الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..
اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...
عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
و ابتُلي نبي الله يوسف عليه السلام بالطعن في أمانته حينما قال إخوته : { إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ } [ يوسف : 77 ] ،
و أُلقِيَ في غيابة الجب كما تلقى الأحجار ، و بيع في سوق النخاسة كما يباع العبيد ، و شري بثمن بخس دراهم معدودة ، و كان من اشتراه فيه من الزاهدين ، و خدم في البيوت كما يخدم العبيد ، و اتهم في عرضه تهمة يتنزه عنها العقلاء فكيف بالأنبياء ؟
و ألقي بسببها في السجن كما يلقى المجرمون ، فلبث فيه بضع سنين ...
وغيرهم من الأنبياء والصالحين ،
والناس في كل زمان ومكان يتعرضون لهذا الإبتلاء في حياتهم وأهليهم ووظائفهم وأرزاقهم وأولادهم ،
بل يتعرض للإبتلاء في مجتمعهم وأمتهم ،
وقد يبتلون في عبادتهم وطاعتهم ودينهم ...
وقد يبتلى العالم في علمه والتاجر في تجارته وَأَصْحَابُ الْولَايَاتِ فِي ابْتِلَاءٍ عَظِيمٍ بِإِقَامَةِ شَرْعِ اللهِ تَعَالَى فِي وِلَايَاتِهِمْ، وَالْحُكْمِ بِالْعَدْلِ فِي رَعَايَاهُمْ،
كَمَا أَنَّ رَعَايَاهُمْ مُبْتَلُونَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِمَنْ أَقَامَ حُكْمَ الشَّرِيعَةِ فِيهِمْ،
وَبُرْهَانُ ذَلِكَ أَنَّ دَاوُدَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- لَمَّا حَكَمَ بَيْنَ الْخَصْمَيْنِ عَلِمَ أَنَّهُ قَدِ ابْتُلِيَ بِذَلِكَ؛ [وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ]{ص:24-25}. ..
وَقد يُبْتَلَى الناس ببَعْضِهمْ البِبَعْضٍ، فِي تَفَاوُتِ أَرْزَاقِهِمْ، وَرِفْعَةِ دَرَجَاتِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَرْضَى وَيَقْنَعُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْخَطُ وَيَطْمَعُ؛ ومنهم من يشكر النعمة ومنهم من يجحد ويتكبر ويتنكر لها وينسى أن المنعم هو الله ،، حتى ظهرت الخصومات بين الناس وسفكت لأجل ذلك الدماء وحل التقاطع والهجران ...
قال تعالى ( وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ ){الأنعام:165}...
أيها المؤمنون /عبــاد الله :-
إن هذا الإبتلاء الذي يتعرض له المسلم في حياته بما فيه من مشقةٍ وشدةٍ وعسر ومعاناة ..!! إلا أن فيه منح إلهية وجوائز ربانية جعلها الله لعباده المؤمنين وللمجتمع والأمة المسلمة . . .
فمن ذلك :
تكفير الذنوب والخطايا ورفع الدرجات وتطهير النفوس وتزكيتها وربطها بخالقها ، والتمكين والنصر والتمييز والتمحيص بين العباد ، ومعرفة أهل الصدق والصبر والإيمان ، وكشف وفضح أهل الخيانة والكذب والنفاق ...
قال تعالى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَـٰهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَـٰرَكُمْ ) [محمد:31]...
وقال تعالى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البقرة:155) ...
والمسلم يحتاج إلى أن يحسن التعامل مع الإبتلاء وكيف يستثمره ويستفيد منه .. فيقوي إيمانه بالله عندما يدرك أن قدر الله لا مناص منه ، فيربي نفسه على التسليم والرضا بما قدر الله ...
قال تعالى : { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } [ الحديد : 22 ] ...
فلا يكمل إيمان عبد و لا يستقيم حتى يؤمن بالقدر خيره و شرّه ،
و يعرف أن من صفته تعالى أن يُقَّدر و يلطف ، و يبتلي و يخفف ،
و من ظن انفكاك لطفه عن قدره فذلك لقصور نظره { إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ }[ يوسف/ 100 ]...
وعن الوليد بن عبادة قال : دخلت على أبي وهو مريضٌ أتخايل فيه الموت ،
فقلت : يا أبتاه أوصني واجتهد لي ،
فقال : أجلسوني ؛
فلمّا أجلسوه ، قال : يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان ولن تبلغ حقيقة العلم باللَّه تبارك وتعالى حتى تؤمن بالقدر خيره وشره ،
قلت : يا أبتاه وكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره ؟
قال : تعلم أنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك ،
يا بني إني سمعت رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم يقول : " أوّل ما خلق اللَّه القلم قال : اكتب ، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة . . . " يا بني إن مِتّ ولست على ذلك دخلت النّار ) (صحيح- رواه أحمد في " المسند " (5 / 317) ، ورواه أبو داود (4700) وابن أبي عاصم في " السنّة " (1 / 48) (رقم : 103) ...
قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (18/ 213) : هذا الحديث..... دلت عليه النصوص وهو قول جمهور السلف .. ) ...
🎤
*خطبتي.الحرمين.الشريفين.tt*
*🗓 بتاريخ 10 - ربيع الآخر ١٤٤٤ هـ*
*خطبة الحرم المكي🕋*
*للشـيخ/ عبدالرحمن السديس*
*مدة الخطبة : 42: 28 دقيقه ⏰*
*خطبة الحرم النبوي🕌*
*للشـيخ/ عبدالرحمن القاسم*
*مدة الخطبة : 23: 28 دقيقه ⏰*
•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•
*اللـهــم صـلِّ وسـلم عـلى سـيدنا*
*محـمـد وعـلى آله وصحـبه اجمعـين*
*اللهم اغفرلي ولوالدي ولجميع المسلمين*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
فانظر أحب الأعمال إلى الله ، وأفضلها عند الله الصلاة، في وقتها في بيوت الله. في المساجد.
ولهذا لا يجوز لمسلم أن يتخلف عن صلاة الجماعة، وهو قادر على الحضور، قال النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَن سمِع النِّداءَ فلم يُجِبْ فلا صلاةَ له إلَّا مِن عذرٍ .» إلا إذا كان معذورا لا صلاة له.
فلا صلاةَ له إلَّا مِن عذرٍ،
فما هي أعذار التجار.؟
وما هي أعذار الموظفين؟
وما هي أعذار أهل الأعمال؟
بِاسِتطاعة كل مسلم أن يوقف العمل وأن يلبي نداء الله ،
عامر بن ربيعة بن الزبير رحمة الله:
يسمع الآذان وهو في حالة السكرات، أنظروا إلى الهمم، فقَالَ: "أخرجوني إلى المسجِد، قالُوا: أنت معذور، قال: أعلم أني معذور، لكن لا أستطيع أن أصبر حيث أسمع النداء ولم أخرج، ما أستطيع وهو في حالة السكرات، فخرج فصلى الركعة الأولى ثم مات ثم مات "
همم همم علية في أمر الصلاة وهو في حالة سكرات معذور، ومع ذلك يخرج
نبينًا محمدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
كما في البخاري وغيره، من حديث أم المؤمنين عائشةَ -رضي الله عنها- عندما مرض مرض الموت ، أغمي عليه من شدةٍ الوجع ومن شدةٍ المرض، ثمَّ أفاقَ فقالَ: أصلَّى النَّاسُ؟ فقُلنا: لا، هم ينتظِرونَكَ يا رسولَ اللَّهِ، الصحابة ينتظرون خروجه ، وهو في مرض شديد ، فقالَ: ضَعوا لي ماءً في المخضَبِ ففَعلنا قالَت: فاغتسَلَ، ثمَّ ذَهَبَ لينوءَ فأُغْميَ عليهِ، مرة ثانية ثم أفاق هذا يدلك على شدة المرض، ثمَّ أفاقَ فقالَ: أصلَّى النَّاسُ؟ فقُلنا: لا، هم ينتظِرونَكَ يا رسولَ اللَّهِ. فقالَ: ضَعوا لي ماءً في المخضَبِ ففَعلنا قالَت: فاغتسَلَ، ثمَّ ذَهَبَ لينوءَ فأُغْميَ عليهِ، مرة ثالثة فعل ذلك ثلاث مرات ، وهو يغمى عليه أربع مرات وهو يغمى عليه،
ما أستطاع أن يقوم ، ثم قال: مرُ أبا بكرٍ بأنْ يُصلِّيَ بالنَّاسِ، فتقدم أبو بكرٍ، ثم وَجَد من نفسه خِفَّةً، فخرج متكئا على رجُلَينِ على العبَّاسُ -رضي الله عنه- وعلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قالت عائشةَ وإني لأنظر إلى رجليه خطان في الأرض من الضعف يسحب رجليه سحبًا وهو متكئ على الرجلين من شدة المرض، »
أنظروا همة في أمر الصلاة يعلمنا الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كيف نهتم في أمر الصلاة؟
هذه الصلاةَ التي وعد الله -عز وجل- المحافظين عليها بجنة الفردوس أعلى الجنات، *{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢)... إلى قوله... وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٩) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١٢) } [٢٣] - المؤمنون*
يا معشر المسلمين: الله قال: أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ، لو أن هذا الذي لا يخرج لصلاة الفجر، يعلمُ أنه إذا خرج سينال شيئاً من الدنيا قليل لتيقذ واستعد من أول الثلث الأخير للخروج، يعلم أنه سيكتسب مالاً،
اللهُ يدعوكم إلى جنة الْفِرْدَوْسَ أعلى الجنان وأرفع الجنان، حافظوا على الصلوات، تنالوا هذا النعيم الذي لا نهاية له،
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ، أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ، الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .،
*﴿ وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللَّهَ وَرَسولَهُ أُولئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّهُ ﴾ [٩:٧١] - التوبة*
هؤلاء المحافظون على الصلاةَ القائمون بها على الوجه الشرعي، المحافظون عليها في المساجد ،
هؤلاء سينالون نعيماً لا ينقطع ،
قال ربنا في كتابه الكريم : *{وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللَّهَ وَرَسولَهُ أُولئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّهُ .. في الدنيا وفي الاخرة.. أُولئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ ﴾*
*﴿وَعَدَ اللَّهُ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً في جَنّاتِ عَدنٍ وَرِضوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكبَرُ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾ [٩:٧٢] - التوبة*
يا من يريدُ الجنة حافظ على الصلوات، فالذي يفرط في الصلاةَ فقد فرط في الإسلام كله. ،
قال النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما عند بن حبان وغيره، من حديث أبي أمامة وغيره، « لتنقضنَّ عُرى الإسلامِ عروةً عروةً فكلما انتقضتْ عروةٌ تشبث الناسُ بالتي تليها وأولهنَّ نقضًا الحُكمُ وآخرُهنَّ الصلاةُ. .»
معنى ذلك إذا قد فرط العبد في الصلاة فقد فرط في الإسلام كله عياذا بالله.
ولهذا لأهمية الصلاة فإن الله -عز وجل- أفترض الفرائض ورسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأرض، أما الصلاة فقد استدعاه ربه وعرج به إلى سِدْرَةَ المُنْتَهَى، وهناك افترَضَ الله -عز وجل- عليه الصلاة،
افترضها خمسينَ صلاةً ،ثم رجع ، فسأله موسى، ماذا افترَضَ عليك رَبُّكَ؟ فقال خمسينَ صلاةً ، قال ارجع إلى ربك فاسألْهُ التَّخفيفَ فإن أمتك لا تستطيع ذلك ، فإني قد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فما زال رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يسأل ربه التحفيف حتى جعلها خمسًا، فقال له موسى ارجع إلى ربك فاسألْهُ التَّخفيفَ، قال لقد سألت رَبِّي حتى اسْتَحْيَيْتُ، فعند ذلك ناداه رب العالمين، امضيت أمري فهي خمس، وهي في الكتاب خمسون.
أي: يكتبها رب العالمين لكل مسلم خمسينَ صلاة ، لأن الحسنة بعشر أمثالها.
ولهذا إخوة الإيمان:- كرر الرحمن في القرآن كثيراً وصيتة لهذه الأمة بالصلاة لأهميتها، قال ربنا في الكريم: *﴿ حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الوُسطى وَقوموا لِلَّهِ قانِتينَ ﴾ [٢:٢٣٨] - البقرة*
حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ الخمس، وأكد الصلاةَ الوُسطى وهي الصلاة العصر.
ولهذا جاء في الصحيحين من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسولِ الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ـ يوم الاحزاب يقول: « شغَلونا عن صلاةِ الوُسْطى صلاةِ العَصرِ، ملَأ اللهُ قُبورَهم، وبُيوتهم، وأَجْوافَهم نارًا. .» هذه التي فرط فيها الكثير من المسلمين، الله أكد لنا بوصية خاصة لهذه الصلاة، بعد أن أوصانا بالصَّلَواتِ الخمس ﴿ حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الوُسطى وَقوموا لِلَّهِ قانِتينَ ﴾
هكذا يقولُ: ربنا في كتاب الكريم ثم قال: *فَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكبانًا* ما اسقط الله الصلاة حتى عند مواجهة العدو وعند مواجهة الكفار ، فإذا كان المسلم يواجه أعداء الإسلام من الكفار يجب عليه أن يصلي، فإن لم يستطع أن يصليها على الحالة، صلى قائما أو راكبا ، يُصلي وهو راكب ، أو وهو قائم ويشيرُ إشارةٌ لأهميتها ولعلو قدرها عند رب العالمين سبحانه وتعالى، .
