alddaia | Unsorted

Telegram-канал alddaia - 🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

1001

بارك فيكم وبعلمكم ونفع بعلمكم وجعلكم ذخرا للاسلام انتم الهداة الدعاة من تنيرو الدروب وتصلحو القلوب المشرف @altomy

Subscribe to a channel

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

🔸| #فوائد_و_تأملات_قرآنية :

قال تعالى :- "وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ".

إنهن كلمات معدودات . يضعن الخطوط الحاسمة ، ويكشفن عن الشقة البعيدة ، بين جبهتي الصراع . .
إن المؤمنين يحتملون الألم والقرح في المعركة . . ولكنهم ليسوا وحدهم الذين يحتملونه . . إن أعداءهم كذلك يتألمون وينالهم القرح واللأواء . . ولكن شتان بين هؤلاء وهؤلاء . . إن المؤمنين يتوجهون إلى الله بجهادهم ، ويرتقبون عنده جزاءهم . . فأما الكفار فهم ضائعون مضيعون ، لا يتجهون لله ، ولا يرتقبون عنده شيئاً في الحياة ولا بعد الحياة . .
فإذا أصر الكفار على المعركة ، فما أجدر المؤمنين أن يكونوا هم أشد إصراراً ، وإذا احتمل الكفار آلامها ، فما أجدر المؤمنين بالصبر على ما ينالهم من آلام . وما أجدرهم كذلك أن لا يكفوا عن ابتغاء القوم ومتابعتهم بالقتال ، وتعقب آثارهم ، حتى لا تبقى لهم قوة ، وحتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله .
وإن هذا لهو فضل العقيدة في الله في كل كفاح .فهناك اللحظات التي تعلو فيها المشقة على الطاقة ، ويربو الألم على الاحتمال . ويحتاج القلب البشري إلى مدد فائض وإلى زاد . هنالك يأتي المدد من هذا المعين ، ويأتي الزاد من ذلك الكنف الرحيم .
ولقد كان هذا التوجيه في معركة مكشوفة متكافئة . معركة يألم فيها المتقاتلون من الفريقين . لأن كلا الفريقين يحمل سلاحه ويقاتل .
ولربما أتت على العصبة المؤمنة فترة لا تكون فيها في معركة مكشوفة متكافئة . . ولكن القاعدة لا تتغير . فالباطل لا يكون بعافية أبداً ، حتى ولو كان غالباً! إنه يلاقي الآلام من داخله . من تناقضه الداخلي؛ ومن صراع بعضه مع بعض . ومن صراعه هو مع فطرة الأشياء وطبائع الأشياء .
وسبيل العصبة المؤمنة حينئذ أن تحتمل ولا تنهار . وأن تعلم أنها إن كانت تألم ، فإن عدوها كذلك يألم . والألم أنواع . والقرح ألوان . . { وترجون من الله ما لا يرجون } . . وهذا هو العزاء العميق . وهذا هو مفرق الطريق . .
{ وكان الله عليماً حكيماً } . .
يعلم كيف تعتلج المشاعر في القلوب . ويصف للنفس ما يطب لها من الألم والقرح . .


📕| #في_ظلال_القرآن
📝| #سيد_قطب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#واحة_الداعية_والخطيب تليجرام 👇

@alddaia

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

ﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..
اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.....
والحمد لله رب العالمين ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموعة ::واحة الداعية والخطيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

خطبة 🎤 بعنوان
أي الجزاء تختار ؟؟
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله المتفرد بالملك والخلق والتدبير، يعطي ويمنع وهو على كل شيء قدير،
له الحكم وله الأمر وهو العليم الخبير،
لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو اللطيف القدير ...

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﺎﻃﺮ ﺍﻷ‌ﻛﻮﺍﻥ ﻭﺑﺎﺭﻳﻬﺎ،
ﻭﺭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻣﻌﻠﻴﻬﺎ،
ﻭﺑﺎﺳﻂ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻭﺩﺍﺣﻴﻬﺎ،
ﻭﺧﺎﻟﻖ ﺍﻷ‌ﻧﻔﺲ ﻭﻣﺴﻮﻳﻬﺎ، 
  ﻭﻛﺎﺗﺐ ﺍﻷ‌ﺭﺯﺍﻕ ﻭﻣﺠﺮﻳﻬﺎ،

ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﻻ‌ ﻳﻤﺎﺛﻞ .. ﻭﻻ‌ ﻳﻀﺎﻫﻰ ..  ﻭﻻ‌ ﻳﺮﺍﻡ ﻟﻪ ﺟﻨﺎﺏ ،،،
ﻫﻮ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻮﻛﻠﻨﺎ ﻭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﺎﺏ..
ﻳﺴﻤﻊ ﺟﻬﺮ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺧﻔﻲ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ..
ﺟﻌﻞ ﺗﻘﻮﺍﻩ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷ‌ﻟﺒﺎﺏ ..
ﻭﺑﻬﺎ ﺩﻋﺎﻫﻢ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺟﻨﺘﻪ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ..

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها صادقا من قلبه من أهوال يوم عظيم ، يوم يقوم الناس لرب العالمين...

يا من إذا وقف المسيء ببابه .....
ستر القبيحَ وجاد بالإحسانِ ..
أصبحتُ ضيف اللهِ في دار الرضا....
وعلى الكريم كرامةُ الضيفانِ ..
تعفوا الملوكُ حين النزول بساحتهم .....
فكيف النزولُ بساحةِ الرحمنِ ..

واشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صاحب الشفاعة ، ولا يدخل الجنة إلا من أطاعه ، سيد الأولين ، والآخرين ،

ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﻧﻮﺭﻙ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﺍﻛﺘﺴﻰ ..
ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﺸﺮﻗﺔ ﺑﻨﻮﺭ ﺑﻬﺎﻙ..
ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻤﺎ ﺭﻓﻌﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ..
ﺑﻚ ﻗﺪ ﺳﻤﺖ ﻭﺗﺰﻳﻨﺖ ﻟﻠﻘـﺎﻙ..
ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺎﺩﺍﻙ ﺭﺑـﻚ ﻣﺮﺣﺒﺎ ..
ﻭﻟﻘﺪ ﺩﻋﺎﻙ ﻟﻘﺮﺑـﻪ ﻭﺣﺒـﺎﻙ ..
ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻬﺪﻯ..
ﻣﺎ ﺍﺷﺘﺎﻕ ﻣﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻲ ﻣﺴﺮﺍﻙ ..
صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين ، ومن سار على دربهم ، واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين ...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..

أما بعـــد :
عبــــاد الله : -
إن لله سنن في هذا الكون يسير عليها لا تتخلف ولا تتبدل ، بها تنتظم الحياة ويقام الحق ويسود العدل وتطمئن النفوس وتحفظ الحقوق وتؤدى الواجبات وهي سنن تجري في جميع أحوال البشر وعلاقاتهم مع ربهم ودينهم ومع بعضهم ومع الكون من حولهم ..

إنها سنة الجزاء من جنس العمل فجزاء العامل من جنس عمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر قال تعالى ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) ( 7/ الزلزلة) ...

وقال تعالى : ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً . وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) (النساء: 123ـ 124)...

وقال صلى الله عليه وسلم : (أتاني جبريل فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به...)(الطبراني في الأوسط (4429)
وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: "إسناده حسن".) .. يقول ابن القيم رحمه الله في "مفتاح دار السعادة" (1/71) : " تظاهر الشرع والقدر على أن الجزاء من جنس العمل " انتهى ..

