بارك فيكم وبعلمكم ونفع بعلمكم وجعلكم ذخرا للاسلام انتم الهداة الدعاة من تنيرو الدروب وتصلحو القلوب المشرف @altomy
صدق الحب فيك، والرغبة الصادقة في مراضيك.
اللهم اجعلنا من المتحابين فيك الذين وجبت لهم محبتك.
أقول قولي هذا …
ا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله)) والحديث واضح وصريح كما سمعتم أمر من الله تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام بأن يقاتل هذا الإنسان، حتى يسجد لله فيوم يتهاون الإنسان بالصلاة، أويترك الصلاة أو يتنكر للصلاة، أولا يتعرف على بيت الله يصبح هذا الإنسان لا قداسة له، ولا حرمة له، ولا مكانة ولا وزن، هذا الإنسان حين يترك الصلاة يكون دمه رخيصاً، يسفك دمه، وتهان كرامته، ويقطع رأسه بالسيف، قال الله تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً .
أيها المسلمون:
إنه لا عذر لأحد في ترك الصلاة مع الجماعة، كان سعيد بن المسيب إمام التابعين في عصره، كان يأتي في ظلام الليل إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقال له بعض إخوانه، خذ سراجا لينير لك الطريق في ظلام الليل، فقال يكفيني نور الله وصدق الله العظيم: ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور . وفي الحديث عنه عليه الصلاة والسلام: ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)). وهل في القيامة ظلمة، وهل في القيامة ليل؟ نعم والله إنه ليل وأي ليل، وإنها لظلمة وأية ظلمة، يجعلها الله لأعداء المساجد، ولتاركي المساجد ولواضعي العثرات في طريق أهل المساجد، ظلمة يجعلها الله لأولئك الذين انحرفوا عن بيوت الله، وللذين حرفوا بيوت الله، تظلم عليهم طرقاتهم وسبلهم يقولون للمؤمنين يوم القيامة أنظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً كان الصحابة رضي الله عنهم، حتى وهم في المعارك إذا تلاقت الصفوف والتحمت الأبدان وأشرعت الرماح، وتكسرت السيوف، وتنـزّلت الرؤوس من على الأكتاف في هذه الحال لم يكونوا يدعون صلاة الجماعة، تصلي طائفة وتقف الأخرى في وجه العدو. نحن الذين إذا دعـوا لصـلاتهم والحرب تسقى الأرض جما احمرا جعلوا الوجوه إلى الحجاز فكبروا في مسمع الروح الأمـين فكبـرا إنها الصلاة، إنها حياة القلوب، إنها الميثاق إنها العهد بين الإنسان وبين ربه، ويوم يتركها المرء أو يتهاون بها، يدركه الخذلان وتناله اللعنة، وينقطع عنه مدد السماء. أيها المسلمون: إن من أسباب السعادة، وحفظ الله لنا، ودوام رغد العيش الذي نعيشه، أن نحافظ على عهد الله في الصلاة، وأن نتواصى بها، وأن نأمر بها أبناءنا وأن نعمر مساجدنا بحضورنا، فهل من مجيب؟ وهل من مسارع إلى الصلاة حيث ينادى بهن؟ وهل من حريص على تلكم الشعيرة العظيمة؟ إنها الحياة ولا حياة بغير صلاة، إنها رغد العيش ولا رغد في العيش، بغير صلاة، إنه دوام الأمن والاستقرار ولا أمن ولا استقرار بغير صلاة، إنه التوفيق من رب العالمين في كل شيء، ولا توفيق ولا تسديد بغير صلاة. فالله الله أيها المسلمون في الصلاة، من حافظ عليها، حفظه الله، ومن ضيعها ضيعه الله، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون . فالصلاة الصلاة عباد الله، في أول وقتها بخشوعها، بخضوعها، بأركانها، بواجباتها بسننها، وفي جماعتها، علّ الله أن يحفظنا ويرعانا إذا نحن حافظنا عليها وعظمناها. فالزم يديك بحبل الله معتصما فإنه الركن إن خانتك أركان
ي الله عنه: (من سره أن يلقى الله غداً مسلماً، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن - يعنى في المسجد - فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم، كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفع بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتي به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف، وفي رواية: لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه، أو مريض، إن كان الرجل ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة). رواه مسلم ولم يرخص عليه الصلاة والسلام للأعمى عن حضورها. والدليل ما روى مسلم عن أبى هريرة قال: أتى ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله: إنى رجل ضرير البصر، بعيد الدار، ولي قائد لا يرافقني، فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي قال: ((هل تسمع النداء، قال: نعم، قال لا أجد لك رخصة))، وفي رواية: ((أتسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح، قال نعم فقال: فحيّ هلا. وبوب العلماء على هذا الحديث بقولهم)) باب إقرار العميان بشهود صلاة الجماعة، وقد اجتمع في ابن مكتوم ستة أعذار: الأول: كونه ضرير البصر. الثاني: عدم وجود قائد يرافقه. الثالث: بعد داره عن المسجد. الرابع: وجود نخل وشجر بينه وبين المسجد. الخامس: وجود الهوام والسباع الكثيرة بالمدينة. السادس: كبر سنه ورق عظمه. مع هذا كله إلاّ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص له، ولهذا بوب عليه ابن المنذر بقوله: ذكر إيجاب صلاة الجماعة على العميان وإن بعدت منازلهم عن المسجد. وهذا أبى بن كعب رضي الله عنه يقول: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحداً أبعد من المسجد منه، كانت لا تخطئه صلاة، فقيل له: لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء، فقال: ما يسرني أن منـزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال صلى الله عليه وسلم لما سمع ذلك منه: ((قد جمع الله لك ذلك كله))، وفي رواية أن أُبياً رضي الله عنه لما رأى هذا الأنصاري يكابد المشاق حتى يأتي إلى صلاة الجماعة، قال أبي: فتوجعت له، فقلت: يافلان! لو إنك اشتريت حماراً يقيك الرمضاء وهوام الأرض؟ قال: أما والله ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد صلى الله عليه وسلم! قال أبيّ لما سمع ذلك منه، فحملت به حملاً – يعني أنه استفظع هذه الكلمة من هذا الأنصاري وعظمت في سمع أبىّ، فأتى أبىّ رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فدعى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الأنصاري، فقال الأنصاري: رجوت أجر الأثر والممشى، فقال صلى الله عليه وسلم: ((ان لك ما احتسبت)) رواه مسلم. بيته بعيد عن المسجد وآفات في الطريق تعترضه في كل صلاة، ومع هذا يحافظ عليها ويدأب في العمل لها. عظم أمر الله في قلبه، فأحب الصلاة فلمّا أحبها هان في سبيلها كل شيء فماذا يقول المسلم اليوم الذي يحتج بُبعد بيته عن المسجد، والمتأمل في أحوال الصحابة يجد عجباً في تعظيمهم للصلاة،
كان تميم الداري إذا دخل وقت الصلاة قام اليها بالأشواق. قال رضي الله عنه ما دخل عليّ وقت صلاة من الصلوات إلا وأنا لها بالأشواق، يشتاق إلى الصلاة وينتظر دخول وقتها. ونقلوا هذه السمات الإيمانية إلى التابعين: فكان الربيع بن خثيم يقاد به إلى الصلاة وبه مرض الفالج، فقيل له: قد رخص لك قال: إنى أسمع حيّ على الصلاة. فإن استطعتم أن تأتوها ولوحبوا. أيها الاخوة المؤمنون: والعلاقة بين الاهتمام بصلاة الجماعة والمحافظة عليها وبين الخشوع فيها وإحسانها فيها كبيرة جداً، فمن كان محافظا على صلاة الجماعة مبكراً إليها، مسابق إلى الصفوف الأولى منها كان على جانب كبير من الإقبال على الله وانشراح الصدر فيها والتنعم والتلذذ بها، ومن كان متأخراً عنها، يقدم رجلا ويؤخر الأخرى، كلما غدا أو راح إلى المسجد فإنه على جانب كبير من الوسوسة فيها وعدم التنعم بها. وهذا أمر مجرب معروف وسير الصالحين والطالحين تدل عليه. صلى أبو زرعة الرازي عشرين سنة وفي محرابه كتابة فسئل عن الكتابة في المحراب فقال: قد كرهه قوم ممن مضى. فقال السائلون له: هو ذا في محرابك – محرابك فيه كتابة ما علمت بها؟ قال: سبحان الله، رجل يدخل على الله ويدري ما بين يديه؟ بقي أن تعرف أن أبا زرعة الرازي لم تفته صلاة الجماعة عشرين سنة. وقال أبو عبد الرحمن الأسدي: قلت لسعيد بن عبد العزيز ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة؟ فقال: يا ابن اخي وما سؤالك عن هذا؟ قلت: لعل الله أن ينفعني به. فقال: ما قمت إلى الصلاة إلا مثلت لي جهنم. وكان سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى. وسعيد بن المسيب لم تفته التكبيرة الأولى مدة خمسين سنة، وما نظر إلى قفا رجل منذ خمسين سنة، يعنى لمحافظته على الصف الأول. وهذا كله لأنهم عظموا الصلاة وأدركوا منـزلتها، بينما الكثيرون
عن رحمة ومرحَمة ضعفاء المسلمين: كأيتامهم، وأرامِلهم، ومساكينهم، وذِي الشَّيِّبَة الهَرِم مِنهم، والمريض العاجز المُقعَد،
فتلك العقبة الكئُود فاقتحموها، لتكونوا مِن أصحاب اليمين، الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنَّة،
إذ يقول ربكم سبحانه محرِّضًا لكم: *{ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ }*.
فالضعفاء مِن أعظم أسباب رِزق الخلق، والانتصار على الأعداء في الحروب، بدعوتِهم وصلاتهم وإخلاصهم،
فالضعفاء أشدُّ إخلاصًا في الدعاء، وأكثر خشوعًا في العبادة، لِخلاء قلوبهم عن التعلُّق بِزُخْرُف الدنيا،
وقد صحَّ عن النبيﷺ أنَّه قال: *(( ابْغُونِي الضُّعَفَاءَ، فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ ))*.
وصحَّ أنَّ رجلًا مِن أصحاب النبيﷺ ظنَّ أنَّ له فضلًا على غيره في انتصار المسلمين في إحدى الغزوات، فقال له النبيﷺ: *(( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ))*.
اللهم يارحمنَ الدنيا والآخرة ورحيمَهما ارحمنا رحمة تُغنينا بها عن رحمة مَن سواك،
وارحمنا بترك المعاصي أبدًا ماأبقيتنا،
وارزقنا حُسن النَّظر والعمل فيما يُرضيك عنَّا،
اللهم أكرمنا بذكرك آناء الليل والنهار،
ومُنَّ علينا بالتوبة والإنابة والخشية،
وتجاوز عن تقصيرنا وسيئاتنا،
واجعلنا مِن المرحومين في الدنيا والآخرة،
واغفر لنا ولوالدينا وجميع أهلينا،
وبارك لنا في أعمارنا وأعمالنا وأقواتنا وأوقاتنا،
اللهم اكشف عن المسلمين مانزل بهم مِن ضُرٍّ وبلاء، وفقر وتشَرُّد، وقتلٍ واقتتال، ووسِّع عليهم في الأمن والرزق،
اللهم ارحم المسلمين بدعاء مساكينهم وضعفائهم وأيتامهم وصالحيهم.
وأقول قولي هذا،
وأستغفر الله لي ولكم.
ৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡ
منقوله
*📖مٌلُتْقًى الٌُخطِبّ الُمٌكِتْوَبّةِ📖*
❁════ ✿۩۞۩✿════❁
واحة الخطيب
❃•━━━━❃﷽❃━━━━•❃
*📌 خطبة مكتوبة بعنوان:*
*” #حاجة_المسلمين_إلى_الرحمة_والتراحم*
فيما بينهم وآثاره المباركة عليهم “
🏷الشيــــــخ /_
*( #عبدالقادر_بن_محمد_الجنيد )*
حفظه الله تعالي
▔▔▔▔▔▔▔▔▔▔▔▔▔▔
*☆الخطبة الأولــــــــــــــى☆*
الحمد لله الذي له الحمدُ كُلُّه، وله الملكُ كُلُّه، وبيدهِ الخير كُلُّه، وإليه يُرجع الأمْر كُلُّه، الذي وسِع كل شيء علمًا ورحمة،
*وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له*، المتفردُ بالألوهية والوحدانية، المتوحِّدُ في العظَمة والكبرياء والمجد والرُّبوبية،
*وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله*، أرحمُ البرِيَّة، وأكملُهم دِيانة، وأنصحُهم للخليقة، وبُعِث للناس رحمة، فاللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه، وعلى آله وأصحابه أولي المقامات العليَّة، والفِعال المليحَة، وعنَّا معهم يا عظيم الرحمة والمغفرة.
_أَمَّـــا بَعْــــد :_
فيا عباد الله:
إنَّنَا معاشر أهل الإسلام على اختلاف ألواننا وأجناسنا وبلداننا وأعمارنا في حاجة كبيرة إلى أنْ نتراحم فيما بيننا كثيرًا، وأنْ يرحمَ بعضنا بعضًا شديدًا، وأنْ نكون مِن الرُّحماء، وأنْ تكون قلوبنا مليئة بالرَّحمة،
إذ هذا هو وصف أهل الإيمان،
فقد صحَّ عن النبيﷺ أنَّه قال: *(( تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ))*.
وهو الحال الذي كان عليه النبيﷺ وأصحابه رضي الله عنهم، كما أخبر بذلك ربُّنا سبحانه عنهم فقال: *{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}*.
ورحمتُنا لبعض، وتراحُمنا فيما بيننا، مِن أعظم مانَستجلِب به رحمة الله لنا وبِنا في الدنيا والآخرة،
لِما صحَّ عن النبيﷺ أنَّه قال: *(( الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ))*.
وصحَّ عنه ﷺ أيضًا: أنَّه قال: *(( مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ ))*.
وثبت عنه ﷺ أنَّه قال: *(( ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرْ اللَّهُ لَكُمْ ))*.
بل حتى الحيوان إنْ رحمناه رحمنا الله،
فكيف برحمة إنسان،
بل كيف إنْ كان هذا الإنسان الذي رحمناه مؤمنًا بالله وباليوم الآخِر،
وقد صحَّ: *(( أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَارَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأَرْحَمُ الشَّاةَ أَنْ أَذْبَحَهَا، فَقَالَ: وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ ))*.