ولهذا إخوة الإيمان: أثنى رب العالمين على المحافظين على الصلوات، قال ربنا في كتابه الكريم: *﴿ إِنَّما يَعمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَم يَخشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسى أُولئِكَ أَن يَكونوا مِنَ المُهتَدينَ ﴾ [٩:١٨] - التوبة*
هؤلاء هم الذين على الهُدى وعلى الصراط مستقيم، فالله يثني عليهم ويبين علو قدرهم، بسبب محافظتهم على الصلاة،
وقالَ ربنا : *﴿ في بُيوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيهَا اسمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فيها بِالغُدُوِّ وَالآصالِ (٣٥) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ....لماذا ؟.... يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (٣٧) ﴾ [٢٤ سورة النور]*
أيها المسلم الكريم: تذكر نفسك، عند أن تقوم أمام الله يوم القيامة، في اليوم الذي تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ.
كيف حالك مع الصلاة؟
كيف أنت مع الصلاة.؟
الله يثني على المحافظين عليها في المساجد ، فيقولُ: في بُيوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرفَعَ بماذا.؟
تُرفَعَ بالعبادة والطاعة وتُرفَعَ بالمواد، أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيهَا اسمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فيها بِالغُدُوِّ وَالآصالِ،... رِجَالٌ ... ما صفة هؤلاء الرجال؟
لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ، إذا أذن المؤذن اغلقوا أبواب الدكاكين، واوقفوا الأعمال، وهبوا إلى الصلاةَ واجابوا النداء لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ، ولا تُلْهِيهِمْ الوظائف، ولا تُلْهِيهِمْ الأموال، ولا تُلْهِيهِمْ الأولاد ولا النساء ولا المطاعم ولا المشارب ، ولا تُلْهِيهِمْ شيء عن الحفاظ على الصلاة في أوقاتها، لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا ، دليلا على أن الذي لا يحافظ على الصلاة في المساجد على خطر يوم القيامة، على خطر!!
كيف لا؟
روى الطبراني من حديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسولِ الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ـ « أوَّلُ ما يُحاسَبُ بِهِ العَبدُ يومَ القيامةِ الصَّلاةُ، أوَّلُ ما يسألك ربك في أمور العبادة عن الصَّلاةُ، هذا يدل على أهميتها فإن صلُحَتْ فقد أفلحَ ، وإنْ فَسَدَتْ فقد خَابَ وخَسِرَ . »
خطبة بعنوان (الإحسان إلى الجيران)
Читать полностью…اللهم امنن علينا بتوبة نصوح قبل الموت، وشهادة عند الموت، ورحمة بعد الموت يا رب العالمين!
لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم، بها نحيا وبها نلقى الله.
اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله.
اللهم هون علينا الموت وسكراته، والقبر وظلماته، والسؤال وشدته، والقبر وضمته، ويوم القيامة وكرباته.
اللهم عاملنا بما أنت أهله، ولا تعاملنا بما نحن أهله، إنك أنت أهل التقوى وأهل المغفرة.
اللهم اغفر ذنبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.
اللهم اجمع شملنا، ووحد صفنا، وأصلح ذات بيننا، وانصرنا يا قوي يا عزيز! على القوم الكافرين.
أستغفر الله العظيم، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
نعم أيها الغالي! قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الجمعة:8].
أوصى أبو بكر عمر وصية في آخر حياته ليتنا فهمناها، قال: يا عمر إن لله حقاً بالليل لا يقبله بالنهار، وإن لله حقاً بالنهار لا يقبله بالليل.
مات الصديق لأن الله قال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30] الكل سيموت إلا ذو العزة الجبروت.
موت عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ثم يموت الفاروق رضي الله عنه وأرضاه وهو يصلي الفجر، هل لسبب شرعي ضُيعت صلاة الفجر؟! أم بسبب المكوث ساعات وساعات أمام الشاشات والقنوات؟
طعن وهو يقرأ قوله جل في علاه: إِنَّمَا أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ [يوسف:86].
نعم أيها الغالي! طعن شهيد المحراب، فلما أفاق كانت أول كلمة قالها: أصلى الناس؟
اسمع -يا رعاك الله- أول كلمة تلفظ بها عمر يوم أفاق من غيبوبته، قال: أصلى الناس؟ ثم رأى الدم ينزف منه نزفاً، تيقن أن الموت قد اقترب، كان هناك شغل يشغله وهم يهمه، قال يا عبد الله بن عمر اذهب إلى عائشة أم المؤمنين وقل لها: يقرئك عمر السلام ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست أميراً للمؤمنين بعد اليوم..
قل لها: يبلّغك عمر السلام ويستأذنك أن يُدفن مع صاحبيه.
يريد أن يكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم حتى في الممات.
فذهب عبد الله بن عمر وطرق الباب على عائشة وقال لها: يقرئك عمر السلام، ويقول لك: أتأذنين له أن يدفن مع صاحبيه؟
فقالت الصديقة بنت الصديق : والله إني كنت أريده لنفسي، ووالله لأوثرن عمر على نفسي..
فلما رجع عبد الله بن عمر ورآه عمر قد أقبل، قال: أجلسوني، فقال: ما الخطب يا عبد الله بن عمر ؟
قال: أبشر يا أمير المؤمنين فقد رضيت.
فتهلل وجه عمر رضي الله عنه وأرضاه.. لأن القضية كانت تشغله وتهمه.
ما كان يوصي بمال ولا بعيال ولا بحلال، القضية قضية مرافقة في الدنيا وفي الآخرة.
فقال عمر : إن أنا مت فغسلوني وكفنوني ثم احملوني واطرقوا عليها الباب، وقولوا: يستأذن عمر مرة ثانية، فإن أذنت وإلا فخذوني إلى مقابر المسلمين.
فلما حانت ساعة الاحتضار وبدأت تتنزل عليه كربات الموت، أخذ عبد الله بن عمر رأسه ووضعه على فخذه، فقال عمر : ضع وجهي على التراب علّ الله أن يرحم عمر ، ليتني خرجت منها كفافاً لا لي ولا علي، وددت أن أمي لم تلدني.. ليتني كنت ورقة تعضد..
من هو؟!
عمر الصوام القوّام يقول: وددتُ أني خرجتُ منها كفافاً لا لي ولا علي.
مات عمر .. مات عمر لأن الله قال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30] الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت.
موت عثمان رضي الله عنه
ثم يموت عثمان رضي الله عنه وأرضاه، يموت وقد رأى في منامه في تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: تفطر عندنا غداً، فأصبح صائماً رضي الله عنه وأرضاه، تسلقوا عليه البيت وطعنوه وهو يقرأ القرآن، فتدفقت تلك الدماء على لحيته الطاهرة، ثم أخذ يدعوا ويقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. اللهم اجمع شمل أمة محمد.. اللهم اجمع شمل أمة محمد.
عثمان وما أدراك ما عثمان ؟! تلك اللحية التي لطالما تبللت بالدموع من خشية الله، تلك اللحية التي لطالما تبللت بكاء وخشية من الله جلّ في علاه.
عثمان الذي إذا ذكرت الجنة والنار يبكي، وإذا ذُكر القبر يبكي بكاءً شديداً، فإذا قيل له: لا تبكي للجنة والنار كبكائك للقبر؟! قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (القبر أول منازل الآخرة) إذا كان الذي فيه هيناً فما بعده أهون، وإن كان الذي فيه شديداً فما بعده أشد.
مات عثمان قارئ القرآن الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم) عثمان الذي نفس بأمواله كربات المسلمين، عثمان الذي كان أباً للأرامل والفقراء والمساكين.
مات لأن الله قال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30] الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت.
موت علي رضي الله عنه
وبعد ساعات الفجر تحلو دقائق الاستغفار فخرج علي مستغفراً ربه بعد قيام الليل منطلقاً إلى صلاة الفجر، فيطعن وهو في طريقه إلى المسجد.
شتان بين خواتيم وخواتيم، شتان بين من يقتل وهو يسير إلى المسجد، وشتان بين من يسير إلى معصية الله.
ثم يوم علم علي أنها النهاية قال: أبقوه، فإن أنا بقيت قتلت أو عفوت، وإن أنا مت فاقتلوه وعجلوه فإني مخاصمه عند ربي جل في علاه؛ ولم يتلفظ بعدها بكلمة إلا قول: لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله.. حتى فارق الحياة.
علي المجاهد العنيد والمقاتل الصنديد يموت وهو يسير إلى صلاة الفجر.
مات لأن الله قال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30] الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت.
قل لي بالله العظيم.. قل لي يا رعاك الله.. هل تفكرت يوماً وأنت تخرج في الصباح أنك لن ترجع إلى بيتك مرة ثانية؟!
هل تفكرت أن اليوم قد يكون آخر يوم لك في الحياة؟!
إذا أتاك ملك الموت في هذا اليوم فهل أنت راضٍ عن نفسك؟!
لا تغفل يا رعاك الله! ممن أعرفهم اتصل على أهله في الواحدة ظهراً قال لهم: لقد استأذنت من العمل مبكراً فما هي طلباتكم؟ قالوا: نريد كذا ونريد كذا ونريد كذا، قال: ساعة واحدة وأكون عندكم.
مرت ساعة مرت ساعتان ومرت ثلاث ولم يظهر له أثر، اتصل متصل قُبيل المغرب بقليل يقول: عظم الله أجركم في فلان، في الساعة التي خرج فيها من مكان عمله ارتطمت سيارته بسيارة أخرى وانتقل من هذه الحياة إلى حياة ثانية.
قل لي بالله العظيم: هل كان يظن يوم اتصل على أهله أنه لن يصل إليهم؟!
هل كانوا هم يظنون يوم أملوا عليه الطلبات أن الطلبات لن تصل؟! بل الذي يحمل الطلبات لن يصل؟!
كان أحد الصالحين يقوم في هزيعِ الليل الأخير، يرقى أعلى مكان في قريته، ثم ينادي بأعلى الصوت:
الرحيل.. الرحيل.. الرحيل.. كل يوم يكرر هذه الكلمات القليلة: الرحيل.. الرحيل.. الرحيل.. حتى جاء يوم وانقطع ذلك الصوت.
فقال أمير القرية: أين فلان؟ قالوا: مات. قال: لا زال يذكر الناس بالموت حتى مات هو.
نعم. كان يذكرهم بالموت فأتاه الموت، لكن على أي حال أتاه؟!
لا زال يلهج بالرحيل وذكره
حتى أناخ ببابه الجمّال
فأتاه متيقظاً متشمراً
لم تلهه الآمال
قال أحدهم لصاحبٍ له وكانت حاله سيئة: أبا فلان! الحال التي أنت عليها أترضاها للموت؟! قال: لا والله. قال: وهل نويت أن تغير هذه الحال إلى حال ترضاها للموت؟! قال: ما اشتاقت نفسي إلى هذا بعد، قال: وهل بعد هذه الدار دار معتمل؟! قال: لا والله. قال: وهل تظن أن لا يأتيك ملك الموت وأنت على هذه الحال؟! قال: لا والله. قال: والله ما رأيت عاقلاً يرضى بهذه الحال!
ستنقلك المنايا من ديارك
ويبدلك الردى داراً بدارك
وتترك ما عنيت به زماناً
وتُنقل من غناك إلى افتقارك
وفي عينيك دود القبر يرعى
وترعى عينُ غيرك في ديارك
نعم أيها الغالي!
لا تغفل عن الموت، فلقد أجمع أهل العلم على أن الموت ليس له مكان معين، ولا زمن معين، ولا سبب معين، ولا عمر معين، يأتيكم بغتة وأنتم لا تشعرون قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الجمعة:8].. وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ [ق:19] يعني ذلك ما كنت منه تفر وذلك ما كنت منه تهرب.
طال الزمان أو قصر لابد أن يأتي الموت.
والناس عند الموت على حالين يا رعاك الله.
إما محب للقاء الله فيحب الله لقاءه، وإما كارهٌ للقاء الله فيكره الله لقاءه.
قالت عائشة : (يا رسول الله! كلنا يكره الموت، قال: لا يا عائشة ليس ذاك، لكن هو العبد الصالح تأتيه ملائكة الرحمن تبشره بروح وريحان، ورب راض غير غضبان، فيفرح بلقاء الله، فيفرح الله بلقائه).
أما العبد العاصي.. أما العبد الغافل.. أما الذي تناسى الموت وسكراته، فتأتيه ملائكة الرحمن، تبشره بسخط وعذاب من الله، فيكره لقاء الله فيكره الله لقاءه.
قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: أشترط عليكم شروطاً ثلاثة لمن أراد أن يجلس في مجلسي، شروط ليتنا اشترطناها في مجالسنا اليوم، قال: إذا جلستم في مجلسي فأنا أشترط عليكم شروطاً ثلاثة:
أولها: لا تتكلموا في الدنيا.
ثانيها: لا تغتابوا أحداً في مجلسي.
ثالثها: لا تمزحوا عندي أبداً.
