zadi2 | Unsorted

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Subscribe to a channel

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وعلينا –معاشر الأحبة في الله!– إن أردنا أن يتقبل الله منا الصيام والأعمال، وأن يغفر لنا: أن نفضّ الخصام؛ لأن الخصام والشحناء سبب من أسباب حجب مغفرة الله تعالى عنا، روى مسلم: عن أَبي هريرة –رضي الله عنه–: أنّ رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلّم– قال: ((تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس، فيُغْفَر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا)).
والخصام والهجران سبب من أسباب دخول النار، روى أبو داود بسند صحيح: عن أبي هريرة –– قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلّم–: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار)).
ومن أفضل الأعمال في هذا الموسم المبارك إضافة إلى الصيام والقيام:
قراءة القرآن:
فقد روى الترمذي بسند صحيح: عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلّم– : ((من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: {ألم} حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)).
ولقراءة سورتي البقرة وآل عمران فضل خاص، فقد روى مسلم: عن أبي أمامة الباهلي –رضي الله عنه– قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلّم– يقول: ((اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرءوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)). قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة.
صلة الرحم:
روى البخاري ومسلم: عن أبي هريرة –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلّم– : ((إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك، ثم قال رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلّم– : اقرءوا إن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُم} [سورة محمد:22-23])).
الصدقة:
روى البخاري ومسلم: عن عبد الله بن عباس –رضي الله عنه– قال: ((كان النبي–صلى الله عليه وآله وسلّم– أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبرل –عليه السلام– يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي –صلى الله عليه وآله وسلّم– القرآن، فإذا لقيه جبريل –عليه السلام– كان أجود بالخير من الريح المرسلة)).
الإكثار من الدعاء:
فرمضان شهر استجابة الدعوات، فهناك إعلان إلهي بأن دعوات الصائمين مستجابة، فالله تعالى يقول عقيب آيات الصيام: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [سورة البقرة:186].
وروى الترمذي وابن ماجه: عن أبي هريرة –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله–صلى الله عليه وآله وسلّم–: ((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم)).
فكم من دعوة استجيبت في رمضان، وكم من أمنية تحققت، وكم من كربة كشفت، وكم من حاجة نالها أصحابها بالدعوات في رمضان.
عباد الله! صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين، فقد أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه، فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [سورة الأحزاب:56]، اللهم صلّ وسلّم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان، اللهم أعنا على صيامه وقيامه، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار، اللهم اجعلنا ممن يصوم رمضان إيماناً واحتساباً، اللهم أهل علينا شهر رمضان بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحبه وترضاه يا ذا الجلال والإكرام، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين ما سلف وكان من الذنوب والخطايا والعصيان، اللهم اجعله شهر عز ونصر للإسلام والمسلمين في كل مكان.
اللهم إنا نسألك الأمن في الأوطان والدور، وأرشد الأئمة وولاة الأمور، وارحمنا يا رحيم يا غفور، إنك خير مسؤول، وأكرم مرتجى مأمول.
يا حي يا قيوم، برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
اللهم اجمع كلمة المسلمين، ووحّد صفهم على كتابك وسنة نبيك، ووفقهم للعمل بهما، والدعوة إليهما، والصبر على الأذى في سبيلهما، يا أرحم الراحمين.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار} [سورة البقرة:201]، وصلِّ اللهم وسلِّمْ وبارِك علَى نبِيِّنَا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*من أروع الخطب الرمضانية*
*في استقـبال شهـــر رمضــان*

*--أياماً معدودات--*

الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} [سورة آل عمران:102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء:1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [سورة الأحزاب:70-71].
أمَّا بعدُ: فإن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله! هبَّت على القلوب نفحةٌ من نفحات نسيم القُرَب، سعى سمسار المواعظ للمهجورين في الصلح، وصلت البشارة للمتقين بالوصل، وللمذنبين بالعفو، وللمستوجبين النار بالعتق، لمّا سُلسل الشيطان في شهر رمضان، وخمدت نيران الشهوات بالصيام، انعزل سلطان الهوى، وصارت الدولة لحاكم العقل بالعدل، فلم يبقَ للعاصي عذر.
يا غيوم الغفلة عن القلوب! تقشَّعي، يا شموس النفوس والإيمان! اطلَعي، يا صحائف أعمال الصائمين! ارتفعي، يا قلوب الصائمين! اخشَعي، يا أقدام المتهجدين! أُسجُدي لربكِ واركَعِي، يا عيون الوَجِلين الخائفين! لا تهجعي، يا ذنوب التائبين! لا ترجعي، يا أرض الهوى! ابلَعي ماءكِ، ويا سماء النفوس! اقلَعي، يا خواطر العارفين! ارتَعي، يا همم المحبين لغير الله! لا تقنعي، يا أفئدة وبطون الصائمين لأجل الله! جُوعي واظمئي، يا ألسنة الذاكرين عن ذكر الله! لا تغفلي، فما منكم إلا من دُعي {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} [سورة الأحقاف:31]، فطوبى لمن أجاب فأصاب، وويلٌ لمن طُرد عن الباب.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} [سورة البقرة:183]، ثم قال تعالى: {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ} [سورة البقرة:184].
فيا مَن فاته رمضان بعد رمضان بعد رمضان، وهو غارق في شهوات نفسه، بعيد عن طاعة ربه! فهاهو رمضان قد أقبل؛ فَأقبِل على ربك واجتهد، فما هي إلا أياماً معدودات!!.
يا مَن هدمت عمرك، وضيّعت شبابك! أمامك فرصة ثمينة فاغتنمها، فما هي إلا أياماً معدودات!!.
يا من أسرفت على نفسك بالذنوب والمعاصي! ألا فاحمدِ الله تعالى أنّه أمهلك حتى بلَّغك شهر رمضان فشمِّر عن سواعد الجِدّ، فما هي إلا أياماً معدودات!!.
فيا أيها المسلم الغافل عن رحمة ربه! كم أرواحٍ صعدت إلى بارئها ولم تدرك رمضان، لكن برحمة الله أمهلك حتى بلَّغك شهر رمضان، ويراك تعصيه فلم يفضحك!!، ثم لا تستحي فتعصيه فيستر عليك!!، ثم تعصيه مرّات وكرّات، والرحمن يحفظك ويرعاك مرّات وكرّات!!، ثم أنعم عليك فبلّغك شهر رمضان؛ لكي تتوب فيعفو عنك ويتوب عليك، ألا يدل ذلك على أنّه يحبك؟! يقول ابن رجب –رحمه الله–: "بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه".
فإن بلَّغك الله تعالى شهر رمضان فلا تضيّع أوقاته، واغتنم لحظاته، فما هي إلا أياماً معدودات!!.
يا من ضيّع عمره في غير الطاعة! يا من فرّط في دهره وأضاعه! يا من بضاعته التسويف والتفريط وبئست البضاعة! هذا موسم تُفتح فيه الجنان، وتُغلق فيه أبواب النيران، فاجتهدوا، فما هي إلا أياماً معدودات قصيرة تمضي كالخيال!!.
عباد الله! كم تتلى علينا آيات القرآن وقلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة، وكم يتوالى علينا شهر رمضان وحالنا فيه كحال أهل الشقوة، لا الشاب هنا ينتهي عن الصبوة، ولا الشيخ ينزجر عن القبيح فيلتحق بالصفوة، أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة، إذا تليت عليهم آيات الله جلت قلوبهم جلوة، وإذا صاموا صامت منهم الألسنة والأسماع والبصائر، أما لنا فيهم أسوة؟!.
عباد الله! كم من مسرف على نفسه في الأعوام السابقة قد وعد ربه إن أدرك رمضان القابل أن يجتهد اجتهادًا لا مزيد عليه، ولكنه ينسى موعدته تلك، ولا يتذكرها إلا في آخر الشهر حين يرى الناس سبقوه بالأعمال الصالحة وهو لم يبارح مكانه، فليتذكر من الآن وعوده في الأعوام السابقة، ولا يجعل رمضان هذه السنة كما مضى من رمضانات أضاعها في اللهو والعبث والنوم والغفلة وتضييع الفرص.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

عبد الله! اعلم أن باب التوبة مفتوح، والدخول إليه مسموح، فأقبل على ربك، لعله يرضى عنك ويغفر لك..
هيا إلى الله، لعله يبدل سيئاتك إلى حسنات، ولعله يكتبك في أحبابه {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة: 222].

هيا إلى الله الذي وسعت رحمته كل شيء، وكتب كتابًا فهو عنده: "إن رحمتي سبقت غضبي" (رواه البخاري).

يا صاحب الذنب! أسمعت هذه الآية {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}[الزمر 53

فهيا إلى الله، فهو أرحم بك من أمك وأبيك، وهو أكرم الأكرمين، وهو الذي يقول: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82].

هيا إلى ذلك الرب الرءوف بالعباد، المتفضل عليك بالنعم على الدوام..
أوصيك بالندم على ما فات، والعزم على عدم العودة للذنوب الماضيات..
قل لأهل الذنوب والآثام ...قابلوا بالمتاب شهر الصيام
إنه في الشهور شهر جليل...واجب حقه وكيد الزمام
واقلوا الكلام فيه نهارا...واقطعوا ليله بطول القيام
واطلبوا العفو من إله عظيم...ليس يخفى عليه فعل الأنام
كم له فيه من إزاحة ذنب...وخطايا من الذنوب عظام
كم له فيه من أياد حسان...عند عبد يراه تحت الظلام

*عباد الله من رحم في رمضان فهو المرحوم و من حرم خيره فهو المحروم و من لم يتزود لمعاده فيه فهو ملوم
(أتى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفساد
( فأد حقوقه قولا و فعلا ... و زادك فاتخذه للمعاد )
( فمن زرع الحبوب و ما سقاها ... تأوه نادما يوم الحصاد )

يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح من لم يقرب فيه من مولاه فهو على بعده لا يربح
( أناس أعرضوا عنا ... بلا جرم و لا معنى )
( أساؤا ظنهم فينا ... فهلا أحسنوا الظنا )
( فإن عادوا لنا عدنا ... و إن خانوا فما خنا )
( فإن كانوا قد استغنوا ... فإنا عنهم أغنا )

*عبد الله كم ينادى حي على الفلاح و أنت خاسر كم تدعى إلى الصلاح و أنت على الفساد مثابر
( إذا رمضان أتى مقبلا ... فاقبل فبالخير يستقبل )
( لعلك تخطئه قابلا ... و تأتي بعذر فلا يقبل )

مرَّ الحسنُ بقومٍ يَضْحكون في شَهْر رَمضان، فقال: يا قوم، إنّ الله جعل رمضان مِضْماراً لِخَلْقِه يَتسَابقون فيه إلى رَحْمتِه، فَسَبَق أقوامٌ ففازُوا، وتخلَّف أقوامٌ فَخَابوا، فالعَجب من الضاحِكِ اللاّهي في اليوم الذي فاز فيه السابقون، وخاب فيه المتخلِّفون؟ أما واللّهِ لو كُشِف الغِطاء لَشَغَلَ مُحْسِناً إحسانُه ومُسِيئاً إساءتُه.

عباد الله لَقَد صَامَتِ الأُمَّةُ شُهُورًا، وَمَرَّ بها رَمَضَانُ دُهُورًا، فَهَلِ ازدَادَت مِنَ اللهِ قُربًا؟!
هَل حَمَلَت في قُلُوبِهَا إِيمانًا وَتَشَبَّعَت مِنَ التَّقوَى؟! في الوَاقِعِ خَيرٌ كَثِيرٌ وَللهِ الحَمدُ وَالمِنَّةُ، وَلَكِنَّ فِيهِ أَيضًا مَا يُؤلِمُ وَيَحُزُّ في الخَاطِرِ، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ أَنَّ رَمَضَانَ يَدخُلُ وَيَخرُجُ، وَفي الأُمَّةِ مَن لا يُحِسُّ بِأَنَّهُ قَد مَرَّ بِهِ مَوسِمُ تِجَارَةٍ أُخرَوِيَّةٍ، فَهُوَ لِهَذَا بَاقٍ عَلَى عَجزِهِ وَخُمُولِهِ وَكَسَلِهِ، مُستَسلِمٌ لِجُبنِهِ وَبُخلِهِ، لم يُتَاجِرْ وَلم يُرَابِحْ، وَلم يُسَابِقْ وَلم يُنَافِسْ وَإِلاَّ فَإِنَّ الأُمَّةَ لَو تَجَهَّزَت لِهَذَا الشَّهرِ وَأَعَدَّت لَهُ عُدَّتَهُ، وَشَمَّرَ الجَمِيعُ عَن سَوَاعِدِ الجِدِّ وَشَدُّوا مَآزِرَهُم، وَتَفَرَّغُوا لِلعِبَادَةِ وَنَوَّعُوا الطَّاعَةَ، لَرَأَينَا أُمَّةً جَدِيدَةً تُولَدُ بَعدَ رَمَضَانَ وَتَحيَا حَيَاةً مُغَايِرَةً لِمَا كَانَت عَلَيهِ مِن قَبلُ. وَمِن ثَمَّ فَإِنَّهُ فَرقٌ كَبِيرٌ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - بَينَ مَن يَتَقَدَّمُ إِلى رَمَضَانَ بِعَزِيمَةٍ قَوِيَّةٍ، وَنَفسٍ مَشحُونَةٍ بِالإِصرَارِ عَلَى الاجتِهَادِ في الطَّاعَةِ، وَقَلبٍ يُصقَلُ بِالصَّبرِ وَالمُصَابَرَةِ، وَبَينَ مَن يَعِيشُ في الأَمَانيِّ وَالأَحلامِ، أَو يَشتَغِلُ بِتَحصِيلِ مَصالِحَ دُنيَوِيَّةٍ بِبَيعٍ أَو شِرَاءٍ، أَو بلهو وغفلة واسترخاء فَحَيَّهلا إِنْ كُنتَ ذَا هِمَّةٍ فَقَد حَدَا بِكَ حَادِي الشَّوقِ فَاطْوِ المَرَاحِلا وَلا تَنتَظِرْ بِالسَّيرِ رُفقَةَ قَاعِدٍ وَدَعْهُ فَإِنَّ العَزمَ يَكفِيكَ حَامِلا

فَاللهَ اللهَ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - بِتَهيِئَةِ النُّفُوسِ لِهَذَا الضَّيفِ الكَرِيمِ، أَكرِمُوا وِفَادَتَهُ، وَأَحسِنُوا ضِيَافَتَهُ، وَإِيَّاكُم أَن تُفَوِّتُوا فِيهِ فَرِيضَةً، أَو تَتَكَاسَلُوا عَن نَافِلَةٍ، أَو تَزهَدُوا في خَيرٍ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا *وَسَبِّحُوهُ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطــبــة جـــيـدة بعــنــوان :* *جـــاء.رمـــضـــان.بـشـــراكـــم.tt*
*إعداد الشيخ/ مـحــمــد الجــرافـي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبــة.الأولــى.ee*
الحمد لله الذي كَتَبَ علينا الصِّيام كما كتبه على الذين من قبلنا؛ لأنه أراد بالبشرية الخير.. وجعله أيامًا معدودات، لتغُذّوا إليه الخُطى، وتُسرعوا فيه السَّير.. ويَسَّر على كل مُضّطرٍ أو مريضٍ أو مُسافرٍ، فما في إفطارهم ضير..

