَذَاكَ يَقُولُ نَفْقِدُ فُلَانًاً ، وَذَاكَ يَقُولُ نَفْقِدُ فُلَانًاً ، وَذَاكَ يَقُولُ نَفْقِدُ فُلَانًاً ،
وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و الْهُ وَسَلَّمَ- وَلَكِنِّي افْقِدُ جُلَيْبِيبَ ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- مَعَ الصَّحَابَةِ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَقَّدُونَ فَوَجَدَ جُلَيْبِيبُ عِنْدَ سَبْعِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ ، هُوَ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

قَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– كما عند الترمذي « إذا أتاكُم من ترضَوْنَ دينَهُ وخلُقَهُ فزوِّجوهُ إلَّا تفعلوا تكنْ فِتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ . »
نحن اليوم في الفساد العريض ، إلا من رحم الله، يوم أن ظلمنا الأبناء ، يوم أن ظلمنا البنات ، يوم أن عضلنا النساء في البيوت ، فرفعت الدعوات إلى السماء ، وأنت لا تشعر ! ، إبنتك تدعو الله عليك، فأنت ظالم ، والظلم ظُلَامَاتِ يومَ القيامةِ .

إنها أمانة ، ومطلوب أن تؤدي الأمانة إلى أهلها ، إنها مسؤولية( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) إنها مسؤولية وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ ، قَالَ: إذا أتاكم مَن ترضَوْنَ دِينَه وخُلُقَه ، أصبح الحلالُ صعباً، والحرامٌ سهلاً ، أصبح لا يسأل عن دينه ، أصبح صاحب القرآن يُرد ، والمصلي يُرد ، والطائِع يُرد ، والمستقيم يُرد ، ويقبل الفاجر، ويُقبل الفاجر من أجل ماله، من أجل دراهمه ،من أجل سياراته ، يُنظر إلى المال، ولا يُنظر إلى الدين ،فضاعت الأمة، وجاءت الأزمات والنكبات ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ،

إذا أتاكم مَن ترضَوْنَ دِينَه ، إسمع أيها الأبُ الكريم الموفق الرحيم ، قبل أن تقف غداً بين يدي اللهِ عريانا ، فتسأل عن الصغير والكبير، إذا أتاكُم من ترضَوْنَ دينَهُ وخلُقَهُ فزوِّجوهُ ، أعينوهم أعينوهم فإن الله في عونهم، أعينوهم فإن الله في عونهم .

جاء عند الترمذي، أن النبي –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– قَالَ: « ثلاثةٌ حقٌّ على اللَّهِ عونُهم» الله أوجب على نفسه عَوْنُهم « ثلاثةٌ حَقٌّ على اللهِ عَوْنُهم: وذكرا منهم ، والنَّاكحُ الَّذي يُريدُ العفافَ .»
والنَّاكحُ الَّذي يُريدُ العفافَ . سيعينك الله من حيث لا تحتسب ، من حيث لا تحتسب، ومَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ،

أين يذهب أَبْناؤنا ؟! عصفت بهم المجلات، وعصفت بهم الشاشات، وعصفت بهم القنوات ، وعصفت بهم العادات السرية، وعصفت بهم الفواحش ، حتى ذهبوا إلى المخدرات ، لأنهم يئسوا من الزواج، يئسوا من الزواج، أصبح الزواج اليوم من المُستحيلات إلا من رحم الله ! فهل من رحمة بأبنائنا ؟ وهل من شفقة في فلذات أكبادنا ؟

والراحمُون يَرحمُهم الرَّحْمَنَ قُلْتَ مَا سَمِعْتُمْ وَاسْتَغْفِرْ اللَّـه لِّي وَلَكُم مِنَ كُلٌّ ذَنبٌ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَيَا فَوْزً المسَتغفَرِين


*الْخُطَبَة الثَّانِيَةَ*
الْحَمْدُ لِّلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِين وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولٌه الأُمِّيِّن وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِه الغُر الميامين وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا مَزِيداً إِلَى يَوْمٍ الدِّينَ ،

أُمَّةً الْإِسْلَامَ : يَقُولُ رَبُّنَا جلّ وعلاّ :
*﴿ ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ ﴾[الروم : ٤١]*

هَذَا هُوَ الْفَسَادِ العريض تَغَيَّرَتْ أخلاق الشَّبَابَ وأفكار الشَّبَابَ ، يَوْمَ أَنِ وَجَدُوا هَذِهِ المُعضلة أَمَامَ الزَّوَاجَ ، أَلَّا وَهِيَ: غلاءُ المُهور ،غلاءُ المُهور!

أُمَّةً الْإِسْلَامَ : أُمَّ سُليم تَطَلُّبٌ مهرها مِنَ أَبِي طلحة ، أَنِ يُسلم ، قَالَ : وَمَا شأنك بذاك ؟ إِنَّمَا لَكِ الصفراء والبيضاء ، - أي الذهب والفضة - قَالَتْ: لَّا ، لَّا  اُرِيدُ سِوَى أَنِ تُسلم مَا أعظمُه مِنَ مهر ، مَا أكرمهُ مَنْ مهر  ، نُفوسٌ علت في السَّمَاءَ نُفوسٌ علت فِي السَّمَاءَ وحياتهم سهلة كرِيمة طَيِّبَةٍ .

جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ سَهْلٍ إِبْنِ سَعْدَ ، انْ امْرَأَةٌ جَاءَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ . تَهُبُّ نَفْسُهَا لِلنَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فَلَمَّا كَانَ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- لَيْسَ لَهُ بِهَا حَاجَةٌ ، قَامَ أَحَدُ الصَّحَابَةِ وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّجْنِيهَا زَوِّجْنِيهَا .
فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: وَمَا مَعَكَ ؟ وَمَا مَعَكَ؟
قَالَ : لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ.
فَقَالَ: لَهُ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- اذْهَبْ فَالْتَمِسْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ، الْتَمَسَ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ،

فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَلْتَمِسُ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ لِيَكُونَ مَهْرًاً لَهَا ، مِنْ حَدِيدٍ ،
فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- وَقَالَ: لِمَ اجِدْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ، وَلَا خَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ ، فَعِنْدَهَا نَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (وَمَا ارْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) لَا تَرُدُّوا الصَّالِحِينَ، لَا تَرُدُّوا الْمُصَلِّينَ، لَا تَرُدُّوا الْأَبْرَارَ، فَإِنَّ اللَّهُ يَغَارُ ، فَإِنَّ اللَّهُ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*الشـباب وغـلاء المهـور*
*للشـيخ/ محمـد الزواعـقي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطـبة الاولـي*
الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ تعالى وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ العِلي العظيم مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ،

وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ ربي لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَأصَحْابِهِ وَسَلَّمَ تسليماً كثيراً.


