الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2
*دروس.وخواطر.رمضانية.cc2⃣1⃣*
*مــن دروس غــــزوة بــــدر*
*موقف الصحابة من التضحية لهذا الدين*
======================
حينما يتحدث المشايخ والعلماء
عن غزوة بدر، نجدهم يخصون أمر (المشورة بين القائد والجند) بالعناية أكثر من غيره، ويعتبرونه أهم الدروس المستفادة من غزوة بدر، وهو بالفعل كذلك؛ فقد ظهرت المشورة في أكثر من موقف؛ قبل القتال، وأثناء القتال، وبعد انتهاء المعركة، وكل موقف له روعته.
لكنني يشدني موقف مهمٌّ ودرس رائع في هذه الغزوة، وهو موقف الصحابة من التضحية لهذا الدين، وتفانيهم في نصرة الحق، واستعدادهم الباهر في الاتباع لرسول الله، ولو خاض بهم البحر، هذا الجيل الذي ربَّاه محمد صلى الله عليه وسلم.
فبعد أن تبين للنبي وأصحابه أنهم مضطرون للقتال، ولا مفر من ذلك، كما صوَّر القرآن ذلك أبلغ تصوير، فقال: ﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ﴾ [الأنفال: 5، 6].
قام رسول الله ينادي القوم:
(( أشيروا عليَّ أيها الناس )).
فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسَن
ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن.
ثم قام المقداد بن عمرو فقال مقالة ما أروعها: "يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ [المائدة: 24]، ولكن: اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد، لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه".
نعم هذا هو الجيل الذي استحق أن يكون خير أجيال البشرية، وخير قرون هذه الأمة، إنه الجيل الذي لم تكتحل عين الدنيا برؤية مثله، إيمانًا وعلمًا، وعملًا وخلقًا، وزهدًا وإيثارًا؛ ولذلك مكَّن الله لهم، ونصرهم نصرًا مبينًا، وأقاموا دولة الإسلام في عشر سنوات، وهي فترة قليلة جدًّا في حساب الأمم.
أين أصحاب موسى من هؤلاء الأصحاب؟!
لقد انحرف أصحاب موسى عليه السلام، ورجعوا إلى الوثنية، بمجرد أن غاب عنهم نبيهم أربعين ليلة يلقى فيها ربَّه، وعبدوا العجل الذي صنعه لهم السامري!
ولما نجاهم الله من فرعون وبطشه، وفلق لهم البحر، وأغرق فرعون وجنوده أمام أعينهم، مرُّوا على قوم يعكفون على أصنام لهم، ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾ [الأعراف: 138 - 141].
ولما قال لهم موسى: ﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴾ [المائدة: 21، 22].
ثم بلغوا من سوء الأدب مع الله - عز وجل - ومع نبيهم موسى، إلى أن قالوا: ﴿ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ [المائدة: 24]
هؤلاء قوم موسى وأصحاب موسى الذين لا يريدون أي تضحية، حتى وصفهم موسى عليه السلام بالفسق، فقال: ﴿ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [المائدة: 25].
وانظر إلى قوم عيسى عليه السلام، الذين كانوا اثني عشر حواريًّا، هؤلاء هم كل نصيبه، ومع هذا عندما وقع في المحنة، عندما قُدِّمَ ليُقتل ويصلب - كما زعموا - خذله بعضهم، وخانه أحدهم.
هذا حال أصحاب محمد رضوان الله عليهم، وهؤلاء هم أصحاب الأنبياء قبله.
ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يسمع قول الأنصار، ورأيهم في القتال، قام له سعد بن معاذ، فما قلَّت مقالته عمن سبقه في الروعة وروح التضحية، فقال: "قد آمنَّا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته، لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصُبُرٌ في الحرب، صُدُقٌ في اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقرُّ به عينك، فسِر بنا على بركة الله".
للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️
وأخرج أحمد والترمذي وابن حبان عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: ((لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ أَوِ الْيَاقُوتُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ، مَنْ يَدْخُلْهَا يَنْعَم فَلَا يَبْأسُ، وَيَخْلُدْ لَا يَمُوتُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ))».
إنها الجنة؛ التي يَنعَمُ فيها الصالحون بالرضا والرضوان،
...ويتمتعون فيها بالنظر إلى وجه الرحيم الرحمن.
- أخرج البخاري ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ؟ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا))».
وأخرج مسلم في صحيحه عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ».
فيا من غرته دنياه، وانشغل بها عن عبادة الله؛ اعلم أنك تسيرُ بنفسك في طريق الخسران، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9].
واعلم أن نعيم الدنيا الفاني الذي قد شغلك عن طاعة الله لا يساوي شيئا أمام نعيم الجنة الخالد، فعن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها». أخرجه الإمام أحمد والترمذي.
واعلم أنّ أدنى أهل الجنة منزلة هو من يُعطى من النعيم عَشْرة أمثال ما في الدنيا من نعم وخيرات. ففي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، وَآخِرَ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولًا، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ كَبْوًا، فَيَقُولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا - أَوْ: إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا - فَيَقُولُ: تَسْخَرُ مِنِّي - أَوْ: تَضْحَكُ مِنِّي - وَأَنْتَ المَلِكُ». فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجذهُ، وَكَانَ يَقُولُ: «ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً».
إنها الجنة؛ التي تستحق منا كل تعب وعناء، وتستحق منا كل بذل وعطاء.. في طريقها فليتنافس المتنافسون، ومن أجلها فليعمل العاملون.
- وأخيرا...من يريد الجنة..فلا يخذل غزة...ولا أي مسلم بحاجة إلى نصرة....
إنّ خذلان الشعوب المسلمة لأهل غزة... ينذر بعاقبة وخيمة،... فالخذلان من أعظم المحرمات، كما قال النووي:
وقال العلماء: الخَذْل: ترك الإعانة والنَّصر،... ومعناه إذا استعان به... في دفع ظالم ونحوه،... لزمه إعانته إذا أمكنه،.... ولم يكن له عذر شرعيٌّ"...
- وقال المناوي في فيض القدير: "خِذْلانُ المُؤمِنِ حرامٌ شديدُ التَّحريمِ؛... دُنيويًّا كان، مثلَ أن يَقدِرَ على دفعِ عَدُوٍّ يريدُ البَطشَ به، فلا يَدفَعَه"...
وعاقبة هذا الخذلان التي بينها الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام أن يخذل الله هذه الشعوب ولا يهيّئ لها من يذبّ عنها أو يدافع عن حرماتها وأعراضها، وأن تذوق لباس الخوف والجوع والذل والهوان، فقد قال صلى الله عليه وسلّم: "ما من امرئٍ يخذل امرءًا مسلمًا في موطنٍ يُنتَقَصُ فيه من عِرضِه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمتِه، إلا خذله اللهُ تعالى في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتَه"...
رمضان شهر الطاعات والقربات، ومن داوم على طاعة الله ورسوله دخل الجنة:
قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [النساء: 13].
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا نبي الله، أخبرْني بعمل يُدخلني الجنة، ويبعدني عن النار، قال: «لقد سألتَ عن عظيم، وإنه ليسير على من يسّره الله عليه، تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت»، ثم قال: «ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل»، ثم تلا ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ [السجدة: 16] حتى بلغ ﴿ يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17] ثم قال: «ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد»، ثم قال: «ألا أخبرُك بمِلاكِ ذلك كله؟» قلتُ: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه فقال: «كفّ عليك هذا»، قلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم؟». أخرجه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح".
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال: «تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان» قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا، فلما ولى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا».
وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يعبد الله لا يشرك به شيئا، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصوم رمضان، ويجتنب الكبائر، إلا دخل الجنة». أخرجه أحمد وابن حبان والطبراني، وصححه الألباني في التعليقات الحسان.
ومن كان سبَّاقاً إلى أعمال البرّ وأنواع القرُبات كان مؤهلاً لأن يُدْعَى من أبواب الجنة كلها، ....وهذا ما بشّرَ به النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه. ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعِيَ من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة»، ...فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها، قال: «نعم وأرجو أن تكون منهم».
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا»؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا. قَالَ:«فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً»؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا»؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا»؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّة» أخرجه مسلم.
ولم أبوبكر هو وحده من فعل هذه العبادات...بل أن هناك الكثير يعملونها...لكن بشكل متفاوت...
أما أبوبكر...فقد اجتمعن عنده في يوم واحد...أوفي جزء من يوم...
فيا مَن تريد الجنة؛ عليك بطاعة الله، الْزَمْ طاعة الله، واجتهد في عبادته، وابتعد عن معصيته، لتنال الجنة برحمة الله.... مع مَن اختارَهم الله وأنعم عليهم من عباده وأصفيائه....قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69].
رمضان شهر الإحسان والإنفاق، والإحسان والإنفاق طريق إلى الجنة:
قال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274].
وعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَفْشَى السَّلَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ».
✒️( *خواطر رمضانية* )
*ﺍﻟﺨﺎﻃﺮﺓ (11)الحادي عشرة*
(( *ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺷﻬﺮ الإخلاص*))
🟤الإخلاص يعني صدق العبد في توجههِ إلى الله اعتقادًا وعملًا، قال الله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِين لَهُ الدّين﴾.
قال سهل بن عبد الله التستري: نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا: أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى، لا يمازجه شيء، لا نفس، ولا هوى، ولا دنيا، حيث يقول الله تعالى: ﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين﴾.
🟢 لذا فإن الإخلاص في القول والعمل، أساس القبول عند الله، لأنه يُشترطُ لقبول العملِ عندَ الله أن يتحقق فيه شرطان : الأول : إخلاص النية لله.
الثاني : موافقتُهُ لما جاء في شرع الله، (متابعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم).
🔵 وﻟﻠﺼﻮﻡ ﺃﺛﺮًﺍ ﻋﻈﻴﻤًﺎ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻹﺧﻼﺹ، ﻭﺃﻻ ﻳﺮﺍﻋﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻏﻴﺮُ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ .
🔴 ﺫﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺎﺋﻢ ﻳﺼﻮﻡ ﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑًﺎ ، ﻭﻳﺪﻉ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻭﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮﺍﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺃﻱُّ ﺩﺭﺱٍ ﻓﻲ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﺃﻋﻈﻢُ ﻣﻦﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﺱ !!.
ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم ﻗﺎﻝ : " ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑًﺎ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦﺫﻧﺒﻪ ".
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -: " ﻗﻮﻟﻪ ( ﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ) ﺃﻱ ﺗﺼﺪﻳﻘًﺎ ﺑﻮﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺜﻮﺍﺏ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭ( ﺍﺣﺘﺴﺎﺑًﺎ) ﺃﻱ ﻃﻠﺒًﺎ ﻟﻸﺟﺮ ، ﻻ ﻟﻘﺼﺪ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺭﻳﺎﺀ ﻭﻧﺤﻮﻩ ".
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ - ﺃﻳﻀًﺎ - ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ : " ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﻟَﺨُﻠﻮﻑ ﻓﻢِ ﺍﻟﺼﺎﺋﻢِ ﺃﻃﻴﺐُ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺭﻳﺢ ﺍﻟﻤﺴﻚ؛ ﻳﺘﺮﻙ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮﺍﺑﻪ ، ﻭﺷﻬﻮﺗﻪ ﻣﻦﺃﺟﻠﻲ ، ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻟﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺟﺰﻱ ﺑﻪ ، ﻭﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺸﺮ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ".
⚫ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺮﺑﻴﻨﺎ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻹﺧﻼﺹ؛ ﻓﺎﻟﺼﻮﻡُ ﻋﺒﺎﺩﺓٌ ﺧﻔﻴﺔٌ ، ﻭﺳِﺮٌّ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺭﺑﻪ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ : ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻓﻌﻠﻪ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻋﻨﻪ ، ﺑﺨﻼﻑ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻗﺪ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻓﻌﻠﻬﺎ، ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺨﺼﺎﻝ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺨﻼﻝ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﻭﺃﺣﻤﺪﻫﺎ.
⚪ ﺛﻢ ﺇﻥ ﻟﻺﺧﻼﺹ ﺁﺛﺎﺭَﻩُ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔَ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺧﺎﺻﺔ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ؛ ﻓﻠﻺﺧﻼﺹ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﻴﺴﻴﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ، ﻓﻤﻦ ﺗﻌﻜﺴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﻮﺭُﻩ ، ﻭﺗﻀﺎﻳﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻘﺎﺻﺪُﻩ ، ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺑﺬﻧﺒﻪ ﺃﺻﻴﺐ ، ﻭﺑﻘﻠﺔ ﺇﺧﻼﺻﻪ ﻋﻮﻗﺐ.
