قَنَاة تَهْتَمّ بالتدبّر وَكُلُّ مَا يَخْتَصُّ بِكِتَابِ اللَّهِ..
سُورَةَ الْكَهْفِ الْقَارِئ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ديبان
Читать полностью…كِتَاب بِعِنْوَان مُؤَلَّفَات أُصُول التَّدَبُّر
Читать полностью…ㅤ
﴿ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾.
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ: فقِفْ وقفةً فِي حَالِ الْكِتَابَةِ، وتأمَّلْ حالَك وَقَد أمسكتَ القلمَ وَهُو جَمَادٌ، ووضعتَه عَلَى الْقِرْطَاسِ وَهُو جَمَادٌ،
فيتولَّدُ مِنْ بَيْنِهِمَا أنواعُ الحِكَمِ، وأصنافُ الْعُلُوم، وفنونُ الْمُرَاسَلَات، والخُطَب، والنَّظم، والنَّثر، وَجَوَابَات الْمَسَائِل!!
فَمَنْ الَّذِي أَجْرَى تِلْكَ الْمَعَانِي عَلَى قَلْبِكَ، ورَسَمها فِي ذِهْنِك، ثمَّ أَجْرَى العباراتِ الدالّة عَلَيْهَا عَلَى لِسَانَك، ثُمّ حرّك بِهَا بنانَك حَتَّى صَارَتْ نقشًا عجيبًا، مَعْنَاه أعجبُ مِن صُورَتُه، فَتَقْضِي بِه مآربك، وَتَبْلُغُ بِهِ حاجةً فِي صَدْرِكَ،
وترسله إِلَى الْأَقْطَارِ النَّائية، وَالْجِهَات الْمُتَبَاعِدَة، فَيَقُوم مَقَامَك، ويُترجِم عَنْك، ويتكلَّم عَلَى لِسَانَك، وَيَقُوم مقامَ رَسُولِك، ويُجدي عَلَيْك مَا لَا يُجدي مِن تَرَسُّلِه، سِوَى مَنْ علَّم بِالْقَلَم، علَّم الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ!!.
﹎﹎﹎﹎﹎
http://t.me/QuranHeart
ㅤ
هَلْ تَعْرِفُ مَا هِيَ أَشَدُّ آيَةٍ عَلَى أَهْلِ النَّارِ ؟!
أَسْمَع الْجَوَابُ لِلشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْداللَّه المعيوف.
ㅤ
صَوْت يَحْلِق بِك بَعِيدًا فِي سَمَاءِ التدبر~
تَحْبِير الْقَارِئ يَاسِر الدَّوْسَري رَمَضَان ١٤٣١هـ
ㅤ
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا ﴾.
الشَّيْخ يَاسِر الدَّوْسَري.
ㅤ
السَّبِيل لِحِفْظ الْقَلْبِ مِنْ الْخَوَاطِر ..
يَقُولُ الْإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ: فَإِنْ قُلْت: فَمَا السَّبِيلُ إلَى حِفْظِ الْخَوَاطِر؟!
قُلْت: أَسْبَاب عِدَّة..
أَحَدُهَا: الْعِلْم الْجَازِم بِاطِّلَاع الرَّبِّ سُبْحَانَهُ وَنَظَرُهُ إلَى قَلْبِك، وَعِلْمِه بِتَفْصِيل خواطرك.
الثَّانِي: حَيَاؤُك مِنْه.
الثَّالِث: إجلالك لَهُ أَنْ يَرَى مِثْلِ تِلْكَ الْخَوَاطِرِ فِي بَيْتِهِ الَّذِي خُلق لِمَعْرِفَتِه وَمَحَبَّتِه.
الرَّابِع: خَوْفِك أَنْ تَسْقُطَ مِنْ عَيْنِهِ بِتِلْك الْخَوَاطِر.
الْخَامِس: إيثارك لَهُ أَنْ تَسَاكُن قَلْبِك غَيْر مَحَبَّتِه.
[ طَرِيق الْهِجْرَتَيْن صـ ٢٧٥ ]
﹎﹎﹎﹎﹎
http://t.me/QuranHeart
ㅤ
﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾.
هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة فِيهَا مِنَ التَّخْوِيف الْبَليغ عَلَى أَنَّ الْعَبْد لَا ينبغي لَهُ أَنْ يَكُون آمنًا عَلَى مَا مَعَهُ مِنَ الْإيمَان،
بَلْ لَا يُزَال خَائِفا وَجَلّا أَنْ يُبْتَلَى بِبَلِيَّة تَسْلُب مَا مَعَهُ مِنَ الْإيمَان، وَأَنَّ لَا يُزَال دَاعِيا بِقَوْله، يَا مَقْلَب الْقَلُوب، ثَبَّت قَلْبِيٌّ عَلَى دِينكَ،
وَأَنْ يَعْمَل وَيَسْعَى فِي كُلَّ سَبَب يُخَلِّصهُ مِنَ الشَّرّ عِنْدَ وُقُوع الْفِتَن؛ فَإِنَّ الْعَبْد وَلَوْ بَلَغَت بِهِ الْحَال مَا بَلَغَت؛ فَلَيْسَ عَلَى يَقِين مِنَ السَّلَاَمَة.
[ اِبْن سَعْدي رَحِمهُ الله فِي تَفْسِيره ]
﹎﹎﹎﹎﹎
http://t.me/QuranHeart
ㅤ
سُورَة الدُّخَان للشَّيْخ نَاصِر الْقَطَامِي
ㅤ
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾.
قال ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ:
أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ بِالصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقِبَ إخْبَارِه لَهُمْ بِأَنَّهُ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ،
وَمَعْلُومٌ أَنَّ الصَّلَاةَ مِنْ اللَّهِ وَمَلَائِكَتَهُ عَلَى نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ تَكُنْ مَرَّة وَانْقَطَعَت، بَلْ هِيَ صَلَاةُ مُتَكَرِّرَة،
وَلِهَذَا ذَكَرَهَا اللَّهُ تَعَالَى مبيناً بِهَا فَضْلِه، وَشَرَفِه، وَعُلُوّ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَهُ، ثُمَّ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهَا؛ فتكرارها فِي حَقِّهِمْ أَحَقّ وَآكَد لِأَجْلِ الْأَمْرِ،
وَلِأَنَّ الْأَمْرَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مُقَابَلَةِ إحْسَانِهِ إلَى الْأُمَّةِ، وَتَعْلِيمِهِم، وَإِرْشَادِهِم، وَهِدَايَتُهُم، وَمَا حَصَلَ لَهُمْ بِبَرَكَتِه مِنْ سَعَادَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ،
وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ مُقَابِلَهُ مِثْلِ هَذَا النَّفْعِ الْعَظِيمِ لَا يَحْصُلُ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْعُمْرِ،
بَلْ لَوْ صَلَّى الْعَبْدُ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَدَدِ أَنْفَاسَه لَمْ يَكُنْ مُوفِيًا لَحِقَه، وَلَا مُؤَدِّيًا لِنِعْمَتِه، فَجَعَل ضَابِطٌ شُكْرَ هَذِهِ النِّعْمَةِ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ عِنْدَ ذِكْرِ اسْمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[ جَلَاءِ الْأَفْهَامِ - ابْنُ الْقَيِّمِ ]
﹎﹎﹎﹎﹎
http://t.me/QuranHeart
ㅤ
التِسِعِينَيات الشَّابَّة .. حَفِظْت الْقُرْآنَ الْكَرِيمِ
﴿ وَجَعَلنَا اللَّيلَ وَالنَّهارَ آيَتَينِ ﴾.
علامتين عَلَى وحدانيتنا وَكَمَال عَلِمْنَا وَقُدْرَتِنَا، وَالْآيَةُ فِيهَا: إقْبَال كُلٍّ مِنْهُمَا مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ، وَإِدْبَارِه إلَى حَيْثُ لَا يَعْلَمُ، وَنُقْصَان أَحَدُهُمَا بِزِيَادَةِ الْآخَرِ وَبِالْعَكْسِ آيَةٍ أَيْضًا.
[ القَرطبِيَ ]
﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾.
