اللهم لا تعذب عبدا ارشد العباد إليك، ودلهم عليك، وحببهم فيك، واختم لنا بالسعادة أجمعين ♡♥
أساس المسلم أنه يَنظُر إلى نفسه، هل مجتهدة في حب الله، ونفسُها تَلومُها على تقصيرها، أو من الطبع المُتكاسل الذي لا يهمه شيء؟
فإذا لم تَلمني نفسي على تقصيري، إذًا قلبي بارد لا يعرف معنى العبادة جيدًا.
المسلمُ يَجب أن تكونَ عنده نفسٌ تَلومُه على تقصيره، ولا تَترُكه، وتُكرِّر له مرارًا وتكرارًا: "لماذا أصبحت على هذه الحال؟، أين عينكَ التي تُريدُ النظرَ إلى وجه ربِّ العالمين؟، فالله -الكبير المتعال- شَرعَ لنا الصلاةَ خمسَ مرات في اليوم؛ كي نقف بين يديه، وندعوه، ويَغفِرلنا، ويُصلِح أحوالنا، وبعد ذلك ننسى الصلاة!
أين حُبكَ لربِّ العالمين، الذي خَلقكَ في أقومِ صورة؟، ربنا قال في الحديث القدسي: (ما زال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه)".
يُصلي العبدُ الفروضَ، ويَزيدُ عليها النَّوافل؛ لأجل حبهِ الصَّادق لله.
يا صديقي، الالتزام بالزي الشرعي لا يَكفي، وغض البصر لا يَكفي، وطاعة الوالدين لا تَكفي، وَجب عليكَ أهم وأفضل شيء -الصلاة- بدونها لا تَصلُح الأعمال، ولا تُوفَّق إلا بالصلاة؛ فهي عمود الدين بينكَ وبين ربِّك، ليس هناك صلاة أفضل من صلاة، كلها واحد، والصلوات كلها مواضع استجابة للدعاء.
عُد لربك، عُد لربك يا صديقي، لا تَخسَر نفسكَ يوم القيامة، يوم القيامة صعب جدًا -يوم الوقوف بين يدي الله؛ للحساب-.
واعلم يا صديقي، أني أُواجِهك بكلام أَقوله لنفسي، وأَلوم نفسي على أي تقصير.
وانتبِه، أنَّ الله قد اَطلعنا على أول سؤال، وهي الصلاة، بماذا ستُجاوب؟، نسيت!
هناك حاجز، إذًا حارِب هذا الحاجز، وقل: "يارب، جئتُكَ، وقد بلغَ الضَّعف، وقلة الحيلة مني؛ فأعنِّي بقوتِكَ وقُدرتِك".
اِحذر من الخسارة في هذا الامتحان؛ لأنه أساس إسلام المسلم، وانقياده، وطاعته لله -عز وجل-.
لهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها، فقد كفر)
اِحذر، من أن تكون ممن تركوا الصلاة؛ لعدم انتظامهم عليها، الموت لا يَنتظِر أحدًا، والفتنة كذلك.
بيدكَ فرصةً عظيمة، تَستطيع اِنقاذ نفسكَ بها وهي: التوبة، باب الله -الغفور الرحيم- مفتوح لكِ دائمًا، ما دامت الشمسُ لم تُشرِق من الغرب؛ فلا تَيأس، واصبر، إنَّ الله مع الصابرين.
ك. مريم طارق بدوي
#المُتديِّن
ليس منطقيًّا أن تكوني مسلمةً تَوحِّدينَ الله -عز وجل-، وتَعصين الله في أبسط الأمور؛ فتَضعين موسيقى على صورتكِ -وأنتِ منتقبة بنقاب العفة، والجلال-، وتَنشُرينها بين العامةِ، وأنتِ تَتمايلِين فيها، وتُمثِّلين الأغنية بيدكِ، أليس عيبًا عليكِ ألا تأخذي بأبسطِ الأسباب؛ لاتباع أبسط أوامرِ الله -عز وجل-: (وَلا تَخضَعنَ بالقَولِ؛ فيَطمَعَ الَّذي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ)!
ك. مريم طارق بدوي
#المُتديِّن
الانشغال بنفسك لتقومها وتهذبها أولى من الانشغال بالناس وأحوالهم.
رمضان قادم، رجب ولّى، شعبان محطتك الحالية.
مفيش حاجة اسمها الوقت فات، لا يزال شعبان في يدك، وبيدك تحسن غرزك وبيدك تميته.
اللي تركز عليه دلوقتي ولا بد، إنك تولي نفسك بالنصح بدلا عن الناس اللي مركز معاهم أو بتستهلك نصايحك في استجلاب اهتمامهخ.
كثير من الصالحين أو الناصحين بيعمل كده دون ما يدري، ينصح كتير جدا وميكونش من نصيبه أي نصيحة من اللي بيبادر بهم للناس.
بالعكس، بينقلب الموضوع معه إلى شوية تفاعل والسلام، وده للأسف عين الرياء.
مش بقولك امتنع خالص عن النصح، ولكن تخفف، واشتغل على نفسك اليومين دول، عايزك تدخل على رمضان بقلب حاضر صحيح إن شاء الله، خالي من شوائب الدنيا على قد ما تقدر.
ك. إسلام منصور
في هذا اليوم التاريخي...🎉
أنشودتنا المباركة:
"فَــجْــرُ عــزِّ للرِّجَــالِ" 💥
كلمات د/أحمد العربي
اللهم انصر الإسلام والمسلمين
تُحاوِلُ أن تَكونَ جيدًا مع رَبِّك، ولا يَدعُكَ النَّاسُ من أَنظارِ نُفوسِهم أن تَخشَعَ في ذلك، ولا تَستطِيعَ أن تَنعَمَ بعبادتِكَ بعيدًا عنهم، حتى سَخرَ الذين في قلوبهم مرضٌ من أفعالِك؛ فأقول لكَ من موقعي هذا: "لا تُشغِل نَفسَكَ بهم، وأعرِض عنهم، وقُل لهم قولًا كريمًا".
#المُتديِّن
ك. مريم طارق بدوي
١- إذا غَضبتَ؛ فلا تقل: "تَعسَ الشيطان"؛ لأن ذلك سيجعله يَظن أنه في رفعة شأن، ويقول: "صَنعتُ ذلك بقوتي"، بل، قل: "بسم الله الرحمن الرحيم"، وذلك يَجعله يتصاغر، حتى يُصبح بحجم الذُّباب.
٢- تُستَحبُّ قراءة البسملة عند بداية الوضوء، وإذا لم يقرأها؛ فوضوءه صحيح.
#فوائد_في_التفسير
#المختصر_في_تفسير_ابن_كثير
قال النبي ﷺ:
"أكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي"
وقال النبي ﷺ:"إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة"
عجيب جداً هذا التناقض !
أم أنه يقرأ سورة الإخلاص ليل نهار فقط لأنها قصيرة وسهلة الحفظ
وهو حتى لا يفهمها ؟!
