salafi_s | Unsorted

Telegram-канал salafi_s - غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

3193

قال شيخُ الإسلامِ الإمامُ أبو عبدِ اللهِ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ: "إنِ استطعتَ ألَّا تحكَّ رأسَك إلَّا بأثَرٍ فافْعَلْ!". بوت القناة: @G_Salafi_bot http://saifalshami.sarhne.com

Subscribe to a channel

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال الحافظُ عُبَيدُ اللهِ بنُ عُمَرَ القواريريُّ: مات جارٌ لنا وكان ورَّاقًا، فرأيتُه في المنامِ، فقلتُ: ما فعل اللهُ بك؟ قال: غفرَ لي، قلتُ: بماذا؟ قال: كنتُ إذا كتبتُ: النَّبيَّ، كتبتُ: صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

ذكَرَهُ ابنُ بَشكُوالَ في كتابِه "الصِّلةِ في تاريخِ أئمَّةِ الأندَلُسِ" ( ١ / ٤١٣ ) ضمنَ ترجمةِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ يُوسُفَ بنِ نصرٍ الرَّفَّاءِ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

اللهم عليك باليهود المعتدين ومن أعانهم واستنصر بهم.
حسبنا الله ونعم الوكيل.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

غزارةُ حِفظِ الإمامِ سُفيانَ بنِ سعيدٍ الثَّوريِّ وقُوَّةُ حافظتِه:

قال يحيى بنُ يمانٍ: سمعتُ سُفيانَ الثِّوريَّ يقولُ: "ما استودعتُ أُذُني شيئًا قطُّ إلَّا حفظتُه، حتَّى إنِّي أمرُّ بالحائكِ، فأسدُّ أُذُني مخافةَ أن أحفظَ ما يقولُ".

رواه أبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ٦ / ٣٦٨ ).
وأورده الذَّهبيُّ في السِّير ( ٧ / ٢٧٢ ).

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال الحُمَيديُّ في "جذوةِ المُقتَبسِ" من ترجمةِ الكاتبِ عبدِ الملكِ بنِ إدريسَ الجزيريِّ ( ص٤٠٥ ): ومن مُستَحسَنِ مُطوَّلاتِه: قصيدةٌ له في الآدابِ والسُّنَّةِ، كتبَ بها إلى بنيه، لا أعلمُ لأحدٍ مِثلَها في معناها، أنشدناها أبو محمَّدٍ عبدُ اللهِ بنُ عُثمانَ بنِ مروانَ القُرَشيُّ، عن الكاتبِ أبي أحمدَ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الملكِ بنِ إدريسَ، عن أبيه، ومنها:

واعْلَمْ بأنَّ العِلمَ أرفعُ رُتبةٍ
وأجلُّ مُكتَسَبٍ وأسنى مَفخَرِ


فاسْلُكْ سبيلَ المُقتَنِينَ له تَسُدْ
إنَّ السِّيادةَ تُقتَنى بالدَّفتَرِ

والعالِمُ المدعوُّ حبرًا إنَّما
سمَّاهُ باسْمِ الحَبرِ حَملُ المِحبَرِ

تسمو إلى ذي العِلمِ أبصارُ الورى
وتغضُّ عن ذي الجهلِ لا بل تزدري

وبضُمَّرِ الأقلامِ يبلُغُ أهلُها
ما ليس يُبلَغُ بالعتاقِ الضُّمَّرِ

والعِلمُ ليس بنافعٍ أربابَهُ
ما لم يُفِدْ عمَلًا وحُسنَ تَبصُّرِ


فاعْمَلْ بعِلمِكَ تُوفِ نفسَكَ وَزنَها
لا ترضَ بالتَّضييعِ وزنَ المُخسِرِ

سِيَّانِ عندي عِلمُ مَن لم يَستَفِدْ
عمَلًا به وصلاةُ مَن لم يَطهُرِ

وهي طويلةٌ، وقد كتبَ عنِّي هذه القطعةَ الخطيبُ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ البغداديُّ الحافظُ، وأخرَجَها في بعضِ تصانيفِه في العِلمِ وفضلِه. اهــ

قلتُ: رواها الخطيبُ البغداديُّ في تقييدِ العِلمِ ( ص١٦٩ ) قال: أنشدني مُحمَّدُ بنُ أبي نَصرٍ الأندلسيُّ، به.
فذكر الإسنادَ والقصيدةَ.

ومُحمَّدُ بنُ أبي نَصرٍ هو الحُمَيديُّ، وقد الْتقى بالخطيبِ البغداديِّ في دمشقَ، وقد روى كلاهما عن الآخَرِ، وهذا يُسمَّى في عِلمِ الحديثِ المُدبَّج.

وانظر القصيدةَ بطُولِها -وليست كاملةً- عند الثَّعالبيِّ في يتيمةِ الدَّهرِ ( ٢ / ١١٧ - ١١٨ ).

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

شِدَّةُ حِرصِ السَّلَفِ على اغتِنامِ صومِ يومِ عاشوراءَ:

قال أبو جَبَلةَ: كنتُ معَ ابنِ شِهابٍ [الزُّهري] في سَفَرٍ فصامَ يومَ عاشوراءَ، فقِيلَ له: تصومُ يومَ عاشوراءَ في السَّفَرِ وأنتَ تُفطِرُ في رمضانَ؟
قال: "إنَّ رمضانَ له عِدَّةٌ من أيَّامٍ أُخَرَ، وإنَّ عاشوراءَ تفوتُ".

رواه البيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٥ / ٣٣٥ برقم ٣٥١٨ ).
وذكَرَهُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٥ / ٣٤٢ )، وابنُ رَجَبٍ في لطائفِ المعارفِ ( ص١٣٣ ) وقال: "وكان طائفةٌ من السَّلَفِ يصومونَ عاشوراءَ في السَّفَرِ، منهم: ابنُ عبَّاسٍ، وأبو إسحاقَ السَّبيعيُّ، والزُّهريُّ وقال: رمضانُ له عِدَّةٌ..".

