salafi_s | Unsorted

Telegram-канал salafi_s - غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

3193

قال شيخُ الإسلامِ الإمامُ أبو عبدِ اللهِ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ: "إنِ استطعتَ ألَّا تحكَّ رأسَك إلَّا بأثَرٍ فافْعَلْ!". بوت القناة: @G_Salafi_bot http://saifalshami.sarhne.com

Subscribe to a channel

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

سوريا، بلدي الجميلةُ.. أنهكتْها الحروبُ على مدارِ أربعةَ عشرَ عامًا..
فكانت هذه السّنين العجافُ دمويّةً وحشيّةً؛ من قتلٍ وقصفٍ وتهجيرٍ واعتقالٍ وتدميرٍ وشتّى أنواع الظُّلم!

ففُرِضَتْ على النّظام البائد عقوباتٌ بمُوجَب قانون (قيصر)؛ فزادتْ هذه العقوبات أزماتٍ اقتصاديَّةً ومشاكلَ أخرى على الشّعب.. حتّى عمّ الفقرُ في سوريا وانتشر!

وهاي هي الفرحةُ اليومَ تعمُّ وتجوبُ سوريا أجمعَ بإعلانِ رفع العقوباتِ عنها بعد خمسةِ شهورٍ! من تحريرِها من رجسِ الأسدِ وأذنابه.

يا ربّ لك الحمدُ..

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

مِزاحٌ ومُلاطفةٌ في بيتِ النُّبوَّةِ:

قال الإمامُ أبو داودَ السِّجِسْتانيُّ في السُّنَنِ له ( ٤٩٩٩ ): حدَّثنا يحيى بنُ معينٍ، حدَّثنا حجَّاجُ بنُ مُحمَّدٍ، حدَّثنا يُونُسُ بنُ أبي إسحاقَ، عن أبي إسحاقَ، عن العيزارِ بنِ حُرَيثٍ، عن النُّعمانِ بنِ بشيرٍ قال: استأذنَ أبو بكرٍ رحمةُ اللهِ عليه على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَمِعَ صوتَ عائشةَ عاليًا، فلمَّا دخل تناوَلَها لِيَلطِمَها، وقال: ألا أراكِ ترفعينَ صَوتَكِ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فجعل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحجُزُهُ، وخرج أبو بكرٍ مُغضَبًا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين خرج أبو بكرٍ: "كيف رأيتِني أَنقَذتُكِ من الرجلِ؟".
قال: فمكث أبو بكرٍ أيَّامًا، ثم استأذنَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فوجَدَهُما قد اصطلحا، فقال لهما: أدخِلاني في سِلمِكُما كما أَدخَلتُماني في حَربِكُما، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "قد فعلنا، قد فعلنا".

وفي روايةٍ: "ثم جاء أبو بكرٍ، فاستأذنَ عليه، فوجَدَهُ يُضاحِكُها".

وهذا حديثٌ صحيحٌ.
وهذا الإسنادُ حسنٌ؛ يونسُ بنُ أبي إسحاقَ صدوقٌ، وقد تابَعَهُ ابنُه إسرائيلُ كما سيأتي.
وباقي رجالِه ثِقاتٌ أئمَّةٌ.

وهذا الإسنادُ من المَزِيدِ في مُتَّصِلِ الأسانيدِ؛ فإنَّ يُونسَ بنَ أبي إسحاقَ سَمِعَهُ من أبيه أبي إسحاقَ، وسَمِعَه من العَيزارِ بنِ حُرَيثٍ مباشرةً.

ورواه الإمامُ أحمدُ ( ١٨٣٩٤ ) وكذا في فضائلِ الصَّحابةِ ( ٣٨ ) قال: حدَّثنا وكيعٌ، عن إسرائيلَ، عن أبي إسحاقَ، عن العَيزارِ بنِ حُرَيثٍ، به.

وهذا إسنادٌ صحيحٌ، وهنا تابعَ إسرائيلُ أباه يُونسَ.
وإسرائيلُ من أثبتِ النَّاسِ في جدِّه أبي إسحاقَ.

ورواه أحمدُ ( ١٨٤٢١ ) وكذا في فضائلِ الصَّحابةِ ( ٣٩ ) قال: حدَّثنا أبو نُعَيمٍ، حدَّثنا يُونُسُ، حدَّثنا العيزارُ بنُ حُرَيثٍ، به، نحوَهُ.

وهذا إسنادٌ حسنٌ، وهو من المَزِيدِ في مُتَّصِلِ الأسانيدِ.

قال الطِّيبيُّ: "وإبعادُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبا بكرٍ عن عائشةَ تطييبًا ومُمازحةً، كلُّ ذلك داخلٌ في المِزاحِ، لذا أورده أبو داودَ في بابِ المِزاحِ". اهـ

ورواه النَّسائيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ٨٤٤١ و٩١١٠ )، والبزَّارُ ( ٣٢٧٥ )، والطَّحاويُّ في شرحِ مُشكِلِ الآثارِ ( ٥٣٠٩ )، وابنُ قانعٍ في مُعجَمِ الصَّحابةِ ( ٣ / ١٤٤ )، والذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٠ / ١٤٣ ) من طريقِ يُونُسَ بنِ أبي إسحاقَ، عن العَيزارِ بنِ حُرَيثٍ، عن النُّعمانِ بنِ بشيرٍ، به.

ورواه أبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا في العِيالِ ( ٥٦١ ) من طريقِ إسرائيلَ، عن أبي إسحاقَ، عن العيزارِ بنِ حُرَيثٍ، مُرسَلًا، لم يذكُرْ فيه النُّعمانَ بنَ بشيرٍ.

وصحَّحهُ ابنُ حجرٍ، والهيثميُّ، والألبانيُّ، وغيرُهم.

جاء في بعضِ المصادرِ سببُ رفعِ صوتِ أُمِّ المُؤمنينَ رضي اللهُ عنها، فإنَّها قالَتْ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "واللهِ لقد عرفتُ أنَّ عليًّا أحبُّ إليك من أبي".

لكن ثبتَ في الصَّحيحَينِ: البُخاريِّ ( ٣٦٦٢ و٤٣٥٨ )، ومُسلِمٍ ( ٢٣٨٤ ) أنَّ عَمرَو بنَ العاصِ رضي اللهُ عنه سألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ النَّاسِ أحبُّ إليكَ؟ قال: "عائِشةُ"، فقلتُ: من الرِّجالِ؟ فقال: "أبوها"، قلتُ: ثم مَن؟ قال: "ثم عُمرُ بنُ الخطَّابِ"، فعدَّ رِجالًا.

وكذلك أجمعَ أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ والمُسلِمُونَ كلُّهم -بما فيهم الصَّحابةُ- على أنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ أفضلُ الأُمَّةِ قاطِبةً بعد الأنبياءِ.

وانظُرْ -لِزامًا- شرحَ مُشكِلِ الآثارِ ( ١٣ / ٣٢٣ - ٣٣٤ بابُ بيانِ مُشكِلِ ما رُوِيَ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أحبِّ النَّاسِ كان إليه ) للإمامِ أبي جعفرٍ الطَّحاويِّ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

الاقتِصادُ في الموعظةِ:

روى عبدُ الرَّزَّاقِ في المُصنَّفِ ( ٣ / ٢١٩ - ٢٢٠ برقم ٥٤٠٢ ): عن مَعمَرٍ، عن ابنِ خُثَيمٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عِياضٍ قال: دخل عُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ على عائِشةَ فسألَتْ: مَن هذا؟ فقال: أنا عُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ، قالَتْ: عُمَيرُ بنُ قتادةَ؟ قال: نعم، يا أُمَّتَاهُ، قالَتْ: أما بَلَغَني أنَّكَ تجلِسُ ويُجلَسُ إليك؟ قال: بلى يا أُمَّ المُؤمِنِينَ، قالَتْ: فإيَّاكَ وتقنيطَ النَّاسِ وإهلاكَهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا إسنادٌ حسنٌ؛ ابنُ خُثَيمٍ -وهو عبدُ اللهِ بنُ عُثمانَ بنِ خُثَيمٍ القاريُّ المكِّيُّ- صدوقٌ، وسائرُ رجالِه ثقاتٌ.

"عن عبدِ اللهِ بنِ عِياضٍ": هكذا في المطبوعِ، وهو خطأٌ، إنَّما هو عُبَيدُ اللهِ، وهو ابنُ عِياضِ بنِ عَمرٍو القاريُّ، تابعيٌّ ثقةٌ.
يروي عن أُمِّ المُؤمنينَ عائشةَ، وجابرِ بنِ عبدِ اللهِ، وأبي سعيدٍ الخُدريِّ، وغيرِهم.

وعُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ ثِقةٌ جليلٌ من كبارِ التَّابعينَ، من أبناءِ الصَّحابةِ؛ فأبوه عُمَيرُ بنُ قتادةَ صحابيٌّ.
وكان إمامًا واعِظًا مُفسِّرًا، قاصَّ أهلِ مكَّةَ في زمانِه، وكان عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ يحضرُ مجالِسَهُ ومواعِظَهُ.

وقال الفاكهيُّ في أخبارِ مكَّةَ ( ٢ / ٣٣٨ - ٣٣٩ برقم ١٦٢٢ ): حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ أبي عُمَرَ قال: ثنا سُفيانُ، عن عَمرِو بنِ دِينارٍ، عن عطاءٍ قال: دخلتُ أنا وعُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ على عائشةَ رضي اللهُ عنها فقالَتْ: "لا هِجرةَ بعد الفتحِ، وقالَتْ لعُبَيدٍ: اقْصُصْ يومًا ودَعْ يومًا؛ لا تُمِلَّ النَّاسَ".

وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه ثقاتٌ.
وسُفيانُ هو ابنُ عُيَينةَ، وعطاءٌ هو ابنُ أبي رباحٍ.

ورواه ابنُ سعدٍ في الطَّبَقاتِ الكُبرى ( ٥ / ٤٦٣ - ٤٦٤ ) قال: أخبرنا الفضلُ بنُ دُكَينٍ قال: حدَّثنا أبو بكرِ بنُ عيَّاشٍ، عن عبدِ الملكِ، عن عطاءٍ قال: دخلتُ أنا وعُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ على عائشةَ فقالَتْ: مَن هذا؟ فقال: أنا عُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ، قالَتْ: قاصُّ أهلِ مكَّةَ؟ قال: نعم، قالَتْ: "خفِّفْ، فإنَّ الذِّكرَ ثقيلٌ".

وهذا إسنادٌ صحيحٌ.
وعبدُ الملكِ هو ابنُ أبي سُلَيمانَ العَرزَميُّ.

وانظُرْ زيارةَ عطاءٍ وعُبَيدٍ لعائشةَ رضي اللهُ عنها في صحيحِ البُخاريِّ ( ٣٠٨٠ و٣٩٠٠ و٤٣١٢ ).

ويُنظَرُ: روايةُ ابنِ حبَّانَ هنا:
/channel/Salafi_s/9845

وروى البُخاريُّ ( ٧٠ )، ومُسلِمٌ ( ٢٨٢١ ) عن أبي وائلٍ قال: كان عبدُ اللهِ -يعني ابنَ مسعودٍ- يُذكِّرُ النَّاسَ في كلِّ خميسٍ، فقال له رجلٌ: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ، لوددتُ أنَّكَ ذكَّرتَنا كلَّ يومٍ،  قال: "أما إنَّهُ يمنعُني من ذلك أنِّي أكرهُ أن أُمِلَّكُم، وإنِّي أتخوَّلُكم بالموعظةِ كما كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتخوَّلُنا بها؛ مخافةَ السَّآمةِ علينا".

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال ابنُ سعدٍ في الطَّبَقاتِ الكُبرى ( ٢ / ٣٧٥ - ٣٧٦ ): أخبرنا مُحمَّدُ بنُ عُمَرَ، أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ حفصٍ العُمَريُّ، عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ القاسمِ، عن أبيه قال: "كانَتْ عائشةُ قدِ استقلَّتْ بالفتوى في خلافةِ أبي بكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ وهلُمَّ جرًّا إلى أن ماتَتْ يرحمُها اللهُ، وكُنتُ مُلازِمًا لها مع بِرِّها بي، وكنتُ أُجالِسُ البحرَ ابنَ عبَّاسٍ، وقد جلستُ مع أبي هُرَيرةَ، وابنِ عُمَرَ فأكثرتُ، فكان هناك -يعني ابنَ عُمَرَ- ورعٌ، وعِلمٌ جمٌّ، ووُقوفٌ عمَّا لا عِلمَ له به".

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لحالِ مُحمَّدِ بنِ عُمَرَ الواقديِّ، ولضعفِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ حفصٍ العُمَريِّ.

والقاسمُ هو ابنُ مُحمَّدِ بنِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، الإمامُ القُدوةُ الحُجَّةُ، عالِمُ وقتِه بالمدينةِ مع سعيدِ بنِ المُسيّبِ، وسالمٍ، وعُروةَ، وأبي سلمةَ، وخارجةَ.
يروي عن عمَّتِه عائشةَ أُمِّ المُؤمنينَ كثيرًا، وعن ابنِ عمَّتِه عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ، وابنِ عبَّاسٍ، وابنِ عُمَرَ، وأبي هُرَيرةَ، وغيرِهم.

وكان أعلمَ النَّاسِ بحديثِ عائشةَ مع ابنِ عمَّتِه عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ.

ورواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٤٩ / ١٦٥ ) من طريقِ ابنِ سعدٍ، بهذا الإسنادِ واللَّفظِ.

وذكَرَ الأثرَ: المِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ٢٣ / ٤٣٠ - ٤٣١ )، والذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٥ / ٥٥ ).

وعند المزِّيِّ: "قد اشتغلت" بدل "قد استقلَّت".
وعنده وعند الذَّهبيِّ: "مُلازِمًا لها مع تُرَّهاتي" بدل "برِّها لي".
والتُّرَّهاتُ: الأباطيلُ والكلامُ الخالي عن النَّفعِ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال الحاكمُ النَّيسابوريُّ في المُستَدرَكِ على الصَّحيحَينِ ( ٦٧٣٤ ): حدَّثنا عليُّ بنُ حَمشَاذٍ العدلُ، ثنا بِشرُ بنُ مُوسى، ثنا الحُمَيديُّ، ثنا سُفيانُ، عن الزُّهريِّ قال: "لو جُمِعَ عِلمُ النَّاسِ كلِّهم، ثم عِلمُ أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لكانَتْ عائِشةُ أوسَعَهُم عِلمًا".

وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه ثقاتٌ.

وسُفيانُ هو ابنُ عُيَينة.
والزُّهريُّ هو مُحمَّدُ بنُ مُسلمِ بنِ عُبَيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ شِهابٍ الزُّهريُّ القُرَشيُّ المَدَنيُّ، الحُجَّةُ الإمامُ، حافظُ زمانِه، المُتَّفَقُ على جلالتِه وإتقانِه.
وعدادُه في صغارِ التَّابعينَ، وجلُّ روايتِه عن كبارِ التَّابعينَ.

وقال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ في العِلَلِ ومعرفةِ الرِّجالِ ( ٣ / ١٧٥ برقم ٤٧٧٦ ): وجدتُ في كتابِ أبي: حدَّثنا إبراهيمُ بنُ خالدٍ قال: حدَّثني رباحٌ، قال: حدَّثني مَعمَرٌ، عن الزُّهريِّ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "لو جُمِعَ عِلمُ نساءِ هذه الأُمَّةِ، فيهنَّ أزواجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كان عِلمُ عائشةَ أكبرَ من عِلمِهِنَّ".

ورواه الطَّبرانيُّ في المُعجَمِ الكبيرِ ( ٢٣ / ١٨٤ برقم ٢٩٩ ) قال: حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ قال: وجدتُ في كتابِ أبي، به.

ورواه الخلَّالُ في السُّنَّةِ ( ٧٥٣ ) قال: قُرِئَ على عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ قال: وجدتُ في كتابِ أبي، به.

وهذا إسنادٌ رجالُه ثقاتٌ، غيرَ أنَّه مُرسَلٌ!

وذكَرَهُ من قولِ الزُّهريِّ: ابنُ عبدِ البرِّ في الاستِيعابِ ( ٢ / ٥٤٦ )، والمِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ٣٥ / ٢٣٥ )، والذَّهبيُّ في تاريخِ الإسلامِ ( ٢ / ٥٠٩ ) وفي سِيَرِ الأعلامِ ( ٢ / ١٨٥ - ١٩٩ )، وابنُ كثيرٍ في البدايةِ والنِّهايةِ ( ١١ / ٣٣٨ )، والصَّفديُّ في الوافي بالوَفَياتِ ( ١٦ / ٣٤٢ )، والزّركشيُّ في الإجابةِ لإيرادِ ما استَدرَكَتْهُ عائشةُ على الصَّحابةِ ( ص٥٦ )، وابنُ سيِّدِ النَّاسِ في عُيونِ الأثَرِ ( ٢ / ٣٩٥ )، وابنُ حجرٍ في الإصابةِ ( ١٤ / ٣٠ ).