إعمل ما شئت .. فإذا عملت خيراً ستجد الخير في الدنيا قبل الآخرة وإن عملت شراً مهما كان صغيراً أو كبيراً ستجد الجزاء في الدنيا قبل الآخرة وما ربك بظلام للعبيد ..
قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا )(10-12 نوح )...
وقال تعالى في (سورة الأعراف 163) : (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)
فاعتدوا فكان الجزاء: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (البقرة 65).

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

*□ واحة الداعية والخطيب (اختيار_الجليس_الصالح)
۩ العلاَّمة :-
#محمد_بن_عبدالله_السبيل رحمه الله┉┈

الخطبة الأولــــــــــــــى💫
الحمد لله الهادي إلى طريق السلامة،
مَنَّ على من شاء من عباده فوفقهم للاستقامة،
أحمده سبحانه وأشكره على فضله وإحسانه،
*وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له*،
*وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله* المصطفى المختار، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار.
_أَمَّـــا بَعْــــدُ:_

فيا عباد الله: اتقوا الله ربكم، وأخلصوا له العبادة، واستقيموا في جميع أحوالكم،
واحذروا الأسباب الموجبة لسخطه وأليم عقابه،
وابتعدوا عن كل مايصدكم عن الله خالقكم وبارئكم،
وعن مايصدكم عن طريق الوصول إلى مرضاته،
فإن الشواغل والقواطع كثيرة في كل مكان، لكنها في هذا الزمان أكثر،
فقد تنوعت المغريات وتفننت الملهيات، وكثر الصادون عن سبيل الحق والرشاد؛ الداعون إلى سبيل البغي والفساد.

إن دعاة السوء قد أجلبوا بخيلهم ورجلهم على كثير من الناس، فصدوهم عن طريق الهدى، وانحرف الكثيرون عن جادة الصواب بسبب دعاة السوء؛
دعاة اللهو والفجور؛
دعاة الانحلال والشهوات،
دعاة الانحراف والشبهات،
أتباع كل ناعق، وأعوان كل منافق.

وإن من أضر مايكون على العبد جلساء السوء،
لاسيما على الناشئة وعلى الشباب الذين لم يتحصنوا بالعلم النافع، العلم الموروث عن سيد البشر ﷺ،
ولم يعرفوا حقيقة مايهدف إليه أعداؤهم، أعداء الدين، أعداء الأخلاق الفاضلة والصفات العالية،
فهم يحاولون دوما اختطاف شباب الإسلام، وصدهم عن التمسك بعقيدتهم، ودينهم، وأخلاقهم؛ ليهبطوا بهم إلى درجة الحيوان، أو إلى ماهو دون الحيوان منزلة: *{إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}*[الفرقان: 44].

 ولقد حذركم الناصح الأمين، نبيكم الكريم ﷺ من هؤلاء وأمثالهم غاية التحذير،
وضرب لنا الأمثال بأبلغ عبارة، وأوضح إشارة، بكلام وجيز واضح، وبتشبيه دقيق بين، حذر فيه من جلساء السوء الذين هم أعداء الأخلاق والاستقامة،
شبههم بشيء محسوس يفهمه كل أحد من متعلم أو غير متعلم،
وقسم ﷺ الجلساء إلى قسمين:
👍🏻صالح: يستفاد منه ومن مجالسته كل خير بالدعوة إلى الفضيلة والاتصاف بها.
👎🏻وجليس سوء: يكسب جليسه كل شر الدعوة إلى الرذيلة والاتصاف بها.
- فقد جاء في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي تلله عنه قال: قال ﷺ: *((مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير؛*
*فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة.*
*ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة))*.

 فلقد أرشدنا وهو الحكيم الناصح الأمين ﷺ في هذا الحديث: إلى الحرص على اختيار الجليس الصالح، والتحذير من جليس السوء.
وأخبر عليه أفضل الصلاة والسلام:
● أن الجليس الصالح: لاتعدم منه خيرا بقوله وفعله وإرشاده وتوجيهه؛ فهو يدعوك إلى فعل الخير والإحسان، ويرغبك فيه، ويحثك عليه، ويحسنه لك، ويفعله هو، فيرغبك في فعله، وفي قوله، والفعل أبلغ من القول، فبذلك تكتسب من صفاته الحميدة، ويكون لك سمعة طيبة بمجالسة من هذه صفته.
● وأما جليس السوء: الذي وصفه رسول اللهﷺ بأنه كنافخ الكير؛ إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة فهذا مثل جليس السوء ومايصيب جليسه من شره؛ من إحراقه لصاحبه بشؤم الذنوب والمعاصي، ونتن رائحتها وتدنيس عرض جليسه.
فيكون عرضه وسخا بين الناس يتحاشون من قربه، ويبتعدون عنه، ولا يرغبون مجالسته، ولا الاجتماع به، كراهية له، وتقذرًا منه، وخوفا من أن يدنس أعراضهم، فمضرة جليس السوء تتعداه إلى غيره، وتحصل منه العدوى كما حصلت له من جليسه. وكم هلك بسبب جليس السوء من أقوام كانوا قبل ذلك مستقيمين في أعمالهم، قادهم جلساؤهم إلى المهالك من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون.

☆ وإن من أعظم نعم الله على العبد: أن يوفقه الله لصحبة الأخيار.
☆ ومن عقوبة الله لعبده: أن يبتله بصحبة الأشرار، فصحبة الأشرار تقذفه في أسفل السافلين.

■ وعلامة الجليس الصالح:
- استقامته على طاعة مولاه،
ومحافظته على مافرض الله عليه،
- واتصافه بمكارم الأخلاق،
- وكف شره عن الناس،
- وابتعاده عن المعاصي.

■ وعلامة جليس السوء:
- استخفافه بالواجبات الدينية،
- وارتكابه ماحرم الله عليه،
- وتعرضه لعباد الله وأذيته لهم بلسانه ويده.
💡فاحذروهم، وحذروا من تحت أيديكم منهم.

عباد الله: إن أصدق النصائح، وأبلغ المواعظ، ماذكره ربنا في محكم كتابه،
فقد حذرنا - سبحانه - من جلساء السوء ومعاشرتهم وصحبتهم،

وأبان لنا سوء عاقبة ذلك بقوله - تعالى -: *{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا}*[الفرقان: 27 - 29].

 نفعني الله وإي

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

ًّا يسمع النداء، ويغيث الكرب، فهتف واستغاث بكلمات مِن قلبه قبل لسانه؛ إذ نادى وهو مكظوم، ردَّد -عليه الصلاة والسلام-: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء:87]


إنها كلمة التوحيد والعبودية، والتعظيم والاعتراف؛ لا إله إلا أنت، إفراد وإقرار بالعبودية للواحد القهار؛ فهو -سبحانه- الملِك الحق، لا ربَّ غيرُه، ولا معبود سواه، فأعظم ما يُنادي به العبدُ ربَّه، ويتقرَّب إلى بابه، اعتقادُه واعترافه باستحقاق العبودية لله -سبحانه-.


ثم نزَّه العبدُ الصالِح ربَّه، وعظَّمه وقدَّسه، فقال: (سبحانك)، ثم تواضع لربه، واعترف بخطئه وتقصيره واستعجاله: (إني كنت من الظالمين)، فاجتمعت في هذه الكلمة المختصَرة أسبابُ إجابة الدعاء؛ قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، فإنه لم يَدْعُ بها رجل مسلِم في شيء قط إلا استجاب الله له"؛ رواه الإمام أحمد والترمذي وصحَّحه الألباني.


وبعدَ زفرات التعظيم، ولهجات الاعتراف، والجأر بالدُّعاء والشكاية، كانتْ معية الله، ورحمة الله مع عبْده المكروب الملهوف.