وفي الْجَمْع لَهُمْ بَيْنَ هَاتَيْنِ الخلتين الْمُتَضَادَّتَيْن: الشدّةِ وَالرَّحْمَة إيماءٌ إلَى أَصَالَة آرَائِهِم وَحُكْمُه عُقُولِهِم، وَأَنَّهُم يَتَصَرَّفُون فِي أَخْلَاقِهِمْ وَأَعْمَالِهِم تَصَرَّف الْحِكْمَة والرشَد.
[ ابن عَاشُورٌ ]
ㅤ
مڼ أَعْظَم الْأَعْمَال لزﯛال هَمَّك وَغُفْرَان ذنوبك ..
قال الْإِمَام سَهْلٌ التُّسْتَرِيُّ:
الصلاة عَلَى النَّبِيِّ أَفْضَلُ الْعِبَادَاتِ؛ لأن اللَّهُ تَعَالَى تولاها هُو وملائكته، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا الْمُؤْمِنِينَ، وَسَائِرِ الْعِبَادَاتِ لَيْسَتْ كَذَلِكَ.
قال النَّوَوِيُّ فِي كِتَابِهِ الرائِع الْأَذْكَار:
« إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ عَلَى النَّبِيِّ - صَلّ اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم - فَلْيَجْمَع بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِ، وَلَا يَقْتَصِرُ عَلَى أَحَدِهِمَا، فَلَا يَقُلْ « صَلَّى اللَّهُ عليه » فَقَط، وَلَا « عليه السلام » فقط » انْتَهَى.
وقد نُقِلَ هَذَا عَنْهُ ابن كثير فِي خِتَامِ تَفْسِيرِه آيَةِ الْأَحْزَابِ مِنْ كِتَابِ التَّفْسِيرِ،
ثُمَّ قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ : « وهذا الَّذِي قَالَهُ مُنْتَزَعٌ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ وَهِيَ قَوْلُهُ: ﴿ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾
فَالْأَوْلَى أَنْ يُقَالَ صَلّ اللَّه عليه وسلّم تسليماً ». انْتَهَى
قال ابْنُ الْقَيِّمِ - رحمه الله:
أَنَّ الْعَبْدَ لَا يَزَالُ يَذْكُر رَبُّهُ حَتَّى يُحِبُّه فيواليه، وَلَا يَزَالُ يَغْفُلُ عَنْهُ حَتَّى يُبْغِضُه فيعاديه.
قال الشَّيْخُ ابْنُ بَازٌ رَحِمَهُ اللَّهُ:
في الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ سَبَبٌ هِدَايَةٌ الْعَبْد وَحَيَاة قَلْبِه.
[ الفتاوى || ٢ / ٣٩٧ ]
قَالَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ عُثَيْمِين - رحمه اللَّه:
وَمِنْ خَصَائِصِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: أَنَّهُ يَنْبَغِي فِيهِ إكْثَار الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ أَعْظَمُ الْخَلْق حقًّا عَلَيْك، أَعْظَم حقًّا مِنْ أُمِّك وَأَبِيك، وَيَجِبُ أَنْ تفديه بِنَفْسِك وَمَالِكٌ، فَأَكْثَرَ مِنْ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرٌ بِذَلَِ.
[ مَجْمُوع فَتَاوَى وَرَسَائِل || ٢٤/١٦ ]
قال السَّخَاوِيّ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:
الصَّلَاةِ عَلَى النبي- عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَام - مِن اُبْرُك الْأَعْمَال وَأَفْضَلُهَا، وَأَكْثَرُهَا نَفْعًا فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا».
[ الْقَوْل الْبَدِيع || ١٠٩ ]
﹎﹎﹎﹎﹎
/channel/QuranHeart
ㅤ
مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ نَفْسَهُ فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى الْقُرْآنِ!!