أشهد أن لا إِلهَ إلا الله، يرزق من توكل عليه، كما يرزُقُ الطير، وأشهد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أفضلُ من صلى وصام، وطاف بالبيت الحرام، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام، رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأعدَّ لهم الفردوس في اليوم الأخير.

أمــا بعــد.:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (سورة آل عمران).

عباد الله، ها قد أَذِنَ شهر شعبانَ بالرحيل، وأزف شهر رمضان..
ماهي إلا ساعات ، وتملأ أنوارُ رمضانَ الدُّنيا، هذا الشهر الذي لا يُحصي بشرٌ فضائِلَهُ، لكن كلَّ فضائل رمضان مجموعة في أربعة، فهو شهر القرآن، وشهر المغفرة، وشهر البركة، وشهر الدعاء..

وينبغي لكل مُسلمٍ أن يستعد لاستقبال هذا الشهر في هذه المجالات الأربعة..

*هو شهر القرآن؛ لأن الله أنزله فيه من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ومنها إلى الأرض هدايةً لسُكَّانها، فكيف نستعد لشهر القرآن؟ نستعد لشهر القرآن بقلبٍ مُحِبٍّ للقرآن، وَقَّافٍ عند حُدودِهِ، لا تزعزعه شُبهات المُغرضين، ولا أقوال المُبغضين..

هو كتابُ اللهِ ﴿ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57] هو كِتابُ اللهِ ﴿ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9]،
هو كتابُ اللهِ.. مَنْ قَرَأَ مِنْهُ حَرْفًا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، هو كِتابُ اللهِ.. مَنْ طَلَبَ الْهِدَايَةَ مِنْهُ هُدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَلَيْسَ لَهُ إلَّا الضَّنْكُ الْمُبِينُ؛ قَالَ رَبُّ الْعِزَّةِ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 124 - 127]

نستعد لشهر القرآن بتهيئة القلوب بحُبّ القرآن، وبتهيئة الجوارح لتمتثل ما في القُرآن، وبتهيئة البيوت لتَعمُرَ بالقرآن.. ولنلتمس رضى رب العزة بتلاوة وتحكيم كتابه

*رمضان شهر المغفرة، التي تتمثل في العتق من النار، وفي غفران ما تقدم من الذنوب وما تأخر.. فكيف نستعد لشهر المغفرة؟ ليت شعري هذا الذي يدخل رمضان وهو لا يُصلي مستعد لشهر المغفرة؟
وذاك الذي خان أمانة أولاده وأهله فلم يأمرهم بأمر الله وشرعه، مُستعدٌّ لشهر المغفرة والعتق؟ وذاك الذي يقطع رحمه، هل هو مُستعدّ لشهر المغفرة؟

*رمضان شهر البركة، حيث تتضاعف الأجور، وتزداد المكافآت، فقد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه شهر مبارك، عندما هنأ الناس بقدوم الشهر، وقال: (أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من الف شهر من حرم خيرها فقد حرم).رواه النسائي والبيهقي وحسنه الألباني

فكيف نستعدُّ لُنُقابل تلك البركة؟ أرأيتم ذاك الذي يحتكر السلع عن الناس، ليمتصَّ أموالهم برفع الأسعار، مُستعد ليُقابل تلك البركة الرمضانية؟ أرأيتم ذلك العبد الذي يترك صلاة الجماعة والتراويح لأجل فتات قليل، مُستعدّ ليُقابل شهر البركة
أتدرون كيف تكون بركة رمضان؟ اسمعوا إلى حبيبكم صلى الله عليه وسلم وهو يقول فيما صَحَّ عنه: (كل عمل ابْن آدم يضاعف الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة ضعف، قَالَ الله: إِلا الصَّوْم فَهُوَ لي وَأَنا أجزي بِهِ، يدع شهوته و طعَامه من أَجلي، وللصائم فرحتان فرحة حِين يفْطر وفرحة حِين يلقى ربه ولخلوف الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك).رواه مسلم
قال العلماء: إلا الصيام فإنه لا ينحصر، بل يضاعفه الله عز وجل أضعافًا كثيرة بغير حصر عدد، لأنه من الصبر وشهر الصبر والله يقول: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}(سورة الزمر 10).

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

عِشْ مع القرآن، وتغلغل بين الآيات وانحت من حروفها خرائط الهداية التي تقودك في خطٍّ مستقيم.

🔷الوصية الحادية عشرة:

احرص على الجلوس أكبر وقت ممكن في المسجد، فما دمت في المسجد، فأنت في ضيافة ملك الملوك، وعدَّاد الحسنات يعمل، ولعلَّ الله أن يجعلنا وإيَّاك ممن قلوبهم مُعلَّقة بالمساجد والذين يُظِلُّهم الله في ظِلِّه يوم لا ظِلَّ إلا ظِله.

🔷الوصية الثانية عشرة:

تحرَّر وتخفَّف من هاتفك، لا يشغلنَّك عن رمضان واغتنام رمضان.

لا تُعوِّد نفسَكَ كلما ضاق بك الوقت أن تذهب للجوَّال، ثمة ما يُمكن أن تُجدِّد به حياتك، اسرق نفسك لوضوء وصلاة ركعتين، أغمض عينيك وسبِّح في ملكوت الله، خذ مصحفك واقرأ من كتاب الله ما كتب الله لك.

🔷الوصية الثالثة عشرة:

عِشْ ليلَكَ بين قيام وتسبيح وذكر، وعِشْ نهارَكَ بين صيام نقيٍّ وحركة دؤوب، وكافِح فلول الكسل وكتائب الفتور.

🔷الوصية الرابعة عشرة:

أكثِرْ من الصَّدَقة في رمضان؛ فأفضل الصَّدَقة في رمضان، ومَنْ فطَّر صائمًا كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئًا، والصَّدَقة تُطفئ غضب الرب، وكم من صَدَقة إلى مكروب غفر الله بها الذنوب وستر بها العيوب، [حدِّدْ كم ستتصدَّق يوميًّا ولو بالقليل].

🔷الوصية الخامسة عشرة:

لا تكثر من الأكل تُتْعِب نفسك وجيبك وصِحَّتك وتُضيِّع خشوعك؛ فمَنْ أكل كثيرًا شرب كثيرًا، ومن شرب كثيرًا نام كثيرًا، ومَنْ نام كثيرًا فاته خيرٌ كثيرٌ.

🔷الوصية السادسة عشرة:

لا تُكثِر من النوم في رمضان؛ فإن كثرة النوم تجعلك فقيرًا من الحَسَنات يوم القيامة، وسوف ينتهي رمضان، وأين هي راحة أولئك وتعب هؤلاء؟ ذهبت وما بقيت إلا الحسنات أو السيئات، واعلم أن مقامك في الدنيا قليل، والمكث في القبور طويل.

🔷الوصية السابعة عشرة:

أخي الحبيب، أُذكِّرك بمشروع البراءتين وهي المواظبة أربعين يومًا على تكبيرة الإحرام في جماعة في المسجد في الصلوات الخمس؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ صلَّى لله أربعين يومًا في جماعة يُدرِك التكبيرة الأولى كُتِبَ له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق))؛[رواه الترمذي، وصحَّحَه الألباني]؛ يعني: مائتين فرض، ومنها ثلاثون يومًا شهر رمضان بإذن الله وعونه، ويبقى عشرة أيام بعد رمضان مباشرة.

قد تبدأ في هذا المشروع، وتتعثَّر بعد أيام، ثم تعود من جديد وهكذا، وكل هذا لن يضيع عند الله.

🔷الوصية الثامنة عشرة:

قبل أن يصوم بطنك عن الطعام والشراب، لتصُمْ جوارِحُكَ عن الحرام، ليصُمْ قلبُكَ عن الشحناء والبغضاء والحقد، واعلم أنه لا يحلُّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، ولا يرفع الله عمل المتخاصمين المتشاحنين حتى يصطلحا.

🔷الوصية التاسعة عشرة:

حافظ على عدد (12) ركعة تطوُّع من غير الفريضة؛ ليتم بناء بيت لك في الجنة، كما بشَّر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ففي حديث أُمِّ حبيبة: ((مَنْ صلَّى ثنتَي عشرةَ ركعة في يومِه وليلته بنى الله له بيتًا في الجنَّة))؛ [أخرجه مسلم في صلاة المسافرين (728)].

🔷الوصية العشرون:

حافظ على الوضوء ما استطعت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن))؛ [مسند أحمد (5 /276-277، 282)، سنن ابن ماجه: كتاب الطهارة (277)].

🔷الوصية الحادية والعشرون:

احرص على الصف الأول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا))؛ [رواه البخاري ومسلم].

🔷الوصية الثانية والعشرون:

احرص على أعمال البر، ومن أعظمها بِرُّ الوالدين، فلابد أن تحرص على برِّهما في رمضان؛ كي تتنزَّل عليك الرحمة؛ قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((رضا الربِّ في رضا الوالد، وسخط الربِّ في سخط الوالد))؛ [صحيح الجامع (3506)].

🔷الوصية الثانية والعشرون:

حافظ على صلاة الضُّحى طوال الشهر؛ ليكتب الله لك أجر (360) صدقة يوميًّا، ولتكتب من الأوَّابين، كما جاء في الحديث الصحيح.

🔷الوصية الثالثة والعشرون:

ليكن لك جلسات تذكر الله فيها ما فتح الله لك من: استغفار، وتسبيح، وتحميد، وتهليل، وتكبير، وحسبلة، وحوقلة، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ودعوة ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين، وغيرها من الأذكار.

🔷الوصية الرابعة والعشرون:

حاول أن تستمع أيضًا إلى تلاوات للقارئ الذي تُحِبُّ الاستماع إليه (خاصة لمن لا يستطيع القراءة).

🔷الوصية الخامسة والعشرون:

حافظ على ركعات في الثلث الأخير من الليل؛ فهو وقت مبارك تُقضى فيه الحاجات، وتُستجاب فيه الدعوات.

🔷الوصية السادسة والعشرون:

الغيبة تخرق الصيام، والاستغفار يُرقِّعه، فإذا وقعت في الغيبة فرقِّع صيامَك، وادْعُ لمن اغتبْتَه، والغيبة: هي ذكرك أخاك بما يكره ولو كان فيه، فلا تتكلَّم عن أحد.

🔷الوصية السابعة والعشرون:

إذا اضطررت للاختلاط بالناس، فعليك حفظ لسانك وبصرك وسمعك.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللهم اعنا على الصيام والقيام وقراءة القرآن، اللهم واجعل شهر رمضان هذا العام شاهداً علينا بالحسنات لا شاهدا علينا بالمعاصي والسيئات .. ...


ألا و صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى، والرسول المجتبى، محمد بن عبدالله،

فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ،
فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼ‌ﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻ‌ﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻ‌ﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻷ‌ﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ‌ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ‌ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ‌ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼ‌ﺡ ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﻫﺪﻧﺎ ﻭﺍﻫﺪِ ﺑﻨﺎ ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻤﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ,

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ﻭﻻ‌ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ‌ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ,

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺣﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴلﻤﻴﻦ ﺍﻟﺤﻔﺎﺓ ،
ﻭﺍﻛﺴﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﺓ ،
ﻭﺃﻃﻌﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ ,

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺤﺮﻡ بلاد المسلمين ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﻣﻦ ﻭﺍﻷ‌ﻣﺎﻥ و ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼ‌ﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﺼﻤﺔ ﺃﻣﺮﻧﺎ، ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﺩﻧﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﺷﻨﺎ، ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﺁﺧﺮﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﺩﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﺭﺍﺣﺔ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺮ.

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
 
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹ‌ﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌﻀﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ،،،

فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ..

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وهو موسم مدارسة القرآن حيث كَانَ المصطفى صلى الله عليه وسلم ( أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ) [ رواه البخاري ]،

والشفاعة تربط بين رمضان والقرآن فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ ) [ رواه أحمد ] ..

و عن بريدة رضي الله عنه قال : سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ .
فَيَقُولُ لَهُ : هَلْ تَعْرِفُنِي ؟
فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ .
فَيَقُولُ لَهُ : أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا .
فَيَقُولَانِ : بِمَ كُسِينَا هَذِهِ ؟
فَيُقَالُ : بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا ) ("السلسلة الصحيحة" (2829).


أيها المؤمنون /عبـــــــــاد الله :-

ومن الأعمال والعبادات التي ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها في رمضان وتكون في برنامجه ، المحافظة على صلاة التراويح وقيام الليل لما فيهما من الأجر والثواب والفوائد الروحية والقيم الأخلاقية والصحة الجسدية قال صلى الله عليه وسلم "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"( مسلم) ..

وعن عمر بن عمرو بن مرة الجهني قال ( جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال : يا رسول الله ! أرأيت إن شهدتُ أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، وصليتُ الصلوات الخمس ، وصمت الشهر ، وقمت رمضان ، وآتيتُ الزكاة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء) ("صحيح الترغيب للألباني" (1/419/993) .

فهل نشمر عن ساعد الجد لتربية نفوسنا على صلاة التراويح والقيام في رمضان حتى تستقيم على هذه العبادة والطاعة طوال العام فتحل علينا البركات وتتنزل علينا الرحمات وتفرج الكربات وتقضى الحاجات وتدفع الشرور والآفات ..

وكم نحن محتاجين إلى رحمة الله وتوفيقه ولن تنال إلا بعبادة صحيحة ومناجاة صادقة وعمل خالص ..

قال تعالى : "إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " [السجدة، الآيات: 15-17]

ووصفهم في موضع آخر , بقوله : "وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا " إلى أن قال : " أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا " [الفرقان، الآيات: 64-75]

إن قيام الليل له لذة ، وفيه حلاوة وسعادة لا يشعر بها إلا من صف قدميه لله فى ظلمات الليل يعبد ربه ويشكو ذنبه ، ويناجى مولاه ، ويطلب جنته ، ويرجو رحمته ، ويخاف عذابه ، ويستعيذ من ناره قال تعالى عنهم: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18،17]

قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار...