وثبت عن النبيﷺ أنَّه قال: *(( مَنْ رَحِمَ وَلَوْ ذَبِيحَةَ عُصْفُورٍ رَحِمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))*.
ولمَّا رحمَت امرأةٌ زانية كلبًا كاد يقتله العطش بِشَرْبَة ماء سقَتْه بها، رحمها الله سبحانه بأنْ غفر لها،
إذ صحَّ عن النبيﷺ أنَّه قال: *(( بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ ))*.
وصحَّ عن النبيﷺ: *(( أَنَّ رَجُلًا رَأَى كَلْبًا يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ فَأَخَذَ الرَّجُلُ خُفَّهُ فَجَعَلَ يَغْرِفُ لَهُ بِهِ حَتَّى أَرْوَاهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ ))*.
بل وتبرَّأ النبيﷺ مِمن لايرحمون صغار المؤمنين، ويوقِّرون كِبارهم،
فثبت عنه ﷺ أنَّه قال: *(( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا ))*.
عباد الله:
إنَّ الرَّحمة مِن أعظم خصال القلب، وأجمل خِلاله، وأجلِّ مزاياه، وأشرق سجاياه،
فهي تجعل المرء يَرِقّ لآلام غيره وكأنَّها نازلة به، فيسعى لإزالتها عنهم أو تخفيفها قدر استطاعته، فإنْ عجز عن ذلك تألَّم لهم، ويسعى في سَدِّ عيوبهم وسترها كما يَفعل مع عيوبه وعثَرَاته، ويتمنَّى كمالَهم وصلاحَهم والتوسِعَة لهم كما يتمنَّاه لنفسه ومَن يَعول، ولا ييأس مِن هدايتهم واستقامتهم، ويسعى بِجُهد عزيز لِتتحقَّق.
وصحَّ عن أسامة بن زيد – رضي الله عنهما – أنَّه قال: *(( كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّﷺ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ إِحْدَى بَنَاتِهِ تَدْعُوهُ وَتُخْبِرُهُ أَنَّ ابْنًا لَهَا فِي الْمَوْتِ،*
*فَقَالَ لِلرَّسُولِ: ارْجِعْ إِلَيْهَا فَأَخْبِرْهَا: أَنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ،*
*فَعَادَ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّهَا قَدْ أَقْسَمَتْ لَتَأْتِيَنَّهَا،*
*قَالَ: فَقَامَ النَّبِيُّﷺ وَقَامَ مَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمْ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ ت
َقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنَّةٍ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ﷺ،*
.
*فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا هَ
◀كنوز رمضانية ▶
🔹الكنز الثاني🔹
▫التنافس▫
⚪ التنافس: هو التسابق والتغالب وأصله من المنافسة وهي مجاهدة النفس للتشبه بالأفاضل واللحوق بهم قال تعالى: " إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون تعرف في وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".
⚪والله تعالى يدعونا إلى الإسراع إلى كل خير، قال تعالى: " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين " [آل عمران:133]. وقال: "سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض"
⚪والصادق في خوفه وإقباله، علامة صدقه في الإسراع للحديث: ((من خاف أدلج (أي بكر بالطاعة) ومن أدلج بلغ المنزل (الغاية) ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله هي الجنة). وقد سأل رجل أحد الصالحين عن الحديث: (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) فقال الرجل الصالح: (نعم ولكن للمفتاح أسنان وأسنان مفتاح الجنة هي أوامر الله تعالى فإذا جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك).
⚪والخاسر من كان يومه كأمسه ليس فيه زيادة عمل صالح للأثر: (من استوى يوماه فهو مغبون)
⚪ لماذا التنافس في الأعمال الصالحة:
🔹قبل ظهور العوائق للحديث: (بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر)، وفي العبادة كالحج للحديث: ((تعجلوا الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له)، وفي الصدقة للحديث: (إن رسول الله صلى العصر فلما سلم قام سريعا فدخل على بعض نسائه ثم خرج ورأى ما في وجوه القوم من تعجبهم لسرعته فقال: ذكرت وأنا في الصلاة تبراً (ذهبا) عندنا فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا فأمرت بقسمته).
🔹لأن مقامات الناس في الجنة على قدر أعمالهم للحديث: (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف فوقهم كما تتراءون الكوكب الغائر في الأفق من المشرق إلى المغرب لتفاضل ما بينهم قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال بلى: والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين). وللحديث: (إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما يرون النجم الطالع)، حتى يختلفون في إشراقة وجوههم للحديث: (أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءه)
⚪ والمسارعة تقتضي الجماعة؛
التنافس المسارعة والمسابقة؛ فليتنافس؛ سابقوا؛ وسارعوا ، فالثلاث الكلمات قرآنية تقتضي الجماعة
▫ أي كن مع الجماعة وتنافس معهم على الآخرة. قال: وسارعوا؛ أي كن مع الجماعة وسارع إلى جنة عرضها السموات و الأرض، وكن مع الجماعة وسابق إلى جنة عرضها السموات و الأرض، فالجماعة رحمة والفرقة عذاب، وإن الشيطان من الاثنين أبعد، وإنما يأكلُ الذِّئبُ من الغنم القاصية
⚪لقد كان من هديه عليه الصلاة والسلام زرع التنافس بين أصحابه في الأعمال الصالحة فقد ورد في الحديث من أصبح منكم اليوم صائما قال أبو بكر أنا ..... الحديث.
▫أيها الأحباب
لابد من التنافس على صلاة الجماعة.
التنافس على الصف الأول.
التنافس على الصدقة.
التنافس على إصلاح ذات البين.
التنافس على قراءة القرآن.
التنافس على صلاة التروايح.
التنافس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
التنافس في الدعوة إلى الله.
التنافس في النصح للمسلمين.
التنافس على فعل الخيرات بأنواعها.
▫الله الله في المسارعة إليه والتنافس على طاعته...
جعلني الله وإياكم من المتنافسين على طاعته آمين.
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
مرسال الأحبه لاتنسوني من دعوه.
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
أَجْرًا كَرِيمًا ﴾ [الأحزاب: 41 - 44].
هذا وصلوا وسلموا على النبي المصطفى والحبيب المرتضى كما أمركم بذلك المولى جلَّ وعَلا فقال تعالى قولاً كريماً : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظ بلادنا واقض ديوننا واشف أمراضنا وعافنا واعف عنا وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤاثر علينا وارحم موتانا واغفر لنا ولوالدينا وأصلح أحوالنا وأحسن ختامنا يارب العالمين
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر واقم الصلاة .
============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.tt
فقد جاء قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} بين آيات أحكام الصيام، لتدل على أن الصيام والدعاء مقترنان، كيف لا والحبيب صلى الله عليه وسلم يقول: (ثلاثة لا تُرَدّ دعوتُهُم الإمام العادل، والصائم حين يفطر ودعوة المظلوم)، ألم تلاحظوا اللفظ النبوي: (والصائمُ حَتّى يفطر)؟ رواه ابن حبان في صحيحه واحمد في مسنده والبيهقي والترمذي وابن ماجة
فكيف نستقبل شهر الدعاء؟ أما نُريدُ من الله شيئًا لنفسنا؟ أما نُريدُ من الله شيئًا لأهلنا وأولادنا؟ أما نُريدُ من الله شيئًا لأمتنا؟
فبُشْرَاكُمْ... لَقدْ عَادَ رَمضانُ.. وعَادَ بالصِّيامِ لِربِّ الأَرضِ والسَّماواتِ، عَادَ بظَمَأِ الهَواجِرِ ومُكابَدَةِ السَّاعاتِ، عَادَ بالتَّخَلِّي عَنِ الشَّهواتِ والطَّيباتِ، عَادَ بالتَّجَرُّدِ للهِ عَز وجَلَّ؛
بُشْرَاكُمْ.. لَقدْ عَادَ رَمضانُ.. وعَادَ بفَرحَةِ الصَّائمينَ بصَومِهِمْ في الدُّنيَا والآخِرةِ، لَهُمْ خُلُوفٌ هو أَطيبُ عندَ اللهِ مِن رِيحِ المِسكِ؛ قَالَ رَسُولُكُم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، ولِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ". متفقٌ عليهِ.
من ناله داء الهوى بذنوبه*فليأت في رمضان باب طبيبه
فخلوف هذا الصوم يا قوم اعلموا*أشهى من المسك السحيق وطيبه
أو ليس هذا القول قول مليككم ... الصوم لي وأنا الذي أجزي به
بُشْرَاكُمْ...لَقدْ عَادَ رَمضانُ.. وعَادَتْ مَعهُ صُحْبَةُ القُرآنِ، تِلكُمُ الصُّحبَةُ التي هِيَ خَيرُ صُحبةٍ، فلَنْ يَجِدَ الْمَرءُ صُحبةً هِيَ أَفضلُ ولا أَعظَمُ ولا أَحسنُ مِن صُحبَةِ القُرآنِ الكَريمِ الَّذِي ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42].
بُشْرَاكُمْ... لَقدْ عَادَ رَمضانُ.. وعَادَ مَعهُ القِيامُ والوُقُوفُ بينَ يَدَيِ اللهِ تعَالَى؛ ولقَدْ جَعلَ اللهُ في القِيامِ بَينَ يَدَيْهِ وَسِيلَةً لغُفرَانِ الذُّنوبِ والصَّفحِ عَنِ العُيُوبِ.
بُشْرَاكُمْ...لَقدْ عَادَ رَمَضانُ.. وعَادَ مَعهُ الْجُودُ والكَرَمُ والصَّدَقةُ؛ فقدْ كَانَ حَبيبُكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ.
بُشْرَاكُمْ... لَقدْ عَادَ رَمضَانُ.. وعَادَ مَعهُ العِتْقُ مِنَ النَّيرانِ، فَلْيُشَمِّرْ كُلٌّ مِنَّا عَنْ سَاعِدِ الْجَدِّ، ولْيَسْعَ كُلُّ عَبدٍ في فِكَاكِ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ؛ فقَدْ قَالَ حَبيبُكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ" رواهُ التِّرمِذِيُّ وابنُ مَاجَهْ
بُشْرَاكُمْ...لَقدْ عادَ رَمضانُ.. وعَادَ مَعهُ الإِكثارُ مِنَ العَملِ الصَّالحِ، مِن البِرِّ والصِّلةِ والرَأفَةِ والرَّحمةِ والعَفوِ عَنِ النَّاسِ وإِزَالةِ الشَّحناءِ والبَغضَاءِ؛ فالمؤمنونَ لاَ يَمَلُّونَ مِنَ الأَعمالِ الصَّالحاتِ، بَلْ يَفعَلُونَ ويَفعلُونَ ويَرَوْنَ أنَّهُم مُقَصِّرونَ.
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه غافر الذنوب والخطيئات
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله
وبعـــد:
جاء رمضان ودنت بشائره وهبت نسائمه وارتفعت منائره وتباركت أسحاره وفاضت موائده
يا من أساء مع ربه، وأخطأ مع مولاه، لقد جاء شهر رمضان ليرسل لك نفحات الإيمان، فأقبل على ربك، لعله يرضى عنك ويغفر لك
يا من أساء مع ربه، وأخطأ مع مولاه، يا من طال بُعده عن ربه، وتجاوز حدود العبودية..
أيها المسكين! ماذا وجدت في بُعدك عن الله؟!
عبد الله،: لقد جاء رمضان ليرسل لك نفحات الإيمان، وليضفي على قلبك رحمة الرحمن، فهيا إلى الله {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50].
عبد الله! اعلم أن باب التوبة مفتوح، والدخول إليه مسموح، فأقبل على ربك، لعله يرضى عنك ويغفر لك..
هيا إلى الله، لعله يبدل سيئاتك إلى حسنات، ولعله يكتبك في أحبابه {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة: 22
📚 شهر شعبان فوائد وأحكام 📚
🖋 د. يوسف حسين الرخمي.
🌙 الصيام في شهر شعبان سنة مستحبة، والأفضل ألا يصومه كله، بل يصوم بعضه أو يصوم أغلبه، فإن صامه كله جاز ذلك وإن كان خلاف الأفضل، كما جاء في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان).
🌙 صيام أيام البيض في شعبان مستحب (وهي أيام 13- 14 - 15 من الشهر)؛ فإنَّ صيام الأيام البيض مستحب في سائر الأشهر ومنها شعبان، وبصيامها يجمع المسلم بين فضيلتين هما: صيام الأيام البيض، وصيام بعض شعبان، ولكن لا ينوي بصيامها ما يسمونه الشعبانية، فإن هذا غير مشروع، ولا يشترط لصيامها أن يكون قد صام الأيام البيض في الشهر السابق أو غيره؛ فهذا الشرط مما لا دليل عليه.
🌙 ما ورد من كراهية الصيام بعد النصف من شعبان لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال المحققون من أهل العلم، فالصواب عدم الكراهة، وعلى فرض صحته فقد حمله بعض أهل العلم على من ابتدأ الصيام من بعد النصف قاصدا تحري ذلك، ولم تكن له عادة بالصيام، فإن كانت له عادة بالصيام، كمن يصوم الاثنين والخميس، أو كان يصوم يوما دون يوم، أو كان قد صام في النصف الأول من شعبان، أو كان يصوم قضاء، أو نذرا واجبا عليه، أو نحو ذلك جاز الصيام فيه دون كراهة.
🌙 أغلب ما ورد من أحاديث في فضل ليلة النصف من شعبان، أو تخصيصها بعبادات معينة ضعيف أو مكذوب، ولكن قد صح فيها حديث رواه ابن ماجه وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يطلع الله تبارك و تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ) وهو حديث صححه العلامة الألباني رحمه الله وغيره، والمشاحن: من الشحناء، وهي العداوة والبغضاء.
وقد قال جمهور الفقهاء ورجحه ابن تيمية باستحباب إحياء ليلتها بالصلاة، والدعاء، والذكر، وغير ذلك من الطاعات، وأن لها فضلا ليس لغيرها من الليالي، وهو قول وجيه جدا وإن لم تصح أحاديث تخصيصها بعبادات معينة؛ فإن اختيار الله لها لتكون ليلة يغفر فيها ذنوب العباد دليل على مزية خاصة لها ليست لغيرها، وإلا لم يكن لاختيارها معنى، وتحري الأوقات الفاضلة بالعبادة أمر مشروع مندوب، ولكن الاحتفال بها، أو الاجتماع في المسجد للصلاة جماعة، أو الصلاة فيها على صفات وهيئات معينة غير مشروع وخلاف السنة.
