montda_alkotba | Unsorted

Telegram-канал montda_alkotba - ❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

1705

↩️قَناةٌ لِنَشرِ الخُطَبِ وَالمُحَاضَراتِ المَكتُوبَة📑 لِمُسَاعَدَةِ فُرسَانَ الخِطَابَة،🎤 وَرُوَادِ المَنَابِر، وآسَادِ الكَلِمَه، 🕌 وَتُعْتَبَرُمَكْتَبَةٌ📚 شَامِلَةٌ، وَمَرْجَعٌ مُهِمْ لِكُلِ خَطِيٓبٍ وَدَاعيَة.🌹 لِتَوَاصُل| @Montda_alkotba_bot ➪

Subscribe to a channel

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ الإخلاصَ في القولِ والعملِ .
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
=================
يمكنكـ الانضمــام إلى الواتســاب مِـنْ هُنـ↶ـا:
http://wa.me/967771471308للإشتراك
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺ 

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

'_^(( #عيد_الأضحى المبارك ))^_.doc'

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ :
لَقَدْ سُئِلَ الرَّسُولُ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الأُضْحِيَّةِ فَقَالَ: (سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ)، وَلَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ضَحَّى بِكَبشَيْنِ أَملَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَبَيَّنَ الرَّسُولُ - صلى الله عليه وسلم - مَا يَعْمَلُهُ المُسلِمُ فِي يَومِ العِيدِ بَالتَّرتِيبِ فَقَالَ: (إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ يَومَنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، مَنْ فَعَلَ هَذَا فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْـلُ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ)، وَعَلَى المُضَحِّي أَنْ يُخلِصَ فِي أُضْحِيَّـتِهِ، مُحتَسِبًا الأَجْرَ عِنْدَ رَبِّهِ، يَقُولُ الرَّسُولُ - صلى الله عليه وسلم - : (مَنْ ضَحَّى طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ مُحتَسِبًا لأُضْحِيَّـتِهِ؛ كَانَتْ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ)، وَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ))( )، وَعَلَى المُسلِمِ أَنْ يَخْتَارَ مِنَ الأَضَاحِيِّ مَا سَلِمَ مِنَ العُيُوبِ، لأَنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَقَدْ قَالَ جَلَّ شَأْنُهُ: ((لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ))( ).
فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَأَعِينُوا الضُّعَفَاءَ، وَوَاسُوا المَسَاكِينَ وَالفُقَرَاءَ، وَتَبَادَلُوا فِي هَذَا اليَومِ المُبَارَكِ التَّهَانِيَ؛ يُحَقِّقِ اللهُ لَكُمُ الأَمَانِيَّ.
هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْمًا: ((إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا ))( ).
اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْمًا.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَانًا صَادِقًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا خَاشِعًا مُنِيْبًا، وَعَمَلاً صَالِحًا زَاكِيًا، وَعِلْمًا نَافِعًا رَافِعًا، وَإِيْمَانًا رَاسِخًا ثَابِتًا، وَيَقِيْنًا صَادِقًا خَالِصًا، وَرِزْقًا حَلاَلاًَ طَيِّبًا وَاسِعًا، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظَّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

عِبَادَ اللهِ :
إِنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا هُوَ أَحَدُ يَوْمَيْنِ عَظِيمَيْنِ، اختَارَهُمَا اللهُ لَكُمْ عِيدَيْنِ، ((وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ))( )، فَحِينَمَا قَدِمَ الرَّسُولُ - صلى الله عليه وسلم - المَدِينَةَ وَجَدَ لِلأَنْصَارِ يَوْمَيْنِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ: (مَا هَذَانِ اليَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ الرَّسُولُ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ خَيْرًا مِنْهُمَا: يَومَ الأَضْحَى وَيَومَ الفِطْرِ)، وَقَدْ رَبَطَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ العِيدَ فِي الإِسْلامِ بِعِبَادَةٍ كُبْرَى وَشَعِيرَةٍ عُظْمَى، فَعِيدُ الفِطْرِ يَأْتِي بَعْدَ عِبَادَةِ الصَّومِ، وَعِيدُ الأَضْحَى -وَهُوَ يَومُكُمْ هَذَا- يَأْتِي بَعْدَ يَومٍ عَظِيمٍ مِنْ أَيَّامِ الحَجِّ وَهُوَ يَومُ عَرَفَةَ، بَلْ إِنَّ الرَّسُولَ - صلى الله عليه وسلم - قَصَرَ الحَجَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: (الحَجُّ عَرَفَةُ)، فَالأَعْيَادُ فِي الإِسْلامِ مَصْدَرُ هَنَاءٍ وَسَعَادَةٍ؛ لارتِبَاطِهَا ارتِبَاطًا وَثِيقًا بِالعِبَادَةِ.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.
أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ :
إِنَّ الفَرَحَ المُنْضَبِطَ المُهَذَّبَ، وَالسُّرُورَ المُتَّزِنَ المُؤَدَّبَ، هُوَ ذَلِكُمُ الفَرَحُ وَالسُّرُورُ الَّذِي يُرِيدُهُ الإِسْلامُ فِي الأَعْيَادِ وَالمُنَاسَبَاتِ، لأَنَّ الإِسْلامَ وَضَعَ اعتِبَارًا لِلْجَانِبِ المَادِيِّ فِي الإِنْسَانِ فَأَذِنَ لَهُ فِي قِسْطٍ مِنَ الرَّاحَةِ الجَسَدِيَّةِ فِي كُلِّ يَومٍ مِنْ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، وَوَسَّعَ ذَلِكَ فِي العِيدِ، وَلَكِنْ فِي حُدُودِ الوَسَطِيَّةِ وَالاعتِدَالِ؛ فَلا صَخَبَ وَلا رَفَثَ وَلا جِدَالَ، فَالإِنْسَانُ لا يَستَقِيمُ لَهُ عَيشُهُ إِلاَّ إِذَا اعتَدَلَ فِي تَصَرُّفَاتِهِ، وَاتَّزَنَ فِي أَلْفَاظِهِ وَعِبَارَاتِهِ، وَبِذَلِكَ يَسلَمُ إِيْمَانُهُ وَيَصِحُّ كِيَانُهُ، وَيَمتَلِئُ بِالسَّعَادَةِ زَمَانُهُ، لَقَدْ وَسَّعَ الإِسْلامُ فِي العِيدِ؛ فَسَنَّ لِلْمُسلِمِ أَنْ يَلْبَسَ الجَدِيدَ، وَيَتَمَتَّعَ بِالمَأْكَلِ الطَّيِّبِ المُفِيدِ، والتَّرفِيهِ عَنِ النَّفْسِ في الحُدُودِ المعقُولَةِ، فَلَيسَ الفَرَحُ فِي العِيدِ انْفِلاتًا مِنْ ضَوابِطِ الدِّينِ، وَلا تَرْوِيعًا لِلآمِنِينَ، وَلا إِيْذَاءً لِلآخَرِينَ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا))( )، وَيَقُولُ الرَّسُولُ - صلى الله عليه وسلم - : (المُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ، وَالمُسلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ)، إِنَّ الوَحْدَةَ وَالتَّآلُفَ مَطْلَبٌ إِسْلامِيٌّ أَكِيدٌ، نَحَافِظُ عَلَيْهِ مَعَ كُلِّ إِشْرَاقَةِ يَومٍ جَدِيدٍ، وَتَتَأَكَّدُ المُحَافَظَةُ عَلَيْهِ فِي هَذَا اليَومِ السَّعِيدِ، لا لِيُنْسَى بَعْدَهُ وَيَنْدَثِرَ، بَلْ لِيَنْطَلِقَ وَيَعُمَّ وَيَنْتَشِرَ، وَيَبقَى قَاعِدَةً وَأَسَاسًا، وَمَنْهَجًا وَنِبْرَاسًا، فَبِالمَحَبَّةِ وَالإِخَاءِ يَعُمُّ الخَيْرُ وَيَنْتَشِرُ الرَّخَاءُ، وَبِائْتِلافِ القُلُوبِ وَاتِّحَادِ الغَايَاتِ نَصِلُ إِلَى أَحْسَنِ النِّهَايَاتِ، فَلا عَجَبَ أَنْ دَعَانَا القُرآنُ الكَرِيمُ إِلَيْهِ وَحَضَّنَا عَلَيْهِ، وَنَهَانَا عَنِ التَّفَرُّقِ وَالشِّقَاقِ؛ لِمَا يُسَبِّبُهُ مِنْ عَوَاقِبَ وَخِيمَةٍ، وَنَتَائِجَ مُوجِعَةٍ أَلِيمَةٍ، قَالَ تَعَالَى: ((واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا))( )، وَقَالَ: ((وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ))( )، إِنَّ الأُخُوَّةَ الإِيْمَانِيَّةَ حَقِيقَةٌ قُرآنِيَّةٌ، وَلأَنَّهَا مَطْلَبٌ مُهِمٌّ وَأَكِيدٌ؛ أَكَّدَهَا القُرآنُ بِكَثِيرٍ مِنْ أَلْوَانِ التَّأْكِيدِ؛ فَقَالَ: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ))( ).
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ :
مِنْ مُنْطَلَقِ الأُخُوَّةِ وَالمَحَبَّةِ الَّتِي حَثَّ عَلَيْهَا الإِسْلامُ جَعَلَ حُقُوقًا لِكُلِّ أَخٍ عَلَى أَخِيهِ، مِنْهَا العَمَلُ عَلَى إِعَانَتِهِ، وَبَذْلُ الجُهْدِ فِي سَبِيلِ تَفْرِيجِ كُرْبَتِهِ، وَسَتْرُهُ إِنْ زَلَّ، وَتَوْجِيهُهُ الوِجْهَةَ الصَّحِيحَةَ إِنْ زَاغَ وَضَلَّ، بِأُسلُوبٍ هَادِئٍ وَطَرِيقَةٍ حَضَارِيَّةٍ مُهَذَّبَةٍ، تُبَشِّرُ وَلا تُنَفِّرُ، وَتُقَارِبُ وَلا تُبَاعِدُ، فَالمُؤْمِنُ

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

_^((#الحج_والحر ))^_.doc'

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩
@Montda_alkotba
‏─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^((
#الحج_والحر ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الخُطْبَةُ الأُوْلَى:
الحَمْدُ للهِ الذِيْ جَعَلَ لَنَا دِيْنًا هُوَ خَيْرُ الأَدْيَانِ، وَأَنْزَلَ لَنَا كِتَابًا هُوَ خَيْرُ الكُتُبِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُوْلاً هُوَ خَيْرُ الرُّسُلِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا. أَمَّا بَعْدُ:

فيا أيُها المؤمنونَ: نعيشُ هذهِ الأيامَ موعظةً عظيمةً ودروسًا بليغةً. نعيشُ مع واعظٍ لاذعٍ اسمُهُ الصيفُ؛ فهل أصغَتْ قلوبُنا لموعظِتِه؟! (يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل:90]؛ فها قد قوِيَ سلطانُ الحَرّ، وبُسِطَ بساطُ الجَمرِ. وقد أوقدَتِ الشمسُ نارَها، وأذكَتْ أُوارَهَا. فحَرُ الصيفِ؛ كحدِّ السيفِ. وإنها -واللهِ- لعظاتٌ وعِبرٌ نتلقاها من هذا الحرِ الذي يمرُ علينا كلَ سنةٍ شئنا أم أبيَنا؛ فلنرضَ ولا نتأففْ، ولنتعِظْ ولا نَغفلْ.

وأَولُ عِظاتِ الصيفِ والحرِ وأُولاها: أنْ نستشعرَ عظيمَ نعمةِ اللهِ علينا، حينَ يسّرَ لنا من وسائلِ التبريدِ والتكييفِ ما نتقِي بها أَذى الحرارةِ ولأْوائِها والشمسِ وسَمومِها؛ فلنشكرْ ربَنا، ولنحذرِ الإسرافَ في استعمالِ هذهِ الأجهزةِ؟ قال السلفُ: "إذا حميَ عليكَ حرُ الصيفِ فبرِّدْه بذكرِ النِعمِ".

عبادَ اللهِ: تصورُوا كيفَ إذا انقطعتِ الكهرباءُ في هذهِ الأجواءِ ولو لدقائقَ؛ فهل أدركنا نعمةَ الكهرباءِ؟ ثم هل يكونُ شاكرًا من جَلسَ في غرفةٍ مكيفةٍ ينظرُ إلى محرمٍ أو يستمعُ إليه أو يلوكُ بلسانهِ الأعراضَ؟

ويومَ نَنعمُ بالهواءِ الباردِ في منازلِنا ومدارسِنا ومساجدِنا ومجالسِنا ومكاتبِنا ومراكبِنا؛ فلنذكرْ قوماً أضناهُمُ وآخرِينَ الفقرُ، أو اقتضَى عملُهم أن يعيشُوا تحتَ سَمومِ الحرِ، مضطرِين لتحصيلِ لقمةِ العيشِ. مُعوِزينَ متعففِينَ، يستجْدُونَ المحسنِينَ، ملوِّحِينَ بالفواتيرِ الحمراءِ؛ فهلْ حمدتَ اللهَ أنْ وسّعَ عليكَ، يومَ ضُيِّقَ عليهم؟ وهلْ فكرتَ أنْ تُسدّدَ عنْ أحدِهم، أو تُصلح لهم مكيفًا، لتجِدَ بَرْدَه يومَ تُدخَلَ قبرَكَ؟

ومِن مواعظِ الصيفِ: أنّ اللهَ سبحانَه جعلَ هذا الحرَ يُذكرُنا بنارِ الآخرةِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "شِدَّةُ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ"(رواه البخاري ومسلم) وعند ابن ماجه: "وَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ مِنْ سَمُومِهَا" (قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)[التوبة81]؛ ولهذا تستحبُ الاستعاذةُ من النارِ عندَ الإحساسِ بالحرِ.

وقد رُوِيَ أن رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قَالَ: "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ، قَالَ اللَّهُ لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِيَ اسْتَجَارَنِي مِنْ حَرِّكِ فَإِنِّي أُشْهِدُكِ فَقَدْ أَجَرْتُهُ مِنْكِ".

وصحَّ أنه -صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قَالَ: "مَنْ اسْتَجَارَ مِنْ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَتْ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنْ النَّارِ"؛ فيا مَنْ لا يَصبرُ على وقفةٍ يسيرةٍ في حرِّ الظهيرةٍ كيفَ بكَ إذا دَنَتِ الشمسُ من رؤوسِ الخلائقِ، وطالَ وقوفُهمْ، وعظُمَ كربُهمْ، واشتدّ زحامُهمْ، وألجمَهم العرقُ إلجامًا؟!

وكما أن هذا الحرَ يُذكرُ بالنارِ، فهو يذكرُ بالجنةِ دارِ الأبرارِ؛ فهل تعلمونَ أن أهلَ الجنةِ يدخلونَها يومَ يدخلونَها في شدةِ القيلولةِ: (أَصْحَابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا)[الفرقان:24] فيدخلونَ الجنةَ في أشدِ ساعةِ حرٍ في الدنيا، وقتَ انقلابِ الناسِ إلى أهليهِم للقيلولةِ. (لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا)[الإنسان:13-14] جوُّهُمْ رخاءٌ ناعمٌ في غيرِ حرٍ، نديٌ لطيفٌ في غيرِ برْدٍ؛ فاللهمَ اجْعَلْنَا مِنَ المُعْتَبِرِيْنَ، وللجنةِ من الداخلينَ.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ وكفَى، وصلاةً وسلامًا على النبيِ المصطفَى، أما بعدُ:

ففي أيامِنا القريبةِ القادمةِ ستُفتحُ بوابةُ وزارةِ الحجِ لاستخراجِ تصاريحِ الحجِ؛ فليبادرْ بالتسجيلِ من توفرتْ فيه شروطُ وجوبِهِ، ولا يتكاسلْ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: " مَنْ أراد الحجَّ فلْيَتَعَجَّلْ، فإِنَّهُ قد يَمْرَضُ المريضُ، وتَضِلُّ الضالَّةُ، وتعرِضُ الحاجَةُ"(رواه أبو داود وابن ماجه، وصححهُ الألباني).

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

وَإِنَّ مِمَّا يَحْرِصُ عَلَيْهِ يَا عِبَادَ اللَّهِ أَنْ يَغْتَنِمَ الْمُسْلِمُ هَذِهِ الْأَوْقَاتَ فَيَتَفَرَّغَ لِعِبَادَةِ اللَّهِ وَيَتَفَنَّنُ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ وَيَتَقَرَّبُ بِالصَّدَقَاتِ بِالْعِبَادَاتِ بِالنَّوَافِلِ بِالطَّاعَاتِ يَكْثُرُ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ مِنْ صِلَةِ الْأَرْحَامِ مِنَ الْحِرْصِ عَلَى الْجَمَاعَاتِ مِنَ الْحِرْصِ عَلَى الْمَسَاجِدِ مِنَ الْجُلُوسِ فِي بُيُوتِ اللَّهِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَعْمَالِ الْفَاضِلَةِ، إِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى حُكْمُ عَدْلٍ يَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِهِ خَصَّ الْحَجَّاجَ بِمَزِيدِ عِبَادَةٍ وَبِمَزِيدِ أُجُورٍ إِلَّا أَنَّهُ تَفَضَّلَ عَلَى الْقَاعِدِينَ عَنِ الْحَجِّ لِأَعْذَارِهِمْ بِمِثْلِ هَذِهِ الْمَوَاسِمِ الْفَاضِلَةِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: أَدْرَكْتُ أَهْلَ مَكَّةَ وَفُقَهَاءَهَا يَغْتَنِمُونَ هَذِهِ الْعُشْرَ تَشَبُّهًا بِالْحُجَّاجِ؛ لِأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ مَوْسِمَهُمْ هُوَ مِثْلُ هَذِهِ الْعَشْرِ الْفَاضِلَةِ فَيَحْرِصُ الْمُسْلِمُ يَا عِبَادَ اللَّهِ عَلَى اغْتِنَامِهَا يَحْرِصُ عَلَى الْقُرْبِ مِنَ اللَّهِ عَلَى أَنْ يَتُوبَ إِلَى اللَّهِ، يَا مَنْ هَجَرْتُ بَيْتَ اللَّهِ يَا مَنْ أَسْرَفْتَ فِي جَنَابِ اللَّهِ يَا صَاحِبَ الْمُسَلْسَلَاتِ يَا صَاحِبَ الْأَفْلَامِ الْخَلِيعَاتِ يَا نَاظِرًا إِلَى الْعَوْرَاتِ هَا هِيَ مَوَاسِمُ الطَّاعَاتِ فَأَقْبَلَ قَدْ مَضَى الْعُمْرُ وَفَاتَ
يَا أَسِيرِ الشَّهَوَاتِ
فَإِلَى كَمْ ذَا التَّعَامِي
عَنْ أُمُورٍ وَاضِحَاتٍ
وَإِلَى كَمْ أَنْتَ سَابِحٌ
فِي بُحُورِ الظُّلُمَاتِ
بَيْنَمَا الْإِنْسَانُ يَسْأَلُ
عَنْ أَخِيهِ قِيلَ مَاتَ
وَتَرَاهُ حَمَلُوهُ
مُسْرِعًا لِلْفُلَوَاتِ

فَإِلَى كَمْ هَذَا التَّغَافُلُ يَا عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ الْأَيَّامَ وَإِنَّ الدُّنْيَا سَاعَاتٌ وَدَقَائِقُ مَعْدُودَةٌ وَإِنَّ الْعَاقِلَ مَنِ اتّجَرَ مَعَ اللَّهِ وَمَنْ أَنَابَ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ سَارَعَ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ}
إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا فَطِنًا
طَلَّقُوا الدُّنْيَا وَخَافُوا الْفِتَنَا
نَظَرُوا فِيهَا فَلَمَّا عَلِمُوا
أَنَّهَا لَيْسَتْ لِحَيِّ وَطَنًا
جَعَلُوهَا لُجَّةً وَاتَّخَذُوا
صَالِحُ الْأَعْمَالِ فِيهَا سُفُنًا.
فَاحْرُصْ يَا رَعَاكَ اللَّهُ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْعَشْرِ الْفَاضِلَةِ وَادْعُو أَهْلَكَ وَادْعُو جَمَاعَتَكَ إِلَى مِثْلِ هَذَا الْخَيْرِ إِلَى اغْتِنَامِ أَوْقَاتِهَا إِلَى اغْتِنَامِ أَنْفَاسِهَا إِلَى اغْتِنَامِ أَيَّامِهَا فَوَاللَّهِ إِنَّ الْخَاسِرَ هُوَ مَنْ فَرَّطَ فِيهَا

أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ أَنْ يَجْعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنَ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا مَا قَدَّمْنَا وَمَا أَخَّرْنَا وَمَا أَسْرَرْنَا وَمَا أَعْلَنَا وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا أَنْتَ الْمُقَدَّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخَّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ مَا قَرُبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرُبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عَبْدَكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامِ وَانْصُرْ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ ارْفَعْ رَايَةَ الدِّينِ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْكَفَرَةِ وَالْمُلْحِدِينَ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َ
https://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

هَذَا الْيَوْمَ يَا عِبَادَ اللَّهِ لَا يُفَرِّطُ فِي تَرْكِ صِيَامِهِ إِلَّا مَنْ هُوَ مَحْرُومٌ إِلَّا مَنْ هُوَ مَخْذُولٌ فَفِي حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ سُئِلَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالسَّنَةَ الْبَاقِيَةَ» وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَنْ فَضْلِهِ بِإِذْنِ اللَّهِ.

٩- أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادُ اللَّهِ: هَذِهِ الْعَشْرُ الْفَاضِلَةُ هِيَ خَيْرُ أَيَّامِ السُّنَّةِ بَلْ خَيْرُ أَيَّامِ الدُّنْيَا فَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ وَصَحَّحَهُ لِغَيْرِهِ الْأَلْبَانِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ: «أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ يَعْنِي عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ»

١٠- وَفِي هَذِهِ الْعَشْرِ يَا عِبَادَ اللَّهِ أَتَمَّ اللَّهُ تَعَالَى الدِّينَ فَأَكْمَلَ اللَّهُ مِلَّتَهُ وَأَقَامَ دِينَهُ فَقَامَتِ الْحُجَّةُ وَبَانَتْ الْمَحَجَّةُ وَكَمُلَ هَذَا الدِّينَ، لَا خَيْرَ إِلَّا دَلَّ الْأُمَّةِ عَلَيْهِ وَلَا شَرَّ إِلَّا حَذَّرَهَا مِنْهُ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ عِيدًا فَقَالَ: أَيْ آيَةٍ؟ فَقَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... الْآيَةَ فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ". اللَّهُ أكْبَرْ يَا عِبَادَ اللَّهِ يَخْتِمُ اللَّهُ دِينَهُ فِي خِتَامِ هَذِهِ الْعَشْرِ الْفَاضِلَةِ دَلِيلٌ يَا عِبَادَ اللَّهِ عَلَى فَضْلِهِا وَعَلَى مَكَانَتِهَا وَعَلَى كَرِيمِ مَنْزِلَتِهَا

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِمَا مِنَ الْمَوْعِظَةِ وَالْحِكْمَةِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ.


الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادُ اللَّهِ:

١١- جَاءَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلُ مِنْهَا فِي هَذِهِ. قَالُوا وَلَا الْجِهَادُ؟ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ بِهَذَا اللَّفْظِ.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُودَ وَابْنُ مَاجَهْ بِلَفْظِ «مَا مِنْ أَيَّامِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» وَعِنْدَ الدَّارِمِيِّ «مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عُشْرِ الْأَضْحَى» فَقُلْ لِي بِرَبِّكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا هِيَ هَذِهِ الْأَيَّامُ الَّتِي جُمِعَتْ فِيهَا هَذِهِ الْأَوْصَافُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ وَخَيْرُ الْأَيَّامِ أَعْظَمُ الْأُجُورِ فِيهَا أَزْكَى الْأَعْمَالِ فِيهَا أَحَبُّ الْأَيَّامِ إِلَى اللَّهِ إِنَّهَا الْعَشْرُ الْأَوَائِلُ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ، وَلِسَائِلٍ أَنْ يَسْأَلَ وَيَقُولَ: مَا بَالُ هَذِهِ الْأَيَّامِ اخْتَصَّتْ بِمِثْلِ هَذِهِ الْفَضَائِلِ وَبِمِثْلِ هَذِهِ الْمَكَارِمِ فُرِّقَتْ مَكَانَتُهَا وَارْتَفَعَ قَدْرُهَا وَعَظُمُ الْعَمَلُ فِيهَا؟ يُجِيبُكَ عَنْ هَذَا الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ: "وَاَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ السَّبَبَ فِي امْتِيَازِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ لِمَكَانِ اجْتِمَاعِ أُمَّهَاتِ الْعِبَادَةِ فِيهِ وَهِيَ الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالْحَجُّ وَلَا يَتَأَتَّى ذَلِكَ فِي غَيْرِهِ"
وَلَا تَجْتَمِعُ هَذِهِ الْعِبَادَاتُ فِي أَيَّامٍ إِلَّا فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَوَاسِمِ الْفَاضِلَةِ.؛ لِذَلِكَ يَا عِبَادَ اللَّهِ قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَيَتَرَجَّحُ مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ أَفْضَلَ أَيَّامِ السَّنَةِ عَلَى الْإِطْلَاقِ الْعَشْرُ الْأَوَائِلِ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ وَأَنَّ أَفْضَلَ اللَّيَالِي عَلَى الْإِطْلَاقِ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ مِنْ

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩
@Montda_alkotba
‏─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^((
#اغتنام_الفرصة_في_عشر_ذي_الحجة ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
إِنَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ تَعَالَى وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)}
إِنَّ خَيْرَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ وَأَحْسَنُ الْهُدَى هُدَى رَسُولِ اللَّهِ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ أَمَّا بَعْدُ:

أَيُّهَا الْأَحِبَّةُ فِي اللَّهِ: فَقَدْ رَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ وَحَسَّنَهُ الْعَلَّامَةُ الْأَلْبَانِيُّ فِي الصَّحِيحَةِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ وَأَنْ يُؤْمِنَ رَوْعَاتِكُمْ»، وَإِنَّ مِمَّا تَقَرَّرَ عِنْدَ الْعُقَلَاءِ وَمِمَّا يَعْمَلُ بِهِ الْفُضَلَاءُ النُّبَلَاءُ أَنَّ الْحَيَاةَ فُرَصٌ إِنْ لَمْ تَغْتَنِمْ صَارَتْ غَصَصَ، أَلَا وَإِنَّكُمْ أَيُّهَا الْأَحِبَّةُ فِي اللَّهِ تُعَايِشُونَ أَيَّامًا فَاضِلَةً وَمَوَاسِمًا مُبَارَكَةً تَنْزِلُ فِيهَا الْخَيْرَاتُ وَتَحِلُّ فِيهَا الْبَرَكَاتُ وَتَعْظُمُ فِيهَا الْحَسَنَاتُ وَتُكْفُرُ فِيهَا السَّيِّئَاتُ وَتَعْظُمُ فِيهَا الْقُرُبَاتُ هَذِهِ هِيَ الْعَشْرُ الْفَاضِلَاتُ الْمُبَارَكَاتُ الْمُخْتَارَاتُ إِنَّهَا الْعَشْرُ الْأَوَائِلُ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ،

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادُ اللَّهِ: إِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} يَخْلُقُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْخَلِيقَةِ وَيَجْتَبِي تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا يَشَاءُ، خَلَقَ اللَّهُ اللَّيَالِيَ فَاخْتَارَ مِنْهَا الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَخَصَّ مِنْهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَخَلَقَ اللَّهُ الْأَيَّامَ وَاخْتَارَ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ هَذِهِ الْعَشْرَ الَّتِي تُعَايِشُونَهَا، وَخَصَّ اللَّهُ مِنْ هَذِهِ الْعَشْرِ يَوْمَيْنِ فَاضِلَيْنِ مُبَارَكِينِ (يَوْمَ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ)،

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادُ اللَّهِ: إِنَّ الْوَاجِبَ عَلَى كُلِّ عَاقِلٍ وَعَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَعَلَى كُلِّ صَاحِبِ فِطْنَةٍ أَنْ يُتَاجِرَ مَعَ اللَّهِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَوَاسِمِ الْمُبَارَكَةِ وَفِي مِثْلِ هَذِهِ الْأَوْقَاتِ الْفَاضِلَةِ فَيَتَقَرَّبُ إِلَى رَبِّ الْبِرَيَّاتِ وَيَنْطَرِحُ بَيْنَ يَدَيْ خَالِقِ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ،

قُلْ لِي بِرَبِّكَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُ مَتَى سَتَقْبَلُ إِلَى رَبِّكَ؟ إِنْ لَمْ تُقْبَلْ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَوَاسِمِ الَّتِي جَاءَتْ فِي فَضْلِهَا الْأَخْبَارُ وَتَنَاقَلَتْ فِي خَيْرِيّتِهَا الْآثَارُ،

فَمِنْ فَضَائِلِهَا يَا عِبَادَ اللَّهِ:
١- أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَقْسَمَ بِهَا وَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لَا يُقْسِمُ إِلَّا بِعَظِيمٍ يَقُولُ رَبَّنَا: {وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) قَالَ مَسْرُوقٌ وَمُجَاهِدٌ الْفَجْرُ الْمُرَادُ بِهِ فَجْرُ يَوْمِ النَّحْرِ خَاصَّةً

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

قالوا: ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: ولا الجهادُ في سبيل الله، إلا رجلٌ خرَج بنفسه ومالِه ولم يرجع من ذلك بشيء"، وفي الحديث: "صيامُ عرفةَ يُكفِّر السنةَ الماضيةَ والآتيةَ"، وفي الحديث: "خيرُ الدعاءِ دعاءُ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيُّون قَبلي يومَ عرفة: لا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيء قدير".
عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللهُ عليه بها عَشْرًا"، فصلُّوا وسلِّمُوا على سيِّد الأولينَ والآخِرينَ وإمامِ المرسلينَ، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صليتَ على آلِ إبراهيمَ، وبارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما باركتَ على آل إبراهيمَ، إنكَ حميدٌ مجيدٌ، وسلم تسليمًا كثيرًا، اللهم وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدينَ، الأئمة المهديينَ؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وعن سائر الصحابة أجمعينَ، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدينِ، وعنَّا معهم برحمتكَ يا أرحمَ الراحمينَ.

اللهم وصلِّ وسلِّم عليهم وعلى التابعين ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معَهم، اللهم وارضَ عن الصحابة وارض عن التابعين، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، يا رب العالمين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنك وكرمك ورحمتك، يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، إلى يوم الدين، برحمتك يا أرحم الراحمين، إنك على كل شيء قدير، اللهم أبطل خطط أعداء الإسلام التي يكيدون بها للإسلام، يا رب العالمين، اللهم أبْطِلْ خططهم، اللهم أبطل مكرهم الذي يمكرون به لكيد الإسلام يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير، اللهم أذل البدع، التي تضاد دينك، الذي ارتضيته لنفسك، وارتضيته لنبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، وارتضيتَه للمسلمين، يا رب العالمين، اللهم فرق جمع البدع إلى يوم الدين يا رب العالمين، اللهم اجعلنا من المتمسكين بسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبدينه الذي ارتضيته لنفسك يا رب العالمين، حتى نلقاك وأنت راض عَنَّا يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، اللهم استعملنا في طاعاتك، وجنبنا معاصيك يا رب العالمين، اللهم فرج أمر كل مؤمن ومؤمنة، اللهم فرج كربات المسلمين، اللهم فَرِّجْ همَّ المهمومينَ من المسلمين، اللهم اقضِ الدَّيْنَ عن المدينين من المسلمين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم انصر دينك وكتابك وسُنَّة نبيِّكَ يا قوي يا عزيز يا حكيم، إنك على كل شيء قدير، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، يا رب العالمين، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أعذنا وأَعِذْ ذرياتِنا من إبليس وذريته وشياطينه وأوليائه يا رب العالمين، إنَّكَ على كل شيء قديرٌ.

اللهم أعذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، اللهم أغثنا يا أرحم الراحمين، اللهم إنا خلق من خلقك، ولا غنى بنا عن رحمتك، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا يا ربَّ العالمينَ.

اللهم تقبَّل منا إنكَ أنتَ السميع العليم، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، اللهم ثبِّت قلوبَنا على طاعتك يا ربَّ العالمينَ، اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبِسًا علينا، اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، يا أرحم الراحمين، نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول وعمل.

عبادَ اللهِ: (اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)[الْأَحْزَابِ: 41-42]، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َ
https://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

أيها المسلمون: هذا اليوم يذكرنا بتمام نعمة رب العالمين علينا بإكمال الإسلام وإتمامه فيه، عن طارق بن شهاب قال: "جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرؤون آية في كتابكم، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال: وأي آية هي؟ قال: قوله -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[الْمَائِدَةِ: 3]، فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والساعة التي نزلت فيها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ نزلت عشية عرفة، في يوم جمعة"(رواه البخاري ومسلم).

وهذا من تمام ضبط هذه الأمة المُحمديَّة للقرآن والسُّنَّة، بمعرفة مكان نزول الآيات، ووقت نزولها ومناسبة النزول، وعلماء الصحابة علموا هذا كعلم عمر، ولكن عمر -رضي الله عنه- ذكر هذا لأنَّه المسؤول عن هذه الآية، وإذا كان هذا الحفظ والضبط من الصحابة -رضي الله عنهم- في أسباب النزول، فكيف بحفظهم وضبطهم وإتقانهم وفهمهم للقرآن والسُّنَّة، إن هذه الأمة آتاه الله من الحفظ والضبط والإتقان والفَهْم للقرآن والسُّنَّة ما لم تبلغه أمة قبلها ولله الحمد؛ لأنَّه لا نبي بعد محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولأن توحيد الله -تعالى- وصفاء العقيدة الإسلاميَّة يزيد في الإدراك والحفظ والفَهْم والعقل والعمل الصالح؛ قال تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[النُّورِ: 35]، وهذه الآية العظيمة حافظةٌ وحارسةٌ للإسلام من الزيادة والنقصان، فمَنْ أراد أن يزيد في الدين فقد استدرَكَ على الله -تعالى-، ورُدَّت زيادتُه الباطلةُ، وَمَنِ انتقَص شيئًا من الإسلام علمتِ الأمةُ تنقُّصَه للدِّين، واستهانتَه به، ونبذت انتقاصَه للإسلام، وعامَلَه اللهُ بما يُبطِل مقاصدَه وإراداتِه. وهل سَعِدَ بمعصية الله -عز وجل- أحدٌ في الأمم الخالية؟!
وكما أكمَل اللهُ الوحيَ للأمة فقد امتنَّ على الصحابة -رضي الله عنه- بتمام العمل بالإسلام، وإكمال نعمة العمل عليهم بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الإسلام يراد به القرآن والسُّنَّة، ويراد به العامل بالوحي، كما صح عن بعض السابقين أنَّه قال: "كنت ربع الإسلام"، والمتبِعون للصحابة بإحسان هم ورثة هذا الدين، ومراد عمر رضي الله -تعالى- عنه بالآية أن يوم الجمعة عيد الأسبوع، وأن يوم عرفة من أعياد الإسلام، وقد جعلهما الله -تعالى- من أعياد الإسلام بتشريع قربات وطاعات فيهما، ومظهَرًا لعز الإسلام وقوته، باجتماع المسلمين، ولم يجعل للرأي فيهما ابتداع أمور من البشر لا دليل عليها، فهما عيدان، وكل حجة تذكرنا بوصايا نبينا -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، وتأكيد أوامر الدين ونواهيه، فَمِمَّا أَبْدَأَ فيه وأعادَ -عليه الصلاة والسلام- تحقيق التوحيد؛ بعبادة الله وحده لا شريك له، عن سلمة بن قيس الأشجعي -رضي الله عنه- قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع: إنما هي أربع: لا تُشرِكوا بالله شيئًا، ولا تقتلوا النفسَ التي حرَّم اللهُ إلا بالحق، ولا تَزنُوا، ولا تسرقوا"، قال: فما أنا بأشحَّ عليهن من حين سمعتهنَّ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. حديث صحيح (رواه أحمد والنسائي).
وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: "سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال بأعلى صوته في حجته: ألا تسمعون؟ فقال رجل من طوائف الناس: يا رسول الله، ماذا تَعهَد إلينا؟ فقال: اعبدوا ربَّكم، وصلُّوا خمسَكم، وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم"(رواه أحمد)؛ فأكَّد صلوات الله وسلامه عليه على التوحيد الذي عَلِمُوه قبل حجته، وحقَّقوه؛ ليتمسكوا به أشدَّ التمسُّك؛ لأن تغيير أمم الأنبياء -عليهم السلام- قبلَه في دينهم بدأ بالابتداع في توحيد الله؛ فعبدوا الأوثانَ والصالحينَ، واستغاثوا بالقبور، ورفعوا الحوائج والْمَطالِبَ ودفعَ الشرور إلى مَنْ لا يملك نفعًا ولا ضرًّا، من دون الله -تبارك وتعالى-؛ ولا يملكون الشفاعة، ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، فوقعوا في الشرك الأكبر، الذي يُخلَّد في النار صاحِبُه؛ فهو -صلى الله عليه وسلم- يُحذِّر أمتَه من شرك الأمم المغيِّرة للتوحيد.

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

_^((#هكذا_فلنكن))^.doc'

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

« اغْتَنِمْ خَمْسٌ قَبْلَ خَمْسِ: شَبَابِكَ قَبْلَ هَرَمِكَ ، وَصِحَّتِكَ قَبْلَ سَقَمِكَ ، وَغَنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ. » هَذَا هُوَ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَغْتَنِمَهُ اغْتَنِمْ خَمْسَ فُرَصٍ ، قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ بِكَ خَمْسَ غَصَصٍ ، اغْتَنِمْ حَيَاتَكَ ، اغْتَنِمْ شَبَابَكَ ، اغْتَنِمْ غِنَاكَ ، اغْتَنِمْ كَذَلِكَ أيْضًا حَيَاتَكَ الَّتِي أَنْتَ تَعِيشُ فِيهَا ، اغْتَنِمْ أَوْقَاتَكَ وَفَرَاغَكَ اغْتَنِمْهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ.

لَكِنْ لِلْأَسَفِ كَثِيرٌ مِنَّا وَكَثِيرٌ مِنْ شَبَابِ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَغْتِمُّوا هَذِهِ الْفُرَصَ ، بَلْ ضَيَّعُوهَا فِي الْمُلْهِيَاتِ ، ضَيَّعُوهَا فِي الْمُحَرَّمَاتِ ، شَبَابًا وَشَيْبَانًا ، رِجَالًا وَنِسَاءً ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ ، وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّكَ لَتَجِدُ شَبَابًا وَتَجِدُ شَابَّاتٍ فِي زَهْرَةِ الشَّبَابِ ضَيَّعُوا أَوْقَاتَهُمْ وشَبَابَهُمْ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، ضَيَّعُوهَا فِي الْمُخَدِّرَاتِ ، ضَيَّعُوهَا فِي الْمُلْهِيَاتِ ، ضَيَّعُوهَا فِي أُمُورٍ تَعُودُ عَلَيْهِمْ بِالضَّرَرِ فِي الدُّنْيَا وَالَاخِرَةِ.