وقال تعالى: { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9]...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*رمـضــان ضيـفٌ فـأكـرمـوه*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخـطبـة الاولـى:*
الحمد لله الذي تفرد بالعز والجلال،
وتوحد بالكبرياء والكمال،
وجلّ عن الأشباه والأشكال ،
أذل من اعتز بغيره غاية الإذلال،
وتفضل على المطيعين بلذيذ الإقبال،
بيده ملكوت السماوات والأرض ومفاتيح الأقفال،
لا رادّ لأمره ولا معقب لحكمه وهو الخالق الفعال..

واشهد إن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمد وهو علي كل شيء قدير ،

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدٌ عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه ، الذي أيده بالمعجزات الظاهرة، والآيات الباهرة، وزينه بأشرف الخصال وعلي آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه و من اتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،.

أما بعد
أيها المسلمون : عبـــــاد الله :-

يحل شهر رمضان المبارك ضيفاً على أمة الإسلام في أصقاع المعمورة وينتظره المسلمون صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً كل عام بلهفة وشوق لينهلوا من بركاته ، ويغترفوا من خيراته ، ويرتشفوا من ضفافه ،
فهو المعين الدافق ، والنهر الخافق ،
وهو شهر النفحات والرحمات الربانية
وهو شهر تجديد الإيمان وصقل الشخصية،
وهو شهر المغفرة والتوبة والعتق من النار،
وهو شهر التآلف والتراحم والبذل والعطاء،
وهو شهر توحيد القلوب وصفاء النفوس ..

فما أحوجنا إلي هذا الشهر وإلى فضائله ومنحه في حياتنا اليوم وفي هذا الزمان الذي ضعف فيه الإيمان وفسدت فيه الكثير من القيم والأخلاق وقست القلوب وزاد القلق وكثرت الهواجس وضعف اليقين بما عند الله وما أعده لعباده ..

ما أحوجنا إلى هذه النفحات الربانية لننجو بها من شقاء الدنيا وتعاسة الآخرة ..

عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم ) (حسن )"انظر الصَّحِيحَة للألباني : 1890"
والنفحة:هي الدفعة من العطية..

وقد أجمل سبحانه نفحات هذا الشهر بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة:183]

عبـــــــــاد الله :-
إن بلوغ رمضان لنعمة كبرى ، ومنة عظمى ، يقدرها حق قدرها ، الصالحون المشمرون ،

فواجب على كل مسلم ومسلمة منَّ الله عليه ببلوغ شهر رمضان ، أن يغتنم الفرصة ، ويقطف الثمرة ، فإنها إن فاتت كانت حسرة ما بعدها حسرة ، وندامة لا تعدلها ندامة ،

فقد كان صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان تهيئةً لنفوسهم وشحذاً لهممهم ،

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: لما حضر رمضان قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغـلق فيه أبواب الجحـيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حُرِم) )الألباني صحيح الترغيب (999): "صحيح لغيره"( ..

فهذا رمضان مقبل علينا فأقبلوا عليه " وخذوا منه الصحة لأجسامكم، والسمو لأرواحكم، والعظمة لنفوسكم، والقوة لأجسادكم، والبذل والفضل،
والكرم والعفو والتسامح والصدق لتسموا أخلاقكم ،

فرمضان فرصة لتربية النفس في هذه الجوانب لتستقيم طوال العام ،
ومن لم يدرك هذه الحقائق الربانية فقد يخسر،
وأي خسارة أعظم من السقوط من عين الله ورعايته ورحمته ،

قال عليه الصلاة والسلام (من لم يدَع قولَ الزورِ والعملَ به والجهلَ فليس لله حاجةٌ أن يدَع طعامه وشرابَه)[البخاري/6057]" ..


أيها المؤمنون:

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان ،

فعن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه: "قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه، يفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم" صححه الألباني كما في صحيح النسائي)..

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الصوم"، وقال أيضًا: "الحامل والمرضع إذا خافتا على أولادهما أفطرتا وأطعمتا"؛ [رواه أبو داود].



• وهؤلاء الثلاثة الواجب عليهم أن يُطعموا عن كل يوم أفطروه مسكينًا، ومقداره نصف صاع من غالب قوت البلد، ومقداره بالأوزان الحديثة كيلوجرام ونصف تقريبًا من الأرز، أو الدقيق ونحوهما.



المسألة السادسة: مُفسدات الصوم أو (المفطرات)؛ وهي قسمان:

القسم الأول: ما يُفسد الصيام ويُوجب القضاء:

1- الأكل والشرب ذاكرًا متعمدًا؛ أما إذا أكل أو شرب ناسيًا، فإنه يتم صومه ولا شيء عليه، ولا قضاء عليه؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نسِيَ وهو صائم، فأكل أو شرب، فليُتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه))، وفي رواية: ((من أفطر في رمضان ناسيًا، فلا قضاء عليه ولا كفَّارة)).



2- القيء عمدًا، أما إذا غلبه القيء فلا يفسد صومه ولا قضاء عليه؛ وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء)).



3- نزول دم الحيض والنفاس للمرأة، فمن حاضت أو نفِست ولو في اللحظات الأخيرة من النهار، فسد صومها، وعليها قضاء هذا اليوم؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أليس إذا حاضت المرأة لم تصلِّ ولم تصُم؟ قلن: بلى)).



4- الاستمناء؛ وهو تعمُّد إخراج المنيِّ باليد أو المباشرة أو التقبيل وإدامة النظر؛ وذلك لأنه ينافي المقصود من الصيام؛ كما جاء في الحديث القدسي: ((يدَع طعامه، وشرابه، وشهوته، من أجلي)).



5- التردد في النية، أو نية الإفطار، فإن نوى وهو صائم وعزم على الإفطار جازمًا عامدًا ذاكرًا أنه في صوم بطل صومه، وإن لم يأكل أو يشرب؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)).



القسم الثاني: ما يُفسد الصيام ويُوجب القضاء والكفَّارة؛ وهو الجماع؛ فمن جامع أهله في نهار رمضان عالمًا عامدًا ذاكرًا، فإنه يفسد صيامه، وعليه القضاء والكفارة؛ وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا، وهي على هذا الترتيب وليس على التخيير.



• ‏وهذه المفسدات لا يُحكم بفساد الصوم بها إلا إذا كان عالمًا بحكمها، ذاكرًا لصيامه، مختارًا وليس مكرهًا.



المسألة السابعة: آداب ومستحبات الصيام:

1- السحور وتأخيره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((تسحروا؛ فإن في السحور بركةً))؛ [رواه البخاري ومسلم]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((فصلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السَّحر)).



• ويُستحب تأخيره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال أمتي بخير ما عجَّلوا الفطر، وأخَّروا السُّحور)).



• ويتحقق السحور بأي شيء ولو حَسَوات من ماء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((السحور بركة، فلا تدعوه، ولو أن يجرَع أحدكم ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين)).



2- تعجيل الفطر إذا تحقق من غروب الشمس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر))؛ [رواه البخاري]، وفي رواية: ((قال الله عز وجل: أحب عبادي إليَّ أعجلهم فطرًا)).



3- أن يكون الفطر على رُطَبات، فإن لم يجد فتمرات؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يُفطر قبل أن يصلي على رُطَبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حَسَوات من ماء))؛ [رواه الترمذي وصححه الألباني].



4- الدعاء أثناء الصيام، وخاصةً عند الفطر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن للصائم عند فطره دعوةً لا تُرَد))؛ [رواه ابن ماجه].



• وأما الذكر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الفطر؛ فهو: ((ذهب الظمأ، وابتلَّت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله))؛ [رواه أبو داود].



• ‏والمأثور عن الصحابة: ((اللهم لك صُمت، وعلى رزقك أفطرت)).


• ‏فإذا أفطر عند غيره يُسن أن يدعو لهم؛ كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم: ((أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة))؛ [رواه أبو داود، وصححه الألباني].


5- أن يتحفظ من الأعمال والأقوال التي تفسد صيامه، والبعد عن الرفث والصخب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدَع قول الزور والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفُث ولا يصخَب)).


6- قول: إني صائم لمن شاتمه أو سابَّه؛ وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم))؛ قال العلماء: واحدة تذكيرًا لنفسه، والأخرى تذكيرًا لخصمه.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

• ففي الحديث الصحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه))، وفي الصحيحين عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفِّرها الصلاة، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)).



5- ومن فضائل الصيام: أنه جُنة ووقاية من النار.



• ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام جنة))، وفي رواية: ((الصيام جنة، وحصن حصين من النار))؛ [رواه أحمد]، وفي رواية: ((الصيام جنة، يستجن بها العبد من النار)).



6- ومن فضائل الصيام: أن الصائم يحظى بأنواع وألوان شتى من صور التكريم؛ ومنها:

• خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؛ ففي الحديث: ((والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))؛ قال المناوي رحمه الله: "((لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))، فإذا كان هذا بتغير ريح فمه، فما ظنك بصلاته وقراءته وسائر عباداته؟".



• للصائم دعوات مستجابات لا تُرد؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث دعوات لا تُرد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر))؛ [رواه البيهقي، وصححه الألباني في صحيح الجامع]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يُفطر، ودعوة المظلوم يرفعها فوق الغمام، وتُفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب عز وجل: وعزتي لأنصرنَّكِ ولو بعد حين))؛ [رواه الترمذي، وابن ماجه، وصححه الألباني]، وفي رواية: ((والصائم حتى يُفطر)).



• يحظى بالشفاعة يوم القيامة؛ لأن الصوم يشفع لصاحبه؛ عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفِّعني فيه، قال: فيشفعان))؛ [رواه أحمد، وصححه الألباني في صحيح الجامع].



• وباب من أبواب الجنة يُقال له: الرَّيَّان، لا يدخل منه إلا الصائمون؛ كما في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في الجنة بابًا يُقال له الرَّيَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يُقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد)).



• ثم أعظم التكريم في الجنة حيث الغرف العالية التي أعدَّها الله جل في علاه للصائمين.



• ومن صور التكريم: أنه من أشد الناس فرحًا في الدنيا والآخرة؛ ففي الحديث: ((للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه))؛ قال ابن رجب رحمه الله: "أما فرحة الصائم عند فطره، فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومَنكَح، فإذا مُنعت من ذلك في وقت من الأوقات، ثم أُبيح لها في وقت آخر، فرِحت بإباحة ما مُنعت منه، خصوصًا عند اشتداد الحاجة إليه؛ فإن النفوس تفرح بذلك طبعًا، وأما فرحه عند لقاء ربه، فما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخرًا، فيجده أحوج ما كان إليه؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ﴾ [المزمل: 20]، وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا ﴾ [آل عمران: 30].



• ثالثًا: معرفة أحكام الصيام وآدابه ومستحباته؛ وهذا ما سيكون في الخطبة الثانية بإذن الله تعالى.



نسأل الله العظيم أن يوفقنا للصيام والقيام، وأن يجعلنا فيه من عتقائه من النار.


_____


الخطبة الثانية

مختصر لأحكام ومسائل الصيام:

• أيها المسلمون عباد الله، فهذا مختصر لأحكام الصيام؛ وذلك في عدة مسائل.



المسألة الأولى: معنى الصيام:

• هو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع وسائر الْمُفطرات، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، بنية التقرب إلى الله تعالى.



المسألة الثانية: أركان الصوم:

فإن الصيام له ركنان لا يصح الصوم إلا بهما:

1- الإمساك عن المفطرات؛ والدليل قوله تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ... ﴾ [البقرة: 187].



2- النية؛ ودليلها قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)).



• وتكون النية في كل ليلة من ليالي الشهر، وتصح في أي جزء من الليل؛ لحديث حفصة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له))، وفي رواية: ((لا صيام لمن لم يفرضه من الليل)).

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*كيف نستقبل شهر رمضان؟*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*عناصر الخطبة*
1- فضائل، وخصائص شهر رمضان.
2- فضائل، وثمرات الصيام.
3- مختصر لأحكام ومسائل الصيام.

*الخطبة الأولى:*
• أيها المسلمون عباد الله، لقد أنعم الله تعالى على هذه الأمة بهذا الشهر الكريم الذي تُفتح فيه أبواب الخيرات، ويُقبل فيه العباد على الله عز وجل بشتى أنواع الطاعات.



• يأتي شهر رمضان ليكون ميقاتًا لتوبة التائبين، وهداية الضالين المنحرفين؛ فكم من تائب تاب ورجع إلى الله تعالى في رمضان! وكم من ضالٍّ منحرف عرف طريق الهداية في رمضان! وكم من مضيِّع للصلاة، وهاجر للقرآن، وغافل عن ذكر الرحمن؛ عرف الطريق في رمضان! فإن إدراك شهر رمضان لهو فرصة عظيمة أن يعوِّض كل من ضيَّع في حياته ما فات من تقصير، وأن يتدارك قبل الممات.

• ولذا نفقه حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تهنئة الصحابة والأُمة بقدوم هذا الشهر الكريم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه قال: ((أتاكم رمضانُ، شهرٌ مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء – الرحمة أو الجنة - وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم))؛ [صحيح الترغيب والترهيب].



قال العلماء: وذلك لأمرين:

• لكي يلفت انتباههم لفضله ومنزلته.

• ‏ولكي يُعلي من الهمم ويحفزهم إلى عمارة أوقاته؛ قال ابن رجب رحمه الله: "هذا الحديث أصل في تهنئة المسلمين بعضهم بعضًا بهذا الشهر الكريم".

• نعم، إنه شهر مبارك؛ ومن بركته: إقبال النفوس على الطاعات، ومغفرة الذنوب والسيئات، ومضاعفة الأجور والحسنات.

فكيف نستقبل شهر رمضان؟ لأنه من أحسَنَ الاستقبال أحسن الاستغلال:

1- بمعرفة خصائص وفضائل الشهر.

2- بمعرفة فضائل وثمرات الصيام.

3- بمعرفة أحكام وفقه الصيام.

أولًا: فضائل وخصائص شهر رمضان:

1- فمن خصائص شهر رمضان: أنه هو الشهر الوحيد الذي سماه الله تعالى في القرآن الكريم؛ قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].

• في حين قال الله تعالى عن أشهر الحج: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾ [البقرة: 197]، وجاءت السُّنَّة لتُبيِّن هذه الأشهر.

• وقال تعالى عن الأشهر الحرم: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ﴾ [التوبة: 36]، وجاءت السنة أيضًا لتبين هذه الأشهر الحرم.



• وسُمي هذا الشهر رمضان: من الرَّمضاء؛ لأن الشهور سميت بالأزمنة التي وقعت فيها، فوافق فرض هذا الشهر شدةَ الحر.



• وقيل: لأنه يرمض الذنوب؛ أي: يحرقها بالأعمال الصالحة، فرمضان مصدر رمض: إذا احترق.



2- ومن خصائص شهر رمضان: أن الله تعالى أنزل فيه جميع الكتب السماوية.