فكانوا يتذاكرون الموت وسكراته، والقبر وظلماته، حتى إذا انفضوا كانوا كمن قام عن جنازة.
لا عجب! في آخر اللحظات ودع وهو يقول: تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص:83].
الدنيا مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة، سيأتي اليوم الذي ستُمدد فيه على فراشك تريد أن تودع الصغير فلا تستطيع.. تريد أن تودع الكبير فلا تستطيع.. وحيل بينهم وبين ما يشتهون.
ليت شعري كيف يكون الحال في تلك الساعة، يوم تشخص العينان وتبرد الأطراف واليدان، وتلتف الساقان، تريد أن تتكلم فلا تستطيع، تريد أن تقول فلا تستطيع..
وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ [ق:19-21].
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
فاتقوا الله عباد الله.. ابكوا على أنفسكم قبل أن يُبكى عليكم، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، احملوا أنفسكم على الطاعات قبل أن تحملوا على الرقاب، استعدوا للموت قبل أن ينادي بأعلى الصوت رباه ارجعون فلا يستجاب لنا.. لساعة تجلس تحاسب فيها نفسك خير من أيام وساعات تهدر فيها الأعمار.
هذه الأيام مطايا
أين العدة قبل المنايا؟
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل
ونعوذ بك من النّار وما قرب إليها من قول وعمل
ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار،، الذين يقولون ربنا آمنّا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار.
والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً إنها ساءت مستقراً ومقاما..
وآخر دعوانا أن الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ..
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
يشتد البكاء على أهل النّار ،كما قال: نبينا صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إن أهل النّار يبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت وإنهم ليبكون الدم يعني مكان الدمع.
إنهم يبكون حتى تنقطع دموعهم، ثم تأتي الدماء بدل الدموع،... لا إله إلا الله... لا إله إلا الله....
قال الله: *﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا۟ وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ ﴾ [٣٥:٣٦] - فاطر*
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ هذا هو عواء أهل النّار ،وهذا هو صراخ وبكاء أهل النّار ،
*﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَٰلِحًا غَيْرَ ٱلَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا۟ فَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴾ [٣٥:٣٧] - فاطر*
ويقول الله: *﴿ هَٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُوا۟ فِى رَبِّهِمْ ۖ فَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِۦ مَا فِى بُطُونِهِمْ وَٱلْجُلُودُ ﴾ [٢٢:٢٠] - الحج*
إنه العذاب في الظاهر والباطن، في الظاهر للجلود، أما الباطن فإن ذالك العذاب ، وإن تلك النّار تقطع الأمعاء ، وتحرق الأكباد،
*﴿ وَسُقوا ماءً حَميمًا فَقَطَّعَ أَمعاءَهُم ﴾ [٤٧:١٥] - محمد*
*﴿ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠) وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١) كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (٢٢) ﴾ [٢٢:٢٢] - الحج*
قال الله تعالى: *﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَٰهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا۟ ٱلْعَذَابَ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [٤:٥٦] - النساء*
*﴿ قُلْ إِنَّ ٱلْخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ﴾ [٣٩:١٦] - الزمر*
ومعنى ظُلَلٌ: أي طبقات وسرادقات من النّار،
*﴿ لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾[٧:٤١] - الأعراف*
فهم يعيشون في مقطعات النيران، من فوقهم نار، ومن تحتهم نار، وعن أيمانهم نار، وعن شمائلهم نار، وطعامهم نار، وشرابهم نار، وتحدق بهم النّار من كل جانب، من كل مكان، فيبكون ويزداد صراخهم وتزداد حسراتهم.
*﴿ وَنَادَوْا۟ يَٰمَٰلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّٰكِثُونَ لَقَدْ جِئْنَٰكُم بِٱلْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَٰرِهُونَ ﴾[٤٣:٧٨] - الزخرف*
اسأل الله بعزته وجلاله، أن ينجيني وإياكم من النّار، وأن يجعلنا وإياكم من أهل الفردوس الأعلى إنه وليُّ ذالك والقادر عليه
أقول ما سمعتم، واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين، من كل ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
*الخطبة الثانية*
الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ
وأشهد أن لا إله إلا الله وليُّ الصالحين ،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
*عباد الله :-*
عند الإمام الترمذي: من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ، عن النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قال: « إن غِلظُ جلدِ الْكافرِ والمراد، بالغلظ، أي السماكة سماكة هذا الجلد، اسمعوا إلى الكافر في النّار، إن غلظ جلد الكافر في النّار اثنانِ وأربعونَ ذراعًا بذراعِ الجبَّارِ، ومعنى: الجبار يعني من الجبابرة الأولى من الأمم السابقة.
إن غلظ جلد الكافر في اثنانِ وأربعونَ ذراعًا بذراعِ الجبَّارِ ، وإن ضِرْسَه في جهنم مِثْلُ أُحُدٍ، أنظروا كيف تعظم أعضاء الكافر، من أجل أن تأكل النّار ذالك الجسد الذي لم يسجد لله رب العالمين ، وإن ضِرْسَه أي: في جهنم مِثْلُ أُحُدٍ ، وإن مجلسه في جهنم مثل ما بين مكةَ والمدينة. »
بل وفي الصحيحين: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ، أن النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قال: « ما بيْنَ مَنْكِبَيِ الكافِرِ مَسِيرَةُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ للرَّاكِبِ المُسْرِعِ..»
وعند الإمام البزار، وعند أبي يعلى الموصلي، من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ، أن النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قال: « لو كانَ في هذا المسجدِ مائةُ ألفٍ أو يزيدونَ فيهِم رجلٌ من أَهلِ النَّارِ، فأصابهم أي: أصاب أهل المسجد فأصابهم نفَسُه لأحرقَ مَن في المسجِد أو يزيدونَ.»
مجرد أن يتنفس الكافر ،يحرق أمة لأنه نار فما بالكم بمن يعيش في مقطعات النيران عياذاً بالله من ذالك.
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*الإخــبار.بعظـمة.النار.tt*
*للشيخ/ احمد بن حسن الريمي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الـخطبـة الأولــى*
إن الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ تعالى ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ،وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
صَلَّى اللهُ وسلم وبارك عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ،تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*
*ثم أَمَّا بَعْدُ:*
فإِنَّ خَيْرَ الْحديث كَتابُ اللهِ، وَخَيْر الْهَدْى, هَدْى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ،
*أيها المسلمون عباد الله:-*
يقول الإمام بن رجب - رحمه الله تعالى - قال: "لا يزال الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون، يخافون من النّار ويخوفون منها ،" الله أكبر ،
إذا خاف الخليل وخاف موسى
وآدم والمسيح وخاف نوحُ
وخاف محمدٌ خير البرايا
فما لي لا أخاف ولا أنوحُ
*عباد الله:-*
يقول الحسن البصري - رحمه الله - ، "ما صدّق عبدٌ بالنّار إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت ،وإن المنافق لو كانت النّار وراء هذا الحائط، لم يصدّق بها حتى يهجم بها."
أترقد يا مغرور والنّار توقدُ
فلا حرها يُطفى ولا الجمر يُخمدُ
فيا راكب العصيان ويحك خلها
فتحشر عطشان ووجهك أسودُ
فكم بين مشغولاً بطاعة ربه
وآخر بالذنب الثيقل مقيدُ
فهذا سعيدٌ في الجنان منعمٌ
وهذا شقيٌ في الجحيم مسعّـرُ
كأني بنفسي في القيامة واقفٌ
وقد فاض دمعي والمفاصل ترعدُ
وقد نصب الميزان للفصل والقضاء
وقد قام خير العالمين محمدُ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم
*أيها المسلمون:-*
لقد أنذر الله تبارك وتعالى العباد بالنّار، وحذرهم منها ،
يقول ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم
*﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ لَا يَصْلَىٰهَآ إِلَّا ٱلْأَشْقَى ٱلَّذِى كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ﴾*
ومعنى؛ فَأَنذَرْتُكُمْ أي حذرتكم،
ثم قال: ناراً والتنكير يفيد التهويل والتفخيم، فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ ،
ومعنى: تَلَظَّىٰ أي: أنها تتوقد وتتوهج هذه النّار، فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ.
روى الإمام أحمد في مسنده ، عن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ قال: خطبنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فقال:« وهو على المنبر، أنذرتكم النّار....أنذرتُكم النَّارَ..... أنذرتُكم النَّارَ.... حتى لو كان رجلاً في أقصى السُّوقِ لسمِعه، من مقامي هذا ، وهو يقول أنذرتُكم النَّارَ ، وكانت عليه أي على عاتق النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، خَميصةٌ فسقطت عند رجليه، وهو يقول أنذرتُكم النَّارَ.... أنذرتُكم النَّارَ.... أنذرتُكم النَّارَ... »
وروى الإمام مسلمٌ في صحيحه ،عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: « لَمَّا أُنْزِلَتْ هذِه الآيَةُ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، دَعا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قُرَيْشًا، فعمَّ وخصَّ فقَالَ: يا معشر قريش أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، فإني لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شيئًا،
يا بَنِي كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، فإني لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شيئًا،
يا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، فإني لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شيئًا،
يا بَنِي عبدِ شَمْسٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، فإني لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شيئًا،.
يا بني عبد مناف أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، فإني لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شيئًا،
أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ الكاتِبُ فخرجا حتى إذا كان بالرَّقْمِ أرسلَ اللهُ على أَرْبَدَ صاعِقَةً فقَتَلَتْهُ وخرج عامِرٌ حتى إذا كان بالخُرَيْمِ أرْسَلَ اللهُ عليه قُرْحَةً فَأَخَذَتْهُ فأدْرَكَهُ الليلُ في بيتِ امرأةٍ من بني سَلُولٍ فجعلَ يَمَسُّ القُرْحَةَ بيدِهِ ويقولُ غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الجملِ في بيتِ سَلُولِيَّةٍ يُرْعَبُ أنْ يموتَ في بيتِها ثم رَكِبَ فَرَسَهُ فَأَرْكَضَهُ حتى ماتَ عليه راجِعًا فأنزل اللهُ فيهِما اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغَيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ إِلَى قَوْلِهِ وَمَا لَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ قال المُعَقِّباتُ من أمرِ اللهِ يحفظونَ محمدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثم ذكرَ أَرْبَدَ ومَا قَتَلَهُ فقال هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ البَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا إِلَى قولِهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ .»
أين هذا الذي قال ساملؤها عليك خيلا؟
أين هذا المتطاول أخذه الله؟
وذاك أرسل الله عليه صاعِقَةً فاحرقته
ولهذا أمة الإسلام: أعرفوا قدر هذا النبيُّ العظيم، ودافعوا عن دينكم وعن سنة نبيكم، وعن نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ، بما أوتيتم
نسأل الله بعزته وجلاله أن يحفظنا بالإسلام قائمين، وأن يحفظنا بالإسلام قاعدين، وأن يحفظنا بالإسلام راقدين وألا يشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين، إنه أرحم الراحمين.
*الخطبة الثانية*
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ـ
*أما بعـدُ*
قال ربنا في كتابه الكريم: *﴿ فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ ﴾ [٢٤:٦٣] - النور*
جاء عند البزار من حديث أنس والحديث رواه بن أبي عاصم، في السنة وأبو يعلى وغيرهم بالفاظ متقاربة. « أن النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أرسل رجلاً من أصحابه إلى عظيم من عظماء المشركين ، يدعوه إلى الله فذهب الرجل إلى ذلك المشرك فدعاه إلى الله ،
فقال : أيش ربُّك الذي تدْعوني إليه من حديدٍ هو ؟ من نُحاسٍ هو ؟ من فِضَّةٍ هو ؟ من ذهَبٍ هو ؟ فرجع الصحابي إلى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاخبره.
فقال: النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أذهب إليه مرة ثانية، فذهب إليه فدعاه فكرر مقالته، مثل مقالته الأولى، فرجع الصحابي إلى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاخبره ، فارسله الرسول مرة ثالثة، أنظروا إلى رحمة الرسول رحمه يريد هداية الخلق ، يريد نجاة الناس من النار، يريد للناس النجاة من النار، والفوز بالجنة.
يقول هذه المقالات الخبيثة، ويتكبر ويتطاول ولا يعرف قدر نفسه، فذهب إليه المرة الثالثة فرد عليه مثل ما رد.
فرجع في ثنايا الطريق وصل الرجل إلى الرسولُ يخبره قال : إنَّ اللهَ تبارَك وتعالى قد أرسَل على صاحبِك صاعقةً فأحرَقَتْه .»
أنظر يقول أيش ربك؟ من هذا ربك الذي تدعوني إليه ؟
الله الذي خلق السماوات السبع وما فيهن، وخلق الأرضين السبع وما فيهن ، وخلق جميع الخلائق .
من خلقك أيها الإنسان المغرور
تقول: هذا فأرسل الله صاعقه فاحرقته، وفي رواية أرسل الله صاعقه فاخذت بقحف رأسه قشعت رأسه واحرقت رأسه، هذا الذي يتكبر ويتطاول.