#أبا_معاذ
" أرى أنك مازلت مستيقظة "
" لقد غادر النعاس عيناي و أشعر بالضيق "
قطب حاجبيه وسألها بإرتياب وشك
" ما خطبك يا صوفيا صارحيني! "
وضعت رأسها على صدره و قالت
" لقد غفوت بعد صلاة العشاء قليلا و حلمت بحلم أفزعني و بث الرعب في قلبي تعوذت من الشيطان وقرأت المعوذتين حتى غادرني الخوف و ارتحت قليلا لكن تعلم أني أقلق كثيرا "
مسح بيده على شعرها الأسود الطويل و رد عليها مطمئن
" لا تخافي بإذن الله كله خير إنها مجرد أحلام "
" إن شاء الله "
ابتسم بعد أن وجد حل ليزيح ضيقتها
" ما رأيك أن نخرج لنمشي قليلا ؟ "
بادلته الإبتسامة وقالت مرحبة بالفكرة
" أنت محق دين سألبس حجابي بسرعة و آتي "
" إبقي هنا و سأتي لك أنا بثيابك "
" حسنا أحضر لي الحجاب ذي لون الأخضر "
أومأ لها ثم ذهب للغرفة وفتح الخزانة يستخرج منها ما طلبته منه .......
غادرا بعدها سويا بسيارة دين إلى أحد الأماكن التي كانت مضاءة ليلا لقد تعودا على المجيأ لها دائما في مثل هذا الوقت من اليل
ركن السيارة ثم فتح باب زوجته التي لفت يدها حول ذراعه ومشي سويا داخل الحديقة الكبيرة و الواسعة
رفعت رأسها لسماء التي اكتسحها اللون الأسود ورصعتها النجوم كأنها ألماس و نبست
" السماء مليئة اليوم بالنجوم "
رد عليها مغازلا
" و من حظي أن نجمة موجودة معي الآن "
ضحكت ثم قالت
" تذكُر أول مرة أتيت بي لهنا "
" وكيف أنساها مازال وجهك الباكي أمام ناظري "
شعرت بالإحراج و قالت مبررة
" كُنت أحسبك متشددا و قاسي "
" سامحك الله يا زوجتي في سوء ظنك بي "
ضحك الإثنان حتى قاطعهما رنين الهاتف
" من يادين ؟ "
" إبراهام "
أجابها ثم رد عليه
" السلام عليكم يا إمام دين "
" وعليكم السلام إبراهام "
" أين أنت الآن ؟ "
نظر لصوفيا ثم أردف
" أنا برفقت زوجتي نمشي سويا بالخارج "
سأله الآخر
" بهذا الوقت المتأخر من اليل "
" نعم "
" وماذا قصر النهار بحقك "
" ألا تعلم أن النبي إذا كان ليل سار مع عائشة رضي الله عنها صحيح أنها ليست سنة ولكن الرسول صلى الله عليه و سلم قدوة نقتدي به "
" أنت محق بهذا يادين دائما ما أتعلم منك ما أغفل عنه"
" جميعنا نتعلم في هذه الدنيا "
أنت محق دين و الآن لن أطيل عليك أكثر وسأتركك "
قاطعه متسائلا
" هل تحتاجني في أمر يا إبراهام ؟ "
" كان هناك سؤال يشغلني و دعنا نأجله لغد أفضل "
" حسنا نلتقي غدا "
أغلق الخط بعد أن ودعه ثم جلسا على المقعد و بقي صامتين يتأملان إبداع الله في خلقه
" دين "
" نعم "
" إذا قدر الله وتوفيت أثناء الولادة هل ستتزوج من بعدي "
رد عليها معاتبا
" ماهذا الكلام الذي تقولينه صوفيا تفائلي الخير و لا تقولي مثل هذا القول مجددا لأني والله سأعتب عليك "
" كان مجرد سؤال دين "
" قلبي ينبض بكِ و باسمك كيف أعيش إذا توقف النبض يا صوفيا "
إتكأت برأسها على كتفه و بصوتها الهادئة نطقت
" إهدأ لن أكرر هذا السؤال أعدك "
❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️
| صحا إفطاركم و رمضانكم مبارك🥰 |
| ما رأيكم بالفصل🤍 |
| إلياس🥀 |
| آفرا والقرآن 🕋|
| بالمناسبة دين و صوفيا لديهما رواية كان من المفترض أن تنزل هي الأولى لهذا الشهر 🤭|
| ما رأيكم بفتح مجموعة إنستغرام🤔 |
| الموافقين يتواصلون معي بالأنستغرام😘|
| ليقرأ بدون متابعة لا تنسى تابعني 🫠|
|أتمنى أن أرى إبداعكم في تصميم لرواية 🥀|
| لا تنسوا فلسطين و مايفعله الكيان 💔|
في غرفة العناية المشددة كان نائمًا على سريره جسده مربوط بعدة أجهزة طبية تدل على وضعه الحرج
رمشت عدت مرات تستوعب مظهره ثم تقدمت منه تمسك يده كان باردا لدرجة أنه جعلها تخاف من هذا نبست عند رأسه
" خالي جيوفاني"
ناداها لكن بصوت منخفض جدا
"آفرا "
" أنت مستيقظ "
" كُنت بانتظارك "
شدت على يده بقوة بينما أكمل خالها
" لا تقلقي علي سأكون بخير آفرا "
" كيف حصل لك هذا "
نطق بصعوبة يجيبها
" إنه الكِبرُ ألا تعلمين هذا "
إنسابت أول دمعة رغم عنها فهو خالها المتبقي لها من عائلتها
" لا تبكي أيتها الجبانة فأنا طلبتك لأمر مهم "
" تكلم أن أسمعك "
أشار لها بيده الأخرى بأن تقترب منه ففعلت ذلك ليسترسل هو الحديث
" لقد أعدت لك حقك يا آفرا و الآن ستذهبين مع ليديا و تعطيك أوراقك "
" أعتقد أن هذا ما أتعبك "
" لا تفكري في هذا أبدا "
كانت ستعترض لكن الممرضة قاطعتها منبهة
" لقد انتهى وقت الزيارة يا آنسة "
" لحظة من فضلك "
أمسكت ذراعها و قالت
" هذا لصحة المريض سبعة دقائق كافية تفضلي معي "
غادرت برفقتها لتتقابل مع ليديا التي كانت تقف مع الطبيب و تتحدث معه بهدؤ تقدمت منهما لتستفسر عن وضع خالها ولشدة قلقها الذي لم تكن تظهره دخلت مباشرة في الموضوع دون أن تلقي التحية
" أيها الطبيب هل وضع خالي حرج و كيف حصل له ذلك ؟ "
تفاجأ من سؤالها و طريقة طرحه لكن ليديا نظرت له و أردفت
" إنها ابنت عمتي "
أومأ برأسه ثم قرر إجابتها على سؤالها
" السيد جيوفاني أُصيب بسكتة قلبية وضعه كان حرج لكن سيطرنا على الوضع وفسرت حالته للآنسة ليديا أكثر لا داعي للقلق "
نظرت للخلف للمقاعد ثم سارت نحوهم فأقدامها لم تعُد قادرة على حملها من هولِ الصدمة إتكأت برأسها على الحائط خلفها بعدم تصديق خالها الذي ساندها ودعمها في حياتها إنه الشخص الذي لعب دور الأب في حياتها تذكرت كيف كان يشرف على أخذ والدتها للمستشفى
و كيف كان يدفع من ماله أحيانا حين يرفض والدها الدفع عادت بها الذاكرة إلى اليوم الذي طردها به والدها
لقد استقبلها خالها في بيته لسنة كاملة ودفع أقساط الجامعة حتى أنه هو من دبر لها الوظيفة والبيت الحالي أيضا
