↩️قَناةٌ لِنَشرِ الخُطَبِ وَالمُحَاضَراتِ المَكتُوبَة📑 لِمُسَاعَدَةِ فُرسَانَ الخِطَابَة،🎤 وَرُوَادِ المَنَابِر، وآسَادِ الكَلِمَه، 🕌 وَتُعْتَبَرُمَكْتَبَةٌ📚 شَامِلَةٌ، وَمَرْجَعٌ مُهِمْ لِكُلِ خَطِيٓبٍ وَدَاعيَة.🌹 لِتَوَاصُل| @Montda_alkotba_bot ➪
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( #الحثُّ_على_اغتنامِ_ماتَبَقَّى_من_عشرِذي_الحجة ))^_
(وتتضمن بعضَ المسائلِ المتعلِّقَةِ بالأضحيةِ وصلاةِ العيدِ)
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
👈🏻الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ ، ﴿يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ .
أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّارِ .
أيُّها المسلمون : نحن في موسمٍ عظيمٍ من مواسمِ الخيرِ ، ألا وهو موسمُ عشرِ ذي الحِجَّةِ ، وفيها يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ : «ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيامِ» يعني أيامَ العشْرِ ، قالوا : يا رسولَ اللهِ ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ ، قالَ : «ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ، إلا رجلٌ خرجَ بنفسِه ومالِه فلم يَرْجِعْ من ذلك بشيءٍ» ، رواه البخاريُّ ، وهذا لفظُ أبي داوودَ في سُنَنِه .
وفيها يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أيضاً : «أفضلُ أيامِ الدنيا أيامُ العَشْرِ» ، رواه ابنُ حِبَّانَ وهو حديثٌ صحيحٌ .
فاغتنموها باركَ اللهُ فيكم بالعملِ الصالحِ ، ومَنْ فَرَّطَ في اغتنامِ أوَّلِها فلا يُفَرِّطْ فيما تبقَّى منها ، فإنَّ الـمُوَفَّقَ مَنْ عَرَفَ فَضْلَها ، وإنَّ المحرومَ مَنْ غَفَلَ عنها وفَرَّطَ فيها .
واعلموا أنَّه يُشْرعُ فيها الإكثارُ من عمومِ الأعمالِ الصالحةِ ، لعمومِ الحديثِ الواردِ في ذلك ، وخاصَّةً التهليلَ والتكبيرَ والتحميدَ ، فقد جاءَ في الحديثِ الصحيحِ : «ما مِنْ أيامٍ أعظمُ عندَ اللهِ ولا أحبُّ إليه العملُ فيهنَّ من هذه الأيامِ العشرِ ، فأكثروا فيهِنَّ من التهليلِ والتكبيرِ والتحميدِ» ، رواه أحمدُ في مسندٍه وهو حديثٌ صحيحٌ .
ثم اعلموا وفَّقني اللهُ وإياكم أنَّ في هذه العشرِ يوماً عظيماً من أيامِ اللهِ ، وهو اليومُ التاسعُ منها ، وهو يومُ عرفةَ ، فإنَّه يشرعُ صيامُه لغيرِ الحاجِّ ، ففي صيامِه أجرٌ عظيمٌ وهو أنَّه يُكَفِّرُ سنتين ، فقد قال صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ : «صيامُ يومِ عرفةَ أحتسبُ على اللهِ أنَّه يُكَفِّرُ السنةَ التي قبلَه والسنةَ التي بعدَه» ، رواه مُسْلِمٌ .
فصومُه رِفْعَةٌ في الدرجاتِ ، وتكثيرٌ للحسناتِ ، وتكفيرٌ للسيئاتِ .
ومَنْ عليه قضاءٌ من رمضانَ فإنَّه يصومُ عرفةَ وصيامُه صحيحٌ .
ويومُ عرفةَ هو يومُ العِتْقِ من النارِ ، فيُعتِقُ اللهُ فيه من النارِ لِمَنْ شَاءَ مَنْ وَقَفَ بعرفةَ ومَنْ لم يَقِفْ بها من أهلِ الأمصارِ من المسلمين ، وقد قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ : «ما مِنْ يومٍ أكثرُ من أنْ يُعْتِقَ اللهُ فيه عبداً من النارِ من يومِ عرفةِ» ، رواه مسلمٌ في صحيحه .
وقد ذهبَ كثيرٌ من أهلِ العلمِ إلى أنَّ هذا الحديثَ شاملٌ لـمَنْ وَقَفَ بعرفةَ ومَنْ لم يقفْ بها من أهلِ الأمصارِ من المسلمين ، وفضلُ اللهِ واسعٌ ، نسألُ اللهَ من فضلِه ورحمتِه وعطائِه .
فاحرصوا على صيامِه وعلى كثرةِ الدعاءِ للهِ فيه والالتجاءِ إليه ، وقدْ قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : »خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ ، وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيُّون من قبلي لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ« ، رواه الترمذيُّ وهو حديثٌ حسنٌ .
أيها المسلمون ، ويُشْرعُ في يومِ عرفةَ أنْ يكبِّرَ بعد الصلواتِ المفروضةِ بدءً من بعدِ صلاةِ فجرِ يومِ عرفةَ ، وهو التكبيرُ المقيَّدُ ، ويستمرُّ إلى آخرِ أيامِ التشريقِ .
فَحَرِيٌّ بِالْعَبْدِ الْمُوَفَّقِ أَنْ يَتَعَرَّضَ لِلنَّفَحَاتِ الْإِلَهِيَّةِ وَالْعَطَايَا الرَّبَّانِيَّةِ، وَذَلِكَ بِالْإِكْثَارِ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ مِنْ صِيَامٍ وَقِيَامٍ وَقِرَاءَةٍ لِلْقُرْآنِ وَبِرٍّ وَصَدَقَةٍ وَإِحْسَانٍ.
وَاحْرِصُوا – رَحِمَكُمُ اللهُ تَعَالَى- عَلَى الْأَخْذِ بِالنَّصَائِحِ وَالتَّوْصِيَاتِ الصِّحِّيَّةِ، وَالْتِزَامِ الْإِجْرَاءَاتِ الِاحْتِرَازِيَّةِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، رَبَّنَا ارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ وَالْوَبَاءَ، وَالضَّرَّاءَ وَالْبَأْسَاءَ، وَأَدِمْ عَلَيْنَا النِّعَمَ، وَادْفَعْ عَنَّا النِّقَمَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمِينَ.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
=================
يمكنكـ الانضمــام إلى الواتســاب مِـنْ هُنـ↶ـا:
http://wa.me/771471308للإشتراك
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( #أَحْكَامُ_الأُضْحِيَّةِ ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
👈🏻الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ([آل عمران:102].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كَلَامُ اللهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى بِعِبَادِهِ أَنْ هَيَّأَ لَهُمْ مَوَاسِمَ لِلْخَيْرَاتِ، وَأَزْمِنَةً لِلطَّاعَاتِ، لِيَزْدَادُوا فِيهَا مِنَ الْقُرُبَاتِ، وَيَسْتَكْثِرُوا فِيهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ، فَيَنَالُوا بِذَلِكَ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ، وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعَبْدُ إِلَى رَبِّهِ فِي أَيَّامِ النَّحْرِ وَالتَّشْرِيقِ نَحْرَ الضَّحَايَا، وَإِرَاقَةَ دَمِ الْهَدَايَا؛ فَإِنَّهَا مِنْ شَعَائِرِ اللهِ؛ قَالَ تَعَالَى: ]ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ[ [الحج:32]. فَهِيَ سُنَّةُ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ، وَهَدْيُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ، وَلِهَذَا ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِعْلًا، وَأَمَرَ بِهَا قَوْلًا، ضَحَّى عَنْ نَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ سِنِينَ يُضَحِّي، قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا) [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]، وَاقْتَفَى أَثَرَهُ صَحَابَتُهُ الْكِرَامُ فَضَحَّوْا كَمَا ضَحَّى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ فَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ الرَّجُلُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ، وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ) [رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
إِنَّ الْأُضْحِيَّةَ عِبَادَةٌ لَا تُقْبَلُ إِلَّا إِذَا كَانَتْ خَالِصَةً لِلَّهِ تَعَالَى وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا تَكُونُ الْأُضْحِيَّةُ عَلَى هَدْيِ رَسُولِ اللهِ إِلَّا بِاجْتِمَاعِ شُرُوطِهَا وَانْتِفَاءِ مَوَانِعِهَا، فَمِنْ تِلْكَ الشُّرُوطِ: أَنْ تَكُونَ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَلَا يُجْزِئُ مِنْ غَيْرِهَا؛ قَالَ تَعَالَى: ]وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ[ [الحج:34]. وَبَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ هِيَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ. وَمِنْ شُرُوطِهَا: أَنْ تَكُونَ قَدْ بَلَغَتِ السِّنَّ الْمُعْتَبَرَةَ شَرْعًا، وَهِيَ مِنَ الْإِبِلِ مَا تَمَّ لَهُ خَمْسُ سِنِينَ، وَمِنَ الْبَقَرِ مَا تَمَّ لَهُ سَنَتَانِ، وَمِنَ الْمَعْزِ مَا تَمَّ لَهُ سَنَةٌ، وَمِنَ الضَّأْنِ مَا تَمَّ لَهُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ. وَمِنْ شُرُوطِهَا: أَنْ تَكُونَ سَلِيمَةً مِنَ الْعُيُوبِ الْمَانِعَةِ مِنَ الْإِجْزَاءِ؛ فَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْبَعٌ لَا تُجْزِئُ فِي الْأَضَاحِيِّ: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرَةُ الَّتِي لَا تُنْقِي» [أَيِ: الْهَزِيلَةُ] [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ].
وَلَيْسَتِ الْعُيُوبُ -عِبَادَ اللهِ- مَحْصُورَةً فِي هَذِهِ الْأَرْبَعِ، بَلْ مَا كَانَ مِثْلَهَا أَوْ أَشَدَّ مِنْهَا فَإِنَّهُ عَيْبٌ يَمْنَعُ مِنْ إِجْزَاءِ الْأُضْحِيَّةِ؛ كَالْعَمْيَاءِ.