روى الإمام البيهقي في دلائل النبوة من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-
«أنَّه قالَ في قَوْلِه: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} قالَ: المُسْتَهْزِئونَ: الوَليدُ بنُ المُغيرةِ، والأَسْوَدُ بنُ عَبْدِ يَغوثَ، والأَسْوَدُ بنُ المُطَّلِبِ أبو زَمْعةَ، والحارِثُ بنُ عنطَلٍ، والعاصِ بنُ وائِلٍ،
هؤلاء الخمسة كانوا كثيرين الإستهز
برسول الله، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبدين الله. فأتاه جِبْريلُ فشَكاهم إليه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأراه الوَليدَ بنَ المُغيرةِ فأَوْمَأَ جِبْريلُ عليه السَّلامُ إلى أَنْجَلِه، فقالَ: ما صَنَعْتَ شَيئًا؟ قالَ: كُفِيْتَه، ثُمَّ أراهُ الأسودَ بنَ عَبْدِ المُطَّلِب فأَوْمَأَ إلى عَيْنَيه، قالَ: ما صَنَعْتَ شَيئًا؟ قالَ: كُفِيتَه، ثُمَّ أراه الأَسْوَدَ بنَ عَبْدِ يَغوثَ الزُّهْريَّ فأَوْمَأَ إلى رَأسِه، فقالَ: ما صَنَعْتَ؟ قالَ: كُفِيتَه، ثُمَّ أراه الحارِثَ بنَ عنطَلٍ السَّهْمِيَّ فأَوْمَأَ إلى بَطْنِه، فقالَ: ما صَنَعْتَ شَيئًا؟ ثُمَّ قالَ: كُفِيتَه، ثُمَّ أراه
العاصِ بنَ وائِلٍ فأَوْمَأَ إلى أَخْمَصِه، فقالَ: ما صَنَعْتَ شَيئًا؟ قالَ: كُفِيتَه.
يا محمد هؤلاء المستهزئون قد كفيتهم جميعاً.
فأمَّا الوَليدُ بنُ المُغيرةِ فمَرَّ برَجُلٍ مِن خُزاعةَ وهو يَريشُ نَبْلًا له، فأصابَ أَنْجَلَه فقَطَعَها، وهو العرق الغليظ، يكون في اليد أو في الرجل، إذا جرح نزف الدم حتى الموت فاصاب أَنْجَلَه، أي: فنزف دمه حتى مات.
ساجداً على حالته حتى جاءتْه فاطمةُ -رضي الله عنها- واماطتها عن ظهرِ أبيها واقبلت على القوم وكانت جارية أي صغيرة فسبتهم وسفهتهم فقام النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وقال : اللَّهُمَّ، عَلَيْكَ الملأ من قريشٍ. اللَّهُمَّ، عَلَيْكَ الملأ من قريشٍ. اللَّهُمَّ، عَلَيْكَ الملأ من قريشٍ.
اللَّهُمَّ، عَلَيْكَ ، بشيبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وعُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، والوَلِيدِ بنِ عُتْبَةَ، وأَبِي جَهْلِ بنِ هِشَامٍ، وعقبةَ بنِ أبي معيطٍ، وأميةَ بنِ خلفٍ، حتى عد السبعة. ،
فلما سمعوا دعاء النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اخافهم ذلك ، لأنهم كانوا يظنون أن الدعاء في ذالك المكان مقبول، أنظروا إلى الأيام ما أسرعها.
يقول بن مسعود: والذي بعثه بالحق لقد رأيت أولئك السبعة قتلى يوم بدر حتى سُحِبوا إلى القَليبِ، أي: بئر خبيث مخبث واتبع أصحاب القليب لعنة أيام قلائل.
ثم جاءت العقاب الإلهية وأفرح الله قلوب المؤمنين، وأقر عيني رسوله عندما رأى عتات المشركين وصناديدهم تحت مصرعه سيوف المسلمين، وجاء بن مسعود حتى جاء إلى أبي جهل.
قال النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أيكم ينظر ماذا فعل أبو جهل.؟
في الغزوة في المعركة ، عندما انتهت، وعندما انتصر النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآصحابة ذلك النصر.
قال بن مسعود: فجئته فوجدته وبه رمق قد قتلاه أبناء عفراه قال: فقَالَ أبو جهل هل إلى رجل؟ قتله قومه أو قال فوق رجل قتله قومه، ارتقى بن مسعود
على أبي جهل وآخذ هامت أبي جهل الذي كان يقول ليس بها نادي أكثر مني ، وإذا رويعي الغنم بن مسعود الصغير الهذلي يرتقي على هامة أبي جهل فرعون هذه الأمة، أخزاه الله ونقله إلى عذاب مستمر أبد الأبدين ونصر الله الإسلام ،.
ولهذا روى مسلم في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قالَ أَبُو جَهْلٍ: هلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ قالَ: فقِيلَ: نَعَمْ، فَقالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى، لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذلكَ لَأَطَأنَّ علَى رَقَبَتِهِ -أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ في التُّرَابِ- :
فجاء يوماً والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساجداً عند الكعبة، فتقدم يزعم أنه يطأ على رقبته، فتقدم يزعم أنه يطأ على رقبته
فَجَئَهم منه إلا وهو ينكُصُ على عَقِبَيه ويتَّقي بيدَيه . قال فقيل له : مالَكَ ؟ فقال : إنَّ بيني وبينه لَخندقًا من نارٍ وهولًا وأجنحةً .
خندق من نار وهول كان يسمع أهوال واجنحة، ملائكة الرحمن تخفق باجنحتها أمامه ، لو تقدم لاختطَفَتْه الملائكةُ عضوًا عضوًا.
ولهذا قال النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والذي نفسي بيده لو تقدم لاختطَفَتْه الملائكةُ عضوًا عضوًا،
ما أسرع ما تمر الأيام على المتكبرين، وما أسرع ما تنزل عقوبة الجبار على الأشقياء ، المتجبرين.
ولهذا ليحذر كل إنسان من التطاول والكلام ، إنما يظر نفسه.
﴿ أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (٧) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (٨) ـ إلي أن قال: ـ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (١٤) ﴾ [89:6] - الفجر
أي لكل مجرم -إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ-
ولهذا روى الإمام أحمد من حديث بن عباس -رضي عنهما- قال أنَّ الملأَ من قريشٍ اجتمعوا في الحِجرِ ، فتعاهَدوا باللَّاتِ والعُزَّى ومناةِ الثَّالثةِ الأخرَى ، ونائلةَ وإسافٍ لو قد رأينا محمَّدًا لقد قمنا إليه قيامَ رجلٍ واحدٍ فلم نفارِقْه حتَّى نقتلَه ، اتفقوا عند الكعبة واقسموا وتعاهدوا
أنهم إذا جاء محمد أن يقوموا إليه جميعاً قومة رجل واحد، والا يفارقوه حتى يقتلوه.
فجاءت فاطمة -رضي الله عنها- وهي أصغر بنات رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورضي عنه.
جاءت تبكي فقال لها النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما لك يا بنية؟ قالت هؤلاء الملأ من قريش لقد اقسموا وتعاهدوا أن لو قد رأوك لقد قاموا إليك جميعاً.
قومة رجل واحد فما منهم من أحدٌ إلا وقد عرف نصيبه من دمك، فقال يا بنية أريني وضوء فقربت إليه الماء فتوضأ ثم خرجت إلى نوادي قريش، خرج إليهم وهم جلوس.
فلما نظروا إليه قالوا ها هو ذا ها هو ذا جاء ، ثم لم يرفع إليه أحدٌ بصره، ولم يقم منهم أحدٌ ، فسقطت اذقانهم على صدورهم وعقروا في أماكنهم ، أي عقروا ولم يقوموا ولم يستطيعوا أن يقوموا ،
من أماكن بقوا جلوس، ولم يرفع إليه أحدٌ منهم بصره ولا اشارةٌ إليه.
فقام النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليهم ثم أخذ قبضة من الأرض من التراب، فقال شاهت الوجوه ورماهم بالتراب،
قال بن عباس فما أصاب أحداً منهم من تلك القبضة إلا قتل يوم بدر كافراً.
ما أسرع العقوبة الإلهية لمن يحاول أن يطعن في رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وأن يعاند رسولِ الله ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
أيها العالم إحذروا مع من أنتم ؟
ومن ذلك ..
أن ينظر المسلم إلى الجزاء والثواب والأجر الذي يناله من هذا الإبتلاء جراء صبره وثقته بما عند الله ...
قال النبي عليه الصلاة والسلام-: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا)( رواه مسلم -4663- (12/443)...
وعنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ)( رواه البخاري -5221 - (17/391).
ويريد بحبيبتيه عينيه..
عن أبي موسى رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته:قبضتم ولد عبدي؟
فيقولون: نعم،
فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده؟
فيقولون: نعم،
فيقول:فماذا قال عبدي؟
فيقولون: حمدك واسترجع،
فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد". صحيح الجامع رقم (807)،السلسلة الصحيحة رقم(1408) ...
يا له من اجرٍ عظيم وثواب جزيل لا يناله إلا الصابرون...
اللهم أصلح لنا ديننا ودنيانا وآخرتنا, ووفقنا إلى ما تحب وترضى وارزقنا الصبر واليقين ....
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...
*الخطــــبة الثانـية*
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...
أما بعد :
عبـــــــادَ اللهِ :-
إن مما يخفى على كثير من الناس أن النعم ابتلاء، فيظنونها تكريماً من الله لهم لا اختباراً لشكرهم فيسيئون استخدامها، ويغترون بها ولا يبالون إن كان ذلك يسخط الرب أم لا، فيفسدون ولا يصلحون وعلى الله يستعلون وبالله ونعمه يجحدون وبآلائه يكذبون،
هذا قارون: (إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا ءَاتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ، قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) [القصص 76-78]...
والله عز وجل ذكر لنا أنه يبتلي عباده بالخير كما يبتليهم بالشر،
فيقول سبحانه وتعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء 35]...
ومن هنا يستثمر العبد هذا الإبتلاء بالتوبة والرجوع إلى الله وترك الذنوب والمعاصي والإقبال على الطاعات والعبادات قال تعالى( ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة:153]..
عبـادَ اللهِ :-
وعلى المسلم أن كذلك أن يبذل الأسباب الشرعية والمادية ليدفع عنه البلاء ،
فإذا ابتلي في جسده بحث عن العلاج وإذا ابتلي في رزقه مشى في مناكب الأرض يبحث عن العمل وإذا ابتلي بتسلط ظالم دفعه بكل الوسائل الممكنة ولا يستسلم لذلك بحجة أنه إبتلاء ...
قال تعالى(﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ) (الشورى:41 )..
وإذا كان الابتلاء للمجتمع والأمة بشكل عام سواء كان بالاختلاف والتفرق أو الأزمات الإقتصادية أو بتسلط العدو أو بالأمراض والأوبئة أو بالكوارث وغيرها سارع الجميع إلى التعاون والتراحم والتآلف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتقديم النفع وسعى الجميع إلى رأب الصدع وإصلاح الوضع، وقول كلمة الحق وبذل كل واحد من الأسباب ما يستطيع وينأى كل واحد بنفسه على أن يكون سبباً في إثارة النعرات وإزهاق الأرواح وسفك الدماء وترويع الآمين فيلقى الله وهو عليه غضبان ...
وعلى الجميع التضرع إلى الله والدعاء بأن يرفع البلاء ويلطف فيه ويكتب الأجر والثواب قال تعالى (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(الأنعام/43) ...
اللهم إنا نسألك الصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء ...
هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.
ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: 56].
🎤
*خطبة جمعة بعنـوان :*
*كيف نتعامل مع الإبتلاء ؟؟*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطـبة الأولـى :*
الحمد لله الذي جعل بعد الشدة فرجاً ،
وبعد الضر والضيق سعة ومخرجاً ،
ولم يخل محنة من منحة ، ولا نقمة من نعمة ، ولا نكبة ورزية من موهبة وعطية ..
خلق فقدَّر ودبّر فيسر ، فكل عبد إلى ما قَدَّره عليه وقضاه صائر .. أحمده سبحانه
على خفيّ لطفه وسعت عفوه، وجزيل بره المتظاهر .. أكرم مسؤول، وأعظم
مأمول، عالم الغيوب و مفرّج الكروب، ومجيب دعوة المضطر المكروب ..
سهرت أعينٌ ونامت عيـون ...
في شئون تكون أو لا تكونُ
فاطرح الهـم مـا استطعت ...
فحمـلانك الهمـوم جنـونُ
إن ربا كفاك ما كان بالأمس ...
سيكفيـك فـي غدٍ ما يكونُ
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كثير الخير دائم السلطان ،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الآيات والبرهان ، اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..
أمَّا بَعْــــــــد : عبـاد الله :-
لقد جبلت الدنيا على كدر فكم من مصائب وكوارث وأزمات يتعرض لها الإنسان في حياته سواء كان ذلك في نفسه أو في أهله وماله وأولاده أو في جسده أو في دينه و مجتمعه وأمته، ، ،
وقد يبتلى المرء في طعامه وشرابه وحريته، ، ،
وهذا الإبتلاء جعله الله سنةٌ في خلقه لم يستثنى منه أحد حتى أنبيائه ورسله وهم أقرب الخلق وأحبهم إليه . . .
