الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321
غَزْوَةُ بَدْرٍ هِيَ أَوَّلُ مَعَارِكِ الإِسْلامِ الْكُبْرَى،
وَهَذِهِ الْغَزْوَةُ تُوِّجَتْ بِالنَّصْرِ الْمُبِينِ،
فَمَا هِيَ أَسْبَابُ هَذَا النَّصْرِ،
وَما هِيَ مُقَدِّمَاتُ هَذِهِ الْغَزْوَةِ وَأَهْدَافُهَا وَنَتَائِجُهَا.
وَقَعَتْ غَزْوَةُ بَدْرٍ فِي السَّابعِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ،
وَبَدَأَتْ مُقَدِّمَاتُ هَذِهِ الْغَزْوَةِ الْكُبْرَى بِإِرْسَالِ السَّرَايَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُوَجِّهُونَ ضَرَبَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ لِقِوَى الْكُفْرِ؛
فَقَدْ أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِ سَرَايَا قَادَ بَعْضَهَا بِنَفْسِهِ،
وَكَانَ آخِرُهَا سَرِيَّةَ عَبْدِاللهِ بْنِ جَحْشٍ فِي رَجَبٍ مِنْ نَفْسِ الْعَامِ، أَيْ قَبْلَ غَزْوَةِ بَدْرٍ بِشَهْرَيْنِ فَقَط.
هَؤُلَاءِ أَصْحَابُهُ الْمُهَاجِرُونَ وَقَدْ لَحِقَهُمْ مِنْ مُشْرِكِي مَكَّةَ مَا لَحِقَهُمْ مِنْ أَذىً وَاضْطِهَادٍ ونِكَايَةٍ وَخَسَائِرَ مَادِّيَّةٍ،
فَأَرَادَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَشْفِيَ صُدُورَهُمْ مِنْ عَدُوِّهِمْ وَأَنْ يُقَوِّيَ مَعْنَوِيَّاتِهِمْ وَيُثَبِّتَ قُلُوبَهُمْ بِاِغْتِنَامِ تِلْكَ الْفُرْصَةِ،
فَقَدْ سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عِيرًا لِقُرَيْشٍ مُحَمَّلَةً بِالْأَمْوَالِ قَادِمَةٌ، يَقُودُهَا أَبُو سُفْيانَ،
فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ بِالْخُرُوجِ لِلْاِسْتِيلاءِ عَلَى هَذِهِ الْقَافِلَةِ،
وَقَالَ لَهُمْ:
"هَذِهِ عِيرُ قُرَيْشٍ فِيهَا أَمْوَالُكُمْ فَاخْرُجُوا إِلَيْهَا لَعَلَّ اللهَ يُنَفِّلُكُمُوهَا"،
وَأَرَادَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُنَفِّذَ هَدَفًا مِنَ هَذِهِ الدَّعْوَةِ وهُوَ تَحْطِيمُ عُنْفُوَانِ الْمُشْرِكِينَ، وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ؛
فَلَقَدْ قَتَلَ الْمُسْلِمُونَ مِنْهُمْ وَأَسَرُوا وَشَفَى اللَّهُ صُدُورَهُمْ،
وَأَيَّدَهُمْ جَلَّ وَعَلا بِالنَّصْرِ مِنْ عِنْدِهِ..
تَأَمَّلُوا - عِبَادَ اللَّهِ -
فِي فِعْلِ رَسُولِكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم،
َ فَبَعْدَ أَنْ كَذَّبَهُ قَوْمُهُ وَأَخْرَجُوهُ مِنْ بَلَدِهِ،
لَمْ يَرْكَنْ إِلَى الرَّاحَةِ وَالْهُدُوءِ،
لَمْ يَخْلُدْ إِلَى السُّكُونِ وَالصَّمْتِ،
وَلَوْ أَنَّهُ رَكَنَ إِلَى ذَلِكَ،
مَا كَانَ لِلْإِسْلامِ أَنْ يَصِلَ إِلَى مَا وَصَلَ إِلَيْهِ الْيَوْمَ؟
مَا كُنَّا لِنَحْظَى بِنِعْمَةِ الْهِدَايَةِ الْكُبْرَى؟
مَا كَانَ لَنَا أَنْ نَنْعَمَ بِنِعْمَةِ الْأَمْنِ.
لَقَدْ أَمِنْ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ هَذِهِ الْغَزْوَةِ وَخَافَهُمْ كُلُّ أَحَدٍ مِمَّنْ حَوْلَهُمْ؛
فَقَبَائِلُ الأَعْرَابِ الْمُشْرِكَةِ الَّتِي كَانَتْ تُحِيطُ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ -
وَالَّتِي كَانَ الشُّغْلُ الشَّاغِلُ لِهَذِهِ الْقَبَائِلِ هُو الْهُجُومُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِغَرَضِ السَّلْبِ وَالنَّهْبِ - وَقَعَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبُ،
وَوَقَعَ الرُّعْبُ فِي قُلُوبِ الْيَهُودِ الْحَاقِدِينَ الْمُتَرَبِّصِينَ الَّذِينَ هُمْ دَاخِلُ الْمَدِينَةِ،
وَوَقَعَ الرُّعْبُ فِي قُلُوبِ الْمُنَافِقِينَ،
وَعَلَى رَأْسِهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ،
وَوَقَعَ الرُّعْبُ فِي قَلْبِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ،
وَخَابَ ظَنُّهُمْ وَضَعُفَتْ شَوْكَتُهُمْ حِينَمَا رَأَوُا انْتِصارَ الْمُسْلِمِينَ وَعِزَّتَهِمْ؛
بَلْ أَظْهَرَ بَعْضُ الْمُنَافِقِينَ إِسْلامَهُمْ خَوْفًا مِنْ مُحَمَّدٍ وَصَحْبِهِ...
وَصَدَقَ اللَّهُ حَيْثُ قَالَ فِي وَصْفِ هَذَا النَّصْرِ:
﴿ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [آل عمران: 126].
مَلَكْنَا هَذِهِ الدُّنْيَا الْقُرُونَا
وَأَخْضَعَهَا جُدُودٌ خَالِدُونَا
وَسَطَّرْنَا صَحَائِفَ مِنْ ضِيَاءٍ
فَمَا نَسِيَ الزَّمَانُ وَلاَ نَسِينَا
فَمَا فَتِئَ الزَّمَانُ يَدُورُ حَتَّى
مَضَى بِالْمَجْدِ قَوْمٌ آخَرُونَ
وَأَصْبَحَ لَا يُرَى فِي الرَّكْبِ
قَوْمِي وَقَدْ عَاشُوا أَئِمَّتَهُ سِنِينَ
وَآلَمَنِي وَآلَمَ كُلَّ حُرٍّ
سُؤَالُ الدَّهْرِ أَيْنَ الْمُسْلِمُونَ؟!
عِبَادَ اللَّهِ...
لَمْ تَقَعْ غَزْوَةُ بَدْرٍ وَغيرِهَا إلَّا لِنَشْرِ الْمِلَّةِ،
وَدَحْرِ أَعْدَاءِ الدِّينِ وَالسُّنَّةِ،
لَمْ تَكُنْ تِلْكُمُ الْغَزَوَاتُ إلَّا لِنَشْرِ الْأَمْنِ وَالْأمَانِ، وَانْتِشَارِ السِّلْمِ وَالْإِسْلامِ،
{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ}. (ﺍﻟﻨﺤﻞ: 90)
فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
5- الزَّكاة شكرٌ لنعمة الله، واعتراف بفضله سبحانه وإحسانه إليه ، وهي علاج للقلب من حب الدنيا ، وتزكية للنفس وتحويلها إلى الرغبة في الآخرة.
6- الإحساس بالانتماء إلى المجتمع الواحد ، والمساهمة في خدمته،
فالزكاة وسيلة لتزكية النفوس والأموال وتطهيرها وتطييبها. و تزكية وتطييب وتطهير للنفس التي صدقت في فعلها ،حيث يقيها البذل في سبيل الله شحها.
وهي تزكية وتطييب وتطهير للنفوس التي رد عليها نصيب من المال، تسد به الحاجة ،فتختفي أسباب الحقد الطبقي.
وفي قول الله تعالى لرسوله: “وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ”. فكان صلى الله عليه وسلم يدعو بالنماء والزكاء والخير والبركة لمؤتي الزكاة ، فتزكو الأموال ، ويكثر الخير ، وتعم البركة ...
أيها المسلمون:
ويجب أن يكون المزكي على يقين تام من الله أن أداء الزكاة من أكبر الأسباب لنماء المال وبركته ،
فقد بين الصادق المصدوق ذلك كما في مسند أحمد والبزار (عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « ثَلاَثٌ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنْ كُنْتُ لَحَالِفاً عَلَيْهِنَّ لاَ يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا وَلاَ يَعْفُو عَبْدٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ يَبْتَغِى بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا ».
وقوله صلى الله عليه وسلم : (لاَ يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ) أي : إن نقصت عيناً ، فإنها لن تنقصه ، بل يخلف الله بدلها ويبارك له في ماله .
فيجب على كل من وجبت عليه الزكاة ، أن يعلم أن مقابل أدائه للزكاة تأتي البركة في ماله ،وكذلك الأجر والثواب من الله عز وجل ، فإن الأهداف الدينية والدنيوية مرتبطة لا انفصال بينها ، فالأهداف الدينية تتمثل في مثوبة الله عز وجل لعباده المؤمنين .
قال الله تعالى : ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) (97) النحل،
فإن اتباع تعاليم الاسلام تؤدي إلى تحقيق خيري الدنيا والأخرة ..
فقد جعلت الزكاة حفظاً للمال والأهل والجسد ، وحصناً من الخسارة والبغي والحسد ، وجعلها لإقامة المودة بين الأغنياء والمساكين ..
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم...
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...
-:((الخطبة الثانية)):-
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
أيها المسلمون:
إن الهدف الأساسي للزّكاة في الإسلام هو تحقيق العبودية لله ، والانقياد له ،
بالإضافة إلى تطهير نفس المزكي من الشّحّ ، ومن عبادة المال وتقديسه ، وتثبيت أصالة الإنفاق والعطاء والبذل في نفس المزكي ،
وكما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (ليس في الدّنيا خير من اثنين: رغيف تشبع به كبدًا جائعة ، وكلمة تفرج بها عن ملهوف).
كما شرع الله تعالى الزكاة تحقيقا لأواصر التّضامن والتّآلف والتّراحم والتّواد ، ممّا يكون له كبير الأثر على مستوى المجتمع وقوّته ومنعته وسلامته من الأحقاد والضّغائن والتّحاسد والتّباغض،
بل أنها سببا لإشاعة الأمن والطمأنينة،
بالإضافة إلى تنمية المجتمع وتطوير تجاراته وصناعاته ومهنه وحرفه وتقوية اقتصادياته ومعاملاته وسدّ حاجات الفقراء والمساكين ، وتخليص أصحاب الدّيون والأسرى والمحبوسين.
وقد اعتبر العلماء أن زكاة المال عصب النِّظام الاقتصادي الإسلامي : ففيها الحلول للمشكلات الاقتصادية المعاصرة ، والّتي فشلت النّظم الاقتصادية الوضعية في علاجها،
ومن بين هذه المشكلات : مشكلة تكدّس الأموال في يد فئة قليلة من النّاس، ما أدّى إلى زيادة الفوارق بين الطبقات ، ومشاكل عدم الاستقرار الاقتصادي والتّضخّم، والاكتناز، والفوائد الربوية.
وأدّت هذه المشكلات وغيرها إلى انخفاض مستوى دخل الطبقة الفقيرة ، وعدم توفير الحاجات الأساسية للحياة ، لتصير الزكاة باعثة لهمم أصحاب الأموال ، لكي يستثمروها وينموها، وإنعاش الاقتصاد وتنشيط الحركة التجارية وإكثار الإنتاج وتوفر فرص العمل وغيرها.
ومن بين مقاصد الإسلام في تشريع الزّكاة رفع مستوى الفقراء والمساكين وتحويلهم إلى طاقة إنتاجية في المجتمع، حيث لا يقتصر الأمر على إعطائهم إعانة وقتية، بل يمكن أن يتم شراء وسائل الإنتاج كالآلات الحرفية والحيوانات وغيرها،
خطبة 🎤 بعنوان
" الزكاة - فريضة، وتزكية، وبركة، ونماء.. !! "
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمدُ لله خلَق الإنسانَ ولم يكن شيئًا مَذكورًا،
وصوَّره فأحسَن صورتَه فجعله سميعًا بصيرًا،
وأرسَل إليه رسلَه وأقام عليه حجَّته وهداه السبيلَ إمَّا شَاكرًا وإمّا كفورًا،
أحمَده سبحانَه وأشكره شكرَ من لم يرجُ من غيرِه جزاءً ولا شكورًا،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له إنّه كان حليمًا غفورًا،
ﺍﻟﺸﻤﺲُ ﻭﺍﻟﺒﺪﺭ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺣﻜﻤﺘﻪ ...
ﻭﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻴﺾٌ ﻣﻦ ﻋﻄﺎﻳﺎﻩُ
ﺍﻟﻤـﻮﺝُ ﻛﺒﺮﻩ ﻭﺍﻟﻮﺣﺶُ ﻣﺠﺪﻩ ...
ﻭﺍﻟﻄﻴﺮُ ﺳﺒﺤﻪ ﻭﺍﻟﺤﻮﺕ ﻧﺎﺟﺎﻩُ
ﻭﺍﻟﻨﻤﻞُ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺍﻟﺼﻢ ﻗﺪﺳﻪ...
ﻭﺍﻟﻨﺤﻞُ ﻳﻬﺘﻒ ﺣﻤﺪﺍ ﻓﻲ ﺧﻼﻳﺎﻩ
ُ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱُ ﻳﻌﺼُﻮﻧﻪ ﺟﻬﺮﺍ ﻓﻴﺴﺘﺮﻫﻢ ...
ﻭﺍﻟﻌﺒﺪُ ﻳﻨﺴﻰ ﻭﺭﺑﻲ ﻟﻴﺲ ﻳﻨﺴﺎﻩُ
ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺻﻔﻴﻪ ﻭﺧﻠﻴﻠﻪ ، ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺍﻟﻨﺬﻳﺮ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﺍﻟﻤﺰﻫﺮ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ ،
ﺧﻴﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﻘﺎﻣَﺎ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﻼﻣﺎ ،
ﻟﺒﻨﺔ ﺗﻤﺎﻣﻬﻢ ﻭﻣﺴﻚ ﺧﺘﺎﻣﻬﻢ ،
ﺭﺍﻓﻊ ﺍﻹﺻﺮ ﻭﺍﻷﻏﻼﻝ ، ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺮ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ،
ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﻪ ﺭﺑﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﺑﺎﻟﻬﺪﻯ ﻭﺩﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻴﻦ ﻳﺪِ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﺸﻴﺮﺍ ﻭﻧﺬﻳﺮﺍ ﻭﺩﺍﻋﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﻭﺳﺮﺍﺟﺎً ﻣﻨﻴﺮﺍ ، ً ﻓﺨﺘﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ، ﻭﻋﻠﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﻟﺔ ، ﻭﻫﺪﻯ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ،
ﻭﻓﺘﺢ ﺑﻪ ﺃﻋﻴﻦً ﻋﻤﻴﺎ ﻭﺁﺫﺍﻧﺎً ﺻﻤﺎ ﻭﻗﻠﻮﺏ ﻏﻠﻔا ،
ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺠﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻻ ﻳﺰﻳﻎ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻫﺎﻟﻚ ،،،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻛﻤﺎ ﺁﻣﻨﺎ ﺑﻪ ﻭﻟﻢ ﻧﺮﻩ ﻓﻼ ﺗﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺗُﺪﺧﻠﻨﺎ ﻣُﺪﺧﻠﻪ ، ﻭﺃﻭﺭﺩﻧﺎ ﻳﺎﺭﺏ ﺑﻔﻀﻠﻚ ﻭﻛﺮﻣﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﺣﻮﺿﻪ ﺍﻷﺻﻔﻰ ﻭﻧﻬﺮﻩ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ ، ﻭﺍﺳﻘﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﻴﺪﻩ ﺷﺮﺑﺔً ﻫﻨﻴﺌةً ﻻ ﻧﻈﻤﺄ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪﺍً ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻬﻚ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ،،،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻠﻲ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺯﺩ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺃﺣﺒﺎﺑﻪ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ﺑﻬﺪﻳﻪ ﻭﺍﺳﺘﻦَّ ﺑﺴﻨﺘﻪ ﻭﺍﻗﺘﻔﻰ ﺃﺛﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أما بعـــــــــــد : -
أيها المسلمون:
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين :
( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) التوبة 103،
وفي مسند أحمد والبزار (عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « ثَلاَثٌ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنْ كُنْتُ لَحَالِفاً عَلَيْهِنَّ لاَ يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا وَلاَ يَعْفُو عَبْدٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ يَبْتَغِى بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا ».