*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*

*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*

*أَمَّـا بَعــدُ:*
فإِنَّ خَيْرَ الْكلام كَلامُ اللهِ, وَخَيْر الْهَدْى, هَدْى مُحَمَّدٍ بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

معاشر المسلمين : في هذا اليوم العظيم المبارك #عيد_الأضحى أعياد المسلمين ، يقولُ رُبنا جَلَّ وَعَلاَ :
*﴿ قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ ﴾[١٠:٥٨] - يونس*

إنها فرحةٌ لا تُصفها الألسُن، ولا الأقلام. فرحةُّ لا توصف بأعياد المسلمين .

ألا - وإن مما يحصل في هذه الأعياد الطيبة المباركة، ومما يكثرُ في أعيادِ المسلمين ، عبادةً كريم، عبادةً عظيمة، عبادةً جليلة ، ألا وهي الزواج -يا عَبْادَ اللهِ- الزواج: الذي هو قربةُّ إلى -اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ-
الزواج: الذي هو مرضاتُّ -للَّهُ جَلَّ وَعَلاَ-
الزواج : الذي أمر -اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ- به ، لما به من المنافع العظيمة ، ففي الزواج إستجابة لأمر -اللَّه جَلَّ وَعَلاَ-
كما قَالَ -اللَّه جَلَّ وَعَلاَ- :*﴿ وَأَنكِحُوا الأَيامى مِنكُم وَالصّالِحينَ مِن عِبادِكُم وَإِمائِكُمٌ ﴾ [٢٤:٣٢] - النور*

فهو إستجابة لأمر الله وإستجابة لأمر رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، يوم قَالَ في الحديث المتفق عليه ،« يا معشرَ الشَّبابِ من استطاعَ منكم الباءَةَ فليتزوَّجْ .» يا معشرَ الشَّبابِ من استطاعَ منكم الباءَةَ فليتزوَّجْ ، أمر من اللّه، وأمر من رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ، فمن تزوج فقد أستجاب لأمر اللّه، ولأمـر رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ.

الزواج: هو سُّنة الأنبياء،
الزواج: هو سُّنة الأنبياء والمرسلين ، كما قَالَ -اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ- : *﴿ وَلَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَجَعَلنا لَهُم أَزواجًا وَذُرِّيَّةً ،وَجَعَلنا لَهُم أَزواجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [١٣:٣٨] - الرعد*

بل كما في الحديث المُتفق عليه يعَضُ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ـ على منبره، ويقولُ:« أما و اللهِ إنِّي لأتقاكم للهِ، وأخشاكم للهِ ،وإنِّي لأتزوَّجُ النِّساءَ ، وإنِّي لأتزوَّجُ النِّساءَ ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ منِّي. فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ منِّي. »

فالزواج سُّنة الأنبياء والمرسلين ،
الزواج: راحةُّ للبال وطمأنينة للنفس، وسكينةٌ للخاطر ، كيف لا ؟

وقد قَالَ ربنا -جَلَّ وَعَلاَ-: *﴿ وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ ﴾ [٣٠:٢١] - الروم*

وقالَ ربنا -جَلَّ وَعَلاَ- : *(هُنَّ لِباسٌ لَكُم وَأَنتُم لِباسٌ لَهُنَّ)* فالزواج سعادة وطمأنينة، وراحة ، كيف لا ؟

وقد قَالَ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ–:
« يا معشرَ الشَّبابِ ، من استطاع منكم الباءةَ فليتزوَّج ، فإنَّه أغضُّ للبصرِ ، وأحصنُ للفرجِ . »

فالزواج سكينة ، الزواج راحةً قلبيةً عظيمة ،
الزواج: رزقٌ وسعةُ في الرزق ومالٌ وفير ، وغِناء من الله رب العالمين
لأن اللّه قَالَ: *﴿ وَأَنكِحُوا الأَيامى مِنكُم وَالصّالِحينَ مِن عِبادِكُم وَإِمائِكُم إِن يَكونوا فُقَراءَ يُغنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ ﴾ [٢٤:٣٢] - النور*

