الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321
مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }[ سورة النور : 55 ]
المشروط هو النصر والأمن والتمكين في الأرض،والشرط قوله تعالى: {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}
-ومن أسباب النصر ياعباد الله التوكل على الله والاعتماد عليه والثقة به،ولا ينافي ذلك العمل بالأسباب دون الاعتماد عليها،قال تعالى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مخبرا عن توكلهم وصدق اعتمادهم على ربهم: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) }[ سورة آل عمران : 173 إلى 174 ]
وكان سبب نزول هذه الآية أن المشركين أرادوا أن يعيدوا الكرة على المسلمين عقب غزوة أحد فيستأصلوهم فلما بلغ الخبر المسلمين قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، ثم تجهزوا واستعدوا لقتالهم بعد ما أصابهم من القتل والجراحة بل تبعوهم إلى حمراء الأسد متوكلين على الله واثقين بنصره وأنه لن يضيعهم،فخاف المشركون من لقائهم مرة أخرى فسميت بغزوة حمراء الأسد ورجع المسلمون منتصرين بدون قتال لأن المشركين جبنوا عن قتالهم مرة أخرى.
وقال الله عن موسى عليه السلام وقومه : { فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) }[ سورة الشعراء : 61 إلى 66 ]
وقال الله عن هود عليه السلام { قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56) }[ سورة هود : 54 إلى 56 ]
-ومن أسباب انتصار المسلمين على أعدائهم الدعاء والإلحاح على الله به، لاسيما في أوقات الإجابة ،مع العمل بأسباب الإجابة واجتناب موانعها،فإن من أهم أسباب انتصار المسلمين في غزوة بدر لهو الدعاء،ففي تلك الوقعة العظيمة أعز الله بها دينه وأعلى كلمته وأعز الإسلام والمسلمين ،وكسر شوكة المشركين،قال تعالى : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) }[ سورة الأنفال : 9 إلى 10 ]
فقد بات النبي صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ويستنصره حتى أنجز الله له ما وعده،فقد روى الإمام مسلم عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ : " اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ ". فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَال َيَا نَبِيَّ اللَّهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ ؛ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ }، فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلَائِكَةِ.الحديث
للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️
للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️
أيها المؤمنون: إنها لَمصيبة حينما نرى اليوم بعد الذي رأيناه وعايشناه من أحداث دامية، من ينادي -من أبناء جِلدتنا- بأفكار الغرب المستوردة، ومن يزعم -مغترًّا- أن بلادهم بلاد الحرية، والعدل، والإنسانية، والشفافية، ألم يدرك هؤلاء أن ذلك مجرد أوهام وأكاذيب؟!
هل يستطيع هؤلاء أن يواجهونا بهذه الشعارات بعد اليوم؟ كلا، لقد اتضح بجلاءٍ زيفُ شعاراتهم المدنية، وكذب دعواتهم التحضرية، فظهرت واضحةً أحقادهم الدفينة، وبرزت ساطعة عداوتهم القديمة، فانكشف وجه الغرب الحقيقي القبيح المظلم، فها هي تلك الدول التي تدعي السلام، ورعايتها للسلم العالمي، ومحاربتها الإرهاب والتطرف والإجرام، تلك الدول التي تنادي بحقوق الإنسان والحيوان، يَرَون اليهود الغاصبين وهم يقصفون ويعتدون، ويقتلون الشيوخ والأطفال والمرضى والنساء، ويشرِّدون ويشتِّتون مدنًا بأكملها، ويدمِّرون دورَ العبادة، ويستهدفون طواقم الإسعاف، ولا تسألهم تلك الدول عن جريمة ارتكبوها، ولا يوجِّهون إليهم حتى مجرد لوم وشجب وعتاب، على ما أحدثوه من قتل وتدمير وخراب، بل رأينا تلك الدول تتوافد لتأييدهم، وتتسابق لدعمهم وتسليحهم وتأمينهم، ورأيناهم وهم يحجبون الأصوات عن شعوبهم، ويحرِّفون الحقائق بكل وقاحة وسفاقة، ورأيناهم وهم يكيلون بمكيالين، فيدعمون أوكرانيا ضد ما يسمونه الاحتلال الروسي، بينما يدعمون الاحتلال الصهيوني اليهودي ضد الفلسطينيين، ومن لم يستحِ فليصنع ما يشاء.
انظروا -عباد الله- إلى دول العالم اليوم؛ اليهود والنصارى والهندوس والبوذيين، وتأملوا فيهم، أليسوا هم أنفسهم من يصنع الحروب المدمرة، والأوبئة المهلكة، وينشرون الانحلال والإلحاد والفساد؟ من الذي يدعم الصراعات في العالم ويغذِّيها؟! ومن هم دعاة المثلية اللوطية اليوم وحماتها؟! أليسوا هم أنفسهم؟!
فلماذا هذا العداء والاتهام بالإرهاب لا يوجه إلا لمنبع السلام والتوحيد والرحمة، والطهارة والوفاء والفطرة؟ ألَا لعنة الله على الكاذبين الظالمين.
فلا يغتر بهم إلا من أعمى الله بصره وبصيرته، إنهم وإن اختلفوا وتصارعوا فيما بينهم وتطاحنوا، إلا أنهم يد واحدة ورأي واحد، إذا تعلق الأمر بالمسلمين، وأما المسلمون اليوم، فقد تفرقوا واختلفوا، وكلٌّ له رأي، رغم أن ربنا حذرنا من ذلك، فلا نستغرب -والحال كذلك- من حالنا، وضعفنا، وتمكُّن هؤلاء الأراذل منا، فهلَّا راجعنا عباد الله: فنتوب إلى الله جميعًا.
إنه لا عزَّ لنا ولا رفعة ولا نصر ولا تمكين، إلا بالاستقامة على الإسلام والإيمان، ظاهرًا وباطنًا، وترك الحزبيات، والاجتماع على الحق؛ قال الله تعالى: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)[الحج: 40، 41].
وقال جل وعلا: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)[النور: 55].
أيها الصادقون: علينا أن ندرك أن فلسطين الحبيبة، والأقصى المبارك لن يعودا تحت رايات حماسية عاطفية، ولا قومية ولا عربية، ولا رافضية، بل ستعود تحت راية إسلامية صافية، وإيمانية عالية، متلاحمة متآلفة، وبهذا نجزم، وعليه عقيدتنا، المتلقَّاة من الكتاب والسنة؛ في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعًا: “لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلمُ، يا عبدَالله، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغَرْقَدَ؛ فإنه من شجر اليهود”.
إن النصر بلا شكٍّ قادمٌ ولو طال أمد اليهود، إذ العاقبة للمتقين؛ فقد رأينا زمرة من المجاهدين الفلسطينيين، استطاعوا أن يذيقوا اليهود مرارة الانهزام، على الرغم من قلة العتاد، وضعف المساندة والإمداد، ووجود المخالفة فيهم وفي الأمة، فكيف لو أن المسلمين كانوا جميعًا على قلب رجل واحد؟ كيف لو اجتمع المسلمون على الحق، وأعَدُّوا العُدَّة؟ إنها آمال نُعِشَتْ، ستتحقق عما قريب إن شاء الله.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله لَيُمْلِي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْه، ثم قرأ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)[هود: 102]؛ [متفق عليه].
استرداد المسجد الأقصى المبارك، وتحرير فلسطين من نجاسة العدو اليهود، ومن جانب آخر تتقطع أكبادنا مما نراه من مشاهد القتل والدمار والحصار التي يفعلها العدو في إخواننا.
وأقول: -أيها الأحبة- إن الخطب الْمُلْهِبة الحماسية الرنَّانة، لا جدوى منها إن لم تكن واقعًا عمليًّا نطبقه في واقع حياة الأمة، فلن تعدو أن تكون إلهابًا للمشاعر لا ثمرة لها، ونفخًا في الصدور لا فائدة فيها، والمسلم لا يستسلم لعاطفته دون عقله، بل يجمع بينهما، فيدرك الأمور إدراكًا بتصور راشد صحيح، ويضع الخيارات والحلول التي تتوافق مع الكتاب والسنة أولًا، ومع واقع الحال ومقدراته ومعطياته ثانيًا.
إن الاستضعاف والحصار والقتل والتشريد الذي يجري من أعدائنا اليوم ليس هو الأول من نوعه، فكم حدث من ذلك عبر الزمان من قتل وتعذيب وحصار! وفي عهد نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، في بداية رسالته، جرى الاضطهاد من المشركين للنبي -صلى الله عليه وسلم-، والقتل والتعذيب لأصحابه؛ ومع ذلك قال: (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)[النساء: 77].
وفي صحيح البخاري يقول خباب بن الأرت -رضي الله عنه-: “شَكَونا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو متوسِّدٌ بُرْدةً له في ظل الكعبة، قلنا له: ألَا تستنصر لنا؟ ألَا تدعو الله لنا؟”، هل كان -صلى الله عليه وسلم- لا يدعو الله قبل أن يأتوه ويطلبوا منه أن يستنصر لهم ويدعو لهم؟! بل كان يفعل ذلك، لكنه كان يدرك أن لكل شيء عند الله موعدًا، وأن لله حكمة في تأخير النصر.
فعندما وجد عند هؤلاء المستضعفين استبطاءَ النصر، قال لهم: “كان الرجل فيمن قبلكم يُحفَر له في الأرض، فيُجعل فيه، فيُجاء بالْمِنشار فيُوضع على رأسه فيُشَق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه”.
أقسم -صلى الله عليه وسلم- قائلًا: “والله لَيَتِمَنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون”.
فالنصر سيأتي في موعده الذي أراده الله رب العالمين، وما علينا إلا الاستقامة والثبات وأخذ الأسباب، والتوكل والدعاء، والصبر على البلاء، وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه أحمد والحاكم وغيرهما عن أبي بن كعب -رضي الله عنه-، مرفوعًا: “بشِّر هذه الأمة بالتيسير، والسناء والرفعة بالدين، والتمكين في البلاد، والنصر، فمن عمِل منهم بعمل الآخرة للدنيا، فليس له في الآخرة من نصيب”.
إن الله تبارك وتعالى قادر على نصرنا بلا جهاد ولا أخذ بالأسباب؛ كما قال الله سبحانه: (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ)[محمد: 4]، ولكن جعل الله بحكمته للنصر أسبابًا، وأمر المسلمين أن يعملوا بها لينصرهم، فقد جعل الله لكل شيء سببًا: (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)[الأعراف: 128]، وله في ذلك حِكَمٌ ولطائف.
عباد الله: إن في أحداث غزة الأخيرة ابتلاءً عظيمًا، انطوى على دروس للأمة ومواقفَ وعِبَرٍ، وآمال وآلام، وإن علينا جميعا ألَّا نرتجل مواقفنا في مثل هذه الأحداث والنوازل ابتداء، وألَّا ننساق وراء العواطف الجارفة، والآراء السائدة، والتحليلات المتناقضة، بل لا بد أن تنطلق مواقفنا من أدلة الشريعة، ونرجع إلى العلماء الراسخين؛ فالمسلم لا يأخذ مواقفه من المحلليين والإعلاميين أو العاطفيين والحماسيين؛ كما قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)[النساء: 83].
إن التعاطف والتعاون والنصرة للمسلمين من الإيمان الواجب؛ ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-، مرفوعًا: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشُدُّ بعضه بعضًا”، وقد مثَّل النبي -صلى الله عليه وسلم- المؤمنين بالجسد الواحد في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ كما في الصحيحين النعمان بن بشير -رضي الله عنهما-، فالأمة لُحمة واحدة في مواجهة المخاطر والأعداء، وإن من أعظم حقوق المسلم على المسلم الدعاء له، في الصلوات وغيرها من مواطن الدعاء، فتدعو لإخوانك أن يحفظهم ويثبتهم وينصرهم، ويجمعهم على الحق، وأن يُهلِكَ عدوهم، فإذا لم نَدْعُ لإخواننا فأي جسد مريض مقطَّع أصبحنا؟ فأقل حقهم علينا الدعاء لهم وعلى عدوهم، وإنه لَوهن عظيم أن نضَنَّ ونبخل على إخواننا حتى بالدعاء.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، قلوبهم واحدة، موالية لله ولرسوله ولعباده المؤمنين، معادية لأعداء الله ورسوله وأعداء عباده المؤمنين، وقلوبهم الصادقة، وأدعيتهم الصالحة، هي العسكر الذي لا يُغلَب، والجند الذي لا يُخذَل".
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)[آل عمران: 178].
ثم يقول -جل وعلا-: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ * وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ)[آل عمران: 142، 143]، فالجنة سلعة غالية، والنفيس لا بد أن يبذل له الثمن، وثمن الجنة ينال بالجهاد والصبر، لا بالتواني والخَورِ والجزع، فمن أراد الجنة فليبذل ثمنها.
ثم يقول -جل وعلا- يعاتب من فر من الصحابة بعد سماعهم إشاعة مقتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ)[آل عمران: 144، 145]، فالحق لا يرتبط بحياةِ شخصٍ ولا بموته، حتى لو كان هذا الشخصُ هو رسول الأمة، فما بالكم بمن هو دونه؟ فمهما تلقت الأمةُ من الضربات، ومهما فقدت من الخسائر، فإن ذلك ليس مبررا للانسحاب في معركة الحق والباطل، ولا مسوغا للاستسلامِ وإلقاء السلاحِ أمام الأعداء.
ثم بعد ذلك يضرب الله المثل لأناس جاهدوا وصبروا، ومع كل ما أصابهم من الأذى في سبيل الله فإنهم ما خارت قواهم، ولا لانت عزائمهم، ولا ضعفت نفوسهم؛ وبذلك استحقوا النصر في الدنيا، والنعيم في الآخرة، يقول -سبحانه-: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[آل عمران: 146 - 148].