إخوة الإسلام:
الزكاة في اللغة تعني : الطهارة والنماء ،والزيادة والصلاح والبركة ،
وهي ركن من أركان الدين ، فرضها الله على المسلمين في الأموال، وجعلها حقاً معلوما لذوي الفاقة والمعوزين، وتوثيقا لروابط التعاون والتكافل والإخاء بين الأغنياء والفقراء، وتطهيرا من الشح والبخل ومنافع أخرى كثيرة،
والزكاة في الإسلام لم تكن مجرد عمل طيب من أعمال البر، كما في الأديان الأخرى،
بل هي ركن أساسي من أركان الإسلام، وشعيرة من شعائره الكبرى، وعبادة من عباداته الأربع،
يوصم بالفسق من منعها، ويحكم بالكفر على من أنكر وجوبها،
فليست إحسانًا اختياريًا ولا صدقة تطوعية،
وإنما هي فريضة تتمتع بأعلى درجات الإلزام الخلقي والشرعي ،
وهي في نظر الإسلام حق للفقراء في أموال الأغنياء.
وهو حق قرره مالك المال الحقيقي وهو الله تعالى، وفرضه على من استخلفهم من عباده فيه، وجعلهم خزانًا له،
فليس فيها معنى من معانى التفضل والامتنان من الغني على الفقير،
كما أن الزكاة لم تكن مجرد معونة وقتية. ، بل كان هدفها في الإسلام القضاء على الفقر ، وإغناء الفقراء إغناءً دائمًا يستأصل شأفة العوز من حياتهم، ويمكنهم من أن ينهضوا وحدهم بعبء المعيشة.
وذلك لأنها فريضة دورية منتظمة دائمة الموارد، ومهمتها أن تيسر للفقير قوامًا من العيش.
هكذا كانت نهاية أئمة الكفر، وكذلك يقطع الله تعالى دابر كل مستكبر جبار، كما قطع سبحانه دابر قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط وقوم شعيب وفرعون وهامان وقارون، وحَقَّ في كفار مكة قول الله تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ الله كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ البَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ القَرَارُ ﴾ [إبراهيم:29].
قال عمرو بن دينار رحمه الله تعالى:هم كفار قريش، ومحمدٌ النعمة ودار البوار النار يوم بدر.
فالحمد لله الذي أمكن من أعدائه، ونصر أولياءه ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [المجادلة:5] ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [المجادلة:21]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.....
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما أمر، والشكر له على نعمه فقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واثبتوا على دينكم حت ى تلقوا ربكم ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ ﴾ [الحجر:99].
أيها المسلمون: أهل الخير ينفعون إخوانهم، ويأخذون بأيديهم إلى مراقي العز والسعادة، وأهل الشر يردون أقرانهم، ويكونون سببا في هلاك أصحابهم، ولا يدلونهم إلا على ما يضرهم، وظهر ذلك جليا في غزوة بدر حين أغرى أبو جهل صاحبه أمية بن خلف بالخروج مع يقينه أنه مقتول لا محالة، فما زال به أبو جهل حتى أخرجه إلى القتل والنار.
وفي زمننا هذا رأينا فراعنة الدول المستكبرة يجرون معهم إلى القتل والهزيمة والنار من يوافقهم من أرباب الدول الأخرى ليغرقوهم في مستنقعات الدم والدمار والإثم والعار في العراق والصومال وأفغانستان، فمتى يتعظ الطغاة؟ ومتى يعتبر الأتباع؟ وهلَّا كان لهم فيمن مضوا من طغاة التاريخ عظة وعبرة؟!
هذا؛ ومن تأمل مصارع المشركين في بدر عَلِمَ أن لله تعالى الحكمةَ البالغة فيهم؛ فما كان والله بينهم وبين السعادة الأبدية، والنعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول إلا أن يُؤمنوا، ولو آمنوا - وهم سادة مكة وأشراف قريش - لسادوا الناس كما ساد أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الأشراف من قريش رضي الله عنهم، ولكانت هذه عاجلَ بشراهم في الدنيا مع ما يُدَّخر لهم في الآخرة، ولكنْ من حُجِب قلبه عما ينفعه فلن تنفعه الذكرى، ولن تُجْدِي فيه المواعظ، ولو جاءته النذر، وأبصر الآيات ﴿ مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الأعراف:186].
ومن عجيب تقدير الله تعالى في عباده أن أبناءً لهؤلاء الصناديد من قريش وإخوانا وأقرانا وأصحابا حضروا بدرا على الشرك، ولكنهم لم يُقتلوا، وبقي منهم على الشرك من بقي سنوات عدة، ولكنهم مكتوبون في اللوح المحفوظ من أهل الهداية والسعادة ولو رَفَعُوا سيوفهم على المؤمنين في بدر وأحد والخندق وغيرها، ومن كُتب سعيدا فلن تستمر معه شقوته، ولن يبقى على كفره، ولن يموت إلا مؤمنا، فما أعظمَ مقاديرَ الله تعالى في خلقه، وما أحكم قضاءه سبحانه في عباده ﴿ قُلْ فَللهِ الحُجَّةُ البَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الأنعام:149]
كان من أولئك النفر حكيمُ قريش وسيدها حكيم بن حزام رضي الله عنه، الذي رأى الموت في بدر وهو في صف المشركين، ولكن رحمة الله تعالى شملته فنجا وأسلم وحسن إسلامه، وكان سيدا في الإسلام كما كان سيدا في الجاهليه، وكان إذا حلف بيمين قال: لا والذي نجاني يوم بدر.
وكان منهم ابنُ فرعون هذه الأمة عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه، قُتِل أبوه على الشرك في بدر، ونجَّى الله تعالى عكرمة رضي الله عنه لخير أراده به، فأسلم بعد الفتح وحسن إسلامه، وكان رضي الله عنه إذا اجْتَهَدَ في الْيَمِينِ قال: وَالَّذِي نَجَّانِي يوم بَدْرٍ.
وإذا كانت الهداية من الله تعالى وليست لأحد من خلقه فحري بالمؤمن أن يلهج بدعائه دائما وأبدا أن يهديه ويثبته، كيف؟ وهو يقرأ في كل ركعة ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة:7].
ومن أعظم أسباب الهداية والثبات عليها: قراءةُ القرآن وتدبره، والعمل بما فيه، والمحافظة على الفرائض مع الإكثار من النوافل؛ فإن ذلك سببُ هداية القلوب وصلاحها وثباتها على الحق وإن كثرت الملهيات والصوارف، وقويت الضغوط والمضايقات.
🎤
*خطبة.جمعة.بعنوان.cc*
*غــــــــــــــزوة بــــــــــــــــدر*
*للشيخ/ إبراهيم بن محمد الحقيل*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد لله العزيز الحكيم؛ ينصر المستضعفين، ويقصم المستكبرين، وهو على كل شيء قدير ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بالبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ ﴾ [الرُّوم:47] نحمده على ما هدانا، ونشكره على ما أعطانا، ونسأله أن يثبتنا على الحق إلى أن نلقاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كبير في حكمه وملكه، عظيم في أسمائه وصفاته، حكيم في تقديره وأفعاله ﴿ إِنِ الحُكْمُ إِلَّا لله يَقُصُّ الحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الفَاصِلِينَ ﴾ [الأنعام:57] وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله؛ لم يزل يوم بدر منطرحا على ربه، رافعا يديه إلى السماء يدعو، حتى جاءته البشرى بالنصر المبين، والقضاء على صناديد المشركين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأتباعه إلى يوم الدين.
أمـــا بـــعــــــد: فاتقوا الله تعالى
وأطيعوه، واستثمروا ما بقي من شهركم؛ فبالأمس بدأتموه، وها أنتم تأخذون من نصفه الآخر، وقريبا يفارقكم بما استودعتم فيه من أعمالكم، فاعملوا اليوم صالحا تجدوا خيرا في غدكم ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزَّلزلة:8].
أيها الناس: من سنة الله تعالى في المكذبين من عباده أن يرغبهم ويرهبهم، ويمهلهم ويملي لهم، ويحذرهم عقابه، ويخوفهم بآياته، ويرسل لهم النذر تلو النذر، ويفتح عليهم أبواب النعم استدراجا لهم؛ حتى إذا استوجبوا العقاب؛ قطع دابرهم، واستأصل شأفتهم، وأباد خضراءهم ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ ﴾ [الأنعام:45].
وسرت سنة الله تعالى على المكذبين للرسل عليهم السلام في شتى الأزمان والأمم؛ فهذه عاد لما كذبت هودا عليه السلام قطع الله تعالى دابرهم، وأنجى هودا والمؤمنين معه ﴿ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف:72].
وقضى عز وجل في قوم لوط عليه السلام لما كذبوه وأتوا الفواحش بقطع دابرهم ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ ﴾ [الحجر:66].
وذكَّر الله تعالى المكذبين لخاتم رسله محمد عليه الصلاة والسلام بعاقبة المكذبين قبلهم، وحذرهم من سلوك مسلكهم؛ لئلا يقطع دابرهم كما قطع دابر من كانوا قبلهم ﴿ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ ﴾ [الأنعام:6].
غير أن من كُتب عليهم الشقاء لا بد أن يدركوه، ويأتوا أسبابه، ولا ينفكوا عن عمل أهله حتى ترديهم شقوتهم، ومن كتب الله تعالى نجاتهم أدركتهم رحمته سبحانه، وأسعفتهم هدايته، وقد وقع ذلك كما قدره الله تعالى وقضاه في غزوة بدر الكبرى التي كانت في رمضان من السنة الثانية للهجرة؛ إذ سارت جحافل الشرك، وجند الباطل، تجر أذيلها بطرا ورئاء الناس، من مكة إلى المدينة لتنقذ قوافلها من محمد عليه الصلاة والسلام وصحبه رضي الله عنهم، وتضربهم أقبيتها بالقرب من مدينتهم؛ تحديا لهم، واستعادة لهيبة تضعضعت بكلمة التوحيد، وكاد اللقاء أن لا يتم بنجاة القافلة من قبضة المسلمين، ولكن الله تعالى قد قضى - وهو الحكم العدل - بقطع دابر آئمة الشرك، وصناديد مكة ﴿ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الكَافِرِينَ ﴾ [الأنفال:7].
لقد قضى الله تعالى في المشركين قضاءه، فلا بدّ أن ينفذ فيهم حكمه، وأن يقع عليهم مراده، فكان اللقاء على غير ميعاد، وبلغ المسلمون أرض المعركة قبل المشركين، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يشير إلى مصارع المشركين في الأرض، روى أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل بدرا قال: (هذا مَصْرَعُ فُلَانٍ، قال: وَيَضَعُ يَدَهُ على الأرض هاهنا وهاهنا قال: فما مَاطَ أَحَدُهُمْ عن مَوْضِعِ يَدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه مسلم.
وبما أن القلب الأسود المظلم بأمراض الأحقاد والبغضاء والكراهية والحسد والكبر والاستعلاء على الناس وغيرها حاجز لرحمة الله حائل دون توفيقه مانع لمعيته الخاصة للعبد، فإن شهر الصيام فرصة ذهبية للتخلص منها والانتصار عليها، لأن وسائل التنظيف والتطهير للقلب متوفرة بكثرة، والمحفزات المساعدة على ذلك ميسرة إلا من أبى.
عباد الله الصائمين القائمين : كم لرمضان من أثر في تريبة النفوس وعبودية الجوارح، رمضان يدرب النفس على كثير من خصال الخير؛ فتحيا المراقبةُ لله؛ ويشيع الصدق في النفوس؛ تتهذب الأخلاق وتُجتنب الآثام؛ وتتطبع النفوس على الكرم والجود والإحسان؛ وزيادة البِرِّ بالأقربين، والآذانُ والألسنُ والأعينُ مشتغلة بالطاعاتِ عن المعاصي، ذلك كلُّه يدل دلالة واضحة أن بإمكان المرء أن يغير من واقعه، وأن الانتقال في أي وقت من العام إلى الطاعات وممارسة الخيرات والانفكاك من أسر الشهوات أمر ممكن ويسير على من وفقه الله لمجاهدة نفسه؛ وهذا يدعونا إلى التوبة إلى الله والمسارعة بتغيير واقعنا إلى الأحسن من الآن وبعد رمضان.
فاتقوا الله عباد الله، وحافظوا على صيامكم لتنالوا ما وعد الله الصائمين من الأجر العظيم، لتكونوا مع الذين يدخلون من الباب الذي خصصه الله للصائمين في الجنة وهو باب الريان باب مخصص للصائمين يدخلون منه إلى الجنة لا يدخل منه غيرهم، فإذا دخلوا أغلق ويقال لهم:{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}.
اللهمَّ اجْعَلْنا من عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ، اللهمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنَ يصُومُ رمضانَ إيماناً واحتساباً، اللهمَّ أَهِلَّ عليْنَا شهرَ رمضانَ بالأَمْنِ والإيمانِ، والسَّلامَةِ والإِسْلامِ، والتوفيقِ لِمَا تُحِبُّهُ وترضَاهُ يا ذا الجلالِ والإكرامِ، واغفرْ لنَا ولوالِدِينَا ولجميعِ المسلمينَ ما سَلفَ، وَكانَ مِن الذنوبِ والخطَايا والعصيانِ، اللهم اجْعَلْهُ شهرَ عَزٍّ ونَصْرٍ للإسلامِ والمسلمينَ في كلِّ مكَانٍ، اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.
هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزّ من قَائِل: {إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا} اللّهم صَلِّ وسَلِّم وبَارِك على محمد، وعلى آله وأصحابه الذين ساروا على نهجه، وترسموا خطاه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا دَعَوْناكَ فَٱ سْتَجِبْ لَنَا دُعاءَنَا فَٱ غْفِرِ اللَّهُمَّ لَنا ذُنُوبَنَا وَإِسْرافَنا في أَمْرِنا، اللهمَّ آتِ نَفسونا تَقْوَاها، وزَكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها، أنت وَلِيُّها ومولاها، اللهمَّ إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشَع، ومن نفْسٍ لا تشبع، ومن دعوة لا تستجاب، اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظَّالِمِينَ
اللَّهُمَّ اغثنا اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، اللهم احفظ اليمن، اللهم احقن دماء اليمنيين ولم شعثهم ووحد صفهم وألف بين قلوبهم، اللهم امكر بمن يمكر بيمننا وشعبنا وانتقم من المعتدين على شعبنا انك على كل شيء قدير، {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم}، {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]، فاذكُروا الله العظيمَ الجليلَ يذكركم، واشكرُوه على آلائِه ونعمِه يزِدكم، {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
واعلموا أيها الاخوة المؤمنون الصائمون/ أن مجالات الانتصار في رمضان بالنسبة للمؤمن غير مقتصرة على الجانب العسكري فقط، بل إن الانتصارات التي تحققت وتتحقق على أعداء الأمة خلال شهر رمضان منذ بدء الرسالة، هي نتيجة للأجواء الإيمانية والتربية الروحية والسلوكية التي يتعلمها ويتدرب عليها المسلمون في مدرسة رمضان السنوية، مما يهيئ لهم أسباب النصر لينتصروا على أعدائهم، فإنها محصلة كذلك لتلك الانتصارات التي يحدثها وينجزها العبد المؤمن على مستواه الفردي والجماعي في شهر الصيام كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].