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

عبادَ اللهِ: لماذا تعد هذه الأيام أفضل أيام الدنيا
*: لأن هذه الأيام من ذي الحجة هو شهر فضله الله - تعالى - لأمرين: لأن شهر ذي الحجة هو من الأشهر الحُرُم، والأشهر الحُرُم مفضلة عند الله - سبحانه وتعالى- على سائر الأشهر، كما قال - تعالى -: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حُرُم) وهي: ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، فهذا الأشهر الحُرُم مفضلة عند الله قال - سبحانه وتعالى-: (ذلك الدين القيم، فلا تظلموا فيهن أنفسكم) وظلم النفس محرم في سائر الشهور ولكن في هذه الأشهر أشد حرمة، فالعشرة الأيام الأولى من شهر ذي الحجة مفضلة لأنها من الشهر الحرام شهر ذي الحجة.
*: ولأن شهر ذي الحجة بالذات اجتمع فيه أمران أنه من أشهر الحج ومن الأشهر الحُرُم، يقول الله - سبحانه وتعالى-: (الحج أشهر معلومات) هي شوال وذو القعدة وذو الحجة. شوال من أشهر الحج وليس من الأشهر الحُرُم ولكن ذو الحجة اجتمع فيه الأمران هو وذو القعدة فهما من الأشهر الحُرُم وأشهر الحج.
*: كذلك لأن هذه الأيام يقع فيها كثير من أعمال الحج، يوم التروية في الثامن من ذي الحجة ويوم عرفة في التاسع من ذي الحجة، ويوم الحج الأكبر وهو اليوم العاشر يوم العيد، يوم النحر، هو يوم العاشر من ذي الحجة وأفضل أيام السنة في هذه العشرة وهو يوم عرفة فليلة القدر هي أفضل ليالي السنة على الإطلاق، ويوم عرفة، هو أفضل أيام السنة على الإطلاق، كما أن ليالي العشرة من رمضان أفضل الليالي، فأيام العشرة من ذي الحجة فيها أفضل الأيام،
و قال كعب رحمه الله: «أحب الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة، وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأُوَل»، لذا فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرّب إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات، ويفوز بجنة عرضها الأرض والسموات.
* وبناء عليه ينبغي الإكثار من الأعمال الصالحة فيها؛ فالعمل الصالح فيها أحب إلى الله من نفس العمل إذا وقع في غيرها،
ومِمَّا يَنْتَهِزُهُ المسلمُ في هذه الأيامِ التوبةَ النَّصُوحَ؛ فأيام العشر فرصة للتوبة إلى الله وترك المعاصي وتجديد العهد مع الله. يا مسلم يا عبد الله لا تفوت على نفسك الفرصة فهذه الأيام هي من أفضل أيام عمرك جاهد نفسك على اغتنام الأوقات في الأعمال الصالحة والبعد عن كل ما يغضب الله، ولاتكن من المحرومين الخاسرين الذين يتلاعب بهم الشيطان ويضيع عليه أغلى أوقات العمر وهي مواسم الطاعات
فالتَّوْبَةُ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى- وَالتَّخَلُّصُ مِنْ كُلِّ الْمَعَاصِي جُمْلَةً وَتَفْصِيلًا، هِيَ وَاجِبَةٌ فِي كُلِّ وَقْتٍ؛ لِأَنَّ الذُّنُوبَ تَحْرِمُ الْعَبْدَ تَوْفِيقَ اللَّهِ وَفَضْلَهُ، وَتَحْجُبُ عَنْ مَعْرِفَةِ الْحَقِّ قَلْبَهُ؛ وَلِأَنَّ الْعَشْرَ هِيَ مِنْ أَشْهُرِ الْحَجِّ، وَالْأَشْهُرِ الْحُرُمِ؛ فَتَتَأَكَّدُ فِيهَا التَّوْبَةُ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التَّوْبَةِ: 36]،التوبة في العشر آكد وأوجب، وصاحبها أرجى بالقبول والإجابة، وأن تكفر سيئاته، وتُمحى زلاته، وتقال عثراته، بل وأن تبدل سيئاته حسنات، فإنه إذا اجتمع للمسلم توبة نصوح، مع أعمال فاضلة، في أزمنة فاضلة كان ذلك عنوان الفلاح والتوفيق، قال الله تعالى(فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ) القصص:6
ومِنهَا صِيامُ تِسعَةِ أيامٍ مِنْ هذهِ العشرِ أوْ مَا تيسرَ مِنها؛ فقدْ كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصومُ تِسعَ ذِي الحِجةِ، فقد رَوَى أَبو دَاودَ بإسنادٍ صحَّحهُ الألبانيُّ، عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ"؛ ولِهَذا اسْتَحَبَّ صَوْمَهَا كِثيرٌ من العلماءِ، قال الإمامُ النَوويُّ عن صَومِ أيامِ العشرِ أَنه مُستَحَبٌّ، اسْتحبَاباً شَدِيداً
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه غافر الذنوب والخطيئات
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله وبعـــد:

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

، إنها من أفضل العبادات المالية التي يتقرب بها العبد لله سبحانه، يتصدق منها بما يسر الله له ويبقي منها لنفسه وأولاده ما يسر الله فينال الأجر العظيم من الله عز وجل، قال الله: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحج:28].

فعلى المسلم أن يتقرب إلى الله بهذه العبادة الجليلة، إن كان قادرا عليها فلا تفوته هذه العبادة المباركة، وعليه أن يتعلم أحكام الأضاحي التي ذكرها نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فلا يضحي بمعيبة، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في ”مسند أحمد“ و”سنن أبي داود“ من حديث الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ قال : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، قَالَ: «أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الضَّحَايَا الْعَوْرَاءُ، الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ عَرَجُهَا، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تُنْقِي»،

فعلى المسلم أن يتقرب إلى الله من خيرة ماله وأن يضحي بخيرة ماله، ﴿وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [البقرة:267]

، على المسلم أن يسأل أهل العلم عن الأضحية التي يشتريها والتي يتقرب بها لله عز وجل، وهي الثنية وهي التي قد بدلت أسنانها من البقر والأبل والماعز وأما الضأن، فيجوز أن يضحي به ولو لم يبدل أسنانه ويثني،

قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في مسلم عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ»، أي: التي قد أسنت وبدت أسنانه.

وفي ”سنن النسائي“ من حديث مجاشع بن مسعود السلمي قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ فَحَضَرَ الْأَضْحَى، فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا يَشْتَرِي الْمُسِنَّةَ بِالْجَذَعَتَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ، فَقَالَ لَنَا رَجُلٌ، مِنْ مُزَيْنَةَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي سَفَرٍ، فَحَضَرَ هَذَا الْيَوْمُ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَطْلُبُ الْمُسِنَّةَ بِالْجَذَعَتَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الْجَذَعَ يُوفِي مِمَّا يُوفِي مِنْهُ الثَّنِيُّ».

وعليه أن لا يضحي إلا بعد صلاة العيد فقد، روى الإمام البخاري ومسلم في ”صحيحيهما“ عَنْ جُنْدَبِ بْنِ سُفْيَانَ، قَالَ: شَهِدْتُ الْأَضْحَى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ بِالنَّاسِ نَظَرَ إِلَى غَنَمٍ قَدْ ذُبِحَتْ، فَقَالَ: «مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَلْيَذْبَحْ شَاةً مَكَانَهَا، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ ذَبَحَ، فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللهِ».

