📙 نبدأ دورة كتاب الداء والدواء لابن القيم شرح الشيخ صالح الفوزان تاريخ 6 إبريل . 🔖مقاطع قصيرة للحالة في الواتس اب قناة دروس إيمانية على واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VahihgCD38CPrfqrIB0S 📗 لجنة صباح الناصر.
📗 قالَ العلاّمةُ ابنُ عُثيمين رحمه الله:
🪴 أما دعوة المظلوم فمعناها : أنه إذا ظلمك أحد فأخذ مالك أو جحد ما لك عنده أو اعتدى عليك بضرب أو اعتدى عليك بغيبة، يسبك في المجالس أو غير ذلك فهذا ظلم فإذا دعوت عليه استجاب اللهُ دعاءك.
‼️ حتى لو كان المظلوم كافراً وظلمته ثم دعا عليك استجاب الله دعاءه.
🪴يعني : لو مثلاً كان عندك عامل كافر وظلمته ثم دعا الله عليك استجاب اللهُ دعاءه لا حباً للكافر، ولكن حباً للعدل؛ لأن الله حكم عدل.
📜شرح رياض الصالحين ( ٤ / ٦١٦).
/channel/DroosEmania
📚شرح صحيح البخاري:
📜 688 -باب إذا أسمع الإمام الآية.
🍃الشيخ / ابن عثيمين رحمه الله .🍃
🌳 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المتسابان ما قالا فعلى البادي منهما؛ ما لم يعتدِ المظلومُ ». ( صحيح أبي داود).
🌿يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
• والمعنى أن المُتسابان إذا تَسَابَّا وتشاتما بكلام سيئ فإن الإثم على البادي منهما ما قالا فعلى البادي منهما ما لم يعتد المظلوم فإن اعتدى صار عليه الإثم.
• وفي هذا دليل على أنه يجوز للإنسان أن يسب صاحبه بمثل ما سبه به ولا يتعدي ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله من لعن والديه قالوا: يا رسول الله كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه فدل هذا على أن الإنسان إذا كان سبباً للشر فإنه يناله من شره ما قال فعلى البادئ منه ما لم يعتد المظلوم فإن اعتدى فعليه وإن أخذ بحقه بدون زيادة فليس عليه شيء والله الموفق .
و الله أعلـــــم ☝🏻
العلامة ابن عثيمين رحمه الله 🎙️
المصدر: شرح كتاب رياض الصالحين 📚
/channel/DroosEmania
📚شرح صحيح البخاري:
📜 687 -باب من خافت القراءة في الظهر والعصر.
🍃الشيخ / ابن عثيمين رحمه الله .🍃
⚠️من أسباب تسلط الجن على الطفل.
👌فائدة مهمة جدًّا تستحق القراءة والنشر للشيخ ابن عثيمين رحمه الله؛ يقول:
🔶 من أسباب تسلط الجن على الطفل : ما يفعله بعض الناس الجهلاء البسطاء في أولادهم الصغار حيث يخوفونهم ويرهبونهم بأشياء؛ جاءك كذا جاءك كذا، فيبقى الصبي خائفاً ويبقى هذا الخوف والذعر في قلبه وينطبع في قلبه ويكون دائماً في ذعر وخوف وقلق.
‼️وهذه تكون جناية من الأب على ابنه ومن الأم على ابنها وبنتها.
🔸بل من السفهاء من قيل لنا إنه إذا أخطأ الصبي حبسه في الحجرة وحده وأغلق عليه الباب وصار الصبي يصرخ ويصيح ولكن لا يرحمه ولا يفتح له الباب.
⬅️ وهذا من أسباب تسلط الجن عليه كما نطق بذلك بعض الجن في المصروعين وقال إنه دخل فيه حين أغلق عليه أبوه الباب وجعل يصيح ويصرخ فتلبس به الجني.
🔸إذاً يجب أن نحذر الأسباب التي تكون سبباً لهذه الفاجعة التي استولت على كثير من الناس اليوم.
‼️ وليس ذلك عن أمر واقع حقيقة؛ أي ليس كثير منه عن أمر واقع حقيقة؛ وإنما هي أوهام وخيالات.