ثم يمضي السياق إلى توجيه آخر يقول الله -سبحانه- فيه: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ)[آل عمران: 149]، فلقد انتهز الكفار والمنافقون واليهود فرصة الهزيمة؛ لتثبيط عزائم الصحابة، وتخويفِهم من السير وراء محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتشكيكِهم في وعد ربهم بالنصر، فيأتي الأمر من الله بالحذر من طاعة الكافرين، وعدم الاستماع لتهويلاتهم وتشكيكاتهم؛ فإنه ما بعد ذلك إلا الانتكاسةُ والخسران.
ثم يؤكد الله وعده بالنصر فيقول: (بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ * سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ)[آل عمران: 150، 151].
وبعد ذلك يبين الله -سبحانه- للصحابة أن الله لم يخلف وعده بنصر من ينصره، ولكن لما تبدلت الغايات، وصارت الدنيا عند البعض هي المراد، حينها تخلف النصر وحلت الهزيمة، يقول -سبحانه-: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ * إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[آل عمران: 152، 153].
ثم يبين الله -سبحانه- حال طائفتين، حال الطائفة المؤمنة التي آمنت بوعد ربها واطمأنت بما يقدر عليها؛ فاستحقت بذلك الأمن وتنزل السكينة، كما قال -سبحانه-: (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ)[آل عمران: 154]، والطائفة الأخرى هم المنافقون والذين في قلوبهم مرض، الذين لم يثبت الإيمان في قلوبهم، ولم يسلموا لقدر ربهم، وظنوا بالله ظن السوء، وحسبوا أن تدبير الأمور، وتقدير الآجال بأيديهم وليست بيد الله، يقول -سبحانه- عنهم: (وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا
اللهمّ أنت إلهُنا، وأنت ملاذُنا، وأنتَ عِياذنا، وعليك اتِّكالنا، اكشِف عنّ إخواننا في غزة كلَّ بلاء، اصرِف عنهم كلَّ ضرّاء، ادفَع عنهم كلَّ بأسَاء، احفَظ منهم الأعراضَ والدّمَاء، اللهمَ إليك نشكو ضعفَهم وهوانَهم على الناس، يا أرحم الراحمين، إلى من تكِلُهم؛ إلى عدوٍّ يتجهَّمهم، أم إلى باغ ملَّكتَه أمرَهم؟
اللهم فارج الكربات ، مغيث اللهفات ، يجيب المضطر إذا دعاه ، ويكشف السوء عن من ناداه ، اللهم نفس كربنهم ، وفرِّج همّهم، واربط على قلوبهم وثبت أقدامهم
اللهم إنك تعلم ما حل بهم، اللهم إنك ترى مكانهم وتسمع كلامهم ، ولا يخفى عليك شيء من أمرهم،
اللهم إنا نشكو إليك أنفساً أزهقت، ودماءً أريقت، ومساجد هدمت، وبيوتاً دمرت، ونساء أيمت، وأطفالا يتمت. اللهم إنهم مظلومون فانصرهم، مظلومون فانصرهم، مظلومون فانصرهم.
اللهم عليك باليهود المعتدين الغاصبين، ومن عاونهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم أهلكم بالسنين، وأخرجهم من المسجد الأقصى أذلة صاغرين، اللهم لا ترفع لهم في الأرض راية، واجعلهم لغيرهم عبرة وآية.
اللهم أسقط طائراتهم ودمر دباباتهم، واقذف الرعب في قلوبهم، وشتت شملهم، وسلط عليهم ما نزل من السماء وما خرج من الأرض، وزلزل الأرض من تحت أقدامهم، وجمد الدماء في عروقهم ،اللهم اشفي بذلك صدورنا وصدور قوم مؤمنين يارب العالمين.
عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
*حــــقــائـق قـــــــرآنيـة*
*في العدوان الصهيوني على غزة*
*للشيخ/ عبدالرحمن اللهيبي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الأولى:*
الحمد لله مذلِ المستكبرين ، وقاهر العتاةوالمتجبرين ، وناصر المؤمنين المستضعفين ، أرسل محمداً بالهدى والحق المبين ، صلى اللهوسلم عليه وعلى آله الطيبين ،وعمن تبعهمبإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بجودكوكرمك يا أكرم الأكرمين ..
أما بعد فاتقوا الله يا مسلمون وكونوا عباد الله إخوانا ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
أيها المسلمون ما زال مسلسل العدوانِ الصهيونيِ على أهنا في غزة مستمر .. أطفالا أبرياء تحت الأنقاض ، القتلى بالآلاف ، والجرحى ينزفون في المنازل والطرقات فيستغيث الرجل منهم فلا يغاث , لم يرحَموا طفلا لضعف قدمِه وأوصالِه، ولا شيخا لأجلِ عيالِه، ولا مسنا لهوانِ حالِه، ولا امرأةً تبكي لعِظم المصاب وأهوالِه.
ووجدتنُي يا مسلمون أمام هذه المشاهد أقف في هيبة وخضوع أمام حقيقة القرآن "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا"
عباد الله : إن من تأمل في آيات القرآن ودلالاته , وتدبر في حِكمه وأسراره , وربطه بما يجري في أحداث الأقصى وملماته.. تفتحت له من المعاني والحكم ما يكون له فرقانا بين الحق والباطل ، وبصيرة فيما حل بالمسلمين من الكوارث والنوازل ، ويقينا وطمأنينة بحسن الخواتيم وجميل العواقب ، ورضا عن الله فيما قدر من البلايا والمصائب وأحداث غزة يا مسلمون ليست بمنأى عن النظر لها من خلال التأمل في القرآن وما فيه من الحقائق ..
فحينما يتناولها المحللون السياسيون من جوانب سياسية ، ويبحثها الإعلاميون لبيان أبعادها المادية ؛ فإننا نحن المسلمون ننظر إليها بنور الله ووحيه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
وإننا لنجد في كتاب الله إجابات واضحة وحقائق ثابتة، بعيدة عن التجاذبات السياسية المتناقضة ، والمعتركات الإعلامية المتقلّبة!
فمن تلكم الحقائق يا مسلمون ما يلي:
الحقيقة القرآنية الأولى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ فلن يجد المؤمن مشقةً في إدراك هذه الحقيقة في تاريخ اليهود المعاصر فقط، فما يفعلونه بالمسلمين ليس نتيجة لاستفزاز عابر ولا ردة فعل لعدوان عاثر.. فإن تاريخهم الغابر منذ مبعث نبينا صلى الله عليه وسلم- كافٍ في بيان شدة عداوتهم للمؤمنين ، وحرصهم على استئصال شأفة المسلمين!
وأما في تاريخيهم المعاصر فإن الاحتلال الصهيوني منذ نشأته قبل خمسة وسبعين عاما لم يتوقف يوما عن ارتكاب الشنائع والمجازر ..
الحقيقة القرآنية الثانية: قال تعالى (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المسْكَنَةُ ...).
فالله قد ضرب على اليهود الذلة والمسكنة أينما ثقفوا، فقد تعرض اليهود للقهر والذلة إلى زمن قريب في العصر الحديث من قِبَل ألمانيا وفرنسا والنمسا وأوروبا الشرقية. واستثنى الله من الذلة الملازمة لهم حالتين كما قال سبحانه:(إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ) وحبل الله تعالى هو عقد الذمة لهم في ظل قيادة المسلمين، وأما المقصود بحبل الناس فهو الدعم والتأييد الذي يكون من الغرب لهم، فما هم فيه من القوة والاستكبار والطغيان في زماننا المعاصر إنما سببه دعم دول الغرب الكافرة ، فمتى ما رُفع عنه الدعم الغربي عادوا لما هم عليه من الذلة والتشرد
والحقيقة القرآنية الثالثة: ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين﴾، فهم كلما عقدوا أسباباً للحروب يكيدون بها الإسلامَ وأهلَه؛ أطفأها الله ورد كيدَهم عليهم، وأحاق مكرهم بهم، وما هذا العدوان الأخير على المسلمين بغزة إلا نموذج واضح تتجلي فيه هذه الحقيقة، فلقد ظن اليهود أن المسلمين في غزة يمكن تهجيرهم وتشريدهم وتخويفهم وإرهابهم، فإذا به يفاجئ العدو بالثبات والصمود ، وإذا بالصهاينة هم الذين إلى دولهم يفرون ويهربون ، وهم من تعطلت مطاراتهم، وتوقفت مصالحهم، وعظمت خسائرهم، وسيطفئ الله نار حربهم وعدوانهم، وسيرجعون ذليلين خائبين
أما الحقيقة القرآنية الرابعة يا مسلمون: ففي قول الله تعالى ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ فالقرآن صريح، والتاريخ شاهد بأن التمكين لا يتحقق في بيئة المترفين، ولا من هم في الشهوات غارقين! بل لا يمكن أن يقوم إلا على أيدي أناس يسترخصون الموت في سبيل الله، ويرغبون فيه كما يرغب عدوُهم الحياة
يا عباد الله يا معاشر المسلمين " اعلمواْ أن التبرج والسفور من صفات أهل النار، من صفات أهل النار عياذاً بالله.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: « صنفان من أهل النار لم أرهما أناس أو رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلان مميلات رؤوسهنَّ كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا»
إن المرأة تحرم من الجنة ونعيمها بسبب تبرجها وسفورها
وفتنتها ولهذا التبرج من كبائر الذنوب ومن المعاصي العظام.
وقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل يا رسول الله ومن يأبى قال من أعطاني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى »
فهل علمت المتبرجة أنها عاصيه لله رب العالمين وأنها قد عصت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن عصى الله والعياذ بالله فهو يعرض نفسه لعقوبة الله وبطش الله وعذاب الله ونار الله ويحرم نفسه من النعيم والجنة والرحمة في الدنيا والآخرة عياذاً بالله.
عباد الله " إن التبرج شر ونفاق، إن التبرج شر ونفاق ولهذا ثبت عن الإمام البيهقي وحسنه الألباني رحمه الله عن أبي أدينة الصدفي رضي الله عنه أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: « خير نساءكم الودود التي تتودد وتتحبب إلى زوجها خير نساءكم الودود الولود التي تكثر الولادة ثم قال المواتية أي الموافقة لأمر زوجها المواتية المواسية أي التي تواسي زوجها عند الفتن وعند الكربات وعند الفقر وعند المصائب المواتية المواسية قال إذا إتقين الله وشر نساءكم المتبرجات المتخيلات أي المتكبرات المعجبات بأنفسهن اللاواتي يفتنّ غيرهنّ بالتبرج والسفور وشر نساءكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات لا يدخلن الجنة إلا مثل الغراب الأعصم والمراد بالغراب الأعصم الذي هو بياض الجناحين وهذا قليل وعزيز في الغربان »
ولهذا روى الإمام أحمد في مسنده عن عمر ابن العاص أنه قال كنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم في حج أو عمرة فقال صلى الله عليه وسلم « هل ترون هذا الشعب قالواْ نعم قال هل ترون شيء فيه قلنا نرى فيها غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من النساء إلا مثل هذا الغراب في الغربان » أرايتم يا عباد الله بل إسمعواْ
روى الإمام أحمد في مسنده عن فضالة ابن عبيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ثلاثة لا تسأل عنهم فيما هم فيه من غاية العذاب ومن مآل العذاب في جهنم في عذاب الله ثلاثة لا تسأل عنهم رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصياً وعبد أو أمة أبق أي هرب على سيده قال فمات والصنف الثالث وامرأة غاب عنها زوجها ق كفاها مؤنة الدنيا أي ما تحتاج من الأكل والشراب والنفقة والمسكن وامرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده فلا تسأل عنهم » أي هؤلاء في عذاب شديد ولا تسأل عنهم يجب على المرأة أن تراقب الله وأن تتوب إلى الله وأن ترتدي الحجاب اتباعاً لله وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا بد أن يكون الحجاب ساتراً لجميع بدن المرأة وأن لا يشبه لباس الكافرات وأن لا يشبه لباس الرجال وأن لا يكون الحجاب زينة في نفسه وأن يكون فظافظاً واسعاً لا يصف أي لا يصف جسم المرأة وأن لا يكون أيضاً الحجاب لباس شهرة هذه شروط الحجاب.
ولهذا روى الإمام أحمد في مسنده عن أسامة ابن زيد رضي الله عنه قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم جبةً كثيفة وهي مما أهداه له دحية الكلبي قال ثم خرج أسامة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أين القبطية التي كسوتك إياها أي لما لم تلبسها قال يا رسول الله لقد كسوتها امرأتي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مرها فلتجعل غلالة تحتها أي ثوباً تحت هذه القبطية فلتجعل غلالة تحتها فأني أخاف أن تصف لأنها شفافه رقيقة أخاف أن تصف عجم عظامها هذا هو الحجاب الديني الإسلامي فأين المستجيبات لأوامر الله؟ وأين المستجيبون لأوامر الله؟ *﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱسْتَجِيبُوا۟ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِۦ وَأَنَّهُۥٓ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾*
اللهم أصلح أحوالنا وأحوال رجالنا وأحوال نسائنا وأحوال مجتمعاتنا.
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك.
اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
اللهم أصلح نسائنا.
اللهم أصلح نسائنا.
اللهم أصلح نسائنا وأبنائنا ومجتمعاتنا وأصلحنا جميعاً يارب العالمين ويا أرحم الراحمين.