فمن ذبح قبل الصلاة لم تجزؤه أضحيته، وإنما هي شاة لحم قدمها لأهله، ومما ننبه عليه أيضا أن من أراد أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره من أول ذي الحجة.

فقد روى الإمام مسلم في ”صحيحه“ عن أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قالت: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ، وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ».

والأصح من أقوال أهل العلم أن الذي يمسك عن شعره وأظفاره هو رب الأسرة الذي يريد التضحية دون بقية سائر الأسرة.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ودمر الكفر والكافرين. ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين، ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم، والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

 
 اللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك، ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الصافات:180-182].

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:223]، عمِّر هذا العمر في طاعة الله سبحانه،

في ”صحيح البخاري“ عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ»،

وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فإن لم يجد فبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» متفق عليه عن عدي بن حاتم رضي الله عنه.

ومرور الناس على الصراط على قدر أعمالهم، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ؟ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ، حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ، حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلَّا زَحْفًا» أخرجه مسلم عن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما، وَقَالَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَفِي حَافَتَيِ الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنِ أُمِرَتْ بِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ، وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ».

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ» رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

عليك أيها العبد أن تجتهد في الأعمال الصالحة؛ فهذا هو الذي ينبغي على جميع المؤمنين أن يجتهدوا في طاعة الله سبحانه وتعالى، وأن لا تذهب عليهم الأعمار فيما لا ينفعهم، كم ذهبت من سنين! وكم ذهبت من أيام! وإنا لله وإنا إليه راجعون، حاسب نفسك أيها المسلم على العمر الذي مر عليك، وعلى السنوات العديدة التي ضاعت عليك فيما لا ينفعك عند الله سبحانه، فاجتهد أيها المسلم في الإيمان والعمل الصالح، واعلم إنك ستفارق هذه الحياة الدنيا ولن تأخذ معك مالاً ولا جاهًا ولا عقارًا ولا سلطانًا، إنما تأخذ معك الأعمال الصالحة،

وفي ”الصحيحين“ عن أنس بن مالك قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ»، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى.


*الخطبة الثانية*
الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلى الله عليه وسلم .

يقول الله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الحشر:18]،

فلننظر جميعًا عباد الله ماذا قدمنا للقاء الله سبحانه، هل يرضى أحد منا أن يأتيه الموت وهو على هذا الحال الذي هو عليه؟! ﴿وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ [الحشر:18]،

لينظر كل إنسان ما هو الذي قدمه للقاء الله سبحانه وتعالى؟ هل تحب أيها المسلم أن تلقى الله بحالك التي أصبحت عليها اليوم أم أنك لا تحب أن تلقى الله بذلك؟!.

إن الإنسان لا يحب أن يلقى ربه إلا على عمل صالح يجتهد فيه، وإلا على خاتمة حسنة يرضى بها أن يلاقي ربه سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الحشر:18]، علينا أن نتدبر القرآن وأن نعمل بأوامر الله سبحانه وأن نتقي الله في أقوالنا وأعمالنا، اتق الله يا عبد الله: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ [يس:12]

﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار:10-12]، وقال الله عز وجل: ﴿وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ﴾ [القمر:53]، وقال الله: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*الحث على الأعمال الصالحة*
*واغتنام العشـر من ذي الحجة*
*للشيخ/ محمد بن علي الفضلي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى*
الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلى الله عليه وسلم .

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ أن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:].

أَمَّا بَعْد:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كَلامُ اللهِ, وَخَيْرُ الْهَدْيِ, هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا, وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ, وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عباد الله؛ إن الله سبحانه وتعالى وعد بجنته من آمن وعمل صالحا، قال الله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الزخرف:72]، وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً﴾ [الكهف:107-108].

وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ﴾ [سبأ:37].

فالله وعد المؤمنين الصالحين والصالحات بالجنة، قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة:25].

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً * أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا﴾ [الكهف:30-31].

فاللهُ سبحانه وتعالى وعد المؤمنين الذين يعملون الصالحات بجنته، ووعدهم بإكرامه، ووعدهم بالغرف التي هي في أعلى درجات الجنة، هذا وعد الله سبحانه وتعالى، وهو لا يخلف الميعاد، وكثيرًا ما يقرن الله في القرآن الكريم بين الإيمان، والعمل الصالح في أكثر من خمسين موضعا من القرآن، وهو يذكر مع الإيمان ﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾، فهو جزء من الإيمان ذلك أنه لا يوجد إيمان حقيقي إلا بالعمل، كما في ”الصحيحين“ من حديث النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: «أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ».

فالعمل الصالح هو ثمرة الإيمان، وهو من الإيمان أيضا، ويزداد بإيمانه عملا صالحا، وكلما ازداد إيمانه ازداد عمله الصالح وهو منه أيضا، فالعمل الصالح من الإيمان ويزداد بالإيمان، ويزداد الإيمان به، فينبغي للمسلم أن يزداد من الأعمال الصالحة:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ

* وَلَن يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا

تَعْمَلُونَ﴾ [المنافقون:9-11].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ}
الخبيث: هو الردي، المراد هنا الردي، لاتتصدق بالردي من الطعام من الملابس، من سائر ماينتفع به، لاتقدم الردي، ولاتتصدق من كسب حرام، بل تصدق من كسب طيب، لان الله سبحانه طيب لا يقبل إلا طيب، والطيبات لله سبحانه وتعالى.