فهذا النِّداء في جوف البحار، سَمِعَه مَن وَسِعَ سمعُه الأصوات، وهذه الحال المكروبة، رآها عالِمُ الخفيات، يعلم ما في البر وما في البحر، وما تسقط مِن ورقة إلا يعلمها، ولا حبَّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين.


هنا، وبأمرٍ من الله -جل جلالُه- الذي يدبِّر الكون بيْن الكاف والنون، توقَّفتْ عواملُ الهلاك لنبي الله -تعالى-؛ فشاء الله -تعالى- أن يعيشَ يونس بن متى في بطن الحوت، كما يعيش الجنين في رَحِم أمه.


ومكث يونس -عليه السلام- أمدًا في هذا المكان المظلِم، فقيل: مكث في بطن الحوت أربعين يومًا، وقيل: عشرين يومًا، وقيل: ثلاثة أيام، وقيل: الْتقمه الحوت ضحًى، ولفظه عشاءً، وكلها أقوال واجتهادات لا يعضدها نصٌّ صحيح، لكن -والعلم عند الله- أنَّه مكث في بطن الحوت مدة ليست بالقصيرة، بدليل تغيُّر جسمِه وبدنه، حين خرج من بطن الحوت.


بقي الرجل الصالح في كربته يسبّح ويناجي ويدْعو، فأدركتْه نعمةٌ من ربِّه ورحمة، فلفظه الحوت في مكان قفْرٍ خالٍ من الأشجار؛ (لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ) [القلم:49]


خرج يونس ابن متى من بطن الحوت يلهج بالحمد والثناء، قد كَتَبَ الله له حياةً جديدة، خرَج من بطن الحوت، وحالُه غير الحال التي دخل عليها، خرَج وقد اعتلَّت صحتُه، وتغيَّر بدنه، ورقَّ جلده؛ (فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ) [الصافات:145]


قال ابن مسعود: "خرج كهيئة الفَرْخ، ليس عليه ريش، ثم توالتْ نِعمُ الله ولطفُه على عبده، فأنبَتَ الله عندَه شجرةً من يقطين، شجرة القَرْع، فكان ورقُ تلك الشجرة غطاءً ناعمًا يظلل جسمَه، ويَقيه حرَّ الشمس، وجفافَ الهواء".


حتى إذا رجعتْ إليه صحتُه، وعادتْ له عافيته، رجع إلى قومه الذين تركهم مغاضبًا لهم، وعاد يتمِّم مهمَّتَه الأولى، فدعاهم ودعاهم، فآمنوا كلُّهم أجمعون، فكانتْ عودته ودعوته بركةً عليهم ونجاة لهم، وكان أهل نينوى هم الأمَّةَ الوحيدة من أمم الأرض التي آمنتْ بنبيِّها دون أن يتخلَّف أحد منها؛ (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) [الصافات: 147-148].


وكان إيمانهم ذاك سببًا في كشف العذاب عنهم؛ (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) [يونس: 98].


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.


الخطبة الثانية:


الحمدُ لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدِّين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا إخوة الإيمان: وفي نبأ يونس -عليه السلام- وخبره عِبرٌ وعظات، ودروس ووقفات، منها: أن السر في نجاة يونس -عليه السلام- وكشف غمّته قد جاء مبينًا مزبورًا في القرآن: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [الصافات:143-144].


والتسبيح هنا ليس حالَ كونه في بطن الحوت فقط؛ وإنما هو حكاية عن حال يونس -عليه السلام- الدائِمة، فحياتُه كلها كانت تسبيحًا وطاعة وعبادة، فلمَّا سبَّح في بطن الحوت، كان تسبيحه في هذا المكان امتدادًا لتسبيحه في حياته السابقة.


ومِن عِبر القصة -أيضًا-: أنَّ الأعمال الصالحات في أيام الرَّخاء تُرافِق العبدَ في شدته، وتكون سببًا بعون الله في إزالة كربته، ورفْع محنته، ومِصداقُ ذلك قول النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لابن عباس: "تعرَّف إلى الله في الرخاء، يعرفْك في الشدة"؛ رواه الترمذي.


فيونس -عليه السلام- عرَف ربَّه في رخائه،

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

لك. وهذا في حق عمر الذي عرف بشدته وحزمه..

وأما أبو بكر - وهو الهادئ جدا - فلما كان المقام مقام دفاع عمن ملك حبه قلبه، حتى صار أحب إليه من والده وولد والناس أجمعين، فلم يتمالك نفسه، بل قام إلى ابنته، وأنّبها..

وهو إشارةٌ موجهةٌ إلى عائشة من زوجها -صلى الله عليه وسلم-، فكأنه يقول لها: انظري يا عائشة! هذا أبوك قام ليضربك، وأنا الزوج، وأنا المخول، وأنا المسئول عن نفقتك، وأنا النبي، ومع ذلك ما قلت شيئاً... وهنا.. لا تجد شيئاً أبلغ من أن تقول: صدق الله إذ يقول عن هذا النبي الكريم-صلى الله عليه وسلم-:(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[القلم: 4].

والعجيب أنك حينما تتحدث عن هذا الموقف النبوي الرائع، لعل زوجًا من الأزواج يستفيد منه في حياته، ربما يضحك، أو يبتسم ساخراً، وربما نطق وقال: وهل نساؤنا كعائشة؟! أو حفصة؟! وهنا ببساطة نقول: وهل أنت كأبي بكر وعمر، فضلاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟!

وربما سمعت ثانياً يقول:يا أخي أنا لو فعلت ذلك مع زوجتي مثل هذا الموقف فستتنمر عليَّ، وستتكبر! ولهؤلاء يقال: ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نُزع من شيء إلا شانه!

لقد وظّف النبي -صلى الله عليه وسلم-ذلك الموقف العجيب، ثم دافع عن زوجتيه–رضي الله عنهما-، ولذلك جاء ذلك الرد الانفعاليالجميل من جميع أزواجه -رضي الله عنهن أجمعين- بعدم سؤال النفقة، وقلن جميعاً: "بل نختار الله ورسوله والدار الآخرة"!

الله أكبر.. لماذا يا ترى؟!لأنهن تعلمن من ذلك الدرس الجميل الذي صوَّره النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووظف الخليفتين –رضي الله عنهما- لكي يقوما بتلك الأدوار من حيث لا يشعرا، هو السببالذي جعل الزوجات يحترمن ذلك النبي العظيم -صلى الله عليه وسلم-، وهن يحترمنه من قبل لكنهن يحترمنه أكثر وأكثر، وقلن: "والله لا نسألك النفقة مرة أخرى".

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

واحة الداعية والخطيب

عنوان خطبة الجمعة


(يوم في بيت النبوة)




عناصر الخطبة:

1/ موقف عجيب في بيت النبوة 2/ أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في معيشته وحياته الدنيوية 3/ تأملات في حياة الصحابة 4/ كمال خُلق النبي صلى الله عليه وسلم، وحسن عشرته لأزواجه 5/ فضل عائشة ورفعة مكانة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

ففي يوم من أيام المدينة، العابقة بأنفاسه الشريفة -صلى الله عليه وسلم-دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ – رضي الله عنه-يَسْتَأْذِنُ يوماً عَلَى رَسُولِ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم-، فَوَجَدَ النَّاسَ جُلُوسًا بِبَابِهِ لَمْ يُؤْذَنْ لأَحَدٍ مِنْهُمْ، فلما استأذن أبو بكر أُذن له فَدَخَلَ.

ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ، فَوَجَدَ النبي -صلى الله عليه وسلم-جَالِسًا حَوْلَهُ نِسَاؤُهُ، وَاجِمًا سَاكِتًا بسبب الهَمُّ والكآبةُ التي غشته -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ عمر -رضي الله عنه-: "لأَقُولَنَّ شَيْئًا أُضْحِكُ النبي-صلى الله عليه وسلم-"!

