↩️قَناةٌ لِنَشرِ الخُطَبِ وَالمُحَاضَراتِ المَكتُوبَة📑 لِمُسَاعَدَةِ فُرسَانَ الخِطَابَة،🎤 وَرُوَادِ المَنَابِر، وآسَادِ الكَلِمَه، 🕌 وَتُعْتَبَرُمَكْتَبَةٌ📚 شَامِلَةٌ، وَمَرْجَعٌ مُهِمْ لِكُلِ خَطِيٓبٍ وَدَاعيَة.🌹 لِتَوَاصُل| @Montda_alkotba_bot ➪
اللهم عليك بأعداء الإسلام المعتدين من اليهود والنصارى والمشركين .
اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم فاكفناهم بما شئت يا قوي يا متين يا شديد العقاب.
اللهم اكفنا شر كل ذي شر أنت آخذٌ بناصيته إن ربي على صراط مستقيم
اللهم اكفنا شر خلقك ، إكفنا شر الحاقدين والحاسدين والجاهلين والكافرين والمنافقين
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺣﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴلمين ﺍﻟﺤﻔﺎﺓ ،
ﻭﺍﻛﺴﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﺓ ،
ﻭﺃﻃﻌﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ ,
وكن للمستضعفين والمظلومين من المسلمين خير ناصر ومُعين يا رب العالمين.
اللهم ألِّف بين قلوب أهل اليمن وجميع المسلمين اللهم واجمع كلمتهم ووحِّد
صفّهم على كتابك وسنة نبيك وارزقهم العمل بهما والدعوة إليهما والصبر على الأذى في سبيلهما يا أرحم الراحمين
اللهم أصلح الراعي والرعية وارحم الأمة المحمدية.
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ وجميع المسلمين ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇلا ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﺩَﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻫﻤّﺎً ﺇلا ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻﻣﻴﺘﺎً ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎً ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎً ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
اللهم بارك لنا في هذه العشر وأعِنّا فيها على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا أرحم الراحمين
اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى ونعوذ بك من النار
"رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا"..
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﻫﺪﻧﺎ ﻭﺍﻫﺪِ ﺑﻨﺎ ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻤﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ,
اللهم أغثنا.. اللهم أغثنا.. اللهم أغثنا
غيث الإيمان في قلوبنا..وغيث الرحمة في أوطاننا..وغيث البركة في أرزاقنا
يا مغيث أغثنا..واعفُ عنا..واغفر لنا..وارحمنا..ولا تؤاخذنا بذنوبنا وسوء أعمالنا يا أرحم الراحمين
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨهى ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌظﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛَّﺮﻭﻥ، فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ...
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َhttps://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
روى البخاري في صحيحه أنّ ابن عمر وأبا هريرة- رضي الله عنهما-كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.
فيا عشر ذي الحجة ما أعظمكِ من أيامٍ عند الله فأقسم بكِ!
وما أعظمكِ من أيام عند رسول الله فرغّبَ في عمل الصالحات في أيامكِ!
وما أعظم أيامكِ عند الصحابة- رضي الله عنهم- فاجتهدوا وأخلصوا العمل فيكِ.
فأهلاً وسهلاً يا عشر ذي الحجة..يا نعم المرافق الموافق..جلبتِ إلينا الفرح..وجلّيتِ عنا التَّرَح..وشرّفتِ المَقَام بالمُقام..وأنّستِ يا أفضل الأيام.
فيا عصافير الصباح زغردي، ويا أصوات المآذن رددي، ويا تكبيرات الحناجر كبري، *فها هي قد أقبلت أفضل أيام الدنيا*
يا مصابيح المساجد لا تنطفئي، يا أقلام العارفين لا تتوقفي عن كتابة فضل العشر لا تتوقفي،والحصيلة متيقّنة خيراً منشوراً *وذلك لأنها أفضل أيام الدنيا*
وسيقول قائل: ما دليلك على أنّ أيام العشر أفضل أيام الدنيا؟
عن جابر- رضي الله عنه-أنّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم-قال: " أفضل أيام الدنيا العشر"-يعني عشر ذي الحجة-قيل: ولا مثلهن في سبيل الله ؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجلٌ عَفّر وجهه بالتراب"رواه البزار وأبو يعلى وابن حبان.
یعني أفضل صلوات خمس تصلیها طول العام في أيام العشر.
وأفضل نوافل تصليها طول العام في أيام العشر.
وأفضل تلاوة قرآن وذكر لله تذكره طول العام في أيام العشر.
وأفضل صیام نافلة تصومه طول العام.
وأفضل صدقة تتصدق بها طول العام
في هذه العشر يمكنك تـثـقيل میزانك.
عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا
ولا كنوز الدنیا تعوض ساعة واحدة فیها .
أيامها لا تُحسب بالساعة ؛ ولكن بالدقیقة بل بالثانیة *فمرحباً بأفضل أيام الدنيا*
إذاً: يا عُمّار المساجد أقبلوا، ويا سُبَّاق الخيرات هلُمّوا، ويا خُطّاب الحور العين تقدّموا، ويا أيها الناس جميعاً تذكَّروا: إن ولّى رمضان بخيراته ونفحاته *فها هي قد أقبلت أفضل أيام الدنيا*
يا أيها المنفقون جودوا ولا تبخلوا، يا معشر التالين والذاكرين بغير ذكر الله لا تنشغلوا، يا صائمين نهار العشر وقائمين لياليها لأجل الله صوموا وتهجّدوا
*إنّها بحق أفضل أيام الدنيا*
وبإذن الله: أيها المساجد ستعمّري، أيها المصاحف لن تُهجَري، يا أقدام المتهجدين استعدي وانهضي، يا همم المتنافسين لا تفتُري.
*فما أعظم أيام العشر أفضل أيام الدنيا!!!*
يا قلوب المذنبين توبي وارجعي، يا نفوس الحيارى اهدأي، يا أوقات التائهين تنبَّهي ، *هاهي على الأبواب أفضل أيام الدنيا*
ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام؟ قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
*ومن أجل أفضل أيام الدنيا:*
يا قنوات التلفزة أين الصرخة الإعلامية؟
يا مؤسسات الصحافة أين الضجة الصحفية؟
يا شركات الإتصالات أين الرسائل العمومية؟
وأعود لأقول يا مؤسسات الإعلام من قنوات وإذاعات وصحف ومجلات واتصالات ، لو أنّ أحد الكفرة من لا يعرف عن كتاب الله شيء، ولا عن سنة رسول الله شيء، من لا يعرف حتى كيف يتطهر من نجاسته عقد مؤتمراً ؛ لضجت القنوات بتوثيق مؤتمره ونقله إلى الجمهور مباشر ، ولسجّلت الإذاعات، والتقطت الصور التذكارية الصحف والمجلات، واشتغلت الأقلام ، وتحرّكت الأبدان، ولاهتم السياسيون والمحللون لا بجملة من كلامه ؛ بل بمفردة واحدة من مفردات كلامه،ولأُطلق العَنَان للفكر وكأنّهُ قرآنٌ يتلى، ولكان الخبر الأول في القنوات والإذاعات وعنوان الصحف الرئيسية في الصحف والمجلات والنشرات‼️
ويــا للعجب❗رب العزة من علياءه يقسم لعبده ومن أضعف مخلوقاته تحت سماءه.
والفجر وليالٍ عشر والشفع والوَتر والليل إذا يَسْر..ثم يقول تعالى: " هل في ذلك قسمٌ لذي حِجْر"
هل في ذلك القسم لذي عقل يعقل ويفهم كلام الجبار؟
يا أصحاب العقول الفطنة: هل في ذلك قسمٌ لذي حِجْر؟
أيها المعظّمِ الحقيرة حتى في العشر البهية قف واقرأ هل في ذلك قسمٌ لذي حِجْر؟
يا ربنا ضلّت العقول فاهدها، يا ربنا تاهت الأفكار فرُدَّها، يا رب عظُم البلاء فنجّنا
أيها المسلمون: أيام العشر تناديكم..فهل من منافس فيكم؟
ألا يا باغي الخيرات أقْبِل ***
إلى ذي الحِجَّة الشهر الحرام
بهِ العشر الأوائل حين هلَّت *
أحبَّ الله خيرًا للأنام
بها النفحاتُ من فيضٍ ونورٍ *
وعرفاتٍ فَشَمِّرْ للصيام
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين..فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم،،،
الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الحمد لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، ثمّ أما بعد:
_^(( #الأمة_ومواسم_الخيرات))^_.doc'
Читать полностью…🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 t.me/Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( #الأمة_ومواسم_الخيرات))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
//الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.. أما بعد:
فاتَّقُوا اللهَ عِبادَ الله.. العُمْرُ تُنْقِصُهُ السَّاعاتُ، والصِّحَّةُ تَعْرِضُ لها الآفات، والعبدُ لا يَسْتَقْبِلُ يومًا إلا بفِراقِ آخر.. فاستعدُّوا رحمكم الله ليومٍ تُرْجَعونَ فيه إلى الله؛ فإنه لا ملجَأَ من الله إلا إليه: (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 185].
أيها المسلمون: روى البُخاريُّ رَحِمَهُ الله أنَّ النبيَّ r قَالَ لصحابته الْكِرَامِ يَوْمًا: (أتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الجنَّة؟) فكبَّر الصَّحَابَةُ، ثُمَّ قَالَ: (أترضون أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الجنَّة؟) فكبَّروا، ثُمَّ قَالَ: (أترضون أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الجنَّة) فَكَبِّرُوا، فَقَال: (والذي نَفْسِي بِيَدِهِ إنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الجنَّة).
وأَخْرَجَ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَالتِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ t مَرْفُوعًا: (أهلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِئَةُ صَفّاً، ثَمَانُون مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الأمم).
ومَعَ قِصَرِ أعْمَارِ هذهِ الأُمَّة؛ إلاَّ أنَّ اللهَ قَد اصطفَى أهلَهَا بفَضْلٍ كبير، وخَصَّهم بمضاعَفَةِ الأجور، ومَوَاسِمِ الخَير.
عبادَ الله: ومَوَاسِمُ الخيرَاتِ تَتَجَدَّدُ على هَذهِ الأمَّة؛ فَضْلاً مِنَ اللهِ وكَرَمًا، فما تَنْقَضِي شَعِيرةٌ إلا وَتَلِيها أُخْرَى، وَها نحنُ على أعتابِ أيامٍ عظيمةٍ؛ هي أفضلُ الأيامِ عندَ الله، وَهِيَ الَّتِي أَقْسَمَ اللَّهُ بِهَا، فقال سُبحانَه: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) [الْفَجْرِ: 1 – 3].
عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ؛ زَمَنٌ عَظِيمٌ، اجْتَمَعَ فِيهِ مِنَ الْعِبَادَاتِ مَا لَمْ يَجْتَمِعْ فِي غَيْرِهَا؛ كَالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَالْأُضْحِيَّةِ، إِضَافَةً إِلَى الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الْأُخْرَى؛ مِنْ نَوَافِلِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَالذِّكْرِ وَالتَّكْبِيرِ، وَبِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ، وَإِطْعَامِ الطَّعَامِ، وَسَقْيِ الْمَاءِ، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ؛ فَإِنَّهَا فِي هَذَا الزَّمَنِ الْعَظِيمِ أَفْضَلُ مِنْ مِثْلِهَا فِي غَيْرِهِ؛ لِمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ r أَنَّهُ قَالَ: "مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ، قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: "مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الْأَضْحَى".
وقالَ r: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ" رَوَاهُ أَحْمَدُ.
فَلْنُحْسِنْ اسْتِقْبَالَ هَذِهِ الْعَشْرِ الْمُبَارَكَةِ، وَلْنَعْمُرْها بطَاعَةِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهَا مَوْسِمٌ عَظِيمٌ، وَالرِّبْحُ فِيهَا كَبِيرٌ.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النَّحْلِ: 97].
نفَعَني اللهُ وإياكم بِالقرآنِ العظيمِ، وبهَديِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، أقولُ قولِي هذا، وأستغفِرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كل ذنبٍ وخَطيئةٍ، فاستغفِرُوه، فطوبى للمستغفرين!.
//الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.. أما بعد:
[8]() رواه مسلم في صحيحه .
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َhttps://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( #عشرُ_ذي_الحجَّةِ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
/الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا ، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له ، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ ، صلَّى اللهُ عليه وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً .
أمَّا بَعْدُ ، أيَّها الناسُ ، اتقُوا اللهَ تعالى , وعَظِّمُوا شعَائِرَه , فإنَّ تَعْظيمَ شعائِرِ اللهِ مِنْ تَقْوَى القُلوبِ ، وسارِعُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُم بالتَّوبَةِ إليه وامتِثالِ أْمْرِه واجْتِنابِ نَهْيِه , واعلمُوا أنَّ اللهَ تعالَى فَتَحَ لكُم مِن أبوابِ الخيرِ والحَسناتِ ما يَكونُ زاداً لكُمْ في هذهِ الدنيا إلى آخِرَتِكُم ، ومِنْ ذلك مَواسِمُ الخيرِ التي تَتَكَرَّرُ مَعَكُم , والتي قدْ جَعَلَ اللهُ فيها مِنَ الثوابِ المُضاعَفِ ما لا يَخْطُرُ بِبَالٍ ، إلاَّ أَنَّ الناسَ يَتَفاوتُونَ في استغلالِها على حَسَبِ تَعَلُّقِهِم باللهِ والدارِ الآخرة .
ومن ذلك أَفْضَلُ أيَّامِ السنةِ التي ننتظر دخولها بعد أيام , وَأَكْثَرُها ثَواباً لِمَنْ اسْتَغَلَّها , فاستشعِروا هذا المَعْنَى في قُلُوبِكُم , وافْرَحُوا بِأنَّ اللهَ مَدَّ في أَعْمارِكُم لتدْرِكُوها , وتَذَكّرُوا قَوْلَ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم : «ما مِن أيامٍ العَمَلُ الصالِحُ فيها أَحَبُّ إلى اللهِ مِن هذِهِ الأيام يعني أيامَ العَشْرِ» ، قالوا : يا رسولَ اللهِ ، ولا الجهادُ في سبيلِ الله ؟ ، قال : «ولا الجهادُ في سبيلِ الله ، إلاّ رجُلٌ خرَجَ بِنَفْسِه ومالِه ثم لم يَرْجِعْ مِنْ ذلكَ بِشَيءٍ» ([1]) ، فَجَعَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ العَمَلَ الصالِحَ في هذه العَشْرِ خيراً مِنَ الجهادِ الذي هو ذُرْوَةُ سنامِ الإسلامِ , إلا في حالَةٍ واحدةٍ استثناها النبيُّ صلى الله عليه وسَلَّمَ في الحديثِ .
وَجاءَ رَجُلٌ إِلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم فقال : دُلَّني على عَمَلٍ يَعْدِلُ الجهادَ ؟ ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم : «هل تَسْتَطيعُ إذا خَرَجَ المُجاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ , فَتَقومَ وَلا تَفْتُرُ , وَتَصومَ ولا تُفْطِرُ؟» , فقال الرجلُ : وَمَنْ يَسْتَطيعُ ذلك ؟ ([2]) ، وهذا يَدُلُّ دلالةً واضحَة على أن الاجْتِهادَ في هذه العَشْرِ أفضَلُ مِنْ حالِ الرَّجُلِ الذي يَمْكُثُ سائِرَ العامِ في غيرِ العَشْرِ يقومُ ولا يَفْتُر , ويَصومُ ولا يُفطِر .
ما دامَ أنَّ العَمَلَ فيها أفضَلُ مِنَ الجهاد ، فَيا لَهُ مِنْ فَضْلٍ نَسْمَعُ بِهِ وَنُؤْمِنُ بِهِ , ولكنْ لا يَسْتَغِلُّهُ إلا القليلُ , بِسَبَبِ ضَعْفِ الإيمانِ , وإيثارِ الدنيا على الآخِرةِ .
فَيا عِبادَ اللهِ ، لا تُلْهِيَنَّكُمْ الدنيا عَنْ الاجتهادِ في هذِهِ الأيامِ ولَياليها , فَقَدْ أقْسَمُ الله بِها بقولِه : ﴿ولَيالٍ عَشْرٍ﴾ , وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في شأنِها : «أَفْضَلُ أيامِ الدنيا , أَيَّامُ العَشْر» ([3]) .
يَبْدَؤها المُسلمونَ بإعلانِ التوحيدِ والجَهْرِ بِه وتَعْظِيمِ اللهِ في مَساجِدِهِم وأسْواقِهِم وبُيُوتِهِم ومَجالِسِهِم ، (اللهُ أكبرُ , اللهُ أكبرُ , لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ , اللهُ أكبرُ ولله الحَمْدُ) ، كَما قالَ تعالى : ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ ، قال ابنُ عباسٍ رضي اللهُ عنهما : (في أيام العشر ، والأيامُ المعدودات أيامُ التشريق) ([4]) ، وكان ابنُ عمرَ وأبو هريرةَ رضي الله عنهم يَخْرُجانِ إلى السوق يُكَبِّرانِ ويُكبِّرُ الناسُ بِتَكْبيرِهِما ([5]) .
وفي العَشْرِ يومُ عَرَفة أَعْظَمُ مَجامِعِ المُسلمين , وأَفْضَلُ أيامِ الدنيا , وهو اليَوْمُ الذي نَزَلَ فيهِ قَوْلُهُ تعالى : ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم وأَتْمَمْتُ عليكُم نِعْمَتي وَرضيتُ لَكُمُ الإسلامَ دِيناً﴾ , وقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنِهِ : «ما مِنْ يَومٍ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فيهِ عبداً مِنَ النارِ مِنْ يومِ عَرَفة» ([6]) ، وخَيْرُ ما يُقالُ فيهِ كَلِمَةُ التوحيد , كما قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ : «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وخَيْرُ ما قُلْتُ أنا والنَّبِيُّونَ مِن قَبْلِي : لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له , لهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ وهو على كُلِّ شَيءٍ قديرٌ» ([7]) ، وصِيامُ هذا اليومِ لِغَيرِ الحاجِّ يُكَفِّرُ السنةَ التي قَبْلَهُ والتي بَعْدَه .
وَمِمَّا تَجْدُرُ الْإِشَارَةُ إلَيْهِ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ وَهُوَ مِنْ السُّنَّةِ عَلَى مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ عَدَمُ الْأَخْذِ مِنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ مِنْ لَيْلَةِ فَاتِحِ ذِي الْحِجَّةِ حَتَّى يُضَحِّيَ يَوْمَ الْعِيدِ إحْيَاءً لِسُنَّةٍ النَّبِيِّ الْكَرِيمُ الَّذِي قالَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : . (( مَنْ رَأَى هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ فَأَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَأْخُذْ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ )) .
أَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أن يُبَلِّغَنَا هَذهِ العَشْرَ الْمُبَارَكَةَ وأَن يَجْعَلَنَا مِمَّن يَغْتَنِمُ ويَفُوزُ بِبَرَكَتِهَا وفَضْلِهَا
وأَنْ يُوَفِّقَنِي وَإِيَّاكُم لِهُدَاهُ ، وَأَنْ يَجْعَلَ عَمَلِي وَعَمَلَكُم فِي رِضَاهُ ، إنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ الْفِقْهِ فِي الدِّينِ ، وَالتَّمَسُّكَ بِكِتَابِكَ الْمُبِينِ ، وَالِاقْتِدَاءَ بِنَبِيِّكَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، وَالسَّيْرَ عَلَى نَهْجِ أَسْلَافِنَا الصَّالِحِين .
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َhttps://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
❁مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( #افضل_ايام_الدنيا ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
://الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ ، الرَّؤفِ الْعَظِيمِ الْمَنَّانِ ، الْغَنِيِّ الْقَوِيِّ السُّلْطَانِ ، الْمُنْعِمِ عَلَى خَلْقِهِ بِجُوْدِه وَفَضْلِه ، الْمُتَصَرِّفِ بِكَوْنِه بِحِكْمَتِه وَعَدْلِه . وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَلِيقُ بِكَرِيمِ وَجْهِه ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِه ، لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ ، وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، الْبَشِيرُ النَّذِيرُ ، وَالسِّرَاجُ الْمُنِيرُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إلَى يَوْمِ الدِّينِ .
أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُون :
مِنْ فَضْلِ الله تعالى، وَإِنْعَامِه عَلَى عِبَادِهِ ، أَنْ جَعَلَ لَهُمْ مَوَاسِمَ مُتَنَوِّعَةً ، ومُنَاسَبَاتٍ مُتَعَدِّدَةً ، يَسْتغِلُّون وُجُودَهَمْ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ ، لِيَسْتعْمِلُونَهَا بِمَا يُقَرِّبُهُم مِنْه ـ جَلَّ جَلَالُهُ ، لِيُكَفِّر عَنْهُم سَيِّئاتِهم ، وَيَرْفَعَ دَرَجَاتِهِم ، ويَتَمَيَّزُونَ مِنْ خِلَالِهَا عَنْ غَيْرِهِمْ مِنْ الْكُسَالَى والغَافِلِينَ ، فَيَكُونُوا عَلَى صِلَةٍ دَائِمَةٍ بِهِ جَلَّ جَلَالُهُ .
وَمِنْ هَذِهِ الْمَوَاسِمِ الْكَرِيمَةِ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ والْمُنَاسَبَاتِ الْمُتَمَيِّزَةِ الْعَظِيمَةِ ، الْأَيَّامُ الْعَشْرِ الْأُوَلِ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، الَّذِي سَوْفَ نَسْتَقْبِلُهُ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ القادِمَةِ ـ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى ـ فَالْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، هِيَ أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا عَلَى الْإِطْلَاقِ ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ يَقُولُ : (( أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ )) أَيْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، وَلِفَضْلِهَا ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ وَعِظَمِ شَأْنِها ومَكَانَتِها ، أَقْسَمَ اللَّهُ بِهَا فِي كِتَابِهِ ، وَالْعَظِيمُ لَا يُقْسِمُ إلَّا بِعَظِيمٍ ، يَقُولُ اللهُ : وَالْفَجْرِ ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ ، يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : رضِيَ اللهُ عنهُما وَلَيالٍ عَشْرٍ مِنْ أَوَّلِ ذِي الْحِجَّةِ .
فَالْعَشْرُ القَادِمَةُ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، لَيْسَتْ كَسَائِرِ الْأَيَّامِ ، فَهِيَ ذَاتُ فَضْلٍ عَظِيمٍ ، يَكْفِي فِي تُمَيُّزِهَا وَفَضْلِهَا وعَظَمَتِهَا ، وَحِرْصِ الْمُسْلِمِ عَلَى اِسْتِغْلاَلِهَا : أنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ فِيهَا ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهُما ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ )) ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (( وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، وَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ )) .
وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ ـ أَخِي الْمُسْلِمُ ـ عِنْدَمَا تَعْمَلُه ، أَنْت الْمُسْتَفِيدُ أَوَّلًا وَآخَراً، فَفِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ الصَّحِيح يَقُول : (( يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا )) . فَإِنْ صَلَّيْتَ ، فَأَنْت الْمُسْتَفِيدُ ، وَإِن صُمْتَ ، فَأَنْت الْمُسْتَفِيدُ ، وَإِنْ تَصَدَّقْتَ فَأَنْتَ الْمُسْتَفِيدُ ، وَإِن قرأْتَ شَيْئًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ، أَو ذَكَرْتَه ، فَأَنْت الْمُسْتَفِيدُ . فعَمَلُكَ الصَّالِحُ ، لَا يَزِيدُك إلَّا رِفْعَةً وَمَكَانَةً وَمَنْزِلَةً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين.
وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير؛ حيث أمركم بذلك العليم الكبير؛ فقال في كتابه العزيز: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
👈| للِنْشرِالْخُطَبْ الْمَگتُۆبْة خَآصَّة بِالْخُطَبْاَءْ وروُاَد الْمَنابِرُ
📩▎ أنْشُـرُوهَا واحْتَسِبُـوا الأَجْـرَ بإذن الله فالـدَّالُ عَلَى الخَيْـرِ كَفَاعِلِه .
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
❁مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( #العشر_من_ذي_الحجة ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
الحمد لله الكريم المتعال الذي فضل بعض الأيام والأعمال واصطفى لتبليغ دينه أزكى الرجال،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العزة والجلال الذي خلق السماوات والأرض والجبال وأنشأ السحاب الثقال،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي بعثه الله ليخرج العالمين من الضلال صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أكرم الأجيال وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم المآل.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71]،
أما بعد:
أيها السلمون: امتن الله -تعالى- على عباده المؤمنين أن خصهم بمواسم يتزودون فيها من الطاعات، وأنعم عليهم بمحطات يتنافسون فيها على الخيرات، ونفحات يتوبون فيها من السيئات؛ والسعيد فيها من اغتنم هذه المواسم بما أمر به رب البريات وواهب المكرمات، والموفق من تأسى فيها بسيد السادات -عليه أزكى السلام وأطيب الصلوات-.
ومن هذه المواسم المباركة -أيها الكرام- التي فضلها الكريم العلام وميزها على سائر الأيام؛ عشر ذي الحجة، وهي أفضل أيام الدنيا؛ كما أخبر بذلك خير الأنام -عليه الصلاة والسلام- في حديث جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: “أفضلُ أيامِ الدنيا أيامُ العشْرِ“(صححه الألباني).
وتفضيل النبي -صلى الله عليه وسلم- لعشر ذي الحجة يرجع إلى ما حوته من المزايا العظام والمناقب الجسام؛ فمن ذلك:
أن الله -سبحانه وتعالى- أقسم بها؛ فقال في كتابه الكريم: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ)[الفجر:1-2]؛ قال ابن كثير في التفسير -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية الكريمة: “المراد بها عشر ذي الحجة وهو قول ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم“.
كما أن من فضائل أيام العشر على غيرها من الأيام: أن العمل الصالح فيها أحب إلى الله مما سواها من أيام العام كله؛ كما جاء عن عبدالله ابن عباس -رضي الله عنهما- في الحديث الذي رواه البخاري -رحمه الله- في صحيحه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني أيام العشر- قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء“.
ومن فضائل أيام عشر ذي الحجة -أيها الأحبة- اجتماع أمهات العبادات فيها؛ ولا ريب أن هذه المزية لم يشاركها فيها غيرها من أيام العام؛ كما رجح ذلك الحافظ ابن حجر -رحمه الله- بقوله: “والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره“.
ومن فضائل أيام العشر: أن فيها يوم عرفة الذي هو أفضل أيام الله بعد يوم النحر؛ كما أنه عيد من أعياد الإسلام، قال -صلى الله عليه وسلم- “يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام”(صححه الألباني)، وتفضيل يوم عرفة لأن فيه يقف الناس بعرفة للقيام بركن الحج الأعظم؛ كما أن لصيامه والذكر والدعاء فيه فضل عظيم وخير عميم؛ فعن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: “سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صيام يوم عرفة؛ فقال: “أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والآتية“(رواه مسلم)؛ كما أن الله يعتق في هذا اليوم من رقاب عباده ما لا يعتق في غيره من الأيام؛ كما روت عَائِشَة -رضي الله عنها-: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ“(رواه مسلم)، يقول النووي -رحمه الله-: “فهذا الحديث ظاهر الدلالة في فضل يوم عرفة“.
ومما يؤكد على فضل هذه العشر: أن فيها يوم النحر، وهو العيد الأكبر وأفضل أيام السنة؛ لاختصاصه بكثير من الشعائر والطاعات؛ ففيه تُراق الدماء تعظيما لرب الأرض والسماء، ولا تذبح الضحايا والهدايا قبله، قال -سبحانه وتعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[الكوثر:2].
فما أكرمها من أيام وما أعظم ما فيها من عطايا العزيز الع
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أمرنا لِهُدَاكَ, وَاجَعَلْ عَمَلَهُ فِي رِضَاكَ, وَاجْعَلِ اللَّهُمَّ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َhttps://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الْحَاجَةُ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ)، وَعَنْهُ أَيْضاً قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ" يَعْنِي الْفَرِيضَةَ "فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ).
وَكَيْفَ لاَ يَتَعَجَّلُ الْمُسْلِمُ إِلَى الْحَجِّ؟! وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ، وَفِيهِ الْمُبَادَرَةُ إِلَى أَمْرِ اللهِ، وَالْخَوْفُ مِنْ مَبَاغَتَةِ الْمَوْتِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: "إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ" قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "حَجٌّ مَبْرُورٌ"(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).
وَقَدْ كَانَ بَعْضُ الصَّالِحِينَ يَتَحَسَّرُ إِذَا فَاتَهُ الْحَجُّ، وَيَقُولُ: "لَئِنْ سَارَ الْقَوْمُ وَقَعَدْنَا، وَقَرُبُوا وَبَعُدْنَا: فَمَا يُؤْمِنُنَا أَنْ نَكُونَ مِمَّنْ: (كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ)[التوبة: 46].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لقد شُرِعَتِ الْعِبَادَاتُ لإِظْهَارِ عُبُودِيَّةِ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ وَمَدَى امْتِثَالِهِ لأَمْرِهِ، وَلَكِنْ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- أَنَّ أَكْثَرَ هَذِهِ الْعِبَادَاتِ لَهَا فَوَائِدُ تُدْرِكُهَا الْعُقُول الصَّحِيحَةُ، وَأَظْهَرُ مَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي فَرِيضَةِ الْحَجِّ.
وَتَشْتَمِل هَذِهِ الْفَرِيضَةُ عَلَى حِكَمٍ جَلِيلَةٍ كَثِيرَةٍ؛ تَمْتَدُّ فِي ثَنَايَا حَيَاةِ الْمُؤْمِنَ الرُّوحِيَّةِ، وَمَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعِهِمْ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا؛ مِنْهَا: أَنَّ فِي الْحَجِّ إِظْهَارَ التَّذَلُّل لِلَّهِ -تَعَالَى-، وَذَلِكَ لأَنَّ الْحَاجَّ يَرْفُضُ أَسْبَابَ التَّرَفِ وَالتَّزَيُّنِ ، وَيَلْبَسُ ثِيَابَ الإِحْرَامِ مُظْهِرًا فَقْرَهُ لِرَبِّهِ، وَيَتَجَرَّدُ عَنِ الدُّنْيَا وَشَوَاغِلِهَا الَّتِي تَصْرِفُهُ عَنِ الْخُلُوصِ لِمَوْلاَهُ، فَيَتَعَرَّضُ بِذَلِكَ لِمَغْفِرَتِهِ وَرُحْمَاهُ، ثُمَّ يَقِفُ فِي عَرَفَةَ ضَارِعًا لِرَبِّهِ حَامِدًا شَاكِرًا نَعْمَاءَهُ وَفَضْلَهُ، وَمُسْتَغْفِرًا لِذُنُوبِهِ وَعَثَرَاتِهِ، وَفِي الطَّوَافِ حَوْل الْكَعْبَةِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ يَلُوذُ بِجَنَابِ رَبِّهِ وَيَلْجَأُ إِلَيْهِ مِنْ ذُنُوبِهِ، وَمِنْ هَوَى نَفْسِهِ، وَوِسْوَاسِ الشَّيْطَانِ.
ومِنْهَا: أَنَّ أَدَاءَ فَرِيضَةِ الْحَجِّ يُؤَدِّي شُكْرَ نِعْمَةِ الْمَال، وَسَلاَمَةِ ، وَهُمَا أَعْظَمُ مَا يَتَمَتَّعُ بِهِ الإِنْسَانُ مِنْ نِعَمِ الدُّنْيَا، فَفِي الْحَجِّ شُكْرُ هَاتَيْنِ النِّعْمَتَيْنِ الْعَظِيمَتَيْنِ، حَيْثُ يُجْهِدُ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَيُنْفِقُ مَالَهُ فِي طَاعَةِ رَبِّهِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ.
ومِنْهَا: أنه يَجْتَمِعُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ فِي مَرْكَزِ اتِّجَاهِ أَرْوَاحِهِمْ، وَمَهْوَى أَفْئِدَتِهِمْ، فَيَتَعَرَّفُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَيَأْلَفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، هُنَاكَ حَيْثُ تَذُوبُ الْفَوَارِقُ بَيْنَ النَّاسِ، فَوَارِقُ الْغِنَى وَالْفَقْرِ، فَوَارِقُ الْجِنْسِ وَاللَّوْنِ، فَوَارِقُ اللِّسَانِ وَاللُّغَةِ، تَتَّحِدُ كَلِمَةُ الإِنْسَانِ فِي أَعْظَمِ مُؤْتَمَرٍ بَشَرِيٍّ اجْتَمَعَتْ كَلِمَةُ أَصْحَابِهِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَعَلَى التَّوَاصِي بِالْحَقِّ وَالتَّوَاصِي بِالصَّبْرِ، هَدَفُهُ الْعَظِيمُ رَبْطُ أَسْبَابِ الْحَيَاةِ بِأَسْبَابِ السَّمَاءِ.
👈🏻الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَىَ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ-، وَتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ بِمَا افْتَرَضَهُ عَلَيْكُمْ مِنْ فَضَائِلِ الأَعْمَالِ، وَبِمَا نَدَبَكُمْ إِلَيهِ مِنَ النَّوَافِلِ، تَفُوزُوا بِالتَّقْوَى، يَقُولُ سُبْحَانَهُ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[البقرة: 21].
إِخْوَةَ الإِيمَانِ: وَعَلَى كُلِّ مَنْ يُرِيدُ الْحَجَّ، وَيُرِيدُ أَنْ يَكُونَ حَجُّهُ مَبْرُوراً، وَسَعْيُهُ مَشْكُوراً: أَنْ يُرَاعِيَ أُمُوراً لاَ بُدَّ مِنْهَا، وَأَنْ يَحْرِصَ عَلَيْهَا، فَمِنْ هَذِهِ الأُمُورِ: أَنَّ عَلَى مَنْ نَوَى الْحَجَّ: أَنْ يُلِمَّ بِأَحْكَامِهِ، وَيَتَفَقَّهَ فِي أَرْكَانِهِ وَوَاجِبَاتِهِ، وَيَعْرِفَ مَحْظُورَاتِهِ، وَمَا يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ الْحَاجُّ مِنْ أَخْطَاءٍ،
❁مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( #اذن_في_الناس_بالحج ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
👈🏻الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَرَضَ عَلَى عِبَادِهِ حَجَّ بَيْتِهِ الحَرَامِ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، غَفَرَ لِمَنْ حَجَّ البَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ جَمِيعَ الذُّنُوبِ وَالآثَامِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَصَفْوَةُ رُسُلِهِ الكِرَامِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ إِلَى يَوْمِ العَرْضِ عَلَى ذِي الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ.
أَمَّا بَعْـدُ: فَأُوصِيكُمْ -عِبَادَ اللهِ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ فَإِنَّهَا سَبَبُ تَفْرِيجِ الْكُرُوبِ، وَغُفْرَانِ الذُّنُوبِ، وَبَسْطِ الأَرْزَاقِ، وَدُخُولِ جَنَّةِ الكَرِيمِ الرَّزَّاقِ، قَالَ تَعَالَى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطلاق:2-3].
أَمَّا بَعْدُ: فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُوْنَ: أَيَّامٌ قَلاَئِلُ وَيَتَعَالَىَ نِدَاءُ الْتَّلْبِيَةِ "لَبَّيْكَ اللَهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ"، وَالْمُسْلِمُونَ عَلَى اخْتِلاَفِ أَجْنَاسِهِمْ، وَتَعَدُّدِ أَلْوَانِهِمْ، وَاخْتِلاَفِ قَبَائِلِهِمْ وَأَنْسَابِهِمْ، مُلَبِّينَ دَعْوةَ أَبِي الأَنْبِيَاءِ وَإِمَامِ الْمُوَحِّدِينَ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالْسَّلامُ- بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ بِنَاءِ الْبَيْتِ، وَبَعْدَ أَنْ أَقَامَهُ عَلَىَ أَسَاسِ التَّوْحِيدِ، حَيْثُ أَمَرَهُ رَبُّهُ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمْ إِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ، وَوَعَدَهُ أَنْ يَتَكَفَّلَ بِإِبْلاَغِ دَعْوَتِهِ، وَأَنْ يُلَبِّيَهَا النَّاسُ، فَيَتَقَاطَرُوا عَلَى الْبَيْتِ مِنْ كُلِّ فَجٍّ بَعِيدٍ، رِجَالاً يَسْعَوْنَ عَلَىَ أَقْدَامِهِمْ، وَرُكُوباً عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ أَجْهَدَهُ الْسَّيْرُ فَضَمُرَ مِنْ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)[الحج: 26-27].
وَمُنْذُ أَنْ أَذَّنَ إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- بِالْحَجِّ اسْتَجَابَ النَّاسُ لِهَذَا الأَذَانِ، وَأَمُّوا الْبَيْتَ رِجَالاً وَرُكْبَاناً, وَمُنْذُ أَنْ نَادَى نَبِيُّ اللهِ إِبْرَاهِيْمُ -عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- ذَلِكَ الْنَّدَاءَ الَّذِي تَرَدَّدَ فِي أَرْجَاءِ الْكَوْنِ؛ صَارَ الْوَادِي الْمُقْفِرِ، الَّذِي لَيْسَ بِهِ شَجَرٌ وَلاَ بَشَرٌ، مَهْوىً لأَفْئِدَةِ الْمُسْلِمِينَ، تَحِنُّ إِلَيْهَا قُلُوْبُهُمْ، وَتَشْتَاقُ إِلَيْهَا أَفْئِدَتُهُمْ, بِأَمْرٍ مِنَ الله وَتَدْبِيرٍ مِنْهُ سُبْحَانَهُ، وَإِجَابَةً لِدُعَاءِ خَلِيلِهِ -عَلَيْهِ الْسَّلاَمُ- ذَلِكَ الدُّعَاءُ الَّذِي رَفَعَهُ إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- عِنْدَمَا تَرَكَ زَوْجَهُ وَوَلَدَهُ قائلاً: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)[إبراهيم: 37]، فَصَارَ النَّاسُ مُنْذُ ذَلِكَ الْحِينِ وَمُنْذُ تِلْكَ الدَّعْوَةِ يَهْوُونَ إِلَىَ ذَلِكَ الْمَكَانِ عَلَى مَرِّ السِّنِينَ وَالأَيَّامِ، وَصَارَ ذَلِكَ الْوَادِي مُلْتَقىً لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، وَبُقْعَةً مُبَارَكَةً تَجْتَمِعُ فِيْهَا الْخَيْرَاتُ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وَصَوْبٍ؛ اسْتِجَابَةً أَيْضا لِدُعَاءِ الْخَلِيلِ الَّذِي قَالَ فِيْهِ: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ)[البقرة:126].
وَبَقِيَ الْحَجُّ إِلَىَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ وَالْطَّوَافُ بِالْبَيْتِ عَلَىَ مَا أَرْسَاهُ عليه إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- مِنْ دِينِ الْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ رَدْحاً مِنَ الزَّمَنِ، ثُمَّ حُرِّفَتْ مَنَاسِكُهُ، وَضَاعَتْ مَلاَمِحُهُ الَّتِي كَانَتْ عَلَىَ عَهْدِ إِبْرَاهِيْمَ، حَتَّى جَاءَ
👈🏻الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الحمد لله الذي جعل البيت مثابة للناس وأمناً، واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن حج واعتمر إلى يوم القيامة.
وبعد:
فإن من فضل الله سبحانه على عباده أن مَنَّ عليهم بمواسم الخيرات ليغفر لهم ويجزل لهم الهبات. وبين أيدينا موسمٌ من مواسم تجارة الآخرة الرابحة إنها أيام العشر من ذي الحجة قال صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العملُ الصالحُ فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر ؛ قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلٌ خرج بنفسهِ وماله فلم يرجع من ذلك بشئ) أخرجه البخاري، ولأحمد: (فأكثروا فيهن من التهليل والتمجيد والتكبير و التحميد).
ويستحب صيام عرفة لغير الحاج فعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسل الله سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والباقية) [رواه مسلم].
أخي المسلم:
أنت في سفَر سيعقبُه سفر إلى قبرك، فتزوّد من هذه لتلك، يقول ابن القيم رحمه الله: "الناسُ منذ خُلِقوا لم يزالوا مسافرين، وليسَ لهم حَطٌّ عن رحالهم إلا في الجنة أو النار، والعاقلُ يعلمُ أنَّ السفرَ مبنيٌّ على المشقةِ وركوبِ الأخطارِ، ومن المحال عادةً أن يُطْلَبَ فيه نعيمٌ و لذَّةٌ وراحةٌ إنَّما ذلك بعد انتهاء السفرِ، ومن المعلوم أنَّ كلَّ وطأةِ قدَمٍ أو كلَّ آن من آناتِ السفرِ غيرُ واقفةٍ، ولا المكَّلفُ واقفٌ، وقد ثَبَتَ أنَّه مسافرٌ، على الحال التي يجبُ أن يكونَ المسافرُ عليها من تهيئةِ الزاد الموصل، وإذا نَزَلَ أو نامَ أو استراحَ، فعلى قدم الاستعداد للسير" أهـ.
فاغتنِم مواسمَ العبادة قبل فواتها، فالحياةُ مغنم، والأيام معدودة، والأعمارُ قصيرة.
صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَىٰ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.....
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َhttps://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( #وَأَذِّنْ_فِي_النَّاسِ_بِالْحَجِّ"))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
الحمد لله الذي أمر خليله ببناية البيت الحرام، أحمده سبحانه وأشكره على نعمه وخيراته الجسام، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً مبرأةً من الشركِ والشك والجهل وتطرق الأوهام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضلُ من صلى وصام وطاف بالبيت الحرام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، والأئمة الأعلام، هداة الأنام وسلم تسليماً كثيراً،
أما بعد:
فاتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
عباد الله:
في هذه الأيام تتوجه القلوب وترنو الأبصار وتتأجج الأشواق ويزداد الحنين، إلى البيت العتيق والمشاعر المقدسة إلى عرفة والمزدلفة، ومنى والملتزم والحطيم وزمزم.
إنها المشاعر التي حركت المشاعر فنطق وجدان الشاعر:
أشواقنا نحو الحجاز تطلعت
كحنين مغترب إلى الأوطان
إن الطيور وإن قصصت جناحها
تسمو بفطرتها إلى الطيران
وقال الآخر:
يا راحلين إلى منى بقيادي
هيجتمُ يوم الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتي
الشوق أقلقني وصوت الحادي
إنها الأرض المقدسة والبلد الأمين التي من أجلها تفطرت أكباد وسالت دموع وضحى المحبون بأهلهم وولدهم ورباعهم، شطت بهم الديار وتناءت بهم الأقطار ومع ذلك جاؤوا يقطعون الفيافي والقفار، طلباً لرضا الغفار ليؤدوا فريضة من فرائض الله تعالى.
أَيُ لحظةٍ تلكَ، اللحظةُ التاريخيةُ المحفورة في عمق الزمن، المسطورة في صفحة التاريخ، إنها اللحظة التي جاءت لتؤكد جلال الموقف وحرمة الزمن وعظمة المكان وتؤسس ركن الحج إلى قيام الساعة، يوم أن قال الله جل وعلا لخليله إبراهيم: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج: 27].
يا إبراهيم ناد في الناس داعيأً إياهم إلى حج البيت الذي أمرتك ببنائه.
قال: يا رب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم! !
فقال: ناد وعلينا البلاغ، فقام على مقام إبراهيم وقيل على الحجر، وقيل على الصفا، وقيل على جبل أبي قُبَيس، وقال يا أيها الناسُ إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه.
فيقال إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمع مَنْ في الأرحام والأصلاب، وأجابهُ كُلُ شئٍ من حجرٍ ومدرٍ وشجرٍ، ومَنْ كتب الله أن يحج إلى يوم القيامة: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد لله والنعمة لك والملك لا شريك. ..
[قال ابن كثير رحمه الله: هذا مضمون ما روى عن ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف أ. هـ].
ومازال بيت الله العتيق من تلك اللحظة أثراً خالداً وبناءً شامخاً، ورمزاً للحنيفية السمحة، يطاولُ الزمان شامخَ البنيان ثابتَ الأركان في منعة من الله وأمان يقوم بقيامه ركن من أركان الإسلام تتعاقب الأجيال على حجه و يتنافس المسلمون على بلوغ رحابه والعيش في أمنه وأمانه وتوافر خيراته وأرزاقه: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ.. ﴾.
عباد الله:
إن الحج أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97].
وقال أبو هريرة رضي الله عنه خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا أيها الناس إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا " فقال: رجلٌ : أكل عامٍ يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثاً، فقال: " لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم. .. الحديثَ [رواه مسلم].
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الإسلام فقال: "أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إذا استطعت إليه سبيلا" [رواه مسلم].
ففريضة الحج ثابتة بالكتاب والسنة واجماع الأمة إجماعا ًقطعياً، فمن أنكر فريضة الحج فقد كفر، ومن أقر بها وتركها تهاوناً فهو على خطر...
فيجب عليك - أخي المسلم - المبادرة والإسراع إلى أداء هذه الفريضة العظيمة ولا يقعدنك الشيطان، ولا يأخذنك التسويف، ولا تلهينك الأماني.. واسأل نفسك: إلى متى وأنت تؤخر الحج إلى العام القادم؟ ومن يعلم أين أنت العام القادم أفوق التراب أم تحته؟! وتأمل في حال الأجداد كيف كانوا يحجون على أقدامهم وهم يسيرون شهورا وليالي ليصلوا إلى البيت العتيق؟!
والآن ولله الحمد والمنة تيسرت السبل وأمنت وتطورت وسائل النقل وتوفرت!!
فيا مستطيعاً لم تحج إلى الآن؟! كيف تطيب نفسك أن تترك الحج مع مقدرتك عليه بمالك وبدنك وأنت تعلم أنه من فرائض الإسلام وأركانه؟
أيها المؤمنون: جُعلت فريضة الصلاة في المساجد فأصبحت المساجد أطهر البيوت وأفضلها قال تعالى: " في بيوتٍ أَذِنَ الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال"
وجُعلت فريضة الصيام في رمضان فأصبح رمضان أفضل الشهور
وجُعلت فريضة الحج في عشر ذي الحجة فأصبحت أفضل أيام الدنيا.
أيها المسلمون: كم من الناس محتاجين إلى حسنات لتكون سبباً لدخولهم الجنة؛ لكن لا يجدون من يذكّرهم!!
كم من النساء في البيوت أدمَنَّ على متابعة المسلسلات الهدّامة المفرّقة للأسر، ومع هذا لا يجدنَ من يذكّرهن بفضائل الأعمال ومواسم الطاعات..فهذه ذكرى لكل مسئول عن رعية أن يتقِ الله في رعيته ، فليست المسؤولية تقتصر على المطعم والمشرب والملبس والمسكن فقط ؛ بل أعظم من ذلك هو مسئولية الدين والنصيحة الصادقة والذكرى المخلصة والشفقة على عباد الله أن يكبّهم الله في جهنم ولا يجدون من يذكّرهم بمثل هذه المواسم العظيمة، فهذه ذكرى للذاكرين.
يا أمة محمد: أعماركم قصيرة فجعل الله رحمة بهذه الأمة مواسم للطاعات تكمّل نقصان الأعمار فاستغلوا أيام العشر بصالح الأعمال فلا يدري أحدنا متى الانتقال من هذه الحياة القصيرة ، فالبدار البدار أيها المسلمون الكرام قبل فوات الأوان ، وحلول الآجال ، وتقلُّب الأيام والأحوال ، فكم من نفس أدركت رمضان لم تدرك عيد الفطر بعده،
وكم نفس أدركت عيد الفطر لم تدرك عشر ذي الحجة ولا عيد الأضحى بعدها،
فاحمدوا الله على نعمة بلوغ هذا الموسم من مواسم الجنة.
أخي المسلم: إنها عشر ذي الحجة، الشهر الأخير من العام، وعما قليل ستطوى صحائفه، وتغلق خزائنه على ما عملناه فيه من خير أو شر،
فاختم عامك -أيها المسلم- بخير؛ فإنَّ العبرة بالخواتيم
ومما يجب فعله لاستغلال فضيلة العشر
أولاً: التوبة إلى الله- عز وجل- من جميع الذنوب روي عن السلف -رحمهم الله- أنّهم كانوا يعظِّمون هذه العشر فلا يُحْدِثُونَ فيها ذنباً ولا إثماً حتى في ذكر الحديث الضعيف أو الحديث الذي فيه خطأ،،
ثانياً: صيام أيام العشر فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم- قالت : " كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر" أخرجه النسائي وأبو داوُد وصححه الألباني.ويستحب استحباباً مؤكداً صوم يوم عرفة التاسع من ذي الحجة وحثّ الأهل والأولاد والمسلمون على صيامه ، فبصيامه يُكفَّر ذنوب سنتين فعن أبي قتادة - رضي الله عنه- أنّ النبي- صلى الله عليه وسلم- سُئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال: يكفّر السنة الماضية والباقية"
ثالثاً: الاجتهاد في العبادة بالمحافظة على الفرائض في أوقاتها والإكثار من نوافل الطاعات كالصيام والقيام وقراءة القرآن وزيارة المسلمين وتفقُّد المحتاجين ورعاية اليتامى والمساكين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولقد كان سعيد بن جبير -رحمه الله تعالى- إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدر عليه" .
رابعاً: الإكثار من التكبير ومن صيغ التكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
ويسن رفع الصوت بالتكبير فلقد كَبّر رجل أيام العشر فقال مجاهد: "أفلا رفع صوته؛ فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبّر في المسجد فيرتج بها أهل المسجد، ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي حتى يبلغ الأبطح فيرتج بها أهل الأبطح وإنما أصلها من رجل واحد".
خامساً: الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد فعن ابنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ الله وَلاَ أَحَبُّ إليه الْعَمَلُ فِيهِنَّ من هذه الأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ والتحميد" رواه أحمد.
وأخيراً: ما يجب على المضحي أن يفعله عند دخول العشر
روى مسلم عن أم سلمة مرفوعاً: إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمسّ من شعره ولا من بشره شيئاً"
يا مدرك العشر قد أدركت مكرمةً *
تترا فضائلها كالمزن مهطولاً
فاخطب مآثرها الحَسنا بمهر تقى*
ولا تكن عن بنات الحور مشغولاً
وجِدَّ في السير للعلياء مقتفياً *
قومًا كرامًا وأسيادًا بهاليلا
وَ رَوِّ نفسك خير الزاد إن غدًا *
تلقى ثوابك عند الله مكفولاً
صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين..حيث أمر تعالى فقال: " إنّ الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..
❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁:
*من أروع الخـطــــــب*
*في فضل عشر ذي الحجة*
*مـرحبــــــاً بأفضــل أيـــــام الدنيـــــــا*
الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي خلق الأرض والسماوات،الحمد لله الذي عَلـِـمَ العثرات فسترها على أهلها وأنزل الرحمـات،ثم غفرها لهم ومحا السيئات،فله الحمد ملء خزائن البركات،وله الحمد ما تتابعت في القلب النبضات، وله الحمد ما تعاقبت الخطوات،وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات،وله الحمد عدد نسمات الهواء في الأرض والسماوات،وعدد الحركات والكائنات.
*سبحـانه..سبحـانه..سبحـانه*
الطير سبَّحه والوحش مجّده والموج كبّـره والحوت ناداه
والنمل تحت الصخور الصُّمّ قدّسه والنحل يهتف حمداً في خلاياه.
الناس يعصونه جهراً فيسترهم..والعبد ينسى وربي ليس ينساه.
وأشهد أن لا إله إلا الله،لا مفرج للكربات إلا هو،ولا سامع للأصوات إلا هو،ولا قاضي الحاجات إلا هو
ما نزل غيثٌ إلا بمداد حكمته..وما انتصر دينٌ إلا بمداد عزته..وما اقشعرت القلوب إلا من عظمته..وما انهمرت دموع المحبين إلا من خشيته.
وأشهد أنّ سيدنا محمداً عبده ورسوله،قام بمهَمّـته، وقضى نحبه في الدعوة لعبادته، وأقام اعوجاج الخلق بشريعته وعاش للتوحيد ففاز بخُلّته..وصبر على دعوته فارتوى من نهر محبته،وانتشر الخير ببعثته
جاء الحبيب إلى الوجود يتيماً
والكون في درب الظلام سقيماً
فأنار للكون العليل ظلامهُ
بشريعةٍ لا تقبل التقسيما
فهي الشفاء لكل قلبٍ موجَعٍ
ومزاجها بين الورى تسنيماً
يا مؤمنين بأنّ أحمدَ مُرسَلٍ
صلوا عليه وسلموا تسليماً
أيها المسلمــون: ما أجمل مواسم الخير❗
وما أعظم فرحة الصالحين بقدوم هذه المواسم❗
ولله درّ قومٌ عرفوا قدر هذه المواسم فاستعدوا لها، وأخلصوا الطاعة فيها، وما توانوا في اللحظات، فحافظوا على الأوقات فرحمهم الله أحياءً وأموات.
وأحسن الله عزاء من عرف مواقيت هذه المواسم لكنه بارد الهمة، فاتر القوى،كسول الجوارح والأعضاء ؛فهو بحق ميت الأحياء؛ فهو من الأحياء بالأبدان..لكنه يشبه الأموات في عدم الزيادة من القربات وكأنه خُتم على عمله فلا يستطيع زيادة في الحسنات ولا نقصاً من السيئات ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عباد الله : بين أيديكم عَشْرٍ فَاضِلَةٍ، أَيَّامُهَا نَفِيسَةٌ، وَسَاعَاتُهَا ثَمِينَةٌ؛ أَفْضَلُ أَيَّامِ الْعَامِ قَدْرًا، وَأَعْلَاهَا مَنْزِلَةً وَذِكْرًا؛ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ لِعِبَادِهِ وَفَضْلًا؛ لِيُعَمِّرَهَا الْمُتَسَابِقُونَ بِمَا يُقَرِّبُهُمْ مِنْهُ، وَيَسْتَغِلَّهَا الْمُنَافِسُونَ بِمَا يُحَبِّبُهُمْ إِلَيْهِ، وَالْعَاقِلُ الْبَصِيرُ لَا يَقْبَلُ أَنْ تَمُرَّ عَلَيْهِ مِثْلُ هَذِهِ الْمِنَحِ الرَّبَّانِيَّةِ وَالْهَدَايَا الْإِلَهِيَّةِ مُرُورًا عَابِرًا دُونَ أَنْ يَكُونَ لَهُ فِيهَا نَصِيبٌ مِمَّا أَوْدَعَهُ الْمَنَّانُ الْكَرِيمُ فِيهَا، وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ فأهلاً ومرحباً بأفضل أيام الدنيا
أيها المسلمون: بين أيديكم موسمٌ عظيم لم يذكر الله فضله في كتابه فقط❗
ولا النبي-صلى الله عليه وسلم- في سنته فقط❗
بل أنّ الله-جل في علاه- أقسم به وهذه أعظم فضيلة.والله لا يقسم إلا بعظيم فهل وراء هذا تعظيم؟!
قال تعال: " والفجر وليالٍ عشر"
قال المفسرون: المراد بها عشر ذي الحجة.
وقال تعالى:" ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيامٍ معلومات..." قال ابن عباس- رضي الله عنهما- أيامٍ معلومات: أيام العشر.
فيا أفضل الأيام والليالي ماذا يقول فيكِ النبي الغالي؟!
بماذا حثّ ورغّب أمته في اغتنام أيام العشر المعظّمة؟!
هل بتضييع الأوقات بالسهر على القنوات؟!
أم بمتابعة الأفلام والمسلسلات؟!
أم بمشاهدة تصفيات المباريات؟
أم بالسهر على المواقع والملاهي وشبكات التواصل الاجتماعي؟!
كلا وألف كلا أن يأمر بهذا نبي فكيف بخاتم وأفضل النبيين!!
إنّه رحمة للعالمين لا يحث ولا يرغّب إلا ما فيه رحمة لأمته.
فيا أبا القاسم يا رسول الله ما فضيلة عشر ذي الحجة؟
عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :" مـا من أيـام العمـل الصالـح فيها أحبُّ إلى الله-عز وجل- من هذه الأيام"-يعني أيام العشر- قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء" رواه البخاري.
فهل يحتاج هذا الكلام إلى توضيح ؟
وبعبارة أخرى هل هناك أوضح من هذا الكلام؟
إنّه أوضح من الشمس وضحاها..وأبين من القمر إذا تلاها والنهار إذا جلّاها
والحق شمسٌ والعيون نواظرٌ**لا تختفي إلا على العميانِ
فاتّقوا الله عبادَ الله، وعَظِّموا شَعَائرَه، وإنَّ مِنْ دَلائلِ التَّقوى: تَعْظِيمُ الأزْمَانِ الفاضِلَة؛ فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ تَعْظِيمِ شَعَائِرِ اللَّهِ، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الْحَجِّ: 32].
ومِنَ الأعمَالِ الصَّالحةِ في هَذِهِ العَشْرِ المُبارَكَة: ذَبْحُ الأُضْحِيَةِ يومَ العِيْدِ وأيَّامَ التَّشْرِيق، ومَنْ أرادَ أَنْ يُضَحِّي فلا يَأْخُذْ مِنْ شَعْرِهِ ولا مِنْ أظْفَارِه ولا مِنْ بَشْرَتِهِ شيئًا بعدَ دُخُولِ شَهْرِ ذي الحجة حتَّى يُضَحِّي، أمَّا الوكيلُ على الأُضْحِيَةِ أو المُضَحَّى عنْهُ فلا يَلْزَمُهُ شيءٌ مِنْ ذلك.
فاتقوا الله عبادَ الله.. ثم صلُّوا وسلِّموا على رسولِ الله؛ فقد أمركم اللهُ بذلك فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللهم عن خُلفائِه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك محمدٍ r، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وكرمك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئناً سخاءً رخاءً وسائرَ بلاد المسلمين.
اللهم اشفِ مرضانا. اللهم اشفِ مرضانا. اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مبتلانا، وارحم موتانا، وانصرنا على من عادانا.
اللهم إنّا نعوذ بك من الغلاء والوباء، والربا والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.
(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
=================
يمكنكـ الانضمــام إلى الواتســاب مِـنْ هُنـ↶ـا:
http://wa.me/967771471308للإشتراك
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
_^(( #عشرُ_ذي_الحجَّةِ))^_.doc'
Читать полностью…وفي عَشْرِ ذي الحِجَّة عِبادَةُ الحج ، أَحَدُ أركانِ الإسلامِ وَمَبانِيه , والذي تَتَجَلَّى فيهِ أَعْظَمُ مَظاهِرِ التوحيد , وأَعْظَمُ فُرَصِ العُمْرِ لِمَن أرادَ كَثرَةَ الثوابِ , وتَكفيرَ السيئاتِ والعِتْقَ مِنَ النار ، وهوَ واجِبٌ في العُمْرِ مَرَّةٍ على المُسْلٍم البالِغِ المُستَطيع .
وفي العَشْرِ ذَبْحُ الأضاحي والهدْي ، وذِكْرُ اسمِ اللهِ عِنْدَ الذَّبح , وإعلانُ التوحيدِ في ذلكَ , لأَنَّ الذَبْحَ مِنْ أجَلِّ العباداتِ , وصَرفُها لِغيرِ الله شركٌ أكبر , وذنْبٌ لا يُغفَر , وَفِعْلُ هذِهِ العبادَةِ تَطبيقُ عَمَلِي لِقولِهِ تعالى : ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ﴾ .
وبيان كُلِّ هذه الأعْمالِ العَظِيمَة لِيَعْلَمَ المُسلِمُ لماذا كانت أيَّامُ عَشْرِ ذي الحجة أفضلُ أيامِ الدنيا ؟ .
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ ؛ ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ ؛ أقولُ ما تسمعون وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلِّ ذنبٍ إنه هو الغفورُ الرحيمُ .
/الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الحمدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ ، وَالشكرُ لَهُ عَلى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ ، وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلمَ تسليماً كثيراً ، أَمّا بَعدُ :
عبادَ اللهِ ، احرصُوا على كثرةِ العملِ الصالحِ في أيامِ العَشْرِ ، فالعملُ الصالحُ فيها أفضلُ من العملِ في غيرِها ، ولا تغفلُوا عنها ، فإنَّ الموفَّقَ مَنْ أَكْثَرَ من العملِ الصالحِ فيها رجاءَ الثوابِ من اللهِ .
عباد الله ، ثبت عن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أنَّه قالَ : «إذا دخَل العَشرُ الأُوَلُ فأرادَ أحدُكم أنْ يُضَحِّيَ فلا يَمَسَّ من شعَرِه ولا من بَشَرِه شيئاً» ([8]) .
فإذا دَخَلَ شَهْرُ ذي الحِجَّة , وأرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّي فلا يأْخُذْ مِنْ شَعْرِه ولا أظفارِه ولا بَشَرِه -أَيْ جِلْدِهِ شيْئاً - حَتَّى يُضَحِّي , امْتِثالاً لِأمْرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلك ، وَتَعْظيماً لشعائِرَ اللهِ ، ومَنْ نَوى في أثناءِ العَشْرِ أَمْسَكَ عن ذلكَ مِنْ حِينِ نِيَّتِه , ولا إِثْمَ عَليه فيما أَخَذَ قَبْلَ ذلك ، وهذا الحُكْمُ خاصٌّ بالمُضَحِّي فَقَط , حتى لو كان لا يَتَوَلَّى الذبحَ بِنَفْسِه , فإنه يُمْسِكُ عن شعرِه وأظفارِه ، وإذا أخذَ شيئاً مِن شعرِه وأظفارِه أو جِلْدِهِ مُتَعَمِّداً فَعَلَيْهِ أن يتوبَ ولا كَفَّارَةَ عليه ، إِلا الجِلْدَ المَيِّت أو الظُّفرَ المُنْكَسِر فلا بأسَ بِإزالَتِه ، ولا يَحْرُمُ عليه سِوَى ما ذُكِر , فيجوزُ له أن يَتَطَيَّبَ ويصبَغَ شَعْرَه , ويُجامِعَ زوجتَه , ويَغْتَسِلَ مَتى شاء , ويَمْشِطَ شَعْرَه , حتى لوْ أدَّى إلى تَساقُطِ شعرِه فإنه لا يَضُرُّ .
عبادَ اللهِ ، صَلُّوا وسَلِّمُوا على رسولِ اللهِ ، اللهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ على عبدِك ورسولِك محمَّدٍ ، وارضَ اللهُمَّ عن صحابةِ نبيِّك أجمعين .
اللهُمَّ ثَبِّتْ قلوبَنا على الدينِ ، اللهُمَّ اجعل القرآنَ ربيعَ قُلوبِنا ، ونورَ صُدورِنِا ، وجَلاءَ أحزَانِنِا ، وذهابَ هُمُومِنا ، اللهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ المهمومين من المسلمين ، ونَفِّسْ كَرْبَ المكروبين ، واقضِ الدينَ عن المدينين ، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين ، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين .
اللهم تُبْ علينا إنك أنت التَّوابُ الرحيمُ .
اللهم إنا نعوذُ بك من الوباءِ والغلاءِ والبلاءِ والفتنِ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ ، اللهم إنا نعوذُ بك من الزنا والفواحشِ والمعاصي .
اللهُمَّ آمنَّا في أوطانِنا ، اللهُمَّ إنا نسألك الأمنَ وسَعَةَ الرِّزْقِ والبركةَ فيه .
اللهم أصلحْ أحوالَ المسلمين ، اللهم احفظْ بلادَ المسلمين عموما من كلِّ سُوءٍ .
اللهُمَّ اغفرْ لنا ولآبائِنا وأمهاتِنا ، وأَصْلِحْ قلوبَنا وذريَّاتِنا وأزواجَنا .
اللهم إنا نعوذُ بك من الشركِ والنفاقِ والكفْرِ والفقرِ وسيءِ الأسقامِ .
اللهم إنا نسألك الهُدَى والتُّقَى والعفافَ والغِنَى .
اللهم أدخلنا الجنَّةَ .
﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين﴾ .
[1]() رواه أبو داوود وهو حديث صحيح .
[2]() رواه البخاري .
[3]() رواه ابن حبان وهو حديث صحيح .
[4]() رواه البخاري .
[5]() رواه البخاري .
[6]() رواه مسلم في صحيحه .
[7]() رواه الترمذي وهو حديث حسن .
_^(( #افضل_ايام_الدنيا ))^_.doc'
Читать полностью…أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
لَقَد أَدْرَكَ السَّلَفُ الصَّالِحُ ، أَهَمِّيَّةَ هَذِهِ الْعَشْرِ ، فَقَدَّرُوا لَهَا قَدْرَهَا ، وعَظَّمُوا أَمْرَهَا ، وَلَم يُفَرِّطُوا بِلَحْظَةٍ مِن لَحَظَاتِها ، فَضْلًا عَنْ لَيَالِيهَا وَأَيَّامِهَا ، يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهُما : كَانَ ابْنُ عُمَرَ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِما .
وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ إذَا دَخَلَتْ الْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، يَجْتَهِدُ اجْتِهَادًا مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : لَا تُطْفِئُوا سُرُجَكُم لَيَالِي الْعَشْرِ تُعْجِبُه الْعِبَادَةَ .
فَلْنَغْتَنِمْ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ هَذِهِ الْأَيَّامَ ، بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَانِ ، وَرَحِيلِ الزَّمَانِ ، فَلَا نَدْرِي أَنُدْرِكُها عَامًا آخَرَ ، أَو تُدْرِكُنَا وَنَحْن تَحْتَ الثَّرَى ، كَغَيْرِنَا مِمَّن فَرَّطَ فِيهَا ، وَأَدْرَكَه الْمَوْتُ ، وَقُدِّمَ إلَى مَا قُدِّمَ ، يَتَمَنَّى الْحَسَنَةَ الْوَاحِدَةَ ، وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ .
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ، فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ .
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُم بِمَا فِيهِ مِنْ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فاستَغْفِروه أَنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ..
://الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ والصَــلاةُ والسَــلامُ عَلــى رَسُــول اللَّــهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أمَّا بَعْدُ
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ :
وَمَن الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأَيَّامِ ؛ الصِّيَامُ ، وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ يَقُولُ النّبِيُّ : (( مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا )) .
أَخِي الْمُسْلِمُ :
قَد تَغْلِبُك نَفْسُك كَعَادَتِهَا ، فَتُفَرِّطُ فِي صِيَامِ بَعْضِ هَذِهِ الْأَيَّامِ ، وَلَكِن إيَّاكَ أَنْ تَغْلِبَكَ ، فَتُفَرِّطُ فِي صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَهُوَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ فِي الْعَشْرِ ، فَيَوْمُ عَرَفَةَ ، صِيَامُه مِنْ مُكَفِّرَاتِ الذُّنُوبِ وَالْآثَامِ ، فَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، يَقُولُ النّبِيّ : (( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ )) .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
وَمَن الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، الَّتِي يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَفْطِنَ لَهَا ، وَأَنْ لَا يَفُوتُ عَلَيْهِ آجَرُهَا فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأَيَّامِ ، وَخَاصَّةً الَّذِينَ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَوَسَّع سُبْحَانَه أَرْزَاقَهُم ؛ الْإِنْفَاقُ وَالصَّدَقَةُ ، لَا سِيَّمَا الْكِسْوَةُ ، كِسْوَةُ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ، فَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ ، عَنْ النَّبِيِّ قَال : (( أَيُّمَا مُسْلِمٍ كَسَا مُسْلِمًا ثَوْبًا عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اَللَّهُ مِنْ خُضْرِ اَلْجَنَّةِ , وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ أَطْعَمَ مُسْلِمًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اَللَّهُ مِنْ ثِمَارِ اَلْجَنَّةِ , وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِمًا عَلَى ظَمَإٍ سَقَاهُ اَللَّهُ مِنْ اَلرَّحِيقِ اَلْمَخْتُومِ )) فَالْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ ـ
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
وَمَن الْأَعْمَالِ الَّتِي يُحِبُّهَا اللَّهُ ، وَخَاصَّةً فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ ، وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْعِيدِ : الْأُضْحِيَّةُ ، الَّتِي هِيَ شَعِيرَةٌ مِنْ أَهَمِّ شَعَائِرِ الدِّينِ ، و مَشْرُوعَةٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ، بَلْ هِيَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ ، فَعَلَهَا النَّبِيّ ، وَحَثّ أُمَّتَهُ عَلَى فِعْلِهَا ، وَهِيَ مَطْلُوبَةٌ فِي وَقْتِهَا مِنْ الْحَيِّ عَنْ نَفْسِهِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ ،
_^(( #العشر_من_ذي_الحجة ))^_.doc'
Читать полностью…لام، وصدق الشاعر حين نادى إليها فقال:
ألا يا باغي الخيرات أقْبِل * إلى ذي الحِجَّة الشهر الحرام
بهِ العشر الأوائل حين هلَّت * أحــبَّ الـلـــه خـــيـــرًا للأنام
بها النفحاتُ من فيضٍ ونورٍ * وعــرفاتٍ فَشَمِّرْ للصيام
أيها المؤمنون: إن الواجب على من عرف فضل هذه العشر وما اختصها الله -تعالى- به على سائر الأيام؛ أن يجتهد فيها بفعل الخيرات والتزود من القربات وسائر الأعمال الصالحات عامة وما أمر الله بفعله في هذه العشر خاصة؛ ألا وإن مما شرعه الله فيها ووصى عباده به:
أداء شعائر ومناسك الحج والعمرة: ولا شك أن الحج والعمرة من أفضل القرب والأعمال التي يحبها الرب -سبحانه وتعالى-؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة“(متفق عليه).
ونظراً لأن الأمة ابتليت هذا العام بانتشار وباء كورونا الذي عم شره العالم أجمع قد لا يتيسر أداء الحج والعمرة لكثير من الناس ممن قد عزموا على الذهاب لأدائهما هذا العام؛ إلا أن من رحمة الله -تعالى- أنه يثيب من صدق في نيته على فعل طاعة من الطاعات وعبادة من العبادات وحال بينه وبينها الحوائل والموانع.
ومن الأعمال التي أمر الله عباده بالتزود منها في هذه العشر: الإكثار من النوافل؛ فذلك مما يورث صاحبها محبة الله -تعالى-؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عز وجل-: “وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه“(رواه البخاري)؛ فينبغي للمسلم أن يتقرب إلى الله بالصلوات المسنونة؛ كصلاة الضحى والسنن الرواتب وصلاة الوتر، وقيام الليل والتطوع المطلق، وكذا الصيام والذكر والدعاء الإنفاق في مرضاة الكريم الخلاق، والصدقة على الفقراء والمساكين والإحسان إلى اليتامى والضعفاء والمكروبين.
ومما ينبغي على المسلم فعله في هذه العشر: اغتنام يوم عرفة خاصة؛ إذ أنه أحد أيام الأشهر الحرم وأيام الحج، وهو يوم إكمال النعمة؛ كما قال -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3]؛ وقد أجمع أئمة التفسير على أنها نزلت في هذا اليوم المبارك والنبي -صلى الله عليه وسلم- بعرفة.
ومن الأعمال التي يستحب الحرص عليها في هذه العشر: الإلحاح على الله بالدعاء؛ فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-أن: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير“(رواه الترمذي).
ومن الأعمال التي حث الشرع الحنيف على فعلها في هذه العشر: الأضاحي وسوق الهدي، ومما ورد في فضل ذلك ما روته عائشة بنت الصديق -رضي الله عنهما-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من اهراق الدم، إنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا“(رواه الترمذي).
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم؛ أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
/الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
عباد الله: ما أحوجنا إلى التأمل في حال سلف هذه الأمة في عشر ذي الحجة؛ لأنهم نجوم هذه الأمة وسراجها الذين بلغوا المنزلة وحازوا المكارم ونالوا قصب السبق؛ فقد كانوا يعظمونها ويحرصون على استغلالها؛ فعن أبي عثمان النهدي -رحمهما الله- قال: كان السلف يعظمون ثلاث عشرات؛ “العشر الأول من المحرم، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأخيرة من رمضان.
وكانوا يتنافسون على صيامها والاعتكاف فيها والمسارعة في جميع أعمال البر والإحسان؛ فهذا أبو هريرة وابن عمر -رضي الله عنهما- كانا “يخرجان أيام العشر إلى السوق فيكبران؛ فيكبر الناس معهما، لا يأتيان السوق إلا لذلك“، وكان عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- كان “يصلي الظهر ثم يضع المنبر فيجلس عليه في العشر كلها، فيما بين العصر والظهر يعلم الناس الحج“-؛ فرضي الله عنهم وأرضاهم-.
وكان الحافظ ابن عساكر -رحمه الله- يعتكف في عشر ذي الحجة.
أيها المسلمون: علينا أن نتأمل في حال السلف لنكون لهم في العشر خير خلف؛ فإن في التأمل في أحوالهم ما يشحذ العزائم ويستحث الهمم للمسارعة إلى الخيرات، ومجاهدة النفس على فعل الصالحات واجتناب الموبقات؛ حتى تزكو النفوس، وتلين القلوب، وتنجلي عنها سحب الغفلة والقسوة، وحتى تكون هذه الطاعات أنساً لأرواحنا، وغذاء لقلوبنا، وسبباً في سعادتنا في الدنيا والآخرة، ولله در القائل:
يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته * أتعبت نفسك فيما فيه خسران
أقبل على الروح فاستكمل فضائلها***فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
فيا سعادة من بادر في هذه العشر إلى مرضاة مولاه، وخالف شهوته وهواه.
اللهم وفقنا فيها للبر والإحسان والتوبة من الذنوب والأدران، وارزقنا
الإقبال وتفضل علينا بالقبول.
_^(( #اذن_في_الناس_بالحج ))^_.doc'
Читать полностью…وَذَلِكَ لِيَتَجَنَّبَهَا، وَلِيُؤَدِّيَ النُّسُكَ عَلَى أَكْمَلِ الْوَجْهِ الْمَطْلُوبِ شَرْعاً.
كَمَا يَنْبَغِي لِلْحَاجِّ أنْ يَتَّخِذَ لِحَجِّهِ نَفَقَةً مِنْ حَلاَلٍ؛ فَلاَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَالُ الَّذِي يَحُجُّ بِهِ مَالاً حَرَاماً، فَالنَّفَقَةُ الْحَلاَلُ شَرْطٌ لِلْحَجِّ الْمَبْرُورِ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ"، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا)[المؤمنون: 51]، وَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)[البقرة: 172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
فَكَيْفَ يَسُوغُ أَنْ تَتَوَجَّهَ إِلَى اللهِ وَإِلَى بَيْتِهِ الْحَرَامِ طَالِباً عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَأَنْتَ تَصْطَحِبُ لِذَلِكَ مَالاً تَعْلَمُ أَنَّهُ حَرَامٌ؟! فَأَيُّ حَجٍّ هَذَا؟! وَأَيُّ عِبَادَةٍ هَذِهِ؟! وَقَدْ صَدَقَ مَنْ قَالَ:
إِذَا حَجَجْتَ بِمـَالٍ أَصْلُهُ سُحُتٌ * فَمَا حَجَجْتَ وَلَكِنْ حَجَّتِ الْعِيرُ
لاَ يَقْبَـــلُ اللهُ إِلاَّ كُـلَّ طَيِّـبَـــةٍ * مَا كُلُّ مَنْ حَجَّ بَيْتَ اللهِ مَبْـرُورُ
كَمَا يَنْبَغِي لِلْحَاجِّ أَنْ تَكُونَ أَعْمَالُهُ خَالِصَةً لِوَجْهِ اللهِ -تَعَالَى-، لَيْسَ مِنْ وَرَائِهَا رِيَاءٌ وَلاَ سُمْعَةٌ، بَلْ لاَ يَبْتَغِي بِهَا إِلاَّ وَجْهَ اللهِ سُبْحَانَهُ، يَقُولُ سُبْحَانَهُ: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)[البقرة: 196]، وَقَالَ تَعَالَى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)[الكهف: 110]، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ"(أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ)، فَالإِخْلاَصُ وَالنِّيَّةُ الصَّادِقَةُ شَرْطٌ لِنَجَاحِ الْعِبَادَةِ وَقَبُولِهَا، وَشَرْطٌ آخَرُ يَجِبُ تَوَفُّرُهُ فِي كُلِّ عِبَادَةٍ، وَمِنْهَا: الْحَجُّ: وَهُوَ مُتَابَعَةُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي جمِيعِ أُمُورِ الْحَجِّ، فَلْيَكُنْ قَوْلُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ" نُصْبَ عَيْنِ الْحَاجِّ مُنْذُ بِدَايَةِ أَعْمَالِ الْحَجِّ إِلَى نِهَايَتِهَا؛ حَتَّى يَحْظَى بِقَبُولِ حَجِّهِ.
وَيَنْبَغِي لِلْحَاجِّ أَيْضاً أَنْ يَتَخَلَّقَ بِالْخُلِقُ الْحَسَنِ أَثْنَاءَ حَجِّهِ، وَأَنْ يَتَحَلَّى بِالصَّبْرِ وَالْحِلْمِ وَالْعَفْوِ وَالأَنَاةِ، وَهَذِهِ الأُمُورُ مِنْ أَهَمِّ الأَسْبَابِ لِلْفَوْزِ بِالْحَجِّ الْمَبْرُورِ، يَقُولُ سُبْحَانَهُ: (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)[البقرة: 197]، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ؛ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"(أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ)، وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "الْحَجُّ الْمَبْرُورُ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَطِيبُ الْكَلاَمِ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ).
كُلُّ هَذِهِ -إِخْوَةَ الإِيمَانِ- أُمُوْرٌ يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَيْهَا إِذَا أَرَادَ التَّوَجُّهَ إِلَى تِلْكَ الرِّحَابِ الطَّاهِرَةِ، وَالبِقَاعِ الْمُبَارَكَةِ، إِنْ أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ مِنْهَا بِحَجٍّ مَبْرُورٍ وسَعْيٍ مَشْكُورٍ وَتِجَارَةٍ لَنْ تَبُورَ.
أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُعِينَنِي وَإِيَّاكُمْ عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ؛ إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ, وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَدَمِّرِ اللَّهُمَّ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فَعَادَ الْحَجُّ عِبَادَةً إِسْلاَمِيَّةً تَقُومُ عَلَى تَوْحِيدِ اللهِ –سُبْحَانَهُ-، وَتَبْتَعِدُ عَنْ كُلِّ شِرْكٍ أَوْ وَثَنِيَّةٍ.
عِبَادَ اللهِ: الْحَجُّ فَرْضُ عَيْنٍ عَلَى كُل مُكَلَّفٍ مُسْتَطِيعٍ فِي الْعُمُرِ مَرَّةً، وَهُوَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإْسْلاَمِ، ثَبَتَتْ فَرْضِيَّتُهُ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالإِجْمَاعِ.
أَمَّا الْكِتَابُ؛ فَقَدْ قَال اللَّهُ -تَعَالَى-: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)[آل عمران: 97]، فَهَذِهِ الآْيَةُ نَصٌّ فِي إِثْبَاتِ الْفَرْضِيَّةِ، حَيْثُ عَبَّرَ الْقُرْآنُ بِصِيغَةِ: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ) وَهِيَ صِيغَةُ إِلْزَامٍ وَإِيجَابٍ، وَذَلِكَ دَلِيل الْفَرْضِيَّةِ، بَل إِنَّنَا نَجِدُ الْقُرْآنَ يُؤَكِّدُ تِلْكَ الْفَرْضِيَّةَ تَأْكِيدًا قَوِيًّا فِي قَوْله تَعَالَى: (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)[آل عمران: 97]، فَإِنَّهُ جَعَل مُقَابِل الْفَرْضِ الْكُفْرَ، فَأَشْعَرَ بِهَذَا السِّيَاقِ أَنَّ تَرْكَ الْحَجِّ لَيْسَ مِنْ شَأْنِ الْمُسْلِمِ، وَإِنَّمَا هُوَ شَأْنُ غَيْرِ الْمُسْلِمِ.
وَأَمَّا السُّنَّةُ؛ فَمِنْهَا: حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَال: "بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَالْحَجِّ"(رواه البخاري ومسلم)، وَقَدْ عَبَّرَ بِقَوْلِهِ: "بُنِيَ الإِسْلاَمُ" فَدَل عَلَى أَنَّ الْحَجَّ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ، ومبانيه العظام.
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا" فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ، حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ" ثُمَّ قَالَ: "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ".
وَقَدْ وَرَدَتِ الأَحَادِيثُ فِي ذَلِكَ كَثِيرَةً جِدًّا حَتَّى بَلَغَتْ مَبْلِغَ التَّوَاتُرِ الَّذِي يُفِيدُ الْيَقِينَ وَالْعِلْمَ الْقَطْعِيَّ الْيَقِينِيَّ الْجَازِمَ بِثُبُوتِ هَذِهِ الْفَرِيضَةِ.
وَأَمَّا الإِجْمَاعُ؛ فَقَدْ أَجْمَعَتْ الأُمَّةُ عَلَى وُجُوبِ الْحَجِّ فِي الْعُمُرِ مَرَّةً عَلَى الْمُسْتَطِيعِ، وَهُوَ مِنَ الأُمُورِ الْمَعْلُومَةِ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ يَكْفُرُ جَاحِدُهُ نقله غيرُ واحد من العلماء.
واخْتَلَف العلماءُ فِي وُجُوبِ الْحَجِّ عِنْدَ تَحَقُّقِ الشُّرُوطِ هَل هُوَ عَلَى الْفَوْرِ أَوْ عَلَى التَّرَاخِي؟
فذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ وَمَالِكٌ وَأَحْمَدُ إِلَى أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْفَوْرِ، فَمَنْ تَحَقَّقَ فَرْضُ الْحَجِّ عَلَيْهِ فِي عَامٍ فَأَخَّرَهُ يَكُونُ آثِمًا، وَإِذَا أَدَّاهُ بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ أَدَاءً لاَ قَضَاءً، وَارْتَفَعَ الإِثْمُ.
وَذَهَبَ الشَّافِعِيُّ إِلَى أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى التَّرَاخِي، فَلاَ يَأْثَمُ الْمُسْتَطِيعُ بِتَأْخِيرِهِ, وَالتَّأْخِيرُ إِنَّمَا يَجُوزُ بِشَرْطِ الْعَزْمِ عَلَى الْفِعْل فِي الْمُسْتَقْبَل، فَلَوْ خَشِيَ الْعَجْزَ أَوْ خَشِيَ هَلاَكَ مَالِهِ حَرُمَ التَّأْخِيرُ، فَإِذَا مَاتَ تَبَيَّنَ أَنَّهُ كَانَ عَاصِيًا مِنْ آخِرِ سَنَوَاتِ الاِسْتِطَاعَةِ.
فَلاَ يَنْبَغِي لِمُسْلِمٍ يَخَافُ اللهَ -سُبْحَانَهُ- وَيَرْجُو لِقَاءَهُ، لَدَيْهِ الْكِفَايَةُ وَالاِسْتِطَاعَةُ؛ أَنْ يُفَرِّطَ فِي هَذَا الأَمْرِ، أَوْ يُؤَجِّلَهُ دُونَ عُذْرٍ مَقْبُولٍ شَرْعاً.
وكَيْفَ تَطِيبُ نَفْسُ الْمُؤْمِنِ أَنْ يَتْرُكَ الْحَجَّ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَيْهِ بِمَالِهِ وَبَدَنِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ فَرَائِضِ الإِسْلاَمِ وَأَرْكَانِهِ؟! كَيْفَ يَبْخَلُ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ فِي أَدَاءِ هَذِهِ الْفَرِيضَةِ وَهُوَ يُنْفِقُ الْكَثِيرَ مِنْ مَالِهِ فِيمَا تَهْوَاهُ نَفْسُهُ؟! وَكَيْفَ لاَ يَتَحَمَّلُ التَّعَبَ فِي الْحَجِّ وَهُوَ يتعبُ خلفَ حُطامِ الدُنيا أضعافَ ما يتعبُ في الحج؟! وَكَيْفَ يَتَرَاخَى وَيُؤَخِّرُ أَدَاءَهُ وَهُوَ لاَ يَدْرِي لَعَلَّهُ لاَ يَعِيشُ أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ الْوُصُولَ إِلَيْهِ بَعْدَ عَامِهِ؟! فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ؛ فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَتَعْرِضُ
_^(( #وَأَذِّنْ_فِي_النَّاسِ_بِالْحَجِّ))^_.doc'
Читать полностью…كيف تبخل بالمال على نفسك في أداء هذه الفريضة، وأنت تنفق الكثير من المال في هوى نفسك، وكيف توفر عن نفسك تعب الحج وأنت ترهق نفسك في التعب في أمور الدنيا الزائلة التافهة. بل كيف يتثاقل متثاقل عن هذه الفريضة المباركة وهي لا تجب في العمر سوى مرة واحدة قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: "الحج مرة فمن زاد فهو تطوع"، بل كيف يتراخى ويسوف ويقول أحج العام أو بعد العام و هو لا يدري لعله لا يستطيع الوصول إليه بعد عامه.
كم من إنسان مات قبل أن يحج؟! كم من إنسان كان قادراً وهو الآن يُحجُ عنه يتمنى أن يدرك تلك الرحاب الطاهرة، يتمنى أن يكون مع تلك الجموع في يوم عرفة يوم العتق والمباهاة الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي الملائكة: ماذا أراد هؤلاء" [رواه مسلم].
فلما يؤخر بعض الناس الحج ويسوفون؟! روى سعيد بن منصور في سننه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار فينظروا كُلَ من كان له جِدَةٌ ولم يحج فليضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين).
وروىَ عن علي رضي الله عنه أنه قال:
(من قدر على الحج فتركه فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً) وثبت عن عمر رضي الله عنه أنه قال: (ليمت يهودياً أو نصرانياً، قالها ثلاثاً، رجل مات ولم يحج وجد لذلك سعة وخليت سبيله) قال ابن حجر رواه البيهقي بإسناد صحيح.
فالحج واجب على الفور لا على التراخي على الصحيح من أقول أهل العلم قال عليه الصلاة والسلام: "تعجلوا إلى الحج، يعني الفريضة، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له" [رواه أحمد وحسنه الألباني في إرواء الغليل وصحيح الجامع].
الحج والعمرة واجبان
في العمر مرة بلا توانِ
بشرط إسلام كذا حرية
عقل بلوغ قدره جليه
الحج فضائل ونوائل، ومثوبات و مكارم في الدين والدنيا، والأولى والأخرى فحج بيت الله عز وجل باب رحب لحط الأوزار قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله: أبسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه فقبضت يدي!! قال مالك يا عمرو قال: قلت: أردت أن اشترط قال: تشترط بماذا؟! قلت: أن يغفر لي!! قال: (أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها أن الحج يهدم ما كان قبله...) [رواه البخاري ومسلم].
وأي فضلٍ أعظم من أن تهدم الذنوب، وأي شئٍ أجمل من أن تنفى السيئات والحوب، فالحج فيه غسل أدرانِ الخطايا والرزايا قال أبو هريرة رضي الله عنه: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حج فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه) [متفق عليه]. إنها عبادة عظيمةٌ ثوابُها جناتُ النعيم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) متفق عليه. وقال عليه الصلاة والسلام: (تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديدِ والذهبِ والفضةِ، وليس للحجة المبرورة ثوابٌ إلا الجنة) رواه أحمد والترمذي بسند صحيح.
هذا معَ مُضاعفة الحسناتِ ورِفعة الدرجات، عن جابرٍ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال وهو بالمدينة: (صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجدَ الحرام، وصلاةٌ في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة) رواه أحمد والبخاري في التاريخ بسند صحيح، أي: صلاةُ أربعٍ وخمسين سنة، فهل يُلام في هَوَى الحرَمِ بعد ذاك أحد؟!
ناهيك عن مواقفِ الرّحمة في عرفات، والازدلافِ عند المشعر الحرام، والتقلّب في فجاج مِنى، والطوافِ بالبيتِ وبين الصفا والمروة، ورمي الجمرات، وكلُّ ذلك من مواطنِ الرّحمة وإجابة الدعوات.
من نال من عرفات نظرة ساعة
نال السرور ونال كل مرادِ
فليتّقِ اللهَ وليبادِرِ المستطيع القادر قبلَ الفوات، ولو فاجأه العَجز أو الأجَل فلن ينفَعَه الاعتذار بالتهاون والكسل.
فسارعوا عباد الله إلى هذه الخيرات ولا تدعُنّ شيئا يحول بينكم وبينها.
فمن ترك الحج فإنه محروم من هذه الخيرات العظيمة وهذا هو الحرمان. قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يقول: إن عبداً أصححت له جسمه، ووسّعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليّ لمحروم) صححه الألباني.
ومن ترك الحج فلم يحج ولو مرة واحدة في حياته، أفلا يكون أولى بالحرمان؟ بلى إنه لمحروم غاية الحرمان.
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذّكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كلّ ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
_^((#أَشْهُـرُ الْحَـجِّ وَالأَشْهُـرُ الْحُـرُمُ ))^_.doc'
Читать полностью…