الحاصل: أن هذه العشر المباركة لها شأن عظيم، فينبغي للمسلم أن يستقبلها بالبشر والفرح والسرور بمقدمها، وان يستغلها فيما شرع الله فيها، حتى تكون كسبا له عند الله سبحانه وتعالى، يجده يوم يقدم على الله سبحانه وتعالى،
- وكما ذكرنا - أن كل حياة المسلم فيها خير إذا استغلها في طاعة الله،
💫ولكن تخصص الأيام والأوقات التي فضلها الله سبحانه وتعالى بمزيد اهتمام، ومزيد اجتهاد،
💥ولكن مع الأسف أن كثير من الناس تمر عليهم أعمارهم، وتمر عليه الأيام الفاضلة والأوقات الشريفة ولايستفيدون منها، تذهب عليهم سدى!!
وقد لايكفي إنهم لايستفيدون منها، بل يستغلونها في الحرام والمعاصي والسيئات،
خصوصا في هذا الزمان الذي فشت فيه الشواغل والملهيات من وسائل الإعلام، والبث الفضائي، والانترنت، والأسواق، والعمل في التجارة، أو العمل في الوظائف، أو غير ذلك؛
💡وهذا وان كان انه مطلوب من المسلم انه يطلب الرزق، ولكن لايشغله ذلك عن اغتنام هذه المواسم، فيجمع بين طلب الرزق وبين اغتنام هذه المواسم، والله جلا وعلا لم يمنعنا من العمل للدنيا مانحتاج إليه، ولكنه نهانا أن ننشغل بالدنيا عن الآخرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}،
قال سبحانه: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ}،
ابتغوا عند الله الرزق واعبدوه، فلا تنساق مع طلب الرزق وتترك العبادة، أو تنساق مع العبادة وتترك طلب الرزق فتكون عالة على غيرك، بل اجمع بين هذا، وهذا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {} فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}،
ولما ذكر المساجد وعمارة المساجد قال: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ}،
فالمسلم يجمع بين الأمرين: بين طلب الرزق في وقته، وأداء العبادة في وقتها،
👍🏻في حين أن العبادة تعين على طلب الرزق: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}،
{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ}،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}،
فالمسلم لايضيع دينه كذلك لايضيع دنياه، وإنما يجمع بين مصالح دينه ودنياه، هذا هو المسلم،
فكيف إذا ضيع وقته في اللهو واللعب، وتتبع المسلسلات، التمثيليات، والفضائيات، والأغاني، والنوادي الرياضية، والمباريات، يضيع وقته في هذه الأمور،
❗والعجيب انه لا يمل، لا يمل من السهر، لا يمل من التعب مع هذه الأمور التي هي في مضرته، لايتعب،
💥بينما يتعب من الطاعة والعبادة - إلا من رحم الله سبحانه وتعالى -.

 الحاصل: أن المسلم يتنبه لنفسه ويتنبه لأوقات الفضائل قبل أن يقول: {يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}،
قبل أن يواجه ماذكره الله وتعالى عن أصحاب النار {إذا القوا فيها قالوا ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل}،
قال الله جلا وعلا: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِير}،

فمن ضيع وقته وحياته فهذا مصيره،؛
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فلنتنبه لأنفسنا، وننبه غيرنا ولنحفظ وقتنا ولنغتنم أوقات الفضائل قبل فواتها، فان ذلك هو رأس المال الذي تخرج به من هذه الدنيا:
إذا أنت لم ترحل بزاد من التــقى
ولاقيت يوم العرض من قد تزودا
ندمت على ألا تكون كمثلـــــه
وانك لم ترصد كما كان ارصــدا.
لابد من هذا المصير، إذا لم تقدم لآخرتك فلابد أن تندم في حين لاينفع الندم؛
فعلينا أن نتنبه وننبه إخواننا، ونعظم هذه الأيام بطاعة الله سبحانه وتعالى، ونصونها عن الضياع، ونصونها على ان نشغلها بشئ يضرنا ونأثم به.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنـوان:*
*فضل العشر من ذي الحجة*
*للشيخ العلَّامة/ صالح الفوزان*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولـى:*
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده، ورسوله نبينا محمد، وعلى اله، وأصحابه أجمعين.
_أَمَّـــا بَعْــــدُ:_
فأننا على أبواب أيام مباركة، هي أيام عشر ذي الحجة التي فضلها الله سبحانه وتعالى، وأودع فيها من الخيرات الشيء الكثير لعباده،
ولاشك أن حياة المسلم كلها خير إذا اغتنمها في عبادة الله والعمل الصالح،
وكلها خير من حين يبلغ سن الرشد إلى أن يتوفاه الله إذا وفقه الله لاغتنام أيام حياته في الأعمال الصالحة التي يعمر بها آخرته،
فمن حفظ دنياه بطاعة الله حفظ الله له آخرته، ووجد ماقدمه مدخرا عند الله عزَّوجلَّ ومضاعفاً،
ومن ضيع ديناه ضاعت آخرته، خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين،
فكل حياة المسلم خير، ولكن من فضل الله عزَّوجلَّ أن جعل أوقاتاً فضلها على غيرها من الأيام، ليزداد فيها المسلم أعمالا صالحة، ويحصل على أجور مضاعفة:
- فهناك شهر رمضان المبارك، ومافيه من الخيرات، والأعمال الصالحة والمضاعفة للأجور، وفي شهر رمضان ليلة خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر.
- وهناك هذه العشر، عشر ذي الحجة التي اقسم الله جل وعلا في محكم التنزيل، وقال سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} هذه الليالي العشر هي عشر ذي الحجة على المشهور عند أهل العلم،
والله اقسم بها لشرفها وفضلها، لأنه سبحانه وتعالى يقسم بما يشاء من خلقه، ولايقسم الا بشئ له شأن، يلفت العباد أليه،
وهو اقسم بهذه لشرفها وفضلها، لأجل أن يتنبه العباد لها.
وقيل: أنها هي العشر التي أيضا أكملها الله لموسى -عليه السلام-: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ}، قالوا - والله اعلم - هذه العشر هي عشر ذي الحجة،
وقال الله سبحانه وتعالي فيها: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ}، الأيام المعلومات،
وأما الأيام المعدودات المذكورة في قوله تعالى {واذكروا الله في أيام معدودات} فهي أيام التشريق،
في أيام معلومات {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات}،
وسيأتي مايقال من الذكر في هذه الأيام.