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَوْ رَأَيْتَ بِنْتَ خَارِجَةَ - وهي زوجة عمر - سَأَلَتْنِي النَّفَقَةَ! فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَوَجَأْتُ عُنُقَهَا -أي ضربتها-! فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ: «هُنَّ حَوْلِي - كَمَا تَرَى- يَسْأَلْنَنِي النَّفَقَةَ».

فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عَائِشَةَ يَجَأُ عُنُقَهَا، وَقَامَ عُمَرُ إِلَى حَفْصَةَ يَجَأُ عُنُقَهَا، كِلاَهُمَا يَقُولُ: تَسْأَلْنَ رَسُولَ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم- مَا لَيْسَ عِنْدَهُ؟! فَقُلْنَ: وَاللَّهِ لاَ نَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا أَبَدًا لَيْسَ عِنْدَهُ.

ثُمَّ اعْتَزَلَهُنَّ شَهْرًا أَوْ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، ثُمَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ:(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ)[الأحزاب: 28]حَتَّى بَلَغَ(لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 29]، قَالَ: فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ أَمْرًا أُحِبُّ أَنْ لاَ تَعْجَلِي فِيهِ حَتَّى تَسْتَشِيرِي أَبَوَيْكِ»! قَالَتْ: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَتَلاَ عَلَيْهَا الآيَةَ، قَالَتْ: أَفِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْتَشِيرُ أَبَوَيّ؟ بَلْ أَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ لاَ تُخْبِرَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِكَ بِالَّذِى قُلْتُ! قَالَ: «لاَ تَسْأَلُنِي امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ إِلاَّ أَخْبَرْتُهَا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا وَلاَ مُتَعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا» (هو في الصحيح من حديث جابر، وقد تصرفت في سياقته بما يناسب مقام الخطبة).

إخوة الإسلام:هذا الحديث يطل على بيت النبوة إطلالة تكشف البساطة في أشرف بيت عرفته الدنيا!

ومع علو شرف هذا البيت فلم يخصص بشيء من الأموال، ولا الهبات، بل هو يعيش كسائر الناس، وهذا من رفعة الله لدرجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولدرجات أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- فإنهن لما تشرفن بزواجهن منه، ظنن أن لهن مزية، ولما ضاق العيش بهن، واشتد عليهن الأمر، فسألن النفقة.

وكان من قدر الله أن يوافق هذا المشهد دخول أبي بكر وعمر–رضي الله عنهما-، وهو في هذه الحالة في الوجوم، كيف لا؟! ونفقة تسع نسوة ليست بالأمر الهين! وكثير من الناس تضيق يده عن نفقة زوجة أو زوجتين!

فأراد عمر - رضي الله عنه - أن يُذْهِبَ حُزْنَ النبي -صلى الله عليه وسلم-بموقف طريف، فذكر ما كان منه مع زوجته بنت خارجة، حينما سألت النفقة، ولم يكن عمر يدري ما سبب وجومه - وهذا من الموافقات الكثيرة لعمر -رضي الله عنه -!

فلما أخبره عليه الصلاة والسلام، قام هو وأبو بكر لابنتيهما لعتابهما، وذلك لحقهم عليهن فهما آباءٌ لهما.

إلى هنا ينتهي مشهد طلب النفقة، ويأتي اعتزالهن من أجل مراجعة أمرهن، والنظر في النفقة!

وقد يكون من أجل أن يستشير أحداً من خاصة أصحابه، أو من أجل انتظار الوحي - كل هذا محتمل -.

فاعتزلهن-صلى الله عليه وسلم- شهراً، ثم نزلت عليه الآية، فتلاها على عائشة أولاً؛ لما لها من الحب، وليتعزى بردها، فهي أصغر زوجاته، وأحبهن إلى قلبه.

وبالرغم من صغرها، فقد جاءت بذلك الجواب الحكيم، الذي يدل على كمال عقلها –رضي الله عنه-، فلم تفرِّط في صحبته، ولكمال غيرتها طلبت أن لا يخبر أزواجه بما قالت، فرد عليها أنه لن يخبرهن ابتداءً، ولكن من سألته فسيخبرها؛ لأن الله لم يبعثه معنتاً ولا متعنتاً، وهذا ليس سرّاً، فالقضية مشتركة بينهن.

إن هذا الموقف النبوي العظيم، ليحمل في طياته دروساً وعبراً عظيمة، نتوقف عند بعضها فحسب، فإن مقاماً كهذا لا يتسع لاستعراض جميع دروس هذا الموقف:

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

وسلم- قال: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها".

وفي رواية: "لهما أحبّ إليّ من الدنيا جميعاً".

ثم يجلس عبد الله، ويتلو كتاب الله، حتى تقام الصلاة، فيؤديها مع الإمام جماعة، ثم يجلس بعد الصلاة ليقرأ وِرده.

ثم يقوم عبد الله ويخرج من المسجد مقدماً رجله اليسرى، ويقول: "بسم الله، اللهم صل على محمد، اللهم إني أسألك من فضلك".

ويعود عبد الله إلى بيته مطمئن النفس، منشرح الصدر قرير العين، لقد اغتسل في محطة التطهير الأولى في يومه، لقد كفرت صلاته ما اقترف قبلها من صغار الذنوب، هكذا عَلم من حديث رسول الله، كما أنه نجح في الاختبار، وخرج من زمرة المنافقين، إذ ليس أشد على المنافقين من صلاة الفجر وصلاة العشاء ولو يعلمون ما فيهما من خير لأتوهما ولو حبواً.

ثم يرتاح عبد الله قليلاً، فيقوم بعدها، ليخرج إلى عمله.

فإذا كنت -يا عبد الله- أميراً، فتذكر قول الله -تبارك وتعالى-: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)[ص: 26].

وتذكر قول رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".

وأن أول السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "الإمام العادل".

وإذا كنت -يا عبد الله- قاضياً، فتذكر قول الله -تبارك وتعالى-: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)[المائدة: 8].

وتذكر أن القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، وواحد في الجنة، فاحرص على أن تكون الثالث.

وإذا كنت -يا عبد الله- تاجراً، فتذكر قول الله -جل وعلا-: (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ)[النور: 37].

وقوله سبحانه: (وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ)[الرحمن: 6-9].

وتذكر: أن الدين النصيحة لله ولرسوله وخاصة المسلمين وعامتهم، وتذكر أن "من غشنا فليس منا".

وإذا كنت -يا عبد الله- موظفاً تقوم على مصالح المسلمين في المستشفى، أو الجامعة، أو المدرسة، أو الوزارة، اعلم -يا عبد الله- أنك مسئول أمام الله قبل الناس عما استرعاك الله، وأن من أخذ الأجر حاسبه الله على العمل، وعملك أمانة فأدّ الأمانة إلى أهلها، وأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه.

يا عبد الله: استر عورات المسلمين، فمن ستر عورة مسلم ستر الله عورته يوم القيامة.

وإذا كنت -يا عبد الله- عاملاً، فتذكر قول الله -جل وعز-: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)[الملك: 15].

وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "ما أكل أحد طعاماً خيراً من عمل يده، وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده".

وكن متوكلاً على الله يرزقك الله كما يرزق الطير تغدو خماصاً، وتروح بطاناً.

ثم إن عبد الله يقتنص دقائق من وقته في العمل، فيصلي فيها سنة الضحى.

وهكذا تمضي فترة العمل اليومي يقضيها عبد الله مراقباً لله في كل أمر من أموره.