جلست بجانبها ليديا و وضعت يدها على ذراع آفرا
" سيكون والدي بخير "
" كيف حصل معه ذلك ؟ "
" لا أعلم "
تنهدت ثم أضافت
" لقد طلب مني أن أعطيك أوراقك "
" ليس الآن يا ليديا "
لم تشأ إزعاجه فوافقتها مردفة
" حسنا لك هذا "
****
المسجد :
كان يضع رأسه على السجادة ويدعو بينه وبين نفسه يدعو خالقه الذي يسمعه فقط
" اللهم إن الحب رزقٌ و أنت رزقتني حبها يارب إني أُشهدك أني أريدها في الحلال فوفقني يارب و اكتبها من نصيبي اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه إجمع بيني وبين مريم "
رفع رأسه ليؤدي التحية ثم سلم وراح يذكر الأذكار رفع يديه يدعو أيضا بمريم لقد أحبها حبٌ عفيفًا لا يعلم به غير الله حتى هي لا تعلم به .... منذ أشهر أصبحت تسيطر على دعائه يدعو أن تكون نصيبه و أن يحسن الله من وضعيته المادية ليسهل الله له طلب يدها من أهلها ... قرر المحاربة بالدعاء لكسبها بدل مصارحتها و أخذ طريق الضلالة الخطأ فمريم شقيقة صديقه الذي بمنزلة أخيه ولن يُقبل على خطوة تغضب الله قبل صديقه إبراهام واثق أن الله سيستجيب له فهو من قال أدعوني أستجب لكم
" آراك أتيت مبكرا وسبقتني "
نظر خلف كتفه ليجد إبراهام ابتسم له ورد
" قررت اليوم أن أسبقك أيها الزاهد "
جلس بمحاذاته
" لا مانع في ذلك يا إلياس"
" كيف سار التسجيل معك "
" لقد كان جيدا وسجلت اليوم النصف الأول من سورة البقرة "
أكملا مع بعض دردشتهمت البسيطة إلى أن دخل دين وصعد المنبر فاستغرب الجميع ذلك لأن وقت صلاة العشاء مازال مبكرا لكن يبدوا أنه سيقول أمرا مفرحًا فوجهه كان ضاحكا مبشرًا
" السلام عليكم و بسم الله الرحمان الرحيم وصلاة و السلام على أشرف المسلمين أحمل لكم اليوم طلبا من أحد الموجودين يريد دعائكم قال لي اليوم أحد يا إمام إني أحببت فتاة سرًا و أطلبها يوميا من الله و انتظر الوقت المناسب لطلبها و لكن مستواي المعيشي أدنى من مستواها فدعو لي أنت و المصلين أن يرزقني الله و أن يجعلها في قسمتي و نصيبي فرفعو أياديكم ودعو لأخيكم بظهر الغيب ولكم أجر لذلك و تسهيل له "
بدأ المصلين بالهمس من بينهما إبراهام الذي قال لصديقه
" ليجمع الله بينهما في حلاله والله إنه رجل ذو أخلاق لجأ لباب الله "
هز رأسه موافقا ونبس
" آمين "
هذه الكلمة الوحيدة التي قالها و بكل هدؤ عكس قلبه الذي يرفرف فرحا فالمصلون يدعون له و إبراهام شقيقها يدعو أيضا صحيح أنه أحس ببعض من الخجل من صديقه ولأن المقصودة أخته لكنه لا يفعل الحرام
" ما هذا أيها الإمام إذا كان يحبها فليتقدم لها بدلا من عصيان الخالق بسبب الحب "
حدق دين بتعجب بالشخص الذي تكلم بتعصب ورد عليه
" وهل الذي يحب يعصي الخالق ؟ "
"ࢪِوايَــ🩵ـات تُـࢪضِــ♡ــيه ﷻ"
|صِراطٌ مُستقِيم🚀🤍|
الفصل"4"
الفصل الرابع : الحب ليس حرام
*****
« إن بعد العسر يسر ... فلا تخشى من تدبير الله »
....................................
وضعت البطاقة في الآلة المصرفية لتسحب مالها والذي هو راتبها لشهر سبتمبر...... غادرت المكان لتقف عند محطة الحافلات وبدأت بعدِي أموالها و تقسيمها على حاجياتها داخل عقلها مثل العادة و نتيجة كانت أن مالها سيكفي لهذا الشهر إذا إلتزمت بالخطة المرسومة في رأسها فتحت حقيبة ظهرها و رمت البطاقة بإهمال و أموالها في الجيب الداخلي لمحت القلم الذي أعطه لها ذلك اليوم و أول ماخطر ببالها هو ملامح وجهه الرجولية المميزة ... أخرجته تضعه بين قبضة يدها وأغلقت الحقيبة لتستقل الحافلة بعدها ....
سارت نحو المدرج و هي تتوقع أن تجد ذلك الطالب يقرأ مثل عادته لكن خاب ظنها عندما دخلت ولم تجد أحد و يبدوا أنها الأولى إحتارت أين تجلس و بعد مدة من تفكير أخذت المقعد الأمامي مثل ذلك اليوم .... مرت لحظات قليلة ودخل إبراهام بهيبته الرجولية صُدم قليلا لأنه وجد من سبقه هذه المرة و الأكثر أنها تنظر له بدون حياء و كأنها كانت تنتظره استغفر ربه ونبس مثل عادته
"ربي أدخلني مدخل صدق و أخرجني مخرج صدق"
كانت هي تضم ذراعيها إلى صدرها وتراقبه رفعت حاجبيها عندما توجه للجهة الثانية من المدرج وجلس في المقعد الثاني هل غير مكانه بسبب أنها أمامه بدأت قدمها اليمنى بالإهتزاز بسرعة شدة قبضتها على القلم حتى أنها كادت أن تكسره هل يتهرب منها ماذا يتقصد بتحاشي هذا لقد زودها فهي ليست فيروس قاتل عليه تجنبه تنهدت و إستقامت من مكانها تعدل قميصها الأسود قبل أن تتوجه إليه ...
توقفت عندما أغمض عينيه وبدأ بترتيل القرآن
« أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ » الزمر / 9
تجمعت الدموع حول أهدابها لا تعلم لماذا لكن هو السبب بالتأكيد ... تساءلت هل هذه تعويذات أو طلاسم سحر تخرج من حنجرته كلماته غير مفهومة لكن ماهذا الصوت الذي يبث السكينة في الفؤاد لقد رجف قلبها هذه المرة غير كل مرة لقد تأثرت اليوم لدرجة أن أذانها لم تكتفي و طمعت في أن تسمع المزيد إقرأ أيها الشاب و روي فؤادها أو قُل لها سرك الشافي ....
أخرجت من أعماقها زفرة طويلة تحمل مشاعر مختلفة تراجعت خطوة للخلف لكنها توقفت عندما نظر لها بأعينه العسلية فابتسمت له لا إراديا توقعت منه أن يبادلها لكنه عكس ذلك أشاح وجهه ولفه للجهة المعاكسة
لقد أهانها بفعلته إعتقدت أنه مختلف عن الناس لكنه مثلهم يحاول تجاهلها بطريقة مهينة ... كسر كبريائها بفعلته هل تستحق هذه المعاملة بنظره وسط أفكارها المتضاربة وجدت نفسها تقف أمامه أجل أخذتها أقدامها لم يكن يفصل بينهما سوى الطاولة ارتفع حاجبها بسخرية عندما لم ينظر لها رغم معرفته بوجودها كان خافضا لبصره فحسبت أنه نوع من التجاهل المحترم ربما ....
وضعت القلم الذي أعاره لها على الطاولة و نطقت بإستهزاء
" إرفع رأسك و انظر إلي على الأقل "
نزعت نظاراتها الطبية ببعض من الغضب وانقبض جبينها بعدم الرضا
" هل وضعك هذا يعجبك .؟"
لفت وجهها للجهة الثانية تتهرب من الرد و تخفي الدموع التي تجمعت
لحظات من صمت مرت ولم يكسرها سوى صوت المرأة حين سألت بهدؤ
" من فضلك هل نستطيع إخراجها اليوم ؟ "
تنهدت الطبيبة بقلة حيلة
" بتأكيد حتى يمكنها الخروج بعد أن ينتهي المغذي لكن لا تنسي أن تفكري بالموضوع يا آنسة "
غادرت الغرفة بعد انهاء كلامها رفقت الممرضة وحقا شعرت بخيبة أمل لأنها تشفق على فتاة مثل آفرا فيبدوا أنها ضائعة و لا تعرف مصلحتها حتى .....
" يمكنك أن تذهبي "
" لا سأنتظرك و أوصلك بنفسي لبيتك "
" يمكنني طلب سيارة أجرة "
" رجاءً لا تجادلي فأنت بتأكيد مازلت متعبة "
أغلقت عيناها ووضعت ذراعها فوقها وكان هذا نوع من الموافقة الغير مباشرة
" آفرا النعمة و الجمال "
أزاحت ذراعها قليلا لتنظر لها بزاوية عينها فأضافت الأخرى وعلى ثغرها ابتسامة لطيفة
" أليس ذلك معنى إسمك ؟ "
عادت لوضعيتها معيدة الظلام لمقلتيها وكأنها لا تبالي بذلك لذا قررت الأخرى الإفصاح عن إسمها
" بالمناسبة إسمي صوفيا "
ردت عليها بسخرية
" المحبة للحكمة "
عقدة ذراعيها و ابتسمت
" أجل هذا معنى إسمي "
******
نزع حزام الأمان و ترجل من السيارة رفقت دين الذي تقدم منه و وضع يده على كتفه قائلا
" هذا مكتب السيد جايكوب "
أشار بيده للمبنى الكبير و المعلق عليه لافتة كتب عليها أستوديو جايكوب لتسجيلات القرآن الكريم....
" إن رؤيته من الخارج تشرح النفس "
" وهو كذلك من الداخل لا تقلق "
خطى بخطواتهما الرزينة لداخل و إستقبلهما مساعد جايكوب الذي رحب بهما و أكد لهما أن سيده كان في انتظارهما ...
قناة روايات ترضيه لـ مريم طارق
دلف لداخل بعد أن طرق إبراهام الباب و سمع صوته يأذن لهما ... نطق كلاهما
" السلام عليكم "
وقف من كرسيه و سار بإتجاههما يصافح دين ويعانقه
" أهلا بالصديق الغالي "
" شكرا لك يا أخي "
نظر لإبراهام ببهجة ثم مد يده يصافحه
" نورت مكتبي أيها الشاب "
" بارك الله فيك يا سيد جايكوب "
أومأ له ثم قال وهو يشير للأرائك
" تفضلا بالجلوس "
التف هو حول مكتبه و فتح زر سترته الكلاسيكية الزرقاء و جلس على كرسيه مسترسلا
" والله لا تصف الكلمات شعوري بالسعادة لحضوركما "
وضع هاتفه على الطاولة أمامهماو أردف
" هذا من لطفك يا جايكوب "
دخل مساعده و في يده صينية عليها أكواب عصير قدمها لهم ثم انسحب و غادر
" إذن يا إبراهام حدثك دين عن عملنا "
" نعم وقد قبلت به و سرني عرضك و إختيارك لي "
شبك يديه فوق سطح المكتب وقال
" صدقني أني يوم سمعت صوتك ما استطعت أن أخرجه من دماغي صليت المغرب خلفك و انتظرت في المسجد حتى العشاء ودعوة الله أن تكون أنت من تصلي بنا و اسمع ترتيلك للقرآن من جديد "
نظر لدين و ابتسم ثم أكمل
" لقد اتصلت به في وقت متأخر و طلبت منه أن يخبرني عنك ولم يقصر في مدحك حتى أني أحببتك دون أن أحدثك "
رفع دين سبابته و تكلم مبتسمًا
" و ليشهد الله أني ماقلت سوى الصدق فهذا الشاب نعمة التربية والأخلاق "
شعر إبراهام بالإستحياء و أردف
" نّعم الرجلين و نِعم من يحبني و من يمدحني "
فتح جايكوب درج المكتب و أخرج ملف أصفر الون و قدمه لإبراهام
" هذا العقد إقرأه و من ثم وقعه لنستهل في عملنا "
أومأ له ثم فتحه يقرأ الأوراق اعتلت الدهشة ملامحه عندما رأى المبلغ المالي المقدم له واصل القراءة ولم يجد أي إشكال فيه ... أغلقه واضعًا إيه على المكتب
" ما رأيك يا إبراهام ؟"
" سيد جايكوب العقد صيغ بشكل جيد وسأوقعه "
حمل الآخر القلم ليعطيه له لكنه قال له قبل أن يمسكه
" لكن لدي شرط "
قطب حاجبيه بتعجب
" ماذا وما هو شرطك؟ "
" المبلغ ضخم جدا و أنا جُل ما أريده هو الأجر و الثواب و إن هذا ليس رياء والله ولكن الحمد لله ربي أنعم علي و هناك من هم بحاجته لذا الأرباح ستذهب نسبة 15 بالمئة لجمعية السيدة صوفيا زوجة أخي دين و 75 بالمئة تذهب لتبرعات أهل غزة فهم أحق بالمال أما ما تبقى فهو لمؤسستك ودعمها أكثر "
طبطب دين على كتفه
" بوركت يا إبرهام في كل مرة تبرهن لي أنك إنسان ناضج و عاقل بما يكفي "
ابتسم جايكوب و أومأ برضى فقد كان يريد أن يختبر إبراهام ويرى رد فعله حول المبلغ الضخم و أبهره في رده المتواضع و شعر بإحراج مع نفسه لأنه قام بهذا الفعل ...
" لقد بينت لنا معدنك و هذا الشرط إعتبر أنه تم "
أخذ القلم ووقع العقد بكل راحة و سعادة مد بعدها جايكوب يده له يصافحه و من ثم دين الذي قال
" مبارك علينا هذا الأمر الخير "
" مارأيك أن تتلو علينا بعض الآيات بصوتك "
" لا مانع في ذلك بالطبع "
سعل لينظف حلقه ثم عدل جلسته للقراءة وبدأ بتلاوة الآية العاشرة من سورة فاطر
لا تَبتئِس، لا تَمل، لا تَسأَم، وابحث عن الجيِّد في حياتكَ، وتَمسَّك به؛ فكلُّ شيء هالكٌ إلا وجه ربِّ العالمين.
ك. مريم طارق بدوي
#سطور_طفيفة
أصبَح المسلمُ مسلمًا شكليًا بما يَفعلُه ويَقولَه، ولا يُراعي نظَر الإلهِ إليه، بل، أصبَح يَستَخِف بذلك، حتى أوكَل الله إليه نفسَه؛ فلا يَفرحُ تمامَ الفرحِ عندما يُرزَق بشيء يُريدُه، ولا يَحزَن حزنًا شديدًا عندما يَخسَر شيئًا عزيزًا عليه، بل، أصبح غير آبهٍ لأي شيء، يَعيشُ فقط بفراغ الحال والنَّفس، وهذا ما أُسميهِ -اللامبالاه-.
انظر يا عبدَ الله حولَكَ بتَمعُّنٍ، وتَفكَّر فيما خلقَ الله، اشغِل نفسَكَ وروحكَ بما يُفيدُها؛ فالدنيا ليست باقية كالآخرة.
ك. مريم طارق بدوي
#المُتديِّن
السحر حرام .. وحرام تصديق أهله .. والسحر من السبع الموبقات ومنه ما هو كفر بالإجماع
ولقد قال الشيخ ابن باز عن كتب السحر:
«لا يجوز لطالب العلم ولا غيره أن يقرأها أو يتعلم ما فيها وغير طالب العلم كذلك ليس له أن يقرأها ولا أن يتعلم مما فيها ولا أن يقرأها لأنها تفضي إلى الكفر بالله فالواجب إتلافها أينما كانت وهكذا كل الكتب التي تعلم السحر والتنجيم يجب إتلافها»
فـ علقوا القلب بالله ولا تخافوا من السحر ولا الساحر فـ والله لو اجتمع سحر الإنس والجن على أن يضروا أحد لن يضروه إلا بإرادة الله ولو أرادوا أن ينفعوا لن ينفعوا إلا بإرادة الله فما دام انت وقلب مع الله فلما الخوف!!!
قال النبي ﷺ:
"أكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي"
وقال النبي ﷺ:"إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة"
«رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ»
د. أحمد العربي
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حياكم الله جميعاً 🌿 🌿
تعلن منصة أصول المتعلم لإتقان العلم الشرعي عن بعد
عن فتح باب الالتحاق بدفعة المسار المنهجي د١
وذلك بداية ؛
من يوم السبت الموافق ١٨ رجب ١٤٤٦ هـ
الموافق السبت ١٨ يناير ٢٠٢٥
ويغلق باب التسجيل في تمام الساعة التاسعة مساء يوم
الجمعة الموافق ٢٩ شعبان ١٤٤٦
الموافق الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠٢٥
إليكم رابط استمارة الالتحاق
https://docs.google.com/forms/d/e/1FAIpQLSeAJubhhScDc6olE-9LnibZA7fCEaSdWX-9YodJM4n5mfS9Uw/viewform?usp=header
‼️ انتبه تجد رابط قناة الدفعة بالتليجرام بعد إتمام التسجيل والضغط على إرسال
لا تنسوا الدال على الخير كفاعله فضلاً إذا لم تنتفع بالالتحاق أنفع غيرك
قال النبي ﷺ:
"أكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي"
وقال النبي ﷺ:"إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة"
عند الإمام الشافعي، ومذهب بعض الصحابة والتابعين: إذا كنت تعتقد أن البسملة آية من سورة الفاتحة؛ فلك أن تجهر بها في الصلاة، وإن كنت تعتقد أنها ليست آية من سورة الفاتحة؛ فلا تجهر بها.
#فوائد_في_التفسير
#المختصر_في_تفسير_ابن_كثير
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله ﷺ :
" ألا تسمعون، إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا ". وأشار إلى لسانه، " أو يرحم، وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ".
📚رواه البخاري 1304
البُكاءُ على المصيبةِ غَريزةٌ إنسانيَّةٌ لا يأثَمُ عليها المرءُ، طالَما أنَّه لم يتخلَّلْه سَخَطٌ أو نَوْحٌ أو عدمُ رضًا بقضاءِ اللهِ وقدَرِه.
أبو عبد الرحمن المغربي.
#فوائد_في_الحديث
يعنى اي ڪريسماس؟
ڪريسماس من جزئين
Christ : ودا لقب للمسيح
Mas : مشتق من ڪلمة فرعونية معناها الميلاد
يعنى christmas: ميلاد المسيح
ومين المسيح في الديانة المسيحية! يعني إبن الرب
يعنى حضرتك وانت بتقول ڪدا بڪل فخر وجنتلة Happychristmas" بتقولهم مبروك عليڪم ميلاد إبن الرب
إنت متخيل إنت بتعمل إيه !
إنت بتدمر عقيدتك .
إنت بتدمر أول حاجة حفظتها من القرآن "قل هو الله أحد"
إنت بتقول ربنا مش واحد وأعوذ بالله من ڪدا .
احذروا يا جماعة ،
مسيحيين ووحدة وطنية بس مش
نشارڪهم فى العقيدة ولا أي نوع من
أنواع الإحتفال!
(وذكر فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)
🥹🦋.'
• د/ محمـد الغليظ .
صمت الجميع بعد أن طرح دين سؤاله و كأنهم يطالبونه بالجواب و هذا مافعله بعد أن نظر لساعته ووجد أنه متبقي عشرين دقيقة للعشاء ويستطيع الشرح لهم
" الحب ليس حرام لأنه ليس بيد الإنسان لكن من أحب منكم وجب عليه أن يكتم ذلك و يلجأ للحلال وهو زواج يقول النبي صلى الله عليه و سلم «من عشِق فعف فكتم فمات مات شهيدًا » إذن إن الدين لا يحرم الحب الطاهر العفيف فمن شبابنا من يحب و ينوي الزواج لكن وضعه المادي لا يساعده و هذا موضوع بحد ذاته يحتاج النقاش و لكن ما أقوله لشباب إلجأو لله لأن الحب أيضا إبتلاء يحتاج صبرا و مكافحة لنفس حتى لا نقع في الفتنة والمعصية و نصبح في الحب المحرم الذي يكون دافعه جنسيًا و يطفأ رغبة الزواج والعفة و هنا نستطيع أن نقول أنه أصبح معصية للخالق وليس حبًا و أختم لكم بقول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام عن حديثه عن زوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها « إني رُزقتُ حبها » الحب رزق من الله و امتحان لمدى صبركم على شهوتكم فاجتنبوا المحرمات ولجأو لربكم و ليجمع الله كل متحبين في الحلال "
كان كلام دين مقنع كعادته لم يشأ أن يطيل في الحديث لضيق الوقت لكنه حاول أن يوضح أن الدين الإسلامي ليس متعصب و أنه يراعي مشاعر الإنسان الخارجة عن قدرته كالحب
*******
ابتلعت حبة الدواء و تمددت على سريرها لم تغير ثيابها حتى فاليوم كان شاق جدا من تخاصمها مع الشاب في الجامعة إلى حادثة خالها لا و الأكثر هو الخوف من فقدانه مثل والدتها .....أخذت هاتفها بين يديها لعل وعسى أن تتمكن من تجاهل هذه الأفكار لفترة قصيرة
