zadi2 | Unsorted

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Subscribe to a channel

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ, وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَدَمِّرِ اللَّهُمَّ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أمرنا لِهُدَاكَ, وَاجَعَلْ عَمَلَهُ فِي رِضَاكَ, وَاجْعَلِ اللَّهُمَّ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ، وَالْحَمْد

ُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

َّلْ؛ فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ» [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ].

وَعَنْهُ أَيْضاً قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ – يَعْنِي الْفَرِيضَةَ – فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ» [رَوَاهُ أَحْمَدُ].

وَكَيْفَ لاَ يَتَعَجَّلُ الْمُسْلِمُ إِلَى الْحَجِّ؟! وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ، وَفِيهِ الْمُبَادَرَةُ إِلَى أَمْرِ اللهِ، وَالْخَوْفُ مِنْ مَبَاغَتَةِ الْمَوْتِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].

وَقَدْ كَانَ بَعْضُ الصَّالِحِينَ يَتَحَسَّرُ إِذَا فَاتَهُ الْحَجُّ وَيَقُولُ: «لَئِنْ سَارَ الْقَوْمُ وَقَعَدْنَا، وَقَرُبُوا وَبَعُدْنَا: فَمَا يُؤْمِنُنَا أَنْ نَكُونَ مِمَّنْ )كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ( [التوبة:46].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
لقد شُرِعَتِ الْعِبَادَاتُ لإِظْهَارِ عُبُودِيَّةِ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ وَمَدَى امْتِثَالِهِ لأَمْرِهِ ، وَلَكِنْ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى أَنَّ أَكْثَرَ هَذِهِ الْعِبَادَاتِ لَهَا فَوَائِدُ تُدْرِكُهَا الْعُقُول الصَّحِيحَةُ وَأَظْهَرُ مَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي فَرِيضَةِ الْحَجِّ .

وَتَشْتَمِل هَذِهِ الْفَرِيضَةُ عَلَى حِكَمٍ جَلِيلَةٍ كَثِيرَةٍ تَمْتَدُّ فِي ثَنَايَا حَيَاةِ الْمُؤْمِنَ الرُّوحِيَّةِ ، وَمَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعِهِمْ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا ، مِنْهَا : أَنَّ فِي الْحَجِّ إِظْهَارَ التَّذَلُّل لِلَّهِ تَعَالَى ، وَذَلِكَ لأَنَّ الْحَاجَّ يَرْفُضُ أَسْبَابَ التَّرَفِ وَالتَّزَيُّنِ ، وَيَلْبَسُ ثِيَابَ الإِحْرَامِ مُظْهِرًا فَقْرَهُ لِرَبِّهِ ، وَيَتَجَرَّدُ عَنِ الدُّنْيَا وَشَوَاغِلِهَا الَّتِي تَصْرِفُهُ عَنِ الْخُلُوصِ لِمَوْلاَهُ ، فَيَتَعَرَّضُ بِذَلِكَ لِمَغْفِرَتِهِ وَرُحْمَاهُ ، ثُمَّ يَقِفُ فِي عَرَفَةَ ضَارِعًا لِرَبِّهِ حَامِدًا شَاكِرًا نَعْمَاءَهُ وَفَضْلَهُ ، وَمُسْتَغْفِرًا لِذُنُوبِهِ وَعَثَرَاتِهِ ، وَفِي الطَّوَافِ حَوْل الْكَعْبَةِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ يَلُوذُ بِجَنَابِ رَبِّهِ وَيَلْجَأُ إِلَيْهِ مِنْ ذُنُوبِهِ ، وَمِنْ هَوَى نَفْسِهِ ، وَوِسْوَاسِ الشَّيْطَانِ .

ومِنْهَا : أَنَّ أَدَاءَ فَرِيضَةِ الْحَجِّ يُؤَدِّي شُكْرَ نِعْمَةِ الْمَال ، وَسَلاَمَةِ الْبَدَنِ ، وَهُمَا أَعْظَمُ مَا يَتَمَتَّعُ بِهِ الإِنْسَانُ مِنْ نِعَمِ الدُّنْيَا ، فَفِي الْحَجِّ شُكْرُ هَاتَيْنِ النِّعْمَتَيْنِ الْعَظِيمَتَيْنِ ، حَيْثُ يُجْهِدُ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَيُنْفِقُ مَالَهُ فِي طَاعَةِ رَبِّهِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ.

ومِنْهَا : أنه يَجْتَمِعُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ فِي مَرْكَزِ اتِّجَاهِ أَرْوَاحِهِمْ ، وَمَهْوَى أَفْئِدَتِهِمْ ، فَيَتَعَرَّفُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، وَيَأْلَفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، هُنَاكَ حَيْثُ تَذُوبُ الْفَوَارِقُ بَيْنَ النَّاسِ ، فَوَارِقُ الْغِنَى وَالْفَقْرِ، فَوَارِقُ الْجِنْسِ وَاللَّوْنِ، فَوَارِقُ اللِّسَانِ وَاللُّغَةِ، تَتَّحِدُ كَلِمَةُ الإِنْسَانِ فِي أَعْظَمِ مُؤْتَمَرٍ بَشَرِيٍّ اجْتَمَعَتْ كَلِمَةُ أَصْحَابِهِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَعَلَى التَّوَاصِي بِالْحَقِّ وَالتَّوَاصِي بِالصَّبْرِ ، هَدَفُهُ الْعَظِيمُ رَبْطُ أَسْبَابِ الْحَيَاةِ بِأَسْبَابِ السَّمَاءِ.


الخطبـــة.الثانيـــة.tt
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَىَ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، وَتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ بِمَا افْتَرَضَهُ عَلَيْكُمْ مِنْ فَضَائِلِ الأَعْمَالِ، وَبِمَا نَدَبَكُمْ إِلَيهِ مِنَ النَّوَافِلِ، تَفُوزُوا بِالتَّقْوَى، يَقُولُ سُبْحَانَهُ: )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ([البقرة:21].

إِخْوَةَ الإِيمَانِ:
وَعَلَى كُلِّ مَنْ يُرِيدُ الْحَجَّ، وَيُرِيدُ أَنْ يَكُونَ حَجُّهُ مَبْرُوراً، وَسَعْيُهُ مَشْكُوراً: أَنْ يُرَاعِيَ أُمُوراً لاَ بُدَّ مِنْهَا، وَأَنْ يَحْرِصَ عَلَيْهَا.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

زاد.الخـطـيـب.الـدعــــوي.cc
رابط التيليجرام 👈 t.me/ZADI2
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~

🎤
*خطـبــة جمــعـــة بعـنــوان:*
*وَأذِّنْ.فــِي.الــنَّــاسِ.بِــالْــحـــــَجِّ.tt*
*للشيخ/ سعد آل مجري سعد آل مجري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَرَضَ عَلَى عِبَادِهِ حَجَّ بَيْتِهِ الحَرَامِ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، غَفَرَ لِمَنْ حَجَّ البَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ جَمِيعَ الذُّنُوبِ وَالآثَامِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَصَفْوَةُ رُسُلِهِ الكِرَامِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ إِلَى يَوْمِ العَرْضِ عَلَى ذِي الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ.

أَمَّا بَعْـدُ: فَأُوصِيكُمْ – عِبَادَ اللهِ – وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ فَإِنَّهَا سَبَبُ تَفْرِيجِ الْكُرُوبِ، وَغُفْرَانِ الذُّنُوبِ، وَبَسْطِ الأَرْزَاقِ، وَدُخُولِ جَنَّةِ الكَرِيمِ الرَّزَّاقِ، قَالَ تَعَالَى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق:2-3].

أَمَّا بَعْدُ فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُوْنَ:
أَيَّامٌ قَلاَئِلُ وَيَتَعَالَىَ نِدَاءُ الْتَّلْبِيَةِ «لَبَّيْكَ اللَهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ»، وَالْمُسْلِمُونَ عَلَى اخْتِلاَفِ أَجْنَاسِهِمْ، وَتَعَدُّدِ أَلْوَانِهِمْ، وَاخْتِلاَفِ قَبَائِلِهِمْ وَأَنْسَابِهِمْ، مُلَبِّينَ دَعْوةَ أَبِي الأَنْبِيَاءِ وَإِمَامِ الْمُوَحِّدِينَ إِبْرَاهِيمَ – عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالْسَّلامُ – بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ بِنَاءِ الْبَيْتِ، وَبَعْدَ أَنْ أَقَامَهُ عَلَىَ أَسَاسِ التَّوْحِيدِ، حَيْثُ أَمَرَهُ رَبُّهُ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمْ إِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ، وَوَعَدَهُ أَنْ يَتَكَفَّلَ بِإِبْلاَغِ دَعْوَتِهِ، وَأَنْ يُلَبِّيَهَا النَّاسُ، فَيَتَقَاطَرُوا عَلَى الْبَيْتِ مِنْ كُلِّ فَجٍّ بَعِيدٍ، رِجَالاً يَسْعَوْنَ عَلَىَ أَقْدَامِهِمْ، وَرُكُوباً عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ أَجْهَدَهُ الْسَّيْرُ فَضَمُرَ مِنْ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ )وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ( [الحج:26-27].

وَمُنْذُ أَنْ أَذَّنَ إِبْرَاهِيمُ – عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- بِالْحَجِّ: اسْتَجَابَ النَّاسُ لِهَذَا الأَذَانِ، وَأَمُّوا الْبَيْتَ رِجَالاً وَرُكْبَاناً, وَمُنْذُ أَنْ نَادَى نَبِيُّ اللهِ إِبْرَاهِيْمُ – عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- ذَلِكَ الْنَّدَاءَ الَّذِي تَرَدَّدَ فِي أَرْجَاءِ الْكَوْنِ؛ صَارَ الْوَادِي الْمُقْفِرِ، الَّذِي لَيْسَ بِهِ شَجَرٌ وَلاَ بَشَرٌ ، مَهْوىً لأَفْئِدَةِ الْمُسْلِمِينَ، تَحِنُّ إِلَيْهَا قُلُوْبُهُمْ، وَتَشْتَاقُ إِلَيْهَا أَفْئِدَتُهُمْ, بِأَمْرٍ مِنَ الله وَتَدْبِيرٍ مِنْهُ سُبْحَانَهُ، وَإِجَابَةً لِدُعَاءِ خَلِيلِهِ -عَلَيْهِ الْسَّلاَمُ- ذَلِكَ الدُّعَاءُ الَّذِي رَفَعَهُ إِبْرَاهِيمُ – عَلَيْهِ السَّلاَمُ- عِنْدَمَا تَرَكَ زَوْجَهُ وَوَلَدَهُ قائلاً: )رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ( [إبراهيم:37]

فَصَارَ النَّاسُ مُنْذُ ذَلِكَ الْحِينِ وَمُنْذُ تِلْكَ الدَّعْوَةِ يَهْوُونَ إِلَىَ ذَلِكَ الْمَكَانِ عَلَى مَرِّ السِّنِينَ وَالأَيَّامِ، وَصَارَ ذَلِكَ الْوَادِي مُلْتَقىً لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، وَبُقْعَةً مُبَارَكَةً تَجْتَمِعُ فِيْهَا الْخَيْرَاتُ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وَصَوْبٍ؛ اسْتِجَابَةً أَيْضا لِدُعَاءِ الْخَلِيلِ الَّذِي قَالَ فِيْهِ: )رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ( [البقرة:126] ..

وَبَقِيَ الْحَجُّ إِلَىَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ وَالْطَّوَافُ بِالْبَيْتِ عَلَىَ مَا أَرْسَاهُ عليه إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- مِنْ دِينِ الْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ رَدْحاً مِنَ الزَّمَنِ،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*الخطبة الثانية*
"لبيك اللهم لبيك"

ذكروا في التاريخ العربي أن البرعي في حجه الأخير أخذ محمولا على جمل فلما قطع الصحراء مع الحج الشامي,وأصبح على بعد خمسين ميلاً من المدينة هب النسيم رطباً عليلاً معطرا برائحة الأماكن المقدسة فازداد شوقه للوصول لكن المرض أعاقه عن المأمول فأنشأ قصيدة لفظ مع آخر بيت منها نفسه الأخير .. يقول فيها:

يَا رَاحِلِينَ إِلَى مِنًى بِقِيَادِي * هَيَّجْتُمُو يَوْمَ الرَّحِيلِ فُؤَادِي
سِرْتُمْ وَسَارَ دَلِيلُكُمْ يَا وَحْشَتِي * الشَّوْقُ أَقْلَقَنِي وَصَوْتُ الْحَادِي
وَحَرَمْتُمُو جَفْنِي الْمَنَامَ بِبُعْدِكُمْ * يَا سَاكِنِينَ الْمُنْحَنَى وَالْوَادِي
وَيَلُوحُ لِي مَا بَيْنَ زَمْزَمَ وَالصَّفَا * عِنْدَ الْمَقَامِ سَمِعْتُ صَوْتَ مُنَادِ
وَيَقُولُ لِي يَا نَائِمًا جِدَّ السُّرَى * عَرَفَاتُ تَجْلُو كُلَّ قَلْبٍ صَادِ
مَنْ نَالَ مِنْ عَرَفَاتِ نَظْرَةَ سَاعَةٍ * نَالَ السُّرُورَ وَنَالَ كُلَّ مُرَادِ
تَاللَّهِ مَا أَحْلَى الْمَبِيتَ عَلَى مِنًى * فِي لَيْلِ عِيدٍ أَبْرَكِ الأَعْيَادِ
ضَحَّوْا ضَحَايَا ثُمَّ سَالَ دِمَاؤُهَا * وَأَنَا الْمُتَيَّمُ قَدْ نَحَرْتُ فُؤَادِي
لَبِسُوا ثِيَابَ الْبِيضِ شَارَاتِ اللِّقَاءِ * وَأَنَا الْمُلَوَّعُ قَدْ لَبِسْتُ سَوَادِي
يَا رَبِّ أَنْتَ وَصَلْتَهُمْ صِلْنِي بِهِمْ * فَبِحَقِّهِمْ يَا رَبِّ فُكَّ قِيَادِي
فَإِذَا وَصَلْتُمْ سَالِمِينَ فَبَلِّغُوا مِنِّي * السَّلامَ أُهَيْلَ ذَاكَ الْوَادِي
قُولُوا لَهُمْ عَبْدُالرَّحِيمِ مُتَيَّمٌ * وَمُفَارِقُ الأَحْبَابِ وَالأَوْلادِ
صَلَّى عَلَيْكَ اللَّهُ يَا عَلَمَ الْهُدَى * مَا سَارَ رَكْبٌ أَوْ تَرَنَّمَ حَادِ
"لبيك اللهم لبيك"

ذكر بعض أهل السير أن شقيق البلخي أبصر في طريق الحج مقعداً يتكأ على إليته يمشي حيناً
و يضعن حيناً يرتاح حيناً و يمشي أخرى كأنه من أصحاب القبور مما أصابه من وعثاء السفر و كآبة المنظر قال له شقيق يا هذا أين تريد قال أريد بيت الله العتيق قال من أين أتيت ؟ قال من وراء النهر
قال كم لك في الطريق ؟ فذكر أعواماً تربوا على عشر سنين قال فنظرت إليه متعجباً قال يا هذا مما تتعجب
قال أتعجب من بعد سفرك و ضعف مهجتك قال أما بعد سفري فالشوق يقربه و أما ضعف مهجتي
فالله يحملها
يا شقيق أتعجب ممن يحمله اللطيف الخبير إذا شاءسبحانه إنه الشوق إلى أرض الرحمات

إنه الشوق إلى أرض العطايا و الهبات
فحق للنفوس أن تتوق و حق للأرواح أن تحلق أملاً في الوصال ,
"لبيك اللهم لبيك"

خرجت أم أيمن بنت علي - امرأة أبي علي الروذباري - من مصر وقت خروج الحاج إلى الصحراء والجِمال تمر بها وهي تبكي وتقول : وا ضعفاه , وتنشد على إثر قولها :
فقلت : دعوني واتباعي ركابكم * أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد
وما بال زعمي لا يهون عليهم *** وقد علموا أن ليس لي منهم بد
وتقول : هذه حسرة من انقطع عن البيت , فكيف تكون حسرة من انقطع عن رب البيت .