• فهو الشهر الذي اختصه الله تعالى واختاره ليكون ميقاتًا لنزول الوحي؛ فأنزل الله فيه رسالاته، وبث فيه نوره، وخاطب فيه صفوة خلقه؛ عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أُنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأُنزلت التوراة لستٍّ مضت من رمضان، وأُنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان، وأُنزل الزبور لثماني عشرة خلت من رمضان، وأُنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان))؛ [رواه أحمد، والطبراني، وحسن إسناده الألباني في صحيح الجامع].



• واختصه الله تعالى بنزول كتابه المبين على رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].



3- ومن خصائص شهر رمضان: أن الكون كله يستعد لاستقبال شهر رمضان؛ الكون كله علويَّه وسفليَّه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صُفِّدت الشياطين، ومردة الجن، وغُلقت أبواب النار، فلم يُفتح منها باب، وفُتحت أبواب الجنة، فلم يُغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغيَ الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصِر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة))؛ [رواه الترمذي، وابن ماجه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع].



4- بل إن الجنة تتزين كل يوم في رمضان، وتستعد لاستقبال أهلها من أهل الصيام والإيمان؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أُعطيت أمتي خمسُ خصالٍ في رمضان لم تُعطَهن أمة من الأمم قبلها... وذكر منها: ويزين الله كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يُلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليكِ))؛ [رواه أحمد، والبزار، والبيهقي، وإسناده ضعيف].



5- ومن خصائص شهر رمضان: أنه شهر القيام، والتراويح، والتهجد.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤 *خطبة جمعة بعنوان :*
*رمـضــان وأهـل الشّـهـوات*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
بعد حـمـد الله والثناء عليه والصلاة على نبيه
-صلى الله عليه وسلم-

أمّا بعد : فاتّقوا الله -عباد الله- تعالى وأطيعوه، واعمروا شهركم هذا بتجديد التوبة وترك المعصية، وبتطهير القلب من الضغينة وتفريغ النفس للطاعة؛ فإنما رمضان أيّام تمرّ وتمضي، فيربح
الطائعون ويخسر العاصون.

معاشر المسلمين: سنقف اليوم مع آيات عظيمة من كتاب الله تعالى، آيات كان يقرؤها الصحابي الجليل ابن عباس -رضي الله عنهما- فيقول: "هن خير لهذه الأمة ممّا طلعت عليه الشّمس وغربت". ألا وهي قوله -جل جلاله-: { يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ
أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } .

عباد الله: ربنا جل جلاله وتبارك اسمه، أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا ومن الناس أجمعين، فلا يحبّ عذاب عباده، يقول -جل جلاله-: ((مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا)). ولذا فإنّه -سبحانه- يفرح بتوبة عباده، ويدعوهم إليها ويرغبهم فيها ويحبها لهم، يقول سبحانه:
{ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ } .

يريد التوبة لنا لئلا يعذبنا؛ وليجزينا على توبتنا أعظم الجزاء، ويرفعنا بها أعلى المنازل والدرجات. إنه -تعالى- يريد أن يتوب علينا مع أن توبتنا لا تنفعه شيئا، وعدم توبتنا لا يضره شيئا، بل نفع ذلك وضرره عائد علينا، ومع ذلك يريد سبحانه أن يتوب علينا.
فأيُّ كرم أكرمنا به -عزّ في علاه-؟.

إخوة الإسلام: يريد ربنا ليتوب علينا، ولكن لشياطين الجن والإنس وجنودهم إرادة أخرى، يقول تعالى: { وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا } ، نعم.. إن إرادتهم تتمثل في الميل عن طريق التوبة، والإصرار على الذنب، والاستكبار عن الحق. وهم لا يقنعون بميل يسير، فذلك لا يرضيهم، وإنما يريدون ميلا عظيما تقلب فيه المفاهيم وتنكس الفطر وتُغير المجتمعات، فطريقهم غير طريق الله تعالى، ودينهم غير دينه. إنه دين الهوى
والشهوة، دين الانحلال والضياع.

وبما أن رمضان شهر للتوبة عظيم، يكثر فيه التائبون والمقبلون على الله تعالى، وتتنوع فيه العبادات وينتشر فيه الخير؛ فإن أهل السوء والشهوات لا يعجبهم ذلك أبدا، ويريدون بالناس ميلاً عظيماً؛ لذا ينشطون في فضائياتهم بالبرامج المحرّمة أكثر من غيره من الشهور، ويعدون النّاس فيه بأنواع التّرفيه المحرّم، من مسلسلات ماجنة تهدف لإيصال رسائل مغلوطة وترسيخ مفاهيم منحرفة، ومن ترفيه ساخر يروّج فيه لأهل الانحراف فيعرضون على أنهم قدوات للمجتمع، ومسابقات عمادها القمار الذي حرمه الله تعالى، وحوارات يسترخص فيها دين الله تعالى، وتعرض شرائعه المحكمة للنقاش والتداول والنقد والتصويت، وكأنها مجرد آراء تقبل الصواب والخطأ، وليست أحكاما محكمة أنزلها اللطيف
الخبير!!.

كل هذا الضياع والانحراف يعرض على الصائمين في رمضان، وتتشربه قلوبهم من حيث لا يشعرون؛ ليميل بهم أهل الشهوات المحرّمة عن جادة التوبة، وليهدروا ما اكتسبوا من حسنات عظام بالصّيام والقيام والصّدقة والقرآن وسائر أنواع البر والإحسان.

ألا فلنتق الله - عباد الله -؛ ولنكن مع مراد الله تعالى لنا بالتوبة النصوح من الذنوب، ولنحذر مراد أهل الشهوات الذين أوبقوا
أنفسهم وودّوا لو أوبقوا النّاس أجمعين.
ولنتب إلى الله تعالى في هذا الشهر الكريم؛ لننال عفوه -جل وعلا- ومغفرته ورحمته وعتقه من النار، ولننعم بالدرجات العلى
من الجنة، فإنّ من نال ذلك فقد فاز فوزاً عظيماً، وحاز ملكاً كبيرًا.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..


أما بعد -أيها المسلمون-: هذه الآية العظيمة آية يجب أن يتدبرها المؤمن كل حين، ويذكّر بها نفسه وأهل بيته وإخوانه المؤمنين؛ لأنّها تصف الواقع الذي نعيشه بدقّة متناهية، وتكشف بجلاء مراد
الشّهوانيين.

وليقف كل واحد منا مع نفسه ويسألها : هل أطيع خالقي ورازقي والمنعم علي؟، أم أطيع أقواما ركبوا الغواية وعجزوا عن التّقوى والتّوبة، ويريدون من جميع النّاس أن يفشلوا في التّوبة
كما فشلوا هم فيها، ويريدون منهم أن يركبوا مركبهم
الذي يوردهم دار السّعير، وقد قيل: ودت الزانية لو زنى النّاس
كلهم.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فعلينا أن نجتهد في طاعة الله سبحانه، ونجتهد في هذه العبادة المباركة ونقدِّر نِعم الله جل وعلا الذي أمد أعمارنا؛ لإدراك هذا الشهر المبارك، وللقيام بما أحبه الله سبحانه في هذا الشهر المبارك، والحمد لله رب العالمين.

🗯️🗯️ نعمة الرحمــــــــن بإدراك شهر رمضان 🗯️🗯️

. 🗯️الخطبة الثانية🗯️

الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

عباد الله؛ ومما يحبه الله منا في هذا الشهر المبارك، ويحب أن نقوم به هو قيام هذا الشهر المبارك، قيام لياليه، وقد قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

فيا أيها المسلم لا تفرط بهذا الخير ولا تجعله يفوتك فتندم بعد ذلك أشد الندم، حافظ على قيام هذا الشهر المبارك وصبِّر نفسك فإن ذلك سبب لغفران الذنوب، «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا».

إيمانا وتصديقا بهذه العبادة وإيمانا باستحبابها وبشرعيتها واحتسابا للأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى، لا من أجل الناس، ولا من أجل عادة اعتادها الناس، فاحرص على قيام هذه الليالي، وهي ليالي مباركة يقوم فيها الإنسان لربه سبحانه وتعالى، وإذا حضر الجماعة كان في ذلك الخير، وهو أنشط له، وأعون له على عبادة الله سبحانه وتعالى، وهذا الذي ننصح به، والذي نحث المسلمين عليه حضور الجماعة، ولكن من شُغل عنها فليصل في بيته، فإنه بإذن الله إذا صلى الصلاة كما أرادها الله سبحانه وتعالى، فهو مكتوب له أيضا القيام.

فعلى المسلم أن يحرص على قيام هذا الشهر المبارك، وأن يحرص على تربية نفسه بطاعة الله سبحانه.

ويستغل هذه الأوقات المباركة بتلاوة القرآن، فكما سمعتم في الحديث المتقدم: «وَكَانَ يَلْقَاهُ صلى الله عليه وسلم جبريل فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ» فهذا الشهر المبارك أيها المسلم أقرأ فيه كتاب ربك، ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ [فاطر:29-30].

أقبل على قراءة القرآن الذي فيه هداية للقلوب وشفاء للصدور وفيه الهدى والنور، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس:57-58].

هذا الكتاب العظيم الذي فيه عصمتنا، والذي فيه هدايتنا والذي فيه اجتماع المسلمين والذي فيه الشفاء هذا هو الذي ينبغي للمسلمين أن يقبلوا عليه وأن لا يهجروه

﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ [الفرقان:30]، فنعوذ بالله من هجرانه، أقبلوا على قراءة القرآن وعلى تلاوة القرآن، وتدبر القرآن، وقراءة تفسير القرآن ففيه عصمتنا وفيه هدايتنا وفيه شفاؤنا:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس:57]، ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة:1-2].

فيه هدايتنا عباد الله فلنقبل على قراءة هذا الكتاب العظيم الذي: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت:42]، الذي أنعم الله على هذه الأمة بحفظه من التحريف والتبديل، ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:9]، ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [الإسراء88]، فهي والله نعمة عظيمة.

وعلى المسلم أن يربي نفسه في هذا الشهر المبارك على حفظ نفسه من المعاصي والذنوب، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ».

احذر على نفسك أيها المسلم أن تُفرْط على نفسك بكثرة الذنوب والمعاصي.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤 *خطبة جمعة بعنوان:*
*نعمة الرحمن بإدراك شهر رمضان*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ أن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:7071].
أَمَّا بَعْد:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كَلامُ اللهِ, وَخَيْرُ الْهَدْيِ, هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا, وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ, وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عباد الله: إن من نعم الله الجزيلة، والجليلة علينا التي أنعم علينا بها معشر المسلمين أن مد الله أعمارنا إلى هذا الشهر المبارك شهر رمضان، الذي جعل الله عز وجل فيه من البركات العظيمة، وجعل فيه من الخير الكثير، الذي يفرح به المؤمن، هذا الشهر الذي فضله الله سبحانه وتعالى وخصه بالبركات والفضائل العظيمة، واختصه بإنزال القرآن فيه، ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة:185]، واختص الله هذا الشهر من سائر الأشهر بأن جعل فيه فريضة الصيام التي أوجبها الله على المسلمين في هذا الشهر المبارك:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ﴾ [البقرة:184]، وهي شهر رمضان بإجماع المسلمين، وفي ”الصحيحين“ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».

فافترض اللهُ عز وجل علينا صيام هذا الشهر، وجعل اللهُ في هذا الشهر هذه العبادة الكريمة الجليلة، عبادةُ الصيام التي يحبها الله سبحانه وتعالى، وجعل هذه العبادة جُنَّةً لعباده من سخطه، وجُنَّة لعباده من النار، وجُنَّة لعباده من الشياطين، فجعل هذه العبادة جُنَّة من الشرور.

وفي ”الصحيحين“ عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ»، وفي ”مسند أحمد“ عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ.

وفي مسند أحمد عن عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ من النار كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ».

وروى أحمد أيضًا عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ: (الصِّيَامُ جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ بِهَا الْعَبْدُ مِنَ النَّارِ، وَهُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ).

وروى الإمام الترمذي عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ».

فهذا الصيام عبادة عظيمة يحبها الله، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي أُمامة رضي الله عنه أنه قال –في حديث طويل-: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ. قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ».

وفي ”الصحيحين“ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا بَاعَدَ اللهُ، بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفِروه.


الخطبـــة.الثانيـــة.tt
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا محمد على آله وصحبه أجمعين وبعد

🔹فإن من أعظم ما يستقبل المؤمن به رمضان استقبال القلوب أن تفرح بقدومه تستبشر تتهلَّل اساريره إن العبد إذا كان قلبه مُقبلًا على الله فرحًا بهذا الموسم مُستبشرًا به غير ضائقٍ به عازمٌ في قلبه على أن يستغِله فإن الله سبحانه وتعالى لعلَّه يطلع إلى قلبه فيتجاوز عنه حتى وإن لم يُحسِن العمل حتى وإن قصَّر في العمل فإن النية الصادقة طاعةٌ وعبادة يتعبَّد الإنسان بها ربَّه، من همَّ بطاعةٍ بحسنةٍ يقول ﷺ من همَّ بحسنةٍ فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنةً كاملة وإن همَّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات،
الفرحُ بقدوم هذا الشهرُ إطمِئنانُ القلبُ العزمُ هذه أولُّ الطَّاعات فإن القلوب محل نظر الله سبحانه وتعالى إلى العبد لا ينظر الله إلى الأجساد ولا إلى الجوارح بقدر نظره إلى القلوب ،كما قال تعالى
{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ }لم يقل فسمع قولهم فرأى حالهم قال
{فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا }

✦اجعل قلبك نظيفًا صادقًا عازمًا على استغلال هذا الشهر تُفلِح بإذن الله تعالى، حتى وإن قصَّرت في بعض العمل، الناس يتسابقون عليكم،
لا يجتهِدوا شياطين الإنس على إضلال الناس كما يجتهِدون في رمضان، يشتغلون السنة كلها يُعدُّون البرامج والمسلسلات والفوازير وكل المُلهيات، يُعدُّونها لشهرٍ واحد لشهر رمضان، الناس جميعًا يتنافسون عليك، كل مسلسل يجتهِد لتكون أحد أفراد سوقه أحد زبائنه، كل برنامج كلهم يجتهِدون لأجلك، والله سبحانه وتعالى يدعوك فمن ياتُرى يظفَر بقلبك وجوارحك؟ يظفَر بها الله؟ أم تظفَر بها المُسلسلات والمُلهيات؟!

🔹ونحن على بداية الشهر :على العاقل أن يضع على نفسه برنامج ،الناس يُخطِطون لدنياهم، الطالب يُخطِط لدراسته،المُعلم يُخطِط لتعليمه فلا تمضِي السنة قبل أن يُكمِل المُقرَّر الذي عليه، المُؤسَّسات الحكومية الشركات الخاصة جميعهم يُخطِطون يضع كل واحد لنفسه برنامج يسيرُ عليه يستطيع من خلال هذا البرنامج أن يعرف هل نجح أو لا!!!