أخذت تقلب في مواقع التواصل إلى أن أصبحت تشاهد مقاطع الفيديو على منصة التيك توك لم تكن تبالي بداية إلى أن وصلت لمقطع يظهر فيه إبراهام يقرأ من سورة البقرة كذبت أعينها وقربت الشاشة لدرجة كبيرة و تأكدت أنه هو جعلها هذا تستيقظ وتجلس جلسة معتدلة على السرير لا تصدق هذا صوته الذي تحبه ويريحها قرأت ما كتب في وصف الفيديو الحمد لله اليوم بداية تسجيل القرآن الكريم كامل بصوت الحنجرة الذهبية إبراهام همست لنفسها
قناة روايات ترضيه لـ مريم طارق
" إذن إبراهام هو أسمك "
ضغطت على سهم المشاركة و قامت بحفظ الفيديو في المعرض عندها بعدها دخلت التعليقات لتقرأها
_ ماشاء الله ترتل القرآن كأنك إمام في الحرم المكي
_ ترتل القرآن بشكل ممتاز
_ حفظك الله أيها الشاب ... متحمس لسماع بقيت السور بصوتك
_ هل هذا هو صوتك حقا وبدون مؤثرات
_ تقرأ القرآن باللغة العربية الفصيحة ألست إسباني ؟
_ ستكون قدوة جيدة لشباب المسلمين
علمت الآن ماذا يتلو في المدرج كلمات يطلق عليها القرآن و هو له نفس ديانة تلك المرأة المدعوة صوفيا إنتابها الفضول لتعرف أكثر فسارت نحو مكتبها وفتحت حاسوبها المحمول ... دخلت محرك البحث جوجل و كتبت سؤالها
ماهو القرآن ؟
ظهرت لها عدت إجابات مختلفة لكنها تصب في المعنى نفسه دخلت إحدى الصفحات التي إختصرت الإجابة
إن القرآن هو كلام الله الذي نزله على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم بواسطة جبريل عليه السلام في السابع والعشرين من شهر رمضان من سنة 13 قبل الهجرة النبوية بشكل متقطع على مدار 23 سنة و هو معجزة لهذا النبي و يعتبره المسلمون أمرا مقدس يستندون إليه في التشريع
و يوصف القرآن كما ذكر في الآيات والوحي أنه هدى ونور وبشرى و شفاء وموعظة بشير مجيد نذير
أغلقت الحاسوب باستغراب ماهذا الوصف عن القرآن هو شفاء أهذا هو سبب إرتياحها لسماعه لكنها لم تكن تفقه ما ينطق به إبراهام و الآن سؤال آخر راودها ماهو الإسلام ومن هو محمد لمحت ورقة الدعوة للجمعية مرمية فوق الكتب بإهمال فحملتها بيدها وأخذت تفكر في الأمر ربما إذا سألت صوفيا ستجيبها إن الحفلة بعد يومين و هذه فرصة للقائها حركت رأسها برفض لما يُمليه قلبها و جزء من عقلها وخاطبت نفسها
" ما فائدة ذلك يا آفرا منذ متى أصبحتي فضولية إهتمي بمصائبك و مصاريفك و يكفي هذا "
عادت لسريرها وأطفأت الضوء لكنها عادت لتلك الصفحة التي وجدت بها مقطع إبراهام ووضعت متابعة لهم تصفحتها وكان هناك قراء غير إبراهام لكن الصوت المميز كان صوته و مع الأسف كان ذلك المقطع الوحيد له توجهت لمعرض الصور و شغلت ذلك الفيديو الذي يحوي القرآن بصوته أغمضت عينيها حتى لو كان نفس المقطع ويتكرر لكنه راحة و سكينة للفؤاد ...
******
فتح دين باب بيته ودخل بهدؤ متوقعا أن زوجته نائمة لكنه سمع صوت التلفاز من غرفة المعيشة فتوجه إليها
" السلام عليكم "
وضعت جهاز التحكم من يدها ونظرت له خلف الأريكة
" وعليكم السلام "
تقدم منها ثم جلس بجانبها ممسكا بيدها
لقد تسارعت نبضات قلبه ليس إعجابا بها لكن توترا من الموقف هو لم يكن قريبا من فتاة من غير محارمه وهي الآن بكل جرأة تقدمت منه رغم أن هناك مايفصل بينهما وليست وضعية محرجة مخلة بالأدب و فيها عصيان لكن أزعجه ذلك خصوصا أنها تضع عطرًا قوي تمكن هو من إستنشاقه فشعر وقتها بارتكابه لذنب لا دخل له فيه
" ماذا لا يمكن لشاب مثلك أن يتحدث لفتاة مثلي ؟ "
تمالك إبراهام نفسه واستغفر ربه و لم يشأ أن يرد عليها وهذا ما استفزها ودفعها لتقول بحدة
" اسمعني أيها الشاب أنا لست بكتيريا ستؤذي بها نظرك كل ما وجدتني تتحاشى النظر لي حتى الآن تستفزني وتنظر للأرض و كأني شيء بلا قيمة "
نهض من مقعده هذه المرة و كان مايزال ينظر للأرض و كأنها لم تنبهه منذ قليل تحدث بنبرة هادئة
" يا آنسة أنتِ تُسيئين فهمي "
أغمضت عيناها بحرج من نفسها لماذا عليها أن تبحث عن السبب الذي يتجاهلها لأجله إنه حرٌ في ذلك لقد جلبت إهانة أخرى لنفسها لم يبرر لها لكنه حملها مسؤولية غضبها لا و أساءت فهمه...
فضلت الصمت على المجادلة و عادت لمكانها
أساءت هي فهم تصرفه و حتى هو لم يُفصح لها أنه مسلم ولا يجوز له أن ينظر لها لكن لا شيء يبقى مبهم في هذه الحياة فكل سوء فهم يحل و خلاف يفهم سببه و يقول الناس ما أجمل العلاقة التي تبدأ بسوء فهم
*****
عادت لبيتها بعد أن ابتاعت مستلزمات لبيتها من أكل و مساحيق تنظيف و ضعت الأكياس على الطاولة التي تكاد تكسر قدمها نظرت للفوضى من حولها المطبخ كان مايزال فيه بعض الأطباق المتسخة منذ البارحة آلة الغسيل تحتوي على ثياب لم تغسل منذ أسبوعين غرفة المعيشة المتصلة بالمطبخ تحتاج لترتيب أغمضت أعينها عندما تذكرت غرفتها والفوضى العارمة فيها لم تهتم كثيرا للأمر في الواقع لأنها لا تكترث كثيرا لهذا رمت المحفظة جانبًا ثم رتبت الأغراض في الثلاجة قررت أن تجلي الصحون و من ثم تغير ثيابها بدأت بالجلي لكن عقلها كان عند إبراهام و العذر الذي قدمه هي تُسيء فهمه أليس هذا ماقال لكن لماذا هل هناك دافع مُقنع لفعلته يا لي غرابته يستفزها و يقول أنها تُسيء فهمه
نغمة هاتفها جعلتها تتوقف عن التفكير و تجفف يديها وتسير لحمل الهاتف الموضوع على سطح المطبخ كان رقم يعود لهاتف أرضي لذا استغربت منه قليلا و أجابة بشك أنها المقصودة بالإتصال
" نعم "
" هل معنا أنسة آفرا واترس؟ "
" أجل أنا هي من معي "
" معك مستشفى المدينة لقد تم نقل قريبك اليوم و هو يطلب رؤيتك "
لقد رجفت يدها عند سماع هذه الجملة و نطقت بصوت يكاد لا يسمع
" جيوفاني دينوس "
" أجل إنه هو "
إلتقطت سترتها وسألت بنبرة تحمل الخوف
" هل هو بخير ؟ "
" وضعه حرج ولمزيد من التفاصيل يمكنك المجيء لهنا نزول لرغبة المريض "
أغلقت الخط و ارتدت حذائها لتغادر كل ما بجسدها يرتعش الآن فكرة أن تسمع خبر سيء عن هذا الرجل تقتلها لقد قابلته منذ أسبوعين تقريبا وكان بحال جيدة وصحته ممتازة ماذا حصل له إذن .........