ففي رمضان يكون الانتصار على النفوس أقوى ما يكون أن ينتصر المسلم على نفسه التي بين جنبيه، وهي أعدى أعدائه، وذلك بمخالفتها وتعويدها على الطاعات واجتناب المنهيات؛ قال تعالى:{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}[الشمس 7-10].
لذلك فإن مدرسة الصيام محطة مهمة ليجعل العبد المؤمن لنفسه فيها برنامجا عمليا لتحقيق الانتصارات بمفهومها الشامل، هذه الانتصارات التي تُعدُّ توطئة لانتصارات عظمى، ومن جملة هذه الانتصارات التي ينبغي للمسلم السعي في تحصيلها في شهر رمضان ما يلي:
أولا/ الانتصار على الرياء: رمضان شهر الإخلاص بلا منازع، وقد توفرت كل عوامل النجاح للمؤمن فيه على كل دواعي الرياء وأسبابه، وتنمية عنصر المراقبة والتجرد لله عز وجل لديه، فامتناع الصائم عن الطعام والشراب والشهوات المادية والمعنوية طيلة يومه، استجابة لأمر ربه هو عين الإخلاص، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((يقول الله عز وجل: الصوم لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه)) ((من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))
إن تحقيق هذا النوع من الانتصار هو الأساس الذي تنبني عليه كل الانتصارات الأخرى، فإن تربى العبد على الاستحضار الدائم لعامل المراقبة هذا، وذلك بعدم جعل الله أهون الناظرين إليه، وتجنب ما لا يرضيه من فعل أو قول أو خلق أو سلوك سرا أو علانية، فيكن بذلك قد تجاوز عتبة الانتصار الأول والمهم في مدرسة الصيام ليصحبه صحبة دائمة لازمة طيلة العام.
ثانيا/ الانتصار على الشيطان: ذلك أن وسيلة الشيطان لإغواء بني آدم هي الشهوات، وتقوى هذه الشهوات بالأكل والشرب، والصيام يضيِّق مجاري الدم، فتضيق مجاري الشيطان، فتسكن وساوسه ويُقهر بذلك، عن صفية بنت حيي، قالت: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم))
وقد هيأ الله سبحانه وتعالى ذلك للصائم، فصفد له الشيطان ليٌسَهِّل له وعليه هذا النوع من الانتصار، ولكي يقوي عناصر المناعة الإيمانية لديه، ويستحضر كل مسببات القوة اللازمة لينتصر في معركته مع شيطانه بشكل دائم أو غالب على الأقل، ورمضان فرصة مواتية لتكبت شيطانك وتغلبه وتصرعه بسهولة ويسر، لأنك إن فشلت في معركتك معه في شهر الصيام، فأنت فيما سواه من الشهور أفشل، تصور نفسك في حلبة تصارع خصما مكبل اليدين والرجلين وأنت حر طليق في كامل قوتك ولياقتك وعافيتك ونشاطك، فمن العيب والقصور والحرمان أن لا تنتصر عند ذلك
فاعمل جاهدا أيها الصائم واستغل الفرصة لتذوق طعم الانتصار على الشيطان، كي يغريك ذلك في الاستمرار في صرعه فيما سوى ذلك من الأوقات.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يأخذ بنواصينا للبر والتقوى، وأن يوفقنا للعمل الصالح الذي يرضيه عنا، إنه سميع مجيب....
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الملك العلام، القدوس السلام، ذي الطول والإنعام، والعزة والإكرام، نحمده أن هدانا للإسلام، وبيّن لنا الحلال والحرام، وشرَّفنا بالصيام والقيام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له منَّ على عباده بصيام وقيام رمضان، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه خيرُ من صلَّى وصام وقام لعبادة ربِّه الملك الديَّان، وجاهد الكفار في شهر الصيام، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ.
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*الانتصارات في شهر رمضان*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الاولى:*
الحمد لله الذي أكرم الأمة بشهر رمضان، الذي أنزل فيه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فتّح في رمضان أبواب الجنان، وغلّق أبواب النيران، وصفد الشياطين ومردة الجان، سبحانه وتعالى وعد الصائمين بالرحمة والغفران وبشر المتقين بالجنة والرضوان، وأشهد أن نبينا محمدا عبدالله ورسوله وصفوته من خلقه وخليله، معلم الصائمين وإمام المتقين وسيد الأنبياء والمرسلين، اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى آله وصحبه والتابعين وعلى من سار على نهجهم واقتفى أثرهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين وعلينا وعلى عباد الله الصالحين.
أما بعد / فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله وطاعته ، ولزوم ذكره وحسن عبادته ، فهذا شهر الصيام ومدرسة التقوى، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون } ، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } .
معاشر المؤمنين الصائمين/ هنيئا لكم بلوغ شهر رمضان المبارك، وإنها والله لمن أعظم النعم وأجزل العطايا وأكرم المنن، من الكريم المنان ذو الجود والكرم والإحسان، فاحمدوا الله واشكروه على هذه النعمة، فكم من الناس تأملوا إدراكه فلم يدركوه، واشتاقوا لبلوغه فلم يبلغوه، ونحن بفضل الله سبحانه وتعالى ومنته، وكريم جوده علينا ورحمته، أدركناه وبلغناه فنسأل الله الكريم الرحيم أن نكون عند ختام شهرنا هذا من الفائزين، وأن يعيننا فيه على جميل الطاعات واغتنام ساعاته بفعل الصالحات، ونسأله جل وعلا أن يرفعنا في شهرنا هذا إلى أرفع المنازل والدرجات، وأن يغفر لنا جميع الخطايا والسيئات، وأن يهب لنا أكرم المثوبة والحسنات، وأن يعتق رقابنا ورقاب آبائنا وامهاتنا وجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات من النيران والعذاب المهين إنه هو الجواد الكريم .
أيها الاخوة المسلمون: إننا نعيش في شهر من أفضل الشهور، أيامه من خير الأيام، فيها قراءة للقرآن، وذكر لله الكريم الرحمن، وبذل للصدقات، لياليه من أفضل الليالي، فيها قيام وتضرع إلى الله، وفي أول ليلة من لياليه ينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، وفيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين، وفي الجنة باب يقال له: الريان لا يدخل منه إلا الصائمون، وهو فرصة سانحة للتوبة من العصيان، والعودة إلى الملك الديان، ومضاعفة الحسنات، وتكفير للسيئات، فالحذر الحذر من الكسل والتمني والتسويف، والبدار البدار بالتوبة قبل فوات الأوان.
اخوة الايمان حفظكم الله ورعاكم/ مَن عَلِمَ حَقَارَةَ الدُّنيَا وَسُرعَةَ فَنَائِهَا لم يَأسَفْ عَلَى مَا فَاتَهُ مِنهَا، وَمَن عَلِمَ حَقِيقَةَ الآخِرَةِ وَبَقَاءَ نَعِيمِهَا حَرِصَ عَلَى أَلاَّ يَفُوتَهُ شَيءٌ مِن فُرَصِهَا، أَمَّا وَقَد مَضَى مِن رَمَضَانَ نِصفُهُ، فَإِنَّ عَلَى المُسلِمِ أَن يَقِفَ مَعَ نَفسِهِ وَقفَةَ مُحَاسَبَةٍ جَادَّةً، يَسأَلُ فِيهَا نَفسَهُ: مَاذَا قَدَّمَ فِيمَا مَضَى؟! وَعَلامَ هُوَ عَازِمٌ فِيمَا بَقِيَ؟! هَل وَعَى الدَّرسَ الرَمَضَانيَّ الكَبِيرَ، فَانتَصَرَ عَلَى نَفسِهِ، وَقَتَلَ شَهَوَاتِهَا، وَحَطَّمَ أَصنَامَهَا؟! هَل حَقَّقَ العُبُودِيَّةَ التَّامَّةَ لِرَبِّهِ امتِثَالاً وَاجتِنَابًا؟!
نَعَم أيّها الأحبة/ ها قَد مَضَى نصف شَهرِ رَمَضَان وَقَدَّمَ فِيهِ الصَّائِمُ مَا قَدَّمَ، فَعَلَى الصَّائِمُ أَن يَحذَرَ مِن آفَةٍ طَالما أَصَابَتِ السَّالِكِينَ، فَجَعَلَتِ استِفَادَةَ بَعضِهِم مِن مَوَاسِمِ العِبَادَةِ لَيسَت بِتِلك الاستِفَادَةَ المَطْلُوبَة، تِلكُم هِيَ آفَةُ الفُتُورِ بَعدَ النَّشَاطِ، وَالتَّرَاخِي بَعدَ الشِّدَّةِ، وَالَّتي مِنَ البَلاءِ أَنَّهَا لا تُصِيبُ صَاحِبَهَا إِلاَّ في خِتَامِ الشَّهرِ وَلَيَالي العَشرِ، وَبَدَلاً مِن الازدِيَادِ وَالتَّزَوُّدِ بَعدَ التَّعَوُّدِ، تَخُورُ القُوَى وَتَفتُرُ العَزَائِمُ، وَيَظهَرُ الكَسل وَيَدِبُّ إِلى النُّفُوسِ المَللُ، وَمَا هَكَذَا يَنبَغِي أَن يَكُونَ المُؤمِنُ، كَيفَ وَقَد قَالَ اللهُ تَعَالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ}[آل عمران: 200].
لا إله إلا الله ما أعظم موقفكم غدا بين يدي الله! يقف العبد بين يدي ربه بقلب وجل وهو يحمل ذنبًا فكيف بمن يحمل ذنوب الملايين، عياذا بالله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ) [الأنعام:30].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بهدي سيد المرسلين،
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
-------------------------------------------------
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وصلى الله وسلم وبارك على خير البشر نبينا محمد وعلى آله وصحبه سادة البشر وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فيا معاشر المسلمين: كما أن ملاك قنوات الشر يحملون ذنوب الملايين الذين يتابعون هذه القنوات وما يعرض فيها من حرام، فالآباء يحملون ذنوب الأبناء والزوجات والبنات، يوم وضعوا لهم هذه القنوات فلا يسمعون فيها أغنية ولا يرون امرأة ولا يقعون في معصية بسبب هذه القنوات إلا كانت في ميزان السيئات لآبائهم يوم القيامة.
وهم بذلك يخونون الأمانة ويضيعون الرعية، ويخشى أن ينطبق عليهم قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشّ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" (رواه مسلم).
فاجعلوا رمضان شهرًا لتطهير البيوت من قنوات الشر، أخرجوها من بيتكم لله خوفًا من الله وتعظيمًا لحرمات الله، أخرجوها قبل أن تخرجوا من الدنيا ويبقى وزرها عليكم.
وتذكروا أن هؤلاء الذين جلبتم لهم هذه القنوات سيفرون منكم يوم القيامة (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) [عبس: 34- 37].
عباد الله: الموفّقون في هذا الشهر تركوا الحلال الذي يشغلهم عن رمضان، منهم من ودّع مواقع التواصل إلى أن ينقضي رمضان، ومنهم من ودَّع السهر والاستراحات إلى أن ينقضي رمضان، بل منهم من ودَّع الزوجة إلى أن ينقضي رمضان.
يصدق عليهم قول القائل:
إِنَّ للهِ عِبَادًا فُطَنَا *** طَلَّقُوا الدُّنيَا وخَافُوا الفِتَنَا
نَظَروا فيهَا فَلَمَّا عَلِمُوا *** أَنَّهَا لَيْسَتْ لِحَيٍّ وَطَنَا
جَعَلُوها لُجَّةً واتَّخَذُوا *** صَالِحَ الأَعمالِ فيها سُفُنا
وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق ولي أمرنا وولي عهده لرضاك، وأعنهما على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
✒️( *ﺧﻮﺍﻃر ﺭﻣﻀﺎﻧﻴﺔ* )
*ﺍﻟﺨﺎﻃﺮﺓ(15) ﺍلخامسة عشرة*
(( *ﻭﺍﻧﺘﺼﻒ ﺭﻣﻀﺎﻥ* ))
🟢 أيُها الأحباب، ﻟﻘﺪ ﻣﻀَﻰ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺻَﺪﺭُﻩ، ﻭﺍﻧﻘﻀَﻰ ﻣﻨﻪ ﺷﻄﺮُﻩ، ﻭﻗﺎﺭَﺏ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﻤﻞَ ﻣﻨﻪ ﺑﺪﺭُﻩ، ﻓﺎﻏﺘﻨِﻤﻮﺍ ﻓﺮﺻﺔً ﺗﻤﺮُّ ﻣﺮَّ ﺍﻟﺴَّﺤﺎﺏ، ﻭﻟِﺠُﻮﺍ ﻗﺒﻞَ ﺃﻥ ﻳُﻐﻠَﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ، وﺍﺟﺘﻬﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻗﺒﻞﺍﻧﻘﻀﺎﺋِﻪ، ﻭﺃﺳْﺮِﻋﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﺘﺎﺏِ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺘﻬﺎﺋِﻪ..
🔵 ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻳﺎ ﺃﻫﻞَ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭآﻋﺠﺒًﺎ ﻟﻪ! ﻭﺍﻋﺠﺒًﺎ ﻷﻳَّﺎﻣﻪ! ﻭﺍﻋﺠﺒًﺎ ﻟﺴﺎﻋﺎﺗﻪ!
ﺷﻤﺲ ﺗﻐﺮُﺏ، ﻭﺷﻤﺲ تشرق، ﺳﺎﻋﺎﺗﻪ ﺗَﺬْﻫﺐ، ﻭﺃﻭﻗﺎﺗﻪ ﺗُﻨﻬَﺐ، ﻭﺯﻣﺎﻧﻪ ﻳُﻄﻠَﺐ..
🟤ﻳﺎ ﻟﻠﻪِ! ﺗﻨﺼَّﻒ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭﺍﻧﻬﺪَﻡ ، ﻭﻓﺎﺯ ﻣَﻦ ﺑﺤﺒْﻞِ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻋﺘﺼَﻢ ، ﻭﺍﻏﺘﻨَﻢ ﺍﻟﺸﻬﺮَ ﺧﻴﺮَ ﻣُﻐﺘَﻨﻢ..
🟢 *ﻭهناك وﻗﻔﺎﺕ ﻻﻏﺘﻨﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻗﺒﻞ الرحيل* .
ﺇﻧَّﻬﺎ ﻭﻗﻔﺎﺕُ ﻣﺤﺐ لكم ، ﻣﺮﻳﺪٍ ﻟﻨﻔﺴِﻪ ﻭلكم ﺍﻏﺘﻨﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺣِﺮْﻣﺎﻧﻪ :
1⃣ﺍﻟﻮﻗﻔﺔﺍﻷﻭﻟﻰ: ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧُﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﻔُﺘﻮﺭ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ :
ﻧﻌﻢ ، ﻣُﺸﺎﻫَﺪٌ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻨﺎﺱَ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻳَﻨﺸَﻄُﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻟﻜﻦ ﺇﻥْ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺃﻳَّﺎﻡ ﻟﻴُﺼﺒﺢَ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﻨﺪَ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﺭﺗﻴﺒًﺎ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻨﻔْﺲ ﻋﺠﻮﻝ ﻣﻠﻮﻝ ﻛﺴﻮﻝ..