☝🏼 فاعتمدوا على الله، توكلوا على الله، افعلوا ما هو سبب لدرء هذه الشرور واستعينوا بالله.
📚المصدر:
[ " بيان حقيقة صرع الجن للإنس ؛ مواعظ عامة ومواضيع متفرقة للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى " ].
/channel/DroosEmania
📚شرح صحيح البخاري:
📜 686 -باب يقرأ في الأخريَيْن بفاتحة الكتاب .
🍃الشيخ / ابن عثيمين رحمه الله .🍃
🌳عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: أخَذَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمَنْكِبِي، فَقَالَ: "كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ أوْ عَابِرُ سَبِيلٍ " . وكانَ ابنُ عُمَرَ يقولُ: إذَا أمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وإذَا أصْبَحْتَ فلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، ومِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ. (صحيح البخاري).
📗شرح الحديث:
🍂المُؤمِنُ يجعَلُ الدُّنيا دارَ عَمَلٍ وعبادةٍ لِيَحصُدَ ثوابَ ذلك في الآخِرةِ؛ لأن الآخرةَ هي دارُ القَرارِ، وليْستِ الدُّنيا إلَّا دارًا فانيةً سَتَنْتهي إنْ عاجلًا أو آجلًا.
🍂وفي هذا الحديثِ يَرْوي عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَمسَكَ بمَنْكِبه -والمَنكِبُ: مَجمَعُ العَضُد والكتِفِ-؛ لِتَنْبيهِه إلى التَّوجُّهِ إليه، وليجعَلَه في اهتمامٍ لِما سيوصيه به، وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واعظًا له: «كُنْ في الدُّنيا كأنَّك غَريبٌ» قَدِم بَلدًا لا مَسْكنَ له فيه يُؤوِيه، ولا ساكِنَ يُسلِّيه، خالٍ عن الأهلِ والعيالِ والعَلائقِ، التي هي سَببُ الاشتغالِ عن الخالِقِ.
🍂 «أو عابِرَ سَبيل» أي: أو كُنْ كالذي خرَج مُسافِرًا يَمُرُّ بالبِلادِ غيرَ مُتوقِّفٍ فيها إلَّا لِيَتزوَّدَ منها؛ فعابرُ السَّبيلِ أشدُّ زُهدًا في مُغرَياتِ طَريقِه مِن الغَريبِ؛ لأنَّ الغَريبَ قدْ يَسكُنُ في بِلادِ الغُربةِ ويُقيمُ فيها، بخِلافِ عابِرِ السَّبيلِ القاصِدِ للبَلَدِ، وبيْنَه وبيْنَ بلدِه مَسافاتٌ شاسِعةٌ، وهو في حالةِ تَخفُّفٍ دائمةٍ مِن الأثقالِ حتى لا تُعيقَه أو تُؤخِّرَه عن بُلوغِ مَقصدِه.
وقيل: إنَّ «أو» للإضرابِ بمَعْنى «بلْ»، والمعنى: بلْ كُنْ كأنَّك عابرُ سَبيلٍ، وهو ارتِفاعٌ به إلى مَنزلةٍ أعْلَى في الزُّهدِ مِن مَنزلةِ الغَريبِ.
🍂والمرادُ: أنَّ على المُؤمنِ أنْ يَستحضِرَ في قلبِه دائمًا حالةَ الغريبِ أو المُسافِرِ لحاجتِه وغايتِه في تَعامُلِه مع شَهواتِ الدُّنيا ومُتطلَّباتِها؛ ليَصِلَ بذلك إلى آخِرتِه -التي هي دارُ إقامتِه الدَّائمةِ- في أسْلَمِ حالٍ؛ فهو لا يَركَنُ إلى الدُّنيا، بلْ يُعلِّقُ قلْبَه بالدَّارِ الآخِرةِ، فإذا فاجَأَه الموتُ كان كمَنْ وصَلَ إلى غايتِه.
🍂وقدْ تعَلَّم ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما هذا الدَّرسَ ووَعاه جيِّدًا، فكان يقولُ لنَفسِه ولغيرِه: «إذا أَمسيتَ فلا تَنتظِرِ الصَّباحَ»؛ بألَّا تُؤخِّرَ عَمَلًا مِن الطَّاعاتِ إلى الصَّباحِ؛ فلعلَّك تكونُ مِن أهلِ القُبورِ، وإذا أصبَحْتَ فلا تُؤخِّرْ عَمَلَ الخيرِ إلى المساءِ؛ فقدْ يُعاجِلُك الموتُ، واغتنِمِ الأعمالَ الصَّالحةَ في الصِّحَّةِ قبْلَ أنْ يحُولَ بيْنك وبيْنها المرضُ، واغتنِمْ حَياتَك في الدُّنيا، فاجمَعْ فيها ما يَنفَعُك بعْدَ مَوتِك.
⬅️وفي الحَديثِ: أنَّ التَّفكيرَ في فَناءِ الدُّنيا وعَدمِ دَوامِها يُؤدِّي بالعبدِ إلى الاستقامةِ، والمواظَبةِ على صالحِ الأعمالِ.
⬅️وفيه: الحثُّ على التَّشبُّهِ بالغريبِ وعابرِ السَّبيل؛ فكِلاهما لا يَلتفِتُ إلى الدُّنيا.
/channel/DroosEmania
📚شرح صحيح البخاري:
📜 685 -باب الجمع بين السورتين في الركعة .
🍃الشيخ / ابن عثيمين رحمه الله .🍃
📚 من فضائل مجالس العلم.
📍أن الملائكة تحفّهم، والسكينة تغشاهم، قال صلى الله عليه وسلم: "وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللهِ يتلون كتابَ اللهِ، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلتْ عليهم السكينةُ، وغشيتْهم الرحمةُ، وحفّتْهم الملائكةُ، وذكرهمُ اللهُ فيمَنْ عنده." (رواه مسلم).
📍فيها رفعٌ للدرجات ومغفرة للذنوب، فكل لحظة فيه تُكتب، وكل نية يُثاب عليها، وكل خطوة إلى مجلس العلم فيها أجر.
📍من أسباب دخول الجنة قال صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة." (رواه الترمذي).
📍نورٌ في الدنيا والآخرة؛ مجالس الذكر تملأ القلب نورًا، وتربط العبد بربه، وتُصلح له شأنه كله.
📍تجديد الإيمان وبناء الشخصية
في هذه المجالس يسمع القلب ما يُحييه، وتُشحذ الهمم، ويقوَى العزم على الطاعة والبعد عن المعصية.
📍يقول ابن عثيمين رحمه الله: "هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ". هذا الحديث معناه أن مجالسة الصالحين ومجالس الذكر تجلب البركة والسعادة لمن يجالسهم، حتى لو كان هذا الشخص قد حضر المجلس لسبب آخر غير طلب العلم أو الذكر.
📍وهذا من فضل الله تعالى وكرمه على عباده، حيث يغفر لمن يجالس أهل الذكر ولو كان غير قاصد للعبادة؛ فمن يجالس هذه المجموعة لا يتعرض للشقاء أو الإثم، بل يشاركهم في الأجر والخير.
/channel/DroosEmania
📚 فوائد من تفسير السعدي رحمه الله؛ سورة البقرة (25):
🍃 ﴿وَإِذ قُلنَا ادخُلوا هذِهِ القَريَةَ فَكُلوا مِنها حَيثُ شِئتُم رَغَدًا وَادخُلُوا البابَ سُجَّدًا وَقولوا حِطَّةٌ نَغفِر لَكُم خَطاياكُم وَسَنَزيدُ المُحسِنينَ﴾ [البقرة: ٥٨]
وهذا أيضًا من نعمته عليهم بعد معصيتهم إياه، فأمرهم بدخول قرية تكون لهم عزًّا ووطنًا ومسكنًا، ويحصل لهم فيها الرزقُ الرغدُ، وأن يكون دخولهم على وجه خاضعين لله فيه بالفعل، وهو دخول الباب سجدًا، أي: خاضعين ذليلين، وبالقول وهو أن يقولوا: ﴿حطة﴾؛ أي: أن يحط عنهم خطاياهم بسؤالهم إياه مغفرته، ﴿نغفر لكم خطاياكم﴾؛ بسؤالكم المغفرة ﴿وسنزيد المحسنين﴾؛ بأعمالهم أي: جزاء عاجلًا وآجلًا.
🍃 ﴿فَبَدَّلَ الَّذينَ ظَلَموا قَولًا غَيرَ الَّذي قيلَ لَهُم فَأَنزَلنا عَلَى الَّذينَ ظَلَموا رِجزًا مِنَ السَّماءِ بِما كانوا يَفسُقونَ﴾ [البقرة: ٥٩]
﴿فبدل الذين ظلموا﴾؛ منهم، ولم يقل فبدلوا؛ لأنهم لم يكونوا كلهم بدلوا ﴿قولًا غير الذي قيل لهم﴾؛ فقالوا: بدل حطة، حبة في حنطة، استهانة بأمر الله، واستهزاء وإذا بدلوا القول مع خفته فتبديلهم للفعل من باب أولى وأحرى، ولهذا دخلوا يزحفون على أدبارهم، ولما كان هذا الطغيان أكبر سببٍ لوقوع عقوبة الله بهم قال: ﴿فأنزلنا على الذين ظلموا﴾؛ منهم ﴿رجزًا﴾؛ أي: عذابًا ﴿من السماء﴾؛ بسبب فسقهم وبغيهم.
🍃 ﴿وَإِذِ استَسقى موسى لِقَومِهِ فَقُلنَا اضرِب بِعَصاكَ الحَجَرَ فَانفَجَرَت مِنهُ اثنَتا عَشرَةَ عَينًا قَد عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشرَبَهُم كُلوا وَاشرَبوا مِن رِزقِ اللَّهِ وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ﴾ [البقرة: ٦٠]
﴿استسقى﴾؛ أي: طلب لهم ماء يشربون منه ﴿فقلنا اضرب بعصاك الحجر﴾؛ إما حجر مخصوص معلوم عنده، وإما اسم جنس؛ ﴿فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا﴾؛ وقبائل بني إسرائيل اثنتا عشرة قبيلة، ﴿قد علم كل أناس﴾؛ منهم ﴿مشربهم﴾؛ أي: محلهم الذي يشربون عليه من هذه الأعين، فلا يزاحم بعضهم بعضًا بل يشربونه متهنئين لا متكدرين، ولهذا قال: ﴿كلوا واشربوا من رزق الله﴾؛ أي: الذي آتاكم من غير سعي ولا تعب ﴿ولا تعثوا في الأرض﴾؛ أي: تخربوا على وجه الإفساد.
/channel/DroosEmania
📝عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من يُرد الله به خيرا يُصَب منه » وقُرئت هذه الكلمة بوجهين : « يصَب منه » أو « يصِب منه » وكلاهما صحيح!.
📝يقول ابن عثيمين رحمه الله:
• أما « يصِب منه » فالمعنى : أن الله تعالى يقدر عليه المصائب حتى يبتليه بها أيصبر أو يضجر ؟.
• وأما « يصَب منه » فهي أعم ، يعني يصاب من الله ومن غيره ، ولكن هذا الحديث المطلق مقيد بالأحاديث الأخرى التي تدل على أنَّ المراد : « مَن يُرد الله به خيراً » فيصبر ويحتسب ، فيصيب الله منه حتى يبلوه .
📍أما إذا لم يصبر فإنه قد يصاب الإنسان ببلايا كثيرة وليس فيه خير ، ولم يُرد الله به خيراً ، فالكفار يصابون بمصائب كثيرة ومع ذلك يبقون على كفرهم حتى يموتوا عليه ، وهؤلاء بلا شك لم يرد الله بهم خيراً ، لكن المراد من يرد الله به خيراً فيصيبَ منه فيصبر على هذه المصائب ، فإن ذلك من الخير له ، لأنه سبق أن المصائب يكفر الله بها الذنوب ويحط بها الخطايا ، ومن المعلوم أن تكفير الذنوب والسيئات وحطِّ الخطايا لا شك أنه خير للإنسان ، لأن المصائب غاية ما فيها أنها مصائب دنيوية تزول بالأيام ، كلما مضت الأيام خفت عليك المصيبة ، لكن عذاب الآخرة باقي والعياذ بالله ، فإذا كفر الله عنك في هذه المصائب صار ذلك خيرا لك .
و الله أعلـــــم ☝🏻
العلامة محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله 🎙️
المرجع: شرح كتاب رياض الصالحين 📚
/channel/DroosEmania
📚 فوائد من تفسير السعدي رحمه الله؛ سورة البقرة (24):
🍃 ﴿وَاستَعينوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبيرَةٌ إِلّا عَلَى الخاشِعينَ﴾ [البقرة: ٤٥]
أمرهم الله أن يستعينوا في أمورهم كلها بالصبر بجميع أنواعه، وهو الصبر على طاعة الله حتى يؤديها، والصبر عن معصية الله حتى يتركها، والصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها، فبالصبر وحبس النفس على ما أمر الله بالصبر عليه معونة عظيمة على كل أمر من الأمور، ومن يتصبر يصبره الله، وكذلك الصلاة التي هي ميزان الإيمان، وتنهى عن الفحشاء والمنكر يستعان بها على كل أمر من الأمور، ﴿وإنها﴾؛ أي: الصلاة، ﴿لكبيرة﴾؛ أي: شاقة ﴿إلا على الخاشعين﴾؛ فإنها سهلة عليهم خفيفة؛ لأن الخشوع وخشيةَ الله ورجاءَ ما عنده يوجب له فعلها منشرحًا صدره لترقبه للثواب وخشيته من العقاب، بخلاف من لم يكن كذلك، فإنه لا داعي له يدعوه إليها، وإذا فعلها صارت من أثقل الأشياء عليه.
والخشوع: هو خضوع القلب وطمأنينته وسكونه لله تعالى وانكساره بين يديه ذلًّا وافتقارًا وإيمانًا به وبلقائه، ولهذا قال:
🍃 ﴿الَّذينَ يَظُنّونَ أَنَّهُم مُلاقو رَبِّهِم وَأَنَّهُم إِلَيهِ راجِعونَ﴾ [البقرة: ٤٦]
﴿الذين يظنون﴾؛ أي يستيقنون ﴿أنهم ملاقو ربهم﴾؛ فيجازيهم بأعمالهم، ﴿وأنهم إليه راجعون﴾؛ فهذا الذي خفف عليهم العبادات وأوجب لهم التسلي في المصيبات ونفس عنهم الكربات وزجرهم عن فعل السيئات، فهؤلاء لهم النعيمُ المقيمُ في الغرفاتِ العالياتِ، وأما من لم يؤمن بلقاء ربه كانت الصلاة وغيرها من العبادات من أشق شيء عليه.
🍃 ﴿يا بَني إِسرائيلَ اذكُروا نِعمَتِيَ الَّتي أَنعَمتُ عَلَيكُم وَأَنّي فَضَّلتُكُم عَلَى العالَمينَ﴾ [البقرة: ٤٧]
ثم: كرر على بني إسرائيل التذكير بنعمته وعظًا لهم وتحذيرًا وحثًّا.
🍃 ﴿وَاتَّقوا يَومًا لا تَجزي نَفسٌ عَن نَفسٍ شَيئًا وَلا يُقبَلُ مِنها شَفاعَةٌ وَلا يُؤخَذُ مِنها عَدلٌ وَلا هُم يُنصَرونَ﴾ [البقرة: ٤٨]
وخوفهم بيوم القيامة الذي: ﴿لا تجزي﴾؛ فيه أي لا تغني ﴿نفس﴾؛ ولو كانت من الأنفس الكريمة كالأنبياء والصالحين، ﴿عن نفس﴾؛ ولو كانت من العشيرة الأقربين، ﴿شيئًا﴾؛ لا كبيرًا ولا صغيرًا وإنما ينفع الإنسانَ عملُه الذي قدمه ﴿ولا يقبل منها﴾؛ أي: النفس، ﴿شفاعة﴾؛ لأحد بدون إذن الله ورضاه عن المشفوع له، ولا يرضى من العمل إلا ما أُريد به وجهه وكان على السبيل والسنة، ﴿ولا يؤخذ منها عدل﴾؛ أي فداء ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض جميعًا ومثله معه لافتدوا به من عذاب الله ولا يقبل منهم ذلك، ﴿ولا هم ينصرون﴾؛ أي: يدفع عنهم المكروه، فنفى الانتفاعَ من الخلق بوجه من الوجوه، فقوله: ﴿لا تَجْزِي نفس عن نفس شيئًا﴾ هذا في تحصيل المنافع، ﴿ولا هم ينصرون﴾ هذا في دفع المضار، فهذا النفي للأمر المستقبل به النافع، ﴿ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل﴾ هذا نفي للنفع الذي يطلب ممن يملكه بعوض، كالعدل أو بغيره كالشفاعة؛ فهذا يوجب للعبد أن ينقطع قلبه من التعلق بالمخلوقين لعلمه أنهم لا يملكون له مثقال ذرة من النفع، وأن يعلقه بالله الذي يجلب المنافع ويدفع المضار فيعبده وحده لا شريك له، ويستعينه على عبادته.