🔹*المُؤمن الصادق هو الذي يضع لنفسه برنامج في رمضان*

✦كم سأختمَ القرآن في هذا الموسم؟
✦أين سأُصلِي التراويح؟
✦كيف سأُحافِظ على الصلوات في أوقاتها؟
✦كم سأتصدَّق في كل يوم؟
✦كم سأزور من الأرحام؟
✦كم سأُصلِح ما بيني وبين الناس؟
✦كم سأنشرُ المحبة والإخاء؟

هذا الذي يُخطِطُ للشهر هو إنسانٌ مُوفَّق قد علِم رسالة الله سبحانه وتعالى له .

مرحبًا أهلًا وسهلًا بالصيام يا حبيبًا زارَنا في كل عام
قد لقِيناك بحبٍ مُفعمٍ كل حبٍ في سِوَى المولى حرام
إن بالقلب اشتياقًا كالَّضى وبأعيُن أدمُع الحب سِجام .

💡هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

أسألُ الله تعالى أن يوفِّقَني وإياكم إلى طاعتِه وأن يُدخِل علينا هذا الشهر في خيرٍ وعافيةٍ وصحةٍ إنه على كل شيء قدير .
اللهم اغفِر لنا ذنوبَنا وكفِّر عنا سيئاتنا وتوفَّنا مع الأبرار اللهم إنا نسألُك من مُوجِبات رحمتِك ومن عزائِم مغفرتِك والسلامةَ من كل إثم والغنيمةَ من كل بِر والفوزَ بالجنة والنجاةَ من النار ،
اللهم إنا نسألُك إيمانًا كاملاً ويقينًا صادقًا ورزقًا واسعًا وحلالًا طيِّبًا وعملًا صالحًا متقبَّلاً ،
اللهم يا واصِلَ المُنقَطِعين أوصلنا إليك،
اللهم يا واصِلَ المُنقَطِعين أوصلنا إليك ،
اللهم هَبْ لنا عملاً صالحاً نتقرَّبُ به إليك،
اللهم نور قلوبنا بنور الإيمان وأعنا على نفوسنا والشيطان وأيسه منا كما أيسته من رحمتك يا رحمن .
اللهم خفف عنا الأوزار وارزقنا عيشة الأبرار واصرف عنا شر الأشرار واعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار برحمتك يا كريم يا غفار،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

إنّ رمضان –عباد الله!– مزرعة للآخرة، فهل من زارع؟!
إنّ رمضان –عباد الله!– فرصة للتائبين، فهل من تائب؟!
يا ذا الذي ما كفاه الذنبُ في رجبٍ

حتى عصى ربه في شهر شعبانِ

لقد أظلَّك شهر الصوم بعدهما

فلا تُصَيِّرْهُ أيضًا شهرَ عصيانِ

واتلُ القرآن وسبّح فيه مجتهدًا

فإنه شهرُ تسبيحٍ وقرآنِ

كم كنت تعرف ممن صام في سَلَفٍ

من بين أهلٍ وجيرانٍ وإخوانِ

أفناهمُ الموتُ واستبقاك بعدهمُ

حَيًّا فما أقرب القاصي من الداني.

عباد الله: إنّ بلوغ رمضان نعمة عظيمة وفضل كبير من الله تعالى، حتى إن العبد ببلوغ رمضان وصيامه وقيامه يسبق الشهداء في سبيل الله الذين لم يدركوا رمضان، فقد روى ابن ماجه، وصححه الألباني: عن طلحة بن عبيد الله ––: ((أن رجلين من بلي قدما على رسول الله –ﷺ–، فكان إسلامهما جميعاً، وكان أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستُشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي، قال طلحة: فرأيت في المنام، بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فَأذِن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فَأذِن للذي استُشهد، ثم رجع إليّ فقال: ارجِع، فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدّث الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله –ﷺ–، وحدّثوه الحديث، فقال: "من أيّ ذلك تعجبون؟" قالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً، ثم استُشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله! فقال رسول الله –ﷺ–: "أليس قد مكث هذا بعده سنة؟" قالوا: بلى، قال: "وأدرك رمضان فصام، وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟" قالوا: بلى، قال رسول الله –ﷺ–: "فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض")).
الله أكبر! إنّه رمضان شهرُ المرابح، زائرٌ زاهر، وشهر عاطِر، فضلُه ظاهر، بالخيراتِ زاخر، فأرُوا الله خيرًا مِن أنفسكم، فبالجدّ فاز من فاز، وبالعزم جازَ مَن جاز، واعلَموا أنّ من دام كسله خاب أمله، وتحقَّق فشله، روى مسلم: عن عائشة –رضي الله عنها– قالت: ((كان رسول الله –ﷺ– يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره)).
وصيام رمضان وقيامه من أسباب مغفرة الذنوب، فطوبى لأقوام صاموا عن الشهوات، وقاموا في الخلوات، فقد ثبت في الصحيحَين: عن أبي هريرة –رضي الله عنه–: أن رسول الله –ﷺ– قال: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)).
جاء الصيام فجاء الخير أجمعه

ترتيل ذكرٍ وتحميدٍ وتسبيح

فالنفسُ تدأب في قولٍ وفي عملٍ

صوم النهار وفي الليل التراويح


قلت ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه.

الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله الذي أرسله ربه رحمةً للعالمين.
أمَّا بعدُ: عباد الله! كيف نستقبل شهر رمضان؟
بالفرح نستقبله، وبعاطر التحايا نحييه، وبأشواق الفؤاد نلقاه، فله في النفس مكانة، وفي حنايا الفؤاد منزلة.
إنّه رمضان زبدة الشهور، وبدر البدور، إنه درة الخاشعين، ومعراج التالين، وحبيب العابدين، وأنيس الذاكرين، وفرصة التائبين، إنه مدرج أولياء الله الصالحين إلى رب العالمين.
مع بزوغ أول ليلةٍ من لياليه تخفق القلوب، وتتطلع النفوس إلى ذلك النداء الرباني الخالد: ((يا باغي الخير! أقبِل، ويا باغي الشر! أقصِر))
فيا لله ما أجمله من نداء يفرح به المؤمنون، ويستبشر به المتقون !! ، فيعمرون المساجد، ويهجرون المراقد، ويقبلون على القرآن، ويتلذذون بمناجاة الرحمن، العيون تدمع، والقلوب تخشع، والرقاب لربها تخضع، تختلط دموع التائبين بلذة الخاشعين، وتمتزج تلاوة التالين بدويّ الذاكرين، فترسم في الدنيا أبهى حلة، وأجمل صورة، وكأنك تعيش في روضة من رياض الجنة.
شهر يفوق على الشهور بليلةٍ

من ألف شهرٍ فُضِّلت تفضيلاً

طوبى لعبدٍ صحّ فيه صيامهُ

ودعا المهيمن بكرةً وأصيلاً

وبليلهِ قد قام يختم وردهُ

متبتلاً لإلـهه تبتيــلاً

فالمسلم –يا عباد الله!– في رمضان: حسناته مضاعفة إلى حدّ لا يعلمه إلا الله، وذنوبه مغفورة، ودعاؤه مستجاب، ومرشح للعتق في كل ليلة، والخيرات تتعرض له في كل حين، فأهلاً ومرحبًا بهذا الشهر المبارك.
عباد الله! هذا نسيم القَبول هبّ، هذا سيلُ الخير صَبّ، هذا باب الخير مفتوح لمن أحبّ، هذا الشّيطان كبّ، روى مسلم: عن أبي هريرة –رضي الله عنه–: أنّ رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلّم– قال: ((إذا جاء رمضانُ فُتِّحت أبوابُ الجنة، وغُلّقت أبواب النّار، وصُفِّدت الشياطين)).
علينا –معاشر الأحبة!– أن نستقبل هذا الشهر المبارك بتوبة صادقة خالصة نصوح نقلع فيها عن كل معصية، ونندم على ما مضى من أعمارنا في معصية الله تعالى، ونعاهد ربنا ألا نعود لمعصيته أبداً، قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [سورة النور:31].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴾ [الأحزاب: 41 - 44].

هذا وصلوا وسلموا على النبي المصطفى والحبيب المرتضى كما أمركم بذلك المولى جلَّ وعَلا فقال تعالى قولاً كريماً : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }

اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظ بلادنا واقض ديوننا واشف أمراضنا وعافنا واعف عنا وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤاثر علينا وارحم موتانا واغفر لنا ولوالدينا وأصلح أحوالنا وأحسن ختامنا يارب العالمين

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر واقم الصلاة .

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*رمضان شهر الدعاء، فقد جاء قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} بين آيات أحكام الصيام، لتدل على أن الصيام والدعاء مقترنان، كيف لا والحبيب صلى الله عليه وسلم يقول: (ثلاثة لا تُرَدّ دعوتُهُم الإمام العادل، والصائم حين يفطر ودعوة المظلوم)، ألم تلاحظوا اللفظ النبوي: (والصائمُ حَتّى يفطر)؟ رواه ابن حبان في صحيحه واحمد في مسنده والبيهقي والترمذي وابن ماجة
فكيف نستقبل شهر الدعاء؟ أما نُريدُ من الله شيئًا لنفسنا؟ أما نُريدُ من الله شيئًا لأهلنا وأولادنا؟ أما نُريدُ من الله شيئًا لأمتنا؟

فبُشْرَاكُمْ... لَقدْ عَادَ رَمضانُ.. وعَادَ بالصِّيامِ لِربِّ الأَرضِ والسَّماواتِ، عَادَ بظَمَأِ الهَواجِرِ ومُكابَدَةِ السَّاعاتِ، عَادَ بالتَّخَلِّي عَنِ الشَّهواتِ والطَّيباتِ، عَادَ بالتَّجَرُّدِ للهِ عَز وجَلَّ؛

بُشْرَاكُمْ.. لَقدْ عَادَ رَمضانُ.. وعَادَ بفَرحَةِ الصَّائمينَ بصَومِهِمْ في الدُّنيَا والآخِرةِ، لَهُمْ خُلُوفٌ هو أَطيبُ عندَ اللهِ مِن رِيحِ المِسكِ؛ قَالَ رَسُولُكُم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، ولِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ". متفقٌ عليهِ.

من ناله داء الهوى بذنوبه*فليأت في رمضان باب طبيبه
فخلوف هذا الصوم يا قوم اعلموا*أشهى من المسك السحيق وطيبه
أو ليس هذا القول قول مليككم ... الصوم لي وأنا الذي أجزي به

بُشْرَاكُمْ...لَقدْ عَادَ رَمضانُ.. وعَادَتْ مَعهُ صُحْبَةُ القُرآنِ، تِلكُمُ الصُّحبَةُ التي هِيَ خَيرُ صُحبةٍ، فلَنْ يَجِدَ الْمَرءُ صُحبةً هِيَ أَفضلُ ولا أَعظَمُ ولا أَحسنُ مِن صُحبَةِ القُرآنِ الكَريمِ الَّذِي ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42].

بُشْرَاكُمْ... لَقدْ عَادَ رَمضانُ.. وعَادَ مَعهُ القِيامُ والوُقُوفُ بينَ يَدَيِ اللهِ تعَالَى؛ ولقَدْ جَعلَ اللهُ في القِيامِ بَينَ يَدَيْهِ وَسِيلَةً لغُفرَانِ الذُّنوبِ والصَّفحِ عَنِ العُيُوبِ.

بُشْرَاكُمْ...لَقدْ عَادَ رَمَضانُ.. وعَادَ مَعهُ الْجُودُ والكَرَمُ والصَّدَقةُ؛ فقدْ كَانَ حَبيبُكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ.

بُشْرَاكُمْ... لَقدْ عَادَ رَمضَانُ.. وعَادَ مَعهُ العِتْقُ مِنَ النَّيرانِ، فَلْيُشَمِّرْ كُلٌّ مِنَّا عَنْ سَاعِدِ الْجَدِّ، ولْيَسْعَ كُلُّ عَبدٍ في فِكَاكِ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ؛ فقَدْ قَالَ حَبيبُكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ" رواهُ التِّرمِذِيُّ وابنُ مَاجَهْ

بُشْرَاكُمْ...لَقدْ عادَ رَمضانُ.. وعَادَ مَعهُ الإِكثارُ مِنَ العَملِ الصَّالحِ، مِن البِرِّ والصِّلةِ والرَأفَةِ والرَّحمةِ والعَفوِ عَنِ النَّاسِ وإِزَالةِ الشَّحناءِ والبَغضَاءِ؛ فالمؤمنونَ لاَ يَمَلُّونَ مِنَ الأَعمالِ الصَّالحاتِ، بَلْ يَفعَلُونَ ويَفعلُونَ ويَرَوْنَ أنَّهُم مُقَصِّرونَ.

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه غافر الذنوب والخطيئات


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله

وبعـــد:
جاء رمضان ودنت بشائره وهبت نسائمه وارتفعت منائره وتباركت أسحاره وفاضت موائده
يا من أساء مع ربه، وأخطأ مع مولاه، لقد جاء شهر رمضان ليرسل لك نفحات الإيمان، فأقبل على ربك، لعله يرضى عنك ويغفر لك
يا من أساء مع ربه، وأخطأ مع مولاه، يا من طال بُعده عن ربه، وتجاوز حدود العبودية..

أيها المسكين! ماذا وجدت في بُعدك عن الله؟!
عبد الله،: لقد جاء رمضان ليرسل لك نفحات الإيمان، وليضفي على قلبك رحمة الرحمن، فهيا إلى الله {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🔷الوصية الثامن والعشرون:

حافظ على قراءة أذكار الصباح والمساء خلال الشهر وعلِّمْها أهلَكَ.

🔷الوصية التاسعة والعشرون:

حدِّد زكاة مالك، وزِدْ عليها حتى يُكتَب لكَ الأجْر كامِلًا، ولا ينقضي رمضان إلَّا وقد أخرجتها طيبةً بها نفسك.

🔷الوصية الثلاثون:

استشعر أن رمضان هذا هو آخر رمضان في حياتك؛ فلتصُمْ صيامَ مُودِّع، وتُصلِّي صلاة مُودِّع، وتجتهد فيه اجتهادًا عظيمًا.

🔷الوصية الحادية والثلاثون:

لا تَنْسَ الدُّعاء كل ليلة بأن تكون من المعتوقين من النار في هذه الليلة، وهكذا كل ليلة، واستشعر في آخر ليلة أن الله يقول لك: قد اعتقتك من النار.

🔷الوصية الثانية والثلاثون:

في مواطن إجابة الدعاء لا تَنْسَ الدُّعاء للمظلومين والمكروبين والمهمومين من أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم.