🔹 ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﻓﻲ ﻋﺰﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺘﺎﻧﺔً ، ﻭﻳﺮﺑﻂ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ؛ ﻓﻴﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﻡ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻹﻥ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﺧﺎﻟﺼﻪ ﻟﻮﺟﻪ ﻣﻮﻻﻩ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﻴﻞ " ﺇﻧﻤﺎﻳﺘﻌﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﺺ "...
*ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻓﻲ القصد وﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ*
*دعواتكم الخاصة*
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️
ليحذر الذي يصلي بالناس من السرعة التي تذهب بالخشوع والطمأنينة ! وليقم الإمام ببعض التدبُّر، فإذا مرّ بآيةٍ فيها سؤال سأل الله، أو تسبيح سبّح الله، كما فعل عليه الصلاة والسلام .
7- يجوز للنساء الحضور لصلاة التراويح في المساجد، إذا أُمِنَت الفتنة منهنّ أو بهنّ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ ) رواه الشيخان .
ويشرع للنساء أن يبدأن بالصف المؤخَّر عكس الرجال، وأن ينصرفن عندما يسلم الإمام فوراً من انتهاء الصلاة، واللـه المـوفّـق
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
بل قدم على النبي صل الله عليه وسلم قوم من مضر عراة ليس عليهم إلا كساء من صوف وعليهم آثار الفاقة والحاجة فتغير وجه النبي صل الله عليه وسلم لما رأى من حالته وكان أرحم بالناس من أنفسهم فقام فصلى بالناس ثم خطب بهم فقال: ( تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بره ، من صاع تمره ، حتى قال : ولو بشق تمرة ) فجاء ، رجل من ال
أنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها ، بل قد عجزت ، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب ، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة (يشبه الذهب من الفرح ) ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها ، وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) (رواه مسلم)..
فالمسلم لا يعيش لنفسه وحسب بل لابد أن يتعدى نفعه وخيره للآخرين وفي وقت الشدائد والمحن والنكبات يكون الأمر أعظم وفيه تظهر صورة المجتمع المسلم المتماسك والمتراحم والمتعاون كما أمر الشرع بذلك .. قال تعالى:- ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) (الأنبياء/73) وقال تعالى:- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج:77).. اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ما فسد من أحوالنا ..
قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
عباد الله: والرحمة من كل مسلم رحمة عامه يرحم بها جميع خلق الله من حوله .. رحمة لا تقوم على القرابة والرحم والبلاد والصداقة أو القبيلة أو الحزب وحسب ولكنها رحمة تشمل الجميع من تعرف ومن لا تعرف .. ابتداءاً بالوالدين قال تعالى (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً )[الاسراء: 24] ..
وكذلك الزوجة والأولاد والعمال والجيران والأرحام والمحتاجين والفقراء والأيتام وأصحاب العاهات والمعاقين والمرضى وكبار السن ويرحم الحيوان والطير ويرحم حتى الكافر المسالم والذمي المعاهد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) (رواه أبو داود والترمذي) ، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم : (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله) (رواه البخاري ومسلم) ، وهناك رحمة الوالي والمحافظ والأمير والوزير وكل ذي منصب بمن هم تحت مسئوليته من الناس وهذا عامٌ لكل من ولي أمراً من أمور المسلمين أن يرحمهم ويرفق بهم لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ) رواه مسلم (3407)..
وقد حذر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رسالة لولاته في جميع الأمصار وخاطب بذلك الراعي والرعية حتى لا يكون العنف هو أساس العلاقة بينهم فقال رضي الله تعالى عنه: "إني والله! ما أُرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم ليعلِّموكم دينكم وسنتكم؛ فمن فُعِلَ به شيء سوى ذلك فليرفعه إليَّ؛ فوالذي نفسي بيده إذًا لأقصنِّه منه، فوثب عمرو بن العاص، فقال: يا أمير المؤمنين! أوَ رأيت أن كان رجل من المسلمين على رعية فأدَّب بعض رعيته أئنك لمقتصه منه؟ قال: إي والذي نفس عمر بيده إذاً لأقصنه منه، وقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقص من نفسه..) "( أخرجه أحمد / 273، وأبو داود / 3933) ..
معاشر المؤمنين: هذا رمضان شهر الصيام قد اقترب، بفضائله تزكوا النفوس وتتأصل القيم وتتوحد القلوب ويتراحم الأفراد، وكل فرد عليه ان يكون معول بناء لا معول هدم وواحة رحمة لا صحراء قاحلة من الخبث والحقد والبغضاء، فاستغلوا نفحات هذا الشهر رحمكم الله.
اللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتنابه وخذ بنواصينا إلى كل خير وارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء يا أرحم الراحمين، هذا وصلوا وسلموا على نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأزواجه ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين .
============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.tt
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚:
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
الـــتـــألـــف والــــــتراحـــــــــم
من مقاصد الصوم وشهر رمضان
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبــة.الاولـــى.cc
الحمد لله خالق كل شيء، ورازق كل حي، أحاط بكل شيء علماً، وكل شيء عنده بأجل مسمى، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره وهو بكل لسان محمود، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو الإله المعبود، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الركع السجود، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الموعود، وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:-
أيها المؤمنون: أيام قلائل ويحل علينا شهر رمضان يحل علينا هذا الضيف، بعد عام مضى من الأعمال والأفعال والأحداث وهذه هي سنة الله في خلقه وهكذا هي الليالي تُطوى والأيام ، وتتقلص الأعداد والأرقام ، وتنصرم الشهور والأعوام ، والناس قسمان ، قسم قضى نحبه ، مرتهن بعمله ، حسابه على ربه ، وقسم ينتظر ، فإذا بلغ الكتاب أجله ( فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [يونس/49] فطوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ، وطوبى لمن صدقت نيته ، وطابت سجيته ، وحسنت طويته ، فكم من الناس من ينتظر شهر رمضان بلهفة وشوق ، لينهل من بركاته ، ويغترف من خيراته ، فهو المعين الدافق ، والنهر الخافق ، وهو شهر النفحات والرحمات الربانية وما أحوجنا إليها في زمن ضعف فيه الإيمان وفسدت فيه الكثير من القيم والأخلاق وقست القلوب وزاد القلق وكثرت الهواجس وضعف اليقين بما عند الله وما أعده لعباده .. فما أحوجنا لهذه النفحات الربانية .. عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم ) (حسن )"انظر الصَّحِيحَة للألباني : 1890" والنفحة:هي الدفعة من العطية.. وقد أجمل سبحانه نفحات هذا الشهر بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة:183].
معاشر المسلمين: الصوم وشهر رمضان يكسبان المسلم روحانية ورقة في القلب ولين في السلوك وسعة في النفس، فيظهر ذلك في تعامله مع أخوانه في المجتمع، فيثمر ذلك العفو والتسامح والبذل والعطاء وتقديم النفع وكف الأذى، فيكون ذلك زاد لبقية العام بل للحياة جميعاً والموفق من هداه الله لنيل هذه المطالب وهذه الرتب، وفي شهر رمضان يكون الإنفاق أعظم؛ لأنه يتزامن مع الصيام والقيام وقراءة القرآن، فكيف بمسلم يقرأ قول الله -عز وجل-: (مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) [البقرة:245]، أو يقرأ أو يسمع قول الله -عز وجل-: (وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ:39]، ثم لا يسارع إلى الإنفاق والبذل والعطاء؟! كلٌّ بما يستطيع، فكم من جائع ومحتاج ويتيم ومسكين ومريض وغارم يحتاج إلى مَن يقف بجانبه ويمد يد العون له! ولن يضيع ذلك عند الله.
عبــــــــاد الله: لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس في رمضان وغير رمضان، أخرج البخاري من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان يدارسه القرآن في كل ليلة من ليالي رمضان، فلَرسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة، وفي الحديث القدسي: قال الله -عز وجل-: "أنفِقْ يا ابن آدم أنفقْ عليك" (البخاري ومسلم).
وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا) رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان، وصححه الترمذي وابن حبان.
وعند ابن خزيمة والنسائي بلفظ: (من جهّز غازيا أو جهّز حاجا أو خلفه في أهله أو فطّر صائما، كان له مثل أجورهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيء).
وفي شهر رمضان يجتمع المسلمون في المساجد لأداء الصلوات فتزداد اللفة بينهم، وتجتمع الأسر والأقارب والجيران على موائد الأفطار، وربما لم يجتمعوا من شهور,
وفي شهر رمضان يبحث الناس عن المحتاجين والفقراء وتخرج الزكاة، وفي ذلك دافع للتآلف والتراحم بين الناس، وبين الأغنياء والفقراء، فيصب كل ذلك في مصلحة المجتمع والأمة
صور من جود وكرم الصَّحابة - رضي الله عنهم أجمعين:
أما من تربى في مدرسة العطاء ممن وصفهم رب الأرض و السماء بقوله ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ ش
ُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].
فهذا من قال فيه ربه - عز و جل- ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾ [الليل: 17 - 21].
إنه صديق هذه الأمة وفاروقها عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطَّاب، يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدَّق، فوافق ذلك عندي مالًا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكرٍ إن سبقته يومًا، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكرٍ بكلِّ ما عنده، فقال: يا أبا بكرٍ ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقه إلى شيءٍ أبدًا)). رواه أبو داود.
أمة الإسلام لن تنالوا البر و لن تنالوا الجنة إلا بالبذل و العطاء كما كان حال سلفكم أكثر أنصاريٍّ بالمدينة مالًا، وكان أحبَّ أمواله إليه بيرحى ، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب مِن ماءٍ فيها طيِّبٍ، قال أنسٌ: فلمَّا نزلت هذه الآية: ﴿ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92] قام أبو طَلْحَة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ الله يقول في كتابه: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ، وإنَّ أحبَّ أموالي إليَّ بيرحى، وإنَّها صدقةٌ لله، أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بخٍ ذلك مالٌ رابحٌ، ذلك مالٌ رابحٌ، قد سمعتُ ما قلتَ فيها، وإنِّي أرى أن تجعلها في الأقربين))، فقسمها أبو طَلْحَة في أقاربه وبني عمِّه.
• (وقيل: مَرِض قيس بن سعد بن عبادة، فاستبطأ إخوانه، فقيل له: إنَّهم يستحيون ممَّا لك عليهم مِن الدَّيْن، فقال: أخزى الله مالًا يمنع الإخوان مِن الزِّيارة، ثمَّ أمر مناديًا فنادى: مَن كان عليه لقيس بن سعد حقٌّ فهو منه بريء، قال فانكسرت درجته بالعشي لكثرة مَن زاره وعاده).
• وقال عطاء: (ما رأيت مجلسًا قطُّ أَكْرَم مِن مجلس ابن عبَّاس، أكثر فقهًا، وأعظم جَفْنَةً، إنَّ أصحاب القرآن عنده، وأصحاب النَّحو عنده، وأصحاب الشِّعر، وأصحاب الفقه، يسألونه كلُّهم، يصدرهم في وادٍ واسعٍ).
• ذُكر أنَّ عبيد الله بن العبَّاس أتاه سائل وهو لا يعرفه، فقال له: تصدَّق عليَّ بشيءٍ، فإنِّي نُبِّـئت أنَّ عبيد الله بن العبَّاس أعطى سائلًا ألف درهم واعتذر إليه، فقال: وأين أنا مِن عبيد الله فقال: أين أنت منه في الحسب أم في الكَرَم؟ قال: فيهما جميعًا، قال: أمَّا الحسب في الرَّجل فمروءته وفعله، وإذا شئت فعلتَ، وإذا فعلت كنت حسيبًا. فأعطاه ألفي درهم واعتذر إليه مِن ضيق نفقته. فقال له السَّائل: إن لم تكن عبيد الله بن العبَّاس فأنت خير منه، وإن كنت إيَّاه فأنت اليوم خير منك أمس، فأعطاه ألفًا أخرى، فقال له السَّائل: هذه هزَّة كريم حسيب).
• وقال الأصمعيُّ: (حدَّثنا ابن عمران قاضي المدينة، أنَّ طَلْحَة كان يقال له: طَلْحَة الخير، وطَلْحَة الفيَّاض، وطَلْحَة الطَّلَحَات، وأنَّه فدى عشرة مِن أسارى بدر وجاء يمشي بينهم، وأنَّه سُئل برحم، فقال: ما سُئِلت بهذه الرَّحم قبل اليوم، وقد بعت حائطًا لي بتسعمائة ألف درهم وأنا فيه بالخيار، فإن شئت ارتجعته وأعطيتكه، وإن شئت أعطيتك ثمنه).