🌙 ثبت النهي عن تقدم رمضان بصيام يوم أو يومين كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه)، وثبت النهي عن صيام يوم الشك، وهو يوم 30 من شعبان؛ لما رواه البخاري تعليقا، والترمذي، والنسائي أن عمار بن ياسر -رضي الله عنه- قال: (من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم)، ومثل هذا له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أهل العلم، ويستثنى من النهي من كانت له عادة أو سببا يقتضي الصيام، كأن كان يصوم الاثنين والخميس، أو يصوم يوما دون يوم، أو كان يصوم قضاء، أو كفارة، أو نذرا، أو نحو ذلك، فإنه يجوز له الصيام دون كراهة؛ لأنه إنما قصد صيام السبب أو العادة التي اعتادها لا تقدم رمضان بالصيام.
🌙 ورد أن الأعمال ترفع إلى الله تعالى في شهر شعبان، كما روى النسائي وغيره، وحسنه العلامة الألباني، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال: (ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم).
🌙 من الروايات التي تنتشر بكثرة في شهر شعبان ما ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خمس ليال لا ترد فيهن دعوة: أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلتا العيد)، وهذا رواية موضوعة مكذوبة لا يجوز نسبتها إلى النبي صلى عليه وسلم، ولا يجوز نشرها إلا على سبيل التحذير منها.
🌙 من كان عليه قضاء من رمضان من النساء أو الرجال فليعجل به في شهر شعبان؛ فلا يزال في الوقت متسع، ولا يجوز تأخير القضاء حتى يدخل شهر رمضان، أو حتى يضيق الوقت فلا يقدر على قضاء كل ما فاته.
🌙 شهر شعبان من الأشهر الفضيلة فليحسن المسلم استغلاله بالطاعات المختلفة، والصيام على وجه الخصوص، وليتحلل من المظالم، ويعجل بالتوبة من سائر الذنوب، ويتفقد المحتاجين والفقراء في هذه الأوضاع الصعبة، وليعد نفسه لاستقبال شهر رمضان طيب النفس، نقي الروح، طاهرا من المعاصي والذنوب.
🌷تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وبلغنا شهر رمضان في صحة وعافية🌷
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة قناة فتاوى د. يوسف الرخمي على (تليجرام): افتح الرابط ثم اضغط اشتراك
http://t.me/alrkhme
ان من ذلك
قال ابنُ رَجَبٍ: (وقد رَجَّحَ طائفةٌ من العلماءِ منهم ابنُ الْمُبارَكِ وغيرُه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يستكمل صيامَ شعبانَ، وإنما كان يَصومُ أكثرَهُ) انتهى.
وقال ابنُ حَجِرٍ الهيتمي: (أو كانَ مَرَّةً يَصُومُهُ جَميعَهُ، ومَرَّةً يَصُومُ مُعْظَمَهُ لئلاَّ يُتَوهَّمَ وُجُوبُهُ) انتهى.
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: (كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصومُ شعبان كُلَّه، ورُبَّما صَامَهُ إلا قليلاً، كما ثبتَ ذلكَ من حديثِ عائشةَ وأُمِّ سلمةَ رضي الله عنهما.. أمَّا مَن صامَ أكثر الشهر أو الشهرَ كُلَّه فقد أصابَ السنة) انتهى.
قال ابنُ العطَّار رحمه الله: (وقد أجمعَ العلماءُ على جوازِ صَوْمِهِ كُلِّه، بل على استحبابه) انتهى.
فلمثل شعبانَ عباد الله فليعملِ العاملون، وفي مثل شعبانَ فليتنافس المتنافسون.
ولتبشر أيُّها الصائِمُ! فعن أَبي سعيدٍ، قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً في سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفَاً" متفقٌ عَلَيْهِ
جعلني الله وإياكم ووالدينا وأهلينا من الفائزين الآمنين، وجنَّبنا موارد الظالمين، آمين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولوالدينا وأهلينا ولكافةِ أموات المسلمين من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
أيها الناس، إنكم قادمون على ما قدّمتم، ومجزِيّون على ما أنجزتم، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، فالسعيد من تدبّر أمرَه، وأخذ حِذرَه، واستعد ليوم لا تنفع فيه عَبرة.
الناس يثقون بالدنيا وهي غدّارة، ويطمئنون إليها وهي مكّارة، ويأنسون بها وهي غرّارة، وهل لك ـ أيها الإنسان ـ من الدنيا إلا حفرة ضيّقة تَحويك وقبر مظلمٌ يُؤويك؟! ثمّ إما إلى نار تلظّى أبد الآبدين، وإما إلى نعيم مقيم أبد الآبدين، كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ،
عباد الله، قال بعض العارفين: شهر رجَب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر السقي، وشهر رمضان شهر الحصاد،
وقال: بعضهم مثل شهر رجب كالرّيح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع في رجب ولم يسق في شعبان، فكيف يريد أن يحصد في رمضان؟!
عباد الله ألا وإنَّ مِمَّا يُسنُّ عَمَلُه في شَعبانَ الإكثارُ من قراءةِ القرآنِ، قال أنسُ بنُ مالكٍ -رضي الله عنه-: "كانَ المُسلِمُون إذا دَخَلَ شَعبَانُ أَكَبُّوا على المَصَاحِفِ فَقَرؤوها, وأَخَرجُوا زَكاةَ أَموالِهم؛ تَقوِيَةً لِضَعِفِيهم على الصوم".
وقال سلمةُ بنُ كُهَيلٍ: كان يُقَالُ: شَهرُ شَعبَانَ شَهرُ القُرآنِ. وإذا دَخلَ شَعبانُ قالَ السَّلفُ: هذا شَهرُ القُرَّاءِ.
اللهُ أكبرُ عبادَ اللهِ: ما أدقَّ فهمَ السَلَفِ لِشرعِ اللهِ! وما أحرصَهم على تَحقيقِ التَّقوى والإيمانِ! كُلُّ ذلِكَ تَمريناً لِلنَّفسِ وتَهيِئَةً لها على البقاءِ مع القرآنِ لِفترةٍ أطولَ في شَهرِ القُرآنِ!.
هذا عمرو بن قيس: "كان إذا دخل شعبان أغلق حانوته، وتفرغ لقراءة القرآن".
ما أحوجنا وما أحقنا بهذا الأدب من عمرو بن قيس؟
مَضَى رَجَبٌ وَمَا أَحْسَنْت فِيهِ * وهَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ المُبارَكْ
فيَا مَنْ ضَيَّعَ الأوقَاتَ جَهْلاً * بِحُرْمَتِهَا أَفِقْ وَاحْذَرْ بَوَارَكْ
فَسَوفَ تُفَارِقِ اللَّذَّاتِ قَسْراً * وَيُخْلِي المَوتُ كَرْهاً مِنْكَ دَارَكْ
تَدَارَكْ مَا استطَعْتَ مِنَ الخَطايَا * بِتَوبَةِ مُخْلِصٍ واجْعَلْ مَدَارَكْ
على طَلَبِ السَّلامَةِ مِنْ جَحِيمٍ *** فخَيرُ ذوي البصائرِ من تدارَك
فاحرص ـ أخي المسلم ـ على أن لا يدخلَ عليك رمضان إلاّ وأنت طاهِرٌ نقيّ، فإنّ رمضانَ عِطر، ولاَ يُعطَّرُ الثّوبُ حتى يُغسَل، وهذا زمنُ الغسل، فاغتسلوا ـ رحمني الله وإياكم ـ من درَن الذنوب والخطايا، وتوبوا إلى ربكم قبل حلول المنايا،
اتّقوا الشركَ فإنه الذنب الذي لا يغفره الله لأصحابه، واتَّقوا الظلم فإنه الديوان الذي وكله الله لعباده، واتقوا الآثام فمن اتقاها فالمغفرة والرحمة أولى به.
يا من للناس عليك حقوقٌ، أدِّ الحقوقَ لأصحابها. أيها العاق لوالديه، ائت مرضاةَ الله من أبوابها، وإن رضا الله تعالى في رضا الوالدين، وسخطه تعالى في سخط الوالدين.
أيها الشاب الواقع في المعاصي، اعلم أن الشيطان لن ينتصر عليك بإيقاعك في المعاصي، وإنما ينتصر عليك بتقنيطك وتيئيسك من رحمة أرحم الراحمين وبتسويف التوبة وطول الأمل.
عباد اللهِ:ويجدر التذكيرلمن كان عليه أيامٌ من رمضانَ الماضي أفطرها فليبادر بقضائِها من الآن فلا يجوز التأخير إلى ما بعد رمضان القادم إلا لضرورة - ومن قدر على القضاء قبل رمضان ولم يفعل فهو آثم ويلزمه امران: التوبة و القضاء – وامر ثالث يلزمه على قول.مالك والشافعي وأحم
240 منحة دراسية للدراسات العليا في سنغافورة
جائزة سنغافورة الدولية للخريجين (SINGA) هي عبارة عن تعاون بين وكالة العلوم والتكنولوجيا والبحوث (A * STAR) ، وجامعة نانيانغ التكنولوجية (NTU) ، وجامعة سنغافورة الوطنية (NUS) وجامعة سنغافورة للتكنولوجيا والتصميم (SUTD).
مجالات البحث في إطار برنامج الدكتوراه تندرج على نطاق واسع تحت فئتين:
-العلوم الطبية الحيوية
-العلوم والهندسة الفيزيائية
الوثائق المطلوبة :
1. بطاقة الهوية او جواز السفر
2. صورة حديثة بحجم جواز السفر (بتنسق Png او Jpge )
3. شهادة البكالوريوس و / أو الماجستير ( يجب تقديم خطاب توصية من الجامعة إذا لم يحصل الطالب على الشهادة وقت تقديمه للطلب )
4. خطابان توصية (تستكمل وتقدم عبر الإنترنت من قبل الموصيين)
5. (اختياري) نتائج GRE / IELTS / TOEFL / SAT I & II / GATE. ومع ذلك ، لاحظ أن الجامعة قد تطلب منك تقديم علامات مرضية كجزء من متطلبات القبول بالجامعة.
التمويل : تمويل كامل
ينتهي التقديم في : 1 /يونيو/ 2019
التفاصيل كاملة : https://bit.ly/2UjQpoH
للتقديم : https://bit.ly/2GYyP6y
قناة خاصة في نشر ما هو جديد بشأن المنحة التعليمية والتدريبية
للاشترك في القناة الضغط على الرابط:
👇👇👇👇👇👇
/channel/talemeh
الله وقدره. وحاشا أن يحصل شيء في الكون كله بغير إرادة الله عز وجل. لكن السؤال؟ هل ترضى بأمر الزنا وتقول حصل بقضاء الله وقدره. لا أتصور أن مسلمًا عاقلاً سليم المعتقد يقول بهذا. لكن المطلوب في هذه الحالة أن نغيّر هذا القدر بقدر آخر وهو التوبة والاستغفار والإقلاع عن هذا الذنب، حتى التوبة لا يمكن أن تحصل منك إلا إذا بقضاء الله وقدره.
فكيف بعد هذا يسلم بعض الناس لحال الواقع بحجة القضاء والقدر؛ يستسلمون للمنكرات ويستسلمون للانحرافات الموجودة بحجه القضاء والقدر، ولا شك أن هذا انحراف واضح في العقيدة، وسوء فهم العقيدة الإسلامية الصحيحة.
انحراف آخر في العقيدة، أدى إلى سوء فهم هذه القضية أيضًا مفاسد كثيرة وحدث شرخ كبير في بناء الأمة وهو عقيدة التوكل.
من الأمور التي أصابها تشويه أيضًا، مفهوم التوكل على الله، فقد فهم بعض أفراد المجتمع المسلم أن التوكل هو ترك الأخذ بالأسباب، مع أن هذا الأمر مخالف لدين الإسلام، ولو كان الأمر كذلك لطبقه سيد المتوكلين محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان يأخذ بجميع الأسباب، فيتخذ للنصر عُدته، وللسفر زاده، وللمرض دواءه، ويحث الصحابة على العمل والسعي في طلب الرزق.
ومن انحرافات فهم التوكل أيضًا: عدم التوكل على الله عز وجل التوكل الحقيقي في كل الأمور. فكم من المسلمين من يعتقد بأن رزقه في يد رئيسه في العمل. تجد بعض الموظفين مثلاً يعمل عملاً مخالفًا للنظام. ولو سألته لماذا؟ قال لأن الرئيس طلب مني ذلك ولو قلت له كيف تطيع رئيسك في أمر محرم ولا يجوز ويخالف النظام، لقال لك إذا لم أفعل ما طلب، فسوف يقطع عليّ العلاوة، أو يفصلني من الوظيفة فيقطع رزقي.
فأين صدق عقيدة التوكل على الله عز وجل، لقد ضعف التوكل على الله سبحانه وتعالى عند غالب المسلمين إلا من رحم ربى في كل شيء، وفى كل جانب. كم من المسلمين ومن الدول الإسلامية من يثقون بقوة أمريكا ويتوكلون عليها أكثر من ثقتهم بقوة الله عز وجل وتوكلهم عليه كم من الدول من تعتمد كما يقال على الدول العظمى أكثر من اعتمادها على الله عز وجل.
فأين عقيدة التوكل أيها الإخوة؟! يقول عليه الصلاة والسلام: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا" مسألة الخوف من الله عز وجل.
ولو قمنا أيها الإخوة بالتفصيل والتتبع لكثير من جزيئات العقيدة، لوجدنا سوء الفهم فيها.
فكيف بعد هذا لا يكون سوء فهم العقيدة من أخطر وأهم أسباب ضعف الأمة وتفرق كلمتها. وليس هناك طريق ولا أمل للقضاء على هذا السبب إلا عن طريق العلم، لا بد من تعلم العقيدة ودراسة العقيدة وفهم العقيدة، على الوجه الصحيح؛ لأن العقيدة هي أساس كل شيء، ولو اهتزت القاعدة، سقطت القمة ثم بعد ذلك ممارستها وتطبيقها.
أسأل الله عز وجل أن يبصرنا في أمور ديننا ودنيانا، وأن يأخذ بأيدينا، إنه خير مسئول.
اللهم من أراد المسلمين بسوء ...
ن، وتنحيته عن معترك الحياة.