روى الإمام أحمد في مسنده وابن حبانَ في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنّه قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الناسِ أشدّ بلاء؟ فقال: ((أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثلُ فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسَب دينه، فإن كان في دينِه صلبًا اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رقَّة ابتُلِي على قدرِ دينِه، فما يبرَح البلاءُ بالعبدِ حتّى يتركَه يمشِي على الأرض وما عليه خَطيئة)( السلسلة الصحيحة (143)...
و قال تعالى:( الـم أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَـٰذِبِينَ )[العنكبوت:1-3] ...
وذكر سبحانه وتعالى الإبتلاء وقرنه بخلق الإنسان ومازال نطفة ليدرك أن حقيقة الإبتلاء وكيف يتعامل معه ويستفيد منه؟ وكيف يستثمره ليواصل مسيرة الحياة،
قال تعالى ( إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) {الإنسان:2-3}...
وجعل سبحانه وتعالى الإبتلاء في الدنيا بما فيها سنة ماضية في الأمم والأفراد والشعوب وجعل الآخرة للجزاء .
قال تعالى ( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا){الكهف:7} ...
عبــــــــاد الله :-
هذا الإبتلاء وهذا الإمتحان عاشه محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم وأحب خلق الله إليه صابراً ومحتسباً واثقاً من ربه أنه لن يضيعه ولن يتركه فكان له النصر والتمكين والرفعة في الدنيا والآخرة ...
وابتلي موسى عليه السلام وهو الذي قال الله فيه ( وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى) (طـه:13)...
وقال تعالى ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)(طـه: 39)
وعندما وقف موسى عليه السلام أمام فرعون يدعوه إلى هدى الله بعد أن مارس الفساد والظلم والإضطهاد على قومه فذبح أبنائهم واستحيى نسائهم قال له فرعون وما رب العالمين الذي تدعو إليه ( قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) (الشعراء:24)...
وعندما جاء موسى عليه السلام بالبينات على صدقه قال فرعون لمن حوله( إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) (الشعراء:34) ...
وفي النهاية انتصر موسى عليه السلام وقومه واغرق الله فرعون وجنده ...
#خطب_ومحاضرات_صوتية
🎤 خطبة بعنوان: حقوق العباد.
📌 د. يوسف حسين الرخمي.
🗓 الجمعة 4/ 11/ 2022م، الموافق 10/ 4/ 1444هـ .
ولهذا أمة محمد حافظوا على الصلوات، يا من يريدُ الجنة، يا من يريدُ الجنة بحق، ويا من كان صادقا في طلبه للجنة، حافظ على الصلوات في بيوت الله حيثُ ينادى بها، واحذر من الميول إلى الشهوات ،
نسأل الله بعزته وجلاله أن يتوب علينا جميعاً،
نسأل الله بعزته وجلاله أن يتوب علينا جميعاً من كل ذنب، وأن يجعلنا من المحافظين على الصلوات في أوقاتها.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح أعمالنا وأن يسدد أقوالنا، وأن يصلح أحوالنا وأن يوحد صفوفنا، وأن يجمع كلمتنا على الحق والدين.
ونسأل الله أن يصلح الراعي والرعية، أسأل الله أن يصلح الراعي الرعية وأن يوحد الأمة المحمدية على كتابه وعلى سنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
نسأل الله أن ينصر أمة الإسلام على اعدائهم من الكفار نصراً عزيزاً مؤزرا وأن يدفع عن الأمة شر أعدائها، وكيد أعدائها إنه رحمن الدنيا والأخرة.
ونسأل الله سبحانه أن يجعلنا قائمين بأوامر الله على الوجه الذي يرضيه عنا، ونسأل الله أن يصلح لنا الذرية، وأن يصلح لنا النساء ،وأن يصلح قلوبنا إنه رحمن الدنيا والأخرة وسلام على المرسلين الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وصلَّى اللَّهُ وسلَّمَ على محمدٌ وعلى آلِهِ وأصحابه أجمعين.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
ما أعظمها من خسارة! كيف.. لا...! والله -عز وجل- يقول: في كتابه الكريم *{ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ }* قال: لِلْمُصَلِّينَ *{ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) }* الذين يتشاغلون بالأموال عن العبادة وعن الصلاةَ ، ولا يهتمون بالحفاظ عليها في المساجد، الذين يؤخرونها عن الوقت ، أو يقدمونها على الوقت الله توعدهم بويل وويل وادٍ من وديان جهنم، فقَالَ سبحانه: *﴿ فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ...}* لم يقل تركوا الصلاة بل أَضاعُوها.
والإضاعُة : تأخيرها أو تقديمها على الوقت الشرعي، أو عدم إتمام الشروط، والأركان، والواجبات، أو عدم المُحافظة عليها في المساجد، هذهِ من الإضاعة، أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ ، شغلتهم شهواتهم عن الصلاة ، شغلتهم شهواتهم عن حضور المساجد في الفجر شهوة النوم والراحة.
وفي العصر: شهوات كثيرة وما أكثرها، هؤلاء على خطر، *﴿ فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا ﴾ [١٩:٥٩] - مريم*
قال بعض المفسرين: الغَيُّ وَادٍ في جَهَّنمَ، شديدٌ حره بعيدٌ قعره خبيثٌ طعمه، هؤلاء المتلاعبون بالصلاة يتوعدهم رب العالمين بعذابها الشديد.
﴿ فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا .... إِلَّا مَن تَابَ ....فمن رحمته أنه فتح باب التوبة لمن تاب إليه ولمن رجع إليه،
أما من مات مُتلاعباً بالصلاةَ متهاوناً فيها، فمأواه النار وبئس القرار،
قال ربنا في كتابه الكريم: *{ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (٣٩) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) ...يا معشر المجرمين ؟!....قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) }* أول جُر أعترفوا به ...لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ... هذا من أعظم الجرائم، وهذا يدُل على أهمية الصلاة، وعلى علو قدرها عند رب العالمين سبحانه.
ولهذا يا معشر المسلمين:- ما لنا نلاحظ أن البيوت مملوءة بالسكان، ولا يحضر المساجد إلا القِلة، أمنتم من عذاب الله؟
أنتم أمنون من النار؟
من الذي أمنكم وأعطاكم الآمن؟
واللهُ قد توعد المتهاونين بالصلاة بالعذاب.
من الذي أعطاكم الآمن؟
الشَّيطانُ الذي يتبرأ من إتباعه يوم القيامة، *﴿ وَقالَ الشَّيطانُ لَمّا قُضِيَ الأَمرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُم وَعدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُم فَأَخلَفتُكُم وَما كانَ لِيَ عَلَيكُم مِن سُلطانٍ إِلّا أَن دَعَوتُكُم فَاستَجَبتُم لي فَلا تَلوموني وَلوموا أَنفُسَكُم.... ﴾ [١٤:٢٢] - ابراهيم*
أنتم لم تعملوا بما أمركم رب العالمين، وعملتم بأوامر العدو فكانت العاقبة وخيمة عياذا بالله رب العالمين ،
ولهذا أمة محمد: لأهمية الصلاة أمرنا ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ـ أن نأمر اأبناءنا وأن نُعلم أبنائنا الصلاة من سن السابعة، ما لنا لا نرى هؤلاء الصغار في المساجد ، بل ما لنا لا نرى الشباب في بيوت الله لماذا؟
من هذا الذي هو في مأمن من عذاب رب العالمين سبحانه وتعالى؟
إذا كان الشَّيطانُ ترك سجدةً واحدة، فطُرده ربُ العالمين من رحمته، سجدة واحدة تركها.
فكيف بمن يترك سجدات.؟
أم كيف بمن يترك صلوات؟
كيف حاله؟
حكم الله واحد في خلقه.
ولهذا إخوة الإيمان: النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: « مُروا صِبيانَكم بالصَّلاةِ لسَبعِ سِنينَ، واضْرِبوهم عليها لعَشْرِ سِنينَ، وفَرِّقوا بيْنَهم في المَضاجِعِ، .»
ومن هنا نقول إذا كان الأباء قد فرطوا في الصلاة ،
فكيف سيحافظ عليها الصغار.؟
مُروا والأمر هنا لنا للوجوب، واجب على كل أب، وعلى كل أم ، أن يأمر صبيانه بالصلاة، من سِن السابعة وإذا فرط في سِن العاشرة يُضرب واضْرِبوهم عليها لعَشْرِ.
هكذا يأمرنا وهذا يدلُ على أهمية الصلاة.
نسأل الله بعزته وجلاله أن يجعلنا من المحافظين على الصلوات بأوقاتها، إنه أرحم الراحمين.
*الخطبة الثانية*
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، والصلاةُ السَّلامُ على محمدٌ النبيُّ الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ولي الصالحين، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ـ إمام المتقين ،
أما بعدُ: إخوة الإيمان: جاء في الصحيحين وغيرهم، من حديث بن مسعود -رضي الله عنها قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ؟ وفي لفظ: أيُّ الأعمالِ أفضلُ ؟ قال: ( الصَّلاةُ في أوَّلِ وقتِها ) . بدأ بالصلاة ، أفضل الأعمال على الإطلاق، الصلاة على وقتها، أي في أول أوقاتها الشرعية الصلاةُ على وقتها،
قال قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قال: بِرُّ الوالدَينِ،
قال قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قال: ثُمَّ الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ،. »
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*أهـــمـــيــــة الــصــــــلاة*
*والتحـذير من التـهاون بها*
*للشيخ/ عبدالله بن عثمان الذماري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الـخطبـة الأولــى*
إن الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ تعالى ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ،وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
صَلَّى اللهُ وسلم عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ،
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*
*ثم أَمَّا بَعْدُ:*
فإِنَّ خَيْرَ الْحديث كَتابُ اللهِ تعالى، وَخَيْر الْهَدْى, هَدْى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. أعاذنا الله وإياكم وجميع المؤمنين والمؤمنات من البِدْعَ والضَلَالَات ،
*أَمَّا بَعْدُ:*
يا إخوة الإيمان: جاء في الصحيحين وغيرهما، من حديث بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسولِ الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ـ « بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ. » وفي رواية لمسلم : "وصَومِ رَمَضانَ، وحَجِّ البَيتِ من استطاع إليه سبيلًا. "
فهذا الحديث :- يُبين بأن الإسْلَامُ علَى بُنِيَ خَمْسة أركان، قام عليها الإسْلَامُ، ومن هذه الأركان الركن الثاني ، وهي ـ الصَّلَاةِ ـ هذه الصَّلَاةِ التي تعتبرُ أفضل الأعمال، وأحب الأعمال إلى الله رب العالمين ، بعد توحيد الله -سبحانه وتعالى- هذه الصَّلَاةِ العظيمة قد فرط فيها كثير من المسلمين، وهذا يدلُ على ضعفِ الإيمان، وعلى رقة الإيمان عياذا بالله.
ولهذا لأهمية الصَّلَاةِ، وعلو قدرها عند رب العالمين ، فإن الله فرضها على الأمم كُلها ، فرضها على الرسل السابقين، وفرضها على هذهِ الأمة ، أمة محمد ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ـ ولهذا فُرضت هذه الصَّلَاةِ على الأمم السابقة،
هذا إِبراهيمَ -عليه الصلاة والسلام- يقول : *﴿ رَبَّنا إِنّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا الصَّلاةَ ﴾ [١٤:٣٧] - إِبراهيمَ*
دلاله على أن الله افترضها عليه وافترضها على الأنبياء من بعده ،
أيضاً وقال إِبراهيمَ -عليه الصلاة والسلام- *﴿ رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتي رَبَّنا وَتَقَبَّل دُعاءِ ﴾ [١٤:٤٠] - إِبراهيمَ* هذا دليلٌ على أن الله افترض الصَّلَاةِ، على إِبراهيمَ .
وهكذا إفترضها على بقية الرُسل ، ولهذا قال الله -عز وجل- لموسى -عليه الصلاة والسلام- *﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري ﴾ [20:14] - طه*
دلاله على أن الله افترض الصَّلَاةِ على موسى وعلى أمة موسى،
وهكذا افترضها على بقية الرسل ،
فهذا إِسماعيلَ -عليه الصلاة والسلام- بن إِبراهيمَ قال عنه رب العالمين في كتابه الكريم، *﴿ وَاذكُر فِي الكِتابِ إِسماعيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَكانَ رَسولًا نَبِيًّا (٥٤) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (٥٥)﴾ [١٩] - مريم*
دليل على أن الله افترض الصلاة على الأمم السابقة،
وهذا عيسى -عليه الصلاة والسلام قال: عنه رب العالمين، في كتابه الكريم، *﴿ قالَ إِنّي عَبدُ اللَّهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا وَجَعَلَني مُبارَكًا أَينَ ما كُنتُ وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا ﴾ [١٩:٣١] - مريم*
فهنا عيسى -عليه الصلاة والسلام- ولا يزال في الأيام الأولى من عمره، أنطقه رب العالمين، وصرح بأن الله -عز وجل- أوصاه بالصلاة والزكاة ما دام حيا، دليل على وجوبها على الأمم السابقة، والأدلة كثيرة الدالة على وجوبها على الأمم السابقة.
..
"صَلّىٰ عَليكَ اللّٰهُ يا مَن ذِكرُهُ
عِطرٌ تَضوَّعَ كالنَّسِيمِ إذا سَرىٰﷺ"..♡
اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد ﷺ " ..♡
..