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

"وما من مُرِيدٍ للحقِّ رأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجالَسَهُ إلَّا شغف به حُبًّا، وما قام من مجلسِه إلَّا وهو من أحبابِه ولو كان قبل ذلك من ألدِّ أعدائِه.!
فكيف كان حالُ أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه في هذا الشَّأنِ؟ وقد أكرَمَهُ اللهُ تعالى بصُحبةِ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وخدمتِه عشرَ سنين! لقي فيها من طِيبِ مُعامَلةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولُطفِه وأُنسِه ما لقي..!".

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال التِّرمذيُّ ( ٣٨٨٣ ): حدَّثنا حُمَيدُ بنُ مَسعَدةَ قال: حدَّثنا زيادُ بنُ الرَّبيعِ قال: حدَّثنا خالدُ بنُ سَلَمةَ المخزوميُّ، عن أبي بُردةَ، عن أبي مُوسى قال: "ما أشكل علينا أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حديثٌ قطُّ، فسألنا عائِشةَ؛ إلَّا وجدنا عندها منه عِلمًا".

قال التِّرمذيُّ: "هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ".
قلتُ: وهو كما قال، وهذا إسنادٌ صحيحٌ.

وأبو مُوسى هو الأشعريُّ، الصَّحابيُّ الجليلُ عبدُ اللهِ بنُ قيسٍ.
وأبو بُردةَ ابنُه.

ورواه ابنُ الجوزيُّ في المُنتَظَمِ ( ٥ / ٣٠٣ ) من طريقِ التِّرمذيِّ، بهذا الإسنادِ.

ورواه ابنُ سعدٍ في الطَّبَقاتِ الكُبرى ( ٢ / ٣٧٥ ) قال: أخبرنا عُبَيدُ اللهِ بنُ عُمرَ، أخبرنا زيادُ بنُ الرَّبيعِ، به.
ولفظُه: "ما كان أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يشكُّونَ في شيءٍ إلّّا سألوا عنه عائشةَ، فيجدونَ عندها من ذلك عِلمًا".

ويُنظَرُ سؤالُ أبي مُوسى لعائشةَ رضي اللهُ عنهما في صحيح مُسلِمٍ ( ٣٤٩ ).

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

لفتةٌ من أهلِ الحديثِ مُهمَّةٌ!

حديثُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "..وايمُ اللهِ لو أنَّ فاطمةَ بنتَ مُحمَّدٍ سرَقَتْ لقطعتُ يدَها":

قال ابنُ ماجه عَقِبَ هذا الحديثِ ( ٢٥٤٧ ): قال مُحمَّدُ بنُ رُمحٍ: سمعتُ اللَّيثَ بنَ سعدٍ يقولُ: "قد أعاذها اللهُ عزَّ وجلَّ أن تسرقَ، وكلُّ مُسلمٍ ينبغي له أن يقولَ هذا".

وفي روايةٍ: "ينبغي لمن سمع هذا الحديثَ أن يقولَ: أعاذها اللهُ من ذلك".!

ذكَرَه السَّخاويُّ في الإعلانِ بالتَّوبيخِ ( ص٢٢٠ ) واستَحْسَنَهُ.

واللَّيثُ بنُ سعدٍ أحدُ رُواةِ هذا الحديثِ.. انظُرْ صحيحَ البُخاريِّ ( ٣٤٧٥ و٦٧٨٧ )، وصحيحَ مُسلمٍ ( ١٦٨٨ ).

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

فالظَّاهرُ أنَّ الحديثَ معلولٌ كما بيَّنَهُ هؤلاءِ الحُفَّاظُ الكبارُ.
وقولُ الإمامِ الزُّهريِّ: "مَن لا أتَّهمُ": التَّوثيقُ هكذا على الإبهامِ لا يُعتَدُّ به، فلا بُدَّ من تسميتِه، ومعرفةِ كلامِ أئمَّةِ الجرحِ والتَّعديلِ فيه.

وقد خالفَ مَعمرًا جمعٌ من الرُّواةِ؛ فرَوَوهُ عن الزُّهريِّ، عن المُبهَمِ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، وهم:

١ - عْقَيلُ بنُ خالدٍ الأيليُّ القُرَشيُّ الأُمَويُّ، وهو ثقةٌ ثبتٌ من جلَّةِ أصحابِ الزُّهريِّ.

أخرجَ روايتَهُ ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٢٠ / ٣٢٦ - ٣٢٧ ) من طريقِ ابنِ وهبٍ، أخبرني حَيوةُ، أخبرني عُقَيلٌ، عن ابنِ شهابٍ، حدَّثني مَن لا أتَّهمُ عن أنسٍ، به.

وذكَرَهُ من هذا الطَّريقِ: البيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٩ / ٩ )، والذَّهبيُّ في السِّير ( ١ / ١٠٩ )، وابنُ كثيرٍ في البدايةِ والنِّهايةِ ( ١١ / ٢٩٠ ).

وقد خالفَ حيوةَ: عبدُ اللهِ بنُ لهيعةَ؛ فرواه البزَّارُ ( ٦٣٠٧ ) من طريقِ ابنِ لهيعةَ، عن عُقَيلٍ، عن الزُّهريِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، فذكره.

وحَيوةُ بنُ شُرَيحٍ ثقةٌ، وابنُ لهيعةَ ضعيفٌ سيِّءُ الحِفظِ، وروايةُ حَيوةَ أرجحُ.

٢ - شُعَيبُ بنُ أبي حمزةَ القُرَشيُّ الأمويُّ الحِمصيُّ، وهو ثقةٌ ثبتٌ من جلَّةِ أصحابِ الزُّهريِّ.

أخرجَ روايتَهُ البيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٦١٨٢ ) من طريقِ أبي اليمانِ الحكمِ بنِ نافعٍ، أخبرني شُعَيبٌ، عن الزُّهريِّ قال: حدَّثني مَن لا أتَّهِمُ، عن أنسِ بنِ مالكٍ.

٣ - مُعاويةُ بنُ يحيى الصَّدَفيُّ، وهو ضعيفٌ إلَّا في روايةِ الشَّاميِّينَ عنه، فإنَّه مُستقيمٌ:

أخرج روايتَهُ الخرائطيُّ في مساوئِ الأخلاقِ ( ٧٧١ ) من طريقِ الهِقلِ بنِ زيادٍ، عن الصَّدَفيِّ، حدَّثني الزُّهريُّ، حدَّثني مَن لا أتَّهِمُ عن أنسٍ.
والهِقلُ بنُ زيادٍ شاميٌّ.

٤ - إسحاقُ بنُ راشدٍ الجَزَريُّ الحرَّانيُّ، وهو ثقةٌ، وفي حديثِه عن الزُّهريِّ بعضُ الوهمِ.

أشار إلى روايتِه الكِنانيُّ كما ذكره المزِّيُّ في تُحفةِ الأشرافِ ( ١ / ٦٦٧ ).

فهؤلاء الأربعةُ خالفوا مَعمرًا؛ فرَوَوهُ عن الزُّهريِّ قال: حدَّثني مَن لا أتَّهِمُ عن أنسٍ.

فهذه هي الرِّوايةُ المحفوظةُ كما رجَّحَِ ذلك الدَّارقُطنيُّ والكنانيُّ والبيهقيُّ وابنُ حجرٍ وغيرُهم.

وأمَّا قولُه في روايةِ عبدِ الرَّزَّاقِ عن مَعمَرٍ، عنه قال: أخبرني أنسٌ؛ فيُحتَملُ أنَّه خطأٌ، وخاصَّةً أنَّ ابنَ المُبارَكِ رواه عن معمرٍ، عن الزُّهريِّ، عن أنسٍ، هكذا بالعنعنةِ.
والإمامُ الزُّهريُّ -على إمامتِه وجلالتِه وإتقانِه المُتَّفَقِ عليه- قد وُصِفَ بالتَّدليسِ على وجهِ النُّدرةِ، كما وصَفَهُ بهذا غيرُ واحدٍ من العُلَماءِ.

والزُّهريُّ من صغارِ التَّابعينَ، وأكثرُ روايتِه عن كبارِ التَّابعينَ وغيرِهم، ويروي أحيانًا عن صغارِ الصَّحابةِ، كأنسِ بنِ مالكٍ، وغيرِه.
ومع هذا؛ فقد دلَّسَ هذه القِصَّةَ عن أنسٍ.

والتَّدليسُ النَّادرُ لا حُكمَ له في الجُملةِ، ولا سيما عند مَن ينتقي الرِّواياتِ، كالبُخاريِّ ومُسلِمٍ؛ إذ في صحيحَيهما رِواياتٌ كثيرةٌ عن الزُّهريِّ بالعنعنةِ.
أمَّا إذا قامَتِ القرائنُ، ولاحَتِ الأدلَّةُ والبراهينُ على وُقوعِ التَّدليسِ؛ فالحُكمُ له دون تردُّدٍ.

فالخُلاصةُ: أنَّ هذا القصَّةَ ضعيفةٌ من حيثُ الصَّنعةُ الحديثيَّةُ، وفي متنِها نكارةٌ، وهي قولُ عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ: "إنِّي لَاحَيتُ أبي، فأقسمتُ ألَّا أدخلَ عليه ثلاثًا"، وهذا كذبٌ يُنزَّهُ عنه أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

ولها شواهدُ، لكن لا يُفرَحُ بها، فلا داعيَ لذِكرِها.

واللهُ تعالى أعلمُ . . .

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

( ..وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ).

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

عيّدوا لحالكم، نحن صايمين 😂

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

عن مُعاوِيةَ بنِ أبي سُفيانَ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "التمسوا ليلةَ القدرِ آخرَ ليلةٍ من رمضانَ".

وقال أبو بكرةَ الثَّقَفيُّ رضي اللهُ عنه: ما أنا بطالبِها إلَّا في العشرِ الأواخرِ بعدَ شيءٍ سمعتُه من رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ، سمعتُه يقولُ: "التمسوها في العشرِ الأواخرِ من تِسعٍ يَبقَينَ، أو سَبعٍ يَبقَينَ، أو خمسٍ يَبقَينَ، أو ثلاثٍ يَبقَينَ، أو آخرِ ليلةٍ".

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

إنَّ ليلتَكم هذه - سبعًا وعشرين - هي أرجى ليالي العشر في موافقة ليلة القدر، فاعمروها قدر استطاعتكم بالصَّلاة والاعتكاف وقراءة القرآن والدُّعاء، متَّبعين هديَ نبيِّكم ﷺ؛ فإنَّ أولى الناس بشرف الليلة، وأوفرهم حظًّا فيها؛ هم أتباعُ سنتِه ﷺ.

#تغريد_العصيمي

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

الحمدُ للهِ، وبعدُ:

روى البُخاريُّ ( ٢٠٢٤ ) عن عائشةَ رضي اللهُ عنها، قالَتْ: "كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخل العشرُ شدَّ مِئزَرَهُ، وأحيا ليلَهُ، وأيقظَ أهلَهُ".

وفي روايةٍ عند مُسلِمٍ ( ١١٧٤ ): "إذا دخل العشرُ أحيا اللَّيلَ، وأيقظَ أهلَهُ، وجدَّ، وشدَّ المِئزَرَ".

"شدَّ مِئزَرَهُ": أي: اعتزلَ النِّساءَ، واجتهدَ في العبادةِ.

وقالَتْ رضي اللهُ عنها فيما رواه عنها مُسلِمٌ ( ١١٧٥ ): "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجتهدُ في العشرِ الأواخرِ ما لا يجتهدُ في غيرِه".

- ليلةُ القدرِ:
روى البُخاريُّ ( ١٩٠١ و٢٠١٤ )، ومُسلِمٌ ( ٧٦٠ ) عن أبي هُرَيرةَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا؛ غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه".

وروى البُخاريُّ ( ٢٠١٧ )، ومُسلِمٌ ( ١١٦٩ ) عن عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "تَحَرَّوْا ليلةَ القدرِ في الوِترِ من العشرِ الأواخرِ من رمضانَ".

وروى مُسلِمٌ ( ١١٦٥ ) عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "مَن كان مُلتَمِسَها؛ فليلتَمِسْها في العشرِ الأواخرِ".

وفي روايةٍ عند مُسلِمٍ: "تَحَيَّنُوا ليلةَ القدرِ في العشرِ الأواخرِ".
أي اطلبوا حِينَها، وهو زمانُها.

وروى البُخاريُّ ( ٢٠٢١ ) عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ ليلةَ القدرِ".

وروى مُسلِمٌ ( ١١٦٦ ) عن أبي هُرَيرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "الْتَمِسُوها في العشرِ الغوابرِ".

وقال أحمدُ ( ٢٠٤١٧ ): حدَّثنا يزيدُ بنُ هارونَ، أخبرنا عُيَينةُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، عن أبيه، قال: ذكرتُ ليلةَ القدرِ عندَ أبي بكرةَ، فقال: ما أنا بمُلتَمِسِها بعدما سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا في عشرِ الأواخرِ، سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ، في الوِترِ منه".
قال: فكان أبو بكرةَ يُصلِّي في العِشرينَ من رمضانَ كصلاتِه في سائرِ السَّنَةِ، فإذا دخلَ العشرُ اجتهدَ.

وفي روايةٍ ( ٢٠٤٠٤ ): "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ من تِسعٍ يَبقَينَ، أو سبعٍ يَبقَينَ، أو خمسٍ يَبقَينَ، أو ثلاثٍ يَبقَينَ، أو آخرِ ليلةٍ".

وهذا إسنادٌ صحيحٌ.
ووالدُ عُيَينةَ هو عبدُ الرَّحمنِ بنُ جَوشَنٍ الغَطَفانيُّ، زوجُ بنتِ أبي بكرةَ رضي اللهُ عنه.
ورواهُ التِّرمذيُّ ( ٧٩٤ ) وقال: "هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ".

وروى البُخاريُّ ( ٢٠١٥ )، ومُسلِمٌ ( ١١٦٥ ) عنِ ابنِ عُمَرَ أنَّ رِجالًا من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُرُوا ليلةَ القدرِ في المنامِ في السَّبعِ الأواخرِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أرى رُؤياكم قد تواطأتْ في السَّبعِ الأواخرِ، فمَن كان مُتَحَرِّيَها فلْيَتَحرَّها في السَّبعِ الأواخرِ".

وروى مُسلِمٌ ( ١١٦٥ ) عن ابنِ عُمَرَ قال: رأى رجلٌ أنَّ ليلةَ القدرِ ليلةُ سَبعٍ وعشرينَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أرى رُؤياكم في العشرِ الأواخرِ، فاطلُبوها في الوِترِ منها".

وروى مُسلِمٌ أيضًا ( ١١٦٥ ) عن ابنِ عُمَرَ أنَّه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ -يعني ليلةَ القدرِ- فإن ضَعُفَ أحدُكم أو عَجَزَ، فلا يُغلَبَنَّ على السَّبعِ البواقي".

والأحاديثُ في هذا البابِ كثيرةٌ..

قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ: "وقد اختلفَ العُلَماءُ في ليلةِ القدرِ اختلافًا كثيرًا، وتحصَّلَ لنا من مذاهبِهم في ذلك أكثرُ من أربعينَ قولًا، كما وقع لنا نظيرُ ذلك في ساعةِ الجُمُعةِ، وقد اشتَرَكَتا في إخفاءِ كلٍّ منهما ليقعَ الجِدُّ في طلَبِهما.." ثم ذكرَ الأقوالَ كلَّها ثم قال: "وأرجحُها كلُّها أنَّها في وترٍ من العشرِ الأخيرِ، وأنَّها تنتقلُ، وأرجاها أوتارُ العشرِ".
فتحُ الباري ( ٥ / ٤٦٣ - ٤٦٩ ).

- الحِكمةُ في إخفاءِ ليلةِ القدرِ:
قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في الفتحِ ( ٥ / ٤٦٩ ): "قال العُلَماءُ: الحكمةُ في إخفاءِ ليلةِ القدرِ: ليحصُلَ الاجتهادُ في الْتِماسِها".

وقال الشَّيخُ ابنُ عُثَيمين في مجالسِه لشهرِ رمضانَ ( ص١٦٣ ): "وقد أخفى اللهُ سبحانه وتعالى عِلمَها على العبادِ رحمةً بهم؛ ليكثرَ عَمَلُهم في طَلَبِها في تلك اللَّيالي الفاضلةِ بالصَّلاةِ والذِّكرِ والدُّعاءِ، فيزدادوا قُربةً من اللهِ وثوابًا، وأخفاها اختبارًا لهم أيضًا؛ ليتبيَّنَ بذلك مَن كان جادًّا في طَلَبِها حريصًا عليها ممَّن كان كسلانَ مُتهاوِنًا، فإنَّ مَن حَرَصَ على شيءٍ جدَّ في طَلَبِه، وهانَ عليه التَّعبُ في سبيلِ الوصولِ إليه، والظَّفَرِ به".

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

نعزّي الأمّة الإسلاميّة بعظيم خطبها، وظلام ليلها، وأفول نجمها، ورحيل محدّثها: الشّيخ الإمام المحدّث أبي إسحاق الحوينيّ.

إنّا لله وإنّا إليه راجعون!
فُجِئْنا -وفُجِعْنا ورُزِئْنا!- -بعظيم الحزن وجليل الخطب والأسى- بهذا الخبر!

رحمه الله وغفر له، وأسكنه الجنّة، وأعلى درجته، وأكرم نزله، وعوّض الأمّة بفقده خيرًا، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرًا.

ذهاب العلماء من أعظم الفجائع وأشدّ المصائب؛ فبذهابهم يذهب العلم وينقص، وتخور القوى وتضعف الأمّة:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من النّاس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتّى إذا لم يترك عالمًا؛ اتّخذ النّاس رؤوسًا جُهّالًا، فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا".

وقال التّابعيّ الحسن البصريّ: "موت العالم ثلمة في الإسلام، لا يسدّها شيء ما طُرِدَ اللّيل والنّهار".

وقال التّابعيّ أيّوب السّختيانيّ البصريّ: "إنّي أُخبَرُ بموت الرّجل من أهل السّنّة وكأنّي أفقد بعض أعضائي".
قلت: فكيف إذا كان هذا الرّجل عالِمًا من علماء أهل السّنّة؟!

وصدق الحسن؛ فموت العالم ثلمة لا يسدّها شيء ما كرّ الجديدان.
كيف وموت العالم علامة على قرب السّاعة، وهلاك النّاس؟! اللّهمّ سلّم سلّم..

وأختم متمثّلًا بقول الإمام عبد الله بن المبارك: "اعلم أخي أنّ الموت اليوم كرامة لكلّ مسلم لقيَ اللهَ على السّنّة، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، فإلى الله نشكو وحشتنا، وذهاب الإخوان، وقلّة الأعوان، وظهور البدع، وإلى الله نشكو عظيم ما حلّ بهذه الأمّة من ذهاب العلماء أهل السّنّة، وظهور البدع، وقد أصبحنا في زمان شديد، وهرج عظيم..".

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

الحمدُ للهِ الذي بنعمتِه تتمّ الصّالحاتُ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قالَتْ أُمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رضي اللهُ عنها: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في مرَضِه الذي مات فيه: "يا عائشةُ، ما أزالُ أجِدُ ألَمَ الطَّعامِ الذي أكلتُ بخيبرَ، فهذا أوانُ وجدتُ انقِطاعَ أبهَري من ذلك السُّمِّ".

رواه البُخاريُّ تعليقًا ( ٤٤٢٨ ) قال: وقال يُونُسُ، عن الزُّهريِّ، قال عُروةُ، قالَتْ عائشةُ، فذكره.

ووصَلَهُ الحاكمُ ( ٤٣٩٣ ) قال: أخبرني أبو بكرٍ أحمدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ يحيى الأشقر، ثنا يُوسفُ بنُ مُوسى المروزيُّ، ثنا أحمدُ بنُ صالحٍ، ثنا عنبسةُ، ثنا يُونسُ، عن الزُّهريِّ، به.

ورواه البيهقيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ١٩٧٤٩ ) وفي دلائلِ النُّبوَّةِ ( ٧ / ١٧٢ ) من طريقِ شيخِه الحاكمِ، بهذا الإسنادِ.

قال الحاكمُ: "هذا حديثٌ صحيحٌ على شرطِ الشَّيخَينِ، وقد أخرجه البُخاريُّ فقال: وقال يُونسُ". اهـ
ووافقه الذَّهبيُّ في التَّلخيصِ.

قلتُ: عنبسةُ -وهو ابنُ خالدٍ- صدوقٌ، وقد تُكُلِّمَ فيه، وهو ابنُ أخي يُونسَ بنِ يزيدَ الأيليِّ.

ولهذا الحديثِ شواهدُ.

والأبهرُ: عِرقٌ مُستَبطِنٌ بالظَّهرِ، مُتَّصِلٌ بالقلبِ، إذا انقطع مات صاحبُه، وهما أبهرانِ من أوردةِ القلبِ.

فائدةٌ:
قال بعضُ السَّلَفِ: "إنَّ اللهَ تعالى جمعَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بين النُّبوَّةِ والشَّهادةِ". اهـ

بل كان عبد اللهِ بنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنه يحلفُ على أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مات شهيدًا:

قال الإمامُ أحمدُ ( ٤١٣٩ ): حدَّثنا عبدُ الرَّحمنِ، عن سُفيانَ، عن الأعمشِ، عن عبدِ اللهِ بنِ مُرَّةَ، عن أبي الأحوصِ، عن عبدِ اللهِ قال: "لأن أحلِفَ تِسعًا أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُتِلَ قتلًا أحبُّ إليَّ من أن أحلفَ واحدةً أنَّه لم يُقتَلْ، وذلك أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ جعَلَهُ نبيًّا، واتَّخَذَهُ شهيدًا".
قال: فذكرتُ ذلك لإبراهيمَ، فقال: كانوا يَرونَ ويقولونَ: إنَّ اليهودَ سَمُّوهُ، وأبا بكرٍ رضي اللهُ عنه.

وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه ثقاتٌ.
وعبدُ الرَّحمنِ هو ابنُ مهديٍّ، وسُفيانُ هو الثَّوريُّ.
وقولُ الأعمشِ: "فذكرتُ ذلك لإبراهيمَ": هو إبراهيمُ بنُ يزيدَ النَّخعيُّ.

ورواه عبدُ الرَّزَّاقِ ( ٩٥٧١ )، وأحمدُ ( ٣٦١٧ و٣٨٧٣ )، وابنُ سعدٍ في الطَّبَقاتِ الكُبرى ( ٢ / ٢٠١ )، وأبو يعلى ( ٥٢٠٧ )، والطَّبرانيُّ في المُعجَمِ الكبيرِ ( ١٠١١٩ )، والحاكمُ ( ٤٣٩٤ )، والبيهقيُّ في دلائلِ النُّبوَّةِ ( ٧ / ١٧٢ ) من طريقِ الأعمشِ، به.

وانظُرْ قِصَّةَ سمِّ اليهودِ الشَّاةَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عند البُخاريِّ ( ٢٦١٧ و٣١٦٩ و٤٢٤٩ و٥٧٧٧ )، ومُسلِمٍ ( ٢١٩٠ ).
وذلك بعد فتحِ خيبرَ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

ومناقبُها وفضائلُها كثيرةٌ جدًّا رضي الله عنها وأرضاها..

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال ابنُ سعدٍ في الطَّبَقاتِ الكُبرى ( ٢ / ٣٧٥ ): أخبرنا مُحمَّدُ بنُ عُمَرَ، أخبرنا مُوسى بنُ مُحمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ الحارثِ التَّيميُّ، عن عبدِ اللهِ بنَ كعبٍ مولى آل عُثمانَ، عن محمودِ بنِ لبيدٍ قال: "كان أزواجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يحفظنَ من حديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كثيرًا، ولا مِثلًا لعائشةَ وأُمِّ سَلَمةَ، وكانَتْ عائشةُ تفتي في عهدِ عُمَرَ وعُثمانَ، إلى أن ماتَتْ يرحمُها اللهُ، وكان الأكابرُ من أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عُمَرُ وعُثمانُ بعده يُرسِلانِ إليها فيسألانِها عن السُّنَنِ".

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ مُحمَّدُ بنُ عُمَرَ -وهو الواقديُّ- ومُوسى بنُ مُحمَّدٍ: ضعيفانِ متروكا الحديثِ.

لكن يشهدُ له ما ذكرناه سابقًا من مناقبِها.