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال ابنُ عبدِ ربِّه الأندلُسيُّ صاحبُ كتابِ "نفحِ الطِّيبِ من غُصنِ الأندلُسِ الرَّطيبِ":

ألا إنَّما الدُّنيا غَضارةُ أيكةٍ
إذا اخضرَّ منها جانِبٌ جفَّ جانبُ

هي الدَّارُ ما الآمالُ إلَّا فجائِعٌ
عليها ولا اللَّذَّاتُ إلَّا مصائبُ

وكم سَخِنَتْ بالأمسِ عينٌ قريرةٌ
وقرَّتْ عُيونٌ دمعُها اليومَ ساكبُ

فلا تكتحلْ عيناكَ فيها بعبرةٍ
على ذاهبٍ منها فإنَّكَ ذاهبُ

ذكرها عنه: الثَّعالبيُّ في يتيمةِ الدَّهرِ ( ٢ / ٩ )، والحُمَيديُّ في جذوةِ المُقتَبسِ ( ص١٥٣ )، والضَّبِّيُّ في بُغيةِ المُلتَمسِ ( ص١٩٤ )، وابنُ دحيةَ في المُطرِبِ ( ص١٥٥ )، وياقوتُ في مُعجَمِ الأُدباءِ ( ١ / ٤٦٥ )، والذَّهبيُّ في تاريخِه ( ٧ / ٥٤٦ )، وابنُ كثيرٍ في تاريخِه ( ١٦ / ٥٣٣ )، والصَّفَديُّ في الوافي ( ٨ / ٩ )، وغيرُهم..

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

سُبحانَ المُعِزِّ المُذِلِّ..
سُبحانَ الَّذي أعَزَّنا -أهلَ الشَّامِ- وأذَلَّ إيرانَ والعَلَويَّةَ..

أربعةَ عشرَ عامًا من الحَربِ الدَّمَويَّةِ الوَحشيَّةِ على سُوريَّا من قِبَلِ عصاباتِ الإجرامِ: العَلَويَّةِ والرَّافضةِ وإيرانَ وحزبِ اللَّاتِ ورُوسيا؛ من قَتلٍ وقَصفٍ وتَهجيرٍ واعتِقالٍ وتَدميرٍ وشتَّى أنواعِ الظُّلمِ والشَّنارِ!

ففي سبعةِ أشهُرٍ فقطْ؛ رأى أهلُ الشَّامِ أثَرَ جِهادِهم ودُعائِهم وصَبرِهم طِيلةَ هذه السِّنينَ العِجافِ المريرةِ..!!
هلاكُ قادةِ حزبِ اللَّاتِ، وهُروبُ طاغوتِ الشَّامِ بشَّارٍ الأسَدِ إلى روسيا خائبًا مذمومًا مدحورًا، وسُقوطُ نظامِه، وكسرُ شوكةِ العَلَويَّةِ الرَّافضةِ بالسُّيوفِ الأُمَويَّةِ، وانسحابُ روسيا وانشِغالُها في حَربِها مع أوكرانيا، وهلاكُ قادةِ إيرانَ وانشِغالُها مع يهودَ واشتِعالُ الحربِ بينهما!

والآنَ؛ لا مصلحةَ لنا بوقفِ الحربِ بين إيرانَ ويهودَ! فاستِمرارُ الحربِ بينهما استِنزافٌ للقُوَّةِ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ كيدَ أعدائِنا في نُحورِهم، وتدبيرَهم في تدميرِهم.

ِوكما قال الشَّاعرُ:
طَرِبَتْ جوارحُنا هوىً وشماتةً
ودُعاؤنا: يا ربّ أفنِهِما معا

ولا عزاءَ لليهودِ، والمجوسِ، وأهلِ الرَّفضِ، والإخوانِ المُسلِمِينَ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

عفراءُ بنتُ عُبَيدٍ الأنصاريَّةُ

صحابيَّةٌ جليلةٌ، لها خِصِّيصةٌ لا تُوجَدُ لغيرِها؛ وهي: أنَّ لها سبعةَ أولادٍ كلُّهم شَهِدوا غزوةَ بَدرٍ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وهم: مُعاذٌ ومُعوِّذٌ وعَوفٌ، وأبوهم هو الحارثُ بنُ رِفاعةَ.
وإياسٌ وعاقلٌ وخالدٌ وعامرٌ، وأبوهم هو البُكَيرُ بنُ عبدِ يالِيلَ اللَّيثيُّ.
فهم سبعةُ إخوةٍ لأُمٍّ، وكانوا من السَّابقينَ الأوَّلينَ، ومن شُجعانِ الصَّحابةِ، وجلُّهم نالوا الشَّهادةَ!
وكان مُعاذٌ ومُعوِّذٌ وعوفٌ مشهورينَ بالنِّسبةِ إلى أُمِّهم، فيُقالُ لهم: بنو عفراءَ، أو معاذُ ابنُ عفراءَ، وهكذا.

أمَّا عَوفٌ ومُعوِّذٌ وعاقِلٌ فاستُشهِدوا في غزوةِ بدرٍ.

وأمَّا مُعاذٌ؛ فقيل: جُرِحَ ببدرٍ فمات بالمدينةِ من جراحتِه، وقيل: بل عاش بعد ذلك إلى زمنِ عُثمانَ بنِ عفَّانَ، وقيل: إلى خلافةِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، وقيل: قُتِلَ في وقعةِ الحرَّةِ، وقيل غيرَ ذلك.
وشَهِدَ مُعاذٌ العَقَبَتَينِ جميعًا.

وأمَّا خالدٌ؛ فاستُشهِدَ يومَ بئرِ الرَّجيعِ مع عاصمٍ وخُبَيبٍ وأصحابِهما، وهو ابنُ أربعٍ وثلاثينَ سنةً، وهو الذي عناهُ حسَّانُ بنُ ثابتٍ بقولِه:

ألا ليتني منها شهدتُ ابنَ طارقٍ ** وزيدًا -وما تُغني الأماني- ومَرثَدا
فدافعتُ عن حِبِّي خُبَيبٍ وعاصمٍ ** وكان شفاءًا لو تدارَكتُ خالدا

وأمَّا عامرٌ؛ فشهد المشاهدَ كلَّها مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، واستُشهِدَ في معركةِ اليمامةِ.

وأمَّا إياسٌ؛ فشهد المشاهدَ كلَّها مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وشهد فتحَ مِصرَ، وتُوُفِّيَ سنةَ أربعٍ وثلاثينَ.

ومُعاذٌ ومُعوِّذٌ هما اللَّذانِ قتلا رأسَ الكُفرِ أبا جهلٍ في غزوةِ بدرٍ.

رضي اللهُ عنهم أجمعينَ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

من قديمِ منشوراتِ القناةِ..
(٢٠٢٠)

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال السَّخاويُّ في الإعلانِ بالتَّوبيخِ ( ص١١٣ ): ولمزيدِ رغبةِ ذوي الأنفُسِ الزَّكيَّةِ في التَّاريخِ قال أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ البنَّاءِ القُرَشيُّ الحنبليُّ صاحبُ رِسالةُ السُّكوتِ وغيرِها: "ليت الخطيبَ البغداديَّ ذكَرَني في تاريخِه ولو في الكذَّابِينَ".
ونحوُه قولُ بعضِهم ممن توهَّمَ اقتصاري على تراجمِ الأمواتِ: "ليتني أموتُ في حياةِ السَّخاويِّ حتَّى يُتَرجِمَني". اهـ

وقال السَّخاويُّ في الضَّوءِ اللَّامعِ لأهلِ القرنِ التَّاسعِ ( ١ / ٦ ): "بل كان بعضُ الفُضَلاءِ المُعتَبَرينَ يُصرِّحُ بتمنِّي الموتِ في حياتي لأُتَرجِمَهُ".!