الشَّيْخ مُـحَـمَّـدَ بْـن عَـبْـدَاللَّهِ الـمَـعْـيـوفْ
ㅤ
عَطَاءِ اللَّهِ وَمَنَعَه ابْتِلَاء وَامْتِحَان،
يُمْتَحَن بِهِمَا عُبَادَة 🍃
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ: وَلِيَعْلَمَ أَنَّ إجَابَةَ اللَّهِ لسائليه لَيْسَت لِكَرَامَة السَّائِلِ عَلَيْهِ، بَلْ يَسْأَلُهُ عَبْدِه الْحَاجَة فَيَقْضِيهَا لَه، وَفِيهَا هَلَاكِه وشقوته، وَيَكُون قَضَاؤُهُ لَهُ مِنْ هَوَانِه عَلَيْه، وَسُقُوطُه مِنْ عَيْنِهِ،
وَيَكُون مَنْعُهُ مِنْهَا لِكَرَامَتِهِ عَلَيْهِ وَمَحَبَّتِه لَه، فَيَمْنَعُه حِمَايَة وَصِيَانَة وحفظًا لَا بخلاً، وَهَذَا إنَّمَا يَفْعَلُهُ بِعَبْدِه الَّذِي يُرِيدُ كَرَامَتِه وَمَحَبَّتِه،
وَيُعَامِلْه بِلُطْفِه، فَيَظُنّ بِجَهْلِهِ أَنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّهُ وَلَا يُكْرِمُهُ، وَيَرَاه يَقْضِي حَوَائِج غَيْرِه، فيسيء ظَنَّهُ بِرَبِّهِ، وَهَذَا حَشْوٌ قَلْبُهُ وَلَا يَشْعُرُ بِهِ، وَالْمَعْصُوم مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ.
فَاحْذَر كُلَّ الْحَذَرِ أَنْ تَسْأَلَهُ شيئًا معينًا خِيرَتِه وَعَاقِبَتَه مَغِيبِه عَنْك، وَإِذَا لَمْ تَجِدْ مِنْ سُؤَالِهِ بدًا، فَعَلَّقَهُ عَلَى شَرْطِ عِلْمُهُ تَعَالَى فِيهِ الْخِيَرَة،
وَقَدَّم بَيْنَ يَدَيْ سُؤَالَك الِاسْتِخَارَة، وَلَا تَكُنْ اسْتِخَارَة بِاللِّسَان بِلَا مَعْرِفَةِ، بَل اسْتِخَارَة مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِمَصَالِحِه، وَلَا قُدْرَةَ لَهُ عَلَيْهَا،
وَلَا اهْتِدَاءَ لَهُ إلَى تَفَاصِيلِهَا، وَلَا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ضرًا وَلَا نفعًا، بَلْ إنْ وَكَّلَ إلَى نَفْسِهِ هَلَكَ كُلُّ الْهَلَاك، وانفرط عَلَيْهِ أَمْرَهُ.
وَإِذَا أَعْطَاك مَا أَعْطَاكَ بِلَا سُؤَالٍ تَسْأَلُهُ أَنْ يَجْعَلَهُ عونًا لَك عَلَى طَاعَتِهِ وبلاغًا إلَى مَرْضَاتِه، وَلَا يَجْعَلُهُ قاطعًا لَك عَنْهُ، وَلَا مبعدًا عَنْ مَرْضَاتِهِ،
وَلَا تَظُنُّ أَنّ عَطَاءَه كُلُّ مَا أَعْطَى لِكَرَامَة عَبْدِهِ عَلَيْهِ، وَلَا مَنَعَهُ كُلُّ مَا يَمْنَعُهُ لهوان عَبْدِهِ عَلَيْهِ، وَلَكِن عَطَاءَه وَمَنَعَه ابْتِلَاء وَامْتِحَان، يُمْتَحَن بِهِمَا عُبَادَة.
[ مَدَارِج السَّالِكِين لـ ابْنُ الْقَيِّمِ ١ / ١٦٨ ]
﹎﹎﹎﹎﹎
http://t.me/QuranHeart
ㅤ
ما وَأَجَبْنَا إذَا ثَقُل عَلَيْنَا قِيَامِ اللَّيْلِ؟!
ㅤ
﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ ﴾ مِنْ قِبَلِ هِدَايَةِ اللَّهُ لَهُ
﴿ مَيْتًا ﴾ فِي ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ، وَالْجَهْل، وَالْمَعَاصِي،
﴿ فَأَحْيَيْنَاهُ ﴾ بِنُورِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانَ وَالطَّاعَة،
فَصَار يَمْشِي بَيْنَ النَّاسِ فِي النُّور، مُتَبصِّرا فِي أُمُورِهِ، مُهْتَدِيًا لِسَبِيلِه، عَارِفًا لِلْخَيْر مُؤْثِرًا لَهُ، مُجْتَهِدًا فِي تَنْفِيذِهِ فِي نَفْسِهِ وَغَيْرِهِ، عَارِفًا بِالشَّرّ مُبْغَضًا لَه، مُجْتَهِدًا فِي تَرْكِهِ وَإِزَالَتُه عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ غَيْرِهِ.
أفيستوي هَذَا بِمَنْ هُوَ فِي الظُّلُمَاتِ، ظُلُمَاتِ الْجَهْلِ وَالْغَيّ، وَالْكُفْر وَالْمَعَاصِي.
﴿ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ قَد الْتَبَسَتْ عَلَيْهِ الطُّرُقُ، وَأَظْلَمَت عَلَيْه الْمَسَالِك، فَحَضَرَه الْهَمَّ وَالْغَمَّ وَالْحُزْن وَالشَّقَاء.
فَنَبَّه تَعَالَى الْعُقُول بِمَا تُدْرِكُه وتعرفه، أَنَّهُ لَا يَسْتَوِي هَذَا وَلَا هَذَا كَمَا لَا يَسْتَوِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالضِّيَاء وَالظَّلَمَة، وَالْإِحْيَاء وَالْأَمْوَات.
فَكَأَنَّهُ قِيلَ: فَكَيْف يُؤْثِرَ مِنْ لَهُ أَدْنَى مُسْكَةٍ مِنْ عَقْلٍ، أَنْ يَكُونَ بِهَذِهِ الْحَالَةِ، وَأَنْ يَبْقَى فِي الظُّلُمَاتِ مُتَحَيِّرًا:
فَأَجَابَ بِأَنَّهُ ﴿ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون َ﴾ فَلَمْ يَزَلْ الشَّيْطَانُ يُحْسِنُ لَهُم أَعْمَالِهِم، ويزينها فِي قُلُوبِهِمْ، حَتَّى اسْتَحْسَنُوهَا وَرَأَوْهَا حَقًّا.
وَصَارَ ذَلِكَ عَقِيدَة فِي قُلُوبِهِمْ، وَصْفِه رَاسِخَةٌ مُلَازَمَة لَهُم، فَلِذَلِك رَضُوا بِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الشَّرِّ وَالْقَبَائِح.
وَهَؤُلَاء الَّذِينَ فِي الظُّلُمَاتِ يَعْمَهُون، وَفِي بَاطِلِهِم يَتَرَدَّدُون، غَيْر متساوين.
فَمِنْهُم: الْقَادَة، وَالرُّؤَسَاء، والمتبوعون، وَمِنْهُم: التَّابِعُون المرءوسون، وَالْأَوَّلُون، مِنْهُم الَّذِينَ فَازُوا بِأَشْقَى الْأَحْوَال.
[ اِبْن سَعْدي رَحِمهُ الله فِي تَفْسِيره ]
﹎﹎﹎﹎﹎
http://t.me/QuranHeart
ㅤ
وَأَجَبْنَـا نَحْو الْقُــرْآن ..
١- الْمُحَافَظَةِ عَلَى تِلاوَتِهِ وَتَرْتِيلُه:
فَهِي التِّجَارَةِ الَّتِي لَا تَبُورُ كَمَا قَالَ الْعَزِيز الْغَفُور:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾.
فَيَنْبَغِي عَلَى الْمُسْلِمِ إلَّا يَمُرُّ عَلَيْهِ شَهْرٌ عَلَى الْأَقَلِّ إلَّا وقد قرأ القرآن كله... كَم يَسْتَغْرِق الْجُزْء مِنْك؟ نِصْفَ ساعَةٍ أَوْ يَزِيدُ قليلاً.
هَل تَسْتَكْثِرْ عَلَى رَبِّك الَّذِي خَلَقَك فسواك فعدلك وَأَسْبَغ عَلَيْك نِعْمَةٌ ظَاهِرَةٌ وَبَاطِنُهُ… فصحتك وَعَافِيَتِك مِنْه… وَمَالِكٌ وعقارك مِنْه…
أَهْلِك وَوَلَدُك مِنْه … عَقْلِك وذكاؤك مِنْه … جاهك وصولجانك مِنْه … أَمَّا نُور عَيْنَيْك فَهَذَا شَيْءٌ آخَرُ وَلَا أظنّك تَبْخَل بِهِ عَلَى رَبِّك الَّذِي وَهَبَك كُلُّ هَذِهِ النِّعَمَ.
عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وعليك بِذِكْرِ اللَّهِ وَتِلاوَةُ الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ نُورٌ لَك فِي الْأَرْضِ وَذِكْرٌ لَك فِي السماء»
~ رواه ابْنُ حِبَّانَ فِي صحيحه ~
وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:«اقرؤوا الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شفيعاً لِأَصْحَابِه»
~ رواه مسلم ~
وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «من قَرَأ حرفاً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَة بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ « أَلَم » حَرْف وَلَكَنْ أَلَفَ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حرف»
~ رواه التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الألباني ~
٢- مُحَاوَلَة حِفْظُهُ كُلُّهُ أَوْ بَعْضِهِ وَتَعَاهُدُه:
فَهَذِه غَنِيمَة أَصْحَاب الْهِمَم الْعَالِيَة وَالْعَزَائِم الصَّادِقَة لَهُمْ مِنْ اللَّهِ الْبِشَارَة بِالسَّلَامَةِ مِنْ النَّارِ.
قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «لَو جُمع الْقُرْآنِ فِي إهَابِ مَا أَحْرَقَه اللَّه بالنار »
~ رواه الْبَيْهَقِيّ وَحَسَّنَه الألباني ~
٣- وَهُوَ أَعْظَمُ الْحُقُوق - تَدَبَّرَه وَفَهْمِ مَعَانِيهِ:
قَالَ تَعَالَى : ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾.
٤- الْعَمَلُ بِهِ وَالتَّخَلُّقِ بِأَخْلَاقِهِ:
وَهَذَا هُوَ أَسَاس الْفَلَاح وَالنَّجَاح فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَهَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ مِنْ قِرَاءَتِهِ وَحِفْظِه وَتَدَبُّرِه.
قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾.
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: « يُؤْتَى بِالْقُرْآن يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقَدَّمَه سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ كَأَنَّهُمَا غمامتان أَو ظلتان تحاجان عَن صَاحِبِهِمَا ».
٥- تَعْلِيمِه لِلْغَيْر:
قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: « خيركم مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وعلمه » ~ رواه الْبُخَارِيّ ومسلم ~
﹎﹎﹎﹎﹎
http://t.me/QuranHeart
ㅤ
سُورَةِ الْأَنْفَال للشَّيْخ ياسر الدَّوْسَري
ㅤ
تِلَاوَة مِنْ سُورَةِ التَّوْبَة للشَّيْخ عِوَض جَبْرُه
ㅤ
وَمَنْ تَرَكَ لِلَّهِ شيئًا عَوَّضَهُ اللَّهُ خيرًا مِنْه ..
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ: غضُّ الْبَصَرِ عَنْ الْمَحَارِمِ يُوجِب ثَلَاثَ فَوَائِدَ جَلِيلَةٌ:
• حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ وَلَذَّتُه.
• نُورِ الْقَلْبِ وَصِحَّة الْفِرَاسَة.
• قُوَّةَ الْقَلْبِ وَثَبَاتَهُ.
[ إغَاثَةِ اللَّهْفَانِ صـ ١٠٤ - ١٠٦ ]
وَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ: إطْلَاقَ الْبَصَرِ يفرِّق الْبَصَر ويشتته وَيُبْعِدُهُ مِنْ اللَّهِ، وَلَيْسَ عَلَى الْعَبْدِ شَيْءٌ أَضَرُّ مِنْ إطْلَاقِ الْبَصَرِ، فَإِنَّهُ يُوقِعُ الْوَحْشَةَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ رَبِّهِ.