ومن فضائل هذه العشر: أنها تشتمل على يوم عرفة، اليوم التاسع منها، الذي قال ﷺ فيه - في صيامه - ((احتسب على الله أن يكفر السنة الماضية، والسنة المستقبلة))،
وفيه أداء الركن الأعظم من أركان الحج، وهو الوقوف بعرفة، هذا اليوم العظيم الذي يجتمع فيه المسلون من مشارق الأرض ومغاربها في صعيد واحد، هو صعيد عرفة، ليوأدوا الركن الأعظم من أركان حجهم في هذا اليوم، والذي اخبر النبيﷺ أن الله ينزل في عشيته إلى سماء الدنيا فيباهي الملائكة بأهل عرفة، فيقول: ((انظروا إلى عبادي شعثا غبرا أتوني من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، أشهدكم أني قد غفرت لهم))،
وفي اليوم العاشر من هذه العشر يوم الحج الأكبر، وهو يوم عيد النحر الذي يؤدي المسلمون فيه مناسك الحج من طواف وسعي وذبح للهدي وحلق أو تقصير.
هذه المناسك الأربعة يبدأ أداؤها في هذا اليوم، ولذلك سمى الله هذا اليوم يوم الحج الأكبر، لأنه تؤدي فيه معظم مناسك الحج،
وهناك 👈🏻الحج الأصغر وهو العمرة،
فهذا اليوم اختصه الله سبحانه وتعالى بهذا الفضل،
فالحجاج يؤدون فيه المناسك، وغير الحجاج يصلون صلاة العيد وفيه الأضاحي، يتقربون بها إلى الله سبحانه وتعالى،
فهذه العشر المباركة تشتمل على هذه الفضائل، قد قال النبيﷺ - الحديث الذي رواه البخاري وغيره - قال: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من الأيام العشر - يعني عشر ذي الحجة - قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشي))،
فهذه الأيام العشر يكون العمل فيها أحب إلى الله من العمل في غيرها، حتى الجهاد في سبيل الله، الذي هو أفضل الأعمال، العمل في هذه العشر خير من الجهاد في سبيل الله، إلا من استثناه النبيﷺ وهو الذي ((خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء)).

فهذه الأيام لها فضائل عظيمة، ويشرع فيها أعمال كثيرة:
~ صيام هذه الأيام:
ويستحب صيامها، صيام تسعة أيام لغير الحجاج،
وأما الحجاج فلا يصومون اليوم التاسع، لأجل أن يتقووا على الوقوف بعرفة،
وأما غير الحجاج فصيام هذا اليوم في حقهم يكفر الله به السنة الماضية والسنة الآتية، وهذا فضل عظيم من الله سبحانه وتعالى،

وفي حديث حفصة: ((أن رسول اللهﷺ كان يصوم هذه العشرة))، رواه أبوداود وغيره بسند لابأس به،
وأما ما قالته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: ((أن النبيﷺ لم يصم هذه العشر))، هذا نفي، وحفصة إثبات، حديثها فيه إثبات، و[المثبت مقدم على النافي]،
فحفصة أثبتت أن رسول اللهﷺ يصوم، وعائشة نفت؛
وهذا في حدود علمها -رضي الله عنها-، فتكون حفصة علمت شيئا لم تعلمه عائشة.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وهو اليوم الذي نزلتْ فيه آية الإخبار بكمال الدِّين، وتمام النِّعمة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو وا

قف بعَرَفة؛ عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنَّ رجلاً منَ اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا - معشرَ اليهود – نزلتْ، لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أيُّ آية؟ قال: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، قال عمر: قد عَرَفْنَا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلتْ فيه على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قائمٌ بعَرَفَة يوم جمعة"؛ رواه الشيخان.

فكان الإخبار عن كمال دين الإسلام، وتمام نعمة الله - تعالى - به علينا، ورضاه بالإسلام لنا دينًا في اليوم التاسع من هذه العشر المباركة، فاختصتْ بهذا الفضْل العظيم.

وفيها ليلة جَمْعٍ، حين يبيت الحجاجُ بمُزدلفة، ويذكرون الله - تعالى - فيها بعد الفجر إلى الإسفار؛ قال الله - تعالى - في فضْل هذا الذِّكر في ذلك المشعر المبارك: ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾ [البقرة: 198].

واختُصت العشر بيوم النحر، وهو العيد الأكبر، وهو أفضل من عيد الفطر؛ لاختصاصه بكثير من الشعائر والعبادات، وفيه تُراق الدماء؛ تعظيمًا لله - تعالى - ولا تذبح الضحايا والهدايا قبله، ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]، فكان التَنَسُّك بالدِّماء لله - تعالى - في خاتمة هذه العشر المبارَكة، وكان آخر يوم منها وهو اليوم العاشر عيدًا كبيرًا للمسلمين، يذكرون الله - تعالى - فيه على ما هداهم، ويشكرونه على ما أعطاهم؛ ﴿ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الحج: 36]، وثبت فضله في حديث عبدالله بن قُرْطٍ - رضي الله عنه - عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إِنَّ أعظم الأيام عند الله - تبارك وتعالى - يوم النحر، ثم يوم القر))؛ رواه أبو داود.

ومَن أراد أن يضحيَ، فليمسك عن شعره وأظفاره، من دخول العشر إلى أن يذبح أضحيته؛ لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك.

ومن خصائص هذه العشر المبارَكة: أنَّ الله - تعالى - نصَّ في كتابه العزيز على ذكره فيها؛ فقال - سبحانه -: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 27].

فالأيام المعلومات هي العشر في قول أكثر السلف والعلماء، ومن ذكره - سبحانه - فيها ما شرع فيها منَ التكبير؛ تعظيمًا لله - تعالى - وإعلامًا بفضيلة هذه العشر، وإظهارًا لشعائرها.

وروى ابن عمر - رضي الله عنهما - عنِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من أَيام أَعْظَمُ عِنْدَ الله، وَلاَ أَحَبُّ إليه الْعَمَلُ فِيهِنَّ من هذه الأَيَّامِ العَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، والتحميد))؛ رواه أحمد، قال البخاري - رحمه الله تعالى -: ((وكان ابن عُمَرَ وأبو هريرة يَخْرُجَانِ إلى السُّوقِ في أَيَّامِ العَشْرِ، يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ الناس بتكبيرهما))، وروى الدارمي، عن سَعِيد بن جُبَيْر - رحمه الله تعالى -: أنه كان إذا دخل أَيَّام العَشْرِ اجتهد اجْتِهَادًا شَدِيدًا؛ حتى ما يكاد يقدر عليه)).