أنْظُرُوا إِلَى الْفَرْقُ الشَّاسِعُ بَيْنَ شَبَابِنَا ، وَشَبَابِ الْأَنْصَارِ ، وَشَبَابِ الصَّحَابَةِ -رِضْوَانِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ- فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ لَمَّا أَشْتَدَّ الْهُجُومُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ عَلَى النَّيِّيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنِّي وَلَهُ الْجَنَّةُ ، أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ ، فَقَامَ سَبْعَةٌ مِنْ شَبَابِ الْأَنْصَارِ ، وَكُلْ وَ احِدٍ يَقُولُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لِأَنَّ هَذِهِ فُرْصَةٌ ثَمِينَةٌ غَالِيَةٌ يَنْبَغِي أَنْ يَحْرِصَ عَلَيْهَا ، فَتَقَدَّمَ أُولَئِكَ فَتُقَدَّمَ أُولَئِكَ السَّبْعَةُ وَاحِدٌ بَعْدَ الْآخْرِ فَقَتَلُوا جَمِيعًا ، وَلَمْ يَبْقَى حَوْلَهُ إِلَّا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَارْضَاهُمَا- فَقَالَ
-عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنِّي وَلَهُ الْجَنَّةُ ، أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ ، فَقَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرُدُّهُمْ فَقَاتَلَ قِتَالَ الْأَبْطَالِ ، وَثَبَتَ ثَبَاتَ الْجِبَالِ ، وَجَعَلَ نَفْسَهُ حِصْنًا يَتَصَدَّى لِلرِّمَاحِ ، وَيَتَصَدَّى لِلِأسْهَمِ وَلِلضَّرَبَاتِ الَّتِي تَصِلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ الرَّسُولُ خَلْفَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، كَانَ يَنْظُرُ مِنْ وَرَاءِ طَلْحَةَ يَنْظُرُ إِلَى مَيْدَانِ الْمَعْرَكَةِ ، فَيَقُولُ لَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، لَا تُشْرِفْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَحْرِي دُونَ نَحْرَكَ لَا يُصِيبُكَ الْقَوْمُ بِشِيٍّ ،

فَلَمَّا أشْتَدَّ الْهُجُومُ ، وَثَقُلَتْ الْجُرُوحُ عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، أشْتَدَّتْ بِهِ الْجِرَاحَاتُ ، قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَارْضَاهُ- وَاللَّهِ لَقَدِ أصَبْتُ يَوْمَ أُحُدٍ فِي فِي جَمِيعِ جَسَدِي حَتَّى فِي ذِكْرِي ، ثُمَّ بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَيَدَيْهِ ، وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أصْعَدِ الْجَبَلَ فَأرْدِ الرَّسُولُ أَنْ يَصْعَدُ فَقَالَ اصْعَدْ عَلَى ظَهْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَصَعِدَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى ظَهْرِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، وَهُوَ يَقُولُ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ الَى رَجُلٍ حَيٍّ وَهُوَ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ ، فَيَنْظُرُ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، وَكَانَ أَبُوبَكْرُ الصِّدِّيقُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ : إِذَا ذُكِرَ يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ ذَلِكَ الْيَوْمَ كُلُّهُ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدٍ اللَّهَ ، إِنَّهَا فُرَصٌ اغْتَنَمُوهَا فَأَكْرَمَهُمُ اللَّهُ -رَضِيَ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ.-

وَهَكَذَا عُمَيْرُ بْنُ حَمَّامٍ الْأَنْصَارُ : « لَمَّا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ قُومُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرَضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ، فَقَالَ عُمَيْرٌ بْنُ حَمَّامٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِخْ بِخٍ ، قَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا يَا عُمَيْرُ : قَالَ لَا وَاللَّهِ إلَا رَجَاءَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا ، فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ كُنَّا فِي يَدِهِ ، وَقَالَ لَإِنْ أَنَا عِشْتُ حَتَّى أكْلَ هَذِهِ التَّمَرَاتِ ، إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَنْ أَعَْطِهَا حُكْمَهَا, أَوْحَى أَنْ أَعَْطِهَا حُكْمَهَا ، فَقَالَ: لَهَا مُوسَى لَكَ ذَلِكَ فَاَنْطَلَقْتُ بِهِمْ إِلَى بَحَُيْرَةٍ فِي مَوْضِعٍ فِيهِ مَاءٌ , فَقَاَلَتَِ: احْفِرُوا هَهُنَاَ فَحََفَرَُوا الْقَبْرَ وَاخْرُجُوا جُثْمَانَ يُوُسُفَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-, فَمَشَوْا بِهِ فِي الطَّرِيقِ, وَإِنَّ عِظَامَهُ لَتَضِيءَ لَهُمْ الطَّرِيقَ ,»

أنْظُرُوا إِلى هَذِهِ الْهِمَّةَ الْعَالِيَةَ ، وأنْظُرُوا إِلَى اغْتِنْمَامِ هَذِهِ الْفُرْصَةِ ، كَيْفَ أهْتَبَلَتْهَا هَذِهِ الْمِرَاءَةُ ؟ سَأَلْتْ نَبِيَّ اللَّهِ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَنْ تَكُونَ رَفِيقَةً مَعَهُ فِي الْجَنَّةِ.

هَكَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ، وَهَكَذَا فَلْيُسَارِعْ الْمُسَارِعُونَ ، نَحْنُ نَذْكُرُ هَذِهِ الِأخْبَارَ , كَمَا كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آلة وَسَلَّمَ- يَذْكُرُهَا لِأَصْحَابِهِ, وَكَمَا كَانَ الصَّحَابَةُ -رِضْوَانَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ- يَذْكُرُونَهَا لِمَنْ بَعْدَهُمْ ، حَتَّى نَقْتَدِيَ بِهِمْ وَحَتَّى نَسِيرَ بِسَيْرِهِمْ، وَحَتَّى نَنْهَجَ نَهْجَهُمْ وَنَمْشِيَ فِي طَرِيقِهِمْ ، هَكَذَا فَلْتَكُنْ الْهِمَّةُ -يَا أيَهَا الْمُسْلِمُونَ- لِتَكُنْ الْهِمَّةُ عَالِيَةً لِأَنَّ الدُّنْيَا ، كَمَا قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الِاسْلِمِيُّ : زَائِلَةٌ ذَهَبَةٌ لَيْسَتْ بَاقِيَةً سَيَذْهَبُ الْأَغْنِيَاءُ ، سَيَذْهَبُ الْفُقَرَاءُ ، سَيَذْهَبُ الِأصْحَاءُ ، سَيَذْهَبُ الْمَرْضَى ، سَيَذْهَبُ الْمُلُوكُ ، سَيَذْهَبُ الْمَمْلُوكُونَ ، سَيَذْهَبُ

الرُّؤَسَاءُ, سَيَذْهَبُ الْمَرْؤُوسُونَ . *﴿ كُلُّ مَنۡ عَلَیۡهَا فَانࣲ (٢٦) وَیَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَـٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ﴾[الرحمن : ٢٧]*

فَإذَا كَانَتْ هَذِهِ الْعَقِيدَةُ فِي قُلُوبِنَا ، فِعْلَامًا التَّنَافُسُ ، عَلَامًا التَّنَاحُرُ ، عَلَامًا التَّحَاسُدِ ، عَلَامًا التَّبَاغُضُ وَالتَّدَابُرَ.


أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: هاكذا كَانَ الصَّحَابَةُ -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ- لَا يُقِيمُونَ لِلدُّنْيَا وَزْنًا ، بَلْ كَانُوا يَتَنَافَسُونَ عَلَى الْآخِرَةِ .

جَاءَ عِنْدَ الْإمَامِ أَحْمَدَ : مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- « أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آلة وَسَلَّمَ- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ لِي حَائِطًا ، وَإِنَّ لِهَذَا الرَّجُلِ نَخْلَةً أُقِيمُ بِهَا حَائِطِي ، فَمُرْهُ فَلْيُعْطِينِي النَّخْلَةَ أُقِيمَ حَائِطِي ، فَقَاَلَ الرَّسُولُ : -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آلة وَسَلَّمَ- لِلرَّجُلِ أَعْطِهِ نَخْلَتَكَ بِنَخْلَةٍ فِي الِجَنَّةٍ ، فَلَمْ يُوَفِّقْ الرَّجُلُ إِلَى هَذَا الْعَرْضِ الْأخَرَوِيِّ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُوصَفَ نَخْلَ الْجَنَّةِ ؟ رَفْضَ الرَّجُلِ وَأَبَى ! فَجَاءَ أَبُو الدَّحْدَاحِ الِآنْصَارِيُّ اليماني -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- إِلَى الرَّجُلِ ، وَقَالَ لَهُ :تُعْطِينِي نَخْلَتَكَ هَذِهِ وَأُعْطِيكَ حَائِطِي كَامِلًا ، أُعْطِيكَ الْحَائِطَ بِأَكْمَلِهِ مُقَابِلَ أَنْ تَبِيعَنِي نَخْلَتُكَ ، فَقَالَ الرَّجُلُ: نَعَمْ ، فَاشْتَرَاهَا مِنْهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ إشْتَرَى تِلْكَ النَّخْلَةَ بِحَائِطٍ مُتَكَامِلٍ فِي مَدِينَةِ مُحَمَّدٍ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- ، وَجَاءَ أَبُو الدَّحْدَاحِ: إلى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آلة وَسَلَّمَ- فَقَاَلَ يارسولُ الله : أَنِّي قَدْ أشْتَرَيْتُ نَخْلَةَ هَذَا الرَّجُلِ بِحَائِطِي فِي الْمَدِينَةِ ، أَنِّي قَدْ أشْتَرَيْتُ هَذِهِ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي فِي الْمَدِينَةِ ، فَأُعْطِي هَذِهِ النَّخْلَةَ ذَلِكَ الرَّجُلَ يُقِيمُ بِهَا حَائِطَهُ ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آلة وَسَلَّمَ- يَقُولُ : مِرَارًا وَتَكْرَارًا بِخَ بِخٍ ، كَمْ مِنْ عِذْقِ دَوَاحَّ لَأبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ ؟! كَمْ مِنْ عِذْقِ دَوَاحَّ لَأبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ ؟! فَرَجَعَ أَبُو الدَّحْدَاحِ إِلَى أمْرَاتِهِ ، وَهِيَ فِي ذَلِكَ الْحَائِطِ تَعْمَلُ فِيهِ بَعْضَ الْعَمَلِ ، وَهُوَ يَقُولُ يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ : أخْرُجِي مِنْ الْحَائِطِ ، فَقَدْ بِعْتُهُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آلة وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ الَّتِي أَعَانَتْ زَوْجَهَا عَلَى هَذَا الْعَمَلِ الْعَظِيمِ رِبْحَ الْبَيْعِ رِبْحَ الْبَيْعِ.»

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩
@Montda_alkotba
‏─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^((
#هكذا_فلنكن))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
إن الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَسَلَّمَ ،

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*

*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*

*أَمَّا بَعْدُ:*
فإِنَّ أصدق الْحديث كَتاب اللهِ تعالى، وَخَيْر الْهَدْى, هَدْى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : أَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَأَصْلُ الْحَدِيثِ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثٍ رَبيعةَ بنِ كَعبٍ الأَسلميِّ -رضي الله عنه- قاَلَ: « كُنْتُ أخَْدُمُ رَسُولَ اللهِ -صَلىَّ اللهُ عَليَْهِ وَسَلمََّ- وَأقَوُمُ لهَُ فيِ حَوَائجِِهِ نهََارِي أجَْمَعَ ، حَتىَّ يصَُلِيَ صلاة الْعِشَاءَ الْْآخِرَة َ ثم يُدخل بيته فأتي باِب بيته , فأقول لي نفسي: لعَلَهََّا تعرض لِرَسُولِ اللهِ -صَلىَّ اللهُ عَليَْهِ وَسَلمََّ- حَاجَةٌ فأتيه بها ، قال فأضطجع أمام باب بيته ، فمََا أزََالُ أسَْمَعهُُ وهو في البيت يقولُ: (سُبْحَانَ اللهِ, سُبْحَانَ اللهِ, سُبْحَانَ اللهِ وَبحَِمْدِهِ ,) فَلَا أَزَالُ أَسْمَعُهُ حَتَّى تغَْلِبنَيِ عَيْنيِ فأنام أو أمََلَّ فأَرَْجِعَ, فخرج النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقَاَلَ لِي يوَْمًا لِمَا يرََى خِدْمَتيِ إِياَّهُ وخِفتَّيِ لهَ ُ: ياَ رَبِيعةَ سَلْنيِ أعُْطِكَ؟ فقال رَبيعةَ بنِ كَعبٍ الأَسلميِّ -رضي الله عنه-: أَمْهِلْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ حَتَّى أَنْظُرَ فِي أَمْرِي ، فَقَالَ: لَكَ ذَلِكَ قَاَلَ: فَرَجَعْتُو إِلَى بَيْتِي قاَلَ: فرجعتو إلى بيتي ففَكََّرْتُ ، وقلت أنََّ الدُّنْياَ مُنْقطَِعةٌَ زَائلِةٌَ, وَإنََّ لِي فِيهَا رِزْقاً سَيكَْفِينيِ وَ سيأَتْيِنيِ, وإنَِّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ باِلْمَنْزِ لِة من الله بالتي هو فيها, وجعل يفكر ويقدم قاَلَ: فقَلُْتُ في نفسي: سأسَْألَُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَسَلَّمَ ، لحاجتي, أو قال لِْخِرَتيِ ,فلما كان في اليوم الثاني قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَسَلَّمَ ، " ياَ
رَبِيعةَ؟ُ مَاذا فعَلَْتَ ", قاَلَ: قلُْتُ: ياَ رَسُولَ اللهِ, أسَْألَكَُ أنَْ تشَْفعََ لِي إِلىَ رَبكَِ فيَعُْتقِنَيِ مِنَ الناَّرِ, وفي رواية : قال يا رسول الله : أسالك مرافقتك في الجنة قاَلَ: " مَنْ أمََرَكَ بِهَذاَ ياَ رَبِيعةَ؟ُ ", قاَلَ : وَاللهِ مَا أمََرَنيِ بِهِذا أحََدٌ, ولكنني فكرت في نفسي, وَعَلمت أنََّ الدُّنْياَ مُنْقطَِعةٌَ وَزَائِلةٌَ وأنََّ لِي فِيهَا رِزْقاً سيكفين وسَيأَتِْينيِ ، وأنت من الله بالمنزلة التي أنت فيها ، وَقَدْ قُلْتُ لِي سَلْ حَاجَتَكَ ، فقَلُْتُ أسالك لِْخِرَتيِ, قاَلَ: فصََمَتَ طَوِيلًا ثمَُّ قاَلَ لِي: " إنِيِ فاَعِلٌ ذلك إن شاء الله فأَعَِنيِ عَلىَ نفَْسِكَ بِكَثرَْةِ السُّجُودِ ". »

مَا أَحْسَنَ هَذِهِ الْفُرْصَةَ الَّتِي عُرِضَتْ عَلَى هَذَا الصَّحَابِيِّ الْجَلِيلِ ، فَاغْتَنِمْهَا وَاهْتَبَلَهَا بَلْ تُعْتَبَرُ أَعْظَمَ فُرْصَةً فِي حَيَاتِهِ ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا قَالَ قَوْلًاً نَفَذَ مَا وَعَدَ بِهِ وَمَا قَالَهُ, فَهُوَ يَعْرِضُ

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

أَعظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلا أَحَبُّ إِليهِ مِنَ العَمَلِ فِيْهِنَّ مِنْ هَذِهِ العَشر ، فَأكثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهلِيلِ وَالتَّكبِيرِ

وَالتَّحمِيدِ» ، رواه أحمدُ في مسندِه وهو صحيحُ الإسنادِ . 
وَقَدْ كَانَ أبُو هُرَيرةَ وَابْنُ عُمَرَ  يَخْرُجَانِ إلى السُّوْقِ في عَشْرِ ذِيْ الحِجَّةِ ، فَكَانَا يُكَبِّرانِ فَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيْرِهِمَا .
أَيُّهَا الـمُؤْمِنُونَ ، احْرِصُوا  -رَحِمَكُمْ اللهُ- خِلَالَ هَذِهِ العَشْرِ الـمُبَارَكَةِ عَلَى تَطْهِيْرِ أسْمَاعِكُمْ وَأَبْصَارِكُمْ وَجَوَارِحِكُمْ مِنْ كُلِّ دَخِيْلَةٍ وَنَقِيْصَةٍ ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ مِنْ أَسْبَابِ الذُّنُوْبِ ، فَهَذهِ هِي فُرْصَتُكُمْ السَّانِحَةُ ، فَلَا تُوَلُّوْهَا الأدْبَارَ .
إِنَّهَا -يَا عِبَادَ اللهِ- فُرْصَةٌ لِعِلَاجِ أَمْرَاضِ القُلُوبِ ، وَفُرْصَةٌ لِلتَّقَرُّبِ وَالتَّحَبٌّبِ للهِ القَرِيْبِ الـمُـجِيْبِ ، أَلا فَلْيَبْكِ الوَاحِدُ مِنَّا عَلى خَطِيْئَتِهِ ، وَلْيُوَجِّهْ قَلْبَهُ لِخَالِقِهِ ، وَلْيَسْألِ اللهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ في الدِّيْنِ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ . 
فَاللَّهُمَّ وَفِّقنا لِصَالِحِ القَولِ وَالعَمَلِ ، وأَعِنَّا عَلَى ذِكرِكَ وَشُكرِكَ ، وَعَلَى حُسنِ عِبَادَتِكَ ، يَا رَبَّ العَالَمِين .
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ لِي وَلَكُمْ ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وتوبوا إليه إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .


/
الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc 
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحسَانِهِ ، وَالشُّكرُ لَهُ عَلَى تَوفيقِهِ وَامتِنَانِهِ ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى رَسُولِهِ الدَّاعِي إِلى رِضوَانِهِ ، أَمَّا بَعدُ :
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاحرِصُوا عَلَى أدَاءِ فَرَائِضِهِ ، فَإِنَّهَا أَحَبُّ القُرُبَاتِ إِلَى اللهِ ، وَتَزَوَّدُوا مِنَ النَّوافِلِ وَاستَكثِرُوا مِنهَا يُحبِبْكُمْ ، وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ .
أَيُّهَا المُؤمنُونَ : 
وَمِنَ الأَعمَالِ الَّتِي تَتَأَكَدُّ في أَيَّام العَشْرِ ؛ِ الصِّيَامُ ، الذِي هُوَ مِنْ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، وذَكَرَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ وغيرُهُ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ -رَحِمَهُم اللهُ- أنَّ صِيَامَ العَشْرِ مُستَحَبٌّ استِحبَاباً شَدِيداً ، وآكَدُهُا صَومُ يَومِ عَرَفَةَ لِغَيرِ الحَاجِّ ، فَقَد سُئِلَ رَسُولُ اللهِ  عَنْ صَومِ يَومِ عَرَفةَ فَقَالَ : «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الماضِيَةَ وَالبَاقِيَةَ» ، رواه مسلم .
وَمِنْ أَفْضَلِ القُرُبَاتِ فِي هَذِهِ العَشْرِ ؛ الأُضْحِيَةُ يَوْمَ عِيْدِ الأَضْحَى ، وَأَيَّامِ التَّشْرِيْقِ الثَّلَاثَةِ بَعْدَهُ ، وَالأُضْحِيَةُ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ في حَقِ الـمُوسِرِ ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَأْخُذْ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا أَظْفَارِهِ شَيْئاً لِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ : «إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَال ذِي الحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ» ، رواه مسلمٌ .
عَشْرٌ كِرَامٌ وَأَفْضَالٌ مُضَاعَفَةٌ
بِهِنَّ أَقْسَمَ رَبُّ العَرْشِ تَبْجِيلا
وَمَنْ يُصَلِّي وَحَجَّ البَيْتَ مُحْتَسِبَا
وَمَنْ تَقَرَّبَ تَكْبِيرًا وَتَهْلِيلاَ
وَمَنْ يَصُمْ عَرَفَاتٍ يَغْتَنِمْ وَلَهُ
غُفْرَانُ عَامَيْنِ عِنْدَ اللهِ مَأمُولا
وَيَوْمُ أَضْحَى سُرُورُ الطَّائِعِينَ وَمَنْ
قَدْ كَانَ إِخْلاَصُهُ فِي الذَّبْحِ مَبْذُولاَ
يَا مُدْرِكَ العَشْرِ قَدْ أَدْرَكْتَ مَكْرُمَةً
تَتْرَى فَضَائِلُهَا كَالـمُزْنِ مَهْطُولاَ
فَاكْسَبْ لنَفْسَكَ خَيْرَ الزَّادِ إِنَّ غَدًا
تَلْقَى ثَوَابَكَ عِنْدَ اللهِ مَكْفُولا
عِبَادَ اللهِ ، اعْلَمُوا أنَّ اللهَ أمرَكُم بالصَّلاةِ والسَّلامِ على نَبيِّهِ الأمين ، فَقَالَ في مُحكَمِ التَّنْزِيْلِ : ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا﴾ .
اللهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ على نبيِّنا محمَّدٍ ، وارْضَ عَن خُلَفَائِهِ الرَّاشِدينَ الذينَ قَضَوا بِالحَقِّ وَبِهِ كَانُوا يَعْدِلُونَ : أبي بَكرٍ ، وَعُمَرَ ، وَعُثْمَانَ ، وَعَلِيٍّ ، وَعَنْ سَائِرِ الآلِ والصَّحَابةِ أجمعينَ ، وَعَنَّا مَعَهُم بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ يَا أكرَمَ الأكرَمِينَ .
اللَّهُمَّ آمِنَّا في أوطانِنَا ، وَأَدِمْ الأَمْنَ وَالاسْتِقْرَارَ فِي بِلَادِنَا وَبِلَادِ الـمُسْلِمِيْنَ ، وَاصْرِفْ عَنَّا وَعَنْهُمْ كُلَّ شَرٍّ وَبَلَاءٍ ، وَاكْفِنَا وَإِيَّاهُمْ سَائِرَ الأَهْوَاءِ وَالأَدْوَاءِ .

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
عِبَادَ اللهِ :
((إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َ
https://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

يَستُرُ وَلا يَفْضَحُ، وَلا يَبتَعِدُ عَنِ الحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَلا يَجْرَحُ، يَقُولُ الرَّسُولُ - صلى الله عليه وسلم -: (المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ، لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ)، وَمِنْ هَذَا المُنْطَلَقِ كَانَ لِلْعِيدِ فِي الإِسْلامِ مَغْزَاهُ الإِنْسَانِيُّ، فَالإِسْلامُ لا يُرِيدُ لِلْمُسلِمِ أَنْ يَفْرَحَ بِالعِيدِ وَحْدَهُ؛ لِذَلِكَ شَرَعَ الإِسْلامُ زَكَاةَ الفِطْرِ فِي عِيدِ الفِطْرِ، كَمَا شَرَعَ الأُضْحِيَّةَ فِي عِيدِ الأَضْحَى، وَذَلِكَ تَوْسِعَةٌ مِنَ المُسلِمِ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهلِهِ، وَتَوْسِعَةٌ مِنْهُ عَلَى أَحِبَّائِهِ وَأَصْدِقَائِهِ وَجِيرَانِهِ، وَتَوْسِعَةٌ عَلَى الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ، فَالإِسْلامُ لا يُرِيدُ مِنَ المُسلِمِ أَنْ يَعِيشَ بِمَعْزِلٍ عَنْ إِخْوَانِهِ فِي الإِنْسَانِيَّةِ، يَأْكُلُ وَحْدَهُ وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ، فَمَا عَاشَ مَنْ عَاشَ لِنَفْسِهِ فَقَطْ، كَمَا أَنَّ لِلْعِيدِ مَغْزَاهُ الاجتِمَاعِيَّ وَالأُسْرِيَّ، مِنْ حَيْثُ هُوَ فُرْصَةٌ لِلتَّقَارُبِ وَالتَّوَاصُلِ التَّامِّ بَيْنَ ذَوِي القُرْبَى وَالأَرْحَامِ، هَذَا التَّوَاصُلُ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يَستَمِرَّ عَلَى الدَّوَامِ، بَيْدَ أَنَّ العِيدَ يَأْتِي لِتَأْكِيدِهِ وَتَوثِيقِهِ، إِذِ الفُرْصَةُ فِي العِيدِ مُهَيَّأَةٌ لِهَذَا التَّوَاصُلِ، فِي ظِلِّ انْبِسَاطِ النُّفُوسِ وَانْشِرَاحِ الصُّدُورِ، مِمَّا يُعِينُ عَلَى التَّغَاضِي عَنِ الهَفَوَاتِ، وَالعَفْوِ عَنِ الزَّلاَّتِ، وَالإِحْسَانِ إِلَى مَنْ أَسَاءَ، وَهَذِهِ أَخْلاقٌ لا تَتَحَقَّقُ بِسُهُولَةٍ وَيُسْرٍ وَانْسِيَابٍ، إِلاَّ مِمَّنْ عَلَتْ هِمَمُهُمْ، وَتَسَامَتْ شِيَمُهُمْ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ))( )، أَلاَ مَا أَحْسَنَ وَأَجْمَلَ أَنْ يَجتَمِعَ أَفْرَادُ كُلِّ أُسْرَةٍ فِي يَومِ العِيدِ، يَستَظِلُّونَ بِظِلِّهِ الوَارِفِ المَدِيدِ، يَتَذَاكَرُونَ رَوْعَةَ الطَّاعَةِ وَالامتِثَالِ لأَوَامِرِ اللهِ الكَبِيرِ المُتَعَالِ، هَذِهِ الطَّاعَةُ الَّتِي تَمَثَّلَتْ فِي تَنْفِيذِ إِبْرَاهِيمَ الخَلِيلِ لأَمْرِ رَبِّهِ وَمَوْلاهُ، فِي أَثْمَنِ شَيْءٍ عِنْدَهُ وَأَغْلاهُ، حَيْثُ أُمِرَ فِي المَنَامِ بِذَبْحِ ابْنِهِ وَبِكْرِهِ الوَحِيدِ، فَعَرَضَ عَلَى ابْنِهِ رُؤْيَاهُ، فَكَانَ الوَلَدُ سِرَّ أَبِيهِ، حَيْثُ استَجَابَ لأَمْرِ رَبِّهِ الجَلِيلِ؛ مُتَسَلِّحًا بِالرِّضَا وَالصَّبْرِ الجَمِيلِ، كَذَلِكَ يَتَذَكَّرُ أَفْرَادُ الأُسْرَةِ مَا دَارَ بَيْنَ الأَبِ وَابنِهِ مِنْ حِوَارٍ هَادِئٍ لَطِيفٍ، لاَ غِلْظَةَ فِيهِ وَلاَ فَظَاظَةَ وَلا تَعنِيفَ، إِنَّهُ حِوَارٌ تَجَلَّتْ فِيهِ رَحْمَةُ الخَلِيلِ بِابنِهِ وَأَدَبُ الابنِ مَعَ أَبِيهِ، وَهُوَ مَثَلٌ يُحتَذَى بِهِ فِي رَحْمَةِ الآبَاءِ بِالأَبنَاءِ، وَاحتِرَامِ الأَبنَاءِ لِرَأْيِ الآبَاءِ، وَمَا أَجْمَلَ وَأَحْسَنَ أَنْ يَتَذَاكَرَ أَفْرَادُ الأُسْرَةِ مَا تَمَخَّضَتْ عَنْهُ هَذِهِ الأَحْدَاثُ مِنْ نَتَائِجَ حَمِيدَةٍ وَثِمَارٍ مُفِيدَةٍ؛ حَيْثُ كَانَ الفِدَاءُ لإِسْمَاعِيلَ، وَمَزِيدٌ مِنَ الذُّرِّيَةِ لإِبْرَاهِيمَ الخَلِيلِ - عَلَيْهِمَا السَّلامُ -، قَالَ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ إِبْرَاهِيمَ: ((وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ، رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ، فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ، فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ، فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ، وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ، وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ، سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ))( ).
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩
@Montda_alkotba
‏─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^((
#عيد_الأضحى المبارك ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ.
اللهُ أَكْبَرُ مَا لَبِسَ الحُجَّاجُ وَالعُمَّارُ مَلابِسَ الإِحْرَامِ، اللهُ أَكْبَرُ مَا لَبَّوا وَطَافُوا بِالبَيْتِ الحَرَامِ، اللهُ أَكْبَرُ مَا وَقَفُوا عَلَى صَعِيدِ عَرَفَاتٍ، اللهُ أَكْبَرُ مَا أَفَاضُوا إِلَى مُزْدَلِفَةَ وَمِنًى وَرَمَوُا الجَمَرَاتِ، اللهُ أَكْبَرُ مَا نَحَرُوا هَدَايَاهُمْ، وَشَكَرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاهُمْ، اللهُ أَكْبَرُ مَا ذَكَرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ، فَرَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَفَعَ لَهُمُ الدَّرَجَاتِ.
اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً.

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ وَبَسَطَ الأَرْضَ، وَفَضَّـلَ بَعْضَ الأَيَّامِ عَلَى بَعْضٍ، لَهُ فِي أَيَّامِ دَهْرِنَا نَفَحَاتٌ، يُجزِلُ فِيهَا العَطَاءَ وَيُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهلٌ مِنَ الْحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، يَذْكُرُ مَنْ يَذْكُرُهُ، وَيُضَاعِفُ الخَيْرَ وَالثَّوَابَ لِمَنْ يَشْكُرُهُ، جَعَلَ الأَعْيَادَ مِيقَاتًا لِتَنَزُّلِ الخَيْرِ وَالبَرَكَاتِ، وَأشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ الكَرِيمُ، الهَادِي بِإِذْنِ رَبِّهِ إِلَى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَومِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تَقْوَاهُ، فَتَقْوَى اللهِ هِبَةٌ تَشْرَحُ الصُّدُورَ وَتُنِيرُ القُلُوبَ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))( )، ويَقُولُ جَلَّ شَأْنُهُ: ((وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))( ).
وَاعلَمُوا -عِبَادَ اللهِ- أَنَّ يَومَكُمْ هَذَا غُرَّةُ جَبِينِ العَامِ، وَهُوَ مِنْ أَعظَمِ الأَيَّامِ، كَيفَ لا؟ وَهُوَ اليَومُ الَّذِي شَرَّفَهُ اللهُ فَعَظَّمَ شَأْنَهُ وَأَعلَى قَدرَهُ، فَسَجَّـلَ فِي القُرآنِ العَظِيمِ ذِكْرَهُ، وَسَمَّاهُ يَومَ الحَجِّ الأَكْبَرِ فَقَالَ: ((وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ))( )، وَهُوَ خَاتِمَةُ الأَيَّامِ العَشْرِ المُبَارَكَاتِ، الَّتِي أَقْسَمَ اللهُ بِلَيَالِيهَا فِي مُحكَمِ الآيَاتِ، فَقَالَ: ((وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ))( )، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ يَومَكُمُ المُبَارَكَ هَذَا وَاسِطَةَ العِقْدِ بَيْنَ أَيَّامٍ مَعلُومَاتٍ سَبَقَتْهُ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ لَحِقَتْهُ، فَمَا سَبَقَهُ مِنْ أَيَّامٍ هِيَ الأَيَّامُ المَعنِيَّةُ بِقَولِ اللهِ تَعَالَى: ((وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ))( )، وَمَا لَحِقَهُ مِنْ أَيَّامٍ هِيَ الأَيَّامُ المَقْصُودَةُ بِقَولِ اللهِ تَعَالَى: ((وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ))( )، فَحُقَّ لِهَذَا اليَومِ الأَغَرِّ السَّعِيدِ أَنْ يُستَقْبَلَ بِالتَّهلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ؛ شُكْرًا للهِ عَلَى كَرَمِهِ وَعَطَائِهِ، وَفَضلِهِ وَرَحْمَتِهِ وَآلائِهِ، ((قُلْ بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ))( )، كَمَا حُقَّ لَكُمْ أَيُّهَا المُسلِمُونَ أَنْ تَستَبشِرُوا بِقُدُومِهِ حَيْثُ نَسَأَ اللهُ فِي آجَالِكُمْ فَاسْتَقْبَلْتُمُوهُ وَعَايَشْتُمُوهُ، وَمَجَّدتُمُ اللهَ فِيهِ وَعَظَّمتُمُوهُ، فَنِلْتُمُ الأَجْرَ العَظِيمَ، وَتَبَوَّأْتُمْ مَكَانَ العِزَّةِ وَالرِّضَا وَالتَّكْرِيمِ.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

وبعضُ الآباءِ قد يؤخرونَ أبناءَهم عن الحجِ بحجةِ أنهم مازالُوا صغاراً أو سفهاءَ! فيُقالُ: إنه ليسَ من شروطِ الحجِ أن يكونَ الحاجُ مستقيماً صالحاً في ظاهرهِ؛ فما دامَ مسلماً فقد تحققَ الشرطُ. والعبرةُ بما حددَه الشرعُ، وهوَ البلوغُ. إلا من عجِزَ عن قيمةِ حَملاتِ الحجِ فهوَ معذورٌ غيرُ مأزورٍ.

فيا أيُها المستطيعونَ إلى الحجِ سبيلاً: لتبادرُوا بأن تُعينُوا أبناءَكم وبناتِكم أن يقضُوا فريضةَ اللهِ التي عليهم؛ لأن مَن أخَّرَ الحجَ سَنةً وهوَ مستطيعٌ فهوَ آثمٌ، فإذا أخَّرَهُ سَنةً أخرَى تَضاعَفَ إثمُهُ، وهكذا. (وَلله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)[آل عمران:97]؛ فاللهم اجعلنا لأوامرِكَ من المؤتمِرينَ، ولنواهيكَ من المنتهِينَ.

اللهم إنا نعوذُ بك من الفقرِ إلا إليك، ومن الذلِ إلا لك، ونعوذُ بك أن نقولَ زُورًا، أو نغشَى فجورًا. اللهم لا تُحْقِقْ علينا العذابَ، ولا تقطعْ بنا الأسبابَ، ولا تخيِبْنا ونحن نرجوكَ، ولا تعذِبْنا ونحن ندعوَك.
اللهم اجعلْ خيرَ عملِنا ما ولِيَ أجلَنا.
اللهم حسّنْ أخلاقَنا، وباركْ أرزاقَنا واقضِ ديونَنا. واجمعْ شؤونَنا، وأرخِصْ أسعارَنا، وآمِنْ أوطانَنا.
واحفظْ مليكَنا ووليَ عهدِه، وسدِدهم وارزقهُم بطانةَ الصلاحِ، وانصرْ مجاهدِينا ومرابطِينا، واحفظهُم من كلِّ الجهاتِ.

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َ
https://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

_^(( #اغتنام_الفرصة_في_عشر_ذي_الحجة ))^_.doc'

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

شَهْرِ رَمَضَانَ.؛

١٢- لِذَلِكَ يَا عِبَادَ اللَّهِ كَانَ السَّلَفُ يُعَظِّمُونَ هَذِهِ الْعُشْرَ، قَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ: كَانَ السَّلَفُ يُعَظِّمُونَ ثَلَاثَ عَشَرَاتٍ: الْعَشْرُ الْأَوَائِلُ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ، وَالْعَشْرُ الْأَخِيرُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَالْعَشْرُ الْأَوَائِلُ مِنْ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ. قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ كَمَا عِنْدَ الْبَيْهَقِيّ فِي الشُّعَبِ: "كَانَ يُقَالُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ بِكُلِّ يَوْمٍ أَلْفٌ وَيَوْمِ عَرَفَةَ عَشَرَةُ الْآلَافِ يَوْمٌ" يَعْنِي فِي الْفَضْلِ،
وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ كَمَا رَوَى عَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ: "وَبَلَغَنِي أَنَّ الْعَمَلَ فِي الْيَوْمِ مِنَ الْعَشْرِ كَقَدْرِ غَزْوَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُصَامُ نَهَارُهَا وَيَحْرُسُ لَيْلَهَا إِلَّا أَنْ يَخْتَصَّ امْرُؤٌ بِشَهَادَةٍ"
لِذَلِكَ يَا عِبَادَ اللَّهِ كَانُوا يُجْهِدُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَوَاسِمِ فِي اغْتِنَامِ الْأَوْقَاتِ وَالْحِرْصِ عَلَى اللَّحَظَاتِ حِرْصًا عَلَى هَذِهِ الْعَشْرِ الْفَاضِلَاتِ، كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يُجْهِدُ نَفْسَهُ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْعَشْرِ جَهْدًا لَا يُطَاقُ، بَلْ كَانُوا يَنْقَطِعُونَ لِلْعِبَادَةِ فَيَتْرُكُونَ مَجَالِسَ الْكَلَامِ وَمَجَالِسَ النَّاسِ يَقُولُ الْأَثْرَمُ كَمَا فِي الِادَّابِ الشَّرْعِيَّةِ لِابْنِ مُفْلِحٍ: أَتَيْنَا الْإِمَامَ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ فَقَالَ لَنَا: قَالَ أَبُو عَوَانِهِ كُنَّا نَأْتِي الْجُرَيْرِيَّ فِي الْعَشْرِ فَيَقُولُ: هَذِهِ أَيَّامُ شُغْلٍ وَلِلنَّاسِ حَاجَاتٌ، نَعَمْ يَا عِبَادَ اللَّهِ يَغْدِقُ اللَّهُ يُكْرِمُ اللَّهُ يَتَفَضَّلُ اللَّهُ يُكَفِّرُ اللَّهُ يَتُوبُ اللَّهَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَوَاسِمِ فَلَكَ حَاجَةٌ يَا عَبْدَ اللَّهِ اغْتَنِمْ هَذَا الْمَوْسِمَ الْمُبَارَكَ فِي الِانْطِرَاحِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَالْقُرْبِ مِنَ اللَّهِ وَالتَّوْبَةِ إِلَى اللَّهُ وَالْإِنَابَةُ إِلَى اللَّهِ وَسُؤَالُ اللَّهِ تَعَالَى مَا تَحْتَاجُ فَكَمْ مِنْ مَهْمُومٍ وَكَمْ مِنْ مَغْمُومٍ وَكَمْ مِنْ مَدْيُونٍ وَكَمْ مِنْ صَاحِبِ حَاجَةٍ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ لِذَلِكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ اغْتَنِمْ مِثْلَ هَذِهِ الْمَوَاسِمِ الْفَاضِلَةِ

وَإِنَّ مِنْ الْأَعْمَالِ الَّتِي تَتَأَكَّدُ يَا عِبَادَ اللَّهِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْعَشْرِ الْفَاضِلَةِ وَهِيَ سُنَّةٌ كَادَتْ تَنْدَثِرُ بَلْ تَلَاشَتْ وَانْدَثَرَتْ وَتَنَاسَتْ وَلَا يُحَافِظُ عَلَيْهَا إِلَّا قِلَّةٌ قَلِيلَةٌ وَهِيَ تَعْظِيمُ اللَّهِ وَتَوْقِيرُ اللَّهِ وَتَبْجِيلُ اللَّهِ وَتَكْبِيرُ اللَّهِ وَتَسْبِيحُ اللَّهِ وَتَهْلِيلُ اللَّهِ وَحَمْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
هَذِهِ الْعُشْرُ هِيَ عُشْرُ الذِّكْرِ هِيَ عُشْرُ التَّبْجِيلِ هِيَ عُشْرُ التَّكْبِيرِ كَمَا كَانَ السَّلَفُ فَفِي الْبُخَارِيِّ مُعَلَّقًا وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَابْنَ عُمَرَ «كَانَا يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ يُكَبِّرَانِ فَيَسْمَعُهُمْ أَهْلُ السُّوقِ فَيُكَبِّرُونَ بِتَكْبِيرِهِمْ»، قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ: أَدْرَكْتُ السَّلَفَ وَهُمْ يُكَبِّرُونَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْعُشْرِ كَأَنَّ تَكْبِيرَهُمْ الْأَمْوَاجَ، أَوْ كَمَا قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ -لِكَثْرَتِهِ-، قَالَ مُجَاهِدٌ وَقَدْ سَمِعَ رَجُلًا يُكَبِّرُ وَصَوْتُهُ مُنْخَفِضٌ فَقَالَ: مَا بَالُكَ لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ فَإِنِّي أَدْرَكْتُ مَنْ أَدْرَكْتُ -أَيْ مِنْ السَّلَفِ- كَانَ الْمُكَبِّرُ يُكَبِّرُ فِي الْمَسْجِدِ فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ فَيَسْمَعُ أَهْلُ الْوَادِي تَكْبِيرَهُمْ فَيُكَبِّرُونَ فَيَسْمَعُهُمْ أَهْلُ الْأَبْطَحِ يُكَبِّرُونَ فَيُكَبِّرُونَ فَتَعِجُّ الْأَرْضُ بِالتَّكْبِيرِ، أَوْ كَمَا قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى. لِمَاذَا يَا عِبَادَ اللَّهِ؟ لِأَنَّ فِي التَّكْبِيرِ أَجْرٌ عَظِيمٌ فَعِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ: «مَا أَهْلَّ مُهْلٍ وَلَا كِبَرٌ مُكَبَّرٌ إِلَّا بَشَرٌ قَالُوا بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِالْجَنَّةِ؟ قَالَ نَعَمْ» اللَّهُ أَكْبَرُ يَا عَبْدَ اللَّهِ عِنْدَ أَنْ تَقُولَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ كَمْ مَرَّاتٍ تُبَشَّرُ بِالْجِنَانِ؟ فَاحْرُصْ يَا رَعَاكَ اللَّهُ عَلَى تَكْبِيرِ اللَّهِ وَعَلَى تَعْظِيمِ اللَّهِ وَعَلَى ذِكْرِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

وَلَيَالِ عَشْرٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَابْنُ الزُّبَيْرِ: اللَّيَالِي الْعُشْرُ هِيَ الْعَشْرُ الْأَوَائِلُ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ كَثِيرٍ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ وَالضَّحَّاكُ فِي قَوْلِهِ {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ: الْوِتْرُ يَوْمَ عَرَفَةَ وَالشَّفْعُ يَوْمُ النَّحْرِ

٢- وَمِنْ فَضَائِلِهَا: إِنَّ هَذِهِ الْعُشْرَ يَا عِبَادَ اللَّهِ هِيَ خَاتِمَةُ أَشْهُرِ الْحَجِّ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ هِيَ شَهْرُ شَوَّالٍ وَشَهْرُ ذِي الْقَعْدَةِ وَالْعَشْرُ الْأَوَائِلُ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ كَمَا جَاءَ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَاخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ.

٣- وَفِي هَذِهِ الْعَشْرِ يَا عِبَادَ اللَّهِ يَوْمٌ عَظِيمٌ جَلِيلٌ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَعِنْدَ أَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدَاللَّهِ بْنِ قُرْطٍ وَصَحَّحَهُ الْعَلَّامَةُ الْأَلْبَانِيُّ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمَ الْقِرِّ».

٤- وَلِعَظِيمِ فَضْلِهَا فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَاعِدُ مُوسَى بَعْدَ انْتِهَائِهَا قَالَ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}
قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ: "اتَّفَقَ كَثِيرٌ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ الْأَرْبَعِينَ لَيْلَةً هِيَ ذُو الْقَعْدَةِ وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَكَانَ كَلَامُ اللَّهِ لِمُوسَى غَدَاةَ يَوْمِ النَّحْرِ حِينَ فَدَى إِسْمَاعِيلُ مِنَ الذَّبْحِ وَأَكْمَلَ لِمُحَمَّدٍ الْحَجَّ".

وَالْحِكْمَةُ مِنْ هَذَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَاعِدُ مُوسَى بَعْدَ هَذِهِ الْمُدَّةِ حَتَّى يَتَطَهَّرَ قَلْبُهُ وَحَتَّى تُزَكُّوا نَفْسَهُ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى

٥- أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادُ اللَّهِ: وَهَذِهِ الْعُشْرُ أَمَرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَذْكُرَ فِيهَا فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}
قَالَ ابْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَهَذِهِ الْأَيَّامُ الْمَعْلُومَاتُ هِيَ الْعَشْرُ الْأَوَائِلُ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا أَنَّهَا جَاءَتْ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمْرَهُ لِإِبْرَاهِيمَ أَنْ يُؤَذِّنَ لِلنَّاسِ فِي الْحَجِّ فَقَالَ: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٢) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}
فَصَدَرَ بِهَا قَبْلَ أَعْمَالِ الْمَنَاسِكِ فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّهَا هِيَ الْمَعْنِيَّةُ فَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ يَا عِبَادَ اللَّهِ أَنْ يَسْتَكْثِرَ مِنَ الْقُرُبَاتِ وَأَنْ يَتَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ وَأَنْ يَنَوعَ مِنَ الْأَعْمَالِ الْفَاضِلَاتِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ

٦- أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادُ اللَّهِ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ الَّذِي يَغْدِقُ اللَّهُ فِيهِ عَلَى الْعِبَادِ وَيُكْرِمُهُمْ وَيَتَفَضَّلُ عَلَيْهِمْ فَفِي الْمُسْنَدِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدَاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «وَأَمَّا وُقُوفُكَ بِعَرَفَةَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُيَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ هَؤُلَاءِ عِبَادِي جَاءُونِي شَعْثًا غَبْرًا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ يَرْجُونَ رَحْمَتِي وَيَخَافُونَ عَذَابِي فَلَوْ كَانَتْ عَلَيْكَ مِثْلَ رَمَلٍ عَالِجٍ أَوْ مِثْلَ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَوْ مِثْلَ قُطْرِ السَّمَاءِ ذَنُوبًا غَسَلَهَا اللَّهُ عَنْكَ"

٨- أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادُ اللَّهِ: يُقْسِمُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَذَا الْيَوْمِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (١) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (٢) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (٣) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: الشَّاهِدُ هُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَالْمَشْهُودُ هُوَ يَوْمُ عَرَفَةَ

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

'_^((#فضائل_يوم_عرفة ))^_.doc'

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

وممَّا قرَّرَه في خطبةِ عرفةَ حقوقُ المرأة، التي بيَّنَها الإسلامُ وفصَّلَها، روى مسلم من حديث جابر قال عليه الصلاة والسلام: "واتقوا اللهَ في النساء؛ فإنَّكم أخذتموهنَّ بأمان الله، واستحللتُم فروجهنَّ بكلمة الله" فالإسلام أعطى المرأة حقوقها كلها، التي تنفعها وتحفظها في الدنيا والآخرة، وأما القوانين البشريَّة فأعطتها بعضَ ما ينفعها في الدنيا، وحَرَمَتْها كرامتَها، وشَرَفَها، وعِفَّتَها

كما قرَّر -عليه الصلاة والسلام- مرارًا حرمةَ الأموال، والدماء، والأعراض، في خطبة عرفة، وفي عيد النحر، وعند الجمرة، وأيام التشريق فقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله حرَّم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا"(رواه البخاري من حديث ابن عمر)؛ لِمَا يحصل من المفاسد بسفك الدماء، وأخذ الأموال واستحلال حرمتها، والوقوع في الأعراض، فتنشأ العداوة والبغضاء، والضغائن والأحقاد، وتتقطع أوصال المجتمع، فلا يدفع عن نفسه ما ينزل به من الأعداء؛ لتفرقه وقد يعين المجتمعُ أعداءه عليه؛ بسبب استحلال هذه الأمور، وقد يقع ما هو أعظم؛ وهو العقوبات الكونية، وقال في حجته: "لا ترجعوا بَعديّ كفارًا، يضرب بعدكم رقاب بعض"(رواه الشيخان من حديث جرير).
وأبطَل في خطبة عرفة الربا كلَّه، ودماء الجاهلية، وعادات الجاهلية، ومآثرها، وأوصى بالتمسُّك بالكتاب والسُّنَّة وأنهما عصمة من الضلال، فبنى المجتمعَ في عرفة، وبعدَها وقبلَ عرفة على أصول الإسلام وأحكامه لا مؤثِّر للجاهلية فيه بشيء، عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في خطبته: "ألَا كلُّ شيء من أمر الجاهليَّة تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهليَّة موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث؛ كان مُسترضَعًا في بني سعد، قتلته هذيل، وربا الجاهليَّة موضوع، وأول ربا أضع ربانا؛ ربا العباس بن عبد المطلب، فإنَّه موضوع كله"(رواه مسلم من خطبة عرفة). فأبطَل الربا، وحرَّمَه؛ رحمةً بالناس وعدلًا؛ لِمَا للربا من مفاسد وضرر على اقتصاد العالَم، وقال في هذه الخطبة: "وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدَه إن اعتصمتُم به؛ كتاب الله".
واستشهَد الأمةَ على إبلاغ الرسالة فقالوا: "نشهد أنكَ قد بلغتَ وأديتَ ونصحتَ"، فقال: "اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد"، ونحن نشهد أن نبينا -صلى الله عليه وسلم- قد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده، ونحن على دينه، نحيا عليه، ونموت عليه، ونبعث عليه إن شاء الله -تعالى-، قال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الْأَنْعَامِ: 153].
بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله فاستغفروه، إنَّه هو الغفور الرحيم.



الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، أحمد ربي على فضله المبين، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كل شيء قدير، ذو القوة المتين، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه الصادق الأمين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعدُ: فاتقوا اللهَ ربَّكم باستباق الخيرات، ومجانبة السيئات، تفوزوا بالجنات والخيرات.

عبادَ اللهِ: إن ربنا رحيم كريم عليم عظيم، بيَّن لنا الأوقات الفاضلات، والأماكن المبارَكة؛ لنستكثر من الخير، فالحجُّ المبرورُ ليس له جزاء إلا الجنة، وإذا لم يتمكن كلُّ العباد مِنْ عملٍ صالحٍ بعينه، شرَع لهم مثلَه ممَّا يَقدِرُونَ عليه، فمن لم يتمكَّن من الحج لسبب ما فقد شُرِعَ لهم الأعمال الصالحات في أشهر الحج وعشر ذي الحجة؛ من إحسان الصلوات، وبذل الصدقات، وكثرة الذِّكْر والدعاء والقرآن مقابِلَ التلبية، وصيام عرفة مقابِلَ الوقوف بها، والأضحية مقابِلَ قربان الحج، وذِكْر الله -تعالى- بعد صلاة الفجر جماعة حتى تطلع الشمس، ثم صلاة ركعتين، تعدل حجة وعمرة تامة تامة تامة، كما صح بذلك الحديث، وبر الوالدين أحدهما أو كليهما يدخل به المرء الجنة، وإذا ماتا فبر صديقهما كبرهما، وإذا ماتت الأم، فبر الخالة كبر الأم؛ قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الْحَجِّ: 77]، وقال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 133]، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما مِنْ أيامٍ العملُ الصالحُ أحبُّ إلى الله فيهنَّ من عشر ذي الحجة.

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩
@Montda_alkotba
‏─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^((
#فضائل_يوم_عرفة ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
الحمد لله، الحمد لله الرحيم الرحمن، ذي العزة والجلال العظمة والإحسان، يبتدئ بالنعم من غير أن يستحقها عليه أحد بلا انقطاع بزمان أو مكان، وسع ربنا كل شيء رحمة وعلما، (يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ)[الْقَصَصِ: 68]، يَقبَل الطاعاتِ، وهي بعضُ حقِّه علينا، ويتجاوز عن الذنوب العظام بالعفو والغفران، أحمد ربي وأشكره على نِعَمِه، التي لا يُحصيها غيرُه مما عَلِمْنا وممَّا لا نَعْلَمُ، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدهَ لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيء قدير، ذو المجد الدائم والسلطان، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، المؤيَّد بمعجزة القرآن، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه ذوي العلم والإيمان.

أما بعدُ: فاتقوا الله بالاعتصام بالسنة والكتاب، تفوزوا بخير الحياة، وتفوزوا برضوان الله والنعيم في الجنات بعد الممات، ولتنجوا من النار ومن أنواع العذاب.

أيها المسلمون: هذا يوم من الأيام الجليلة، وساعاتُه أشرفُ الساعاتِ في الفضيلة، يومٌ تقترب فيه الأرضُ من السماء، عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعتِق اللهُ فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة، وإنه لَيدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟"(رواه مسلم).

وقال الإمام مالك، عن إبراهيم بن عبلة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما رُئي إبليسُ في يومٍ هو أصغرُ ولا أحقرُ ولا أدحرُ ولا أغيظُ منه في يوم عرفة؛ وذلك لِمَا يرى مِنْ تنزُّل الرحمة، والعفو عن الذنوب العظام، إلَّا ما رأى يومَ بدر، قالوا: يا رسول الله، وما رأى يوم بدر؟ قال: أمَا إنَّه رأى جبريلَ -عليه السلام- يَزَعُ الملائكةَ".
هذا يوم كانت فيه حجة النبي -صلى الله عليه وسلم- حجة الوداع، التي قرر النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها أحكام الملة والدين، وبلَّغ -صلى الله عليه وسلم- شرع الله في هذه الحجة، قولًا وفعلًا؛ لأنَّه لم يبق من أركان الإسلام ودعائمه وقواعده شيء إلا وبيَّنه أتمَّ بيان، وركن الحج فصله النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلمه أمته؛ قولًا وفعلًا وقال: "خُذُوا عَنِّي مَناسِكَكُم"(رواه مسلم) من حديث جابر؛ لأنَّه آخِرُ أركان الإسلام، وبعدَه انتقَل إلى الرفيق الأعلى بعد عز الإسلام وظهوره ودوامه؛ ففي السنة العاشرة أيَّد اللهُ عزمَ رسولِه، وقوَّاه على الحج، فأخبَر الناسَ أنَّه حاجٌّ، فبلغت هذه البشرى المسلمين فاشتدَّ شوقُهم لصحبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للاقتداء به، فخرج من المدينة النبويَّة أفضلُ نبي، وأكرمُ رسول على الله، ومعه الصحابة -رضي الله عنهم- أفضل وفد يؤمُّ بيتَ الله الحرام، منذ خلَق اللهُ الدنيا، وخير أمة أُخرجت للناس، في تواضُع، وإخلاص وشوق، يجدد نشاطهم في كل ساعة، ويقين بثواب الله وكرامته، واستسلام لرب العالمين بالتوحيد، الذي حلَّ بمقدسات الإسلام ودياره، وبدَّد ظلمات الشرك إلى الأبد، في جمع لم يُعهَد في الإسلام جمعٌ مثله قبله، فاستبشر بهذا الوفد الزكي، أهل السماء وأهل الأرض؛ لِمَا سيكون لهم بعد هذه الحجة من نشر الإسلام في الأرض كلها، وتبليغ ما تعلموه ورأوه من هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الباقي إلى آخِر الدنيا، الذي لا ينطفئ نوره حتى بعد انطفاء ضياء الشمس؛ (وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا)[النِّسَاءِ: 122]، قال تبارك وتعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)[التَّوْبَةِ: 32-33].

روى مسلم من حديث جابر -رضي الله عنه- قال: "إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكَث تسع سنين لم يحجَّ، ثم أذَّن في الناس في العاشرة أنَّه حاجٌّ، فقَدِمَ المدينةَ بشرٌ كثيرٌ، كلُّهم يلتمس أن يأتمَّ برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويعمل مثل عمله، فخرجنا معه، وَصَلَّى رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في المسجد، ثم رَكِبَ القصواءَ، حتى استوت به على البيداء، ونظرتُ إلى مدِّ بصري بين يديه، مِنْ راكبٍ وماشٍ، وعن يمينه مثلُ ذلك، وعن يساره مثلُ ذلك، ومِنْ خَلفِه مثلُ ذلك، ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بين أظهُرِنا وعليه ينزل القرآنُ، وهو يَعرِف تأويلَه، وما عمل به من شيء عملنا به، فَأَهَلَّ بالتوحيد: "لَبَّيْكَ اللهم لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شريك لك لَبَّيْكَ، إن الحمد والنعمة والملك، لا شريك لك".

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

وَارْضَاهُ-.»

هَكَذَا كَانَ شَبَابُ الصَّحَابَةِ ، وَهَكَذَا كَانَ صَحَابَةُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَأَسَّى بِهِمْ ، وَأَنْ نَسْلُكَ طَرِيقَهُمْ ، وَأَنْ نَسَالَ اللَّهِ -جَلًّا وَعَلَا- أَنْ يُعَينَنَا أَنْ نَعْمَلَ وَلَوْ مِثَّلَ بَعْضِ أَعْمَالِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَعْمَلُونَهَا ، وَلِذَلِكَ خَلَدَ اللَّهُ ذِكْرَهُمْ ، وَابْقَى اللَّهُ ذِكْرَهُمْ ، وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ، وَهم يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا كَانُوا فِي الدُّنْيَا صَحَابَةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، فَإِنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ كَمَا كَانُوا فِي الدُّنْيَا صَحَابَةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ أَيْضًا مِنْ رِفْقَا مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

أسَالَ اللَّهُ -جَلًّا وَعَلَا- بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلَا أَنْ يَرْحَمَنَا وَإِيَّاكُمْ بِرَحْمَتِهِ اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ وَعَامِلْنَا بِلُطْفِكَ وَفَضْلِكَ وَكَرَمِكَ وُجُودَكَ وَاحْسَانَكَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسَالُكَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ الْعَظِيمَةِ الْمُبَارَكَةِ وَنَحْنُ بِانْتِظَارِ فَرِيضَةٍ مِنْ أَعْظَمِ فَرَائِضِكَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْاكْرَمِ أجْعَلْنَا مِنْ رِفْقَا مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللَّهُمَّ أَنْ لَمْ نُكْرِمْ بِرُؤْيَتِهِ فِي الدُّنْيَا.
اللَّهُمَّ فَأَكْرَمْنَا فِي الْآخِرَةِ أَنْ نَكُونَ مَعَهُ وَمِنْ رُفَقَائِهِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْأَكْرَامِ اللَّهُمَّ أعْزِ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْكَافِرِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ .
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َ
https://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقِرَانِ الْعَظِيمِ وَنَفْعِي وَإيَاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ
أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأسْتَغْفَرَ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حَمْدًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى ، وَأَشْهَدُ أَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلَهٍ وَسَلَّمَ- أَرْسَلَهُ اللَّهُ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا.

ثَبَتَ عِنْدَ الْإمَامِ مُحَمَّدٍ بْنِ إِسْحَاقَ فِي كِتَابِهِ السِّيَرِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ : « أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُسَوِّي الصُّفُوفَ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ ، بِقَدَحٍ فِي يَدِهِ أَيْ: بِعَصَاءٍ صَغِيرَةٍ في يده ، فَرَى رَجُلًا يُقَالُ لَهُ سَوَادُ بْنِ غَزِيَّةَ : خَارِجًا عَنْ الصَّفِّ فَطَعَنَهُ فِي تِلْكَ الْعَصَاءِ فِي بَطْنِهِ ، وَقَالَ لَهُ: اِسْتَوِ يَا سَوَادُ ، فَرَجَعَ سَوَادٌ إِلَى الصَّفِّ ، وَقَالَ أوْجَعْتَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَأَقِدْنِي أَيْ: أُرِيدُ أَنِ أقْتَصَّ ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَلِكَ الْقَدَحَ ، فَقَالَ أقْتَصَّ يَا سَوَادُ : سُبْحَانَ اللَّهِ عَلَى مَرْأًى وَمُسْمَعٍ مِنْ الصَّحَابَةِ, وَهُمْ يَنْظُرُونَ الَى سَوَادٍ وَإِلَى هَذَا الْمَوْقِفِ الْعَجِيبِ ، يُرِيدُ أَنْ يَقْتَصَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَوَاتِ رَبِّي وَسَلَامَهُ عَلَيْهِ فَأَعْطَاهُ, وَقَالَ اقْتَصَّ : فَقَالَ يَا
رَسُولُ اللَّهِ : إنُّكَ يَوْمَ أَنْ طَعَنْتَنِي فِي بَطْنِي كَانَ بَطْنِي مَكْشُوفًا ، وَإني أُرِيدُ أَنْ تَكْشِفَ عَنْ بَطْنِكَ حَتَّى أخْذَ حَقِّي ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ بَطْنِهِ فَأقْبَلْ عَلَيْهِ سَوَادُ بْنِ غَزِيَّةَ يَقْبَلُهُ وَيَبْكِي ، وَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلَّا هَذَا ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلَّا هَذَا ، فَقَالَ-عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا يَا سَوَادُ؟! قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : قَدْ حَضَرَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا تَرَى ، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ أخْرَ الْعَهْدِ بِكَ ، أَنْ يَمَسَّ جِلْدِي جِلْدَكَ -صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ علية-.. » أغْتَنِمْ هَذِهِ الْفُرْصَةَ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْقِفِ وَفِي أَخَرِ لَحْظَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ ، أَرَادَ أَنْ يَكُونَ أَخَّرَ الْعَهْدَ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَمَسَّ جِلْدَهُ جِلْدَ النَّبِيِّ -صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامَهُ عَلَيْهِ- .


وَهَكَذَا أَيْضًا : ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ « أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا حَدَّثَ بِحَدِيثِ الْمُتَوَكِّلِينَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مِنْ غَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ ، فَقَالَ الصَّحَابَةُ -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ- مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟! قَالَ: هُمُ الَّذِينَ لَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ ، قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أدْعُو اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمُ ، أنْظُرْ كَيْفَ ؟ أغْتَنِمْ هَذِهِ الْفُرْصَةَ الْغَالِيَةَ الْعَظِيمَةَ الثَّمِينَةَ ، أدْعُو اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مِنْ غَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ: -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْتَ مِنْهُمْ ، أَيْ أَسَالَ اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَكَ مِنْهُمْ ، فَقَامَ شَبَابٌ مِنَ الْأَنْصَارِ : فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : أدْعُو اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ ، فَقَالَ: سَبَقَكُمْ بِهِا عُكَّاشَةُ ، هَذِهِ هِيَ الْمُسَابَقَةُ الَّتِي يَنْبَغِي أَنْ يُسَابَقَ إِلَيْهَا وَالَّتِي يَنْبَغِي أَنْ يُسَارِعَ الْبِعَادَ وَأَنَّ يَسْأَلُوا اللَّهَ -جَلًّا وَعَلَا- فِي لَيْلِهِمْ وَنَهَارِهِمْ أَنْ يُوَفِّقَهُمْ إِلَيْهَا
*(وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين: 26]*

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

لِرَبِيعَةَ يُفْتَحُ لَهُ هَذَا السُّؤَالُ, وَيُعْرِضُ عَلَيْهِ هَذَا الطَّلَبُ الْمَفْتُوحُ ، مَاذَا تُرِيدُ سَلَّ حَاجَتِكَ, فَفَكَّرَ هَذَا الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ الْعَاقِلُ ، الَّذِي أَمْتَلَا قَلْبَهُ إِيمَانًا وَمَحَبَّةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: فَعَرَفْتُ إِنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ زَائِلَةٌ ، وَكُلُّنَا يَعْلَمُ عِلْمَ الْيَقِينِ إِنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ ، وَأَنَّهَا زَائِلَةٌ ،الْعَاصِي وَالْمُطِيعُ ، وَلَكِنَّ هَذَا الْعِلْمَ وَهَذِهِ الْمَعْرِفَةُ تَحْتَاجُ مِنَّا أَنْ نُتَرْجِمَهَا إِلَى وَاقِعٍ عَمَلِيٍّ ، فَكَمْ يَتَكَلَّمُ الْمُتَكَلِّمُونَ؟! إِنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ زَائِلَةٌ وَلَكِنَّهُمْ يَتَنَافَسُونَ عَلَى الدُّنْيَا فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَيَتَحَاسَدُونَ عَلَيْهَا وَيَتَبَاغَضُونَ وَيَتَدَابَرُونَ وَيَهْجُرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، مِنْ أَجْلِهَا وَيَعْقِدُونَ الْوَلَاءَ وَالْبَرَاءَ مِنْ أَجْلِهَا, فَمِنْ أَجْلِهَا يُحِبُّونَ وَعَلَيْهَا يَبْغَضُونَ,

أَمَّا الصَّحَابَةُ -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ- ,فَكَانَتْ مَعْرِفَتُهُمْ بِهَذِهِ الْحَقِيقَةِ مَعْرِفَةً إِيمَانِيَّةً تَرْجُمُوهَا إِلَى وَاقِعٍ عَمَلِيٍّ فِي حَيَاتِهِمْ ، فَقَدْ كَانَ بِإِمْكَانِ هَذَا الصَّحَابِيِّ أَنْ يَسَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، مَا شَاءَ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا ، وَلَكِنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَكُونَ رَفِيقًا لَهُ فِي الْجَنَّةِ ، هَذِهِ هِيَ الْفُرَصُهُ

هِيَ الْفُرْصَةُ الَّتِي يَنْبَغِي أَنْ نُسَارِعَ إِلَيْهِ ، وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ رَفِيقًا لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آلة وَسَلَّمَ- وَأَرَدْتُ أَيُّهَا الْمُسْلِمُ أَنْ يُعْتِقَكَ اللَّهُ -جَلَّ وَعَلَا- مِنَ النَّارِ, فَعَلَيْكَ أَنْ تَعْلَمَ عِلْمَ الْيَقِينِ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَيْسَ خَاصًّا بِرَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الِأسْلَمِيِّ, لَيْسَ خَاصًّا بِرَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الِأسْلَمِيِّ، بَلْ هُوَ عَامٌّ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ إِنْ هُمْ أخْذُوا بِأَسْبَابِ النَّجَاةِ مِنْ النَّارِ ، وَأخْذُوا بِأَسْبَابِ دُخُولِ الْجَنَّةِ, وَبِالْأَسْبَابِ الَّتِي تَكُونُ سَبَبًا فِي مُرَافَقَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آلة وَسَلَّمَ فِي الْجَنَّةِ ،
إغْتِنَامُ الْفُرَصِ تَوْفِيقٌ مِنَ اللَّهِ -جَلًّا وَعَلَا- لَا يَحْصُلُ بِذَكَاءٍ وَلَا بِشَطَارَةٍ, وَلَا بِحِرْصٍ مَصْحُوبٍ بِحُبِّ الدُّنْيَا ، وَإِنَّمَا هُوَ مَحْضُ فَضْلِ اللَّهِ -جَلًّا عَلَا- يُوَفِّقُ لَهُ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ.

فِي مُسْنَدِ الْإمَامِ أَحْمَدَ: مِنْ حَدِيثِ إِبِّي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: « مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعلى آلْهُ وَسَلَّمَ ، بِأَعْرَابِيٍّ فَأَكْرَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهَ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ: -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- إِذَا مَرَرْتَ بِالْمَدِينَةِ فَمَرَّ بِنَاءً ، فَمَرَّ الْأَعْرَابِيُّ بِالْمَدِينَةِ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعلى آلة سَلَّمَ- فَقَالَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: رَادًّا الْجَمِيلُ لِهَذَا الْأَعْرَابِيِّ: يَا أَعْرَابِيٌّ سُلْ حَاجَتُكَ مَاذَا تُرِيدُ ؟! قَاَلَ: يَاَ رَسُولَ اللََِّّه, أُرِيدُ نَاَقَةًَ أرْكَبْهَا وَأَعَْنِزَُ يَحَْلُبُهَُا أَهَْلِي, فَقَاَلَ لَهَُ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهَ وَسَلَّمَ-: «أعََجَزْتمَ أنَْ تكَُونَ مِثلَْ عَجُوزِ بنَيِ إسِْرَائيِلَ؟» فقَاَلَ أصَْحَابهُُ: ياَ رَسُولَ اللََِّّه, وَمَا عَجُوزُ بنَيِ إسِْرَائِيلَ يا رسول الله ؟ قاَلَ: " إنَِّ مُوسَى -عليه السلام- خرج بِبنَيِ إسِْرَائيِلَ من مصر فأَضُِلوَّا عَنِ الطَّرِيقِ, فقَالَ موسى: ما هذا ؟ فقَاَلَ علمائهم عُلمََاءُ بنَيِ إِسْرَائيِلَ: يا نبي الله إنَّ يوُسُفَ -عليه السلام- أخََذَ عَليَْناَ العهود و المَوَاثيِقَ إنْ نحن خرجنا مِنْ ارض مِصْرَ أن َنْنقلَُ عِظَامَهُ مَعنَاَ ، فقاَلَ موسى -عليه السلام-: ومن يعرف موضع قبَْرُ يوُسُفَ؟ فقَالَ علماء بنو إسرائيل : لا يعرفهُ إِلاَّ عَجُوزُ من عجائز بنَيِ إسِْرَائيِلَ, فأَرَْسَلَ إِليَْهَا فجات -رضي الله عنها- فقَاَلَ : دُلِينيِ عَلىَ قبَْرِ نبي الله يوُسُفَ ، فقَاَلتَْ: لاَ وَاللََِّّه لاَ أفَْعلَُ حَتىَّ تُعْطِينِي حُكْمِي ، قَالَ مَا هُوَ حُكْمُكِ ؟! قَالَتْ: أَنْ أَكَُو نَ مَعَكََ فِيِ الْجَنَّةَِّ ! فَكَأَنَّ مُوسَى كَرِهَ َ أَنْ يُعْطِيَهَا سُوَلَهَا

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

'مـرحبــــــاً بأفضــل أيـــــام الدنيـــــــا.doc'

Читать полностью…
Subscribe to a channel