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ويوم عرفة يوم تربية وتهذيب للمسلمين ،قال حجة الإسلام الغزالي رحمه الله في الإحياء : وأما الوقوف بعرفة فاذكر بما ترى من ازدحام الخلق وارتفاع الأصوات وباختلاف اللغات واتباع الفرق أئمتهم في الترددات على المشاعر اقتفاء لهم وسيرا بسيرهم عرصات القيامة واجتماع الأمم مع الأنبياء والأئمة واقتفاء كل أمة نبيها وطمعهم في شفاعتهم وتحيرهم في ذلك الصعيد الواحد بين الرد والقبول، وإذا تذكرت ذلك فألزم قلبك الضراعة والابتهال إلى الله عز وجل فتحشر في زمرة الفائزين المرحومين، وحقق رجاءك بالإجابة فالموقف شريف، والرحمة إنما تصل من حضرة الجلال إلى كافة الخلق بواسطة القلوب العزيزة من أوتاد الأرض، ولا ينفك الموقف عن طبقة من الصالحين وأرباب القلوب، فإذا اجتمعت هممهم وتجردت للضراعة والابتهال قلوبهم وارتفعت إلى الله سبحانه أيديهم وامتدت إلى أعناقهم وشخصت نحو السماء أبصارهم مجتمعين بهمة واحدة على طلب الرحمة فلا تظنن أنه يخيب أملهم ويضيع سعيهم ويدخر عنهم رحمة تغمرهم، ولذلك قيل: إن من أعظم الذنوب أن يحضر عرفات ويظن أن الله تعالى لم يغفر له .والحاصل أن المسلم يستفيد من يوم عرفة أمورا منها : ـ تهذيب النفس من أمراضها بالذكر والدعاء، وتذكر النبي صلى الله عليه وسلم في موقفه في هذا المكان .ـ الشعور بالوحدة بين المسلمين وأن الجميع أمام الله سواء، فلا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، لا باللون ولا باللغة ولا بالجاه والسلطان ولا غير ذلك . ـ الشعور بحاجة كثير من المسلمين مما يحمل الغني على البذل والسعي لنفع إخوانه الذين يشاركونه في الدين . حصول الألفة والتعارف والمحبة بين المسلمين حينما يلتقون على طاعة الله في مظهر واحد . استفادة المسلمين بعضهم من بعض في العلم والأخلاق وغير ذلك . ـ تعرف المسلم على ما يجري لإخوانه المسلمين في شتى بقاع الأرض .ـ تذكر الوقوف الأكبر بين يدي الله تعالى .ـ الاستسلام التام لله تعالى بالوقوف في هذا المكان دون معرفة الحكمة التفصيلية للوقوف في هذا المكان وفي هذا الزمان بالتحديد .
الدعاء
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
=================
يمكنكـ الانضمــام إلى الواتســاب مِـنْ هُنـ↶ـا:
http://wa.me/771471308للإشتراك
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( #يوم_عرفه_وفضائله ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
👈🏻الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ) البقرة 198 : 200
إخوة الإسلام
بعد أيام قلائل سيمر علينا يوم مبارك من أيام شهر ذي الحجة، يوم من الأيام التي اقسم الله بها في كتابه الخالد،
هذا اليوم شرفه الله وفضله بفضائل عظيمة، اليوم الذي خصه الله بالأجر الكبير والثواب العظيم عن كل أيام السنة، إنه اليوم الذي يعم الله عباده بالرحمات، ويكفر عنهم السيئات ويمحو عنهم الخطايا والزلات ويعتقهم من النار…
اليوم الذي يرى فيه إبليس صاغرًا حقيرًا… اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم النعم على المسلمين.. إنه يوم عرفة… يوم التجليات والنفحات الإلهية، يوم العطاء والبذل والسخاء، اليوم الذي يقف فيه الناس على صعيد واحد مجردين من كل آصرة ورابطة إلا رابطة الإيمان والعقيدة، ينشدون لرب واحد ويناجون إلهاً واحداً، إله البشرية جميعاً. إنه موقف مصغر عن موقف الحشر؛ حيث يقف الناس في عرفات مجردين من كل شيء، فالكل واقف أمام رب العزة عز وجل. وتتجلى هناك مواقف الإنسانية والأخوة والمساواة، فلا رئيس ولا مرؤوس، ولا حاكم ولا محكوم، ولا غني ولا فقير، ولا أمير ولا مأمور، ولا أبيض ولا أسود ولا أصفر، الكل عبيد لله، الكل يناجي ربه العظيم لينالوا مغفرته ورضوانه. فأين من يتعرضون لنفحات الله تبارك وتعالى؟ أين من يتعرضون لمغفرة الله وكرمه؟ أين من يغتنمون هذا اليوم بالتجارة مع الله تعالى كما يغتنمه أهل الدنيا بتجارة الدنيا؟ هذا يوم عرفة، يوم المغفرة، فإذا كان الحجيج وهم واقفون في عرفات ينعمون برحمات الله تعالى وغفرانه ورضوانه.. فان أبواب الرحمة والمغفرة والرضوان مفتوحة أمامنا ونحن في بيوتنا باستغلالنا لهذا اليوم بطاعة الله تعالى..
أيها المسلمون
إن يوم عرفة هو أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه قال الله – عز وجل- (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ) [سورة الحج:28]. قال ابن عباس –رضي الله عنهما : الأيام المعلومات : عشر ذي الحجة. – ويوم عرفة هو أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها منبها على عظم فضلها وعلو قدرها قال الله – عز وجل- : (وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) [سورة الفجر:2]. قال ابن عباس – رضي الله عنهما – : إنها عشر ذي الحجة – ويوم عرفة أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من عمل أزكى عند الله – عز وجل- ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله – عز وجل- ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله – عز وجل- إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه الدارمي – ويوم عرفة أكمل الله فيه الملة، وأتم به النعمة، قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- : إن رجلا من اليهود قال : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال : أي آية؟ قال: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا) [ سورة المائدة:5].
قال عمر – رضي الله عنه- : قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة. – وأما صيام يوم عرفة : فقد جاء الفضل في صيام هذا اليوم على أنه أحد أيام تسع ذي الحجة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها فعن هنيدة بن خالد-رضي الله عنه- عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر : أول اثنين من الشهر وخميسين) صححه الألباني في كتابه صحيح أبي داود.
يَقِفْ بها من أَهْلِ الأمصار من المسلمين؛ فلذلك صارَ اليومُ الذي يَلِيهِ عيدًا لجميع المسلمين في جميع أمصارهم، مَنْ شَهِدَ الموْسِمَ منهم ومَنْ لم يشهده؛ لاشتراكهم في العِتْق والمغفرة يوم عرفة، وإنما لم يَشْتَرِكِ المسلمون كُلُّهم في الحج كل عامٍ؛ رحمةً من الله وتخفيفًا على عباده، فإنه جَعَلَ الحجَّ فريضةَ العُمُرِ، لا فريضةَ كلِّ عامٍ، وإنما هو في كل عامٍ فَرْضُ كفاية، بخلاف الصيام؛ فإنه فريضة كل عامٍ على كل مسلم، فإذا كَمُلَ يومُ عرفةَ، وأَعْتَقَ اللهُ عبادَه المؤمنين من النار، اشتركَ المسلمون كلُّهم في العيد عَقِبَ ذلك، وشَرَعَ للجميع التقرب إليه بالنُّسُك، وهو إراقة دماء القرابين، فأَهْلُ الموسم يرمون الجمرة، فيشرعون في التحَلُّل من إحرامهم بالحج، ويَقْضُون تَفَثَهُمْ، ويُوفُون نذورَهم، ويُقَرِّبُون قرابينهم مِن الهدايا، ثم يطوفون بالبيت العتيق، وأَهْل الأمصار يَجْتَمِعون على ذِكْر الله وتَكْبِيره والصلاة له).
وعلى هذا فاجتهدوا وَفَّقَكُم اللهُ، فالله شاكر عليم، وهو الجَوَاد الكريم، واحرِصوا على شهود صلاة العيد، قال مِخْنَفُ بن سُلَيْم وهو معدود من الصحابة: (الخروج يوم الفطر يَعْدِل عُمْرَةً، والخروج يوم الأضحى يَعْدِل حجة) ، فمن طَمِعَ في العتق من النار ومغفرة ذنوبه في يوم عرفة فلْيُحَافِظْ على الأسباب التى يُرْجَى بها العتقُ والمغفرة، والتي منها: صيام ذلك اليوم، وحِفْظ جوراحه عن المحرمات في ذاك اليوم، ففي مسند الإمام أحمد عن ابن عباس عن النبي -صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم- أنه قال يوم عرفة: «إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَلِسَانَهُ غُفِرَ لَهُ»، والإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق، فإنها أَصْل دين الإسلام الذي أَكْمَلَه اللهُ تعالى في ذلك اليوم، ولهذا كان أكثرُ دُعاء النبي -صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم- يوم عرفة: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
اللهم يَسِّرْ على الحُجَّاج حَجَّهُم، اللهم احْفَظْهم وتَقَبَّل منهم، اللهم اجْعَلْ حَجَّ هذا العام أمْنًا رَخَاءً، اللهم من أرادهم بسُوء فاشْغِلْه بنفسه، واجْعَلْ كَيْدَه في نَحْرِه، اللهم رُدَّهم إلى أوطانهم سالمين، اللهم اجْزِ العاملين على شؤون الحج خيرَ الجزاء، اللهم ادفع عنهم به البلاء والشقاء، واجعله خالصًا لوجهك الكريم.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
=================
يمكنكـ الانضمــام إلى الواتســاب مِـنْ هُنـ↶ـا:
http://wa.me/967771471308للإشتراك
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( #الغفله_عن_العشر_وعرفه))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
//الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
إنَّ الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شُرُور أنفُسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِيَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحْدَه لا شريكَ له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، صَلَّى الله عليه، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ، ومَنْ سارَ على نَهْجِه واقْتَفَى أثَرَهُ إلى يوم الدين. أما بعد :
فاتقوا الله أيها المسلمون حق التقوى فالله يقول ( واتقون يا أولي الألباب )
معشر الناس : غريق قد غمره الماء وغطاه فهل تعتقد نجاته كل من غمره بدنه الماء فهو هالك إلا إن فعل أسباب التجاة بتوفيق الله وكما أن الأبدان تغرف وتأخذها الغمرة في الماء فكذلك وصف الله القلوب بأنها تأخذها غمرة الغرق قال تعالى ( بل قلوبهم في غمرة من هذا ) وقال تعالى ( قتل الخراصون الذين هم في غمرة ساهون ) فلنتخيل قلبا غريقا يصارع لجج الظلام وتلاطم المغريات والصوارف وأعظم أسباب الغمرة والغرق للقلب هو الغفلة عن ذكر الله وعن اغتنام مواسم الخير والفضل أي جواب لمن لازال في غيه وانصرافه وهو في أعظم أيام السنة لازال مضيعا للصلوات مؤذيا لعباد الله هاجرا كتاب الله قاطعا ما أمره الله أن يصله متى تتحرك مشاعر الإيمان إن لم تتحرك في هذا الزمان متى يفيق واعظ القلب وهو يرى الحجاج ينصرفون إلى تيك الديار المقدسة تركوا الأوطان والأولاد إلى مجمع عظيم لا تعرف الدنيا مثله ، الغفلة عباد الله هي أعظم أسباب الغمرة قال تعالى (ذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (56) نَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59)
الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ قال السعدي رحمه الله : يخبر تعالى أن قلوب المكذبين في غمرة من هذا، أي: وسط غمرة من الجهل والظلم، والغفلة والإعراض، تمنعهم من الوصول إلى هذا القرآن، فلا يهتدون به، ولا يصل إلى قلوبهم منه شيء فلما كانت قلوبهم في غمرة منه عملوا بحسب هذا الحال من الأعمال الكفرية والمعاندة للشرع ما هو موجب لعقابهم ) قال ابن تيمية رحمه الله : جِمَاعُ الشَّرِّ " الْغَفْلَةُ " وَ " الشَّهْوَةُ " " فَالْغَفْلَةُ " عَنْ اللَّهِ وَالدَّارِ الْآخِرَةِ تَسُدُّ بَابَ الْخَيْرِ الَّذِي هُوَ الذِّكْرُ . وَ " الشَّهْوَةُ " تَفْتَحُ بَابَ الشَّرِّ وَالسَّهْوِ وَالْخَوْفِ فَيَبْقَى الْقَلْبُ مَغْمُورًا فِيمَا يَهْوَاهُ وَيَخْشَاهُ غَافِلًا عَنْ اللَّهِ رَائِدًا غَيْرَ اللَّهِ سَاهِيًا عَنْ ذِكْرِهِ قَدْ اشْتَغَلَ بِغَيْرِ اللَّهِ قَدْ انْفَرَطَ أَمْرُهُ قَدْ رَانَ حُبُّ الدُّنْيَا عَلَى قَلْبِهِ كَمَا رُوِيَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ تَعِسَ عَبْدُ الْقَطِيفَةِ تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ مُنِعَ سَخِطَ } جَعَلَهُ عَبَدَ مَا يُرْضِيهِ وُجُودُهُ ، وَيُسْخِطُهُ فَقْدُهُ حَتَّى يَكُونَ عَبْدَ الدِّرْهَمِ ، وَعَبْدَ مَا وُصِفَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَ " الْقَطِيفَةُ " هِيَ الَّتِي يُجْلَسُ عَلَيْهَا فَهُوَ خَادِمُهَا كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : الْبَسْ مِنْ الثِّيَابِ مَا يَخْدِمُك وَلَا تَلْبَسْ مِنْهَا مَا تَكُنْ أَنْتَ تَخْدِمُهُ وَهِيَ كَالْبِسَاطِ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَيْهِ وَ " الْخَمِيصَةُ " هِيَ الَّتِي يَرْتَدِي بِهَا وَهَذَا مِنْ أَقَلِّ الْمَالِ . وَإِنَّمَا نَبَّهَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا هُوَ أَعْلَى مِنْهُ وَلِهَذَا قَالَ : { إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ مُنِعَ سَخِطَ } . فَمَا كَانَ يُرْضِي الْإِنْسَانَ حُصُولُهُ ، وَيُسْخِطُهُ فَقْدُهُ فَهُوَ عَبْدُهُ إذْ الْعَبْدُ يَرْضَى بِاتِّصَالِهِ بِهِمَا وَيَسْخَطُ لِفَقْدِهِمَا .
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَاعْفُ عَنَّا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا وَوَفِّقْ حُجَّاجَ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ إِلَى مَا تُحِبُّهُ وَ تَرْضَاهُ وَأَعِنْهُمْ وَرُدَّهُمْ إِلَيْنَا سَالِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ.
هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.
://الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحمَدُهُ ونَستَعِينُهُ ونَستَهْدِيهِ ونَشْكُرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَن يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ على سَيِّدِنا محمّدٍ الصادِقِ الوَعْدِ الأَمِينِ وعَلى إِخْوانِهِ النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِين. وَرَضِيَ اللهُ عَنْ أُمَّهاتِ الْمُؤْمِنينَ وَءالِ البَيْتِ الطَّاهِرينَ وَعَنِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ أَبي بَكْرٍ وعُمَرَ وَعُثْمانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الأَئِمَّةِ الْمُهْتَدِينَ أَبي حَنِيفَةَ ومالِكٍ والشافِعِيِّ وأَحْمَدَ وَعَنِ الأَوْلِيَاءِ والصَّالِحِينَ أَمَّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ فَإِنِّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ فَٱتَّقُوهُ. وَٱعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظيمٍ، أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلى نِبِيِّهِ الكريمِ فَقالَ ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ سورة الأحزاب/56. اَللَّهُمَّ صَلِّ على سَيِّدِنا محمدٍ وعلى ءالِ سَيِّدِنا محمدٍ كَمَا صَلَّيْتَ على سيدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيدِنا محمدٍ وعلى ءالِ سيدِنا محمدٍ كَمَا بارَكْتَ على سيدِنا إِبراهيمَ وعلى ءالِ سيدِنا إبراهيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اَللَّهُمَّ إِنَّا دَعَوْناكَ فَٱسْتَجِبْ لَنَا دُعاءَنَا فَٱغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنا ذُنوبَنَا وَإِسْرافَنا في أَمْرِنا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْواتِ رَبَّنا ءاتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النَّارِ اللَّهُمَّ تَوَفَّنا وأَنْتَ راضٍ عَنّا اللَّهُمَّ وأَلْهِمْنا عَمَلَ الخَيْرِ ووَفِّقْنا إِلَيْهِ وكَرِّهْ إِلَيْنا الشُّرُورَ وٱعْصِمْنا مِنْ مُقارَفَتِها اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُداةً مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْراتِنا وَءَامِنْ رَوْعاتِنا وَٱكْفِنا ما أَهَمَّنا وَقِنَا شَرَّ ما نَتَخَوَّفُ وٱرْزُقْنا حَجًّا مَبْرُورًا مُتَقَبَّلًا، عِبادَ اللهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسانِ وَإِيتَاءِ ذي القُرْبَى وَيَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. اُذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يُثِبْكُمْ وَٱشْكُرُوهُ يَزِدْكُمْ، وَٱسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ وَٱتَّقُوهُ يَجْعَلْ لَكُمْ مِنَ أَمْرِكُمْ مَخْرَجًا، وَأَقِمِ الصَّلاةَ.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َhttps://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( #يوم_عرفة ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيه وَنَشْكُرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَه،ُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلاَ مَثِيلَ لَه ُ وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَحَبِيبَنَا وَعَظِيمَنَا وَقَائِدَنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَحَبِيبُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى كُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ.
أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ، أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ وَبِالاِعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللهِ المَتِينِ عَمَلًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾.
إِخْوَةَ الإِيمَانِ، إِنَّ الأُمَّةَ الـمُحَمَّدِيَّةَ تَشْهَدُ في يوم عرفة مَشْهَدًا مِنْ أَبْهَى مَظَاهِرِ العِبَادَةِ وَالوَحْدَةِ، حَيْثُ يَجْتَمِعُ الـمُسْلِمُونَ اليَوْمَ بِأَشْكَالِهِمِ الـمُخْتَلِفَةِ وَأَلْسِنَتِهِمِ الـمُتَعَدِّدَةِ تَحْتَ رَايَةِ التَّوْحِيدِ الَّتِي جَمَعَتْهُمْ فَوْقَ أَرْضٍ وَاحِدَةٍ يَدْعُونَ رَبًّا وَاحِدًا يَدْعُونَ اللهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ.
إِنَّ مَوْقِفَ الـمُسْلِمِينَ عَلَى أَرْضِ عَرَفَةَ قَائِلِينَ "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ" مَوْقِفٌ تُشَدُّ لَهُ الأَبْصَارُ، وَتَحِنُّ لَهُ القُلُوبُ، وَ تَذْرِفُ لَهُ العُيُونَ شَوْقًا لِبِقَاعِ مَكَّةَ وَمِنًى وَرَغْبَةً فِي مَا يُقَامُ فِيهَا مِنْ مَنَاسِكٍ.
قاَل تَعَالَى ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ ﴾ أَمْرٌ بِالتَّمَسُّكِ بِالدِّينِ وَالوُقُوفِ عِنْدَ حُدُودِ الدِّينِ وَالاِعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللهِ المَتِينِ.
﴿ وَلاَ تَفَرَّقُواْ ﴾ لِأَنَّ فِي الفِرْقَةِ ضَعْفًا وَفِي الوَحْدَةِ قُوَّةً، وَيُذَكِّرُكُمُ اللهُ بِالنِّعْمَةِ العَظِيمَةِ ﴿ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ وَهِيَ نِعْمَةُ الإِيمَانِ بِاللهِ العَظِيمِ.
بَيَّنَ اللهُ لَنَا فِي القُرْءَانِ أَنَّ صَحَابَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَحَّدُوا وَاجْتَمَعُوا عَلَى الإِيمَانِ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتَآلَفُوا وَتَآخُوا مُتَظَلِّلِينَ بِرَايَةِ "لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ" مُوَجِّهِينَ أَنْظَارَهُمْ نَحْوَ هَدَفٍ وَاحِدٍ وَهُوَ رَفْعُ هَذِهِ الرَّايَةِ وَالـمَسِيرُ عَلَى دَرْبِ التَّقْوَى وَالإِخْلاَصِ لِلَّهِ وَالتَّضْحِيَّةُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِنَّ الاِعْتِصَامَ الـمُنْجِيَ هُوَ الاِعْتِصَامُ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَمْ هُوَ عَظِيمٌ قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَمَا خَطَبَ فِي النَّاسِ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ، إِنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ أَخُو المُسْلِمِ، المُسْلِمُونَ إِخْوَةٌ، وَلاَ يَحِلُّ ِلامْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ إِلاَّ مَا أَعْطَاهُ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ، وَلاَ تَظْلِمُوا، وَلاَ تَرْجَعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
قَالَ تَعَالَى ﴿ وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ﴾ أَنْقَذَهُمْ مِنَ النَّارِ بِالإِسْلاَمِ، لِأَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى الإِشْرَاكِ أَوْ عَلَى أَيِّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الكُفْرِ كَنَفْيِ وُجُودِ اللهِ أَوِ الاِسْتِهْزَاءِ بِاللهِ أَوْ بِدِينِ الإِسْلاَمِ أَوْ بِنَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَّاءِ اللهِ أَوْ بِمَلَكٍ مِنَ الـمَلاَئِكَةِ يَدْخُلُ النَّارَ خَالِدًا فِيهَا أَبَدًا، لاَ يَخْرُجُ مِنْهَا وَلاَ يَرْتَاحُ مِنْ عَذَابِهَا.
وللدعاء يوم عرفة مزية على غيره، فإن النبي قال صلى الله عليه وسلم: "خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفة، وخيرُ ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"؛ رواه مالك والترمذي، وانظر الصحيحة للألباني (4/39)؛ قال ابنُ عبدالبر: "وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره... وفي الحديث أيضًا دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب، وفيه أيضًا أن أفضل الذكر: لا إله إلا الله"؛ ا .هـ.
فليحرِص المسلم المقيم والحاج على الدعاء في هذا اليوم العظيم؛ اغتنامًا لفضله ورجاءً للإجابة والقبول، وليدع لنفسه ووالديه وأهله وللإسلام والمسلمين، وإذا صام المقيم هذا اليوم ودعا عند الإفطار فما أقرب الإجابة، وما أحرى القبول، فإن دعاء الصائم مستجاب، وعلى المسلم أن يُكثرَ من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق، فإنها أصل دين الإسلام الذي اختاره الله لهذه الأمة، وأكمله في هذا اليوم العظيم.
عباد الله، مما يشرع في صبيحة يوم عرفة عامة التكبير والتحميد والتهليل، والتكبير ينقسم إلى قسمين: التكبير المقيد الذي يكون عقب الصلوات المفروضة، ويبدأ من فجر يوم عرفة؛ قال ابن حجر رحمه الله: ولم يثبت في شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث، وأصح ما ورد عن الصحابة قول علي وابن مسعود رضي الله عنهم أنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى، أما الحاج فيبدأ من حين يرمي جمرة العقبة.
وأما التكبير المطلق فهو الذي يكون في عموم الأوقات، ويبدأ من أول ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق؛ حيث كان الصحابيان الجليلان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنها يخرجان إلى السوق، يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، والمقصود تذكير الناس؛ ليكبروا فرادى لا جماعة، فالمسلم يكبر ويذكِّر غيره، وينشر هذه السنة بين الناس في يوم عرفة، ويوم النحر، وسائر أيام التشريق.
فدونكم عباد الله هذه الفضائلَ والأعمال، فاغتنموها، وإياكم والتواني والكسل، وبادروا بالتوبة قبل حلول الأجل، وعليكم بإحسان العمل، فإن لله جل وعلا نفحاتٍ في أيامه، فلنهتبل الفرصة ولنستكثر من الحسنات، علَّ الله جل وعلا أن يعفوَ عن زلاتنا وسيئاتنا.
بارك الله لي ولكم في القرآن.
/الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الحمد لله وكفى، وسمع الله لمن دعا، وبعد فاتقوا الله عباد الله حقَّ التقوى.
عباد الله، على صعيد عرفات يحصل ذاك الاجتماع الكبير اجتماعٌ اختلفت فيه الألوان، وتعدَدت الأجناس، وتنوَعت الألسنة، ولكن توحَدت فيه القلوب والمقاصد، فكل يرجو رحمة الله، ويطلب رضاه، ويسأله من فضله العظيم.
فبادر أخي المسلم إلى اغتنام هذه الأيام الفاضلة المباركة بالأعمال الصالحة وكثرة الاجتهاد، فإنه ليس لما بقي من عمرك ثمنٌ، وتب إلى الله من تضييع الأوقات، واعلم أن الحرص على العمل الصالح في هذه الأيام المباركة هو في الحقيقة مسارعةٌ إلى الخير، ودليل على التقوى؛ قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].
اللهم سلِّم الحجاج والمعتمرين، وأعنهم على أداء مناسكهم، واحفظهم من شر كل ذي شر، اللهم ردَّهم إلى ديارهم سالمين غانمين بالأجر والثواب موفورين.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
=================
يمكنكـ الانضمــام إلى الواتســاب مِـنْ هُنـ↶ـا:
http://wa.me/967771471308للإشتراك
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
'_^(( #الاضحية_واحكامها ))^_.doc'
Читать полностью…وَالسُّنَّةُ أَنْ يَتَوَلَّى ذَبْحَهَا بِيَدِهِ؛ لِحَدِيثِ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "ضَحَّى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ). وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ تَذْبَحُ أُضْحِيَّتَهَا إِنِ اسْتَطَاعَتْ؛ لِمَا جَاءَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بَنَاتِهِ أَنْ يَذْبَحْنَ نَسَائِكَهُنَّ بِأَيْدِيهِنَّ". وَيَجُوزُ أَنْ يُنِيبَ غَيْرَهُ فِي ذَبْحِهَا، وَلَا يُعْطِي الْجَزَّارَ أُجْرَتَهَا مِنْهَا؛ لِحَدِيثِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لَا أُعْطِيَ الْجَزَّارَ مِنْهَا، قَالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ).
نَسْأَلُ اللَّهَ -تَعَالَى- أَنْ يُعَلِّمَنَا مَا يَنْفَعُنَا، وَأَنْ يَرْزُقَنَا الْعَمَلَ بِمَا عَلَّمَنَا، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ...
👈🏻الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوهُ، وَاجْتَهِدُوا فِي الطَّاعَاتِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الْمُبَارَكَاتِ؛ فَقَدْ أَقْسَمَ اللَّهُ -تَعَالَى- بِهَا فِي قَوْلِهِ -سُبْحَانَهُ-: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ)[الْفَجْرِ: 1-3]. وَعَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الْعَشْرَ عَشْرُ الْأَضْحَى، وَالْوَتْرَ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّفْعَ يَوْمُ النَّحْرِ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: السُّنَّةُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ وَيُهْدِيَ؛ لِحَدِيثِ بُرَيْدَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ، وَلَا يَأْكُلُ يَوْمَ الْأَضْحَى حَتَّى يَرْجِعَ فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ).. وَيَجِبُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِشَيْءٍ مِنْهَا؛ لِلْأَمْرِ بِهِ فِي قَوْلِ اللَّهِ -تَعَالَى-: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)[الْحَجِّ: 27]، وَفِي قَوْلِهِ -تَعَالَى-: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ)[الْحَجِّ: 36]. قَالَ النَّوَوِيُّ: "يَجِبُ التَّصَدُّقُ بِقَدْرٍ يَنْطَلِقُ عَلَيْهِ الِاسْمُ؛ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ إِرْفَاقُ الْمَسَاكِينِ".
وَيَجُوزُ لَهُ الِادِّخَارُ مِنْهَا؛ لِحَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فَلَا يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثَالِثَةٍ وَبَقِيَ فِي بَيْتِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَفْعَلُ كَمَا فَعَلْنَا عَامَ الْمَاضِي؟ قَالَ: كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ الْعَامَ كَانَ بِالنَّاسِ جَهْدٌ، فَأَرَدْتُ أَنْ تُعِينُوا فِيهَا"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ). وَلِحَدِيثِ جَابِرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَنَّهُ نَهَى عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلَاثٍ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: كُلُوا وَتَزَوَّدُوا وَادَّخِرُوا"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ).
وَيَجِبُ الْإِخْلَاصُ فِي الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَمِنْهَا ذَبْحُ الْأَضَاحِيِّ، وَأَلَّا تَكُونَ عَلَى سَبِيلِ الْمُبَاهَاةِ، قَالَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ: "كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ، حَتَّى تَبَاهَى النَّاسُ، فَصَارَتْ كَمَا تَرَى"(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ).
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( #الاضحية_واحكامها ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
👈🏻الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ، الْكَرِيمِ الْمَنَّانِ؛ سَخَّرَ لِلْعِبَادِ بَهِيمَةَ الْأَنْعَامِ، وَجَعَلَ التَّضْحِيَةَ بِهَا مِنْ أَجَلِّ الْعِبَادَاتِ، نَحْمَدُهُ حَمْدًا كَثِيرًا، وَنَشْكُرُهُ شُكْرًا مَزِيدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ يَتَقَرَّبُ الْعِبَادُ إِلَيْهِ بِالْأَضَاحِيِّ؛ فَيَنَالُونَ أَجْرَهَا، وَيَنْتَفِعُونَ بِلَحْمِهَا؛ فَضْلًا مِنْهُ -سُبْحَانَهُ- وَجُودًا وَكَرَمًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ لَا خَيْرَ إِلَّا دَلَّنَا عَلَيْهِ، وَلَا شَرَّ إِلَّا حَذَّرَنَا مِنْهُ، تَرَكَنَا عَلَى بَيْضَاءَ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا إِلَّا هَالِكٌ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ، وَأَكْثِرُوا مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَظِيمَةِ؛ فَإِنَّ الْعَمَلَ فِيهَا أَفْضَلُ مِنَ الْعَمَلِ فِي غَيْرِهَا، وَكُلُّ عَامِلٍ يَجِدُ مَا عَمِلَ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟ قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ"(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).
أَيُّهَا النَّاسُ: مِنْ أَعْظَمِ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ التَّقَرُّبُ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى- بِالْأَضَاحِيِّ، وَهِيَ الْعِبَادَةُ الْكُبْرَى فِي يَوْمِ النَّحْرِ، وَمِنَ السُّنَنِ الْمُؤَكَّدَةِ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ، وَهِيَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ -تَعَالَى-؛ (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الْحَجِّ: 32].
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: "إِنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ النُّسُكُ الْعَامُّ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ، وَالنُّسُكُ مَقْرُونٌ بِالصَّلَاةِ فِي قَوْلِهِ: (إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، فَأَمَرَ بِالنَّحْرِ كَمَا أَمَرَ بِالصَّلَاةِ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ)، وَقَالَ: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) وَهِيَ مِنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي أُمِرْنَا بِاتِّبَاعِ مِلَّتِهِ، وَبِهَا يُذْكَرُ قِصَّةُ الذَّبِيحِ" انْتَهَى كَلَامُهُ.
وَلَا أُضْحِيَّةَ وَلَا هَدْيَ إِلَّا مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ، وَهِيَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ -تَعَالَى-: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)[الْحَجِّ: 28]، وَضَحَّى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَهْدَى الْإِبِلَ وَالْبَقَرَ وَالْغَنَمَ، دُونَ غَيْرِهَا، وَانْعَقَدَ عَلَى ذَلِكَ إِجْمَاعُ الْعُلَمَاءِ. فَمَنْ ضَحَّى بِغَيْرِ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ لَمْ تَصِحَّ أُضْحِيَّتُهُ.
وَيُشْتَرَطُ فِيهَا أَنْ تَبْلُغَ سِنَّ الْأُضْحِيَّةِ، بِأَنْ تَكُونَ ثَنِيًّا مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْمَعْزِ، وَجَذَعًا مِنَ الضَّأْنِ، وَالثَّنِيُّ مِنَ الْإِبِلِ مَا بَلَغَ خَمْسَ سَنَوَاتٍ، وَمِنَ الْبَقَرِ مَا بَلَغَ سَنَتَيْنِ، وَمِنَ الْمَعْزِ مَا بَلَغَ سَنَةً، وَالْجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ مَا بَلَغَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ؛ لِحَدِيثِ جَابِرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ
وَيَوْمُ الْقَرِّ: هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي يَلِي يَوْمَ النَّحْرِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَسْتَقِرُّونَ فِيهِ بِمِنًى، وَقَدْ فَرَغُوا مِنْ طَوَافِ الْإِفَاضَةِ وَالنَّحْرِ فَاسْتَرَاحُوا وَقَرُّوا.
وَمِمَّا يُسَنُّ فِعْلُهُ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشَرَةِ الْمُبَارَكَةِ: التَّقَرُّبُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالأَضَاحِيِّ وَالْهَدَايَا، وَشُكْرُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى الْهِبَاتِ وَالْمِنَحِ وَالْعَطَايَا؛ إِذْ أَمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الْكَوْثَرِ:2]، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ الحَجِّ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «العَجُّ وَالثَّجُّ» [أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ]. وَالْعَجُّ: رَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ، وَالثَّجُّ: نَحْرُ الْهَدَايَا وَإِرَاقَةُ الدِّمَاءِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ [الْحَجِّ: 37].
عِبَادَ اللهِ:
وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنِ الْأَخْذِ مِنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ وَجِلْدِهِ مِنْ دُخُولِ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ حَتَّى يُضَحِّيَ؛ لِمَا رَوَتْهُ أُمُّ سَلْمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعْرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا»، وَفِي رِوَايَةٍ: «إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ: فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ» [رَوَاهُمَا مُسْلِمٌ].
فَـتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ مَوْلَاكُمْ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ؛ فَإِنَّ فِيهَا لِلَّهِ نَفَحَاتٍ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ، فَمَنْ أَصَابَتْهُ سَعِدَ بِهَا آخِرَ الدَّهْرِ. فَالْغَنِيمَةَ الْغَنِيمَةَ بِانْتِهَازِ الْفُرْصَةِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ العَظِيمَةِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَالأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تُوَفِّقَنَا جَمِيعاً لِاغْتِنَامِ الأَوْقَاتِ بِالطَّاعَاتِ، وَأَنْ تَحْمِيَنَا مِنْ فِعْلِ الْـمُنْكَرِ وَالسَّيِّئَاتِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْـمُسْلِمَاتِ، الْـمُوَحِّدِينَ وَالْـمُوَحِّدَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ؛ إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً، دَارَ عَدْلٍ وَإِيمَانٍ، وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَسَائِرَ بِلَادِ الْـمُسْلِمِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
=================
يمكنكـ الانضمــام إلى الواتســاب مِـنْ هُنـ↶ـا:
http://wa.me/967771471308للإشتراك
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( #فضل_عشر_ذي_الحجة ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
👈🏻الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيرًا. يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
عِبَادَ اللهِ:
لَقَدْ أَظَلَّتْنَا أَيَّامٌ عَظِيمَةٌ، وَمَوَاسِمُ لِلْخَيْرِ كَرِيمَةٌ، أَيَّامٌ تُضَاعَفُ فِيهَا الْحَسَنَاتُ، وَمَوَاسِمُ تُكَفَّرُ فِيهَا السَّيِّئَاتُ، وَتُقَالُ الْعَثَرَاتُ، وَتُجَابُ فِيهَا الدَّعَوَاتُ، اخْتَارَهَا اللهُ تَعَالَى لِتَكُونَ أَفْضَلَ أَيَّامِ الدُّنْيَا مَنْزِلَةً وَتَكْرِيمًا؛ إِذْ أَقْسَمَ بِهَا فِي كِتَابِهِ الْعَظِيمِ إِظْهَارًا لَهَا وَتَعْظِيمًا ؛ فَقَالَ جَلَّ اسْمُهُ وَتَعَالَى ذِكْرُهُ: وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:1-2]. وَسَمَّاهَا الْأَيَّامَ الْمَعْلُومَاتِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28]، وَشَهِدَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهَا أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا؛ فَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ» يَعْنِي: عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ [أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].
وَحَثَّ عَلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ فِيهَا وَاغْتِنَامِهَا، وَالْإِكْثَارِ مِنَ الطَّاعَاتِ فِي لَيَالِيهَا وَأَيَّامِهَا؛ فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي: أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ].
وَمِنْ فَضَائِلِ الْعَشْرِ الْكَثِيرَةِ: ذَاكَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ، مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ؛ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر]. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ: «يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مُعَلَّقًا]. فَيُشْرَعُ فِيهَا التَّكْبيرُ الْمُطْلَقُ وَالْمُقَيَّدُ، فَأَمَّا التَّكْبِيرُ الْمُطْلَقُ فَيَكُونُ مِنْ أَوَّلِ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَمَّا التَّكْبِيرُ المُقَيَّدُ فَيَكُونُ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ المَفْرُوضَةِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ عَرَفَةَ - لِغَيْرِ الحَاجِّ - إِلَى صَلَاةِ العَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وَقَدْ دَلَّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ ذَلِكَ الإِجْمَاعُ، كَمَا قَالَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَهُوَ فِعْلُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.
'_^(( #أَحْكَامُ_الأُضْحِيَّةِ ))^_.doc'
Читать полностью…وَمِنْ شُرُوطِهَا: أَنْ تُذْبَحَ فِي الْوَقْتِ الْمُعْتَبَرِ شَرْعًا، وَهُوَ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ صَلَاةِ الْعِيدِ إِلَى غُرُوبِ شَمْسِ ثَالِثِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ عَلَى الصَّحِيحِ [أَيِ: الْيَوْمِ الرَّابِعِ مِنْ أَيَّامِ الْعِيدِ]؛ فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا ذَبَحَ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ، وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].
إِخْوَةَ الإِيمَانِ:
وَيُسْتَحَبُّ لِلْمُضَحِّي: أَنْ يُبَاشِرَ ذَبْحَ أُضْحِيَّتِهِ بِنَفْسِهِ إِنِ اسْتَطَاعَ، وَإِلَّا وَكَّلَ مُسْلِمًا فِي الذَّبْحِ، وَيَشْهَدَ ذَبْحَ أُضْحِيَّتِهِ، وَلَا يُعْطِي الْجَزَّارَ مِنْهَا ثَمَنًا لِذَبْحِهِ؛ لِمَا جَاءَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنْ أَقُومَ عَلَى الْبُدْنِ، وَلَا أُعْطِيَ عَلَيْهَا شَيْئًا فِي جِزَارَتِهَا» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]، وَيُسْتَحَبُّ لِلْمُضَحِّي أَنْ يَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ وَيَتَصَدَّقَ؛ قَالَ تَعَالَى: ] فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ[ [الحج:28].
وَاعْلَمُوا -عِبَادَ اللهِ- أَنَّ الْمَقْصُودَ الْأَعْظَمَ فِي الْأُضْحِيَّةِ هُوَ التَّقَرُّبُ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِذَبْحِهَا؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ]لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا[ [الحج:37] [أَيْ: لَيْسَ الْمَقْصُودُ مِنْهَا ذَبْحَهَا فَقَطْ]. وَلَا يَصِلُ إِلَى اللهِ مِنْ لُحُومِهَا وَلَا دِمَائِهَا شَيْءٌ، لِكَوْنِهِ الْغَنِيَّ الْحَمِيدَ، وَإِنَّمَا يَنَالُهُ الْإِخْلَاصُ فِيهَا، وَالْاحْتِسَابُ، وَالنِّيَّةُ الصَّالِحَةُ؛ وَلِهَذَا قَالَ: ]وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ[ [الحج:37] فَفِي هَذَا حَثٌّ وَتَرْغِيبٌ عَلَى الْإِخْلَاصِ فِي النَّحْرِ، وَأَنْ يَكُونَ الْقَصْدُ وَجْهَ اللهِ وَحْدَهُ، لَا فَخْرًا وَلَا رِيَاءً، وَلَا سُمْعَةً، وَلَا مُجَرَّدَ عَادَةٍ، وَهَكَذَا سَائِرُ الْعِبَادَاتِ، إِنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بِهَا الْإِخْلَاصُ وَتَقْوَى اللهِ؛ كَانَتْ كَالْقُشُورِ الَّتِي لَا لُبَّ فِيهَا، وَالْجَسَدِ الَّذِي لَا رُوحَ فِيهِ.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
👈🏻الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْمَلَ لَنَا الدِّينَ، وَأَتَمَّ عَلَيْنَا النِّعْمَةَ، أَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ الْجَمَّةِ، وأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ نَلْقَاهُ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا اصْطَفَى يَوْمَ عَرَفَةَ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْأَيَّامِ، وَخَصَّهُ بِمَزِيدِ الْفَضْلِ وَالْإِنْعَامِ، يَوْمٌ يَعُمُّ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِالرَّحَمَاتِ، وَيُكَفِّرُ فِيهِ السَّيِّئَاتِ، وَيُقِيلُ فِيهِ الْعَثَرَاتِ، يَوْمٌ أَقْسَمَ اللهُ تَعَالَى بِهِ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ]وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ[ [البروج:1-3] وَالْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ القِيَامَةِ، وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]، وَإِنَّ مِمَّا يُشْرَعُ لِلْعَبْدِ الْمُسْلِمِ غَيْرِ الحَاجِّ أَنْ يَصُومَ يَوْمَ عَرَفَةَ لِيَفُوزَ بِتَكْفِيرِ الْخَطَايَا وَالسَّيِّئَاتِ؛ فَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
_^(( #يوم_عرفه_وفضائله ))^_.doc'
Читать полностью…كما جاء فضل خاص لصيام يوم عرفة دون هذه التسع قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة : يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم في الصحيح ، وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف.
– ويوم عرفة يوم العيد لأهل الموقف قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام ) رواه أبو داود وصححه الألباني .
– وعن عظم الدعاء يوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ) صححه الألباني في كتابه السلسة الصحيحة. قال ابن عبد البر: وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره.
– وعن كثرة العتق من النار في يوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم في الصحيح. – وعن مباهاة الله بأهل عرفة أهل السماء قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء) رواه أحمد وصحح إسناده الألباني . – وأما التكبير : فقد ذكر العلماء أن التكبير ينقسم إلى قسمين : التكبير المقيد الذي يكون عقب الصلوات المفروضة ويبدأ من فجر يوم عرفة قال ابن حجر –رحمه الله- : ولم يثبت في شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث وأصح ما ورد عن الصحابة قول علي وابن مسعود _ رضي الله عنهم_ أنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى) . وأما التكبير المطلق فهو الذي يكون في عموم الأوقات ويبدأ من أول ذي الحجة حيث كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجون إلى السوق يكبرون ويكبر الناس بتكبيرهما) والمقصود تذكير الناس ليكبروا فرادى لا جماعة . – ويوم عرفة فيه ركن الحج العظيم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة) متفق عليه.
أيها المسلمون
وهناك أمور ينبغي فعلها للحاج وغيره ، ومنها : الإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق، فإنها أصل دين الإسلام الذي أكمله الله – تعالى- في ذلك اليوم وأساسه، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا النبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير” وتحقيق التوحيد يوجب عتق الرقاب، وعتق الرقاب يوجب العتق من النار؛ كما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على شيء قدير. في يوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك) . . الإكثار من الدعاء بالمغفرة والعتق من النار: فقد روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي قال: ليس في الأرض يوم إلا لله فيه عتقاء من النار، وليس يوم أكثر فيه عتق للرقاب من يوم عرفة، فأكثر فيه أن تقول: اللهم أعتق رقبتي من النار، وأوسع لي من الرزق الحلال، واصرف عني فسقة الجن والإنس، فإنه عامة دعائي اليوم. . التوبة الصادقة فإن الله – تعالى- يقول: ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) سورة النــور (31) ، ويقول – تعالى-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) التحريم(8)
والتوبة واجبة في كل وقت إلا أنها في الأوقات الفاضلة آكد وأوجب، والإصرار على الذنب سبب للحرمان من الغفران ورضا الرحمن فقد روى ابن أبي الدنيا وغيره: أن رجلاً رأى في المنام أن الله قد غفر لأهل الموقف كلهم إلا رجلاً من أهل بلخ فسأل عنه حتى وقع عليه، فسأله عن حاله فذكر أنه كان مدمناً لشرب الخمر فجاء ليلة وهو سكران فعاتبته أمه وهي تسجر تنور، فاحتملها فألقاها فيه حتى احترقت.. الإكثار من فعل الخيرات، وبذل المعروف والإحسان إلى الناس، فإن العمل الصالح يضاعف أجره في الأوقات الفاضلة، وكذا العمل القبيح الفاسد يضاعف عقاب فاعله في الأيام الفاضلة. إضافة إلى ما سبق فإنه ينبغي لغير الحاج صيام يوم عرفة فإنه قد جاء في الحديث الصحيح عن أبي قتادة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
👈🏻الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
'_^(( #الغفله_عن_العشر_وعرفه))^_.doc'
Читать полностью…إن عنوان سعادة المرء ودلائل توفيقه إنما يكون في إنابته، لربه واستقامته على شرع الله ودينه في أيام حياته، وعلى كل حالاته، وإقباله على الله تعالى بنية خالصة وعبودية صادقة لاسيما في الأيام الفاضلة، وأن لا تشغله الحياة الدنيا والسعي في تحصيل ما يؤمل منها عن الاستعداد للحياة الباقية والتزود للدار الآخرة، فذلك سبيل الصالحين، ونهج المتقين ممن وصفهم الله عز وجل في محكم التنزيل بقوله: رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصلاةِ وَإِيتَاء الزكاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالاْبْصَارُ [النور:37].فإن هؤلاء الصالحين على الرغم من اشتغالهم بالبيع والشراء، وما يحتاجون من عرض الدنيا، إلا أن ذلك لم يكن حائلاً بينهم وبين استحضار عظمة الله جل جلاله، استحضاراً يحمل على تقوى الله عز وجل وخشيته على الدوام، والقيام بعبوديته حق القيام، وهكذا شأن المؤمن حقاً، يغتنم أيام العمر وأوقات الحياة بجلائل الأعمال الصالحة، ويبتغي فيما آتاه الله الدار الآخرة؛ لعلمه أن هذه الحياة الدنيا ما هي إلا وسيلة للفوز بالحياة الباقية والظفر بالسعادة الدائمة، لا أنها غاية تبتغى، ولا نهاية ترتجى، بل إنما هي عرض زائل، وظل آفل، يأكل منها البر والفاجر، وأنه مهما طال فيها العمر، وفسح فيها للمرء الأجل، فسرعان ما تبلى، وعما قريب تفنى، وليس لها عند الله شأن ولا اعتبار، وإنما هي قنطرة إلى الجنة أو النار أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون )
بارَكَ اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحَكِيمِ، أقُولُ ما سَمِعْتُم، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
//الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الحمدُ لله على إحسانه، والشُّكْر على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ تعظيمًا لشَانِهِ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسوله، الداعي إلى جنته ورضوانه، صَلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وأصحابه وأعوانه.
أمَّا بَعْدُ:
عِبَادَ اللهِ: إن مِن أَعْظَم أيَّامكم يوم عرفة، يوم المُبَاهَاة، وهو يوم العِتْق من النار، فقد أَخْرَجَ مُسْلِمٌ في صحيحه أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم- قال: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ...» ، الحَدِيثَ، وقال تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ ، قال ابن عباس: (الشفْع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة) . وقال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- في قوله تعالى: ﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ ، قال: الشاهدُ يومُ الجمعة، والمشهود يومُ عَرَفَةَ، وجاء ذلك مرفوعًا إلى النبي -صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم-. وكيف لا؟! وهو يوم يُباهِي اللهُ بعباده، وفيه يُشْرَع التكبيرُ أَدْبارَ الصلواتِ المفروضات، وتبدأ مِنْ فجر يوم عرفة إلى عصر اليوم الثالث من أيام التشريق، فهذه ثلاث وعشرون فريضة، تُكَبِّرُون بعدها وتقولون: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله العظيم وبحمده بُكْرَة وأصيلاً.
ويُشْرَع في هذا اليوم الذِّكْرُ وشهادةُ التوحيد، كما جاء ذلك من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند الترمذي قال رسول الله -صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم-: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِى: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ». ومن أعظم العبادات صِيامُهُ، فقد أَخْرَجَ الإمام مسلمٌ في صحيحه، من حديث أبي قتادة -رضي الله عنه- وفيه قال رَسُولُ اللهِ -صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم-: «... صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».
عِبادَ اللهِ، إن يوم عَرَفَةَ لم يُخْتَصَّ فضلُه للحَجِيج فقط؛ بل هو لكل الموحِّدِين، ففضيلة العِتْق من النار والجوائز ينالُها كل مَنْ تَوَفَّرَتْ فيه أسبابُ النجاح، فلا تَزْهَدُوا في يومكم، ولا يَخْذُلَنَّكُمُ الشيطانُ بالتقاعُس والتكاسُل في هذا اليوم، ولْنَسْتَمِعْ إلى كلامِ الحافظِ ابْنِ رَجَبٍ -رحمه الله- وهو يقول: (العيد الثاني: عيد النحر، وهو أكبر العِيدَيْن وأفضلهما، وهو مترتب على إكمال الحج، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام ومَبَانِيه، فإذا أَكْمَلَ المسلمون حَجَّهُم غُفِرَ لهم، وإنما يَكْمُل الحجُّ بيوم عرفة، والوقوف بعرفة، فإنه رُكْنُ الحجِّ الأعظم، كما قال -صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم-: «الحَجُّ عَرَفَةُ»، ويوم عرفة هو يوم العِتْق من النار، فيُعْتِق اللهُ من النار من وَقَفَ بعرفة ومن لم
إِخْوَةَ الإِيمَانِ إِنَّنَا نَدْعُو لِلتَّمَسُّكِ بِكِتَابِ اللهِ، لِلتَّمَسُّكِ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي وَرَدَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ "مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يفقههُ فِي الدِّينِ"
أَيُّهَا الأَحِبَّةُ لَقَدْ تَفَشَّى وَبَاءُ الجَهْلِ وَمَرَضُ التَّشَبُّثِ بِالبَاطِلِ وَالزِّيغِ، وَلاَ سَبِيلَ لِلْإِنْسَانِ اليَوْمَ فِي مُوَاجَهَةِ ذَلِكَ إِلاَّ بِالتَّمَسُّكِ بِالعِلْمِ بِعِلْمِ الدِّينِ وَالعَمَلِ بِذَلِكَ وَالتَّمَسُّكِ بِالوَسَطِيَةِ وَالاِعْتِدَالِ بِاتِّبَاعِ الحَقِّ قَالَ تَعَالَى ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾.
إِخْوَةَ الإِيمَانِ إِنَّنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الفَضِيلَةِ الـمُبَارَكَةِ نُجَدِّدُ الدَّعْوَةَ لِلْعِلْمِ وَالاِعْتِدَالِ وَالوَسَطِيَةِ وَالتَّآخِي عَلَى أَسَاسِ الاِلْتِزَامِ بِحُدُودِ هَذَا الدِّينِ العَظِيمِ، وَلِلتَّعَلُّمِ وَمَعْرِفَةِ الإِيمَانِ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَعْرِفَةِ الحُدُودِ الشَّرْعِيَّةِ لِيَصِيرَ عِنْدَ الـمُسْلِمِ الـمِيزَانُ الشَّرْعِيُّ الَّذِي بِهِ يُمَيِّزُ الطَّيِّبَ مِنَ الخَبِيثِ وَالحَلاَلَ مِنَ الحَرَامِ وَالحَقَّ مِنَ البَاطِلِ وَالحَسَنَ مِنَ القَبِيحِ.
إِخْوَةَ الإِيمَانِ إِنَّ الحُجَّاجَ اليَوْمَ يُـمْضُونَ أَفْضَلَ أَيَّامِ العَامِ، أَيْ يَوْمَ عَرَفَة الَّذِي رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيهِ "أَفْضَلُ الدُّعَاءِ يَوْمَ عَرَفَة وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٍ". وَيَوْمُ عَرَفَة يُسْتَحَبُّ لِغَيْرِ الحَاجِّ صِيَامَهُ فَقَدْ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا سُئِل عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَة "يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالبَاقِيَةَ" أَمَّا الحَاجُّ فَيُسْتَحَبُّ فِيهِ أَنْ يَكُونَ مُفْطِرًا فَلاَ يَصُومَ لَكِنْ يُسْتَحَبُّ لَهُ أَنْ يُكْثِرَ مِنَ الدُّعَاءِ وَالتَّهْلِيلِ وَقِرَاءَةِ القُرْءَانِ فَهَذِهِ وَظِيفَةُ هَذَا الـمَوْضِعِ الـمُبَارَكِ، وَيَنْبَغِي لِلْحَاجِّ فِي هَذَا اليَوْمِ أَنْ يُكْثِرَ مِنَ التَّضَرُّعِ وَالخُشُوعِ وَإِظْهَارِ الضُّعْفِ وَالاِفْتِقَارِ وَالذِّلَّةِ وَيُكْثِرَ مِنَ التَّلْبِيَّةِ رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ" وَيُكْثِرَ أَيْضًا مِنَ الصَّلاَةِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنَ الاِسْتِغْفَارِ وَأَنْ يَتُوبَ مِنْ جَمِيعِ الـمُخَالَفَاتِ فَهُنَاكَ تُسْكَبُ العَبَرَاتُ وَتُسْتَقَالُ العَثَرَاتُ وَتُرْجَى إِجَابَةُ الـمَطَالِبِ فَقَدْ جَاءَ عَنْ نَبِيِّ الهُدَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يَعْتِقَ اللهُ تَعَالَى فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَة"
وَجَاءَ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَا رُؤِيَ الشَّيْطَانُ أَصْغَرَ وَلاَ أَحْقَرَ وَلاَ أَدْحَرَ وَلاَ أَغْيَظَ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَة وَمَا ذَاكَ إِلاَّ أَنَّ الرَّحْمَةَ تَنْزِلُ فِيهِ فَيُتَجَاوَزُ عَنِ الذُّنُوبِ العِظَامِ". وَعَنِ الفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى بُكَاءِ النَّاسِ بِعَرَفَة فَقَالَ "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ هَؤُلاَءِ صَارُوا إِلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُوهُ دَانِقًا" وَالدَّانِقُ إِخْوَةَ الإِيمَانِ سُدُسُ الدِّرْهَمِ، أَيْ شَىْءٌ قَلِيلٌ جِدًّا قَالَ الفُضَيْلُ "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ هَؤُلاَءِ صَارُوا إِلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُوهُ دَانِقًا أَكَانَ يَرُدُّهُمْ ؟ قِيلَ لاَ، قَالَ وَاللهِ لَلْـمَغْفِرَةُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَهْوَنُ مِنْ إِجَابَةِ رَجُلٍ لَهُمْ بِدَانِقٍ".
وَجَاء في صحيح مسلم قالت عائشة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء". يقول النووي في شرح مسلم: قال القاضي عياض: قال المازري: معنى ( يدنو ) في هذا الحديث: أي تدنو رحمته وكرامته، لا دنو مسافة ومماسة. قال القاضي: يتأول فيه ما سبق في حديث النـزول إلى السماء الدنيا، كما جاء في الحديث الآخر: من غيظ الشيطان يوم عرفة لما يرى من تنـزل الرحمة، قال القاضي: وقد يريد دنو الملائكة إلى الأرض أو إلى السماء بما ينـزل معهم من الرحمة ومباهاة الملائكة بهم عن أمره سبحانه وتعالى. اهـ
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( #يوم_المباهاه ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
/الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، أحمده سبحانه وأشكره هدانا دينًا قيمًا ملة ابراهيم حنيفًا وما كان من المشركين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بلغ البلاغ المبين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله تعالى، فإن تقواه جل وعلا هي خير زاد؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].
عباد الله، إن الليالي والأيام، والشهور والأعوام، تمضي وتنقضي سريعُا، فهي محط الآجال، ومقادير الأعمال، وقد فاضل الله تبارك وتعالى بينها، فجعل منها مواسم للخيرات، وأزمنة للطاعات، تزداد فيها الحسنات، وتكفر فيها السيئات، ومن تلك الأزمنة العظيمة القدر الكثيرة الأجر يوم عرفة، وقد تضافرت النصوص من الكتاب والسنة على فضله وبركته وعظيم أثره للحجاج خاصة، ولأهل الأمصار عامة.
يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وفيه ركن الحج الأعظم؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة)؛ متفق عليه، فالوقوف بعرفة هو أهمُ وأعظم أعمال الحج على الإطلاق، ولم يجمع العلماء على أمرٍ يفوت الحج بفواته سوى الوقوف بعرفة.
يوم عرفة من الأيام الفاضلة والعظيمة؛ لأنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، وهو يوم عيد لأهل الموقف، ويستحب صيامه لأهل الأمصار، وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على هذه الأمة، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولهذا جعله الله تعالى خاتمة الأديان، لا يقبل من أحد دينًا سواه؛ عن عمرَ رضي الله عنه أن رجلًا من اليهود قال: يا أميرَ المؤمنين، آيةٌ في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت، لا تخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أي آيةٍ؟ قال: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، قال عمرُ: عرَفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة؛ رواه البخاري ومسلم.
وهذا الرجلُ الذي سأل عمر رضي الله عنه هو كعبُ الأحبار كما جاء في رواية الطبري، وفيها أيضًا: نزلت في يوم الجمعة ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد، وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء"؛ رواه مسلم، قال ابنُ عبدالبر: "وهذا يدل على أنهم مغفورٌ لهم؛ لأنه لا يباهي بأهل الخطايا إلا بعد التوبة والغفران، والله أعلم"؛ ا .هـ.
وفي الحديث الذي رواه أحمدُ وابنُ خزيمة وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثًا غبرًا".
فهذه الأحاديث تدل على فضل يوم عرفة، وأنه من الأيام الفاضلة التي تجاب فيها الدعوات وتقال العثرات، فعلى المسلم أن يحرصَ على العمل الصالح، لا سيما في هذا اليوم العظيم من ذكرٍ ودعاءٍ وقراءةٍ وصلاةٍ وصدقةٍ؛ لعله أن يحظى من الله تعالى بالمغفرة والعتق من النار، فقد ذكر ابنُ رجب رحمه الله في اللطائف أن العتقَ من النار عام لجميع المسلمين.
عباد الله، ينبغي الحرص على صيام يوم عرفة، فقد خصَّه النبي بمزيد عناية من بين أيام العشر، وبين ما رُتب على صيامه من الفضل العظيم، فقد ورد عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سُئلَ عن صوم يوم عرفة، فقال: "يُكفِّر السنة الماضية والسنة القابلة"؛ رواه مسلم.
وهذا يدل على أن صيامه يُكفر ذنوب سنة قبله وذنوب سنةٍ بعده، ويُقصد بذلك تكفير الصغائر من الأعمال السيئة دون الكبائر من الذنوب، وذلك التكفير مشروطٌ بترك الكبائر؛ قال تعالى: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾ [النساء: 31].
وصيام عرفة إنما يُستحب لغير الحاج، وأما الحاج فلا يسنُّ له صيام هذا اليوم، وفطره أفضل تأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد وقف بعرفة مفطرًا، فعن أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنها أن ناسًا اختلفوا عندها يوم عرفة في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح من لبن، وهو واقف على بعيره بعرفة فشرِبه؛ رواه البخاري ومسلم، ولأن المفطر أقوى على الدعاء من الصائم، لا سيما في شدة الحر.
وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَهُوَ مَنْهِيٌّ عَنِ الْأَخْذِ مِنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ مُنْذُ إِهْلَالِ ذِي الْحِجَّةِ حَتَّى يَذْبَحَ أُضْحِيَّتَهُ؛ لِحَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ كَانَ عِنْدَهُ ذَبْحٌ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهُ فَرَأَى هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ...
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
=================
يمكنكـ الانضمــام إلى الواتســاب مِـنْ هُنـ↶ـا:
http://wa.me/771471308للإشتراك
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ). قَالَ النَّوَوِيُّ: "أَجْمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّهُ لَا يُجْزِئُ مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْمَعْزِ إِلَّا الثَّنِيُّ، وَلَا مِنَ الضَّأْنِ إِلَّا الْجَذَعُ". وَالْوَاحِدَةُ مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ تُجْزِئُ عَنْ سَبْعَةٍ يَشْتَرِكُونَ فِي ثَمَنِهَا، وَيُضَحُّونَ بِهَا، وَلَا تُجْزِئُ الْغَنَمُ إِلَّا عَنْ وَاحِدٍ فَقَطْ، وَيُشْرِكُ مَنْ شَاءَ مَعَهُ فِي أُضْحِيَّتِهِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضَحَّى بِكَبْشٍ فَقَالَ: "بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، هَذَا عَنِّي، وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي"(رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَهْلُ السُّنَنِ إِلَّا النَّسَائِيَّ).
وَيُشْتَرَطُ فِيهَا أَنْ تَكُونَ سَالِمَةً مِنَ الْعُيُوبِ الَّتِي تَمْنَعُ إِجْزَاءَهَا، وَهِيَ الْوَارِدَةُ فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ يَقُولُ: "لَا يَجُوزُ مِنَ الضَّحَايَا: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ عَرَجُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي"(رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ). قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: "اتَّفَقُوا أَنَّ الْعَوْرَاءَ الْبَيِّنَ عَوَرُهَا، وَالْعَمْيَاءَ الْبَيِّنَةَ الْعَمَى، وَالْعَرْجَاءَ الْبَيِّنَةَ الْعَرَجِ الَّتِي لَا تُدْرِكُ السَّرْحَ، وَالْمَرِيضَةَ الْبَيِّنَةَ الْمَرَضِ، وَالْعَجْفَاءَ الَّتِي لَا مُخَّ لَهَا؛ أَنَّهَا لَا تُجْزِئُ فِي الْأَضَاحِيِّ".
وَإِذَا عُيِّنَتِ الْأُضْحِيَّةُ ثُمَّ أَصَابَهَا عَيْبٌ مِنَ الْعُيُوبِ بِلَا تَفْرِيطٍ مِنْ صَاحِبِهَا جَازَ التَّضْحِيَةُ بِهَا؛ لِمَا رَوَى الْبَيْهَقِيُّ: "أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَأَى هَدْيًا لَهُ فِيهَا نَاقَةٌ عَوْرَاءُ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ أَصَابَهَا بَعْدَ مَا اشْتَرَيْتُمُوهَا فَأَمْضُوهَا، وَإِنْ كَانَ أَصَابَهَا قَبْلَ أَنْ تَشْتَرُوهَا فَأَبْدِلُوهَا"(صَحَّحَهُ النَّوَوِيُّ). وَقَالَ ابْنُ قُدَامَةَ: "إِذَا أَوْجَبَ أُضْحِيَّةً صَحِيحَةً سَلِيمَةً مِنَ الْعُيُوبِ، ثُمَّ حَدَثَ بِهَا عَيْبٌ يَمْنَعُ الْإِجْزَاءَ ذَبَحَهَا وَأَجْزَأَتْهُ".
وَيُشْتَرَطُ أَنْ يَذْبَحَهَا فِي وَقْتِهَا، وَيَبْدَأُ وَقْتُ التَّضْحِيَةِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِيدِ؛ لِحَدِيثِ الْبَرَاءِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ فَقَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ مِنْ يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ). وَلِحَدِيثِ جُنْدَبِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "ضَحَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُضْحِيَةً ذَاتَ يَوْمٍ، فَإِذَا أُنَاسٌ قَدْ ذَبَحُوا ضَحَايَاهُمْ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَآهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُمْ قَدْ ذَبَحُوا قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَنْ كَانَ لَمْ يَذْبَحْ حَتَّى صَلَّيْنَا فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ). وَلِحَدِيثِ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ).
وَيَنْتَهِي وَقْتُ ذَبْحِ الْأَضَاحِيِّ بِغُرُوبِ شَمْسِ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ؛ لِحَدِيثِ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ). وَلِحَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "كُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ، وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ). وَيَجُوزُ الذَّبْحُ لَيْلًا بِلَا كَرَاهَةٍ. وَالْأَفْضَلُ أَنْ يُعَجِّلَ ذَبْحَهَا بَعْدَ صَلَاةِ الْعِيدِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الْمُسَارَعَةِ فِي الْخَيْرِ.
'_^(( #فضل_عشر_ذي_الحجة ))^_.doc'
Читать полностью…مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ:
وَفِي هَذِهِ الْعَشْرِ تَزْدَادُ الْبَرَكَةُ بِيَوْمِ التَّرْوِيَةِ وَلَيْلَةِ مُزْدَلِفَةَ وَيَوْمِ عَرَفَةَ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَقْسَمَ اللهُ بِهِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ [الفجر:3]، فَالْوَتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ لِكَوْنِهِ التَّاسِعَ، وَالشَّفْعُ هُوَ يَوْمُ النَّحْرِ لِكَوْنِهِ الْعَاشِرَ. قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَغَيْرُهُ.
وَفِيهِ أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى آيَةَ إِكْمَالِ الدِّينِ وَإِتْمَامِ النِّعْمَةِ؛ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا نَزَلَتْ- مَعْشَرَ الْيَهُودِ- لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، قَالَ: وَأَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة:3]، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، «نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ» [أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ].
وَفِي يَوْمِ عَرَفَةَ يَكْثُرُ عِتْقُ الرِّقَابِ مِنَ النَّكَالِ وَالْعَذَابِ؛ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِمِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ]، وَصِيَامُهُ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ؛ فَفِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ].
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَلِيَّ العَظِيمَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
👈🏻الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِتَوْحِيدِهِ وَطَاعَتِهِ، وَوَفَّقَنَا لِذِكْرِهِ وَعِبَادَتِهِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَلَا فِي أُلُوهِيَّتِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفْوَتُهُ مِنْ خَلِيقَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ، الَّذِينَ عَاشُوا عَلَى سُنَّتِهِ، وَمَاتُوا عَلَى مِلَّتِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا دَائِمًا دَوَامَ شَرِيعَتِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي خَلَقَكُمْ، وَاسْتَعِينُوا عَلَى طَاعَتِهِ بِمَا رَزَقَكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ كَمَا أَمَرَكُمْ؛ يَزِدْكُمْ مِنْ فَضْلِهِ كَمَا وَعَدَكُمْ.
مَعَاشِرَ المُؤْمِنِينَ:
إِنَّ أَبْوَابَ الْخَيْرِ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ مُتَعَدِّدَةٌ، وَمَيَادِينَ التَّسَابُقِ إِلَى الْفَضَائِلِ فِيهَا مُتَجَدِّدَةٌ، فَطُوبَى لِمَنِ اغْتَنَمَهَا بِالْجِدِّ وَالتَّشْمِيرِ وَالْعَمَلِ، وَتَجَنَّبَ التَّسْوِيفَ وَالتَّثَاقُلَ وَالْكَسَلَ، وَفِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الْمُبَارَكَةِ يَجْتَمِعُ مِنْ أُمَّهَاتِ الطَّاعَاتِ مَا لَا يَجْتَمِعُ فِي غَيْرِهَا مِنْ أَيَّامِ السَّنَةِ الْمُتَوَالِيَاتِ؛ مِنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَالصِّيَامِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْقُرُبَاتِ.
وَمِنْ خَيْرِ الْأَعْمَالِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعِظَامِ: الْإِهْلَالُ بِالْحَجِّ إِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ؛ لِأَدَاءِ الرُّكْنِ الْخَامِسِ مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ، فَاحْرِصُوا عَلَى هَذِهِ الْغَنِيمَةِ، وَابْتَغُوا أُجُورَهَا الْعَدِيدَةَ الْعَظِيمَةَ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ: رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» [أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ].
وَمِنْ خَيْرِ الْأَيَّامِ: يَوْمُ النَّحْرِ؛ أَيِ الْعَاشِرُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَهُوَ أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ؛ كَمَا رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ» [أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].
'_^(( #عشر_ذي_الحجة ))^_.doc'
Читать полностью…