[ الدَّاءِ وَالدَّوَاءِ لـ ابْنُ الْقَيِّمِ صـ ٤١٦ ]
وَقَال أيضًا: وَمَنْ تَرَكَ لِلَّهِ شيئًا عَوَّضَهُ اللَّهُ خيرًا مِنْه، فَإِذَا غَضَّ بَصَرَهُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، عَوَّضَهُ اللَّهُ بِأَنَّ يُطلق نُورِ بَصِيرَتِهِ عوضًا عَنْ حَبْسِ بَصَرَهُ لِلَّه،
وَيَفْتَحُ عَلَيْهِ بَابُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانَ، وَالْمَعْرِفَة وَالْفِرَاسَةِ الصّادِقَةِ الْمُصِيبَةِ الَّتِي إنَّمَا تُنال بِبَصِيرَة الْقَلْب.
[ الدَّاءِ وَالدَّوَاءِ لـ ابْنُ الْقَيِّمِ صـ ٤١٧ ]
﹎﹎﹎﹎﹎
http://t.me/QuranHeart
ㅤ
مَفَـاتِيح تَدَبَّر الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ ..
الشَّيْخ الْقَـارِئ يَـاسِر سَلَامِه
ㅤ
﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ﴾.
ㅤ
سُبْحَانَ الَّذِي لَا تَسْكُنُ الْأَرْوَاح إلَّا بِحُبِّه، وَلَا تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ إلَّا بِذِكْرِهِ، وَلَا تَزْكُو الْعُقُولِ إلَّا بِمَعْرِفَتِه، وَلَا يُدرك نَجَاح إلَّا بِتَوْفِيقِه،
وَلَا يَقَعُ أمرٌ إلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا يَفْهَمُ أَحَدٌ إلَّا بتفهيمه، وَلَا يُتَخَلَّصُ مِنْ مَكْرُوهٍ إلَّا بِرَحْمَتِه، وَلَا يُحْفَظُ شَيْءٌ إلَّا بكلاءتة،
وَلَا يَفْتَتِحُ أَمْرٌ إلَّا بِاسْمِهِ، وَلَا يَتِمُّ إلَّا بِحَمْدِه، وَلَا يُدْرَكُ مَأْمُولَ إلَّا بِتَيْسِيرِه، وَلَا تُنال سَعَادَة إلّا بِطَاعَتِهِ.
فَهُو الْإِلَهُ الْحَقُّ، وَالرَّبّ الْحَقّ، وَالْمَلِكِ الْحَقِّ، وَالْمُنْفَرِد بِالْكَمَال الْمُطْلَقِ مِنْ كُلِّ الْوُجُوهِ، الْمُبْرَأ عَنْ النَّقَائِصِ وَالْعُيُوب مِنْ كُلِّ الْوُجُوهِ.
[ مَدَارِج السَّالِكِين لـ ابْنُ الْقَيِّمِ ٣ / ٢٦٣ ]
﹎﹎﹎﹎﹎
http://t.me/QuranHeart
سُورَة ق لِلْقَارِئ عَبْداللَّه الْجُهَنِيّ
Читать полностью…﴿ لِكَيلا تَأسَوا عَلى مَا فاتَكُم ﴾.
بيّنا لَكُم أنّ الْأَشْيَاء مُقَدَّرَةٌ مَكْتُوبَة قَبْلَ وُجُودِ الْخَلْقِ، وأنّ مَا كَتَبَ وَاقِع لَا مَحَالَةَ لِأَجْل إلَّا تَحْزَنُوا عَلَى شَيْءٍ فَاتَكُم، لأنّ فَوَاتَه لَكُم مُقَدَّرٍ وَمَا لَا طَمَعَ فِيهِ قُلْ الْأَسَى عَلَيْه.
[ الشَنقِيطِيَ ]
ㅤ
﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾.
الْقَارِئ: عَبْدالمَلِك الرَّاجِح.