*******
مكتب جايكوب لتسجيلات الصوتية :
كان إبراهام بداخل قاعة التسجيل يضع السماعة السوداء وأمامه مكبر الصوت المناسب لتسجيل و خلف الزجاج جايكوب و مساعده أشار له ليبدأ فأخذ نفسًا هادئ ثم بدأ بترتيل البقرة لم يفلح بالمرة الأول لكن المرة الثانية كانت ناجحة استغرق الأمر ساعتين لتسجيل النصف الأول من سورة البقرة كان ذلك متعب قليلا لإبراهام ولحنجرته لأنها المرة الأولى لذا توقف التسجيل نزولا لرغبة جايكوب
دخل بعدها لمكتب جايكوب بعد أن طلب منه هو ذلك و بدأ بارتشاف القهوة معًا التي جهزها هو بنفسه
" أخبرني ماهو شعورك بعد التسجيل ؟ "
" لا يوصف حقا "
ابتسم له ثم استرسل
" لقد صورنا مقطعًا من التسجيل و سنروج لك متأكد أن الجميع سيكون متحمسًا لسماعك "
" إن شاء الله "
سعل جايكوب كأنه يجهز لقول شيء ما و بالفعل كان كذلك
" إبراهام هل أنت مرتبط ؟"
ابتسم الأخر بنوع من الخجل ونفى برأسه قبل أن يقول
" مازلت أعزبًا "
" أ ولا تفكر في ذلك لأني كنت أحسبك مثل دين تزوج تقريبا في نفس عمرك "
" الزواج قسمة و نصيب يا سيد جايكوب"
" و الله ما كرهت أن تكون لي أخت أو ابنت فأزوجها لك "
" أحرجتني ولا أعرف كيف أرد و الله لكن كلامك يدل على معزتي عندك واحترامك لي "
" لا حاجة لك لرد فوجهك البشوش يسبقك "
أومأ له مبتسمًا ثم أردف بعد أن رأى الساعة تشير للسابعة و عشر
" إن المغرب قريب ويتوجب علي الذهاب الآن "
وقف الآخر و قال
" حتى أنا علي الذهاب للمسجد الآن "
خرجا معًا و ركب كل منهما سيارته .... ارتخى إبراهام على الكرسي و مسح وجهه بيده و استغفر الله كثيرا لأنه يشعر بالحرج من ربه فصورة الفتاة ذات الشعر الأحمر لا تفارق عقله لقد جذبت اليوم إنتباهه أكثر تنهد وقال
" يا رب باعد بيني و بين الفتنة و قيني غضبك و إني يارب أعوذ بك من الشيطان و فتنه "
******
﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾
" ما شاء الله صوتٌ يجوز أن يباع في الصيدلية كدواء "
" هذا من فضل ربي أنعمه علي "
شبك يديه على مكتبه و تحدث مجددا
"لقد أخبرني دين أنك ستدرس في المسجد "
" أجل سأفعل بإذن الله "
" سيكون ولدي نواه أحد تلاميذك إذن "
" سيشرفنا ذلك "
" إذن هل يمكن أن تشرح لي ماذا ستدرسونهم "
بدأ إبرهام بالشرح له بينما نهض دين و إستأذن ليخرج لدقيقتين أغلق الباب خلفه و أخرج هاتفه يتصل بزوجته أجابت من النغمة الأولى...
" السلام عليكم "
" وعليكم السلام "
تمكن من سماع ضحكتها خلف سماعة الهاتف وهذا طمأنه أنها بخير
" كيف حالك ؟ "
" دين هذه المرة الثالثة التي تتصل بها "
" إني أطمإن عليك "
" لا تقلق أنا بخير و الآن سأوصل الفتاة لبيتها و أعود لبيتنا "
" انتبيهي على نفسك و إذا شعرتي بالتعب فخذي سيارة أجرة أو اتصلي بي و سآتي لك "
" أمرك يا زوجي هل هناك أمر آخر "
" سلامتك "
" حاضر "
" في حفظ الله "
أغلق الخط و عاد لمكانه أين وجد الموضوع تغير وبدأ جايكوب يشرح لإبراهام سيرورة العمل
******
توقفت عند الإشارة الحمراء ثم انعطفت يسارًا عند ظهور اللون الأخضر سألت آفر دون أن ترفع رأسها من زجاج نافذة السيارة
" لماذا تلبسين هكذا ؟ "
" الحجاب ! "
" أيً يكن إسمه "
" أنا إمرأة مسلمة وهذا فرض علينا "
" تقصدين الثقافة الإسلامية سمعت عنها مسبقا"
خطفت عليها نظرة وقالت بصرامة
" إنه دين وليس ثقافة "
" لا يهم كثيرا فأنا لا أهتم له "
تنهدت بثقل لن تجادلها أبدا لكن ستحاول إرشادها إذا إستطاعت
" ماهي ديانتك أنتِ ؟ "
رفعت رأسها ووجهت أعينها لها
" لا دين لي "
عادت لتسألها مع إبقاء تركيزها على الطريق
" هل حاولتي أن تبحثي في ديانات ؟"
" لا ليس لدي شغف لا للحياة و لا للبحث في ديانات "
أحست الآن بالشفقة عليها فهي بتأكيد في ضلالة و بحاجة لمن يرشدها و مهما جادلتها الآن فلن ينفع ذلك لذا إلتزمت الصمت إلى أن وصلت و أوقفت السيارة في الشارع الذي دلتها عليه و الباب ذي اللون الأسود الذي وصفته .... نزعت آفرا حزام الأمان وقالت بنوع من الجدية تحمل بعض السخرية
" كانت صدفة جميلة يا سيدة صوفيا مقابلة إنسانة مثلك أمر جيد "
ابتسمت لها ثم مدت يدها لتفتح الدرج أمام كرسي آفرا و سحبت بطاقة ترفعها أمام و جهها
" هذه بطاقة دعوة لحفلة ستقيمها جمعيتنا "
أخذت منها البطاقة لتقرأ مضمونها بصوت منخفض ...