🎤
*خطبة مكتوبة بعنوان*
*التبرج والسفور داعية الفجور
*
*للشيخ/ أحمد بن حسن الريمي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبةالأولى:*
إن الحمدلله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا ۞ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*
أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالة في النار..
أيها المسلمون عباد الله " سيكون حديثنا بإذن الله رب العالمين في هذه الجمعة المباركة عن التبرج وخطورته وهذا الموضوع أيها الناس كلنا بحاجة إلى أن نسمع الحديث عنه لإنتشار التبرج والسفور خصوصاً في هذا العصر.
عباد الله " أولاً ماهو التبرج يقول القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره، التبرج هو التكشف والظهور للعيون.
ويقول محمد صديق حسن خان الهندي رحمه الله في كتابه فتح البيان " التبرج هو أن تبدي المرأة من زينتها ومحاسنها وما يجب عليها ستره مما تستدعي به شهوة الرجال، هذا هو التبرج ولقد وردت أدلة كثيرة في كتاب ربنا وفي سنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في حرمة التبرج وما فيه من الأضرار على الرجال والنساء بل وعلى المجتمع كله حتى قال بعض أهل العلم وهو يتحدث عن خطورة التبرخ وظهوره وتفشيه قال: التبرج والسفور داعية الفجور، وكم يفرح أعداء الإسلام إذا تبرجت المرأة.
حتى قال أحد المستشرقين أنزعواْ الحجاب من المرأة المسلمة وغطواْ به القرآن،، إن الحجاب طهارة وعبادة وإن التبرج خبث ونجاسة وذنب ومعصية، لهذا كم في القرآن الكريم من تحذير النساء من التبرج ومن السفور من ذالك يقول ربنا في كتابه الكريم *﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لِّأَزْوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾*
عند الإمام أبي داوود بإسناد صحيح عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: لما نزلت هذه الآية يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهنَّ الغربان من الأكسية تحجبنْ امتثالاً لأمر الله تعالى وامتثالاً لأمر نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ويقول أيضاً ربنا في كتابه الكريم *﴿ وَٱلْقَوَٰعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّٰتِى لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَٰتٍۭ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾*
والقواعد قال مجاهد ابن جبر رحمه الله تعالى القواعد هن التي إنقطع عنهنَّ الحيض ويئسن من الولد وهن العجائز *﴿ وَٱلْقَوَٰعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّٰتِى لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا ﴾* قال الحافظ ابن كثير معنى قوله لا يرجون نكاحاً أي لم يبقى لهن تشوق إلى التزوج فذالك معنى قوله لا يرجون نكاحاً *﴿ فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَٰتٍۭ بِزِينَةٍ ﴾* فإذا كان هذا في حق القواعد أنه يجوز لها أن تضع ثيابها بشرط غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن كيف بالشابات الجميلات.
ويقول أيضاً ربنا جل وعلا في كتابه الكريم وهو يخاطب
نساء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهنّ من هنّ أدباً وحجاباً واحتشاماً وصلاحاً وإيماناً وغيرهنّ أولى وأولى بالتأديب والحجاب قال تبارك وتعالى *﴿ يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِىِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ ۚ إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فِي قَلْبِهِۦ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴾﴿وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَٰهِلِيَّةِ ٱلْأُولَىٰ﴾*
جُلِيبِيبُ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ مِمَّا يَطْلُبُهُ النِّسَاءُ وَيَرْغَبُ فِيهِ النِّسَاءُ،
جَُلِيبِيبُ لَيْسَ لَهُ حَسَبٌ رَفِيعٌ ، وَلَكِنْ ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ اتَّقَاكُمُ انْ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ اتَّقَاكُمْ )يَنْظُرُ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
نَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: الَا تَتَزَوَّجُ يَا جُلَيْبِيبُ ؟
الَا تَتَزَوَّجُ يَا جُلَيْبِيبُ ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ ذَا الَّذِي يُزَوِّجُنِي ؟
لَا مَالَ مَعِي ، وَلَا بَيْتَ لِي ، وَلَيْسَ مَعِي شَيْءٌ مِمَّا يُرِيدُهُ النِّسَاءُ مِمَّا يَطْلُبُهُ النِّسَاءُ ، فَقَالَ: النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- انَا ازْوِجْكَ يَا جُلِيبِيبِ: انَا ازْوُجْكَ يَا جُلَيْبِيبُ ، الشَّأْنُ لَيْسَ بِالْمَالِ، الشَّأْنُ فِي الرِّجَالِ، الشَّأْنُ في الِابْطَالُ انَا ازْوِجْكَ يَا جُلَيْبِيبُ ، وَيَبْعَثُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى بَيْتٌ كَبِيرٌ مِنْ كِبَارِ الْأَنْصَارِ، وَعَظِيمٌ مِنْ عَظِيمِ الْأَنْصَارِ ،
فَلَمَّا جَاءَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- اطْلُبْ إِبْنَتَكَ اطْلُبْ إِبْنَتَكَ ، فَرَحَ الْأَنْصَارِيَّ ، قَالَ: نِعَمًا وَقُرَّةُ عَيْنٍ ، نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْرُمْ بِكَ نَسَبًا وَصِهْرًا ،
قَالَ: لَيْسَتْ لِي ، قَالَ لِمَنْ؟ قَالَ: لِجُلَيْبِيبَ ،
قَالَ: جُلَيْبِيبُ قَالَ نَعَمْ ، جُلَيْبِيبُ لِأَنَّهُ عَظِيمٌ عِنْدَ اللَّهِ ، مَدْفُوعٌ بِالْأَبْوَابِ مَدْفُوعٌ عِنْدَ النَّاسِ، لَا يُبَالِي النَّاسَ بِهِ، لَكِنَّهُ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ،
قَالَ: نَعَمْ لِجُلَيْبِيبِ قَالَ: حَتَّى أَخْبَرَ أُمَّهَا فَانْطَلَقَ إِلَى أُمِّهَا ، وَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- يَطْلُبُ إِبْنَتَنَا ،
قَالَتْ نِعَمْ وَقُرَّةُ عَيْنٍ انْعَمْ وَاكْرِمْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- نَسَبًا وَصِهْرًا ،
قَالَ: لَا ، لَيْسَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَتْ: لِمَنْ ؟ قَالَ: لِجُلَيْبِيبَ ، قَالَتْ : جُلَيْبِيبُ؟ قَالَ: نَعَمْ جُلَيْبِيبُ ،
قَالَتْ لَا وَاللَّهِ ،لَا وَاللَّهِ لَا نُعْطِيهَا جَلَيْبِيبَ، وَقَدْ رَدَدْنَا فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ -ايْ مِنِ اشْرَافِ الْقَوْمِ مِنْ أَعْظَمِ الْقَوْمِ رَدَدْنَاهُمْ- فَلَمَّا ارَادَ الْأَبُ أَنْ يَنْطَلِقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- فَيُخْبِرُهُ الْخَبَرُ تَخْرُجُ الْبِنْتُ مِنْ خِباءهَا، وَتَخْرُجُ الْبِنْتُ مِنْ خِدْرِهَا، يُخْرِجُ الْحَيَاءَ ،وَيُخْرُجُ الْإِيمَانُ، وَيُخْرِجُ الْإِحْسَانَ، وَتخْرِجُ الْعِفَّةَ، وَتَخْرُجُ الطَّهَارَةُ، وَيُخْرِجُ الطَّاعَةَ ،وَيُخْرُجُ الْيَقِينُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ،
قَالَ مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمَا ؟ قَالَتْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَتْ: اتْرُدَانِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- أَمْرُهُ ؟
ادْفَعْاني إِلَيْهِ إدْفَعْانِي إِلَيَّةً ، كَمْ فَرِحَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؟
دَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- دَعَا لَهَا دُعَاءً عَظِيمًا ، كَمْ فَرِحَ جُلَيْبِيبَ ! الَّذِي لَا يَمْلِكُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ ، وَإِذْ بِهِ فِي لَحْظَةٍ مَعَهُ أَجْمَلُ النِّسَاءِ ، تُزِفُّ إِلَيْهِ أَجْمَلُ النِّسَاءِ ، نَسَبًاً، وَصهْرًاً ،وَجَمَالًا ،وَامْوَالًا ،فَلَا إِلَهَ الَا اللَّهُ
أُمَّةُ الْإِسْلَامِ: وَفِي أَيَّامِ الزِّفَافِ يَنْطَلِقُ جِلِيبِيبَ إِلَى ارْضِ الْمَعْرَكَةِ، يَاخِيل اللَّهِ ارْكَبِي، فَيَمُوتُ جُلَيْبِيبُ وَيَسْتَشْهِدُ جُلَيْبِيبُ ، عِنْدَ سَبْعَةٍ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ ، -ايْ فِي جِرَاحِهِ- فَلَمَّا أَنْتَهَتِ الْمَعْرَكَةُ وَإِذْ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَ: مَنْ تَفْقِدُونَ ؟مَنْ تَفْقِدُونَ؟ فَذَاكَ يَقُولُ نَفْقِدُ فُلَانًاً ، وَذَاكَ يَقُولُ نَفْقِدُ فُلَانًاً ، وَذَاكَ يَقُولُ نَفْقِدُ فُلَانًاً ،
وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و الْهُ وَسَلَّمَ- وَلَكِنِّي افْقِدُ جُلَيْبِيبَ ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- مَعَ الصَّحَابَةِ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَقَّدُونَ فَوَجَدَ جُلَيْبِيبُ عِنْدَ سَبْعِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ ، هُوَ
قَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– كما عند الترمذي « إذا أتاكُم من ترضَوْنَ دينَهُ وخلُقَهُ فزوِّجوهُ إلَّا تفعلوا تكنْ فِتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ . »
نحن اليوم في الفساد العريض ، إلا من رحم الله، يوم أن ظلمنا الأبناء ، يوم أن ظلمنا البنات ، يوم أن عضلنا النساء في البيوت ، فرفعت الدعوات إلى السماء ، وأنت لا تشعر ! ، إبنتك تدعو الله عليك، فأنت ظالم ، والظلم ظُلَامَاتِ يومَ القيامةِ .
إنها أمانة ، ومطلوب أن تؤدي الأمانة إلى أهلها ، إنها مسؤولية( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) إنها مسؤولية وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ ، قَالَ: إذا أتاكم مَن ترضَوْنَ دِينَه وخُلُقَه ، أصبح الحلالُ صعباً، والحرامٌ سهلاً ، أصبح لا يسأل عن دينه ، أصبح صاحب القرآن يُرد ، والمصلي يُرد ، والطائِع يُرد ، والمستقيم يُرد ، ويقبل الفاجر، ويُقبل الفاجر من أجل ماله، من أجل دراهمه ،من أجل سياراته ، يُنظر إلى المال، ولا يُنظر إلى الدين ،فضاعت الأمة، وجاءت الأزمات والنكبات ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ،
إذا أتاكم مَن ترضَوْنَ دِينَه ، إسمع أيها الأبُ الكريم الموفق الرحيم ، قبل أن تقف غداً بين يدي اللهِ عريانا ، فتسأل عن الصغير والكبير، إذا أتاكُم من ترضَوْنَ دينَهُ وخلُقَهُ فزوِّجوهُ ، أعينوهم أعينوهم فإن الله في عونهم، أعينوهم فإن الله في عونهم .
جاء عند الترمذي، أن النبي –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– قَالَ: « ثلاثةٌ حقٌّ على اللَّهِ عونُهم» الله أوجب على نفسه عَوْنُهم « ثلاثةٌ حَقٌّ على اللهِ عَوْنُهم: وذكرا منهم ، والنَّاكحُ الَّذي يُريدُ العفافَ .»
والنَّاكحُ الَّذي يُريدُ العفافَ . سيعينك الله من حيث لا تحتسب ، من حيث لا تحتسب، ومَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ،
أين يذهب أَبْناؤنا ؟! عصفت بهم المجلات، وعصفت بهم الشاشات، وعصفت بهم القنوات ، وعصفت بهم العادات السرية، وعصفت بهم الفواحش ، حتى ذهبوا إلى المخدرات ، لأنهم يئسوا من الزواج، يئسوا من الزواج، أصبح الزواج اليوم من المُستحيلات إلا من رحم الله ! فهل من رحمة بأبنائنا ؟ وهل من شفقة في فلذات أكبادنا ؟
والراحمُون يَرحمُهم الرَّحْمَنَ قُلْتَ مَا سَمِعْتُمْ وَاسْتَغْفِرْ اللَّـه لِّي وَلَكُم مِنَ كُلٌّ ذَنبٌ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَيَا فَوْزً المسَتغفَرِين
الْخُطَبَة الثَّانِيَةَ
الْحَمْدُ لِّلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِين وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولٌه الأُمِّيِّن وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِه الغُر الميامين وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا مَزِيداً إِلَى يَوْمٍ الدِّينَ ،
أُمَّةً الْإِسْلَامَ : يَقُولُ رَبُّنَا جلّ وعلاّ :
*﴿ ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ ﴾[الروم : ٤١]*
هَذَا هُوَ الْفَسَادِ العريض تَغَيَّرَتْ أخلاق الشَّبَابَ وأفكار الشَّبَابَ ، يَوْمَ أَنِ وَجَدُوا هَذِهِ المُعضلة أَمَامَ الزَّوَاجَ ، أَلَّا وَهِيَ: غلاءُ المُهور ،غلاءُ المُهور!
أُمَّةً الْإِسْلَامَ : أُمَّ سُليم تَطَلُّبٌ مهرها مِنَ أَبِي طلحة ، أَنِ يُسلم ، قَالَ : وَمَا شأنك بذاك ؟ إِنَّمَا لَكِ الصفراء والبيضاء ، - أي الذهب والفضة - قَالَتْ: لَّا ، لَّا اُرِيدُ سِوَى أَنِ تُسلم مَا أعظمُه مِنَ مهر ، مَا أكرمهُ مَنْ مهر ، نُفوسٌ علت في السَّمَاءَ نُفوسٌ علت فِي السَّمَاءَ وحياتهم سهلة كرِيمة طَيِّبَةٍ .
جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ سَهْلٍ إِبْنِ سَعْدَ ، انْ امْرَأَةٌ جَاءَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ . تَهُبُّ نَفْسُهَا لِلنَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فَلَمَّا كَانَ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- لَيْسَ لَهُ بِهَا حَاجَةٌ ، قَامَ أَحَدُ الصَّحَابَةِ وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّجْنِيهَا زَوِّجْنِيهَا .
فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: وَمَا مَعَكَ ؟ وَمَا مَعَكَ؟
قَالَ : لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ.
فَقَالَ: لَهُ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- اذْهَبْ فَالْتَمِسْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ، الْتَمَسَ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ،
فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَلْتَمِسُ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ لِيَكُونَ مَهْرًاً لَهَا ، مِنْ حَدِيدٍ ،
فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- وَقَالَ: لِمَ اجِدْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ، وَلَا خَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ ، فَعِنْدَهَا نَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (وَمَا ارْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) لَا تَرُدُّوا الصَّالِحِينَ، لَا تَرُدُّوا الْمُصَلِّينَ، لَا تَرُدُّوا الْأَبْرَارَ، فَإِنَّ اللَّهُ يَغَارُ ، فَإِنَّ اللَّهُ
🎤
*خطبة مكتوبة بعنوان*
*الشـبـاب وغلاء المهور
*
*للشيخ/ محمـد الزواعقـي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الاولي*
الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ تعالى وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ العِلي العظيم مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ ربي لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَأصَحْابِهِ وَسَلَّمَ تسليماً كثيراً.
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*
*أَمَّا بَعْدُ:*
فإِنَّ خَيْرَ الْكلام كَلامُ اللهِ, وَخَيْر الْهَدْى, هَدْى مُحَمَّدٍ بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
معاشر المسلمين : في هذا اليوم العظيم المبارك #عيد_الأضحى أعياد المسلمين ، يقولُ رُبنا جَلَّ وَعَلاَ :
*﴿ قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ ﴾[١٠:٥٨] - يونس*
إنها فرحةٌ لا تُصفها الألسُن، ولا الأقلام. فرحةُّ لا توصف بأعياد المسلمين .
ألا - وإن مما يحصل في هذه الأعياد الطيبة المباركة، ومما يكثرُ في أعيادِ المسلمين ، عبادةً كريم، عبادةً عظيمة، عبادةً جليلة ، ألا وهي الزواج -يا عَبْادَ اللهِ- الزواج: الذي هو قربةُّ إلى -اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ-
الزواج: الذي هو مرضاتُّ -للَّهُ جَلَّ وَعَلاَ-
الزواج : الذي أمر -اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ- به ، لما به من المنافع العظيمة ، ففي الزواج إستجابة لأمر -اللَّه جَلَّ وَعَلاَ-
كما قَالَ -اللَّه جَلَّ وَعَلاَ- :*﴿ وَأَنكِحُوا الأَيامى مِنكُم وَالصّالِحينَ مِن عِبادِكُم وَإِمائِكُمٌ ﴾ [٢٤:٣٢] - النور*
فهو إستجابة لأمر الله وإستجابة لأمر رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، يوم قَالَ في الحديث المتفق عليه ،« يا معشرَ الشَّبابِ من استطاعَ منكم الباءَةَ فليتزوَّجْ .» يا معشرَ الشَّبابِ من استطاعَ منكم الباءَةَ فليتزوَّجْ ، أمر من اللّه، وأمر من رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ، فمن تزوج فقد أستجاب لأمر اللّه، ولأمـر رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ.
الزواج: هو سُّنة الأنبياء،
الزواج: هو سُّنة الأنبياء والمرسلين ، كما قَالَ -اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ- : *﴿ وَلَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَجَعَلنا لَهُم أَزواجًا وَذُرِّيَّةً ،وَجَعَلنا لَهُم أَزواجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [١٣:٣٨] - الرعد*
بل كما في الحديث المُتفق عليه يعَضُ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ـ على منبره، ويقولُ:« أما و اللهِ إنِّي لأتقاكم للهِ، وأخشاكم للهِ ،وإنِّي لأتزوَّجُ النِّساءَ ، وإنِّي لأتزوَّجُ النِّساءَ ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ منِّي. فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ منِّي. »
فالزواج سُّنة الأنبياء والمرسلين ،
الزواج: راحةُّ للبال وطمأنينة للنفس، وسكينةٌ للخاطر ، كيف لا ؟
وقد قَالَ ربنا -جَلَّ وَعَلاَ-: *﴿ وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ ﴾ [٣٠:٢١] - الروم*
وقالَ ربنا -جَلَّ وَعَلاَ- : *(هُنَّ لِباسٌ لَكُم وَأَنتُم لِباسٌ لَهُنَّ)* فالزواج سعادة وطمأنينة، وراحة ، كيف لا ؟
وقد قَالَ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ–:
« يا معشرَ الشَّبابِ ، من استطاع منكم الباءةَ فليتزوَّج ، فإنَّه أغضُّ للبصرِ ، وأحصنُ للفرجِ . »
فالزواج سكينة ، الزواج راحةً قلبيةً عظيمة ،
الزواج: رزقٌ وسعةُ في الرزق ومالٌ وفير ، وغِناء من الله رب العالمين
لأن اللّه قَالَ: *﴿ وَأَنكِحُوا الأَيامى مِنكُم وَالصّالِحينَ مِن عِبادِكُم وَإِمائِكُم إِن يَكونوا فُقَراءَ يُغنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ ﴾ [٢٤:٣٢] - النور*
لقد عكف من عكف من المسلمين والمسلمات، على التلفاز وغيره، من الألف الشر والفساد، وهذا العكوف، كان له ثمار سيئة، وكان له فضائح ونتائج وقبائح، -عياذا بالله- ولو كان هؤلاء، من العقلاء، والنبلاء، والفضلاء، ما احتاجوا إلى فتن التلفاز، الذي يعرض النساء المتكشفات، المتبرجات، الوقحات، الداعيات إلى الفتن والفساد...
بل داعيات إلى التمرد على الإسلام وإلى منافذة الدين!، وآدابه وأحكامه!، هذا حصل وما بين حين وآخر، ونحن نسمع ببلية، ونسمع بمصيبة، ونسمع بفتنة، -عياذا بالله-،
ألا وإن مما وصلت إليه بعض النساء من المسلمين...
ألا وهو لباس الثياب التي تسمى بِالمُخلى ،التي تسمى بِالمُخلى، هذه الثياب لا تغطيه إلا أجزاء من البدن وأكثر عورات البدن تبقى مكشوفة، وهذا طريق شيطاني، واللباس على هذه الهيئة بين النساء، هذا لباس شيطاني، وليس بلباس إسلامي، نعم يجوز للمرأة المسلمة أن تلبس هذا اللباس أمام زوجها فقط،
وهكذا الألبسة الضيقة: التي تصف البدن يجوز هذا للمرأة المسلمة ، أن يكون بين يدي زوجها فقط،
وهكذا الألبسة الشفافة : التي يرى البدن من خلفها ومن ورائها هذه تجوز فقط للمرأة عند زوجها فقط.
أما بين النساء كل هذا لا يجوز، فهذا كله لا يجوز، فهذه الألبسة في هذه المناسبة، واللقاءات محرمة، -عياذا بالله- لما فيها من الفتن،
حصل أن إمرأة خرجت ،ومعها هذا اللباس، ولبست الحجاب على بدنها الحجاب ،الذي ينفتح الحجاب المُزرر ، فحصل أن سقطتة، فأنفتح الحجاب فظهرت عارية، معها شيء على فرجها، معها شيء على فرجها، وأكثر بدنها عاري، فراها الناس فلعنوها، وتركوها،
وكم الآن من نساء على هذا !! يخرجن من البيوت إلى الإحتفالات، والمهرجانات، واللقاءات، والمناسبات، في الأعراس وغيرها...
بل بعضهنّ، تذهب إلى الدراسة وغير ذلك ،على هذا ، تلبس الحجاب ،وتحت الحجاب إذا حصل أن الريح حركت الحجاب، ظهرت السوءات، وظهرت العورات، -عياذا بالله-
معاشر المسلمين : أين الحياء؟
أين الحياء؟ الذي فطر الله عليه المرأة ، ستر الله عليه المرأة المسلمة، -الجواب- أخذته -الديمقراطية-، الحياء أخذته الديمقراطية،
أين الحشمة التي عرفت بها المسلمة؟ أخذتها -الديمقراطية-،
أين الآداب الرفيعة؟
أين الآداب الرفيعة؟ في البعد عن الفتن؟
أين حكم التصون؟
أين حكم التستر؟ أين هذا؟
ذهب عندما قُبلت الديمقراطية!!!
كم قلنا لكم؟ الديمقراطية عدوة، للأداب ، للدين، للإسلام، للعقيدة، للعباده، هذا فهي أم أم المنكرات، وأم الرذائل، أعني الديمقراطية،
فما تركت رذيلة، إلا ودعت إليها، واليوم نجني ثمارها ،ما الذي حصل؟
حصل أن نُصبت خيمة، خارج البيوت، ومن قال: لك تنصب خيمة ،خارج البيت؟
أأنت تحب فضائح؟
وتحب أن تتكشف نساء المسلمين؟
يا صاحب العرس، يا صاحب العرس، يا صاحب العرس، من أذن لك؟
أن تنصب لك خيمة، خارج البيت، أأنت تريد الشر والفساد؟ للمسلمين ،وبنات المسلمين،
المهم حصل عرس ونصبت خيمة في خارج البيت، وحصل شرت كهربائي، فخرجت النساء، مذغورات ،وهنّ عاريات، _عاريات_ معهن ثياب المُخلعة، معهن الثياب المُخلعة، فرآهن من رآهن ،
نعم -يا عباد الله- فضائح ، ما كنا نتوقع؟ أن يحصل هذا من بنات المسلمين.
روى الإمام مسلم من حديث أبي هريرة، أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: صِنفانِ مِن أهلِ النَّارِ لَمْ أرَهما بعدُ، أي يوم القيامة ، يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة، يوم الخزي والملامة، يوم الفضيحة، قال -عليه الصلاة والسلام-: «صِنفانِ مِن أهلِ النَّارِ لَمْ أرَهما بعدُ نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مُميلاتٌ على رؤوسِهنَّ كأسنمةِ البُخْتِ وقومٌ معهم سِياطٌ كأذنابِ البَقرِ لا يدخُلونَ الجنَّةَ ولا يجِدونَ ريحَها .»
إننا نخاف على نساء المسلمين، وبنات المسلمين، من سوء العاقبة ،من سوء العاقبة بسبب التمرد على آداب الشريعة، وعلى أحكام الشريعة،
ما معناه ؟! أن المرأة إذا رأت ما جاء به الكفار تسير قابلة لذلك..
ومفتونة بذلك؟
أين المحافظة على الدين؟! أغنانا الله بآداب الإسلام، وأحكام الشريعه ،
لماذا؟ يحتاج المسلم أن يكون مقلداً، لأعداء الله ، وأن يكون سائرا ،على ما عليه إخوان القردة والخنازير.
إتق الله يا مسلمة ، أدعو الأمهات، أدعو الأمهات، إلى المحافظة على البنات، وأدعو الآباء، والأزواج ،والأولياء، إلى المراقبة، والمحاسبة، والتعليم، في باب اللباس، في باب اللباس، وإلا حصل ما لا تحمد عقباه.
أيها الناس: المطلوب أن النساء في أيام العرس ،يجلسنّ في البيوت، مع المحافظة على الآداب في البيوت، فإن لم تسع الغرف والدواوين، ممكن تعمل طرابير في سقف البيت، ويكن هناك مع المراءة للأداب، أما اخراج النساء إلى الشوارع، وجعلهن فتنة، لكل مفتون، لكل مفتون، -فلا بارك الله من يسعى بالشر والفساد في داخل البلاد-،
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*إرشاد ذوي العزيمة إلى*
*أهم أسباب النصر أو الهزيمة*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الأولى:*
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ،وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الناس: (إنما توعدوننا لآت وما أنتم بمعجزين)
فإنه لا يخفى على مسلم عداوة اليهود والنصارى للمسلمين، وخبثهم عليهم، ومكرهم بهم في الليل والنهار ،فقد ذكر الله في كتابه ونبيه صلى الله عليه وسلم في سنته أنهم أعداء الله ورسوله والمسلمين،وأنهم يكيدون للإسلام والمسلمين ليل نهار،ولن يرضوا عن المسلمين حتى يرتدوا عن دينهم فيصيروا مثلهم،فيجب على المسلمين أن يحذروهم،وأن يرفضوا عاداتهم وتقاليدهم وأنظمتهم،وأن يكونوا صفا واحدا أمامهم،بل يجب على المسلمين أن يعلنوا الجهاد ضدهم، وأن يدعوهم إلى الإسلام،قال تعالى: { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ }[ سورة التوبة : 29 ]
وسيأتي الله بقوم هم خير ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقاتلون أعداء الله ويكسرون شوكتهم،فقد روى الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَخْرُجُ مِنْ عَدَنِ أَبْيَنَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، يَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، هُمْ خَيْرُ مَنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ "
وهم الموحدون المتمسكون بالكتاب والسنة على منهج سلف الأمة،وقد أشار إليهم النبي صلى الله وعليه وسلم بقوله: ، قَالَ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ " رواه مسلم ، عن ثوبان،وعند أبي داود عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ ، حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ".
فإنه لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ويستبيحون بيضتهم، كما عند مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ : يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلَّا الْغَرْقَدَ ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ "
فسيأتي هذا اليوم الذي يشفي الله صدور المسلمين من اليهود،لكن السؤال الذي يطرح نفسه:متى يكون هذا ومتى سيأتي هذا اليوم؟
الجواب:سيكون هذا النصر إذا توفرت أسبابه،ووجدت رجاله،وفي هذا المقام نذكر لكم أهم أسباب النصر،وأهم أسباب الهزيمة،لعل الله ينصرنا بفعل أسباب النصر واجتناب أسباب الهزيمة،فإن الله تعالى جعل لكل شيء سببا،وربط المسبَبات بأسبابها.
ثم اعلموا أن أهم سبب،وأول سبب لنصر الإسلام والمسلمين،ولن يتحقق النصر إلا به، هو تحقيق توحيد الله عزوجل والدعوة إليه ومحاربة الشرك والمشركين،فلن ينتصر المسلمون وفي أوساطهم من يعبد غير الله من أصحاب القبور وغيرها،ولن ينتصر المسلمون وكثير منهم من يذبح وينذر لغيرالله،أو يحلف بغير الله،لن ينتصر المسلمون وفي أوساطهم السحرة والمنجمون،والمشعوذون، لن ينتصر المسلمون وفيهم الطيرة وتعليق التمائم وغيرها من ا الشركيات،فلقد كان من أسباب سقوط الدولة العثمانية العظمى الشرك وعبادة القبور،فإن الله سبحانه وتعالى وعد عباده الموحدين بالنصر والتمكين كما في قوله سبحانه: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ
للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️
اللهم احفظ إخواننا في فلسطين من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم، ومن فوقهم، ونُعيذهم بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم.
اللهم احفظهم بحفظك، واجعلهم في كنفك، وحُطْهم بعنايتك، واشملهم برعايتك، واحرسهم بعينك التي لا تنام.
اللهم نصرَك المبين لإخواننا في فلسطين، اللهم نجِّهم وأعِنْهم، وعليك بالصهاينة المحتلين، اللهم طهِّر الأقصى من الغاصبين الظالمين.
اللهم أنزل بأسك وغضبك على الصهاينة الأنجاس، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، اللهم احقِنْ دماء المسلمين، واستر عوراتهم، وسُدَّ جوعهم.
اللهم إن إخواننا المستضعفين في غزة لاحول لهم ولا قوة إلا بك يا عظيم، اللهم فانتصر لهم واحقن دماءهم، اللهم عليك بمن طغى واعتدى من يهود ومن عاونهم، اللهم أنْزِلْ عليهم بأسك وعذابك ورِجْزَك يا رب العالمين.
عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
فتستطيع -أيها المسلم- أن تقدِّم من مكانك وبيتك ومُصلَّاك الدعاء لإخوانك، متحرِّيًا مواطن الإجابة، ولا تظنُّنَّ أن ذلك غير نافع لهم، كلا، فكم من سوء دُفع عنهم بتلك الدعوات! وكم من مخططات أفشلت بتلك التضرعات! وكم من معاناة خففت ورُفعت بتلك الابتهالات! وفي الحديث الصحيح: “إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم، وإخلاصهم”(أخرجه النسائي عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-).
وإن استطعت أن تنصرهم بالوسائل المشروعة، وعبر الطرق الرسمية فافعل؛ كالتبرع لهم بسخاء، وحثِّ التجار على التبرع عبر القنوات الموثوقة، وتستطيع التحدث عن معاناتهم، وتوضيح قضيتهم من الجانب الشرعي، ونقل كلام العلماء، في وسائل التواصل وقنوات الإعلام، والصحف والمجلات، بمقال رصين، وقصيدة بليغة، ونقل صحيح.
ومن أعظم ما تقوم به أن توضح لأسرتك وأولادك ومجتمعك مفهومَ الولاء والنصرة والجهاد، لكل مسلم موحِّدٍ مُتَّبِعٍ مُحِبٍّ للنبي -صلى الله عليه وسلم- وآله وصحبه وأزواجه.
عباد الله: لا بد أن تترسَّخ حقيقة اليهود في أذهاننا، فهذه الأحداث تنعَش تلك الحقائقَ بعد أن غُيِّبت عنا، فاليهود هم اليهود، مجرمون متغطرسون، اجتمعت فيهم أرذل الصفات وأخَسُّ الأخلاق: الكفر، والكِبْرُ، والوحشية، والعنصرية، والجبن، والخيانة، والخداع، والظلم والوقاحة، وهم شر خلق الله تبارك وتعالى؛ ولهذا استوجبوا المسخَ قردةً وخنازيرَ؛ قال تعالى: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ)[المائدة: 60].
ولقد كشف الله -تبارك وتعالى- لنا حقيقتهم في كتابه في آيات كثيرة، وبيَّن لنا دسيستهم وطِباعهم، فاليهود أشد الناس عداوة لأهل الإيمان، أقساهم قلوبًا، وهم قتلة الأنبياء، وأعداء الصالحين والأولياء، واليهود ناقضو المواثيق والعهود، وهم أسوأ المخلوقين أدبًا مع الله تبارك تعالى، ومع أنبيائهم؛ ألم يقولوا لموسى كليم الله عليه السلام بكل سفالة وقلة أدب: (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ)[المائدة: 24].
واليهود أكثر الناس معرفة بالحق وأحرصُهم على كتمانه وإخفائه، وهم من أبخل الناس، وأجبن الناس؛ لأنهم أحرصهم على حياة، وهم سادة العالم في أكل السُّحت والرِّبا، فلا عجب بمن حاز على هذه الصفات الذميمة الخسيسة، أن يلعنهم الله لعنًا كبيرًا، ويمسخهم قردة وخنازير.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
عباد الله: علينا -معاشر المسلمين- التمسك بأصول أهل السنة والجماعة، خاصة في القضايا التي أحدثت خللًا في الأمة فأضعفتها وفرَّقتها، وبهذا تصلح أحوال هذه الأمة، وتستقيم أمورها، وتنتصر على أعداها، يهودًا ونصارى ورافضة، وأتباعهم وأنصارهم.
وإن أهل السُّنَّة إذ قالوا ذلك، ما قالوه إلا موافقة لكتاب الله وسنة رسوله ومنهج سلفنا الصالح، فلم يقولوه تملُّقًا وجبنًا، وإنما منهجًا وتدينًا، وإن الواقع لَهْوُ خير شاهد وموافقٌ لقولهم، ثم علينا أن نفرق بين الموقف السياسي الرسمي للدول المسلمة، وموقف المسلم الشرعي، فالمسلم تنطلق مواقفه من دينه وأخلاقه وعقيدته، ونكِل المواقف الرسمية لأهلها؛ لأنهم الأقدر على التدبير والتصرف، والأعلم بالأصلح في ظل مُقدَّراتهم ومعطياتهم، وحسابنا وحسابهم على الله تبارك وتعالى.
عباد الله: ولا نغفُل عن مسؤولية عظيمة، إنها مهمة تربية الأولاد والأحفاد على حمل هذه القضية الإسلامية، وأن يعيشوا همَّ أُمَّتِهم، بآمالها وآلامها، وأن يشعروا بترابط المسلمين ووحدتهم ولُحمتهم، وأن يوضِّحوا القضية للأبناء ليحملوا الأمانة عن الآباء، ولا يعتمدوا على غيرهم في توضيح أنها قضية دين وعقيدة، ووجود وتأريخ مجيد، وليست مجرد أرض، فلا نتركهم فريسة لوسائل الإعلام المضلِّلة، والمناهج التاريخية التعلمية المزوَّرة.
احرصوا -أيها الآباء- على صلاحهم، ففرقٌ كبير بين من ينشأ لا يهتم إلا بشهواته وملذاته ورغباته، ومن ينشأ على إيمان راسخ، وعقيدة سليمة، وعبادة صحيحة، وأخلاق حسنة؛ فيعتصر قلبه ألمًا على أحوال أُمَّتِه، فهذا هو من سيقوم بدينه، ويسعى في تقوية أمته، وينهض بإصلاح مجتمعه، والدفاع عن دينه وأرضه، ليخرج لنا أمثال أجدادنا الفاتحين، وعلمائنا الصالحين، وقادتنا المجاهدين، وأخيارنا الزاهدين.
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*أحداث غـ،ـزة الأخـيرة*
*للشيخ/ عبدالمحسن الأيوبي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الأولى:*
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
معاشر المسلمين: إن اللسان لَيقف عاجزًا أمام وصف الأحداث الأليمة التي شهدناها في الأسابيع الماضية، وإن القلب لَيعتصر ألمًا وحزنًا، ولَيتقطَّع حرقة وغضبًا وكَمَدًا، على ما يجري لإخوان لنا في النسب واللغة والدين، وفي الآلام والآمال، في أرض فلسطين، فلسطين الجريحة، وإنه لإحساس يسري في جسد كل مسلم صادق، غيور على دينه وعِرْضِهِ وأرضه، وقضايا أمته، حين يرى قتل الأبرياء، من شيوخ وأطفال ونساء، وحصار ظالم مُنِعَ فيه الغذاء والدواء، وقطع للمياه والاتصال والكهرباء، وقصف غاشم بأطنان من الصواريخ المتفجرة التي دمرت المساكن فوق رؤوس الساكنين، بلا رحمة ولا شفقة ولا هوادة من اليهود المعتدين المغتصبين، بدعم وتكالب من أمم الكفر العالمية، فيعاني إخواننا في قِبلة الإسلام الأولى، ومسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ظلم كيان دخيل ماكر، وأذى عدو ذليل غادر، حتى رأينا أجسادًا ذبَلت، وأكبادًا جفَّت، وبطونًا قَرْقَرت، وأجوافًا ظمِئت، من عدوان غاشم، وحصار ظالم، أطفالٌ يبكون ويصرخون، وشيوخ يئِنُّون، ومرضى يتوجُّعون، ورجال حائرون.
رأينا الجنائز متوالية، وشهداء وجرحى في كل آنٍ ولحظة، سمعنا بفناء عائلات كاملة، ودمار أحياء عامرة، وغير ذلك من أشكال العدوان، ما تهتز بأهواله الشنيعة همًّا رفات الفاتحين الأجداد، وتهتز بأخباره غمًّا أفئدة الآملين المتألمين الأحفاد، ولكن ثباتًا ثباتًا -يا عباد الله- ها قد أُثلجت الصدور، وأُذهب غيظ القلوب، بما أذاقه الفلسطينيون -ولا يزالون- لإخوان القردة والخنازير أعداءِ الله من الكفرة المحاربين، فدخلوا عليهم في المعسكرات والقواعد والمستعمرات، وأذاقوهم سوء العذاب، وقصفوهم في المدن المغصوبة، فأرعبوهم وقتلوهم، وشلُّوا أركانهم وحركتهم واقتصادهم، وأربكوهم حتى استنجدوا بمن جاء بهم، فكسروا تلك الأوهام التي روَّجها الكِيان الهَشُّ، بأنهم الجيش الذي لا يُقهر، والدولة التي لا تُهزم، فالله أكبر، ببضع مئات، وتدبير قلة، حصل ذلك بساعات محدودة، مع فارق ميزان القوة والهيمنة.
وإن الحرب الدائرة اليوم هي حرب بين الإسلام والكفر، وإنه لَمقام يقتضي النُّصرة والتثبيت، ودحر المعتدي الغاصب المحارب، وعدم التخذيل عن نصرة إخواننا في الدين.
إنه لما قصَّر المسلمون -عباد الله- في عناية بعضهم ببعض، وفي النصرة والرعاية، والتثبيت والحماية، نجحت مؤامرات الأعداء، وطمِعوا بهم، فالتضامن والتراحم والتعاطف والتعاون بين المسلمين واجب شرعي ومطلب مرعي، على كل خير، وعلى كل حق، وبه تجتمع الكلمة، وتتحقق الألفة، ويتقوى الصف ويخاف العدو، ولا شكَّ أن تعاطف المسلم مع إخوانه وقضايا أمته موقفٌ منضبط بضوابط الشرع، منطلق من الكتاب والسنة إلى الكتاب والسنة، مقيَّد بالحكمة والرفق والعدل، بعيد عن الانقياد العاطفي الهوائي الأهوج، والتعصب المقيت المنحرف الأعوج، والحق أبلج والباطل لجلج.
إن قضية فلسطين، وتحرير المسجد الأقصى، ليست كغيرها من قضايا الأمة الإسلامية، وتطهير فلسطين والمقدسات، من أعظم الواجبات، وما عظم صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- عند المسلمين حتى صار ذلك القائد الذي خلَّد التاريخ ذكره، وكان له في الأمة الإسلامية مكانة كبيرة، إلا بتحريره بيت المقدس من أيدي النصارى، وكان من أجل وأشرف أعماله، وما فرح المسلمون كفرحهم باسترداد بيت المقدس والمسجد الأقصى من أعداء الأمة، فتسرُّنا كمسلمين كل خطوة في اتجاه
مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)[آل عمران: 154].
ثم يمن الله -سبحانه وتعالى- بعد ذلك بالعفو على من تولى في المعركة، ويحذرهم من الحسرة والندم على ما اختاروه من طريق الجهاد والاستشهاد، فيقول -سبحانه-: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ * فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ * إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)[آل عمران: 155 - 160].
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
عباد الله: إن ما يحدث في فلسطين اليوم لهو أمر تتقطع له القلوب حسرة وكمدا، من قهر الرجال، وقتل النساء والأطفال، وتحطيم كل مقومات الحياة، بالقصف والتهجير والحصار الخانق، وإننا على يقين بالله أن هذه البلايا تنطوي على كثير من العطايا، وأن ولادة البهجة لا تأتي إلا بعد مخاض الألم؛ فلن تستحقَّ الأمةُ النصر المبين إلا بعد تقديم التضحيات، والصبر على المنغصات، والنجاح في كل الابتلاءات، عندها سيتميزُ الصف، ويظهرُ الجيلُ الذي يستحق النصر.
وأما ما خسرناه من ضحايا وشهداء، فلا نحزن عليهم كثيرا؛ فهم -والله- في أحسن حال، وخير مآل، وما يسرهم أنهم يرجعون إلينا؛ (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[آل عمران: 169، 175].
اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، اهْزِمِ الْأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْ اليهود وَزَلْزِلْهُمْ، اللهم نجِّ المستضعفين من المؤمنين في فلسطين، اللهم كن لهم مؤيدا ونصيرا، وظهيرا ومعينا، ربنا أفرغ عليهم صبرا، وثبت أقدامهم، وانصرهم على القوم الكافرين.
عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*هذا بيان للناس أحداث غزة*
*للـشـيخ / راكـان الـمـغــــربي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الأولى:*
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
عباد الله: يوم شاقٌّ أليمٌ، تقطعت فيه الأشلاء، وبُقِرَت فيه البطون، وترمَّلت فيه النساء، وتيتَّم فيه الأطفال، وكان الأدهى من ذلك كلِّه أن أشرفَ الخلق وخيرَ الورى -صلى الله عليه وسلم- جُرحَ في ذلك اليوم، فشُجَّ رأسُه وجُرحَ وجهُه وكُسرَ سِنُّه، وكاد أن يقتلَه الأشقياء لولا حفظُ الله له؛ إنه يومُ أحدٍ وما أدراك ما يومُ أحد؟.
ذلك اليومُ الذي انهزم فيه المسلمون، فذاقوا عظيمَ البلاء، وعاشوا معاناةَ الفقد والجراح، وبعد هذه الهزيمة صدرَ بيانٌ من أعلى مقام، بيان للناس كافة، يجد المتقون فيه الهدى، ويلتمسون منه البصيرة.
فتعالوا لنتدارسَ هذا البيان، ونتأملَ في هداياته ودلالاته، يقول الله -سبحانه وتعالى-: (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[آل عمران: 138، 139]، هذا هو التوجيه الأول: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، فلا تكن تلك الهزيمةُ سببا في وهنِكم وضعفِكم، ولا تسمحوا للحزنِ أن يفت من عَضُدِكم؛ فأنتم الأعلى بإيمانِكم والحقِّ الذي معكم.
لئن كسبوا جولة من المعركة نالوا بها حظاً من الدنيا، فإن لديكم ما هو أعلى من كل سقطِ الدنيا ومتاعِها الفاني، معكم الإيمان وكفى به شرفا وعزا، فارفعوا رؤوسكم ولا تخفضوها، واعتلوا واعتزوا إن كنتم مؤمنين.
ثم يقول -سبحانه-: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)[آل عمران: 140]، فهذه هي سنة الحياة، الحرب سجالٌ بين أهل الحق وأهل الباطل، فتارةً تكون دولةُ الحق، وتارةً تكون دولةُ الباطل، ولكن لماذا؟ لماذا لا يكون الحق هو المنصور دائما في كل آن وكل حين؟!.
يقول -سبحانه-: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)[آل عمران: 140]، فالمحن هي التي تظهر الحقائق، فلو كان طريق الحق مفروشا بالورود لسلكه الصادقُ والكاذب، والمؤمنُ والمنافق، أما حين يكونُ محفوفا بالأشواك والشدائد، فعندها يتبين من الذي يسلكه خالصا لله مؤمنا به يبتغي بذلك وجهه، وهو مستعدٌ بأن يضحيَ بكل شيء من أجل رضا مولاه، ومن الذي سيقدم هواه على ربه، ويؤثرُ دنياه على آخرته، فيتنكبَ الطريق، ويرتدَّ عن الهدى.
وحكمة أخرى للبلاء: (وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ)؛ فـ"الشهادة عند الله من أرفع المنازل، ولا سبيل لنيلها إلا بما يحصل من وجود أسبابها، فهذا من رحمته بعباده المؤمنين، أن قيَّض لهم من الأسباب ما تكرهه النفوس؛ لينيلهم ما يحبون من المنازل العالية والنعيم المقيم"(السعدي).
ثم يقول -سبحانه-: (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ)[آل عمران: 141]، فهذه أيضا من الحكم العظيمة، فإن تلك البلايا تطهر المؤمنين من ذنوبهم، وتغسلهم من خطاياهم، كما أنها تكشف لهم عيوبَ النفس التي تحتاج إلى إصلاح وتزكية، وفي ذات الوقت فإن في التسلط على المؤمنين مهلة للكافرين، وزيادةٌ في أسبابِ التنكيل بهم، وإحلالِ العقوبات عليهم، كما قال -سبحانه- بعد ذلك بآيات عديدة: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ
والأقصى المبارك وفلسطين عامة لن تتحرر من رجس يهود إلا على أيدي: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾
والحقيقة القرآنية الخامسة: ففي قوله تعالى ﴿ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ فالانتصار العسكري لا يقاس أبدا بعدد القتلى من الفريقين! فإن الله وصفَ إحراق أصحاب الأخدود عن بكرة أبيهم: بالفوز الكبير، وقال تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ ﴾ كما جاء ذلك في قراءة ثابتة ﴿ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾
وتاج هذه الحقائق يا مسلمون: هي الحقيقة القرآنية السادسة: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين﴾ ثمة غاية من هذه الابتلاءات والحروب، وهي تمييز الصفوف: ﴿وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ فيميز الله المؤمنين بصبرهم وثباتهم وصلابة عقيدتهم وقوة إيمانهم، ثم أيضا ﴿وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ﴾ فالشهادة كرامة من الله واصطفاء ، وما من مؤمن صادق الإيمان إلا وهو يرجوها ، ويسأل الله أن ينالها
عباد الله: ليس المقصود هنا حصر الحقائق القرآنية التي ظهرت في هذا العدوان الصهيوني الأخير ، ولكن المراد لفتُ النظر إلى ضرورة مرجعية القرآن في حياة المسلمين، وبث مزيد من السكينة والرضا واليقين
فهنيئاً لمن كان ولاؤه للإسلام والمسلمين، وبراءته وعداوته وبغضه للكفر والكافرين ! فوِلَايَةُ الْمُؤْمِنِ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الْإِيمَانِ، وَهِيَ مِنْ دَلَائِلِ سَلَامَةِ الْقَلْبِ وَصَلَاحِ اللِّسَانِ؛ فَلَا يَنْطِقُ فِي الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا بِخَيْرٍ، وَمَهْمَا أَخْطَأَ الْمُؤْمِنُ فَإِنَّ الْوِلَايَةَ لَا تَزُولُ عَنْهُ إلا بخروجه مِنْ دَائِرَةِ الْإِسْلَامِ؛ {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
أيها المسلمون وختام هذه الحقائق القرآنية قوله تعالى : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا، جَاءَهُمْ نَصْرُنَا، فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)، فلا يأس من روح الله، والنصر قادم بإذن الله
فهذه رسائل قرآنية واضحةٌ المعالم، بينة الألفاظ ، تكرر في القرآن كثيرا لتؤكد: أن الباطل مهما انتفخ وانتفش وعظم فإن له يوما لا محالة زائل ، وأن الصراع بين الحق والباطل مهما امتد أجله، فإن العاقبة للمتقين..
وأن للمستضعفين يوما ينصرهم الله ، متى ما حققوا أسباب النصر والتمكين. ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِين﴾ ، وأنَّ لِلطُّغَاةِ الكفرة المعتدين يوما مِنْ أَيَّامِ اللَّـهِ يكْتَبُ فِيه ذُلّهمْ، وَتَهْوِي فِيه عُرُوشُهُمْ، وَتَتَمَزَّقُ فيه دُوَلُهُمْ، ولن ينفعهم فيه قُوَّتُهُمْ وَجَمْعُهُمْ ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله" ..
أيها المسلمون.. إن أخطر ما يصيب الأمة الإسلامية هو روح الهزيمة النفسية، وسوء الظن بالله ، فيظنون أن الله لا ينصر دينه، ولا ينتقم لعباده ، وأن الله كتب الهزيمة على المسلمين أبد الدهر!
وإننا والله على ثقة بنصر الله لعباده المؤمنين (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ))
كما أننا على يقين بأن دولة الباطل قرب زوالها وما هذه الجرائم والفظائع إلا إرهاصات بزوالها
فابشروا أيها المسلمون فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً فإن الآمال تولد في رحم الآلام
فهذه الجرائم والفظائع جيشت في النفوس العداوة والبغضاء ، وحركت الألسن في المؤمنين بالدعاء ، وكم من دعوة صادقة خرجت من رجل صالح مظلوم مكلوم في جنح الظلام ، ودعوة المظلوم لا ترد
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
قال مجاهد ابن جبر كانت المرأة في الجاهلية تخرج وتمشي بين الرجال بين أيدي الرجال فذالك تبرج الجاهلية الأولى.
وقرنَ في بيوتكنّ،، وقد ذكر الإمام الشوكاني وغيره من أهل العلم عند هذه الآية أن محمد ابن سيرين رحمة الله عليه قال، أنبت أن سؤدة بنت زمعة وهي زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عنها قيل لها لم لا تحجين وتعتمرين كما تفعل أخواتكِ فقالت لقد حججت وأعتمرت وقد أمرني الله أن أقر في بيتي ووالله لا أخرج من بيتي حتى أموت.
قال محمد ابن سيرين فأنبت أنها لم تخرج من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها،،*﴿وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَٰهِلِيَّةِ ٱلْأُولَىٰ﴾*
ومن الآيات العظيمة في الحجاب وتحريم التبرج قول ربنا تبارك وتعالى *﴿ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ﴾*
تأملواْ هذه الآية كيف أمر الله عز وجل المؤمنات بغض الأبصار *﴿ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ﴾* والمراد بقوله،، ولا يبدين زينتهنَّ،، أي مواضع الزينة وذالك كالساقين حيث موضع الخلخال وهكذا كالذراعين كالكفين والذراعين حيث ذالك موضع الحناء في الكفين وهكذا أيضاً يوجد من الأساور ومن الخواتم في يد المرأة ما تدعواْ بذالك إلى فتنة الرجال.
كذالكم أيضاً ولا تظهر المرأة لا تبدي أيضاً شعرها الرأس لوجود شعرها، وهكذا أيضاً يوجد الكحل في عينيها ويوجد أيضاً كذالكم الأقراض في أذنيها، كذالكم أيضاً لا تظهر زينتها أيضاً كالعنق والصدر حيث محل السخاب والقلائد *﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾* ومعنى إلا ما ظهر منها،، أي تبدي ذالك لضرورة كأن تتناول شيء بيدها أو أن تظهر واحدة من عينيها أو الإثنتين لضرورة عند أن تنظر أمامها يوم أن تمشي.
نعم أيها الأخوة " وقال بعض أهل العلم،، إلا ما ظهر منها،، كالثياب وذالك كالخمار والعباءة ولهذا يقول سبحانه بعد هذه الآية *﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ﴾* تقول عائشة رضي الله عنها كما صح ذالك عند أبي داوود أنها قالت: « يرحم الله المهاجرات ونساء المهاجرات الأول لما نزلت هذه الآية *﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ﴾* قالت أخذن وفي رواية في البخاري شققن أخذن أكسف مروطهن أي الشيء الثخين والغليظ والمراد بالمرط الكساء،، أخذن أكسف مروطهن فاختمرنّْ بها أي غطين وجوههن بالحجاب الغليظة الثخينة امتثالاً لأمر الله *﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ﴾*
اليوم المرأة تخرج سافرة متبرجة متعطرة وربما أصابت بخوراً وخرجت أمام الرجال فيشم الرجال رائحتها ويحصل بذالك الفتنة العظيمة لها ولغيرها من شباب الإسلام.
ولهذا روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة »
وعند الإمام أحمد بإسناد صحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدواْ ريحها فهي زانية أي عند الله تعالى »
أيها الأخوة الأكارم " حال النساء في هذه الأيام إلا من رحم الله رب العالمين كما قال القائل.
لحد الركبتين تشمرينَ.
بربك أين نهر تعبرينَ.
كأن الثوب ظل في صباحٍ.
يزيد تقلصاً حيناً فحينَ.
تظنين الرجال بلا شعورٍ.
لأنكِ ربما لا تشعرينَ.
وكما قال البيحاني رحمه الله تعالى في كتابه إصلاح المجتمع قال: ذهب الحياء من النساء
فإنك لا ترى غير ذات عفاف.
وتسير عابثةً بكل فضيلةٍ
وتشير بالأجفان والأطراف.
لبست من الأثواب ثوباً فاضحاً.
فغدت تميس بثوبها الشفافِ
يحكي عجيزتها ويحكي صدرها.
ويبين منها أي هذا الثوب.
ويبين منها كل شيء خافي.
اسأل الله بعزته وجلاله وأسمائه وصفاته أن يثبتنا وإياكم على الكتاب والسنة حتى نلقاه أقول ما سمعتم وأستغفر الله.