قيل لامرأة خرجت مسافرة: إلى أين؟ قالت: إلى الحج إن شاء الله، فقيل لها: إنَّ الطريق بعيد، فقالت: بعيد على كسلان أو ذي ملالة، فأمَّا على المشتاق فهو قريب.

وقد جرت للصالحين حين ركوبهم لسفر الحج أحوال من الخوف تارة والشوق والمحبة تارة أخرى، وقلب المؤمن يتقلَّب بين هاتين المنزلتين.
ذكر عن علي بن الحسين أنَّه حجَّ، فلمَّا أحرم واستوت به راحلته اصفرَّ لونه وارتعد ولم يستطع أن يلبِّي، فقيل: ما لك؟ قال: أخشى أن يقول لي: لا لبيك ولا سعديك، فلمَّا لبَّى غشي عليه. ويذكر نحو هذا عن جعفر الصادق وغيره.

ويذكر عن بعض الصالحين حين ركب دابَّته في سفر الحجِّ أخذه البكاء فقيل: لعلَّه ذكر عياله ومفارقته إياهم، فسمعهم فقال: يا أخي، والله ما هو ذاك، وما هو إلاَّ لأنِّي ذكرت بها الرحلة إلى الآخرة، وعلا صوته بالنحيب والبكاء، وهيَّج من حوله بالبكاء.

عباد الله عرفات.. وما أدراك ما عرفات! يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما من يومٍ أكْثرُ منْ أنْ يعْتِقَ الله فيه عبداً من النَّار من يومِ عَرَفَة، وإنّهُ لَيدْنُو ثمَّ يباهِي بهِم الملائِكةَ فيقول: ما أرادَ هؤلاء؟" رواه مسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها-.

إخوة الإيمان: في يوم عرفة العظيم تتجلَّى رحمةُ الله على العِباد، ويُفِيض الملك الديَّان من خَزائِن مُلكِه الشيءَ العظيم، فيَرحَم العِباد، ويُجِيب السُّؤال، ويجبر الكَسِير، ويُيسِّر العَسِير، ويدنو الجبَّار ملك السموات والأرض من السماء الدنيا، فيُباهِي بأهل الأرض ملائكةَ السماء، ويقول: "انظُرُوا إلى عِبادي، أتَوْني شُعثًا غُبرًا ضاحين من كُلِّ فجٍّ عميق، أُشهِدكم أنِّي قد غفرتُ لهم".
عرفة... ما أعظمه من يوم ، وما أشرَفَ وأطيب ساعاته، موسمٌ من مواسم الإيمان، له في القلب لوعة وشان ، ما أشرَقَت الشَّمس في دهرها على يومٍ خير منه .

ويعتق الرحمن من النار في ذلك اليوم الأفواجَ الكثيرة، والأعدادَ العظيمة ، قال -

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

زاد.الخـطـيـب.الـدعــــوي.cc
رابط التيليجرام 👈 t.me/ZADI2
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•

🎤
*خطـبـة جمـعــة بعـنــوان:*
*لــبــيــك.الــلــهـــم.لــبــيـــك.tt*
*جمع وإعداد/ عبـدالوهـاب المعــبأ*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبــة.الأولــى.tt*
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وفرض علينا حج بيته الحرام، وجعله سببًا لدخول الجنان وتكفير الذنوب والآثام، أحمده تعالى وأشكره وأستعينه وأستغفره، وأثني عليه الخير كله، وأسأله المزيد من الفضل والإنعام

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك القدوس السلام، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدًا عبد الله ورسوله أفضل من صلى وزكى وحج وصام، صلى الله عليه وعلى آله البررة الكرام، وأصحابه الأئمة الأعلام، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب النور والظلام، وسلم تسليمًا كثيرًا.

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعمروا مواسم الخيرات بأنواع الطاعات، وعظموا ما عظم الله تعالى من الشعائر والحرمات؛ فإنكم تعيشون أفضل أيام العام، وهي أيام الأعمال والمنافع ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج:30] ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ ﴾ [الحج:32].

عباد الله : لما فرغ خليل الله إبراهيم -عليه السلام- من بناء الكعبة
أمره الله بأن يؤذن في الناس بالحج قال تعالى: وَأَذّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ [الحج:27]. فقال إبراهيم: يا رب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذ إليهم؟ فقال: ناد وعلينا البلاغ، فقام على مقامه، وقيل: على الصفا، وقيل على أبي قبيس. وقال: يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه، فيقال: إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة، لبيك اللهم لبيك.

يا إبراهيم، نادهم ليحصل نفعهم في معادهم، وأتِ بهم من بلادهم، وأخرجهم عن أهلهم وأولادهم، فليقصدوا بابي مسرعين رجالا، (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً).

يا غافلا عني أنا الداعي، يا متخلّفًا عن زيارتي أنا ألقى الساعي، يا مشغولاً عن قصدي لو عرفت اطّلاعي، أنا أقمت خليلي، يدعو إلى سبيلي، وأقبلت بتنويلي على محبيّ إقبالاً، وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً.
لله در أقوام فارقوا ديارهم، وعانقوا افتقارهم، وطهروا أسرارهم، يدعون عند البيت قريبًا سميعا، ويقفون بين يديه بالذلّ جميعا، ويسعون في مراضيه سعيًا سريعا، قد ودّعوا شهواتهم توديعا، فأفادهم مولاهم أن يرجعهم من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم أطفالا، وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً. أيّ قلب لا يشتاق إلى تلبية النداء وإجابة الدعاء والانضمام إلى وفد ملك الأرض والسماء؟! أيّ عين لا تذوب بدمعها شوقا إلى البيت وحنينًا إلى الصلاة فيه والأنس في رحابه؟!

انه بيت الله المكرم تاريخٌ وذكريات سيرةٌ ومسيرة: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً) [آل عمران: 96 - 97].

إليه حَجَّ الأنبياء وصلَّى إمام الحنفاء.. من مكة شعَّ نور الهدى وانطلقت رسالة التوحيد حتى عمَّت أرجاء الأرض وغيرت العالم وأرست أجمل وأعظم حضارة عرفها التاريخ..

مكة مركز العالم ورمز وحدة المسلمين ومصدر النور للعالمين.. أفضل البقاع عند الله وأحب البقاع عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

مكة المكرمة (أم القرى) بها ميلاد أشرف الورى.. على رباها نشأ وترعرع وفي أرجائها مشى وما تضعضع.. نصف قرنٍ من الزمان شهدت حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة؛ فأيُّ شرفٍ يعلو هذا الشرف

في تلك البقاع نزل جبريل -عليه السلام- بالوحي، وصدع النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتوحيد من (جبل الصفا).. لو حدثتكم الكعبة أو حكى زمزم والمقام لقالوا: كان هنا أبو بكرٍ وعمر، وكان عثمان وعلي وغيرهم من الصحب الكرام -رضوان الله عليهم أجمعين- أضاءوا الدنيا وطهروا الأرض، واعترك التوحيد مع الوثنية حتى أظهر الله الدين..

وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- أمام الكعبة ليقرر مبادئ الدين العظمى ويرسم نهج الإنسانية الأرقى.. والذي عجزت عن تحقيقه كل حضارات البشر إلى يومنا هذا.

ان تلك العرصات والبطاح المباركات قد رغب النبي صلى الله عليه وسلم بزيارتها وقصدها وحج بيت الله الذي وضعه فيها

إن قصد تلك البقاع الطاهرة يكفِّر الذنوب ويمحو الآثام ويحط الأوزار، بل ليس للحج المبرور جزاءٌ إلا الجنة.. قول نبيكم -صلى الله عليه وسلم-.

الحجاج والعمار وفد الله؛ دعاهم فأجابوا، وسألوه فأعطاهم، والحج يهدم ما قبله، و"من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، والحجة المبرورة ليس لها ث

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وأي فضلٍ أعظم من أن تهدم الذنوب , وأي شئٍ أجمل من أن تنفى السيئات والحوب , فالحج فيه غسل أدرانِ الخطايا والرزايا قال أبو هريرة رضي الله عنه : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :من حج فلم يرفث ، ولم يفسق , رجع كيوم ولدته أمه ) [متفق عليه ] .

إنها عبادة عظيمةٌ ثوابُها جناتُ النعيم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال: رسول صلى الله عليه وسلم : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) متفق عليه. وقال عليه الصلاة والسلام : ( تابعوا بين الحج والعمرة , فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديدِ والذهبِ والفضةِ , وليس للحجة المبرورة ثوابٌ إلا الجنة ) رواه أحمد والترمذي بسند صحيح.

هذا معَ مُضاعفة الحسناتِ ورِفعة الدرجات، عن جابرٍ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال وهو بالمدينة: (صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجدَ الحرام، وصلاةٌ في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة) رواه أحمد والبخاري في التاريخ بسند صحيح، أي: صلاةُ أربعٍ وخمسين سنة، فهل يُلام في هَوَى الحرَمِ بعد ذاك أحد؟!
ناهيك عن مواقفِ الرّحمة في عرفات، والازدلافِ عند المشعر الحرام، والتقلّب في فجاج مِنى، والطوافِ بالبيتِ وبين الصفا والمروة، ورمي الجمرات، وكلُّ ذلك من مواطنِ الرّحمة وإجابة الدعوات .

من نال من عرفات نظرة ساعة * نال السرور ونال كل مرادِ
فليتّقِ اللهَ وليبادِرِ المستطيع القادر قبلَ الفوات، ولو فاجأه العَجز أو الأجَل فلن ينفَعَه الاعتذار بالتهاون والكسل.
فسارعوا عباد الله إلى هذه الخيرات ولا تدعُنّ شيئا يحول بينكم وبينها.

فمن ترك الحج فإنه محروم من هذه الخيرات العظيمة وهذا هو الحرمان. قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقول: إن عبداً أصححت له جسمه، ووسّعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليّ لمحروم ) صححه الألباني.

ومن ترك الحج فلم يحج ولو مرة واحدة في حياته، أفلا يكون أولى بالحرمان؟ بلى إنه لمحروم غاية الحرمان.

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذّكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كلّ ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية :-
الحمد لله منزل الكتاب، ومنشئ السحاب، وهازم الأحزاب، وخالق الخلق من تراب، لا إله إلا هو عليه توكلنا وإليه المناب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى أزواجه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

وتذكروا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكر فيه : (الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، يا رب! يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، وملبسه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له!!).
أنى يستجاب لمن تزود لهذه الطاعة من مال حرام؟! أو تزود لها من مال فيه ربا، أو مال فيه خيانة حتى ناله وجلبه على نفسه؟!

فاتقوا الله عباد الله! واعلموا أنها عبادة جليلة لابد لها من زاد نقي طيب، والله لا يقبل إلا الطيب، في يوم عرفة آنذاك نظر أحد الصحابة إلى الحاج، قال: [إن الراكب كثير، فقال ابن عمر: ولكن الحاج قليل] فاعجبوا يا عباد الله من هذه الجموع العظيمة.

فيا مستطيعاً لم تحج إلى الآن ؟! كيف تطيب نفسك أن تترك الحج مع مقدرتك عليه بمالك وبدنك وأنت تعلم أنه من فرائض الإسلام وأركانه ؟!
كيف تبخل بالمال على نفسك في أداء هذه الفريضة, وأنت تنفق الكثير من المال في هوى نفسك , وكيف توفر عن نفسك تعب الحج وأنت ترهق نفسك في التعب في أمور الدنيا الزائلة التافهة . بل كيف يتثاقل متثاقل عن هذه الفريضة المباركة وهي لا تجب في العمر سوى مرة واحدة قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : " الحج مرة فمن زاد فهو تطوع " ، بل كيف يتراخى ويسوف ويقول أحج العام أو بعد العام و هو لا يدري لعله لا يستطيع الوصول إليه بعد عامه .

كم من إنسان مات قبل أن يحج ؟! كم من إنسان كان قادراً وهو الآن يُحجُ عنه يتمنى أن يدرك تلك الرحاب الطاهرة , يتمنى أن يكون مع تلك الجموع في يوم عرفة يوم العتق والمباهاة الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي الملائكة : ماذا أراد هؤلاء " [رواه مسلم ] .

فلما يؤخر بعض الناس الحج ويسوفون؟! روى سعيد بن منصور في سننه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : { لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار فينظروا كُلَ من كان له جِدَةٌ ولم يحج فليضربوا عليهم الجزية ماهم بمسلمين ماهم بمسلمين } .

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ومازال بيت الله العتيق من تلك اللحظة أثراً خالداً وبناءً شامخاً , ورمزاً للحنيفية السمحة , يطاولُ الزمان شامخَ البنيان ثابتَ الأركان في منعة من الله وأمان يقوم بقيامه ركن من أركان الإسلام تتعاقب الأجيال على حجه و يتنافس المسلمون على بلوغ رحابه والعيش في أمنه وأمانه وتوافر خيراته وأرزاقه : ( ليشهدوا منافع لهم..) .

عباد الله : إن الحج أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام قال تعالى: ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين).
وقال أبو هريرة رضي الله عنه خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أيها الناس إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا " فقال : رجلٌ : أكل عامٍ يا رسول الله ؟ فسكت , حتى قالها ثلاثاً , فقال : " لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ... الحديثَ [ رواه مسلم ] .

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الإسلام فقال : " أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , وتقيم الصلاة , وتؤتي الزكاة , وتصوم رمضان , وتحج البيت إذا استطعت إليه سبيلا " [ رواه مسلم ] .
ففريضة الحج ثابتة بالكتاب والسنة واجماع الأمة إجماعا ًقطعياً , فمن أنكر فريضة الحج فقد كفر , ومن أقر بها وتركها تهاوناً فهو على خطر...

فإن الحج تلك الشعيرة العظيمة من شعائر ديننا العظيم، فرض فرضه الله على عباده إلى بيته العتيق مرة؛ في العمر لقوله عندما سئل عن الإسلام فقال ((أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إذا استطعت إليه سبيلاً))[1]، فمن أنكر فريضة الحج فقد كفر، ومن أقر بها وتركها تهاوناً فهو على خطر، قال عمر بن الخطاب : (لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار فينظروا من كان عنده جِدة فلم يحج، فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين)، وقال علي بن أبي طالب : (استكثروا من الطواف بهذا البيت، قبل أن يحال بينكم وبينه).

إن بيت الله الحرام، هو منارة التوحيد، بناه إمام الموحدين وأمره الله أن يطهر بيته من الرجس والأوثان، إن قدر الله لغالب ألا مكان للوثنية والشرك عند بيته المحرم.

لقد دعا إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل ربهما فقالا: رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا، أرنا مناسكنا، علمنا كيف نعبدك، علمنا كيف نحج، علمنا ماذا نقول، وماذا نفعل، عيِّن لنا المواضع التي نأتيها في الحج: أَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) سورة البقرة:128.

الدعاء للنفس، والدعاء للذرية يعلم الأب، يعلم المسلم مد البصر إلى المستقبل الفسيح في عالم الدعاء ليشمل الذرية، وليس النفس والولد المباشر فقط.

بالحج يعظم شعائر الله هذا المسلم؛ لأنها مواضع وأفعال وأقوال أمر بها الرب أن تؤتى، وأن تقال، وأن تفعل: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِسورة الحـج:32، هذه حرمات لا يقدِّر قدرها كثير من الذين يحجون، فيفسدون ويعصون، وينتهكون الحرمات، وقال تعالى: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِسورة الحـج:30، ذكرها تعالى بعد ذكر أحكام عن الحج: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ، فهذا الإحرام من حرمات الله، وله محظورات يجب تركها تعظيماً لحرمات الله، هذا البيت الحرام، هذه الكعبة، هذا الطواف من حرمات الله، فيتقي ربه، ويغظ بصره، ويجتنب، ويتباعد عما حرم الله تعظيماً لحرمات الله، فتعظيم شعائر الله وحرماته دليل على تقوى القلب: وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِسورة الحـج:32، فكلما عمل الحاج عملاً من المناسك تذكر عظمته تعالى، وهو واقف بمشاعره، وهو يطوف بتلك الأماكن التي أمر الرب بإتيانها.