🔷الوصية الثالثة والثلاثون:

أخي الكريم، أختي الكريمة، هل أنت مشتاق للحج والعمرة؟

روى أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((مَنْ صلَّى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلُع الشمسُ، ثمَّ صلَّى ركعتَينِ كانت له كأجْرِ حجَّة وعمرة تامَّة تامَّة تامَّة))؛ [الترمذي: 586، وقال حسن غريب]، فلنفعل ذلك مرارًا في رمضان، والمرأة تبقى في مصلَّاها كذلك.

🔷الوصية الرابعة والثلاثون:

إذا وجدت قلبك قد تأثَّر بآية، وانفتح لها، فقف معها وكرِّرْها، فقد بقي نبيُّكَ صلى الله عليه وسلم يُردِّد آيةً ليلةً كاملةً حتى أصبح، وهي خواتيم سورة المائدة: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118].

🔷الوصية الخامسة والثلاثون:

اتَّقِ المحارمَ تكُنْ أعبدَ الناس، إن أردْتَ أن تسبق الصائم القائم، فاحترز من الذنوب، ويشمل هذا: صون اللسان عن الغيبة والنميمة والسب والشتم، وصوم الأُذُنين بأن لا تسمع الحرام، وصوم الرجلين فلا تسعى للحرام، وصوم اليدين عن أخذ الحرام، وصوم العينين بألَّا ترى حرامًا، وصوم البطن بألَّا تأكل حرامًا.

🔷الوصية السادسة والثلاثون:

من دقيق نِعَم الله التي لا يُفطن لها أن تغلق عليك بابك، فيأتي سائلٌ ويطرق بابك، فإيَّاك أن تردَّ سائلًا.

🔷الوصية السابعة والثلاثون:

لا تُسرف في رمضان في المأكولات والمشروبات؛ فتحجز مقعدًا لتكون أخًا للشيطان؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 27].

🔷الوصية الثامنة والثلاثون:

احذر لصوص رمضان: التلفاز، الأسواق، والسهر، والجوَّال، والزيارات، والجلسات الخالية من ذكر الله، المطبخ بالنسبة للمرأة وغيرها.

🔷الوصية التاسعة والثلاثون:

اكتب مطالبك وحاجاتك الدنيويَّة والأُخرويَّة في ورقة، وألحَّ على الله بالدُّعاء بها في السجود، وبين الأذان والإقامة، وقبل الإفطار، والثلث الأخير من الليل، وأنت واثق كل الثقة أن الله سيجيبك ويُعطيك سؤلك سبحانه.

🔷الوصية الأربعون:

وقت الأسحار لا يفوتك الاستغفار، وسيد الاستغفار؛ قال تعالى:﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18].

🔷الوصية الحادية والأربعون:

من التوفيق وحُسْن التخطيط، شراء كل ما يخصُّ العيد في بدايات رمضان؛ كي تتفرَّغ للطاعة والعبادة في خيرة أيام رمضان.

🔷الوصية الثانية والأربعون:

قلِّل من ساعات البقاء في الأسواق، ولو استطعت التفويض بشراء ما تُريد يكون أفضل.

🔷الوصية الثالثة والأربعون:

إنْ استطعْتَ أن تعتكف العشر الأواخر فافعل، وإن لم فاعتكف الليل منها، وإن لم، فاعتكف الليالي الوتر منها؛ لتفوز بليلة القدر.

🔷الوصية الرابعة والأربعون:

أخرج زكاة فطرك؛ فهي طُهْرةٌ لصومك ومرضاة لربِّك.

وأخيرًا:

أسأل الله أن يُوفِّقْنا لقيام رمضان وصيامه إيمانًا واحتسابًا، وأن يعتق فيه رقابنا من النار، وأن يُعيننا على العمل بهذه الوصايا بحوله وقوَّتِه ورحمته، وصلِّ اللهُمَّ على نبيِّنا محمد وعلى آله وصَحْبه وسلِّم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رحم الله قارئًا دعا لنفسه ولي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤محاضرة.ممتازة.بعنوان.cc
*الوصايا الحسان لاغتنام شهر رمضان*
*للدكتور/ أمير بن محمد المدري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

✍️الحمد لله العليم الخبير، السميع البصير، أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا، لا إله إلا هو إليه المصير، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الكبير، وأشهد أن نبينا محمدًا عبدُالله ورسولُه، البشير النذير والسراج المنير، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ذوي الفضل الكبير، وبعد:

💡ها هو رمضان قد أقبل، شهر الجود والإحسان، شهر العتق من النيران، شهر النفحات والنسمات، شهرٌ تُفَتَّح فيه أبواب الجنان وتُغلَق أبواب النيران، شهرٌ تتزيَّن فيه الجنةُ لعباد الله الصائمين القائمين.

واللهِ لو أدركنا قيمة رمضان ما ضيَّعنا لحظةً من لحظاته، يا لها من نعمة عظيمة؛ أن أمهلنا الله حتى بلغنا شهر رمضان، فهنيئًا لمن وُفِّق لاغتنام هذا الشهر صلاةً، وصيامًا، وقيامًا.

أخي الصائم، أُختي الصائمة، بين يديك وصايا للفوز بهذا الشهر الكريم، فاستعِنْ بالله، واعزم على فعل ما استطعت من هذه الوصايا، وهي:

🔷الوصية الأولى:

اخْلُ بنفسك، اعترف بذنبك، ناجِ ربَّك، اعصر القلب وتألم، اترُكْ دموعَكَ تسيل على خدَّيك وأنت تذكر هفواتك وآثامك التي ارتكبتها في حقِّ خالقك، وسترى الرحمات والبركات تنزل من ربِّ الأرض والسماوات.

🔷الوصية الثانية:

مهمتك أخي الحبيب في رمضان تتركَّز في الاستفادة القصوى من ثواني ودقائق وساعات هذا الشهر التي تتجاوز (2) مليون ونصف ثانية، (43) ألف دقيقة، (720) ساعة، منها (500) ساعة ما بين نوم وأكل وزيارات وتنقُّل في الأسواق، وجلسات هنا وهناك، ولا يتبقَّى لك سوى 220 ساعة وهي تعادل تسعة أيام فقط.

🔷الوصية الثالثة:

انتبه لأغلى وأثمن وأسمى ثلاث ساعات من أيام رمضان، لا تُفرِّط فيها:

🔹الساعة الأولى بعد صلاة الفجر: وهي وقت مبارك؛ قال تعالى: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ [ق: 39].

🔹الساعة الثانية ساعة الغروب: وهي ساعة مباركة، لا تشغلوا فيها أنفسكم بالحديث عن الدنيا وما فيها، واشغلوا أنفسكم بذكر الله والدعاء، فللصائم عند فطره دعوةٌ لا تُردُّ.

🔹الساعة الثالثة ساعة الأسحار: ساعة المناجاة، ساعة القرب من الله؛ قال تعالى: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18]، أخي الصائم: اغتنم تلك الساعة، وصَلِّ ولو ركعتين، وادْعُ ربَّك وتذلَّل بين يديه.

🔷الوصية الرابعة:

الاعتياد على التبكير إلى المسجد يدلُّ على عظيم الشوق والأنس بالعبادة ومُناجاة الخالق، فلا تُفرِّط في ذلك ما استطعت.

🔷الوصية الخامسة:

رمضان قصير لا يحتمل التقصير، وقدومه عبور لا يقبل الفتور، فكلما تكاسلت، فتذكَّر قول الله تعالى: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184].

🔷الوصية السادسة:

إذا شعرت بحرارة وتعب وارهاق فتذكَّر بصيامك وعطشك الظمأ يوم القيامة في يوم مقداره خمسون ألف سنة، وتذكَّر حلاوة الأجر، وما أجمل الفرحة عند الإفطار! وما أحلاها عند أخذ الكتاب باليمين! وصدق صلى الله عليه وسلم حين قال: ((للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة بلقاء ربه))؛ [البخاري (4 /103) الصوم: باب فضل الصوم ومسلم (8 /32) في الصيام: باب فضل الصيام].

🔷الوصية السابعة:

أخلص في صيامك وصلاتك ودعائك، واحتسب كل طاعة تقوم بها، فلن تُؤجَر إلَّا على ما احتسبت؛ لذا عليك أن تعلم ثواب العبادات؛ لكي تحتسبها.

وتذكَّر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّمَ من ذنبه))؛ [متفق عليه]، و((مَنْ قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ [متفق عليه]، و ((مَنْ قامَ ليلةَ القَدْر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقَدَّم من ذنبه))؛ [متفق عليه].

🔷الوصية الثامنة:

تذكَّر بصومك وجوعك إخوانك المسلمين المحرومين والمشرَّدين واللاجئين، والجائعين طوال العام، ولا تنساهم من صدقاتك وزكاتك، ودعواتك بالفرج لهم.

🔷الوصية التاسعة:

احرص على صلاة التراويح وإيَّاك إيَّاك أن تملَّ من القيام والصيام؛ إنها ساعات قصيرة وينتهي رمضان ويبقى الأجر العظيم، ولا تكن ممَّن يزهد في صلاة القيام يُصلِّي أربع ركعات، وينطلق أو يُصلِّي ثماني ركعات، ثم ينطلق ونسي قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِب له قيام ليلة))؛ [سُنَن الترمذي (806)، وقال: حسن صحيح، سنن النسائي (1605)، سُنَن ابن ماجه (1327) عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه].

🔷الوصية العاشرة:

ليكن لك مع القرآن وقفات وتأمُّلات وتلاوات خاشعات؛ فرمضان شهر القرآن؛ قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، خطِّط كم ستقرأ من القرآن، لا يفوتك الشهر، فالأجور مضاعفة.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

عن -السري رحمه الله تعالى- قال: دخلتُ سوق النخَّاسين، فرأيت جارية ينادى عليها بالبراءة من العيوب، فاشتريتها بعشرة دنانير,
فلما انصرفت بها -أي: إلى المنزل- عرضتُ عليها الطعام، فقالت لي: إني صائمة.
قال: فخرجْتُ، فلما كان العشاءُ أتيتها بطعام فأكلت منه قليلا، ثم صلينا العشاء، فجاءت إليّ وقالت: يا مولاي، بَقِيَتْ لك خدمة؟
قلت: لا.
قالت: دعني إذاً مع مولاي الأكبر.
قلت: لكِ ذلك.

فانصرفَت إلى غرفة تصلي فيها, و رقدت أنا، فلما مضى من الليل الثلث ضربت الباب عليّ،
فقلت لها: ماذا تريدين؟
قالت: يا مولاي، أما لك حظ من الليل؟
قلت: لا، فذهبَت، فلما مضى النصف منه ضربَت عليّ الباب وقالت: يا مولاي، قام المتهجدون إلى وِرْدِهم، وشمــَّر الصالحون إلى حظهم،
قلت: يا جارية، أنا بالليل خشَبة، أي: جثة هامدة، وبالنهار جلبة، أي: كثير السعي.

فلما بقي من الليل الثلث الأخير ضربَت علي الباب ضرباً عنيفاً، وقالت: أما دعاك الشوق إلى مناجاة الملِك؟ قدِّمْ لنفسك وخُذ مكاناً؛ فقد سبقك الخُدَّام.

قال السري: فهاج مني كلامها، وقمت فأسبغت الوضوء، وركعت ركعات، ثم تحسسْتُ هذه الجارية في ظلمة الليل، فوجدتها ساجدة و هي تقول: الهي بحبك لي إلا غفرت لي.
فقلت لها: يا جارية، ومِن أين علمت أنه يحبك؟
قالت: لولا محبته ما أقامني وأنامك.
فقلت: اذهبي؛ فأنت حرة لوجه الله العظيم.

فدعت ثم خرجت و هي تقول: هذا العتق الأصغر، بقي العتق الأكبر. أي: من النار.

ومن أعمال المسلم في شهر رمضان أن ينفق مما أعطاه الله مما قل منه أو كثر كلٌ حسب قدرته وطاقته قال تعالى (مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً} (البقرة /245( وقال عز وجل ( وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ) (سبأ:39) ...

فكم من جائع ومحتاج ويتيم ومسكين ومريض وغارم يحتاج إلى من يقف بجانبه ويمد يد العون له ولن يضيع ذلك عند الله ..

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس في رمضان وغير رمضان ...

أخرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان يدارسه القرآن في كل ليلة من ليالي رمضان، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة) ..

فتشبهوا بنبيكم واقتدوا بسلوكه وأخلاقه والتزموا بتوجيهات تفلحوا في الدنيا والآخرة ...

اللهم وفقنا لصيام رمضان وقيامه وتقبل طاعاتنا واغفر ذنوبنا يا أرحم الراحمين...


قلت قولي هَذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...


((الخطــــبة الثانــية)):-


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الهدى محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين...

أما بعد:

عبـــــــــاد الله :-
وشهر رمضان هو شهر الدعاء والتضرع بين يدي الله سبحانه وتعالى ندعو لأنفسنا ومجتمعاتنا وأمتنا وللصائم عند فطره دعوة لا ترد ينبغي أن لا يفرط فيها فقد جبلت هذه الدنيا على كدر وكم نحن محتاجين إلى رحمة الله وعطفه ..

فكم في هذه الدنيا مصائب ورزايا، ومحن وبلايا ..
آلام تضيق بها النفوس، ومزعجات تورث الخوف والجزع ..
فكم في هذه الدنيا من عين باكية، وكم فيها من قلب حزين، وكم فيها من الضعفاء والمعدومين .. قلوبهم تشتعل ودموعهم تسيل ..
هذا يشكو علة وسقماً، وذاك حاجة وفقراً، وآخر هماً وقلقاً!!
عزيز قد ذل، وغني افتقر، وصحيح مرض ..
وكل له هموم وآلام،
فإلى من يشكون؟
وأيديهم إلى من يمدون؟
إلى رب الأرض والسماوات، مجيب الدعوات، ومقيل العثرات، عالم السر والنجوى ..

فالدعاء هو أعظم أنواع العبادات ،لأنه يدل على التواضع لله، والافتقار إلى الله، ولين القلب والرغبة فيما عنده، والخوف منه تعالى، وترك الدعاء يدل على الكبر وقسوة القلب والإعراض عن الله، وهو سبب دخول النار،

يقول تعالى:( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ،[غافر 60] ..

كما أن دعاء الله سبب لدخول الجنة قال تعالى:( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ) [الطور: 27-28]..

فاللهم يا موضع كل شكوى! ويا سامع كل نجوى! ويا شاهد كل بلوى! يا عالم كل خفية! ويا كاشف كل بلية!
يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمائر الصامتين!
ندعوك دعاء من اشتدت فاقته، وضعفت قوته، وقلّت حيلته، دعاء الغرباء المضطرين، الذين لا يجدون لكشف ما هم فيه إلا أنت، يا أرحم الراحمين!
اكشف ما بنا وبالمسلمين من ضعف وفتور وذل وهوان ، واقض حاجاتنا واشف مرضانا واحقن دمائنا وخذ بنواصينا إلى كل خير،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وكان السلف: "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم"، وقال يحي بن أبى كثير: "كان من دعائهم؛ اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان ، وتسلمه منى متقبلاً ) ..