موت أبي هريرة رضي الله عنه
مات أبو هريرة راوي الحديث والمرافق للنبي صلى الله عليه وسلم في روحته وجيئته.
ماذا يقول في ساعات الاحتضار؟! يقول: آه من قلة الزاد وطول الطريق، راوي الحديث ناقل السنة وناقل العلم الشرعي للأمة، يقول: آه من قلة الزاد وطول الطريق.
فماذا يقول المفرطون أمثالنا؟! ماذا يقول المقصرون أمثالنا؟! ماذا يقول المذنبون والمضيّعون؟!
مات أبو هريرة لأن الله قال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30] الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت.
موت معاذ بن جبل رضي الله عنه
ثم يموت أعلم الأمة بالحلال والحرام معاذ رضي الله عنه وأرضاه، كانت ساعة احتضاره بليل، فقال لابنه: أصبحنا؟ قال: ليس بعد. ثم سأله مرة ثانية: أصبحنا؟ قال: ليس بعد، ثم سأله مرة ثالثة قال: أصبحنا؟ قال: نعم، قال: أعوذ بالله من ليلة صبيحتها إلى النار.. أعوذ بالله من ليلة صبيحتها إلى النار.. ثم أخذ يدعو ربه ويناجيه ويقول: اللهم إنك تعلم أني كنت أخافك، وأنا الآن أرجوك، اللهم إنك تعلم أني كنت أخافك وأنا الآن أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لطول البقاء، ولا لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لصيام الهواجر، وقيام الليل، ومجالسة العلماء.
انظر على ماذا يبكون.. انظر على ماذا يتحسرون، ونحن:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها
مات لأن الله قال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30] الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت.
امرأة من الصالحات أُلقي في روعها أنها تموت، فقالت لزوجها: أريد أن أذهب إلى مكة، أريد أن أرى بيت الله جلّ في علاه، ودّعت الصغير والكبير كأنها تودعهم لآخر مرة، طافت وسعت ودعت وتضرعت، ثم في طريق العودة انقلبت السيارة وأصيبت في رأسها إصابة بالغة، فنزل زوجها ومددها على جانب الطريق فإذا هي رافعة إصبعها السبابة تتشهد وتقول: لا إله إلا الله، أقرئ أهلي مني السلام وقل لهم الملتقى الجنة.
ماتت لأن الله قال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30] ولأن الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت.
ﻧﻔﻌﻨﻲ اﻟﻠﻪ وإﻳﺎﻛﻢﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ ، وﻧﻔﻌﻨﻲ وإﻳﺎﻛﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ
اﻵﻳﺎت واﻟﺬﻛﺮ اﻟﺤﻜﻴﻢ ،
أﻗﻮل ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻌﻮن وأﺳﺘﻐﻔﺮ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﻲ وﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ذﻧﺐٍ
ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮوه إﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﻐﻔﻮر اﻟﺮﺣﻴﻢ ..
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
أيها الناس!
خاتمة السوء
شتان بين موت الصالحين وبين موت أهل السفور وأهل الفجور.
شاب من الشباب أعرفه تمام المعرفة، فيه من الحياء شيء قليل لا يكفي لأن يردعه عن الحرام، فكم مررنا على بيت ذلك الشاب والشباب عنده مجتمعون في لهو وضياع للأوقات والأعمار.
كنت أمر عليهم في أوقات الصلاة وأقول: يا شباب! لله حق فأدوا حق الله ثم اصنعوا ما تشاءون، عل الله أن يتدارككم برحمته.
كانوا لا يستجيبون، ثم جاءت الأخبار أنهم قد نووا السفر إلى بلاد الكفار، حيث يحارب الله بالمعاصي، ذكرناهم.. خوفناهم.. ولكن تمكن منهم الشيطان وزين لهم أعمالهم، وقال: لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جارٌ لكم، ذهبوا ورجعوا بعد ثلاثة أيام يحملونه في تابوت، ما الخبر؟ ما القصة؟ ما الخطب؟
أكثروا من اللهو والضياع والمعاصي فأصابته نوبة قلبية وخر ميتاً في مكانه، ذهبوا وهم يسيرون جميعاً على الأقدام ورجعوا وهم يحملونه على أكتافهم، هل كان يظن يوم أن سافر أنها آخر سفرة يسافرها في حياته.
وقفتُ على قبره.. تذكرتُ الأيام الماضية، وكم ذكرناهم وكم قلنا لهم ولكن لا تحبون الناصحين، كم قلنا لهم وكم وعظناهم، ولكن إنّا لله وإنا إليه راجعون.
أهكذا يموت الشباب؟! قلت في نفسي: ما جاء من أرض جهاد حتى نكون به من الفرحين، ما جاء من أرض علاج حتى نكون عليه من المشفقين، ما جاء من أرض يطلب فيها العلم حتى نكون به من المباهين.
الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت.
فاتقوا الله عباد الله.. اتقوا الله عباد الله
فالعمر مهما طال فهو قصير، والدنيا مهما عظمت فهي حقيرة.
أكثروا من ذكر هاذم اللذات ومفرق الجماعات، ومؤتم البنين والبنات، زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة، أكثروا من مجالس الذكر فإنها تحيي القلوب.
فإذا قسا القلب فلابد من الإكثار من ذكر الله، وتذكر الآخرة وتذكر الموت، وتذكر النهاية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [الحشر:18-19].
اللهم اجعل خير عمرنا آخره، وخير عملنا خواتيمه، وخير أيامنا يوم نلقاك.
اللهم أطل أعمارنا، وأصلح أعمالنا.
أين الأنفة من دار الأذايا؟
أين العزائم أرضيتم بالدنايا؟
إن بلية الهوى لا تشبه البلايا
وإن قضية الزمان لا كالقضايا
يا مستورين ستكشف الخفايا.. إن ملك الموت لا يقبل الوساطة.. ولا يأخذ الهدايا
أيها الشاب! ستُسأل عن شبابك.. أيها الشيخ تأهب لعتابك.. أيها الكهل تدبر أمرك قبل سد بابك.. يا مريض القلب قف بباب الطبيب.. يا منحوس الحظ اشك فوات النصيب.. بالجناب قليلاً وقف على الباب طويلاً.. واستدرك العمر قبل رحيله وأنت بداء التفريط عليلاً..
يا من نذرُ الموت عليه تدور.. يا من هو مستأنس في المنازل والدور.. لو تفكرت في القبر المحفور وما فيه من الدواهي والأمور.. كانت عينُ العين منك تدور..
يا مظلم القلب وما في القلب نور.. الباطن خراب والظاهر معمور.. إنما ينظر للبواطن لا للظهور..
يا من كلما زاد عمره زاد إثمه.. يا من يدور في المعاصي فكره وهمه.. يا قليل العقل وقد رق عظمه.. يا قليل العِبَر وقد تيقن أن القبر عمّا قليل يضمه.. كيف نعظ من مات قلبه لا عقله وجسمه..
نعم أيها الغالي! لابد من الرحيل طال الزمان أو قصر، سيأتي ذلك اليوم الذي ستودع فيه الحياة، لكن قل لي بالله كيف سيكون الحال عند ساعات الرحيل؟!
إنك ميت وأنهم ميتون
موت النبي صلى الله عليه وسلم
الذي أخر الناس عن التوبة والصدق والاستعداد للآخرة طول الأمل، ولقد قال الله عنهم: ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [الحجر:3].
الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:26-27].
الكل سيموت لأن الله قال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30] ولأن الله قال: وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ [الأنبياء:34].. كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران:185].
مات الحبيب الذي كان يقول في آخر لحظات الحياة: (ألا لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
من وصاياه في ساعات احتضاره وفي ساعات وداعه، أنه كان يقول: (الصلاة وما ملكت أيمانكم).
صعد المنبر آخر ما صعد فقال: (من أخذت منه مالاً فهذا مالي فليأخذ منه، من سببت له عرضاً فهذا عرضي فليقتص منه، من ضربت له جسداً فهذا جسدي فليقتص منه؛ إن رجلاً خيره الله بين ما عنده وبين زينة الدنيا فاختار ما عند الله؛ فبكى الصديق رضي الله عنه وأرضاه، فقالوا: ما الذي يبكي هذا الشيخ الكبير؟!) لقد علم أنها آخر ساعات الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه..
في آخر ساعات احتضاره أخذ يضع يده في ركوة من الماء ويمسح على وجهه، ويقول: (لا إله إلا الله إن للموت لسكرات.. إن للموت لسكرات.. اللهم هون علي الموت وسكراته.. اللهم هون علي الموت وسكراته.. فلما رأت فاطمة شدة البلاء على أبيها أخذت تقول: واكرب أبتاه.. واكرب أبتاه.. واكرب أبتاه.. فأخذ يقول لها: لا كرب على أبيك بعد اليوم.. لا كرب يا فاطمة على أبيك بعد اليوم، ثم أخذ يشخص ببصره إلى السماء ويرفع بيده السبابة وهو يناجي ربه ويقول: اللهم اغفر لي.. اللهم ارحمني.. اللهم تب علي.. اللهم الرفيق الأعلى.. اللهم الرفيق الأعلى.. اللهم الرفيق الأعلى).
ثم سكتت الأنفاس الطاهرة، وتوقف القلب الكبير؛ لأن الله قال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30] لأن الله قال: وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ [الأنبياء:34].. كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران:185].
فلما فارقت الروح الحياة وسكت ذلك الجسد الطاهر الشريف أخذت فاطمة تقول: واأبتاه.. واأبتاه أجاب رباً دعاه.. واأبتاه أجاب رباً دعاه.. واأبتاه جنة الفردوس مأواه.. واأبتاه إلى جبريل ننعاه.. فلما دُفن، قالت فاطمة لـأنس : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله؟! يقول أنس : فقلت في نفسي: والله ما طابت، ولكننا ألجمناها إلجاماً.
مات الحبيب لأن الله قال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30] الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت.
موت أبي بكر الصديق رضي الله عنه
ثم يموت الصديق رضي الله عنه وأرضاه خليفة الحبيب، وفي ساعات احتضاره وكانت ساعات احتضاره بليل.. أخذ يقول لـعائشة : في أي يوم نحن؟ قالت: يوم الإثنين. قال: في أي يوم قبض النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: يوم الإثنين، ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم مراراً في منامه، سألوه في أيام مرضه: عرضت نفسك على الطبيب؟ قال: نعم قالوا: ماذا قال؟ قال: قال إني فعال لما أريد.. فلما اشتدت عليه السكرات، ورأت عائشة سكرات الموت على أبيها، أخذت تستشهد ببيت تقول فيه:
أعاذل ما يغني الحذار عن الفتى إذا حشرجت يوماً وضاقت بها الصدر
فقال: يا عائش ! لا تقولي ذلك، ولكن قولي: وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ [ق:19].
🎤
*خطبة.جمعة.بعنوان.cc*
*مــفــــرق.الجـــمـاعـــات.tt*
*للشـيخ/ خـــالــد الــراشـــد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله :-
الموت أقرب إلى المرء من شراك نعله، وهو هاذم اللذات ومفرق الجماعات، وقد أدرك ذلك من هم خير منا ممن كانوا يعملون للآخرة في كل أوقاتهم، ولهذا يجب علينا أن نتذكر الموت ونعمل لما بعده.
أسباب قسوة القلب
أحبتي! قسوة القلب مرض عظيم ابتلينا به في هذا الزمان، فأصبحنا نسمع القرآن ولا نتأثر، وندفن موتانا ولا نعتبر، ونسمع المواعظ والعبر ولا نتذكر، والسبب قسوة القلب.
وما من داء إلا وقد أنزل الله له دواء، فدواء قسوة القلب -يا رعاك الله- هو مداومة النظر في كتاب الله بتدبر وتفكر، فإن هذا الكتاب لو أُنزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله.
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ [ص:29] كم فيه من المواعظ والعبر، كم فيه من الآيات والسور؟ لكن كما قال الله: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً [البقرة:74].
موعظة بليغة وكلام موجز وعظنا به النبي صلى الله عليه وسلم، أجمع أهل العلم على أن هذه الموعظة من أبلغ مواعظه صلى الله عليه وسلم.
لقد أبلغ في الموعظة وأوجز في الكلام، كلام يسير ولكنه يحملُ معاني كثيرة، ولا عجب فإنه صلى الله عليه وسلم قد أُوتي جوامع الكلم، يقول الكلام القليل فيه من المعاني الشيء الكثير.
فمن مواعظه البليغة صلوات ربي وسلامه عليه قوله: (أكثروا من ذكر هاذم اللذات).
نعم أيها الغالي!
يوم أن غفلنا عن الموت وسكراته، والقبر وظلماته، والسؤال وشدته، ويوم القيامة وكرباته، والصراط وحدته؛ يوم أن غفلنا عن هذه الأشياء قست القلوب -يا رعاك الله- فأصبحت كالحجارة بل هي أشد قسوة.
لذلك قال بأبي هو وأمي: (أكثروا من ذكر هادم اللذات).