/channel/DroosEmania
📚التعليق على كتاب #الداء_والدواء ( الجواب الكافي)
✔️الدرس (30).
✔️شرح الشيخ صالح الفوزان.
📚 حكم استخدام الذهب للضرورة كالتطبيب.
📮 السؤال :
يقول في رسالته : أنه تلف أحد أسنانه وأراد أن يعوضه بسن صناعي ، ولكن مركب الأسنان تعذر ذلك ، إلا بتلبيس الذي يليه ذهباً لكي يقوم بتثبيته ، فهل يأثم ذلك الرجل على تلبيس هذا السن ذهباً؟ علماً أنه لا يريده للزينة ، وإنما أجبرته الضرورة على ذلك ، أفيدونا أثابكم الله.
📄 الجواب :
لا حرج في ذلك ، اتخاذ السن لحاجة أو ربطه بالذهب لحاجة لا بأس بذلك ولا حرج ، إنما المُحرم أن يتخذه للزينة ، أما إذا اتخذه للحاجة إليه فلا حرج في ذلك. نعم.
المقدم : أحسنتم.
🔖 فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز رحمه الله.
/channel/DroosEmania
📚 فوائد من تفسير السعدي رحمه الله؛ سورة البقرة (23):
🍃 ﴿وَلا تَلبِسُوا الحَقَّ بِالباطِلِ وَتَكتُمُوا الحَقَّ وَأَنتُم تَعلَمونَ﴾ [البقرة: ٤٢]
﴿ولا تلبسوا﴾؛ أي: تخلطوا ﴿الحق بالباطل وتكتموا الحق﴾؛ فنهاهم عن شيئين، عن خلط الحق بالباطل وكتمان الحق؛ لأن المقصود من أهل الكتب والعلم تمييز الحق [من الباطل] وإظهار الحق، ليهتدي بذلك المهتدون، ويرجع الضالون وتقوم الحجة على المعاندين؛ لأن الله فصل آياته وأوضح بيناته؛ ليميز الحق من الباطل، ولتستبين سبيل المهتدين من سبيل المجرمين، فمن عمل بهذا من أهل العلم؛ فهو من خلفاء الرسل وهداة الأمم، ومن لَبَّس الحق بالباطل فلم يميز هذا من هذا مع علمه بذلك، وكتم الحق الذي يعلمه وأُمِرَ بإظهاره؛ فهو من دعاة جهنم؛ لأن الناس لا يقتدون في أمر دينهم بغير علمائهم، فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين.
🍃 ﴿وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاركَعوا مَعَ الرّاكِعينَ﴾ [البقرة: ٤٣]
ثم قال: ﴿وأقيموا الصلاة﴾؛ أي: ظاهرًا وباطنًا ﴿وآتوا الزكاة﴾؛ مستحقيها، ﴿واركعوا مع الراكعين﴾؛ أي: صلوا مع المصلين، فإنكم إذا فعلتم ذلك مع الإيمان برسل الله وآيات الله، فقد جمعتم بين الأعمال الظاهرة والباطنة، وبين الإخلاص للمعبود والإحسان إلى عبيده، وبين العبادات القلبية والبدنية والمالية، وقوله: ﴿واركعوا مع الراكعين﴾؛ أي: صلوا مع المصلين، ففيه، الأمر بالجماعة للصلاة، ووجوبها، وفيه، أن الركوع ركن من أركان الصلاة، لأنه عبر عن الصلاة بالركوع، والتعبير عن العبادة بجزئها يدل على فرضيته فيها.