إن المتفحص لكل ذلك يا عباد الله، ليشعر بالألم والحزن والمرارة لواقع المسلمين، ولكن الأمور لا يمكن أن تتغير بالأحزان والآلام والانفعالات، (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد: 11]، لكنا نقول بأن هذه الأحزان لعلها تكون بداية الوعي واليقظة، وبداية لطريق طويل في التصحيح والتغيير.
أيها المسلمون: إن الحديث عن أسباب ضعف المسلمين وتفرقهم حديث طويل، وطويل جدًّا، لأنه يحكي قصة أربع عشر قرنًا من الزمان، فلا يكفيه حديث جمعة، ولا جُمَع سنة كاملة، لكن بعد توفيق الله عز وجل، نحاول بين فترة وأخرى إبراز بعض النقاط الهامة والكبيرة. والتي نعتقد أنها من أبرز أسباب ضعف المسلمين وتفرقهم، لا شك بأن البعد عن الدين هو السبب الرئيس. لكن هذا كلام عام يحتاج إلى تفصيل ولفهم كيف بعد الناس عن الدين، لا بد من تجزئة هذا السبب الكبير.
أيها الإخوة في الله: لقد عاش المسلمون في العصور الأولى متشبعين بروح الإسلام وتعاليمه، تربوا تربية صحيحة، أنارت بصيرتهم، وصقلت نفوسهم، وهذّبت سلوكهم، ذلك أنهم أخذوا بتعاليم القرآن الكريم، وتأسوا بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفهموا الإسلام فهمًا صحيحًا، وعملوا واجتهدوا في نطاق المنهج الرباني وحدوده. فاستطاعوا بذلك أن ينهضوا نهضة عظيمة في مدة وجيزة، فأقاموا حضارة زاهية ومجتمعًا متماسكًا قويًّا، واستمر ذلك المجتمع بقوته وريادته ونوره المشع على أرجاء المعمورة، عدة قرون.
ثم بدأ ذلك النور المشعّ ينحسر شيئًا فشيئًا، فعاش أبناء المجتمع في ليال سوداء قائمة، وهم ضعفاء أذلاء، تفرقت الكلمة، وتصدع البنيان، وتداعت عليهم الأمم من كل حدب وصوب، فذهبت الهيبة، وانهار كيان المجتمع، ولم يكن ذلك عن قلة، ولكن أصبحوا كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم "غثاء كغثاء السيل" فزحف المستعمر من كل مكان، لينهش من هذا الجسم المريض، وبدأ الاستعباد والذل والهوان، كل ذلك حدث عندما هانت الأمة على نفسها، حتى فقد المجتمع الإسلامي ثقته بنفسه، وأصبح الإسلام في نفوس أصحابه ألفاظًا بلا معنى، واتجه شرار المجتمع صوب المستعمر الآثم، يتبعون خطواته حذو القذة بالقذة، كما قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد في مسنده: "ليحملن شرار هذه الأمة، على سنن الذين خلوا من قبلهم، أهل الكتاب، حذو القذة بالقذة".
وانقسم المجتمع إلى فئات ثلاث: الفئة الأولى: انطفأ نور الإيمان في قلبها، فانصرفت عنه إلى نوع من الإلحاد، وشكت في صلاحية الإسلام للحياة، واعتقدت أن الأخذ بأسباب المدينة الغربية، والانغماس والاستمتاع بشهواتها هو كل الحياة. أما الإسلام في نظرها، فهو سبب التخلف والجمود والرجعية.
الفئة الثانية: اكتفت من الإسلام بالمظهر، اكتفوا منه بالأحوال الشخصية، منه زواج وطلاق. وصار يؤدي بعض المظاهر من الصلاة التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصيام وغيرها.
أما الفئة الثالثة: فهي المؤمنة، المتمسكة بجوهر الدين قابضة عليه كالقابض على الجمر، غريبة في وطنها تصلح ما أفسد الناس، فهي محط الأمل وموضع الرجاء نسأل الله القدير أن يأخذ بيدها لتعيد الأمة إلى مجدها وعزها.
أيها المسلمون: وقبل ذكر بعض أسباب ضعف الأمة وتفرق كلمتها، فإن هناك سنة ثابتة في هذا الكون ذكرها الله تعالى في كتابه، تختص بهلاك ودمار الأمم، وسقوط الدول، وتخلخل المجتمعات وهي قول الله جلا وعلا: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) [الإسراء: 16].
يقول الإمام الطبرى رحمه الله في تفسير هذه الآية: "أمرنا أهلها بالطاعة فعصوا وفسقوا فيها وذلك بمخالفتها أمر الله وخروجهم عن طاعته، فحق عليها القول أي فوجب عليهم بمعصيتهم وفسوقهم فيها وعيد الله الذي أوعد من كفر به وخالف رسله من الهلاك بعد الإعزار والإنذار.
أيها المسلمون: إن هذه الآية الكريمة من سورة الإسراء تشير إلى أن مراحل الانحدار إلى الهاوية، يبدأ من انحلال وفساد القمة الاجتماعية في هيكل المجتمع. ففساد القمة نذير صارخ بإفساد المجتمع، وبالإضافة إلى ما ذكر، فإن الترف عامل من أقوى عوامل الانحلال، وأسرعها وأخبثها في انهيار المجتمع؛ إذ إنه يفتت روابطه؛ لأن الانغماس في واقع الشهوات وإشباع الغرائز المنهومة، يميت الشعور بالنخوة ويقتل الإحساس بالعزة والغيرة، ويجعل الرذائل من مؤلفات الحياة في هذه المجتمعات المنحدرة إلى هاوية الانهيار، بل يجعل الرذائل ميدانًا للتنافس الفاجر.
إذا فسدت القمة ووقعوا في الترف، وصار الترف هو الغالب في طبقات المجتمع، فقل على هذا المجتمع السلام، فلا يهتم أحد برفع رأسه إنكارًا لها، بل يجد المجتمع في كبرائه المترفين، من ينكر على مَن ينكر هذه الرذائل. وتصبح الفضائل الخلقية والقيم الروحية غرائب في نظر هذا المجتمع المنحل المتحلل، وعندئذِ تحق عليهم كلمة الله، ويحل بهذا المجتمع الضعف وا
📝قال الإمام #ابن_باز :
🖋"لا ينبغي للعاقل أن يغتر بالناس في أفعالهم الواجب أن ينظر في الشرع الإسلامي وما جاء به وأن يمتثل أمر الله ورسوله ﷺ وأن لا ينظر إلى أمور الناس فإن أكثر الخلق لا يبالي بما شرع الله كما قال الله تعالى: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله}"
📒نور على الدرب
🔷 تدبرات في كلام الرحمن 🔷
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﷽ قال الله ﷻ: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )
[ سورة الأنبياء : آية ١٠٧ ]
- وقوله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } : يخبر تعالى أن الله جعل محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ، أي : أرسله رحمة لهم كلهم ، فمن قبل هذه الرحمة وشكر هذه النعمة ، سعد في الدنيا والآخرة ، ومن ردها وجحدها خسر في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار ) [ سورة إبراهيم : آية ٢٨-٢٩ ] ، وقال الله تعالى في صفة القرآن : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ) [ فصلت : 44 ] .
- عن أبي هريرة قال : قيل : يا رسول الله ، ادع على المشركين ، قال : " إني لم أبعث لعانا ، وإنما بعثت رحمة " . انفرد بإخراجه مسلم .
- وفي الحديث الآخر : " إنما أنا رحمة مهداة " . وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله بعثني رحمة مهداة ، بعثت برفع قوم وخفض آخرين " .
- جاء حذيفة إلى سلمان فقال سلمان : يا حذيفة ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول ، ويرضى فيقول : لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال : " أيما رجل من أمتي سببته سبة في غضبي أو لعنته لعنة ، فإنما أنا رجل من ولد آدم ، أغضب كما يغضبون ، وإنما بعثني رحمة للعالمين ، فاجعلها صلاة عليه يوم القيامة " .
- وعن ابن عباس : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) قال : من تبعه كان له رحمة في الدنيا والآخرة ، ومن لم يتبعه عوفي مما كان يبتلى به سائر الأمم من الخسف والقذف .
( تفسير ابن كثير )
واحة الخطيب
عنوان الخطبة
(يوم لا ظل إلا ظله)
عناصر الخطبة:
1/أخذ العظة من حرارة الصيف 2/أهمية العدل ومجالاته وفضل الإمام العادل 3/أهمية الشباب وفضل تنشئهم على طاعة الله 4/فضل مراقبة الله والخوف منه 5/أهمية المساجد فضل ملازمتها 6/التعلق بها فضل الحب في الله
الخطبة الأولى:
الحمد لله جعل في خلق السموات والأرض آيات للسائلين، واختلاف آيات الليل والنهار آيات للمتقين.
وأشهد ألا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله والتابعين وسلم.
أما بعد:
فحينما تحقق النفس شيئاً من رغباتها تطمع إلى ما وراء ما حققت، وتسمو إلى منازل فوق ما أدركت، فالنفوس تواقة متطلعة، فهيئاً لمن كان تطلعهم في الباقيات، وعلت نفوسهم إلى ما عند الله من الدرجات: (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)[آل عمران: 162-163].
أيها الإخوة: قي أيامنا هذه تشتدُّ حرارة الشمس، ويقوى لهيبها، ويفزع الإنسان إلى أماكن الظلِّ، ومواطن التبريد ليأوي إليها، يهرب من سموم الشمس، يطلب بارد الشراب والهواء.
وفي ذلك عبرة للمعتبرين، وعظةٌ للسائرين إلى رب العالمين.
فكيف لك -يا عبد الله- بظل دائم ظليل، ونسيم بارد عليل.
بل كيف لك بخصال تنال بها ظلاً أحوج ما تكون إليه، يوم تدنو الشمس من الخلق ويلحقهم من الكرب ما الله به عليم؟.
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على مقدار أعمالهم في العرق؛ فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً" وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه. [رواه مسلم].
ما أعظم البون بين الخلائق وهم في مكان واحد يسمعهم الداع، وينفذهم البصر، في ذلك اليوم يطلب الناس ظلاً يظلهم، وملجأ يكنهم، ولا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم؛ فعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل معلق قلبه في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" [متفق عليه].
خصال خير، وأعمال برٍّ أكرم الله أصحابها بظله يوم لا ظلَّ إلا ظله.
فالإمام العادل: من له الولاية العظمى فعدل فيهم، رحم ضعيفهم، وأخذ الحقَّ من قويهم.
ونرجو أن يلتحق به كلُّ من ولي أمراً من أمور المسلمين فعدل فيهم، واتقى الله فيمن تحت يده من أمير أو مدير أو رئيس.
فصار همه إعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقَّه، لا يهنأ له بال وبين يديه حاجة لمسلم لم تقض بعدُ، وهو قادر على قضائها.
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "المقسطون على منابر من نور عن يمين الرحمن، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا".
فالعدل شعارهم؛ فهم عادلون مع زوجاتهم وأولادهم، وعمالهم وخدمهم، بل هم عادلون مع أنفسهم ينصفونها لغيرهم، لا يستبيحون حقاً لغيرهم إلا بطيب نفس منه، يراقبون الله في صغير أمرهم وجليله، لا يستغلون ضعف الضعيف، أو جهل الجاهل، أو سفهه.
بين أعينهم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه".
ثم الشاب الذي نشأ في طاعة الله توجه بقلبه إلى الله؛ فحفظ جوارحه عما يغضب الله، تغلب على زمن الشهوة والطيش، فهو شيخ كبير في عقله، ورجلٌ مسدد في حكمته، علم أنَّ الدنيا دار ابتلاء، فاستعان الله على الاستقامة والهداية، فزاده الله هدى، وربط على قلبه، فلم يغره رفيق سوء، ولم تفتنه الأهواء، ولم يقع في حبال الإغراء.
وفي زمن قلَّ فيه المعين على الخير، وتنوعت ألوان المغريات، وأصبح الشباب يتخطفهم المضللون من أحضان أسرهم، فالأجر حينئذ على قدر المشقة.
واعلموا: أنَّ صلاح الشباب مما يساعد عليه صلابة المنبت، وحسن التربية، فالبيت بتوجيهه ومتابعته أكبر عون على إيجاد هذه الطائفة، طائفة الشباب الذين ينشؤون على طاعة الله، ومن أعان على خير فله مثل أجر فاعله.
فهنيئاً لشاب استقام رغم شدة العواصف، وأقرَّ الله عين والدين أعانا ولدهما على نفسه، فنشأ عابداً لربه، باراً بوالديه، وقته بين علم نافع وعمل صالح.
وقريب من هذا، بل محنته أشدُّ: "ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله".
ألا ما أعظم الخوفَ من الله.
تدفع به الشرور، ويسلم به الدِّين.