ما ذُكر الموت في قوي إلا ضعفه، وما ذُكر في عزيزٍ إلا أذله، وما ذُكر في كثير إلا قلله، الموت:
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
متى حُط ذا عن نعشه ذاك يركبُ
نشاهد ذا عين اليقين حقيقة
وكأنا بما علمنا يقيناً نكذبُ
إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا
كل يوم واعظ الموت يندبُ
نؤمل آمالاً ونرجو نتاجها
وعلّ الردى مما نرتجيهِ أقربُ
الموت كما قال أهل العلم: مفارقة الروح الجسد والحيلولة بينهما، انتقالٌ من حال إلى حال، وانتقالٌ من دار إلى دار.
سمّى الله الموت مصيبة، كما قال جل في علاه: إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ [المائدة:106].
لكن المصيبة الأعظم من الموت -يا رعاك الله- الغفلة عن الموت.. عدم تذكر الموت.. عدم الاستعداد للموت، أعظم من مصيبة الموت يا رعاك الله.
لذلك قال أهل التفاسير في قوله تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [الملك:2] قالوا: يعني أكثركم للموت ذكراً؛ لأنه من كان للموت ذاكراً كان للموت مستعداً.
قال أبو علي الدقداق : من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاث: أكرم بتعجيل التوبة، ونشاط في العبادة، وقناعة في القلب، ومن نسي الموت عوقب بثلاث: تسويف التوبة، وكسل في العبادة، وعدم قناعة القلب.
إذاً مما يرقق القلوب التفكير في الموت وفي أحواله وفي القبر وظلماته.
لذلك قال بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه: (ألا إني قد نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة).
يوم غفل الناس عن الآخرة قست القلوب وعُطّلت الصلوات، وارتُكبت المحرمات، وتكاسل الناس في فعل الطاعات.
فيا غافلاً عن العمل
وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتة
والقبر صندوق العمل
*أيها الأخوة الأكارم :-*
إن الواجب على المسلم، أن يبتعد عن الأسباب، التي توصل إلى جهنم ، وأن يعمل الأسباب التي يدخل بها الجنة فمن علامات أهل النّار، وأنها توصل أصحابها إلى النّار.
ما رواه بن ماجة في سننه، عن عبدالله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ، قال: « أهلُ الجنَّةِ من ملأ أذنَيْه من ثناءِ النَّاسِ خيرًا وهو يسمعُ ، وأهلُ النَّارِ من ملأ أذنَيْه من ثناءِ النَّاسِ شرًّا وهو يسمعُ،. »
ولهذا إذا ذكر الخلق الرجل، بالخير وأثنواْ عليه دليل على أنه من أصحاب الهداية.،
وإذا ذكر الخلق الرجل، بالشئم والقبح وأيضاً الشر دلّ على أنه من أهل النّار خصوصاً عند الموت.
ولهذا، روى الإمام البخاري والإمام مسلم في صحيحهما، عن أنسٍ ـ رضي الله عنه ـ قال: « كنا جلوساً عند النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فمُرَّ بجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا، ، أي: أثنى الناس على تلك الجنازة بخير
فقَالَ: النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ،
ثم مُرَّ بجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، ،
فقَالَ: النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ،
فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: فِدًى لكَ أَبِي وَأُمِّي يارسول الله ، مُرَّ بجَنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ،
ومُرَّ بجَنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، أي: وما وَجَبَتْ؟
فقَالَ: إذا أثْنَيْتُمْ عليه خَيْرًا، أي: الميت إذا أثْنَيْتُمْ عليه خَيْرًا، فَوَجَبَتْ له الجَنَّةُ،
وإذا أثْنَيْتُمْ عليه شَرًّا، فَوَجَبَتْ له النَّارُ،
أنتمْ شُهداءُ اللهِ في الأرْضِ ، أنتمْ شُهداءُ اللهِ في الأرْضِ ، أنتمْ شُهداءُ اللهِ في الأرْضِ ، » ثلاث مرات وهذا لفظ مسلم،
والحديث في الصحيحين،
*أيها الأخوة الأكارم:-*
وعلينا أن نعمل الأسباب ، التي تقربنا إلى الجنة وهي كثيرة ،
ومن ذالك مارواه الإمام البخاري ، والإمام مسلم في صحيحهما ، عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ أن النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قال: «مَن صَامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا. »
وعند الترمذي من حديث، أبي أمامة _رضي الله عنه_ أن النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قال: « مَنْ صامَ يومًا في سبيلِ اللهِ جعلَ اللهُ بينَهُ و بين النارِ خَنْدَقًا كما بين السَّماءِ و الأرضِ، »
ومن ذالك الإتباع للنبي محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ،
ففي صحيح البخاري ، من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ، « كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى.»
هذا رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أكرم الخلق على الله ، وأعظم شخصٍ على وجه الأرض، هو نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ،
الله أقسم بحياته لعمرك أي لحياتك مع أنه لم يقسم في حق أحد إلا في حق نبينا محمدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ،
وهذا يدل على أنه عظيمٌ عند الله، قال الله سبحانه وتعالى: *﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾[الحجر : ٧٢]*
وهكذا النبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ـ غفر الله له الذنوب المتقدمه والذنوب المتأخرة، ولم يحصل لغيره لا من الأنبياء أي أن الله أخبر أنه قد غفر لأحدٍ الذنوب المتقدمة والذنوب المتأخرة إلا في حق نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ،
قرن الله طاعته بطاعته، وقرن أيضاً معصيته بمعصيته، هذا النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، عظيمٌ عند الله ،فينبغي التأسي والاقتداء به وحبه ومنزلته المنزلة الشرعية، أن نتبعه أن نصلي وأن نصوم وأن نستقيم على سنته وعلى هديه، إن كنا صادقين في اتباعه فإن الله يقول: *﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾[آل عمران : ٣١]*
فإذا أذن المؤذن نكون في المساجد نصلي ، ونتبع النبيُّ ونقتدي بإقواله وأفعاله وسيرته وسلوكه ومعاملته وأخلاقه وفي كل شيء، هذا إذا أردنا أن ننجوا من النّار وأن ندخل الجنة
اسأل الله بعزته وجلاله أن يرحمني وإياكم فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه
اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فإنك علينا قادر... ولا تعذبنا فإنك علينا قادر....ولا تعذبنا فإنك علينا قادر.
والطف بنا فيما جرت به المقادير
اللهم إنا نسألك إيماناً يباشر قلوبنا إيماناً لايركد ونعيماً لاينفذ ومرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد.
يا بني هاشم أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، فإني لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شيئًا،.
يا بني عبدالمطلب أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، فإني لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شيئًا،
يا فاطِمَةُ بنْتَ مُحَمَّدٍ، أنقذي نفسكِ من النّار فإني لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شيئًا،. »
النّار أيها الأخوة: حرها شديد، وقعرها بعيد ، ولأهلها مقامع من حديد.
هذه النّار: هي مخلوقة خلقها الله -تبارك وتعالى- وهي موجودة، وهي باقية إلى يوم القيامة.
فقد خلق الله الجنة، وأعدها للمتقين، وخلق النار وأعدها للكافرين، ولا تفنى لا الجنة ولا النّار.
ثمانية أحكام البقاء يأمّها
من الخلق والباقون في حيز العدم
هي العرش، والكرسي، ونارٌ، وجنةٌ ،
وعجْبٌ ، وأرواحٌ ، وكذا اللوح والقلم،
فهؤلاء الثمانية: لاتفنى أبداً خلق الله النّار وأعدها للكافرين ،
قال ربنا في كتابه الكريم: *﴿فَٱتَّقُوا۟ ٱلنَّارَ ٱلَّتِى وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَٰفِرِينَ ﴾*
فقوله أُعِدَّتْ لِلْكَٰفِرِينَ، أي: أعدها الله خلقها الله أرصدها الله، جعلها الله للكافرين، فقوله عدت، دلت الآية على أن النّار مخلوقة وموجودة، وأنها باقية إلي يوم القيامة.
وليس الأمر كما يقول: بعض الناس أنها لا تخلق إلا يوم القيامة، بل هي مخلوقة وموجودة، والجنة مخلوقة وموجودة، ولهذا يقولُ ربنا في كتابه الكريم: في شأن النّار *﴿ إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلظَّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ﴾*
أنظروا إِنَّآ أَعْتَدْنَا أي: هيأنا وأرصدنا ويقول الله تعالى *﴿ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا لِّلطَّٰغِينَ مَـَٔابًا ﴾*
ومعنى مِرْصَادًا أي: معدة ومهيأه، أرصدها الله وأوجدها الله وخلقها الله وجعلها للطاغين مَـَٔابًا.
*وهكذا إخوة الإيمان:-*
يقول ربنا في كتابه الكريم: *﴿ بَلْ كَذَّبُوا۟ بِٱلسَّاعَةِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِٱلسَّاعَةِ سَعِيرًا ﴾*
فقوله وَأَعْتَدْنَا دلّ على وجود النّار، وأنها مهيأه موجودة مخلوقة الآن وإلى يوم القيامة.
ويقول ربنا أيضاً في كتابه الكريم: في شأن المشركين والمنافقين *﴿ وأعدْ لهم جهنم وساءت مصيراً﴾*
ويقول الله *﴿إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَٰفِرِينَ نُزُلًا ﴾* ومعنى نُزُلًا أي: ضيافة للكافرين أعدها الله للكافرين نسأل الله العافية.
ولا يأمن العصاة من النّار ، فهي في الأصل النّار معدة للكافرين، لكن أيضاً العصاة يعذبون في نار جهنم، ويصابون بالعذاب فيجب الحذر من أن نقع في الذنوب والمعاصي، والأسباب التي توصل إلى النّار.
*أيها المسلمون:-*
روى الإمام مسلم في صحيحه، عن أنس بن مالكٍ ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ « أنه قال: والذي نفْسُ محمَّدٍ بيَدِه، لو رَأَيْتم ما رأَيْتُ لَضحِكْتم قليلًا، ولَبكَيْتم كثيرًا، قالوا: يا رسولِ الله وما رأيْتَ؟ قال: رأَيْتُ الجَنَّةَ والنَّارَ،.»
وعند الإمام البخاري، عن بن عباسٍ ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قال: « الحُمَّى أي: الحُمَّى التي يصاب بها الخلق ، الحُمَّى مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ، فابْرُدُوها بالماءِ.»
دلّ على أن النّار موجودة ومخلوقة
وأيضاً عند الإمام البخاري، من حديث بن عباسٍ، ومن حديث عمران بن حصين ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ـ قال: « اطَّلَعْتُ في الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أكْثَرَ أهْلِها الفُقَراءَ، واطَّلَعْتُ في النَّارِ فَرَأَيْتُ أكْثَرَ أهْلِها النِّساءَ.»
*إخوة الإيمان والإسلام :-*
النّارِ منزل أهل الكفر كلهم،
طباقها سبعةٍ مسؤدة الحفر
جهنم ، ولضى من بعدها حطمة
ثم السعير ، وكل الهول في ثغرِ
وتحت ذاك جحيمٌ ثم هاويةٍ
تهوي بهم أبداً، في حر مستعرِ
فيها غلاظٌ شدادٌ من ملائكةٍ
قلوبهم شدةٍ أقسى من الحجرِ ،
لهم مقامع للتهديد مرصدةٌ
وكل كسرٍ لديهم غير منكسرِ
سوداء مظلمةٌ شعثاء موحشةٌ
دهماء ، محرقةٌ لواحةٌ للبشرِ
فيها العقارب والحيات قد جمعت ،
جلدهم كالبغال الدهم والحمرِ
لها إذا ما غلت فوراً يغلبهم
ما بين مرتفعٍ منها ومنحدرِ،
وسيق المجرمون وهم عراةٌ
إلى باقي السلاسل والنكالِ
فنادوا ويلنا ويلاً طويلاً
وعجّوا في سلاسلها الطوالِ
فليسوا ميتين، فيستريحوا
وكلهم للحر النّار صالِ،
*أيها المسلمون:-*
لو استعرضنا إلى الأدلة وإلى ماورد من الآيات، ومن الأحاديث ، في وصف النّار وشدة عذاب أهلها، لخفنا خوفاً شديداً ، ولسمعنا ما تشيب له الروؤس وما تتفطر له القلوب ولهذا يقول الله : *﴿قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا۟ يَفْقَهُونَ قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا۟ كَثِيرًا جَزَآءًۢ بِمَا كَانُوا۟ يَكْسِبُونَ ﴾ [٩:٨١] - التوبة*
ـ أنظر إلى سرعة العقوبة، ـ
وأمَّا الأَسْوَدُ بنُ المُطَّلِبِ فعَمِيَ؛ فمِنهم مَن يقولُ: عَمِيَ هكذا، ومِنهم مَن يقولُ: نَزَلَ تحتَ شَجَرةٍ فجَعَلَ يقولُ: أَلَا تَدْفَعونَ عنِّي قد قُتِلْتُ، فجَعَلوا يَقولونَ: ما نَرى شَيئًا، فجَعَلَ يقولُ: يا بَنِيَّ، أَلَا تَدفَعونَ عنِّي! قد هَلَكَتْ هودٌ، أَأُطعَنُ بالشَّوكِ في عَيْني؟ فجَعَلوا يَقولونَ: ما نَرى، فلم يَزَلْ كذلك حتَّى عَمِيَتْ عَيْناه،
وأمَّا الأَسْوَدُ بنُ عَبْدِ يَغوثَ فخَرَجَ في رَأسِه قُروحٌ ماتَ مِنها،
وأمَّا الحارِثُ بنُ عَنْطَلٍ فأخَذَه الماءُ الأصْفَرُ في بَطْنِه حتَّى خَرَجَ خُرْؤُه مِن فيه فماتَ مِنها،
وأمَّا العاصِ بنُ وائِلٍ فبَيْنَما هو كذلك إذْ دَخَلَ في أَرْجُلِه شِبْرِقةٌ حتَّى امْتَلَّتْ مِنها فماتَ مِنها». فقضى الله على هؤلاء المستهزئين. في وقت قصير. وأرواحٌ الله نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فما أكثر العبر ، ولهذا مصير كل مستهزئ بالدين مصير من مضى من المستأذين.؟
ماذا فعل الله بالفرنسي؟ الذي كان يشوه بزعمه بالصور ويتكلم في رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الله قادر أن يأخذ آي إنسان يتطاول في غمضة عين ، وفي لحظة ولكن يبتلي
أمة الإسلام بهؤلاء ، ليرى غيرة المسلمين على دينهم، وغيرة المسلمين على نبيهم، وغيرة المسلمين على شرع الله رب العالمين، وإلا فهو قادر أن يزيل أهل الأرضِ جميعاً وأن يستبدل بهم آخرين.