*الـخـطـبـة الـثـانـيـة*
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخليله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
عباد الله " لقد بالغ الإسلام في التحذير من التبرج حتى قرن التبرج بالشرك بالله رب العالمين وبالزنا وبالسرقة وغير ذالكم من الذنوب.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبدالله ابن عمر ابن العاص رضي الله تعالى عنهما أنه قال: جاءت أميمة بنت رقيقة تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم « أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئاً ولا تسرقي ولا تزني ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجيلك ولا تقتلي ولدك ولا تنوحي ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى »
مِنِّي وَانًا مِنْهُ ، ثُمَّ أَخَذُو يَحْفِرُونَ وَلَمْ يَكُنْ سرير إِلَّا سَاعَدي رَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- لِجُلَيْبِيبَ حَضَنهُ النَّبِيُّ -عِلْيَّةَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ- وَأَخُذهُ عَلَيَّ يَدَه، وَضَمَّهُ إِلَيَّ صَدْرُهُ، هَذَا الَّذِي رَدَّهُ النَّاسُ، هَذَا الَّذِي قَلاهُ النَّاسُ، هَذَا الَّذِي حَارِبَةُ النَّاسِ، هَذَا الَّذِي ابْغضَهُ النَّاسُ،
كَمْ مِنْ صَالِحِينَ يَتَمَنَّوْنَ الزَّوَاجَ؟!
أَعْينُوهُمْ أَعَانَكُمُ اللَّهُ، اعْينُوهُمْ أَعَانَكُمُ اللَّهُ ، وَسَيَجْعَلُ اللَّهُ فَرَجًا وَمُخْرَجًا (أَنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )
فَاذَا جَاءَ الشَّابُّ الْمُسْتَقِيمُ الَّذِي يُصَلِّي مَعَكَ، الَّذِي يُصَلِّي مَعَكَ فَاحْمَدْ اللَّهَ، فَإِنَّ الْمُسْتَقِيمَ إِنْ أَحَبَّهَا اكْرِمْهَا، وَإِنْ أَبْغَضَهَا لَا يَظْلِمُهَا لَا يَظْلِمُهَا، الَّذِي لَا يَخَافُ اللَّهُ كَيْفَ سَيَخَافُ اللَّهُ فِي ابِنْتِكَ؟
الَّذِي لَا يُصَلِّي كَيْفَ سَيَخَافُ اللَّهُ في ابْنَتِكَ ؟
اتَّقُوا اللَّهَ بِالْأَمَانَاتِ، اتَّقُوا اللَّهَ فِي بَنَاتِكُمْ، فَإِنَّ النَّبِيَّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: « مَنِ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٍ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا لَمْ يُرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ. » مِنْ مَنْعِهَا الصَّالِحِينَ، وَأَعْطَاهَا الْفَاسِدِينَ، مِنْ أَجْلِ الْأَمْوَالِ ! ظَالِمٌ وَغَاشَ لِرَعِيَّتِهِ ، يَا وَيْلَهُ غَدًاً ، يَا وَيْلَهُ غَدًاً ، خَصْمَكَ إِبْنَتُكَ ، مِنْ مَنْعِ الْبَنَاتِ مِنَ الزَّوَاجِ؟ هُنَّ سَبَبٌ فِي إِلْقَائِكَ إِلَى نَارٍ تَلظى ، يَوْمَ تَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ، وَتَقِلْ يَا رَبِّ خُذْ حَقِّي مِنْ هَذَا الظَّالِمِ ، يَا رَبِّ خُذْ حَقِّي مِنْ هَذَا الظَّالِمِ ، مَنَعْنِي الزَّوَاجَ حَرِّمْنِي الزَّوَاجُ .
لَا إِلَهَ الَا اللَّهُ، مَا اشْدِ الْخُصُومَةَ يَوْمَ انْ تُلْقَى فِي النَّارِ ، وَتُسْحَبُ الَى النَّارِ، بِسَبَبِ إِبْنَتِكَ ! الَّتِي كَمْ سَكَتَتْ؟ وَكَمْ تَحَمَّلْتَ؟ وَكَمْ دَعَتَ اللَّهَ عَلَيْكَ؟ فَهَلْ مِنْ عَوْدَةٍ إِلَى شَبَابِنَا الصَّالِحِينَ؟ وَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ بِفِلِذَاتٍ اكْبَادِنَا الْمُسْتَقِيمِينَ الْمُصَلِّينَ؟! اعْينُوهُمْ « فَإِنَّ اللَّهَ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ »
اللَّهُمَّ اعَزَّ الْاسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ ،اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالكُفْرِهِ وَالْكَافِرِينَ
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِاعَدَاءِ الدِّينِ اجْمَعِينَ
اللَّهُمَّ احْفَظْ بَلَدَ الِايْمَانِ وَالْحِكْمَةِ
اللَّهُمَّ الطِفْ بِشَبَابِنَا،
اللَّهُمَّ الطِفْ بِشَبَابِنَا،
اللَّهُمَّ الطِفْ بشَبَابِنَا،
اللَّهُمَّ اعْنِهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ وَفِقْهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ الطِّفْ بِهِمْ فِيمَا جَرَت بِهِ الْمَقَادِيرُ
اللَّهُمَّ يَسِّرِ امْرَهُمُ، اللَّهُمَّ يَسِّرْ عِفتَهِمْ
اللَّهُمَّ يُسِّرْ زَوَاجَهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ اصْلِحْ شَبَابَ الْمُسْلِمِينَ
الِلَّهُمَّ اهْدِ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ
اللَّهُمَّ اهْدِيِ ابَاءَ الْمُسْلِمِينَ
اللَّهُمَّ اهْدِيِ ابَاءَ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ رَدَّنَا الْيَكَّ جَمِيعًا رَدًّا جَمِيلًا
اللَّهُمَّ رِدِنَا الْيَكَ مَرْدًآ جَمِيلًا
اللَّهُمَّ غَيْرَ احْوَالِنَا الَى احْسِنْ حَالِ
اللَّهُمَّ غَيْرَ احْوَالِنَا الَى احْسِنْ حَالِ
اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسَّعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
اللَّهُمَّ ارْحَمْ ضَعْفَنَا وَاسْتُرْ عَوْرَاتِنَا وَشَفِّي امْرَاضِنَا وَاجْمَعْ كَلِمَتَنَا وَالْفِ بَيْنَ قُلُوبِنَا يَا رَبِّ الْعَالَمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلٍّ هُمْ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ ضَيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ عُسْرٍ يُسْرًا وَمِنْ كُلِّ بَلَاءٍ عَافِيَةٌ
اللَّهُمَّ لَا تَدَعُ عازباً مِنَ الْمُسْلِمِينَ الَا زَوْجَتَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ اشْفِي مَرْضَنَا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ
اللَّهُمَّ ارْحَمْ مَوْتَانًا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ، وَاخِرٌ دَعْوَانًا انِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلُهُ وَصَحْبُهُ وَسَلَّمَ
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
يَغَارُ (وَقَفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلٌون).
فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَمْ مِنْ ظُلْمِهِ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ؟
فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: وَمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ؟
امْعُكَ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ ، قَالَ: نَعَمْ ، مَعِي سُورَةُ كَذَا ،وَسُورَةُ كَذَا ،وَسُورَةُ كَذَا ،
قَالَ : فَقَدْ زَوَّجْتُكَ بِهَا ، بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ، إِنْطَلِقَ الرَّجُلُ بِامْرَأَةِ عَرُوسٍ لَا مَالَ لَهُ ، وَلَا يَمْلِكُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا حَتَّى خَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ.
لَا يَمْلِكُ إِلَّا الإِزَارَ زَوْجِه النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- الْعِبْرَةُ بِالْإِيمَانِ ، وَالْمَالُ مَالُ اللَّهِ ، وَالْمَالُ مَالُ اللَّهِ .
وَانْظُرْ يَا رَعَاكَ اللَّهُ ، الَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- تَقَدَّمَ إِلَيْهِ امِيرُ الْمُؤْمِنِينَ خَلِيفَةُ الْمُسْلِمِينَ، عَبْدُ الْمَلِكِ إِبْنُ مَرْوَانَ يَطْلُبُ إِبْنَتَهُ لِابْنِهِ ، يَطْلُبُ إِبْنَةَ سَعِيدٍ لِإِبِنِهِ أَبِى سَعِيدٍ ! وَرَفَضَ سَعِيدٌ ، أَنْ يُعْطِيَهَا لِإِبِنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَيَأْتِي سَعِيدٌ إِبْنَ الْمُسَيِّبِ فِي حَلْقَتِهِ ، فَيَنْظُرُ الَى طَلَّابَةٍ فَيَجِدُو إِبْنُ أَبِي وَدَاعَةَ ، أَحَدُ الطُّلَّابِ قَالَ: إِينٌ انْتَ يَا ابْنَ ابْي وَدَاعَةَ؟
قَالَ: مَاتَتْ زَوْجِي وَشَغَلْتُ بِعَزَائِهَا وَتَجْهِيزِهَا ، قَالَ هَلَّا أخْبِرْتَنَا فَنَعْزِيكَ فَنُعَزِّيكَ ، ثُمَّ قَالَ: لَهُ ايْ اسْتَحْدَثْتَ امْرَأَةً _ايْ: هَلْ طَلَبَتِ امْرَأَةٌ غَيْرَهَا_ قَالَ يَا إِمَامُ وَمَنْ يُزَوِّجُنِي وَلَا امْلِكْ إِلَّا دِرْهَمَيْنِ، وَلَا امْلِكْ إِلَّا دِرْهَمَيْنِ، قَالَ: لَهُ هَذَا الْإِمَامُ الَّذِي رَدَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، رَدَّ الْقُصُورِ ! وَرَدَّ الدُّورِ ! وَرَدَّ الْأَمْوَالِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ! ،
قَالَ: انَا ازْوِجْكَ انَا ازْوِجْكَ ، قَالَ: اوْتَفْعَلْ ذَلِكَ يَا إِمَامُ ، قَالَ نَعَمْ انَا ازْوِجْكَ ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَاثْنَى عَلَيْهِ وَزَوَّجَهُ فِي مَجْلِسِهِ ، وَزَوَّجَهُ فِي مَجْلِسِهِ ، إِنْطَلِقَ ابْنُ أَبِي وَدَاعَةَ إِلَى بَيْتِهِ كَادَ عَقْلَهُ أنْ يَطِيرُ ، كَادَ عَقْلَهُ انْ يَطِيرُ بِدِرْهَمَيْنِ بِدِرْهَمَيْنِ ،
قَالَ: فَدَخَلْتُ بَيْتِي وَمَا هِيَ إِلَّا انْ دَخَلْتُ، فَطَرَقَ الْبَابَ فَقُلْتُ: مَنْ ؟
قَالَ: وَكُنْتُ صَائِمًا ، فَقُلْتُ: مَنْ ؟
قَالَ : سَعِيدٌ ، قَالَ: فَجَاءَ فِي قَلْبِي وَعَقْلِي كُلُّ سَعِيدٍ إِلَّا ابْنَ الْمُسَيِّبِ، إِلَّا ابْنَ الْمُسَيِّبِ إِلَّا ابْنَ الْمُسَيِّبِ فَإِنَّهُ مِنْ سِنِينَ لَا يَرَى إِلَّا فِي بَيْتِهِ أوِ الْمَسْجِدِ ،
قَالَ: فَفَتَحَتُ الْبَابَ ، فَإِذَا هُوَ إِبْنُ الْمُسَيِّبِ ، قُلْتُ: هَلْ بَدَا لَكَ شَيْءٌ إايْ هَلْ تَرَاجَعْتَ- فَقَالَ: لَا ، وَلَكِنَّا ذَكَرْنَا انَّكَ عَزْبَآ وَكَرِهْنَا انْ تَبْقَى وَحْدَكَ ، وَكَرِهْنَا انْ تَبْقَى وَحْدَكَ ، وَقَدْ تَزَوَّجْتَ خُذْهَا ،
ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى زَوْجِهَا وَاغْلِقِ الْبَابَ ،
قَالَ: فَسَقَطَتْ مِنْ طُولِهَا مِنْ شِدَّةِ حَيَائِهَا ، قَالَ: فَنَظَرَتْ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ أَجْمَلُ النِّسَاءِ ، فَإِذَا هِيَ أَجْمَلُ النِّسَاءِ وَأَعْظَمُ النِّسَاءِ، وَابْرَكَ النِّسَاءِ ، وَافْقهُ النِّسَاءُ ،
بِدِرْهَمَيْنِ ! بِدِرْهَمَيْنِ يُشْتَرَى الرِّجَالُ ! وَلَا تُشْتَرَى الْأَمْوَالُ ! يُشْتَرَى الرِّجَالُ وَلَا تُشْتَرَى الْأَمْوَالُ !
فَكَمْ مِنْ ابَاءَ يَبْكُونَ الدَّمَ عَلَى بَنَاتِهِمْ؟!
يَوْمَ انْ بَاعُوهُمن بِاسِّعَارٍ زَهِيدَةٍ ، بِتِجَارَةِ الدُّنْيَا ثُمَّ بَكَوْا عَلَى بَنَاتِهِمْ ،وَهَلْ يَنْفَعُ النَّدَمُ؟ وَهَلْ يَنْفَعُ الْالْمُ؟ يَوْمَ انْ جَعَلْتْهَا سِلَعَهُ تَبِيعُ وَتَشْتَرِي فِيهَا .