هذا رجل تهيأت الأسباب، واندفعت عنه الموانع، فهو مطلوب لا طالب، كُفِي مؤونة التحايل والمراودة، عرضت نفسها وهي ذات منصب وجمال، فمنصبها يؤمن العاقبة، فلن يصل إليه سوء لو كشف أمره فهي ذات منصب فس
اليوم لم يدركوا منـزلتها ولم يتلقوا أمر الله بها بالتعظيم والتوقير. وكان العلامة ابن خفيف به مرض الخاصرة، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة، فكان إذا نودي بالصلاة يحمل على ظهر رجل ويحضر به إلى المسجد فقيل له: لو خففت على نفسك ؟! فاستعظم هذا الكلام منهم، وقال إن الله يقول: يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً أَوَ في حضور صلاة الجماعة مشقة لا يمكن أدائها؟ ثم التفت إليهم وهو يعاني من مرضه – فقال: إذا سمعتم حي على الصلاة، ولم تروني في الصف، فاطلبوني في المقبرة[1]. و أهل المحافظة على صلاة الجماعة هم أقرب الناس في يوم المزيد إلى ربهم سبحانه وتعالى. قال ابن القيم: أو ما سمعت بشأنهم يـوم المزيـد وأنه يـوم عظيم الشــان هو يوم جمعتنا ويوم زيارة الرحمن وقـت صـلاتنــا وأذان والسابقون إلى الصـلاة هـم الألى فازوا بذلك السبق بالإحسان سبـق بسبـق والمـؤخـر ههنـا متـأخر فـي ذلك الميـدان من سبق إلى صلاة الجماعة كان سابقاً في ذلك اليوم يوم المزيد لمقابلة ربه ورؤيته، ومن تأخر عن الجماعة تأخر في ذلك الميدان، و الجزاء من جنس العمل. والأقربون إلى الإمام فهمُ أولو الزلفي هناك فهنا هنا قربان قرب بقرب والمبـاعد مثلـه بعد ببعـد حكمـة الديـان ولهم منابر لؤلؤ وزبـرجـد ومنابر اليـاقوت والقيعـان هذا وأدناهم ومـا فيهـم دنِي من فوق ذاك المسك كالكثبان وقد وردت بعض الاثار الدالة على أن قرب المؤمنين من ربهم يوم القيامة على حسب استباقهم إلى الصلاة وشهودهم للجماعة. الجزاء من جنس العمل، فمن تقرب إلى ربه ومولاه وسارع في تنفيذ أوامره كان محظياً عنده في يوم تطاير الصحف ووضع الموزاين. أين أنت من هؤلاء ؟! سبقوا وتأخرت ونافسوا ولهوت، وتقدموا فأجلت. نزلوا بمكـة من قبـائل نوفـل ونزلت بالبيـداء أبعد منــزل وتقلبوا فرحين تحت ظـلالهـم وطرحت بالصحراء غير مظلل وسقوا من الصافي المعتق ربهم وسقيـت دمعـةَ والـهٍ متململ ياقسمة قسمت ولـم يعلم بهـا وقضيـة ثبتـت لأمـر الأول هل فيك للملك المهمين نظـرة فتزيل من داء البعاد المعضـل ما معنى الإيمان الذي يدعيه رجال ثم هم لا يحضرون الصلاة في الجماعة، ما معنى الإيمان وما قيمة الصلاة في حياتهم ثم إذا تكلمت مع أحد منهم زعم بأنك تتهمه بالنفاق، إن الصحابة رضي الله عنهم، كانوا يتهمون المتخلف عن الجماعة بالنفاق، يقول ابن مسعود: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق. فأي دين لهؤلاء الذي لا يعمرون المساجد، وأي إسلام لمن يسمعون النداء ثم لا يجيبون، قال الله تعالى: (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ). قال بعض أهل العلم. هم الذي لا يحضرون الصلاة في الجماعة. أين الأجيال، أين شباب الأمة، أين الرجال، والمساجد خاوية تشكوا إلى الله تعالى. إذا كان هذا حالنا مع الصلاة وهي عمود الإسلام، فكيف بباقي شرائع الدين، كيف ترتقي أمة لا تحسن المعاملة مع الله، كيف تفلح أمة لا تقدس شعائر الله، كيف تكون صادقة في الحرب أو في التعليم أو في التصنيع أو في الحضارة، أو في الإدارة وهي لا تحسن الاتصال بربها في صلاة فرضها الله عليها. نسأل الله جل وتعالى أن يحسن أحوالنا، وأن نعظم شعائر ربنا. . . نفعني الله وإياكم بهدي كتابه واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. أقول هذه القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
أما بعد: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا)). وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ملكا ينادى عند كل صلاة، يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفئوها)). وعن عبد الله بن مسعود رضي الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يبعث مناد عند حضرة كل صلاة فيقول: يا بني آدم قوموا فأطفئوا عنكم ما أوقدتم على أنفسكم. فيقومون، فتسقط خطاياهم من أعينهم، ويصلون فيغفر لهم ما بينهما، ثم توقدون فيما بين ذلك فإذا كان عند الصلاة الأولى نادى، يا بني آدم قوموا فأطفئوا ما أوقدتم على أنفسكم، فيقومون فيتطهرون ويصلون الظهر، فيغفر لهم ما بينهما، فإذا حضرت العصر فمثل ذلك فإذ حضرت المغرب فمثل ذلك، فإذ حضرت العتمة فمثل ذلك، فينامون وقد غفر لهم، فمدلج في خير، ومدلج في شر)).
كم تأخذ صلاة الجماعة من أوقاتنا، في مقابل ما نضيعه في الأكل والشرب والنوم، والمرح، إنها دقائق معدودة، لكن بها يرتفع المؤمنون ويسقط الفجرة والمنافقون، بها يعرف أولياء الرحمن من أولياء الشيطان، بها يتميز المؤمن من المنافق يقول عليه الصلاة والسلام، كما في الصحيحين: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدو
واحة الخطيب
عنوان الخطبة
(الصلاة الصلاة)
ناصر محمد الأحمد
ملخص الخطبة 1- أهمية الصلاة وفضلها وكفر تاركها 2- وجوب صلاة الجماعة وفضلها واهتمام السلف بها
الخطبة الأولى
إن دين الإسلام الذي أكرم الله به هذه الأمة وأتمه لها ورضية لها دينا، ورتب عليه من حسن الجزاء وعظيم المثوبة ما تتمناه، الأنفس وتلذ به الأعين، هذا الدين قد بني على أسس وقواعد متينة لا ينجو من بلغته من أليم العقاب وشدة العذاب، ويحظى بما يترتب على الإتيان بها من عزة واحترام في الدنيا ولذة وسيادة في الآخرة، لا ينال المسلم هذه الأمور حتى يأتي بهذه الأسس والقواعد موفورة كاملة. ومن بين هذه الأسس التي بنى عليها الإسلام: الصلاة، الصلاة التي هي عمود هذا الدين وأهم أركانه بعد الشهادتين. الصلاة التي ملأت فضائلها أسماع العالمين بما أعد للمحافظين عليها. قال صلى الله عليه وسلم: ((صلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما، كتاب في عليين)) رواه أبو داود بإسناد حسن، وقال عليه الصلاة والسلام: ((الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر)) رواه الطبراني في الأوسط وهو حسن. وقال مرة عليه الصلاة والسلام لبعض أصحابه: ((أكثِر من السجود، فإنه ليس من مسلم يسجد لله تعالى سجدة إلا رفعه الله بها درجة في الجنة، وحط عن بها خطيئة)) رواه الإمام أحمد بسند صحيح – بكل سجدة ترفع درجة في الجنة ويحط عنك بها خطيئة، وما بين الدرجة والدرجة في الجنة كما بين السماء والأرض، بل وإن من فضائل هذه الصلاة ما قاله عليه الصلاة والسلام: ((لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)) رواه الإمام أحمد بسند صحيح، والمقصود صلاة الفجر والعصر. أيها الاخوة المؤمنون: وكثير من الناس لا يلقون لفضل الصلاة بالاً ولو لركعتين، مر مرّة عليه لصلاة والسلام على قبر دفن صاحبه حديثا، فقال لأصحابه: ((ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون، يزيدهما هذا في عمله – وأشار عليه الصلاة والسلام إلى صاحب القبر – أحب إليه من بقية دنياكم)) رواه الطبراني في الأوسط بسند صحيح. نعم – أيها الاخوة المؤمنون – إن بعض الموتى يودون لو يخرجوا من قبورهم فيصلوا ركعتين، فإنهم يرون أنها خير من الدنيا وما فيها. فهل يتعظ بهذا متعظ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها، فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه)) رواه الطبراني بسند صحيح – بكل ركوع وسجود تتهاوى وتتساقط آثامك وجرائرك العظيمة أمام معاول: وقوموا لله قانتين وقد ورد الأمر بالمحافظة على صلاة الجماعة وإبداء هذه الصلاة المكتوبة في المساجد. قال تعالى: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين وقال تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة وتمام المحافظة التي أمر الله بها وكمال الإقامة التي يريدها الله لا يحصلان إلا بأداء الصلوات في جماعة، لقوله تعالى: واركعوا مع الراكعين . أيها الاخوة المؤمنون: إن الأحاديث والآيات التي فيها إيجاب صلاة الجماعة على المؤمن كثيرة، وتلك التي فيها الترهيب من ترك الجماعة كذلك، كقوله عليه الصلاة والسلام: ((والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرّق عليهم بيوتهم)) رواه البخاري ومسلم، وعند الإمام أحمد بلفظ: ((لولا ما في البيوت من النساء والصبيان لأحرقتها عليهم)) لو كان عليه الصلاة والسلام حياً لهمّ بإحراق مدن ومجتمعات كثيرة لا يعرف أهلها المحافظة على صلاة الجماعة ولا يشهدونها مع المسلمين. فجلجلة الأذان بكـل حـي ولكن أين صوت من بلال منابركم علت في كل ساح ومسجدكم من العباد خالي أيها الاخوة المؤمنون: إن الصلاة هي الفيصل والبرزخ بين الكفر والإيمان، فمن أداها وحافظ عليها كان هو المؤمن، ومن تركها وتهاون بها كان هو الكافر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة، فمن تركها فقد كفر)). إنه لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، من تركها فعليه لعنة الله، من تركها خرج من دين الله، من تركها انقطع عنه حبل الله، من تركها خرج من ذمة الله، من تركها أحل دمه وماله وعرضه، تارك الصلاة عدو لله عدو لرسول الله، عدو لأولياء الله، تارك الصلاة مغضوب عليه في السماء، ومغضوب عليه في الأرض، تارك الصلاة لا يؤاكل، ولا يشارب، ولا يجالس، ولا يرافق، ولا يؤتمن. تارك الصلاة خرج من الملة، وتبرأ من عهد الله، ونقص ميثاق الله، إنه لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. أيها الاخوة المؤمنون: لما وقر تعظيم الصلاة وأمر الله في قلوب الصحابة هانت أمامهم كل الصعاب في سبيل المحافظة على صلاة الجماعة من بعدت بيوتهم عن المسجد النبوي فيأتون يسعون إليها، يمرضون فيؤتي بهم، يهادى الرجل منهم بين الرجلين حتى يقام في الصف، الأعمى منهم يسابق البصير على الصف الأول، وليس فيهم أعمى رضوان الله عليهم. يقول ابن مسعود رض
ذَا يَارَسُولَ اللَّهِ،*
*قَالَ: هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ ))*.
فإذا نُزعت الرَّحمة مِن قلبٍ فغَلُظ وقَسَى وتَحَجَّر فقد هلك وخسِر صاحبه،
إذ ثبت عن النبيﷺ أنَّه قال: *(( لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ ))*.
عباد الله:
💫 إنَّ أحوج مَن يكون إلى الرَّحمة والشَّفقة والعطف والحنَان وإظهاره لهم بالقول والفعل هُمْ أقرَب الناس إلينا، وأوَّلُهم أُصُولنا،
وهُمُ: *الوالد والوالدة💐،*
لاسيَّما إذا كَبِرا وضَعُفَت قُواهُما، رَدًّا لِمعروفِهما بِنا الكثير المُتتابع، وامتثالًا لأمْر ربِّنا سبحانه، إذ قال عزَّوجلَّ: *{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }*.
وبَعْدَ الوالدين فُروعنا، وهُمُ: الأبناء والبنات،
فقد صحَّ عن أنس رضي الله عنه أنَّه قال: *(( مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِﷺ ))*.
بل إنْ تقبيلهم مِن آثار الرَّحمة ومظاهِرها،
فقد صحَّ عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: *(( قَدِمَ نَاسٌ مِنْ الْأَعْرَابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِﷺ فَقَالُوا: أَتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ، فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالُوا: لَكِنَّا وَاللَّهِ مَا نُقَبِّلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ: أوَ وَأَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللَّهُ نَزَعَ مِنْكُمْ الرَّحْمَةَ))*.
وصحَّ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: *(( قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِﷺ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا، فَقَالَ الْأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِﷺ ثُمَّ قَالَ: مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ ))*.
وانظروا - سلَّمكم الله - إلي رحمة هذه الأُمِّ المسكينة بِبنْتَيها بتقديم اطعامِهما على نفسها بتمرةٍ مِن نَصيبها، وكيف كافئَها الله على ذلك،
حيث صحَّ عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: *(( جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّتْ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا، فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِﷺ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنْ النَّارِ ))*.
عباد الله:
إنَّ مَن حولَكم ومَن تحت أيديِكم ومَن تَعولون لَفِي حاجة شديدة إلى كَنَف ليِّن رحيم، ورِعاية حانِية لطيفة، وعطف ملموس يُثمر، وشفقة غير ممنونة، وحنان لايَضيق بجهلهم وخطأهم، ومحبَّة يشعرون بآثارها، لِيُخفِّف ذلك مِن آلامهم، ويُزيل أحزانهم، ويجمِّل طِباعهم، ويُهذِّب نفوسهم، ويَكبَح جِماح عُدوانهم وعداوتهم وكُرههم، ويَجعلهم يقتدون بأهلها فيها ويودُّونهم.
وهُم بحاجة شديدة إلى قلبٍ واسع كبير سهل ليِّن رقيق عطوف يمنَحُهم ويُعطيهم ويرحمهم دون انتظار مكافئتهم ورَدِّ جميل إحسانه لهم، إلى قلبٍ يَحمل هُمومهم، ولا يُثقِلهم بهُمومه، فانتبهوا لذلك وتنبَّهوا، ولا تغفلوا عنه، أو تتغافلوا.
والإنسان الجليل الطيِّب الموقَّر يتميّز بقلبه ورُوحه،
فبالرُّوح والقلب يَعِش ويَشْعُر، ويَنفعِل ويتأثَّر، ويَرحم ويتألَّم، ويَرفِق ويَلِين، ويَعطِف ويُشفِق.
والمؤمن قويُّ الإيمان يتميَّز بقلبٍ حيٍّ مُرهَف ليِّن رحيم عطُوف، يَرقُّ للضعيف والصغير والمُسِنِّ والمريض والمنكوب، ويألَم للحزين الوَجِع، ويَحِنُّ على المسكين ذِي المَتْرَبَة، ويَشْعَر بِضيق ومُصاب الآخَرِين، قلبٍ يجعله يَمدُّ يدَه سريعًا إلى الملهوف، ويَنفِر مِن الإيذاء والظلم والبَغْي، ويَكره الإجرام والعُدوان، ويَستصلِح مااستطاع في نفع وهداية الخلق دومًا وباستمرار،
فهو مصدَر خيرٍ وبِرٍّ وسلام ونفعٍ لِما حولَه، ولِمن حولَه، وعلى كل حال، وفي كل وقت وحين.
هذا وأسأل الله جلَّ وعلا رحمنَ الدنيا والآخرة ورحيمَهما،
أنْ يجعلني وإياكم مِن الرَّاحمين والمرحومِين كثيرًا،
إنَّه سميع الدعاء، واسع الفضل والعطاء.