فالله قادر أن يزيل أهل الأرض جميعاً، وأن يهلك أهل الأرض جميعاً، في غمضه ولكن يختبر رب العالمين العباد.
ولهذا ماذا فعل بذلك الفرنسي؟
الذي كان يتبجح، حبسه الله في سيارته وأحرق الله سيارته، وأحرق الله جسده، داخل السيارة وأحترق حتى تفحم، فما أستطاع من حوله ، أن يسحبو الباب أو أن يفتحو عليه السيارة، ومصيرة إلى جهنم وبأس القرار ، وهكذا من يتاول على، شرع الله ،
ولهذا يجب على ولاه الأمور أن يخذو على يد كل مرتد ، وأن يأخذو على يد من يطعن في شرع الله، وأن يقيمو عليهم حدود الله ، وأن كان هؤلاء من الكفار ، يجب أن يحددو موقفهم من أمثال هؤلاء الجراثيم، الذين لايساوو عند الله جناح بعوضه
أسأل الله بعزته وجلاله أن ينصر دينه وأن ينصر سنه نبيه وأن ينصر كتابه وأن ينصر المسلمين جميعاً
وأن يوحد صفوف المسلمين وأن يجمع كلمتهم على والدين
وأسأل الله أن يجعل هؤلاء المتطاولين عبره للعالمين، حتى يرتدع كل مجرم وحتى يرتدع كل فاسق إنه على ذالك قادر،
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ،
وسبحانَك اللهمَّ وبحمدِك نشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا أنت نستغفِرُك ونتوبُ إليك
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
أنتم وأنتم تطعنون في الإسلام
أو تطعنون في رسولِ الإسلام؟
إنما تقومون في وجه الله ،
الذي خلق السماوات ، وخلق الأرضين ، وخلق الكرسي، وخلق العرش ، وخلق الجنة والنار.
الذي نواصي العباد جميعا في قبضته. من هذا الذي يستطيع أن يحارب الله؟ من هذا الذي يستطيع أن يقوم أمام قوة الله. ؟؟
ولهذا جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنها- قال: كانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا فأسْلَمَ، فكان يكتب للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فكتب سورة البَقَرَةَ وآلَ عِمْرَانَ، ، ثم أرتد نصرانيا فَكانَ يقولُ: ما يَدْرِي مُحَمَّدٌ إلَّا ما كَتَبْتُ له، أي من سورة البَقَرَةَ وآلَ عِمْرَانَ، هذا الجاهل المسكين لا يعلم أن الله قد ثبت القرآن في صدر نبيه، سنقرؤك فلا تنسى ، وفي صدور الصحابة -رضي الله عنهم- ثم أماته الله.
سرعان ما نزلت به العقوبة الإلهية، لم يمهل نزلت به العقوبة فمات، في وقت قصير، فحفر له النصارى ودفنوه ، فأصْبَحَ وقدْ لَفَظَتْهُ الأرْضُ، فَقالوا: هذا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ منهمْ؛ نَبَشُوا عن صَاحِبِنَا فألْقَوْهُ، فَحَفَرُوا له فأعْمَقُوا، فأصْبَحَ وقدْ لَفَظَتْهُ الأرْضُ، فَقالوا: هذا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وأَصْحَابِهِ؛ نَبَشُوا عن صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ منهمْ فألْقَوْهُ، فَحَفَرُوا له وأَعْمَقُوا له في الأرْضِ ما اسْتَطَاعُوا، فأصْبَحَ وقدْ لَفَظَتْهُ الأرْضُ، فَعَلِمُوا أنَّه ليسَ مِنَ النَّاسِ، فألْقَوْهُ. .
هذا من الله، هذا من الله.
إحذروا سرعة العقاب، من شديد العقاب، احذروا،
ولهذا أمة الإسلام: ليحذر كل عبداً من الناس من أن يتطاول بجهله ويعتدي بجهله.
أعرف قدر نفسك أيها الإنسان،
أولك نُطفة، وأخرك جِيفة.
من أنت؟ من أنت؟ ، حتى تطاول على سيد الخلق ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ـ
ولهذا إخوة الإيمان:- روى الإمام البخاري من حديث أنس -رضي الله عنه- قال: أرسل النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالَهُ على جيش ، وهو -أخٌ لِأُمِّ سُلَيْمٍ- ، قال: وكان سيد المُشْرِكِينَ عَامِرُ بنُ الطُّفَيْلِ، فاشترط ثلاثةٌ اشترت: على النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثلاثا:- فقال أما أن يَكونُ لكَ أهْلُ السَّهْلِ ولِي أهْلُ المَدَرِ، أوْ أكُونُ خَلِيفَتَكَ، أوْ أغْزُوكَ بأَهْلِ غَطَفَانَ بأَلْفٍ وأَلْفٍ. ، فسكت النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فماذا حصل؟ ما أن تحرك من المدينة، إلا وأرسل الله عليه الطاعون، فخرجت له غدة في حلقه كبيرة ضخمة، فَقالَ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البَكْرِ، ائْتُونِي بفَرَسِي، فَمَاتَ علَى ظَهْرِ فَرَسِهِ،
وفي رواية للطبراني، هذه الرواية الأولي عند البخاري وعند الطبراني ،من حديث بن عباس -رضي الله عنهما-
قال : أنَّ أَرْبَدَ بنَ قيسٍ بنِ جُزَيٍّ بنِ خالدِ بنِ جعفرَ بنِ كلابٍ وعامرَ بنَ الطفيلِ بنِ مالكٍ قَدِما المدينةَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فانَتَهَيَا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو جالِسٌ فجلَسَا بينَ يَدَيْهِ فقال عامِرٌ يا محمدُ ما تجعلُ لِي إنْ أَسْلَمْتُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَكَ ما لِلْمُسْلِمينَ وعليكَ ما علَيْهِم فقال عامِرٌ أَتَجْعَلُ لِيَ الأمرَ إنْ أسلَمْتُ من بعدِكَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لكَ ما للمسلمينَ وعليكَ ما علَيْهم قال عامرٌ أتجعلُ لِيَ الأمرَ إنْ أسلمتُ مِنْ بعدِكَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لكَ ما للمسلِمينَ وعليكَ ما عليهِم قال عامرٌ أتجعَلُ لِيَ الأمرَ إنْ أسلمتُ من بعدِكَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليس ذلِكَ لكَ ولا لقومِكَ ولكنْ لَكَ أَعِنَّةُ الخيلِ فقال أنا الآنَ على أَعِنَّةِ خيلِ نَجْدٍ اجعل لِّيَ الوبرَ ولكَ المدرَ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَا فَلَمَّا خرجَ أَرْبَدُ وعامرٌ قال عامرٌ يا أَرْبَدُ إني أَشْغَلُ عنكَ وجْهَ محمدٍ بالحديثِ فاضربْهُ بالسيفِ فإنَّ الناسَ إذا قَتَلْتَهُ لم يزيدوا على أنْ يَرْضَوْا بالدِّيَةِ ويكرهوا الحربَ فسَنُعْطِيهِم الدِّيَةَ قال أَرْبَدُ افْعَلْ قال فَأَقْبَلَا راجعينَ إليه فقال عامرٌ يا محمدُ قُمْ مَعِيَ أُكَلِّمْكَ فقامَ معه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخَلَيَا إلى الجدارِ ووقف معه رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكَلِّمُهُ وسلَّ أَرْبَدُ السيفَ فلمَّا وضع يدَهُ على قائِمِ السيفِ يَبَسَتْ على قائِمِ السيفِ
وأَبْطَأَ أَرْبَدُ على عامِرٍ بالضرْبِ فالْتَفَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرأَى ما يصنَعُ فانصرفَ عنهما فلما خرج عامِرٌ وَأَرْبَدُ من عندِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَضَيَا حتى كانا بالحَرَّةِ حَرَّةِ بني واقِمٍ نزلَا فخرج إلَيْهِما سعدُ بنُ معاذٍ وأسيدُ بنُ حُضَيْرٍ فقال اشْخَصَا يا عَدُوَّيِ اللهِ فقال عامِرٌ مَنْ هذا يا سعْدُ قال هذا
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*سـرعـة.العـقاب.المبـين.tt*
*لمن.عاند.رسول.رب.العالمين.tt*
*للشيخ/ عبدالله بن عثمان الذماري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الـخطبـة الأولــى*
إنّ الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ تعالى وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠:٧١].*
* أَمَّا بَعْدُ:*
فإِنَّ خَيْرَ الْحديث كَتابُ اللهِ، وَخَيْر الْهَدْى, هَدْى مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ـ، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أعاذنا الله وإياكم وجميع المؤمنين والمؤمنات من البدع والضلالات والنَّارِ
* أَمَّا بَعْدُ: إخوة الإيمان*
نلاحظ أنه يظهر بين الحين والآخر من أوساط الناس أشقياء ، يطعنون في نبينا محمد رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ،
أو في دين الله، ويتطاول بعضهم بالكلام، وهذا المسكين إنما جنى على نفسه وعرض نفسه للهلاك.
أما دين الله فلا يضره شيء، فالله حافظة وناصرة *﴿ هُوَ الَّذي أَرسَلَ رَسولَهُ بِالهُدى وَدينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكونَ ﴾ [٩:٣٣] - التوبة*
فالرحمن وعد بنصرة دينه وإظهار دينه على جميع الديانات وقد فعل _سبحانه وتعالى_
ولهذا قال ربنا في كتابه الكريم: وهو يبين أن هؤلاء الذين أشربوا الكفر
فترة إقامتهم في الدنيا قصيرة، ثم يرجعون إلى عذاب لا نهاية له. *﴿ لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذينَ كَفَروا فِي البِلادِ مَتاعٌ قَليلٌ ثُمَّ مَأواهُم جَهَنَّمُ وَبِئسَ المِهادُ ﴾ [٣:١٩٧] - آل عمران*
ففترة الإقامة في الدنيا قصيرة، ومراحل الأخرة طويلة بل الأخرة لا نهاية لها.
وأهل الكفر في النار لا يخرجون منها أبدأ الأبدين.
ولهذا قال ربنا في كتابه الكريم : *﴿ وَلا يَحزُنكَ الَّذينَ يُسارِعونَ فِي الكُفرِ إِنَّهُم لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيئًا يُريدُ اللَّهُ أَلّا يَجعَلَ لَهُم حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُم عَذابٌ عَظيمٌ إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [٣:١٧٧] - آل عمران*
فهذا لا يضر والذي يعتدي إنما يعتدي على نفسه ويجني على نفسه.
ولهذا أنظروا إلى سرعة العقاب المبين لمن عاند رسول رب العالمين ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ـ
جاء في الصحيحين، من حديث بن مسعود -رضي الله عنه- قال: كنت قائدا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عِنْدَ البَيْتِ، والملأ من قريش قعود، ينظرون إلى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يسجد لربه ، فقالوا أيُّكُمْ يذهب يأتي بسَلَى جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ. "ناقة ولدت وخرج ما يخرج من النوق عند الولادة منها" أيُّكُمْ يذهب يأتي بسَلَى جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ. ؟ فَيَأْخُذُهُ فَيَضَعُهُ في كَتِفَيْ مُحَمَّدٍ إذَا سَجَدَ؟ أشْقَى القَوْمِ فَجَاءَ به،
جاء في رواية عُقْبَةُ بنُ أَبِي مُعَيْطٍ ، فانطلق وجاء بسَلَا فترك النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى سجد فوضعها على ظَهْرِ، فلما وضعها على ظهره ضحك القوم حتى يُحِيلُ بعضُهم على بعضٍ،
في رواية للبخاري وفي رواية لمسلم حتى مال بعضُهم على بعضٍ، من الطرب ،والفرح ، حيث فعلوا هذا برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، نشطهم هذا الفعل وأفرحهم هذا الفعل حتى مال بعضُهم على بعضٍ،.
قال بن مسعود: -رضي الله عنه- فلم أستطع أن أفعل شيئا لو كانت لي مَنْعَةٌ، فضلا النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،