*فإليك ﺷﻴﺌًﺎ ﻣِﻦ ﺩﻭﺍﺀ ﻓﺘﻮﺭ النفس ، ﻭﻋﻼﺝ ﺩﺍﺋﻬﺎ* :
🔹ﺍﺳﺘﺤﻀﺮ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺻﻮﻣﻚ ، ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺼﻮﻡ ﻓﻴﺠﻮﻉ ﺑﻄﻨُﻚ ﻭﺗﻈﻤﺄُ ﻛﺒِﺪﻙ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔً ﻟﻠﻪ ، ﻭﺗﻠﺒﻴﺔً ﻷﻣﺮﺍﻟﻠﻪ..
♦ﻧﻮِّﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓَ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺻﻴﺎﻡ ، ﻗﻴﺎﻡ ، ﺗﻼﻭﺓ ﻗﺮﺁﻥ ، ﺇﻃﻌﺎﻡ ، ﺇﻧﻔﺎﻕ ، ﺑِﺮّ ، ﺻِﻠﺔ ، ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮﺓ..
🔸ﺣﺎﺳِﺐ ﻧﻔْﺴَﻚ ﻋﻠﻰ ﻣُﻀﻲِّ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳَّﺎﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ، ﻭﺗﻔﻘَّﺪ ﺃﻣْﺮَﻙ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻐﻮﺍﻟﻲ ، ﻭﺍﻧﻈﺮْ ﻣﺎ ﻗﺪَّﻣﺖَ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺨﻮﺍﻟﻲ..
🔹ﺗﺬﻛَّﺮ ﺃﻥَّ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺭْﺗَﺤﻞ ، ﻓﻠﻦ ﻳﻌﻮﺩَ ﺇﻻ ﺑﻌﺪَ ﺃﺣﺪَ ﻋﺸﺮَ ﺷﻬﺮًﺍ ، ﻭﻫﻞ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻮﻕَ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻴًّﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻨﻬﺎ ﻣﻴﺘًﺎ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻚ ﺻﺤﻴﺤًﺎ ﺃﻭﻣﺮﻳﻀًﺎ؟ ﻛﻞ ﺫﺍ ﻋِﻠﻤُﻪ ﻋﻨﺪَﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﺎﻟﻔُﺮﺻﺔُ ﺍﻵﻥ ﺑﺴﺎﺣﺘِﻚ ﻓﻼ ﺗﻀﻴِّﻌﻬﺎ.
2⃣ ﺍﻟﻮﻗﻔﺔﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺭﺑُّﻚ ﻳُﺮﻳﺪ ﻣﻨﻚ ﻗﺮْﺿًﺎ : ﻧﻌﻢ ، ﻳﺴﺘﻘﺮﺿُﻚ ﻭﻫﻮ ﻏﻨﻲٌّ ﻋﻨﻚ؛ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : { ﻣَﻦْ ﺫَﺍ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻳُﻘْﺮِﺽُ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻗَﺮْﺿًﺎ ﺣَﺴَﻨًﺎ ﻓَﻴُﻀَﺎﻋِﻔَﻪُ ﻟَﻪُ ﺃَﺿْﻌَﺎﻓًﺎ ﻛَﺜِﻴﺮَﺓً ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳَﻘْﺒِﺾُ ﻭَﻳَﺒْﺴُﻂُ ﻭَﺇِﻟَﻴْﻪِ ﺗُﺮْﺟَﻌُﻮﻥَ}، ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻈِّﻞُّ ﻓﻲ ﻳﻮﻡِ ﺍﻟﻜﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ؛ ﺻﺢَّ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : «ﻛﻞُّ ﺍﻣﺮﺉ ﻓﻲ ﻇﻞِّ ﺻﺪَﻗﺘِﻪ ﻳﻮﻡَ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻳُﻘﻀَﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ »، ( ﺃﺧﺮَﺟﻪﺍﺑﻦ ﺧُﺰَﻳﻤﺔ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒَّﺎﻥ ، ﻭﺻﺤَّﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ) .
ﺇﻧﻬﺎ ﻋﺎﺭﻳﺔُ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﺎﺭَﻙ ﺇﻳَّﺎﻫﺎ؛ ﻟﻴﻨﻈﺮَ ﺷﺄﻧَﻚ ﻓﻴﻬﺎ :
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻄﺎﻙ ﻓﺎﺑﺬﻝْ ﻣِﻦ ﻋﻄﻴﺘﻪ*
ﻓﺎﻟﻤﺎﻝ ﻋﺎﺭﻳﺔٌ ، ﻭﺍﻟﻌُﻤﺮُ ﺭﺣَّﺎﻝ.
3⃣ﺍﻟﻮﻗﻔﺔﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺳﺎﻋﺔُ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔٍ ﺿﺎﺋﻌﺔ : ﺇﻱْ ﻭﺍﻟﻠﻪِ ﺿﺎﺋﻌﺔٌ ﻋﻨﺪَ ﻛﺜﻴﺮٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺃﻻَ ﻭﻫﻲ ﺳﺎﻋﺔُ ﺍﻟﺴَّﺤَﺮ ، ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨُّﺰﻭﻝ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀِ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؛ ﻟﻴﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ : «ﻫﻞ ﻣِﻦ ﺳﺎﺋِﻞ ﻓﺄﻋﻄﻴَﻪ؟ ﻫﻞ ﻣﻦ ﺩﺍﻉٍ ﻓﺄﺳﺘﺠﻴﺐَ ﻟﻪ؟ ﻫﻞ ﻣِﻦﻣﺴﺘﻐْﻔِﺮٍ ﻓﺄﻏﻔﺮَ ﻟﻪ؟» .. ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ،
قال تعالى:
{ﻭالمستغفرين بالأسحار} ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣَﺮَﻣﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ، ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ..
4⃣ﺍﻟﻮﻗﻔﺔﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ : ﺍﺣﺬﺭْ ﻟﺼﻮﺹَ ﺭﻣﻀﺎﻥ : ﻣﺎ ﺃﻗﺒﺤَﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺃﺟﺮﻣَﻬﻢ! ﺇﻧَّﻬﻢ ﺳُﺮَّﺍﻕ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﺗﻜﺎﺩﺻﺪﻭﺭُﻫﻢ ﺗﺘﻤﻴﺰَّ ﻏﻴﻈًﺎ ﻭﺣﻨﻘًﺎ ﻳﻮﻡَ ﺃﻥْ ﺭﺃَﻭْﺍ ﻗﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ، ﻓﺄﺟْﻠَﺒﻮﺍ ﺑﺨَﻴْﻠﻬﻢ ﻭﺭَﺟْﻠِﻬﻢ ﻋﺒْﺮَ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞَ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮَّﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔِﺘﻦ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ، ﻣﺎ ﻳَﺆُﺯُّ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺃﺯًّﺍ ، ﻭﻳﺪﻋﻮﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺂﺛِﻢ ﺩﻋًّﺎ ﻓﺤُﻖَّ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ، ﻭﻭﺟَﺐ ﻣِﻦ ﻓِﺘﻨﻬﻢ ﺍﻟﺤﺬﺍﺭ ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻔﺖُ ﻭﺇﻳَّﺎﻙ ﺳﻘﺖُ ﻟﻚ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺍﻟﻨﺬﺍﺭ..
ﺭَﺯَﻗﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳَّﺎﻙم ﺍﻟﺬِّﻛﺮﻯ ﻭﺍﻻﺩّﻛﺎﺭ ، ﻭﺍلجنّة ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘَﺮَﺍﺭ.
*ولاتنسونا من دعوة صادقة*
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
3) الصبر عن المعصية،
وخصوصا حين يطول النهار في فصل الصيف مثل هذه السنة؛ فالصوم في الصيف تدريب عملي على الصبر والتحمل؛ وقد فسر علماء التفسير كلمة {الصابرون} في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} بالصائمين؛ لأن الصبر أساس الصوم؛ فلا صوم بدون صبر.
الصاد السابع: صحبة الأخيار؛ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم -كما روى البخاري- يصاحب في رمضان جبريل عليه السلام، وصحبة الصالح تفرض الاقتداء به في أمور ثلاثة:
1) في قلبه وسريرته.
2) في معاملاته وسيرته.
3) في مظهره وصورته.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: «إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يُحْذِيَكَ، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة»، وقال صلى الله عليه وسلم فيما روى أبو داود والترمذي: «لا تُصَاحِب إِلاَّ مُؤمنًا، وَلا يَأْكل طَعامك إِلا تَقِيٌّ».
وصحبة الأخيار من المسائل التي تفنن الشعراء في الحث عليها؛
قال الخوارزمي
لا تَصْحَبِ الْكَسْلانَ فِي حَاجَاتِهِ
كَمْ صَالــــــحٍ بِفَسَادِ آخَرَ يَفْسُدُ
عَدْوَى الْبَلِيدِ إِلَى الْجَلِيدِ سَرِيعَةٌ
وَالْجَمْرُ يُوضَعُ فِي الرَّمَادِ فَيَخْمُد
وقال صالح بن عبد القدوس
من شعراء الدولة العباسية:
واحذر مؤاخـــــــــــاةَ الدَّنيء لأنَّه
يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ
واختر صديقَك واصطفيه تفاخراً
إنَّ القرينَ إلى المقـــــــــارنِ يُنسبُ
وَدَعِ الكذوبَ ولا يكنْ لكَ صَاحِباً
إنَّ الكَـــــــذوبَ لبئسَ خلاًّ يُصْحبُ
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله رب العالمين…
أما بعد فيا أيها الاخوة المؤمنون؛ هكذا تعلمنا في هذه الخطبة أن رمضان مدرسة نتدرب فيها على حسن العبادات، ونتمرن بها على تمام أداء الواجبات، نتلقى فيها دورات تكوينية يومية طيلة شهر كامل على: حسن الصيام بصيام القلب والجوارح
حسن الصلاة بتحقق عبادة القلب والروح والجسد
حسن الصدقة المبنية على الإحسان للغير وقضاء حاجته، بعد الإحساس بمأساته
حسن تلاوة القرآن أداء وحفظا وفهما وتدبرا وتطبيقا.
حسن الصدق بالالتزام والتحري واستهداف مرتبة الصديقية.
حسن الصبر على البلاء مع المحافظة على الطاعات واجتناب المعصيات
حسن مصاحبة الأخيار قصد الاستفادة والتعلم فهنيئا لمن نجح في هذه المدرسة واستفاد وويل لمن فشل واستسلم للفساد.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِنَّ رَمَضَانَ فُرصَةٌ لا تُعَوَّضُ لِلتَّغيِيرِ لِلأَحسَنِ ، وَمَجَالٌ خِصبٌ لِتَهذِيبِ النَّفسِ وَتَعوِيدِهَا الطَّاعَاتِ ، فَيَجِبُ استِثمَارُ سَاعَاتِهِ المُبَارَكَةِ وَاستِغلالُ أَوقَاتِهِ الشَّرِيفَةِ ، وَالتَّزَوُّدُ قَدرَ الإِمكَانِ مِن عَمَلِ الآخِرَةِ ، صَلاةً وَدُعَاءً ، وَقِرَاءَةً لِلقُرآنِ وَذِكرًا ، وَصَدَقَةً وَإِحسَانًا ، وتَفَطِيرًا لِلصَّائِمِينَ ، وَقَضَاءً لِلحَاجَاتِ وَتَفرِيجًا لِلكُرُبَاتِ .
وَإِنَّ في دَاخِلِ كُلٍّ مِنَّا خَيرًا يَجِبُ أَن يُنَمِّيَهُ وَيُقَوِّيَهُ ، وَشَرًّا يَجِبُ أَن يَتَخَلَّصَ مِنهُ وَيَقضِيَ عَلَيهِ ، وَالتَّغيِيرُ إِلى الأَفضَلِ مُمكِنٌ لِمَن صَحَّت نِيَّتُهُ ، هَيِّنٌ عَلَى مَن قَوِيَت عَزِيمَتُهُ وَصَلُبَت إِرَادَتُهُ ، وَمَن لم يَتَقَدَّمْ فَهُوَ يَتَأَخَّرُ، فَمَا أَحرَى المُؤمِنَ أَن يُحَافِظَ عَلَى مَا بَنَاهُ في نَهَارِهِ فَلا يَهدِمَهُ في لَيلِهِ ! وَأَن يَشِحَّ بِحَسَنَاتِ لِيلِهِ فَلا يُبَدِّدَهَا في نَهَارِهِ ! فَاستَعِينُوا بِرَبِّكُم وَاحرِصُوا عَلَى مَا يَنفَعُكُم وَلا تَعجِزُوا ، استَعِيذُوا بِاللهِ مِنَ العَجزِ وَالكَسَلِ ، وَاحذَرُوا التَّسوِيفَ وَتَجَنَّبُوا التَّأجِيلَ .
🎤
*خطبة.جمعة.بعنوان.cc*
*رمضـان دورة للصـادات السبـع*
*الـصـــوم - الـصــــلاة - الصــدقــة*
*الصدق - المصحف - الصحبة - الصبر*
*للـشيــخ/ مــحــمـــــد الــجــــرافــــي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبــة.الاولــى.cc*
الحمد لله الذي جعل رمضان مدرسة تربية وتدريب وتمرين، فيها يتربى المسلم على إخلاص العبادة لرب العالمين، ويتمرن على الإقبال على الأعمال الصالحة بجد المجتهدين، وبنشاط المتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، الذين هم في صيامهم من الصابرين، وفي صلواتهم من الخاشعين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله سيد الغر المحجلين، كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقان جبريل الأمين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الأكرمين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمــا بعــــد فيا أيها الاخوة المؤمنون
أوصيكم و نفسي بتقوى الله وطاعته...
ها نحن في هذا الأسبوع قد سجلنا أنفسنا في مدرسة رمضان، مدرسة نخضع فيها لدورات تكوينية طيلة شهر كامل، دورات مكتفة تتناول جوانب شتى في حياتنا، دورات نتدرب فيها على القيام بالأعمال الصالحة الخالصة، نتمرن فيها على الالتزام بالأخلاق الرفيعة؛ وكما تسأل -أخي المسلم- طفلك بعد رجوعه من المدرسة -وكلك حرص واهتمام بتحقيق نجاحه-: ماذا تعلمت اليوم في المدرسة؟ فكذلك يجب أن تسأل نفسك كل يوم من أيام رمضان:
ما عملت بصيامك، هل صيامك من النوع الممتاز أو من النوع المغشوش؟ هل حافظت على صلواتك أداء وتدبرا وخشوعا؟ هل تصدقت ببعض مالك صلة للأرحام وذوى الحاجات؟ كم من حزب قرأت في مصحفك قراءة حفظ وتدبر والتزام؟
من هم أصحابك في هذا الشهر، وهل استفدت فيه من مصاحبة الأخيار؟ ما مدى التزام لسانك بصدق الحديث؛ فإن صون الصيام في حفظ اللسان؟ هل التزمت بالصبر وأنت تصوم أطول أيام السنة، أم تسخط وتقلق لأتفه الأسباب؟
إنها الصادات السبعة التي ..
نتلقى عليها في رمضان التدريبات والتكوينات، كل كلمة منها تبدأ بحرف الصاد: الصيام، الصلاة، الصلة (أي الصدقة)، المصحف، الصحبة، الصدق، الصبر؛ جمعها من قال:
جاء الصيامُ وعنـــــــدي من لوازمه
ممَّا يُعين عليـــــه سبعُ صاداتِ
صَوْمٌ صلاةٌ وَصبرٌ مصحفٌ وكذاٌ
صِدْقُ تصدقه صحب سادات
فتعالوا بنا اليوم نقف بكم
عند هذه الصادات السبع باختصار
الصاد الأول: الصيام؛ هل كان صيامك من النوع الممتاز أو من النوع المغشوش؟ وما صام الصيام الممتاز من يسلط خائنة الأعين على الغاديات والرائحات، والعاريات في الشوارع والساحات، ما صام الصيام الممتاز من يطلق لسانه هاتكا به الأعراض والحرمات، ما صام الصيام الممتاز من بطنه مليئ بالمحرمات؛ فمجرد الإمساك عن شهوتي البطن والفرج مع وقوع الجوارح في الحرام إنما هو صيام مغشوش، مردود على صاحبه مخدوش؛ فيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: فيما روى ابن ماجه عن أبى هريرة: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر»، ويقول فيما روى ابن أبي شيبة: «ما صام من ضل يأكل لحوم الناس».