• وقال المدائني: (إنَّما سمِّي طَلْحَة بن عبيد الله الخزاعي: طَلْحَة الطَّلَحَات، لأنَّه اشترى مائة غلام وأعتقهم وزوَّجهم، فكلُّ مولود له سمَّاه طلحة).
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبــة.الثانيــة.cc
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.
أما بعد:
العنصر الرابع: نماذج مِن السَّلف في الكَرَم والجُود:
ولقد تشبه الخلف بأخلاق السلف وحالهم:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالكرام فلاح
العنصر الثاني: جود الله
تعالى على عباده في رمضان:
الله تعالى هو الجواد الذي يجود على عباده في هذا الشهر الكريم وغيره بصنوف الخير والعطايا.
قال الشيخ السعدي رحمه الله: الجواد: يعني أنه - تعالى - الجواد المطلق الذي عم بجوده جميع الكائنات، وملأها من فضله، وكرمه، ونعمه المتنوعة، وخص بجوده السائلين بلسان المقال أو لسال الحال، من بَرّ، وفاجر، ومسلم، وكافر. وقال في موضع آخر: الجواد الذي عم بجوده أهل السماء والأرض، فما بالعباد من نعمة فمنه، وهو الذي إذا مسهم الضر فإليه يرجعون، وبه يتضرعون، فلا يخلو مخلوق من إحسانه طرفة عين، ولكن يتفاوت العباد في إفاضة الجود عليهم بحسب ما منَّ الله به عليهم من الأسباب المقتضية لجوده، وكرمه، وأعظمها تكميل عبودية الله الظاهرة والباطنة، العلمية والعملية، القولية والفعلية، والمالية، وتحقيقها باتباع محمد صلى الله عليه وسلم بالحركات والسكنات.
أيها الأحباب:
وشهر الصيام شهر تظهر فيه معالم فضله وعطائه - جل جلاله - على عباده؛ ففيه يفتح الله لعباده من أبواب العفو والصفح والتوبة والمغفرة ما لا يكون في غيره، ويهيئ لهم من الأسباب ما يعينهم على ذلك في هذا الشهر، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ" رواه الترمذي وصححه الألباني. يفعل ذلك كله - سبحانه وبحمده - تهيئة لجوٍ مناسب للعبادة يعين المسلم على أدائها.
وجعل صلى الله عليه وسلم الصيامَ وقايةً من دخولِ النار فقَالَ: "الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ" رواه أحمد.
• ومن جوده - سبحانه - أنه جعل الصيام يشفع للصائم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْته الطَّعَامَ وَالشَّهْوَةَ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْته النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيَشْفَعَانِ" رواه أحمد وغيره، وقال الألباني: حسن صحيح.
• ومن جوده - سبحانه - على الصائم في هذا الشهر وغيره أن الصائم إذا خُتم له بالصيام بأن كان آخر أعماله أو مات صائماً دخل الجنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَ دَخَلَ الْجَنَّةَ" رواه أحمد وصححه الألباني. ومن جوده - سبحانه - في هذا الشهر أَنَّ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، و"مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" متفق عليهما، و"مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" رواه البخاري، و"مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا ينقصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا" رواه الترمذي وصححه الألباني.
• أيها الآباء:
ومن أعظم الجود أن يجود الله على عبيده بالعتق من النار عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ" رواه الترمذي وصححه الألباني.
فيا أيها الأحباب قد فتح لكم الباب وهيئة لكم أسباب المغفرة والرحمة فلا تبخلوا على أنفسكم ولا تحرموها من جود الله تعالى عليكم: عن مالك بن الحويرث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أَتَانِي جِبْرِيلُ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ" رواه ابن حبان وقال الألباني حسن صحيح.
• ومن جوده - تعالى - عليكم في هذا أن الله جعل الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فانه يصب على أهله العطاء صبا عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ" رواه الترمذي وهو حديث صحيح.
• ومن أعظم جوده - سبحانه - على عباده في هذا الشهر أن جعل فيه ليلة عظيمة قال عنها في محكم التنزيل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [سورة القدر].
إنها صور فريدة، تمثل التطبيق الواقعي لمبدأ الولاء والبراء، فالرابطة الحقيقة هي رابطة الدين والعقيدة، فلا نسبَ ولا صهر، ولا أهلَ ولا قرابة، ولا وطنَ ولا جنس، ولا عصبةَ ولا قومية، حين تقف هذه الوشائج دون ما أراد الله، وإنما الحب والولاء لله ولرسوله وللمؤمنين. أولئك حزب الله، ومن يتولّ
الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هو الغالبون.
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، وصلى الله على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
عباد الله: أيام معدودة وتنسلخ العشرون الأُوَلُ من شهر رمضان، وتدخل العشر الأواخر منه، العشر المباركة، التي هي أعظم أيام رمضان فضلاً، وأرفعُها قدرًا، وأكثرُها أجرًا، تصفو فيها الأوقات للذيذ المناجاة، وتسكب فيها العبرات بكاءً على السيئات، فكم فيها لله من عتيق من النار، وكم فيها من أسير للذنوب وصله الله بعد الجفاء، وكتب له السعادة بعد طول شقاء، إنها الفرصة التي إذا ضاعت فلن تنفع بعدها الحسرات، والأعمار بيد الله: (وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىّ أَرْضٍ تَمُوتُ) [لقمان: 34].
وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنهما- قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله". فلا ينبغي لك أخي أن تفوت هذه الفرصة الثمينة على نفسك وأهلك. وما هي إلا ليالٍ معدودة لعلك تدرك فيها نفحةً من نفحات الرحمن، تكون بها سعادتك في الدنيا والآخرة.
إنه لمن الحرمان العظيم والخسارة الكبيرة أن تجد فئامًا من المحرومين في هذه العشر، رجال دَأبهم سهر في الاستراحات، ومشاهدة للمحرمات، وتسكع في الطرقات، ونساء شغلهن التردد على الأسواق لحاجة وغير حاجة، والانشغال بالتوافه من الأمور.
فاغتنموا -عباد الله-
شريف الأوقات، وبادروا بالأعمال الصالحات، واعملوا وأحسنوا وأبشروا، إن الله لا يضيع أجر المحسنين.
اللهم صلّ على محمد وعلى آل
محمد كما صليت على إبراهيم...
============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.tt
تُعبَدْ في الأرض"، فالتزمه أبو بكر من
ورائه وقال: حسبك مناشدتُك ربك يا رسول الله، أبشر، فوالذي نفسي بيده لينجزن الله ما وعدك.
ودنت ساعة الصفر، وبدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- يسوّي الصفوف بقدح كان في يده، فإذا بسواد بن غَزِيّة مائل عن الصف، فطعن في بطنه بالقدح وقال: "استوِ يا سواد"، فقال: يا رسول الله: أوجعتني فقدني -يعني يريد القصاص-، فكشف -صلى الله عليه وسلم- عن بطنه وقال: استقد، فاعتنقه سواد وأخذ يقبل بطنه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ما حملك على هذا؟!"، قال: يا رسول الله: قد حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخرُ العهد بك أن يمس جلدي جلدَك. فدعا له النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقبل القتال، خرج ثلاثة من خيرة فرسان قريش للمبارزة، كلهم من أسرة واحدة، عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، فخرج لهم عبد الله بن رواحة وعوف ومعوذ ابنا عفراء، وكانوا من الأنصار فامتنع فرسان قريش من مبارزتهم، فقال -صلى الله عليه وسلم-: قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة وقم يا علي. فقتل حمزة شيبة، وقتل علي الوليد، واختلف عبيدة وعتبة حتى قطعت رجل عبيدة، ثم حمل حمزة وعلي على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة معهم.
ثم بدأ القتال العام، وشرع النبي -صلى الله عليه وسلم- يحرّض أصحابه على القتال فقال: "قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض"، فقال عُميْر بن الحُمَام: يا رسول الله: أجنة عرضها السماوات والأرض؟! قال: "نعم"، قال: بخ بخ، فقال رسول الله: "ما يحملك على قولك: بخ بخ؟!"، قال: لا والله -يا رسول الله- إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: "فإنك من أهلها"، فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن، ثم قال: إن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء، فقذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل حتى قتل وهو يقول:
ركضًا إلى الله بغيـر زادِ
إلا التُّقى وعَمَلُُ المَعَاِد
والصبرُ في الله على الجهاد
وكلُّ زادٍ عُرضَةُ النفادِ
غيرُ التُّقى والبرِّ والرشادِ
هكذا كان أولئك الأبطال ينظرون إلى الحياة، فهي ممر لا مقر، وكل نعيمها زائل لا محالة، ولن يبقى ولن يدوم إلا نعيم الجنان.
واشتد القتال، وحمي النزال، وأزهقت النفوس، وتطايرت الرؤوس، وثبّت الله المؤمنين، وأمدّهم بالملائكة منزَلين ومسوِّمين ومردِفين.
وأغفى النبي -صلى الله عليه وسلم- إغفاءة، ثم رفع رأسه فقال: أبشر يا أبا بكر، هذا جبريل على ثناياه النقع -أي الغبار-.
وكان رأس الرجل من الكفار يطير لا يدري من ضربه، وكانت يده تطير لا يدري من ضربها.
وقاتل عُكّاشَةُ بن مِحْصَن يوم بدر بسيفه حتى انقطع في يده، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعطاه جِذْلاً من حطب، فقال: "قاتل بهذه يا عُكاشة"، فلما أخذه من رسول الله هزَّهُ فعاد سيفًا في يده طويل القامة، فقاتل به حتى فتح الله على المسلمين، ولم يزل يقاتل بهذا السيف حتى قُتل في حروب الردة وهو عنده.
وأما قائد جيش الكفر أبو جهل، فقد التفت حوله عصابة من المشركين، وقالوا: أبو الحكم لا يُخلَص إليه. ولكن هيهات.
قال عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-: إني لواقف يوم بدر، فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، فتمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عماه: أتعرف أبا جهل؟! فقلت: نعم، وما حاجتك إليه؟! قال: أُخبرت أنه يسب رسول الله، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال لي أيضًا مثلها، فلم ألبث أن نظرت إلى أبي جهل وهو يجول في الناس، فقلت: ألا تريان، هذا صاحبكم الذي تسألاني عنه، فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه. ثم احتز رأسه ابن مسعود وجاء به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فكبر وحمد الله وقال: "هذا فرعون هذه الأمة".
وانجلت المعركة عن نصر عظيم للمسلمين، وانهزمت جموع الكفار وولّت الدبر، مصداقاً لقول الله: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) [القمر: 45]، وقُتِل منهم سبعون، معظمهم من صناديدِهم وأشرافِهم، وعلى رأسهم أبو جهل، وأُسِر منهم سبعون، وفرّ الباقون يجرون أذيال الهزيمة إلى مكة، واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً -رضي الله عنهم-، منهم حارثة بن سُراقة، كان قد رُمي بسهم وهو يشرب من الحوض، فأصاب نحره فمات، وقد ثبت في الصحيحين عن أنس أن أم حارثة قالت: يا رسول الله: أخبرني عن حارثة، فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه بالبكاء، فقال رسول الله: "يا أم حارثة: إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى".
أيها الأحبة: وفي هذه الغزوة العظيمة دروس كثيرة، أولها:
درس في فضل الجهاد في سبيل الله، الجهاد ذروة سنام الدين، وسبيل عز المؤمنين، وهو أفضل عملٍ يتقرب به العبد لربه بعد الإيمان به، ففي الصحيحين عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله: أي العمل أفضل؟! قال: "الإيمان بالله، والجهاد في سبيله".
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
=========================
ـــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــ
منــبرالحكـمـــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.tt 730155153
🎤
*خطبــة جمعــة بعنــوان :*
*الإدمــان.المعاصــر.الجوال.tt*
*للأســتاذ/ عبــده قـايــد الذريــبــي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبــة.الأولــى.tt*
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه...
أيها المؤمنون: شباب وفتيات، رجال ونساء، بل حتى الصغار وقعوا ضحية للإدمان.. نعم!
الإدمان، إدمان عجيب غريب تجد الواحد لا يستغني عما أدمن عليه إلا وقت النوم فقط، ولكن ليس الإدمان المعهود المعروف إدمان المخدرات والمسكرات، لا!!