ومحمودُ بنُ لبيدٍ: أنصاريٌّ، وُلِدَ في حياةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وله إدراكٌ، وعِدادُه في صغارِ الصَّحابةِ.
وجُلُّ رِوايتِه عن الصَّحابةِ؛ يروي عن عُمَرَ بنِ الخطَّابِ، وعُثمانَ بنِ عفَّانَ، وقتادةَ بنِ النُّعمانِ، وعِتبانَ بنِ مالكٍ، ورافعِ بنِ خَدِيجٍ، وزيدِ بنِ ثابتٍ، وجابرِ بنِ عبدِ اللهِ، وعبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، وشدَّادِ بنِ أوسٍ، وأبي سعيدٍ الخُدريِّ، وغيرِهم.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال الآجُرِّيُّ في الشَّريعةِ ( ١٨٩٨ ): حدَّثنا أحمدُ بنُ يحيى الحُلوانيُّ قال: حدَّثنا سعيدُ بنُ سُلَيمانَ، عن أبي أُسامةَ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه قال: لقد صحبتُ عائشةَ رضي اللهُ عنها حتَّى قلتُ قبل وفاتِها بأربعِ سنينَ أو خمسٍ: لو تُوُفِّيَتِ اليومَ ما ندمتُ على شيءٍ فاتَني منها، فما رأيتُ أحدًا قطُّ كان أعلمَ بآيةٍ أُنزِلَتْ، ولا بفريضةٍ ولا بسُنَّةٍ، ولا أعلمَ بشِعرٍ ولا أروى له، ولا بيومٍ من أيَّامِ العربِ، ولا بنَسَبٍ، ولا بكذا ولا بكذا، ولا بقضاءٍ، ولا بطِبٍّ منها، فقلتُ لها: يا أُمَّهْ، الطِّبُّ من أين عَلِمتِهِ؟، فقالت: كنتُ أُمَرَّضُ فيُنعَتُ لي الشَّيءُ، ويمرضُ المريضُ فيُنعَتُ له فينتفعُ، فأسمعُ النَّاسَ بعضَهم لبعضٍ فأحفظُه.
قال عُروةُ: فلقد ذهب عنِّي عامَّةُ عِلمِها لم أسأَلْ عنه.

وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه ثقاتٌ.

وعُروةُ هو ابنُ الصَّحابيِّ الجليلِ الزُّبَيرِ بنِ العوَّامِ، وابنُ الصَّحابيَّةِ الجليلةِ أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، وأخو الصَّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ.
تابعيٌّ جليلٌ إمامٌ، من فُقَهاءِ المدينةِ السَّبعةِ، وكان -كما قال الزُّهريُّ- بحرًا لا تُكدِّرُه الدِّلاءُ.
روى عن خالتِه عائشةَ أُمِّ المُؤمنينَ عِلمًا كثيرًا، وروى عن أُمِّه أسماءَ، وعن أبيه الزُّبَيرِ شيئًا يسيرًا، وعن أخيه عبدِ اللهِ.
وروى عن أبي أيُّوبَ الأنصاريِّ، وعاصمِ وعبدِ اللهِ ابنَي عُمَرَ بنِ الخطَّابِ، وعبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ، وابنِ عبَّاسٍ، والمُغيرةِ بنِ شُعبةَ، وأُمَّهاتِ المُؤمنينَ: أُمِّ سَلَمةَ وأُمِّ حبيبةَ، وغيرِهم.

وكان أعلمَ النَّاسِ بحديثِ عائشةَ مع ابنِ خالِه القاسمِ بنِ مُحمَّدٍ.

ورواه عن عُروةَ مُطوَّلًا ومُختَصرًا ونحوَهُ: أحمدُ بنُ حنبلٍ في المُسنَدِ ( ٢٤٣٨٠ )، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٢٧٧٢٤ و٣٣٠٩٦ )، والفسويُّ في المعرفةِ والتَّاريخِ ( ١ / ٤٨٩ )، والبزَّارُ ( ٢٦٦٢ - كشف الأستار )، والطَّبرانيُّ في المُعجَمِ الكبيرِ ( ٢٣ / ١٨٢ - ١٨٣ برقم ٢٩٤ و٢٩٥ ) وفي الأوسطِ ( ٦٠٦٧ )، وأبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٢ / ٤٩ - ٥٠ )، والحاكمُ في المُستَدرَكِ ( ٦٧٣٣ )، والآجُرِّيُّ في الشَّريعةِ ( ١٨٩٩ )، واللَّالكائيُّ في شرحِ أُصولِ الاعتقادِ ( ٢٧٥٩ )، والذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٢ / ١٨٢ - ١٨٣ ).

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣٣٠٩٥ ): حدَّثنا أبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن مُسلِمٍ، عن مسروقٍ أنَّه قِيلَ له: هل كانَتْ عائِشةُ تُحسِنُ الفرائضَ؟ فقال: "إي والذي نفسي بيدِه، لقد رأيتُ مشيخةَ أصحابِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الأكابرَ يسألونها عن الفرائضِ".

وهذا إسنادٌ كُوفيٌّ صحيحٌ.

ومسروقٌ هو ابنُ الأجدعِ الهمدانيُّ الوادعيُّ الكُوفيُّ، تابعيٌّ كبيرٌ جليلٌ، مُخضرَمٌ، أدركَ الجاهليَّةَ والإسلامَ.

ومُسلِمٌ هو ابنُ صُبَيحٍ الهمدانيُّ الكُوفيُّ، أبو الضُّحى، تابعيٌّ ثقةٌ ثبتٌ فاضلٌ، كثيرُ الحديثِ.

والأعمشُ هو سُلَيمانُ بنُ مِهرانَ الأسديُّ، ثِقةٌ إمامٌ، معدودٌ في صغارِ التَّابعينَ؛ لكونِه رأى أنسَ بنَ مالكٍ رضي اللهُ عنه.

ففي هذا الإسنادِ ثلاثةٌ من التَّابعينَ على نَسَقٍ.

وأبو مُعاويةَ هو مُحمَّدُ بنُ خازمٍ الضَّريرُ، ثقةٌ إمامٌ، أحفظُ النَّاسِ لحديثِ الأعمشِ، وكان مُرجِئًا.

ورواه سعيدُ بنُ منصورٍ ( ١٥٥٩ )، وابنُ سعدٍ في الطَّبقاتِ الكُبرى ( ٢ / ٣٧٥ ) و ( ٨ / ٦٦ )، والحُسَينُ المروزيُّ في زوائدِه على الزُّهدِ لابنِ المُبارَكِ ( ١٠٧٩ )، والبلاذريُّ في أنسابِ الأشرافِ ( ١ / ٤١٨ برقم ٨٧٩ )، والطَّبرانيُّ في المُعجَمِ الكبيرِ ( ٢٣ / ١٨١ برقم ٢٩١ )، والحاكمُ في المُستَدرَكِ ( ٦٧٣٦ )، والآجُرِّيُّ في الشَّريعةِ ( ١٨٩٦ ) من طريقِ أبي مُعاويةَ، به.

ورواه أحمدُ بنُ حنبلٍ كما في العِلَلِ ومعرفةِ الرِّجالِ ( ٢ / ٤١٢ برقم ٢٨٤٢ - رواية ابنه عبد الله ) قال: حدَّثنا وكيعٌ.

ورواه الدَّارميُّ في السُّنَنِ ( ٣٠٢٩ ) قال: حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ سعيدٍ، ثنا عُقبةُ بنُ خالدٍ.

ورواه الفَسَويُّ في المعرفةِ والتَّاريخِ ( ١ / ٤٨٩ ) -ومن طريقِه البيهقيُّ في المدخلِ ( ١١٠ )- قال الفسويُّ: حدَّثنا أبو بكرٍ الحُمَيديُّ، حدَّثنا سُفيانُ.

وقال الفَسَويُّ ( ١ / ٤٨٩ ) أيضًا، وكذا أبو زُرعةَ الدِّمشقيُّ في تاريخِه ( ١٢٩٠ ) كلاهما قال: حدَّثنا عُمَرُ بنُ حفصٍ، ثنا أبي.

ورواه الآجُرِّيُّ في الشَّريعةِ ( ١٨٩٥ ) قال: حدَّثنا أبو شُعَيبٍ عبدُ اللهِ بنُ الحسنِ الحرَّانيُّ قال: حدَّثني جدِّي قال: حدَّثنا مُوسى بنُ أعينَ.

وخمستُهم ( وكيعُ بنُ الجرَّاحِ، وعُقبةُ بنُ خالدٍ، وسُفيانُ بنُ عُيَينةَ، وحفصُ بنُ غِياثٍ، وموسى بنُ أعينَ ) عن الأعمشِ، عن مُسلِمٍ، عن مسروقٍ، به.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

بعضٌ من فضائلِ أُمِّ المُؤمنينَ عائشةَ رضي اللهُ عنها وقُوَّةِ عِلمِها:

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

اللهمّ عليك باليهود.. فإنّهم لا يعجزونك، اللهمّ الْعنهم لعنًا كبيرًا، وألقِ في قلوبهم الرّعب، وخالف بين كلمتهم.. واجعل تدبيرهم في تدميرهم، وكيدهم في نحورهم.

اللهم سلّم أهلنا في غزّة واحفظهم، وأنزل عليهم نصرك المؤزَّر، وارحم شهداءهم، واشفِ جرحاهم، وداوِ مرضاهم..
حسبهم أنت ونعم الوكيل.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قِصَّةٌ مشهورةٌ جدًّا بين النَّاسِ.. لا تكادُ تجدُ عامِّيًّا أو واعظًا فضلًا عن طالبِ عِلمٍ إلَّا ويُردِّدُها على لسانِه، أو هي مخزونةٌ في حِفظِه وجَنانِه، لكنَّها معلولةٌ لا تصحُّ، وليس البيانُ التَّحذيرَ منها، وإنَّما التَّنبيهُ إلى عدَمِ صِحَّتِها:

قال عبدُ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيُّ في المُصنَّفِ ( ٢٠٥٥٩ ): أخبَرَنا مَعمرٌ، عن الزُّهريِّ قال: أخبرني أنسُ بنُ مالكٍ قال: كنا يومًا جُلوسًا عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقَال: "يطلُعُ عليكمُ الآنَ من هذا الفجِّ رجلٌ من أهلِ الجنَّةِ"، قال: فاطَّلعَ رجلٌ من أهلِ الأنصارِ تَنطِفُ لِحيتُه من وَضوئِه، قد علَّقَ نَعلَيهِ في يدِه الشِّمالِ، فلمَّا كان الغدُ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِثلَ ذلك، فطلع ذلك الرجلُ على مِثلِ المرَّةِ الأولى، فلمَّا كان اليومُ الثَّالثُ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِثلَ مقالتِه أيضًا، فطلع ذلك الرجلُ على مِثلِ حالِه الأوَّلِ، فلمَّا قام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَبِعَهُ عبدُ اللهِ بنُ عَمرِو بنِ العاصِ فقال: إنِّي لَاحَيتُ أبي، فأقسمتُ ألَّا أدخلَ عليه ثلاثًا، فإن رأيتَ أن تُؤوِيَني إليك حتَّى تمضيَ الثَّلاثُ فعلتَ، قال: نعم، قال أنسٌ: كان عبدُ اللهِ يُحدِّثُ أنَّه بات معه ثلاثَ ليالٍ، فلم يَرَهُ يقومُ من اللَّيلِ شيئًا، غيرَ أنَّه إذا تعارَّ انقلبَ على فراشِه وذكَرَ اللهَ عزَّ وجلَّ وكبَّرَ حتَّى يقومَ لصلاةِ الفجرِ، قال عبدُ اللهِ: غيرَ أنِّي لم أسمَعْهُ يقولُ إلَّا خيرًا، فلمَّا مضَتِ الثَّلاثُ وكِدتُ أن أحتقرَ عمَلَهُ قلتُ: يا عبدَ اللهِ، لم يكن بيني وبين والدي هجرةٌ ولا غضبٌ، ولكنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ ثلاثَ مرَّاتٍ: "يطلُعُ الآنَ عليكم رجلٌ من أهلِ الجنَّةِ"، فطلعتَ ثلاثَ مرَّاتٍ، فأردتُ أن آوِيَ إليك لأنظرَ ما عمَلُكَ فأقتديَ به، فلم أرَكَ تعملُ كبيرَ عَمَلٍ، فما الذي بلَغَ بك ما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقال: ما هو إلَّا ما رأيتَ، قال: فانصرفتْ عنه، فلمَّا ولَّيتُ دعاني فقال: ما هو إلَّا ما رأيتَ، غيرَ أنِّي لا أجِدُ في نفسي على أحدٍ من المُسلِمِينَ غِشًّا، ولا أحسدُه على ما أعطاهُ اللهُ إيَّاهُ إليه، فقال عبدُ اللهِ: هذه التي بلَغَتْ بك، وهي التي لا نُطِيقُ.

ورواه أحمدُ ( ١٢٦٩٧ )، وعبدُ بنُ حُمَيدٍ ( ١١٥٧ )، والبزَّارُ ( ٦٣٠٨ )، والطَّبرانيُّ في مكارمِ الأخلاقِ ( ٧٢ )، والخرائطيُّ في مساوئِ الأخلاقِ ( ٧٧٠ )، وابنُ عبدِ البرِّ في التَّمهيدِ ( ٤ / ١٠٩ - ١١٠ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٦١٨١ )، والبغويُّ في شرحِ السُّنَّةِ ( ٣٥٣٥ )، والضِّياءُ المقدسيُّ في الأحاديثِ المُختارَةِ ( ٢٦١٩ ) من طريقِ عبدِ الرَّزَّاقِ، عن مَعمَرٍ، به.

كذا عند جميعِهم: "أخبرني أنسُ بنُ مالكٍ"، إلَّا ابنَ عبدِ البرِّ، فعندهما: "عن أنسٍ".

وهذا إسنادٌ ظاهِرُه الصِّحَّةُ! بل على شرطِ البُخاريِّ ومُسلِمٍ.

وتابَعَ عبدَ الرَّزَّاقِ عن مَعمَرٍ: عبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ:

قال ابنُ المُبارَكِ في الزُّهدِ ( ٦٤٦ ): أخبرنا معمرٌ، عن الزُّهريِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، به.

كذا عنده عنعنة الزُّهريِّ.

ورواه النَّسائيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ١٠٦٣٣ )، وابنُ السُّنِّيِّ في عمَلِ اليومِ واللَّيلةِ ( ٧٥٤ ) من طريقِ ابنِ المُبارَكِ، عن معمرٍ، به.

والحديثُ -كما قال غيرُ واحدٍ من العُلَماءِ- إذا لم تُجمَعْ طُرُقُه لم يتبيَّنْ خطَؤُه.. وعند جمعِ طُرُقِ هذا الحديثِ يتبيَّنْ لنا أنَّ الإمامَ الزُّهريَّ لم يَسمَعْ هذا الحديثَ من أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه! بل رواه عن رجلٍ، عن أنسٍ:

- قال الدَّارَقُطنيُّ في العِلَلِ ( ٦ / ٢٠٣ - ٢٠٤ برقم ٢٦٢٢ ): "اختُلِفَ فيه على الزُّهريِّ؛ فرواه عبدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعمَرٍ، عن الزُّهريِّ قال: حدَّثني أنسٌ.
وقال ابنُ المُبارَكِ: عن مَعمَرٍ، عن الزُّهريِّ، عن أنسٍ.
وكذلك قال إبراهيمُ بنُ زيادٍ العبسيُّ، عن الزُّهريِّ.
وهذا الحديثُ لم يَسمَعْه الزُّهريُّ، عن أنسٍ؛ رواه شُعَيبُ بنُ أبي حمزةَ وعُقَيلٌ عن الزُّهريِّ قال: حدَّثني مَن لا أتَّهِمُ، عن أنسٍ، وهو الصَّوابُ". اهـ

- وقال المِزِّيُّ في تُحفةِ الأشرافِ ( ١ / ٦٦٧ ): قال حمزةُ بنُ مُحمَّدٍ الكِنانيُّ الحافظُ: لم يَسمَعْه الزُّهريُّ من أنسٍ؛ رواه عن رجلٍ، عن أنسٍ؛ كذلك رواه عُقَيلٌ وإسحاقُ بنُ راشدٍ وغيرُ واحدٍ، عن الزُّهريِّ، وهو الصَّوابُ. اهـ

- وقال الحافظُ ابنُ حجرٍ العسقلانيُّ في "النُّكَتِ الظِّرافِ": "وذكر البيهقيُّ في الشُّعَبِ أن شُعَيبًا رواه عن الزُّهريِّ، حدَّثَني مَن لا أتَّهِمُ عن أنسٍ.
ورواه مَعمَرٌ عن الزُّهريِّ، أخبرني أنسٌ، كذلك أخرجه أحمدُ عنه.
ورُوِّيناه في مكارمِ الأخلاقِ، وفي عدَّةِ أمكنةٍ عن عبدِ الرَّزَّاقِ.
وقد ظهر أنَّه معلولٌ". اهـ

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

تقبَّلَ اللهُ منّا ومنكم صالحَ الأعمالِ، وأعادهُ اللهُ علينا وعليكم بالخَيرِ واليُمنِ والبَرَكاتِ والعِزِّ والفَتحِ والتَّمكينِ والرِّفعةِ والمَنَعَةِ والسَّلامةِ في الدُّنيا والدِّينِ.
اللَّهُمَّ تَسَلَّمْ رمضانَ منَّا مُتَقَبَّلًا.. وعِيدُكم مُبارَكٌ، وكلَّ عامٍ وأنتم بخيرٍ جميعًا.

أخوكم: أبو عبدِ اللهِ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

غدًا متمّم شهر رمضان المُبارك في سوريا والأردنّ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

أيُّها المؤمنون جِدُّوا؛ فإنَّ أيام رمضان تتسارع ذهابًا، ونرجو الله أن تزيدنا منه اقترابًا، اللَّهمَّ بلِّغنا الختام، وارزقنا تمام الصِّيام والقيام.