قال الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين: "اعلم أنَّ الصوم ثلاث درجات: صوم العموم، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص؛
1) فأمَّا صوم العموم فهو كفُّ
البطن والفرج عن قضاء الشهوة.
2) وأمَّا صوم الخصوص فهو كفُّ السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام.
3) وأما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عمَّا سوى الله عزَّ وجلَّ بالكلية".
الصاد الثاني: الصلاة؛ فمن مظاهر مدرسة رمضان صَلاةُ التَّرَاوِيحِ ، نِصفُ سَاعَةٍ أَو تَزِيدُ قَلِيلاً ، يَقضِيهَا المُسلِمُ مَعَ إِخوَانِهِ صُفُوفًا وَرَاءَ إِمَامٍ وَاحِدٍ ، مُتَّجِهِينَ لِرَبٍّ وَاحِدٍ ، يَسعَونَ لِهَدَفٍ وَاحِدٍ ، يَستَمِعُونَ آيَاتِ المَثَاني، وَيَركَعُونَ وَيَسجُدُونَ وَيَقنُتُونَ ، وَيَدعُونَ وَيَبتَهِلُونَ وَيَستَغفِرُونَ ، في لَحَظَاتٍ إِيمَانِيَّةٍ عَامِرَةٍ ، تَعقُبُهَا فَرحَةٌ بِالطَّاعَةِ غَامِرَةٌ ، فَيَا سَعَادَةَ مَن رَكَعَ مَعَ الرَّاكِعِينَ وَقَامَ إِيمَانًا وَاحتِسَابًا مَعَ المُصَلِّينَ ، يَقِفُ دَقَائِقَ مَعدُودَةً فَيُكتَبُ لَهُ قِيَامُ لَيلَةٍ كَامِلَةٍ ، وَقَد يُدرِكُ لَيلَةَ القَدرِ الَّتي هِيَ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ ، فَيَفُوزُ بِذَلِكَ فَوزًا عَظِيمًا بِعَمَلٍ يَسِيرٍ ، وَ" مَن قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ "
3 - ومنها بيان أنها دعوة الرسل من قبل: كما في قول الله تعالى لموسى عليه السلام: {اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى 17فَقُلْ هَل لَّكَ إلَى أَن تَزَكَّى 18 وَأَهْدِيَكَ إلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} .
- ومنها بيان حال من أغفل التزكية يوم القيامة ومآله: ومن ذلك قول الله تعالى: {وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} ...
-، فقد فسرها ابن عباس رضي الله عنهما بالتوحيد.
@ - ومنها بيان أن من يتزكى فإنما ينفع نفسه في الدنيا والآخرة: ومنه قول الله تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإلَى اللَّهِ الْـمَصِيرُ}
@- ولتزكية النفس ثمار كثيرة، من أهمها:
1. الفلاح في الدنيا والنجاة في الآخرة، قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا 9 وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: ٩، 10].
2- راحةالبال وسكينةالقلب وطمأنينته وانشراح الصدر .
3- الثبات على الدين والطاعة .
🍃أقسام تزكية النفس:
- تنقسم تزكية النفس إلى قسمين رئيسين، هما:[ التحلية، والتخلية]؛ فالتخلية: يقصد بها تطهير النفس من أمراضها وأخلاقها الرذيلة، أما التحلية: فهي ملؤها بالأخلاق الفاضلة وإحلالها محل الأخلاق الرذيلة بعد أن خليت منها.
🍃يجب التعامل مع النفس في ثلاثة محاور:-
1 - الإنصاف منها، وعدم تبرئتها، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقتص من نفسه وهو المعصوم المسدد بالوحي، وتأمل قوله سبحانه: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} .
2 - ترك الانتصاف لها من الآخر بأخذ الثأر لها والانتصار لها، فإنها ظلومة جهولة، وإذا كانت هي المظلومة فقد قال الله عز وجل: «ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور».
3- محاسبتها دائماً، فإنه إذا غفل عنها أغوته وقادته إلى التهلكة؛ لأنها ظلومة {إنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} .
🍃وسائل تزكية النفس:
[قبل الخوض في تفاصيل وسائل التزكية، لا بدَّ من العلم أن تزكية النفوس لا سبيل إليها إلا عن طريق..[ الشرع المطهر ] باتباع ما جاءت به الرسل عن رب العالمين].
-وقد أشارت آية الجمعة السابقة إلى هذا المعنى في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّـمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْـحِكْمَةَ وَإن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} .
🍀وعلااااااااااج مرض النفوس بتزكيتها ويتحقق بأمور كثيرة، من أهمها مايلي :-
1- التوحيد: وقد سماه الله تعالى زكاة في قوله: {وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} -، قال ابن عباس رضي الله عنهما: {لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} لا يشهدون أن لا إله إلا الله .
ولذلك قال موسى لفرعون وهو يدعوه إلى التوحيد: {فَقُلْ هَل لَّكَ إلَى أَن تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى}
2- الصلاة، فقد قرن الله تعالى بينها وبين التزكية في قوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}
3 - الصدقة: قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
4- محاسبة النفس: قال ابن القيم: «فإن زكاة (النفس) وطهارتها موقوف على محاسبتها، فلا تزكو ولا تطهر ولا تصلح ألبتة إلا بمحاسبتها... فبمحاسبتها يطلع على عيوبها ونقائصها فيمكنه السعي في إصلاحها»- قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
5 - الدعاء: فقد كان من دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا»
كان هناك رجل يطوف حول الكعبة وهو يدعوا بهذا الدعاء فقط ﻻيزيد عليه (( اللهم قني شر نفسي )) في السبعة
الأشواط ...
وكان رجل بجواره يسمعه...فقال له : ياهذا اﻻ تحسن غير هذا الدعاء.. فقال له... ما أجهلك...ماذا أريد إذا وقاني الله شر نفسي أفلحت وإذا أفلحت رضي عني وأدخلني
جنته وهو غاية كل مسلم ﻷن الله يقول :((ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )).
6- لزوم الاستغفار والذكر عموماً، قال تعالى: {وَالَّذِينَ إذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
اللهم بمنِّك وفضلك لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجت
ه، ولا كربًا إلا نفَّسته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا مبتلًى إلا عافيته، ولا سائلًا إلا أعطيته برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارَك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
::سلسلة الخطب الرمضانية ::
خطبة 🎤 بعنوان
"" شهرالانتصارات والفتوح ""
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله الذي خلق الشهور والأعوام ..
والساعات والأيام ..
وفاوت بينها في الفضل والإكرام ..
وربك يخلق ما يشاء ويختار ..
أحمده سبحانه .. فهو العليم الخبير ..
الذي يعلم أعمال العباد ويُجري عليهم المقادير ..
لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو على كل شيء قدير ..
في السماء ملكه ..
وفي الأرض عظمته ..
وفي البحر قدرته ..
خلق الخلق بعلمه ..
فقدر لهم أقداراً ..
وضرب لهم آجالاً ..
خلقهم .. فأحصاهم عدداً ،
وكتب جميع أعمالهم فلم يغادر منهم أحداً ..
وأصلي وأسلم على أفضل من صلى وصام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام ..
صلى الله وسلم وبارك عليه ..ما ذكره الذاكرون الأبرار ،،،
وصلى الله وسلم وبارك عليه ..ما تعاقب الليل والنهار ،،
ونسأله سبحانه أن يجعلنا من خيار أمته ،
وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته ...
اللهم وكما آمنا به ولم نره , فلا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله ، وأوردنا حوضه الأصفى ، وأسقنا منه بيد حبيبك شربة هنيئاً لا نُرد ولا نظمأ بعدها ابداً يا أرحم الراحمين ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أما بعد :
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلاَمُ اللَّهِ،
وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا،
وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ،
وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ،
وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ،
وَإِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ،
وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ.
عِبَادَ اللهِ...
أُوصِي نَفْسِي وَأُوصِيكُمْ بِوَصِيَّةِ اللهَ لَنَا مِنْ فَوْقِ سَمَاوَاتِهِ حَيْثُ قَالَ
﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131]
هِيَ وَصِيَّةُ اللهِ الَّتِي مَنِ اسْتَمْسَكَ بِهَا رَبِحَ،
وَمَنْ حَادَ عَنْهَا خَسِرَ،
وَصِيَّةُ اللهِ لَنَا وَلِمَنْ قَبْلَنَا فَاحْفَظُوا اللهَ فِيهَا يَحْفَظْكُمْ،
واعْلَمُوا أَنَّكُمْ فِي شَهْرٍ عَظِيمٍ،
شَهْرِ رَمَضانَ، شَهْرِ الطَّاعَةِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ،
شَهْرِ الْحَسَنَاتِ وَمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ،
شَهْرِ الْبَرَكَةِ وَالْخَيْرِ،
وَلَيْسَ هَذَا فِي الْعِبَادَاتِ فَحَسْب،
وَإِنَّمَا هُوَ كَذَلِكَ فِي جَمِيعِ نَوَاحِي الْحَيَاةِ،
فِي تَعَامُلَاتِ النَّاسِ بَعْضِهِمْ مَعَ بَعْضٍ،
وَفِي أَمْنِهِمْ وَحَيَاتِهِمْ.
شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ الاِنْتِصَارَاتِ،
انْتِصَارَاتٌ غَيَّرَتْ مَجْرَى التَّارِيخِ،
انْتِصَارَاتٌ أَرْسَتْ دَعَائِمَ الْأَمْنِ فِي الْأُمَّةِ الْإِسْلامِيَّةِ.
فِي رَمَضَانَ كَانَتْ غَزْوَةُ بَدْرٍ بِقِيَادَةِ رَسُولِكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فِي رَمَضَانَ كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ لِلْهِجْرَةِ،
فِي رَمَضَانَ كَانَتْ مَعْرَكَةُ الْقَادِسِيَّةِ بِقِيَادَةِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ،
فِي رَمَضانَ فُتِحَتْ بِلادُ الْأَنْدَلُسِ عَلَى يَدِ طَارِقِ بْنِ زِيَادٍ،
فِي رَمَضانَ وَقَعَتْ مَعْرَكَةُ حِطِّينَ وَالَّتِي اسْتَرَدَّ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ،
فِي رَمَضانَ انْتَصَرَ الْمُسْلِمُونَ بِقِيَادَةِ
"سَيْفِ الدِّينِ قُطُزَ" عَلَى التَّتَارِ.
فِي مَعْرَكَةِ عَيْنِ جَالُوتَ،
فِي رَمَضانَ فُتِحَتِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ عَلَى يَدِ مُحَمَّدٍ الْفَاتِحِ.
وَالْيَوْمَ لَنَا وَقْفَةٌ مَعَ غَزْوَةِ بَدْرٍ؛
غَزْوَةُ بَدْرٍ الَّتِي غَيَّرَتْ وَجْهَ الدُّنْيَا،
غَزْوَةُ بَدْرٍ كَانَتْ فِي هَذَا الْعَالَمِ فُرْقَانًا فَرَّقَ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَكَانَ لَهَا مَا بَعْدَهَا؛
والقرآن الكريم أشار إلى هذا الأمر ،
قال تعالى : ” مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ، وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” الحشر 7.
كما أن الزّكاة تعد لون من ألوان العبادات الّتي فرضها الله تعالى ورتَّب عليها آثارًا اجتماعية كبيرة من عطف ورحمة ومحبّة ومودّة وإخاء وتعاوُن وتآلف بين أفراد المجتمع المسلم،
وقد جسد الدين الإسلامي بذلك الزكاة في أبهى صورة من صور التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المسلم ..
أيها المسلمون:
بشراك بشراك يا من أديت الزكاة ،
عش آمناً سعيداً عليك بركات الله ، فقد سمعت قول الله تعالى فعملت به ، فلك أجر العاملين ، ويزيد لك في مالك وزرعك ، ويبارك لك في الزوجة والبنين .
فإن نزول المصائب ناشئ عن ترك الزكاة وظلم المساكين .
وسعيدٌ أنت يا من وفقك الله إلى أداء ما فرض عليك ، فها هي الجنة قد أعدها الله لك، تمتع فيها متاعاً حسناً ، مثلما جعلت الفقير يتمتع بمالك ،
ويذهب الله عنك الهم والغم ، مثلما فرجت هم المساكين بإحسانك إليه ،
فلا تنتظر من ربك غير الإحسان ، فإن ربك هو العدل ، والرحمن ، وهو الجواد الكريم ، ويقابل الإحسان بالإحسان
قال تعالى ،( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) الرحمن (60) ...
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه...
عباد الله:
أكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم، يُعظِم الله لكم بها أجرا، وتؤدوا شيئاً من حقوق نبيّكم عليكم، وتمتثلوا أمر الله عزّ وجل لكم.
ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: 56].
اللهم صلّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد
اللهم ارزقنا محبته، وارزقنا اتباعه ظاهراً وباطنا، اللهم ارزقنا تقديم هديه على كل هدي، وقوله على كل قول يا ربّ العالمين.
اللهم توفنا على مِلّته
اللهم احشرنا في زُمرته
اللهم أدخلنا في شفاعته
اللهم أسقنا من حوضه
اللهم اجمعنا به في جنات النعيم، مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين.
اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين، وعن زوجاته أمّهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين واجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ، ﻭﻻ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,
اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..
اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،
يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...
اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم
اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
ﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...
عبــاد الله:
فكل واحد منا مطالب بأداء هذه الفريضة العظيمة وإقامة هذا الركن الأساسي في الإسلام،
عبادة يتقرب بها المسلم إلى ربه، ويزكى بها نفسه وماله، فأي فئة ذات شوكة تتمرد على أداء هذه الفريضة.
فإن من حق ولي الأمر- بل من واجبه – أن يقاتلهم ويعلن عليهم الحرب حتى يؤدوا حق الله ، وحق الفقراء في أموالهم.
وهذا ما صرحت به الأحاديث الصحيحة، وما طبقه الخليفة الأول أبو بكر ومن معه من الصحابة الكرام، رضى الله عنهم ،
ومن منعها بخلاً مع إقراره بها أخذت منه قهرا، وإن قاتل دونها قوتل حتى يخضع لأمر الله ويؤدي زكاة ماله ،
وفي الصحيحين واللفظ لمسلم (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ مُعَاذًا – قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ
« إِنَّكَ تَأْتِى قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ. فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ
فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِى كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ
فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِى فُقَرَائِهِمْ
فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ».
وفي الصحيحين واللفظ للبخاري (عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ
« أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّى دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلاَمِ ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ » .
ولهذا قال الصديق :«والله لأقاتلنّ من فرّق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونها لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – لقاتلتهم على منعها»،
وتوعد الله مانعي الزكاة كما في سنن البيهقي (عَنْ عَائِشَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :
« مَا خَالَطَتِ الصَّدَقَةُ مَالاً إِلاَّ أَهْلَكَتْهُ »
وتوعد من يماطل في أدائها وذلك بنزع البركة من الأموال وتسليط الآفات عليها وحبس الأمطار والابتلاء بالمجاعة والقحط ،
وفي ذلك يقول صلى الله عليه وآله وسلم:
« و لم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء و لولا البهائم لم يمطروا » رواه الحاكم
والزكاة تزكية للنفوس والأموال معاَ،
فهي مشتقة من فعل “زكـا” أي؛ نمـا وطهر، ويشملان الإنسان المزكّي والمال المزكّى،
كما قال تعالى: ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ، وَهُوَ خَيْرُ اَلرَّازِقِينَ ) سبأ 39.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: نفس المتصدق تزكو، وماله يزكو: يطهر ويزيد في المعنى)،
ولذلك جعلها الله تعالى ركنا من أركان الإسلام، لتكون تزكية للنفوس ونماءً للأموال،
ويتجلى ذلك في مجموعة من المعاني منها:
1- تطهير نفس المعطي وتزكيتها من الشح والبخل، وتخليصها من سيطرة حب المال والحرص عليه، فيعلم أن الحياة ليست كلها مادة، الأمر الذي يدفعه إلى البذل والعطاء،
وفي هذا المعنى يقول الله تعالى: ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِـهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُـزَكِّيهِمْ بِهَا ) التوبة 103.