وللبيت قصة عجيبة، لقد جاء إبراهيم عليه السلام بهاجر وابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعها عند البيت العتيق، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هناك ووضع عندهما ماء وتمراً، ثم انطلق إبراهيم، فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي، الذي ليس فيه أنيس ولا شيء، قالت ذلك مراراً وجعل لا يلتفت إليها فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال نعم، قالت: إذا لا يضيعنا. ثم انطلق إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات رَّبَّنَا إِنَّى أَسْكَنتُ مِن ذُرّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُمْ مّنَ ٱلثَّمَرٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ [إبراهيم:37]، وجعلت أم إسماعيل ترضع ولدها إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نَفِد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا) [الفرقان: 24]. فَاعْتَبِرْ -يَا عَبْدَ اللهِ- بِحَرِّ الدُّنْيَا لِحَرِّ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَحَرِّ نَارِ جَهَنَّمَ (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا العَذَابَ) [النساء: 56].

نَسْأَلُ اللهَ -تَعَالَى- أَنْ يُجِيرَنَا وَوَالِدِينَا وَذُرِّيَّاتِنَا وَأَحْبَابَنَا وَالْمُسْلِمِينَ مِنْهَا، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) [الفرقان: 65-66].

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.

اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وَصَوْمُ التَّطَوُّعِ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ فَضِيلَةٌ، وَقَدْ جَاءَ عَنْ عَدَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ أَنَّهُمْ لَمْ يَأْسَوْا عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا عَلَى خِصَالٍ مِنَ الْعِبَادَةِ، مِنْهَا: ظَمَأُ الْهَوَاجِرِ، وَذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا بِالصِّيَامِ فِي الصَّيْفِ؛ حَيْثُ شِدَّةُ الْحَرِّ، وَطُولُ النَّهَارِ.

وَجَاءَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- الصِّيَامُ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، وَفِي وَصِيَّةِ عُمَرَ لِابْنِهِ عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- جَعَلَ مِنْ خِصَالِ الْإِيمَانِ: الصَّوْمَ فِي شِدَّةِ الصَّيْفِ، وَقِيلَ لِعَابِدَةٍ: إِنَّكِ تَعْمَدِينَ إِلَى أَشَدِّ الْأَيَّامِ حَرًّا فَتَصُومِينَهُ، فَقَالَتْ: إِنَّ السِّعْرَ إِذَا رَخُصَ اشْتَرَاهُ كُلُّ أَحَدٍ.

وَلَا يُشْرَعُ لِمَنْ صَامَ فِي الْحَرِّ أَنْ يَقْصِدَ الشَّمْسَ لِيَزْدَادَ عَطَشُهُ وَمَشَقَّتُهُ؛ لِأَنَّ التَّعَبُّدَ بِتَعْذِيبِ الْجَسَدِ لَيْسَ مِنَ الْإِسْلَامِ فِي شَيْءٍ، لَكِنْ مِنْ لَوَازِمِ الْعِبَادَةِ أَنْ يَكُونَ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَشَقَّةٍ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-، قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: أَبُو إِسْرَائِيلَ، نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلاَ يَقْعُدَ، وَلاَ يَسْتَظِلَّ، وَلاَ يَتَكَلَّمَ، وَيَصُومَ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مُرْهُ فَلْيَتَكَلَّمْ وَلْيَسْتَظِلَّ وَلْيَقْعُدْ، وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: لَا بَأْسَ أَنْ يَبُلَّ ثَوْبًا يَتَبَرَّدُ بِهِ وَيَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ، كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْعَرَجِ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ.

وَالنَّفِيرُ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ مِنْ أَشَدِّ الْجِهَادِ؛ وَلِذَا كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ أَشَدَّ الْغَزَوَاتِ؛ لِأَنَّهَا فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، وَقَطَعُوا طَرِيقًا طَوِيلًا، فَسُمِّيَتْ غَزْوَةَ الْعُسْرَةِ، فَتَخَلَّفَ عَنْهَا الْمُنَافِقُونَ، وَثَبَتَ فِي حَرِّهَا الْمُؤْمِنُونَ (فَرِحَ المُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) [التوبة:81].

وَمِنْ أَعْظَمِ طَاعَاتِ الْحَرِّ الشَّدِيدِ: سَقْيُ الْمَاءِ، سَوَاءً بِحَفْرِ الْآبَارِ فِي الْمَنَاطِقِ الْفَقِيرَةِ الْحَارَّةِ، أَوْ تَسْبِيلِ الْبَرَّادَاتِ فِي الْمَسَاجِدِ وَالْأَسْوَاقِ وَطُرُقِ النَّاسِ، أَوْ تَوْفِيرِ الْمِيَاهِ الْمُعَلَّبَةِ الْبَارِدَةِ، وَلَا سِيَّمَا لِمَنْ يَحْتَاجُونَهُ كَالْعُمَّالِ وَالْمُتَسَوِّقِينَ وَنَحْوِهِمْ؛ فَإِنَّ صَدَقَةَ الْمَاءِ مِنْ أَعْظَمِ الصَّدَقَاتِ؛ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْجَبُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «الْمَاءُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مُرْسَلًا، وَفِي رِوَايَةٍ لِلطَّبَرَانِيِّ أَنَّ سَعْدًا أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَلَمْ تُوصِ أَفَيَنْفَعُهَا أَنْ أَتَصَدَّقَ عَلَيْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَعَلَيْكَ بِالْمَاءِ».

وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: الْمَاءُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ تَرَوْا إِلَى أَهْلِ النَّارِ حِينَ اسْتَغَاثُوا بِأَهْلِ الْجَنَّةِ (أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ المَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) [الأعراف: 50].

قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: سَقْيُ الْمَاءِ مِنْ أَعْظَمِ الْقُرُبَاتِ إِلَى اللهِ -تَعَالَى-، وَقَدْ قَالَ بَعْضُ التَّابِعِينَ: مَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ فَعَلَيْهِ بِسَقْيِ الْمَاءِ، وَإِذَا غُفِرَتْ ذُنُوبُ الَّذِي سَقَى الْكَلْبَ فَمَا ظَنُّكُمْ بِمَنْ سَقَى رَجُلًا مُؤْمِنًا مُوَحِّدًا أَوْ أَحْيَاهُ بِذَلِكَ؟!

وَالْمَاءُ الْمَبْذُولُ فِي الْمَسَاجِدِ وَالطُّرُقِ وَالْأَسْوَاقِ لَا يَتَوَرَّعُ عَنْهُ الْأَغْنِيَاءُ، وَلَا حَرَجَ عَلَيْهِمْ فِي شُرْبِهِ؛ لِأَنَّهُ بَذْلٌ لِلْعَطْشَانِ، وَلَيْسَ لِلْفُقَرَاءِ، بَلِ التَّوَرُّعُ عَنْهُ مَذْمُومٌ.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*الحـر الشـديد عـبر وأحـكام*
*للشـيخ/ إبراهـيـــم الحـقــيل*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الْحَمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْـَدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أَيُّهَا النَّاسُ: أَعْظَمُ مَيزَةٍ تَمَيَّزَ بِهَا الْمُسْلِمُونَ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ وَالْأَدْيَانِ الْأُخْرَى أَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ إِيمَانًا صَحِيحًا، وَأَمَّا غَيْرُهُمْ فَإِمَّا مُنْكِرُونَ لِلْغَيْبِ، وَإِمَّا يُؤْمِنُونَ بِهِ إِيمَانًا مَغْلُوطًا؛ فَلَا يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ بِهِ.

وَمِنْ رَحْمَةِ اللهِ -تَعَالَى- بِعِبَادِهِ، وَحِكْمَتِهِ فِيهِمْ، وَإِقَامَةِ حُجَّتِهِ عَلَيْهِمْ أَنْ جَعَلَ فِي الْعَالَمِ الْمُشَاهَدِ مَا يَدُلُّ عَلَى عَالَمِ الْغَيْبِ، وَجَعَلَ فِي دَارِ الدُّنْيَا دَلَائِلَ عَلَى الْآخِرَةِ؛ فَأَصْحَابُ الْعُقُولِ السَّوِيَّةِ يَسْتَدِلُّونَ بِالْحَاضِرِ عَلَى الْمُسْتَقْبَلِ، وَبِالْمُشَاهَدِ عَلَى الْغَائِبِ، وَيُوقِنُونَ بِهِ.

وَمِمَّا أَخْبَرَنَا اللهُ -تَعَالَى- عَنْهُ مِنْ عَالَمِ الْغَيْبِ: الْجَنَّةُ وَمَا فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ، وَالنَّارُ وَمَا فِيهَا مِنَ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ.

وَإِذَا كَانَتْ دَارُ الْآخِرَةِ لَيْسَ فِيهَا إِلَّا نَعِيمٌ خَالِصٌ لَا تَشُوبُهُ شَائِبَةٌ، أَوْ عَذَابٌ دَائِمٌ لَا يَنْقَطِعُ وَلَا يُخَفَّفُ؛ فَإِنَّ دَارَ الدُّنْيَا مَزِيجٌ مِنَ النَّعِيمِ وَالْعَذَابِ، وَالْإِنْسَانُ فِيهَا يَذُوقُ هَذَا وَذَاكَ، وَلَيْسَ نَعِيمُهَا يَدُومُ، كَمَا أَنَّ عَذَابَهَا لَا يَدُومُ.

وَمَا نَرَاهُ مِنْ نَعِيمِ الدُّنْيَا فِي زَمَانِهِ كَاعْتِدَالِ الْأَجْوَاءِ، وَهُطُولِ الْأَمْطَارِ، وَنَسِيمِ الصَّبَاحِ؛ فَهُوَ مُذَكِّرٌ بِنَعِيمِ الْجَنَّةِ، أَوْ فِي مَكَانِهِ كَالْبِلَادِ الْمُخْضَرَّةِ أَرْضُهَا، الْجَارِيَةِ أَنْهَارُهَا، الْيَانِعَةِ ثِمَارُهَا، الْبَارِدِ صَيْفُهَا، فَهِيَ مُذَكِّرَةٌ بِخُضْرَةِ الْجَنَّةِ وَأَنْهَارِهَا وَثِمَارِهَا وَطِيبِ مَا فِيهَا، أَوْ فِي أَحْوَالٍ كَأَحْوَالِ الشَّخْصِ حِينَ يَسْعَدُ بِنِعَمٍ تَتَجَدَّدُ لَهُ، وَعَافِيَةٍ تُحِيطُ بِهِ، فَهُوَ مُذَكِّرٌ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؛ لِأَنَّهُمْ يَنْعَمُونَ وَلَا يَبْأَسُونَ، وَيَفْرَحُونَ وَلَا يَحْزَنُونَ، وَلَا يَمْرَضُونَ وَلَا يَمُوتُونَ.

وَمَا نَرَاهُ مِنْ أَلَمِ الدُّنْيَا وَعَذَابِهَا فِي زَمَانِهِ كَشِدَّةِ الصَّيْفِ فَهِيَ مُذَكِّرَةٌ بِنَارِ جَهَنَّمَ، وَبِحَرَارَةِ مَوْقِفِ الْقِيَامَةِ. وَشِدَّةُ الشِّتَاءِ مُذَكِّرَةٌ بِعَذَابِ الزَّمْهَرِيرِ، أَوْ فِي مَكَانِهِ؛ فَبَعْضُ الصَّحَارِي قَاحِلَةٌ وَلَا يُطَاقُ حَرُّهَا فِي الصَّيْفِ، وَبَعْضُ الْبِلَادِ بَارِدَةٌ بُرُودَةً تَقْلِبُ الْعَيْشَ عَذَابًا، وَهَذَا كُلُّهُ مُذَكِّرٌ بِحَرِّ النَّارِ وَزَمْهَرِيرِهَا. أَوْ فِي أَحْوَالِ الْإِنْسَانِ كَهَمِّهِ وَغَمِّهِ وَكَرْبِهِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ يُذَكِّرُهُ بِغَمٍّ أَعْظَمَ، وَكَرْبٍ أَشَدَّ، وَهُوَ غَمُّ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَكَرْبُهَا، وَأَهْلُ النَّارِ فِي كَرْبٍ دَائِمٍ، وَغَمٍّ مُتَزَايِدٍ.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

بينما اعترض البعض على ذلك وقالوا : نحن نقتدي به صلى الله عليه وسلم؛ ونفعل ما فعله ؛ فحدث ما حدث من التدافع والوفيات !!

ومنها: جواز الجمع ..
بين طواف الإفاضة والوداع:
فمَن أخَّر طواف الإفاضة، وطافه قبل رجوعه إلى بلده، ولو سعى بعد الطواف، أجزأه عن طواف الوداع، كما تجزئ الفريضة عن تحية المسجد لمَن دخل والإمام يصلي.

ونحن نعلم أنه يجوز تأخير طواف الإفاضة حتى آخر أيام التشريق عند الأئمة الثلاثة؛ ويجوز تأخيره حتى آخر شهر ذي الحجة عند الإمام مالك ؛ لأن شهر ذي الحجة كله عنده من أشهر الحج؛ والله تعالى يقول { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ } ( البقرة: 197) ؛ وأقل الجمع ثلاثة؛ وأشهر الحج عنده : شوال وذو القعدة وذو الحجة ؛ وهذا من باب التيسير والرحمة في الحج .

ومنها : جواز النيابة عن
الغير في أداء فريضة الحج :
ولا سيما إذا كان شيخاً كبيراً مريضاً لا يثبت على الراحلة لما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباسٍ رضي اللهُ عنهما قال: جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، قَالَت: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَهَل يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ ".

ومنها: النيابة في الرمي بحصى صغيرٍ:
فمن تيسير الله عز وجل على عباده ورحمته بهم في الحج أن كان رمي الجمرات بحصى صغير، حتى لا يشق على حامله ولا يؤذى إنسانا بطريق الخطأ ، وجواز النيابة في رمى الجمرات تخفيفا على كبار السن وذوى الأعذار وتخفيفا لمشقة الزحام ؛ ولا يخفى علينا خبر وفاة آلاف الحجيج كل عام بسبب التدافع على رمي الجمرات !!

ومنها: سقوطُ طواف الوداع
عن الحـــائض والنفساء:
فيجب على الحاج إذا فرغ من حجِّه أن يطوف طواف الوداع، ثم يرجع إلى أهله؛ لكن خُفِّف عن الحائض والنفساء، فلا يجب عليهما البقاء في مكة حتى تطهرا ثم تودعان، فعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: " أُمِر الناسُ أن يكون آخرُ عهدهم بالبيت؛ إلا أنه خفف عن الحائض " . (البخاري ومسلم).

عـــباد الله: إن الرسول صلى الله عليه أمر صحابته أن يقتدوا به في مناسك الحج فقال: " خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ " ( مسلم والنسائي).

ولما علم الرسول شدة اقتداء الصحابة به وخاصة في مناسك الحج خشي عليهم الازدحام والتقاتل في أداء المناسك – كما حدث في واقعنا المعاصر - فرفع عنهم الحرج؛ فعن جابر، قال النبي صلى الله عليه وسلم:” قد نحرت هاهنا، ومنى كلها منحر، ووقف بعرفة، فقال: قد وقفت هاهنا، وعرفة كلها موقف، ووقف بالمزدلفة، فقال: قد وقفت هاهنا، والمزدلفة كلها موقف” . ( أبوداود ).