*☆الخطبة الثانيــــــــــــــة☆*
الحمد لله رب العالمين، وسلام على عباده المرسلين، وآلهم وأصحابهم وأتباعهم المؤمنين.
_أَمَّـــا بَعْــــد :_
فيا عباد الله:
اتقوا الله ربكم حقَّ تقواه، وكونوا مِن عباده المتقين تُفلحوا وتَسعَدوا في دُنياكم وأخراكم،
واعلموا أنَّ مِن أعظم وأعلى شُعب التقوى والمتقين:
أنْ تكونوا مِن المتواصين برحمة الناس، ومِن أهل مَرحمَتهم، وأنْ تتواصوا بالرحمة والمَرحَمة مع أهليكم، وقرابتكم، وجيرانكم،
وأصحابكم،
.
ومَن تحت أيديكم مِن موظفين وعمال وخَدم، وعموم الناس،
ولاتغفلوا أو تتغافلوا
◀كنوز رمضانية ▶
🔹الكنز الثالث 🔹
▫التوبة▫
⚪التوبة هي: الرجوع إلى الله تعالى، وترك المعصية والندم على فعلها والعزم على عدم العودة إليها
قَالَ الله تَعَالَى:"وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ". - وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قَالَ : سمعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (واللهِ إنِّي لأَسْتَغْفِرُ الله وأَتُوبُ إِلَيْه في اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً) رواه البخاري.
▫وهي واجبة على كل مسلم من جميع الذنوب، كبيرة كانت أو صغيرة.
⚪ شروط التوبة:
يشترط في التوبة عدة أمور هي :
🔹الندم على فعل المعصية، حتى يحزن على فعلها ويتمنى لو لم يفعلها.
🔹الاقلاع عن المعصية فورا، فإن كانت في حق الله تركها، وإن كانت في حق المخلوق تحلل من صاحبها، ويكون ذلك بردها إليه أو بطلب المسامحة منه.
🔹العزم على أن لا يعود إلى تلك المعصية مستقبلا.
⚪ثمار التوبة:
▫محبة الله للتائب قال الله: "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ".
▫ أن الملائكة تدعوا للتائبين "ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك..."
▫تزكية النفس: أي طهارة النفس وتنقيتها من الآثام والخطايا، وعدم الوقوع في المعاصي، والندم على ما كان منها.
▫سعة الرزق: وفي ذلك ذكر القرآن الكريم ما قاله النبي هود عليه السلام.
▫التوبة سبب للفلاح قال الله :"وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ".
▫رفع البلاء عن الناس بالتوبة.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبه.
▫التوبه تجلب الراحة النفسية للتائب و أيضا الطمأنينة.
⚪ علامات لقبول التوبة :
🔹 شكر الله عز وجل على التوفيق للتوبة.
🔹المبادرة للعمل الصالح بعدها.
🔹محبة الله و رسوله و المؤمنين.
🔹الخوف من الله تعالى
🔹السعي في الاستدراك لما فرط فيه.
⚪وقفة مع التائبين
إن الله يغفر الذنوب، ويقبل التائبين، ويقيل عثرات المذنبين، وقد قص لنا القرآن الكريم أحوال التائبين؛ كتوبة أصحاب الرسول محمد، والذين تخلفوا عنه في غزوة العسرة، وصدقوا في توبتهم وندموا على تخلفهم حتى ضاقت عليهم أنفسهم، فقبل الله توبتهم.
▫أيها الأحباب لابد أن نراجع حسابنا مع الله وأن نصلح ما بيننا وبين ربنا وأن نعود ونتوب إليه
لن تستقيم حياة عبد معرضٍ
عن ربهِ .. حتى يعود لربه
🔹فلنبادر بالتوبة في شهر التوبة و الغفران .. و لنستعن بالله تعالى فهو الهادي إلى سواء السبيل...
جعلني الله وإياكم من التائبين
آمين
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
مرسال الأحبه لاتنسوني من دعوه
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
◀كنوز رمضانية▶
🔹الكنز الأول🔹
👈🏻▫الإخلاص▫
⚪الإخلاص : يعني صدق العبد في توجههِ إلى الله اعتقاداً وعملاً، قال الله : ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِين لَهُ الدّين﴾ سورة البينة الآية (5).
⚪وأصل قبول الأعمال عند الله الإخلاص مع المتابعة يقول ابن مسعود رضى الله عنه : " لا ينفع قول وعمل إلا بنية، ولا ينفع قول وعمل ونية إلا بما وافق السنة ".
▫إن من أعظم الأصول في دين الإسلام تحقيق الإخلاص لله تعالى في كل العبادات والطاعات.
▫الإخلاص عزيز في جانب العبادات يقول ابن الجوزي (صيد الخاطر): " ما أقل من يعمل لله تعالى خالصاً؛ لأن أكثر الناس يحبون ظهور عباداتهم ".
▫والعمل ـ وإن كان كثيراً ـ مع فقد صحة المعتقد يورد صاحبه النار قال سبحانه : " وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا " [الفرقان: 23] .
▫قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى : " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ " [الملك: 2] قال : " أخلصه وأصوبه قالوا : يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه ؟ فقال : إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة ".
🔹فأخلص جميع أعمالك له سبحانه ولا تتطلع لأحد، وأدخل نفسك في قوله تعالى : " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ " [الأنعام: 162-163] .
🔹وفي هذا يقول عبد الله بن المبارك : " رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية " وبالعمل القليل مع الإخلاص يتضاعف الثواب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه (الفلو: المهر: وهو ولد الفرس) حتى تكون مثل الجبل العظيم » (متفق عليه).
🔹وإذا قوي الإخلاص وعظمت النية وأخفي العمل الصالح مما يشرع فيه الإخفاء، قَرُب العبد من ربه، وأظله تحت ظل عرشه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : « سبعة يظلهم الله في ظله... وذكر منهم : ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ».
⚪ثمرات الإخلاص :
🔹 قبول العمل، فالله سبحانه لايقبل من العمل إلا ماكان خالصا.
🔹الإخلاص مانع بإذن الله من تسلط الشيطان على العبد قال سبحانه عن إبليس : " قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ " [ص: 82-83] .
🔹وبالإخلاص رفعة الدرجات وطرق أبواب الخيرات، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : « إنك لن تختلف فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله ازددت به درجة ورفعة» (متفق عليه) .
🔹في الإخلاص طمأنينة القلب وشعور بالسعادة.
⚪عوامل الإخلاص :
1- الدعاء :
القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وقد كان أكثر دعاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه : " اللهم اجعل عملي كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ".
2- إخفاء العمل : حديث ورجل تصدق بصدقة .......
3- النظر إلى أعمال الصالحين ممن هم فوقك.
4- احتقار العمل.
5- الخوف من عدم قبول العمل.
👈🏻أيها الأحباب نحن في أول يوم من رمضان فأخلصوا النية واحتسبوا الأجر واغتنموا الشهر.
جعلني الله وإياكم من المخلصين. آمين
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
2].
هيا إلى الله الذي وسعت رحمته كل شيء، وكتب كتابًا فهو عنده: "إن رحمتي سبقت غضبي" (رواه البخاري).
يا صاحب الذنب! أسمعت هذه الآية {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}[الزمر 53
فهيا إلى الله، فهو أرحم بك من أمك وأبيك، وهو أكرم الأكرمين، وهو الذي يقول: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82].
هيا إلى ذلك الرب الرءوف بالعباد، المتفضل عليك بالنعم على الدوام..
أوصيك بالندم على ما فات، والعزم على عدم العودة للذنوب الماضيات..
قل لأهل الذنوب والآثام ...قابلوا بالمتاب شهر الصيام
إنه في الشهور شهر جليل...واجب حقه وكيد الزمام
واقلوا الكلام فيه نهارا...واقطعوا ليله بطول القيام
واطلبوا العفو من إله عظيم...ليس يخفى عليه فعل الأنام
كم له فيه من إزاحة ذنب...وخطايا من الذنوب عظام
كم له فيه من أياد حسان...عند عبد يراه تحت الظلام
*عباد الله من رحم في رمضان فهو المرحوم و من حرم خيره فهو المحروم و من لم يتزود لمعاده فيه فهو ملوم
(أتى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفساد
( فأد حقوقه قولا و فعلا ... و زادك فاتخذه للمعاد )
( فمن زرع الحبوب و ما سقاها ... تأوه نادما يوم الحصاد )
يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح من لم يقرب فيه من مولاه فهو على بعده لا يربح
( أناس أعرضوا عنا ... بلا جرم و لا معنى )
( أساؤا ظنهم فينا ... فهلا أحسنوا الظنا )
( فإن عادوا لنا عدنا ... و إن خانوا فما خنا )
( فإن كانوا قد استغنوا ... فإنا عنهم أغنا )
*عبد الله كم ينادى حي على الفلاح و أنت خاسر كم تدعى إلى الصلاح و أنت على الفساد مثابر
( إذا رمضان أتى مقبلا ... فاقبل فبالخير يستقبل )
( لعلك تخطئه قابلا ... و تأتي بعذر فلا يقبل )
مرَّ الحسنُ بقومٍ يَضْحكون في شَهْر رَمضان، فقال: يا قوم، إنّ الله جعل رمضان مِضْماراً لِخَلْقِه يَتسَابقون فيه إلى رَحْمتِه، فَسَبَق أقوامٌ ففازُوا، وتخلَّف أقوامٌ فَخَابوا، فالعَجب من الضاحِكِ اللاّهي في اليوم الذي فاز فيه السابقون، وخاب فيه المتخلِّفون؟ أما واللّهِ لو كُشِف الغِطاء لَشَغَلَ مُحْسِناً إحسانُه ومُسِيئاً إساءتُه.
عباد الله لَقَد صَامَتِ الأُمَّةُ شُهُورًا، وَمَرَّ بها رَمَضَانُ دُهُورًا، فَهَلِ ازدَادَت مِنَ اللهِ قُربًا؟!
هَل حَمَلَت في قُلُوبِهَا إِيمانًا وَتَشَبَّعَت مِنَ التَّقوَى؟! في الوَاقِعِ خَيرٌ كَثِيرٌ وَللهِ الحَمدُ وَالمِنَّةُ، وَلَكِنَّ فِيهِ أَيضًا مَا يُؤلِمُ وَيَحُزُّ في الخَاطِرِ، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ أَنَّ رَمَضَانَ يَدخُلُ وَيَخرُجُ، وَفي الأُمَّةِ مَن لا يُحِسُّ بِأَنَّهُ قَد مَرَّ بِهِ مَوسِمُ تِجَارَةٍ أُخرَوِيَّةٍ، فَهُوَ لِهَذَا بَاقٍ عَلَى عَجزِهِ وَخُمُولِهِ وَكَسَلِهِ، مُستَسلِمٌ لِجُبنِهِ وَبُخلِهِ، لم يُتَاجِرْ وَلم يُرَابِحْ، وَلم يُسَابِقْ وَلم يُنَافِسْ وَإِلاَّ فَإِنَّ الأُمَّةَ لَو تَجَهَّزَت لِهَذَا الشَّهرِ وَأَعَدَّت لَهُ عُدَّتَهُ، وَشَمَّرَ الجَمِيعُ عَن سَوَاعِدِ الجِدِّ وَشَدُّوا مَآزِرَهُم، وَتَفَرَّغُوا لِلعِبَادَةِ وَنَوَّعُوا الطَّاعَةَ، لَرَأَينَا أُمَّةً جَدِيدَةً تُولَدُ بَعدَ رَمَضَانَ وَتَحيَا حَيَاةً مُغَايِرَةً لِمَا كَانَت عَلَيهِ مِن قَبلُ. وَمِن ثَمَّ فَإِنَّهُ فَرقٌ كَبِيرٌ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - بَينَ مَن يَتَقَدَّمُ إِلى رَمَضَانَ بِعَزِيمَةٍ قَوِيَّةٍ، وَنَفسٍ مَشحُونَةٍ بِالإِصرَارِ عَلَى الاجتِهَادِ في الطَّاعَةِ، وَقَلبٍ يُصقَلُ بِالصَّبرِ وَالمُصَابَرَةِ، وَبَينَ مَن يَعِيشُ في الأَمَانيِّ وَالأَحلامِ، أَو يَشتَغِلُ بِتَحصِيلِ مَصالِحَ دُنيَوِيَّةٍ بِبَيعٍ أَو شِرَاءٍ، أَو بلهو وغفلة واسترخاء فَحَيَّهلا إِنْ كُنتَ ذَا هِمَّةٍ فَقَد حَدَا بِكَ حَادِي الشَّوقِ فَاطْوِ المَرَاحِلا وَلا تَنتَظِرْ بِالسَّيرِ رُفقَةَ قَاعِدٍ وَدَعْهُ فَإِنَّ العَزمَ يَكفِيكَ حَامِلا
فَاللهَ اللهَ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - بِتَهيِئَةِ النُّفُوسِ لِهَذَا الضَّيفِ الكَرِيمِ، أَكرِمُوا وِفَادَتَهُ، وَأَحسِنُوا ضِيَافَتَهُ، وَإِيَّاكُم أَن تُفَوِّتُوا فِيهِ فَرِيضَةً، أَو تَتَكَاسَلُوا عَن نَافِلَةٍ، أَو تَزهَدُوا في خَيرٍ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا *وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ
زاد.الخـطـيـب.الـدعــــوي.cc
رابط التيلـيجـرام 👈 t.me/ZADI2
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
🎤
*خطــبــة جـــيـــدة بعــنـــوان :* *جــــاء.رمـــضـــــان.بـشــــراكـــم.tt*
28- شعبان1440هـ 3- مايو2019م
جمع وإعداد الشيخ/ مـحــمـــد الـجـــرافــي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبــة.الأولــى.ee*
الحمد لله الذي كَتَبَ علينا الصِّيام كما كتبه على الذين من قبلنا؛ لأنه أراد بالبشرية الخير.. وجعله أيامًا معدودات، لتغُذّوا إليه الخُطى، وتُسرعوا فيه السَّير.. ويَسَّر على كل مُضّطرٍ أو مريضٍ أو مُسافرٍ، فما في إفطارهم ضير..
أشهد أن لا إِلهَ إلا الله، يرزق من توكل عليه، كما يرزُقُ الطير، وأشهد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أفضلُ من صلى وصام، وطاف بالبيت الحرام، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام، رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأعدَّ لهم الفردوس في اليوم الأخير.
أمــا بعــد.:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (سورة آل عمران).