قال سيد قطب رحمه الله تعالى، في تفسير هذه الآية: ذلك أن أخذ الصدقة منهم يرد إليهم شعورهم بعضويتهم الكاملة في الجماعة المسلمة، فهم يشاركون في واجباتها، وينهضون بأعبائها، وهم لم ينبذوا منها ولم ينبتوا عنها، وفي تطوعهم بهذه الصدقات تطهير لهم وتزكية، وفي دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لهم طمأنينة وسكن) .
2- التفاعل الوجداني بين أفراد المجتمع،
يقول الدكتور القرضاوي: وهي نظام خُلُقي؛ لأنها تهدف إلى تطهير نفوس الأغنياء من دنس الشح المهلك، ورجس الأنانية الممقوتة، وتزكيتها بالبذل وحب الخير، والمشاركة الوجدانية والعملية للآخرين.
كما تعمل على إطفاء نار الحسد في قلوب المحرومين الذين يمدون أعينهم إلى ما متع الله به غيرهم من زهرة الحياة الدنيا. وإشاعة المحبة والإخاء بين الناس) .
3- تحقيق مزيد من التآلف والمحبة والتواصل والأخوة بين المؤمنين،
قال الله تعالى: ( إنَّمَا اَلمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) الحجرات 10.
4- الزكاة نماء وتطهير لشخصية الفقير حتى يشارِك في واجباته الاجتماعية، حيث يشعر أنه ليس ضائعا في المجتمع ولا متروكا لفقره وعوزه ويستمتع بكرامته عندما يأخذ حقه. وربما تكون الزكاة منطلقا ليكون من ذوي اليد العليا يعطي بدوره الزكاة وذلك إذا أعطي له من الزكاة ما يقيم به مشروعا أو زود بأدوات العمل.
وعن قريب تحلُّ بكم - يا عباد الله - عشرُ ليال مباركات، هي خير الليالي وأكثرها بركة، جعل الله تعالى فيها ليلة القدر خير من ألف شهر، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يعتكف العشر كلَّها التماسا لهذه الليلة المباركة، ويجتهد في العشر تحريا لها؛ كما روت عَائِشَةُ رضي الله عنها قالت :(كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) رواه الشيخان، وقالت رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مالا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ) رواه مسلم.
فشمروا عن سواعد الجِدِّ في ليالي العشر المباركات، وسابقوا إلى الخيرات فيها، ونافسوا أهل الآخرة عليها، ولا يغلبنكم عليها غالب؛ فإن السعيد من شغلها بطاعة الله تعالى، وأدرك ليلة القدر وهو قانت لله تعالى قائما وراكعا وساجدا، قارئا باكيا متضرعا، والخاسر من ضيعها فيما لا طائل منه.
أروا الله تعالى من أنفسكم خيرا في عشركم تجدوا خيرا في الدنيا والآخرة، ومن أدركها منا فلعله لا يدركها من قابل، فكم وُسِّدَ في القبور من أناس أدركوها في الأعوام الماضية، فخذوا من مصيرهم عبرة لأنفسكم، واعملوا لما عليه قد قَدِمُوا.
وصلوا وسلموا على نبيكم.....
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
وقال عمر رضي الله عنه: (إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُرِينَا مَصَارِعَ أَهْلِ بَدْرٍ بِالْأَمْسِ يقول: هذا مَصْرَعُ فُلَانٍ غَدًا إن شَاءَ الله، قال عُمَرُ: فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ ما أخطؤا الْحُدُودَ التي حَدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم)رواه مسلم.
والتقى الجمعان، وتقابل الصفان، وكان في المشركين من يشير عليهم بأن يرجعوا، ولكن كبرياء أبي جهل تأبى ذلك، فما زال بهم حتى عزموا على الحرب، ووقفوا لها، وخرج المبارزون منهم للمبارزة، ووقع أمر الله تعالى، وتحقق وعده بقطع دابرهم ﴿ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الكَافِرِينَ ﴾ [الأنفال:7].
فقتل سبعون منهم، وأُسر سبعون، وكان في القتلى جملة كبيرة من سادة قريش وكبارهم، وصناديد الكفر وشجعانهم، أخذت منهم سيوف الحق حظها، وارتوت أرض بدر بدمائهم، ودارت دائرة السوء على أعداء الله تعالى، وانتصرت الفئة المؤمنة المستضعفة، ونال المعذبون ممن كانوا يُعَذِّبُونهم على الإيمان في رمضاء مكة، وانتصر الله تعالى لهم منهم، وأَبْصَرَ بِلَالٌ أُمَيَّةَ بن خَلَفٍ - وقد كان يعذبه بمكة - فقال: أُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ! لَا نَجَوْتُ إن نَجَا أُمَيَّةُ، وأعانه عليه فَرِيقٌ من الْأَنْصَارِ فَتَخَلَّلُوهُ بِسُّيُوفِهم حتى قَتَلُوهُ) وقصة قتله في صحيح البخاري.
وكان أمية صديقا لسعد بن معاذ رضي الله عنه، فإذا ذهب سعد إلى مكة نزل عند أمية، وإذا ذهب أمية إلى المدينة نزل عند سعد، وذات مرة خرج سعد معتمرا فأجاره أمية وضيَّفه، وأخبره سعد رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قد أخبر بمقتله، فقال: (بِمَكَّةَ؟ قال: لَا أَدْرِي، فَفَزِعَ لِذَلِكَ أُمَيَّةُ فَزَعًا شَدِيدًا فأخبر أهله بذلك وقال: والله لَا أَخْرُجُ من مَكَّةَ) ولكن الشقي سيدركه شقاؤه ولو احترز، وأمر الله تعالى أمضى من عزمه ويمينه، ورفقةُ السوء لن تزال به حتى تورده حتفه.
(فلما كان يَوْمُ بَدْرٍ اسْتَنْفَرَ أبو جَهْلٍ الناس، قال: أَدْرِكُوا عِيرَكُمْ, فَكَرِهَ أُمَيَّةُ أَنْ يَخْرُجَ، فَأَتَاهُ أبو جَهْلٍ فقال: يا أَبَا صَفْوَانَ، إِنَّكَ مَتَى ما يَرَاكَ الناس قد تَخَلَّفْتَ وَأَنْتَ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي تَخَلَّفُوا مَعَكَ فلم يَزَلْ بِهِ أبو جَهْلٍ حتى قال: أَمَّا إِذْ غَلَبْتَنِي فو الله لَأَشْتَرِيَنَّ أَجْوَدَ بَعِيرٍ بِمَكَّةَ ثُمَّ قال أُمَيَّةُ: يا أُمَّ صَفْوَانَ جَهِّزِينِي، فقالت له: يا أَبَا صَفْوَانَ، وقد نَسِيتَ ما قال لك أَخُوكَ الْيَثْرِبِيُّ؟ قال: لَا، ما أُرِيدُ أَنْ أَجُوزَ مَعَهُمْ إلا قَرِيبًا، فلما خَرَجَ أُمَيَّةُ أَخَذَ لَا يَنْزِلُ مَنْزِلًا إلا عَقَلَ بَعِيرَهُ فلم يَزَلْ بِذَلِكَ حتى قَتَلَهُ الله عز وجل بِبَدْرٍ) رواه البخاري.
لقد قُتِل في بدر رؤساءُ الكفر، وأئمةُ الشرك، وقَطَع الله تعالى دابرهم، وشفى صدور المؤمنين منهم، وكانت نهايتهم في الدنيا شرَّ نهاية، وعذابُ الآخرة أشد وأبقى.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (أَمَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالْقَتْلَى أن يُطْرَحُوا في الْقَلِيبِ فَطُرِحُوا فيه إلا ما كان من أُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ فإنه انْتَفَخَ في دِرْعِهِ فَمَلأَهَا فَذَهَبُوا يُحَرِّكُوهُ فَتَزَايَلَ، فَأَقَرُّوهُ وَأَلْقَوْا عليه ما غيبه مِنَ التُّرَابِ وَالْحِجَارَةِ، فلما أَلْقَاهُمْ في الْقَلِيبِ وَقَفَ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أَهْلَ الْقَلِيبِ، هل وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا فإني قد وَجَدْتُ ما وعدني ربي حَقًّا، فقال له: أَصْحَابُهُ، يا رَسُولَ الله أَتُكَلِّمُ قَوْماً مَوْتَى، فقال لهم: لقد عَلِمُوا أن ما وَعَدْتُهُمْ حَقٌّ)رواه أحمد.
وفي رواية أنه عليه الصلاة والسلام قال لهم: (جَزَاكُمُ الله شَرًّا من قَوْمِ نبي ما كان أَسْوَأَ الطَّرْدِ وَأَشَدَّ التَّكْذِيبِ).
وفي رواية للبخاري من حديث أنس رضي الله عنه: (فَجَعَلَ صلى الله عليه وسلم يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ يا فُلَانُ بن فُلَانٍ وَيَا فُلَانُ بن فُلَانٍ أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فإنَّا قد وَجَدْنَا ما وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا).
وفي رواية لمسلم: (فَنَادَاهُمْ عليه الصلاة والسلام فقال: يا أَبَا جَهْلِ بن هِشَامٍ يا أُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ يا عُتْبَةَ بن رَبِيعَةَ يا شَيْبَةَ بن رَبِيعَةَ، أَلَيْسَ قد وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا فَإِنِّي قد وَجَدْتُ ما وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا).
وفي السيرة النبوية أنه عليه السلام قال لهم: (بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم: كذبتموني وصدَّقَني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس وقاتلتموني ونصرني الناس فبئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم)
مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
أيها الاخوة المؤمنون وفقكم الله الى ما يحبه ويرضاه/ إن المجال الثالث من مجالات الانتصار في رمضان / هو الانتصار على الشهوات: صيام رمضان تمرين عملي للصائم على التغلب على شهواته المختلفة من شهوة البطن والفرج والنظر والسمع والكلام والقلب والنفس وغيرها، بحيث يتحرر من أسرها له، ويتعالى على جواذبها التي تجذبه إلى مستنقعها الآسن، ويخلص نفسه من كل دواعي الاستجابة لإغراءاتها، قال ابن القيم: الصَّوْم عبَادَة تكف النَّفس عَن شهواتها وتخرجها عَن شَبَه الْبَهَائِم إِلَى شبه الْمَلَائِكَة المقربين، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((يقول الله عز وجل: يدع شهوته وطعامه من أجلي))، فيدع الصَّائِم أحب الْأَشْيَاء إِلَيْهِ وَأَعْظَمهَا لصوقا بِنَفسِهِ من الطَّعَام وَالشرَاب وَالْجِمَاع من أجل ربه، فَمَا اسْتَعَانَ أحد على تقوى الله وَحفظ حُدُوده وَاجْتنَاب مَحَارمه بِمثل الصَّوْم.
نعم عباد الله/ إن الانتصار في معركة الشهوات قضية مصيرية بالنسبة للمؤمن، لأنه إن انهزم فيها وفشل في مقاومتها وسلم العنان والخطام لها، أدى به ذلك ـ دون شك ـ إلى الانهزام في كل معاركه الأخرى، فالشهوات حواجز تحجز عنه موارد التوفيق، وصوارف تصرفه عن النجاح في أمر آخرته الذي هو رأس الأمر له، وما انتصر أسلافنا على أعدائهم إلا بعد ما انتصروا في معركة الشهوات هذه، وما انهزموا وانكسرت شوكتهم إلا لما استسلموا لشهواتهم وانهزموا أمامها، وما خسارات المسلمين اليوم إلا خير دليل على ذلك.
المجال
الرابع/ الانتصار على الشح والبخل: إن التخلص من داء الشح والبخل، وتطهير النفس منهما، والذي عدّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المهلكات، والمتسبب في كثير من الموبقات، عن عبد الله بن عمرو، قال: خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ((إياكم والشح، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا))،
فالتخلص من الشح من مقاصد الصيام المهمة، لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم/ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة)، فليتأسّ المؤمن الصائم بحبيبه -صلى الله عليه وسلم-، ويعلنها حربا لا هوادة فيها على كل ما له علاقة بالشح والبخل، فالفلاح الذي هو غايته ومبتغاه في الدنيا والآخرة، لا يمكن أن يحوزه إلا إذا نجح في معركته مع الشح، كما قال تعالى: { وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 16]
فالصيام مدرسة يتعود فيها العبد على السخاء، وإطلاق اليد بالعطاء، ويتعمق لديه فيها الشعور بمعاناة المحرومين. سئل بعض السلف: لمَ شُرع الصيام؟ قال: (ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع)
الخامس/ الانتصار على اللسان وآفاته: عندما نسمع أو نقرأ حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))، وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم))،
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث))، ندرك أهمية هذا النوع من الانتصار في شهر رمضان، فمن لم يستطع أن ينتصر في معركته مع لسانه- خاصة وهو صائم - لا يمكنه أن ينتصر في معركته مع شيطانه وشهواته، بل إن الانهزام أمام اللسان وآفاته يؤدي بصاحبه إلى الإفلاس عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((أتدرون ما المفلس؟)) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: ((إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار))، قال ابن القيم: إن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها، ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله)، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتى يستقيمَ قلبُهُ، ولا يستقيمُ قلبُهُ حتى يستقيمَ لسانُـهُ))، فالانتصار على اللسان وآفاته من عدمه، معيار مهم يعرف من خلاله المؤمن الصائم مدى توفيقه ونجاحه في مدرسة رمضان، وحصوله على كنوزه ومنحه ونفحاته وجوائزه التي لا تعد ولا تحصى.
السادس/ الانتصار على أمراض القلوب: بما أن القلب السليم هو العملة الرابحة التي تنفع صاحبها يوم القيامة وتنقذه من عذاب الله، كما قال تعالى: { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [الشعراء: 88، 89]
اخوة الإسلام/ إن رمضان هو شهر الانتصارات: فعندما يُذكَر الانتصار في رمضان، يُصْرَفُ الذهن مباشرة إلى الانتصارات العسكرية التي حققها المسلمون على أعدائهم في هذا الشهر.
نعم/ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ الاِنْتِصَارَاتِ، انْتِصَارَاتٌ غَيَّرَتْ مَجْرَى التَّارِيخِ، انْتِصَارَاتٌ أَرْسَتْ دَعَائِمَ الْأَمْنِ فِي الْأُمَّةِ الْإِسْلامِيَّةِ، رمضان شهر الجهاد والمجاهدة، والصبر والمصابرة، والفتوحات والانتصارات
وان في رمضان كانت كثيرٌ من المعارك الشهيرة بين المسلمين والكفار.
ففي رمضان كانت غزوة بدر الكبرى التي فرق الله بها بين الحق والباطل؛ كما قال عز وجل: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (الأنفال(41)، قال عروة بن الزبير في قول الله: (يَوْمَ الْفُرْقَانِ) يوم فرّق الله بين الحق والباطل، وهو يوم بدر، وهو أول مشهد شهده رسول الله، وكان رأس المشركين عتبة بن ربيعة، فالتقوا يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان، وأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً، والمشركون ما بين الألف والتسع مائة، فهزم الله يومئذ المشركين، وقُتِلَ منهم زيادة على سبعين، وأُسِرَ منهم الكثير، ففي هذه المعركة نصر الله المسلمين قليلي العدد والعدة على الكافرين كثيري العدد والعدة، قال الله تعالى:{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران123]
وفي رمضان من السنة الثامنة من الهجرة كان فتح مكة الذي بشر الله به محمداً وقال ممتناً عليه: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا * وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا}[الفتح 1- 3]، ففتح الله لرسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- القلوب بنزول القرآن في رمضان، وفتح له مكة التوحيد بالجهاد في رمضان، وفي هذه الغزوة انتصر الإيمان، وعلا القرآن، وفاز حزب الرحمن، ودحر الطغيان، وكسرت الأوثان، وخاب حزب الشيطان
وفِي رَمَضَانَ كَانَتْ مَعْرَكَةُ الْقَادِسِيَّةِ بِقِيَادَةِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وفِي رَمَضانَ فُتِحَتْ بِلادُ الْأَنْدَلُسِ عَلَى يَدِ طَارِقِ بْنِ زِيَادٍ، وفِي رَمَضانَ وَقَعَتْ مَعْرَكَةُ حِطِّينَ وَالَّتِي اسْتَرَدَّ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وفِي رَمَضانَ انْتَصَرَ الْمُسْلِمُونَ بِقِيَادَةِ "سَيْفِ الدِّينِ قُطُزَ" عَلَى التَّتَارِ فِي مَعْرَكَةِ عَيْنِ جَالُوتَ، وفِي رَمَضانَ فُتِحَتِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ عَلَى يَدِ مُحَمَّدٍ الْفَاتِحِ
نعم تواصلت الانتصارات في رمضان إلى حرب العاشِر من رمضان بين الجيش المصري المسلم والقوات الصهيونية، فقد عَبَرَ الجيش المصري قناة السويس وحطّم خط برليف، وألحق الهزيمة بالقوات الصهيونية، في يوم من أيام العرب المسلمين الخالدة التي سطرها التاريخ في أنصع صفحاته بأحرف من نور، ففي هذا اليوم الذين تدفَّق الابطال المجاهدين كالسيل العرم يستردون أرضهم، ويستعيدون كرامتهم ومجدهم؛ فهم الذين دافعوا عن أرضهم وكافحوا في سبيل تطهيرها وإعزازها
فبعد أن احتل اليهود ارض سيناء والجولان والضفة والقدس وغزة في يونيو 1967م، وأخذوا يتغنون بأسطورة جيشهم الذي لا يقهر، لكن مصر نجحت بفضل الله في إعادة بناء جيشها وجهزته بالعتاد وخيرة جنود الأرض، وبالتخطيط الجيد مع أشقائها العرب وبإرادة صلبة قوية وإيمان قوي عظيم وبخطة دقيقة محكمة فاجأت إسرائيل والعالم كله في تمام الساعة الثانية بعد الظهر، وانطلقت الطائرات تدك خط برليف الحصين ومطارات العدو ومراكز سيطرته
وفي نفس الوقت سقطت على اليهود الكثير من دانات المدفعية، وتعالت صيحات: الله أكبر، وتَم عبور القناة واقتحام حصون العدو وتحطيمها واندحر العدو، وهزم شرَّ هزيمة، ورجعت أرض سيناء كاملة بعد ذلك نتيجة لهذه الحرب المجيدة، في هذا الشهر العظيم، شهر عزة المسلمين والذلة لأعداء الحق أعداء الدين، وغيرها من الملاحم الإيمانية التي كتب الله فيها النصر المؤزر لعباده المؤمنين وهذا حق.
معشر الصائمين، إن المتأمل في أسباب إنزال الله نصره لعباده، يجد أنها فضل من الله أفاضه على أوليائه حين انتصروا على نفوسهم؛ فكانوا مؤهلين لتنزُّل النصر عليهم، قال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40]، والمتأمَّل في التاريخ الإسلامي وما نقله أهل السير والمغازي ليلتمس جليًا أن شهر رمضان المبارك هو شهر الانتصارات العظيمة للإسلام والمسلمين.
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2
*دروس.وخواطر.رمضانية.cc6⃣1⃣*
*رمــضــان شـــهــــــر الــصـــــبر*
====================
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبِة ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبـــعــــــد:
اعلم أيها المسلم ..
أنّ رمضان هو شهرُ الصَّبر، ولذا :
1- اصبر على صيامِ شهرِ رمضان لوجه الله تعالى، فإنّ صومَه ركنٌ من أركان الإسلام، وتَطَوَّع بصيام ثلاثة أيامٍ من كلّ شهر، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَصَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ ) رواه احمد، وقال عليه الصلاة والسلام : ( صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ ) رواه البزّار (صحيح).
2- اصبر على كلِّ طاعةٍ تؤديها لله، واستفد من الصّوم الصّبر على الطّاعة، والصّبر على المعصية، والصبر عن الذنوب والمعاصي، واحتسب أجرك عند الله الذي يوفِّي الصابرين أجرهم، كما قال تعالى : ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصابرون أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب ﴾ [ الزمر : 10 ] .
3- عش بقيَّة عمرك مُتصبِّراً مُستعِفّاً مُستغنياً؛ ليصبِّرك اللهُ ويُعفَّكَ ويُغنيك، ولا تسأل النَّاس، ولا تقف على أبواب من عندهم المال سائلاً، وفي حديث أبي سعيدٍ رضي الله عنه : ( إِنَّ نَاسًا مِنْ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ فَقَالَ مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ ) رواه الشيخان .
4- إنّك تصبر في صيامك عن الطعام والشراب، فاستفِد من ذلك في ترك القات والدّخان والشِّيشَة وغيرها من المحرمات لوجه الله تعالى، وليكن صبرك عن هذه المحرمات طاعةً لله لا لشيءٍ آخر؛ لتحصلَ على الثوابِ العظيمِ بكتابتِها حسنةً، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ فَقَالَ ارْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ ) رواه مسلم .
5- استفد من صيامِ رمضان أنَّك تصبر على أذى النّاس، في مخاطبتهم ودعوتهم إلى الله، وتعليمهم، والحرص على ما ينفعهم، ولا تكن قليل الصبر، غير مخالطٍ للناسِ ولا نافعٍ لإخوانك المسلمين، وقد قال عليه الصلاة والسلام في حديث ابن عمر رضي الله عنه : ( الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَفْضَلُ مِنْ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) .
6- اعلم أنّ الحياة كلّها لا بد لها من الصبر، ومجاهدة النفس على الأعمال الصالحة حتى تموت، فتخلَّق بالصبر، وجاهد نفسك في القيام بطاعة الله، صابراًً بعيداًً عن الذنوب، وقوِّ إيمانك، واسْعَ في زيادته وارتفاعه، وكن سمحاً، فإذا جمعت بين الصّبر والسّماحة حقَّقتَ أفضل الإيمان، ولمَّا سُئِل عليه الصلاة والسلام : أي الإيمان أفضل ؟ فقال: ( الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ ) .
بل وأَوْصيِ إخوانك المسلمين بالصَّبر، وقد قال تعالى : ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [سورة العصر] . واللـــه المـــوفـــق .
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
لصوص رمضان - الشيخ عادل العضيب
الخطبة الأولى:
الحمد لله المطلع على ظاهر الأمر ومكنونه العالم بسر العبد وجهره وظنونه، المتفرد بإنشاء العالم وإبداع فنونه، أحسن كل شيء خلق، وفتق الأسماع وشق الحدق، وأحصى عدد ما في الشجر من ورق، أحمده على جوده وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في إلوهيته وسلطانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيَّد ببرهانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم تسليما كثيراً.
أما بعد: فيا عباد الله أيها المسلمون: فرض الله الصيام وأوجبه على هذه الأمة كما أوجبه على الأمم السابقة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ) ثم بين الله -جل وعلا- الهدف والغاية من فرض الصيام بقوله -جل وعلا- (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183].
فالله لم يفرض الصيام لنجوع ولا لنعطش ولا لنتعب، وإنما لنزداد إيمانًا وتقوى (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) يبيّن هذا ويوضحه أحسن بيان رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- حين قال: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه شرابه".
وصدق عليه الصلاة والسلام "ليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"؛ لأن الله لم يفرض الصيام لمجرد الجوع والعطش، وإنما فرضه لتتربى النفوس وتتهذب ليصلح القلب وتسكن الجوارح.
ومن رحمة الله –تعالى- بهذه الأمة أنه صفَّد الشياطين في هذا الشهر في تهيئة رائعة بديعة للأجواء الإيمانية في هذا الشهر المبارك، لكن أتباع الشيطان وجنده من بني الإنسان أبوا إلا أن يحملوا اللواء لما صفد أسيادهم ولسان حالهم: لئن صُفد الأسياد فنحن بالمرصاد، سنسير على طريقهم ونكمل مشوارهم ونقوم بدورهم على أكمل وجه حتى يأتي وقت الفكاك.
فقد أعددنا من البرامج والمسلسلات ما يجرح صيامكم ويذهب أجركم، ستطيعون بالنهار وتعصون بالليل، ستصمون بالنهار وتفجرون بالليل، ستجمعون الحسنات بالنهار ونذهبها بالليل، ستبنون بالنهار ونهدم ما بنيتم بالليل.
نعم هذا واقع قنوات الشر والفساد، لصوص رمضان سُرَّاق الحسنات، جنود إبليس فقد استعدت قنوات الفساد والإفساد لرمضان من فترة ببرامج ومسلسلات تنبئ عن فجور جاوز المدى وتعدى الحدود، والكارثة والمصيبة أن هذه القنوات تعود لملاك ينتسبون للإسلام ويشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
لقد دخلت هذه القنوات في تنافس مخزٍ لنشر الرذيلة وحرب الفضيلة وإفساد رمضان، فجور على إثر فجور وضلال يتبع ضلال، أما يكفيكم فجور عام كامل، أما تكفيكم ذنوب الملايين في عام كامل حتى جئتكم للزمان الفاضل الذي تعظم فيه السيئات فحملتم أوزار الملايين تحملونها على ظهوركم يوم القيامة، ألا ساء ما حملتم وبئس ما حملتم (لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ) (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ) [العنكبوت:13].
وقال عليه الصلاة والسلام "... وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ, كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ, لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أوزارهم شَيْئًا".
تجدون صحائف الأعمال يوم القيامة مليئة بسيئات لم تعملوها لكنكم أنتم من دعا لها وحث عليها ورغب فيها، هدمتم العقيدة وأفسدتم الأخلاق وأشعتم الفاحشة وأخذتم بالشباب والشابات بل والشيبة إلى طريق النار، لقد قال الله -جل وعلا-: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النور:19].
هذا من يحب بقلبه ولم يعمل، فكيف بمن يدفع الأموال ويبذل الأوقات، ويأتي بأهل الخبرة ليتفننوا في إخراج البرامج والأفلام والمسلسلات التي تثير الغريزة وتوقد نار الشهوة وتدعو للرذيلة.
كيف بمن يدعو للفاحشة والرذيلة في هذا الشهر المبارك، لا رفع الله لهم قدرًا ولا خفف عنهم وزرًا، يا جند الشيطان وحزبه أيعقل هذا؟! في رمضان، في ليالي الرحمة، في ليالي التوبة هزّ ورقص، تبرج وتفسخ وعري، حب وغرام، غناء ومجون يستحي منه الفجور.
أظن لو أن الفجور نطق لقال لكم: استحوا من الله فأنتم في رمضان، استحوا من الله فقد صُفدت الشياطين وأنتم تقومون بدورهم، استحوا من الله فهذه الأيام تشترى بالدماء والأموال.
يا ملاك القنوات الفاسدة ما لكم لا ترجون لله وقارا، ما لكم لا تعظّمون ما عظم الله (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ).
ألا تخشون عقوبة الله، أما علمتم أن الله يغار وإذا غار عذب، أتظنون أن الله غافل (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) [إبراهيم:42].
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2
*دروس.وخواطر.رمضانية.cc5⃣1⃣*
*رمـضــان هـو شـهــر الـقــرآن والإطــعام*
====================
كان صلى الله عليه وسلم :
أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، والدليل: في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة».
وزاد أحمد: «لا يسأل عن شيء إلاَّ أعطاه».
الجُود والكرم في رمضان، والدليل:
الأدلة كثيرة، منها: «أفضل الصدقة صدقة في رمضان»[1].
وعن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من فطَّر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء»[2].
وزاد الطبراني: «وما عمل الصائم من أعمال البر إلاَّ كان لصاحب الطعام ما دام قوة الطعام فيه».
وأخرج ابن خزيمة في صحيحه عن سلمان يرفه في فضل رمضان: «هو شهر المواساة، وشهر يزاد فيه في رزق المؤمن، من فطَّر فيه صائماً؛ كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء» قالوا: يا رسول الله! ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم؟ قال: «يعطي الله هذا الثواب لمن فطَّر صائماً على مذقة لبن، أو تمرة، أو شربة ماء، ومن أشبع فيه صائماً؛ سقاه الله من حوضي شربة، لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة».
وقال الشافعيُّ رضي الله عنه:
«أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم».
عرض القرآن ومدارسته في رمضان
والدليل: حديث فاطمة رضي الله عنها عن أبيها صلى الله عليه وسلم أنه أخبرها: «أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرة، وأنه عارضه في عام وفاته مرتين»[3].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «أن المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلاً»[4].
حال السلف مع القرآن في رمضان:
كان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كلِّ ثلاث ليالٍ.
وبعضهم في سبع ليالٍ، منهم قتادة.
وبعضهم في عشر ليال، منهم أبو رجاء العطارديِّ[5].
كانوا يتلون القرآن في ..
شهر رمضان في الصلاة وغيرها.
كان الأسود بن يزيد ..
يختم القرآن في كل ليلتين مرة.
وكان النخعي يفعل ذلك ..
في العشر الأواخر من رمضان
وفي بقية الشهر في ثلاث.
وكان للشافعي في رمضان ستون
ختمة يقرأها في غير الصلاة.
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال:
فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام.
قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان، يفرُّ من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
قال عبدالرزاق: كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.
لقد ورد النهي عن ختم القرآن في أقلِّ من ثلاثٍ في غير رمضان، أما في رمضان فيستحب الإكثار فيه من تلاوة القرآن.
فمن السلف من ختم القرآن كله في ركعة الوتر، منهم عثمان بن عفان في الكعبة، وتميم الداري، وعبدالله بن الزبير؛ ومنهم من كان يختم في الليلة ختمتين، ومنهم من يختم أربعاً، وقال النووي: أكثر ما بلغنا ثماني ختمات؛ أربعاً بالليل وأربعاً بالنهار، وهذا كله في رمضان وفي العشر الأواخر منه.
المصدر: فتاوى رمضان ونوازل الصيام والاعتكاف والقيام – دار الصفوة بالقاهرة ..
[1] البخاري.
[2] سنن الترمذي رقم (897)، وصحيح الجامع الصغير للألباني رقم (6291).
[3] رواه مسلم.
[4] رواهُ أحمد.
[5] وُلد قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة، أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، تُوفي بالبصرة 105هـ عن مائة وعشرين سنة.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
ومن الأخطاء الشائعة أن كثيرا من الذين يلتزمون بالتراويح وهي سنة، يضيعون الظهر والعصر جماعة وهما من الفرائض، ما حافظ على الصلوات من ضيع فرائضها، والنوع الممتاز من الصلاة لا يتحقق إلا بتحقق العبادة بالقوى الثلاثة التي يتكون منها الإنسان:
1) عبادة القوة الجسمية بالحركات من القيام والركوع والسجود والجلوس، وكثير من الناس لا تتجاوز صلاته هذا المستوى.
2) ثم عبادة القوة العقلية بالتدبر والتفكر فيما يردد اللسان في الصلوات، من القرآن والأذكار والأدعية، وقليل من الناس من يستطيع الحصول على هذا المبتغى بالوصول إلى هذا المستوى.
3) ثم عبادة القوة الروحية بالخشوع الذي قال الله تعالى فيه: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} وقال سبحانه: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}.
وهذا هو المستوى الرفيع الذي لا يصل إليه بصلاته إلا الأتقياء الأنقياء الأصفياء الأوفياء.
مَا أَحرَى المُسلِمَ أَن يَحرِصَ عَلَى المَسَاجِدِ الكَثِيرَةِ الجَمَاعَةِ ، وَأَن يَحذَرَ مِن تَسَلُّطِ الشَّيطَانِ عَلَيهِ ، فَيَترُكَ صَلاةَ التَّرَاوِيحِ وَيَهَجُرَ السُّنَّةَ ، أَو يَتَقَاعَسَ وَيُصَلِّيَ في بَيتِهِ ، أَو يَنفَرِدَ بِجَمَاعَةٍ قَلِيلَةٍ لِيُؤَدُّوا صَلاةً بَارِدَةً ضَعِيفَةَ الخُشُوعِ لا يَذكُرُونَ اللهَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً ، قَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " صَلاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزكَى مِن صَلاتِهِ وَحدَهُ ، وَصَلاتُهُ مَعَ الرَّجُلَينِ أَزكَى مِن صَلاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ ، وَمَا كَانَ أَكثَرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلى اللهِ ـ تَعَالى ـ "رواه ابو داود والنسائي وحسنه الألباني
الصاد الثالث: المصحف؛ ونتساءل: ما هو برنامجنا في القرآن في هذا الشهر؟ وهل نحن مستعدون لحفظ ما تيسر منه؟ وكم من ختمة قد هيأنا أنفسنا لتحصيلها؟ اصطلحوا مع القرآن الكريم في ليالي رمضان، واصطحبوا مدارسته في هذا الشهر الكريم، وقد «كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقى جبريل في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن» كما في صحيح البخاري.
والمحافظة على ..
القرآن الكريم تتحقق بثلاثة أمور:
1) حسن الأداء حفظا وتلاوة.
2) حسن التدبر علما وفهما.
3) حسن التطبيق امتثالا وتحكيما.
هنيئاً لمن أشغله القرآن ليله ونهاره هنيئاً لمن عاش مع القرآن وتلذذ بالقرآن ونهل من معين القرآن وتأدب بآداب القرآن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ، وهذا شهر القرآن يا أمة القرآن ، والموفق من وفقه الله لتلاوة القرآن وتدبره آناء الليل وأطراف النهار .
الصاد الرابع: الصلة والمراد بها الصدقة في سبيل الله؛ لأن الإسلام لا يريد للمسلم ذلك الصيام الجاف، الخالي من معاني التكافل الاجتماعي؛ بل الهدف الأول للإسلام في الصيام، هو أن يجعل المسلم الغني يحس بمأساة الجائعين، وبحرمان المحرومين، دربه الله على ذلك ورباه في دروس يتلقاه بواسطة الصيام من صوت المعدة ونداء الأمعاء، دون خطبة بليغة ولا لسان فصيح، فلو لم يشرع الإسلام الصيام، ما أحس الأغنياء بعضة الجوع أبدا، من أين لهم ذلك وأشكال الطعام والشراب على موائدهم تترا، وهي طوع أمعائهم كل حين؟ ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من الصدقة في رمضان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة صدقة رمضان» رواه الترمذي؛ فالصيام بدون الإحساس بمأساة الغير صيام جاف، والصيام بدون الإحسان للغير صيام أجوف.
والصدقة المقبولة تبنى على أسس ثلاثة:
1) أساس قلبي؛ أي: مصدره القلب وهو الإخلاص؛ فلا يكون {كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر، فمثله كمثل صفوان عليه تراب، فأصابه وابل فتركه صلدا}.
2) أساس قبلي؛ أي: قبل الصدقة، وهو الحلال؛ «إن طيب ولا يقبل إلا طيبا»، {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ}.
3) أساس بعدي؛ أي: بعد الصدقة، وهو عدم إبطالها بالمن والأذى؛ {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى}، {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى}.
الصاد الخامس: الصدق بأنواعه الثلاثة:
1) الصدق في القلب.
2) الصدق في الحديث.
3) الصدق في العمل.
ما صام الصيام الممتاز من ألف قلبه ولسانُه الكذب على النفس أو الكذب على الناس، فالصيام من غير الصدق في الحديث والصدق في العمل مغشوش مخدوش؛؛ فيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».
الصاد السادس: الصبر؛ والصيام يربي فينا الصبر بأنواعه الثلاثة:
1) الصبر على المشقة.
2) الصبر على الطاعة.
7- مخالفة النفس والإنكار عليها وعدم تلبية رغباتها لأنها داعية للراحة والعصيان.
8 - توبيخها وتقريعها ..
من أجل حملها على الطاعة.
9 - الإكثار من وعظها ..
وتذكيرها بالموت والدار الآخرة.
10- سوء الظن بالنفس والحيلولة بينها وبين الاغترار بالعمل والإدلال به على الله، فإن حسن الظن بالنفس يمنع من التزكية.
11- تنقية العمل من حظوظ النفس وشوائب الرياء، فإن ذلك أساس الإخلاص فيه.
12 - التحلي بالصبر واليقين: فبالصبر ينتصر العبد على شهوات نفسه فيحجزها عن المحرمات ويحبسها على الطاعات.
13 - تطهير النفس من أخلاقها الرذيلة؛ كالرياء والعجب، والشح والبخل، والحرص والطمع، والأمن من مكر الله.
- ورمضان فرصةٌ عظيمة لتحقيق التقوى، وهل التقوى إلا تزكية النفوس وتطهيرها؛ تخليةٌ وتحلية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} .
-اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها .. اللهم أقناسح أنفسنا وانصرنا عليها واكتب لنا الفلاح يارب العالمين وصلى الله عل سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2
دروس.وخواطر.رمضانية.cc4⃣1⃣
*مــرض النـفـــس...وتـزكـيـتـها*
لـلاســـتـــاذ/ عــبـدالــرحــيــم
====================
- أيها الحباب : إن كلمة ( نفس )
هي كلمة عظيمة، وهي بمنتهى الخطورة وقد ذكرت في القرآن في آيات كثيرة :
مثل قوله تعالى (( ولقدخلقنااﻹنسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد))
- وإن لنا عدوان مشهوران ...
هما..(الشيطان...والنفس)
ولكن وصف الله كيدالشيطان بالضعيف ((إن كيد الشيطان كان ضعيفا )) .
- بينما وصف لنا رسول الله النفس بوصف دقيق يليق بها فقال : (( أﻻ أدلكم على صاحب إذا أنتم أهنتموه
وأجعتموه أكرمكم، وإذا أنتم أكرمتموه، أفضى بكم إلى شرغاية، قالوا : من هو يارسول الله، إنه لشر صاحب، قال :(( والذي نفسي بيده إنها لنفوسكم التي بين جنوبكم))
- ومعركتنا في هذا الشهرالكريم..
هي مع النفس بعد أن كبلت الشياطين في هذا الشهر وغلت في أعماق البحار .
والنفس كالطفل إن تهمله شب على
حب الرضـــاع وإن تفطمه ينفطـــم
- فلا بد من إخضاعها للحق ..
وتقديم الحق على هوى النفس
وقد قال الشاعر :
ﻻتتبع النفس في هواها
إن اتباع الهوى هوان
- ومن نهى نفسه عن وهواها
وخالفها كان الجزاء ..جنات
أعدها الله لتكون له مأوى ونزﻻ قال الله :((وأمامن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )) .
@- كل اﻷصنام والمعبودات التي كانت تعبدمن دون الله، هدمت صوامعها وذهبت كما ذهبت أمس إلى غير رجعة، إﻻ إله الهوى، مازال يعبد ويطاع من دون الله .
قال الله :(( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم))
- وربنا سبحانه قد نهانا ..
عن اتباع هوى النفس فقال : (( وﻻ تتبع الهوى ...)) .
- والنفس كالبعير، إن أعلفته وواسيته وأشبعته، شد وند وشرد منك، فلا ينقاد... وإن خطمته خضع وانقاد.
- فالجزاء يوم القيامة يكون للنفس على ماكسبت كما قال الله سبحانه :((اليوم تجزى كل نفس بماكسبت
ﻻظلم اليوم إن الله سريع الحساب )) .
- وقوله ((كل نفس بماكسبت رهينة )).
- والمتأمل في آيات سورة الشمس يجد أهمية تزكية النفس، وتخليصها وتنظيفها من أدرانها لمن أراد الفلاح، قال الله : ((ونفس وماسواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)) .
🍃لقد أقسم الله تعالى ..
في هذه الآية ((قدأفلح من زكاها))
بأحد عشر قسماً - هو أطول قسم في القرآن، استهله بالشمس وما يرجع إليها، ﻷنه بوجودها يكون النهار، ويشتد الضحى، وبغروبها يكون الليل ويتبعها القمر...
- فشأن تزكية النفس عظيم
فبها تكون النجاة ويتحقق الفلاح، وبضدها يكون الخسران المبين .
- وتزكية النفس هي محور هذه السورة، قال الرازي: «المقصود من هذه السورة الترغيب في الطاعات والتحذير من المعاصي»،
@- وقد سُلك فيها مسلك التهديد؛ «تهديد المشركين بأنهم يوشك أن يصيبهم عذاب بإشراكهم وتكذيبهم برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، كما أصاب ثمود بإشراكهم وعتوهم على رسول الله إليهم الذي دعاهم إلى التوحيد.
ومعنى الآية الكريمة ..
ما قاله الحسن البصري رحمه الله:
(قد أفلح من زكى نفسه فأصلحها وحملها على طاعة الله عزّ وجلّ، وقد خسر من دساها، أي أهلكها وأضلها وحملها على المعصية، فجعل الفعل للنفس » .
@- فتزكية النفس شاملة أمرين:
أ – تطهيرها من الأدران والأوساخ.
ب – تنميتها بزيادتها بالأوصاف الحميدة.
وعلى هذا المعنى جاءت الآيات القرآنية بالأمر بتزكية النفس وتهذيبها .
فالمراد بالتزكية في الشرع:
تطهير النفوس وإصلاحها بالعلم النافع والعمل الصالح، وفعل المأمورات وترك المنهيات .
- وقد جاء في تفسير التزكية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه الطبراني في «المعجم الصغير» وغيره عن عبد الله بن معاوية الغاضِري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ ذَاقَ طعْمَ الإِيمَانِ: مَنْ عَبَدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ فِي كُلِّ عَامٍ... وَزَكَّى نَفْسَهُ»، فقال رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: «أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ»
🍃-الدعوة إلى تزكية النفس في القرآن:
لأهمية التزكية ولأنها وظيفة الرسل، جاء التنويه بها والدعوة إليها في القرآن الكريم على أضرب، وأنواع منها :-
1 - ذكر الله تعالى دعاء الأنبياء والرسل لهذه الأمة بها: كما في قول الله تعالى عن الخليل عليه السلام: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}
2 - ومنها التنويه بأنها غرض البعثة والامتنان بها: كما في قول الله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّـمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْـحِكْمَةَ وَيُعَلِّـمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} وآيات أخرى.
فمن جملة الأخلاقيات التي يتحلى بها المؤمن ويتدرب عليها - أن يكون له هذا المسلك الكريم في حفظ سمعه وبصره ولسانه، ومما يجتهد فيه كثير من الناس اليوم ولله الحمد والمنة محافظتهم على هذا في أوقات الصيام في النهار، لكن عددًا منهم يأتي لينقض ما غزل، ويهدم ما بنى بالنهار، ينقضه بالليل، يهدمه بما يكون مما يجعله له شياطين الإنس، وخاصة عبر الشاشات، وعبر وسائل الإعلام التقليدي والجديد، مما يكون فيه هدم للأخلاق، واستهزاء بالدين، وإذهاب للمُروءة والكرامة، وإهدار للحسنات، والمؤمن كيِّس فَطِنٌ، المؤمن أحرص على حسناته من التاجر على أمواله، فلا يصلح أبدًا أن يضيِّع ما جمع بالنهار في ليل شريف كريم، هو أحرى بمضاعفة الثواب، فإن ليالي رمضان فيها من الخير والبر والتقوى ما لا يخفى، فلا يصلح أبدًا من المؤمن أن يكون مضيعًا لهذا الخير الذي جمعه والحسنات التي حصلها.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي النبي الكريم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
أمـــَّا بـــعــــــدُ:
أيها الإخوة الكرام، يحل شهر رمضان في هذا العام، وأحوال المسلمين كما لا يخفى؛ من إزهاق الأرواح وإراقة الدماء، وأنواع الإخلال بالأمن، والحروب والتقاتل، وغير ذلك، وهذه الحال حال مؤسفة محزنة لكل من تأمَّلها، ولا يرتاب المؤمن أن هذه الحال إنما هي بتقصير أهل الإسلام، وبما صنعت أيديهم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [الشورى: 30].
وجاء في الأثر:
ما نزل بلاءٌ إلا بذنب، ولا رُفِع إلا بتوبة، ويكون هذا بسبب الإخلال بالأمور العظام التي عليها مرتكز المجتمع الإسلامي، وهو ما يتعلق باجتماع الناس والحفاظ على الجماعة، والحذر من الفرقة والخلاف، وهذا الأمر العظيم أكدته الشريعة؛ حتى لا يصير الناس إلى حالة الهرج والمرج الذي يشاهد بعض آثارها في عالمنا الإسلامي اليوم، وفي هذا الشهر الكريم مناسبات عظيمة لاستجابة الدعاء، فينبغي للمؤمن أن يُكثر من الدعاء لإخوانه بأن يرفع الله البلاء عمن أُصيبوا به، وأن يدفع الفتن، فهذا الشهر شهر الدعاء، ولم يكن ورود قول الله جل وعلا في غضون آيات الصيام في شأن الدعاء - أمرًا عاديًّا، بل له حكمته ودلالته حين قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].
ولا يَخفى عليكم أيها الإخوة الكرام أن الصائم له دعوة لا تُرَدُّ، وثبت في الحديث أنه ما من ساعة في الليل أو في النهار، إلا ولله جل وعلا ساعة يستجيب فيها دعاء من دعاه، فينبغي للمؤمن أن يكثر من دعاء الله، وأن يخص إخوانه، وبخاصة أهل الشام الذين استفحل قتل طاغيتهم فيهم، الطاغية بشار الذي أكثر في الأرض الفساد، واستخف بدماء الأبرياء، فنسأل الله أن يعجِّل بزواله، نسأل الله تعالى أن يعجل بزوال طاغية الشام، اللهم عجِّل بزوال طاغية الشام، اللهم عجِّل بزوال طاغية الشام.
اللهم اشف غيظ قلوب المؤمنين من طاغية الشام، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان اللهم، أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم من أراد بغيًا واعتداءً على المسلمين، فاجعل تدبيره تدميرًا عليه.
اللهم أنزِل عقوبتك ومَقتك بمن تسلَّط على المسلمين وأراق دماءهم، اللهم أصلح أحوال إخواننا واجمع شملهم في مصر وفي ليبيا، وفي اليمن وفي بورما، وفي العراق والشام، وفي غيرها من البلاد.
اللهم من أراد بهم سوءًا وبغيًا وظلمًا، اللهم فسلِّط عليه، اللهم فسلِّط عليه.
اللهم إنا ندرأ بك في نحْره، ونعيذ إخواننا بك من شره يا رب العالمين، اللهم اجعل بلدنا آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين، اللهم احفظ علينا أمننا وإيماننا.
اللهم أصلح أئمَّتنا وولاة أمورنا، ووفِّقهم لما فيه خير العباد والبلاد.
اللهم وَلِّ على المسلمين خيارهم، واكْفهم شرارهم يا رب العالمين.
اللهم احفظ إخواننا وجندنا المرابطين على الحدود والثغور، اللهم ثبِّت أقدامهم واحفظهم بحفظك، وسدِّدْ رَمْيهم يا رب العالمين.
اللهم اكبت الحوثيين وأعوانهم، اللهم ردَّ كيدهم في نحورهم، اللهم إنا نستعين بك عليهم يا قوي يا عزيز.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارًا.
ربنا هَبْ لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا، اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علِمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علِمنا منه وما لم نعلم.