↩️قَناةٌ لِنَشرِ الخُطَبِ وَالمُحَاضَراتِ المَكتُوبَة📑 لِمُسَاعَدَةِ فُرسَانَ الخِطَابَة،🎤 وَرُوَادِ المَنَابِر، وآسَادِ الكَلِمَه، 🕌 وَتُعْتَبَرُمَكْتَبَةٌ📚 شَامِلَةٌ، وَمَرْجَعٌ مُهِمْ لِكُلِ خَطِيٓبٍ وَدَاعيَة.🌹 لِتَوَاصُل| @Montda_alkotba_bot ➪
الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ
الحَمْدُ للهِ وكَفَى ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى رَسُولِهِ المُصْطَفَى ، وعَلى آلِهِ وصَحبِهِ ومَن سَارَ عَلى نَهْجِهِ واقْتَفَى ، أمَّا بَعْدُ : فاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - حَقَّ التَّقْوَى .
أَيُّهَا المُسْلِمُون
َ ، مِنْ أَنْوَاعِ الظُّلْمِ في الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ الظُّلْمُ فِي حُقُوقِ الْخَلْقِ ؛ قَالَ ﷺ: «إنَّ دِمَاءَكُمْ وَأمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، في بَلَدِكُمْ هَذَا ، في شَهْرِكُمْ هَذَا» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، وقال ﷺ : «لاَ يَزَالُ المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِنْ دِينهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمَاً حَرَامَاً» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَقَالَ ﷺ : «مَنْ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ طَوَّقَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ .
وَمِنْ أَنْوَاعِ الظُّلْمِ ظُلْمُ النَّفْسِ بِاقْتِرَافِ الْكَبَائِرِ وَالْإِصْرَارِ عَلَى الصَّغَائِرِ.
ثُمَّ لِيُعْلَمْ أَنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَأَنَّ السَّيِّئَةَ إِنَّمَا تُجْزَى بِمِثْلِهَا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ ، لَكِنَّ السَّيِّئَةَ قَدْ تَعْظُمُ بِسَبَبِ حُرْمَةِ الْمَكَانِ كَالْحَرَمِ ؛ أَوْ حُرْمَةِ الزَّمَانِ كَشَهْرِ رَمَضَانِ وَالْأَشْهُرِ الْحُرُمَ .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : «خَصَّ اللهُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ فَجَعَلَهُنَّ حُرُمًا وَعَظَّمَ حُرُمَاتِهِنَّ ، وَجَعَلَ الذَّنْبَ فِيهِنَّ أَعْظَمَ ، وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ وَالْأَجْرَ أَعْظَمَ» ، وَقَالَ قَتَادَةُ رَحِمَهُ اللهُ : «إِنَّ الظُّلْمَ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا ، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَظِيمًا ، وَلَكِنَّ اللهَ يُعَظِّمُ مِنْ أَمَرِهِ مَا شَاءَ» .
فَلْنَحْذَرْ مِنَ الظُّلْمِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ وَالشَّهْرِ الْحَرَامَ ، وَفِي غَيْرِهَا مِنْ شُهُورِ الْعَامِ ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
عِبادَ اللهِ ، قَالَ اللهُ جلَّ في عُلاه : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ ، اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ ، وَالتَابِعِيْنَ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيْنَ ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِيْنَ ، اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْنَ ، وَاشْفِ مَرْضَى الْمُسْلِمِيْنَ ، وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُم يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى والعَفَافَ وَالغِنَى .
اللَّهُمَّ إِنَا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْوَبَاءِ وَالْغَلَاَءِ وَالرِّبَا والزِّنا ، وَالزَّلَازِلِ وَالْمِحَنِ وَسُوءِ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ . ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ ، ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
====================
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َhttps://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
'_^((#الغفلة_عن_الآخرة ))^_.doc'
Читать полностью…بِالْعِبَادِ) [آل عمران: 30]. فلم يفز مِنْ تكاثره إلا بأن صار من الأقلِّين، ولم يحظ به من علوه به في الدنيا إلا بأن صار مع الأسفلين.
فيا له من تكاثر ما أقله, ومن غنى جالب لكل فقر, وخير تُوُصِّل به إلى كل شر، يقول صاحبه إذا انكشف عنه غطاؤه, يا ليتني قدمت لحياتي، وعملت فيه بطاعة الله قبل وفاتي: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99-100].
فهذا المفرط سأل ربه الرجعة ليستقبل العمل الصالح فيما ترك خلفه من ماله وجاهه، وسلطانه وقوته، وأملاكه وأسبابه، فيقال له كلا، لا سبيل لك إلى الرجعى؛ لأن الله يعلم أنه لو رجع فإن سجيته وطبيعته تأبى أن تعمل صالحاً لو أجيب، وإنما ذلك شيء يقوله بلسانه لا بقلبه: (وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) [الأنعام: 28].
وكل أحد من مسلم وكافر سوف يسأل عن نعيمه الذي كان فيه في الدنيا, هل ناله من حلال أم حرام؟ فإذا تخلص من هذا السؤال سئل سؤالاً آخر: هل شكر الله تعالى عليه فاستعان به على طاعته أم على معصيته؟ فالأول سؤال عن كسبه، والثاني سؤال عن محل مصرفه.
والنفوس الشريفة إنما تكاثر بما يدوم نفعه، وما تزكو به وتكمل، وتصير مفلحة، فلا تحب أن يكثرها غيرها في ذلك، وينافسها في هذه المكاثرة، ويسابقها إليها، فهذا هو التكاثر الذي هو غاية سعادة العبد، وضده تكاثر أهل الدنيا بأسباب دنياهم من المراكب والمساكن، والمطاعم والمشارب ونحوها، فهذا تكاثر مُلْـهٍ عن الله والدار الآخرة، وهو صائر إلى غاية القلة. فعاقبة هذا التكاثر قِلّ وفقر، وحرمان وأحزان. فما أجهل الإنسان بنفسه؟ وما أجهله بربه؟!.
نسأل الله -سبحانه- أن يبصرنا بأنفسنا ويلهمنا رشدنا، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده، ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
عباد الله: فأوصيكم بتقوى الله وطاعته وأحذركم من معصيته ومخالفته.
واعلموا أن مما قد يُدخِل الإنسان النار: الغفلة عن الآخرة والرضا والاطمئنان بالدنيا، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [يونس:7، 8]، وقال -جل شأنه-: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [هود:15، 16].
وقد جعل الله الدنيا دار تكميل الإيمان والأعمال، والآخرة دار تكميل الشهوات واللذات، ومن لم يأت بالإيمان، والأعمال الصالحة دخل النار المشتملة على كمال العذاب والآلام: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) [النساء: 13-14].
ومن تمردَ وعصى شقي شقاءً لا يسعدُ بعده أبداً، وخسرَ نفسَهُ وأهلَهُ وتحسرَ وندِمَ ندامةً تتقطعُ منها القلوبُ وتتصدعُ منه الأفئدةُ أسفا. وأيُ حسرةٍ أعظمُ من فواتِ رضى الله وجنته واستحقاقِ سخطهِ وناره على وجهٍ لا يمكنُ معه الرجوعُ ليُستأنف العملُ، ولا سبيلَ له إلى تغييرِ حالهِ ولا أمل. وقد كان الحالُ في الدنيا أنهم كانوا في غفلةٍ عن هذا الأمرِ العظيم، فلم يخطر بقلوبِهم إلا على سبيلِ الغفلةِ حتى واجهوا مصيرَهم فيا للندمِ والحسرة، حيثُ لا ينفعُ ندمُ ولا حسرة.
عباد الله: تذكروا يومَ الحسرة، يوم يجاءُ بالموت كأنه كبشُ أملح فيوقفُ بين الجنةِ والنار فيقال: يا أهلَ الجنةِ هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرونَ ويقولون نعم هذا الموت.
ثم يقالُ: يا أهل النارِ هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرونَ ويقولون نعم هذا الموت.
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^((#الغفلة_عن_الآخرة ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
الحمد لله الذي أنزل كتابه الكريم هدى للمتقين، وعبرة للمعتبرين، ورحمة وموعظة للمؤمنين، وشفاءً لما في صدور العالمين، أحمده تعالى على آلائه، وأشكره على نعمائه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحيا بكتابه القلوب، وزكى به النفوس، هدى به من الضلالة، وذكر به من الغفلة, وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، الذي كان خلقه القرآن، صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً.
فيا عباد الله: اتقوا الله حق تقاته، ولا تكونوا ممن استولت عليهم الغفلة، واستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله والدار الآخرة، وغرتهم الأماني الباطلة، والآمال الخادعة؛ حتى غدوا وليس لهم همٌّ إلا في لذات الدنيا وشهواتها، فكيف حصلت حصّلوها، ومن أيّ وجه لاحت أخذوها، وإذا عرض لهم عاجل من الدنيا لم يؤثروا عليه ثواباً من الله ورضواناً، (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحياةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) [الروم:7].
أيها الإخوة الكرام: كثيرة هي مشاغل الحياة، ومتتالية هي صروف الزمان، أحداث تتلوها أحداث، وخطوب تتبعها خطوب، والإنسان هو الإنسان، تغرّه الدنيا وقد علم دنوَّها، ويلهو عن الآخرة وقد أيقَن ببقائها، صبره على الطاعة قليل، وتطلُّعه إلى الهوى كثير، يكابِد الحياةَ بمرِّها وحلوها، ويغفل عن أسمى غايةٍ خُلق من أجلها، وربّه ينبهه إلى ساحلها فيقول سبحانه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56].
ونحن اليوم -أيها الإخوة الأحبة- في عصرٍ طغت فيه الماديات، وكثرت فيه المغريات، وشُغل فيه كثيرٌ من المسلمين عن تحقيق ما يجب عليهم في هذه الحياة، فوقع كثيرٌ من الناس -هدانا الله وإياهم- في غفلةٍ عما خُلق له، قال تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) [الأنبياء:1-3]، آيات تهز الغافلين هزاً، فالحساب قد اقترب والناس في غفلة!! وآيات الله تُتلى، ولكنهم معرضون؛ لا يأتمرون بأوامر الله -عز وجل-، ولا يقفون عند حدوده -جل وعلا-.
إنك لو نظرت الآن إلى واقع كثير من المسلمين يكاد قلبك أن ينخلع!! وكأن المسلم لا يعلم عن دين الله شيئاً ولا يعنيه أن يسمع قال الله، قال رسوله، فهو لا يعيش إلا لشهواته ونزواته الرخيصة، وكأنه نسي أنه سيُعرض يوماً على الله -جل وعلا- ليُسْأَل عن كل شيء، مصداقاً لقوله -سبحانه-: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه) [الزلزلة:7-8].
وصف الله الغافلين عن الآخرة بأنهم (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) [الروم:7]، غفلوا عن الآخرة فنسوا ربهم، وجهلوا حقيقة مهمتهم، شرعوا لأنفسهم واستبدوا في أحكامهم وعتوا عتواً كبيراً، لقد كدوا ذكاءهم وسخروا علومهم ووظفوا مخترعاتهم في أسلحة الدمار، والصراع على موارد الخيرات، والتنافس غير الشريف.
قال ابن كثير: في قوله: (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) "أي: أكثر الناس ليس لهم علم إلا بالدنيا وأكسابها وشئونها وما فيها، فهم حذاق أذكياء في تحصيلها ووجوه مكاسبها، وهم غافلون في أمور الدين وما ينفعهم في الدار الآخرة، كأن أحدهم مغفل لا ذهن له ولا فكرة. قال الحسن البصري: واللَّه ليبلغ من أحدهم بدنياه أن يقلب الدرهم على ظفره فيخبرك بوزنه وما يحسن أن يصلي، وقال ابن عباس في قوله تعالى: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) الآية: يعني: الكفار يعرفون عمران الدنيا وهم في أمر الدين جهال" [مختصر تفسير ابن كثير ج3 ص: 48، 49].
فهؤلاء أقوام نظرتُهم إلى الحياة الدنيا نظرة ضيّقة محدودة، يعلمون ظاهرَها، وهو مَلاذُّها وملاعبها وأحسابها وشؤونها وعمرانها ومساكنُها وشهواتهم وأهواؤهم، ويغفلون عما خُلقوا له من عبادة الله جل وعلا والإحسان إلى خلقه وعمارة أرضه.
إنّ هؤلاء الغافلين -أيها الإخوة- الذين أخلدوا إلى الأرض، لا يشبعون من دنياهم ولو جمعوا وملكوا كلَّ عروشِها، ويظلّ الظمأ النفسيّ واللّهَث المادّيّ في تواصُلٍ دائم، قال تعالى: (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث) [الأعراف:176]، فسبحان الله العظيم، لقد وُجد من الإنس من لهث وراء الدرهم والدينار حتى عبده، ووُجد منهم من عبد الزهو والفخر، ووُجد منهم من عبد زينة الدنيا الزائلة، فتعسًا لكل من رضي بغير الله ربًّا، يقول
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْكَفَرَةِ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الْمُعْتَدِينَ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِهِمْ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِهِمْ، أَنْتَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، أَنْتَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، أَنْتَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
رَبَّنَا اتِنَا فِي الدُّنْيَا حِينَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّار... وأقم الصلاة.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َhttps://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الْجَوَائِزِ، وَبِهَذِهِ النَّفَائِسِ، وَهُمْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ يَمْشُونَ.
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
كَانَ لِطَلْحَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ-، « يَوْمَ أُحُدٍ ، يَوْمَ أَنْ أَرَادَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنْ يَصْعَدَ عَلَى صَخْرَةٍ فِي الْجَبَلِ، فَمَا أسْتَطَاعَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنْ يَصْعَدَ، لِكِبَرِ سِنِّهِ، وَلِثِقَلِ الدُّرُوعِ، الَّتِي كَانَ يَحْمِلُهَا، فَقَعَدَ طَلْحَةُ وَبَرَكَ طَلْحَةَ، عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَيَدَيْهِ، وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أصْعَدْ عَلَى ظَهْرِي، فَصَعِدَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عَلَى ظَهْرِ طَلْحَةَ، فَرَفَعَهُ طَلْحَةُ، فَلَمَّا
أسْتَوَى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الصَّخْرَةِ، قَالَ: قَدْ أَوْجَبَ طَلْحَةَ، أَيْ: قَدْ وَجَبَتْ لَهُ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ،. » أَيْ فَوْزٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا، أَيْ عُمَرُ أَجْمَلُ مِنْ هَذَا.
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
كَانَ لِصَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَا، يَوْمَ بَدْرٍ، « يَوْمَ أَنْ قَالَ لَهُمْ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَا أَهْلَ بَدْرٍ، إِنَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلُ بَدْرٍ، وَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ، .» خَرَّجَهُ الْبُخَارِيُّ.
*اسْمَعْ يَا عَبْدَ اللَّهِ:-*
يَا مَنْ تَقَعُ فِي صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ، -صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَا، يَا مَنْ تَقَعُ فِي أَبِي بَكْرٍ، وَفِي عُمَرَ، وَفِي عَلِيٍّ، وَفِي عُثْمَانَ، وَفِي الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ-، إِنَّ اللَّهَ قَدْ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ، أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ،
الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى أَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
*أَمَّا بَعْدَ عِبَادِ اللَّهِ:-*
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
يَوْمٌ جَمِيلٌ، وَيَوْمٌ عَظِيمٌ، وَلَكِنْ يَوْمَ الْعُمُرِ، يَوْمُ أَنْ تَفُوزَ بِطَاعَةِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، يَوْمَ الْعُمُرِ، رُبَّمَا لَا يَسْتَطِيعُ الْإِنْسَانُ أَنْ يَنَامَ فِيهِ، إِلَى الْآنَ أَتَسَاءَلُ كَيْفَ نَامَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ؟، يَوْمَ أَنْ قَالَ: لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، « إِنِّي لَأُحِبُّكَ يَا مُعَاذُ،»
كَيْفَ نَامَ بِلَالٌ؟، يَوْمَ أَنْ قَالَ: لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، « إِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ، »
كَيْفَ نَامَ عَبْدَاللَّهِ بْنُ أُوَيْسٍ،؟ « حِينَمَا أَعْطَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَصَاهُ، وَقَالَ: لَهُ يَا عَبْدَاللَّهِ احْتَفِظْ بِهَا، فَإِنِّي بِهَا أَعْرِفُكَ فِي الْجَنَّةِ، فَإِنِّي بِهَا أَعْرِفُكَ فِي الْجَنَّةِ،»
كَيْفَ نَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ؟ يَوْمَ أَنْ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، « لَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ قُصُورِكَ فِي الْجَنَّةِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ الْقَصْرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ يَا عُمَرُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَوْ عَلَيْكَ أَغَارُ، يَانْبِي اللَّهُ.»
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
يَوْمَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ الشِّرْكِ، إِلَى التَّوْحِيدِ، يَوْمَ أَنْ تَتْرُكَ الذَّبْحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَالنَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَالْحَلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ،
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
يَوْمَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ الْبِدْعَةِ وَالْخُرَافَةِ، إِلَى السُّنَّةِ وَإِلَى التَّوْحِيدِ، وَإِلَى الْعِلْمِ.
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
يَوْمَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ ذُلِّ الْمَعْصِيَةِ، إِلَى عِزِّ الطَّاعَةِ، يَوْمَ الْعُمُرِ، يَوْمَ أَنْ تَكْمِلَ كِتَابَ اللَّهِ، يَوْمُ الْعُمُرِ يَوْمَ أَنْ تَكُونَ عَالِمًاً مُحْدِثًاّ فَقِيهًاً، يَوْمَ أَنْ تَكُونَ مُصْلِحًاً مُرْشِدًاً، يَوْمَ أَنْ تَكُونَ قُدْوَةً فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ، يَوْمَ الْعُمُرِ عَبْدَالِلَّهُ، يَوْمَ أَنْ يَنْزِلَ بِيكَ مَلَكَ الْمَوْتِ، وَتَأْتِيكَ الْمَلَائِكَةُ، فَتُبَشِّرُكَ بِالْمَغْفِرَةِ وَبِالرَّحْمَةِ وَبِالرِّضَا وَالرِّضْوَانِ،
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
وَجَدَهُ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، حِينَمَا أَخْبَرَهُمْ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-،« أَنَّ مِنْ أُمَّتِهِ سَبْعِينَ أَلْفًاًً، يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ، فَقَامَ عُكَّاشَةُ ، وَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أُدَعُ اللَّهَ أنْ يَجْعَلْنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنْتَ مِنْهُمْ يَا عُكَّاشَةُ ، فَقَامَ رَجُلٌ أُخَرُ، وَقَالَ: أُدَعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.» وَالْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحَيْنِ، أَيْ عُمَرٍ أَجْمَلُ لِعُكَّاشَةَ، مِنْ هَذَا الْيَوْمِ، يَوْمَ أَنْ بَشِّرَ بِالْجَنَّةِ، بَلْ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ، بَشَرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، أَنَّهُ مَعَ السَّبْعِينَ الْأَلْفِ، الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ لَا عَذَابٍ.
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
وَجَدُّهُ رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ، -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، عَنْ رَبِيعَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ:« كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَتَيْتُهُ بِوُضُوءِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ: لِي يَا رَبِيعَةُ سَلْ، فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: أَوْ غَيْرَ ذَاكَ يَا رَبِيعَةُ؟! قَالَ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ: فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ، فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ.»
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
يَوْمَ الْعُمُرِ، وَجَدَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ارَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، فِي يَوْمِ خَيْبَرَ، يَوْمَ أَنْ قَالَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ،« لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًاً، رَجُلًاً يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ.»
*اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ عِبَادِ اللَّهِ:-*
لَيْسَ الشَّأْنُ، أَنْ تُحِبَّ أَنْتَ، اللَّهُ وَالرَّسُولُ، فَكُلُّنَا يَدَّعِي أَنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ، وَيُحِبُّ رَسُولَ اللَّهِ، وَلَكِنَّ الشَّأْنَ كُلُّ الشَّأْنِ، أَنْ يُحِبَّكَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَأَنْ يُحِبَّكَ الرَّسُولُ -صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامَهُ عَلَيْهِ-، قَالَ الرَّاوِي، فَبَاتَ النَّاسُ يَدْكُونَ لَيْلَتَهُمْ، أَيُّهُمْ يُعْطَى الرَّايَةَ، حَتَّى قَالَ عُمَرُ: وَاَللَّهِ مَا تَمَنَّيْتُ الْإِمَارَةَ، إِلَّا يَوْمَئِذٍ.
فَلَمَّا أَصْبَحُوا غَدَوْا رَسُولَ اللَّهِ، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَى الرَّايَةَ، فَقَالَ: أَيْنَ عَلَيٌّ؟ فَقِيلَ هُوَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ ، فَدَعَا بِهِ فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ فَبَرَأَ، كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، ثُمَّ قَالَ: انْفُضْ عَلَى رِسْلِكَ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ.
وَلَعَلِّيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، يَوْمَ عُمَرَ ثَانِي، فِي تَبُوكَ حِينَمَا خَلَّفَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْمَدِينَةِ، فَحَزَنَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتُخَلِّفُنِي عَلَى النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، أَتُخَلِّفُنِي عَلَى النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، كَأَنِّي بِهِ يَقُولُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَمْ تَتْرُكْنِي مَعَ النِّسَاءِ، وَمَعَ الصِّبْيَانِ، وَمَعَ الْمَرْضَى، وَمَعَ الْعَجَزَةِ، وَلَا تُخْرِجْنِي، أُقَاتِلُ مُقَاتِلَةَ الشُّجْعَانِ، فَقَالَ: لَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-،« يَا عَلِيُّ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي، بِمَنْزِلَةِ هَاوُنَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي.»
*اللَّهُ أَكْبَرُ:-*
أَيُّ فَرْحَةٍ سَتَكُونُ لِعَلِي؟ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ، حِينَمَا بُشِّرَ بِهَذِهِ الْبِشَارَةِ الْعَظِيمَةِ، إِنَّهُ أَجْمَلَ عُمَرَ فِي حَيَاتِهِ، إِنَّهَا أَجْمَلُ سَاعَةٍ فِي حَيَاتِهِ، إِنَّهَا أَجْمَلُ لَحْظَةٍ فِي حَيَاتِهِ.
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
كَانَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُا، فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، حِينَمَا جَاءَتْ الْجُيُوشُ، إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمْ يَجِدْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مَا يُجَهَّزُ بِهِ تِلْكَ الْجُيُوشَ، فَبَاتَ مَهْمُومًاً مَغْمُومًاً، فَجَاءَ
ثانياً: الاجتهاد في تحقق سلامة الصدر؛ وتكون بإفشاء المحبة، ومدافعة دواعي الحقد والبغضاء، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الْحَسَدُ، وَالْبَغْضَاءُ، وَالْبَغْضَاءُ هِيَ: الْحَالِقَةُ، حَالِقَةُ الدِّينِ لَا حَالِقَةُ الشَّعَرِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا".
ثالثاً: تقوية رابط الأخوة الإيمانية؛ فالأخوة الإيمانية والغل لا يجتمعان في قلب واحد، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا)[الحشر: 9].
رابعاً: التواضع والعفو؛ قال -تعالى- في صفة المتقين من أهل الجنة: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[آل عمران: 134], وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد"(رواه مسلم). قال أبو حاتم: "التواضع يُكسب السلامة، ويُورِث الألفة، ويَرفع الحقد"(مسند أحمد).
خامساً: مقابلة إساءة الجاهل بالإحسان إليه؛ وتلك مرتبة عظيمة لا يصلها إلا عظيم ذو خلق فاضل كريم, قال -تعالى-: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)[فصلت: 34].
سادساً: الأعمال التي تجلب المودة بين المسلمين؛ كإفشاء السلام وصلة الأرحام, وتقديم الهدية, قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ"(مسند أحمد), وقال: "تهادوا تحابوا"(رواه البيهقي), وعند الترمذي: "تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر".
سابعاً: ترك الغضب؛ فهو سببٌ للأحقاد, فالغضب يتحول إلى كراهية وحقد وإرادة الانتقام, وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: للرجل الذي أمره أن يوصيه: "لا تغضب فردد مرارًا، قال: لا تغضب"(رواه البخاري).
اعلم -عبد الله- أن سلامتك في الآخرة مرهونة بسلامة صدرك على إخوانك المؤمنين, (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء: 88-89].
فطهِّروا قلوبكم -أيها المؤمنون- من كل داء يفسدها.
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأقوال والأفعال.
وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َhttps://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^((#آفة_الحقد ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]؛ أما بعد:
معاشر المسلمين: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله: إنَّ مِن أفضل الأعمال الصالحة سلامة صدر الإنسان؛ وذلك بأن يكون نقيًّا سليمًا من الحسد والحقد والغل؛ فليس أسعد للنفس ولا أطرد لهمومها من أن يعيش صاحبها في دنياه سليم الصدر نقي القلب، مبرَّأ من وساوس الضغينة وثوران الحقد.
وإن أفضل الناس في الدنيا هم الذين سلمت صدورهم, وصفت نفوسهم؛ لا يحملون غلاً، ولا حقدًا، ولا حسدًا، قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟, قَالَ: "كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ", قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ, فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟, قَالَ: "هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ, لَا إِثْمَ فِيهِ, وَلَا بَغْيَ, وَلَا غِلَّ, وَلَا حَسَدَ"(ابن ماجه)؛ ومعنى مخموم القلب: الذي منع عنه صاحبه وصرف عنه كل غلّ وحقد وحسد.
لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ *** أرحتُ نفسي من همِّ العداواتِ
إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ *** لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ
أيها الإخوة: الْحِقْدُ مرض فتاك؛ وحقيقته؛ كما بين ذلك أهل العلم: "هو طلب الانتقام، وتحقيقه: أنّ الغضب إذا لزم كظمه لعجز عن التشفّي في الحال رجع إلى الباطن واحتقن فيه فصار حقدا".
والحقد حمل ثقل على صاحبه؛ فيجعله في عيش تعيس وحال بئيس؛ لأن قلبه يغلي ناراً على مَن يحقد عليه.
كما أنه نوعٌ من الأخلاق الرديئة وأقبحها, لا يكون في قلب مليء بالإيمان؛ لأن المؤمن امتلأ قلبه بالمحبة وإرادة الخير للناس, وإذا ملئ القلب بذلك الخير فلن يجد الحقد مكاناً ينزل فيه، وإذا كان القلب فارغاً من حب الآخرين، فسيحل محله نقيض الحب، وهو الحقد على كل مَن لم يكن له نصيب من المحبة، وسيجد ذلك المرض القلبي مرتعاً خصباً يسكن فيه.
الحقد داءٌ دفين ليس يحمله *** إلا جهول مليء النفس بالعلل
مالي وللحقد يشقيني وأحمله *** إني إذن لغبيٌ فاقد الحيل
أيها المسلمون: الحقد من الكبائر, وقد أورد الإمام ابن حجر الهيتمي في كتاب (الزواجر عن اقتراف الكبائر)، وقرنه بالغضب والحسد, وقال: "لما كانت هذه الثلاثة بينها تلازم وترتب؛ إذ الحسد من نتائج الحقد، والحقد من نتائج الغضب كانت بمنزلة خصلة واحدة، وذمُّ كلٍّ يستلزم ذمَّ الآخر".
فالحقد خصلة قبيحة مذمومة, دلنا على قبحها أن الله بيَّن أن مِن تمام منّته، وفضله على أهل الجنة أن طهّر قلوبهم من الغل، قال -تعالى-: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ)[الأعراف: 43], وقال: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ)[الحجر:47].
وقد بيَّن الله -سبحانه- أن هذه الصفة القبيحة موجودة في قلوب المنافقين, وأنه -تعالى- قادر على فضحهم بإبراز ما في قلوبهم من ضغن وحقد؛ فقال: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ)[محمد:29].
واعلموا -عباد الله- أن للحقد أسبابًا توقع فيه وبواعث تؤدي إليه، أهمها:
الحرمان مع الحسد؛ فالله -تعالى- قد يحرم المرء نعمة من النعم من مال، أو وظيفة، أو وجاهة، أو لسان، أو ذكاء، ونحو ذلك، ويعطيها غيره اختباراً وابتلاءً للفريقين؛ فيمتلئ المحروم حقدًا وغلاً من داخله، ناسيًا أن الله -عز وجل- يقسم النعم على عباده تبعًا لما سبق في علمه، ولحكمةٍ بالغةٍ تخفى علينا, وإنما علينا التسليم والرضا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َhttps://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
5- عَدَمُ تَجاوُزِ الهَفَواتِ والزَّلاَّتِ، وتجاهُلُ الأجرِ والثوابِ الذي يعود على المُتَجاوِزِ؛ يجعل العلائِقَ بين المسلمين لَيِّنَةً، وغيرَ مَتِينَةٍ.
6- ضَعْفُ الصِّلَةِ بين المسلمين على أساسٍ متينٍ من الحبِّ في الله -سبحانه-، وعقيدة الموالاة والمُعاداة.
7- الحَسَاسَيَّةُ المُفْرِطَةُ في تفسيرِ الألفاظِ والتَّصَرُّفاتِ، وحملها على غير محملها الصحيح.
8- تَرْكُ مُراقَبَةِ اللهِ -تعالى- في المقاصِدِ، والنِّياتِ، والأقوالِ، والأفعال.
9- طَبِيعَةُ البِيئَةِ التي يَعِيشُ فيها الإنسانُ، والتي تكون الغِيبَةُ مائِدَتَها، وبَسْطُ الحديثِ عن "فُلانٍ" و"فُلانٍ"، والسُّخريةُ من الناس، والتَّنَدُّرُ بهم. وبعضُهم إذا جاءه الخَبَرُ بأنَّ "فلانًا" يتكلَّم فِيك؛ تَغَيَّرتْ نظرَتُه له، وانْقَلَبَ حُبُّه له بُغْضًا.
10- تَمَكُّنُ حُبِّ الدُّنيا فِي قُلوبِ ضِعَافِ النُّفُوسِ حتى أصبحَ التَّنافُسُ فيها وعليها ظاهرًا، مع استشرافِ النَّفْسِ لما عند الآخَرِين من أُمورِ الدُّنيا الزَّائلة، وتركُ القناعةِ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّوكَ"(صحيح، رواه ابن ماجه).
11- حُبَّ الشُّهْرَةِ، ولا سيما في هذا الزَّمان؛ فإنَّ حُبَّ الظُّهورِ والاستعراضَ الزَّائِفَ قَصَمَ الظُّهورَ، وأوْغَرَ الصُّدورَ، وكَراهِيَةَ مَنْ فاقَهُ في بَعضِ الأُمور، قَالَ الفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ -رحمه الله-: "مَا مِنْ أَحَدٍ أَحَبَّ الرِّئَاسَةَ إِلَّا حَسَدَ، وَبَغَى، وَتَتَبَّعَ عُيُوبَ النَّاسِ، وَكَرِهَ أَنْ يُذْكَرَ أَحَدٌ بِخَيْر".
12- كثرةُ الخُلْطَةِ بين النَّاسِ مع نِسيانِ مُحاسبةِ النَّفْسِ، وتزكِيَتِها.
13- الاسْتِعْجالُ وعدمُ التَّرَوِّي والتَّثَبُّتِ في إصدار الأحكام على الآخرين، وربما جاء الخَبَرُ من إنسانٍ فاسِقٍ، عن طريقِ كذَّابٍ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)[الحجرات: 6].
14- التَّهْرِيجُ، وكَثْرَةُ المِزاحِ: وإطلاقُ اللِّسانِ في هذا الجانب، بلا ضابِطٍ، ولا رابِطٍ، والإكثارُ من السُّخريةِ والاستهزاءِ بالناس، وعلى نَقِيضِ ذلك: تَرْكُ إفشاءِ السلام، وغيابُ بَسْطِ الوجْهِ، وتقطيبُ الجَبِينِ، والغِلْظَةُ والشِّدَّةُ، والجَفاءُ في المعاملة.
15- إِساءَةُ الظَّنِّ بِالآخَرِينَ: بعضُهم يُبْرِزُ جانِبَ إساءَةِ الظَّنِّ قبلَ الإحسان، فمَنْ كان كذلك؛ فَتَحَ على نفسِه بابًا عظيمًا من الغِلِّ والحِقْدِ، يصعب أنْ يَسْلَمَ قلبُه منه، ويُنَقِّيه مِمَّا يَعتَرِيه، وفي الحديث: "فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ؟"(رواه مسلم)، فتَتَكاثَرُ على قلبه هذه الأوساخُ والأحقادُ حتى يَمْتَلِأَ بِالغِلِّ.
16- الغَفْلَةُ عَنْ سِيَرِ الأنبياءِ والصَّالِحِينَ في مواقفهم مع الناس، وكيف كانت شفقتُهم على المسيئين لهم؛ قَولاً وفِعْلاً.
17- الفَراغُ القَاتِلُ عند كثيرٍ من الناس إلاَّ مَنْ رحم ربُّك؛ مما يتيح الفرصةَ لاشتغال النَّفْسِ بالتفكير السلبي الذي يعود عليها بالضَّرَرِ، وعدمِ سلامةِ الصَّدر.
18- اتِّباعُ الهَوَى فإنَّ كثيرًا مِمَّا ذُكِرَ من الأسباب ما هو إلاَّ بِسَبَبِ اتِّباعِ الهوى، وسيطرتِه على القلوب؛ كما قال ابن تيمية -رحمه الله-: "وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ مُجَرَّدَ نُفُورِ النَّافِرِينَ أَوْ مَحَبَّةِ الْمُوَافِقِينَ: لَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ قَوْلٍ، وَلَا فَسَادِهِ؛ إلَّا إذَا كَانَ ذَلِكَ بِهُدًى مِنْ اللَّهِ؛ فَإِنَّ اتِّبَاعَ الْإِنْسَانِ لِمَا يَهْوَاهُ، هُوَ أَخْذُ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ الَّذِي يُحِبُّهُ، وَرَدُّ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ الَّذِي يُبْغِضُهُ بِلَا هُدًى مِنْ اللَّهِ".
19- الاسْتِجابَةُ لِوسَاوِسِ الشَّيطانِ فإنَّ طاعةَ الشيطانِ تُؤدِّي إلى إيقاع العداوةِ والبغضاءِ، وامتلاءِ القلوب بالغِلِّ والحِقْدِ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ"(رواه مسلم).
20- الحَسَدُ ولا سيما بين الإِخوةِ، والأَحبةِ، والأقرباءِ، والأصدقاءِ، والجيران، فهذا من أعظمِ أسبابِ الحقدِ، والغِلِّ، والشَّحناءِ، والبَغضاءِ، والتَّقاطُعِ، والتَّهاجُرِ.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
'_^((#ذنوب_الخلوات_أصل_الإنتكاسات ))^_.doc'
Читать полностью…فَيَا عِبَادَ اللَّهِ : مَا أحْوَجْنَا إلَى أنْ نَتُوبُ، إلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ ، خَاصَّةً ذُنُوبَ الخلَوَاتٍ ، خَاصَّةٍ ذُنُوبَ الظُّلُمَاتِ ، خَاصَّةً ذُنُوبَ الْجَوَّالَات ، خَاصَّةً ذُنُوبَ الشَّبَكَاتِ .
يَا عَبْدَ اللَّهِ ! يَا مَنْ مِنْ اللَّهِ عَلَيْكَ بِالِإسْتِقَامَةِ ، وَصَلَاحِ الظَّاهِرِ ، إيَاكَ وَذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ ،
يَا مِنَ كتب اللَّهِ لَكَ الْقَبُولُ ! فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ ، إيَاكَ أنْ تُفْسِدُ ذَلِكَ بِذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ.
يَا مَنْ جَمَلَكَ اللَّهُ بِالصُّورَةِ الْحَسَنَةِ ! وَبِاللِّسَانِ الْحَسَنِ ، وَبِالْقُرْآنِ الْجَمِيلِ ، إيَاكَ وَذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ ، إيَاكَ إيَاكَ أنْ تَجْعَلْ اللَّهَ أهْوِنِ النَّاظِرِينَ إلْيَكَ.
إيَاكَ أنْ تَغْتَرُّ بِمَدْحِ النَّاسِ! وَبِكَلَامِ النَّاسِ ، وَبِثَنَاءِ النَّاسِ ، فَإنَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- هُوَ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ وَاخْفَى.
فَيَا عِبَادُ اللَّهِ : عَلَيْنَا أنْ نُرَاقِبُ اللَّهَ فِي الْخَلَوَاتِ ، وَفِي الظُّلُمَاتِ ، وَفِي الْجَلَوَاتِ، عَبْدُ اللَّهِ ! وَأنْتَ تَقْلِّبُ الْجَوَالَ ، وَتَنْظُرُ إلَى الْكَاسِيَات الْعَارِيَّاتُ الْمَائِلَاتُ! ، تَذْكَرُ أنَّ اللَّهَ يَرَىك ! لِمَّا أغْلَقَتِ الْأبْوَابُ وَأطْفَأْتِ النُّورَ وَنَسِيت الذي خلق الظلام ، وَنَسِيتُ اللَّهَ ! ، لِمَ جَعَلْتُهُ أهْونَ النَّاظِرِينَ إلْيكَ؟! لِمْ تَسْتَخِفْ بِعَظَمَةِ اللَّهِ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.!!!
فَيَا عَبْدُ اللَّهِ ! إيَاكَ أنْ تَغْتَرُّ بِعَفْوِ اللَّهِ، وَبِكَرَمِ اللَّهِ ، فَإنَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- قادر أنْ يَفْضحْكَ فِي الدُّنْيَا ، وَتَأَمَّلُوا -عِبَادَ اللَّهِ- فِي سِيرَةِ النَّاسِ.
كَمْ مِمَّنْ كَانَ لَهُ ظَاهِرٌ حَسَنٌ؟! وَمَنْطِقٌ حَسَنٌ ، وَاسْتِقَامَةٍ حَسَنَةٍ ، لَرُبَّمَا أنْصَدْ عَنْ دِينِ اللَّهِ ، وَلَرُبَّمَا وَقَع فِي الزَّلَلِ ، وَفِي الْفُجُورِ ، وَلَرُبَّمَا فَضَحَهُ اللَّهُ ، وَالسَّبَبُ فِي ذَلِكَ ذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ.
يَا عَبْدَ اللَّهِ : إنْ ذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ ، قَدْ تخْفِيهَا عَنْ النَّاسِ ، وَفِي آخْرِ الْمَطَافِ يَفْضَحْكَ اللَّهُ ، قَبْلَ مَوْتِكَ وَبَأيَامَ وَيَخْتِمُ لَكَ بِالْخَاتِمَةِ السَّيِّئَةِ ، فَإيَاكَ إيَاكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ ، رَاقِبَ اللَّهَ فِي حَرَكَاتِكَ ، فِي سَكَنَاتِكَ ، فِي كُلِّ أقْوَالِكَ .
هَذَا وَصَلُّوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَلَى مَنِ أمْرْتُمْ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ عُمُومًا ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى وَلَمْ يَزَلْ قَائِلًا عَلِيمًا ؛ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]
اللَّهُمَّ صَلِّى وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلْهِ وَصَحْبِهِ وَأرْضَى اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ ، عَنِ أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانَ ، وَعَلِيٍّ ، وَعَنْ سَائِرٍ الصحابه وَالتَّابِعِينَ يَا أرْحَمِ الرَّاحِمِينَ ، وَأنًا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ يَا أكْرِمِ الْأكْرَمِينَ.
اللَّهُمَّ أعْزِ الْإسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَانْصُرِ الِإسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ دَمِّرْ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ.
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْمُعْتَدِينَ عَلَى الْيَمَنِ.
اللَّهُمَّ أجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمْنًا مُطْمَئِنًّا، وَسَائِرُ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ أجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمْنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ اللَّهُمَّ حْلِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ.
اللَّهُمَّ إنْهُ لَا يَمْنَعُنَا مِنْ ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ إلًّا أنْتَ ، اللَّهُمَّ فَاقْذِفْ فِي قُلُوبِنَا الِإيْمَانَ وَاقْذِفْ فِي قُلُوبِنَا خَشْيَتَكَ وَمَحَبَّتَكَ حَتَّى نَتْرُكَ ذُنُوبَ الْخَلَوَاتِ ،
اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْنَا مِنْ ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ.
اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْنَا مِنْ ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ.
اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْنَا مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ وَالسَّيِّئَاتِ ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .وأقم الصلاة
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
يَا مَنْ تَظْلِمْ زَوَّجَتُكَ أيْنَ اللَّهَ؟!
يَا مَنْ تَرْتَكِبُ الْفَوَاحِشَ، وَالْغَدَرَاتِ وَالْفَجَرَاتِ، أيْنَ اللَّهُ؟!
سُؤَالٌ مُهِمٌّ يَجِبُ أنْ نَطْرَحُهُ عَلَى أنْفُسِنَا جَمِيعًا ، أيْنَ اللَّهُ فِي حَيَاتِنَا؟! أقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأسْتَغْفِرِ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إنْهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،
واشْهَدِ أنْ لَا إلْهُ إلَا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأشْهَدِ أنْ مُحَمَّدًا عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلْهِ وَصَحْبِهُ أجْمَعِينَ،
أمًّا بَعْدَ عِبَادِ اللَّهِ: ذُنُوبُ الْخَلَوَات، مِنْ أعْظَمْ مَا يُمْكَرُ بِالْعَبْدِ بِسَبَبِ ذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ، فَذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ، تُسْقِطُ الْعَبْدَ مِنْ عَيْنِ اللَّهِ ، وَتَسْقُطُ مَهَابَتُهُ عِنْدَ النَّاسِ ، وَإنْ تزَينُ لِلنَّاسِ فِي الظَّاهِرِ ، إلَا أنَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- يُلْقِي الْبُغْض فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ مِنْهُ، وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ.
قَالَ بْنُ الْجَوْزِيِّ -رَحِمَ اللَّهُ-: " الْحَذَرُ الْحَذَرُ مِنْ الذُّنُوبِ ، خُصُوصًا ذُنُوبَ الْخَلَوَات، فَإنْهَا تُسْقِطُ الْعَبْدَ مِنْ عَيْنِ اللَّهِ ، وَتَسْقُطُ مَهَابَتُهُ عِنْدَ النَّاسِ ، وَرُبَّمَا تَظَاهَرَ الْعَبْدُ لِلنَّاسِ بِالصَّلَاح ، فَيُظْهِرُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- مَا كَانَ يُخْفِيهِ عَنْ أعْينِ النَّاسِ، ليفضحه اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ النَّاسُ أنْ هُنَاكَ رِبًّا يُجَازِي عَلَى الزلَل. "
قَالَ بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ : "إيَاكَ أنْ تَكُونُ وَلِيًّا لِلَّهِ فِي الظَّاهِرِ ، عَدُوًّا لَهُ فِي الْبَاطِنِ."
وَقَالَ بْنُ سَحْنُونٍ : " إيَاكَ أنْ تَكُونُ عَدُوًّا لَإبْلِيسَ فِي الظاهر ، وَصْدِيقًا لَهُ فِي السِّرِّ. "
وَقَالَ بْنُ الِإعْرَابِيِّ : "أخْسَرْ الْخَاسِرِينَ مَنْ أظْهَرَ لِلنَّاسِ صَالِحَ عَمَلَهُ ، وَأظْهَرْ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- قَبِيحَ فَعَالِهُ، أوْ كَمَا قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ. "
مَعْشَرُ الْمُؤْمِنِينَ : أعْيذْكُمْ بِاَللَّهِ أنْ تَكُونُوا مِمَّنْ طَابَتْ عَلَانية، وَخَابَتْ سَرِيرَتُهُ ، وَخَابَتْ سَرِيرَتُهُ ، طُقُوسٌ وَعِبَادَاتٍ فِي الظَّاهِرِ ، وَمَعَاصِي فِي الْخَلَوَاتِ وَالظُّلُمَاتِ.
فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُلْقَى فِي النَّارِ ، ثُمَّ تَخْرُجُ أمْعَاؤُهُ ثُمَّ تَخْرُجُ أمْعَاؤُهُ مِنْ بَطْنِهِ ، فَيَدُورُ عَلَيْهَا كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ عَلَى رحَاهُ ، فَيَجْتَمِعُ عَلَيْهِ أهْلُ النَّارِ ، فَيَقُولُونَ : يَا فُلَانُ ! ألسِّتُّ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ؟ فَيَقُولُ : بَلَى ، كُنْتُ آمْرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ ، وَأنْهَاكُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ.» وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) [النساء: 108]
ذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ : مُدَمَّرَاتٌ، لِلْعَبْدِ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَةِ يَعْصِي اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- العبد ـ فِي ظُلْمَةٍ ، أوْ خَلْفَ جِدَارٍ ، أوْ فِي ظَلَامٍ ، أوْ فِي غُرْفَتِهِ ، فِي مَكَانٍ لَا يَرَاهُ فِيهِ إلَا اللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ، ثُمَّ يَنْسَى ذَلِكَ الذَّنْبَ، فَإذَا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُفَاجَأُ ، بِتِلْكَ الْغَدَرَاتِ، وَالْفَجَرَاتِ، وَبِتِلْكَ الْمَعَاصِي، تُعْرَضُ عَلَيْهِ، وَيَُفْضَحُ أمَامَ الْخَلْقِ ، فَمَا أهْوَنَ الْعَبْد عَلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟
هُنَالِكَ يَكُونُ الْحَالُ كَمَا قَالَ الْمَلِكُ الْمُتَعَالُ : (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَوَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) [الزمر: 47]
مَا أشْدَّ مَرَارَةَ الِإنْتِكَاسِ : (يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [الحديد: 14]
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^((#أَشْهُـرُ الْحَـجِّ وَالأَشْهُـرُ الْحُـرُمُ ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ الْأَوْقَاتَ مَوَاسِمَ لِلطَّاعَاتِ ؛ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ رَبُّ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَفْضَلُ الْمَخْلُوقَاتِ ؛ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ .
أمَّا بَعْدُ : فَيَا أَيُّهَا النَّاسُ : أُوصِيكُم وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ .
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : إِنَّ للهِ تَعَالَى الْحِكْمَةَ الْبَالِغَةَ فِيمَا يَصْطَفِي مِنْ خَلْقِهِ ، اصْطَفَى مِنَ الْمَلَاَئِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ، وَاصْطَفَى مِنَ الْكَلَاَمِ ذِكْرَهُ ، وَاصْطَفَى مِنَ الْأَرْضِ الْمَسَاجِدَ ، وَاصْطَفَى مِنَ الْشُّهُورِ رَمَضَانَ وَالْأَشْهُرَ الْحُرُمَ ، وَاصْطَفَى مِنَ الْأَيَّامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَاصْطَفَى مِنَ الَّليَالِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ .
وَعَظَّمَ اللهُ الْأَشْهُرَ الْحُرُمَ ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ الْمُحْكَمِ : ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ﴾ ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : «إنَّ الزَّمَـانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَته يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرَاً ، مِنْهَا أرْبَعَةٌ حُرُمٌ ، ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ : ذُو القَعْدَة ، وذُو الحِجَّةِ ، وَالمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشعْبَانَ» .
أَمَّا أَشْهُرُ الْحَجِّ ، فقَالَ تَعَالَى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : «وَهُنَّ: شَوَّالُ ، وَذُو الْقَعْدَةِ ، وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ، جَعَلَهُنَّ اللهُ سُبْحَانَهُ لِلْحَجِّ ، وَسَائِرِ الشُّهُورِ لِلْعُمْرَةِ ، فَلَا يَصْلُحُ أَنْ يُحْرِمَ أَحَدٌ بِالْحَجِّ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ ، وَالْعُمْرَةُ يُحْرِمُ بِهَا فِي كُلِّ شَهْرٍ» .
وَبَيْنَ أَشْهُرِ الْحَجِّ وَالْأَشْهُرِ الْحُرُمِ بَعْضُ التَّدَاخُلِ ، إِذْ إِنَّ ذَا الْقَعْدَةِ وَعَشْرًا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ مِنْ أَشْهُرِ الْحَجِّ وَالأْشْهُرِ الْحُرُمِ ، أَمَّا شَوَّالُ فَهُوَ مِنْ أَشْهُرِ الْحَجِّ فَقَطْ ، وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبٌ مِنَ الأْشْهُرِ الْحُرُمِ فَقَطْ .
وَقَدْ خَصَّ اللهُ تَعَالَى الأْشْهُرَ الْحُرُمَ بِبَعْضِ الْأَحْكَامِ ، مِنْهَا : تَحْرِيمُ الْقِتَالِ فِيهِنَّ ، قَالَ تَعَالَى : ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ .
وَمِنَ الْأَحْكَامِ تَحْرِيمُ الظُّلْمِ فِيهِنَّ ، قَالَ تَعَالَى : ﴿مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ﴾ .
وَالظُّلْمُ فِيهِنَّ أَنْوَاعٌ كَثِيرَةٌ ؛ أَعَظْمُهَا : الظُّلْمُ فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى ، وَذَلِكَ بِالشِّرْكِ دِقِّهُ وَجِلِّهِ، ظَاهِرِهِ وَخَفِيِّهِ ، قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ ، وَصَاحِبُهُ خَالِدٌ فِي النَّارِ ، قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ .
وَمِنْهَا : الظُّلْمُ فِي حَقِّ رَسُولِ اللهِ ﷺ ؛ وَذَلِكَ بِسُلُوكِ الْبِدَعِ وَالْمُحْدَثَاتِ فِي الدِّينِ ، فَفِي السُّنَنِ وَغَيْرِهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ : «إِيَّاكُمْ ومُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلَّ ضَلَاَلَةٍ فِي النَّارِ» .
فَعَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللهُ ، وَعَظِّمُوا مَحَارِمَ اللهِ ، وَعَظِّمُوا شَعَائِرَ اللهِ ، ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
قال: فيأمرُ به فيذبحُ، ثم يقال يا أهلَ الجنةِ خلودُ فلا موت، ويا أهلَ النارِ خلودُ فلا موت"، ثم قرأ (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) [صحيح البخاري: 4730]. آه من تأوه حين إذٍ لا ينفع، ومن عيونٍ صارت كالعيون مما تدمع.
عباد الله: احذروا الغفلة، فإنها حجاب كثيف يغطي الْقُلُوب، فَلَا ترى مَا وَرَاءه، والغفلة وقر فِي الآذان عَظِيم، فَلَا يسمع من نَاصح دعاءه، نسأل الله السلامة والعافية.
اللهم املأ قلوبنا ثقة بك، وتوكلاً عليك، ومحبة لك، اللهم إنا نسألك إيمانًا صادقًا، ولساناً ذاكرًا، وقلبًا خاشعًا. اللهم أحسن لنا الختام، وارزقنا الإخلاص في الأقوال والأعمال.
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنها سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، اللهم وفقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َhttps://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلا انْتَقَشَ" [صحيح البخاري 2887].
إن عبادة الدرهم والدينار والخميصة والقطيفة ليس ناتجًا عن عقل صحيح، ولا عن قلب سليم، بل من غفلة أعمتهم، حتى غدا الإنسان في زماننا يتخبط في مكابدته لهذه الحياة، يتجاهل أنه خُلِق من أجل غاية، وغاية واحدة فقط، وهي عبادة الله وحده.
أيها المسلمون: أليس عجيباً أن يعرض المسلم عن الله؟! أليس عجيباً أن يتغافل المسلم عن لقاء مولاه وأن يقضي جل عمره في معصية الله -جل وعلا-؟! قال تعالى: (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ) [النمل:66]، فكن على حذر، -يا عبد الله- من أن تكون كهؤلاء الغافلين، فإذا تزود الناس بالدراهم والدنانير والسيارات والمساكن والثياب؛ فتزود أنت بالعلم النافع: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) [طه:114]، فلا تكن من الغافلين، ولا تتزود من الحطام، وتزود من العلم النافع الذي تنمي به عقلك وقلبك وفكرك، وتكون به من السعداء يوم القيامة.
عباد الله: حريٌّ بكلّ مسلم ينشد الفلاح والنجاة لنفسِه أن يستفتح عامه بوقفة تأمّلٍ ومحاسبةٍ، يراجعُ فيها نفسه، وينظرُ إلى ما قدّم فيما مضى من عُمرِه، ويلقِي عن عاتقه رداءَ الغفلة، فإنّ كلَّ يوم ينقضي يدني من الأجل.
لنتذكر -إخواني في الله- أننا مسؤولون أمام الله عن أعمارنا وأوقاتنا، فهلموا نحاسبْ أنفسنا، وننظرْ في كتاب أعمالنا، كيف طويناه، وعن وقتنا كيف قضيناه. فإن وجدنا خيراً حمدنا الله وشكرناه، وإن وجدنا شراً تبنا إلى الله واستغفرناه.
أيها المسلمون: لا بد من التخفف من الدنيا وعدم الركون إليها؛ فالانغماس في ملذات الدنيا وترفها والركون إليها ينشأ من الغفلة عن الآخرة، وتشتت القلب، ولذا تجد الكذب وصوره يكثر في مواقع التجار وتعاملاتهم أكثر من غيرهم.
عباد الله: إن التكاثر في الأموال والأولاد واتباع الشهوات شغل أهل الدنيا، وألهاهم عن الله والدار الآخرة، حتى حضرهم الموت وهم غافلون عما به فوزهم وفلاحهم: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [التكاثر: 1-8]. فاستمع إلى قضاياها الكبرى يقول -سُبحَانَهُ وَتَعَالَى-: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) [التكاثر:1] هكذا تبدأ السورة بهجوم على القلوب اللاهية بالدنيا، فتبدأ السورة بهجوم يوقظ الغافلين؛ لينتبهوا، كأن الآية توصيهم.. فكروا تدبروا حاسبوا، وراءكم عقاب، وراءكم حساب، وراءكم ثواب، وراءكم جنة ونار ففكروا وتدبروا.
فيا حسرة من شغله التكاثر عن ربه إذا عاين تكاثره هباءً منثوراً, وعلم أن دنياه التي كاثر بها إنما كانت خداعاً وغروراً, ووجد عاقبة تكاثره عليه لا له, وخسر هنالك تكاثره, وبدا له من الله ما لم يكن في حسابه، قال تعالى محذراً عباده من سيطرة هذه الغفلة عليهم مبينًا لهم عواقبه الوخيمة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون: 9 - 11].
والتكاثر -عباد الله- على أقسام: منه التكاثر بالأموال، وهذا الذي تشير إليه الآيات ويدل عليه أيضاً الحديث عن الرسول أنه قرأ يوماً هذه السورة فقال -عليه الصلاة والسلام-: "يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي, وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟!" [صحيح مسلم 2958]، وانظر إلى هذا التعبير القرآني اللطيف في كلمة (زرتم) فكأن الميت في قبره ما هو إلا زائر وحتماً ستنقضي مدة الزيارة وإن طالت؛ ليرى نفسه بعد هذه الزيارة قد وقف بين يدي الله -جل وعلا- ليسأل عن كل شيء قدمه في هذه الحياة.
أيها الإخوة: كل من شغله تكاثره عن الله والدار الآخرة، كان من أعظم أسباب عذابه، فعذب بتكاثره في دنياه، ثم عذب به في البرزخ، ثم يعذب به في يوم القيامة: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ
﴿ إِنَّ ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ تَتَنَزَّلُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَلَّا تَخَافُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَبۡشِرُوا۟ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِی كُنتُمۡ تُوعَدُونَ نَحۡنُ أَوۡلِیَاۤؤُكُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۖ﴾[فصلت : ٣٠] هَذَا هُوَ يَوْمُ
الْعُمْرِ، هَذَا هُوَ حَقِيقَةُ يَوْمِ الْعُمْرِ، يَوْمَ أَنْ تُبَشَّرَ بِالْجَنَّةِ، يَوْمَ أَنْ تُبَشَّرَ بِالرِّضْوَانِ، يَوْمَ أَنْ تُبَشَّرَ بِالنَّعِيمِ، يَوْمَ الْعُمُرِ يَوْمَ أَنْ تُطْرَحَ فِي قَبْرِكَ، فَيَأْتِيَ إِلَيْكَ الْمَلِكَانِ، فَيَقُولَانِ لَهُ مِنْ رَبِّكَ؟ مِنْ نَبِيِّكَ؟ مَا دِينُكَ؟ فَتَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ، وَدِينِي الْإِسْلَامِ، «فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ قَدْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفْرَشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًاً إِلَى الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًاً إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، حُسَنُ الثِّيَابِ، حَسْنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ.»
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
يَوْمَ أَنْ تَكُونَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ،
وَتَرَى الصَّحَائِفُ تَتَطَايَرُ، فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَأْخُذُ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُ الْكِتَابَ، مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ، وَأَنْتَ تَأْخُذُ الْكِتَابَ بِيَمِينِكَ، فَتَطِيرُ فَرَحًاً بَيْنَ الْخَلَائِقِ.
﴿ هَاۤؤُمُ ٱقَۡرَءُوا۟ كِتَٰبِیَهِۡ إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلَٰقٍ حِسَابِیَهِۡ ﴾[الْحَاقَّةِ : ٢٠]
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
« يَوْمَ أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَيُنَادِي مُنَادً، وَقَدْ وُضِعَ الْمَوْتُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُنَادِي الْمُنَادِي يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَشْرَئِبُونَ وَيَنْظُرُونَ يَقُولُونَ نَعَمْ، إِنَّهُ الْمَوْتُ، فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ، ثُمَّ يُقَالُ، يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، قَالَ: النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْهِمْ أَلَّا يَمُوتُوا لَمَاتُوا مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ. »
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
يَوْمَ أَنْ تَسْمَعَ الْمُنَادِي يُنَادِي فِي الْجَنَّةِ، « يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ هَلْ تُرِيدُونَ شَيْئًاً أُعْطِيكُمْ، فَيَقُولُونَ يَا رَبَّنَا وَأَيُّ شَيْءٍ نُرِيدُ، وَقَدْ غَفَرْتُ لَنَا، وَقَدْ تَجَاوَزْتَ عَنَّا، وَقَدْ ادْخَلَتْنَا الْجَنَّةَ، وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا، مَا لَمْ تُعْطِيهِ أَحَدٌ مِنْ الْعَالَمِينَ، فَيَقُولُ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَكُمْ أَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ، فَيَقُولُونَ مَا هُوَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ أَحِلَّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ ابْدًا. »
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
يَوْمَ أَنْ تَكُونَ فِي الْجَنَّةِ،« فَتَسْمَعُ الْمُنَادِيَ يُنَادِي، يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ مَوْعِدًاً عِنْدَ رَبِّكُمْ يُرِيدُ أَنْ يُنَجِزَكُمُوهُ، فَيَقُولُونَ مَعَهُ، أَلَمْ يَبْيَضْ وُجُوهَنَا، وَيُثْقِّلَ مَوَازِينُنَا، وَيُدْخِلُنَا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ لَهُمْ الْمُنَادِي، إِنَّ رَبَّكُمْ، إِنَّ رَبَّكُمْ، يَطْلُبُ مِنْكُمْ أَنْ تَزُورُوهُ، فَيَأْتُونَ إِلَى مَكَانٍ وَقَدْ أُعِدَّتْ لَهُمْ الْمَقَاعِدُ، فَيَقْعُدُ بَعْضُهُمْ عَلَى مَقَاعِدِ الذَّهَبِ، وَبَعْضُهُمْ عَلَى مَقَاعِدِ الْفِضَّةِ، وَأَدْنَاهُمْ عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ، وَلَيْسَ فِيهِمْ دَنِيٌّ، ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ اللَّهُ، وَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ، الَّذِي عَبَدُوهُ، وَاَلَّذِي صَلَّوْا لَهُ، وَاَلَّذِي صَامُوا لَهُ، وَاَلَّذِي جَاهَدُوا لَهُ، وَاَلَّذِي بَذَلُوا الْأَرْوَاحَ وَالنُّفُوسَ مِنْ أَجْلِهِ سُبْحَانَهُ، فَيَنْظُرُونَ إِلَى وَجْهِهِ، وَيَتَمَتَّعُونَ بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِهِ، فَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْهِمْ أَلَّا يَمُوتُوا، لَاحْتَرَقُوا مِنْ جَمَالِ وَجْهِهِ، -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-،.» وَهُوَ أَكْمَلُ نَعِيمٍ فِي الْجَنَّةِ، هَذَا هُوَ يَوْمُ الْعُمُرِ عَبْدُ اللَّهِ، لَيْسَ فِي أَشْيَاءِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ، وَلَيْسَ فِي أَشْيَاءِ الدُّنْيَا الزَّائِلَةِ، وَإِنَّمَا يَوْمُ الْعُمْرِ الْحَقِيقِيِّ، يَوْمَ أَنْ تُنَالَ الْجَوَائِزُ، الْكَبِيرَةُ الْعَظِيمَةُ فِي الْآخِرَةِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ، وَانْصُرْ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَدَمِّرْ أَعْدَائِكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
عُثْمَانُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، بِأَلْفِ دِينَارٍ، فَنَثَرَهَا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ، « فَجَعَلَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يُقَلِّبُهَا فِي حِجْرِهِ وَيَقُولُ: مَا ضَرَّ عُثْمَانُ، مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ، مَا ضَرَّ عُثْمَانُ، مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ،» وَالْحَدِيثُ عِنْدَ أَحْمَدَ، وَيُحَسِنُهُ الْعَلَّامَةُ الْأَلْبَانِيُّ.
*اللَّهُ أَكْبَرُ عِبَادِ اللَّهِ:-*
انْظُرُوا إِلَى صَحَابَةِ رَسُولٍ،
أَبُو بَكْرٍ يَأْتِي بِمَالِهِ كُلِّهِ، وَعُمَرُ يَأْتِي بِنِصْفِ مَالِهِ، وَعُثْمَانُ يُجَهِّزُ جَيْشٌ بِأَكْمَلِهِ، وَأَبُو الدَّحْدَاحِ يُنْفِقُ أَنْفُسَ مَزَارِعِهِ، فِي سَبِيلِ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
*يَوْمَ الْعُمْرِ:*
كَانَ لِأُمِّ حَرَامٌ الْأَنْصَارِيَّةِ، فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، « نَامَ عِنْدَهَا فِي الظَّهِيرَةِ، فَاسْتَيْقَظَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا يُضْحِكُكَ؟ مَا يُضْحِكُكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ يَا أُمَّ حَرَامٍ، عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ مِنْ أُمَّتِي، عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ مِنْ أُمَّتِي، يَرْكَبُونَ الْبَحْرَ، كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأُسِرَّةِ، فَقَالَتْ: ادْعُوا اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: أَنْتَ مِنْهُمْ، فَنَامَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاسْتَيْقَظَ وَيَضْحَكُ، فَقَالَتْ أُدْعُوا اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: أَنْتَ مِنْ الْأَوَّلِينَ يَا أُمَّ حَرَامٍ،.» وَالْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحَيْنِ،
أَيْ يَوْمٍ أَحْسَنُ وَأَكْمَلُ وَأَبْهَى، لِهَذِهِ الْمَرْأَةِ، الَّتِي بُشِّرَتْ بِهَذِهِ الْبِشَارَةِ الْعَظِيمَةِ، فَتَزَوَّجَ بِهَا عِبَادَهُ، وَخَرَجَ بِهَا إِلَى الْبَحْرِ، فَرَكِبَتْ مَعَهُمْ فَدِقَّتُهَا دَابَّةٌ عَلَى عُنُقِهَا، فَمَاتَتْ، وَنَالَتْ بِشَارَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ، وَالصِّدِّيقِ الْأَكْبَرُ، وَأَفْضَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، بِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ، فَفِي الْبُخَارِيِّ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-، قَالَتْ:« لَمَّا كَانَتْ يَوْمَ الْهِجْرَةِ، جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إِلَيْنَا فِي الْهَاجِرَةِ، فِي شِدَّةِ الظَّهِيرَةِ، فِي سَاعَةٍ لَا يَأْتِينَا فِيهَا أَبَدًا، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: وَاَللَّهِ مَا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ، فِي هَذَا الْوَقْتِ إِلَّا لِأَمْرٍ جَلَلٍ ، فَقَالَ: النَّبِيُّ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَخْرِجْ مِنْ عِنْدِكَ، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ ، -وَفِي لَفْظٍ- إِنَّمَا هُمْ بِنْتَايَ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَنِي بِالْهِجْرَةِ وَالْخُرُوجِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! الصُّحْبَةُ، أُرِيدُ أَنْ أَصْحَبَكَ فِي هَذِهِ الرِّحْلَةِ الشَّاقَّةِ الطَّوِيلَةِ، فَقَالَ: النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، نَعَمْ يَا أَبَا بَكْرٍ، وَافَقَ عَلَى خُرُوجِهِ مَعَهُ، فَانْفَجَرَ أَبُو بَكْرٍ بِالْبُكَاءِ، فَرَحًاً لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، سَيَأْخُذُهُ فِي هَذَا الْحَدَثِ الْجَلَلِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: كَمَا فِي الْبُخَارِيِّ، وَاَللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًاً يَبْكِي مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَبِي يَبْكِي -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ-.»
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ، يَوْمَ أَنْ قَدِمَ عَلَيْهِمْ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ الْبَرَاءُ: كَمَا فِي الْبُخَارِيِّ، « مَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، فَرِحُوا بِشَيْءٍ بِفَرَحِهِمْ بِرَسُولِ اللَّهِ، وَقَالَ أَنَسٌ: لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ، أَضَاءَ مِنْ الْمَدِينَةِ كُلَّ شَيْءٍ، أَضَاءَ مِنْ الْمَدِينَةِ كُلَّ شَيْءٍ.»
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
وَجَدُّهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، يَوْمَ أَنْ جَاءَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ:« يَا أُبَي، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَنِي أَنِ اقْرَأْ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ، فَقَالَ: أُبِي اللَّهِ قَدْ سَمَّانِي لَكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَوَقَدْ ذَكَرْتَ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ!؟، قَالَ: نَعَمْ، فَانْفَجَرَ بِالْبُكَاءِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضًا-.» ، إِنَّهَا مَوَاقِفُ خَالِدَةٌ، لِهَؤُلَاءِ الصَّحَابَةِ الْكِرَامِ، حِينَمَا بَشَّرُوا بِهَذِهِ
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( #يوم_العمر ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــىٰ.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ، الْفَرْدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًاً أَحَدٌ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدَ عِبَادِ اللَّهِ، اعْلَمُوا إِنَّ خَيْرَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، فَهِيَ وَصِيَّةُ اللَّهِ لِلْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ.
وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإيَاكُمْ مَنْ اتَّقُوا اللَّهَ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: ١٠٢]
*أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:-*
بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي فِي بَعْضِ الشَّوَارِعِ، رَأَيْتُ لَوْحَةً مَكْتُوبًاً عَلَيْهَا، قَاعَةً أَحْلَى لَيَالِي الْعُمْرِ، وَأُخْرَى أَجْمَلُ أَيَّامِ الْعُمْرِ، وَأُخْرَى فَسَاتِينَ الْعُمْرِ، فَتَسَاءَلْتُ فِي نَفْسِي، مَا هُوَ يَوْمُ الْعُمْرِ، وَسَأَلْتُ بَعْضَ رِفَاقِي وَأَصْحَابِي مَا هُوَ يَوْمُ الْعُمْرِ،
فَقَالَ لِي أَحَدُهُمْ، هُوَ يَوْمُ زِفَافِي، وَقَالَ أَخَّرْ هُوَ يَوْمُ تَخَرَّجِي مِنْ الْجَامِعَةِ، وَقَالَ أَخَرُ، يَوْمَ أَنْ حَصَلْتْ عَلَى شَهَادَةِ الدُّكْتُورَاةِ، وَقَالَ أَخَّرَ: يَوْمَ أَنْ أشْتَرَيْتُ الْبَيْتَ الْفُلَانِيَّ، وَقَالَ أَخَّرَ : يَوْمَ أَنْ حَصَلْتُ عَلَى الْفَتَاةِ الْفُلَانِيَّةِ، وَأَخَّرَ وَأُخَّرَ وَهَكدا.
وَهَكَذَا لَقَدْ أَصْبَحَ عِنْدَ جُمْهُورِ النَّاسِ، أَنَّ يَوْمَ الْعُمْرِ، يَوْمَ أَنْ تَحْصُلَ عَلَى قَلِيلٍ مِنْ أَشْيَاءِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ، وَقَلِيلٌ مِنَّا مَنْ نَظَرَ بِعَيْنِ بَصِيرَتِهِ، مَنْ نَظَرَ بِعَيْنِ بَصِيرَتِهِ، وَسَافَرَ بِهِمَّتِهِ، إِلَى أَنَّ يَوْمَ الْعُمْرِ الْأَكْبَرِ، هُوَ يَوْمُ الْفَوْزِ الْأَكْبَرِ، الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ خَسَارَةٌ،
*كما قال الله:-* ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: ١٨٥]
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
يَوْمَ أَنْ تُعْرِضَ عَلَيْكَ الْمَعْصِيَةُ، فَتَقُولُ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ. مَنْ يَصْرِفُ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.
*يَوْمَ الْعُمْرِ الْحَقِيقِيِّ:-*
وَجَدَهُ نَبِيُّ اللَّهِ يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، يَوْمَ أَنْ عَصَى هَوَاهُ، وَعَصَى شَيْطَانَهُ، وَوَقَفَ فِي وَجْهِ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ قَائِلًا :
مُعَاذَ اللَّهِ مَعَاذَ اللَّهِ،
فَتَرَقَى فِي دَرَجَاتِ الْقُرْبِ وَالْقَبُولِ، وَفَازَ بِجَائِزَةٍ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلِصِينَ.
*يَوْمَ الْعُمْرِ:-*
وَجَدَتُهُ عَجُوزُ بَنِي اسْرَائِيلَ، « يَوْمَ أَنْ قَالَ لَهَا مُوسَى: -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- دَلِّينِي عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ، فَقَالَتْ لَا، حَتَّى تُعْطِيَنِي حُكْمِي، فَقَالَ : لَهَا مُوسَى، وَمَا حُكْمُكَ يَا أُمَّةَ اللَّهِ؟ قَالَتْ: أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ، فَكَرِهَ مُوسَى أَنْ يُعْطِيَهَا ذَلِكَ، لِأَنَّ أَمْرَ الْجَنَّةِ لَيْسَ بِيَدِهِ، وَإِنَّمَا هُوَ بِيَدِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، فَنَزَلَ الْوَحْيُ عَلَى مُوسَى، أَنْ أُعْطِهَا حُكْمَهَا، اعْطِهَا حُكْمَهَا يَا مُوسَى، فَدَلَّتْهُمْ عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ -عَلَيْهِ وَالسَّلَامُ-، »وَالْحَدِيثُ عِنْدَ أَبِي يَعْلَى، وَيُحْسِنُهُ الْعَلَّامَةُ الْأَلْبَانِيُّ.
أَيُّ يَوْمٍ أَجْمَلُ لِهَذِهِ الْعَجُوزِ، مِنْ هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ، الَّذِي فَازَتْ فِيهِ بِالْقُرْبِ، وَفَازَتْ بِدَرَجَةٍ عَظِيمَةٍ، أَنْ تَكُونَ مَعَ مُوسَى الْكَلِيمِ، فِي جَنَّةٍ عَرَضَهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ.
هَذَا هُوَ يَوْمُ الْعُمُرِ وَرَبُّ الْكَعْبَةِ.
ومن بواعث الحقد: عدم العدل والتفريق في المعاملة؛ مثل ما يكون بين أفراد البيت الواحد، والطلاب في الفصل أو الموظفين في العمل؛ فعدم العدل يؤدي إلى حقد بعضهم على بعض؛ لذا أكد الإسلام على العدل والتسوية في المعاملة من مستوى الأسرة إلى مستوى الأمة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لبشير -رضي الله عنه- وقد أراد تفضيل أحد أولاده على إخوانه: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم".
ومن بواعثه: الظلم والقهر؛ فإذا حيل بين الإنسان وبين الانتصار من ظالمه وأخذ حقه منه؛ ظل المرء يختزن كل ذلك في صدره، في صورة عداوة وبغضاء وحقد، ويتحين الفرص والمناسبات؛ لينتقم وينفِّس عما بداخله.
ومن بواعثه: عدم رعاية حقوق الأُخوة الإسلامية من المواساة والمحبة؛ فالمسلم إذا رأى أخاه في النعمة وهو قد حُرِم منها، ويجد أنه لا يواسيه بنفسٍ أو حاجة، تتولد لديه الكراهية والبغضاء والحقد, خاصةً عند ضعيفي الإيمان، ولأجل هذا شرع الإسلام الزكاة والإحسان إلى الخلق، والهدية والإيثار، والتبسم والكلمة الطيبة، والعفو والمواساة بين المسلمين.
ومن بواعثه: السماع للوشاة والنمامين من غير تثبيت؛ فهم يوغرون الصدور بما يقولون، وهو هدفهم ولو باستخدام الكذب والافتراء، والمرء يتأثر بما يسمع، فإذا لم يكن عاقلاً ويتبين من كل ما يسمع؛ فإنه قد يتسرع ويحمل في نفسه الحقد والبغضاء لمن سمع عنهم, ولذا أمر الله بالتثبت فقال -سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)[الحجرات: 6].
ومن بواعث الحقد: المراء والجدل والخصومة؛ ذلك أن كلا المتجادلين يكون حريصًا على إفحام الآخر وغلبته، وحين ينهزم أحدهما أمام الآخر ويكون غير قادر على الانتقام، يُضمِر في نفسه الحقد والعداوة، وفي هذا يقول المناوي: "الحقد من البلايا التي ابتُلي بها المناظرون".
وقال الغزالي: "لا يكاد المناظر ينفك عنه، إذ لا تكاد ترى مُناظِرًا يقدر على ألا يُضمِر حقدًا على مَن يحرّك رأسه عند كلام خصمه، ويتوقف في كلامه، فلا يقابله بحسن الإصغاء، بل يُضمِر الحقد، ويرتبه في النفس".
وقال النووي: "والخصومةُ تُوغرُ الصدورَ، وتهيجُ الغضبَ، وإذا هاجَ الغضبُ حصلَ الحقدُ بينهما، حتى يفرح كل واحد بمساءةِ الآخر، ويحزنُ بمسرّته، ويُطلق اللسانَ في عرضه".
ولهذا رغَّب النبي -عليه الصلاة والسلام- في ترك الجدال ولو كان الشخص محقاً, ووعده بالجنة على ذلك, قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌ"(رواه الحاكم).
ومهما كانت أسباب الحقد؛ فإن الإنسان الدنيء، سيء الطبع، هو الذي يمتلئ قلبه بالحقد غالبًا, أما كريم النفس، ذو الأخلاق الفاضلة؛ فلن يعرف الحقد إلى نفسه سبيلاً, بل يعفو ويصفح ويتجاوز
لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ *** ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الحمدُ للهِ المذكورِ بكلِ لسان, المشكورِ على كلِ إحسانٍ, والصلاة والسلام على عبده من عدنان, وعلى آلِه وأصحابِه ومن تبعهم بإحسان, وبعد:
عباد الله: لما كان الحقد داءً قبيحاً كانت آثاره من جنسه ذميمة تظهر في نفسية الحاقد وسلوكه؛ فمن آثاره:
أنه يثمر الحسد، وتمني زوال النعمة عن المحقود, وكذلك الشماتة بما أصابه من البلاء, الهجران والمقاطعة, وقد يصل حد الإيذاء.
ومن آثاره: أنه ينبت سوء الظن، وتتبع العورات، والهمز واللمز، والغيبة والنميمة, والتكلم في المحقود عليه بما لا يحل من كذب وغيبة, وإفشاء سر, وهتك ستر وغيره.
ومن آثاره: أنه يتعب صاحبه نفسياً, فهو دائم الغضب مشوّش التفكير, لا يهدأ له بال إلا أن ينتقم من صاحبه, إن رأى نعمة عليه زاد غمه, وطالت حسرته
أيها الأحبة: وإن الحقد من مظاهر دنو الهمة؛ فهو لا يصدر من النبلاء، ولا يليق بالعقلاء, وهو في المسلم أقبح وأشنع, لذا ينبغي أن يتخلص منه من أصابه شيء منه, ومما يعين على علاجه الآتي:
أولاً: الدعاء؛ فالمسلم يلتجأ إلى الله بأن يجعل قلبه طاهراً نقياً من الحقد والغل، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا)[الحشر: 10]، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم يدعو- ويقول: "واسلل سخيمة قلبي"(صحيح الجامع), والسخيمة هي الحقد.
'_^((#غل_الصدور_اسبابه_واضراره ))^_.doc'
Читать полностью…أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc:
الحمد لله على فضله،وإحسانه،وأشكره على توفيقه وامتنانه،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه،وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
أيها المسلمون: ومِنْ أَهَمِّ الأضْرارِ المُتَرَتِّبَةِ على غِلِّ الصُّدورِ:
1- الفُرْقَةُ بَينَ المُسْلِمين، وتشَتُّتُ قلوبُهم، وتفَرُّقُها بسبب ما تحمله من جفاءٍ وغِلٍّ وغَيضٍ وضَغِينةٍ، وهذا هو الدَّاءُ الذي حذَّرَنا منه نبيُّنا الكريمُ -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ: الْحَسَدُ، وَالْبَغْضَاءُ، هِيَ الْحَالِقَةُ، لاَ أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ"(حسن، رواه الترمذي).
2- الغَفْلَةُ الدَّائِمَةُ، والهَوَى المُتَّبَعُ، والغِلُّ في القُلوبِ والذي يَنْتُجُ مِنْ جَرَّاءِ البُغْضِ والكراهيةِ لكل أحدٍ إلاَّ ما كان موافِقًا للهوى، قال ابن القيم -رحمه الله-: "لَا تَتِمُّ سَلَامَةُ الْقَلْبِ حَتَّى يَسْلَمَ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ: مِنْ شِرْكٍ يُنَاقِضُ التَّوْحِيدَ، وَبِدْعَةٍ تُخَالِفُ السُّنَّةَ، وَشَهْوَةٍ تُخَالِفُ الْأَمْرَ، وَغَفْلَةٍ تُنَاقِضُ الذِّكْرَ، وَهَوًى يُنَاقِضُ التَّجْرِيدَ وَالْإِخْلَاصَ".
3- قَطِيعَةُ الرَّحِمِ: والتَّهاجُرُ بين المسلمين.
4- انْتِفاءُ الخَيْرِيَّةِ عن الإنسان بسبب امتلاءِ القلبِ غَيْظًا وغِلاًّ وحِقدًا؛ كما في حديث: "خَيْرُ النَّاسِ ذُو الْقَلْبِ الْمَخْمُومِ، وَاللِّسَانِ الصَّادِقِ" قِيلَ: مَا الْقَلْبُ الْمَخْمُومُ؟ قال: "هُوَ التَّقِيُّ، النَّقِيُّ، الَّذِي لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا حَسَدَ"(صحيح، رواه البيهقي).
5- البُعْدُ عَنِ المَنْهَجِ الرَّبَّانِي الصَّحِيحِ في الحبِّ في الله، والبُغْضِ في الله، وعدمُ الاقتداءِ بِسِيرَةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.
6- فَواتُ الأَجْرِ والثَّوابِ مِنَ اللهِ -تعالى- بسبب تراكُمِ الغِلِّ والحِقْدِ في القلب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ؛ سُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ -تعالى-: (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[المطففين: 14](حسن، رواه الترمذي).
7- قَتْلُ النَّفْسِ، والمَشاعِرِ، وإِحْراقُ الفُؤادِ بسبب ما يحمله الإنسانُ في صدرِه على الآخرين؛ فتَمْضِي عليه أزْمِنَةٌ مِنَ الضَّيَاعِ والتِّيهِ وهو مُشْتَغِلٌ بالأمور التَّافِهَةِ، المُسَيْطِرَةِ على مَشاعِرِه وأحاسِيسِه، وأقوالِه وأفعالِه.
وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^((#غل_الصدور_اسبابه_واضراره ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أمَّا بعد: هُناك مَشَاكِلُ كثيرةٌ تقع بين الناسِ بسبب الغِلِّ الذي في الصُّدور، والحِقْدِ الدَّفِينِ، والحَسَدِ في القلوب، مِمَّا يُوجِبُ تنافُرَ القلوبِ، وعَدَمَ صفائِها، مِمَّا يُنْذِرُ بِالتَّفَرُّقِ بين المسلمين؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثَلاَثٌ لاَ يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إِخْلاَصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَالنُّصْحُ لأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ"(صحيح، رواه ابن ماجه)؛ أي: لا يَكونُ ذا حِقْدٍ، وهو مُتَّصِفٌ بهذه الصِّفاتِ الثَّلاث؛ فأخبرَ أنَّ هذه الصِّفاتِ الثلاثَ تَنْفِي الغِلَّ عَنْ قلبِ المُسلِمِ.
والغِلُّ خُلُقٌ ذَمِيمٌ، يُنْقِصُ الإيمانَ، وهو من أَسْوَأِ أعمالِ القلوب، وأَسْوَأِ الأخلاق؛ فإنَّ الضَّغائِنَ والأحقادَ إذا امتلأتْ بها القلوبُ أصبحتْ مريضةً، واللهُ -تعالى- أثنى على القَلْبِ السَّلِيمِ، وهو النَّاجِي يومَ القيامة، فقال سبحانه: (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء: 89]، قال ابن القيم -رحمه الله-: "وَالْقَلْبُ السَّلِيمُ هُوَ الَّذِي سَلِمَ مِنَ الشِّرْكِ، وَالْغِلِّ، وَالْحِقْدِ، وَالْحَسَدِ، وَالشُّحِّ، وَالْكِبْرِ، وَحُبِّ الدُّنْيَا، وَالرِّيَاسَةِ، فَسَلِمَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ تُبْعِدُهُ عَنِ اللَّهِ، وَسَلِمَ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ تُعَارِضُ خَبَرَهُ، وَمِنْ كُلِّ شَهْوَةٍ تُعَارِضُ أَمْرَهُ، وَسَلِمَ مِنْ كُلِّ إِرَادَةٍ تُزَاحِمُ مُرَادَهُ، وَسَلِمَ مِنْ كُلِّ قَاطِعٍ يَقْطَعُ عَنِ اللَّهِ؛ فَهَذَا الْقَلْبُ السَّلِيمُ فِي جَنَّةٍ مُعَجَّلَةٍ فِي الدُّنْيَا، وَفِي جَنَّةٍ فِي الْبَرْزَخِ، وَفِي جَنَّةِ يَوْمِ الْمَعَادِ".
وامْتَدَحَ اللهُ -تعالى- أهلَ الإيمانِ الذين خَلَتْ قلوبُهم مِنَ الغِلِّ والحِقْدِ، والشَّحْناءِ والحَسَدِ، وامْتَلَأَتْ صدورُهم بِحُبِّ الخيرِ للمؤمنين في كُلِّ مَكانٍ وزَمانٍ، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الحشر: 10].
عباد الله: ومِنْ أهَمِّ أَسْبابِ غِلِّ الصُّدورِ، وحِقْدِ القلوب، والضَّغَائِنِ:
1- ضَعْفُ الصِّلَةِ باللهِ -تعالى-، وهو سببٌ مباشر في سيطرةِ الأهواءِ والشُّبهاتِ على القلوب؛ بل هو مَدْعاةٌ لامتلاءِ القلوبِ غيظًا، وحِقْدًا، وضَغِينَةً على الآخرين.
2- الجَهْلُ بِفَضْلِ سَلامَةِ الصَّدْرِ، وخطورةُ عدمِ سلامتِه سببٌ للوقوع فيه.
3- كَثْرَةُ الانْفِعَالاتِ والغَضَبِ، وعدمُ ضَبْطِ النَّفْسِ، وعدمُ تطبيقِ التَّوجيه النبوي في هذا الأمر مَدْعاةٌ لإطلاق اللِّسانِ بين المسلمين، يَتْبَعُ ذلك تَحامُلٌ عليهم، وكراهيةٌ لهم أثناءَ الجِدالِ السَّقيم.
4- قِلَّةُ ذِكْرِ اللهِ، وجفافُ اللِّسانِ والقلبِ منه، وقِلَّةُ الدُّعاءِ؛ من أسباب فتح بابٍ للشيطان بأنْ يَلِجَ منه إلى القلوب؛ حيث يُتْرَكُ هناك مجالٌ للخواطر الرَّدِيئة.
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َhttps://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
أَلَمْ نَكُنْ نَحْنُ وَإيَاكُمْ، مَعَ إمَامٌ وَاحِدٌ ، وَمَعَ نَبِيٍّ وَاحِدٍ ، وَرُبَّمَا فِي صَفٍّ وَاحِدٍ، وَفِي لِبَاسٍ وَاحِدٍ ، وَفِي ظَاهِرٍ وَاحِدٍ ، قَالُوا بَلَىٰ ! لَكِنَّكُمْ أنْتُمْ إِذَا خَلَوْتُمْ بِمَحَارِمِ اللَّهِ أنْتَهَكْتُمُوهَا ، وَاعْتَدَيْتُمْ عَلَى حُرُمَاتِ اللَّهِ ، جَعَلْتُمْ اللَّهَ أهْونِ النَّاظِرِينَ إلْيَكُمْ ، وَلَا حَوْلَ قُوَّةِ إلَا بِاَللَّهِ.
أيَهَا الْمُسْلِمُونَ : فِي زَمَنِ الِإنْتِكَاسَاتِ وَالِإنْقِلَابَاتِ، يَنْبَغِي اللُّجُوءُ إِلَى رَبِّ الْأرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [الأنفال: 24]
وَفِي زَمَنِ الْمُرْتَدِّينَ، كَانَ أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ المُبشر بِالْجَنَّةِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَارْضَاهُ- كَانَ يَقْنُتُ لِنَفْسِهِ، فَيَدْعُ الله فِي صَلَاتِهِ(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8] وَاتِّقَاءَ الْمَزَالِقِ وَالِإنْحِرَافَاتِ وَالِإنْتِكَاسَاتِ يَكُونُ بِالْفِرَارِ إِلَى الله .
كَمَا قَالَ اللَّهُ: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ) [الذاريات: 50]
وَقَالَ اللَّهُ: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) [الزمر: 36]
قَالَ بْنُ الْقَيِّمِ : "الْكِفَايَةُ عَلَى قَدْرِ الْعُبُودِيَّةِ ، فَكُلَّمَا أزْدَادَتْ طَاعَتُكَ لِلَّهِ، أزْدَادَتْ كِفَايَةُ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- لَك." أزْدَادَتْ كِفَايَةُ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- لَك ،
فَيَا عَبْدَ اللَّهِ ! وَاللَّهِ وَبِاللَّهِ وَتَاللَّهِ مَا سَعِدَ مِنْ سَعْدٍ ، وَلَا أرْتَفَعَ مَنِ أرْتَفَعَ إلَا بِمُرَاقَبَةِ اللَّهِ فِي الْخَلَوَاتِ ، وَبِتَعْظِيمِ اللَّهِ فِي الْقُلُوبِ ، مَا أرْتَفَعَ يُوسُفُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- إلَا بِمِثْلِ ذَلِكَ الْمَقَامِ ،(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰفَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ) [النازعات: 40]
(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) [الرحمن: 46]
عِبَادُ اللَّهِ ! مَا أحْوَجْنَا، إِلَى أنْ نُرَاقِبُ اللَّهَ فِي السَّرَائِرِ وَفِي الْبَوَاطِنِ ، مَا أحْوَجْنَا أنْ نَجْعَلَ هَذِهِ الِآيَةَ قَرِيبًا مِنَّا ،(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ) [العلق: 14]
إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلَا تَقُلْ خَـلَـوْتُ وَلَـكِـنْ قُـلْ عَـلَـيَّ رَقِـيبُ
وَلَا تَـحْـسَـبَـنَّ اللـهَ يَـغْـفُـلُ سَاعَةً وَلَا أَنَّ مَـا تـخْـفَـيه عـنــه يَغِيبُ
عَبْدُ اللَّهِ لَا يَغُرُّكَ كَلَامَ النَّاسِ ، وَالْمَدْحُ الظَّاهِرُ ، فَإنٌّ لِلنَّاسِ الظَّاهِرِ ، وَاللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- هو الَّذِي يَطَّلِعُ عَلَى قَلْبِك ، وَيَطَّلِعُ عَلَى سَرَائِرك ، هُوَ سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأعِينِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورَ ، قَدْ نَتَزَيَّنُ لِبَعْضِنَا بِالْكَلَامِ الطَّيِّبِ ، وَبِالْكَلَامِ الْمَعْسُولِ ، وَبِالِأخْلَاقِ الْجَمِيلَةِ ، وَبِالْعِبَادَةِ وَبِالتَّوْبَةِ، لَكِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَعْلَمُ مَا فِي الْقُلُوبِ ، مِنْ مَرَض، وَمِنْ مَعَاصِي، وَمَنْ كَبَّرَ، وَمِنْ غُرُورٍ،
فَمَا أحْوَجْنَا -عِبَادَ اللَّهِ- أنْ نَتُوبُ إِلَى اللَّهِ، وَأنْ نَرْجِعُ إِلَى الله، وَأنْ نَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ قَبْلَ يَوْمِ الْفَضائِحِ، وَقَبْلَ يَوْمِ الْعَارِ، وَالشَّنَّارِ، وَالْخِزْيِ، وَالنَّدَامَةِ،
بِكَ أَسْتَجِيرُ وَمَنْ يُجِيرُ سِوَاكَ ... فَأَجَرَ ضَعِيفًاً يَحْتَمِي بِحَمَاكَ ياب
إِنِّي ضَعِيفٌ أَسْتَعِينُ عَلَى قَوَي
ذَنَبِي وَمَعْصِيَتِي بِبَعْضِ قُوَّاكَ
أَذْنَبْتُ يَارِبِ وَآذَتْنِي ذُنُوبٌُ ... مَالِهَا مِنْ غَافِر إلَّْاكَ
دَنْيَايَ غَرَّتَنِي وَعَفْوكَ غَرْنِي ... مَا حِيلَتِي فِي هَذِهِ أَوْ ذَاكَ
لَوْ أَنَّ قَلْبِي شَكٌّ لَمْ يَكُ مُؤْمِنًاً ... بِكَرِيمٍ عَفْوَكَ مَا غَوَى وَعَصَاك
رَبَّاهُ رَبَّاهُ رَبَّاهُ هَا أَنَا ذَا خَلَصْتُ مِنَ الْهَوَى ... وَاقْبَلَ الْقَلْبُ الْخَلِيُّ واتبَعَ هداكَ
رَبَّاهُ رَبَاهُ قَلْبٌ تَائِبٌ نَاجَاكَ ... أَتَّردْهُ وَتَرُدُّ صَادِقَ تَوْبَتِي ، حَاشَاكَ رَبِّي حَاشَاكَ.
رَبَاه رَبَاه قَلْبَ تَائِبِ نَاجَاكَ ... أتَّرِدْهُ وتَرُدُّ صَادِقَ تَوْبَتِي حَاشَاكَ رَبِّي حَاشَاكَ.
فَلْيَرْضَى عَنِّي النَّاسُ أَوْ فَلْيَسْخَطُوا ... أَنَا لِمَ أَعْدِ أَسْعَى لِغَيْرِ رِضَاكَ.
سُبْحَانَ مَنْ لاَ توَارِيه سَمَاءٌ سَمَاء ، وَ لاَ أَرْضٌ أَرْضا ، وَ لاَ بَحْرٌ مَا فِي قَعْرِهِ ، وَ لاَ جَبَلٌ مَا فِي وَعْرِهِ ، يَرَى دَبِيبَ النَّمْلَةِ السَّوْدَاءِ، عَلَى الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ، فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ ، وَهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَّرِّ فِي الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ ، وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإخْفَاتِ بِسَمْعِهِ الواسع لِلَأصِوَاتِ، وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِيَ ، أحَاطَ عِلْما بِالْجَلِيِّ وَالْخَفِي.
يَا مَنْ يَرَى مَدَّ الْبَعُوضِ جَنَاحَهَا ، فِي
ظُلْمَةِ اللَّيْلِ الْبَهِيمِ الْألِيلِ.
وَيَرَى مَنَاطَ عُرُوقِهَا في نحرها ، وَالْمُخِّ فِي تِلْكَ الْعِظَامِ النَّحْلُ.
وَيَرَى خَرِيرُ الدَّمِ فِي أوْدَاجهَا ، مُتَنَقِّلًا فِي مَفْصِلٍ مِنْ مَفْصِلِ ،
أمْنُن عَلَيَّ بِتَوْبَةِ تَمْحُو بِهَا مَا كان منِيَ فِي الزَّمَانِ الِأوْلِ ،
أمْنُن عَلَيَّ بِتَوْبَةٍ تَمْحُو بِهَا مَا كَانَ مِنِّي فِي الزَّمَانِ الِأوْلِ.
جَاءَ فِي طَبَقَاتِ الْحَنَابِلَةِ: عَنْ أبِي أحْمَدٍ أنْهُ قَالَ لِلَإمَامِ أحْمَدْ -رَحِمَهُ اللَّهُ- يَا آبَا عَبْدِ اللَّهِ: مَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الْقَصَائِدِ الرِّقَاقُ، فِي ذكر الْجَنَّةِ وَالنَّارِ !؟ فَقَاَلَ الْإمَامُ أحْمَدْ: مِثْلَ مَاذَا ؟!
قَالَ يَقُولُونَ:
"أمَا أسْتَحْيَيْتُ تَعْصِينِي ، وَتُخْفِي الذَّنْبَ عَنْ خَلْقِي وَبِالْعِصْيَانِ تَأْتِينِي."
فَقَالَ الْإمَامُ أحْمَدْ: لَأبِي حَامِد، أعْدِ عَلَيَّ مَا قُلْتَ فَاعَادَ عَلَيْهِ ، فَدَخَلَ الْإمَامُ أحْمَدَ إِلَى بَيْتِهِ وَاغْلَقْ الْبَابَ، قَالَ أبُو حَامِدٍ فَسَمِعْتُ ، نَحِيبُهُ وَهُوَ يَقُولُ: أمًّا أسْتَحْيَيْتُ تَعْصِينِي ، وَتُخْفِي الذَّنْبَ عَنْ خَلْقِي وَبِالْعِصْيَانِ تَأْتِينِي ،
قَالَ: فَانْتَحَبَ الْإمَامُ أحْمَدْ ، حَتَّى صَارَ لَهُ بُكَاءٌ كَبُكَاءِ الِأطْفَالِ ،
قَالَ تَلَامَذْتُهُ: كَادَ الْإمَامُ أحْمَدْ يَهلكُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، مِنْ شِدَّةِ بُكَائِهِ ،
وَبَكَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : لَيْلَةَ إِلَى الصَّبَاحِ ، فَلَمَّا أصْبَحَ ، قَالَ لَهُ أصْحَابُهُ : يَا إمَّامُ كُلْ هَذَا مِنَ الذُّنُوبِ ، فَأخَذَ تبنةً مِنَ الْأرْضِ ، وَقَالَ: الذُّنُوبُ، أهون عَلَى اللَّهِ مَنْ هَذَا ، أهْوَنْ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا ، وَلَكِنِّي أخَافُ أنْ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَ الْخَاتِمَةِ الْحَسَنَةِ.
قَالَ بْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وَهَذَا مِنْ أعْظَمِ الْفِقْهِ فِي الدِّينِ ، وَهَذَا مِنْ أعْظَمِ الْفِقْهِ فِي الدِّينِ ، أنْ يَخَافُ الرَّجُلُ أنْ تَحُولُ ذُنُوبُهُ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخَاتِمَةِ الْحَسَنَةِ ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِخَاتِمَةِ السُّوءِ ، لَأنْهُمْ كَانُوا يَحْفَظُونَ أنْ مَنْ عَاشَ عَلَى شَيْءٍ مَاتَ عَلَيْهِ ، وَمَنْ مَاتَ عَلَى شَيْءٍ بُعِثَ عَلَيْهِ.
وَعِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ بِسَنَدٍ يُحْسِنُهُ الْألْبَانِيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلِمٍ قَالَ: « مرَّ عَبْدَاللَّهُ بْنُ عُمَرَ ، عَلَى رَاعِي غَنَمٍ ، فَقَالَ لِلرَّاعِي : هَلْ مِنْ جَزَرَةٍ؟ فَقَاَلَ الرَّاعِي : لَيْسَ هَا هُنَا رَبُّهَا ، فَقَالَ لَهُ بْنُ عُمَرَ : قُلْ لَهُ الذِّئْبُ أَكَلَها ، فَنَظَرَ الرَّاعِي إِلَى السَّمَاءِ ، وَقَالَ: يَا بْنَ عُمَرَ أيْنَ اللَّهُ؟ أيْنَ اللَّهُ، يَا بْنَ عُمَرَ!! فأنْفَجَرَ بْنُ عُمَرَ بِالْبُكَاءِ ، وَقَالَ: وَاللَّهِ أنَا أحْقُ بِهَذَا ! أنَا أحْقِ أنْ أقُولُ أيْنَ اللَّهُ؟ ثُمَّ أعْتَقْ ذَلِكَ الْغُلَامُ ، وَاشْتَرَى ذَلِكَ الْغَنَمَ، وَأعْطَاهُ لِذَلِكَ الْغُلَامِ، لِوَجْهِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-.»
أيْنَ اللَّهُ؟! أيْنَ اللَّهُ؟! سُؤَالٌ يَجِبُ أنْ نَسْأَلَ بِهِ أنْفُسَنَا أيْنَ اللَّهَ فِي حَيَاتِنَا ؟
يَا مَنْ تَعْصِي اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- أيْنَ اللَّهُ؟!
يَا مَنْ تُغْلِقُ الْأبْوَابَ، وَتُرْخِي السُتْرَ وَتَعْصِي اللَّهَ، أيْنَ اللَّهُ!!
يَا مَنْ تُطْفِئُ الِأنْوَار، وتعصي اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي الظَّلَامِ أيْنَ اللَّهُ خَالِقُ الظَّلَامِ؟!
يَا مَنْ تَقَلَّبَ هَاتِفُكَ فِي النِّسَاءِ الْكَاسِيَّاتِ الْعَارِيَاتِ أيْنَ اللَّهُ؟!
يَا مَنْ تُوَزَّعُ أشْرِطَةُ الْفِيدْيُو الْخَبِيثَةَ إِلَى أصْحَابِ الْجَوَّالَاتِ والذواكر، أيْنَ اللَّهِ؟!
يَا مَنْ تُحِبُّ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا أيْنَ اللَّهُ؟!
يَا مَنْ تَغَشُّ فِي بَيْعِكَ وَشِرَائِكَ أيْنَ اللَّهُ؟!