" أنتِ رئيسة الجمعية "
هزت لها رأسها بنعم
" رئيسة جمعية لنساء اللاجئات و الأيتام "
فكرة قليلا ثم هزت كتفاها بلامبالاة
" لا أعلم إن كنت سأحضر لا أهتم بهذه الأمور "
" هل يمكن أن أعطيك رقمي و يمكنك الإتصال بي في أي وقت "
حدقت صوب أعينها البنية ورأت أنها جادت في ما قالت لذا أعطتها هاتفها لتدون رقمها ....فتحت الباب بعدها لتنزل و انحنت قليلا تنظر لها من النافذة
" لا أعتقد أننا سنتقابل مجددا لأني لن أحضر و لن أتصل بك "
" لا تدري ماذا يكتب لنا الله في قدره "
انسحبت هي و راقبتها حتى اختفت سيارتها من أمام عينيها
أخرجت المفتاح من كيس الأدوية الذي اشترته لها صوفيا و فتحت الباب لتدلف لداخل استقبلتها قطتها بموائها فحملتها بين يديها
" قطتي لابد أنك جائعة و مشتاقة لي "
وضعتها أرض و قالت وهي تمشي نحو المطبخ
" سأعطيك أكلك و أذهب لنوم مباشرة لأني متعبة حقا "
❄️❄️❄️❄️❄️
| رمضانكم مبارك وصحا إفطاركم|
| ما رأيكم ؟ |
| دين & صوفيا |
| الشخصية التي راقتكم |
عاد لينظر لأبيه و يكمل
" لقد قابلت بالأمس الإمام دين كما تعلمون و عدُت من عنده حتى وقت متأخر و لم تصح الفرصة لإخباركم أني سأسجل القرآن كامل بصوتي "
وضعت أمه يدها على فمها وشهقت بصدمة
" ما شاء الله "
" هذا فضل من ربي يا إبراهام و الله أن الدنيا لا تسعني لفرحي "
انهى والده كلامه واقترب منه يحتضنه يقبل جبينه بفخر
" وفقك الله يا إبني "
" إن شاء الله أبي "
ابتعد عن والده ليضيف
" سأذهب الآن رفقت دين لزيارة السيد جايكوب "
" موفق يا بني "
ابتسم لوالدته ثم خرج نحو سيارته ....
فتح الباب و انزلق داخل مقعد السياقة شغل المحرك و سحب هاتفه وضغط على الرقم المسجل باسم الإمام دين لم يجب إلى بعد الرنة الثانية
" السلام عليكم إمام دين "
" وعليكم السلام يا إبراهام معذرة لقد نسيت أن أتصل بك "
" لا مشكلة في ذلك أين أنت الآن "
سمع صوت تنهيدته قبل أن ينطق
" أنا الآن في المستشفى "
" خير إن شاء الله ماذا حصل ؟ "
" لقد إصطحبت فتاة للمستشفى يمكنك أن تأتي و نغادر سويا "
" حسنا يا دين "
*****
المستشفى :
انفتحت جفونها و تلاش الضباب تدريجيا من عينيها رفعت ذراعها لتتمكن من رؤية المصل الذي غُرس في وريدها
" حمد لله لقد استيقظتي "
نظرة عند الباب بسرعة لترى من صاحبة الصوت دُهشت لأنها كانت نفسها التي رأتها رفقت ذلك الرجل لم تنطق بحرف وراقبتها وهي تتقدم منها حتى أصبحت تقف عند رأسها و مسحت على رأسها بعطف
" كيف تشعرين أنتِ بخير ؟ "
ابتلعت ريقها و هزت رأسها بنعم لن تكذب وتقول أنها لم ترتاح للمرأة فملامحها كانت ناعمة و صوتها حنون يدل على عطفها وليس شفقتها
" هل تحتاجين لشيء ؟ "
" كوب ماء من فضلك "
أومأت لها وأفرغت لها من القارورة الموضوعة على المنضدة ثم ساعدتها لتتكأ على ظهر السرير و تشرب الماء لتروي عطشها ...
" شكرا "
خرجت الكلمة من فمها بصعوبة فهي لم تقل هذه الكلمة لأحد منذ فترة طويلة جدا
" لا داعي هذا واجبي "
أشاحت بصرها عنها و بدأت بالتحديق في يديها المشبوكة أمامها
" السلام عليكم"
التفت كلاهما للصاحب الصوت الرجولي الذي دخل و أغلق الباب خلفه وكان نفس الرجل أيضا لذا ردت عليه زوجته
" وعليكم السلام"
سأل وهو يخفض بصره
" كيف حالك يا أختي ؟ "
شدت على الغطاء الأبيض بقوة و تساءلت عن سبب عدم النظر لها لكن كانت هذه نفس طريقة ذلك الشاب هل هي طريقة جديدة لتجنب أمثالها انتبهت أنها لم تجبه فسعلت بإحراج وردت
" أنا بخير "
" الحمد لله "
قالها ثم رفع رأسه لينظر لزوجته ويردف
" سيأتي إبراهام لنذهب لمكتب جايكوب أخبرتك مسبقا عن موعدنا "
" يمكنك الذهاب سأبقى برفقت الفتاة لا تقلق علي "
كان التردد في ذهابه وتركها بمفردها واضحا على وجهه فقالت مطمإنة
" لا تقلق بشأني يا دين سأكون بخير إن شاء الله "
أخرج مفتاح وأعطاه لها قائلا
" سأترك لك مفتاح السيارة إذن إذا أردتي العودة و سأتصل بك بين الحين والآخر لأطمإن عليك "
ابتسمت و أومأت له
" اتفقنا إذن "
رن هاتفه في نهاية جملتها فنطق
" إنه إبراهام لقد وصل بالتأكيد "
" إذهب إذن "
" شفاك الله يا أختي ... والسلام عليكم"
" في حفظ الله "
كانت آفرا تراقب حديثهما وكم راقتها طريقة كلامه الراقية و تعامله معها وكيف يظهر خوفه عليها إنه بالفعل زوج صالح بكل ما تعنيه الكلمة ...
" ستأتي الطبيبة بعد لحظات و تشرح لك وضعك "
عادت لأرض الواقع على صوت هذه المرأة الطيفة وتذكرت أنها في مستشفى الآن ولقد أغمي عليها في الشارع
" لا داعي أريد أن أخرج فقط فأنا على دراية بوضعي "
جرت أحد الكراسي عند رأسها وجلست مقابلة لها
" ستخرجين هذا أمر مؤكد لكن عليك أن تعالجي "
إنزعجت من كلامها لأنها شعرت بنوع من الأمر و تدخل في شؤونها أيضا لذا قالت بحدة
" إذا قمتي بمعروف معي فهذا لا يعني أنه أصبح لديك حق في التدخل بشؤوني "
لم تنزعج الأخرى ولم تتغير ملامحها وردت مبررة
قناة روايات ترضيه لـ مريم طارق
" هذا ليس معروف و أمر لكن أحيانا نغرق في الظلام و الله يمد لنا يد لتنتشلنا و علينا التمسك بها بقوة "
أمسكت بيدها التي كانت تشد الغطاء و أكملت
" أعلم أن التوقف عن تناول المضادات أمر صعب لكن تستطيعين فعلها صدقيني "
قبل أن تنهرها وتعاتبها دخلت الطبيبة رفقت ممرضتها تحمل تحاليلها التي سبق و أن قامو بها نطقت وهي تبتسم
" يبدوا أنك بحالة جيدة "
واصلت قراءة التحاليل لتردف بعدها
" آنسة آفر واترس هذه المرة الثانية التي تقعين بها ويتم إحضارك لهنا و لأكون صريحة معك سبب حالتك يعود للأدوية التي زاد تعاطيك لها لهذا سأخيرك بخيرين إما أن أرسلك لأحد المشافي التي تختص في عالج مرضى الإكتئاب الحاد أو أن تغيري الطبيب الذي كان مشرف على حالتك و سوف أقترح عليك أحسن الأطباء "
" لست موافقة على أي منهما "