والإمامُ ابنُ البنَّاءِ من أقرانِ الخطيبِ البغداديِّ، وهما من طبقةٍ واحدةٍ، تُوُفِّيَ بعد الخطيبِ بثمانِ سِنِينَ، وهما بغداديَّانِ، وقد روى الخطيبُ في كُتُبِه عن ابنِ البنَّاءِ..
ومن الغريبِ أنَّ الخطيبَ لم يُتَرجِمْ له في تاريخِه؟ مع أنَّ ابنَ البنَّاءِ سمع الحديثَ من خلقٍ كثيرٍ، وحدَّث عنه الجمُّ الغفيرُ، ودرَّسَ الفِقهَ، وأفتى زمانًا طويلًا، وصنَّفَ الكُتُبَ.

وقد ترجمَ الخطيبُ في تاريخِه لمن هو أصغرُ منه، ومن عاش بعده...

وفي روايةٍ: أنَّه سأل: هل ذكَرَني الخطيبُ في تاريخِ بغدادَ في الثِّقاتِ أو مع الكذَّابينَ؟ قيل: ما ذكَرَكَ أصلًا، فقال: ليتَهُ ذكَرَني ولو مع الكذَّابينَ.

ذكَرَهُ ياقوتُ في مُعجَمِ الأُدَباءِ ( ٢ / ٨٢٤ )، والقِفطِيُّ في إنباهِ الرُّواةِ ( ١ / ٣١١ )، والذَّهبيُّ في تاريخِه ( ١٠ / ٣٢٥ ) وفي سِيَرِ الأعلامِ ( ١٨ / ٣٨١ )، والسِّيوطيُّ في بُغيةِ الوُعاةِ ( ١ / ٤٩٦ ).

وما قال ابنُ البنَّاءِ هذا إلَّا لعِلمِهِ بأهمِّيَّةِ تاريخِ الخطيبِ، وعُلُوِّ مكانتِهِ، وعظيمِ قِيمتِه.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

اللَّهمَّ اضْرِبِ الظَّالمينَ بالظَّالمينَ، وأخرِجِ المُسلِمِينَ من بينِهم سالِمِينَ مُعافَينَ..
اللهمَّ دمِّرْ دولةَ الكُفرِ والمجوسِ إيرانَ، ودولةَ إخوانِ القِرَدةِ والخنازيرِ يهودَ..

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

من قديم منشوراتي..
١ / ٩ / ٢٠١٧

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

الحمدُ للهِ، وبعدُ:

فضائلُ يومِ عَرَفةَ:

- فضلُ صومِه:

روى مُسلِمٌ ( ١١٦٢ ) عن أبي قتادةَ الأنصاريِّ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "صِيامُ يومِ عرفةَ أحتسبُ على اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قبلَهُ، والسَّنَةَ التي بعدَهُ".

وفي روايةٍ عندَ مُسلِمٍ أيضًا: وسُئِلَ عن صومِ يومِ عرفةَ؟
فقال: "يُكَفِّرُ السَّنَةَ الماضيةَ والباقيةَ".

وروى أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٩٩٧٦ )، والطَّبريُّ في تهذيبِ الآثارِ ( ٦٠٠ / مسند عمر ) بإسنادٍ صحيحٍ عن أمِّ المُؤمنينَ عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّها قالَتْ: "ما من السَّنَةِ يومٌ أحبُّ إليَّ أن أصومَهُ من يومِ عرفةَ".

وروى الطَّبريُّ في تهذيبِ الآثارِ ( ٦٠٨ / مسند عمر )، وأبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٤ / ٢٨١ ) عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ قال: "أيقِظُوا خدَمَكُم يتسحَّرونَ لصومِ يومِ عرفةَ".
وذكَرَهُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٤ / ٣٢٦ ).

- العِتقُ من النِّيرانِ، والمُباهاةُ بأهلِ الموقفِ فيه:

روى مُسلِمٌ ( ١٣٤٨ ) عن عائشةَ قالَتْ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعتِقَ اللهُ فيه عبدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ، وإنَّه لَيَدنُو، ثم يُباهي بهم الملائكةَ، فيقولُ: ما أرادَ هؤلاءِ".

- فيه أكملُ اللهُ الدِّينَ، وأتمَّ علينا النِّعمةَ، ورضيَ لنا الإسلامَ دينًا:

روى البُخاريُّ ( ٤٥ )، ومُسلِمٌ ( ٣٠١٧ ) عن طارقِ بنِ شِهابٍ، عن عُمَرَ بنِ الخطَّابِ أنَّ رجلًا من اليهودِ قال له: يا أميرَ المُؤمنينَ، آيةٌ في كِتابِكُم تقرأونَها لو علينا معشرَ اليهودِ نزَلَتْ لَاتَّخذْنا ذلك اليومَ عِيدًا.
قال: أيُّ آيةٍ؟ قال: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ).
قال عُمَرُ: قد عَرَفْنا ذلك اليومَ والمكانَ الذي نَزَلَتْ فيه على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو قائمٌ بعرفةَ يومَ جُمُعةٍ.

وروى التِّرمذيُّ ( ٣٠٤٤ )، وابنُ نصرٍ في تعظيمِ قَدرِ الصَّلاةِ ( ٣٥٤ )، وابنُ جريرٍ في التَّفسيرِ ( ٨ / ٨٧ )، والطَّبرانيُّ في الكبيرِ ( ١٢٨٣٥ ) عن عمَّارِ بنِ أبي عمَّارٍ قال: قرأَ ابنُ عبَّاسٍ: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) وعنده يهوديٌّ فقال: لو أُنزِلَتْ هذه علينا لَاتَّخذْنا يومَها عِيدًا.
قال ابنُ عبَّاسٍ: فإنَّها نزلَتْ في يومِ عِيدَينِ؛ في يومِ جُمُعةٍ ويومِ عرفةَ.
وهو أثرٌ صحيحٌ.

وروى ابنُ جريرٍ في تفسيرِه ( ٨ / ٨٤ ): عن الشَّعبيِّ في هذه الآيةِ: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) قال: "نزَلَتْ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو واقفٌ بعرفاتٍ، وقد أطاف به النَّاسُ، وتهدَّمَتْ منارُ الجاهليَّةِ ومناسِكُهم، واضمحلَّ الشِّركُ، ولم يطُفْ حولَ البيتِ عُريانٌ، فأنزل اللهُ: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )".

وإسنادُه إلى الشَّعبيِّ صحيحٌ؛ إلَّا أنَّ عامرًا الشَّعبيَّ تابعيٌّ، فهو مُرسَلٌ، لكنَّه قد قال: "واللهِ ما من آيةٍ إلَّا وقد سألتُ عنها".

- ما خيرُ ما قالَهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا اليومِ؟

روى التِّرمذيُّ ( ٣٥٨٥ ) عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "خيرُ الدُّعاءِ دُعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ".
وهو حديثٌ حسنٌ.

وكان من دُعاءِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضي اللهُ عنهما في هذا اليومِ رافعًا به صوتَهُ: "لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، اللَّهُمَّ اهدِنا بالهُدى، وزيِّنَّا بالتَّقوى، واغْفِرْ لنا في الآخرةِ والأُولى".
ثم يخفضُ صوتَهُ ثم يقولُ: "اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ من فضلِكَ وعطائِكَ رِزقًا طيِّبًا مُبارَكًا، اللَّهُمَّ إنَّكَ أمرتَ بالدُّعاءِ، وقضيتَ على نفسِكَ بالاستِجابةِ، وأنتَ لا تُخلِفُ وعدَكَ، ولا تكذبُ عهدَكَ، اللَّهُمَّ ما أحببتَ من خيرٍ فحَبِّبهُ إلينا ويسِّرهُ لنا، وما كرهتَ من شيءٍ فكرِّههُ إلينا وجنِّبناهُ، ولا تنزِعْ عنَّا الإسلامَ بعدَ إذ أعطيتَنا".
رواه الطَّبرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٨٧٨ ) بإسنادٍ صحيحٍ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

الحمدُ للهِ، وبعدُ:

روى الإمامُ البُخاريُّ ( ٩٦٩ ) عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قال: "ما العَمَلُ في أيَّامِ العشرِ أفضلَ من العملِ في هذه".
قالوا: ولا الجِهادُ؟ قال: "ولا الجِهادُ، إلَّا رجلٌ خرج يُخاطِرُ بنفسِه ومالِه فلم يرجعْ بشيءٍ".

وعندَ أبي داودَ ( ٢٤٣٨ )، والتِّرمذيِّ ( ٧٥٧ )، وابنِ ماجه ( ١٧٢٧ ): "ما من أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ".

وعندَ الدَّارميِّ ( ١٩٠٢ ): "ما من عَمَلٍ أزكى عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ ولا أعظمُ أجرًا من خيرٍ يَعمَلُه في عشرِ الأضحى".

وانظُرْ فتحَ الباري ( ٣ / ٢٨٨ - ٢٩٢ دار طيبة ) للحافظِ ابنِ حَجَرٍ العسقلانيِّ؛ فقدِ استوفى طُرُقَ الحديثِ وألفاظَهُ، وذكرَ ما فيها من الفوائدِ والزَّوائدِ.

يقولُ الإمامُ ابنُ رَجَبٍ الحنبليُّ في لطائفِ المعارفِ ( ص٥٧٩ - ٥٨٠ ): "وقد دلَّ هذا الحديثُ على أنَّ العَمَلَ في أيَّامِهِ أحبُّ إلى اللهِ من العَمَلِ في أيَّامِ الدُّنيا من غيرِ استثناءِ شيءٍ منها، وإذا كان أحبَّ إلى اللهِ فهو أفضلُ عنده.
وإذا كان العَمَلُ في أيَّامِ العشرِ أفضلَ وأحبَّ إلى اللهِ من العَمَلِ في غيرِه من أيَّامِ السَّنَةِ كلِّها؛ صار العَمَلُ فيه -وإن كان مفضولًا- أفضلَ من العَمَلِ في غيرِه وإن كان فاضلًا.
ولهذا قالوا: يا رسولَ اللهِ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قال: ولا الجهادُ.
ثم استثنى جهادًا واحدًا هو أفضلُ الجهادِ". اهـ

وقال الإمامُ ابنُ حَجَرٍ في الفتحِ ( ٣ / ٢٩١ ): "والذي يظهرُ أنَّ السَّبَبَ في امتيازِ عشرِ ذي الحِجَّةِ؛ لمكانِ اجتِماعِ أُمَّهاتِ العِبادةِ فيه، وهي الصَّلاةُ والصِّيامُ والصَّدَقةُ والحجُّ، ولا يتأتَّى ذلك في غيرِه". اهـ

وقال الإمامُ ابنُ عُثَيمين في شرحِ صحيحِ البُخاريِّ ( ٣ / ٦٣٣ ): "هذا الحديثٌ عامٌّ في أنَّ جميعَ الأعمالِ الصَّالحةِ في هذه العشرِ محبوبةٌ إلى اللهِ، وأفضلُ من العَمَلِ في غيرِها، وهو شاملٌ لجميعِ الأعمالِ من صلاةٍ وصدقةٍ وقِراءةٍ وذِكرٍ وصِيامٍ وغيرِها". اهـ

وقال الإمامُ ابنُ القيِّمِ في مدارجِ السَّالِكِينَ ( ١ / ١١٠ ): "والأفضلُ في أيَّامِ عشرِ ذي الحِجَّةِ الإكثارُ من التَّعبُّدِ، لا سيما التَّكبيرُ والتَّهليلُ والتَّحميدُ، فهو أفضلُ من الجِهادِ غيرِ المُتَعيَّنِ". اهـ

وسُئِلَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ عن عشرِ ذي الحِجَّةِ والعشرِ الأواخرِ من رمضانَ؛ أيُّهما أفضلُ؟

فأجابَ: "أيَّامُ عشرِ ذي الحِجَّةِ أفضلُ من أيَّامِ العشرِ من رمضانَ، واللَّيالي العشرُ الأواخرُ من رمضانَ أفضلُ من ليالي عشرِ ذي الحِجَّةِ". اهـ

علَّقَ الإمامُ ابنُ القيِّمِ بقولِه: "وإذا تأَمَّلَ الفاضلُ اللَّبيبُ هذا الجوابَ؛ وجَدَهُ شافيًا كافيًا؛ فإنَّه ليسَ من أيَّامٍ العَمَلُ فيها أحبُّ إلى اللهِ من أيَّامِ عشرِ ذي الحِجَّةِ، وفيها: يومُ عَرَفةَ، ويومُ النَّحرِ، ويومُ التَّرويةِ.
وأمَّا ليالي عشرِ رمضانَ فهيَ ليالي الإحياءِ، التي كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحييها كلَّها، وفيها ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ.
فمن أجابَ بغيرِ هذا التَّفصيلِ لم يُمكِنْهُ أن يُدلِيَ بحُجَّةٍ صحيحةٍ". اهـ

مجموعُ الفتاوى ( ٢٥ / ٢٨٧ ).