وَاسْمَعْ رَعَاكَ اللَّهُ إِلَى قَصَبَةِ جُلَيبِيبَ، الَّتِي أَصَلُهَا فِي مُسْلِمٍ وَهِيَ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ ،
قِصَّةٌ عَظِيمَةٌ : جُلِيبِيبَ الَّذِي لَا مَالَ لَهُ، جُلَيْبِيبُ الَّذِي لَا دَارَ لَهُ ، يَسْكُنُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
جُلِيبِيبُ الَّذِي كَانَ فِي خِلْقَتِهِ ذَمَامَةُ، جُلَيْبِيبَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ، وَمَا مَعَهُ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا شَيْءٌ،
فبسبب النكاح يأتي الخير ، يأتي الخير
كما قَالَ بن مسعود -رَضِيَ اللَّهُ مسعود: " إلتمسوا الغِنى في النكاح التمسوا الغِنى في النكاح"
فكم من رجلٌ كان من أفقر الناس ، كان لا مال له ، كان لا يملك من الدنيأ شيئا ، فبعد أن تزوج أغناه الله، وأعطاه الله، وأكرمه الله، بسبب الزواج ! بسبب الزواج
أتستهين بالزواج إنه نصف الدين، إنه نصف الدين ،كما قَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– « مَنْ تَزَوَّجَ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ نِصْفَ الإيمانِ فَلْيَتَّقِ اللهَ في النصفِ الباقِي . » رواه الطبراني
فَلْيَتَّقِ اللهَ في النصفِ الباقِي، فالزواج الزواج نِصْفَ الإيمانِ، نِصْفَ الدين في زواجك ، إنها كرامة وأيُ كرامة للمتزوجين الذين أنشأوا أسرة إسلامية ،
قامت للّه ، ومن أجل اللّهِ ، وفي سبيل اللهِ ، الزواج أُجُور كثيرة ، كيف لا ؟
وقد قَالَ: النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ، كما في الحديث المُتفق عليه ، قَالَ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– وإنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ، تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ، إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ. أي: في فمها » أنت مأجور على طعامها ،أنت مأجور على كِسائها، أنت مأجور على شرابها، أنت مأجور على علاجها وإوائِها .
وَقَالَ : –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– كما عند الإمام مسلم، قَالَ:« وفي بُضْعِ أحدِكم صدقةٌ وفي بُضْعِ أحدِكم صدقةٌ، -أي: حينما يأتي الرجلُ إلى أهله، وجماع أهله، أنت في عبادة، أنت في أجر، أنت في خير، أنت في نِعمة، فتعجب الصحابة -رَضِيَ اللَّهُ عنْهم-، قالوا يا رسولَ اللهِ : أيأتي أحدُنا شهوتَهُ، أيأتي أحدُنا شهوتَهُ ويكونُ له فيها أجرٌ ؟ فقَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– أليس أن وضعها في حرامٍ كان عليه وِزْرٌ ؟ قالوا بلى يا رسولَ اللهِ: قَالَ: فكذلِكَ إذا وضعها في الحلالِ يكونُ لهُ أجرٌ . » إن وضعها في الحلال آي: له الأجور، كُلما جامع أهله، وكُلما أتى أهله، كتب أجره، ورفع قدره، وغفر ذنبه، يا لها من كرامة ،
إنه الزواج -يا عباد الله- إنه الزواج أمة الإسلام، الذي به تكثر أمة محمد –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– لذلكم النبيُّ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– يناديك ويهمسُ في أذنيك ،
كما عند الإمام أحمد، قَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– « تزوَّجوا الودودَ الولودَ فإنِّي مكاثِرٌ بكم الأُممَ يومَ القيامةِ . »تزوَّجوا الودودَ الولودَ فإنِّي مكاثِرٌ بكم الأُممَ يومَ القيامةِ .
ولماذا ؟! حارب اليهود والنصارى الزواج، الزواج والنسل ، عرفوا قدر الزواج ، وأنه لا سبيل، لا سبيل لتكثير أمة محمد –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– ولتكثير المجاهدين، ولتكثير العلماء، إلا بالزواج،
فالمرأة حاضنة الأطفال ومنشئة الأجيال...
فالرجلُ لَيْلٍ ، والمرأةُ نَهارٍ ، ولا يستغني الرجلُ عن المرأة ، ولا المرأةُ عن الرجلَ ، ولا قِوام للرجلَ إلا بالمرأةُ ، ولا قِوام للمرأة إلا بالرجلَ ، وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ .
ومن منافع الزواج : -يا عباد الله- إنتهاء الفتن، والشرور، والمحن، والزنا، والخنا، والبلايا، والرزايا .
أمة الإسلام: شبابنا في ألمّ وحسرات، فلذات أكبادنا في أهات وأنات ، إنها مِحنُّ تعصف بهم اللَيْلٍ والنَهارٍ
أين يذهبون ؟ أإلي السرقة يتجهون، أم إلى الزنا يذهبون ، أم إلى العادات السرية، أم إلى المقاطع الفاضحة الشيطانية .
أمة الإسلام : إن لم تعينوهم فمن سيعينهم ، « مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ »
فهل من رحمة بشبابنا؟
وهل من عطف على أَبْناءَنا فلذات أكبادنا؟
العُنوسة خيمت في البيوت ، فلا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، كم من أباء ظلمه ، ؟
ألا وإن من أعظم المشكلات أمام الزواج والعقبات غلاء المهور .
يا عِبادَ اللهِ : غلاء المهور أنسينا أم تناسينا ، أنسينا أم تناسينا ، قول النبيُّ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ–« أَعظَمُ النِّساءِ بَرَكةً أَيْسَرُهنَّ مُؤنةً. » رواه البيهقي
أَعظَمُ النِّساءِ بَرَكةً ، بَرَكةً في عمرها، بَرَكةً في حياتها ، بَرَكةً على زوجها ، بَرَكةً على أهلها ، بَرَكةً على أبنائها ، بَرَكةً في نفسها ، أَعظَمُ النِّساءِ بَرَكةً أَيْسَرُهنَّ مُؤنةً.
ما المقصودُ من الزواج ؟!
هل المقصودُ من الزواج الأموال؟ لا ،
المقصودُ من الزواج: إنشاء الأسرة الإسلامية ، والبيتُ الإسلامي ، والبيتُ الإسلامي ، الذي يشيعُ نوره إلى السماء،
أسألك بالله أيهما أعظم، أن تُعطي إبنتك لرجلٌ صالح، لرجٌل صالح وفي بيت صالح، ! أم إلى رجل خبيث وفي بيت خبيث ، ! من أجل ماله، من أجل تجارته، من أجل أمواله ورصيده .
فأنصح الرجال والنساء ، آلا يقبلوا من يسعى بهذه المسائل، شخص عند العرس، لا يعني أنه ينفر علينا الشر والفساد أبداً ، عليه أن يتأدب في آداب الإسلام، وأن يقف عند آداب الإسلام،
-من جملة البدع المُنكرة- التي حصلت مؤخراً، ولا وجود لهذه البدعة، لا عند الجن والإنس، حتى سمعنا بها ، بدعة المولد في أيام الولادة ، بدعة المولد في أيام ولادة المرأة ، هل قد سمعتم بهذا؟ هذه بدعة دبت، حصلت في بعض البيوت عندنا ، في مدينة معبر حرسها الله، فانتبهوا أن تؤخذ إلى الشرور وإلى الفتن ،
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم لا تدعنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا عدوا إلا قسمته،
اللهم عليك بأمريكا ومن معها دمرهم تدميراً خذهم من فوقهم من تحتهم واجعل الدائرة عليهم.،
اللهم عليك بدولة اليهود
اللهم عليك بدولة اليهود.
اللهم عليك بدولة اليهود أجعلها غنيمة المسلمين.
اللهم آمنا في دورنا، وأصلح ولاة أمورنا
اللهم أحفظنا بالإسلام قائمين وقائدين وراقدين أنك على كل شيء قدير. وأقم الصلاة.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
فيا أيها المسلمون: المرأة المسلمة !بحاجة إلى التفقه في أمر الثياب، المرأة المسلمة ! تلبس في صلاتها، تلبس في صلاتها كامل الثياب التي تغطي بدنها، بحيث لا يظهر من بدنها إلا وجهها وكفاها.
فقد قال الإمام بن المنذر رحمه الله: أجمع العلماء على أن المرأة،
إذا كشفت رأسها في الصلاة، إن صلاتها فاسدة.
وقال الإمام بن حزم رحمه الله: وأتفقوا على أن المرأة، إذا كشفت رأسها في الصلاة فصلاتها فاسدة، فالمرأة في حال صلاتها، بحاجة إلى أنها كما سمعت، تلبس الثياب التي تغطي كامل بدنها، إلا ما أُستثنا ، من الوجه، والكفين، عند جمهور أهل العلم
هكذا -الإسلام- يدعو إلى التجمل في العبادة، حين أداء العبادة، فهذه آداب المطلوب مُراعاتها، المطلوب مُراعاتها
ومما جاء به الإسلام، ما جاء من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: « ما من امرأةٍ تنزِعُ ثيابَها في غيرِ بيتِها ؛ إلا هتَكَتْ ما بينَها وبينَ اللهِ مِن سِترٍ .»
هذا الحديث يدعو المرأة المسلمة، إلى أن تحافظ على ثيابها، عندما تكون في غير بيتها، فلا تنزع ثيابها، خشية أن يُرى منها ما يرى ،مما حرم الله من العورات، خشية أن تصاب بالعين من قبل نساء جِنسها، خشية تصاب بغير ذلك ، من أنواع الفتن ،
معاشر المسلمين: من أذن للمرأة ! أن تخلع ثيابها في صالة الرياضة،
من أذن للمرأة ! أن تخلع ثيابها في محلات الكوافير،
من أذن للمرأة المسلمة ! أن تخلع ثيابها في الحمامات البخارية ،
من أذن للمرأة المسلمة! أن تخلع ثيابها في بيوت الأعراس، في بيوت الأعراس.
إن هذا أُذن ليس مقبولاً في الشريعة، أو هذا تصرف ليس مقبولاً في الشريعة.
سارة المرأة، التي لا تتقيد بأحكام الشريعة،
سارة على شر، وعلى إنحرافات بسبب جهلها، بآداب اللباس، وأحكام اللباس ،
معاشر المسلمين: روى الإمام مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال:«لا يَنظُرِ الرجُلُ إلى عَوْرةِ الرجُلِ، ولا تَنظُرِ المرأةُ إلى عَوْرةِ المرأةِ. .»
قال الإمام بن الجوزي رحمه الله: عورة النساء ، كعورة الرجال، كعورة الرجال،
-بمعنى- كما أن عورة الرجال من الركبة وما فوقها، فكذلك النساء، فكذلك النساء، فالأفخاذ، أفخاذ النساء عورات عند النساء ، المطلوب سُتر ذلك، المطلوب سُتر ذلك، وصدور النساء، وظهور النساء، وبطون النساء، عورات عند النساء، فالمطلوب سُتر ذلك، المطلوب سُتر ذلك،
ينبغي أن تعرف الأحكام الشرعية، الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: «ولا تَنظُرِ المرأةُ إلى عَوْرةِ المرأةِ. .»
فالمطلوب من المسلمات المحافظة علي العورات ، وإذا كانت المرأة المسلمة، بحاجة أن تحافظ على عوراتها ، وهي بين أخواتها المسلمات، فمن باب أولى أن تحافظ على عوراتها، وهي بين الكافرات، وهي بين الكافرات.
وهكذا أيضا: وهي بين الفاجرات، بين الفاجرات ، أحكام الشريعة، أحكام صيانة، وأحكام رعاية، وأحكام رُشد وسداد، وأحكام حقد وعفاف للمرأة المسلمة،
ماذا أستفادت المرأة المسلمة، التي تبرجت، والتي خلعت ثيابها، أو كثيراً من ثيابها ،!!
ماذا أستفادت إلا المقتى والفتن والسُمعة السيئة، والسُمعة السيئة،
معاشر المسلمين: إن المرأة المسلمة، مُطالبة أن تكون في بيتها، على حالة طيبه فيما يتعلق بثيابها،
قال شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله-: كانت النساء، في بيوتهن في عهد نبي -عليه الصلاة والسلام- يلبسن الثياب، التي لا يظهر من أبدانهن إلا الأقدام، والكفان، إلا الأقدام، والكفان، هذا لباس المرأة وهي في بيتها، بين أبنائها، وبناتها، وبين زوجها ،نعم يجوز للمرأة أن تلبس البسة تخص زوجها فقط، كما سيأتي بعد قليل....
لكن اليوم سار التعري، في الخارج في خارج البيوت ،جعل الله البيوت حجاباً لصيانة النساء، وجعل الله الثياب، حجاباً لصيانة النساء، ولكن شيطنة -الديمقراطية- ما تركت المرأة المسلمة على حيائها ،وعلى سِترها ، وفي خِدرها، ولم تتركها على وقار ، وعلى سكينة، وعلى آداب رفيعة ، وإنما جرت -الديمقراطية- التي أدوسها بقدمي ، جرة المرأة المفتونة بها من المسلمات، على وجهها، على وجهها،
فسارة المرأة تتعدى في أمور كثيرة:-
ومن ذلك -في أمور اللباس-،
معاشر المسلمين: إن المسلمين بحاجة الرجال والنساء، إلى معرفة مكاين شياطين الجن والإنس بالمرأة المسلمة ،حتى في ثيابها، حتى في حجابها ،حتى في حجابها ،فكم بذلوا من جهود!! ومن أموال! وكم أعدوا من مؤامرات! لإسقاط الحجاب! من على رأسها ووجهها، من على رأسها وجهها،
وها هم الآن يتوصلون إلى تعري مفضوح ، وإلى تعري شيطاني -عياذا بالله- تقع فيه من تقع من بنات المسلمين ومن نساء المسلمات أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.
*الخطبة الثانية*
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ،
أما بعد: