↩️قَناةٌ لِنَشرِ الخُطَبِ وَالمُحَاضَراتِ المَكتُوبَة📑 لِمُسَاعَدَةِ فُرسَانَ الخِطَابَة،🎤 وَرُوَادِ المَنَابِر، وآسَادِ الكَلِمَه، 🕌 وَتُعْتَبَرُمَكْتَبَةٌ📚 شَامِلَةٌ، وَمَرْجَعٌ مُهِمْ لِكُلِ خَطِيٓبٍ وَدَاعيَة.🌹 لِتَوَاصُل| @Montda_alkotba_bot ➪
ونعوذُ بك من النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أو عَمَلٍ ،
اللهُمَّ تقبَّلْ صيامَنا وقيامَنا ، اللهم اغفرْ لنا ولآبائِنا وأمهاتِنا ، وأَصْلِحْ قلوبَنا وذرياتِنا وأزواجِنا ، اللهم تُبْ علينا إنك أنت التوابُ الرحيمُ .
سبحانَ ربِّك ربِّ العِزَّةِ عما يصفون ، وسلامٌ على المرسلين ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين .
الحثُّ على تلاوةِ القرآنِ وتدبُّرُه والعملُ بما فيه
الخطبةُ الأولى
إنَّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه ، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، من يهده فلا مضلَّ له ، ومن يضللْ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه ، صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلَّمَ تسليماً كثيراً .
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا O يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ ، أما بعد : فإنَّ خيرَ الكلامِ كلامُ الله ، وخيرَ الهديِ هديُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلَّم ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها ، وكلَّ محدَثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ .
عبادَ اللهِ : لقد وردَ في نصوصِ الكتابِ والسنَّةِ ما يدلُّ على الأمرِ بتلاوةِ القرآنِ والإكثارِ من ذلك ، ولم يقتصر الأمرُ على ذلك فَحَسْبٌ ، بل وردَ الأمرُ بتدبُّرِه والتفَكُّرِ فيه ، قال تعالى : ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ ، والمقصودُ الأعظمُ والمطلوبُ الأهمُّ هو تدبُّرُ القرآنِ وتفهُّمُه والوقوفُ عند عجائبِه ، ففيه تنشرحُ الصدورُ وتستنيرُ القلوبُ وتُشْفَى من جميعِ عِلَلِها ، قال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ ، فقراءةُ القرآنِ بتدبُّرٍ شفاءٌ لأمراضِ الصدورِ من الشكوكِ الـمُفْسِدَةِ للعقيدةِ والوَساوسِ والحَسَدِ والغِلِّ والقلقِ والهمومِ والغمومِ والأحزانِ والتفكيرِ المحرَّمِ ، وهو أيضا سببُ انشراحِها واستنارتِها ورِقَّتِها وتعلُّقِها باللهِ والدارِ الآخرةِ ، ومَنْ تأمَّلَ هديَ النبيّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في قراءتِه للقرآنِ عَرَفَ مدى عنايتِه صَلَّى اللهُ عليه وسَلّمَ بذلك ، قال حذيفةُ رضيَ اللهُ عنه : (قمت مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذات ليلةٍ فافتتحَ البقرةَ ثم النساءَ فقرأَها ، ثم آلَ عمرانَ فقرأَها ، يقرأُ مترسِّلاً ، إذا مرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٌ سَبَّحَ ، وإذا مَرَّ بآيةٍ فيها تعوُّذٌ تعوَّذَ ... ) ، وقال عبدُ الله ابنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنه : قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم : «اقرَأْ عليّ القرآنَ» ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ، أأقرأُ عليك وعليك أُنْزِلَ ؟ قال : «إني أحبُّ أنْ أسمعَه من غيري» ، فقرأتُ عليه سورةَ النساءِ حتَّى إذا جئتُ إلى هذه الآيةِ : ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ فإذا عيناه تذرِفان ، رواه البخاريُّ ومسلمٌ ، وقال أبو ذَرٍّ رضيَ اللهُ عنه : قامَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بآيةٍ يردّدُها حتى أصبحَ والآيةُ : ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ .
وقال عُبَادَةُ بنُ حمزةَ : (دَخَلْتُ على أسماءَ رضيَ اللهُ عنها وهي تقرأ ﴿فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ﴾ ، فوَقَفَتْ عندها فجَعَلَتْ ، تعيدُها وتدعُو ، فطالَ عليَّ ذلك فذهبتُ إلى السوقِ فقضيتُ حاجتي وهي تعيدُها وتدعو) .
والأسبابُ المعينةُ على الخشوعِ والتدبُّرِ يا عبادَ الله كثيرةٌ :
منها: إخلاصُ النيَّةِ للهِ تعالى ، قالَ تعالى : ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾ ، وذلك بأنْ يقصِدَ المسلمُ بقراءتِه التقرُّبَ إلى اللهِ تعالى والتزوُّدَ من الحسناتِ ورفعِ الجهلِ عن النفسِ ، وإذا كان القارئُ إماماً أو معلماً فليحذَرْ من التصنُّعِ للمخلوقين أو الحرصِ على اكتسابِ محامدِهم أو محبَّتِهم أو مدحِهم ، قال بعضُ العلماءِ : الإخلاصُ : استواءُ المدحِ والذَّمِّ من العامَّةِ ، ونسيانُ رؤيةِ العملِ ، وطلبُ ثوابِ الآخرةِ .
ومن الأسبابِ المعينَةِ على التدبُّرِ والخشوعِ أنْ يشعرَ القارئُ أنَّ الكلامَ الْمتْلوَّ هو كلامُ اللهِ لفظُه ومعناه ، وأنه أحسنُ الكلامِ وأصدقُ الحديثِ ، وأنْ يشعرَ بأنَّ اللهَ يخاطِبُه في هذا القرآنِ .
▫️
📜 خطبة (تعظيم رمضان)
📥 رابط التحميل (pdf):
https://bit.ly/3c8tMQ2
#الخطب_المنبرية
#رمضان_وما_يتعلق_به
════ ¤❁✿❁¤ ════
أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ:
وَمِنْ تَيْسِيرِ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ وَلُطْفِهِ وَرَحْمَتِهِ أَنْ رَخَّصَ لِلْمُسَافِرِ وَلِلْمَرِيضِ الَّذِي يَتَضَرَّرُ بِالصَّوْمِ الْفِطْرَ؛ قَالَ تَعَالَى: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة: 185].
وَيُبَاحُ الْفِطْرُ- يَا عِبَادَ اللهِ- لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ الفَانِي، وَالْمَرْأَةِ الْعَجُوزِ إِذَا كَانَا لَا يَسْتَطِيعَانِ الصِّيَامَ؛ فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: (الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْمَرْأَةُ الْكَبِيرَةُ لَا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا، فَيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا) [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ]. وَيُلْحَقُ بِهِمَا الْمَرِيضُ مَرَضًا لَا يُرْجَى بُرْؤُهُ، فَيُفْطِرُ وَيُطْعِمُ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مسكينًا نِصْفَ صَاعٍ.
وَيُبَاحُ الْفِطْرُ فِي رَمَضَانَ لِلْحَامِلِ وَالْمُرْضِعِ، فَإِذَا خَافَتَا عَلَى نَفْسَيْهِمَا فَعَلَيْهِمَا الْقَضَاءُ، وَإِذَا كَانَ الْخَوْفُ عَلَى وَلَدَيْهِمَا فَعَلَيْهِمَا الْإِطْعَامُ مَعَ الْقَضَاءِ عَلَى أَرْجَحِ أَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ.
عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ هُنَاكَ أَمُورًا كَثِيرَةً يَنْبَغِي عَلَى الصَّائِمِ أَنْ يَجْتَنِبَهَا، وَهِيَ مَا يُعْرَفُ بِالْمُفَطِّرَاتِ وَالْمُفْسِدَاتِ ؛ لِأَنَّهُ إِذَا فَعَلَ شَيْئًا مِنْهَا فِي نَهَارِ رَمَضَانَ عَامِدًا؛ فَقَدْ فَسَدَ صَوْمُهُ، وَزَادَ إِثْمُهُ، وَهِيَ تَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ، قِسْمٌ يُبْطِلُ الصَّوْمَ وَيُفْسِدُهُ وَيُوجِبُ الْقَضَاءَ؛ مِنْهَا الْأَكْلُ وَالشُّرْبُ عَمْدًا، أَمَّا إِذَا أَكَلَ أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا، فَلَا يَفْسُدُ صَوْمُهُ وَلَا يَبْطُلُ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]. وَمِمَّا يَدْخُلُ فِي مَعْنَى الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ الْحُقَنُ الْمُغَذِّيَةُ، فَهَذَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ، وَأَمَّا التَّطْعِيمُ فَلَيْسَ مِنْ مُفَطِّرَاتِ الصَّائِمِ.
وَمِنْهَا تَعَمُّدُ الْقَيْءِ، وَأَمَّا مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ وَخَرَجَ مِنْهُ بِغَيْرِ إِرَادَتِهِ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ وَصَوْمُهُ صَحِيحٌ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنِ اسْتَقَاءَ فَلْيَقْضِ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ]. وَمِنْهَا خُرُوجُ الْمَنِيِّ بِشَهْوَةٍ يَقَظَةً بِمُبَاشَرَةٍ أَوِ اسْتِمْنَاءٍ.
وَأَمَّا الْقِسْمُ الثَّانِي: فَهُوَ مَا يُفْسِدُ الصَّوْمَ وَيُبْطِلُهُ وَيُوجِبُ التَّوْبَةَ وَالْقَضَاءَ وَالْكَفَّارَةَ؛ وَهُوَ الْجِمَاعُ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ فَقَطْ، فَيَحْرُمُ فِعْلُهُ أَثْنَاءَ الصِّيَامِ، وَلَا يَجُوزُ للْمَرأَةِ أَنْ تُمَكِّنَ زَوْجَهَا مِنْ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ، وَإِنْ مَكَّنَتْهُ بِرِضَاهَا لَزِمَهَا مَا يَلْزَمُهُ مِنَ الْإِثْمِ وَالْقَضَاءِ وَالْكَفَّارَةِ. وَكَفَّارَتُهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَطْعَمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا.
عِبَادَ اللهِ:
عَلَيْنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ وَنَحْنُ نَصُومُ أَنَّ هَذِهِ الْأَحْكَامَ لَمْ تُشْرَعْ إِلَّا لِتَحْقِيقِ التَّقْوَى، يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183].
وَاحْرِصُوا – رَحِمَكُمُ اللهُ تَعَالَى- عَلَى الْأخْذِ بِالنَّصَائِحِ وَالتَّوْصِيَاتِ الصِّحِّيَّةِ، وَالْتِزَامِ الْإِجْرَاءَاتِ الاحْترَازِيَّةِ، كَلُبْسِ الكِمَامَاتِ، وَتَعْقِيمِ الأَيْدِي عِنْدَ الدُّخُولِ إِلَى المَسْجِدِ وَالخُرُوجِ مِنْهُ، وَعَدَمِ مُصَافَحَةِ الآخَرِينَ، وَكَذَا التَّباعدُ بَينَ المُصَلِّينَ فِي الصُّفُوفِ.
بِالنَّفْعِ الْعَمِيمِ وَالْأَجْرِ الْعَظِيمِ وَالرِّفْعَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
وَاحْرِصُوا عَلَى الْأخْذِ بِالنَّصَائِحِ وَالتَّوْصِيَاتِ الصِّحِّيَّةِ، وَالْتِزَامِ الْإِجْرَاءَاتِ الاحْترَازِيَّةِ، كَلُبْسِ الكِمَامَاتِ، وَتَعْقِيمِ الأَيْدِي عِنْدَ الدُّخُولِ إِلَى المَسْجِدِ وَالخُرُوجِ مِنْهُ، وَعَدَمِ مُصَافَحَةِ الآخَرِينَ، وَكَذَا التَّباعدُ بَينَ المُصَلِّينَ فِي الصُّفُوفِ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ. اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا البَلَاءَ وَالْوَبَاءَ وَالغَلَاءَ، اللَّهُمَّ إنّا نسْألُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ والمُسْلِمَاتِ؛ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، وَاشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
👈| للِنْشرِالْخُطَبْ الْمَگتُۆبْة خَآصَّة بِالْخُطَبْاَءْ وروُاَد الْمَنابِرُ
📩▎ أنْشُـرُوهَا واحْتَسِبُـوا الأَجْـرَ بإذن الله فالـدَّالُ عَلَى الخَيْـرِ كَفَاعِلِه .
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( [وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا] ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
✒️الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
أَمَّا بَعْدُ:
فَلَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى الْقُرْآنَ هُدًى وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَشِفَاءً لِمَا فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ، هُوَ كَلَامُ اللهِ تَعَالَى لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ، فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، هُوَ الَّذِي لَا تَزِيْغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يَمَلُّ الْعَبْدُ مِنْ قِرَاءتِهِ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الزمر:23].
عِبَادَ اللهِ:
هَذَا كِتَابُ اللهِ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، وَمَسَاجِدُنَا وَبُيُوتُنَا مَلِيئةٌ بِالْمَصَاحِفِ، فَهَلْ سَأَلْتَ نَفْسَكَ يَوْمًا- يَا عَبْدَ اللهِ- وَحَاسَبْتَهَا: كَمْ حَظُّكَ مِنْ قِرَاءةِ الْقُرْآنِ؟ فَأَنْتَ الْمُنْتَفِعُ بِكَلَامِ اللهِ حِينَ تَقْرَؤُهُ، وَمِنْ حُرِمَ قِرَاءةَ الْقُرْآنِ وَتِلَاوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ فَقَدْ فَاتَتْهُ الْأُجُورُ الْكَبِيرَةُ، وَفَرَّطَ فِي حَسَنَاتٍ كَثِيرَةٍ، فَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ هِي تِجَارَةُ أَهْلِ الْإيمَانِ الَّتِي لَا تَبْلَى وَلَا تَخْسَرُ، إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ [فاطر:29-30]، فَبِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ تَهْدَأُ النَّفْسُ وَيَرْتَاحُ الْبَالُ، وَتَذْهَبُ الْغُمُومُ وَالهُمُومُ، كَمْ مِنْ مُـبْتَلًى يَشْتَكِي الْهَمَّ وَالضِّيْقَ وَلَا يَعْلَمُ أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ذَلِكَ بُعْدَهُ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28]، فَهُوَ الْمَوْعِظَةُ وَالتَّذْكِيرُ، وَالشِّفَاءُ لِمَا فِي الصُّدُورِ، يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس57]، وَلَقَدْ أَرْشَدَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنَّ الْقُرْآنَ بِهِ رَاحَةُ الْقُلُوبِ وَزَوَالُ الهُمُومِ، فَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي؛ إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجاً». قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلاَ نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: «بَلَى! يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا» [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].
: «كَيْفَ تَجِدُكَ؟» قَالَ:
وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَرْجُو اللهَ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنوبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا المَوْطِنِ؛ إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ مَا يَرْجُو، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ].
نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُعِينَنا عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَغَمَرَاتِهِ، وَأَنْ يُحْسِنَ مُنْقَلَبَنا إِلَيْهِ، وَأَنْ يُسْعِدَنَا بِالْفَرَحِ بِلِقَائِهِ، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالْقَادِرُ عَلَيْهِ.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ وَمَنِ اسْتَنَّ بِسُنّتِهِ وَاهْتَدَى بِهَدْيِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَاحْذَرُوا عَذَابَهُ، وَارْجُوا رَحْمَتَهُ وَفَضْلَهُ، تُنَالُوا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ وَسَعَادَةَ الدَّارَينِ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ:
وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ حُسْنِ الْخَاتِمَةِ:
إِقَامَةُ التَّوْحِيدِ لِلَّهِ تَعَالَى، فَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَن كان آخِرُ كَلامِه لا إلَهَ إلَّا الله: دَخَلَ الجَنَّةَ» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ، وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ].
وَمِنْهَا: الْإكْثَارُ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ ؛ لِأَنَّ ذِكْرَهُ يُنَغِّصُ اللَّذَّاتِ، وَيُحَقِّرُ الشَّهَوَاتِ، وَيَجْعَلُ الْآخِرَةَ نُصْبَ الْعَيْنِ، وَيَرْدَعُ عَنِ المعاصي، وَيُلَيِّنُ الْقَلْبَ القاسيَ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هاذِمِ اللَّذّاتِ»؛ يَعني: المَوْتَ. [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ].
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ:
وَمِنْ أَعْظَمِ مَا يُورِثُ حُسْنَ الْخَاتِمَةِ بِفَضْلِ اللهِ وَكَرَمِهِ: تَعْجِيلُ التَّوْبَةِ وَالْإِنَابَةِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، فَالتَّوْبَةُ بِدَايَةُ الطَّرِيقِ وَوَسَطُهُ وَنِهَايَتُهُ، وَهِيَ عُنْوَانُ السَّعَادَةِ وَمَنْشُورُ الْوِلَايَةِ، مَنْ مُنِحَهَا كَانَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ الْفَائِزِينَ، قَالَ تَعَالَى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، وقال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [التحريم: 8].
وَاسْعَوْا- رَحِمَكُمُ اللهُ- إِلَى تَحْصِيلِ أَسْبَابِ حُسْنِ الْخَاتِمَةِ، لِتُسْعَدُوا بِتَوْفِيقِ اللهِ لَكُمْ بِذَلِكَ، وَاحْذَرُوا أَسْبَابَ سُوءِ الْخَاتِمَةِ. وَعَلَيْكُمْ بِالْأخْذِ بِالنَّصَائِحِ وَالتَّوْصِيَاتِ الصِّحِّيَّةِ، وَالْتِزَامِ الْإِجْرَاءَاتِ الاحْترَازِيَّةِ، كَلُبْسِ الكِمَامَاتِ، وَتَعْقِيمِ الأَيْدِي عِنْدَ الدُّخُولِ إِلَى المَسْجِدِ وَالخُرُوجِ مِنْهُ، وَعَدَمِ مُصَافَحَةِ الآخَرِينَ، وَكَذَا التَّباعدُ بَينَ المُصَلِّينَ فِي الصُّفُوفِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ وَصَحْبِهِ الأَبْرَارِ، وَاحْفَظِ اللَّهُمَّ بَلَدَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ شَرِّ الأَشْرَارِ وَكَيْدِ الْفُجَّارِ، وَشَرِّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنَّا الْغَلَاءَ وَالْوَبَاءَ وَالْبَلَاءَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ, إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ.
ُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً، دَارَ عَدْلٍ وَإِيمَانٍ، وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَسَائِرَ بِلَادِ الْـمُسْلِمِينَ، وَاشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى الْـمُسْلِمِينَ، وَارْحَمْ مَوْتَانَا وَمَوْتَى الْـمُسْلِمِينَ، ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
Читать полностью…خطبة الجمعة
اسْتِغْلالُ الأَوْقَاتِ فِي عَمَلِ الطَّاعَاتِ
إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
عِبَادَ اللهِ:
مَنْ تَدَبَّرَ مُرورَ الأَيَّامِ وَالسَّنَواتِ، وَسُرْعَةَ انْقِضَائِهَا وَكَأَنَّها لَحَظاتٌ، عَلِمَ أَنَّهُ كُلَّمَا انْقَضَى مِنْهَا شَيءٌ اقْتَرَبَ العَبْدُ إِلَى أَجَلِهِ وَأَزِفَتْ سَاعَتُهُ وَنَقَصَ عُمُرُهُ، وَهُوَ بَعْدَ ذَلِكَ مَجزِيٌّ عَلَى مَا أَدَّاهُ فِيهَا مِنَ الطَّاعَاتِ، وَمُؤَاخَذٌ عَلَى اقْتِرَافِهِ لِلسَّيِّئَاتِ، قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ رَحِمَهُ اللهُ: كَيفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: (مَا ظَنُّكَ بِرَجُلٍ يَرْتَحِلُ كُلَّ يَومٍ مَرْحَلَةً إِلى الآخِرَةِ؟). وَقَالَ الحَسَنُ رَحِمَهُ اللهُ: (إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ مَجْمُوعَةٌ، كُلَّمَا مَضَى يَومٌ مَضَى بَعْضُكَ)، وَاللهُ تَعَالى لمَّا أَقْسَمَ بِالعصْرِ الَّذي هُوَ الدَّهْرُ بَيَّنَ أَنَّ النَّاسَ جَميعًا فِي خَسارَةٍ: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:3]، فَالسَّعِيدُ مَنِ اكْتَسَبَ تِلْكَ الأَوْقَاتَ فِي الطَّاعاتِ، وَاغْتَنمَها فِي القُرُباتِ، وَلَمْ يُفرِّطْ فِي اللَّيالِي وَالأيَّامِ فِيمَا يُرْضِي اللهَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، وَالخَاسِرُ المَغبونُ مَنْ ضَيَّعَ عُمُرَهُ فِيما لَا يَنْفَعُهُ، وَفَاتَهُ مِنَ الخَيرِ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَى اسْتدْرَاكِهِ، حَتَّى إِذَا حَانَ أَجَلُهُ نَدِمَ عَلَى مَا فَرَّطَ حِينَ لَا يَنْفَعُ النَّدَمُ، يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89]، وَقَدْ أَمَرَنَا المَولَى سُبْحَانَهُ بِطَاعَتِهِ فِي جَميعِ الأَوْقاتِ، وَالثَّباتِ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى المَمَاتِ، فَقَالَ: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99].
أَيُّها المُسْلمُونَ:
نَعِيشُ فِي هَذِهِ الأيَّامِ ظُرُوفًا اسْتِثْنَائِيَّةً اقْتَضَتْها الأَوضَاعُ الصِّحِّيَّةُ الَّتِي اجْتاحَتِ العَالَمَ عَامَّةً، وَنَالَ بَلَدَنَا مِنْها مَا نَالَ غَيرَهُ مِنَ البِلَادِ، وَاقْتَضَى ذَلِكَ أَنْ تَفْرِضَ السُّلُطَاتُ المَسْؤُولَةُ حَظْرًا وَمَنْعًا لِلتَّجوُّلِ فِي سَاعَاتٍ مُحَدَّدَةٍ، وَهَذَا الإِجْرَاءُ مَكَّنَنَا مِنْ وَفْرَةٍ كَبيرَةٍ فِي الوَقْتِ لَا يَنْبَغِي أَنْ تَضِيعَ سُدًى، بَلْ يَنْبَغِي أَنْ نَسْتقبِلَهَا وَنُشَمِّرَ لَهَا عَنْ سَاعِدِ الجِدِّ، لَعَلَّنَا نُنْجِزُ فِيهَا مَا لَمْ نَسْتَطِعْ أَنْ نُنْجِزَهُ فِي أَيَّامٍ وَشُهُورٍ مَضَتْ، فَتَـكُونُ خَيرًا عَظِيمًا عَلَينَا وَعَلَى أَبْنَائِنا، وقَدْ بَيَّنَ نَبيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَمِّيَّةَ الوَقْتِ لِلْمُسْلمِ، وَحَثَّ عَلَى اسْتِغْلالِهِ وَاغْتِنَامِهِ، وَحَذَّرَ مِنَ التَّفْرِيطِ فِيهِ وَتَضْييعِهِ، فَعَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ :«اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَياتَكَ قَبْلَ مَوتِكَ» [رَوَاهُ الحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ]، وَأَخْبَرَ أَنَّ العِبادَ مَسْؤُولُونَ أَمَامَ اللهَ تَعالَى عَمَّا أَفْنَوا فِيهِ أَعْمَارَهُمْ وَقَضَوْا فِيهِ أَوقَاتَهُمْ، فَعَنِ ابْنِ مَسْعودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلاهُ؟ وَمَالِهِ مِنْ أَينَ اكْتَسَبهُ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ؟» [رَواهُ التِّرْمذيُّ وَحَسَّنَهُ الألبانِيُّ].
عِبَادَ اللهِ:
مِنْ عَظِيمِ نِعْمَةِ اللهِ تَعالَى عَلَى العَبْدِ أَنْ يَرْزُقَهُ السَّعَةَ فِي الأَوْقاتِ، وَقِلَّةَ المَشَاغِلِ وَالمُلْهِياتِ، مَعَ صِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ، وَإِذَا أَعْطَى اللهُ العَبْدَ هَاتَينِ النِّعْمَتَينِ فَاسْتَغَلَّهُما فِي الخَيرِ، فَهُوَ المُفْلِحُ الرَّابِحُ، وَمَنْ فَرَّطَ فِيها فَهُوَ المَغْبُونُ الخَاسِرُ، فَعَنِ ابْنِ
عَبَّا
تَعَالى كُفْرَهُمْ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ
أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر:3]، فَدُعَاؤُنُا وَصَلاتُنَا وَجَميعُ عِبَادَاتِنَا للهِ رَبِّ العَالمِينَ، وَبِهَذَا أَمَرَنا رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163].
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مَنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ- عِبَادَ اللهِ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ فَمَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ، وَنَصَرَهُ وَكَفَاهُ.
عِبَادَ اللهِ:
لَقَدْ سَدَّ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ أَبْوَابِ الشِّرْكِ وَالطُّرُقِ المُوصِلَةِ إِلَيهِ حِمايَةً لِجَنَابِ التَّوحِيدِ وَحِرْصًا عَلَى أُمَّتِهِ مِنْ سُلُوكِ سَبِيلِ المُشْركِينَ الهَالِكِينَ، وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبابِ الشِّرْكِ بِاللهِ الَّتِي جَاءَ النَّهْيُ عَنْهَا: الغُلُوُّ فِي الصَّالِحِينَ، وَهُوَ السَّبَبُ الَّذِي أَوْقَعَ الأُمَمَ السَّابِقَةَ فِي الشِّرْكِ بِاللهِ تَعَالى، بَلْ مَا وَقَعَ الشِّرْكُ بِاللهِ تَعَالَى إِلَّا بِسَبَبِ الغُلُوِّ فِي الصَّالِحِينَ وَإِعْطَائِهِمْ بَعْضَ صِفَاتِ رَبِّ العَالمِينَ، فَدَعَوهُم وَالْتَجَأُوا إِلَيْهِمْ وَسَأَلُوهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ تَعَالَى كَمَا وَقَعَ فِي قَومِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَام، وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الغُلُوُّ فِي الدِّينِ» [رَواهُ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا]، وَنَهَانَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَغْلُوَ فِيهِ فَكَيفَ بِغَيرِهِ وَمَنْ هُو دُونَهُ؟ فَقَالَ: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» [رَواهُ البُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ]، بَلْ نَهَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ حَياتِهِ أَنْ يَغْلُوَ أَحَدٌ فِي قَبْرِهِ فَيُجْعَلَ عِيدًا وَمَسْجِدًا كَمَا فَعَلَ أَهْلُ الكِتَابِ بِقُبُورِ أَنْبِيَائِهِمْ، فعَنْ عَائِشَةَ رِضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مَرَضِهِ الَّذِى لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: «لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ». قَالَتْ: فَلَوْلاَ ذَاكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ غَيْرَ أَنَّهُ خُشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا. [مُتَّفَقٌ عَلَيهِ]، وَهَذَا بَيَانٌ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَظِيمِ افْتِتَانِ النَّاسِ بِقُبُورِ الصَّالِحِينَ فَسَدَّ هَذَا البَابَ حِمَايَةً لِلتَّوحِيدِ، وَصَونًا لَهُ، وَمِنْ ذَلِكَ نَهْيُهُ عَنِ الصَّلاةِ فِي المَقَابِرِ فَقَالَ: «وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبورَ مَسَاجِدَ إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]، وَنَهَى عَنِ البُنْيانِ عَلَيهَا وَرَفْعِهَا كَمَا جَاءَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللهِ طَرَائِقَ الشَّياطِينِ وَوَسَائِلَهُمْ لِصَرْفِكُمْ عَنِ التَّوحِيدِ وَأَفْضَالِهِ، وَغَمْسِكُمْ فِي مَهَاوِي الشِّرْكِ وَأَوْحَالِهِ، وَاجْتَهِدُوا فِي دُعَاءِ اللهِ تَعَالَى أَنْ يُثَبِّتَ قُلُوبَكُمْ عَلَى التَّوحِيدِ وَيُمِيتَكُمْ عَلَيهِ.
أَلَا وَلَا يَفُوتُنَا أَنْ نُذَكِّرَكُمْ -رَحِمَكُمُ اللهُ- بِالْأخْذِ بِالنَّصَائِحِ وَالتَّوْصِيَاتِ الصِّحِّيَّةِ، وَالْتِزَامِ الْإِجْرَاءَاتِ الاحْترَازِيَّةِ، كَلُبْسِ الكِمَامَاتِ، وَتَعْقِيمِ الأَيْدِي عِنْدَ الدّ
يجوز رفع ذلك بمكبرات الصوت، وأمَّا الرجال فلا يجوز لهم ضرب الدف والزير والزلفة في العرضة، ولا غيرها؛ كما بينت ذلك اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في فتواها رقم 4118 بتاريخ 10 /11/ 1401هـ، خلاصتها ما يلي: "إنَّ العرضة حرام لما اشتملت عليها من المنكرات، بل بعض هذه المنكرات كافٍ في الحكم عليها بالتحريم، فليس فيها شيء من الرجولة والشجاعة، بل فيها الرقص والتمايل والخيلاء والمجون والكذب والسفه والتبذير بإنفاق الأموال في غير وجهها، وضياع الوقت، ونشر الفساد، والتزام عادات جاهلية، تقليداً للآباء والأجداد، على غير بصيرة، واتباعٍ للهوى والشهوات، وإيثار ذلك على ما جاء في شريعة الإسلام من مكارم الأخلاق، والسير الحميدة".
فاتقوا لله -أيها المسلمون- وأعرضوا عن الغناء الضار، والمزامير الشيطانية المحدثة التي نهى الله ورسوله، وطهروا بيوتكم وسيارتكم منها، ولا تغتروا بأقوال زائفة في الغناء، ليس لها مستند صحيح روجها قوم، فتنوا باتباع الشهوات، واستماع الأغنيات، وتمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فأحلوا حلالهما، وحرموا حرامها، وعليكم بتلاوة القرآن وتدبره، والاستماع إلى تلاوته، فذلك هو العمل النافع والسماع الذي أمر الله به ورسوله، لا سيما وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك؛ عن الْبَرَاءِ بن عَازِبٍ قال: قال رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ" [سنن أبي داود1467 وابن ماجه 1342 والنسائي في السنن الكبرى 8050 وصححه الحاكم 2124 وابن خزيمة 1556 والألباني في الصحيحة771].
وعن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما أَذِنَ الله لِشَيْءٍ كَأَذَنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ"[البخاري7044 ومسلم 792].
وعن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ليس مِنَّا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ"[البخاري 7089].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النــور: 21].
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
👈| للِنْشرِالْخُطَبْ الْمَگتُۆبْة خَآصَّة بِالْخُطَبْاَءْ وروُاَد الْمَنابِرُ
📩▎ أنْشُـرُوهَا واحْتَسِبُـوا الأَجْـرَ بإذن الله فالـدَّالُ عَلَى الخَيْـرِ كَفَاعِلِه .
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
لا تحضروا المغنيات إلى بيوتكم، فيأكلوا أموالكم سحتا وحراما، وفوق ذلك تدرككم لعنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ولكن -يا أسفاه- لما استرجلت النساء، وتخلى الرجال عن واجب القوامة، وقل الخوف من نزول عقاب الله العاجل، أصبحت هذه الأصوات الملعونة تنعق في بيوتنا بمكبرات الأصوات، بلا حياء ولا خجل، وصدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَة" [البخاري عن أبي بكرة برقم 6686].
فيا من أحضر مغنية: تب إلى ربك، وأصلح جانبك مع الله، ويا من تفكر في إحضارها إلى منزلك: اتق الله أن يغضب عليك، ولا تدخل هذه الأصوات الملعونة إلى بيتك، فينزل بك عقاب الله العاجل، خاصة أنَّه صلى الله عليه وسلم أخبر أنَّه سيخسف بأهل الغناء، ويمسخون قردة وخنازير، وهذا علم من أعلام نبوته، ومن أشراط الساعة وعلاماتها.
فيا من تستمع الغناء وتبيعه أو تشتريه: احذر أن يكون الخسف والمسخ بك فتكون العبرة بك لا بغيرك؛ فعن عِمْرَانَ بن حُصَيْنٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "في هذه الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ، فقال رَجُلٌ من الْمُسْلِمِينَ": يا رَسُولَ اللَّهِ وَمَتَى ذَاكَ؟ قال: "إذا ظَهَرَتْ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ، وَشُرِبَتْ الْخُمُور" [الترمذي برقم2212 وصححه الألباني].
فلنتق الله، ولنتب إلى الله مما سلف من بعضنا من سماع أصوات المغنين والمغنيات، سواء كان ذلك في البيت أو السيارة، فإن الله غفور رحيم.
ومن لم يقتنع بهذه الأدلة، فإليه ما قاله العلماء من سلف هذه الأمة، فكلامهم صريح واضح في حرمة الأغاني والمعازف، فابن مسعود -رضي الله عنه- يقول: "الغناء ينبت النفاق في القلب".
وابن عباس -رضي الله عنهما- سأله رجل عن حكم الغناء، فقال:" إذا كان يوم القيامة فأين يكون الغناء أفي الجنة أم في النار؟ فقال الرجل: في النار، فقال ابن عباس: فاذهب لقد أفتيت نفسك فهو حرام".
وقال القاسم بن محمد -رحمه الله-: "الغناء باطل والباطل في النار".
وقال عمر بن عبدالعزيز: "الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن".
وقال ابن حجر الهيتمي: "ومن حكى خلافا في الغناء، فإنَّه قد وهم وغلط، وغلب عليه هواه، حتى أصمه وأعماه".
وقال ابن رجب -رحمه الله-: "وأما استماع آلات الملاهي المطربة المتلقاة من وضع الأعاجم، فمحرم مجمع على تحريمه، ولا يعلم عن أحد الرخصة في شيء من ذلك، ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يعتد به فقد كذب وافترى".
وذكر ابن الجوزي قول الإمام الطبري إجماع علماء الأمصار على كراهية الغناء والمنع منه؛ إلَّا من فارق الجماعة.
وقال الألباني: "إنَّ العلماء والفقهاء، ومنهم الأئمة الأربعة، متفقون على تحريم آلات الطرب للأحاديث النبوية والآثار السلفية".
أيها المسلمون: هذه أقوال العلماء كلُّها مجمعة على حرمة الغناء، فأين يذهب بعقول من يبيحون الغناء ويستمعونه في بيوتهم عبر وسائل الإعلام؟
وهل يصح أن نترك أقوال الصحابة وعلماء الأمة ونقبل بقول هذا القارئ؟
أم أنَّه ومن يستمع للغناء مقلدة لا يقبلون إلَّا قول إمام مذهبهم، فإليهم أقوال الأئمة الأربعة، فأبو حنيفة يقول: "سماع الأغاني فسق، والتلذذ به كفر".
ومالك بن أنس يقول: "الغناء إنَّما يفعله الفساق عندنا".
والشافعي يقول: "الغناء لهو مكروه يشبه الباطل والمحال".
وأحمد بن حنبل -رحمه الله- يقول: "الغناء ينبت النفاق في القلب، فلا يعجبني".
فهل بعد كلامهم يصدق عاقل أنَّ الغناء الذي يحرك الغريزة، ويثير الشهوة، ويدفع للجري ورائها من أجل الحصول عليها حلال؟
أيها المسلمون: لو كان في الغناء نفع وخير وصلاح في الدين والدنيا والآخرة لشرعه الله، وأمر به وندبنا إليه، وبما أنَّ الله لم يشرعه، ولم يأذن فيه، فليس فيه نفع ولا خير أبدا، وحسبنا قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
ومما ينبغي أن يعلم أنَّ كسب الغني والمغنية كسب خبيث باتفاق الأئمة الأربعة، والمغني بالعود أو المزمار والمطرب والمطربة خارج عن العدالة، والأدهى من ذلك: أنَّ المغني لو تاب من الغناء قبل موته، فإنَّ آثاره السيئة، وأغنياته السيئة المسجلة، تبقى تضل الناس، وتغويهم في مشارق الأرض ومغاربها، وتكتب عليه آثام من عمل بها إلى يوم القيامة، وفي ذلك الخسارة والبوار؛ عن جَرِيرِ بن عبد اللَّهِ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "... وَمَنْ سَنَّ في الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بها بَعْدَهُ كُتِبَ عليه مِثْلُ وِزْرِ من عَمِلَ بها ولا يَنْقُصُ من أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ" [مسلم برقم 1017].
وأمَّا المغنية فوزرها أعظم، وإثمها أكبر، وكسبها أخبث، وعذابها أشد وأشنع؛ لأنَّها ترتكب في مزاولتها للغناء عدد من المنكر
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( الأغاني ومفاسده ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
✒️الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
الحمد لله رب العالمين شرع لنا دينا قويما، وهدانا صراطا مستقيما، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 34].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدا عبده ورسوله، خير البرية، وأزكى البشرية، دعا إلى الهدى، وحذر من الضلال بعد الهدى، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى أصحابه أولي النهى، ومن تبعهم على الحق واقتفى.
أما بعد:
قال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا)[الطلاق: 10-11].
أيها المسلمون: هذا خطاب رباني كريم؛ لتحقيق التقوى في النفوس؛ لتحيا شريفة، خيرة يوجهه الله إلى أصحاب العقول الذين آمنوا؛ لأنَّهم هم الذين يفهمون الخطاب، ويعقلون الأمر والنهي، فيعملون بالأمر، ويتركون النهي، ويستعملون عقولهم فيما خلقت له، ليفوزوا عند الله بالرضا والجنة، ويسلموا من السخط والنار.
أقول هذا -أيها المسلمون- مما أجد في نفسي من الأسف والأسى على أقوام أعرضوا عن القرآن والسنة؛ اللذَّين فيهما السعادة، وأقبلوا على الأغاني والمعازف، وآلات اللهو والطرب، ومزامير الشيطان، تلك الأغاني التي فتن بها كثير من الرجال والنساء؛ ممن ضعف إيمانهم، وخفت عقولهم، فشغلوا بها أوقاتهم، وملئوا أرجاء بيوتهم بأصوات المغنين والمغنيات التي تبثها وسائل الإعلام، أو تسجل على أشرطة وتباع في الأسواق؛ حتى أصبح كثير من أبنائنا وبناتنا يعرفون عن المغنين والمفنيات وأغنياتهم كل دقيق وجليل، ولو سألت أحدهم عن مواقيت الصلاة وشروطها لقال: لا أدري، ومن أين له أن يدري وهمته متجهة بضد ذلك من الأغاني والمعازف الفاسدة المفسدة.
ومما زاد من الأسى أن ينبري رجل من أهل القرآن، وممن أمُّوا المسلمين في البيت الحرام، فيفتي بأن الغناء كله حلال غير ممنوع، ويبيح المعازف والمزامير، ويعرض عن النصوص الشرعية، واتفاق الأئمة الأربعة، وجماهير العلماء القائلين بحرمة الغناء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أيها المسلمون: وقبل الحديث عن حكم الغناء، والأدلة على تحريمه؛ أذكر شيئا من آفاته ومفاسده التي لا تحصى؛ فمنها ما قاله ابن القيم -رحمه الله-: ومن مكايد عدو الله ومصايده التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين سماع المكاء والتصدية والغناء بالآلات المحرمة الذي يصد القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن، وهو رقية اللواط والزنا، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى، كاد به الشيطان النفوس المبطلة، وحسنه لها مكرا منه وغرورا، وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه، فقبلت وحيه، واتخذت لأجله القرآن مهجورا. [إغاثة اللهفان ج1ص224].
ومنها: أنَّه يفسد القلب، وينبت النفاق فيه؛ كما قاله غير واحد من السلف.
ومنها: أنَّه يمحو من القلب محبة القرآن، إذ لا يجتمع في القلب محبة القرآن ومحبة الأغاني والألحان، فهما ضدان لا يجتمعان في مكان إلَّا أخرج أحدهما الآخر، وصدق من قال:
حب القران وحب ألحان الغنا *** في قلب عبد ليس يجتمعان
ومنها: أنَّه من أعظم ما يصد عن ذكر الله، ويشغل العباد عن طاعة الله.
ومنها: أنَّ الأغاني سبب للعقوبات في الدنيا والآخرة، قال ابن القيم: "والذي شاهدناه نحن وغيرنا وعرفناه بالتجارب أنَّه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في قوم، وفشت فيهم، واشتغلوا بها إلَّا سلط الله عليهم العدو، وبلوا بالقحط والجدب، وولاة السوء" [مدارج السالكين ج1ص500].
ومنها: أنَّ الغناء مجلبة للشياطين، فهم قرناء المغنين والمستمعين، وما جلب الشياطين فهو مطردة للملائكة؛ لأنَّهما ضدان لا يجتمعان، فالبيت الذي ترتفع فيه أصوات الأغاني تجتمع فيه الشياطين، وتطرد عنه الملائكة، وماذا سيكون حال أهل بيت خالطوا الشياطين في بيوتهم؟
وا أسفاه على بيوت خلت من ذكر الله، وخلت من ملائكة الرحمن، وعمرت بالأغاني، وامتلأت بالشياطين.
ومنها: أنَّ الأغاني ترغب في الزنا، وتدعو إليه، فهو بريد الزنا كما قال الحكماء قال الفضيل بن عياض والبغوي: "الغناء رقية الزنا".
ولهذا يحرص المغنون على إسماع الناس الأغاني التي فيها وصف لمحاسن النساء، وقصص العشق والغرام والمجون وأشعار ا
ك
بَّر للصلاة فصلَّى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدةً أطالها، قال أَبي: فرفعتُ رأسي وإذا الصَّبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجدٌ، فرجعتُ إلى سجودي، فلما قضى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الصلاةَ، قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدتَ بين ظهراني صلاتك سجدةً أطلتَها، حتى ظننا أن قد حدث أمرٌ، أو أنه يوحى إليك؟ قال: ((كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني؛ فكرهتُ أن أعجله حتى يَقضي حاجته))[17].
ويوجز في الصلاة ويختصر رحمةً بصبيٍّ سمعه يبكي، فأوجز لانشغال أمِّه به، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنِّي لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاءَ الصَّبي؛ فأتجوَّز في صلاتي مما أعلم من شدَّة وَجْدِ أمِّه من بكائه))[18].
أقول ما سمعتم، وأستغفر اللهَ لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبــــه.الثـــــــــانية.cc
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:
ومن الخطوات المهمَّة في تربية الأولاد: العدل بينهم؛ لأنَّ العدل يدفع الكثيرَ من السلوك السيِّئ الذي يُخشى على الأولاد منه، فبسبب الظُّلم تنشأ الأخلاق السيِّئة، وتنشأ التصرُّفات الغريبة؛ ولذلك كان حرص النبي صلى الله عليه وسلم ملحوظًا في التحذير من الظلم بين الأولاد، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما: أن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني نحلتُ ابني هذا غلامًا، فقال: ((أكلَّ ولدك نحلتَ مثله؟))، قال: لا، قال: ((فارجعه))[19].
وصرَّح بالأمر بالعدل بين الأولاد؛ كما في روايةٍ أخرى للحديث السابق، فقال: ((فاتَّقوا الله واعدِلوا بين أولادكم))[20]، فكما أنَّ الوالدين يريدان من الأولاد أن يبروا بهما، فلا بدَّ من العدل بينهم؛ حتى يكون البر من الجميع.
ومن الخطوات المهمَّة أيضًا في تربية الأولاد: القدوة الحسنة في الوالدين، فالولد يَفتح عينيه على أبويه، ومنهما يأخذ طريقتَه في الحياة، وأسلوبه في العيش، وعلى خطاهما يَسير، وما كان من انحراف في الأمم السَّابقة إلَّا بسبب فَساد مبدأ القدوة عند الوالدين، فها هم قوم نوح عليه السلام يصدون عن سبيل الله، وما عذرهم؟ وما سبب ذلك الصدود؟ ﴿ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴾ [المؤمنون: 24].
وها هم قوم إبراهيم عليه السلام على نفس الحالة: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 51 - 53]، وموسى عليه السلام يقول لقومه: ﴿ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ * قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 77، 78].
ونفس الحجَّة هي التي قالها قوم صالح عليه السلام: ﴿ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴾ [هود: 62]، وقوم شُعيب عليه السلام: ﴿ قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴾ [هود: 87].
وهي الحجَّة الداحضة التي واجَهَ بها كفارُ قريش نبيَّنا صلى الله عليه وسلم حين صدوا عن سبيل الله عز وجل: ﴿ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ * بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ * وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 21 - 23].
فأكثر ما يكون سببًا في انحراف الأولاد هو انحِراف الوالدين، أو أحدهما؛ فكذب الأب يعني كذب الولد، وارتكاب المعاصي من قِبل الوالدين يعني ارتكاب الأولاد للمعاصي، وهكذا، وفي المقابل تديُّن الوالدين، وحُسن خلقهما سبَبٌ رئيس لصلاح الأولاد، وأخلاق الأمِّ تَنطبع على أخلاق الأولاد؛ كما قال معروف الرصافي:
هيَ الأخلاقُ تنبت كالنباتِ
إذا سُقيَت بماء المكرماتِ
تقوم إذا تعهَّدها المربِّي
على ساق الفضيلةِ مثمراتِ
وتَسمو للمكارم باتِّساق
كما اتَّسقَت أنابيب القناةِ
وتُنعش من صم
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( تربية الأولاد ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
الخطبــــه.الاولـــــــــى.cc
إن الحمد لله نحمده،
ونستعينه ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،
من يَهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
((-: عباد الله :-))
إن من أعظم النِّعم التي ينعم الله بها على عِباده نعمة الأولاد، ومع صلاحهم ينال الأبوان برَّهم، وطاعتهم، ونفعهم، وهكذا تكون نِعمة الأولاد تعود على الأبوين بالخير في الدنيا والآخرة، وهم زينة الحياة الدنيا: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف: 46]، والأولاد المقصود بهم الأبناء والبنات، والخير في البنات في الشريعة الإسلامية جاء التأكيد عليه؛ لما كان من كراهية أهل الجاهلية للبنات.
والأولاد مع ما فيهم من فضل وخير، ومع كونهم نِعمة، فهم أمانة يجب تأديتها كما يحبُّ الله جل في علاه، وهو القائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58]، بل إن ذلك من أعظم الأمانات التي تجب على الإنسان، وخيانتها من أعظم الخيانات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]، هي والله أمانة؛ لأن الأمر من الملك الجبار جاء بوجوب وقاية الأولاد من النار، وأن يبعدهم المسؤول عنهم عن كلِّ طريق يوصل إلى جهنم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]؛ "أي: فقِّهوهم، وأدِّبوهم، وادعوهم إلى طاعة الله، وامنعوهم عن استحقاق العقوبة بإرشادهم وتعليمهم، ودلَّت الآية: على وجوب الأمر بالمعروف في الدين للأقرب فالأقرب، وقيل: أظهِروا من أنفسكم العبادات؛ ليتعلَّموا منكم، ويعتادوا كعادتكم"[2].
وجاء البيان من رسول ربِّ العالمين بأنَّ المرء يُسأل عن رعيَّته يوم الدين، فبأي شيء يجيب مَن ضيَّع أولاده؟ وبماذا سينطق مَن خان الأمانة؟ يقول عليه الصلاة والسلام: ((كلُّكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته...، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيَّته، والمرأة راعية في بيت زَوجها ومسؤولة عن رعيَّتها))[3].
والمولود يولد على الفِطرة التي فطر الله الناس عليها، فما على الوالدين إلَّا الحفاظ على الخير الذي فيه، وصيانته من كلِّ الشرور التي تتربَّص به، لكن المصيبة أن يكون الوالدان مع تقصيرهما في حِفظ ولدهما هما سبب الانحراف، وطريق الغَواية، ومفتاح الشرِّ، ووقود الهلكة، وسبيل الغواية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن مولود إلَّا يولد على الفِطرة، فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه...))، ثم قرأ أبو هريرة رضي الله عنه: ﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30][5].
فدَور الأبوين مهم جدًّا في تحديد مَسار الأولاد، وكما أنَّهما سبب في صلاحه، فهما سبب رئيس في فساده، يقول ابن القيم رحمه الله: "وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله، وترك تأديبه، وإعانتِه له على شهواته، ويزعم أنه يكرِمه وقد أهانه، وأنَّه يرحمه وقد ظلمه وحرَمَه، ففاته انتفاعُه بولده، وفوَّت عليه حظه في الدنيا والآخرة، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد، رأيتَ عامَّته من قِبَل الآباء"[6]، صدق الإمام ابن القيم رحمه الله، وهذا هو الواقع والمشاهد في زمننا هذا، وهو الحاصِل في كل زمان.
خطوات في تربية الأولاد:
إننا لعِلمنا با
ومن الأسبابِ المعينةِ على الخشوعِ والتدبُّرِ تعلُّمُ تفسيرِ القرآنِ ، فإنَّ الحكمةَ من إنزالِ هذا القرآنِ المبارَكِ أنْ يتدبَّرَ الناسُ آياتِه ويتَّعِظُوا بما فيها ، والتدبُّرُ هو التأمُّلُ في الألفاظِ للوصولِ إلى معانيها ، فإذا لم يكنْ ذلك فاتت الحكمةُ من إنزالِ القرآنِ وصارَ مجرَّدَ ألفاظٍ لا تأثيرَ لها ، ولأنَّه لا يمكنُ الاتِّعاظُ بما في القرآنِ بدونِ معانيه ، قال تعالى : ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ ، وقد وبَّخَ اللهُ أولئك الذين لا يتدبَّرون القرآنَ ، وأشارَ إلى أنَّ ذلك من الإقفالِ على قلوبِهم وعدمِ وصولِ الخيرِ إليها ، فقالَ سبحانَه: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ .
ولقد كان السلفُ يحرِصون أشدَّ الحرصِ على تعلُّمِ القرآنِ ألفاظِه ومعانيه ، لأنَّهم بذلك يتمكَّنون من العملِ بالقرآنِ على مُرَادِ اللهِ ، فإنَّ العَمَلَ بما لا يُعْرَف معناه غيرُ مُمْكِنٍ ، قال أبو عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيُّ رحمه الله : (حدثنا الذين كانوا يُقْرِؤوننا القرآنَ كعثمانَ بنِ عفانٍ وعبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ وغيرِهما ؛ أنَّهم كانوا إذا تعلَّمُوا من النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ عشرَ آياتٍ لم يجاوزوها حتَّى يتعلَّموا ما فيها من العِلْمِ والعملِ ، قالوا : فتعلَّمْنا القرآنَ والعلمَ والعملَ جميعا) ، قال شيخُ الإسلامِ رحمه اللهُ : (والعادةُ تمنعُ أنْ يقرأَ قومٌ كتاباً في فَنٍّ من العلمِ كالطبِّ والحِسَابِ ولا يسْتَشْرِحوه ، فكيفَ بكلامِ اللهِ تعالى الذي هو عصمتُهم ، وبه نجاتُهم وسعادتُهم وقيامُ دينِهم ودنياهُم) .
اللهم عَلّمْنا ما ينفعُنا ، وانفعْنا بما علَّمْتنا ، واغفرْ لنا ولوالدينا ولجميعِ المسلمين ، إنك أنت الغفورُ الرحيمُ .
الخطبةُ الثانيةُ
الحمدُ للهِ على إحسانِه ، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُه ، صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وأصحابِه وسلَّم تسليماً كثيراً ، أمّا بعدُ : عبادَ اللهِ :
اتقوا اللهَ تعالى ، واعلموا أنَّ المقصودَ الأعظمَ من إنزالِ القرآنِ هو العملُ به والتخلُّقُ بأخلاقِه لا مجرَّدَ إقامةِ حروفِه ، ولذلك كان خُلُقُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ القرآنُ ، وروى بنُ جريرٍ عن مجاهدٍ رحمه اللهُ في تفسيرِ قولِه تعالى : ﴿يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ﴾ ، قال : (يَعْمَلُون به حقَّ عَمَلِه) ، وروى أبو نُعَيْمٍ في الحِلْيَةِ عن أبي مُوسى الأشْعَرِيِّ رضي اللهُ عنه قال : (إنَّ هذا القرآنَ كائنٌ لكم ذُخْرَاً وكائنٌ عليكم وِزْراً ، فاتَّبِعُوا القرآنَ ولا يَتَّبِعْكم ، فإنَّه من اتَّبَعَ القرآنَ هَبَطَ به على رياضِ الجَنَّةِ ، ومن اتَّبَعَه القرآنُ زُجَّ في قَفَاه فقُذِفَ في النارَ) ، وقال الحسنُ البصريُّ : (مَنْ أَحَبَّ أنْ يَعْلَمَ ما هو فَلْيَعْرِضْ نفسَه على القرآنِ) ، وفي التحذيرِ عن التَّجَافي عنه ما يَدُلُّ على فَضْلِ العملِ به ، قال صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ : «لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أتَيَانِي فأخَذَا بيَدِي» ، فَسَاقَ الحديثَ ، وفيه : «انْطَلَقْنَا حتَّى أتَيْنَا علَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ علَى قَفَاهُ ورَجُلٌ قَائِمٌ علَى رَأْسِهِ بفِهْرٍ - أوْ صَخْرَةٍ - ، فَيَشْدَخُ به رَأْسَهُ ، فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الحَجَرُ ، فَانْطَلَقَ إلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ ، فلا يَرْجِعُ إلى هذا حتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ ، وعَادَ رَأْسُهُ كما هُوَ ، فَعَادَ إلَيْهِ ، فَضَرَبَهُ... » ، فلمَّا سَأَلَ عنه الرسولُ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ، قالا : «أمّا الرَّجُلُ الذي أَتَيْتَ عليه يُثْلَغُ رأسُه بالحَجَرِ فهو الرَّجُلُ يأْخُذُ القرآنَ فيرفُضُه وينامُ عن الصلاةِ المكتوبةِ» ، وفي روايةٍ : قالا : «والذي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ، فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَنَامَ عنْه باللَّيْلِ ولَمْ يَعْمَلْ فيه بالنَّهَارِ، يُفْعَلُ به إلى يَومِ القِيَامَةِ» .
فاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ ، وعَظِّمُوا كتابَ ربِّكم ، واتلُوه وتدبَّروا آياتِه ، واعمَلُوا بما فيه ، وتَذَكَّروا قولَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ : «والقرآنُ حُجَّةٌ لك أو عليك» .
اللهم اجعلْنا لكتابِك من التَّالين ، ولك به من العاملين ، اللهم ارزقْنا تلاوتَه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ على الوجهِ الذي يرضيك ، اللهمَّ اجْعَلْه حُجَّةً لنا لا علينا ، اللهم اجعلنا مِـمَّنْ يُحِلُّ حلالَه ، ويُحَرِّمُ حرامَه ، ويعملُ بحكمِه ويُؤْمِنُ بمتشابِهِه ، اللهم آتنا في الدنيا حَسَنَةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنَا عذابَ النارِ ، اللهم آتِ نُفُوسَنا تَقْواهَا ، وَزَكِّها أنت خيرُ مَنْ زَكَّاها , أنت وَلِيُّهَا ومولاها ، اللهم إنا نسألك الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ ،
▫️
📜 خطبة (فطام الصيام)
📥 رابط التحميل (pdf):
https://bit.ly/3c8tMQ2
#الخطب_المنبرية
#رمضان_وما_يتعلق_به
════ ¤❁✿❁¤ ════
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ والمُسْلِمَاتِ؛ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، وَاشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى المُسْلِمِينَ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجيبُ الدَّعَواتِ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا البَلَاءَ وَالوَبَاءَ وَالغَلَاءَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نسْألُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِنَا وَدُنْيَانا وَأهْلِنا وَمَالِنا، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ هَذا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
Читать полностью…خطبة الجمعة
أَحْكَامُ الصِّيَامِ
إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران 102].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كَلَامُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ:
يَقُولُ تَعَالَى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]، فَعِبَادَةُ صِيَامِ رَمَضَانَ فَرَضَهَا اللهُ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَجَعَلَهَا أَحَدَ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ وَفُرُوضِهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، وَذَكَرَ مِنْهَا صَومَ رَمَضَانَ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَديثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا]، وَأَوْجَبَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ عَاقِلٍ بَالِغٍ صَحِيحٍ مُقِيمٍ.
وَيَجِبُ صَوْمُ رَمَضَانَ بِأحَدِ أَمْرَيْنِ؛ إِمَّا بِرُؤْيَةِ الْهِلَالِ، وَإِمَّا بِإِكْمَالِ شَهْرِ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ؛ فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاثِينَ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].
فَإِذَا ثَبَتَ دُخُولُ رَمَضَانَ فَيَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُبَيِّتُوا النِّيَّةَ بِالصِّيَامِ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ» [رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ]، وَيَبْدَأُ صَوْمُ أيَّامِ رَمَضَانَ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ الثَّانِي "الْفَجْرِ الصَّادِقِ" إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ [البقرة:187].
وَمِنْ رَحْمَةِ اللهِ فِي التَّشْرِيعَاتِ أَنْ سَنَّ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَتَسَحَّرَ؛ لِأَنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ أَنْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ]. وَمِنَ السُّنَّةِ تَأْخِيرُ السُّحُورِ وَأَنْ يَكُونَ عَلَى التَّمْرِ، فَقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ] وَيُسْتَحَبُّ تَعْجِيلُ الْفِطْرِ وَأَنْ يَكُونَ عَلَى رُطَبٍ أَوْ تَمْرٍ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَديثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ].
وَيَجِبُ عَلَى الصَّائِمِ أَنْ يَجْتَنِبَ كُلَّ مَا يَخْدِشُ صَوْمَهُ وَيَنْقُصُهُ، قَالَ : «وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ]. وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَولَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، وَالجَهْلَ، فَلَيسَ للهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرابَهُ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ]. وَلَمْ يَعْرِفِ الصِّيَامَ وَحَقِيقَتَهُ مَنْ أَضَاعَ الصَّلَوَاتِ حَتَّى يَخْرُجَ وَقْتُهَا، كَالَّذِي يَتَعَمَّدُ النَّوْمَ عَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ إِلَى أَنْ تُشْرِقَ الشَّمْسُ أَوْ عَنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ حَتَّى تَدْخُلَ صَلَاةُ الْعَصْرِ.
عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ أهْلَ الْقُرْآنِ وَالْمُتَدَارِسِينَ لَهُ فِي الحِلَقِ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الرَّحَمَاتُ وَالْبَرَكَاتُ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُم؛ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]، فَمَا أَعْظَمَ هَذَا الْفَضْلَ! وَمَا أَجْزَلَ هَذَا الْعَطَاءَ لِأَهْلِ الْقُرْآنِ! فَاللهُ يُعْلِي شَأْنَهُمْ وَيَذْكُرُهُمْ فِي الْمَلَأِ الْأعْلَى، وَكَفَى بِذَلِكَ فَضْلًا وَفَخْرًا وَشَرَفًا، قَالَ تَعَالَى: لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [الأنبياء:10]، أَيْ: فِيهِ شَرَفُكُمْ وَفَخْرُكُمْ وَارْتِفَاعُكُمْ، وَمِنْ رِفْعَةِ أهْلِ الْقُرْآنِ أَنْ جَعَلَهُمُ اللهُ أَهْلَهُ وَخَاصَّتَهُ، فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ؛ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ» [رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ]، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ]، اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ، فَمَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ، وَنَصَرَهُ وَكَفَاهُ.
عِبَادَ اللهِ:
لَقَدْ شَبَّهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَارِئَ الْقُرْآنِ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِالْأُتْرُجَّةِ؛ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَرِيحُهَا طَيِّبٌ... »، وَالْقُرْآنُ يَأْتِي شفيعًا لِأَصْحَابِهِ الَّذِينَ اجْتَهَدُوا فِي قِرَاءَتِهِ؛ فَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]، فَإِذَا دَخَلَ الْعَبْدُ الْجَنَّةَ ارْتَفَعَتْ مَنْزِلَتُهُ وَدَرَجَتُهُ بِحَسَبِ حِفْظِهِ وَتِلَاوَتِهِ لِلْقُرْآنِ فِي الدُّنْيَا؛ فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرؤُهَا» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ]، فَالْعَبْدُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ حَسَنَةٌ إِلَى عَشْرِ حَسَنَاتٍ، والله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ.
فَاجْتَهِدُوا -عِبَادَ اللهِ- فِي تِلَاوَةِ كِتَابِ اللهِ وَتَدَبُّرِهِ وَالْعَمَلِ بِهِ، وَكَفَانَا تَفْرِيطًا فِي الْأُجُورِ الْكَثِيرَةِ، اجْعَلُوا لِلْقُرْآنِ وِرْدًا وَوَقْتًا وَحَظًّا، فَكَمْ شَغَلَتْنَا هَوَاتِفُنَا وَمَجَالِسُنَا وَأَصْحَابُنَا عَنْ كَلَامِ رَبِّنَا، فَالدُّنْيَا دَارُ الْعَمَلِ، وَالْآخِرَةُ دَارُ الْجَزَاءِ، فَأَحْسِنْ فِي دُنْيَاكَ، تَجِدْ خَيْرًا فِي أُخْرَاكَ.
هَذَا وَيَنْبَغِي – فِي ظُرُوفِ جَائِحَةِ كُورُونَا – أَن نَسْتَثْمِرَ التِّقْنِيَّةَ الْحَدِيثَةَ فِي الالْتِحَاقِ بِحَلَقَاتِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ إِلْكِتْرُونِيًّا، وَالاسْتِفَادَةُ مِنْ تَطْبِيقَاتِهَا وَبَرَامِجِهَا فِي حِفْظِ الْقُرْآنِ وَتَجْوِيدِهِ وَالاغْتِرَافِ مِنْ مَعِينِ عُلُومِهِ وَآدَابِهِ، وَتَشْجِيعُ أَبْنَائِنَا وَبَنَاتِنَا عَلَى الالْتِحَاقِ بِهَا وَالْعِنَايَةِ بِأَمْرِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ؛ لِيَسْتَثْمِرُوا أَوْقَاتَهُمْ وَطَاقَاتِهِمْ فِيمَا يَعُودُ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمْ
رســــــــــــالـــة عاجلة........👇👇👇👇
🌴 إلى خطباء الجمعة الأجلّاء🌴
اخواني.الخطباء
*وانتم تحدّثونا في خطب الجمعة*
*عن حلول شهر شعبان وفضل صيامه واقتراب شهر رمضان وذكر فضائله والإستعداد له ، لا تنسوا يا كرام ...*
*◄ اليمن يعيش أزمة معيشيّة صعبة*
*والناس تـئـن من قسوة العيش ، ومن جـشـــــــــع التجار ، ومن فساد السلطة ، الناس تبكي بصمت دون دموع .*
*◄ اعلموا أنّ من يجلس أمامكم*
*ويسمع خطبكم هم أناس ســـارحــون مقهورون، بالهم مشغول في كيفيّة تأمين علبة الحليب لأطفالهم ، أو شراء الدواء وتسديد قسط الدراسة ، أو دفع الديون المتراكمة .. المصلون ليسوا في رخاء من الذهن كــي تحدثوهم في قضايا دينيّة عامّة ! ! .*
*◄ من فضلكم يا خطباء الجمعة*
*تحدّثوا عن حرمة احتكار السلع ، عن التراحم فيما بين الناس ، عن وجوب مراعاة المعسر في دَينه ، عن أهمية التكافل الاجتماعي في هذه الأزمة ، عن مصير حكام البــلــد الفاسدين ، والعبوديه للأحزاب وزعمائها ..*
*◄ حدّثونا أنّ الدين المعاملة*
*وأنّ الدين ليس صلاة وصياماً وعبادات فقط . احكوا لنا عن فضل من يسامح في حقه إذا كان موسراً ، وفضل من يدخل السرور إلى قلب إنسان يعاني الحرمان ولا يعلم بحاجته إلا الله .*
*◄ حدثوهم عن الفقراء المتعففين*
*الذي لا أحد يتكلم بإسمهم لا الســــــاسـة ولا الاحــــــزاب ولا الجمعيات ولا المنظمات ، وعن فضل من يطعم الجائع ويكفي حاجة المحتاج .*
*◄ مع كل الاحترام والتقدير .*
*◄ ارجو ان تعمم على اوسع نطاق.*
*◄نسخة مع التحية لخطباء الجـوامع*
*◄نسخة مع التحية للمسؤولين*
*◄نسخة مع التحية للتجـار*
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
🌴معا جميعا لمساعدة اهلنا في اليمن🌴
🌴🌴🌴
خطبة الجمعة
الْأَسْبَابُ الْجَالِبَةُ لِحُسْنِ الْخَاتِمَةِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِيدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الَّذِي خَلْقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَنَتَوَكَّلُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَنُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ، وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابَهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ، وَاحْذَرُوا التَّمَادِيَ فِي الْمَعَاصِي، لِأَنَّهُ سَبَبٌ لِلْخِذْلَانِ، يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
تَعَالَوْا نَتَذَكَّرْ أَصْعَبَ اللَّحَظَاتِ فِي حَيَاةِ الْإِنْسَانِ وَأَحْرَجَهَا، وَأَعْسَرَ مَرَاحِلِهِ وَأَخْطَرَهَا؛ لِنَسْتَعِدَّ لِحُسْنِ الْخَاتِمَةِ بِتَوْفِيقِ الرَّحْمَنِ وَتَسْدِيدِ الْمَنَّانِ؛ إِنَّهَا اللَّحَظَاتُ الْأَخِيرَةُ مِنْ عُمُرِ الْإِنْسَانِ، وَآخِرُ صَفْحَةٍ مِنْ دَفْتَرِ حَيَاتِهِ، الَّتِي يُطْبَعُ عَلَيْهَا خَتْمُ السَّعَادَةِ الْأبَدِيَّةِ، أَوِ الشَّقَاوَةِ السَّرْمَدِيَّةِ.
إِنَّ حُسْنَ الْخَاتِمَةِ وَلِقَاءَ اللهِ سُبْحَانَهُ عَلَى مَا أكْرَمَ بِهِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ، وَشَرَّفَ بِهِ مِنَ الْإيمَانِ؛ مَطْلَبُ كُلِّ مُؤْمِنٍ، وَأُمْنِيَّةُ كُلِّ مُسْلِمٍ، فَمَا مِنْ مُسْلِمٍ إِلَّا وَيُحِبُّ ذَلِكَ وَإِلَيْهِ تَوَّاقٌ، وَيَسْعَى لَهُ جَهْدَهُ وَإِلَيْهِ يَشْتَاقُ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ:
إِنَّ لِحُسنِ الْخَاتِمَةِ أَسْبَابًا يُسْعِدُ اللهُ تَعَالَى بِهَا عَبْدَهُ، وَلَا بُدَّ مِنَ الْحِرْصِ عَلَيْهَا:
وَمِنْهَا: تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي السِّرِّ وَالْعَلَنِ وَفِي كُلِّ الأَحْوَالِ، وَالدَّوَامُ عَلَى امْتِثَالِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ عَلَى تَقَلُّبِ الظُّرُوفِ وَالأَهْوَالِ، قَالَ تَعَالَى: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص:83].
وَمِنْهَا: الاسْتِقَامَةُ عَلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَهِيَ أَنْ يَلْزَمَ الْإِنْسَانُ طَاعَةَ اللهِ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِ، فَمَنْ عَاشَ عَلَى شَيْءٍ مَاتَ عَلَيْهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ [إبراهيم:27]، وَقَدْ بَشَّرَ اللهُ تَعَالَى أَهْلَ الاسْتِقَامَةِ بِتَأْيِيدِ الْمَلَائِكَةِ وَتَثْبِيتِهِمْ لَهُمْ عِنْدَ الْمَمَاتِ، وَفِي الْقَبْرِ، وَعِنْدَ الصِّرَاطِ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ [فصلت: 30 – 32].
وَمِنْهَا: الالْتِجَاءُ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِالدُّعَاءِ، وَالاطِّرَاحُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالْحُبِّ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ؛ فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يا مُقلِّبَ القُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ؛ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ إِصْبَعَينِ مِنْ أَصَابِـعِ اللهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ» [رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ].
وَمِنْهَا: أَنْ يُحْسِنَ الْعَبْدُ ظَنَّهُ بِاللهِ تَعَالَى دَائِمًا، وَخَاصَّةً فِي آخِرِ لَحَظَاتِ عُمُرِهِ، وَعِنْدَ شُعُورِهِ بِدُنُوِّ أَجَلِهِ، وَأَنْ يَرْجُوَ سَعَةَ رَحْمَتِهِ وَكَرَمِهِ فِي مَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ؛ فَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلَاثٍ يَقُولُ: «لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بالله الظَّنَّ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]، وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي المَوْتِ، فَقَالَ
سٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ، وَالفَرَاغُ» [رَواهُ البُخاريُّ]، وَهَا نَحْنُ أَيُّها الإِخْوةُ الكِرامُ نَعيشُ أَيَّامًا قَدْ أَمَرَ فِيهَا وَلِيُّ الأَمْرِ بِحَظْرِ الخُرُوجِ فِي سَاعَاتٍ مُحَدَّدَةٍ، فَالمُؤْمِنُ يَعْلَمُ أَنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيرٌ، فَهُوَ يَتَقلَّبُ فِي الطَّاعَاتِ أَينَما كَانَ وَفِي كُلِّ زَمانٍ، فَاسْتَغِلُّوها عِبادَ اللهِ بَينَ قِرَاءَةٍ لِقُرآنٍ، وَتَعَلُّمٍ لِمَا هُوَ مُفيدٌ، وَجُلوسٍ مَعَ الأَولادِ وَأَهْلِ البَيتِ لِمُدَارَسَةِ التَّوحيدِ وَتَعَلُّمِ أَحْكَامِ الطَّهارَةِ وَالصَّلاةِ وَغَيرِهَا مِمَّا يَحْتاجُهُ المُسْلِمُ، فَلَا تُفرِّطُوا فِي النِّعَمِ فَإِنَّكُمْ مُحاسَبُونَ وَمَسْؤُولونَ، يَقُولُ العَلَّامَةُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: «إِضَاعَةُ الوَقْتِ أَشَدُّ مِنَ المَوتِ؛ لِأَنَّ إِضَاعَةَ الوَقْتِ تَقْطَعُكَ عَنِ اللهِ وَالدَّارِ الآخِرَةِ، وَالمَوتُ يَقْطَعُكَ عَنِ الدُّنْيا وَأَهْلِهَا، الدُّنْيا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا لَا تُساوِي غَمَّ سَاعَةٍ، فَكَيفَ بِغَمِّ العُمُرِ، مَحْبُوبُ اليَومِ يَعْقُبُ المَكْرُوهَ غَدًا، وَمَكْرُوهُ اليَومِ يَعْقُبُ المَحَبْوُبَ غَدًا، أَعْظَمُ الرِّبْحِ فِي الدُّنْيا أَنْ تَشْغَلَ نَفْسَكَ كُلَّ وَقتٍ بِمَا هُوَ أَولَى بِهَا وَأَنْفعُ لَها فِي مَعادِهَا».
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ- عِبَادَ اللهِ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ فَمَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ، وَنَصَرَهُ وَكَفَاهُ.
عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ حَالَ المُؤْمِنِ فِي هَذِهِ الدُّنْيا كَالغَريبِ المُسافِرِ وَعَابِرِ السَّبِيلِ الَّذِي يَعْلَمُ أَنَّ هَذِهِ الدَّارَ دَارُ مَمَرٍّ، وَلَيسَت بِدارِ مُسْتَقرٍّ، عَنْ عَبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي فَقَالَ: «كُنْ فِي الدُّنْيا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ»، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّباحَ، وَإِذا أَصْبَحتَ فَلَا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَياتِكَ لِمَوتِكَ. [رَواهُ البُخاريُّ]. وَضَربَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَالِهِ مَعَ الدُّنْيَا بِمَثَلٍ عَظِيمٍ فَقَالَ: «مَا لِي وَمَا لِلدُّنيَا! مَا أَنَا فِي الدُّنْيا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَها» [رَواهُ التِّرمذيُّ وَقَالَ: حَسنٌ صَحيحٌ].
فَأَحْسِنُوا -عِبادَ اللهِ- فِيما بَقِيَ مِنْ أَعْمارِكُمْ، وَلَا تَحْقِرُوا مِنَ المَعْروفِ شَيئًا، فَقَدْ يَكونُ فِيهِ نَجاتُكُمْ.
أَلَا وَلَا يَفُوتُنا أَنْ نُذكِّرَكُمْ -رَحِمَكُمُ اللهُ- مَعَ زِيادَةِ عَدَدِ الحَالاتِ وَالإِصَابَاتِ بِالأَخْذِ بِأَسبابِ السَّلامَةِ وَالنَّجَاةِ، وَمِنْ أَعْظَمِهَا التَّوبَةُ وَالاسْتِغفارُ، وَالرُّجُوعُ إِلَى الرَّحِيمِ الغَفَّارِ، ثُمَّ الأَخْذُ بِالنَّصَائِحِ وَالتَّوصِياتِ الصِّحِّيَّةِ، وَالتِزامُ الإِجرَاءاتِ الاحْتِرازِيَّةِ، وَقَرَاراتِ الجِهاتِ المَسؤُولَةِ؛ وعَدمُ الخُروجِ في أَوْقَاتِ الحَظْرِ، وَضَرورةُ الحِرْصِ عَلَى أَخْذِ اللَّقَاحِ الَّذِي أَوْصَتْ بِهِ الجِهَاتُ المَعْنِيَّةُ، وَحَرَصَتِ الدَّولَةُ مَشْكُورَةً عَلَى تَأْمينِهِ للْجَميعِ، وَالتَّأَكُّدِ مِنْ سَلَامَتِهِ؛ لِيَكُونَ عَوْنًا لَنَا بِتَوفِيقِ اللهِ تَعالَى عَلَى تَقْويَةِ مَنَاعَتِنَا، وَحِفْظِ صِحَّتِنا، وَسَلامَةِ أُسَرِنَا وَوِقَايَتِهِمْ. فنَحْمِي أَنْفُسَنا، وَلَا نَكُونُ سَببًا فِي الإِضْرَارِ بِغَيرِنا فِي ذَهَابِنَا وَإِيابِنَا، وَأَدَائِنا للصَّلَاةِ فِي المَساجِدِ، فَتَبْقَى بُيُوتُ اللهِ تَعَالى - بِعَونٍ مِنْهُ وَتَوفيقٍ- مُفَتَّحَةً أَبْوابُهَا، تَسْتَقْبِلُ المُصَلِّينَ فِي أَوقَاتِ الصَّلَوَاتِ جَمِيعِهَا؛ فَإِنَّ الأَخْذَ بِأَسبابِ الوِقَايَةِ مِنَ الأَمْرَاضِ وَالشِّفَاءِ مِنْهَا؛ مَطْلوبٌ شرعًا وَمَرْغُوبٌ طَبْعًا.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا الْوَبَاءَ وَالْبَلَاءَ، وَاصْرِفْهُ عَنَّا وَاكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ، اللَّه
ُخُولِ إِلَى المَسْجِدِ وَالخُرُوجِ مِنْهُ، وَعَدَمِ مُصَافَحَةِ الآخَرِينَ، وَكَذَا التَّباعدُ بَينَ
المُصَلِّينَ فِي الصُّفُوفِ بِحَسَبِ مَا هُوَ مَوضُوعٌ فِي كُلِّ مَسْجِدٍ، وَإِحْضَارُ كُلِّ مُصَلٍّ سَجَّادَتَهُ مَعَهُ إِلَى المَسْجِدِ ثُمَّ رَدُّها مَعَهُ إِلَى البَيتِ، وَعَدَمُ الاقْتِرَابِ مِنَ الآخَرِينَ أَثْنَاءَ الدُّخُولِ وَالخُرُوجِ.
ثُمَّ صَلُّوْا وَسَلِّمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ عَلَى الْمَبْعُوثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالْـمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْـمُشْرِكِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا أَجْمَعِينَ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا الْوَبَاءَ وَالْبَلَاءَ وَاصْرِفْهُ عَنَّا بِمَا شِئْتَ وَاكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً، دَارَ عَدْلٍ وَإِيمَانٍ، وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَسَائِرَ بِلَادِ الْـمُسْلِمِينَ، وَاشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى الْـمُسْلِمِينَ، وَارْحَمْ مَوْتَانَا وَمَوْتَى الْـمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَحْوَالَ الْمُسْلِمِينَ، وَاجْمَعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الْحَقِّ وَالدِّينِ، وَأَلِّفْ عَلَى الْخَيْرِ قُلُوبَهُمْ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ، وَنَجِّهِمْ مِنَ الظُّلَمَاتِ إِلَى النُّورِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِينَ، اللَّهُــمَّ أَغِـثْ قُـــلُوبَنَا بِالإِيمَانِ وَالْيَقِينِ، وَبِلَادَنَا بِالأَمْطَارِ النَّافِعَةِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
👈| للِنْشرِالْخُطَبْ الْمَگتُۆبْة خَآصَّة بِالْخُطَبْاَءْ وروُاَد الْمَنابِرُ
📩▎ أنْشُـرُوهَا واحْتَسِبُـوا الأَجْـرَ بإذن الله فالـدَّالُ عَلَى الخَيْـرِ كَفَاعِلِه .
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
🕌مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ.cc
📩 @Montda_alkotba
─────────────
خطبـــــــة.بعنـــــــوان.cc.
_^(( فلا تدعو مع الله احدا ))^_
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
✒️الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.cc
إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
عِبَادَ اللهِ:
اعْلَمُوا أَنَّ أَعْظَمَ مَا أَمَرَكُمُ اللهُ بِهِ التَّوحيدُ، وَهُوَ إِفْرَادُ اللهِ تَعالَى بِالعِبَادَةِ: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [البينة:5]، وَأَعْظَمَ مَا نَهاكُمْ عَنْهُ الشِّرْكُ بِاللهِ تَعَالى، وَهُوَ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، فَالشِّرْكُ بِاللهِ تَعَالى أَعْظَمُ أَنْواعِ الظُّلْمِ: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]، وَمَنْ مَاتَ عَلَيهِ غَيرُ تَائِبٍ مِنْهُ حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الجَنَّةَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ خَالِدًا فِيهَا أَبَدًا: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]، وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَاتَ وَهْوَ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ» [رَواهُ البُّخَارِيُّ]، وَلِمسلمٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَقِىَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارِ»، وَهُوَ الذَّنْبُ الَّذِي مَنْ لَقِيَ اللهَ بِهِ لَا يَغْفِرُهُ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، وَهُوَ أَعْظَمُ التَّنَقُّصِ لِرَبِّ البَرِيَّةِ وَمُسَاوَاةُ غَيرِهِ بِهِ فِي الأُلُوهِيَّةِ: ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ [الأنعام:1].
أَيُّها المُسْلِمُونَ:
وَلِعِظَمِ خُطُورَةِ هَذَا الذَّنْبِ، وَقُبْحِ عَاقِبَتِهِ وَعُقُوبَتِهِ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ؛ اتَّفَقَ الأَنْبِيَاءُ عَلِيهِمُ السَّلامُ جَميعًا عَلَى النَّهْيِ عَنْهُ وَتَحْذِيرِ أَقْوَامِهِمْ مِنْهُ، قَالَ سُبْحَانَهُ: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل:36]، فَهَذَا نُوحٌ وَهُودٌ وَصَالِحٌ -عَلَيهِمُ السَّلامُ- قَالُوا جَمِيعًا لِأَقْوَامِهِمْ: يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:59]، وَسَارَ عَلَى التَّوحِيدِ وَالأَمْرِ بِهِ، وَمُحَارَبَةِ الشِّرْكِ وَالنَّهْيِ عَنْهُ كُلُّ مَنِ اتَّبَعَ الرُّسُلَ وَسَارَ عَلَى نَهْجِهِمْ مِنَ الصَّالحِينَ الأَتْقِياءِ وَالأَئِمَّةِ الأَولِيَاءِ قَالَ تَعَالَى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف:108]، فَمَنْ أَحَبَّهُمُ اتَّبَعَهُمْ وَاقْتَفَى أَثَرَهُمْ فَوَحَّدَ اللهَ وَأَخْلَصَ الدِّينَ لمَوْلَاهُ.
عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ اللهَ تَعَالى وَحْدَهُ هُوَ المُسْتَحِقُّ لِلْعِبادَةِ فَمَنْ صَرَفَ أَيَّ نَوعٍ مِنْ أَنْواعِهَا الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ لِغَيرِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَلَوْ كَانَ نَبِيًّا مُرْسَلًا أَوْ مَلَكًا مُقَرَّبًا فَقَدْ وَقَعَ فِي الشِّرْكِ بِاللهِ، فَلَا نَتَوجَّهُ بِالدُّعَاءِ إِلَّا إِلى اللهِ وَحْدَهُ، وَلَا نَسْتَغِيثُ وَلَا نَسْتَعِينُ وَلَا نَطْلُبُ المَدَدَ وَالحَاجَاتِ وَدَفْعَ الشَّرِّ وَالكُرُبَاتِ إِلَّا مِنَ اللهِ سبحانه؛ قَالَ تَعَالَى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [الأحقاف:5]، وَلَا نَذْبَحُ وَنَنْذُرُ إِلَّا لِلَّهِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ لِغَيرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ، فَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيرِ اللهِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]، وَلَا نَجْعَلُ بَينَنَا وَبَينَ اللهِ وَسَائِطَ نَدْعُوهُمْ وَنَسْأَلُهُمْ وَنَطْلُبُ مِنْهُمُ الشَّفَاعَةَ كَمَا فَعَلَ كُفَّارُ قُرَيشٍ فَأَنْزَلَ اللهُ
ات والمحرمات؛ منها الصوت والمفاتن والمزامير والخلاعة والمجون، وغير ذلك من المنكرات.
وختاما: أقول لمن يبيع الغناء: إنَّك تبيع حراما، وتنشر فسادا، وتكسب سحتا؛ عن كَعْب بن عُجْرَةَ -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "... إنه لَا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ من سُحْتٍ إلا كانت النَّارُ أَوْلَى بِهِ" [الترمذي برقم614 وصححه الألباني].
فتب إلى ربك، وبع الأشرطة التي سجل فيها الكلم الطيب من كلام الله، وكلام العلماء الصادقين الناصحين، والمواعظ النافعة، والمحاضرات المفيدة، وسوف يبارك الله لك في كسبك، فهو القائل: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب) [الطلاق: 2-3].
ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
بارك الله لي...
الخطبة الثانية:
الحمد لله كما أمر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إيماناً به وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الشافع المشفع في المحشر، صلى الله وسلم عليه وعلى آله، وأصحابه السادة الغرر، ومن تبعهم بإحسان ما أشرقت شمس، وأضاء قمر.
أمَّا بعد:
فاتقوا الله -عباد الله- ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ، واتقوا الله إنَّ الله خبير بما تعملون.
أيها المسلمون: إنَّ أمةً اجتباها الله واصطفاها لتحمل رسالة الهداية للبشرية، وتقود لشاطئ النجاة، والسلامة الإنسانية.
إنَّ أمةً مفروض عليها أن تعيش ذاكرة شاكرة لله، حيث قال لها ربها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) [الأحزاب: 41].
وقال لها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الحـج: 77].
وقال لها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [التوبة: 123].
وقال لها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران: 200].
إنَّ أمةً هذه حالها، وهذه واجباتها، هل يليق بها أن يستمع رجالها ونساؤها الغناء، ويسمعوا الفحش والنطق بالبذاء من القول وخبيث الكلام؟
إنَّ أمةً تناجي ربها، وتقف بين يديه خمس مرات في اليوم والليلة، لا يليق بها أن يستمع رجالها ونساؤها لمزامير اللهو، وأصوات عواهر النساء، وفجار الرجال.
أما يستحي مسلم من الله عندما يجلس وأفراد أسرته أمام دش، أو فيديو، أو تلفاز، وعاهر تغني وترقص، أو فاجر يغني بأقبح الكلمات.
أنَّنا لا نلحق اللوم، ونحمل المسؤولية وسائل الأعلام التي تبث من دول كافرة؛ لأنَّه ليس بعد الكفر ذنب، ولا نرتجي من الكفار أن يبثوا في إذاعاتهم خيراً ولا صلاحاً، ولكنَّنا نحمل المسؤولية في ذلك المسلمين الذين يغارون على دينهم وأخلاقهم ونسائهم وذرياتهم، كيف يليق بهم أن يرتكبوا ما حرم الله، فيستمعوا للغناء، ويسمعون الناس في منازلهم؟
كيف يليق بالمسلمين الذين اعتدي على دينهم وبلادهم، وشرِّد إخوانهم في شتى أقطار الأرض على أيدي الكفار، والذين تشتعل الحروب في أطرافهم، كيف يليق بهم مع ذلك كلِّه أن يلهوا ويغنوا ويطربوا، وهم جرحى مهددون بالأخطار؟
إنَّ اللائق بهم، والواجب عليهم، أن يجدوا ويجتهدوا في حماية دينهم وبلادهم، وصيانة أخلاقهم وأعراضهم، وأن يحفظوا أوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم وأخراهم؛ بعبادة الله، وذكره، وتعلم العلوم النافعة، والجهاد في سبيل الله، ونشر دعوة الإسلام في أنحاء الأرض، فإذا فعلوا ذلك لم يبق لديهم وقت للهوا واللعب، وسماع ما حرم الله.
أيها المسلمون: قد يسأل سأل فيقول: أليس في الغناء ما هو جائز كالذي يروى في السيرة النبوية؟
فأقول: ليس في الغناء ما هو جائز، بل الغناء كله محرم؛ كما تقدم بالأدلة، وأمَّا ما يروا في السيرة من نشيد الأعراب؛ كحداء أنجشة، وسلمة بن الأكوع، ونحو ذلك من الأناشيد والأشعار التي لا بأس بها، فإنَّه مجرد إنشاد وليس بالغناء المحرم، وغير مصحوب بآلات اللهو والطرب، وهو يدعوا إلى الشيم، ومكارم الأخلاق، وإظهار الفرح والسرور والبهجة؛ كفعل الأنصار يوم قدوم النبي -صلى الله عليه وسلم- للمدينة: "طلع البدر علينا.....".
وكذلك الإنشاد عند التنشيط على الأعمال الشاقة بين الرجال؛ كفعل الصحابة بيوم بناء المسجد، وحفر الخندق، وإظهار الفرح والسرور في العيدين، وإنشاد الأشعار التي لا تخرج عن الحكمة والاعتدال والمرؤة، والتي ليس فيها كذب ولا ذم لأحد، فذلك مباح غير ممنوع، فما عدى ذلك فحرام بالإجماع، فيجوز ضرب الدف فقط لإعلان النكاح، مع الغناء المباح المعتاد الذي ليس فيه دعوة لمحرم، ولا مدح لمحرم، في وقتٍ قصير من الليل بين النساء فقط، دون الرجال، وأن لَّا يكون بمقربة من الرجال، ولا
لغزل، ووصف الخدود والقدود، والثغور والنحور، وكل ما يثير الشهوة، ويحرك الغريزة الجنسية، لا سيما وقد قرنت بأصوات المعازف، وأرسلت عبر أمواج الأثير، تغزو كل بيت، وتدخل كل غرفة؛ ليسمعها كل ذكر وأنثى، وكل صغير وكبير.
أيها المسلمون: إنَّ استباحة الغناء وآلاته، والاستماع له إنذار سريع بظهور الفاحشة، وانتشارها وعندها ينعدم الطهر، وينتهي الحياء، ويعم الخبث، وتعلو الوقاحة، وتسوء الأخلاق، ويموت الأدب ويصبح لا فرق بين بيت المسلم وبيت الكافر، وإلى الله المشتكى.
أيها المسلمون: من كان في شك من تحريم الغناء والموسيقى والمعازف ومفاسدها، فليزل الشك باليقين من كلام رب العالمين، ومن كلام الصادق الأمين في تحريمها، وبيان ضررها ومفاسدها، فالنصوص التي تدل على تحريمها والوعيد الشديد لمن استحل ذلك، أو أصر عليه؛ كثيرة مع أنَّ المؤمن الصادق يكفيه دليل واحد من كتاب الله، أو صحيح سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكيف إذا تكاثرت الأدلة على ذلك: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) [الأحزاب: 36].
واسمعوا قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [لقمان: 6-7].
قال المفسرون: لهو الحديث في الآية هو الغناء، وحلف ابن مسعود -رضي الله عنه- على ذلك ثلاثا، فقال: والله الذي لا إله إلَّا هو إنَّه الغناء.
وقال تعالى: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا) [الإسراء: 64].
وأهل التفسير عامة يقولون: صوت الشيطان الذي يحرك به الغرائز والشهوات هو الغناء الحرام، فهل يليق بنا -يا مسلمون- أن ندع كلام أئمة التفسير ونقبل بقول هذا القارئ؟
واسمعوا إلى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يدع مجالا للشك في تحريم هذا الصوت النشاز الخبيث؛ فعن أبي عَامِرٍ أو أبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ: أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لَيَكُونَنَّ من أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ، وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إلى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عليهم بِسَارِحَةٍ لهم يَأْتِيهِمْ، يَعْنِي الْفَقِيرَ لِحَاجَةٍ، فيقولوا: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا فَيُبَيِّتُهُمْ الله وَيَضَعُ الْعَلَمَ وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" [البخاري ج5ص2123 عن هشام بن عمار معلقا ووصله الطبراني والبيهقي وابن عساكر من طرق عن هشام، وصحح الحديث ابن حجر في الفتح وابن القيم في تهذيب السنن وإغاثة اللهفان والألباني في السلسلة الصحيحة برقم91 وقال في تحريم آلات الطرب، ص42 " وهذا إسناد صحيح متصل" وردوا ما قاله ابن حزم حين ضعف الحديث بحجة الانقطاع بين البخاري وهشام].
والمعازف هي آلات اللهو بجميع أنواعها، من عود وطنبور، وقيثار وقانون، وأورق وبيانو ومزمار، وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "يستحلون " دليل صريح على أنَّها حرام وهم يستحلونها.
ثم تأملوا -يا مسلمون- كيف جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بين المعازف وبين ما هو محرم بالإجماع، فقال: "الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِف" وما ذاك إلا دليل واضح على أنَّ الغناء والمعازف حرام، وأنَّها إن لم تكن أسوأ منها، فهي مثلها في المفسدة والحرمة.
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة" [رواه البزار ورجاله ثقات وحسنه المقدسي في المختارة ج6ص189وصححه الألباني في الصحيحة برقم427].
قال ابن تيمية -رحمه الله-: "هذا الحديث من أجود ما يحتج به على تحريم الغناء".
وقال الألباني: "وفي الحديث تحريم آلات الطرب؛ لأنَّ المزمار هو الآلة التي يزمر بها وهو من الأحاديث الكثيرة التي ترد على ابن حزم إباحته لآلات الطرب".
فأصوات المغنين أصوات ملعونة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث نهى عن الصوت الذي يفعل عند النعمة، أي الفرح والعرس، وهو صوت الأغاني والمزامير؛ كما نهى عن الصوت الذي يكون عند المصيبة، وهو صوت النائحة.
فإلى الذين يحضرون المغنين والمغنيات، والمطربين والمطربات، في الأفراح والأعراس -ونحن مقبلون على الإجازة المملوءة بالأعراس- احذروا لعنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وخافوا عقاب الله، ف
يم ا
لمجد روحًا
بأزهارٍ لها مُتضوعاتِ
ولم أرَ للخلائق من محلٍّ
يهذِّبها كحضن الأمهاتِ
فحضن الأمِّ مدرسةٌ تسامَت
بتربية البنين أو البناتِ
وأخلاق الوليد تُقاس حسنًا
بأخلاق النِّساء الوالداتِ
هذه خطوات مختصرة، ولَمحات سريعة مقتضبة، في تربية الآباء والأمَّهات، للأبناء والبنات، نسأل اللهَ تعالى أن يصلح أبناءَ المسلمين، وأن يكتب الخيرَ في كلِّ بيت من بيوت المسلمين.
اللهمَّ من أراد أبناء المسلمين بسوء فاشغله في نفسه، واجعل كيدَه في نحره، وأدرِ الدائرة عليه.
اللهمَّ احفظ أبناءَ المسلمين من كيد اليهود والنصارى وأذنابهم من المنافقين المنحرفين يا قوي يا متين.
اللهمَّ أصلح الراعي والرَّعية، وأعنَّا على أداء كل أمانة أنيطت بنا يا رب العالمين، اللهم آمِنَّا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمةَ وولاة الأمور، يا عزيز يا منان يا غفور.
عباد الله، أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكة قدسه، وثلث بخلقه من جنه وإنسه، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وقوموا إلى صلاتكم.
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
[1] أخرجه مسلم (1631).
[2] لطائف الإشارات؛ للقشيري (3/ 607).
[3] أخرجه البخاري (893)، ومسلم (1829).
[4] أخرجه البخاري (7151)، ومسلم (142) بلفظه.
[5] أخرجه البخاري (1358) بلفظه، ومسلم (2658).
[6] تحفة المودود بأحكام المولود؛ لابن القيم ص (242).
[7] أخرجه أحمد (9840) بلفظه، وأبو داود (1536)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3132).
[8] فيض القدير؛ للمناوي (3/ 301).
[9] أخرجه الترمذي (1905)، وأحمد (8375)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3031).
[10] أخرجه مسلم (3014).
[11] مرعاة المفاتيح؛ للمباركفوري (7/ 350).
[12] جامع العلوم والحكم؛ لابن رجب (1/ 373، 374).
[13] أخرجه البخاري (141)، ومسلم (1434) بلفظه.
[14] أخرجه مسلم (286).
[15] أخرجه البخاري (5997)، ومسلم (2318).
[16] أخرجه الترمذي (3774) بلفظه، والنسائي (1413)، وأحمد (22486)، وصححه الألباني في تحقيق المشكاة (6168).
[17] أخرجه النسائي (1141)، وأحمد (15603)، وصححه الألباني في صحيح النسائي (1140).
[18] أخرجه البخاري (709).
[19] أخرجه البخاري (2586) بلفظه، ومسلم (1623).
[20] أخرجه البخاري (2587).
[21] أخرجه مسلم (1623).
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
📲 قَنـاةُ【️مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ】مِـنْ هُنـ↶ـا:
T.me/Montda_alkotba
👈| للِنْشرِالْخُطَبْ الْمَگتُۆبْة خَآصَّة بِالْخُطَبْاَءْ وروُاَد الْمَنابِرُ
📩▎ أنْشُـرُوهَا واحْتَسِبُـوا الأَجْـرَ بإذن الله فالـدَّالُ عَلَى الخَيْـرِ كَفَاعِلِه .
✺●══🍃◐🌸◑🍃═══●✺
لمسؤوليَّة الكبيرة الملقاة على عاتقنا من تربية أولادنا وإنشائهم نشأة صالحة لا بدَّ من اتباع خطوات مهمَّة نصَّ عليها القرآن، وتكلَّم بها الرسول الكريم، ومضى عليها في حياته، وفعلها الأنبياء والصالحون.
من هذه الخطوات: الدعاء للأولاد بالصَّلاح والهداية والخير، فها هو الخليل إبراهيم عليه السلام يدعو فيقول: ﴿ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]، وقال أيضًا: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40]، ورفع أكف الضَّراعة إلى ربه قائلًا: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ﴾ [البقرة: 128]، وها هم عباد الرَّحمن يدْعون بأن يهب الله لهم ما تقر به أعينهم من الذريَّة الصالحة: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، وزكريا عليه السلام لا يطلب الذرية فقط؛ بل يطلبها مع كونها طيِّبة صالحة: ﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38]، ودعاء الوالد لولده من الدعاء المستجاب الذي يُرجى أن يتحقَّق بإذن الله عز وجل؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث دعوات مستجابات لا شكَّ فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد، ودعوة المسافر))[7].
والله تعالى الذي خلق الوالدَ وجعل فيه الرحمة على ولده، وحبه لفلاح ولده ونجاحه في الدنيا والآخرة، وشفقته عليه من كل ما يؤذيه - جعل دعوته مستجابةً لولده، والوالدةُ رحمتُها وشفقتها أكبر؛ فهي داخلة في استجابة الدعاء من باب أولى.
يعلِّل المناوي رحمه الله سبب استجابة دعاء الوالد لولده: "لأنه صحيح الشفقة عليه، كثير الإيثار له على نفسه، فلما صحَّت شفقته، استجيبت دعوته، ولم يذكر الوالدة مع أنَّ آكدية حقها تؤذن بأقربية دعائها إلى الإجابة من الوالد؛ لأنه معلوم بالأولى"[8]، فدعوة الوالد مستجابة، سواء لأولاده أو عليهم.
ففي روايات أخرى: ((... ودعوة الوالد على ولده))[9].
وكثير من النِّساء إلَّا مَن رحِم الله لا تدع أبناءها إلَّا وقد دعَت عليهم عند الوقوع في الخطأ أو ما شابه ذلك، يقول المباركفوري رحمه الله: "وقد كثرَت وغلبت هذه البليَّة في النساء؛ فإنهنَّ يدْعون على أولادهنَّ عند الضجر والملال"[11]، وقد قال بعض أهل العلم بعدم قبول الدعاء على الأهل عند الغضب مستدلِّين بما استدلَّ به مجاهد رحمه الله، وهو قول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ﴾ [يونس: 11]، يقول ابن رجب رحمه الله: "وأمَّا ما قاله مجاهد في قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ﴾؛ وذكر الآية، قال: هو الواصِل لأهله وولده وماله إذا غضب عليه، قال: اللهمَّ لا تبارِك فيه، اللهم العَنْه، يقول: لو عجل له ذلك، لأهلك مَن دعا عليه، فأماته، فهذا يدلُّ على أنه لا يستجاب جميع ما يدعو به الغضبان على نفسه وأهلِه وماله، والحديث دلَّ على أنه قد يستجاب لمصادفته ساعة إجابة"[12].
ويوجِّه النبي صلى الله عليه وسلم أمَّتَه إلى الدعاء للذريَّة قبل أن تولد؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أنَّ أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهمَّ جنِّبنا الشيطان، وجنِّب الشيطان ما رَزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولَد في ذلك، لم يضره شيطان أبدًا))[13]، وكم حصل من الخير للأولاد الذين فقه آباؤهم وأمَّهاتهم هذا الأمر العجيب الذي هو الدعاء، فكان ذلك سببًا في صلاح دينهم ودنياهم وآخرتهم.
ومن الخطوات التي يحرص عليها في تربية الأولاد، وينزل من المنبر وهو يَخطب بالمسلمين عندما رأى الحسنَ والحسين يَمشيان ويتعثران، فلم يَصبر على هذا المنظر؛ رحمة بهم، وحبًّا لهم.
فعن أبي بريدة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَخطبنا، إذ جاء الحسن والحسين عليهما قَميصان أحمران يَمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: ((صدَق الله: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ [التغابن: 15]، فنظرتُ إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبِر حتى قطعتُ حديثي ورفعتهما))[16].
بل يطيل السجود صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ الحسين رضي الله عنه قد ركب على ظهره، فعن عبدالله بن شداد عن أبيه قال: "خرج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حاملٌ حسنًا أو حُسينًا، فتقدَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم
ينَ:
لَقَدْ وَعَدَ اللهُ بِالزِّيَادَةِ لِمَنْ شَكَرَ؛ فَالشُّكْرُ سَبَبٌ لِدَوَامِ النِّعَمِ وَنَمَائِهَا؛ قَالَ تَعَالَى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم:7]، وَهُوَ أَيْضًا سَبَبٌ لِرَضَى الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا عَنْ عَبْدِهِ ؛ قَالَ تَعَالَى: وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ [الزمر: 7].
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]، قَالَ الْقُرْطُبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: (وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ شُكْرَ النِّعْمَةِ وَإِنْ قَلَّتْ سَبَبٌ لِنَيْلِ رِضَا اللهِ تَعَالَى).
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَعَدَ مَنْ أَطَاعَهُ أَجْرًا كَرِيمًا، وَأَعَدَّ لِمَنْ عَصَاهُ عَذَابًا أَلِيمًا، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إِقْرَارًا بِهِ وَاعْتِرَافًا لَهُ وَتَعْظِيمًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا.
أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ -عِبَادَ اللهِ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ، وَمَنْ عَصَاهُ أَذَلَّهُ وَأَخْزَاهُ، وَمَنْ أَطَاعَهُ أَكْرَمَهُ وَأَوْلَاهُ؛ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا [الفتح:17].
عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ مِنْ شُكْرِ اللهِ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ أَنْ نُرَاقِبَ اللهَ فِي هَذَا الْوَطَنِ عَلَى هَذِهِ النِّعَمِ، وَأَن لَّا نَبْطَرَ أَوْ نَسْتَعْلِيَ عَلَى أَحَدٍ، وَأَنْ نَبْتَعِدَ عَنْ مَظَاهِرِ الْإِسْرَافِ وَالتَّبْذِيرِ، وَإِنَّ مِنَ الشُّكْرِ أَيْضًا: أَنْ نَعْمَلَ فِي خِدْمَةِ هَذَا الْوَطَنِ، وَأَنْ نَجْتَمِعَ حَوْلَ وُلَاةِ أُمُورِنَا، وَأَنْ نُحَافِظَ عَلَى أَمْنِهِ وَاسْتِقْرَارِهِ.
وَاحْرِصُوا -رَحِمَكُمُ اللهُ- عَلَى الْأخْذِ بِالنَّصَائِحِ وَالتَّوْصِيَاتِ الصِّحِّيَّةِ، وَالْتِزَامِ الْإِجْرَاءَاتِ الاحْترَازِيَّةِ، كَلُبْسِ الكِمَامَاتِ، وَتَعْقِيمِ الأَيْدِي عِنْدَ الدُّخُولِ إِلَى المَسْجِدِ وَالخُرُوجِ مِنْهُ، وَعَدَمِ مُصَافَحَةِ الآخَرِينَ، وَكَذَا التَّباعدُ بَينَ المُصَلِّينَ فِي الصُّفُوفِ بِحَسَبِ مَا هُوَ مَوضُوعٌ فِي كُلِّ مَسْجِدٍ، وَإِحْضَارُ كُلِّ مُصَلٍّ سَجَّادَتَهُ مَعَهُ إِلَى المَسْجِدِ ثُمَّ رَدُّها مَعَهُ إِلَى البَيتِ، وَعَدَمُ الاقْتِرَابِ مِنَ الآخَرِينَ أَثْنَاءَ الدُّخُولِ وَالخُرُوجِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ وَصَحْبِهِ الأَبْرَارِ، وَاحْفَظِ اللَّهُمَّ بَلَدَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ شَرِّ الأَشْرَارِ وَكَيْدِ الْفُجَّارِ، وَشَرِّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنَّا الْغَلَاءَ وَالْوَبَاءَ وَالْبَلَاءَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِينَ، اللَّهُــمَّ أَغِـثْ قُـــلُوبَنَا بِالإِيمَانِ وَالْيَقِينِ، وَبِلَادَنَا بِالأَمْطَارِ النَّافِعَةِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ, إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ.