Telegram-канал quranicfaith1 - نـــــور الإيمان: Unsorted

نـــــور الإيمان

14 April 2025 04:21

🔴 *لماذا لا ننسحب كما فعل خالد؟*

يردد البعض دعوات "الانسحاب الحكيم" مستشهدين بما فعله خالد بن الوليد رضي الله عنه في بعض معاركه، ويطالبون بأن "تكون هذه معركة من المعارك، لا نهاية الحرب". ولكن دعونا نضع الأمور في نصابها ونقرأ التاريخ بعقل لا بهوى:

1. خالد انسحب من معركة، لا من وطن
خالد بن الوليد رضي الله عنه كان يقود جيشًا نظاميًا في أرض معادية، لا بين بيوت أطفال ومدنيين. انسحابه كان تكتيكيًا لإعادة التمركز، لا إخلاءً للأرض ولا تفريغًا للوطن.

2. أُحد: عندما قرر الشباب المواجهة والنبي استجاب
في غزوة أُحد، حين هددت قريش المدينة، استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه. كبار السن قالوا: نبقى في المدينة وندافع عنها. أما الشباب، فتوقّدوا حماسة وقالوا: نخرج إليهم قبل أن يأتوا إلينا.
استجاب النبي لهم، وخاض المعركة، رغم ما ناله فيها من ألم واستشهاد الأحبة، بل سقط هو نفسه جريحًا. ومع هذا، لم يُعنّف الشباب، بل قال قولته الخالدة:
"نُصرت بالشباب وخذلني الشيوخ".

3. الخندق: عندما كان العقل في خدمة الثبات، لا الاستسلام
في غزوة الخندق، حين اجتمعت الأحزاب وغاب الأمن حتى عن قضاء الحاجة، جاء سلمان الفارسي بفكرة الخندق. لم يخطر ببال أحد أن نُسلّم المدينة، رغم شدة الحصار. كانت العبقرية في الثبات، لا في الهروب.

4. الأندلس: حين انسحبنا، لم نعد أبدًا
حين بدأ التراجع في الأندلس، قيل للناس إنها مرحلة انتقالية، تكتيكية، وسيكون لنا عودة. لكنها لم تكن إلا بداية الهاوية. ما إن تُسلم الأرض، حتى تُغلق أبواب العودة.

5. سقوط فلسطين 1948: حين غُلِبنا بتكتيك "التهدئة" والانسحاب المؤقت
كثير من القرى أُفرغت من سكانها بناءً على وعود "نعود بعد أيام". لكنهم لم يعودوا. لأن العدو لا يترك ما يأخذه، والانسحاب ليس دواءً بل تسميم بطيء.

6. هتلر وستالين: الثبات كان سرّ البقاء
في الحرب العالمية الثانية، حين اجتاح هتلر الاتحاد السوفييتي، لم ينسحب ستالين من موسكو رغم القصف والجوع. قال عبارته الشهيرة: "الجيش الذي لا يُدافع عن وطنه، لا يستحقه". وصمدوا، ثم انتصروا.

7. غزة اليوم: حيث الشعب هو الجبهة
نحن لا نُدير معركة بين جيشين، بل نحن الشعب. الجبهة ليست ثكنة، بل بيت ومدرسة ومخبز. فمن ينسحب، يترك أطفاله وأهله وذكرياته للمحرقة.

الانسحاب ليس حلاً.. بل موت بطيء مغلّف بالمنطق.

من التاريخ الإسلامي، إلى الأوروبي، إلى نكباتنا المعاصرة، لم يُعرف نموذج واحد انتصر بالاستسلام. بل كل من صمد، حتى لو بدا منهزمًا حينًا، عاد إلى الأرض وكتب فصله المجيد.

فلا تبيعونا الوهم باسم "الانسحاب الحكيم"، فلن تجدوا في سيرة محمد، ولا خالد، ولا عمر، ولا علي، ولا حتى في أحلك صفحات البشرية، من سلّم أرضه وانتصر