وفي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين وفتحت أبواب الجنة ) ...

وكان السلف يدعون الله أن يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه أن يتقبله منهم ....

فإذا أهل هلال رمضان دعوا الله كما علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ، والتوفيق لما تحب وترضى ، ربي وربك الله ) (رواه الترمذي والدارمي وصححه ابن حبان )


عباد الله:

وإذا كان رمضان قد حل ضيفاً على أمة الإسلام فيجب إكرامه وذلك باستغلال أيامه ولياليه بطاعة الله والتزود منه ليوم المعاد ، وتزكية نفوسنا وتهذيبها بمحاسن الأخلاق ،

وإن رمضان فرصة لإصلاح أوضاعنا بما فيه من منح ربانية ونفحات إيمانية ، فهو ينفث في الأرواح الأمة الواحدة والمصير الواحد والمصلحة الواحدة والدين الواحد والقبلة الواحدة والتعالم والتوجيهات الواحدة ..

فلماذا إذاً نفسد حياتنا بأيدينا ؟
ولماذا نبحث عن تعاستنا وشقائنا بسوء أعمالنا ؟
ولماذا لا ننظر إلى أمم الأرض من حولنا وكيف تعلمت ثقافة الحوار والتعايش وحل المشاكل وتغليب مصالح الدين والأوطان على مصالح الأفراد والجماعات والأحزاب ؟

وإلى متى تسفك دماء المسلمين بأيديهم؟

ألا يكفي ما يعمله أعدائهم وقد أثخنوا جراح هذه الأمة في كل مكان، في سوريا والعراق واليمن وليبيا وأفغانستان، وفي فلسطين وفي القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين وهنا وهناك وغيرها من بلاد المسلمين،

لماذا لا نتخذ من رمضان فرصة لتضميد الجراح وحل المشاكل وتوحيد الصفوف وننزع البغضاء والشحناء والعصبية والطائفية والمذهبية وحب الدنيا من القلوب،
ونجعل مكان ذلك الإيمان والحب والتعاون والإخاء والتراحم،
وهذا ما أمرنا به الله في كتابه ورسوله صل الله عليه وسلم في سنته،
ونترك الخلافات على الدنيا وشهواتها وشبهاتها، ونقوى الدين القويم والعقيدة الصحيحة في قلوبنا، ونتجه لتعمر الأوطان والتنافس في البناء والعلم والازدهار، ،

إننا لن نفرح بصومنا في الدنيا والآخرة إلا بتحقيق قيم الإيمان والإسلام في نفوسنا،

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قال الله: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به". والصيام جُنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) ( رواه البخاري )

فهل يمكن أن تتحق فرحة والداء تنزف، والخلافات التافهة تعصف بالمسلم مع أخيه المسلم؟
وهل سننال الفرح في الدنيا والآخرة عندما نلقى الله والسنتنا وأيدينا ملطخة بدماء المسلمين وأعراضهم؟

هل يمكن أن يكتب لنا الفرح والسعادة في الدنيا والآخرة عند لقاء ربنا ونحن مقصرون في واجباتنا وأعمالنا وتجاه أسرنا وأولادنا وأرحامنا؟ ..
لا يمكن ذلك ..

فعودوا إلى ربكم وثقوا به سبحانه وأخلصوا أعمالكم وتآلفوا وتراحموا وتسامحوا فيما بينكم ولن يضيع الله جهودكم ولن يرد دعائكم واستفيدوا من شهر رمضان في جميع جوانب حياتكم وارتشفوا من معينه واغترفوا من نفحاته فربما لا يعود إلى قيام الساعة ..

أطلق الأرواح من أصفادها ***
في بهيج من رياض الأتقياء

إنها يا شهر ظمأى فاسقها ***
مشتهاها من ينابيع الصفاء

شهوة الأجساد قد ألقت بها ***
في قفار ليس فيها من رواء

يا ربيع الروح اقبل وأعطها ***
صولجان الحكم في دنيا الشقـاء

كي يعيش الناس من آلائها ***
في رفاء وازدهار وارتقاء


معاشر المسلمين:

إن من أعظم الطاعات في شهر رمضان المحافظة على الصلوات جماعة في بيوت الله والتزود من النوافل والمحافظة على ذكر الله
والإكثار من القرآن قراءةً وسماعاً وفهماً وتدبراً وعملاً والتزاماً في واقع الحياة،

فكم من مسلم هجر القرآن في حياته !
فتحولت إلى تعاسة وشقاء ، وذهبت الراحة من الطمأنينة من القلوب،
وهو دستور أمة الإسلام وسر قوتها وعزتها،
والمسلم يجب أن يرتبط بهذا القرآن في رمضان وغير رمضان وأن يكون له ورداً من القرآن في كل يوم في رمضان وغيره ،
وأما في رمضان فإنه شهر القرآن قال تعالى { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [ البقرة:185 ]،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

7- الجود وإطعام المساكين وتفطير الصائمين؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا))، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيُدارسه القرآن، فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسلة)).

8- الإكثار من الأعمال الصالحة؛ اغتنامًا لبركة وشرف الزمان، ومضاعفة الأجور والحسنات.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

• ولا يشرع التلفظ بها؛ فمن تسحَّر بالليل قاصدًا الصيام فقد نوى، ومن خطر على قلبه من الليل أنه صائم، فقد نوى حتى ولو لم يستيقظ للسحور.



• ‏وأما صيام التطوع فتصح النية في أي وقت؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال: هل عندكم شيء؟ قلنا: لا، قال: فإني إذًا صائم)).



المسألة الثالثة: بمَ يثبُت دخول الشهر؟

يثبت دخول شهر رمضان بأحد أمرين لا ثالث لهما:

الأول: رؤية الهلال؛ فإذا رأى الناس هلال رمضان وجب عليهم الصيام؛ لقول الله تعالى: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185]، وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له)).



• ويتحقق برؤية مسلم مكلَّف عدل؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((تراءى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته، فصام، وأمر الناس بصيامه))؛ [رواه أبو داود، وصححه الألباني].



الثاني: إكمال عدة شهر شعبان ثلاثين يومًا عند عدم رؤية الهلال، أو الحيلولة دون رؤيته بغيم أو قَتَر ونحوه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته؛ فإن غُبِيَ عليكم، فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)).



• ويُعلم مما تقدم: أنه لا يجوز العمل بالحساب ولا يُعتد به، ولا يثبت به دخول شهر رمضان.



المسألة الرابعة: من يجب عليهم الصوم؟

يجب الصيام على كل مسلم بالغ، عاقل قادر، مقيم خالٍ من الموانع؛ وإلى تفصيل هذه الشروط:

1- فإن الإسلام شرط صحة ووجوب، فإذا صام الكافر فإنه لا يُقبل منه حتى يأتي بالإسلام؛ والدليل قوله تعالى: ﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ﴾ [التوبة: 54].



2- ومن شروط وجوب الصيام: العقل؛ فلا يجب على المجنون الذي لا يعقل، وذلك حتى تتحقق منه النية؛ والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: ((رُفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يفيق، وعن الصغير حتى يحتلم، وعن النائم حتى يستيقظ)).



3- ومن شروط وجوب الصيام: البلوغ فلا يجب على الصغير الذي لم يبلغ، لكن يُستحب لولي الصبي أن يعوِّده على الصيام، ولا يمنعه، إذا أطاق ذلك.



• وبعض العلماء يقولون: أنه يُقاس على الصلاة؛ وذلك بأن يأمره بالصيام لسبع، ويضربه على تركه لعشر.



• ‏والبلوغ يحصل بأحد أمور ثلاثة؛ وهي: الاحتلام، أو نبت شعر العانة، أو بلوغ سن الرابعة عشر، وتزيد الأنثى علامة رابعة: وهو نزول دم الحيض.



4- ومن شروط وجوب الصيام: القدرة عليه.



• فيخرج بذلك من يعجز عن الصوم؛ مثل: الشيخ الكبير، والمرأة العجوز، والحامل والمرضع، والمريض، سواء كان المرض يُرجى برؤه، أو مرضًا مزمنًا عافانا الله.



والمرض: وهو اعتلال في البدن، فيجعله غير قادر على التكليف؛ وله ثلاث حالات:

أ- أن يشق عليه الصيام ويُلحق به الضرر، فهذا يجب عليه الفطر وعليه القضاء.



ب- أن يشق عليه ولكن لا يلحقه الضرر، ففي هذه الحالة يجوز له الفطر والقضاء.



ت- لا يشق عليه ولا يلحقه الضرر، فهذا يجب عليه الصوم.



5- ومن شروط وجوب الصيام: الإقامة؛ فيخرج بذلك المسافر سفرًا مباحًا تُقصر فيه الصلاة.



6- ومن شروط وجوب الصيام: خلو المرأة من الحيض والنِّفاس.



المسألة الخامسة: أقسام الصائمين:

1- القسم الأول: من يجب عليهم الصيام ويحرُم عليهم الفطر: وهم من توفرت فيهم الشروط الستة السابقة.



• فإذا أفطر من توفرت فيه هذه الشروط، وانتفت عنه الموانع، عالمًا عامدًا ذاكرًا، فقد ارتكب ذنبًا من عظائم الذنوب وكبيرة من الكبائر، ولا يكفُر بذلك إلا إذا أنكر وجحد فرضية الصيام.



2- القسم الثاني: من يجب عليهم الفطر ويحرُم عليهم الصيام: وهي المرأة الحائض والنُّفَساء، فالواجب عليهن الفطر وقضاء الصيام بعد رمضان؛ والدليل قول عائشة رضي الله عنها: ((كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنُؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة))، والنفاس حكمه حكم الحيض.



3- القسم الثالث: من يرخَّص لهم في الفطر ويجب عليهم القضاء؛ وهم: المسافر، والمريض مرضًا يُرجى برؤه؛ والدليل قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ... ﴾ [البقرة: 185].



• ويدخل في هذا القسم أيضًا: المرأة الحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما أو رضيعيهما.



4- القسم الرابع: من يرخَّص لهم في الفطر وعليهم الفدية؛ وهم: الشيخ الكبير والمرأة العجوز، والمريض مرضًا مزمنًا، الحامل والمرضع إذا توالى عليهما الحمل والرضاع فإنهما يفديان؛ وإلا فالواجب عليهما القضاء إذا تمكَّنتا من ذلك؛ والدليل قول الله تعالى: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184]؛ قال ابن عباس في هذه الآية: "ليست بمنسوخة هي للكبير الذي لا يستطيع

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

• فما شُرع الاجتماع للقيام إلا في رمضان، وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من سنَّ الجماعة فيها في المسجد، ثم تركها؛ خشيةَ أن تُفرَض على أمته، وفي خلافة عمر رضي الله عنه جمعهم على إمام واحد.



• وتأمل هذه البشريات التي بشَّر بها النبي صلى الله عليه وسلم لمن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه)).



• ومن صلى مع الإمام حتى ينصرف كُتب له أجر قيام ليلة؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام مع الإمام حتى ينصرف، كُتب له قيام ليلة))؛ [رواه أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني].



6- ومن خصائص شهر رمضان: أنه شهر مغفرة الذنوب، وتكفير السيئات.



• في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضانُ إلى رمضان؛ مكفِّرات ما بينهن إذا اجتُنب الكبائر)).



• وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه)).



7- ومن خصائص شهر رمضان: أنه شهر العتق من النار.



• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة))؛ [رواه الترمذي، وابن ماجه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع].



• وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله عند كل فِطْرٍ عُتقاء، وذلك في كل ليلة))؛ [رواه أحمد، وابن ماجه، وصححه الألباني].



8- ومن خصائص شهر رمضان: أنه شهر تُصفد فيه الشياطين.



• ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل رمضان، فُتحت أبواب الجنة، وغُلقت أبواب جهنم، وسُلسلت الشياطين))، وفي رواية لمسلم: ((وصُفدت الشياطين)).



9- ومن خصائص شهر رمضان:

• أن فيه أفضل ليالي العام: ليالي العشر الأواخر، وفيه ليلة القدر.



• ‏وأنه شهر تجتمع فيه أبواب الخير والطاعات؛ من صلاة، وصيام، وذكر وتلاوة قرآن ودعاء، وصدقات وإطعام.



• ‏وأنه شهر فيه تتآلف القلوب، وتتوحد الصفوف، وتجتمع كلمة أهل الإيمان؛ شهر واحد، ورؤية واحدة، وهلال واحد، وفيه تفطير للصائمين، وعطف على الفقراء والمساكين، وفيه لين كلام، وبرٌّ وجود وإحسان، كل ذلك في رمضان؛ فيجمع الصائم مؤهلات الحصول على غرف الجنة التي أعدَّها الرحمن لأصحاب هذه الأعمال.



10- ومن خصائص شهر رمضان: أن الله تعالى فرض علينا صومه.



• قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وقال تعالى: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185].



ثانيًا: فضائل وثمرات الصيام:

1- فمن فضائل الصيام: أنه قد شرعه الله سبحانه وتعالى لحِكَمٍ عديدة وفوائد كثيرة؛ فمن ذلك:

• تحقيق التقوى.

• ‏تزكية النفس، وتطهيرها، وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة؛ لأن الصوم يضيِّق مجاري الشيطان.

• ‏الصوم يبعث على العطف على المساكين، والشعور بآلامهم؛ لأن الصائم يذوق ألم الجوع والعطش.



إلى غير ذلك من الحِكَمِ البليغة، والفوائد العديدة.



2- ومن فضائل الصيام: أنه مضاف إلى الله تعالى إضافةَ تشريف وتعريف بقدره، وأخفى علينا أجره وثوابه.



• في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيامَ، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفُث ولا يصخَب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد، بيده لَخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقيَ ربه فرح بصومه))، وفي رواية: ((يترك طعامه، وشرابه، وشهوته، من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها))، وفي رواية لمسلم: ((كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصومَ؛ فإنه لي وأنا أجزي به؛ يَدَع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، فرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك))؛ قال ابن عبدالبر رحمه الله: "كفى بقوله: ((الصوم لي)) فضلًا للصيام على سائر العبادات".



3- ومن فضائل الصيام: أنه من أفضل الأعمال.



• عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: مُرني بعمل، قال: ((عليك بالصوم؛ فإنه لا عِدل له)).