🍃 ﴿أَتَأمُرونَ النّاسَ بِالبِرِّ وَتَنسَونَ أَنفُسَكُم وَأَنتُم تَتلونَ الكِتابَ أَفَلا تَعقِلونَ﴾ [البقرة: ٤٤]
﴿أتأمرون الناس بالبر﴾؛ أي: بالإيمان والخير، ﴿وتنسون أنفسكم﴾؛ أي: تتركونها عن أمرها بذلك والحال، ﴿وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون﴾؛ وسُمِّي العقل عقلًا؛ لأنه يعقل به ما ينفعه من الخير، وينعقل به عما يضره، وذلك أن العقل يحث صاحبه أن يكون أول فاعل لما يأمر به، وأول تارك لما ينهى عنه، فمن أمر غيره بالخير ولم يفعله أو نهاه عن الشر فلم يتركه دل على عدم عقله وجهله، خصوصًا إذا كان عالمًا بذلك، قد قامت عليه الحجة، وهذه الآية وإن كانت نزلت في سبب بني إسرائيل، فهي عامة لكل أحد لقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون﴾؛ وليس في الآية أن الإنسان إذا لم يقم بما أُمِر به أنه يترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ لأنها دلت على التوبيخ بالنسبة إلى الواجبَيْنِ، وإلا فمن المعلوم أن على الإنسان واجبين: أمر غيره ونهيه، وأمر نفسه ونهيها، فترك أحدهما لا يكون رخصة في ترك الآخر، فإن الكمال أن يقوم الإنسان بالواجبَيْنِ، والنقص الكامل أن يتركهما، وأما قيامه بأحدهما دون الآخر فليس في رتبة الأول وهو دون الأخير، وأيضًا فإن النفوس مجبولة على عدم الانقياد لمن يخالف قولَه فعلُه، فاقتداؤهم بالأفعال أبلغ من اقتدائهم بالأقوال المجردة.
/channel/DroosEmania
🔴 حكم الصلاة على النبي في التشهد الأول.
📮 إذا أطال الإمام في التشهد الأول الجلوس، هل نصلي على النبي ﷺ بعد كمال التشهد، أم نقرأ التشهد ونصمت حتى يقوم الإمام؟
📍الجواب: السنة أن يقرأ الصلاة على النبي ﷺ، يقرأ المصلي في التشهد الصلاة على النبي ﷺ إذا تيسر، سواء كان إماماً أو منفرداً أو مأموماً؛ لأن الرسول ﷺ لما سئل عن ذلك بين لهم كيفية الصلاة، ولم يقل: هذا في التشهد الأخير فقط، بل أطلق.
🌿فدل ذلك على أنه يشرع في التشهد الأول والأخير جميعاً، فإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله يقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى آخره، في التشهد الأول والأخير جميعاً، هذا هو الأفضل، وهذا هو الأرجح.
🌿وإن قام الإمام ولم يتمكن من قولها فلا بأس، يقوم مع الإمام ويكفيه أن يقول: وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، لكن إذا تمكن يأتي بالصلاة على النبي ﷺ، أو كان إماماً أو منفرداً يأتي بالصلاة على النبي ﷺ، هذا هو الأفضل، وهو ظاهر الأحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
📗ابن باز رحمه الله.