📝 الشيخ صالح العصيمي

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

- ماذا يُقالُ في ليلةِ القدرِ؟
قالَتْ عائشةُ رضي اللهُ عنها: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ، بمَ أدعو؟
قال: "قولي: اللَّهُمَّ إنَّكَ عفوٌّ تُحِبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي".

رواه أحمدُ ( ٢٥٣٨٤ و٢٥٤٩٥ و٢٥٤٩٧ و٢٥٥٠٥ و٢٥٧٤١ و٢٦٢١٥ )، والتِّرمذيُّ ( ٣٥١٣ )، وابنُ ماجه ( ٣٨٥٠ )، والنَّسائيُّ في الكُبرى ( ٧٦٦٥ و١٠٦٤٢ و١٠٦٤٣ و١٠٦٤٥ و١٠٦٤٦ و١٠٦٤٧ و١١٦٢٤ )، وابنُ نصرٍ في قيامِ رمضانَ ( ص٢٥٩ )، والطَّبَرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩١٥ و٩١٦ )، وابنُ السُّنِّيِّ ( ٧٦٧ )، والحاكمُ ( ١٩٨٥ )، والبيهقيُّ في الشُّعَبِ ( ٣٤٢٦ و٣٤٢٧ )، والقُضاعيُّ في مُسنَدِ الشِّهابِ ( ١٤٧٤ - ١٤٧٩ ) من طُرُقٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها مرفوعًا.

وصحَّحَهُ التِّرمذيُّ، والحاكمُ، والنَّوَويُّ، والمُنذريُّ، والذَّهَبيُّ، وابنُ القيِّمِ، وابنُ كثيرٍ، والألبانيُّ، وغيرُهم.

قال الشَّيخُ الألبانيُّ في الصَّحيحةِ ( ٧ / ١٠١١ - ١٠١٢ ): "تنبيهٌ: وقعَ في "سُنَنِ التِّرمذيِّ" بعد قولِه: "عفو" زيادةُ: "كريم"!؛ ولا أصلَ لها في شيءٍ من المصادرِ المُتَقدِّمةِ، ولا في غيرِها ممن نقلَ عنها، فالظَّاهرُ أنَّها مُدرَجةٌ من بعضِ النَّاسِخينَ أو الطَّابِعينَ؛ فإنَّها لم تَرِدْ في الطبعةِ الهِنديَّةِ من "سُنَنِ التِّرمذيِّ" التي عليها شرحُ "تُحفةِ الأحوذيِّ" للمباركفوريِّ، ولا في غيرِها. 
وإنَّ مما يُؤكِّدُ ذلك: أنَّ النَّسائيَّ في بعضِ رواياتِه أخرَجَهُ من الطَّريقِ التي أخرَجَها التِّرمذيُّ، كلاهما عن شيخِهِما (قُتيبةَ بنِ سعيدٍ) بإسنادِه دونَ الزِّيادةِ". اهـ

وروى أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣١١٥٠ ) عن عبدِ اللهِ بنُ بُرَيدةَ.
وروى النَّسائيُّ في الكُبرى ( ١٠٦٤٨ ) عن مسروقٍ.

وكلاهما (ابن بريدة ومسروق) عن عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّها قالَتْ: "لو علمتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدرِ؛ كان أكثرُ دُعائي فيها: أسألُ اللهَ العفوَ والعافيةَ".
وإسنادُه صحيحٌ.

وروى أبو بكرِ بنُ أبي شييةَ ( ٣١١٤٨ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٣٤٢٨ ) عن شُرَيحِ بنِ هانئٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّها قالَتْ: "لو عرفتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدرِ ما سألتُ اللهَ فيها إلَّا العافيةَ".
وإسنادُه صحيحٌ.

قال ابنُ رَجَبٍ في لطائفِه ( ص٤٦٦ ): "العفوُ من أسماءِ اللهِ تعالى، وهو المُتجاوِزُ عن سيِّئاتِ عبادِه، الماحي لآثارِها عنهم.
وهو يُحِبُّ العفوَ، ويُحِبُّ أن يعفوَ عن عبادِه، ويُحِبُّ من عبادِه أن يعفوَ بعضُهم عن بعضٍ، فإذا عفا بعضُهم عن بعضٍ؛ عامَلَهُم بعفوِه، وعفوُه أحبُّ إليه من عُقوبَتِه". اهـ

اللهَ اللهَ إخواني في هذه العشرِ.. فاعْرِفُوا لها فضلَها ولا تُضَيِّعُوها.. واجْتَهِدُوا رحمكم اللهُ في طلَبِ ليلةِ القدرِ.. واجْتَهِدُوا وجِدُّوا في العبادةِ والقيامِ والدُّعاءِ وقراءةِ القُرآنِ ومُدارستِه مع التَّدبُّرِ والتَّفكُّرِ..

قال ابنُ رَجَبٍ في اللَّطائفِ ( ص٤٦٤ ): "وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتهجَّدُ في ليالي رمضانَ، ويقرأُ قِراءةً مُرتَّلةً، لا يمرُّ بآيةٍ فيها رحمةٌ إلَّا سألَ، ولا بآيةٍ فيها عذابٌ إلَّا تعوَّذَ، فيجمعُ بين الصَّلاةِ والقِراءةِ والدُّعاءِ والتَّفكُّرِ، وهذا أفضلُ الأعمالِ وأكملُها في ليالي العشرِ وغيرِها، واللهُ أعلمُ".

واللهُ أعلمُ . .

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

على فَقْدِ أهلِ العِلم تَهمي المدامعُ ..
وتَعظُمُ في أُفْق الحياة الفواجعُ
.
وتأسى رياضُ العلم والدِّين والتُّقى ..
وترتجُّ بالحُزن العميق الجوامعُ
.
ويشتدُّ ليلُ العُمْر دَجواً ووحشةً ..
فقدْ أفلتْ منه النجومُ الطوالعُ
.
ويبسُمُ ثغرُ الجهل يومَ رحيلهمْ ..
وتفرحُ في ذاك المصابِ المطامعُ
.
ويمتدُّ ظِلُّ الغَمِّ فوق قلوبنا ..
وتَسفِي عليها الهمَّ تلك المواجعُ
.
لقد ودّعَ اليوم الحياةَ مودِّعٌ ..
كريمُ السجايا واكفُ الخيرِ نافع
.
مضى شيخُنا والحمدُ ملئُ ردائه ..
وعطرُ الثَّنا سارٍ عليه وشافعُ
.
فقد كان نجمًا للعلوم وللهدى ..
أضاءتْ به فينا دروبٌ بلاقعُ
.
شجاعًا إذا أبدى الضلالُ قرونَه ..
صبوراً على التبليغ والهولُ واقعُ
.
حريصًا على بذل الفضائل في الورى ..
جموعًا لخيراتٍ لهنَّ مَشارعُ
.
وما بدَّل القولَ السديد ولا انحنى ..
وقد نازعتْه الحقَّ ريحٌ زعازعُ
.
لقد قارع اللأواءَ دهراً فما وهَى ..
ومرَّتْ به الجُلَّى فنِعمَ المُقارِعُ
.
فأبدى لها صبرًا عظيمًا وحكمةً ..
إذا خارَ في تلك المعامع جازعُ
.
ونالتْ يدُ الأمراض منه فنالَها ..
رضاً كان بالأقدار والقلبُ خاضعُ
.
وفي قطرَ رُدِّتْ إلى الله رُوحُه ..
وفازتْ به تلك البقاعُ الشواسعُ
.
أبا إسحاقَ والحُزنُ يعصف بالنُّهى ..
ويُدمي فؤادَ الصّبِّ والطَرْفُ دامعُ
.
ونفقدُ في ليل المخاوف مؤنسًا..
ويُغمدُ سيفٌ مرهَفُ الحدِّ قاطعُ
.
ويُطوى كتابٌ كان بالعلم زاخرًا ..
ويأفلُ نجم للهداية طالعُ
.
ولكننا نرضى بأقدار ربِّنا ..
ونعلمُ أن الله ما شاء صانعُ
.
فلا سُخْطَ في الآجال نُبدي ولا أذى ..
فكلُّ امرئ منا إلى الله راجعُ
.
وعند الكريم البَرِّ خيرٌ وراحةٌ ..
يُسلِّي عن الدنيا لمن هو طائعُ
.
فأسبِلْ عظيمَ الجودِ أمزانَ رحمةٍ ..
على شيخنا الحويني فجودُك واسعُ
.
وعوِّضْ به الدنيا بحَبْرٍ مبجَّلٍ
تزِيْنُ به فوق الروابي المجامعُ

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

إنا لله وإنا إليه راجعون.. مات أبي.

Читать полностью…
Subscribe to a channel