تصورت هذا المشهد من ازدحام الناس عند جبل الرحمة في أرض عرفات وقلت: لو قال النبي صلى الله عليه وسلم: وقفت ها هنا وهذا هو الموقف!! ونحرت ها هنا وهذا هو المنحر!! لتقاتل الناس وهلك الكثير ؛ ولكنه صلى الله عليه وسلم كان رحيما بأمته !! وصدق الله حيث يقول { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } [ الأنبياء : 7 10 ].

على أنه ينبغي على الحاج أن لا يتتبع الرخص في أداء المناسك؛ حتى لا يفوته الغرض الأسمى من فريضة الحج؛ فالضرورة تقدر بقدرها؛ والأجر على قدر المشقة؛ ولا ضرر ولا ضرر ؛ مع مراعاة فقه الأولويات في الحج أولاً وآخراً !!

نسأل الله أن يرزقنا وإياكم حج بيته الحرام وأن يجعل ما قلناه وما سمعناه حجة لنا لا علينا يوم القيامة .

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا بديع السماوات والأرض، يا حي يا قيوم، ارفع الضر عن إخواننا المسلمين في غزة، وسلم أنفسهم وأهليهم وأموالهم وديارهم من اليهود الكافرين.
اللهم ادفع عنهم هذا البلاء الذي لا يدفعه سواك، اللهم إنا لا نستعين بغيرك ولا نرجو إلا إياك في كشف ضرهم وبلواهم ومصابهم،
اللهم إنهم فقراء إليك عاجزون محتاجون إلى دفعك ودفاعك عنهم.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

رابعاً: الأذكار بعد الصلاة:
فقد أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : " أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم فقال وما ذاك؟ قالوا: يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق، ولهم فضول أموالهم يحجون ويعتمرون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة، قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فضل الله يؤته من يشاء."

خامساً: عمرة في رمضـان:
فقد أخرج الإمام مسلم عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار يقال لها أم سنان:"ما منعك أن تكوني حججت معنا؟ قالت: ناضحان كان لأبي فلان - تعنى زوجها - حج هو وابنه على أحدهما، وكان الآخر يسقي عليه غلامنا، قال صلى الله عليه وسلم : فعمرة في رمضان تقضي حجة، أو حجة معى". والناضح: الجمل .

سادساً: بـرُّ الوالـديـن:
فقد أخرج أبو يعلي بسند جيد: " أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه، قال: هل بقي من والديك أحد؟ قال: أمي، قال: قابل الله في برها، فإن فعلت فأنت حاج ومعتمر ومجاهد".

سابعاً: صدق النية مع الله
فعن أبي كبشة الأنماري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنما الدنيا لأربعة نفر : عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل رحمه ويعمل لله فيه بحقه فهذا بأفضل المنازل ، وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية ويقول : لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان فأجرهما سواء ، وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً فهو يتخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعمل فيه بحق فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول : لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان فهو ونيته فوزرهما سواء"( الترمذي وصححه)،

فنية العبد خيرٌ من عمله ، فقد يحج ولا يقبل منه لسوء نيته، وقد لا يحج ويكتب له أجر حجة وعمرة تامتين تامتين لصدق نيته، لذلك جاء أول حديث في البخاري " إنما الأعمال بالنيات ".

فإذا كان الحج قد فاتك فإن أفعال الخير لا تفوتك فتلحق بركب الحجيج ، وما أجمل مقولة أحد السلف: " من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عَرَفَه، ومن عجز عن المبيت بمزدلفة، فليُبيِّت عزمه على طاعة الله وقد قرَّبه وأزلفه ، ومن لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا وقد بلغ المُنى ، ومن لم يصلْ إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت فإنه أقرب إليه من حبل الوريد".

العنصر الثالث: مراعاة فقه
الأولويات والتيسير في الحج

عــباد الله: تعالوا لنقف مع حضراتكم في هذا اللقاء مع عرضٍ لصور الأولويات والتيسير في الحج ؛ والتي يجب مراعاتها في هذا الزمان؛ نظرا لظروف وغلاء المعيشة من ناحية ؛ وازدحام الحجيج في موسم الحج من ناحية أخرى؛ ومن هذه الصور :

قضاء الحوائج أولى من حج النافلة:
فلو حج الشخص واعتمر مرارا وتكرارا، ومن عادته الحج والعمرة كل عام، ففي هذه الحالة لو رجعنا إلى فقه الأولويات لوجدنا أن مساعدة الفقراء والمساكين واليتامي والأرامل وذوي الحاجات أولى من الحج والاعتمار كل عام .

وقد حدد بعض العلماء المعاصرين قصر الحج والعمرة كل خمس سنوات، وبذلك تفعل وزارة الداخلية في حج القرعة، وقد بحثت في هذا الأمر فوجدت حديثاً قدسياً يبين أن المدة ينبغي أن لا تزيد عن خمس سنوات، حتى لا يحرم الأجر والثواب والتمتع بزيارة البلد الحرام، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " قَالَ اللَّهُ : إِنَّ عَبْدًا صَحَّحْتُ لَهُ جِسْمَهُ ، وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ يَمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لا يَفِدُ إِلَيَّ لَمَحْرُومٌ " . [ البيهقي في الشعب وابن حبان في صحيحه ].

وحسبنا أن نذكر هنا بما جاء على لسان الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عندما قال: «يكثر الناس فى آخر الزمان من الحج بلا سبب يهون عليهم السفر ويبسط لهم فى الرزق، فيهوى بأحدهم بعيره بين الرمال والقفار، يضرب فى الأرض وجاره إلى جنبه مأسور لا يواسيه».

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فالمسلمون هذه الأيام يعانون ويلات الأزمات والأمراض ما ظهر منها وما بطن، ولا يجدون من يشد أزرهم ويخفف عنهم آلامهم، فهناك طالب العلم الفقير ذو الحاجة الذي لا يجد من يؤازره والنتيجة الحتمية فشل ذريع لمستقبله.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبةجمعة.بعنــوان.cc*
*فقــه الأولــويـات في الــحـــج ..*
*وكيــف تحــج وأنــت بــين أهـــلك؟*
*للــدكتــور/ خــالــد بـديـــر بـــدوي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبــة.الاولــى.cc*
عناصر الخطبة:
العنصر الأول: فضل الحج
ومكانته في الإســــــلام
العنصر الثاني: أعمال تعدل
أجـــر الحـــج في الجــــــزاء
العنصر الثالث: مراعاة فقه
الأولويات والتيسير في الحج

أمـــا بعـــد:
العنصر الأول: فضل الحج
ومـــكـانته فـــي الإســـــــــلام

عـــباد اللـــه:
لقد أمر الله عز وجل الخليل إبراهيم عليه السلام ببناء البيت ورفع قواعده ودعوة الناس للحج إليه؛ قال تعالى: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (الحج : 27).
يقول الإمام ابن كثير: " قوله: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ } أي: ناد في الناس داعياً لهم إلى الحج إلى هذا البيت الذي أمرناك ببنائه. فَذُكر أنه قال: يا رب، وكيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم؟ فقيل: ناد وعلينا البلاغ. فقام على مقامه، وقيل: على الحجر، وقيل: على الصفا، وقيل: على أبي قُبَيس، وقال: يا أيها الناس، إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه، فيقال: إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمَعَ مَن في الأرحام والأصلاب، وأجابه كل شيء سمعه من حَجَر ومَدَر وشجر، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة: "لبيك اللهم لبيك".(تفسير ابن كثير).
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلَّا لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ حَتَّى تَنْقَطِعَ الْأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا ".( ابن ماجة والترمذي بسند صحيح ).

فانجذاب القلوب والأفئدة إلى هذا البيت كان ببركة دعوة الخليل إبراهيم – عليه السلام- { فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ } " قال ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير: لو قال: "أفئدة الناس" لازدحم عليه فارس والروم واليهود والنصارى والناس كلهم، ولكن قال: { مِنَ النَّاسِ } فاختص به المسلمون" .(تفسير ابن كثير).

أحبتي في الله: إن الحج من أفضل العبادات على الإطلاق؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ؛ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قال : إيمانٌ باللهِ ورسولِه . قِيلَ: ثم ماذا ؟ قال جهادٌ في سبيلِ اللهِ. قِيلَ: ثم ماذا؟ قال: حجٌّ مَبرورٌ ." (متفق عليه).

ويكفي الحج فضلاً أن الحاج يولد من جديد؛ فكما أن المولود يولد على الفطرة لم يرتكب ذنباً أو خطيئةً ؛ فكذلك الحاج !! فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ "(متفق عليه).

فالذي أكرمه بحج بيت الله الحرام قد جمع بين ثوابي الدنيا والآخرة؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ" (متفق عليه).
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ؛ وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ" ( ابن ماجة والنسائي والترمذي وحسنه) ؛ فهو قد جمع بين ثواب الدنيا من الغنى ونفي الفقر والذنوب؛ وبين ثواب الآخرة وهو الجنة؛ وهل هناك أعظم من ذلك في الدنيا والآخرة؟!!

فالحج بذلك يهدم ما كان قبله من المعاصي والذنوب؛ فَعَن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ: لَمَّا جعل اللهُ الإسلامَ في قلبي أتيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقلتُ: يا رسولَ اللهِ ابسُطْ يمينَك لأبايعَك؛ فبسط يدَه فقبضْتُ يدي. فقال: مالك يا عَمرو؟ ! . قال: أردتُ أن أشترطَ . قال : تشترطُ ماذا ؟ قال: أن يُغفَرَ لي . قال : أما علمتَ يا عَمرو ! أنَّ الإسلامَ يهدِمُ ما كان قبلَه ، وأنَّ الهجرةَ تهدِمُ ما كان قبلَها ، وأنَّ الحجّ يهدِمُ ما كان قبلَه ؟ ! .( مسلم)

وقد عد الرسول صلى الله عليه وسلم الحج لوناً من ألوان الجهاد في سبيل الله؛ فعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ أَفَلَا نُجَاهِدُ؟ قَالَ: لَا لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ" (البخاري).

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

@- هذا ما تيسر ذكره ...وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..

اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..

اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين

اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...

اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..

ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ومع هذه الخصاصة.. يؤثرون،.. والإيثار : عندما تعطي شيئًا أنت تحتاجه..
ولن يكون هذا.. إلا بالإيمان الذي يقوي العزيمة.. ويشحذالهمة... ويجعلك تؤثر،...
فكأَنَّ الإيمان.. بديلًا عن طعامهم الذي سيقتاتونه.

هذه المواصفات التي كانت عند الأنصار... جعلتْهم يرتقون إلى مرتبة.. " أنَّ اللهَ وقاهم شُحَّ أنفسهم"..
وجعل الله وصْفَهم هذا... قانونًا يشمل كُلَّ مَن اتَّصَفَ بهذه الصفات العليَّة فقال:
((وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))...
أي: في أي زمان..وفي أي مكان.

إذًا.. هذه هي مواصفات المهاجرين والأنصار..الذين هم خير جيل بعدالأنبياء..
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ))..
..روى البخاري (2652) ، ومسلم (2533).

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللَّهَ اختارَ أصحابي على العالَمينَ سوى النَّبيِّينَ والمرسلينَ،-أي:ولم يكن هذا للانبياءوالرسل من قبلي- واختارَ لي من أصحابي أربعةً يعني: أبا بَكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليًّا - رضي اللَّهُ عنهم - فجعلَهم أصحابي، وقالَ: في أصحابي كلُّهم خيرٌ، واختارَ أمَّتي على الأممِ، واختارَ أمَّتي أربعَ قرونٍ :الأوَّلُ، والثَّاني، والثَّالثُ، والرَّابعُ)).
-حديث( حسن).. أخرجه البزار في الأحكام الشرعية الكبرى...
4 /468، وقال: لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد،... وأخرجه القرطبي في تفسيره وصححه 19 /348،... وعبدالحق الإشبيلي في الأحكام الصغرى 905، أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد،..
والهيثمي في مجمع الزوائد 10 /18 وقال: رجاله ثقات...

-فماذا يكون موقف من جاء بعدهم؟
ونحن من الذين جاؤوا بعدهم.
- قال تعالى وهو يوجِّه مَن جاء بعدهم: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)).. سورة الحشر (10).

{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} المجيءُ نوعان: بمعنى المجيء الزمني،.. فكلُّ مَنْ جاء بعد المهاجرين والأنصار ولو إلى يوم القيامة، كلُّ مَن جاء بعدهم..فإنَّ الله ضَبَطَ علاقتهم مع المهاجرين والأنصار في هذه الآية.
-ومن معاني المجيء بعدهم: أن نتخذ منهم قدوة؛... لأنهم.. أكثر الأجيال معرفة بمنهجية رسول الله صلى الله عليه وسلم..والذي يؤيِّدُ هذا هو قول الله تعالى في سورة التوبة: (( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ.. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ.. وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (100)...
وإذا رضي الله عن شخص فلن يسخط عليه أبدا...

فقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ}..فالاتِّبَاعُ بإحسانٍ.. هي الاقتداء بما كانوا عليه من فِعْلٍ حسَن.
والآية السابقة في سورة الحشر: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ))... هذه الآية.. تحدد العلاقة مع المهاجرين والأنصار.

فما هي هذه العلاقة التي تحددها الآية؟؟

كلُّ مَنْ جاء بعدهم.. ينبغي عليه أن يكون له مواقف منهم:

-الموقف الأول: أن يتخذ منهم قدوة، حتى يدخل في الذين قال الله فيهم: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ}...

-والموقف الثاني: أن يُحسن الظن بهم ويدعو الله بالمغفرة لهم،.. و أن يزيلَ الغِلَّ من قلبه على كلِّ مؤمن...(ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا)سواءً كان المؤمن في زمنه.. أو المؤمنين قبله في كل زمان... حتى يصل إلى زمن المهاجرين والأنصار ومن قبلهم؛ .. وليس التنكر لهم..
ولجهدهم الذين بذلوه في سبيل هذا الدين..
ونحن لانساوي ذرةرمل كانوا
يدوسون عليها بأقدامهم.

.فهم الأصول ونحن الفروع...هم الجذور ونحن الغصون...وهم السلف ونحن الخلف....ومن لم يكن له ماضي لم يكن له حاضر.. ومن لم يكن له حاضر لم يكن له مستقبل...فإن أنكرناهم أنكرنا وجودنا...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فَمِنْ هَذِهِ الأُمُورِ: أَنَّ عَلَى مَنْ نَوَى الْحَجَّ: أَنْ يُلِمَّ بِأَحْكَامِهِ، وَيَتَفَقَّهَ فِي أَرْكَانِهِ وَوَاجِبَاتِهِ، وَيَعْرِفَ مَحْظُ

ورَاتِهِ، وَمَا يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ الْحَاجُّ مِنْ أَخْطَاءٍ، وَذَلِكَ لِيَتَجَنَّبَهَا، وَلِيُؤَدِّيَ النُّسُكَ عَلَى أَكْمَلِ الْوَجْهِ الْمَطْلُوبِ شَرْعاً.