وقد أقسمَ اللهُ تعالى بهذه الأيَّامِ لفضلِها في قولِه: ( وَلَيَالٍ عَشْرٍ ).

قال الإمامُ ابنُ كثيرٍ في تفسيرِه ( ٨ / ٣٩٠ ): "واللَّيالي العشرُ: المُرادُ بها عشرُ ذي الحجَّةِ، كما قالَهُ ابنُ عبَّاسٍ، وابنُ الزُّبَيرِ، ومُجاهِدٌ، وغيرُ واحدٍ من السَّلَفِ والخَلَفِ". اهـ

وعنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنه في قولِه تعالى: ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ) قال: "أيَّامُ العشرِ".

علَّقَهُ البُخاريُّ في صحيحِه بصِيغةِ الجزمِ.
وذَكَرَهُ ابنُ كثيرٍ في تفسيرِه ( ٥ / ٤١٥ ) ثم قال: "ويُروى مِثلُه عن أبي مُوسى الأشعريِّ، ومُجاهدٍ، وعطاءٍ، وسعيدِ بنِ جُبَيرٍ، والحسنِ، وقتادةَ، والضَّحَّاكِ، وعطاءٍ الخُراسانيِّ، وإبراهيمَ النَّخَعيِّ.
وهو مذهبُ الشَّافعيِّ، والمشهورُ عن أحمدَ بنِ حنبلٍ".

وذكَرَ الإمامُ مُحمَّدُ بنُ نصرٍ المروزيُّ في قيامِ رمضانَ ( ص٢٤٧ / مختصره )، والإمامُ ابنُ رَجَبٍ في لطائفِ المعارفِ ( ص٨٨ ) عن التَّابعيِّ الجليلِ أبي عُثمانَ النَّهديِّ أنَّه قال: "كانوا يُعظِّمُونَ ثلاثَ عشراتٍ: العشرَ الأُوَلَ من المُحرَّمِ، والعشرَ الأُوَلَ من ذي الحجَّةِ، والعشرَ الأواخرَ من رمضانَ".

وروى الإمامُ أبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ٤ / ٢٨١ ) عن التَّابعيِّ الجليلِ سعيدِ بنِ جُبَيرٍ أنَّه قال: "لا تُطفِئُوا سُرُجَكُم ليالي العشرِ".
تُعجِبُه العِبادةُ.

وكان سعيدُ بنُ جُبَيرٍ إذا دخل أيَّامُ العشرِ اجتهدَ اجتِهادًا شديدًا، حتَّى ما يكادُ يُقدَرُ عليه.
رواه الدَّارميُّ ( ١٩٠٢ ).

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

استَخْرِجْ فوائدَ إسناديَّةً وحديثيَّةً من هذَينِ الحديثَينِ:

قال الإمامُ البُخاريُّ ( ١٠٩ ): حدَّثنا مكِّيُّ بنُ إبراهيمَ قال: حدَّثنا يزيدُ بنُ أبي عُبَيدٍ، عن سلَمَةَ قال: سمعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: "مَن يقُلْ عليَّ ما لم أقُلْ فلْيتبوَّأْ مَقعَدَهُ من النَّارِ".

وقال البُخاريُّ ( ٤٥٠٧ ): حدَّثنا قُتَيبةُ، حدَّثنا بَكرُ بنُ مُضَرَ، عن عَمرِو بنِ الحارثِ، عن بُكَيرِ بنِ عبدِ اللهِ، عن يزيدَ -مولى سلَمَةَ بنِ الأكوعِ- عن سلَمَةَ قال: لمَّا نزلَتْ: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)؛ كان مَن أرادَ أن يُفطِرَ ويفتديَ، حتَّى نزلَتِ الآيةُ التي بعدها، فنَسَخَتْها.
قال أبو عبدِ اللهِ: مات بُكَيرٌ قبل يزيدَ.

@G_Salafi_bot

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال ابنُ حِبَّانَ في روضةِ العُقَلاءِ ( ص٣٣ ): "الواجبُ على العاقلِ إذا فرغَ من إصلاحِ سريرتِه: أن يُثَنِّيَ بطلبِ العلمِ والمُداومةِ عليه؛ إذ لا وُصولَ للمرءِ إلى صفاءِ شيءٍ من أسبابِ الدُّنيا إلَّا بصفاءِ العِلمِ فيه، وحُكمُ العاقلِ أن لا يُقصِّرَ في سُلوكِ حالةٍ تُوجِبُ له بسْطَ الملائكةِ أجنحتَها رضًا بصنيعِه ذلك.
ولا يجبُ أن يكونَ مُتأمِّلًا في سعيِه الدُّنوَّ من السَّلاطينِ، أو نوالَ الدُّنيا به، فما أقبحَ بالعالمِ التَّذلُّلَ لأهلِ الدُّنيا". اهـ

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

سُدُل مبادرة تابعة لقمر، تُعنٓى بالتوعية باللباس الساتر وزينة المرأة المسلمة وفق الضوابط الشرعية.

دونكم روابط المبادرة:
قناة المبادرة عبر تيليجرام
/channel/Sodoll

صفحة المبادرة عبر انستقرام
https://www.instagram.com/sodolqamar?igsh=dnkzeG04Znd2end2&utm_source=qr

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

إذا طلبتَ العِلمَ بنِيَّةٍ وصِدقٍ؛ تكفَّلَ اللهُ برِزقِكَ مع الأخذِ بالأسبابِ:

قال يحيى بنُ يمانٍ: قال سُفيانُ الثَّوريُّ: "لمَّا هممتُ بطلبِ الحديثِ، ورأيتُ العِلمَ يُدرَسُ، قلتُ: أيْ ربِّ، إنَّه لا بُدَّ لي من معيشةٍ، فاكْفِنِي أمرَ الرِّزقِ وفرِّغْني لطلبِه، فتشاغلتُ بالطَّلَبِ، فلم أرَ إلَّا خيرًا إلى يومي هذا".
ذكَرَهُ الذَّهبيُّ في تاريخِه ( ٤ / ٣٨٤ ).

ورواه أبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ٦ / ٣٧٠ - ٣٧١ ) من طريقِ يحيى بنِ أيُّوبَ، ثنا بعضُ أصحابِنا قال: قال الثَّوريُّ: "لمَّا أردتُ أن أطلبَ العِلمَ قلتُ: يا ربِّ، إنَّه لا بُدَّ لي من معيشةٍ، ورأيتُ العِلمَ يُدرَسُ، فقلتُ: أُفرِّغُ نفسي لطلبِه، وسألتُ ربِّي الكِفايةَ، والتَّشاغُلَ لطلبِ العِلمِ، فما رأيتُ إلَّا ما أُحِبُّ إلى يومي هذا".