4- ومن فضائل الصيام: أنه كفَّارة من الذنوب والمعاصي.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

عباد الله: في هذا الشهر قد سلسلت شياطين الجن، فلا تخلص إلى ما كانت تخلص إليه في غير رمضان من التّسلّط على المؤمنين، ولكن شياطين الإنس تنشط في رمضان أكثر من غيره؛ لإفساد هذا الشّهر على المؤمنين، فحذار -عباد الله- من طاعة أهل الشّهوات واتباعهم فيما يريدون؛ فإنّهم لا ينفعون أتباعهم إلّا خبالاً وضياعاً وإغضاباً لله تعالى، ولا يوردونهم إلا موارد الهلكة والخسران، ولنذكر قول نبينا -صلّى الله عليه وسلّم-:
" مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ
طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ " .

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وفي ”صحيح البخاري“ عَن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ لم يَدَعْ قوْلَ الزُّورِ وَالعملَ بِه، والجهلَ، فَلَيْسَ لله حَاجَةٌ في أَن يَدَعَ طَعامَهُ وشرابَهُ».

وروى الإمام أحمد في ”مسنده“ عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ»، فعلى المسلم أن يرّبي نفسه على طاعة الله سبحانه وعلى تقوى الله، وأن يعوِّد نفسه على طاعة الله جل وعلا، وأن يبتعد عن الذنوب والمعاصي التي تذهب عليه أجر صيامه نعوذ بالله.

وفي هذا الشهر أيضا يتعلم المسلم الصبر على طاعة الله سبحانه؛ عند أن يصبر على طعامه وشرابه وعن شهوته، وعند أن يصبر أيضًا على سباب الناس، ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر:10]، وعند ذلك أيضا يتذكر الإنسان ويتحسس حال الفقراء والمساكين الذين هم في حاجة في طوال أيامهم وأشهرهم، فعند ذلك ينفق في هذا الشهر مما أتاه الله.

وكما سمعت في حديث ابن عباس: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ»، عند ذلك يشعر الإنسان بحاجة الفقراء والمساكين فينفق مما أتاه الله ابتغاء الأجر والمثوبة من الله سبحانه.

﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:261].

وفي ”الصحيحين“ عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلاَ يَصْعَدُ إِلَى اللهِ إِلَّا الطَّيِّبُ، فَإِنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ».

انظروا إلى الصدقة التي أخلص بها صاحبها لله، والتي أراد بها الأجر والمثوبة من الله لا يريد بها رياء ولا سمعة، ولا يريد بها منزلة عند الخلق، وإنما أردا بها الأجر والمثوبة:

«مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، فَإِنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ».

وفي ”مسند أحمد“ من حديث عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ - أَوْ قَالَ: يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ».

وفي الصحيحين عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ –وذكر منهم-: وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ».

فعلى المسلم أن يجتهد في طاعة الله سبحانه وتعالى، وأن يجعل هذه الأوقات المباركة، وهذه الأزمان التي أنعم الله بها علينا، وضاعف الله بها الأجور، وخصها الله بالبركات فليجعلها المسلم روضة من الرياض التي يتربى بها على طاعة الله سبحانه وتعالى، والتي يعمِّرها بطاعة الله سبحانه.

عباد الله؛ ما زلنا مستقبلين هذا الشهر فاجتهد فيه من أوله قبل أن يذهب عليك فتندم في أواخره، فما زلت في أوله فاحمد الله أن مد الله في العمر، وإن أدركت الشهر فاجتهد فيه وبادر واستعن بالله، ليس الاجتهاد بقوة ولا بحرص ولا بذكاء إنما هي معونة من الله، فليكن من دعائك: «اللهم أعني على ذكرك، وشكرك وحسن عبادتك» أكثر من هذا الدعاء واجتهد في طاعة الله، وأكثر من قولك: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، فإن هذا من أساب معونة الله لك على الاجتهاد في هذا الشهر المبارك.

اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم اجعلنا ممن يصوم هذا الشهر، ويقومه إيمانا واحتسابًا، وتقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فهنيئًا هنيئًا معشر المسلمين أن تدركوا هذا الشهر المبارك وتتقربوا إلى اللهِ بهذه العبادة العظيمة الجليلة التي يحبها الله سبحانه، التي خصها الله سبحانه وتعالى بإبهام أجرها عن المسلمين.

قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ له إلا الصَّومَ، فإنَّه لي، وأنا أجزي به، يَدَعُ الطعامَ والشَّرابَ وشهوته مِن أَجْلي».
وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ».

هذه العبادة التي تجعل الإنسان يتحمل ترك الطعام والشراب والشهوة لله ومن أجل الله، ولذلك يقول الله عز وجل: «يَدَعُ الطعامَ والشَّرابَ وشهوته مِن أَجْلي».

أي عند أن كان ذلك من أجل الله؛ فإن الله سبحانه وتعالى يثيبه الأجر العظيم الذي لا يعلم قدره إلا الله سبحانه وتعالى، «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».

فهي عبادة عظيمة افترض الله عز وجل على المسلمين صيام هذا الشهر المبارك، وأكرمهم ربنا عز وجل إذا هم صاموه بالمغفرة؛ فلا يخرج من هذا الشهر، وقد صامه إلا مغفورًا له بفضل الله ورحمته.

وفي ”الصحيحين“ عَنْ أبي هريرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

إيمانًا وتصديقًا بفرضيته نتقرب به إلى مولانا، ونحتسب الثواب لا لأنه عادة اعتادهُ الناس، بل نحتسب الأجر والثواب من الله سبحانه، ينبغي على المؤمنين أن يعرفوا قدر هذه النعمة، وأن يجتهدوا في طاعة الله، وفي الرجوع إلى مولاهم، وفي التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، إنها لبركات يراجع الإنسان فيها ربه، ويرجع إلى ربه سبحانه، ويعرف تقصيره، ويتمم ما حصل منه من التقصير، يرجع إلى الله بالتوبة والإنابة والاستغفار حتى يحقق تقوى الله الذي افترض الله علينا الصيام من أجل تحقيق التقوى.

قال الله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة:183]، وقال الله سبحانه بعد ذكره آيات الصيام: ﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [البقرة:187].

فالغاية هي تحقيق تقوى الله سبحانه وتعالى والرجوع إلى الله سبحان وتعالى في هذه الموقف العظيمة، وفي هذه الأزمان المباركة التي جعلها الله عز وجل للإنسان يراجع فيها ربه، يرجع إلى الله سبحانه وتعالى بندم واستغفار وإنابة وحتى يغفر الله عز وجل له ذنوبه.

وفي ”صحيح مسلم“ عَنْ أبي هريرة، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ».

وروى الإمام أحمد في ”مسنده“ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وجاء عند ابن حبان أيضًا عن أبي هريرة أيضًا،
وجاء عن كعب بن عجرة عند الحاكم، وجاء عن أنس عند أبي يعلى أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: «آمينْ، آمينْ، آمينْ». قِيلَ: يَا رسول الله، إِنَّكَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ، فَقُلْتَ: آمِينْ، آمِينْ، آمِينْ، فَقَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أتَانِي فَقَالَ لِي: مَنْ أدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَم يُغفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأبْعَدَهُ اللهُ، قُلْ: آمِينْ، فَقُلْتُ: آمِينْ. وَمَنْ أدْرَكَ أَبَوَيْهِ أوْ أحدَهُمَا فَلَمْ يبرَّهما فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأبْعَدَهُ اللهُ، قُلْ آمِينْ، فَقُلْتُ: آمِينْ. وَمَنْ ذُكرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأبْعَدَهُ اللهُ، قُلْ آمِينْ، فَقُلْتُ: آمِينْ».

شهر عظيم، جعل الله فيه ليلة هي خير من ألف شهر: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر:1-5].

إنه لشهر مبارك يجعلنا نجتهد في طاعة الله سبحانه، نراجع فيه أنفسنا، كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذا الشهر ما لا يجتهد في غيره وكان يقرأ من القرآن في كل ليلة ويعرضه على جبريل عليه السلام.

وفي ”الصحيحين“ عَنِ ابن عباس، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ».

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللهم أنجِ المُستضعَفين من المؤمنين في غزة وفلسطين، اللهم كُن معهم ناصِرًا ومُعينًا ومُؤيِّدًا وحافِظًا يا رب العالمين ،اللهم وحِّد صفَّهم واجمَع كلمتَهم وسدِّد رميَهم وأشبِع جائِعَهم واشفِ جريحَهم ومرضَاهم وانصُرهم على عدوِّك وعدوِّهم يا ذا الجلال والإكرام،
اللهم عليك بأعدائهم وأعداء المسلمين من اليهود والأمريكان فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم احصِهم عددًا واقتُلهم بددًا لا تُغادِر منهم أحدًا أرِنا فيهم يوماً أسودًا كيوم عادٍ وثمود والأحزاب،
ربنا آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقِنا عذابَ النار .

عبــاد الله:
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نِعَمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

عند النسائي بسنَدٍ حسنٍ أن حبيبَ الخلق ﷺ
قال أتاكم رمضان يُبشِّرُ أصحابَه في شعبان يقول لهم أتاكم رمضان شهرٌ مُبارَك فرضَ الله عليكم صيامَه تُفتحُ فيه أبوابُ السماء وتُغلَقُ فيه أبوابُ الجحيم وتُغلُّ فيه مردةُ الشياطين فيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهر من حُرِمَها فقد حُرِم، هذا هو المحروم ،

▪️المحروم ليس من أُسقِطَ اسمُه من كُشوف المُرتَّبات ولا من كُشوف الإغاثات والمنظَّمات ولا من الحُصول على الصفقات والأرباح،

▪️المحروم الحقيقي هو من حُرِمَ خيرَ هذا الشهر فمضَت أيامُه وساعاتُه فلم يكن فيه من المعتوقين من النيران لم يُكتب فيه أن يكونَ ممن قامَه إيمانًا واحتِسابًا لم يُكتب أن يكونَ من من أدركَ ليلةَ القدر إيمانًا واحتِسابًا،

🔹إنه رمضان يا عباد الله تُغفَرُ فيه الذنوب، تُستَرُ فيه العيوب، ترِقُ فيه القلوب إنه رمضان تُقالُ فيه العثرات وتُسكَبُ فيه العبرات وتُغفَرُ فيه الزلَّات وتتضاعَفُ فيه الدرجات وتكثُرُ فيه الحسنات وتُمحَى فيه السيئات ،

🔹إنه رمضان شهرُ الصيام والقيام شهرُ التقوى والرحمة والصلاة والتراويح شهرُ المغفرة والرحمة والبركة والعتق من النيران عند أحمد وابن ماجه أن النبي ﷺ قال إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانِ تُصفَّدُ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَتُغَلَّقُ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابًا وَتُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَا يُغْلَقُ مِنْهَا بَابًا وَيُنَادِي مُنَادٍ يعني من قِبل الله سبحانه وتعالى فيقول يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِل وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِر وَلِلَّهِ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلة، السعيد من رُفِعت صحيفته في يومٍ من أيام رمضان وقد عُتِقَت رقبتُه من النيران ،
السعيد من أجاب نداء الملك يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلُ فَأَقْبَلَ عَلَى اللَّهِ بِقَلْبِهِ وَرُوحِهِ وَفُؤَادِهِ وَجَوَارِحِهِ،
يَا أَسِيرَ الْمَعَاصِيِّ يَا سَجِينَ الْمَخَازِيِّ هذا شهرٌ يُفَكُّ فيه العانِيُّ ،يُغْفَرُ فيه للعاصِيُّ ،يُعْتَقُ فيه رقبَةُ الجَانِيُّ ،هذا شهرٌ من حُرمَ الخيرَ فيه فقد حُرم عند ابن خُزيمة وابن حِبَّان أن النبي ﷺ دعا يوماً بالمِنْبَر فقال أحضِروا لي المِنْبَر فأحضَروه فرقَى عليه حتى إذا اعتلَى الدرجة الأولى قال آمين، اعتلَى الدرجة الثانية قال آمين، صعد الدرجة الثالثة قال آمين، لما نزل قالوا يا رسول الله سمِعناك تقول قولًا ما سمِعناك تقوله من قبل فما قولك آمين آمين آمين قال ﷺ إني حين رقيتُ درجة المِنْبَر الأولى أتاني جبريل فقال يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله يا محمد قل آمين قال فقلت آمين من دخل عليه رمضان ثم لم يخرج رمضان مرتحلاً بذنوبه وسيئاته لم يكن من المعتوقين من النار لم يكن من المغفورين لهم فقد دعا عليه جبريل بأن يكون أبعد الناس عن عفو الله ورحمته وكرمه وأمن على دعائه حبيب الخلق
ﷺ يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله يا محمد قل آمين قال فقلت آمين ولما رقيت الدرجة الثانية قال لي جبريل يا محمد من ذكرت عنده فلم يصلي عليك فأبعده الله يا محمد قل آمين قال فقلت آمين، اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا محمد فلما رقيت الدرجة الثالثة قال لي جبريل يا محمد من أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما من أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما فلم يدخله الجنة فأبعده الله يا محمد قل آمين فقلت آمين ،

🔹رمضان يا عباد الله الشهر الذي تتهذب فيه النفوس تتنقَّى فيه الأرواح ترتوي فيه الأكباد لقد بعُدَ الناسُ عن الله سبحانه وتعالى فضمِئَت أرواحُهم كانت قلوبُهم أكثر قسوة مآقيهم وعيونهم أكثر جفافًا ،هذا الشهرُ فُرصتَهم ليُرقِّقوا فيه قلوبَهم لتذرِف فيه أعيونَهم لترتوي فيه أكبادُهم ليتخلَّصوا فيه من العادات السيئة والمذمومة ،بعضُ الناس ابتلاه الله ببلايا هو في قرارة نفسه قد يكون كارهًا لها يتمنى لو خلَّصه الله منها هذا رمضان فُرصته ليتخلَّص من هذه العادات بعضُ الناس ابتلاه الله بالتدخين يقول أتمنى أن يُخلِّصني الله سبحانه وتعالى منه أن يُقنِّعني الله منه، بعضُ الناس ابتلاه الله بالشيشة بالشمَّة بالملغة،ربما والعياذ بالله بالخمر بالمخدرات بالعادة السرية عند الشباب هذه أشياء كثيرٌ من المؤمنين يكرهها المؤمن بطبعه لا يحب المعصية لكنه يجد صعوبة ومشقة في التخلُّص منها هذا رمضان فُرصتُك لذلك اعزِم مع أول ليلةٍ من ليالي رمضان أن تتخلَّص فيه من هذه العادة ادعو الله من صميم قلبك أن يُخلِّصك منها ستُفلِح إن كنت صادقًا في نيتك وفي عزيمتك إن كنت صادقًا في دعائك لربِّك ستُفلِح ،الإنسان في رمضان يترُك الطعام والشراب والجماع هذه أعظم الشهوات المحبَّبة إلى النفوس، كيف لا يقدر على أن يترك ما سواها!!

✦أسأل الله تعالى أن يوفِّقني وإياكم إلى طاعته وأن يُجنِّبنا معصيته إنه على كل شيء قدير،

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم نفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

Читать полностью…
Subscribe to a channel