بل إدمان من نوع آخر إنه إدمان استخدام الجوال ن تدخل كثيرًا من المجالس، فلا تكاد ترى الجالسين إلا وكل واحد منهم بيده جهازه يتفقده، تدخل إلى المستشفى فتجلس في صالة الانتظار، فتجد الجميع طأطأ رأسه وينظر في جواله، تخرج إلى الشارع، فإذا بك تنظر يمنة ويسرة إلى السيارات المتوقفة المنتظرة، فتجد الجميع السائق والراكب كلهم ينظر في جهازه، تجد الواحد بلا شعور يُدخل يده في جيبه، ويُخرج الجهاز ولو لم يكن له حاجة فيه، يستيقظ النائم من نومه، فيفتح عينيه على جهازه يقلبه دقائق، وهلم جرًّا، نعم هذه هي مظاهر الإدمان وبعضًا من صوره، حتى غدا مرضًا من الأمراض يحتاج إلى علاج.
عباد الله: هذا الجهاز الصغير الذي بين أيدينا جهاز الجوال، جهاز عجيب، ملكه الكبير والصغير، والفتاة والمرأة، بل حتى بعض الأطفال الصغار، فأصبح جزءًا لا يتجزَّء من حياتنا، لا يمكن لنا الاستغناء عنه، فبه تتم المصالح، والأعمال، والاتصالات، والعمليات المالية، تنوعت أشكاله ومهامه وقيمته، هو نعمة من نعم الله علينا قرَّب البعيد، وسهل العسير، ووفر الجهد والوقت، وأُنجزت به كثير من المعاملات، فيه منافع وحاجات، وفي المقابل فيه مآثم، وآفات، وانحرافات.
عباد الله: الجوال كحال كل تقنية جديدة تدخل علينا فيه الخير وفيه الشر، ولكن للأسف أن كثيرًا من الناس اليوم استخدمه فيما لا نفع فيه، بل ربما فيما حرم الله، والحديث عن آفات الجوال الشرعية، والأخلاقية، والاجتماعية، حديثٌ طويل، ولعلنا نشير إلى بعض من ذلك حتى نحذرها ونستشعر خطورتها.
فمن آفاته وسيئاته الأخلاقية، ما يحدث بسببه من العلاقات المحرمة بين الشباب والفتيات، من محادثات ومراسلات، ومواعيد ومقابلات، وقد أجريت عدة بحوث في السجون ودور الملاحظة وسجن النساء، كانت بدايتها مكالمةٌ او رسالة جوال، وقصةُ حب وهمية، ونهايتها جريمةٌ أخلاقية، تدمع لها العين، ويندى لها الجبين.
ومن آفاته مشاهدة ما فيه من مقاطع، وأفلام، وصور سيئة لنساء ومحرمات، وسهولة الدخول على كل موقع وحساب سيء للصغار والكبار.
ومن آفاته ضياع الأوقات فيما لا نفع فيه لا دنيا ولا آخرة، فأصبح الكثير يتنقل فيه ما بين برامجه الكثيرة ( واتس، تويتر، سناب، انستقرام ) وغيرها الكثير، يتصفح ويقرأ ويشاهد، أضاع وقته في ذلك، فكان سببًا لضياع الواجبات، من صلوات، وبر الوالدين، والواجب الوظيفي الموكل به، وواجبات أهل بيته وأولاده، قرب البعيد، ولكنه بعَّد القريب، فالأسرة في مجلس واحد وكأنهم بعيدون عن بعضهم البعض كل مشغول في جواله وفي حاله.
عباد الله: ومن آفاته وسيئاته حدوث الحوادث المرورية بسببه، فكم من سائق ينظر في جواله، ويُقلِّبه ويكتب رسالة ويتصل وهو يقود، وقد يؤدي به ذلك الإهمال إلى حادث مميت قاتل له ولغيره.
ومن آفاته: إيذاء المصلين في المساجد بأصوات الجوال والموسيقى، فإن بعض المصلين يدخل المسجد، ولا يغلق المنبه، فتصدر أصوات الاتصالات فتزعج المصلين.
ومن آفاته حب التصوير لكل شيء وخاصة من قبل النساء والفتيات، فأصبحت بعضهن تصور كل شيء من حين أن تستيقظ إلى أن تنام، كلما أكلت وشربت، وخرجت وسافرت، وذهبت إلى سوق، واشترت شيئًا جديدًا صوَّرت، تصور بيتها وبناتها وأبناءها وهم في أجمل صورة وهيئة، تصور الهدايا التي أهديت إليها وأمور كثيرة، ثم تنشر ذلك في حسابها في السناب أو غيره، وقد تتفاجأ بعد ذلك بمرضها المفاجيء أو مرض زوجها أو ولدها وبنتها، ويكون السبب عين حاسدة أو معجبة بسبب ما رأته من صور وجمال ونعم وخيرات، ربما الكثير ممن يراها لا يملك شيئًا منها.
أيها المؤمنون: ومن آفاته تصوير البعض نفسه في كل مرة وهو يعمل عملا صالحا يتصدق، يصلي، يعتمر، يدعو، يقرأ قرآن، أين الإخلاص وإخفاء العمل ؟، ولا نقول أن كل من صور نفسه في عبادة أنه مراء، لا ! ولكن قد يكون ذلك مدخلًا من مداخل الرياء عليه، خاصة إذا تعوَّد على ذلك، والعمل الصالح الأصل فيه الإخفاء إلا إذا كانت هناك مصلحة في إظهاره.
وللجوال عباد الله، آفاتٌ أخرى اقتصادية: فقد أصبح همًا كبيرًا لكثير من الآباء، بسبب الفواتير بل البعض تجده يستلف ويستدين من أجل شراء جوال بقيمة كذا وكذا وربما كان غالي الثمن، كل ذلك مجاراة لمن حوله من المجتمع.
✒️( *خواطر رمضانية* )
*ﺍﻟﺨﺎﻃﺮﺓ(12) الثانية عشرة*
(( *ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ* ))
🔷ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻣﻨﺤﺔ ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ، ﺣﻴﺚ ﺻﺎﺭ ﺻﺎﻟﺤﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻳﺠﻌﻠﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﺷﻬﺮًﺍ ﻟﻠﺼﻴﺎﻡ ﻓﻘﻂ، ﻟﻜﻨّﻪ ﺃﻳﻀًﺎ ﺷﻬﺮ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ، ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻭﺑﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭالإحسان، ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، وغير ذلك..
🔶ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﻘﻮﻳﺔ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ، ﻭﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻤﺎﻧﻌﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﻳﺎﺕ، ﻭﻫﻮ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺼﻘﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺗﺨﻠﻴﺼﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺛﻘﺎﻝ ﻋﺎﻡ ﻣﻀﻰ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﺮﺻﺔ لتغيير ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ : ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻤﺪﻣﻨﻲ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﻌﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻧﻬﺎﺋﻴًّﺎ ، ﻭﻓﺮﺻﺔ ﻟﻤﻦ ﺗﻌﻮﺩﻭﺍ ﻫﺠﺮ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻮﻣﻴﺎً ، ﻭﻓﺮﺻﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﺘﻘﺎﻋﺴﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻋﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﺪأﻭﺍ ﻋﻬﺪًﺍ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ..
♦ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻭﺍﻟﻤﻬﻢ ﺟﺪًّﺍ ﺃﻥ ﻧﺸﻌﺮ ﺃﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﻝ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔًﺎ ﻋﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ، ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺳﻴﺌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﻋﺎﺩﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺣﻤﻴﺪﺓ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺧﻤﺲ ﺃﻭ ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺳﻴﺠﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺯﻣﺮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺯﻣﺮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻘﺘﺪﻯ ﺑﻬﻢ، ﻭﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﺼﺤﺒﺘﻬﻢ..
🔸ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﻣﻌﻲ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺉ ﺃﻥ ﺗُﻔﺮّﻍ ﻣﻦ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ، فتتحوﻝ ﺇﻟﻰ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺃﻥ ﺗُﻔﺮﻍ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺻﺪﻫﺎ ﻭﺭﻣﺰﻳﺘﻬﺎ ﻓﺘﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺷﻜﻠﻴﺎﺕ؟ ! ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﺇﻻ ﻓﻤﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻬﻠﻜﻮﺍ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﻬﺮ ﺁﺧﺮ؟ !.
ﻭﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﻬﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﻳﻨﺎﻣﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﻗﺪ ﻓﺎﺗﺘﻬﻢ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ؟ أو الظهر؟ ﻭﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﻠﺴﻮﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻼﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺷﻬﺮ ﺁﺧﺮ؟!..
🔹ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻧﻘﻒَ ﻭﻗﻔﺔ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺣﺎﺯﻣﺔ ﻭﻭﺍﻋﻴﺔ ونحن لا زلنا في وقت الإمكان؛ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﻨﺠﺮﻑ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ، ﻭﻧُﺴﻠﻢ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻟﻠﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ..
♦ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺭﺻﻴﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ، ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﻧﺪﻓﻌﻪ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ، ﻫﻮ ﻫﻜﺬﺍ، ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻈﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﺮﺍﻡ..
اللهم وفقنا لطاعتك والثبات عليها حتى نلقاك يااااااارب العالمين..
*ﺗﺤﻴﺎﺗﻲ ﻟﻜﻢ ولا تنسونا من دعوة خالصة*
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
فهلّا أفاقت شعوبنا قبل أن تدور عليها الدائرة؟!
- هـــذا اتيسر ذكره ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ... ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.
ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: 56].
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..
اللهم إنانسألك لإخواننا في غزة ، النصر والتمكين والعزة...
اللهم دبرهم في احسن تدبير ويسر لهم كل أمر عسير واجعل اليهود في أيديهم بين قتيل وأسير يامن أنت على كل قدير وبالإجابة جدير...
اللهم أنهم جياع فاطعمهم..عطاش فاسقهم ..عراة فاكسهم...
حفاة فاحملهم...خائفين فأمنهم...مظلومين فانصرهم.
مخذولين من أقرب الأقرباء لهم ومن أبناء جلدتهم فاسندهم وأيدهم ومدهم بمددك وجنود من عندك يارب العالمين...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..
اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,
اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..
اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،
يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...
اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم
اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...
عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون..
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
==================
الشيخ/أحمدعماري(بقليل من التصرف)
أخرجه الإمام أحمد وابن حبان والترمذي والحاكم.
وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا وكافلُ اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى».
رمضان شهر (الصبر)..
والصبر طريق إلى الجنة:
وكل الطاعات والقربات تحتاج إلى صبر، فلا يجتهد في الطاعات والقربات، ويبتعد عن المعاصي والمنكرات إلا من صبر. فالصبر طريق إلى كل خير، ووقاية من كل شر. وتلك هي طريق الجنة، قال تعالى: ((وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )) [الرعد: 22 - 24].
وقال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].
رمضان مدرسة أخلاقية
والأخلاق طريق إلى الجنة:
عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء، وإن كان محقا، وترك الكذب، وإن كان مازحا، وحسن خلقه».
عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم: «اضمنوا لي ستا من أنفسكم اضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم».
رمضان شهر التقوى، وهي الغاية من الصوم، كما قال سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].
والتقوى طريق إلى الجنة؛ قال تعالى: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 31 - 35]. وقال سبحانه: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].
وقفة مع نعيم الجنة:
هل تفكّرت يوماً في سعادة خالية من الأكدار؟!
هل تفكرت في حياة لا شقاء فيها؟! ولا سقم! ولا جوع! ولا حزن! ولا نصب! ولا موت؟!.
إنها الحياة الأبدية في دار القرار.. ومنازل الأبرار.. حياة ينسى صاحبُها كل شقاء وعناء.. وتُزًفُّ إليه السعادة صافية غرّاء...
السعادة الخالية من الآلام والأحزان، السعادة الكاملة التي لا يشوبها حزن ولا هم ولا خوف ولا ألم، هناك في الجنة، ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴾ [فاطر:33 -35].
إنها الجنة؛ دارُ النعيم المقيم، والسرور الدئم، والسعادة الأبدية... حيث لا خوف ولا حزن ولا شقاء.
قال تعالى: ﴿ يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾[الزخرف: 68 - 71]
- بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم... ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات والذكر الحكيم...
قلت ماسمعتم وأستغفرالله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه فيافوز المستغفرين...
الخطبةالثانية👇
الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على حبيبه المصطفى...وعلى آله وأصحابه الشرفاء ومن بنهجهم اقتفى...
أمااااابعد :
أيها الأحبةالكرام :
إنها الجنة؛ التي لا يَخطُرُ نعيمها ببال، ولا يُدرِك كمالها وجمالها إلا الكبيرُ المتعال.
أخرج البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ: ((أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ))».
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان👇
(رمضان طريق إلى باب الريان)
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الحمد لله ولي الصالحين...ودليل الحائرين...
وهادي المتقين إلى جنات النعيم ...لينالوا جزاء جهدهم بالنعيم المقيم...الذي لايحول ولايزول أبد الآبدين...
نحمده على فضله العميم..
وأشهدأن لا إله إلا الله وحده لاشريك له...ولا ناصر له ولامعين...
إذا شعرت بضيق لا انفراج له
فالجأ إلى الله، لاتلجأ إلى الناس
من يسأل الناس يزدد وحشة وأسى
وسائل الله موعود بإيناس
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمدا بن عبدالله الصادق الأمين...سيد العابدين وإمام المتقين...
إن كنت تبغي للهموم رحيلا
ولمحو ذنبك لو أردت سبيلا
صل على خير الأنام محمد
واحذر هديت بأن تكون بخيلا
صلت ملائكة السماء على النبي
والرب صلى واصطفاه خليلا
صلوا على من جمعكم في فضله
في كل وقت غدوة وأصيلا
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين..
أمااااابعد:
عبادالله: فأوصيكم ونفسي المخطئةالمذنبة أولا بتقوى الله:
((ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون))...
- أيها الأحبةالكرام:
سيكون حديثنا اليوم حول نعمة عظيمة من نعم الله... وعطية من عطاياه سبحانه..
...أعدها الله لعباده جزاء صومهم.. واجتهادهم في طاعة الله في رمضان،....من حازها فقد حاز الخير كله، ومن نالها فقد فاز وأفلح؛..إنها( الجنة ).. التي يدخلها الصائمون من باب الريان.
هناك تكتمل فرحتهم، ويزول ظمؤهم، وترتاح أبدانهم، وتسعد أرواحهم..
إنها الفرحة الكبرى التي تنتظر الصائمين عند لقاء الله رب العالمين..
وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ؛ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلاَّ الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»..
يفرح عند فطره ...لأن الله قواه وأعانه حتى تغلب على شهوة نفسه الأمَّارة بالسوء،.. فروَّض نفسه بالصوم،... وحملها على طاعة الله، وألبسها لباس التقوى.
ويفرح عند لقاء ربه؛... حين ينادى عليه ليدخل الجنة من باب الريان،... وينعم بكرم الكريم المنان، ويسعد برحمة الرحيم الرحمن..
كيف لا يفرح؛ وقد زال عنه عناؤه وشقاؤه، وذهب عنه ظمؤه وجوعه.
كيف لا يفرح؛ وهو ينظر إلى الجنة قد تزينتْ وأعِدّتْ لاستقباله.
كيف لا يفرح؛ وقد وُفق للطاعات والقربات، وتزود من الخيرات والصالحات.
كيف لا يفرح؛ وقد غفرت له الذنوب والسيئات، وتجاوز الله عما كان منه من زلات ومخالفات.
كيف لا يفرح؛ وقد فاز بشفاعة الصيام والقرآن، وأعتقتْ رقبته من النيران، ودخل الجنة من باب الريان.
رمضـان طريق الصائمين إلى باب الريان:
....فقد أعد الله للصائمين بابا لدخول الجنة، لا يدخل منه إلا من صام وصبر على ألم العطش، وسماه بباب الريان، وهومن الرِّيِّ الذي هو ضد العطش، وهو المناسب لحال الصائمين؛ إذ أشد ما يؤلم الصائم هو العطش، وفي هذا تحفيز للصائم على الصبر على ألم العطش طاعة لله، وطمعا في الري الذي لا ظمأ بعده أبدا،.....
فإذا أحسست بالعطش أيها الصائم... فتذكر باب الريان، اصبر على ألم العطش فباب الريان في انتظارك.
ففي الصحيحين عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ»...
- ورمضان شهر التقوى..والتقوى تقود إلى الجنة..
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 15 - 18]
فهنيئا لك يا من حملتَ نفسك على القيام بين يدي الله، وربّيتَ نفسك على القيام في رمضان.. هنيئا لك يا من أتعبتَ نفسك بالقيام، وصبرتَ على ألم القيام، بُشْرَاك بيوم يزول فيه عناؤك، ويعظمُ فيه أجرك وثوابك..
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2
*دروس.وخـواطـر.رمضـانية.cc1⃣1⃣*
*رمــضـــــان تـربــيـــــة للـمـؤمـنـــين*
=======================
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبــعــــد :
فإنّ صيام رمضان يُربِّي النفوس المؤمنة على كل خير، بل ويربِّي المجتمع على طاعة ربِّه، ولذا أيّها المسلم في رمضــان :
1- اهتمّ في حياتك بتربيةِ نفسِك على طاعة الله، واهتمّ بتربية أولادك على العبادات العظيمة التي لها أثرها في القلوب والنفوس، ومن تلك العبادات المثمرة :
أ- الصلاة : فلتكن في شهر رمضان محافظاً عليها أشدّ المحافظة، على الفرائض ثم النوافل كقيام رمضان، بل وربِّ نفسك على المحافظة على الصلاة، لقوله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ على صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ [ المعارج : 34 ] .
واعلم أنّك إن أهملت في الصلاة المفروضة فأنت في الصيام أكثر إهمالاً، مهما ادَّعيت المحافظة عليه، حافظ على الصلاة بطهارتها، وخشوعها، وواجباتها، وأثرها عليك، فإنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر .
ب- ربِّ أولادك المُمَيِّزين على الصلاة في رمضان وغيره، وهذه التربية الواجبة ( بأمرهم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين، وبضربهم عليها إذا بلغوا عشر سنين إذا امتنعوا ) وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ) رواه أحمد وأبو داود (صحيح) .
ج- رَبِّ أولادك التربية المسنونة
على صيام شهر رمضان، وهذه التربية للأولاد المميزين من الذكور والإناث، والاجتهاد في أن ينشأ الولد على طاعة الله، وقد قالت الرُّبيِّع: ( أَرْسَلَ النَّبِيُّ عليه الصلاة والسلام غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الْأَنْصَارِ مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ قَالَتْ فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ ) رواه الشيخان .
وهذا في عاشوراء لمَّا كان واجباً
قلت : وكذلك رمضان فإننا يُشرع لنا
أن نربي أولادنا على صيامه.
د- وإذا كنت أيّها المسلم لك أولاد مُميِّزون، ودخل عليكم شهر رمضان، فاجتهد أن يصوموا رمضان، واستعدَّ لهم ببعض اللُّعب التي يتسَلّون بها عن الطعام والشراب ( احذر من اللّعب المحرَّمة كالتماثيل، وأدوات الموسيقى، والغناء، أو الصور ونحو ذلك ) ولْيقُم الأب والأم في البيت بالتعاون على هذه التربية للأولاد، ومنح الجوائز للأولاد من الذكور والإناث في شهر رمضان .
ولتكن الأم عيناً على الأولاد بالمتابعة في البيت حسب الاستطاعة، ولْيكن الأب حريصاً على الذهاب بالأولاد الذكور معه إلى المسجد ( ويذهب بهم إلى المسجد )، وليعلم الوالدان أنّ لتربيتهما أثراً بإذن الله، وعليهما أن يتوكّلا على الله، ويلجأ كلُّ واحدٍ منهما إلى ربه ويدعو لأولاده، وقد قال الله تعالى : ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60] .
هـ- أيها الأب والأم، اعملا برنامجاً
لأولادكما في رمضان، بحيث يكون مُسليّاً، ومُفيداً، ومُتناسباً مع أعمار الأبناء والبنات ومستوياتهم، ومُشوِّقاً لهم، ومُرغباً في طاعة الله، ومُقبِّحاً الذنوب والمعاصي .
واعلما أنّكم مسئولون عن الأولاد يوم القيامة، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) رواه الشيخان. وقال عليه الصلاة والسلام : ( كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ) رواه الشيخان.
و- أيها الأب والأم، ادعوا لأنفسكما
ولأولادكما وأنتما صائمان، فقد قال عليه الصلاة والسلام : ( ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ دَعْوَةُ الْصَّائِمِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُوم ) رواه البيهقي في الشعب (صحيح). وقال عليه الصلاة والسلام : ( ثلاث دعوات لا ترد دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر ) رواه البيهقي في السنن الكبرى وحسّنه الألباني رحمه الله .
ربِّيا أنفسكما على دعاء الله في كل
وقت، وعلى اغتنام أوقات الإجـابة .
والــلــــه الــمــوفــق .
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
..📝 ( *خواطر رمضانية* )
*ﺍﻟﺨﺎﻃﺮة (10) العاشرة*
*((ﻭﺩﺍﻋـــﺎ العشر الأوائل ))*
👋🏻👋🏻👋🏻😥😢
🔵 ﻫﺎ نحن نودع الثلث الأول من شهرنا المبارك نعم نودع الثلث والثلث كثير، نودع ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣُﻀﻴّﻬﺎ ﺳﺮﻳﻌًﺎ ..
ﻓﻘﻞ ﻟﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣﻌﻚ : ﻫﻞ ﻧﺒﺎﺭﻙ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻡ ﻧﻌﺰﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷُﻭَﻝ؟
🔴ﻫﻞ ﻧﺒﺎﺭﻙ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺁﻧﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ..
*ﺃﻡ ﻧﻌﺰﻳﻬﺎ ﻟﺘﻀﻴﻴﻊ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻫﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻍ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻧﺼﻴﺐٌ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪًّﺍ ﻣﻨﻪ؟!..
⚪ﻫﻞ ﻧﺒﺎﺭﻙ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻷﻧﻨﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﻭﻳﺢ ..
*ﺃﻡ ﻧﻌﺰﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻀﻴﻴﻌﻬﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ؟..
🔷ﻫﻞ ﻧﺒﺎﺭﻙ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻷﻧﻨﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﻔﻆ السنتنا وﺃﻋﻴﻨﻨﺎ وأسماعنا وجميع جوارحنا ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ..
*أم ﻧﻌﺰﻳﻬﺎ ﻷﻧﻨﺎ عدنا أو ﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻣﺼﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍلحرام ؟..
🔸ﻫﻞ ﻧﺒﺎﺭﻙ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﺎﻫﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺇﻓﻄﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻴﻦ ، ﻭﻓﺮﺣﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﻴﻞ ﺍﻷﺟﻮﺭ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ..
*ﺃﻡ ﻧُﻌﺰﻳﻬﺎ ﻟﺘﻜﺎﺳﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻭﺍﺟﺐ غيرنا؟!..
♦ﻫﻞ ﻧﺒﺎﺭﻙ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﻤﺘﻨﺎ ﻭﻧﺸﺎﻃﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﺎﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ..
*ﺃﻡ ﻧﻌﺰﻳﻬﺎ ﻟِﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺧﻲ؟.
🔷ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻣﺤﺎﻓﻈﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ؛ فاﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ، ﻭﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺷﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻭﻓّﻘﻚ ﻟﺬﻟﻚ ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﻀﻴِّﻚ ﻗُﺪﻣًﺎ..
* ﻓﻄﻮﺑﻰ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺴﺎﺭﻩ!..
* ﻭﻃﻮﺑﻰ ﻟﻪ - ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ - ﺍﻟﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺎﻥ ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ..
* ﻓﻤﺒﺎﺭﻙ ﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﻭﺍﻟﻈﻔﺮ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ ..
🔶ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻥ كنت ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺿﻴَّﻌﻮﺍ ﻭﺃﺳﺮﻓﻮﺍ ﻭﻓﺮَّﻃﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﻭﻟﻰ ، ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺪﺍﺭﻙ ﺑﻘﻴﺔ ﺭﻣﻀﺎﻥ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺜﻠﺜﺎﻥ ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﺘﻖ ﺭﻗﺎﺑًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ..
♦ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺭﻗﺎﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗُﻌﺘﻖ ، ﻭﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﺭﻗﺒﺘﻚ..
*ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﺻﺤﺎﺋﻔﻬﻢ ﺗﺒﻴﺾ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺯﺍﺭ ، ﻭﺃﻧﺖ ﺻﺤﻴﻔﺘﻚ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﻣﻦ تتركالآثام!..
🔶ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻛﺸﻒ لنا ﺍﻟﻐﻴﺐ، ﻭﺭﺃينا ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﺿﺎﻋﺖ علينا ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻓﺎتتنا، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﺫﻫﺒﺖ علينا، لمُتنا ﺣﺴﺮﺓ ﻭﻛﻤﺪًﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺘﻖ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ !..
🔸ﺃﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ؟.. ﺃﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻘﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ؟.
🔷 إذاً ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺪﺍﺭﻙ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ( ﻭﻣﻦ ﺃﺻﻠﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺳﻠﻒ) ..
ﻓﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ، وﺩﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ وﺩﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ ..
🔶 ﻟﻨﻌُﺪْ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻧﺤﺎﺳﺒﻬﺎ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ، ﺛﻢ ﻧﺘﺒﻊ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﺎﺩ ، ﻭﻟﻨﺸﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ، ﻭﻧﺼﺪﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻨﺸﺮ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﻳﺮﺳﻞ ﻧﻔﺤﺎﺗﻪ .. ﻟﻨﺘﻌﺮَّﺽ ﻟﻨﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ؛ ﻋﻠَّﻪ ﺃﻥ ﺗﺼﻴﺒﻨﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﺃﻭ ﻧﻔﺤﺔ ﻻ ﻧﺸﻘﻰ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪًﺍ.
*ﻓﻮﺩﺍﻋًﺎ👋🏻👋🏻 ﻳﺎ ﻋﺸﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻷُﻭَﻝ، ﺳﺎﺋﻼً ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ لي ولكم ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ، ﻭﺃﻥ يجعلنا ﻓﻲ ﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ، ﻭﺃﻥ يعيننا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺘﻮﻻكم ويرعاكم*
*دعواتكم*
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2
*دروس.وخواطـر.رمضـانيـة.cc0⃣1⃣*
*فـــضــــــل قـــيــــــام الــلـــــيــــــــل*
====================
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبــعــــد :
فإنّ قيام الليل مشروع (مسنون)
وقد ذكر الله تعالى الذين يُصلُّون صلاةَ الليل فقال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ [الفرقان:64]. وقال تعالى: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [ السجدة: 16،17] .
ولذا أيها المسلم اجتهد في رمضان
في قــيام اللــيل، وذلك كــما يلــي :
1- اعلم أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قد سنّ لنا قيام شهر رمضان، وفي حديث عائشة لزوج النبي عليه الصلاة والسلام : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ ثُمَّ صَلَّى مِنْ الْقَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ ) رواه الشيخان .
2- وليكن قيامك ( صلاة الليل في رمضان، التراويح) إنّما تقومه إيماناً بالله وبما أعدّه من الثواب لمن قام رمضان، واحتساباً (طلباًً لثواب الله)، ولا يكن الدافع لك إلى القيام في رمضان رياء أو سمعة، أو مال، أو لطلب رياضة المفاصل أو نحو ذلك، فان قمت رمضان إيماناً واحتساباً تحقَّق لك ما قال عليه الصلاة والسلام حيث قال : ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه الشيخان.
3- وليس لقيام رمضان ( التراويح ) عدد معين محدود لا بد منه، فإذا صلّيت - أيها المسلم- مع الإمام فاستمرَّ معه حتى ينصرف ؛ ليُكتب لك قيام ليلة، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ ) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) .
4- لكن الأفضل لك - أيها المسلم-
أن تصلي التراويح مع الإمام الذي يُصلي إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، ويُطيلها ويخشعُ فيها، وكذلك إمام المسجد لو يصلي إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ويٌطيل فيها فهذا هو الأكمل والأفضل، وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنّها سُئلت : كيف كانت صلاة النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان ؟ فقالت : ( مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً ) رواه الشيخان . وفي حديث ابن عباسٍ رضي الله عنه أنّه قال : ( كَانَتْ صَلَاةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَعْنِي بِاللَّيْلِ ) رواه البخاري .
5- والأولى لإمام المسجد الذي يصلي بالناس التراويح أن يسلّم بهم من كل ركعتين، ويوتر بواحدة ؛ حتى لا يشُقَّ عليهم، أو يقع عندهم شيء من التشويش، وفي حديث عائشة لقالت : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ الْعَتَمَةَ إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ ) رواه الشيخان . وقال ع في صلاة الليل : ( مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى ) رواه الشيخان.
وللمصلي أن يسرد وتره خمساً، أو سبعاً، أو تسعاً، ولكن إذا صلّى تسعاً جلس في الثامنة، فيتشهد ثم يقوم فيصلي التاسعة ويتشهد ويدعو ويسلم، ولكنّ السرد إنّما يكون للمصلي إذا صلّى وحده أو بجماعةٍ اختاروا ذلك .
6- والأفضل إطالة الصلاة (صلاة التراويح) أو غيرها من قيام الليل، فعن السائب بن يزيد س قال : ( أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَتَمِيمًا الدَّارِيَّ أَنْ يَقُومَا لِلنَّاسِ بِإِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً قَالَ وَقَدْ كَانَ الْقَارِئُ يَقْرَأُ بِالْمِئِينَ حَتَّى كُنَّا نَعْتَمِدُ عَلَى الْعِصِيِّ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ وَمَا كُنَّا نَنْصَرِفُ إِلَّا فِي فُرُوعِ الْفَجْرِ) رواه مالك (صحيح). وقال عليه الصلاة والسلام : ( أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ ) رواه مسلم .
وفي شهر رمضان تصوم أمة الإسلام في جميع اقطار الأرض ودول العالم، فيتذكر المسلمون آواصر القربى وأنهم أمة واحدة فتتآلف القلوب التي مزقتها الدنيا وأمواله وشبهاتها وفي ذلك رافد قوي للتآلف والتراحم ليس لأمة غير أمة الإسلام .
عباد الله: التآلف والتراحم من أعظ
م خصال المجتمع المسلم، بل إن ذلك فريضة شرعية وضرورة حياتية لصلاح المجتمع واستقراره وأمنه، ومن هنا كان من مقاصد الصوم تربية المسلمين على التآلف والتراحم بين جميع فئات المجتمع ، قال تعالى (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ) (النساء 36).. وقال سبحانه وتعالى( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 71)..
كما أن الفرد مأمور بإجادة أدائه الاجتماعي بأن يكون وجوده فعالاً ومؤثراً في المجتمع الذي يعيش فيه قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة: 2).. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً»( البخاري: 467) .. وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم حال أفراد المجتمع في تماسكهم وتكافلهم بصورة تمثيلية رائعة حيث قال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»( مسلم:2586)..
بل لابد للمسلم خاصة في زمن المصائب والشدائد والفتن أن يتنازل عن حظوظ نفسه ومصالحة الشخصية من أجل مصلحة العامة فالطمع والجشع وحب الذات يظهر في النفوس لأنه لا يثبت على الأخلاق العظيمة في مختلف الظروف إلا العظماء .. قال صلى الله عليه وسلم ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات .. وأهل المعروف في الدنيا .. هم أهل المعروف في الآخرة ) ( صححه الألباني في صحيح الجامع ).
أيها المؤمنون /عبــاد الله : -
ما أحوجنا إلى هذه المعاني السامية، وما أشد افتقارنا إلى التخلق بالرحمة والتعاطف والتكافل وهذه القيم العظيمة التي تضمّد جراح المنكوبين، والتي تواسي المستضعفين المغلوبين، وتدخل السرور على المحزونين وتعين المشردين والنازحين بسبب الحروب والصراعات والمشاكل والفتن ولا سيما في هذا العصر، الذي تتعرض فيه كثير من بلاد المسلمين للشدائد والمحن والذي تلاشت فيه الرحمة من أكثر الخلق، وقست فيه القلوب فلا يسمع في هذا العصر لصرخات الأطفال، ولا لأنين الثكلى، ولا لحنين الشيوخ، ولا لكلمة الضعفاء، لا يسمع فيه إلا للغة القوة، ومنطق القدرة، ومبدأ المصلحة الشخصية فأين نحن قول رسول الله صلي الله عليه و سلم: " أحب الناس إلى الله أنفعهم و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ". (صحيح الجامع/176) ..
وبين النبي صل الله عليه وسلم صورة من صور المجتمع المسلم وهم في أحلك الظروف وأشد الأوقات فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا ( أي: فني زادهم) فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْـمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ"(البخاري (2354)..
وأكد صل الله عليه وسلم على علاقة المسلم بأخيه المسلم فقال: : "الْـمُسْلِمُ أَخُو الْـمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(البخاري (2310)..وقال صلى الله عليه وسلم :( أيما أهل عرصة بات فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله" (صححه الشيخ شاكر في تخريج المسند -4880) ..
• قال محمَّد بن صبيحٍ: (لما قدم أبو الزِّناد الكوفة على الصَّدقات، كلَّم رجلٌ حمَّاد بن أبي سليمان في رجلٍ يكلِّم له أبا الزِّناد، يستعين في بعض أعماله، فقال حمَّاد: كم يؤمِّل صاحبك مِن أبي الزِّناد أن يصيب معه؟ قال: ألف درهمٍ، قال: فقد أمرت له بخمسة آلاف درهمٍ، ولا يبذل وجهي إليه، قال: جزاك الله خيرًا، فهذا أكثر ممَّا أمَّل ورجا. قال عثمان: وقال ابن السَّمَّاك: فكلَّمه آخر في ابنه أن يحوِّله مِن كتابٍ إلى كتاب، فقال للذي يكلِّمه: إنَّما نعطي المعلِّم ثلاثين كلَّ شهرٍ، وقد أجريناها لصاحبك مائة، دع الغلام مكانه).
• (وكان أبو مرثد أحد الكُرَماء، فمدحه بعض الشُّعراء، فقال للشَّاعر: والله ما عندي ما أعطيك، ولكن
قدِّمني إلى القاضي وادَّع عليَّ بعشرة آلاف درهم حتى أقرَّ لك بها، ثمَّ احبسني، فإنَّ أهلي لا يتركوني محبوسًا. ففعل ذلك، فلم يُمْس حتى دفع إليه عشرة آلاف درهم، وأُخْرج أبو مرثد مِن الحبس).
• وقال حمَّاد بن أبي حنيفة: (لم يكن بالكوفة أسخى على طعامٍ ومالٍ مِن حماَّد بن أبي سليمان، ومِن بعده خلف بن حوشبٍ).
• و(كان مورقٌ يتَّجر، فيصيب المال، فلا يأتي عليه جمعةٌ وعنده منه شيءٌ، وكان يأتي الأخ، فيعطيه الأربعمائة والخمسمائة، ويقول: ضعها لنا عندك. ثمَّ يلقاه بعد، فيقول: شأنك بها، لا حاجة لي فيها).
• وقال عبد الله بن الوسيم الجمَّال: (أتينا عمران بن موسى بن طَلْحَة ابن عبيد الله نسأله في دينٍ على رجلٍ مِن أصحابنا، فأمر بالموائد فنُصِبَت، ثمَّ قال: لا، حتى تصيبوا مِن طعامنا، فيجب علينا حقُّكم وذمامكم، قال: فأصبنا مِن طعامه، فأمر لنا بعشرة آلاف درهمٍ في قضاء دينه، وخمسة آلاف درهمٍ نفقةً لعياله).
• و(كان هشام بن حسَّان إذا ذكر يزيد بن المهلَّب يقول: إن كادت السُّفن لتجري في جوده).
• و(كان ناسٌ مِن أهل المدينة يعيشون لا يدرون مِن أين كان معاشهم، فلمَّا مات علي بن الحسين، فقدوا ذلك الذي كانوا يُؤْتَون باللَّيل.
• وقال أبو السَّوَّار العدويُّ: (كان رجالٌ مِن بني عدي يصلُّون في هذا المسجد، ما أفطر أحدٌ منهم على طعامٍ قطُّ وحده، إن وجد مَن يأكل معه أكل، وإلَّا أخرج طعامه إلى المسجد، فأكله مع النَّاس، وأكل النَّاس معه).
• و(كان يقال للفضل بن يحيى: حاتم الإسلام... وكان يقال: حدِّث عن البحر ولا حرج، وعن الفضل ولا حرج)
العنصر الخامس: الواجب علينا في هذه الأيام:
أمة الإسلام: الواجب علينا أن نطبق ما سمعنا و أن نترجمه ترجمة حرفية فورية إلى أرض الواقع فنبحث عن الفقراء و المساكين و نسأل عن اليتامى و الأرامل لنخفف عنهم لوعة الفقر و البأساء فلن ننال ما عند الله من نعيم و لن نرافق سيد الأولين إلا بمواساة هؤلاء عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أنا و كافل اليتيم كهاتين في الجنة هكذا و أشار بالسبابة و الوسطى "رواه البخاري.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "السَّاعي على الأرْمَلَةِ، والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله - وأحْسِبُهُ قال - وكالقائم لا يفْتُرُ، وكالصائم لا يُفْطِرُ".
وفي رواية عن صفوان بن سُلَيم، يَرْفَعُهُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السَّاعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو كالذي يصومُ النهار، ويقوم الليل". أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.tt
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ يُبَشِّرُهُمْ:
" قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، يُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَيُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مِنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ " شعب الإيمان
العنصر الثالث: جود النبي العدنان صلى الله عليه وسلم في رمضان:
أما جود النبي - صلى الله عليه وسلم - فمن سمت روحه و نهلت من معين جود الجواد -جل جلاله- فلا بد أن يتصف بصفاته و هي الجود فقد كان نبيك - صلى الله عليه وسلم - من أجود الناس فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ " أخرجه البخاري ومسلم.
ما قال لاء إلا في تشهده ♦♦♦ لولا التشهد كانت لاؤه نعم
وإنما كان جوده صلى الله عليه وسلم في رمضان خاصةً أكثر لثلاثة أسباب:
السبب الأول: لمناسبة رمضان، فإنَّ رمضان شهر تضاعف فيه الحسنات،
وترفع فيه الدرجات، فيتقرب فيه العبيد إلى مولاهم بكثرة الأعمال الصالحات.
السبب الثاني: كثرة قراءته صلى الله عليه وسلم للقرآن في رمضان، والقرآن فيه آيات كثيرة في الحث على الإنفاق في سبيل الله،
والتقلل من الدنيا والزهد فيها والإقبال على الآخرة، فيكون في ذلك تحريك لقلب الإنسان
لأن ينفق في سبيل الله، وحري بكل من يقرأ القرآن أن يكثر من الصدقة في سبيل الله.
السبب الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلقى جبريل في كل ليلة،
ولقاؤه لجبريل من باب مجالسة الصالحين، ومجالسة الصالحين تزيد في الإيمان وتحث على الطاعة،
فلذلك كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الصدقة في رمضان.
• صور مِن كرم النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وجوده:
لقد مثَّل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والقدوة الحسنة في الجُود والكَرَم، فكان أجود النَّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فكان أجود بالخير مِن الرِّيح المرسلة.
(وقد بلغ صلوات الله عليه مرتبة الكمال الإنساني في حبِّه للعطاء، إذ كان يعطي عطاء مَن لا يحسب حسابًا للفقر ولا يخشاه، ثقة بعظيم فضل الله، وإيمانًا بأنَّه هو الرزَّاق ذو الفضل العظيم).
أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غَنما بين جبَلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلِمُوا، فإن محمدا يعطي عطاءَ من لا يخشى الفقر، وإن كان الرجلُ لَيُسْلِمُ ما يُرِيد إلا الدنيا، فما يلبثُ إلا يسيرا حتى يكون الإسلام أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها". أخرجه مسلم.
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو أن لي مثل أحد ذهبا ما سرني أن يأتي على ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين ". أخرجه البخاري.
(إنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم، يقدِّم بهذا النَّموذج المثالي للقدوة الحسنة، لاسيَّما حينما نلاحظ أنَّه كان في عطاءاته الفعليَّة، مطبِّقًا لهذه الصُّورة القوليَّة التي قالها، فقد كانت سعادته ومسرَّته عظيمتين حينما كان يبذل كلَّ ما عنده مِن مال.
ثمَّ إنَّه يربِّي المسلمين بقوله وعمله على خُلُق حبِّ العطاء، إذ يريهم مِن نفسه أجمل صورة للعطاء وأكملها).
• وعن جبير بن مطعمٍ، أنَّه بينا هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه النَّاس، مقبلًا مِن حنينٍ، عَلِقَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سَمُرَةٍ، فَخطِفَتْ رداءه، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أعطوني ردائي، فلو كان عدد هذه العِضَاهِ نَعَمًا، لقسمته بينكم، ثمَّ لا تجدوني بخيلًا، ولا كذوبًا، ولا جبانًا)). رواه البخاري.
(( مَقْفَلَهُ )) أيْ: حَال رُجُوعِه. وَ(( السَّمُرَةُ )): شَجَرَةٌ. وَ(( العِضَاهُ )): شَجَرٌ لَهُ شَوْكٌ.
فما أعظم كرمه وجوده وسخاء نفسه، صلى الله عليه وسلم، وما هذه الصِّفة الحميدة إلَّا جزءٌ مِن مجموع الصِّفات التي اتصف بها حبيبنا صلى الله عليه وسلم، فلا أبلغ ممَّا وصفه القرآن الكريم بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚:
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
رمضـان شهـر الكـرم والجــود
للشيــخ/ السيــد مــراد ســلامــة
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
عناصر الخطبة:
العنصر الأول: فضل الجود والكرم.
العنصر الثاني: جود الله تعالى على عباده في رمضان.
العنصر الثالث: جود النبي العدنان صلى الله عليه وسلم في رمضان.
العنصر الرابع: نماذج مِن السَّلف في الكَرَم والجُود.
العنصر الخامس: الواجب علينا في هذه الأيام.
الخطبــة.الأولــى.cc
الحمد لله المجيب لكل سائل، التائب على العباد فليس بينه وبين العباد حائل.
جعل ما على الأرض زينة لها، وكل نعيم لامحالة زائل.
حذر الناس من الشيطان وللشيطان منافذ وحبائل.
فمن أسلم وجهه لله فذاك الكيّسُ العاقل، ومن استسلم لهواه فذاك الضال الغافل.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تنزه عن الشريك وعن الشبيه وعن المشاكل.
من للعباد غيره؟ ومن يدبر الأمر؟ ومن يعدل المائل؟ من يشفي المريض؟ من يرعى الجنين في بطن الحوامل؟
من يجيب المضطر إذا دعاه؟ ومن استعصت على قدرته المسائل؟
من لنا إذا انقضى الشباب وتقطعت بنا الأسباب والوسائل؟
لبِسْتُ ثَوبَ الرَّجَا وَالنَّاسُ قَدْ رَقَدُوا
وَقُمْتُ أَشْكُو إِلَى مَولَايَ مَا أَجِدُ!
وَقُلْتُ: يَا عُدَّتِي فِي كُلِّ نائبَةٍ
وَمنْ عَلَيْهِ لِكَشْفِ الضُّرِّ أعْتَمِدُ!
أَشْكُو إِلَيْك أُمُورًا أَنْتَ تَعْلَمُهَا
مَا لِي عَلَى حِمْلهَا صَبْرٌ وَلَا جَلَدُ!
وَقَدْ مَدَدتُّ يَدِيْ بِالضُّرِّ مُبْتَهِلًا
إِلَيْكَ يَا خَيرَ مَنْ مُدَّتْ إِلَيْهِ يَدُ!
فَلَا تَرُدَّنَّهَا يَا رَبِّ! خَائِبَةً
بَحْرُ جُودِكَ يَرْوِي كُلَّ مَنْ يَرِدُ!
ونصلي ونسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..
إلهي لا تعذبني فإني
مقر بالذي قد كان مني
ومالي حيلة إلا رجائي
وعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكم منزلة لي في البرايا
وأنت علي ذو فضل ومن
إذا فكرت في ندمي عليها
عضضت أناملي وقرعت سني
يظن الناس بي خيراً وإني
لشر الناس إن لم تعف عني
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 69، 70].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثاتها بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أمة الحبيب الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم حدثنا اليوم عن "فيض الودود في بيان أن رمضان شهر الكرم والجود" فهيا عباد الله لنتعرف على تلك المنزلة ولنرى فيض الله تعالى على عباده في شهر رمضان فبحار جوده زاخرة.
العنصر الأول: فضل الجود والكرم
• اعلموا عباد الله أن ثواب الجود والإنفاق عظيم، وقد رغَّبنا الله فيه في أكثر من موضع من القرآن الكريم، قال الله - تعالى -: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].
وقال تعالى: ﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 272].
وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274].
• الكرم بركة للمال، عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً [متفق عليه].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نَقَصَ مال من صدقة -أو ما نقصتْ صدقة من مال -وما زاد اللهُ عبدا بعفْو إِلا عزّا، وما تواضَعَ عبد لِلهِ إِلا رَفَعَهُ اللهُ". أخرجه مسلم، والترمذي.
أخي المسلم: لكل هذه الفضائل فإن المسلم يحب أن يكون كريمًا، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: قال رسول الله: "لا حَسَد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار". [البخاري].
إن منزلة الجهاد منزلة عظيمة لا يصل إليها إلا مَن عظمت الآخرة في نفسه،
وهانت الدنيا عنده، ورسخت محبة الله في سويداء قلبه، فعاش بالله ولله ومع الله.
بهذه العقيدة الصحيحة ربى الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه، فتسابقوا للجهاد، وواجهوا أعداء الله بثبات وإيمان، وحرصوا على الموت حرص غيرهم على الحياة، فنصر الله بهم الدين، وجعلهم أحياءً في الدارين، فهم أحياءٌ فوق الأرض بالعزةٍ والتمكين، وهم أحياءٌ تحت الأرض عند ربهم يرزقون.
وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذه الأمة عزّها في الجهاد، متى ما رفعت راية الجهاد كانت عاقبتها النصر والعزة والتمكين، ومتى ما استكانت ورضيت بالقعود وتركت الجهاد ضربت بالذلة، وتسلط عليها أعداؤها.
قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم". رواه أحمد وأبو داود عن ابن عمر وصححه الألباني.
وإذا عرفنا فضل الجهاد والاستشهاد، فإن الجهاد لا بد له من إعداد واستعداد.
إن غزوة بدر لم تكن مقطوعة الصلة بما سبقها من تربية طويلة بمكة ثم بالمدينة، حتى إذا قويت شوكة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقوي عود أصحابه شرع الله لهم الجهاد.
ليس الجهاد بأعمال طائشة، يقوم بها بعض المتهورين، دون علم راسخ، ونظر في المصالح والمفاسد.
ولهذا قرّر أهل العلم أن الأمة متى ما ضعفت أو كانت المصلحة في ترك الجهاد، فإن الأمة تؤخّر الجهاد أعني جهاد الطلب، ويبقى جهاد الدفع واجبًا بقدر الاستطاعة إذا دهم العدو بلاد المسلمين.
في هذه الغزوة تجلّت صور الحب الحقيقي لله ورسوله، والاستجابة لله وللرسول، وبرزت صفحات من البطولة والتضحية.
كان الصحابة يتسابقون إلى ساحات الجهاد، ويتنافسون على القتال في سبيل الله ونيل الشهادة، بل كان لصغار الصحابة نصيب من هذه البطولات، فهذا عمير بن أبي وقاص أخو سعد، حضر غزوة بدر وعمره ستة عشر عامًا، وكان قبل المعركة يتخفى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى لا يراه فيردَّه بسبب صغره، وسرعان ما اكتشف هذا البطل الصغير، فيؤتى به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما رآه صغيرًا ردّه عن المشاركة في المعركة، فتولى وهو يبكى، فلمّا رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- بكاءه وإصراره أجازه، فدخل المعركة، فقاتل حتى قتل، رضي الله عنهم أجمعين.
عبـاد ليل إذا جن الظـلام بهم
كم عابدٍ دمـعه بالـخد أجراه
وأسد غاب إذا لاح الجهـاد بهم
هبوا إلى الموت يستجدون لقياه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفرًا
يشيدون لنـا مـجدًا أضعـناه
درس في نصر الله تعالى لأوليائه، حيث استجاب الله دعاء رسوله وأصحابه، ونصر حزبه، وأنجز وعده، مع وجود الفارق في العدد والعدة: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ) [آل عمران: 123]، لقد أراد الله سبحانه أن يعرف المسلمون على مدى التاريخ أن النصر سنةٌ من سنن الله، وهو سبحانه إنما ينصر من ينصره، فليس النصر بالعدد والعدة فقط، وإنما هو بمقدار اتصال القلوب بقوة الله: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) [آل عمران: 126].
ونحن اليوم قبل أن نقول: أين نصر الله؟! نقول: أين المسلمون؟!
ومـا فتئ الزمان يدور حتى
مضـى بالمجـد قوم آخرونَ
وآلَمني وآلـم كـلَّ حـر
سؤال الدهر: أين المسلمونَ؟!
أين المسلمون، واليهود يدنسون المسجد الأقصى وينتهكون الحرمات في الأرض المباركة؟! أين المسلمون وديار الإسلام تضيع الواحدة تلو الأخرى؟!
لقد أصبح المسلمون اليوم مع كثرتهم غثاءً كغثاء السيل، كما أخبر عن ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وإذا أراد المسلمون نصر الله فلينصروا الله بالتمسك بدينه أولاً، ثم بالأخذ بأسباب النصر من قوةٍ وعُدة: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الروم: 4، 5].
يا قدس مهما الليل طال*** فلن يـدوم الاحتلال
الكفر ولّى لـن يعـود*** ولست في هذا مغال
الفجـر آتٍ لا مـحال * والظـلام إلى زوال
لاحت تباشـير الصباح * وجاء دورك يا بلال
ومن دروس هذه الغزوة، أن رابطة الدين وعقيدة الولاء والبراء أعظم من كل العلاقات والقرابات والأنساب.
ها هو عبد الرحمن بن أبي بكر بعدما أسلم، يقول لأبيه أبي بكر -رضي الله عنه-: لو رأيتني وأنا أُعرِض عنك في بدر حتى لا أقتلَك، فقال أبو بكر: أما إني لو رأيتك وقتئذٍ لقتلتك. ويقابل أبو عبيدة -رضي الله عنه- أباه في المعركة فيقتلَه. ويمر مصعب بن عمير بعد نهاية المعركة ورجل من الأنصار يأسِرُ أخاه أبا عزيز، فيقول مصعب: شدَّ وثاقه فإن أمَّه ذاتُ مال، فيقول أخوه: أهذه وصاتك بي؟! فيقول مصعب: هو -أي: الأنصاري- أخي دونك.
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚:
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
الــــــذكــــــــــــرى فـي دروس
غـــــــــزوة بـــــــدر الـــكـــــــــبرى
للشيح/ سـامي بن خـالد الحـمـــود
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
أهداف وعناصر الخطبة :
1/ ملابسات ملحمة بدر 2/ أحداث الغزوة الكبرى 3/ درس في منجية الشورى في الإسلام 4/ دروس مستفادة من غزوة بدر 5/ الاجتهاد في الطاعة في العشر الأواخر
الخطبـــة.الاولـــى.cc
عباد الله: ملحمة من ملاحم التاريخ، وحادثة فرّق الله بها بين الحق والباطل، كانت هذه الملحمة قبلَ أكثرَ من ألفٍ وأربعِمائةِ سنة، وفي شهر رمضان، شهرِ الجهاد والفتوحات، فبين الصيام والجهاد علاقة وثيقة، وصلة عميقة، فالصيام مجاهدة للنفس والشهوات والشيطان، والجهاد مغالبة لأعداء الرحمن.
بدأت الأحداث بعد مضي ليالٍ من رمضان في السنة الثانية بعد الهجرة، حيث بلغ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- خبرُ قافلةٍ تجاريةٍ قادمة من الشام إلى مكة، يقودها أبو سفيان وفيها أموال قريش، فندب -صلى الله عليه وسلم- المسلمين أن يخرجوا لاعتراضها لعل الله يكتُبها لهم، ويعوضُهم بعض ما أخذت منهم قريش عندما هاجروا من مكة.
خرج رسول الله بنفسه في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار، وكانت راية المهاجرين مع مصعب بن عمير وعلي بن أبي طالب، وراية الأنصار مع سعد بن معاذ، ولم يكن معهم سوى سبعين بعيرًا وفرسين، فكان الرجلان والثلاثة يتناوبون على ركوب البعير الواحد بما فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وعند أحمد بإسناد حسن عن عبد الله بن مسعود قال: كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، وكان أبو لبابة وعلي زميلَي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فإذا كان عقبة -يعني نوبة- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المشي قالا: اركب -يا رسول الله- حتى نمشي عنك، فيقول: "ما أنتما بأقوى على المشي مني، وما أنا بأغنى عن الأجر منكما".
وبلغ أبا سفيان خروجُ المسلمين لملاقاة القافلة، فبعث رجلاً اسمه ضَمْضَم الغفاري إلى مكة يستصرخ قريشًا أن ينفروا لحماية تجارتهم، فنهضوا مسرعين، وخرجوا من ديارهم كما قال -عز وجل-: (بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ) [الأنفال: 47].
ثم إن أبا سفيان انحرف إلى ساحل البحر فنجت القافلة، وكتب إلى قريش أن ارجعوا فإنما خرجتم لتحرِّزوا تجارتكم، فأتاهم خبرُه فهمّوا بالرجوع، فانبعث أشقاهم أبو جهل فقال: والله لا نرجع حتى نقدَمَ بدرًا فنقيمَ فيها، نطعمُ من حضرنا، ونسقي الخمر، وتعزفُ علينا القِيَان، يعني المغنيات، وتسمعُ بنا العرب، فلا تزال تهابنا أبدًا وتخافنا.
ولما بلغ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- خبرُ خروج قريش استشار أصحابه، فتكلم أبو بكر ثم عمر ثم المقداد فأحسنوا، ثم استشار النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس مرة أخرى، فعلم الأنصار أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إنما يعنيهم، فقال سعد بن معاذ: كأنك تُعرض بنا يا رسول الله، وكأنك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقًّا عليها أن لا تنصرك إلا في ديارهم، وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم: فامض بنا حيث شئت، وصِل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا منها ما شئت، وما أخذت منها كان أحبَ إلينا مما تركت، فوالله لئن سرت بنا حتى تبلغ البَرْك من غمدان -أقصى الجزيرة- لنسيرن معك، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ثم تكلم المقداد بمثل ذلك، فأشرق وجه الرسول بما سمع منهم وقال: "سيروا وأبشروا، فإن الله وعدني إحدى الطائفتين، وإني قد رأيت مصارع القوم".
وسار النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون إلى بدر، حتى نزلوا في أدنى ماء من بدر، فقال الحُبابُ: يا رسول الله: أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟! قال: "بل هو الرأي والحرب والمكيدة"، فقال الحُباب: يا رسول الله: فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم منزلة، ونغوّر ما وراءه من الماء، ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أشرت بالرأي"، وأخذ برأي الحباب.
وفي هذا الموقف درس في منهج الإسلام في الشورى والرأي، فما كان أمرًا لازمًا من الله فلا مجال للتقدم عليه أو التأخر عنه، وإنما الواجب إزاءه التنفيذ والالتزام. وأما ما كان من باب الرأي وتدبير أمور الدنيا وتقدير المصلحة فهو باب الاجتهاد بالعقل والاستشارة في الرأي.
وبينما المسلمون في بدر إذ لاح لهم جيش قريش، وكانوا قرابة الألف مدججين بالسلاح، معهم مائةُ فرس، وستمائةِ درع، وجمالٌ كثيرة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها، تجادل وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني"، وقام ورفع يديه واستنصر ربه وبالغ في التضرع، ورفع يديه حتى سقط رداؤه وهو يقول: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تَهلِك هذه العصابةُ من أهل الإسلام لا
ومن مفاسد الجوال ما يقع في الرسائل من مخالفات شرعية، فالمتابع لهذه الرسائل يجد أنها أصبحت مكانًا للكلام الساقط والبذيء، أو التافه الذي لا ينفع، وقد يتناقل بعض الناس رسائل قد يكون ظاهرها الخير، لكنها تشتمل على بعض المحظورات الشرعية من بدع ومخالفات، وأحاديث ضعيفة غير صحيحة، وإشاعة أخبار غير صحيحة.
عباد الله: كم من شبابنا وللأسف، ممن أدمنوا النظر إلى المقاطع الخليعة وصور النساء شبه العاريات، ولم يكتفوا بحفظها والنظر إليها فقط، بل راح كثير منهم ينشرونها ويتناقلونها بين أصحابهم وأقرانهم، ويهدونها إلى من يعرفون ومن لا يعرفون ؛ ولا يدركون مغبة ما يفعلون، فكم من السيئات كتبت في صحائفهم، وكم من الأخلاق هدمت بسببهم، يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].
تخيل معي هذا المشهد المتكرر!! أحدهم يرسل لصاحبه صورة واحدة فقط أو مقطعًا محرمًا، بل أقل الأمر صورة لامرأة متبرجة، فيقوم الثاني بإرسالها لغيره، والثالث إلى الرابع، وقد تصل كما تعلمون الرسالة في يوم أو يومين إلى مئة أو مئات، أو ربما آلاف الأشخاص، وقد ترسل إلى مشرق الأرض ومغربها، في دقائق أو ساعات، كل هؤلاء الذين وصلتهم الرسالة التي تحوي على أمر محرم، يحمل وزرهم جميعًا مرسل الرسالة الأولى ومن شارك في إرسالها، وكثير من الناس يتساهلون في مثل ذلك، ولا يستشعرون خطورة هذا الأمر، هذا لمن أرسل رسالة واحدة فقط ومقطع واحد، فكيف بمن يرسلون المقاطع والصور الكثيرة المحرمة، قال الله تعالى: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [النحل: 25]، وفي حديث أبي هريرة عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثلُ آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا».
عبد الله: تذكر قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، فكل نظرة نظرتها عيناك، وكل استماع سمعته أذناك، وكل حرف وكلمة كتبتها يداك، وكل نية سيئة نواها قلبك، أنت مسؤول ومحاسب عنها يوم القيامة، لنتق الله جميعا في هذا الجهاز وليكن حجة لنا لا علينا، شاهد لنا لا علينا، طريق إلى دخولنا الجنات وزيادة الحسنات، ولنحذر أن يكون طريق لا قدر الله إلى دخول النيران وزيادة السيئات، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24].
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا كما أمر، والشكر له وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، والصلاة والسلام على سيد البشر، وشفيعهم في المحشر، وعلى آله وصحبه أجمعين:
عباد الله: لنضع حدًا وعلاجًا لهذا الإدمان، ومن علاج ذلك محاولة التقليل من استخدام الجوال إلا في أوقات مختلفة، وألَّا يكون في كل وقت وحين، وأن نعوِّد أنفسنا في بعض الأوقات سواء كنا بمفردنا أو مع الناس أن نجلس بدونه ولا نخرجه إلا وقت الحاجة فقط، ومن العلاج أن نجعله في غرفة أخرى بعيدًا عن مكان جلوسنا خاصة في وقت النوم، كذلك أن يترك أفراد الأسرة الأجهزة عند جلوسهم مع بعضهم البعض.
أيها المؤمنون: كما أن للجوال مفاسد وآفات، فله كذلك فوائد ومنافع وخيرات، فالعاقل من استخدمه في ما ينفعه ويقربه إلى ربه، فبالجوال نقرأ آيات من القرآن من تلك التطبيقات الكثيرة للقرآن، وبه يصل المرء والديه، ويقضي حوائجهما، وبه يصل رحمه، وأقرباءه، وأصدقاءه، وبالجوال يسمع ما يرضي الله من مقاطع توعوية وتوجيهية، وقرآن، وبرسائل الجوال يستطيع المرء أن ينصح، ويوجه، ويرشد الناس، ويذكرهم بالأعمال الصالحات، كالصيام، والاستغفار، وذكر الله، والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبرسائل الجوال يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، كثير منا أيها الكرام ربما لا يستطيع أن يواجه الأخرين بالنصيحة خجلًا منهم، ولكن عن طريق الرسالة يسهل فعل ذلك بدون إحراج.
نعم أيها الكرام!! فبالجوال نستطيع أن نكسب آلاف الحسنات، وندعو إلى الخيرات، فاتقوا الله عباد الله، واشكروا نعمة ربكم بأن سخر لكم هذه الأجهزة، وتعاهدوا أبناءكم وبناتكم بالرعاية والرقابة، والنصح والتوجيه، وبيان مخاطر سوء استخدام هذه الأجهزة، جعلنا الله وإياكم من عباده الشاكرين، وحمانا وذرياتنا..
أما بعد: هكذا رأينا -عباد الله- كيف كان شهر رمضان هو شهر الانتصارات الرائعة لأمة الإسلام، وهي الانتصارات التي ضربت أروع الأمثلة على صدق معدن المسلمين، وكيف أنهم قد انطلقوا خلال هذا الشهر المبارك إلى ا
لعالمية، ووثبوا بإسلامهم إلى قلب القارة الأوروبية، وحطموا كل الأساطير القديمة والحديثة عن أعداء الأمة، وحطموا معها الأوهام وكسروا حاجز الخوف.
ويبقى -عباد الله- أن نعرف أن كل واحد منا يستطيع أن يجعل لنفسه من شهر رمضان شهرًا للانتصارات، نعم، إذا كان جهاد أعداء الأمة قد حقق للمسلمين انتصارات رائعة في رمضان، فإن جهاد النفس وترويض الشهوات يحقق لكل واحد منا انتصارات رائعة في رمضان، لا تقل روعة عن انتصارات السلف؛ ذلك أن السلف لم يحققوا الانتصارات الرائعة في ميادين القتال وساحات الوغى، إلا بعد أن حققوا الانتصار أولاً على أنفسهم وهواهم وشهواتهم، كما قال الله -عز وجل-: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69].
فلنجعل هذا الشهر شهر انتصار على الأحقاد والحسد والكراهية وفساد ذات البين، لنجعله شهر انتصار على قطيعة الأرحام والعجز والكسل والغفلة، لنجعله شهر انتصار على الشيطان ووساوسه وكيده، لنجعله شهر انتصار على الذنوب والمعاصي وتسويف التوبة، شهرًا للانتصار على خذلان المستضعفين وترك المظلومين.
عندها نصل إلى ما وصل إليه الأولون، ونحقق مثل انتصاراتهم وأمجادهم.
============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.tt