/channel/DroosEmania
📚 فوائد من تفسير السعدي رحمه الله؛ سورة البقرة (22):
🍃 ﴿يا بَني إِسرائيلَ اذكُروا نِعمَتِيَ الَّتي أَنعَمتُ عَلَيكُم وَأَوفوا بِعَهدي أوفِ بِعَهدِكُم وَإِيّايَ فَارهَبونِ﴾ [البقرة: ٤٠]
ثم شرع تعالى يُذَكِّر بني إسرائيل نعمه عليهم وإحسانه فقال:
﴿يا بني إسرائيل﴾؛ المراد بإسرائيل: يعقوب عليه السلام، والخطاب مع فِرَق بني إسرائيل، الذين بالمدينة وما حولها ويدخل فيهم من أتى بعدهم، فأمرهم بأمر عام فقال: ﴿اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم﴾؛ وهو يشمل سائر النعم التي سيذكر في هذه السورة بعضها، والمراد بذكرها بالقلب اعترافًا، وباللسان ثناءً، وبالجوارح باستعمالها فيما يحبه ويرضيه ﴿وأوفوا بعهدي﴾؛ وهو ما عهده إليهم من الإيمان به، وبرسله، وإقامة شرعه ﴿أوف بعهدكم﴾؛ وهو المجازاة على ذلك، والمراد بذلك ما ذكره الله في قوله: ﴿ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبًا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي﴾؛ إلى قوله: ﴿فقد ضل سواء السبيل﴾؛ ثم أمرهم بالسبب الحامل لهم على الوفاء بعهده، وهو الرهبة منه تعالى، وخشيته وحده، فإن من خشيه أوجبت له خشيته امتثال أمره، واجتناب نهيه، ثم أمرهم بالأمر الخاص الذي لا يتم إيمانهم ولا يصح إلا به فقال:
🍃 ﴿وَآمِنوا بِما أَنزَلتُ مُصَدِّقًا لِما مَعَكُم وَلا تَكونوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشتَروا بِآياتي ثَمَنًا قَليلًا وَإِيّايَ فَاتَّقونِ﴾ [البقرة: ٤١]
﴿وآمنوا بما أنزلت﴾؛ وهو: القرآن الذي أنزله على عبده ورسوله محمد ﷺ، فأمرهم بالإيمان به واتباعه، ويستلزم ذلك، الإيمان بمن أنزل عليه، وذكر الداعي لإيمانهم، فقال: ﴿مصدقًا لما معكم﴾؛ أي: موافقًا له لا مخالفًا ولا مناقضًا، فإذا كان موافقًا لما معكم من الكتب غير مخالف لها فلا مانع لكم من الإيمان به؛ لأنه جاء بما جاءت به المرسلون، فأنتم أولى من آمن به وصدق به؛ لكونكم أهل الكتب والعلم.
وأيضًا فإن في قوله: ﴿مصدقًا لما معكم﴾؛ إشارة إلى أنكم إن لم تؤمنوا به عاد ذلك عليكم بتكذيب ما معكم؛ لأن ما جاء به هو الذي جاء به موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء، فتكذيبكم له تكذيب لما معكم.
وأيضًا فإن في الكتب التي بأيديكم صفة هذا النبي الذي جاء بهذا القرآن، والبشارة به، فإن لم تؤمنوا به؛ كذبتم ببعض ما أنزل إليكم، ومن كذب ببعض ما أنزل إليه؛ فقد كذب بجميعه، كما أن من كفر برسولٍ؛ فقد كذب الرسل جميعهم، فلما أمرهم بالإيمان به نهاهم، وحذرهم عن ضده وهو الكفر به فقال: ﴿ولا تكونوا أول كافر به﴾؛ أي: بالرسول والقرآن، وفي قوله: ﴿أول كافر به﴾؛ أبلغ من قوله ولا تكفروا به؛ لأنهم إذا كانوا أول كافر به كان فيه مبادرتهم إلى الكفر [به] عكس ما ينبغي منهم، وصار عليهم إثمهم وإثم من اقتدى بهم من بعدهم.
ثم ذكر المانع لهم من الإيمان وهو اختيار العرض الأدنى على السعادة الأبدية فقال: ﴿ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلًا﴾؛ وهو ما يحصل لهم من المناصب والمآكل التي يتوهمون انقطاعها إن آمنوا بالله ورسوله، فاشتروها بآيات الله واستحبوها وآثروها ﴿وإياي﴾؛ أي: لا غيري، ﴿فاتقون﴾؛ فإنكم إذا اتقيتم الله وحده أوجبت لكم تقواه تقديم الإيمان بآياته على الثمن القليل، كما أنكم إذا اخترتم الثمن القليل؛ فهو دليل على ترحل التقوى من قلوبكم.
/channel/DroosEmania