montda_alkotba | Unsorted

Telegram-канал montda_alkotba - ❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

1705

↩️قَناةٌ لِنَشرِ الخُطَبِ وَالمُحَاضَراتِ المَكتُوبَة📑 لِمُسَاعَدَةِ فُرسَانَ الخِطَابَة،🎤 وَرُوَادِ المَنَابِر، وآسَادِ الكَلِمَه، 🕌 وَتُعْتَبَرُمَكْتَبَةٌ📚 شَامِلَةٌ، وَمَرْجَعٌ مُهِمْ لِكُلِ خَطِيٓبٍ وَدَاعيَة.🌹 لِتَوَاصُل| @Montda_alkotba_bot ➪

Subscribe to a channel

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

'_^((#الشــبــاب_وغلاء_المهور ))^_.doc'

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

مِنِّي وَانًا مِنْهُ ، ثُمَّ أَخَذُو يَحْفِرُونَ وَلَمْ يَكُنْ سرير إِلَّا سَاعَدي رَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- لِجُلَيْبِيبَ حَضَنهُ النَّبِيُّ -عِلْيَّةَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ- وَأَخُذهُ عَلَيَّ يَدَه، وَضَمَّهُ إِلَيَّ صَدْرُهُ، هَذَا الَّذِي رَدَّهُ النَّاسُ، هَذَا الَّذِي قَلاهُ النَّاسُ، هَذَا الَّذِي حَارِبَةُ النَّاسِ، هَذَا الَّذِي ابْغضَهُ النَّاسُ،

كَمْ مِنْ صَالِحِينَ يَتَمَنَّوْنَ الزَّوَاجَ؟!
أَعْينُوهُمْ أَعَانَكُمُ اللَّهُ، اعْينُوهُمْ أَعَانَكُمُ اللَّهُ ، وَسَيَجْعَلُ اللَّهُ فَرَجًا وَمُخْرَجًا (أَنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )

فَاذَا جَاءَ الشَّابُّ الْمُسْتَقِيمُ الَّذِي يُصَلِّي مَعَكَ، الَّذِي يُصَلِّي مَعَكَ فَاحْمَدْ اللَّهَ، فَإِنَّ الْمُسْتَقِيمَ إِنْ أَحَبَّهَا اكْرِمْهَا، وَإِنْ أَبْغَضَهَا لَا يَظْلِمُهَا لَا يَظْلِمُهَا، الَّذِي لَا يَخَافُ اللَّهُ كَيْفَ سَيَخَافُ اللَّهُ فِي ابِنْتِكَ؟

الَّذِي لَا يُصَلِّي كَيْفَ سَيَخَافُ اللَّهُ في ابْنَتِكَ ؟
اتَّقُوا اللَّهَ بِالْأَمَانَاتِ، اتَّقُوا اللَّهَ فِي بَنَاتِكُمْ، فَإِنَّ النَّبِيَّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: « مَنِ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٍ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا لَمْ يُرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ. » مِنْ مَنْعِهَا الصَّالِحِينَ، وَأَعْطَاهَا الْفَاسِدِينَ، مِنْ أَجْلِ الْأَمْوَالِ ! ظَالِمٌ وَغَاشَ لِرَعِيَّتِهِ ، يَا وَيْلَهُ غَدًاً ، يَا وَيْلَهُ غَدًاً ، خَصْمَكَ إِبْنَتُكَ ، مِنْ مَنْعِ الْبَنَاتِ مِنَ الزَّوَاجِ؟ هُنَّ سَبَبٌ فِي إِلْقَائِكَ إِلَى نَارٍ تَلظى ، يَوْمَ تَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ، وَتَقِلْ يَا رَبِّ خُذْ حَقِّي مِنْ هَذَا الظَّالِمِ ، يَا رَبِّ خُذْ حَقِّي مِنْ هَذَا الظَّالِمِ ، مَنَعْنِي الزَّوَاجَ حَرِّمْنِي الزَّوَاجُ .

لَا إِلَهَ الَا اللَّهُ، مَا اشْدِ الْخُصُومَةَ يَوْمَ انْ تُلْقَى فِي النَّارِ ، وَتُسْحَبُ الَى النَّارِ، بِسَبَبِ إِبْنَتِكَ ! الَّتِي كَمْ سَكَتَتْ؟ وَكَمْ تَحَمَّلْتَ؟ وَكَمْ دَعَتَ اللَّهَ عَلَيْكَ؟ فَهَلْ مِنْ عَوْدَةٍ إِلَى شَبَابِنَا الصَّالِحِينَ؟ وَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ بِفِلِذَاتٍ اكْبَادِنَا الْمُسْتَقِيمِينَ الْمُصَلِّينَ؟! اعْينُوهُمْ « فَإِنَّ اللَّهَ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ »

اللَّهُمَّ اعَزَّ الْاسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ ،اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالكُفْرِهِ وَالْكَافِرِينَ
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِاعَدَاءِ الدِّينِ اجْمَعِينَ
اللَّهُمَّ احْفَظْ بَلَدَ الِايْمَانِ وَالْحِكْمَةِ
اللَّهُمَّ الطِفْ بِشَبَابِنَا،
اللَّهُمَّ الطِفْ بِشَبَابِنَا،
اللَّهُمَّ الطِفْ بشَبَابِنَا،
اللَّهُمَّ اعْنِهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ وَفِقْهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ الطِّفْ بِهِمْ فِيمَا جَرَت بِهِ الْمَقَادِيرُ
اللَّهُمَّ يَسِّرِ امْرَهُمُ، اللَّهُمَّ يَسِّرْ عِفتَهِمْ
اللَّهُمَّ يُسِّرْ زَوَاجَهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ اصْلِحْ شَبَابَ الْمُسْلِمِينَ
الِلَّهُمَّ اهْدِ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ
اللَّهُمَّ اهْدِيِ ابَاءَ الْمُسْلِمِينَ
اللَّهُمَّ اهْدِيِ ابَاءَ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ رَدَّنَا الْيَكَّ جَمِيعًا رَدًّا جَمِيلًا
اللَّهُمَّ رِدِنَا الْيَكَ مَرْدًآ جَمِيلًا
اللَّهُمَّ غَيْرَ احْوَالِنَا الَى احْسِنْ حَالِ
اللَّهُمَّ غَيْرَ احْوَالِنَا الَى احْسِنْ حَالِ
اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسَّعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
اللَّهُمَّ ارْحَمْ ضَعْفَنَا وَاسْتُرْ عَوْرَاتِنَا وَشَفِّي امْرَاضِنَا وَاجْمَعْ كَلِمَتَنَا وَالْفِ بَيْنَ قُلُوبِنَا يَا رَبِّ الْعَالَمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلٍّ هُمْ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ ضَيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ عُسْرٍ يُسْرًا وَمِنْ كُلِّ بَلَاءٍ عَافِيَةٌ

اللَّهُمَّ لَا تَدَعُ عازباً مِنَ الْمُسْلِمِينَ الَا زَوْجَتَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ اشْفِي مَرْضَنَا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ
اللَّهُمَّ ارْحَمْ مَوْتَانًا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ، وَاخِرٌ دَعْوَانًا انِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلُهُ وَصَحْبُهُ وَسَلَّمَ

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

فَإِنَّ اللَّهُ يَغَارُ (وَقَفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلٌون).


فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَمْ مِنْ ظُلْمِهِ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ؟
فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: وَمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ؟
امْعُكَ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ ، قَالَ: نَعَمْ ، مَعِي سُورَةُ كَذَا ،وَسُورَةُ كَذَا ،وَسُورَةُ كَذَا ،
قَالَ : فَقَدْ زَوَّجْتُكَ بِهَا ، بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ، إِنْطَلِقَ الرَّجُلُ بِامْرَأَةِ عَرُوسٍ لَا مَالَ لَهُ ، وَلَا يَمْلِكُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا حَتَّى خَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ.

لَا يَمْلِكُ إِلَّا الإِزَارَ زَوْجِه النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- الْعِبْرَةُ بِالْإِيمَانِ ، وَالْمَالُ مَالُ اللَّهِ ، وَالْمَالُ مَالُ اللَّهِ .

وَانْظُرْ يَا رَعَاكَ اللَّهُ ، الَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- تَقَدَّمَ إِلَيْهِ امِيرُ الْمُؤْمِنِينَ خَلِيفَةُ الْمُسْلِمِينَ، عَبْدُ الْمَلِكِ إِبْنُ مَرْوَانَ يَطْلُبُ إِبْنَتَهُ لِابْنِهِ ، يَطْلُبُ إِبْنَةَ سَعِيدٍ لِإِبِنِهِ أَبِى سَعِيدٍ ! وَرَفَضَ سَعِيدٌ ، أَنْ يُعْطِيَهَا لِإِبِنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَيَأْتِي سَعِيدٌ إِبْنَ الْمُسَيِّبِ فِي حَلْقَتِهِ ، فَيَنْظُرُ الَى طَلَّابَةٍ فَيَجِدُو إِبْنُ أَبِي وَدَاعَةَ ، أَحَدُ الطُّلَّابِ قَالَ: إِينٌ انْتَ يَا ابْنَ ابْي وَدَاعَةَ؟

قَالَ: مَاتَتْ زَوْجِي وَشَغَلْتُ بِعَزَائِهَا وَتَجْهِيزِهَا ، قَالَ هَلَّا أخْبِرْتَنَا فَنَعْزِيكَ فَنُعَزِّيكَ ، ثُمَّ قَالَ: لَهُ ايْ اسْتَحْدَثْتَ امْرَأَةً _ايْ: هَلْ طَلَبَتِ امْرَأَةٌ غَيْرَهَا_ قَالَ يَا إِمَامُ وَمَنْ يُزَوِّجُنِي وَلَا امْلِكْ إِلَّا دِرْهَمَيْنِ، وَلَا امْلِكْ إِلَّا دِرْهَمَيْنِ، قَالَ: لَهُ هَذَا الْإِمَامُ الَّذِي رَدَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، رَدَّ الْقُصُورِ ! وَرَدَّ الدُّورِ ! وَرَدَّ الْأَمْوَالِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ! ،

قَالَ: انَا ازْوِجْكَ انَا ازْوِجْكَ ، قَالَ: اوْتَفْعَلْ ذَلِكَ يَا إِمَامُ ، قَالَ نَعَمْ انَا ازْوِجْكَ ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَاثْنَى عَلَيْهِ وَزَوَّجَهُ فِي مَجْلِسِهِ ، وَزَوَّجَهُ فِي مَجْلِسِهِ ، إِنْطَلِقَ ابْنُ أَبِي وَدَاعَةَ إِلَى بَيْتِهِ كَادَ عَقْلَهُ أنْ يَطِيرُ ، كَادَ عَقْلَهُ انْ يَطِيرُ بِدِرْهَمَيْنِ بِدِرْهَمَيْنِ ،
قَالَ: فَدَخَلْتُ بَيْتِي وَمَا هِيَ إِلَّا انْ دَخَلْتُ، فَطَرَقَ الْبَابَ فَقُلْتُ: مَنْ ؟
قَالَ: وَكُنْتُ صَائِمًا ، فَقُلْتُ: مَنْ ؟
قَالَ : سَعِيدٌ ، قَالَ: فَجَاءَ فِي قَلْبِي وَعَقْلِي كُلُّ سَعِيدٍ إِلَّا ابْنَ الْمُسَيِّبِ، إِلَّا ابْنَ الْمُسَيِّبِ إِلَّا ابْنَ الْمُسَيِّبِ فَإِنَّهُ مِنْ سِنِينَ لَا يَرَى إِلَّا فِي بَيْتِهِ أوِ الْمَسْجِدِ ،

قَالَ: فَفَتَحَتُ الْبَابَ ، فَإِذَا هُوَ إِبْنُ الْمُسَيِّبِ ، قُلْتُ: هَلْ بَدَا لَكَ شَيْءٌ إايْ هَلْ تَرَاجَعْتَ- فَقَالَ: لَا ، وَلَكِنَّا ذَكَرْنَا انَّكَ عَزْبَآ وَكَرِهْنَا انْ تَبْقَى وَحْدَكَ ، وَكَرِهْنَا انْ تَبْقَى وَحْدَكَ ، وَقَدْ تَزَوَّجْتَ خُذْهَا ،

ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى زَوْجِهَا وَاغْلِقِ الْبَابَ ،
قَالَ: فَسَقَطَتْ مِنْ طُولِهَا مِنْ شِدَّةِ حَيَائِهَا ، قَالَ: فَنَظَرَتْ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ أَجْمَلُ النِّسَاءِ ، فَإِذَا هِيَ أَجْمَلُ النِّسَاءِ وَأَعْظَمُ النِّسَاءِ، وَابْرَكَ النِّسَاءِ ، وَافْقهُ النِّسَاءُ ،

بِدِرْهَمَيْنِ ! بِدِرْهَمَيْنِ يُشْتَرَى الرِّجَالُ ! وَلَا تُشْتَرَى الْأَمْوَالُ ! يُشْتَرَى الرِّجَالُ وَلَا تُشْتَرَى الْأَمْوَالُ !

فَكَمْ مِنْ ابَاءَ يَبْكُونَ الدَّمَ عَلَى بَنَاتِهِمْ؟!
يَوْمَ انْ بَاعُوهُمن بِاسِّعَارٍ زَهِيدَةٍ ، بِتِجَارَةِ الدُّنْيَا ثُمَّ بَكَوْا عَلَى بَنَاتِهِمْ ،وَهَلْ يَنْفَعُ النَّدَمُ؟ وَهَلْ يَنْفَعُ الْالْمُ؟ يَوْمَ انْ جَعَلْتْهَا سِلَعَهُ تَبِيعُ وَتَشْتَرِي فِيهَا .

وَاسْمَعْ رَعَاكَ اللَّهُ إِلَى قَصَبَةِ جُلَيبِيبَ، الَّتِي أَصَلُهَا فِي مُسْلِمٍ وَهِيَ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ ،
قِصَّةٌ عَظِيمَةٌ : جُلِيبِيبَ الَّذِي لَا مَالَ لَهُ، جُلَيْبِيبُ الَّذِي لَا دَارَ لَهُ ، يَسْكُنُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
جُلِيبِيبُ الَّذِي كَانَ فِي خِلْقَتِهِ ذَمَامَةُ، جُلَيْبِيبَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ، وَمَا مَعَهُ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا شَيْءٌ،

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

فبسبب النكاح يأتي الخير ، يأتي الخير
كما قَالَ بن مسعود -رَضِيَ اللَّهُ مسعود: " إلتمسوا الغِنى في النكاح التمسوا الغِنى في النكاح"
فكم من رجلٌ كان من أفقر الناس ، كان لا مال له ، كان لا يملك من الدنيأ شيئا ، فبعد أن تزوج أغناه الله، وأعطاه الله، وأكرمه الله، بسبب الزواج ! بسبب الزواج

أتستهين بالزواج إنه نصف الدين، إنه نصف الدين ،كما قَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– « مَنْ تَزَوَّجَ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ نِصْفَ الإيمانِ فَلْيَتَّقِ اللهَ في النصفِ الباقِي . » رواه الطبراني

فَلْيَتَّقِ اللهَ في النصفِ الباقِي، فالزواج الزواج نِصْفَ الإيمانِ، نِصْفَ الدين في زواجك ، إنها كرامة وأيُ كرامة للمتزوجين الذين أنشأوا أسرة إسلامية ،

قامت للّه ، ومن أجل اللّهِ ، وفي سبيل اللهِ ، الزواج أُجُور كثيرة ، كيف لا ؟

وقد قَالَ: النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ، كما في الحديث المُتفق عليه ، قَالَ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– وإنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ، تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ، إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ. أي: في فمها » أنت مأجور على طعامها ،أنت مأجور على كِسائها، أنت مأجور على شرابها، أنت مأجور على علاجها وإوائِها .

وَقَالَ : –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– كما عند الإمام مسلم، قَالَ:« وفي بُضْعِ أحدِكم صدقةٌ وفي بُضْعِ أحدِكم صدقةٌ، -أي: حينما يأتي الرجلُ إلى أهله، وجماع أهله، أنت في عبادة، أنت في أجر، أنت في خير، أنت في نِعمة، فتعجب الصحابة -رَضِيَ اللَّهُ عنْهم-، قالوا يا رسولَ اللهِ : أيأتي أحدُنا شهوتَهُ، أيأتي أحدُنا شهوتَهُ ويكونُ له فيها أجرٌ ؟ فقَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– أليس أن وضعها في حرامٍ كان عليه وِزْرٌ ؟ قالوا بلى يا رسولَ اللهِ: قَالَ: فكذلِكَ إذا وضعها في الحلالِ يكونُ لهُ أجرٌ . » إن وضعها في الحلال آي: له الأجور، كُلما جامع أهله، وكُلما أتى أهله، كتب أجره، ورفع قدره، وغفر ذنبه، يا لها من كرامة ،

إنه الزواج -يا عباد الله- إنه الزواج أمة الإسلام، الذي به تكثر أمة محمد –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– لذلكم النبيُّ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– يناديك ويهمسُ في أذنيك ،
كما عند الإمام أحمد، قَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– « تزوَّجوا الودودَ الولودَ فإنِّي مكاثِرٌ بكم الأُممَ يومَ القيامةِ . »تزوَّجوا الودودَ الولودَ فإنِّي مكاثِرٌ بكم الأُممَ يومَ القيامةِ .

ولماذا ؟! حارب اليهود والنصارى الزواج، الزواج والنسل ، عرفوا قدر الزواج ، وأنه لا سبيل، لا سبيل لتكثير أمة محمد –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– ولتكثير المجاهدين، ولتكثير العلماء، إلا بالزواج،
فالمرأة حاضنة الأطفال ومنشئة الأجيال...

فالرجلُ لَيْلٍ ، والمرأةُ نَهارٍ ، ولا يستغني الرجلُ عن المرأة ، ولا المرأةُ عن الرجلَ ، ولا قِوام للرجلَ إلا بالمرأةُ ، ولا قِوام للمرأة إلا بالرجلَ ، وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ .

ومن منافع الزواج : -يا عباد الله- إنتهاء الفتن، والشرور، والمحن، والزنا، والخنا، والبلايا، والرزايا .

أمة الإسلام: شبابنا في ألمّ وحسرات، فلذات أكبادنا في أهات وأنات ، إنها مِحنُّ تعصف بهم اللَيْلٍ والنَهارٍ

أين يذهبون ؟ أإلي السرقة يتجهون، أم إلى الزنا يذهبون ، أم إلى العادات السرية، أم إلى المقاطع الفاضحة الشيطانية .

أمة الإسلام : إن لم تعينوهم فمن سيعينهم ، « مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ »
فهل من رحمة بشبابنا؟
وهل من عطف على أَبْناءَنا فلذات أكبادنا؟
العُنوسة خيمت في البيوت ، فلا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، كم من أباء ظلمه ، ؟
ألا وإن من أعظم المشكلات أمام الزواج والعقبات غلاء المهور .

يا عِبادَ اللهِ : غلاء المهور أنسينا أم تناسينا ، أنسينا أم تناسينا ، قول النبيُّ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ–« أَعظَمُ النِّساءِ بَرَكةً أَيْسَرُهنَّ مُؤنةً. » رواه البيهقي

أَعظَمُ النِّساءِ بَرَكةً ، بَرَكةً في عمرها، بَرَكةً في حياتها ، بَرَكةً على زوجها ، بَرَكةً على أهلها ، بَرَكةً على أبنائها ، بَرَكةً في نفسها ، أَعظَمُ النِّساءِ بَرَكةً أَيْسَرُهنَّ مُؤنةً.

ما المقصودُ من الزواج ؟!
هل المقصودُ من الزواج الأموال؟ لا ،
المقصودُ من الزواج: إنشاء الأسرة الإسلامية ، والبيتُ الإسلامي ، والبيتُ الإسلامي ، الذي يشيعُ نوره إلى السماء،

أسألك بالله أيهما أعظم، أن تُعطي إبنتك لرجلٌ صالح، لرجٌل صالح وفي بيت صالح، ! أم إلى رجل خبيث وفي بيت خبيث ، ! من أجل ماله، من أجل تجارته، من أجل أمواله ورصيده .

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

_^(( صفة #الحج ))^_.doc'

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

وَهَذَا اليَوْمُ -أَيُّهَا المُسْلِمُونَ- يَوْمٌ عَظِيمٌ مِنْ أَيَّامِ اللهِ، فَيَنْزِلُ الرَّبُّ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا يُبَاهِي بِالحَجِيجِ المَلَائِكَةَ، فَيَجْدُرُ بِالْمُسْلِمِ أَنْ يَسْتَغِلَّهُ أَحْسَنَ اسْتِغْلَالٍ، فَيُكْثِرُ مِنَ الذِّكْرِ وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ والدُّعَاءِ، قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"(رواهُ الترمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ).

فَيُكْثِرُ مِنْ هَذَا الذِّكْرِ بِخُصُوصِهِ، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ وَيَسْتَقْبِلُ القِبْلَةَ وَيَدعُو لَنِفْسِهِ وَوَالِدَيْهِ وَأَهْلِهِ وَالمُسْلِمِينَ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا والآَخِرِةِ، وَيَسْتَمِرُ عَلَى ذَلَكَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ كَمَا فَعَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-.

ولا بَأْسَ أَنْ يَسْتَجِمَّ الإِنْسَانُ ويُرِيحَ نَفْسَهُ بِأَكْلٍ أَو شُرْبٍ أَوْ نَوْمٍ، أَوْ مَحَادَثَةٍ مَعَ أَصْحَابِهِ، لَكِنْ لَا يَكُونُ هُذَا دَيْدَنَهُ أَكْثَرَ الوَقْتِ، واحْذَرْ -يَا مُسْلَمٌ- أَنْ يَضِيعَ عَلَيْكَ هَذَا اليَوْمُ الفَاضِلُ في اللَّغْوِ واللَهْوِ، كَمَا يَفْعَلُهُ بُعْضُ المحْرُومِينَ.

اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.


الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:

عباد الله: فِإِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، تَوَجَّهَ الحُجَّاجُ إِلَى مُزْدَلِفَةَ بَسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ، فِإِذَا وَصَلُوا إِلَيْهَا صَلَّوا المَغْرِبَ والعِشَاءِ جَمْعاً وَقَصْراً لِلْعِشَاءِ، وَهَذَا المَبِيتُ وَاجِبٌ مِن وَاجِبَاتِ الحَجِّ، وَالسُنَّةُ البَقَاءُ بِالْمُزْدَلِفَةِ إِلَى طُلُوعِ الصُّبْحِ، ثَمَّ صَلَاةُ الفَجْرِ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا، ثُمَّ اسْتِقْبَالُ القِبْلَةِ والإِكْثَارُ مِنَ الذِّكْرِ إِلَى قُبَيْلِ طُلُوعِ الشَّمْسِ، ثُمَّ التَّوَجُّهُ إِلَى مِنَى.

وَيَجُوزُ التَّعَجُّلُ مِنْ مُزْدِلِفَةَ لأَصْحَابِ الأَعْذَارِ وَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُذْرٌ؛ لَأَنَّهُ يَتْبَعُهُمْ، فَيَنْفِرُونَ بَعْدَ أَنْ يَبِيتُوا مُعْظَمَ اللَّيْلِ في مُزْدَلِفَةَ، وَالأَفْضَلُ أَن لَا يَخْرُجُوا حَتَّى يَغِيبَ القَمَرُ كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ عَن بَعْضِ الصَّحَابَةِ -رَضْيَ اللهُ عَنْهُم-.

فِإِذَا وَصَلَ إِلَى مِنَى: رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ بِسَبْعِ حَصَيِاتٍ وَيُكَبِّرُ مَعَ كِلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ نَحَرَ هَدْيَهُ إِنْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ أَوْ وَكَّلَ مَنْ يَثِقُ بِهِ، ثُمَّ حَلَقَ أَوْ قَصَّرَ مِنْ جَمِيعِ شَعْرِهِ، والحَلْقُ أَفْضَلُ، وَبِهَذَا حَلَّ التَّحَلُّلَ الأَوْلَ فَيَجُوزُ لَهُ كَلُّ شَيءٍ حَرُمَ عَلَيْهِ بِالإِحْرَامِ إلا النِّسَاءَ.

ثُمَّ ينْزِلُ إِلَى مَكَّةَ فَيطُوفُ للإِفَاضَةِ ثُمَّ يَسْعَى سَعْيَ الحَجِّ إِنْ كَانَ مُتَمَتِّعاً، فِإِنْ كَانَ قَارِناً أَوْ مُفْرِداً فَكَذَلِكَ يَسْعَى إِلَّا إِذَا كَانَ سَعَى مَعَ طَوَافِ القُدُومِ فَيَكْتَفِي بِذَلِكَ، وَبِهَذَا حَلَّ التَّحَللَ الثَّانِي، فَيَحِلُّ لَهُ كَلُّ شَيءٍ حَتَّى النِّسَاءِ.

فَهَذِهِ خَمْسَةُ أَعْمَالٍ فِي يَومِ العَاشِرِ: رَمْيٌ، وَنَحْرٌ، وَحَلْقٌ، وَطَوافٌ، وَسَعْيٌ، فَلَو أَخَّرَ شَيْئاً مِنْهَا عَنْ يَوِم العِيدِ أَوْ خَالَفَ بَيْنَهَا فِي التَرْتِيبِ؛ فَلَا حَرَجَ.

ثُمَّ يَعُودُ إِلَى مِنَى فَيبِيتَ بِهَا لَيْلَةَ الحَادِي عَشَرَ وَالثَّانِي عَشَرَ -والثَّالِثَ عَشَرَ إِنْ تَأَخَّرَ وَهُوَ الأَفْضَلُ- وَيَرْمِي الجِمَارَ الثَّلاثَ كَلَّ يَومٍ بَعْدَ الزَّوَالِ، وِلَا يَجُوزُ قَبْلَهُ عَلَى القَوْلِ الصَّحِيحِ وَهُوَ رَأْيُ جُمْهُورِ العُلَمَاءِ.

وَمِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَدْعُوَ بَعَدَ رَمْيِ الجَمْرَةِ الأُولَى وَالثَّانِيَةِ، فَيَبْتَعِدُ عَنِ الزِّحَامِ وَيَسْتَقْبِلُ القِبْلَةِ وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ وَيُطِيلُ الدُّعَاءَ، وَأَمَّا بَعَدَ رَمْيِ جَمْرَةِ العَقَبَةِ فَلَا يُشْرَعُ الدُّعَاءُ.

وَمَنْ أَرادَ التَّعَجُلَ خرَجَ مِنْ مِنَى قَبل َغُروبِ شَمسِ يَومِ الثَّانِي عَشَرَ، ثُمَّ إِذَا أَرَادَ السَّفَرَ إِلَى بَلَدِهِ طَافَ لِلْوَدَاعِ ثُمَّ خَرَجَ، وَإِنْ أَخَّرَ طَوَافَ الإِفَاضَةِ فَطَافَهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ أَجْزَأَهُ عَنِ الوَدَاعِ.

وَبِهَذاَ تَمَّ الحَجُّ وَاكْتَمَلَ النُّسُكُ، فَعَسَى اللهُ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا العَمَلَ وَأَنْ يَتَجَاوَزَ عَنِ الزَّلَلِ.

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
‏─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( صفة #الحج ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

عباد الله: اتَّقُوا اللهَ وَتَعَلَّمُوا عِبَادَاتِكِمْ يَرْضَى عَنْكُمْ رَبُّكُمْ، وقدْ كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَرِيصاً عَلَى تَعْلِيمِ النَّاسِ عِبِادِاتِهِمْ؛ ولذلكَ لَمَّا حَجَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كانَ يقولُ للناسِ: "لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ"(رواهُ مسلمٌ).

وقد قال الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب)[الحشر:7].

أيُّهَا الإِخوةُ: إذا وَصَلَ مَنْ يُرِيدُ الإِحْرَامَ إلى المِيقَاتِ فإنَّهُ يُسَنُّ لَهُ الاغْتِسَالُ والتَطَيُّبُ، فَيَتَنَظَّفُ فِي بَدَنِهِ، ويَأْخُذُ ما يَنْبَغِي أَخْذُهُ مِنَ الشُّعُورِ والأَظْفَارِ إِنْ كانتْ طويلةً، وأمَّا إنْ كانَ قَدْ أَخَذَها في بلدِهِ فلا حاجَةَ لأنْ يَأْخُذَ مَرَةً ثَانِيَةً؛ لأنَّ ذلكَ ليْسَ سُنَّةً للإِحْرَامِ بَل سُنَّةٌ بِوَجْهٍ عَامٍ.

ثُمَّ يَلْبَسُ الرَّجُلُ إِزَاراً ورِدَاءً، والمَرْأَةُ تَلْبَسُ ما شَاءَتْ مِنَ الثِّيَابِ غَيْرَ مُتَبَرِّجَةٍ بِزِينَةٍ، ولَيْسَ هُنَاكَ ثِيَابٌ للإِحْرَامِ خَاصَّةٌ بالنِّسَاءِ؛ خِلَافاً لِمَا يَعْتَقِدُهُ بَعْضُ العَوَامِ، وعَلَيْهَا أَنْ تَجْتَنِبَ النِّقَابَ والقُفَّازَيْنِ والبُرْقُعَ، ولَكِنْ تُغَطِّي قَدَمَيْهَا بِالشُّرَّابِ ويَدَيْهَا بِالعَبَاءَةِ!

ثُمَّ لِيُنْتَبَهُ إِلَى أَنَّ طِيبَ المَرْأَةِ للإِحْرَامِ لَا يَكُونُ فَوَّاحاً كَالرِجَالِ، بَلْ يَكُونُ ذَا رَائِحَةٍ خَافِتَةٍ، لأَنَّها قَدْ تُخَالِطِ الرِّجَالَ خَاصَّةً فِي الطَّوافِ.

ثُمَّ يُصَلِّي إِنْ كَانَ وَقْتُ فَرِيضَةٍ أَوْ صَلَاةِ ضُحَى ثُمَّ يُحْرِمُ نَاوِياً بِقَلْبِهِ مَا شَاءَ مِنَ النُّسُكِ قائِلاً: لَبَّيْكَ عُمْرَةً، إِنْ كَانَ يُرِيدُ العُمْرَةَ، سَوَاءٌ مُفْرَدَةً أَوْ عُمْرَةَ تَمَتُّعٍ، أَوْ لَبَّيْكَ حَجًّا وعُمْرَةً إِنْ كَانَ قَارِناً، أَوْ لَبَّيْكَ حَجًّا إِنْ كَانَ مَفْرِداً، وبِهَذَا دَخَلَ فِي الإِحْرَامِ.

أيها المسلمون: ثُمَّ يَتَوَجَّهُ إِلَى مَكَّةَ وَيُكْثِرُ مِنَ التَّلْبِيَةِ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ. يُصَوِّتُ بِهَا الرَّجُلُ وتُخْفِيهَا المرْأَةُ، حَتَّى يَصِلَ إِلَى المَسْجِدِ الحَرامِ، فَيَدْخُلَهُ بِرِجْلِهِ اليُمْنَى قَائِلاً: بِسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى محمدٍ، اللَّهُمَّ افْتَحْ لي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ. ثُمَّ يَتَوَجَهُ إِلَى الكَعْبِةِ المُشَرَّفَةِ، ثُمَّ يَطُوفُ: للْعُمْرَةِ إِنْ كانَ مُعْتَمِراً، أَو للْقُدُومِ إِنْ كَانَ مُفْرِداً أَوْ قَارِناً، وَيُسَنُّ في هَذَا الطَّوَافِ سُنَّتَانِ، لَيْسَتْ فِي غَيْرِهِ مِنَ الأَطْوِفَةِ: الرَّمَلُ والاضْطِبَاعُ.

فَأَمَّا الرَّمَلُ: فَهُوَ إِسْرَاعُ المَشْيِ مَعَ مُقَارَبَةِ الخُطَا ويَكُونُ فِي الأَشْوَاطِ الثَّلَاثَةِ الأُولَى فَقَطْ.

وأَمَّا الاضْطِبَاعُ: فَهُوَ أَنْ يَجْعَلَ وَسَطَ رِدَائِهِ تَحْتَ إِبْطِهِ الأَيْمَنِ وطَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقِهِ الأَيْسَرِ، وَيَبْقَى عَاتِقُهُ الأَيْمَنُ مَكْشُوفاً، وهَذِهِ الهَيْئَةُ إِنَّمَا تُشْرَعُ في هَذَا الطَّوَافِ فَقَطْ فَلَا تُشْرَعُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ.

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرفها عنا سيئها إلا أنت.. هذا وصلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، والحمد لله رب العالمين.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َ
https://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

#الكلمةُ_الطيِّبَةُ
الخطبة الأولى
إِنَّ الْحَمدَ للهِ ، نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه ، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً ، أمّا بعد :
أيها الناس : اتَّقُوا اللهَ تعالى ، واعلمُوا أنَّ اللهَ تَعَالى بَعَثَ محمَّداً صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُتَمِّمَ صالحَ الأخلاق ، وكان عليه الصلاةُ والسلامُ خُلُقُهُ القرآنُ .
ومِن مَحاسِن الأخلاقِ وصالِحِها ، والتي حَثَّ علَيْها الشارِعُ الحكيم ؛ ما وَرَدَ في الحديثِ الذي رواه البخارِيُّ ومُسلمٌ ، عن أنسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «لا عَدْوَى ولا طِيَرَة ، ويُعْجِبُنِي الفَأْلُ» ، قالُوا : وما الفألُ ؟ قال : «كَلِمَةٌ طَيِّبَة» ، ومَعْنَى يُعْجِبُنِي : أي يَسُرُّنِي ، فالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ التي تَرْفَعُ الْمَعْنَوِيَّاتِ وتَبْعَثُ التَفاؤُلَ في النُّفُوسِ ؛ تُعْجِبُ النَبِيَّ صلى اللهُ علَيهِ وَسَلَّم ، لِمَا فيها مِن إدْخالِ السُّرُورِ والانْبِساطِ عَلَى النَّفْسِ ، وتُشَجِّعُ مَن يَسْمَعُها وَتَزيدُه طُمَأْنِينَةً وإقْداماً ، وهِيَ عَدُوُّ الإِحْباطِ واليَأْسِ ، فَفَرْقٌ بَيْنَ مَن إِذا خاطَبَكَ لا تَسْمَعُ مِنْه إلا ما يُضَيِّقُ الصَّدْرَ ويُكَدِّرُ النَّفْسَ ويُضْعِفُ الهِمَّةَ ويُحْبِطُ الحَماسَ والبَحْثَ عن النَّجَاح ، وبَيْنَ الْمُتَفائِلِ الذي لا تَسْمَعُ مِنْه إلا ما يُشَجِّعُكُ ويُطَمْئِنُكُ ويُعَلِّقُكَ باللهِ الذي ما مِن شَيْءٍ إلا بِيَدِه خَزائِنُه ، وما مِن دابَّةٍ إلا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، ولِذلِكَ حَثَّ اللهُ على الكَلامِ الطَّيِّبِ فقال : ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنا﴾ ، وقال تعالى : ﴿وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا التي هِيَ أَحْسَن﴾ ، وقال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم : «والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَة» ، وقال أيضاً : «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا ، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا» ، قِيلَ : لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : «لِمَنْ أَطَابَ الْكَلامَ ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ , وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَام» رواه الترمذي ، وَكَما أَنَّ الجَنَّةَ تُطْلَبُ بِالكلامِ الطَّيِّبِ ، فَكَذلكَ النارُ تُتَّقَى بالكلامِ الطَّيِّبِ ، ولذلكَ قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم : «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» رواه البخاريُّ ومسلمٌ ، ويَكْفِي أَنَّ الكَلِمَ الطَّيِّبَ يَصْعَدُ إلى الله .
فالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ عَلامَةٌ على حُسْنِ الخُلُق ، تَرْفَعُ قَدْرَ صاحِبِها ، وتَجْعَلُ العَدُوَّ صَدِيقاً ، وتَجْمَعُ الشَّمْلَ ، وتَمْنَعُ الْخِلافَ بين الزَّوْجَيْن ، وتَفْتَحُ قُلُوبَ المَدْعُوِّين ، وتَفْتَحُ بابَ الأَمَلِ لِليائِسِين والْمُحْبَطِين ، ولِذلكَ صارَتْ باباً عَظِيماً مِن أبْوابِ التَفاؤُلِ الذي يَحْتاجُهُ الناسُ اليوم ، خُصُوصاً مَعَ كَثْرَةِ الفِتَنِ والأحْداثِ ، والغَفْلَةِ عن ذِكْرِ اللهِ ، ومُتابَعَةِ ما يُضَيِّقُ الصَّدْرَ ويُكَدَّرُ الخَواطِر .
فيَجِبُ على رَبِّ الأُسْرَةِ في بَيْتِه ؛ أنْ يَتَذَكَّرَ هذا الحديثَ العَظِيمَ ، وهُو قَوْلُه صلى اللهُ عليه وسلَّمَ : «وَيُعْجِبُنِي الفَأْلُ» ، فَيَبْعَثُ رُوحَ التفاؤُلِ في نَفْسِيَّاتِ أَوْلادِه ، سَواءً ما يَتَعَلَّقُ بِدِينِهِم أو دُنياهُم ، وَيَتَكَلَّم عن الجَوانِبِ الإيجابِيَّة في المُجْتَمَع ، فَيَمْدَحُ عِنْدَهُم الْمُحافِظِين على الصلاةِ في المَسْجِد ، والمُشْتَغِلين بِحفظِ القُرآنِ ودِراسةِ السُّنَّة ، ويَتَكَلَّمُ عَمَّن عُرِفُوا بِالبِرِّ وصِلَةِ الرَّحِمِ ومَكارِمِ الأخلاقِ ، ويُشَجِّعُهم عِنْدما يَرَى مِنْهُم ما يَسُرُّه ، وَيَحُثُّهُم عَلَى التقْوَى والتَوَكُّلِ على اللهِ ، وأنَّ مَن اتَّقَى اللهَ وتَوَكَّلَ عَليه فإنه لا خَوْفٌ عليه وإِنْ خافَ الناس ، وأَنَّ مَن حَفِظَ حُدُودَ اللهِ وآوَى إلى رُكْنِهِ ؛ آوَاهُ اللهُ وأَمَّنَه وإِن اخْتَلَّ أَمْنُ الناس ، ويَكْفِي في ذلك قَوْلُ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وَسَلَّم لِعِبْدِ اللهِ بنِ عباسٍ رَضي اللهُ عنهما ، وكانَ غُلاماً صغيراً لَم يَبْلُغ : «احْفَظ اللهَ يَحْفَظْك ، احْفَظ اللهَ تَجِدْهُ تُجاهَك» ، فعَلِّمُوا أولادَكُم طَريقَ السعادَة ، ورَبُّوهُم على الثِّقَةِ باللهِ ، عن طريقِ الكَلِمَةِ الطَّيِّبة ، بَدَلاً مِن تَكْسِيرِ المَجادِيف ، أو تَناقُلِ ما يُضَيِّقُ الصَدْرَ مِن الأخبار ، وهكذا الرجُلُ مَعَ

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

وَلَو تَفَكَّرَ مُتَفَكِّرٌ مِنَّا اليَومَ، لَوَجَدَ أَنَّ هَذِهِ الأَسبَابَ مُجتَمِعَةً أَو بَعضَهَا، هِيَ مَنشَأُ مَا يَعتَرِي الكَثِيرِينَ مِن هُمُومٍ وَأَحزَانٍ، وَأَسَاسُ مَا يُحيطُ بِقُلُوبِهِم مِن ضِيقٍ وَآلامٍ، فَتَفرِيطٌ في العَبَادَاتِ، وَتَقصِيرٌ في الطَّاعَاتِ، وَتَوَرَّطٌ في كَثِيرٍ مِنَ المُخَالَفَاتِ، وَضَيَاعُ أَيَّامٍ في التّرّهَاتِ، وَشَغلُ أَوقَاتٍ بَالمَعَاصِي وَالسَّيِّئَاتِ، وَتَقَاعُسٌ عَنِ السَّعيِ فِيمَا يَنفَعُ، وَاعتِمَادٌ عَلَى الآخَرِينَ، بَل وَإِسَاءَةٌ إِلَيهِم وَظُلمٌ وَعَدَمُ إِحسَانٍ، وَشُحٌّ وَبُخلٌ وَمَنعُ حُقُوقٍ وَبُهتَانٌ، كُلُّ هَذَا مِمَّا أَمرَضَ النُّفُوسَ وَضَيَّقَ الصُّدُورَ، وَضَاعَفَ أَدوَاءَ القُلُوبِ، بَل وَأَمَاتَ بَعضَهَا. وَأَمَّا النُّفُوسُ الشَّرِيفَةُ الكَبِيرَةُ -عِبَادَ اللهِ- فَإِنَّهَا لا تُفَكِّرُ كَثِيرًا فِيمَا لا تَملِكُ التَّصَرُّفَ فِيهِ مِمَّا مَضَى أَو مِمَّا هُوَ آتٍ، بَل تَصرِفُ فِكرَهَا إِلى مَا يَنفَعُهَا، وَتَبذُلُ الأَسبَابَ في تَحقِيقِ مَا خُلِقَت لَهُ مِن عُبُودِيَّةِ رَبِّهَا، مُوقِنَةً أَنَّهَا مَتى مَا كَانَت لَهُ عَلَى مَا يُحِبُّهُ وَيَرضَاهُ، كَانَ لَهَا عَلَى مَا تُحِبُّهُ وَتَرضَاهُ، فَهُوَ -سُبحَانَهُ- غَفُورٌ شَكُورٌ، لا يَحزَنُ مَن كَانَ مَعَهُ وَإِن تَخَطَّفَتهُ أَيدِي المُشكِلاتِ، أَو أَحَاطَت بِهِ شِبَاكُ المُصِيبَاتِ. وَقَد حَكَى -تَعَالى- لِعِبَادِهِ قَولَ نَبِيِّهِ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- لِصَاحِبِهِ: (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) [التوبة:40]. بارَك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفَعَنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ الله تعالى لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنِه، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانه.أَمَّا بَعْدُ،
عباد الله، اعلَمُوا أَنَّ مِمَّا يُشَتِّتُ النُّفُوسَ وَيُفَرِّقُ شَملَهَا وَيُلبِسُهَا الهَمَّ وَالحَزَنَ، أَن يَصرِفَ العَبدُ نَظَرَهُ وَيَجعَلَ هَمَّهُ في دُنيَاهُ، وَيَتَغَافَلَ عَن مَصِيرِهِ وَيَتَعَامى عَن أُخرَاهُ، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "مَن كَانَتِ الدُّنيَا هَمَّهُ، فَرَّقَ اللهُ عَلَيهِ أَمرَهُ، وَجَعَلَ فَقرَهُ بَينَ عَينَيهِ، وَلَم يَأتِهِ مِنَ الدُّنيَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَن كَانَتِ الآخِرَةُ نَيَّتَهُ، جَمَعَ اللهُ لَهُ أَمرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ في قَلبِهِ، وَأَتَتهُ الدُّنيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ" رَوَاهُ ابنُ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. فَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُم، وَالجَؤُوا إِلَيهِ وَتَوَكَّلُوا عَلَيهِ، فَقَد كَانَ نَبِيُّكُم -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يُعَلِّمُ أَصحَابَهُ اللُّجُوءَ إِلى اللهِ عِندَ الكَربِ، وَعَدَمَ الاستِسلامِ لِلأَحزَانِ، فَعَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ أَبي بَكرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أَنَّ النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "دَعَوَاتُ المَكرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحمَتَكَ أَرجُو، فَلا تَكِلْني إلى نَفسِي طَرفَةَ عَينٍ، وَأَصلِحْ لي شَأني كُلَّهُ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ" رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ. فَإِذَا لَهَجَ العَبدُ إِلى رَبِّهِ بِقَلبٍ حَاضِرٍ، وَنِيَّةٍ صَادِقَةٍ، وَاجتَهَدَ في تَحصِيلِ أَسبَابِ الإِجَابَةِ، وَأَحسَنَ إِلى خَلقِ اللهِ، وَفَرَّجَ عَن المَكرُوبِينَ، وَيَسَّرَ عَلَى المُعسِرِينَ، حَقَّقَ اللهُ رَجَاءَهُ، وَأَجَابَ دُعَاءَهُ، وَانقَلَبَ هَمُّهُ وَحُزنُهُ فَرَحًا وَسُرُورًا، (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [الطلاق:3]  اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالجُبنِ وَالبُخلِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِن غَلَبَةِ الدَّينِ وَقَهرِ الرِّجَالِ.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، لما فيه صلاح البلاد والعباد،

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

فلنجتهدْ عبادَ اللهِ فيما نملِكُ ، قال صلَّى اللهُ عليه وسلم : «أَعْجَزُ الناسِ مَنْ عَجَزَ عن الدعاءَ» ، حديثٌ صحيحٌ أخرجه البخاريُّ في الأدبِ المفردِ .
اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ ، سَرِيعَ الحِسَابِ ، هَازِمَ الأَحْزَابِ اهْزِمِ اليهودَ المحتلين الغاصبين ، اللهم كُنْ لإخوانِنا المستضعفين في فلسطين ، اللهُمَّ اكْفِهِم شرَّ اليهودِ ، واكْفِهِم شرَّ مَنْ يُتَاجِر بقضيَّتِهم ، اللهم احفظهم بحفظك .
اللهم وَحِّدْ كلمةَ المسلمين ، واعْصِمْهم من الفُرْقَةِ والتحَزُّبِ والاختلافِ ، اللهم اجْمَعْهم على كلمةِ التوحيدِ ، واجْمَعْهُم على كتابِك وسُنَّةِ نبيِّك صلَّى اللهُ عليه وسلم .
اللهم اكفنا شرَّ اليهودِ والرافضةِ والخوارجِ ومَنْ أرادَ سوءاً بالمسلمين .
اللهم آتنا في الدنيا حَسَنَةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنَا عذابَ النارِ ، اللهم آتِ نُفُوسَنا تَقْواهَا ، وَزَكِّها أنت خيرُ مَنْ زَكَّاها , أنت وَلِيُّهَا ومولاها ، اللهم إنا نسألك الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ ، ونعوذُ بك من النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أو عَمَلٍ .

اللهم احفظْ بلادَنا وجميعَ بلادِ المسلمين منْ كلِّ سوءٍ ومَكْرٍ وكَيْدٍ .
اللهم ارفعْ عنَّا الوباءَ والغلاءَ والفِتَنَ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ .
اللهم اغفرْ لنا ولآبائِنا وأمهاتِنا ، وأَصْلِحْ قلوبَنا وذرياتِنا وأزواجَنا ، اللهم تُبْ علينا إنك أنت التوابُ الرحيمُ .
اللهُمَّ باركْ لنا في أعمارِنا وأعمالِنا وأرزاقِنا وذرياتِنا .
سبحانَ ربِّك ربِّ العِزَّةِ عما يصفون ، وسلامٌ على المرسلين ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين .

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

أسبابُ النَّصْرِ
الخطبةُ الأولى
إِنَّ الْحَمدَ للهِ نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه ، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً ، أمّا بعد :
فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ ، واحذروا من الغفلةِ عن الآخرةِ ، فإنَّ الاستعدادَ لها فوزٌ وسعادةٌ ، وإنَّ الغفلةَ عنها خسارةٌ وندامةٌ .
أيها المؤمنون ، عندما يتلو المؤمنُ في الكتابِ العزيزِ قولَ اللهِ جلَّ وعلا : ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ، ويقرأُ قولَه تعالى : ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ ، ويتلو قولَه جلَّ جلالُه : ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ *إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ O وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ ، وقوله : ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ ؛ عندما يقرأُ المؤمنُ هذه الآياتِ وأمثالَها يستبشرُ بوعدِ اللهِ ، فاللهُ تباركَ وتعالى جَعَلَ على نفسِه حقَّاً ، وسَبَقَتْ كلمتُه وكَتَبها في اللوحِ المحفوظِ أنْ ينصرَ جندَه وعبادَه المؤمنين ويجعلَ العاقبةَ والغلبةَ لهم .
والمؤمنُ موقنٌ بأنَّ اللهَ لا يُخلفُ وعدَه ، وموقنٌ بأنَّ مَنْ ينصرُه اللهُ لا يُمكنُ أنْ يُغْلَبَ ، ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ﴾ .
وعندما يرى المؤمنُ ما أصابَ المسلمين اليومَ من ضَعْفٍ يحزنُ ، ويعتصرُ قلبُه ألماً ، ويثورُ تساؤلٌ في أعماقِ وضمائرِ الكثيرين : لماذا لا ينتصرُ المسلمون ؟ ، أليسوا هم جندُ اللهِ المؤمنون ، وأهلُ دينِه الحقِّ ؟ ، وأعداؤُهم هم الكافرون؟ ، فلماذا لم يتحقَّقْ وعدُ اللهِ فينتصرون ؟ .
أيها المسلمون ، نصوصُ الكتابِ والسنَّةِ تجيبُنا عن هذا التساؤلِ فتبينُ بكلِّ وُضوحٍ وجلاءٍ أسبابَ النَّصْرِ ، وتبيِّنُ أوصافَ القومِ الموعودين بالنُّصْرَةِ والغَلَبَةِ من ربِّ البريَّةِ .
وإنَّ من أوضحِ النُّصوصِ القرآنيةِ في بيانِ أسبابِ النَّصْرِ والتمكينِ آيةُ سورةِ النورِ ، آيةُ الاستخلافِ والتمكينِ ، قال اللهُ تعالى : ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً﴾ .
فقد ذكرَ اللهُ في هذه الآيةِ ثلاثةَ أوصافٍ للموعودين بالنصرِ والتمكينِ :
أوَّلُ هذه الأسبابِ للنصرِ توحيدُ العبادةِ ، عبادةُ اللهِ وحدَه لا شريكَ له ، وتركُ عبادةِ ما سواه ، والبراءةُ من الشركِ وأهلِه ، ﴿يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً﴾ ، فيجبُ أنْ تكونَ أبرزُ صفاتِ طالبي النصرِ ؛ إخلاصُ الدينِ والعبادةِ للهِ وحدَه ، القلبيَّةِ منها والعمليَّةِ والقوليَّةِ ، وتركُ عبادةِ ما سواه ، فهذه هي حقيقةُ دينِ اللهِ الذي بعثَ به المرسلين .
لكنَّ الناظرَ في واقعِ المسلمين اليومَ يجدُ أنَّ الشركَ في العبادةِ قد تفشَّى في مجتمعاتِهم إلا مَنْ رَحِمَ اللهُ ، ويرى الأضرحةَ والقِبَابَ التي تُقْصَدُ وتُعْبَدُ من دون اللهِ ، فهو أكبرُ أسبابِ الخُذْلانِ وتَخَلُّفِ النَّصْرِ .
ويندرجُ تحتَ هذا السببِ الأعظمِ والأهمِّ للنصرِ أعني : (التوحيدَ وتركَ الشركِ) ، يندرجُ تحتَه ويدخلُ فيه ؛ إخلاصُ القتالِ للهِ ، بأنْ يكونَ قصدُ المسلمِ نُصْرَةَ دينِ اللهِ ، وإعلاءَ كلمةِ اللهِ : (لا إلهَ إلا الله) ، قال صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ : «مَنْ قَاتَلَ لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا فهو في سبيلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ» ، متَّفَقٌ عليه .
وعليه فإنَّ من أسبابِ الخُذلانِ أنْ يُقَاتِلَ المؤمنون لغرضٍ ومَغْنَمٍ دُنْيَويٍّ ، سواءٌ كان مالياً أو معنوياً أو سياسياً أو عصبيَّةً أو حَمِيَّةً لمصلحةِ حزبٍ أو جماعةٍ ، لا لمصلحةِ دينِ اللهِ ولا عبادِه المؤمنين ، فلقد ذَكَرَ اللهُ في أسبابِ هزيمةِ المؤمنين في غزوةِ أُحُد : ﴿وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ﴾ .
عبادَ اللهِ : ثاني أسبابِ النصرِ الإيمانُ بأصولِ الإيمانِ وأركانِه الستَّةِ ، وما يتبعُ ذلك من أصولِ الدينِ ، ففي الآيةِ : ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ﴾ .

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

أول جمعة بعد رمضان
إنّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ، وأشْهَدُ أنّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صل الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفسٌ مَا قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بما تَعمَلُونَ)
أيها المسلمون: راكبٌ يقطعُ ظهر الأرضِ يمشي سريعاً يطوي الفيافي والقفار.. يُقْبِلُ على مَعْلَمٍ من معالمِ الأرضِ يبصِرُهُ أمامَه مِن بعيد،  فما يلبثُ أنْ يَبْلُغَهُ، حتى يتجاوزَه ثم يتورى عنه ويغيب.  يَمُرُّ بالمعالِمِ إقبالاً ثم إدباراً حتى يبْلُغ الغايةَ وينتهي المسير.
وكذا الإنسانُ في مسيرِهِ في الحياة.. يُقبِلُ على مواسمَ كان ينتظِرُها، وعلى أفراحٍ كان يَرْتَقِبُها، وعلى أيامٍ أو شهورٍ كان يأمُلُ إدراكها.  ثم ما تلبثُ أن تأتي عليه تلك المشاهِدُ ثم تَتَقَضَّى وتغيب.
أرأيتم كم كان المسلمون ينتظرون بلوغَ شهرِ رمضان.. يَعُدُّونَ دُوْنَ بُلُوغِه الشهورَ والساعاتِ والأيام.. فَغَشِيَهُم الشهرُ كسحابةِ غيثٍ مباركةٍ.. ثم انقضى الشهر بأيامِهِ ولياليه سراعاً.. وها هو اليومَ في عدادِ الذكريات.
 
إنها قِصَّةُ الـمَسِيْرِ إلى الآخرَةِ.. وفي كُلِّ يومٍ يُبسَطُ للعبدِ عمرٌ جديد.  أعمارٌ محدودةٌ.. ممدودةٌ بطولِ الآمال، فيها أعمالٌ تُدَوَّن، وصحائفُ تُطوى.   وستُنشَرُ الصحائفُ في يومٍ عصيب، لكل عاملٍ يوم الحسابِ صحيفةٌ مبسوطةٌ.. قد دونتها في الحياةِ جوارِحُه وخُطاه.. {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ  وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا* اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}  {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ* وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ* ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ }
عباد الله: في شهر رمضان.. كمْ شَيَّدَ المسلمُ للطاعةِ بنياناً، وكم أقامَ لها صروحاً، وكم قَرَّبَ لِرَبِّهِ قُرباناً.. صَلَّى وتصدق، صامَ وقرأ القرآن، وقدَّمَ من أنواعِ القُرُباتِ ما يُسِّرَ لَه.
أعمالٌ يرجو المسلمُ أن يراها يومَ القيامةِ في كِفَّة الحسنات. تقبلَ الله من عبادِه صالح العمل، وتجاوز عنهم التقصير والخطأ والزلل، إن ربنا لغفورٌ شكور.
ومن تمام العقلِ وصحة الإدراك.. أن يحفظَ المسلمُ كُلَّ حسنةٍ يقترفُها.. فَمَن اجْتَهَدَ في جمعِ الحسنات.. فليضاعِفِ الجُهدَ في الحفاظ عليها. فإن خزينةً لا تحمي مال صاحبها لهي نقصٌ ووبال.  وإنَّ سيئةً يتعدى أثرُها إلى نقصان الحسنات لهي غبنٌ خُسران.   فَمِنَ السيئاتِ ما شؤمُها خطير، وضررُها مُستَطِيْر.. يتعدى أثرُها فيقضي على الحسناتِ فيمحقُها. قال ابن القيم رحمه الله : (ومحبطاتُ الأعمالِ ومفسداتُها أكثرُ من أن تحصر، وليس الشأن في العمل إنما الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه) ا.هـ
فمن تعلم التقوى في رمضان يقفُ عند حدودِ الله لا يتجاوزُها في كل زمان،  فيُغضي عن كلِّ نظرةٍ حرام، ويمتنعُ عن كلِّ الذنوب والآثام. لأنه يعلمُ أن الله حرَّمها عليه، وأن الله مُطَّلِعٌ عالمٌ بحالِه ناظرٌ إليه، فكلما دَعَتْه النفسُ الغويةُ للهوى.. قال: ( إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ والسنة، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِما مِنَ الآياتِ وَالحكمة، أَقُولُ قولي هذا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ ولسائر المسلمين من كل ذنب، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
 الخطبة الثانية
الحمد الله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. 
أما بعد: عباد الله اتقوا الله تعالى  ثم  اعلموا رحمكم لئن انطوى رمضان وانصرم.. فإن عملَ المسلمِ.. لا ينطوي بانطواء شهرٍ.. ولا يتوقفُ برحيل مرحلة.  عَمَلُ المسلمِ لا ينقطعُ ولا يتوقفُ من مرحلة التكليفِ إلى أن يأتيه اليقين، قال عيسى عليه السلام حين تكلم في المهد: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}
ما دامت الحياةُ تدب في الجسد.. فالوصية بالثبات على عمل الصالحات قائمة، وصيةٌ من الله رب العالمين.  وبها جاء التوجيه لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

بَلْ أَنْزَلَ اللهُ عَنْهَا سُورَةً كَامِلَةً وَهِيَ (سُورَةُ الْقَدْرِ)، إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر:1-5]، فَلَيْلَةُ الْقَدْرِ تُضَاعَفُ فِيهَا الْأُجُورَ، وَيَسْلَمُ فِيهَا الْمُؤْمِنُونَ مِنْ كُلِّ مَخُوفٍ؛ وَلِهَذَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ، وَيُكْثِرُ مِنَ التَّعَبُّدِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِر مِنْ رَمَضَانِ؛ رَجَاءَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ.
وَمَنْ قَامَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ إيمَانًا بِاللهِ، وَبِمَا أَعَدَّ اللهُ مِنَ الثَّوَابِ لِلْقَائِمِينَ فِيهَا، وَاحْتِسَابًا لِلْأَجْرِ؛ كَانَ ذَلِكَ سَبَبًا فِي مَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَتَكْفيرِ سَيِّئَاتِهِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].
وَمِنَ الْأَدْعِيَةِ الَّتِي يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يُكْثِرَ مِنْ تَكْرَارِهَا فِي لَيَالِي الْعَشْرِ كُلِّهَا: مَا أَرْشَدَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ، فَقَدْ سَأَلَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي» [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الْمَقْبُولِينَ، وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْخَاسِرِينَ الْمَرْدُودِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمَيْنِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوْصِيكُمْ – عِبَادَ اللهِ - وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى؛ فَإِنَّ تَقْوَى اللهِ خَيْرُ الزَّادِ لِيَوْمِ الْمَعَادِ.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ:
لَقَدْ أَخْفَى اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تَحْدِيدَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ بِعَيْنِهَا رَحْمَةً بِالْعِبَادِ وَاخْتِبَارًا ؛ لِيَكْثُرُ الْعَمَلُ فِي طَلَبِهَا، وَيَتَـبَيَّنَ الْجَادُّ الْحَرِيصُ مِنَ الْغَافِلِ الْمُتَـكَاسِلِ، فَهِيَ فُرْصَةٌ عَظِيمَةٌ، وَغَنِيمَةٌ كَبِيرَةٌ، فَيَنْبَغِي عَلَيْنَا أَنْ نُشَمِّرَ عَنْ سَاعِدِ الْجِدِّ، وَنَجْتَهِدَ فِي تَحْرِّي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ غَايَةَ الاجْتِهَادِ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَديثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا]، وَهِيَ- مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ - فِي اللَّيَالِي الْأَوْتَارِ أَقْرَبُ مِنَ الْأَشْفَاعِ ؛ لِحَديثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]، لَكِنَّهَا- عِبَادَ اللهِ- لَا تَخْتَصُّ بِلَيْلَةٍ مُعَيَّنَةٍ فِي جَمِيعِ الْأَعْوَامِ، بَلْ تَتَنَقَّلُ تَبَعًا لِمَشِيئَةِ اللهِ وَحِكْمَتِهِ سُبْحَانَهُ؛ فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «التَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ؛ لَيْلَةَ القَدْرِ، فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى، فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ]، قَالَ الْحَافِظُ ابْنَ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ بَعْدَ ذِكْرِهِ لِلْخِلَافِ فِي وَقْتِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ: (وَأَرْجَحُهَا كُلِّهَا أَنَّهَا فِي وِتْرٍ مِنَ الْعَشْرِ الْأَخِيرِ، وَأَنَّهَا تَنْتَقِلُ)، مَعَ التَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّهَا قَدْ تَكُونُ فِي الْأَشْفَاعِ كَمَا تَكُونُ فِي الْأَوْتَارِ، فَقَدْ نَصَّ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ كَشَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تِيمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ وَنَسَبُهُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى أَنَّهَا قَدْ تَكُونُ فِي الْأَشْفَاعٍ؛ لِذَلِكَ قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تِيمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ: (وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

وربما دفعها البعضُ إلى أقربِ سائل، ولا يتحرَّى في أهلها الذين اختصَّهم اللهُ بها، ومن يسألون سيجدونُ من يعطيهم، فينبغي للمسلمِ ألَّا يحفلَ بهم كثيرا، ولا يغامرَ بزكاتِه في أيديهم وهو لا يتيقَّنُ صدقَهم.
أيها المسلمون: ما أجملَ أن يكون عمل المزكِّي مكسوًّا بالفقه في الدين، فيتعرَّفُ على أهلِ الزكاةِ الذين حدَّدهم اللهُ في كتابه بقوله: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، ويتحرى في آخذِها، سواءٌ دفعها المزكِّي بنفسِه، أو عن طريقِ الجهاتِ المصـرَّحِ لها، ولا يدْفعُها لجهاتٍ مجهولةٍ أو حالاتٍ لايعلمُ حقيقتَها مما يكثرُ في وسائلِ التواصل، ولا يحابيْ بها قريباً أو صديقًا، ويجتهدُ في السؤالِ عن وجوبِ الزكاةِ في أموالِه وكيفيتِها ووقتِها، فإنَّ العمل لا يُقبل إلا إذا كان خالصاً لله، صواباً على سنة رسول الله.
هذا وصلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين، كما قال ربكم في كتابه:(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ...)
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وصحابته، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
• اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشـرك والمشـركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا رخاءً وسائر بلاد المسلمين .. اللهم من أرادَ بالإسلام والمُسلمين سُوءٍ فأشغِله في نفسِه، ورُدَّ كيدَه في نحرِه، واجعَل دائرةَ السَّوء عليه يا رب العالمين.
• اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم ارفع عنهم البلاء، وعجل لهم بالفرج والتمكين، اللهم اصرف عنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن.
• اللهم وفق ولي أمرنا، ووُلاةَ أمور المُسلمين لما تحب وترضى، وخذ بهم للبر والتقوى.
• اللهم اغفِر ذنوبَنا، واستُر عيوبَنا، ويسِّر أمورَنا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالَنا
سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َ
https://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

جُلِيبِيبُ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ مِمَّا يَطْلُبُهُ النِّسَاءُ وَيَرْغَبُ فِيهِ النِّسَاءُ،
جَُلِيبِيبُ لَيْسَ لَهُ حَسَبٌ رَفِيعٌ ، وَلَكِنْ ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ اتَّقَاكُمُ انْ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ اتَّقَاكُمْ )يَنْظُرُ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-

نَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: الَا تَتَزَوَّجُ يَا جُلَيْبِيبُ ؟
الَا تَتَزَوَّجُ يَا جُلَيْبِيبُ ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ ذَا الَّذِي يُزَوِّجُنِي ؟
لَا مَالَ مَعِي ، وَلَا بَيْتَ لِي ، وَلَيْسَ مَعِي شَيْءٌ مِمَّا يُرِيدُهُ النِّسَاءُ مِمَّا يَطْلُبُهُ النِّسَاءُ ، فَقَالَ: النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- انَا ازْوِجْكَ يَا جُلِيبِيبِ: انَا ازْوُجْكَ يَا جُلَيْبِيبُ ، الشَّأْنُ لَيْسَ بِالْمَالِ، الشَّأْنُ فِي الرِّجَالِ، الشَّأْنُ في الِابْطَالُ انَا ازْوِجْكَ يَا جُلَيْبِيبُ ، وَيَبْعَثُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى بَيْتٌ كَبِيرٌ مِنْ كِبَارِ الْأَنْصَارِ، وَعَظِيمٌ مِنْ عَظِيمِ الْأَنْصَارِ ،

فَلَمَّا جَاءَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- اطْلُبْ إِبْنَتَكَ اطْلُبْ إِبْنَتَكَ ، فَرَحَ الْأَنْصَارِيَّ ، قَالَ: نِعَمًا وَقُرَّةُ عَيْنٍ ، نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْرُمْ بِكَ نَسَبًا وَصِهْرًا ،
قَالَ: لَيْسَتْ لِي ، قَالَ لِمَنْ؟ قَالَ: لِجُلَيْبِيبَ ،
قَالَ: جُلَيْبِيبُ قَالَ نَعَمْ ، جُلَيْبِيبُ لِأَنَّهُ عَظِيمٌ عِنْدَ اللَّهِ ، مَدْفُوعٌ بِالْأَبْوَابِ مَدْفُوعٌ عِنْدَ النَّاسِ، لَا يُبَالِي النَّاسَ بِهِ، لَكِنَّهُ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ،

قَالَ: نَعَمْ لِجُلَيْبِيبِ قَالَ: حَتَّى أَخْبَرَ أُمَّهَا فَانْطَلَقَ إِلَى أُمِّهَا ، وَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- يَطْلُبُ إِبْنَتَنَا ،
قَالَتْ نِعَمْ وَقُرَّةُ عَيْنٍ انْعَمْ وَاكْرِمْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- نَسَبًا وَصِهْرًا ،
قَالَ: لَا ، لَيْسَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَتْ: لِمَنْ ؟ قَالَ: لِجُلَيْبِيبَ ، قَالَتْ : جُلَيْبِيبُ؟ قَالَ: نَعَمْ جُلَيْبِيبُ ،

قَالَتْ لَا وَاللَّهِ ،لَا وَاللَّهِ لَا نُعْطِيهَا جَلَيْبِيبَ، وَقَدْ رَدَدْنَا فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ -ايْ مِنِ اشْرَافِ الْقَوْمِ مِنْ أَعْظَمِ الْقَوْمِ رَدَدْنَاهُمْ-  فَلَمَّا ارَادَ الْأَبُ أَنْ يَنْطَلِقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- فَيُخْبِرُهُ الْخَبَرُ تَخْرُجُ الْبِنْتُ مِنْ خِباءهَا، وَتَخْرُجُ الْبِنْتُ مِنْ خِدْرِهَا، يُخْرِجُ الْحَيَاءَ ،وَيُخْرُجُ الْإِيمَانُ، وَيُخْرِجُ الْإِحْسَانَ، وَتخْرِجُ الْعِفَّةَ، وَتَخْرُجُ الطَّهَارَةُ، وَيُخْرِجُ الطَّاعَةَ ،وَيُخْرُجُ الْيَقِينُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ،


قَالَ مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمَا ؟ قَالَتْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَتْ: اتْرُدَانِ  عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- أَمْرُهُ ؟

ادْفَعْاني إِلَيْهِ إدْفَعْانِي إِلَيَّةً ، كَمْ فَرِحَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؟
دَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- دَعَا لَهَا دُعَاءً عَظِيمًا ، كَمْ فَرِحَ جُلَيْبِيبَ ! الَّذِي لَا يَمْلِكُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ ، وَإِذْ بِهِ فِي لَحْظَةٍ مَعَهُ أَجْمَلُ النِّسَاءِ ، تُزِفُّ إِلَيْهِ أَجْمَلُ النِّسَاءِ ، نَسَبًاً، وَصهْرًاً ،وَجَمَالًا ،وَامْوَالًا ،فَلَا إِلَهَ الَا اللَّهُ

أُمَّةُ الْإِسْلَامِ: وَفِي أَيَّامِ الزِّفَافِ يَنْطَلِقُ جِلِيبِيبَ إِلَى ارْضِ الْمَعْرَكَةِ، يَاخِيل اللَّهِ ارْكَبِي، فَيَمُوتُ جُلَيْبِيبُ وَيَسْتَشْهِدُ جُلَيْبِيبُ ، عِنْدَ سَبْعَةٍ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ ، -ايْ فِي جِرَاحِهِ- فَلَمَّا أَنْتَهَتِ الْمَعْرَكَةُ وَإِذْ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-

قَالَ: مَنْ تَفْقِدُونَ ؟مَنْ تَفْقِدُونَ؟ فَذَاكَ يَقُولُ نَفْقِدُ فُلَانًاً ، وَذَاكَ يَقُولُ نَفْقِدُ فُلَانًاً ، وَذَاكَ يَقُولُ نَفْقِدُ فُلَانًاً ،
وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و الْهُ وَسَلَّمَ- وَلَكِنِّي افْقِدُ جُلَيْبِيبَ ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- مَعَ الصَّحَابَةِ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَقَّدُونَ فَوَجَدَ جُلَيْبِيبُ عِنْدَ سَبْعِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ ، هُوَ

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

قَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– كما عند الترمذي « إذا أتاكُم من ترضَوْنَ دينَهُ وخلُقَهُ فزوِّجوهُ إلَّا تفعلوا تكنْ فِتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ . »
نحن اليوم في الفساد العريض ، إلا من رحم الله، يوم أن ظلمنا الأبناء ، يوم أن ظلمنا البنات ، يوم أن عضلنا النساء في البيوت ، فرفعت الدعوات إلى السماء ، وأنت لا تشعر ! ، إبنتك تدعو الله عليك، فأنت ظالم ، والظلم ظُلَامَاتِ يومَ القيامةِ .

إنها أمانة ، ومطلوب أن تؤدي الأمانة إلى أهلها ، إنها مسؤولية( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) إنها مسؤولية وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ ، قَالَ: إذا أتاكم مَن ترضَوْنَ دِينَه وخُلُقَه ، أصبح الحلالُ صعباً، والحرامٌ سهلاً ، أصبح لا يسأل عن دينه ، أصبح صاحب القرآن يُرد ، والمصلي يُرد ، والطائِع يُرد ، والمستقيم يُرد ، ويقبل الفاجر، ويُقبل الفاجر من أجل ماله، من أجل دراهمه ،من أجل سياراته ، يُنظر إلى المال، ولا يُنظر إلى الدين ،فضاعت الأمة، وجاءت الأزمات والنكبات ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ،

إذا أتاكم مَن ترضَوْنَ دِينَه ، إسمع أيها الأبُ الكريم الموفق الرحيم ، قبل أن تقف غداً بين يدي اللهِ عريانا ، فتسأل عن الصغير والكبير، إذا أتاكُم من ترضَوْنَ دينَهُ وخلُقَهُ فزوِّجوهُ ، أعينوهم أعينوهم فإن الله في عونهم، أعينوهم فإن الله في عونهم .

جاء عند الترمذي، أن النبي –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– قَالَ: « ثلاثةٌ حقٌّ على اللَّهِ عونُهم» الله أوجب على نفسه عَوْنُهم « ثلاثةٌ حَقٌّ على اللهِ عَوْنُهم: وذكرا منهم ، والنَّاكحُ الَّذي يُريدُ العفافَ .»
والنَّاكحُ الَّذي يُريدُ العفافَ . سيعينك الله من حيث لا تحتسب ، من حيث لا تحتسب، ومَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ،

أين يذهب أَبْناؤنا ؟! عصفت بهم المجلات، وعصفت بهم الشاشات، وعصفت بهم القنوات ، وعصفت بهم العادات السرية، وعصفت بهم الفواحش ، حتى ذهبوا إلى المخدرات ، لأنهم يئسوا من الزواج، يئسوا من الزواج، أصبح الزواج اليوم من المُستحيلات إلا من رحم الله ! فهل من رحمة بأبنائنا ؟ وهل من شفقة في فلذات أكبادنا ؟

والراحمُون يَرحمُهم الرَّحْمَنَ قُلْتَ مَا سَمِعْتُمْ وَاسْتَغْفِرْ اللَّـه لِّي وَلَكُم مِنَ كُلٌّ ذَنبٌ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَيَا فَوْزً المسَتغفَرِين



الخُطْبَــــةُ.الثَّـــــــــانِيَةُ.cc
الْحَمْدُ لِّلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِين وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولٌه الأُمِّيِّن وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِه الغُر الميامين وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا مَزِيداً إِلَى يَوْمٍ الدِّينَ ،

أُمَّةً الْإِسْلَامَ : يَقُولُ رَبُّنَا جلّ وعلاّ :
*﴿ ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ ﴾[الروم : ٤١]*

هَذَا هُوَ الْفَسَادِ العريض تَغَيَّرَتْ أخلاق الشَّبَابَ وأفكار الشَّبَابَ ، يَوْمَ أَنِ وَجَدُوا هَذِهِ المُعضلة أَمَامَ الزَّوَاجَ ، أَلَّا وَهِيَ: غلاءُ المُهور ،غلاءُ المُهور!

أُمَّةً الْإِسْلَامَ : أُمَّ سُليم تَطَلُّبٌ مهرها مِنَ أَبِي طلحة ، أَنِ يُسلم ، قَالَ : وَمَا شأنك بذاك ؟ إِنَّمَا لَكِ الصفراء والبيضاء ، - أي الذهب والفضة - قَالَتْ: لَّا ، لَّا  اُرِيدُ سِوَى أَنِ تُسلم مَا أعظمُه مِنَ مهر ، مَا أكرمهُ مَنْ مهر  ، نُفوسٌ علت في السَّمَاءَ نُفوسٌ علت فِي السَّمَاءَ وحياتهم سهلة كرِيمة طَيِّبَةٍ .

جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ سَهْلٍ إِبْنِ سَعْدَ ، انْ امْرَأَةٌ جَاءَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ . تَهُبُّ نَفْسُهَا لِلنَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فَلَمَّا كَانَ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- لَيْسَ لَهُ بِهَا حَاجَةٌ ، قَامَ أَحَدُ الصَّحَابَةِ وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّجْنِيهَا زَوِّجْنِيهَا .
فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: وَمَا مَعَكَ ؟ وَمَا مَعَكَ؟
قَالَ : لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ.
فَقَالَ: لَهُ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- اذْهَبْ فَالْتَمِسْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ، الْتَمَسَ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ،

فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَلْتَمِسُ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ لِيَكُونَ مَهْرًاً لَهَا ، مِنْ حَدِيدٍ ،
فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- وَقَالَ: لِمَ اجِدْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ، وَلَا خَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ ، فَعِنْدَهَا نَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (وَمَا ارْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) لَا تَرُدُّوا الصَّالِحِينَ، لَا تَرُدُّوا الْمُصَلِّينَ، لَا تَرُدُّوا الْأَبْرَارَ، فَإِنَّ اللَّهُ يَغَارُ ،

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩
@Montda_alkotba
‏─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^((
#الشــبــاب_وغلاء_المهور ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ تعالى وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ العِلي العظيم مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ،

وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ ربي لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَأصَحْابِهِ وَسَلَّمَ تسليماً كثيراً.


*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*

*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*

*أَمَّا بَعْدُ:*

فإِنَّ خَيْرَ الْكلام كَلامُ اللهِ, وَخَيْر الْهَدْى, هَدْى مُحَمَّدٍ بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

معاشر المسلمين : في هذا اليوم العظيم المبارك
#عيد_الأضحى أعياد المسلمين ، يقولُ رُبنا جَلَّ وَعَلاَ :
*﴿ قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ ﴾[١٠:٥٨] - يونس*

إنها فرحةٌ لا تُصفها الألسُن، ولا الأقلام. فرحةُّ لا توصف بأعياد المسلمين .

ألا - وإن مما يحصل في هذه الأعياد الطيبة المباركة، ومما يكثرُ في أعيادِ المسلمين ، عبادةً كريم، عبادةً عظيمة، عبادةً جليلة ، ألا وهي الزواج -يا عَبْادَ اللهِ- الزواج: الذي هو قربةُّ إلى -اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ-
الزواج: الذي هو مرضاتُّ -للَّهُ جَلَّ وَعَلاَ-
الزواج : الذي أمر -اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ- به ، لما به من المنافع العظيمة ، ففي الزواج إستجابة لأمر -اللَّه جَلَّ وَعَلاَ-
كما قَالَ -اللَّه جَلَّ وَعَلاَ- :*﴿ وَأَنكِحُوا الأَيامى مِنكُم وَالصّالِحينَ مِن عِبادِكُم وَإِمائِكُمٌ ﴾ [٢٤:٣٢] - النور*

فهو إستجابة لأمر الله وإستجابة لأمر رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، يوم قَالَ في الحديث المتفق عليه ،« يا معشرَ الشَّبابِ من استطاعَ منكم الباءَةَ فليتزوَّجْ .» يا معشرَ الشَّبابِ من استطاعَ منكم الباءَةَ فليتزوَّجْ ، أمر من اللّه، وأمر من رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ، فمن تزوج فقد أستجاب لأمر اللّه، ولأمـر رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ.

الزواج: هو سُّنة الأنبياء،
الزواج: هو سُّنة الأنبياء والمرسلين ، كما قَالَ -اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ- : *﴿ وَلَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَجَعَلنا لَهُم أَزواجًا وَذُرِّيَّةً ،وَجَعَلنا لَهُم أَزواجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [١٣:٣٨] - الرعد*

بل كما في الحديث المُتفق عليه يعَضُ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ـ على منبره، ويقولُ:« أما و اللهِ إنِّي لأتقاكم للهِ، وأخشاكم للهِ ،وإنِّي لأتزوَّجُ النِّساءَ ، وإنِّي لأتزوَّجُ النِّساءَ ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ منِّي. فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ منِّي. »

فالزواج سُّنة الأنبياء والمرسلين ،
الزواج: راحةُّ للبال وطمأنينة للنفس، وسكينةٌ للخاطر ، كيف لا ؟

وقد قَالَ ربنا -جَلَّ وَعَلاَ-: *﴿ وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ ﴾ [٣٠:٢١] - الروم*

وقالَ ربنا -جَلَّ وَعَلاَ- : *(هُنَّ لِباسٌ لَكُم وَأَنتُم لِباسٌ لَهُنَّ)* فالزواج سعادة وطمأنينة، وراحة ، كيف لا ؟

وقد قَالَ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ–:
« يا معشرَ الشَّبابِ ، من استطاع منكم الباءةَ فليتزوَّج ، فإنَّه أغضُّ للبصرِ ، وأحصنُ للفرجِ . »

فالزواج سكينة ، الزواج راحةً قلبيةً عظيمة ،
الزواج: رزقٌ وسعةُ في الرزق ومالٌ وفير ، وغِناء من الله رب العالمين
لأن اللّه قَالَ: *﴿ وَأَنكِحُوا الأَيامى مِنكُم وَالصّالِحينَ مِن عِبادِكُم وَإِمائِكُم إِن يَكونوا فُقَراءَ يُغنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ ﴾ [٢٤:٣٢] - النور*

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد 
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد

الدعاء ...   
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
*🌐مَجْمُوعَاتِنَا عَلىٰ الْوَاتسَ اَبِ هُنـ↶ـا:*
َhttps://chat.whatsapp.com/HxX6V7VfBNXDu44rAR4kCI
📩▎ أنْشُـرُوٰهَا واحْتَسِبُـوٰا الأَجْـرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالـدَّالُ عَلَىٰ الخَيْـٰرِ كَفَاعِلِه.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

وَيُسَنُّ لَهُ في بِدَايَةِ الطَّوَافِ أَنْ يَسْتَلِمَ الحَجَرَ الأَسْوَدَ وَيُقَبِّلَهُ، فِإِنْ كَانَ هُنَاكَ زِحَامٌ فَلَا يَشُقَّ عَلَى نَفْسِهِ، وَيشَيرُ إِلَيْهِ عِنْدَ بِدَايَةِ كُلِّ شَوْطٍ وَيقَولُ: اللهُ أَكْبَرُ، ثَمَّ يَطُوفُ جَاعِلاً الكَعْبَةَ عَنْ يَسَارِهِ كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ، وَيُكْثِرُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَدُعَائِهِ واسْتِغْفَارِهِ.

وَكُلَّمَا حَاذَى الرُّكْنَ اليَمَانِيَّ اسْتَلَمَهُ: أَيْ مَسَحَهُ بِيَدِهِ، فِإنْ لَمْ يَتَيَسَّرْ الاسْتِلَامُ فَإِنَّه لا يُشِيرُ إِلَيْهِ ويُوَاصِلُ طَوَافَهُ، وَيَقُولُ بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، وَيُكَرِّرُهَا حتَّى يَصِلَ إِلَى الحَجَرِ الأَسْوَدِ، فَيَفْعَلُ عِنْدَهُ مَا فَعَلَهُ في المَرِّةِ الأُولَى، حَتَّى يُتِمَّ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ، ثُمَّ يَتَوَجَّهُ إِلَى مَقَامِ إبرَاهِيمَ وَيَقْرَأُ: (وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى)، ثُمَّ يَجْعَلُ المَقَامَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ ويُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.

فَإِنْ كَانَ زِحَامٌ رَجَعَ إِلَى الخَلْفِ وَلَا يُزَاحِمُ الطَائِفِينَ؛ لأَنَّ الحَقَّ لَهُمْ، ولَوْ صَلَّاهُمَا في أَيِّ جِهَةٍ مِنَ الحَرَمِ أَجْزَأَ، وَيُشْرَعُ لَهُ في هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ: التَّخْفِيفُ، وَأَنْ يَقْرَأَ في الأُولَى بَعْدَ الفَاتِحَةِ سَورَةَ: الْكَافِرُونَ، وفي الرَكْعَةِ الثَّانِيَةِ بَعْدَ الفَاتِحَةِ: سُورَةَ الإخلاصِ، فِإِذَا انْتَهَى قَامَ وَلَمْ يُطِلِ الجُلُوسَ، ويتركُ المكانَ لغيرِهِ.

ثُمَّ يَتَوَجَّهُ إِلَى الصَّفَا، فِإِذَا دَنَا مِنَ اَلصَّفَا قَرَأَ: (إِنَّ اَلصَّفَا وَاَلْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اَللَّهِ)، "أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اَللَّهُ بِهِ"، فَيَرَقَىَ اَلصَّفَا، حَتَّى يَرَى اَلْبَيْتَ، فَيسْتَقْبَلُ اَلْقِبْلَةَ وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، وَيُوَحَّدُ اَللَّهَ وَيُكَبِّرُهُ وَيَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ اَلْمُلْكُ، وَلَهُ اَلْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ اَلْأَحْزَابَ وَحْدَهُ"، ثُمَّ يَدْعُو دَعَاءً طَوِيلاً حَسْبَ مَا يَسْتَطِيعُ، وَكُلَّمَا أَكْثَرَ كَانَ خَيْراً لَهُ، ثُمَّ يُعِيدُ الذِّكْرَ السَّابِقَ.  ثَمَّ يَدْعُو ثُمَّ يُعِيدُ الذِّكْرَ، ثُمَّ يُنَزِّلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَجَّهُ إِلَى اَلْمَرْوَةِ ماشِياً، حَتَّى يَصِلَ مَكَانَ بَطْنِ الوَادِي -وَهُوَ الآَنَ مُعَلَّمٌ بِالنُّورِ الأَخْضَرِ- فَيَجْرِي جَرْياً شَدِيداً حَسْبَ قُدْرَتِهِ إِلَى نِهَايِةِ النُّورِ الأَخْضَرِ، لَكِنْ إِنْ حَصَلَ ضَرَرٌ عَلَيْه أَوْ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ إِخْوَانِهِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ لَمْ يَجْرِ، وَمَشَى مَشْياً مُعْتَاداً، وَكَذَلِكَ المرْأَةُ؛ فِإِنَّهُ لَا يُشْرَعُ لهَا أَنْ تَجْرِيَ فِي السَّعْيِ، وَهَذَا بِإِجْمَاعِ العُلَمَاءِ؛ لأَنَّهَا فِتْنَةٌ، حتَّى يَصِلَ إِلَى المَرْوَةِ، فَيَفْعَلُ عَلَيْهَا مَا فَعَلَ علَى الصَّفَا مِنْ رَفْعِ اليَدَيْنِ والذِّكْرِ ثَلَاثاً وَالدُّعَاءِ مَرَّتَيْنِ بَيْنَ ذَلِكَ.

فِإِذَا انْتَهَى المُعْتَمِرُ مِنَ السَّعْيِ سَبْعَ مَرّاتٍ، حَلَقَ شَعْرَهُ أَوْ قَصَّرَ مِنْهُ، ولَا يَكْفِي أَنْ يَأْخُذَ شَعَرَاتٍ مِنْ كُلِّ  جَانِبٍ، بَلْ لَا بُدَّ مِنْ تَعْمِيمِه، والحَلْقُ أَفْضَلُ إِلَّا إِذَا كَانَ قُرْبَ الحَجِّ، كَمَا لَوْ اعْتَمَرَ فِي اليَوْمِ الخَامِسِ أَوْ مَا بَعْدَهُ فَالتَّقْصِيرُ أَفْضَلُ، لكَيْ يَبْقَى شَعْرٌ يَحْلِقُهُ في الحَجِّ، وأَمَّا إِنْ كَانَ قَارِناً أَو مُفْرِداً فَإِنَّهُ لَا يَأْخُذُ مِنْ شَعْرِهِ وَيَبْقَى عَلَى إِحْرَامِهِ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ: فإِذَا كَانَ اليَوْمُ الثَّامِنُ -وهُوَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ- أَحْرَمَ المُمَتِّعُ مِنْ مَكَانِهِ الَّذِي هُوَ نَازِلٌ فِيهِ، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى مِنَى إِنْ لَمْ يَكُنْ نَازِلاً بِهَا، وَأَمَّا القَارِنُ والمُفْرِدُ فِإِنَّهُ لَا زَالَ عَلَى إِحْرَامِهِ، فَيُصَلِّي فِي مِنَى الظُّهْرَ والعَصْرَ والمَغْرِبَ وَالعِشَاءَ وَالفَجْرَ، كُلَّ صَلَاةٍ فِي وَقْتِهَا، قَصْراً بِدُونِ جَمْعٍ، والنُّزُولُ بِمِنَى فِي هَذَا اليَوْمِ سُنَّةٌ، فَإِنْ لمْ تَتَيَسَّرْ فَلَا شَيَء عَلَيِهِ، فِإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ سَارُوا إِلَى عَرَفَاتٍ، وَبَقَوْا فِيهَا إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَيُصَلُّونَ الظُّهْرَ وَالعَصْرَ جَمْعاً وَقَصْراً مَعَ الإِمَامِ إِنْ تَيَسَّرَ وإِلَّا صَلَّوا فِي أَمَاكِنِهِم، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ إِلَّا بَطْنَ الوَادِي فَلَيْسَ مِنْهَا.

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

_^((#عجبًا_بضاعتهم #الصدق ))^_.doc'

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

جُلَسائِه ، والْمُعَلِّمُ مَعَ طُلاّبِه ، وكذلك طالِبُ العِلْمِ مَعَ إِخوانِه الدُّعاةِ ، أَو طُلاّبِه الذين يَحضُرُون عِندَه ، فإنَّ الكَلامَ عن الجَوانِبِ السَّلْبِيّةِ مِن أَجْلِ عِلاجِها مُهِمٌّ ، ولَكِنّ الترْكِيزَ عَلَيها فقط يُورِثُ لِقُلُوبِ الغَيُورينَ الْحُزْنَ واليأسَ مِن الإصلاحِ ، وهذا مَمْنُوعٌ شَرعاً ، فَإِن الْخَيْرَ لا يَزالُ باقِيًا في هذه الأُمَّةِ إلى قيامِ الساعةِ ، ودِينُ اللهِ هُوَ الْمُهَيْمِنُ والظاهِرُ على جَمِيعِ الأديانِ وَلِلهِ الحَمْد ، وَلَو كَرِهَ الكافِرون .
باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم ، وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ ، وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَأَنِهِ ، وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ ، صَلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلمَ تسليماً كثيراً ، أَمّا بَعدُ :
عِبادَ الله : قارِنُوا بَيْنَ قَوْلِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسَلَّمَ : «ويُعْجِبُنِي الفَأْلُ» ، وبينَ ما يَجْرِي في وَسائِلِ الإعلامِ وكَثيرٍ مِن القَنَواتِ الفَضائِيّةِ ، سَواءً التي تُناقِشُ المَوَاضِيعَ الاجتِماعِيَّةَ أو الأُسَرِيَّةَ أو السِّياسِيَّة ، وكَيْفَ يَتَنَافَسُونَ في التَنْغِيصِ على الْمُشَاهِدِ والْمُتابِعِ ، ويَتَسارَعُون مِن أَجْلِ السَّبْقِ إلى كُلِّ ما يُشْعِرُ الْمُتابِعَ بالخَوفِ وضِيقِ العَيْشِ ومَرارَةِ الواقِعِ ، حَتَّى أَصْبَحَ البَعْضُ يَتَحاشَى مُتابَعَةَ ما يُعْرَضُ في وسائِلِ الإعلامِ كَيْ يَعِيشَ مُرتاحَ البالِ , سالِماً مِن المَخاوِفِ وما يُضَيِّقُ الصَّدْرَ ، وفي الْمُقابِلِ تَرَى قِلَّةَ المُواضِيعِ التي تُفْرِحُ الْمُشاهِدَ وتَشْرَحُ صَدْرَه ، وتَبْعَثُ الأَمَلَ في نَفْسِه ، والسَّكِينَةَ في قَلْبِه ، وتَرفَعُ هِمَّتَه وَطُمُوحَه ، وتُعالِجُ مَشاكِلَه وهُمُومَه بالطُّرُقِ التي تَرْفَعُ مَعْنَوِيَّتَه وتَفْتَحُ بابَ الأَمَلِ أَمامَه ، وتُعَلِّقُهُ باللهِ وبِقَضائِهِ وقَدَرِه ، فإنّ مِن أَعْظَمِ ثَمراتِ الإيمانِ بالقَدَرِ حُصُولَ الرِّضا والطُمَأنِينَةِ والسَّكِينَةِ ، واليَقِينَ التامَّ بأنّ الأَمْرَ بِيَدِ اللهِ وحدَه ، لا بِأيدِي البشَر ، خُصُوصاً الشبابَ ، فإنهم بِحاجَةٍ إلى ذلك أَكْثَرُ مِن غَيْرِهِم .
عِبادَ اللهِ : قَالَ اللهُ - جلَّ في عُلاه -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ .
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ .
اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَالتَابِعِيْنَ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِيْنَ.
اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْنَ، وَاشْفِ مَرْضَى الْمُسْلِمِيْنَ ، وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُم يَا رَبَّ الْعَالِمِينَ .
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا .
اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِلَادَنَا وَعَقِيْدَتَنَا وَقَادَتَنَا وَرِجَالَ أمْنِنَا بِسُوءٍ فَأَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيراً لَهُ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيْزُ .
اللَّهُمَّ أَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ مَعَ الْأَبْرَارِ .
اللَّهُمَّ إِنَا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْوَبَاءِ وَالْغَلَاَءِ وَالرِّبَا والزِّنا ، وَالزَّلَازِلِ وَالْمِحَنِ وَسُوءِ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ .
اللَّهُمَّ اغفرْ لنا ولآبائِنا وأمهاتِنا ، وأحيائِنا وأمواتِنا ، اللهُمَّ تبْ علينا وارحمنا إنك أنت التوَّابُ الرحيم .  
﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ ، ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

 اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين، واقضِ الدَّيْن عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفِر ذنوبَنا، واستُر عيوبَنا، ويسِّر أمورَنا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالَنا، ربَّنا اغفِر لنا ولوالدِينا، وارحَمهم كما ربَّونا صِغارًا،
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

خطبة بعنوان
#اللهم إني أعوذ بك من الهم
الخطبة الأولى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" أَمَّا بَعْدُ :
عِبَادَ اللهِ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وَاسْتَقَرُّوا فِيهَا، فَإِنَّ مِنْ أَوَّلِ دُعَائِهِم مَا ذَكَرَهُ اللهُ -تَعَالى- عَنهُم حَيثُ قَالَ: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر:34]، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الحَزَنَ أَو جُزءًا مِنهُ، لا بُدَّ أَن يُصِيبَ العَبدَ في هَذِهِ الحَيَاةِ، وَأَنَّ الدُّنيَا لَيسَت بِدَارِ سَعَادَةٍ كَامِلَةٍ، وَلا يَذُوقُ فِيهَا العَبدُ رَاحَةً تَامَّةً، نَالَ مَا نَالَ مِن مَالٍ، أَو حَصَّلَ مَا حَصَّلَ مِن زِينَةٍ وَمَتَاعٍ، أَو وَصَلَ إِلى مَا وَصَلَ إِلَيهِ مِن جَاهٍ أَو حَسَبٍ، فَلا بُدَّ مِنَ النَّقصِ في دَارِ النَّقصِ، وَلا مَنَاصَ فِيهَا مِنَ التَّعَبِ وَالنَّصَبِ، (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) [البلد:4].  ثَمَانِيَةٌ تَجرِي عَلَى النَّاسِ كُلِّهِم * وَلا بُدَّ لِلإِنسَانِ يَلقَى الثَّمَانِيَهْ
سُرُورٌ وَحُزنٌ وَاجتِمَاعٌ وَفُرقَةٌ * وَيُسرٌ وَعُسرٌ ثُمَّ سُقمٌ وَعَافِيَه
فَتِلكَ طَبِيعَةُ الحَيَاةِ الدُّنيَا:
طُبِعَت عَلَى كَدَرٍ وَأَنتَ تُرِيدُهَا *** صَفوًا مِنَ الأَقذَاءِ وَالأَكدَارِ؟
نَعَم -عِبَادَ اللهِ- لا بُدَّ لِلإِنسَانِ في هَذِهِ الدُّنيَا مِن شَيءٍ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالكَدَرِ، غَيرَ أَنَّ نِسبَةَ السَّعَادَةِ وَالحُزنِ في القَلبِ، مَقرُونَةٌ بِقَدرِ مَا فِيهِ مِن إِيمَانٍ وَهِدَايَةٍ، فَمَتى قَوِيَ إِيمَانُ العَبدِ بِاللهِ وَزَادَ يَقِينُهُ وَصَلَحَ وَاهتَدَى، استَقَرَّت نَفسُهُ وَاطمَأَنَّ قَلبُهُ، وَسَكَنَت رُوحُهُ، وَأَحَسَّ بِرَاحَةٍ وَسَعَادَةٍ، وَإِنْ بَدَا لِلنَّاسِ أَنَّهُ شَقِيٌّ أَو مَحرُومٌ، أَو كَانَتِ الحَوَادِثُ وَالمَصَائِبُ تَتَخَطَّفَهُ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ، قَالَ -تَعَالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97].
وَقَالَ -تَعَالى-: (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة:38]. وَمَعَ هَذَا الإِيمَانِ الَّذِي يُزِيحُ عَن القَلبِ أَثقَالَ الحُزنِ وَيَقشَعُ عَنهُ سَحَائِبَ الهَمِّ، فَلا بُدَّ لِلعَبدِ مِن صَبرٍ يُقَوِّي عَزمَهُ وَيُثَبِّتُ جَنَانَهُ، وَدُعَاءٍ صَادِقٍ يَستَعِينُ بِهِ رَبَّهُ وَمَالِكَ قَلبِهِ، وَأَسبَابٍ حِسِّيَّةٍ يَتَنَاوَلُهَا تَنَاوُلَ الدَّوَاءِ، مُتَّكِلاً عَلَى اللهِ مُعتَصِمًا بِهِ، عَن أَنسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أَنَّ النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- كَانَ كَثِيرًا مَا يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخلِ وَالجُبنِ، وَضَلَعِ الدَّينِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ" رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
 وَإِنَّ نَظرَةً فَاحِصَةً في هَؤُلاءِ الدَّعَوَاتِ الَّتي كَانَ يَرفَعُهَا أَفقَهُ النَّاسِ وَأَعلَمُهُم -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- لَتُعطِي العَبدَ مَزِيدًا مِنَ التَّعَرُّفَ عَلَى مُنَغِّصَاتِ الحَيَاةِ وَمُسَبِّبَاتِ الحُزنِ وَالضِّيقِ، لِيَتَجَنَّبَهَا وَيَتَخَلَّصَ مِنهَا، تِلكُم هِيَ ضِيقُ الصَّدرِ بِسَبَبِ مَا يَظُنُّهُ المَرءُ وَيَتَوَقَّعُهُ مُستَقبَلاً، أَو حُزنُهُ بِسَبَبِ مَا يُفَكِّرُ فِيهِ مِمَّا مَضَى وَلَن يَعُودَ، أَو عَجزُهُ عَنِ القِيَامِ بما يَأملُهُ وَيَطمَحُ إِلَيهِ، أَو كَسَلُهُ وَرُكُونُهُ إِلى الرَّاحَةِ وَالدَّعَةِ، وَعَدَمُ سَعيِهِ فِيمَا يَنفَعُهُ وَيُصلِحُ شَأنَهُ، أَو جُبنُهُ عَنِ المَعَالي وَتَرَاجُعُهُ وَكَثرَةُ خَوفِهِ، وَعَدَمُ إِقدَامِهِ عَلَى مَا فِيهِ مَصَلَحَةٌ مُتَحقِّقَةٌ أَو رَاجِحَةٌ، أَو بُخلُهُ بما آتَاهُ اللهُ أَن يُنفِقَهُ في زَكَاةٍ أَو صَدَقَةٍ أَو إِيثَارٍ لِمُحتَاجٍ.

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

والإيمانُ هو أنْ نُؤمنَ باللهِ وملائكتِه وكتبِه ورسلِه واليومِ الآخِرِ ونؤمنَ بالقدرِ خيرِه وشَرِّه ، ونؤمنَ بالغيبيَّاتِ وأصولِ الدينِ .
وكُلُّ آياتِ الوعْدِ بالنصرِ في الكتابِ تُعَلِّقُ النصرَ بوصفِ الإيمانِ ، كقوله تعالى : ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ، ونَحْوِها .
الإيمانُ الصحيحُ يُمَثِّلُه اعتقادُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ في مسائلِ الإيمانِ كُلِّها ، فيجبُ على المسلمين إنْ أرادوا النصرَ أنْ يعودوا لهذه العقيدةِ التي دوَّنَ أصولَها أئمةُ أهلِ السُّنَةِ في كتبِهم ، والتي أخذوها عن السلفِ الصالحِ ، صحابةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ومن تَبِعَهم بإحسانٍ ، وهم الفِرْقَةُ الناجيةُ والطائفةُ المنصورةُ ، ﴿ فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا﴾ ، فالإخلالُ بهذه العقيدةِ لها صُوَرٌ ، ومن ذلك أنْ نرى انحرافاً في الإيمانِ بأسماءِ اللهِ وصفاتِه لدى طوائفَ من المسلمين ، وانحرافاً في مسائلِ الإيمانِ بالغَيْبِيَّاتِ وبعضِ أصولِ الدينِ ، ونحوِ ذلك .
السببُ الثالثُ من أسبابِ النَّصْرِ عملُ الصالحاتِ ، موافقاً في عملِه السُنَّةَ ومجانِبَاً البدعةَ ، ففي الآيةِ : ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ﴾ .
فالعملُ لا يُسَمَّى صالحاً حتى يكونَ موافقاً للسُّنَّةِ مُجانباً للبدعةِ .
ومن أعظمِ الأعمالِ الصالحةِ التي تدخلُ بالأولويَّةِ شعائرُ الدينِ وفرائضُه الظاهرةُ ، ومنها إقامةُ الصلاةِ وإيتاءُ الزكاةِ والأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ ، يقولُ اللهُ تعالى : ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌO الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَـاةَ وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ .
ومن مقتضياتِ الإيمانِ وعَمَلِ الصالحاتِ تَرْكُ المعاصي والمحرَّماتِ وكبائرِ الذنوبِ ، فارتكابُها من أسبابِ الخُذلانِ والذُّلِّ والهَوانِ ، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ ‌سَلَّطَ ‌اللَّهُ ‌عَلَيْكُمْ ‌ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ» ، حديثٌ صحيحٌ أخرجه أبو داود .
فلا نصرَ ولا ارتفاعَ للذُّلِّ حتى نَرْجِعَ إلى دينِنا اعتقاداً وعَمَلاً.
السببُ الرابعُ من أسبابِ النصرِ ؛ الاجتماعُ والائتلافُ وعدمُ الاختلافِ وعدمُ التنازعِ والتفرُّقِ ، قال الله تعالى : ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ .
وقال : ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ .
ففي الاجتماعِ قوةٌ للمؤمنين ، وفي التنازعِ الفَشَلُ والخُذْلانُ ، ولا مزيدَ على كلامِ الرحمن.
أيها المسلمون ، قالَ اللهُ تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ ، وقال تعالى : ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ ، فنُصْرةُ اللهِ تكونُ بالأخذِ بأسبابِ النَّصْرِ المذكورةِ وبغيرِها مما جاءَ في الكتابِ والسُّنَّةِ .
فواجبُنا عبادَ اللهِ كأفرادٍ أنْ نَنْصُرَ دينَ اللهِ بإقامتِه في حياتِنا ، وتطبيقِه على أنفسِنا ومَنْ هم تحت أيدينا .
اللهم اجعلنا من أنصارِ دينِك ، باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم ، وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَأسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم .
الخطبةُ الثانيةُ
الحمدُ للهِ الذي أَرْسَلَ رسولَه بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظْهِرَه على الدينِ كُلِّه ، وكَفَى باللهِ شهيداً ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له إقراراً به وتوحيداً ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّداً عبدُه ورسولُه ، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وسَلَّمَ تسليما مزيداً ، أما بعدُ :
عبادَ اللهَ ، من مقتضياتِ الإيمانِ أنْ نُحِبَّ أهلَ الإيمانِ ونواليهم ونرحمَهم وننصرَهم بِقَدْرِ الاستطاعةِ ، ونحزنَ ونغتَمَّ لظلمِهم وتشريدِهم وتقتيلِهم وإراقةِ دمائهم .
ومن مقتضياتِ الإيمانِ أيضا أنْ نكرهَ الكفرَ وأهلَه وخاصَّةً المعتدين منهم والظالمين .
أيها المؤمنون ، في أيدينا سلاحٌ عظيمٌ من أمضى أسبابِ النصرِ للمؤمنين ، ألا وهو إخلاصُ الدعاءِ للهِ والاستغاثةِ به مع الإكثارِ والإلحاحِ عليه سبحانه ، مع التوبةِ والاستغفارِ  .

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

 فلا انقطاع عن عمل الصالحات دون الموت، وإن كان لمواسِم الخيرات جهدٌ مضاعفُ. 
وصيامُ ستةِ أيامٍ من شوالٍ بعدَ رمضان.. فضيلةٌ جاء النص فيها. فعن أَبي أيوب رضي الله عنه : أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» رواه مسلم . وتلك غنيمةٌ فلا تُغْبَنُوها .
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا رحمكم الله ُعلى مَنْ أُمِرْكم الله جل جلاله بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ:﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْـهِ وَسَـلِّمُوا تَسْـلِيماً ﴾
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ َالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَعَمَّنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدَّينِ. 
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا، وَعَافِنَا وَاعْفُ عَنَّا، اللَّهُمَّ أَعْطِنَا وَلاَ تَحْرِمْنَا، وَأَكْرِمْنَا وَلاَ تُهِنَّا، وَزِدْنَا وَلاَ تَنْقُصْنَا، وَآثِرْنَا وَلاَ تُؤْثِرْ عَلَيْنَا.
اللَّهُمَّ رَبَّنَا حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْـهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِليْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُـوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا يَا رَبَّنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ.
اللَّهُمَّ اغْفِـرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْـلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ؛ الأَحْيَاءِ مِنْهُـمْ وَالأَمْوَاتِ. وَوَفِّقِ- اللَّهُمَّ- وُلاَةَ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا ودعاءنا وتجاوز عن خطأنا وتقصيرنا  برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم وأعد علينا شهر رمضان ونحن في أمن وإيمان وسلامة وإسلام ياذا الاجلال والإكرام.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
(رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه  يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
 
 
 

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

هَكَذَا، فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَحَرَّاهَا الْمُؤْمِنُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ جَمِيعِهِ)، فَاجْتَهِدُوا رَحِمَكُمُ اللهُ فِي طَلَبِهَا، فَهَذَا أَوَانُ الطَّلَبِ، وَاحْذَرُوا مِنَ الْغَفْلَةِ ؛ فَفِي الْغَفْلَةِ الْعَطَبُ.
وَاحْرِصُوا – رَحِمَكُمُ اللهُ تَعَالَى- عَلَى الْأخْذِ بِالنَّصَائِحِ وَالتَّوْصِيَاتِ الصِّحِّيَّةِ، وَالْتِزَامِ الْإِجْرَاءَاتِ الاحْترَازِيَّةِ، كَلُبْسِ الكِمَامَاتِ، وَتَعْقِيمِ الأَيْدِي عِنْدَ الدُّخُولِ إِلَى المَسْجِدِ وَالخُرُوجِ مِنْهُ، وَعَدَمِ مُصَافَحَةِ الآخَرِينَ، وَكَذَا التَّباعدُ بَينَ المُصَلِّينَ فِي الصُّفُوفِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ والمُسْلِمَاتِ؛ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، وَاشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى المُسْلِمِينَ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا البَلَاءَ وَالوَبَاءَ وَالغَلَاءَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نسْألُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِنَا وَدُنْيَانا وَأهْلِنا وَمَالِنا، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ هَذا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

خطبة الجمعة
فَضْلُ العَشْرِ وَلَيْلَةِ القَدْرِ
إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران 102].
عِبَادَ اللهِ:
هَا قَدْ مَضَى أَكْثَرُ رَمَضَانَ، وَأَقْبَلْـنَا عَلَى الْعَشْرِ الْأَخِيرِ مِنْهُ، فَهَلْ أَحْسَنَّا فِيمَا مَضَى مِنْ صَلَاتِنَا وَصِيَامِنَا، وَقِرَاءَتِنَا وَقِيَامِنَا؟، هَلْ كُنَّا مِنَ الْمُقْبِلِينَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ وَأَفْعَالِ الْبِرِّ؟ فَإِنْ كُنْتَ مُجْتَهِدًا فِيمَا مَضَى فَزِدِ اجْتِهَادًا، وَإِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُقَصِّرِينَ فِي الطَّاعَاتِ، الْمُفَرِّطِينَ فِي الْخَيْرَاتِ ؛ فَبَادِرْ إِلَى الْإحْسَانِ فِيمَا بَقِيَ؛ يُغْفَرْ لَكَ مَا قَدْ مَضَى، فَهَا هِيَ الْعَشْرُ الأَوَاخِرُ عَلَى الْأَبْوَابِ، وَفِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ الَّتِي يُفْتَحُ فِيهَا الْبَابُ، وَيُقَرَّبُ فِيهَا الْأَحْبَابُ، وَيُسْمَعُ الْخِطَابُ، وَيُكْتَبُ لِلْعَامِلِينَ فِيهَا عَظِيمُ الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ، فَهِي لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، قَالَ تَعَالَى:  وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين:26].
أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ:
لَقَدْ خَصَّ اللهُ تَعَالَى لَيَالِيَ الْعَشْرِ الْأَخِيرَةِ مِنْ رَمَضَانَ بِالْأُجُورِ الْكَثِيرَةِ، وَالْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَةِ: فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ بِالْعَمَلِ فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهَا، وَهُوَ اجْتِهَادٌ شَامِلٌ لِجَمِيعِ أَنْوَاعِ الْعِبَادَاتِ، وَمُخْتَلِفِ الْقُرُبَاتِ، مِنْ: صَلَاةٍ وَقُرْآنٍ وَذِكْرٍ وَصَدَقَةٍ وَغَيْرِهَا، فَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْيِي لَيْلَهُ بِالْقِيَامِ وَالْقِرَاءةِ وَالذِّكْرِ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَجَوَارِحِهِ ؛ اغْتِنَامًا لِشَرَفِ هَذِهِ اللَّيَالِي وَطَلَبًا لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فِيهَا؛ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. وَعَنْهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]. فَمَا هِي إِلَّا لَيَالٍ مَعْدُودَةٌ تَمُرُّ سَرِيعًا عَلَى الْعَبْدِ، فَعَلَيْهُ أَنْ يَغْتَنِمَ تِلْكَ الْفُرْصَةَ الْعَظِيمَةَ وَالْغَنِيمَةَ الْكَبِيرَةَ، وَيَجْتَهِدَ فِيهَا غَايَةَ الاجْتِهَادِ، وَيُذَكِّرَ أهْلَهُ وَوَلَدَهُ بِفَضَائِلِ تِلْكَ اللَّيَالِي، وَيَحُثَّهُمْ عَلَى الْقِيَامِ وَطَلَبِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، عَسَى أَنْ تُصِيبَهُ وَأَهْلَهُ رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ، فَـتَـكُونَ بِذَلِكَ سَعَادَتُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَنَعِيمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ.
عِبَادَ اللهِ:
فِي هَذِهِ الْعَشْرِ الْمُبَارَكَةِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ الَّتِي أَعْلَى اللهُ قَدْرَهَا، وَأَعْظَمَ شَأْنَهَا؛ لِكَثْرَةِ خَيْرِهَا، وَبَرَكَةِ وَقْتِهَا، فَمَنْ وُفِّقَ لِنَيْلِهَا بِالصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ وَالْقِيَامِ وَفِعْلِ الْخَيْرِ؛ فَهُوَ السَّعِيدُ الرَّابِحُ، وَمِنْ حُرِمَهَا فَهُوَ الْمَغْبُونُ الْخَاسِرُ، وَقَدْ أَشَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِفَضْلِهَا فِي كِتَابِهِ الْمُبِيْنِ، فَقَالَ تَعَالَى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ [الدخان:3]، فَهِي لَيْلَةٌ مُبَارَكَةٌ لِكَثْرَةِ خَيْرِهَا وَبَرَكَتِهَا وَفَضْلِهَا، وَمِنْ بَرَكَتِهَا: أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الْمُبَارَكَ أُنْزِلَ فِيهَا، وَوَصَفَهَا سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان:4]، يَعْنِي: يُفَصَّلُ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى الْكَتَـبَـةِ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ أَمْرِ اللهِ سُبْحَانَهُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ مِنَ الْأَرْزَاقِ وَالْآجَالِ وَالْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ مَنْ كُلِّ أَمْرٍ حَكِيمٍ مَنْ أَوَامِرِ اللهِ الْمُحْكَمَةِ الْمُتْقَنَةِ، ذَلِكَ تَقْديرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ.

Читать полностью…

❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

الخطبة الأولى: العنوان: (فَرِيْضَةُ الزَّكَاةِ)


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..
أَمَّا بَعْدُ: فاتَّقوا اللهَ ربَّكم، واعمُروا أوقاتَكم بطاعتِه، وخُذوا ممَّا مضى من أعمارِكم عبرةً لما بقي، فحالُ ما بقيَ منها، سيكون كحالِ ما مضى.
أيها المسلمون: إذا أردنا أن نتعرَّفَ على مواطنِ اختبارِ الإيمانِ، وصدقِ الديانة، فإنَّ لها ميادينَ من أعظمها: بذلُ المحبوبِ لأمرٍ هو أحبُّ، وهكذا هم أولئك الذين رَغِبوا فيما عند الله، فأرخصوا ما بذلوا وأنفقوا، إنهم المزكُّون أموالَهم، الباذلون لها بطيبِ نفس، أولئك الذين حرصوا على هذه الشعيرة، وعرَفوا أنها ثالثُ أركانِ دينهم، وأنها لعظيمِ منزلتِها ومكانتِها عند الله افترضها على الأممِ من قبلنا، (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ)، قرأَ هؤلاء الباذلون كتابَ ربِهم، فوجدوا أن من أبرزِ صفاتِ المؤمنين: الإنفاقُ ابتغاءَ وجهِ الله، فأنفقوا أموالَهم عن طيبِ نفسٍ، ينتظرون موعود الله في قولِه: (وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا) وقولِه:(وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ). ويكفيهم شرفاً دعوةُ الملائكةِ لهم كلَّ صباحٍ: "اللهم أَعْطِ منفقًا خلَفًا". وأن للمتصدقين بابًا خاصًّا يُدعون منه يومَ القيامة، وما أهْنَأهُم في ذلك الموقفِ العظيم بقول النبي: (كلُّ امرئٍ في ظلِّ صدقته يوم القيامة، حتى يُقضى بين العباد). وفي الوقتِ نفسِه، بذلوها حذراً من مصير المانعين، الذين قال الله فيهم: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّـرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) والمرادُ بالكنزِ هنا: هو المالُ الذي لا تُؤدَّى زكاتُه، قال عمرُ -رضي الله عنه-: "كلُّ مالٍ أدَّيتَ زكاتَه فليس بكنزٍ، وإن كان مدفوناً في الأرض".
عباد الله: إن مقامَ الزكاةِ في الإسلام عظيم، فهي أحدُ أركانِ الإسلام، ومبانِيه العظام، وهي قرينةُ الصلاةِ فِي أكثر من ثمانين موضعا من القرآن، وهي سببٌ للنَّجاةِ من كلِّ مرهوب، وطريقٌ للفوز بكلِّ مرغوب، (فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لاَ يَصْلَاهَا إِلاَّ الأَشْقَى * الَّذِى كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِى يُؤْتِى مَالَهُ يَتَزَكَّى). إن الزكاةَ تنقِّي باذلَها من الآثام، وتطهرُه من البخلِ والشُحِّ وغيرها من أخلاق اللئام، (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا). وكم في بذلِ الزكاةِ من صرفٍ للمصائبِ والكروب، وتطْهيرٍ للمالِ من أسباب تلفه وزواله، وهو من أسبابِ حلولِ البركة فيه، وكثرتِه ونمائِه، (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).
ومما يدلُّ على أهمية منزلتِها في الإسلام: أنها شرعتْ في مكةَ قبل الهجرة، وتكرر ذكرُها في السورِ المكية، وحين توفي النبيُ، وارتدت بعضُ قبائلِ العرب، ومنعَ بعضُهم الزكاةَ عاملهم الصدِّيقُ -رضي الله عنه- بما دلَّت عليه النصوص، فسَيَّر الجيوشَ لقتالِهم، ولم يتهاونْ في أمرِهم، وأخبر أن الزكاةَ قرينةُ الصلاة.
فاتقوا الله -عباد الله-، وأدُّوا زكاةَ أموالِكم طيبةً بها نفوسُكم، تفوزوا بخيرِها وبركتِها وثوابِها في الدنيا والآخرة، واحذروا شؤْمَ منعِ الزكاة؛ فإنه عارٌ وشرٌ في الدنيا، وعذابٌ بالنار في الآخرة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه، وأشهد ألا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى صحبه وآله.. أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وجِدُّوا في شهركم هذا؛ فعمَّا قريبٍ سيفارقُكم بما استودعتم فيه من أعمالِكم.
عباد الله: اعتاد كثيرٌ من المسلمين إخراجَ زكاتِهم في رمضانَ؛ تحريًا لفضيلةِ الشهر، إلَّا أنَّ بعضهم لا يُوفقون في إيصالِ الزكاة لمستحقيها بسبب التفريطِ أو الجهل، ولو أن الأغنياءَ صرفوا زكاةَ أموالِهم كاملةً على المستحقين لها حقًا لما بقي في المسلمين فقيرٌ، غير أن بعضَهم مقصِّـرون في إخراجِ زكاتهم، أو يخرجون بعضها استعظامًا لها، ولم يستعظموا أموالَهم، وما الزكاةُ منها إلا جزءًا واحدا من أربعين جزءًا، (قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ).

Читать полностью…
Subscribe to a channel