عباد الله، ها قد أَذِنَ شهر شعبانَ بالرحيل، وأزف شهر رمضان..
أيامًا معدودات، وتملأ أنوارُ رمضانَ الدُّنيا، هذا الشهر الذي لا يُحصي بشرٌ فضائِلَهُ، لكن كلَّ فضائل رمضان مجموعة في أربعة، فهو شهر القرآن، وشهر المغفرة، وشهر البركة، وشهر الدعاء..
وينبغي لكل مُسلمٍ أن يستعد لاستقبال هذا الشهر في هذه المجالات الأربعة..
*هو شهر القرآن؛ لأن الله أنزله فيه من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ومنها إلى الأرض هدايةً لسُكَّانها، فكيف نستعد لشهر القرآن؟ نستعد لشهر القرآن بقلبٍ مُحِبٍّ للقرآن، وَقَّافٍ عند حُدودِهِ، لا تزعزعه شُبهات المُغرضين، ولا أقوال المُبغضين..
هو كتابُ اللهِ ﴿ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57] هو كِتابُ اللهِ ﴿ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9]،
هو كتابُ اللهِ.. مَنْ قَرَأَ مِنْهُ حَرْفًا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، هو كِتابُ اللهِ.. مَنْ طَلَبَ الْهِدَايَةَ مِنْهُ هُدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَلَيْسَ لَهُ إلَّا الضَّنْكُ الْمُبِينُ؛ قَالَ رَبُّ الْعِزَّةِ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 124 - 127]
نستعد لشهر القرآن بتهيئة القلوب بحُبّ القرآن، وبتهيئة الجوارح لتمتثل ما في القُرآن، وبتهيئة البيوت لتَعمُرَ بالقرآن.. ولنلتمس رضى رب العزة بتلاوة وتحكيم كتابه
*رمضان شهر المغفرة، التي تتمثل في العتق من النار، وفي غفران ما تقدم من الذنوب وما تأخر.. فكيف نستعد لشهر المغفرة؟ ليت شعري هذا الذي يدخل رمضان وهو لا يُصلي مستعد لشهر المغفرة؟
وذاك الذي خان أمانة أولاده وأهله فلم يأمرهم بأمر الله وشرعه، مُستعدٌّ لشهر المغفرة والعتق؟ وذاك الذي يقطع رحمه، هل هو مُستعدّ لشهر المغفرة؟
*رمضان شهر البركة، حيث تتضاعف الأجور، وتزداد المكافآت، فقد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه شهر مبارك، عندما هنأ الناس بقدوم الشهر، وقال: (أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من الف شهر من حرم خيرها فقد حرم).رواه النسائي والبيهقي وحسنه الألباني
فكيف نستعدُّ لُنُقابل تلك البركة؟ أرأيتم ذاك الذي يحتكر السلع عن الناس، ليمتصَّ أموالهم برفع الأسعار، مُستعد ليُقابل تلك البركة الرمضانية؟ أرأيتم ذلك العبد الذي يترك صلاة الجماعة والتراويح لأجل فتات قليل، مُستعدّ ليُقابل شهر البركة
أتدرون كيف تكون بركة رمضان؟ اسمعوا إلى حبيبكم صلى الله عليه وسلم وهو يقول فيما صَحَّ عنه: (كل عمل ابْن آدم يضاعف الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة ضعف، قَالَ الله: إِلا الصَّوْم فَهُوَ لي وَأَنا أجزي بِهِ، يدع شهوته و طعَامه من أَجلي، وللصائم فرحتان فرحة حِين يفْطر وفرحة حِين يلقى ربه ولخلوف الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك).رواه مسلم
قال العلماء: إلا الصيام فإنه لا ينحصر، بل يضاعفه الله عز وجل أضعافًا كثيرة بغير حصر عدد، لأنه من الصبر وشهر الصبر والله يقول: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}(سورة الزمر 10).
*رمضان شهر الدعاء،
د هو إطعام مسكين عن كل يوم يقضيه
وياعباد الله ومن كانت لأخيه مظلمةٌ أو حقٌ فليؤدِّها قبل ألاّ َيكونَ دِرهمٌ ولا دِينارٌ.
ثم اعلموا أن الله قد أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبِّحة بقُدسه، وأيّه بكم -أيها المؤمنون- من جِنِّه وإنْسِه، فقال قولاً كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]. فصلُّوا وسلِّموا على خير البرية وأزكى البشرية.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، ودمر الطُّغاة والمعتدين، وانشر الأمن والاستقرار والرخاء في جميع بلاد المسلمين يا رب العالمين.
اللَّهُمَّ لُطْفَكَ ورَحْمَتَكَ بِعِبَادِكَ المسْتضعَفِينَ في كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ سَكِّنْ لَوْعَتَهُمْ وامْسَحْ عَبْرَتَهُمْ وَوَفِّرْ أَمْنَهُمْ وابْسُطْ رِزْقَهُمْ ووَحِّدْ صَفَّهُمْ واجْعَلْ مَا قَضَيتَ عَلَيْهِمْ زِيَادَةً في الإِيمَانِ واليَقِينِ وَلا تَجْعَلْهُ فِتْنَةً لَهُمْ عَنِ الدِّينِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ..
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يبارك لنا في شعبان، وأن يبلغنا رمضان، وأن يكتب لنا فيه الرحمة والرضوان والعتقَ من النيران،
اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إِنَّكَ تَعلَمُ مَن سَيُدرِكُ مِنَّا رَمَضَانَ مِمَّن لا يُدرِكُهُ، اللهُمَّ إِنَّا نَستَودِعُكَ أَنفُسَنَا وَقُلُوبَنَا، اللَّهُمَّ مُدَّ عَلَى طَاعَتِكَ آجَالَنَا، وَبَلِّغْنا فِيمَا يُرضِيكَ آمَالَنَا،
اللهم اجعل مستقبلنا خيرا من ماضينا, اللهم اهدنا واهدِ بنا يا ربَّ العالمين. اللهم بلغنا رمضان، وارزقنا فيه حُسنَ القولِ والعملِ.
اللهم تب على التائبين، واغفر ذنوب المستغفرين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، ربنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
أخوكم عبدالوهاب المعبأ
773027648
دعواتكم
خطبة شهر شعبان 1439هـ
جمع وترتيب عبدالوهاب المعبأ
الخطبة الأولى
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمَوَاسِمِ الْخَيْرَاتِ، وَأَبْقَى فِي أَعْمَارِنَا لِنَزْدَادَ مِنَ الْحَسَنَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ..
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَرَاقِبُوهُ فِي السِّرِّ وَالنَّجْوَى، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مَوْقُوفُونَ فِي يَوْمٍ لَا يَجْزِي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ شَيْئًا ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ... إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ جَعَلَ لَهُمْ مَوَاسِمَ لِلْخَيْرِ، فِيهَا يَزِيدُونَ أَعْمَالَهُمْ، وَيَتَقَرَّبُونَ لِخَالِقِهِمْ، تَشْرُفُ الْأَعْمَالُ فِيهَا بِشَرَفِ الزَّمَانِ.
وَقَدْ أَظَلَّنَا -يا عِبَادَ اللَّهِ- شَهْرِ شَعْبَانَ، وَالَّذِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِيهِ مِنَ الْعِبَادَةِ مَا لَا يَزِيدُهُ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ؛ فَقَدْ جَاءَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلَّا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ" رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ .
وعنها رضيَ اللهُ عنها: (عنِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنهُ لَم يَكُن يَصُومُ من السَّنةِ شَهْراً تامَّاً إلاَّ شعبانَ يَصِلُهُ برَمَضانَ) رواه أبو داود وصحَّحه الألباني.
وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: (كانَ أَحَبَّ الشُّهُورِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أَنْ يَصُومَهُ: شعبَانُ ثُمَّ يَصِلُهُ برَمَضَانَ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه ابنُ خزيمة.
وعنها رضيَ اللهُ عنها: (كانَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَصُومُ حتى نَقُولَ لا يُفْطِرُ، ويُفطِرُ حتى نقولَ لا يَصُومُ، وما رأيتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ استَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إلاَّ رَمَضَانَ، وما رأيتُهُ في شَهْرٍ أكثَرَ منهُ صياماً في شعبانَ) رواه مسلم.
وعن أبي سَلَمَةَ قالَ: (سَألتُ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها عن صِيَامِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالت: كانَ يَصُومُ حتى نَقُولَ قد صامَ، ويُفْطِرُ حتى نقُولَ قد أفطَرَ، ولم أَرَهُ صائماً من شَهْرٍ قَطُّ أكثَرَ من صيامِهِ من شعبانَ، كانَ يَصُومُ شعبانَ كُلَّهُ، كانَ يَصُومُ شعبانَ إلاَّ قليلاً) رواه مسلم.
قال ابن المبارك رحمه الله: "جَائِزٌ في كَلَامِ الْعَرَبِ إذا صَامَ أَكْثَرَ الشَّهْرِ أَنْ يُقَالَ صَامَ الشَّهْرَ كُلَّهُ
عباد الله ولا بدَّ من وجود أمر هام وراء هذا التَّخصيص منَ الصيام في مثل هذا الشهر شهر شعبان
جاء عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لَم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟! فقال : ((ذاك شهر يغفَل الناس عنه، بين رجَبٍ ورمضان، وهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين، فأحبّ أن يُرفَع عَملي وأنا صائم)).
إذًا؛ فأعمال العباد تُرْفع في هذا الشهر من كل عام، وتُعْرض الأعمال يومَ الاثنين والخميس من كل أسبوع.
ورَفْعُ الأعمال إلى رب العالمينَ على ثلاثة أنواع: يُرفع إليه عملُ الليل قبل عمل النَّهار، وعمل النهار قبل عمل الليل. ويُرفع إليه العملُ يوم "الاثنين" و"الخميس". وترفع أعمال السنة جميعها في شهر شعبان…
وذكر النَّبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الأعمال تُرفع إلى الله -تعالى- رفعًا عامًّا كلَّ يوم: فقال صلى الله عليه وسلم "يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ -وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ- كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ" متفق عليه.
وَرَفْعُ الأعمال إلى الله -تعالى- مع كونه صائمًا أَدْعَى إلى القبول عند الله -تعالى- وأحبُّ إلى الله -جل وعلا وهو ما يسعى إليه المؤمنونَ تَأَسِّيًا واقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.
وللعلماء أقول في صيام شعب
📚 شهر رجب ملاحظات وتنبيهات 📚
🌹 د. يوسف حسين الرخمي.
✏ يقوم بعض اليمنيين بالاحتفال وإشاعة الفرح والسرور في أول جمعة من رجب من كل عام؛ وذلك لأن سيدنا معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قدم إلى اليمن معلما وواليا للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد زار صنعاء وأقام بها مدة، ثم أتى الجند بتعز وبنى بها مسجدا، وأقام فيه أول صلاة جمعة، ولا يزال هذا المسجد قائما عامرا بمدينة تعز، وهي مناسبة جليلة فعلا تستحق الفرح والسرور، وتستوجب أنواع الشكر لله على نعمة الإسلام -وأكرم بها من نعمة-، ولا بأس أن يُذكِّر الناس بعضهم بعضا بهذه المناسبة الكريمة؛ تجديدا للعهد، وتذكيرا بما شرفنا الله به من هذه المكرمة .. ولكن اعتبار هذا الجمعة عيد شرعي يوازي العيدين المعروفين أمر غير جائز؛ بل غايتها أنها مناسبة سعيدة تستحق الفرح والثناء على الله تعالى.
✏ لم يثبت في صيام شهر رجب بخصوصه حديث صحيح تقوم به الحجة، إلا ما ورد في حديث حسنه جماعة من أهل العلم من استحباب الصيام في الأشهر الحُرُم، ورجب من الأشهر الحرم، فلا مانع من صيامه بهذه النية، أو بنية الصيام عموما.
✏ صلاة الرغائب التي يفعلها بعض العوام في أول جمعة من رجب بدعة لا أصل لها، وحديثها موضوع مكذوب لا يجوز الالتفات إليه، وهي -بحسب اعتقادهم-: اثنتا عشرة ركعة بست تسليمات، يصلونها بعد المغرب في أول جمعة من رجب، يقرأون في كل ركعة بعد الفاتحة سورة القدر والإخلاص، وبعد الانتهاء من الصلاة يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم سبعين مرة، ويدعون بما شاءوا، وهي بدعة منكرة لا أصل لها.
✏ قد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب كما في الصحيحين، وأنكرت عليه هذا القول عائشة رضي الله عنها، وأنه إنما وَهِم في ذلك، فيبقى الأمر محتملا، ولا بأس بتحري العمرة في رجب لمن أراد ذلك، ولكن لم يثبت لها مزية معينة أو ثوابا معينا غير ثواب الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم لمن رجح عنده قول ابن عمر رضي الله عنه.
✏ الذبح في رجب وإطعام المساكين جائز مثله مثل باقي الأشهر، وأما تخصيص رجب بذلك واعتقاد أن له مزية خاصة فغير مشروع، وقد ثبت في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا فَرَعَ ولا عَتِيرَةَ). والفرع: هو أول نتاج البهيمة كانوا يذبحونه، والعتيرة: ذبيحة كانوا يذبحونها في الجاهلية بشهر رجب، وأقرها الإسلام زمنا ثم نسخت بهذا الحديث، والنسخ هنا إنما هو لحكم الاستحباب فقط كما قال جمهور الفقهاء فتبقى على أصل الإباحة دون استحباب؛ إذ الذبح والإطعام جائز في سائر الأشهر ومنها رجب.
✏ اختلف أهل السيرة في الشهر الذي وقعت فيه حادثة الإسراء والمعراج على أقوال عدة، قيل في شهر رجب، وقيل: في ربيع الأول، وقيل: في ذي القعدة، وقيل غير ذلك، وليس في المسـألة دليل صحيح يمكن الاعتماد عليه، وقد اعتاد كثير من الناس التذكير بهذه الحادثة في شهر رجب، فلا بأس بذلك، وليس لهذه المناسبة عبادة خاصة بها من صيام أو صلاة أو ذكر فهذا التخصيص غير مشروع، ولكن لا مانع من التذكير بهذه المعجزة التي وقعت لنبينا عليه الصلاة والسلام من خلال خطب الجمعة أو المحاضرات أو المواعظ، أو عبر وسائل الإعلام الحديثة ومواقع التواصل؛ فهذا من نشر الخير، واستغلال المناسبات في الدعوة إلى الله تعالى.