فحَرِيٌّ بالمسلم أن يشكرَ الله - تعالى - على فضلها وفضْل العمل الصالح فيها، وهي أيام قلائل، وأن يشكره - عز وجل - على ما شرع فيها من أمهات العبادات، والأعمال الصالحة، وأن يشكرَه - عز وجل - على بُلُوغها، وهو في أمْنٍ وعافية، ولديه قدرة على الاجتهاد فيها بما يرضي الله - تعالى - ومن دلائل الشكر فيها حبس النَّفس على الطاعات، ومجانَبة المحرَّمات.

أعوذ بالله منَ الشيطان الرجيم، ﴿ وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.


الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد، فاتَّقوا الله - عباد الله – وأطيعوه؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ ﴾ [الحشر: 18 - 19].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

- أن يتذكر العبد لحظة موته ومغادرته للدنيا؛ فملابس الإحرام تذكر بالكفن فهو أيضاً غير مخيط فيستعد العبد للقاء الله عز وجل والموت والبعث والجزاء فيعد العدة اللازمة لذلك، ففي الحج صورة مصغرة لمشهد خروج العبد من الدنيا فبخروجك من بلدك لابساً ملابس الإحرام، وقد سكب الأهل العبرات عند توديعك تذكر خروجك من بينهم من الدنيا إلى الآخرة خروجاً لا لقاء بعده في هذه الحياة فيهون عليك هذا الخروج الذي ترجو بعده اللقاء، والوصال وتعد العدة لذلك السفر كما تعدها لهذا السفر، وأنت بعد في مهلة من أمرك؛ وبوقوفك بصعيد عرفة في هذا الجمع الغفير تذكر موقفك في الحشر حين يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ،وتدنو الشمس ويلجم الناس العرق ويشتد الكرب والخطب فتعد العدة لذلك الموقف أنت ما زلت في مهلة من أمرك.
- وإذا كان الحاج يتزود عند سفره بما يكفيه من زاد الدنيا ليصل إلى وجهته سالماً فينبغى ألّا ينسى التزوّد للدار الآخرة، وخير ما يتزود به في سفره للدار الآخرة تقوى الله عزُوجل، وذلك بفعل الطاعات واجتناب المعاصي والسيئات، قال تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَاب﴾(البقرة: ١٩٧)

يقول ابن القيم : أمر الله عباده بأن يتزودوا لسفرهم، ولا يسافروا بغير زاد، ثم نبههم على زاد سفر الآخرة، وهو التقوى، فكما أنه لا يصل المسافر إلى مقصده إلا بزاد يبلغه إياه، فكذلك المسافر إلى الله تعالى والدار الآخرة لا يصل إلّا بزاد من التقوى، فجمع بين الزادَين٠

فاتقوا الله عباد واعلموا صالحاً وتحروا لحجكم النفقة الحلال يغفر لكم ويقبل حجكم واسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم حج بيته الحرام وأن يكتب لنا المتابعة بين الحج والعمرة وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وأقم الصلاة.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

التي لا تفرقها طبقة، ولا يفرقها جنس، ولا تفرقها لغة، ولا تفرقها سمة من سمات الأرض جميعاً، وهكذا يردُّهم إلى استغفار الله من كلّ ما يخالف تلك الحالة الإيمانية.
-
- الحج موسم للتجارة؛ فإذا كان الأصل في فرض العبادات حصول الأجر والثواب فى الأخرة إلا أن من يسر الإسلام أن رفع الحرج عن المسلمين من أن يستفيدوا فوائد دنيوية، فقد أباح الشارع للحاجِّ أن يتَّجر، وأن يمارس البيع والشراء في هذا الموسم الذي يتوافد الناس فيه من أقطار المعمورة، والذي هو مظنَّةٌ للأرباح وتنمية الأموال، فقال الله تعالى مخاطباً عباده المؤمنين: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ﴾(البقرة: ١٩٨)، أي لا حرج عليكم أن تبتغوا فضل الله، فعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية؛ فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ﴾رواه البخارى.

وقد اتَّفق عُلَماء التفسير على أنَّ معنى قول تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ)
أي أنَّه ليس على من حج أي حرج أو إثم إذا ابتَغَى فضلَ الله خلالَ أيام موسمِ الحج وذلك بالتجارة والكرى -أي: الإجارة- ما دام فعل ذلك لا يلهيه ولا يشغله عن أي شيء من أعمال حجه نسُكِه، ولا يجعله عرضةً للوقوع في شيءٍ ممَّا يخلُّ بالحجِّ؛ من الرفث والفسوق والجدال ونحو ذلك.

و عن أبي أمامة التيمي قال: كنت رجلا أكرِّي في هذا الوجه وكان ناس يقولون لي:إنه ليس لك حج فلقيت ابن عمر فقلت: يا أبا عبد الرحمن إني رجل أكرِّي في هذا الوجه وإن ناسا يقولون لي:إنه ليس لك حج ! فقال ابن عمر: أليس تحرم وتلبي وتطوف بالبيت وتفيض من عرفات وترمي الجمار؟
قال:قلت : بلى. قال: فإن لك حجاً وجاء رجل إلى النبي ﷺ فسأله عن مثل ما سألتني عنه فسكت عنه رسول الله ﷺ حتى نزلت هذه الآية: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم﴾ رواه أبو دواد.

فالحج موسم تجارة عالمي حيث المكان الذي تجبى إليه ثمرات كل شيء قال تعالى: ﴿وَقَالُوٓاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا ءَامِنًا يُجْبَىٰٓ إِلَيْهِ ثَمَرَٰتُ كُلِّ شَىْءٍۢ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾، إنه المكان الذي تجتمع فيه خيرات الأرض كلها ويتبادل الحجيج فيه منافع التجارة وكان الناس يتخذون من موسم الحج سوقاً فلما أمروا بالحج على ما شرعه الله تحرجوا مما كانوا يزاولونه في هذا الموسم من أمور التجارة ورغبوا أن يكون موسماً خالصاً للذكر والدعاء فجاء القرآن ليرفع ذلك الحرج الكامن في نفوسهم من كل ما هو موروث جاهلي.

- ومن منافع الحج ومقاصده إخلاص العبادة لله وحده؛ فلقد جعل الله الحج تحقيقاً للإخلاص والإفتقار لله عزّ وجل؛ فحين يرتدي الحاجّ لباس الإحرام، ويتجنّب ما يُظهر الترف والتزيُّن، فإنّه يتحقق بالخشوع، والخضوع، والإخلاص لله رب العالمين، قال تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾(البقرة: ١٩٦)، فقد نقل الراغب عن الإمام الشافعي قوله: وإنما قال في الحج والعمرة (لله) ولم يقل ذلك في الصلاة والزكاة؛ من أجل أنهم كانوا يتقربون ببعض أفعال الحج والعمرة إلى الأصنام.
-
- ومن منافع الحج ومقاصده الانشغال بذكر الله عن التفاخر؛ قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾(البقرة ٢٠٠)، قال الإمام الطبري: قال بعضهم: كان القوم في جاهليتهم بعد فراغهم من حجهم ومناسكهم يجتمعون فيتفاخرون بمآثر آبائهم، فأمرهم الله في الإسلام أن يكون ذكرهم بالثناء والشكر والتعظيم لربهم دون غيره، وأن يلزموا أنفسهم من الإكثار من ذكره، نظير ما كانوا ألزموا أنفسهم في جاهليتهم من ذكر آبائهم فالحج يربط قلب المسلم بذكر الله عزّوجل.
-
والذكر مِن أحبّ العبادات إلي الله عز وجل وأعظمها أجراً، وقد ربط الله به كثيراً من العبادات ومن أبرزها عبادة الحج، ويظهر ذلك واضحًا في ربط القرآن الحديث عن مناسك الحج بذكر الله في كثير من المواضع.
يقول ابن القيم عن الذِّكر : «بل هو رُوح الحج ولبُّه ومقصوده، كما قال النبي ﷺ : «إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله»
فمن اعتاد على ذكر الله في الطواف، وفي السعي، وعند رمي الجمار، وعند الوقوف بعرفة، وعند ذبح الهدي، وفي المشاهد جميعًا فمن الصعب عليه أن يجفّ لسانه عنه بعد الحج، وقد ذاق حلاوة الذِّكْر وتعلّق قلبه بالمذكور عزّ وجل.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*الحج بين كمال الإيمان*
*وعـظـــمــة الـتـيـســـــير*
*للشيخ/ أيمن حمدي الحداد*

*عناصر الخطبة:*
أولاً: مكانة الحج فى الإسلام.
ثانياً: مقاصد الحج ومنافعه.
ثالثاً: ما ينبغى للحاج فعله قبل سفره

*نص الخطبة:*
الحمد لله الذى جعل البيت الحرام مثابة للناس وأمناً وفرض حجه على استطاع إليه سبيلاً أحمده سبحانه واستغفره من كل ذنب وخطيئتة وأتوب إليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبدالله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد: فيا أيها المسلمون:
لقد أمر الله عزّ وجل سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد انتهائه من بناء البيت أن يؤذن فى الناس بالحج، قال تعالى: ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾(الحج٢٧-٢٨)،
قال البغوي فى معالم التنزيل: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ﴾ أي: أعلمْ ونادِ في الناس، ﴿بِالْحَجِّ) فقال إبراهيم: وما يبلغ صوتي؟ فقال: عليك الأذانُ وعلينا البلاغ، فقام إبراهيم على المقام فارتفع به المقامُ حتى صار كأطول الجبال، فأدخل أصبعيه في أذنيه وأقبل بوجهه يميناً وشمالاً وشرقاً وغرباً، وقال:«يا أيها الناس، ألا إن ربكم قد بنى لكم بيتاً، وكتب عليكم الحج إلى البيت، فأجيبوا ربكم، فأجابه كل من كان يحج من أصلاب الآباء وأرحام الأمهات: لبيك اللهم لبيك.
قال ابن عباس: فأول من أجابه أهل اليمن، فهم أكثر الناس حجاً.
وقيل: إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمع من في الأرحام والأصلاب، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة: " لبيك اللهم لبيك " وهو قول ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وغير واحد من السلف.

أيها المسلمون: إن حديثنا عن الحج بين كمال الإيمان وعظمة التيسير، سوف ينتظم من خلال العناصر التالية:

♦أولاً: مكانة الحج فى الإسلام؛ إن الحج عبادة عظيمة، وشعيرة كبيرة من شعائر ديننا الحنيف، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، التي عُلمت من الدين بالضرورة، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾(آل عمران: ٢٢)،وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «بُنيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ» رواه البخارى.
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضى الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنْ تُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ وَتَعْتَمِرَ، وَتَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَتُتِمَّ الْوُضُوءَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ، وَأَنَّهُ قَالَ: هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَقَالَ: هَذَا إسْنَادٌ ثَابِتٌ صَحِيحٌ. وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْجَوْزَقِيُّ.

- والحجّ معناه: أن يقصد المسلم بيت الله الحرام في زمن مخصوص لأداء المناسك، قال تعالى:﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ﴾(البقرة:١٩٧)، ويقوم بأعمال مخصوصة هي الطّواف بالكعبة، والسّعي بين الصّفا والمروة، والوقوف بعرفة، وغيرها من أعمال الحجّ.
-
- والحَجُّ يجب مرّة واحدة في العمر على المسلم البالغ الحرّ القادر على ذلك والمستطيع استطاعة مادية وجسدية، والاستطاعة تشمل أيضاً مقدرته على السّفر وأمن الطّريق وحفظ الأهل من بعده وغيرها، فإذا حج بعد ذلك مرة أو مرات كان ذلك تطوعاً منه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا» فَقَالَ رَجُلٌ: أَكَلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ

Читать полностью…
Subscribe to a channel