كَمَا يَنْبَغِي لِلْحَاجِّ َأنْ يَتَّخِذَ لِحَجِّهِ نَفَقَةً مِنْ حَلاَلٍ؛ فَلاَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَالُ الَّذِي يَحُجُّ بِهِ مَالاً حَرَاماً، فَالنَّفَقَةُ الْحَلاَلُ شَرْطٌ لِلْحَجِّ الْمَبْرُورِ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ ، فَقَالَ: )

يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ( [المؤمنون:51] وَقَالَ: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ([البقرة:172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

فَكَيْفَ يَسُوغُ أَنْ تَتَوَجَّهَ إِلَى اللهِ وَإِلَى بَيْتِهِ الْحَرَامِ طَالِباً عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَأَنْتَ تَصْطَحِبُ لِذَلِكَ مَالاً تَعْلَمُ أَنَّهُ حَرَامٌ؟! فَأَيُّ حَجٍّ هَذَا؟! وَأَيُّ عِبَادَةٍ هَذِهِ؟! وَقَدْ صَدَقَ مَنْ قَالَ:

إِذَا حَجَجْتَ بِمـَالٍ أَصْلُهُ سُحُتٌ فَمَا حَجَجْتَ وَلَكِنْ حَجَّتِ الْعِيرُ
لاَ يَقْبَـــلُ اللهُ إِلاَّ كُـلَّ طَيِّـبَـــةٍ مَا كُلُّ مَنْ حَجَّ بَيْتَ اللهِ مَبْـرُورُ

كَمَا يَنْبَغِي لِلْحَاجِّ أَنْ تَكُونَ أَعْمَالُهُ خَالِصَةً لِوَجْهِ اللهِ تَعَالَى، لَيْسَ مِنْ وَرَائِهَا رِيَاءٌ وَلاَ سُمْعَةٌ، بَلْ لاَ يَبْتَغِي بِهَا إِلاَّ وَجْهَ اللهِ سُبْحَانَهُ، يَقُولُ سُبْحَانَهُ: ) وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ( [البقرة:196]، وَقَالَ تَعَالَى: ) فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ( [الكهف:110]

وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ» [أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ]، فَالإِخْلاَصُ وَالنِّيَّةُ الصَّادِقَةُ شَرْطٌ لِنَجَاحِ الْعِبَادَةِ وَقَبُولِهَا .

وَشَرْطٌ آخَرُ يَجِبُ تَوَفُّرُهُ فِي كُلِّ عِبَادَةٍ ، وَمِنْهَا الْحَجُّ : وَهُوَ مُتَابَعَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي جمِيعِ أُمُورِ الْحَجِّ ، فَلْيَكُنْ قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : « خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ » .

نُصْبَ عَيْنِ الْحَاجِّ مُنْذُ بِدَايَةِ أَعْمَالِ الْحَجِّ إِلَى نِهَايَتِهَا ؛ حَتَّى يَحْظَى بِقَبُولِ حَجِّهِ .
وَيَنْبَغِي لِلْحَاجِّ أَيْضاً أَنْ يَتَخَلَّقَ بِالْخُلِقُ الْحَسَنِ أَثْنَاءَ حَجِّهِ، وَأَنْ يَتَحَلَّى بِالصَّبْرِ وَالْحِلْمِ وَالْعَفْوِ وَالأَنَاةِ، وَهَذِهِ الأُمُورُ مِنْ أَهَمِّ الأَسْبَابِ لِلْفَوْزِ بِالْحَجِّ الْمَبْرُورِ، يَقُولُ سُبْحَانَهُ: )فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ( [البقرة:197]

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ؛ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ]، وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَطِيبُ الْكَلاَمِ» [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ].

كُلُّ هَذِهِ ـ إِخْوَةَ الإِيمَانِ ـ أُمُوْرٌ يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَيْهَا إِذَا أَرَادَ التَّوَجُّهَ إِلَى تِلْكَ الرِّحَابِ الطَّاهِرَةِ، وَالبِقَاعِ الْمُبَارَكَةِ، إِنْ أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ مِنْهَا بِحَجٍّ مَبْرُورٍ وسَعْيٍ مَشْكُورٍ وَتِجَارَةٍ لَنْ تَبُورَ، أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُعِينَنِي وَإِيَّاكُمْ عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ثُمَّ حُرِّفَتْ مَنَاسِكُهُ، وَضَاعَتْ مَلاَمِحُهُ الَّتِي كَانَتْ عَلَىَ عَهْدِ إِبْرَاهِيْمَ، حَتَّى جَاءَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَعَادَ الْحَجُّ عِبَادَةً إِسْلاَمِيَّةً تَقُومُ عَلَى تَوْحِيدِ اللهِ سُبْحَانَهُ، وَتَبْتَعِدُ عَنْ كُلِّ شِرْكٍ أَوْ وَثَنِيَّةٍ.

عِبَادَ اللهِ :
الْحَجُّ فَرْضُ عَيْنٍ عَلَى كُل مُكَلَّفٍ مُسْتَطِيعٍ فِي الْعُمُرِ مَرَّةً ، وَهُوَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِْسْلاَمِ ، ثَبَتَتْ فَرْضِيَّتُهُ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالإِجْمَاعِ .

أَمَّا الْكِتَابُ : فَقَدْ قَال اللَّهُ تَعَالَى : { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }

فَهَذِهِ الآْيَةُ نَصٌّ فِي إِثْبَاتِ الْفَرْضِيَّةِ ، حَيْثُ عَبَّرَ الْقُرْآنُ بِصِيغَةِ { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ } وَهِيَ صِيغَةُ إِلْزَامٍ وَإِيجَابٍ ، وَذَلِكَ دَلِيل الْفَرْضِيَّةِ ، بَل إِنَّنَا نَجِدُ الْقُرْآنَ يُؤَكِّدُ تِلْكَ الْفَرْضِيَّةَ تَأْكِيدًا قَوِيًّا فِي قَوْله تَعَالَى : { وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } فَإِنَّهُ جَعَل مُقَابِل الْفَرْضِ الْكُفْرَ ، فَأَشْعَرَ بِهَذَا السِّيَاقِ أَنَّ تَرْكَ الْحَجِّ لَيْسَ مِنْ شَأْنِ الْمُسْلِمِ ، وَإِنَّمَا هُوَ شَأْنُ غَيْرِ الْمُسْلِمِ وَأَمَّا السُّنَّةُ فَمِنْهَا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال : (بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ ، وَالْحَجِّ) رواه البخاري ومسلم وَقَدْ عَبَّرَ بِقَوْلِهِ : بُنِيَ الإِسْلاَمُ فَدَل عَلَى أَنَّ الْحَجَّ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ ومبانيه العظام .

وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: « أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا»، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ، حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ»، ثُمَّ قَالَ: «ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ» وَقَدْ وَرَدَتِ الأَحَادِيثُ فِي ذَلِكَ كَثِيرَةً جِدًّا حَتَّى بَلَغَتْ مَبْلِغَ التَّوَاتُرِ الَّذِي يُفِيدُ الْيَقِينَ وَالْعِلْمَ الْقَطْعِيَّ الْيَقِينِيَّ الْجَازِمَ بِثُبُوتِ هَذِهِ الْفَرِيضَةِ.

وَأَمَّا الإِجْمَاعُ : فَقَدْ أَجْمَعَتْ الأُمَّةُ عَلَى وُجُوبِ الْحَجِّ فِي الْعُمُرِ مَرَّةً عَلَى الْمُسْتَطِيعِ ، وَهُوَ مِنَ الأُمُورِ الْمَعْلُومَةِ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ يَكْفُرُ جَاحِدُهُ نقله غيرُ واحد من العلماء
واخْتَلَف العلماءُ فِي وُجُوبِ الْحَجِّ عِنْدَ تَحَقُّقِ الشُّرُوطِ هَل هُوَ عَلَى الْفَوْرِ أَوْ عَلَى التَّرَاخِي ؟ فذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ وَمَالِكٌ وَأَحْمَدُ إِلَى أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْفَوْرِ ، فَمَنْ تَحَقَّقَ فَرْضُ الْحَجِّ عَلَيْهِ فِي عَامٍ فَأَخَّرَهُ يَكُونُ آثِمًا ، وَإِذَا أَدَّاهُ بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ أَدَاءً لاَ قَضَاءً ، وَارْتَفَعَ الإِثْمُ .

وَذَهَبَ الشَّافِعِيُّ إِلَى أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى التَّرَاخِي ، فَلاَ يَأْثَمُ الْمُسْتَطِيعُ بِتَأْخِيرِهِ, وَالتَّأْخِيرُ إِنَّمَا يَجُوزُ بِشَرْطِ الْعَزْمِ عَلَى الْفِعْل فِي الْمُسْتَقْبَل ، فَلَوْ خَشِيَ الْعَجْزَ أَوْ خَشِيَ هَلاَكَ مَالِهِ حَرُمَ التَّأْخِيرُ ، فَإِذَا مَاتَ تَبَيَّنَ أَنَّهُ كَانَ عَاصِيًا مِنْ آخِرِ سَنَوَاتِ الاِسْتِطَاعَةِ.

فَلاَ يَنْبَغِي لِمُسْلِمٍ يَخَافُ اللهَ سُبْحَانَهُ وَيَرْجُو لِقَاءَهُ، لَدَيْهِ الْكِفَايَةُ وَالاِسْتِطَاعَةُ؛ أَنْ يُفَرِّطَ فِي هَذَا الأَمْرِ، أَوْ يُؤَجِّلَهُ دُونَ عُذْرٍ مَقْبُولٍ شَرْعاً.

وكَيْفَ تَطِيبُ نَفْسُ الْمُؤْمِنِ أَنْ يَتْرُكَ الْحَجَّ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَيْهِ بِمَالِهِ وَبَدَنِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ فَرَائِضِ الإِسْلاَمِ وَأَرْكَانِهِ؟! كَيْفَ يَبْخَلُ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ فِي أَدَاءِ هَذِهِ الْفَرِيضَةِ وَهُوَ يُنْفِقُ الْكَثِيرَ مِنْ مَالِهِ فِيمَا تَهْوَاهُ نَفْسُهُ؟! وَكَيْفَ لاَ يَتَحَمَّلُ التَّعَبَ فِي الْحَجِّ وَهُوَ يتعبُ خلفَ حُطامِ الدُنيا أضعافَ ما يتعبُ في الحج؟! وَكَيْفَ يَتَرَاخَى وَيُؤَخِّرُ أَدَاءَهُ وَهُوَ لاَ يَدْرِي لَعَلَّهُ لاَ يَعِيشُ أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ الْوُصُولَ إِلَيْهِ بَعْدَ عَامِهِ؟! فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَج

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

صلَّى الله عليه وسلَّم-: "ما من يومٍ أكثر عتقًا من النار من يوم عرفة"؛ رواه مسلم في صحيحه.

ويَرى الشيطان هذا العَطاءَ الإلهيَّ المنسكب على أهل الموقف، فيصغر شأنُه، ويندَحِر أمرُه، ويَزداد حَقارةً إلى حَقارته.

ولئنْ حازَ الحاجُّ أجرَ المغفرة والرحمة والمباهاة، فإنَّ فضْل الله الوهَّاب على عباده الصائمين الذين لم يحجُّوا قد طاب بإجابة دُعائِهم، وتَكفِير سيِّئاتهم، وستْر عيوبهم يُسأَل النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن صوم يوم عرفة، فيقول: "يُكفِّر السنة الماضية والباقية"؛ رواه مسلمٌ وغيره.

فاتَّقوا الله أيُّها المؤمنون، وأحسِنُوا استِغلالَ هذا اليوم، فما هو إلاَّ ساعات معدودة، ولحظات محدودة، فاغتَنِموها - رحمكم الله- بالتوبة والاستغفار، والذِّكر والقرآن، والتضرُّع والدعاء، حَقِّقوا رَجاءَكم بربِّكم بحسن الظنِّ به، تجرَّدوا إلى ربِّكم بنُفُوسٍ زكيَّة، وقلوبٍ مُخبِتة، ودعاء صادق خالص.

استَغفِروا الرحمن في يوم الرحمة على ما مضى وكان، فإنَّ ربَّكم غفورٌ رحيم، جواد كريم، يستَحي من عباده إذا رفَعُوا إليه أيديهم أنْ يردَّهم صفرًا.

وهو - سبحانه - يحبُّ ندَم التائبين، وتوبة النادِمين، يعفو عن الزلاَّت، ويَغفِر السيِّئات.

حتى ولو كانت تلك الخطيئات مثلَ زبَدِ البحر أو مثل رمل عاج، أو كعدد أيَّام الدنيا - لَمَحاها الرحيم كما يمحو الليلَ النهارُ.
وصلو وسلمو.....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

واب إلا الجنة، وما من ملبّ يلبي إلا لبى ما على يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا.

ومن طاف بالبيت وصلى ركعتين كان كعتق رقبة، ومن طاف بالبيت أسبوعًا -أي سبعة أشواط- لا يضع قدمًا ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه خطيئة، وكتب بها له حسنة، ومسح الحجر الأسود والركن اليماني يحط الخطايا حطًّا؛ أخرج ابن حبان والبيهقي والطبراني وحسنه في صحيح الجامع

وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رجلاً من الأنصار سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عما له من في الحج من الثواب؟! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو سيئة، وأما وقوفك بعرفة فإن الله -عز وجل- ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة
فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثًا غبرًا من كل فج عميق؛ يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني، فكيف لو رأوني؟! فلو كان عليك مثل رمل عالج -أي متراكم- أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوبًا غسلها الله عنك، وأما رميك الجمار فإنه مذخور لك، وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك". الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ما أعظمه من تكريم، وما أجله من ثواب عظيم.

عباد الله فهل يُلامُ في هوى الحرم بعد ذاك أحد، ناهيك عن مواقف الرحمة في عرفات والازدلاف عن المشعر الحرام والتقلُّب في فجاج مِنى والطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمرات، وكل ذلك من مواطن الرحمة وإجابة الدعاء.

رحلة الحج ما أروعها من رحلة، وما أعظمه من منظر، يأخذ الألباب، فهل شممت عبيراً أزكى من غبار المحرمين؟ وهل رأيت لباساً قط أجمل من لباس الحجاج والمعتمرين؟ هل رأيت رؤوساً أعز وأكرم من رؤوس المحلقين والمقصرين؟ وهل مر بك ركبٌ أشرف من ركب الطائفين؟ وهل سمعت نظماً أروع وأعذب من تلبية الملبين، وأنين التائبين، وتأوه الخاشعين، ومناجاة المنكسرين؟

"لبيك اللهم لبيك" لبى بها الأنبياء من قبل، ففي صحيح مسلم عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر في حجه بوادي الأزرق فقال: "أي وادٍ هذا؟" قالوا: هذا وادي الأزرق، قال: "كأني أنظر إلى موسى -عليه الصلاة والسلام- هابطًا من الثنية له جؤار إلى -تعالى- بالتلبية"، ثم أتى على ثنية يقال لها ثنية هرشي فقال: "أي ثنية هذه؟" قالوا: ثنية هرشي، قال: "كأني أنظر إلى يونس بن متى -عليه الصلاة والسلام- على ناقة حمراء جعدة -أي: مكتنزة لحمًا- عليه جبة من صوف، خطام ناقته خُلبة -أي: من الليف- وهو يلبي".
نحجّ لبيت حجّه الرسل قبلنا *** ونشهد نفعًا في الكتاب وعدناه

"لبيك اللهم لبيك" نداء الوحدة الإسلامية يجأر بها الحجيج كلهم؛ عربهم وعجمهم، أبيضهم وأسودهم، رجالاً وركبانًا، صغارًا وكبارًا، وقفوا على صعيد واحد بلباس واحد يدعون ربًا واحدًا، كلهم يلهج بالتلبية.

"لبيك اللهم لبيك" خرج بها الحاج من بيته وأهله، فذكرته رحيله عن الدنيا ليلقى ربًا كريمًا، تجرّد من المخيط ولبس ثوبين أبيضين فتذكّر يوم يُجرّد ثم يلفّ في كفنه، واغتسل وتطيّب فتذكر يوم يغسل ويطيب، فما أشبه الحال بالحال.

تفيض نفس الحاج بهذه المشاعر الإيمانية الحساسة، يختلط بالناس ويزاحمهم، فيذكر زحام المحشر، لا أنساب ولا أحساب ولا لغات، الكلّ يجأر بشكواه وينادي: رباه رباه. ينصرف من عرفه فيذكر المنصرف من الحساب، فريق في الجنة وفريق في السعير. يذكر بالحر حر جهنم، وبالشمسِ يوم تدنو الشمس من الخلائق قدر ميل فيلجمهم العرق.

مشاعر إيمانية صادقة تمتلك قلب الحاج، فتفيض عَبَراته وتتلعثم عِباراته، يريد النجاة وقد أقبل على الكريم أهل التقوى وأهل المغفرة.

عن ابن المبارك قال: جئت سفيان الثوري عشيةَ عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه وعيناه تهملان فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.

"لبيك اللهم لبيك" لطالما سمعناها من الحجيج، ولكن أجمل من تردادها على أفواههم تردادها على أفواه أناس يبعثون يوم القيامة ملبين، يقوم الناس من قبورهم فزعين ويقومون هم يلبون: لبيك اللهم لبيك، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: بينما رجل واقف بعرفة إذ وقع عن راحلته فوقصته فمات، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبه، ولا تطيبوه ولا تخمروا رأسه ولا وجهه؛ فإنه يبعث يوم القيامة ملبيًا" متفق عليه.

فلا إله إلا الله، ما أعزها من ميتة، وما أشرفه من قدوم، أن يقدم على الله يوم القيامة ملبيًا.

كان الحافظ البرزالي إذا قرأ حديث ابن عباس هذا بكى ورقّ قلبه، فأكرمه الله بأن توفي وهو محرم في طريقه إلى الحج، رحمة الله عليه.

خرجت امراءة من خراسان فلما دخلت الحرم جعلت تقول : أين بيت ربي ؟ أين بيت ربي ؟ فقيل لها : الآن تأتين بيت ربك ، فلما دخلت المسجد قيل لها : هذا بيت ربك : فاستندت إلى البيت فوضعت خدها على البيت ، فما زالت تبكي حتى ماتت » أخبار مكة للفكهاني 1/244

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وروىَ عن علي رضي الله عنه أنه قال : { من قدر على الحج فتركه فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً } وثبت عن عمر رضي الله عنه أنه قال : ( ليمت يهودياً أو نصرانياً ، قالها ثلاثاً ، رجل مات ولم يحج وجد لذلك سعة وخليت سبيله) قال ابن حجر رواه البيهقي بإسناد صحيح .
فالحج واجب على الفور لا على التراخي على الصحيح من أقول أهل العلم قال عليه الصلاة والسلام : " تعجلوا إلى الحج ، يعني الفريضة ، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له "
[ رواه أحمد وحسنه الألباني في إرواء الغليل وصحيح الجامع] .
اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه وسؤء .
وأقم الصلاة .

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فقامت على الصفا ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا، فلم تر أحداً ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحداً فلم تر أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات، فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت: صه، ثم تسمعت فسمعت أيضاً، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه بيدها، فشربت وأرضعت، فقال لها الملك: ((لا تخافوا الضيعة، فإن هذا البيت يبنيه هذا الغلام وأبوه)) رواه البخاري[2].

ويبني الخليل وابنه البيت، وأمر الله خليله إبراهيم عليه السلام بأن يؤذن في الناس بالحج قال تعالى: وَأَذّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ [الحج:27]. فقال إبراهيم: يا رب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذ إليهم؟ فقال: ناد وعلينا البلاغ، فقام على مقامه، هل الحج اسم لمكان معين؟ وقيل: على الصفا، وقيل على أبي قبيس. وقال: يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه، فيقال: إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأجابه كل شيء سمعه من حجر وقدر وشجر، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة، لبيك اللهم لبيك.

وقد حث النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه على الحج ورغب فيه، وأنه يهدم ما قبله من سيئ العمل، فعن عمرو بن العاص قال: لما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت رسول الله فقلت: ابسط يدك فلأبايعك، فبسط، فقبضت يدي، فقال: ((مالك يا عمرو))؟ قلت: أشترط، قال ((تشترط ماذا))، قلت: أن يغفر لي، قال: ((أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله))[3].

فالحاج الذي لم يرفث ولم يفسق يخرج طاهرا نقيا من الذنوب صغيرها وكبيرها.

قال : ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه))[4]، وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله : ((تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة)) رواه أحمد وصححه الألباني[5].

وللحاج دعوة مستجابة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي قال: ((الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم))[6].

الحاج في حفظ الله تعالى، قال : ((ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج إلى المسجد من مساجد الله، ورجل خرج غازياً في سبيل الله، ورجل خرج حاجاً))[7].

ومما جاء في فضل الحج وأنه منفاة للذنوب، حديث ابن عمر قال: قال رسول الله : ((أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك، يكتب الله بها لك حسنة، ويمحو عنك بها سيئة وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي، جاءوني شعثاً غبراً من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي ولم يروني فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوباً غسلها الله عنك، وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك، وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك)) رواه الطبراني وحسنه الألباني[8].

إن في هذه الأحاديث دعوة ونداء إلى المبادرة بالحج، وغسل النفس من ذنوبها، فإن العبد لا يعلم متى موعد رحيله من هذه الدنيا، والحج أيام معدودات، من استطاع أن يلبي فيها نداء ربه ثم لم يفعل فهو المحروم، إن الحج إلى بيت الله الحرام وأجره وفضله، يحرك الساكن، ويهيج المشاعر والقلوب التي تطمع في مغفرة علام الغيوب.

فيجب عليك - أخي المسلم- المبادرة والإسراع إلى أداء هذه الفريضة العظيمة ولا يقعدنك الشيطان، ولا يأخذنك التسويف، ولا تلهينك الأماني.. واسأل نفسك: إلى متى وأنت تؤخر الحج إلى العام القادم؟ ومن يعلم أين أنت العام القادم أفوق التراب أم تحته؟! وتأمل في حال الأجداد كيف كانوا يحجون على أقدامهم وهم يسيرون شهورا وليالي ليصلوا إلى البيت العتيق؟!
والآن ولله الحمد والمنة تيسرت السبل وأمنت وتطورت وسائل النقل وتوفرت !!

الحج والعمرة واجبان * في العمر مرة بلا توانِ
بشرط إسلام كذا حرية * عقل بلوغ قدره جليـه

الحج فضائل ونوائل , ومثوبات و مكارم في الدين والدنيا , والأولى والأخرى فحج بيت الله عز وجل باب رحب لحط الأوزار قال عمرو بن العاص رضي الله عنه : فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله : أبسط يمينك فلأبايعك ، فبسط يمينه فقبضت يدي !! قال مالك يا عمرو قال : قلت : أردت أن اشترط قال : تشترط بماذا ؟! قلت: أن يغفر لي !! قال : ( أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله, وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها أن الحج يهدم ماكان قبله ... ) [ رواه البخاري ومسلم ].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*"الحـج رحـلة إيمـانـية "*
*للشيخ/ محمـد الخراشي .*
إمام بأوقاف الاسكندرية .
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

عناصر الخطبة
1/ فضل الحج
2/خصائص شعيرة الحج .
3/ الحج المبرور جزاؤه الجنة .

*الخطبة الأولي :-*
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد: أيها المؤمنونَ عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، ومراقبته في السر والعلانية، فإن مراقبته -جل وعلا- هي خير زاد يبلغ إلى رضوان الله، يقول الله تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) [البقرة:197].

عباد الله : في هذه الأيام تتوجه القلوب وترنو الأبصار وتتأجج الأشواق ويزداد الحنين، إلى البيت العتيق والمشاعر المقدسة إلى عرفة والمزدلفة , ومنى والملتزم والحطيم وزمزم , إنها المشاعر التي حركت المشاعر فنطق وجدان الشاعر:

أشواقنا نحو الحجـاز تطلعـت * كحنين مغترب إلى الأوطـان
إن الطيور وإن قصصت جناحها * تسمو بفطرتها إلى الطيـران

وقال الآخر:
يا راحلين إلـى منـى بقيـادي * هيجتمُ يوم الرحيل فـؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتي * الشوق أقلقني وصوت الحادي

إنها الأرض المقدسة والبلد الأمين التي من أجلها تفطرت أكباد وسالت دموع وضحى المحبون بأهلهم وولدهم ورباعهم , شطت بهم الديار وتناءت بهم الأقطار ومع ذلك جاؤوا يقطعون الفيافي والقفار, طلباً لرضا الغفار ليؤدوا فريضة من فرائض الله تعالى.

وأعظم الثواب من الله ثوابُ وجزاءُ أركان الإسلام الخمسة.. شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام، وبقيةُ أعمال الإسلام والإيمان تابعةٌ لهذه الأركان، فإذا سلمت للعبد أركان الإسلام فقد سلم له دينه، وكل ركنٍ من هذه الأركان له أركان وواجبات، وشروط ومستحبات؛ فالحج عبادة عظيمة جمعت أعمال القلوب وأعمال البدن، وعبادة الله بالنفقة.

وجاء في فضلها ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيومَ ولدته أمه"، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة" رواه مسلم.

وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: (العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) بل لقد عدَّه صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال حينما سئل: (أي العمل أفضل؟ فقال: إيمانٌ بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور) ومن عظيم رحمة الرب الكريم بعباده أن فرض الحج على العباد مرة واحدة، وما زاد فهو قربة وتطوع، ولم يجعل فرض الحج دائماً في كل عام، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أيها الناس! قد فرض الله عليكم الحج، فحجوا، فقال رجل -وفي رواية: أنه الأقرع بن حابس-: أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو قلت: نعم، لوجبت ولما استطعتم، الحج مرة، فمن زاد فهو تطوع) رواه أحمد والنسائي

فبادروا بالحج وتعجلوا يا من لم تقضوا فرضكم، ومن حج وابتغى التقرب في الزيادة، فليجتهد في حسن الأداء, والبشارة له بعد ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد، والحج المبرور ليس له ثوابٌ إلا الجنة)

أَيُ لحظةٍ تلكَ , اللحظةُ التاريخيةُ المحفورة في عمق الزمن , المسطورة في صفحة التاريخ , إنها اللحظة التي جاءت لتؤكد جلال الموقف وحرمة الزمن وعظمة المكان وتؤسس ركن الحج إلى قيام الساعة, يوم أن قال الله جل وعلا لخليله إبراهيم : ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) .

يا إبراهيم ناد في الناس داعيأً إياهم إلى حج البيت الذي أمرتك ببنائه
قال : يا رب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم !!
فقال : ناد وعلينا البلاغ , فقام على مقام إبراهيم وقيل على الحجر , وقيل على الصفا , وقيل على جبل أبي قُبَيس , وقال يا أيها الناسُ إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه ..
فيقال إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض , وأسمع مَنْ في الأرحام والأصلاب, وأجابهُ كُلُ شئٍ من حجرٍ ومدرٍ وشجرٍ, ومَنْ كتب الله أن يحج إلى يوم القيامة : لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد لله والنعمة لك والملك لاشريك ...
[ قال ابن كثير رحمه الله : هذا مضمون ماروى عن ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف أهـ ] .

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

سُئِلَ الْإِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ -تَعَالَى- عَنِ الْمَاءِ الَّذِي يُسْقَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ وَالْأَسْوَاقِ، أَتَرَى الْأَغْنِيَاءَ أَنْ يَجْتَنِبُوا شُرْبَهُ؟ قَالَ: «لَا؛ وَلَكِنْ يَشْرَبُونَ أَحَبُّ إِلَيَّ؛ إِنَّمَا جُعِلَ لِلْعَطْشَانِ».

وَلَا حَرَجَ فِي تَصْفِيَةِ الْمَاءِ وَتَحْلِيَتِهِ وَتَبْرِيدِهِ وَهُوَ مِنَ التَّرَفُّهِ الْمَشْرُوعِ، وَشُرْبُ الْمَاءِ الْحَارِّ أَوِ الْمَالِحِ أَوِ الْكَدِرِ مِنْ بَابِ الزُّهْدِ، وَأَخْذُ النَّفَسِ بِالشِّدَّةِ كَمَا يَفْعَلُهُ الْمُتَصَوِّفَةُ غُلُوٌّ مَذْمُومٌ؛ وَكَانَ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الْحُلْوُ الْبَارِدُ.

نَسْأَلُ اللهَ -تَعَالَى- أَنْ يُعَلِّمَنَا مَا يَنْفَعُنَا، وَأَنْ يَرْزُقَنَا الْعَمَلَ بِمَا عَلِمْنَا، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِمْ وَاقْتَفَى أَثَرَهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَحَبَاكُمْ؛ فَإِنَّ الشُّكْرَ مَعَ الْإِيمَانِ مَانِعَانِ لِلْعَذَابِ (مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللهُ شَاكِرًا عَلِيمًا) [النساء: 147].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَ اللهُ -تَعَالَى- بِهَا عَلَى عِبَادِهِ فِي هَذَا الزَّمَنِ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ وَسَائِلِ التَّبْرِيدِ فِي بُيُوتِهِمْ وَمَكَاتِبِهِمْ وَسَيَّارَاتِهِمْ، فَلَا يَشْعُرُونَ مَعَهَا بِالصَّيْفِ، وَلَا يَشْتَكُونَ الْحَرَّ إِلَّا فِي أَوْقَاتٍ قَلِيلَةٍ جِدًّا هِيَ أَوْقَاتُ مَشْيِهِمْ مِنْ بُيُوتِهِمْ إِلَى مَسَاجِدِهِمْ، وَمِنْ سَيَّارَاتِهِمْ إِلَى مَكَاتِبِهِمْ، وَلَوْلَا مَا أَنْعَمَ اللهُ -تَعَالَى- عَلَيْهِمْ بِهِ مِنْ وَسَائِلِ التَّبْرِيدِ لَكَدَّرَ الْحَرُّ عَيْشَهُمْ، وَمَنَعَ نَوْمَهُمْ، وَأَرْهَقَ أَجْسَادَهُمْ، وَيَتَذَكَّرُونَ ذَلِكَ لَوْ طُفِئَتِ الْكَهْرَبَاءُ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، وَيَعْرِفُونَ قَدْرَ هَذِهِ النِّعَمِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يَنْسَوْنَهَا، وَيَغْفُلُونَ عَنْ شُكْرِهَا.

وَمِنْ شُكْرِ اللهِ -تَعَالَى- عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ: رَحْمَةُ مَنْ يَعْمَلُونَ فِي الْهَاجِرَةِ، وَيَتَعَرَّضُونَ أَكْثَرَ نَهَارِهِمْ لِلشَّمْسِ الْحَارِقَةِ، وَمُوَاسَاتُهُمْ، وَتَلَمُّسُ مَا يُخَفِّفُ ذَلِكَ عَنْهُمْ.

وَمِنْ أَحْسَنِ الْأَنْظِمَةِ الصَّادِرَةِ الَّتِي يَجِبُ تَفْعِيلُهَا وَالِالْتِزَامُ بِهَا: مَنْعُ تَشْغِيلِ الْعُمَّالِ فِي الْأَعْمَالِ الْمَكْشُوفَةِ مِنْ وَقْتِ الزَّوَالِ إِلَى الثَّالِثَةِ عَصْرًا، وَقْتَ اشْتِدَادِ الصَّيْفِ؛ لِأَنَّ فِي تَعَرُّضِهِمْ لِلشَّمْسِ ضَرَرًا كَبِيرًا عَلَيْهِمْ. فَوَاجِبٌ عَلَى مَنْ لَدَيْهِ عَمَالَةٌ تَخُصُّهُ أَوْ يُدِيرُهَا فِي شَرِكَةٍ أَوْ مُؤَسَّسَةٍ أَنْ يُرَاعِيَ ذَلِكَ، وَأَنْ يَتَّقِيَ اللهَ -تَعَالَى- فِي هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاءِ الَّذِينَ اضْطَرَّتْهُمُ الْحَاجَةُ إِلَى الْعَمَلِ فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَأَنْ يُخَفِّفَ عَنْهُمْ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، بِسَقْيِهِمْ، وَتَظْلِيلِ أَمَاكِنِ عَمَلِهِمْ، وَتَقْلِيلِ سَاعَاتِ تَعَرُّضِهِمْ لِلشَّمْسِ الَّتِي قَدْ تُهْلِكُ الْوَاحِدَ مِنْهُمْ، وَهُوَ مُنْهَمِكٌ فِي عَمَلِهِ لَا يَشْعُرُ بِنَفْسِهِ.

وَلْنَعْتَبِرْ -عِبَادَ اللهِ- فِي رُجُوعِنَا مِنَ الْجُمُعَةِ وَقْتَ اشْتِدَادِ الْحَرِّ، وَكَثْرَةِ الْعَرَقِ، وَشِدَّةِ الزِّحَامِ، بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ فَإِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يُذَكِّرُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَكَانَ بَعْضُ الصَّالِحِينَ إِذَا رَجَعَ مِنَ الْجُمُعَةِ فِي حَرِّ الظَّهِيرَةِ يَذْكُرُ انْصِرَافَ النَّاسِ مِنْ مَوْقِفِ الْحِسَابِ إِلَى الْجَنَّةِ أَوْ النَّارِ؛ فَإِنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَلَا يَنْتَصِفُ ذَلِكَ النَّهَارُ حَتَّى يُقِيلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ، قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، وَتَلَا قَوْلَهُ -تَعَالَى-: (أَصْحَابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

إِنَّ مَنْ لَا يَعْتَبِرُ بِأَحْوَالِ دُنْيَاهُ لِأُخْرَاهُ، وَلَا يَأْخُذُ الْعِظَةَ وَالْعِبْرَةَ مِمَّا يَمُرُّ بِهِ فَهُوَ مِنَ الْغَافِلِينَ، نَعُوذُ بِاللهِ -تَعَالَى- مِنَ الْغَفْلَةِ، وَقَدْ كَانَ سَلَفُنَا الصَّالِحُ يَعْتَبِرُونَ بِأَحْوَالِ الدُّنْيَا مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ أَوْ شِدَّةِ الْبَرْدِ أَوْ حُصُولِ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ، فَيَتَذَكَّرُونَ مَا يَقَعُ فِي الْآخِرَةِ مِمَّا هُوَ أَشَدُّ مِمَّا مَرَّ بِهِمْ، فَيَدْفَعُهُمْ ذَلِكَ لِمَزِيدِ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ.

فَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا دَخَلَ حَمَّامَ الْبُخَارِ لِلتَّنَظُّفِ وَالِاسْتِرْخَاءِ ذَكَّرَهُ مَا يَرَاهُ فِيهِ مِنْ كَثْرَةِ الْبُخَارِ وَشِدَّةِ الْحَرَارَةِ بِحَرَارَةِ النَّارِ، جَاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: نِعْمَ الْبَيْتُ الْحَمَّامُ؛ يُذْهِبُ الدَّرَنَ وَيُذَكِّرُ النَّارَ!

وَبِنَاءً عَلَيْهِ ذَكَرَ الْفُقَهَاءُ مِنْ آدَابِ دُخُولِ حَمَّامَاتِ الْبُخَارِ: أَنْ يَتَذَكَّرَ بِحَرِّهَا حَرَّ النَّارِ، وَيَسْتَعِيذَ بِاللهِ -تَعَالَى- مِنْ حَرِّهَا وَيَسْأَلُهُ الْجَنَّةَ.

وَلَمَّا زُفَّتْ مُعَاذَةُ العَدَويةُ إِلَى صِلَةَ بْنِ أَشْيَمَ أَدْخَلَهُ ابْنُ أَخِيهِ الْحَمَّامَ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ بَيْتَ الْعَرُوسِ; بَيْتًا مُطَيَّبًا، فَقَامَ يُصَلِّي، فَقَامَتْ تُصَلِّي مَعَهُ، فَلَمْ يَزَالَا يُصَلِّيَانِ حَتَّى بَرَقَ الصُّبْحُ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْ عَمِّ، أَهْدَيْتُ إِلَيْكَ ابْنَةَ عَمِّكَ اللَّيْلَةَ، فَقُمْتَ تُصَلِّي وَتَرَكْتَهَا. قَالَ: إِنَّكَ أَدَخَلْتَنِي بَيْتًا أَوَّلَ النَّهَارِ أَذْكَرْتَنِي بِهِ النَّارَ، وَأَدْخَلْتَنِي بَيْتًا آخِرَ النَّهَارِ أَذْكَرْتَنِي بِهِ الْجَنَّةَ، فَلَمْ تَزَلْ فِكْرَتِي فِيهِمَا حَتَّى أَصْبَحْتُ. فالْبَيْتُ الَّذِي أَذْكَرَهُ بِهِ النَّارَ هُوَ الْحَمَّامُ، وَالْبَيْتُ الَّذِي أَذْكَرَهُ بِهِ الْجَنَّةَ هُوَ بَيْتُ الْعَرُوسِ. وَصَبَّ بَعْضُ الصَّالِحِينَ عَلَى رَأْسِهِ مَاءً مِنَ الْحَمَّامِ فَوَجَدَهُ شَدِيدَ الْحَرَارَةِ، فَبَكَى، وَقَالَ: ذَكَرْتُ قَوْلَهُ -تَعَالَى-: (يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ) [الحج: 19].

فَكُلُّ مَا فِي الدُّنْيَا يَدُلُّ عَلَى خَالِقِهِ –سُبْحَانَهُ- وَيُذَكِّرُ بِهِ، وَيَدُلُّ عَلَى صِفَاتِهِ؛ فَمَا فِيهَا مِنْ نَعِيمٍ وَرَاحَةٍ يَدُلُّ عَلَى كَرَمِهِ وَفَضْلِهِ وَإِحْسَانِهِ وَجُودِهِ وَلُطْفِهِ، وَمَا فِيهَا مِنْ نِقْمَةٍ وَشِدَّةٍ وَعَذَابٍ يَدُلُّ عَلَى شِدَّةِ بَأْسِهِ وَبَطْشِهِ وَقَهْرِهِ وَانْتِقَامِهِ، وَاخْتِلَافُ أَحْوَالِ الدُّنْيَا مِنْ حَرٍّ وَبَرْدٍ وَلَيْلٍ وَنَهَارٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى انْقِضَائِهَا وَزَوَالِهَا.

وَكَمَا أَنَّ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ عِبَرًا وَعِظَاتٍ فَكَذَلِكَ لَهَا فِقْهٌ وَأَحْكَامٌ:

وَمِنْ أَحْكَامِهَا: الْإِبْرَادُ بِصَلَاةِ الظُّهْرِ، وَهُوَ تَأْخِيرُهَا عَنْ أَوَّلِ وَقْتِهَا حَتَّى تَنْكَسِرَ شِدَّةُ الْحَرِّ، وَيَصِيرَ لِلْحِيطَانِ ظِلٌّ، فَيَمْشِيَ فِيهِ قَاصِدُ الْمَسْجِدِ، وَلَا يَمْشِي فِي الشَّمْسِ، وَحُجَّةُ ذَلِكَ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَأَرَادَ المُؤَذِّنُ أَنْ يُؤَذِّنَ لِلظُّهْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَبْرِدْ» ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ، فَقَالَ لَهُ: «أَبْرِدْ» حَتَّى رَأَيْنَا فَيْءَ التُّلُولِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

وَمِنْ فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ فِي الصَّيْفِ: الْمَشْيُ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَاحْتِمَالُ شِدَّةِ الْحَرِّ فِي ذَلِكَ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: كَانَ رَجُلٌ لَا أَعْلَمُ رَجُلًا أَبْعَدَ مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ، وَكَانَ لَا تُخْطِئُهُ صَلَاةٌ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: لَوْ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الظَّلْمَاءِ، وَفِي الرَّمْضَاءِ، قَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «قَدْ جَمَعَ اللهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللهم ارحم موتاهم، واشف مرضاهم وجرحاهم، واربط على قلوبهم صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً فلا يقولوا إلا ما يرضيك، ولا يفعلوا إلا ما تحب.
اللهم اجبر مصيبة من أصيب منهم بشيء في بدنه أو أهله أو ماله، وتفضل عليه بالخلف العاجل، والخير المدرار.
اللهم قاتل اليهود الذين يؤذون عبادك المسلمين في غزة، اللهم خالف بين كلمتهم، وألق الرعب في قلوبهم، وأنزل عليهم رجزك وعذابك إله الحق.
اللهم رد كيدهم وغلهم وحقدهم إلى نحورهم وبلادهم، واجعل أسلحتهم مهلكة لهم، واجعل تخطيطهم عليهم، ومزق صفوفهم، ونكل بهم، وشردهم في الأرض.
اللهم من أمدهم بسلاح أو مال أو تدريب أو تخطيط فألحقه بهم في الهلاك والنكال.
اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين إلى ما تحب وترضى، وخذ بأيديهم إلى الخير والرشد، وأعنهم وقوهم على نصرة إخوانهم المسلمين في غزة، بكل ما يرضيك، ويقر أعين المؤمنين، ويكبت نفوس الكافرين والشانئين، إنك يا ربنا سميع مجيب.
اللهمّ إنا نعوذُ بكَ من جَهد البلاء، ودَرَكِ الشَّقاء، وسوءِ القضاء، وشماتَةِ الأعداء..
اللهمّ إنا نسألك خَشْيَتَك في الغيب والشهادة.

اللهم، إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا يا ربنا من الراشدين!

اللهم لا تؤاخذنا بالتقصير، واعفو عنا الكثير، وتقبل منا اليسير، إنك يا مولانا! نعم المولى ونعم النصير

اغفر لنا ولوالدينا، ووالد والدينا، ولكل من له حق علينا

اللهمّ لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا همّاً إلا فرّجْته، ولا دَيناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا عقيماً إلا ذرية صالحةً رزقته، ولا ولداً عاقّاً إلا هديته وأصلحته يا ربَّ العالمين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين ،

اللهم إن حاجاتنا لايكفيها إلا كرمك ،
وشدتنا لايزيلها إلا لطفك,وأمانينا لايحققها إلا قدرك، فاقض اللهم حاجاتنا، واشف مرضانا وعاف مبتلانا ، وارفع اللهم الغمة عنا وعن بلادنا ،
وحقق لنا امانينا ، واغفر لنا ولوالدينا وارحمهم رحمة الأبرار ياعزيز ياغفار ، انك علي كل شي قدير ،

عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
والحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وهناك المساكين والفقراء الذين تعرفهم بسيماهم وهم لا يسألون الناس إلحافاً ولا يجدون من يسد جوعتهم ويستر عورتهم، وتجاهلهم يعنى فتح الطريق أمامهم إلى عالم الجريمة والرذيلة، وهناك من المسلمين مستضعفون قابضون على دينهم مدافعون عن الأرض والعرض والمقدسات، لا يجدون من يمد إليهم يد المعونة والنصرة ولو بالطعام والشراب، وإن كنا مأمورين بالقتال معهم جنباً إلى جنب لا سيما وقد دخل العدو ديار المسلمين، وهناك أرامل الشهداء وأبناؤهم، مات عائلهم ومن كان ينفق عليهم ولم يعد لهم في هذه الحياة يد حانية تمسح عنهم آهات الدهر وآلامه، فكل هؤلاء أولى عند الله عز وجل من تكرار الحج والعمرة بلا داع، اللهم إلا محاولة إشباع عاطفة لا محيص من وصفها بالأنانية المفرطة، والإغراق في حب الذات.

وها هى تلك الحقيقة يرسيها جلية هذا المتصوف الزاهد «بشر بن الحارث» عندما جاءه رجل وقال له: يا أبا نصر إني أردت الحج وجئتك أستوصيك فأوصنى. فقال له: كم أعددت من نفقة الحج؟ قال: ألفى درهم. فقال له: هل تريد الحج تزهداً أم اشتياقاً إلى البيت أم ابتغاء مرضاة الله؟ قال: والله ابتغاء مرضاة الله. فقال له: هل أدلك على ما تحقق به مرضاة ربك وأنت في بلدك وبين عشيرتك، تعطى هذه الدراهم عشرة أنفس: فقيراً ترمم فقره، ويتيماً تقضى حاجته، ومديناً تقضى عنه دينه، ومعيلا تخفف عنه أعباء عياله، ولو أعطيتها واحدًا لتسد بها حاجته فهو أفضل.

وهل هناك أسمى من أن يطعم المسلم جائعاً أو يداوى مريضاً أو يأوى مشرداً أو يكفل يتيماً أو يقضى حاجة أرملة، خاصة إن كان كل هؤلاء من المدافعين عن المقدسات والأوطان. وصدق الله تعالى حيث يقول: « أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ» «التوبة:19».

إن العمل الأكثر نفعاً مفضلٌ على غيره، وعلى قدر نفعه للآخرين يكون فضله وأجره عند الله - تعالى -.فعَنْ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلاً، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ، وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلَئِنْ أَمْشِي مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ شَهْرًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلأَ اللهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثَبِّتَهَا لَهُ ثَبَّتَ اللهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ "." الطبراني بسند حسن".

وهناك قصة أخرى ذكرها ابن كثير في البداية والنهاية يقول:" خرج عبد الله بن المبارك مرة إلى الحج فاجتاز ببعض البلاد فمات طائر معهم فأمر بإلقائه على مزبلة هناك، وسار أصحابه أمامه وتخلف هو وراءهم، فلما مر بالمزبلة إذا جارية قد خرجت من دار قريبة منها فأخذت ذلك الطائر الميت ثم لفته ثم أسرعت به إلى الدار، فجاء فسألها عن أمرها وأخذها الميتة، فقالت أنا وأخي هنا ليس لنا شئ إلا هذا الإزار، وليس لنا قوت إلا ما يلقى على هذه المزبلة، وقد حلت لنا الميتة منذ أيام، وكان أبونا له مال فظلم وأخذ ماله وقتل. فأمر ابن المبارك برد الأحمال وقال لوكيله: كم معك من النفقة ؟ قال: ألف دينار. فقال: عد منها عشرين دينارا تكفينا إلى بلادنا وأعطها الباقي؛ فهذا أفضل من حجنا في هذا العام، ثم رجع."
ومع ذلك قد كتب الله له أجر الحج كاملاً - وهو في بيته – فالأعمال بالنيات، فكم من أناس في بيوتهم كتب لهم أجر الحج كاملا دون نقصان، وكم من أناس حجوا مرات عديدة رياء وسمعة لا يتقبل الله منهم.

ومنها: جواز تقديم بعض
أعمال يوم النحر على بعض:
فنحن نعلم أن رمي الجمرات يكون في صبيحة يوم العيد وبعد النفرة من المزدلفة؛ وكم نسمع في كل عام عن عدد كبير من الوفيات والشهداء جراء التدافع والتزاحم على رمي الجمرات؛ وخاصة أن الجميع يرمي في وقت واحد!!!
ومن يسر الإسلام ورحمته بالحجاج أنه يجوز لك أن تبدأ بأحد أعمال يوم النحر الخمسة ( الرمي – الذبح – الحلق – الطواف – السعي ) .

ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ما سئل عن شئ قدم أو أخر في هذا اليوم إلا قال : " افعل ولا حرج "

ومن هذا المنطلق حينما كنا في بعثة الحج أرشدنا الحجاج أن ينفروا من مزدلفة إلى الحرم فيبدؤوا بالطواف والسعي ثم الذهاب إلى بقية مناسك اليوم ؛ وفعلاً ذهبنا مع الحجيج وقمنا بالطواف والسعي وانتهينا مع طلوع الشمس ثم أخذنا قسطا من الراحة ثم أكملنا المناسك في يسر ورحمة وطمأنينة بدون مشقة .

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

لذلك كانت عائشة رضي الله عنها لا تتركه منذ أن علمت أنه جهاد؛ فَعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَلَا نَغْزُو وَنُجَاهِدُ مَعَكُمْ؟ فَقَالَ:" لَكِنَّ أَحْسَنَ الْجِهَادِ وَأَجْمَلَهُ الْحَجُّ حَجٌّ مَبْرُورٌ" فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَا أَدَعُ الْحَجَّ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (البخاري).

عـــباد الله: إن للحج فضائل كثيرة؛ وأن من لم يحج بيت الله الحرام مع القدرة عليه فقد حرم خيراً كثيراً ؛ فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أنَّ الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: " قال اللهُ: إنَّ عبدًا صحَّحْتُ له جسمَه ووسَّعْتُ عليه في المعيشةِ يمضي عليه خمسةُ أعوامٍ لا يفِدُ إليَّ لَمحرومٌ " (البيهقي وابن حبان بسند صحيح).

هذه بعض الأحاديث التي وردت في فضل الحج عامة؛ وهناك أحاديث أخرى كثيرة في فضل مناسك الحج وأعماله لا حصر لها؛ كالأحاديث في فضل التلبية والطواف والذبح والرمي ويوم عرفة والأضحية وغيرها؛ ويكفي القلادة ما أحاط بالعنق.

أحبتي في الله: كل هذه الفضائل جعلت الحج من أفضل العبادات؛ يقول الإمام أبو حنيفة – رحمه الله-: جعلت أفاضل بين العبادات؛ كلما تتبعت عبادة وجدت لها أفضلية؛ فأقول: هي الأفضل؛ فلما تتبعت الحج وجدته أفضلهم لاشتماله على جميع العبادات كلها.أ.ه

لأنك حينما تتكلم عن فضل الصلاة تتكلم عنها منفردة؛ وكذلك الصيام؛ والزكاة؛ أما الحج فهو موسم تجتمع فيه العبادات كلها؛ وبذلك اجتمعت فيه فضائل العبادات كلها؛ وهذا لا يتأتى في عبادة غير الحج.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري:" والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة؛ لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتَّى ذلك في غيرها."

وهذه الفضائل والهبات والعطايا والمنح العظيمة تجعل الإنسان دائم الشوق إلى الحج :
إليك إلهي قد أتيتُ ملبياً
فبارك إلهي حجتي ودعائيا
قصدتك مضطراً وجئتك باكياً
وحاشاك ربي أن ترد بكائيا
كفاني فخراً أنني لك عابد
فيا فرحتي إن صرتُ عبداً مواليا
أتيتُ بلا زاد وجودك مطمعي
وما خاب من يهفو لجودك ساعيا
إليك إلهي قد حضرتُ مُؤمّلاً
خلاصَ فؤادي من ذنوبي ملبياً

أحبتي في الله:
أرى قلوبكم وأفئدتكم تحركت شوقاً وحنيناً تجاه البيت الحرام؛ ولكنكم لا تستطيعون!! وذالك لحسب ظروفنا وغلاأ معيشتنا وتدهور اوظاعنا ..

إنني في هذا المكان ومن فوق هذا المنبر؛ وفي هذه الساعة؛ أبشركم بأعمالٍ تعدل أجر الحج في الثواب؛ إذا فعلت منها عملاً واحداً فقد حججت بيت الله الحرام؛ وهذا ما سنعرفه في الخطبة الثانية إن شاء الله تعالى.

العنصر الثاني:
أعمال تعدل أجر الحج في الجزاء

أحبتي في الله:
إنني أزف إليكم بشرى لمن تقطع قلبه وذرفت عيناه شوقاً لبيت الله الحرام لكن يعجز عن ذلك .

واعلموا أن من رحمة الله - تبارك وتعالي - بعباده أن جعل من حالت دونه السبل عن الحج لعذر شريكاً لمن ذهب في الأجر، بل شرع الله لنا أعمالاً تعدل أجر الحج والعمرة ، لكن لا تغنيه هذه الأعمال عن حج الفريضة إذا بلغ حد الاستطاعة .

وهذه الأعمال لا تكلفك تأشيرةً ولا مالاً ولا سفراً، وقد جمعتها لكم مدعمة بالأدلة الصحيحة الصريحة من القرآن والسنة وتتمثل فيما يلي:-

أولاً: المكث في المسجد بعد صلاة الفجر حتى الشروق ثم صلاة ركعتين.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" ( أخرجه الترمذي بسند صحيح )

ثانياً: حضور صلاة الجماعة والمشي إلى صلاة التطوع:
فقد أخرج الإمام أحمد بسند حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مشي إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهى كحجة، ومن مشي إلى صـلاة تطوع فهي كعمرة نافلة . وفي رواية : ومن مشى إلى سبحة الضحى كان له كأجر المعتمر "ـ(صحيح الجامع)

ثالثاً: حضور مجالس العلم في المساجد:
فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ:"مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُرِيدُ إِلا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حِجَّتُهُ". (أخرجه الطبراني بسند صحيح)، فضلاً عن السكينة والرحمة والمغفرة، فقد أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده"

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فلقدبذلوا جهدا كبيرا...في سبيل هذا الدين...بامتثاله وحفظه.. ونشره.. والدعوة إليه..
...حيث سهروا الليالي وسافر وا في الصحاري والقفار....وحافظوا عليه من التحريف والتبديل.. والزيادة والنقصان...حتى وصل إلينا غضاطريا...فرضي الله عن المهاجرين والأنصار ...وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين...

-قال الله وهو أصدق القائلين:

((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ))..

-بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم..

وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيمَ لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

-الخطبة الثانية👇

الحمد لله وحده..والصلاة
والسلام على من لا نبي بعده .

أمابعد:

أيها الأحبة:
*الإسلام لا يُغالبُ جندُه*

*‏حاصـروا غزة.. حدّ الخنق، وقاتلوها قتال تمني الاجتثاث ..والاستئصال.. وذهاب الريح !!!*
*وبعد 20 شهراً جاءوا يفاوضونها مفاوضة الاعتراف.. بشرعيتها، وصلابتها، ووجودها، وثِقل أقدامها.*
*يقرون مذعنين أنّ الأفكار لا تجابه بالحديد؛ ...وأنّ الإيمان لا يؤثر فيه إجلاب باطلٍ مَريد،.. وأنّ الإسلام لا يُغالبُ جندُه،.. ولا تُكسر رايتُه،.. ولا تُهزم عزمتُه،.. وهو وإنْ حورب وأثخنته الجراح.. لكنه لا ولن يموت.. حتى يُظهره الله على كل ملة ونحلة أرضية.. بأيدي أولياء الله وجنده في ميادين العزّ.*
*﴿هُوَ الَّذي أَرسَلَ رَسولَهُ بِالهُدى وَدينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكونَ﴾ [التوبة: 33]*

*سيمضي أولياء الله لقدرهم.. بالتمكين والعلوّ في الأرض ولو كره المجرمون، ...سنة الله الماضية في الدعوات ولن تجد لسنة الله تبديلا.*
*قل للذين يرقبون سقوط دعوتنا.. ويلكم...متى رفعت للجهاد رايةٌ لتُهزم القهقرى.. ويحكم.*
*إنّا على وعد النصر نرقب زمانه ..نصول ونجول.*
*وإنّا بالغو زمانه.. ولو كُسّرت النصولُ على النصول.*
*قال الله الحكيم العزيز: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغلِبَنَّ أَنا وَرُسُلي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزيزٌ﴾ [المجادلة: 21]*...

صحابة النَّبيِّ ﷺ بيننا!

‏لا أعتقدُ أنَّ أحداً منّا لم يتساءل بينه وبين نفسه، ولو مرَّةً واحدةً على الأقل، وهو يقرأُ عن بطولاتِ الصّحابة: أهؤلاء بشرٌ مثلنا؟!

‏ثمَّ جاءتْ غزَّة وأزالتْ عنَّا في أقل من عامين دهشةً عمرها أكثر من ألفٍ وأربعمئة سنة! وأخبرتنا أنَّ السِرَّ كلّه في الإيمان، هذا الشيءُ العجيب الذي إذا استقرَّ في القلبِ، وامتلأتْ به الرُّوح صار النَّاسُ لا يُشبهون بقيَّة النَّاس! كان الصَّحابةُ بشرٌ، وبطولاتهم حقيقيّة، ولكنّ الاستغراب منّا منبعه أنّ قلوبنا لا تُشبه قلوبهم! وإننا اليوم نتساءل بذات الدَّهشة القديمة: أحقًّا أهل غزَّة بشرٌ مثلنا؟!

‏نحن لم نرَ بلالاً حين كان يُردِّدها في وجه أُميّة: أحدٌ، أحدٌ!
ولكننا رأينا أهل غزَّة يرددونها صباح مساء، بألفِ صيغةٍ وصيغة!

‏نحن لم نرَ سُميّة وهي تبصقُ في وجه أبي جهلٍ، تُمرِّغَ كبرياءه أمام النّاس،... ولكننا رأينا أمهّات غزَّة يحملنَ جثث أولادهُنَّ دون أن تنزل من أعينهنَّ دمعة يشمتُ بها الصّهاينة،.. ويُردِّدنَ: فداء للأقصى...يارب خذ من دمنا حتى ترضى..

‏نحن لم نرَ أنسَ بن النّضرِ يوم أُحدٍ وفيه أكثر من سبعين ضربة، يجود بآخر أنفاسه موصياً: لا عُذر لكم إن خُلِصَ إلى رسول الله ﷺ وفيكم عينٌ تَطرِف!... ولكننا رأينا الشّهيد السّاجد،.. من إمامة المسجد إلى ميدان القتال، إلى الجنّة! ان شاءالله.

‏نحن لم نرَ عكرمة يطلبُ البيعة على الموتِ يوم اليرموك،.. ولا رأينا البراء بن مالكٍ يطلبُ أن يُلقى من فوق السُّور يوم اليمامة،... ولكننا رأينا مجاهدي الكتائب وهم يهجمون على دبابة الميركافا ويُلصقون عليها عُبوّة شواظ!

‏نحن لم نرَ سالم مولى أبي حُذيفة يوم اليمامة وهو يحملُ اللواء ويقول: بئس حامل القرآن أنا إذا أُوتيتم من قِبَلي! ولكننا رأينا بأس كتيبة الحُفّاظ تبثُّ صور أقدامها وتحتها رؤوس جنود الاحتلال!

‏نحن لم نرَ أبا دُجانة يتبخترُ في مشيته، ولكننا رأينا أبا عُبيدة واقفاً بعزَّة المؤمن وهو يقول: قصف تلِّ أبيب أهون علينا من شربة الماء!

‏نحن رأينا شيئاً قليلاً من البأس والشجاعة والصّبر والتسليم والوجع، وكثير من هذا لم نره، هناك حكايا ستُروى لاحقاً، ستخبرنا غزَّة أن فيها أشباه الصّحابة، وستخبرنا بما هو أهمّ، ستخبرنا أن الصّحابة كانوا كما قرأنا عنهم حقّاً وأنهم قابلون للتكرار، وويلٌ لهذا العالم منّا إذا نهضنا!

ويسألونك متى هو.. قل عسى أن يكون قريبا.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

كلمة " يبتغون " هنا من أفعال القلوب،..فلا أقول لك ابتَغِ بيدك، أو برجلك، أو بكلامك؛ ... لأن الابتغاء.. فعلٌ قلبي، ..فهؤلاء المهاجرون، ما هو مقصدهم؟؟ ما هي نيَّتُهم عندما هجروا الدار والمال والوطن؟
هل كانوا فقراء في مكة، ووجدوا المدينة بلاد رفاهية وسَعة في العيش والرزق، ولأجل ذلك هاجروا؟

لا، ليس ذلك، بل قال الله عنهم وعن مقصدهم: {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} ... فالمقصد الوحيد لهم هو أنْ يتفضَّل الله عليهم ويرضى عنهم.

ولسان حالهم:

يا ربِّ رِضَاكَ خير من الدنيا وما فيها
يا مالكَ النَّفسِ قَاصِيهَا ودَانِيهَا

فليْسَ للنَّفْسِ آمَالٌ تُحَقِّقُهَا
سوى رِضَاكَ فذا أشْهَى أَمَانِيهَا

- فَليتَصَوَّرْ كل واحد منا.. أنه هَاجَرْ من بلده وأحبابه ومَاله.. مِنْ أجل أنْ يحْصُلَ على رضا الله ؛ ربه وخالقه ومالك أمرِه.
،
_وليس له أيُّ غرضٍ دُنيوي، ولا مصلحةٍ نفسية؛.. لأنه لو كان لهم مصلحةٌ نفسية أو غَرَضٌ دُنيوي، فليسوا من المهاجرين إلى الله ورسوله؛... لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيَّن لهم وللجميع بقوله: (( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى)).

ثم قسَّم الهجرة هجرتين فقال: «فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ، وَ رَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ».... هؤلاء يدخلون تحت قول الله عز وجل: { يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}، .

ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((«وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ {ينكحها}يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»)).

أي: لو كانت هجرتُه من أجل رزقٍ يبتغيه أو امرأةٍ يحبها يجتمع بها في المدينة فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ. والحديث رواه البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

فهذه هي النفسية التي كانت عند المهاجرين،... جعلتْهم يرتفعون إلى مرتبة...يقول الله عنهم:
((وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)).

-حيث تبيَّنَ أنَّ هَدَفَهم الوحيد... هو رضا الله عنهم، ونُصْرَةُ اللهِ ورسوله.

وأمَّا النفسية التي كانت عند الأنصار... فقد وصفهم الله بالإيمان.. والمحبة.. وسلامة القلوب.. والكرم والإيثار،... قال الله تعالى في حقهم:
((وَالَّذِينَ تبوؤوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ))

فهم بَذَلُوا دِيارَهم.. ووطنهم.. وأرضهم.. لإخوانهم المهاجرين، قال تعالى:((وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ))...
فهم من استوطنوا الدار.. وَمَنْ هيأوا أنفسهم وديارهم... قبل وصول المهاجرين...والمعنى: أنَّ المهاجر.. لم يصل .. إلا وقد استقبلته قلوب الأنصار قبل أن تستقبلهم البلد ...لأنَّ هذه القلوب.. قد امتلأَتْ بالإيمان،... فهان عليها البذل، وسَهُلَ عليها التضحية.

ثم قال الله عز وجل في حق الأنصار كذلك:((يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ)).
والمحبة عمل قلبي،.. فقد أُخبركَ بأنني أُحبُّكَ.. وأتظاهر بذلك.. مع أنني لا أحبك وأدَّعي أنني أحبُّك،
...ولكنَّ اللهَ.. الذي اطَّلع على قلوب الأنصار.. فوجدها مليئَةً بحبِّ المهاجرين.. فقال:
((يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ)).
وهذه شهادةمن الله لهم..وليست شهادة من البشر..
-ثم إنَّ عليك أنْ تتصوَّر في واقعنا،...فقد يكون هناك تسجيل أسماء..إما في منَظَّمات إغاثة... أو غيرها.. مما يجعلك تأخذ منها بعض المال أو التغذية،... فماذا لو سجلوا اسم جارِك أو صاحبِك
..وأنت لم يسجِّلوا اسمك،.. ووجدْتَّه يستلم المال أو الغذاء أو غيرها،.. وأنتَ لم تحصلْ على شيءٍ من ذلك؟

ما هي المشاعر التي ستَحْمِلُها في قلبك؟

هذه المشاعر ستكون على الأقل مشاعر حقْدٍ وبُغضٍ وكراهة...هذا إنْ لم تُحْدِثْ مشكلة بسبب هذا.

-ولكنْ عليك أن تنظر.. ماذا كانت مشاعر الأنصار.. حين كان يُعطى العطاء لغيرهم .. وهم لم يأخذوا شيئًا،... قال الله تعالى عن ذلك: ((وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا)).
فهذه هي المشاعر التي كانت عند الأنصار،... لا يجدون في صدورهم حاجةً ..يعني: لا حقدًاولاضغينة ولا حسدًا ...

بل وكانت لهم ميزة أعظم من ذلك..... فقال الله عنهم: ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ))..
فهم يؤثرون غيرهم؛ لأنَّ البعض قد يتصوَّر أنَّ الأنصار كانوا في رفاهية وغنًى زائد حتى يعطوا الغير،.. لا..
لم يكونوا كذلك،.. بل كانت تمرُّ بهم مراحل فقر، كما وصفهم الله بقوله:((وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)). والخصاصة: هي الفقر...

Читать полностью…
Subscribe to a channel