✏ حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا دخل رجب: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان) رواه أحمد، والبزار، والطبراني في الأوسط، والبيهقي، وإسناده ضعيف كما قال أهل العلم، ولكن أصل الدعاء جائز في سائر الأوقات، فلا حرج من الدعاء به إن شاء الله، وعلى من ينشر هذا الحديث أن يبين ضعفه.
💐 متعكم الله بالصحة والعافية، وثبتنا وثبتكم على الإسلام ما حيينا 💐
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة قناة فتاوى د. يوسف الرخمي على (تليجرام): افتح الرابط ثم اضغط اشتراك
http://t.me/alrkhme
لتفرق أكتفي بهذه المقدمة.
وسأبدأ في الخطبة الثانية، بالسبب الأول الذي أضعف المسلمين، وفرق بينهم.
اللهم علمنا ما ينفعنا..
الخطبة الثانية:
الحمد لله:
أما بعد: أهم وأول سبب في ضعف الأمة، وتفرق كلمتها هو: خلخلة العقيدة في قلوب الناس، وسوء فهم العقيدة في قلوب الناس، عدم صفاء المعتقد الصحيح، معتقد أهل السنة والجماعة، ثم التطبيق والممارسة الواقعية لهذا المعتقد لدى كثير من أبناء الأمة. فإذا كان ما في قلوب الناس لها مشارب شتى فكيف الاجتماع والوحدة.
إن للعقيدة الصحيحة أهميتها في تربية الأفراد وتوجيههم، فإذا رسخت العقيدة في قلب الإنسان، فإنها سرعان ما تنعكس على جوارحه، وعلى خُلقه وسلوكه ومعاملاته، ولهذا لا غرابة أن كثيرًا من الآيات والسور المكية عالجت موضوع العقيدة بجميع جزئياتها. ولقد تربى المجتمع الإسلامي في عهد صلى الله عليه وسلم على العقيدة السليمة، التي حررت الإنسان من عبادة العباد، إلى عبادة رب العباد.
إن العقيدة يا عباد الله، هى الأساس الذي يبنى عليها النظام الأخلاقي، وهي التي تكون الأساس الفكري لعقلية المسلم، والأساس النفسي لسلوكه. ومن العقيدة تنبثق نظرته إلى الحياة الاقتصادية والحياة السياسية وغيرها، وكذلك أيها الإخوة فإن العقيدة لها تأثير كبير في علاقة أفراد المجتمع بعضه البعض، سواء الفردية أو الجماعية، ألا تجد بأن هناك موظفات في مكتب واحد، ومن منطقة واحدة، لكنك تجد النفرة والتباغض بينهم؛ لأن الأول على عقيدة أهل السنة والجماعة، والآخر على عقيدة أخرى كعقيدة الرافضة مثلاً وإن كانا يحملان نفس الجنسية.
إذًا العقيدة أيها الإخوة هو الأساس، وهى القاعدة وهو المنطلق لجميع تصورات، وتصرفات الإنسان، ولكن المتأمل في واقع المجتمع اليوم. يجد أن هذا المجتمع مختلف في صفاته وخصائصه عن المجتمع الإسلامي في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام.
ومن أهم الأسباب سوء فهم العقيدة عند متأخري هذه الأمة؛ حتى وصل الحال عند بعض أهل السنة، أنه لا يبالي في مصاحبة وموالاة والثقة بأبناء غير أهل السنة.
إلى هذا الحد وصل التسيب في اعتقاد كثير من المسلمين. وبعد ذلك كيف لا يكون سوء فهم العقيدة من أهم الأسباب في هدم كيان الأمة.
ومن الانحرافات العقائدية الخطيرة أيضًا والتي تهدّد كيان الأمة: ما حصل في كثير من بلاد المسلمين، وإن كنا نحن ولله الحمد في هذه البلاد سلمنا من هذا الانحراف شيئًا ما وهو الاستغاثة والدعاء عند القبور والأضرحة. وإيقادها بالسُّرُج، والتمسح بها، وذبح القربات لها، واعتقاد أنها تنفع وتضر من دون الله، وهذا والله أعلم أيها الإخوة، إنه شائع في كثير من الدول الإسلامية، وهناك الملايين من المسلمين من يعتقد بهذه الأمور فإذا أُصيب بمرض أو جاءته مشكلة أو مصيبة، توجه إلى هذه القبور، بالدعاء والبكاء والتقبيل، ليشفى من مرضه أو لتحل مشكلته. أو لتعود إليه زوجته.
لا تتصوروا يا عباد الله أن هذه أمثلة مبالغ فيها، بل إنها واقعة، وأكثر من هذا كثير من بلاد الشام ومصر وغيرها مننتشر فيها هذه الاعتقادات الفاسدة، وهناك المزارات تُبنى وتُشيَّد لأجل هذا.
فأين يأتي نصر الله، وأين يأتي تمكين الله لهذه الأمة، وكيف لا ينهدم كيانها وينهدم بنائها، وهذا حال أبنائها.
تركوا الله عز وجل وتوجهوا إلى غيره، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "لا يجوز أن يتخذ شيء من القبور والآثار والأشجار والأحجار ونحوها، بحيث يرجى نفعه وبركته بالنذر له، والتمسح به، أو تعليق شيء عليه بل كل هذا من جنس الشرك".
وقال أيضًا: "ومن أعظم الشرك أن يستغيث الإنسان برجل ميت عند المصائب، فيقول يا سيدي فلان، كأن يطلب منه إزالة الضرر أو جلب نفعه كما هو حال النصارى في المسيح وأمه، وأحبارهم ورهبانهم".
انحراف آخر في سوء فهم العقيدة، أيضًا منتشر في أوساط كثير من المسلمين. انحراف فهم القضاء والقدر.
كثير من المسلمين عندما تأمل حال العالم الإسلامي ورأى الهزيمة والذل والإهانة للمسلمين من قبل أعدائهم، استسلم لهذا الواقع، وقال هذا ما حصل إلا بقضاء الله وقدره.
وكذلك من رأى المنكرات والفواحش قد انتشرت في المجتمع، ورأى هذا الواقع السيئ من انحلال الشباب والشابات، ووقوع كثير من الشباب في أسر المخدرات وفي أسر المغازلات والمعاكسات يئس من تغيير هذا الواقع السيئ، ورماها على القضاء والقدر، ما حصل هذا في المجتمع إلا بقضاء الله وقدره. فترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وترك الدعوة إلى لله، وترك النصح والإرشاد بحجة أن الله هو الهادي.
نقول نعم أيها الإخوة، لا يمكن أن يحدث شيء في الكون إلا بقضاء الله وقدره. لكن من سوء فهم العقيدة، أن تسلم لكل قضاء الله وقدره. اعتقد غالب الناس أن كل ما كان بقضاء الله وقدره يجب التسليم له. فنقول بأن هذا غير صحيح ولا يجوز أصلاً أن تسلم بكل ما قضاه الله وقدره.
وسأضرب لذلك مثلاً: لو وقع أحدكم لا سمح الله، بجريمة زنا، فهل هذا الذي حصل منه ووقع فيه، بقضاء الله وقدر أم لا؟ لا شك أنه بقضاء
عنوان الخطبة
أسباب ضعف الأمة وتفرقها
عناصر الخطبة
1/ قوة الإسلام وعظمته 2/ ما أعظم الفرق بين أمس واليوم 3/ غربة الإسلام 4/ أسباب ضعف المسلمين وتفرقهم 5/ أقوى عوامل انحلال المجتمعات وانهيارها 6/ انحرافات في فهم العقيدة
الشيخ
ناصر بن محمد الأحمد
عدد الصفحات
14
رقم الخطبة في الموقع
5188
أما بعد:
أيها المسلمون: لقد كثرت الشبهات، وأطلت البدع برأسها، وتغير الحال وتبدل، وتمكن الكفار من ركاب المسلمين في كل مكان، وأصاب المسلمين ضعفٌ وتفرقة، وعاد الأمر غريبًا كما بدأ غريبًا، فكانت الحيرة وكانت التساؤلات، ولا يشك أحد من الناس من تباعد الدنيا بصفة عامة والمسلمون بصفة خاصة عن دين الله، والبون شاسع والفارق كبير بين ما كان عليه سلفنا الصالح من عز ونصر وتمكين، وما عليه المسلمون اليوم من ذل ومهانة وفشل وضياع.
وقد كتب عمر رضي الله عنه لأبي عبيدة رضي الله عنه يومًا يقول له: "إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدين، فمهما نطلب العز في غيره أذلنا الله"، وقد استمرت هذه العزة الإيجابية في هذه الأمة جيلاً بعد جيل عندما استقامت على أمر ربها، حتى بعث هارون الرشيد إلى نقفور كلب الروم، فإن الأمر ما ترى لا ما تسمع، وكان يحج عامًا ويغزو عامًا وينظر إلى السحابة وكأنه يخاطبها يقول: "سيري أينما شئت أن تسيري سيأتيني خراجك".
لقد تبدل الحال وتغير وما ربك بظلام للعبيد، و(إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد: 11]، بدأت ومع الأسى تيارات غريبة في الأمة، فكيف لا يصيبها الضعف والتفرق، بدأت فئام من الأمة تعتقد بأن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم رجعية، والعمل بسنته تزمت، وبدأت أصوات تخرج في كل مكان، تسمى المتمسك بدينه أصولية، فكيف يرجى حسن العاقبة في الآخرة، ومصيرنا في الدنيا ظاهر معلوم، بل أصبحنا نعتز بكل معصية، ونشق الطريق لكل منكر. ونرى من يدعو إلى الكفر بعين ملؤها غبطة والمعترض على تحركات الكفر في ديار المسلمين، والمعترض على تغلغل النصارى في كل شيء، رجعيًّا أصوليًّا، يستحق الطرد أو الحبس؛ لأنه يعوق المجتمع عن التقدم ويحول دون طريقة إلى النهضة والمدنية.
أيها المسلمون: إذا كان الله لا يأخذنا بعذاب يفاجؤنا، ونقمة تقضي علينا جميعًا، بسبب ما ترتكبه الأمة، فذلك بفضل رحمة الله علينا، ودعاء نبيه صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة أن لا يعمها الله بعذاب، ولا يستأصل شأنها؛ وذلك لأن هذه الأمة، تحمل الأمانة الأخيرة، ولأنها أمل الإنسانية الأخيرة، ما أعظم الفرق أيها الإخوة، بين أمسنا ويومنا، وما أعظم الفرق بين الإسلام دينًا، والمسلمين واقعًا.
فيا له من دين لو أن له رجال! وما أجمله من دين لو تمثّله مجتمع! وما أحسنه من دين، لو طُبق في واقع الناس! لقد انفصلت بعض الساعات عن بعض، وبعض العبادات عن بعض، وتباعدت الدنيا عن الآخرة، والأرض عن السماء، وأصبح الدين في وادٍ، والواقع في وادٍ ثانٍ وحُورِب الإسلام بيد أبنائه، بعد أن كان وما يزال يُحَارب بيد أعدائه، واستبدل شرع الله بنظم وضعية، وقوانين كفرية، وأطلت البدع والشركيات برأسها، وابتُلي المسلمون، وابتُليت الأمة، ببعض علماء السوء، يلبّسون على الناس أمر دينهم، ويفتون وهم أذناب وتبع لغيرهم، فأحلوا ما حرم الله، وحرموا ما أحل الله فكانوا بمثابة قُطاع الطريق إلى الله.
وبالجملة فقد أصبح الإسلام غريبًا وسط أهله وبنيه، وكأنه ينادي المسلمين من مكان بعيد من يوم بدر وأحد: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) [آل عمران: 144].
أيها المسلمون: إن المتأمل في واقع الأمة الإسلامية اليوم، يلاحظ كيف أنها وصلت إلى حالة سيئة، من ضعف ووهن وشتات واختلاف، ضعف في عقيدتها، وضعف في قوتها، وضعف في اقتصادها وضعف في قراراتها، وضعف في تسيير شئون نفسها، ثم ضعف في كل جانب من جوانبها، فأدى ذلك إلى تكالب أعدائها عليها، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، محاولين تحطيمها والإجهاز عليها، أما واقع المجتمع اليوم، مجتمع سيئ، قد أصاب العلاقات الاجتماعية التي تربط أفراده، الضعف والوهن، والبعد عن منهج الله سبحانه وتعالى.
كذلك أيها الإخوة: يجد المتتبع لواقع الأسرة، في الدول الإسلامية اليوم، التمزق والتباغض والتحاسد والانحلال، هو الذي أصاب أغلب الأسر اليوم.
أما بالنسبة للفرد، فقد تشوهت عقيدته، في كثير من الأمور، وحدث له قصور في الفهم وضعف في شعوره بانتمائه للأمة الإسلامية، وجهل لكثير من أمور دينه، إلا من رحم الله عز وجل.
وهناك من أبناء المسلمين، وقع تحت تأثير الفكر المعادي للإسلام، الذي أوهم أبناء المسلمين أن السبيل الوحيد للخلاص من الفقر، والجهل والتخلف، هو التخلص من ربقة الإسلام، وأن تنهج الشعوب الإسلامية، نهج الغرب الكافر، في محاربة الدي
✅ احرص على هذا الدعاء ▪
▪️ دخلَ رسولُ اللَّهِ ﷺ المسجدَ فإذا هوَ برجلٍ قد قضى صلاتَهُ وهوَ يتشهَّدُ وهوَ يقولُ :
(( اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ يا اللَّهُ الأحدُ الصَّمدُ الَّذي لم يلِد ولم يولَد ولم يكن لهُ كُفوًا أحدٌ أن تغفرَ لي ذنوبي إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ ))
قالَ ، فقالَ ﷺ :
(( قد غفرَ لهُ ، قد غفرَ له ، قد غفرَ لهُ ))
👈🏽 صححه الألباني في
📚 صحيح أبي داود - رقم: (985)
📚 صحيح النسائي - رقم【1300】
➖〰➖〰➖〰 ➖〰
لنبدأ يومنا بصلاة الفجر والأذكار ونستودع الله أنفسنا وأحبابنا وكل مانملك وخواتيم أعمالنا،ولنحسن الظن بالله ،ولانركن لليأس أبدا ولاللكسل ،ولنكن على اتصال دائم بالله فلا راحة ولاسعادة الا مع الله؛الا بذكر الله تطمئن القلوب...
Читать полностью…