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

الحمدُ للهِ الّذي كتب لنا رُؤيةَ سوريا الجديدةِ وهي في عزٍّ وإباءٍ.. الحمدُ للهِ الذي أذلَّ النُّصَيريَّةَ وأربابَ البعثِ وأذنابَهما، ودحرَ الطُّغمةَ الفاسدةَ ومَن والاهم…

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

١٠ مُحرَّم / عاشوراء 🌿

"وأمَّا صِيامُ يومِ عاشوراءَ فإنَّه -أي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان يتحرَّى صومَهُ على سائرِ الأيَّامِ، ولمَّا قَدِمَ المدينةَ وجدَ اليهودَ تصومُه وتُعظِّمُه فقال: نحنُ أحقُّ بمُوسى منكم، فصامَهُ وأمرَ بصِيامِه، وذلك قبلَ فرضِ رمضانَ، فلمَّا فُرِضَ رمضانُ قال: مَن شاءَ صامَهُ، ومَن شاءَ تَرَكَهُ".
زادُ المعادِ ( ٢ / ٦٣ ).

- فضلُ صومِهِ:
روى مُسلِمٌ ( ١١٦٢ ) عن أبي قتادةَ الأنصاريِّ قال: وسُئِلَ -أي رسولُ اللهِ- عن صومِ يومِ عاشوراءَ؟
فقال: "يُكفِّرُ السَّنَةَ الماضيةَ".

وفي روايةٍ عندَ مُسلِمٍ أيضًا: "وصيامُ يومِ عاشوراءَ أحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السَّنَةَ التي قبلَهُ".

وروى البُخاريُّ ( ٢٠٠٦ ) واللَّفظُ له، ومُسلِمٌ ( ١١٣٢ ) عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ أنَّه قال: "ما رأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتحرَّى صيامَ يومٍ فضَّلَهُ على غيرِه إلَّا هذا اليومَ؛ يومَ عاشوراءَ، وهذا الشَّهرَ". يعني شهرَ رمضانَ.

ولفظُ مُسلِمٍ: "ما علمتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صامَ يومًا يطلبُ فَضْلَهُ على الأيَّامِ إلَّا هذا اليومَ، ولا شهرًا إلَّا هذا الشَّهرَ".

- مراتبُ صيامِ عاشوراءَ:
قال الإمامُ ابنُ قيِّمِ الجوزيَّةِ في زادِ المعادِ ( ٢ / ٧٢ ): "فمراتبُ صومِه ثلاثةٌ: أكملُها: أن يُصامَ قبلَهُ يومٌ وبعدَهُ يومٌ.
ويلي ذلك: أن يُصامَ التَّاسِعُ والعاشِرُ، وعليه أكثرُ الأحاديثِ.
ويلي ذلك: إفرادُ العاشِرِ وحدَهُ بالصَّومِ". اهـ

وقال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في فتحِ الباري ( ٥ / ٤٣٦ ): "وعلى هذا فصِيامُ عاشوراءَ على ثلاثِ مراتبَ: أدناها: أن يُصامَ وحدَهُ.
وفوقَهُ: أن يُصامَ التَّاسِعُ معه.
وفوقَهُ: أن يُصامَ التَّاسعُ والحادي عشرَ".

كما أنَّه لا يُكرَهُ إفرادُه بالصَّومِ كما قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ وغيرُه.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال مُحمَّدُ بنُ مسعودٍ البجَّانيُّ الغسَّانيُّ:

على قَدرِ فَضلِ المَرءِ تأتي خُطوبُهُ
ويُعرَفُ عند الصَّبرِ فيما يَنوبُهُ

وعاقبةُ الصَّبرِ الجميلِ من الفتى
إلى فرَجٍ من ذي الجلالِ يُثِيبُهُ


إذا المرءُ لم يَسحَبْ إلى الهَولِ ذَيلَهُ
ولم تَعتَرِكْ بالحادثاتِ جُفونُهُ

فقد خسَّ في الدُّنيا من المالِ حظُّهُ
وقلَّ في الأُخرى لَعمري نصيبُهُ

أنشدها له الحُمَيديُّ في جذوةِ المُقتَبسِ ( ص١٣٩ ).
وذكرها الضَّبِّيُّ في بُغيةِ المُلتَمِسِ ( ص١٧٠ )، والذَّهبيُّ في تاريخِ الإسلامِ ( ٨ / ٨٣٦ ) وقال: فمن جيِّدِ شِعرِه: فذكرها.

ولابنِ ظفرٍ الصَّقَلِّيِّ:
على قدرِ فَضلِ المَرءِ تأتي خُطوبُهُ
ويُعرَفُ عند الصَّبرِ فيما يُصيبُهُ

ومَن قلَّ فيما يتَّقيهِ اصطبارُهُ
فقد قلَّ فيما يَرتَجيهِ نَصيبُهُ

ذكرها ابنُ خلِّكانَ في الوَفَياتِ ( ٤ / ٣٩٧ )، والسُّيوطيُّ في إنباهِ الرُّواةِ ( ٣ / ٧٦ ).

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

ِ

اللهُ أوقــعَ ظـالـمـاً فـي ظـالـمٍ
وأحـالَـهُـم مِـزَقاً، وفـلَّ وقطَّعا

هـذا انـتـقامُ الله، فانظُر عدلَهُ
بـيـنَ الـفـريـقـيـنِ الأشـدّ تَمنُّعا

طَرِبت جوارحُنا، هوىً وشمَاتةً
ودُعـاؤنـا: يـاربّ أفـنِـهـما معا!


- حذيفة العرجي.🪶

@hadi_al_arwah

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

دين الإخوان المسلمين.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

فوا أسفاهُ ممَّن يحزُنُ على مقتلِ "سليماني" ويَصِفُه "بالشهيد" وينعي ويدينُ ويستنكرُ ويشجبُّ ويُعزِّي…

في الحديثِ المُتَّفَقِ عليه: "رأسُ الكُفرِ نحوَ المشرقِ".
قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ العسقلانيُّ: "وفي ذلك إشارةٌ إلى شدَّةِ كُفرِ المجوسِ؛ لأنَّ مملكةَ الفُرسِ ومَن أطاعهم من العربِ كانتْ من جهةِ المشرقِ بالنِّسبةِ إلى المدينةِ، وكانوا في غايةِ القسوةِ والتَّكبُّرِ والتَّجبُّرِ حتَّى مزَّق مَلِكُهُم كتابَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم". اهـ

وغير ذلك؛ ألم يَرَوا بطشَ "إيران" بأهلِ السُّنَّةِ في سُوريا والعِراقِ والأهوازِ ولُبنانَ واليمنِ وغيرِها؟

أما زالتْ أعينُهم عمياءَ وآذانُهم صمَّاءَ وقُلوبُهم بلهاءَ عن هذا؟

أم أنَّ أنفسَهم راضيةٌ بكلِّ ما تفعلُه "إيران"؟

ألهذا الحدِّ دماءُ أهلِ السُّنَّةِ رخيصةٌ عندَهم؟

أسألُ اللهَ تعالى أن يحشرَهم مع مَن يُحبُّونَ، وأن يُطهِّرَ أرضَ فِلسطِينَ من دنَسِهم ورِجسِهم وخُبثِهم.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

إنِّي لأشمتُ بالجبَّارِ؛ يصرعُهُ
طاغٍ، ويُرهقُهُ ذُلًّا وطُغيانا

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

روى الإمامُ أحمدُ ( ١٩٠٧٥ ) وأبو داودَ ( ١٧٦٥ ) وغيرُهما، عن عبدِ اللهِ بنِ قُرْطٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "أعظمُ الأيَّامِ عندَ اللهِ يومُ النَّحرِ، ثم يومُ القَرِّ".

وإسنادُه صحيحٌ.
وصحَّحهُ ابنُ خُزَيمةَ وابنُ حِبَّانَ والحاكمُ والبيهقيُّ والذَّهَبيُّ والألبانيُّ.

ويومُ القَرِّ: هو اليومُ الحادي عشرَ من ذي الحِجَّةِ.
وسُمِّيَ بذلك لأنَّ النَّاسَ يقرُّونَ فيه بمنىً بعد أن فَرَغُوا من طوافِ الإفاضةِ والنَّحرِ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

يقولُ الإمامُ ابنُ رَجَبٍ الحنبليُّ: "وعمَّا قليلٍ يقفُ إخوانُكم بعرفةَ في ذلك الموقفِ، فهنيئًا لمن رُزِقَهُ، يجأرونَ إلى اللهِ بقُلوبٍ مُحتَرِقةٍ ودُموعٍ مُستَبِقةٍ.
فكم فيهم من خائفٍ أزعَجَهُ الخوفُ وأقلَقَه؟، ومُحِبٍّ ألهَبَهُ الشَّوقُ وأحرَقَه؟، وراجٍ أحسنَ الظَّنَّ بوعدِ اللهِ وصَدَّقَه؟، وتائبٍ نصحَ للهِ في التَّوبةِ وصَدَقَه؟، وهاربٍ لجأَ إلى بابِ اللهِ وطَرَقَه؟، فكم هنالك من مُستَوجِبٍ للنَّارِ أنقَذَهُ اللهُ وأعتَقَه؟، ومن أسيرٍ للأوزارِ فكَّهُ وأطلَقَه؟، وحينئذٍ يطَّلعُ عليهم أرحمُ الرُّحَماء، ويُباهي بجمعِهم أهلَ السَّماء، ويدنو ثم يقولُ: ما أراد هؤلاء؟
لقد قَطَعْنا عند وُصولِهم الحِرمان، وأعطاهم نهايةَ سُؤلِهم الرَّحمان، هو الذي أعطى ومنع ووصلَ وقطع.
مَن فاتَهُ في هذا العامِ القِيامُ بعَرَفَة؛ فلْيَقُمْ للهِ بحقِّه الذي عرَفَه! مَن عجزَ عنِ المَبيتِ بمُزدَلِفة؛ فلْيَبُتَّ عَزمَه على طاعةِ اللهِ وقد قرَّبَهُ اللهُ وأزلَفَه! مَن لم يُمكِنْهُ القِيامُ بأرجاءِ الخَيف؛ فلْيَقُمْ للهِ بحقِّ الرَّجاءِ والخوف! مَن لم يَقدِرْ على نحرِ هديِهِ بمِنى؛ فلْيَذبَحْ هواهُ هنا وقد بلغَ المُنى! مَن لم يَصِلْ إلى البيتِ لأنَّه منهُ بعيد؛ فلْيقصِدْ ربَّ البيتِ؛ فإنَّه أقربُ إلى مَن دعاهُ ورجاهُ من حبلِ الوريد!
نَفَحَتْ في هذه الأيَّامِ نفحةٌ من نفحاتِ الأُنسِ من رياضِ القُدسِ على كلِّ قلبٍ أجابَ إلى ما دُعِي، يا هِمَمَ العارفينَ! بغيرِ اللهِ لا تقنعي، يا عزائمَ النَّاسكينَ! لجميعِ أنساكِ السَّالكينَ اجمعي! لحُبِّ مولاكِ أفردِي، وبينَ خوفِه ورجائِه أقرِني، وبذكرِه تمتَّعي، يا أسرارَ المُحِبِّينَ! بكعبةِ الحُبِّ طوفي واركعي، وبين صفاءِ الصَّفا ومَروةِ المروةِ اسعَيْ وأسرعي، وفي عَرَفاتِ العِرفانِ قِفي وتضرَّعي، ثم إلى مُزدَلِفةَ الزُّلفى فادفعي، ثم إلى مِنىً نيلِ المُنى فارجعِي! فإذا قرَّبُوا القَرابِينَ فقرِّبي الأرواحَ ولا تمنعي، لقد وضحَ اليومَ الطَّريقُ ولكن قلَّ السَّالكُ على التَّحقيقِ وكَثُرَ المُدَّعي!".

لطائفُ المعارفِ ( ص٦٣٢ - ٦٣٣ ).

واللهُ أعلمُ.
وكتبَ: أبو عبدِ اللهِ الأثَريُّ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

للهِ درُّ ركائبٍ سارَتْ بهِم
تطوي القِفارَ الشَّاسِعاتِ على الدُّجا

رحَلُوا إلى البيتِ الحرامِ وقد شَجا
قلبُ المُتيَّمِ منهمُ ما قد شَجا

نزَلُوا ببابٍ لا يخيبُ نزِيلُهُ
وقلُوبُهم بينَ المخافةِ والرَّجا

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

من فوائد هذين الإسنادين:

- أنّ الإسناد الأوّل: بين البخاريّ وبين التّابعيّ يزيد بن أبي عُبَيد شيخ واحد.
والإسناد الثّاني: بينه وبين يزيد أربعة شيوخ.

- أنّ للبخاريّ شيوخًا رووا له عن التّابعين؛ مثل مكّي بن إبراهيم هذا، وأبي عاصم الضّحّاك بن مخلد: حدّثاه عن يزيد بن أبي عُبَيد.
ومثل عبيد الله بن موسى: حدّثه عن إسماعيل بن أبي خالد.
ومثل أبي نُعَيم الفضل بن دُكَين: حدّثه عن الأعمش.
ومثل محمّد بن عبد الله الأنصاريّ: حدّثه عن حُمَيد الطّويل.
ومثل خلّاد بن يحيى: حدّثه عن عيسى بن طهمان.
ومثل عليّ بن عيّاش وعصام بن خالد: حدّثاه عن حريز بن عثمان.
وهؤلاء يُعدّون من الطّبقة الأولى من شيوخ الإمام البخاريّ.

- أنّ الإسناد الأوّل من عوالي الإمام البخاريّ، وهي الثّلاثيّات، وعددها: اثنان وعشرون حديثًا، ومدارها على خمسة طرق.

- أنّ الإسناد الثّاني سداسيّ، وهو ليس أنزل حديث في صحيح البخاريّ كما ذكر لي بعض الأخوة؛ أنزل حديث في صحيح البخاريّ تساعيّ الإسناد، وهو برقم ( ٧١٣٥ ).

- قول البخاريّ: ( مات بُكَير قبل يزيد ): أي مات بُكَير بن عبد الله بن الأشجّ الرّاوي عن يزيد قبل شيخه يزيد، وكانت وفاته سنة (١٢٠هـ) وقيل قبلها أو بعدها، ومات يزيد بن أبي عبيد سنة (١٤٦هـ) وقيل (١٤٧هـ).

- الحديث الثّاني: اتّفق فيه البخاريّ ومسلم سندًا ومتنًا؛ فروياه معًا عن قُتَيبة بن سعيدٍ، به.
وكذلك رواه عن قُتَيبة: أبو داود ( ٢٣١٥ )، والتّرمذيّ ( ٧٩٨ )، والنّسائيّ ( ٢٣١٦ ).
ولم يدرك ابن ماجه قُتَيبة بن سعيد؛ فروى عنه بواسطة.

- روى يزيد بن أبي عُبَيد عن صحابيَّينِ اثنين فقط، وهما: سلمة بن الأكوع -وهو مولاه-، وعُمَير مولى آبي اللّحم.

فهذه سبعة فوائد، من يزيد..؟

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

أتنشدُ مَورِدًا عَذبًا
ظَما الرُّوحِ به يَخمَدْ

وترقى سُلَّمَ الخيرِ
ويَسعَدُ قلبُكَ المُجهَدْ

ونُورًا لا أُفولَ له
به تسعى وتَستَرشِدْ

فلا أروى من الوحيِ
ربيعُ فُؤادِكَ الأجرَدْ

فهاكَ الجمعَ كي تَروى
وقِنديلًا به تَهتَدْ

تذوقُ الشَّهدَ بل أحلى
حديثَ نبيِّنا أحمَدْ

نَعيمٌ ليس يُدرِكُهُ
سِوى مَن كان في المَشهَدْ

كأنَّ نُعَيمًا المُجمِرْ
يُعطِّرُ ذلك المَسجِدْ

ويأتي بعده شيخٌ
لقِيلِ خليلِهِ يُسنِدْ

صلاةُ اللهِ مِدرارًا
سلامٌ للذي أرشَدْ

بها الأرواحُ تنشرحُ
وذِكرٌ في الملا يُحمَدْ

فكنْ للرَّكبِ مُتَّبِعًا
ووَصْلَ الحِبِّ فلْتَقْصِدْ

وجِدَّ السَّيرَ مُرتَقِبًا
خِتامَ الجامعِ العَسجَدْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قولُ الشَّاعرةِ:
كأنَّ نُعَيمًا المُجمِرْ ** يُعطِّرُ ذلك المَسجِدْ

هو أبو عبدِ اللهِ نُعَيمُ بنُ عبدِ اللهِ العَدَويُّ المَدَنيُّ، من موالي عُمَرَ بنِ الخطَّابِ.
إمامٌ ثقةٌ من خيارِ التَّابعينَ، جالَسَ أبا هُرَيرةَ عشرينَ سنةً.

يروي عن أبي هُرَيرةَ، وأنسِ بنِ مالكٍ، وجابرِ بنِ عبدِ اللهِ، وعبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وغيرِهم.
وروى عنه مالكُ بنُ أنسٍ، وزيدُ بنُ أبي أُنَيسةَ، وعُمارةُ بنُ غَزِيَّةَ، وفُلَيحُ بنُ سُلَيمانَ، ومُحمَّدُ بنُ عجلانَ، وغيرُهم.

لُقِّبَ بالمُجْمِرِ -وقِيلَ: المُجَمِّر-: لأنَّه كان يُبَخِّرُ مسجدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالطِّيبِ.

قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ العسقلانيُّ في فتحِ الباري ( ١ / ٤٠٨ ): "قولُه: عن نُعَيمٍ المُجمِرِ، بضمِّ الميمِ وإسكانِ الجِيمِ، هو ابنُ عبدِ اللهِ المَدَنيُّ، وُصِفَ هو وأبوه بذلك لكَونِهما كانا يُبَخِّرانِ مسجدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وزعم بعضُ العُلَماءِ أنَّ وَصْفَ عبدِ اللهِ بذلكَ حقيقةً، ووَصْفَ ابنِهِ نُعَيمٍ بذلك مجازٌ، وفيه نظرٌ، فقد جزم إبراهيمُ الحربيُّ بأنَّ نُعَيمًا كان يُباشِرُ ذلك". اهـ

قلتُ: لا يتعيَّنُ المجازُ حتَّى يتبيَّنَ انتفاءُ الحقيقةِ؛ وهو أنَّهُ لم يكن يُجمِّرُ المسجدَ.
وهذا يحتاجُ إلى نقلِ مَن عاصَرَه، واللهُ أعلمُ.

وقولُ الحافظِ ابنِ حَجَرٍ: "وزعم بعضُ العُلَماءِ..": يُرِيدُ الإمامَ النَّوويَّ رحمه اللهُ، فإنَّه قال ذلك في شرحِه على صحيحِ مُسلِمٍ.

ولعلَّ مُستَنَدَ النَّوويِّ ما ذكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في الثِّقاتِ ( ٥ / ٤٧٥ ) قال: "وإنَّما قِيلَ: المُجمِرُ؛ لأنَّ أباه كان يأخذُ المِجمَرةَ قُدَّامَ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ إذا خرجَ إلى الصَّلاةِ في شهرِ رمضانَ". اهـ

وقد أنشدَ هذه الأبياتَ الشَّيخ أحمد النّفيس بصوتِه العَذبِ:
https://youtu.be/m0nytDFRxKg?si=dxfnY9jtGwsTS3Ro

Читать полностью…
Subscribe to a channel