ويحين وقت الظهر، فيؤدي صلاته جماعة في المسجد، وكذلك العصر والمغرب والعشاء، فهو يحب كثرة الخطى إلى المساجد، فهي كفارات الذنوب، ويعلم أن كل صلاة محطة تطهير لما سبقتها من صغائر الذنوب، ويعلم أن ممن يظلهم الله في ظل عرشه: "رجلاً قلبه معلق في المساجد".

ويمضي عبد الله بقية يومه وأمسيته، يعود مريضاً، ويزور أخاً له في الله، ويتفقد يتيماً أو أرملة، ويقضي حاجةً لأخيه المسلم.

ثم إن عبد الله يهتم بحلقات العلم، فما أن يسمع بمحاضرة هنا أو هناك، إلا ورتَّب أموره، ورتب أوقاته لحضور هذه المحاضرات في المساجد؛ لأنه يدرك أهميتها، وفي الغالب ما يحرص أن يأخذ أهله معه إلى هذه المحاضرات، ليستفيدوا هم أيضاً، كما يستفيد هو، ولو حالت ظروف الأهل من عدم تمكنهم لحضور هذه المحاضرات والدروس العلمية في المساجد، فإن عبد الله، يحملها إليهم، وكذلك إلى أقاربه وأصحابه، فيجلس بين أبنائه يعلمهم أمور دينهم، ويقص عليهم من سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وسير أصحابه الكرام، ويرشدهم إلى ما ينفع وينهاهم عن اللهو والمفاسد.

ثم إن عبد الله يتفقد أولاده كل ليلة قبل نومهم، هل حلَوّا دروسهم، وقضوا واجباتهم، فيجلس معهم بعض الوقت، ويساعدهم فيما أشكل عليهم، ثم يتوجه الصغار إلى منامهم.

وقبل أن ينام عبد الله يدخل مكتبته الصغيرة في بيته والتي أعدها ووضع بها بعض الكتب النافعة، فيتناول كتاباً فيقرأ فيه بعض الوقت، يتزود منه بعلمٍ ينفع به نفسه، والناس من حوله.

فيوماً يفتح كتاباً في التفسير، فيطلع على معاني كلام الله، وتفسير بعض الآيات التي يحفظها.

ويوماً يطلع على كتاب في الفقه يتعلم

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

مين وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه أجمعين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.


أما بعد: أيها المسلمون: ففي خارج المساجد تظهر سلسلة من الأخطاء تعبّر عن انعدام في الذوق عند أناس وتجلّي عند أناس مظهرًا من مظاهر انعدام الأخوة وغياب مفهوم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".


فطريقة الوقوف تنبئ عن أنانية وحب للذات، فأحدهم لا يبالي إذا هو أوقف سيارته أن يحرم الآخرين، ولا يبالي أن يغلق على الآخرين أبواب بيوتهم، أو يغلق عليهم سيارتهم، ولا يبالي أن يكون وقوفه يشكل خطرًا أو أذى.. يأتي أحدهم متأخرًا ويوقف سيارته كيفما شاء ويتأخر في الخروج انشغالاً بحديث أو قراءة لقرآن أو تتبعًا لجنازة تاركًا سيارته في عرض الطريق، وكم سبّب ذلك من مآسي ومشكلات..


ويتواصل مسلسل الأخطاء والتجاوزات ليظهر صورة عند انقضاء الصلاة وقد قال ربنا (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الجمعة: 10]، فهل ما يفعله البعض يعبر عن تأثر وانتفاع بما سمع؟ وهل من آداب الدين وأمارات المنتفعين المتعظين أن ينصرف أناس من الصلاة وكأنهم في حلبة سباق سرعة جنونية ومعاكسة للطريق وإثارة للأتربة وإيذاء للبشر.. فيا مسلمون: أين سكينة المسلم ووقار المصلي؟! وأين الشعور بحقوق المسلمين؟ وأين الالتزام بآداب الطريق؟!


ويتواصل مسلسل الأخطاء لنصل إلى الساعة الأخيرة من الجمعة؛ حيث الساعة التي لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئًا إلا أعطاه إياه، وأشار بيده صلى الله عليه وسلم يقللها، وهذه الساعة في أكثر قول السلف هي آخر ساعة بعد العصر.. وعلى هذا تدل أكثر الأحاديث ومنها حديث "فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر" فما هو حالنا معها؟ أليس كثير منا قد جعل تلك الساعة إتمامًا لساعات غفلته ولهوه !!

فيا ليت قومي يعلمون، ويا ليتهم يدركون كم من المغانم تفوتهم وكم من الأجور يضيعون؟!!


ألا ما أحرانا أن نلتمس تلك الساعة ونستثمرها، وما أحوجنا إلى نفحات ربنا ولطفه وما أحوجنا إلى دعوات مستجابة لأنفسنا وإخواننا.


وختامًا -أيها المسلمون- لنعد إلى الجمعة هيبتها وروحانيتها، ولنرسم أجمل صور التنافس في الخيرات تبكيرًا واستعدادًا واستغلالاً، ولنبرز للجمعة خصائصها وتميزها بالتهيؤ لها والتجمل للقاء ربنا.


وإذا كان يوم الجمعة إجازة عن أعمال الدنيا، فلن يكون أبدًا تعطيلاً للعبادة وغفلة عن ذكر الله، وإن عبادة الله لا يحدّها زمن ولا يحصرها مكان (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: 99].


ولنعبر عن عبوديتنا لله وعن تأدبنا بآداب الإسلام بمراعاة مشاعر الناس، واحترام مصالحهم وكرامتهم، وبالسكينة والوقار وبالذوق الرفيع في التعامل والسلوك.

وليكن يوم الجمعة فرصة لتغيير الحال، وتعديل السلوك المعوج، وتقويم الخطأ من خلال الاستفادة من خطبة الجمعة بحسن الاستماع وجميل الانتفاع.


ولن يكون ذلك إلا بالإخلاص لله، والتواضع للحق، وتجنب الكبر وهو بطر الحق وغمط الناس و(مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا) [الكهف: 17].


اللهم صل وسلم وبارك على من بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده..

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

واحة الخطيب
عنوان الخطبة (يوم عظيم ولكن)


عناصر الخطبة:

1/ سمات المؤمن الحق 2/ فضائل يوم الجمعة 3/ الغفلة ونزيف العمر 4/ جملة من الأخطاء والتجاوزات في يوم الجمعة 5/ التكاسل العجيب والتراخي عن التبكير للجمعة
6/ الحدث الأهم في يوم الجمعة 7/ متى تؤتي خطبة الجمعة ثمارها؟ 8/ آداب الاستماع لخطبة الجمعة 9/ سلسلة من الأخطاء تظهر خارج المساجد يوم الجمعة 10/ آداب حضور يوم الجمعة والانصراف منه 11/ خطورة الغفلة عن ساعة الإجابة
الحمد لله يعفو ويغفر وهو الغفور الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيئًا عليم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي المصطفى الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين فتحوا الدنيا وعُرضت عليهم كنوزها فآثروا النعيم الأبدي المقيم وسلم تسليمًا.


أما بعد:


فيا عباد الله: اتقوا الله ربكم، واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله..


إن مصائب إخواننا وجراحاتهم تبقى همًّا يلاحقنا، ويجري في عروقنا نعبّر عنه بالدعم والعبرات والعبارات ونرسم ذلك الهمّ نصرة بالمال والشعور، فإذا ما الكل مات فما قيمة الكلمات وماذا تغني سود الصحائف إذا ما بيض الصفائح علت فوقها..


ألا إن تلك الجراح يجب ألا تنسينا الحديث عن مشاكلنا وقضايانا ومعالم الخلل في تعاملنا مع ربنا ومع الناس، فإن المؤمن الحق هو من لا يشغله إصلاح الناس عن إصلاح نفسه، ومن كان عن إصلاح نفسه عاجزًا فهو عن إصلاح غيره أشد عجزًا..


حديثنا اليوم عن حالنا في يوم جعله الله للأمة عيدًا، إنه اليوم الذي حسدتنا عليه يهود حينما أضلهم الله عنهم وهدانا إليه.. إنه يوم المزيد يتجلى الله فيه للمؤمنين في الجنة، إنه اليوم الذي تقوم فيه الساعة وفيه أغلى ساعة؛ حيث تستجاب دعوة الداعين..


إنه يوم الجمعة حيث تضجّ المنابر بذكر الله وحيث يشرق المنافقون وتتقطع قلوبهم حسدًا وغيظًا، إن صلاة الجمعة ذات أثر عظيم في حياة المسلمين فالمنبر مصدر تعليم وتثقيف وإصلاح واجتماع المسلمين منبع إخوة وتآلف..


إن للجمعة والجماعة فضلاً في وحدة المسلمين في العبادات وإحكام الدين من الانحراف، وبقاء مظاهر الحياة الإسلامية، وحفظ المسلمين من الانسلاخ ومزيد من الفرقة كما في الأجيال الأخرى. ولكنك ترى أن اهتمام المسلمين بهذه الشعيرة تضاءل وصارت كغيرها من الشعائر تؤدى بصفة لا أثر لها في نفس صاحبها..


في هذا اليوم العظيم تظهر صور الخلل، وتتجلى جملة من الأخطاء والتجاوزات؛ يبدأ مسلسل الأخطاء من ليلة ذات اليوم حينما يتخذها البعض ليلة سهر وسمر ولهو ولعب تضيع بسببها خصائص ذلك اليوم ومزاياها، وتُنسى فيها الكهف والصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم.


وقد ورد النهي عن تخصيص ليلة الجمعة بقيام وهو عبادة، فكيف بمن يفعل محرمًا أو مكروهًا، قال صلى الله عليه وسلم: "لا تختص ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تختص يوم الجمعة من بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم".


قال الإمام النووي: "والحكمة في النهي عنه أن يوم الجمعة يوم دعاء وذكر وعبادة، فاستحب الفطر فيه، ليكون أعون له على هذه الوظائف وأدائها بنشاط وانشراح لها، والتلذذ بها من غير ملل ولا سآمة".


وفي يوم الجمعة تظهر المخالفات والتجاوزات ابتداء من أولئك الذين أتبعوا الجمعة بالجماعة هدرًا وتضيعًا متغافلين عن قول قدوتهم صلى الله عليه وسلم: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الجمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّه على قُلُوبِهمْ، ثُمَّ ليَكُونُنَّ مِنَ الغَافِلينَ".


ومرورًا بأولئك الذين سطروا صورًا مؤسفة في التكاسل العجيب والتراخي عن المبادرة المأمور بها حتى من المحسوبين على أهل الخير والصلاح والمنتسبين إلى صفوف طلاب العلم والدعوة، فكم يتألم القلب وهو يرى أفواج الداخلين بعد أن طوت الملائكة الصحف ودخلت لاستماع الذكر. فيا ترى كيف يستكثر المسلم أن يبادر إلى الصلاة يومًا في الأسبوع، ويا عجبًا كيف ضعفت صور التنافس في الخيرات والتنافس إلى الجنات!!


كيف هان علينا ألا ننافس ولا نتقرب ببيضة !! فأين الذين يريدون الله والدار الآخرة.. إن أولئك الذين نراهم في ركب المتأخرين هم أنفسهم الذين يبدعون في الحديث عن قصر الخطبة وطولها، ويكثرون من ذكر حديث "قصر خطبة الرجل وطول صلاته مئنة من فقهه"، لكن أين هم من حديث "من بكر وابتكر..." وحديث: "من أتى في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة...".


ومع فخرنا واعتزازنا بثلة آمنوا بربهم فزادهم هدى تراهم منذ خيوط الصباح وساعات النهار الأولى يتقاطرون إلى المساجد يوم الجمعة يبتغون فضلاً من ربهم ورضوان، ويقربون البدن لله متذكرين قول حبيبهم: " إذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ قَعَدَتْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَيَكْتُبُونَ النَّاسَ مَنْ جَاءَ مِنَ النَّاسِ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، فَرَجُلٌ قَدَّمَ جَزُورًا، وَرَجُلٌ قَدَّمَ بَقَرَةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ شَاةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ دَجَاجَةً، وَرَجُ

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

صدق الحب فيك، والرغبة الصادقة في مراضيك.

اللهم اجعلنا من المتحابين فيك الذين وجبت لهم محبتك.

أقول قولي هذا …

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

ا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله)) والحديث واضح وصريح كما سمعتم أمر من الله تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام بأن يقاتل هذا الإنسان، حتى يسجد لله فيوم يتهاون الإنسان بالصلاة، أويترك الصلاة أو يتنكر للصلاة، أولا يتعرف على بيت الله يصبح هذا الإنسان لا قداسة له، ولا حرمة له، ولا مكانة ولا وزن، هذا الإنسان حين يترك الصلاة يكون دمه رخيصاً، يسفك دمه، وتهان كرامته، ويقطع رأسه بالسيف، قال الله تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً .
أيها المسلمون:
إنه لا عذر لأحد في ترك الصلاة مع الجماعة، كان سعيد بن المسيب إمام التابعين في عصره، كان يأتي في ظلام الليل إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقال له بعض إخوانه، خذ سراجا لينير لك الطريق في ظلام الليل، فقال يكفيني نور الله وصدق الله العظيم: ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور . وفي الحديث عنه عليه الصلاة والسلام: ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)). وهل في القيامة ظلمة، وهل في القيامة ليل؟ نعم والله إنه ليل وأي ليل، وإنها لظلمة وأية ظلمة، يجعلها الله لأعداء المساجد، ولتاركي المساجد ولواضعي العثرات في طريق أهل المساجد، ظلمة يجعلها الله لأولئك الذين انحرفوا عن بيوت الله، وللذين حرفوا بيوت الله، تظلم عليهم طرقاتهم وسبلهم يقولون للمؤمنين يوم القيامة أنظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً كان الصحابة رضي الله عنهم، حتى وهم في المعارك إذا تلاقت الصفوف والتحمت الأبدان وأشرعت الرماح، وتكسرت السيوف، وتنـزّلت الرؤوس من على الأكتاف في هذه الحال لم يكونوا يدعون صلاة الجماعة، تصلي طائفة وتقف الأخرى في وجه العدو. نحن الذين إذا دعـوا لصـلاتهم والحرب تسقى الأرض جما احمرا جعلوا الوجوه إلى الحجاز فكبروا في مسمع الروح الأمـين فكبـرا إنها الصلاة، إنها حياة القلوب، إنها الميثاق إنها العهد بين الإنسان وبين ربه، ويوم يتركها المرء أو يتهاون بها، يدركه الخذلان وتناله اللعنة، وينقطع عنه مدد السماء. أيها المسلمون: إن من أسباب السعادة، وحفظ الله لنا، ودوام رغد العيش الذي نعيشه، أن نحافظ على عهد الله في الصلاة، وأن نتواصى بها، وأن نأمر بها أبناءنا وأن نعمر مساجدنا بحضورنا، فهل من مجيب؟ وهل من مسارع إلى الصلاة حيث ينادى بهن؟ وهل من حريص على تلكم الشعيرة العظيمة؟ إنها الحياة ولا حياة بغير صلاة، إنها رغد العيش ولا رغد في العيش، بغير صلاة، إنه دوام الأمن والاستقرار ولا أمن ولا استقرار بغير صلاة، إنه التوفيق من رب العالمين في كل شيء، ولا توفيق ولا تسديد بغير صلاة. فالله الله أيها المسلمون في الصلاة، من حافظ عليها، حفظه الله، ومن ضيعها ضيعه الله، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون . فالصلاة الصلاة عباد الله، في أول وقتها بخشوعها، بخضوعها، بأركانها، بواجباتها بسننها، وفي جماعتها، علّ الله أن يحفظنا ويرعانا إذا نحن حافظنا عليها وعظمناها. فالزم يديك بحبل الله معتصما فإنه الركن إن خانتك أركان

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

ي الله عنه: (من سره أن يلقى الله غداً مسلماً، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن - يعنى في المسجد - فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم، كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفع بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتي به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف، وفي رواية: لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه، أو مريض، إن كان الرجل ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة). رواه مسلم ولم يرخص عليه الصلاة والسلام للأعمى عن حضورها. والدليل ما روى مسلم عن أبى هريرة قال: أتى ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله: إنى رجل ضرير البصر، بعيد الدار، ولي قائد لا يرافقني، فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي قال: ((هل تسمع النداء، قال: نعم، قال لا أجد لك رخصة))، وفي رواية: ((أتسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح، قال نعم فقال: فحيّ هلا. وبوب العلماء على هذا الحديث بقولهم)) باب إقرار العميان بشهود صلاة الجماعة، وقد اجتمع في ابن مكتوم ستة أعذار: الأول: كونه ضرير البصر. الثاني: عدم وجود قائد يرافقه. الثالث: بعد داره عن المسجد. الرابع: وجود نخل وشجر بينه وبين المسجد. الخامس: وجود الهوام والسباع الكثيرة بالمدينة. السادس: كبر سنه ورق عظمه. مع هذا كله إلاّ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص له، ولهذا بوب عليه ابن المنذر بقوله: ذكر إيجاب صلاة الجماعة على العميان وإن بعدت منازلهم عن المسجد. وهذا أبى بن كعب رضي الله عنه يقول: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحداً أبعد من المسجد منه، كانت لا تخطئه صلاة، فقيل له: لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء، فقال: ما يسرني أن منـزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال صلى الله عليه وسلم لما سمع ذلك منه: ((قد جمع الله لك ذلك كله))، وفي رواية أن أُبياً رضي الله عنه لما رأى هذا الأنصاري يكابد المشاق حتى يأتي إلى صلاة الجماعة، قال أبي: فتوجعت له، فقلت: يافلان! لو إنك اشتريت حماراً يقيك الرمضاء وهوام الأرض؟ قال: أما والله ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد صلى الله عليه وسلم! قال أبيّ لما سمع ذلك منه، فحملت به حملاً – يعني أنه استفظع هذه الكلمة من هذا الأنصاري وعظمت في سمع أبىّ، فأتى أبىّ رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فدعى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الأنصاري، فقال الأنصاري: رجوت أجر الأثر والممشى، فقال صلى الله عليه وسلم: ((ان لك ما احتسبت)) رواه مسلم. بيته بعيد عن المسجد وآفات في الطريق تعترضه في كل صلاة، ومع هذا يحافظ عليها ويدأب في العمل لها. عظم أمر الله في قلبه، فأحب الصلاة فلمّا أحبها هان في سبيلها كل شيء فماذا يقول المسلم اليوم الذي يحتج بُبعد بيته عن المسجد، والمتأمل في أحوال الصحابة يجد عجباً في تعظيمهم للصلاة،
كان تميم الداري إذا دخل وقت الصلاة قام اليها بالأشواق. قال رضي الله عنه ما دخل عليّ وقت صلاة من الصلوات إلا وأنا لها بالأشواق، يشتاق إلى الصلاة وينتظر دخول وقتها. ونقلوا هذه السمات الإيمانية إلى التابعين: فكان الربيع بن خثيم يقاد به إلى الصلاة وبه مرض الفالج، فقيل له: قد رخص لك قال: إنى أسمع حيّ على الصلاة. فإن استطعتم أن تأتوها ولوحبوا. أيها الاخوة المؤمنون: والعلاقة بين الاهتمام بصلاة الجماعة والمحافظة عليها وبين الخشوع فيها وإحسانها فيها كبيرة جداً، فمن كان محافظا على صلاة الجماعة مبكراً إليها، مسابق إلى الصفوف الأولى منها كان على جانب كبير من الإقبال على الله وانشراح الصدر فيها والتنعم والتلذذ بها، ومن كان متأخراً عنها، يقدم رجلا ويؤخر الأخرى، كلما غدا أو راح إلى المسجد فإنه على جانب كبير من الوسوسة فيها وعدم التنعم بها. وهذا أمر مجرب معروف وسير الصالحين والطالحين تدل عليه. صلى أبو زرعة الرازي عشرين سنة وفي محرابه كتابة فسئل عن الكتابة في المحراب فقال: قد كرهه قوم ممن مضى. فقال السائلون له: هو ذا في محرابك – محرابك فيه كتابة ما علمت بها؟ قال: سبحان الله، رجل يدخل على الله ويدري ما بين يديه؟ بقي أن تعرف أن أبا زرعة الرازي لم تفته صلاة الجماعة عشرين سنة. وقال أبو عبد الرحمن الأسدي: قلت لسعيد بن عبد العزيز ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة؟ فقال: يا ابن اخي وما سؤالك عن هذا؟ قلت: لعل الله أن ينفعني به. فقال: ما قمت إلى الصلاة إلا مثلت لي جهنم. وكان سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى. وسعيد بن المسيب لم تفته التكبيرة الأولى مدة خمسين سنة، وما نظر إلى قفا رجل منذ خمسين سنة، يعنى لمحافظته على الصف الأول. وهذا كله لأنهم عظموا الصلاة وأدركوا منـزلتها، بينما الكثيرون

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

عن رحمة ومرحَمة ضعفاء المسلمين: كأيتامهم، وأرامِلهم، ومساكينهم، وذِي الشَّيِّبَة الهَرِم مِنهم، والمريض العاجز المُقعَد،
فتلك العقبة الكئُود فاقتحموها، لتكونوا مِن أصحاب اليمين، الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنَّة،
إذ يقول ربكم سبحانه محرِّضًا لكم: *{ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ۝ فَكُّ رَقَبَةٍ ۝ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ۝ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ۝ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ۝ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ۝ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ }*.

فالضعفاء مِن أعظم أسباب رِزق الخلق، والانتصار على الأعداء في الحروب، بدعوتِهم وصلاتهم وإخلاصهم،
فالضعفاء أشدُّ إخلاصًا في الدعاء، وأكثر خشوعًا في العبادة، لِخلاء قلوبهم عن التعلُّق بِزُخْرُف الدنيا،
وقد صحَّ عن النبيﷺ أنَّه قال: *(( ابْغُونِي الضُّعَفَاءَ، فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ ))*.

وصحَّ أنَّ رجلًا مِن أصحاب النبيﷺ ظنَّ أنَّ له فضلًا على غيره في انتصار المسلمين في إحدى الغزوات، فقال له النبيﷺ: *(( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ))*.

اللهم يارحمنَ الدنيا والآخرة ورحيمَهما ارحمنا رحمة تُغنينا بها عن رحمة مَن سواك،
وارحمنا بترك المعاصي أبدًا ماأبقيتنا،
وارزقنا حُسن النَّظر والعمل فيما يُرضيك عنَّا،
اللهم أكرمنا بذكرك آناء الليل والنهار،
ومُنَّ علينا بالتوبة والإنابة والخشية،
وتجاوز عن تقصيرنا وسيئاتنا،
واجعلنا مِن المرحومين في الدنيا والآخرة،
واغفر لنا ولوالدينا وجميع أهلينا،
وبارك لنا في أعمارنا وأعمالنا وأقواتنا وأوقاتنا،
اللهم اكشف عن المسلمين مانزل بهم مِن ضُرٍّ وبلاء، وفقر وتشَرُّد، وقتلٍ واقتتال، ووسِّع عليهم في الأمن والرزق،

اللهم ارحم المسلمين بدعاء مساكينهم وضعفائهم وأيتامهم وصالحيهم.

وأقول قولي هذا،
وأستغفر الله لي ولكم.
ৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡ
منقوله
*📖مٌلُتْقًى الٌُخطِبّ الُمٌكِتْوَبّةِ📖*

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

❁════ ✿۩۞۩✿════❁
واحة الخطيب
❃•━━━━❃﷽❃━━━━•❃
*📌 خطبة مكتوبة بعنوان:*

*” #حاجة_المسلمين_إلى_الرحمة_والتراحم*
فيما بينهم وآثاره المباركة عليهم “

🏷الشيــــــخ /_
*( #عبدالقادر_بن_محمد_الجنيد )*
حفظه الله تعالي
▔▔▔▔▔▔▔▔▔▔▔▔▔▔

*☆الخطبة الأولــــــــــــــى☆*

الحمد لله الذي له الحمدُ كُلُّه، وله الملكُ كُلُّه، وبيدهِ الخير كُلُّه، وإليه يُرجع الأمْر كُلُّه، الذي وسِع كل شيء علمًا ورحمة،
*وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له*، المتفردُ بالألوهية والوحدانية، المتوحِّدُ في العظَمة والكبرياء والمجد والرُّبوبية،
*وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله*، أرحمُ البرِيَّة، وأكملُهم دِيانة، وأنصحُهم للخليقة، وبُعِث للناس رحمة، فاللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه، وعلى آله وأصحابه أولي المقامات العليَّة، والفِعال المليحَة، وعنَّا معهم يا عظيم الرحمة والمغفرة.
_أَمَّـــا بَعْــــد :_
فيا عباد الله:
إنَّنَا معاشر أهل الإسلام على اختلاف ألواننا وأجناسنا وبلداننا وأعمارنا في حاجة كبيرة إلى أنْ نتراحم فيما بيننا كثيرًا، وأنْ يرحمَ بعضنا بعضًا شديدًا، وأنْ نكون مِن الرُّحماء، وأنْ تكون قلوبنا مليئة بالرَّحمة،
إذ هذا هو وصف أهل الإيمان،
فقد صحَّ عن النبيﷺ أنَّه قال: *(( تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ))*.
وهو الحال الذي كان عليه النبيﷺ وأصحابه رضي الله عنهم، كما أخبر بذلك ربُّنا سبحانه عنهم فقال: *{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}*.

ورحمتُنا لبعض، وتراحُمنا فيما بيننا، مِن أعظم مانَستجلِب به رحمة الله لنا وبِنا في الدنيا والآخرة،
لِما صحَّ عن النبيﷺ أنَّه قال: *(( الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ))*.
وصحَّ عنه ﷺ أيضًا: أنَّه قال: *(( مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ ))*.
وثبت عنه ﷺ أنَّه قال: *(( ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرْ اللَّهُ لَكُمْ ))*.

بل حتى الحيوان إنْ رحمناه رحمنا الله،
فكيف برحمة إنسان،
بل كيف إنْ كان هذا الإنسان الذي رحمناه مؤمنًا بالله وباليوم الآخِر،
وقد صحَّ: *(( أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَارَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأَرْحَمُ الشَّاةَ أَنْ أَذْبَحَهَا، فَقَالَ: وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ ))*.
وثبت عن النبيﷺ أنَّه قال: *(( مَنْ رَحِمَ وَلَوْ ذَبِيحَةَ عُصْفُورٍ رَحِمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))*.

ولمَّا رحمَت امرأةٌ زانية كلبًا كاد يقتله العطش بِشَرْبَة ماء سقَتْه بها، رحمها الله سبحانه بأنْ غفر لها،
إذ صحَّ عن النبيﷺ أنَّه قال: *(( بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ ))*.
وصحَّ عن النبيﷺ: *(( أَنَّ رَجُلًا رَأَى كَلْبًا يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ فَأَخَذَ الرَّجُلُ خُفَّهُ فَجَعَلَ يَغْرِفُ لَهُ بِهِ حَتَّى أَرْوَاهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ ))*.

بل وتبرَّأ النبيﷺ مِمن لايرحمون صغار المؤمنين، ويوقِّرون كِبارهم،
فثبت عنه ﷺ أنَّه قال: *(( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا ))*.

عباد الله:
إنَّ الرَّحمة مِن أعظم خصال القلب، وأجمل خِلاله، وأجلِّ مزاياه، وأشرق سجاياه،
فهي تجعل المرء يَرِقّ لآلام غيره وكأنَّها نازلة به، فيسعى لإزالتها عنهم أو تخفيفها قدر استطاعته، فإنْ عجز عن ذلك تألَّم لهم، ويسعى في سَدِّ عيوبهم وسترها كما يَفعل مع عيوبه وعثَرَاته، ويتمنَّى كمالَهم وصلاحَهم والتوسِعَة لهم كما يتمنَّاه لنفسه ومَن يَعول، ولا ييأس مِن هدايتهم واستقامتهم، ويسعى بِجُهد عزيز لِتتحقَّق.
وصحَّ عن أسامة بن زيد – رضي الله عنهما – أنَّه قال: *(( كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّﷺ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ إِحْدَى بَنَاتِهِ تَدْعُوهُ وَتُخْبِرُهُ أَنَّ ابْنًا لَهَا فِي الْمَوْتِ،*
*فَقَالَ لِلرَّسُولِ: ارْجِعْ إِلَيْهَا فَأَخْبِرْهَا: أَنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ،*
*فَعَادَ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّهَا قَدْ أَقْسَمَتْ لَتَأْتِيَنَّهَا،*
*قَالَ: فَقَامَ النَّبِيُّﷺ وَقَامَ مَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمْ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ ت

َقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنَّةٍ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ﷺ،*

.
*فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا هَ

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

حت أحوالنا واستقامت نفوسنا وتبدلت أحوالنا ...

فكفوا أيديكم وألسنتكم وأموالكم ومناصبكم عن البغي والحرام والظلم والعدوان ،
واعلموا أن إمهال الله عقوبة واستدراج فلا يغتر أحد بحلم الله ..

وتذكر يا من تتجرأ على النفوس المعصومة وتسفك الدماء المحرمة أن الجزاء من جنس العمل عاجلاً أو آجلاً ...
وقديماً قالوا بشر القاتل بالقتل هذا في الدنيا ويوم القيامة أشد وأنكى ...

وهذا ما أكَّده سيدنا سعيد بن جبير رضي الله عنه للحجاج, عندما قال له الحجاج: ويلك يا سعيد,
قال له: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار..
قال: اختر لنفسك أيَّ قِتْلَةٍ تُريد أن أقتلك؟
فقال: بل اختر أنت لنفسك يا حجاج؛ فوالله لا تقتلني قِتْلَةً إلا قَتَلَكَ الله مثلها يوم القيامة ..
ويا أيها الظالم رويداً .. رويداً .. لا تلومنّ إلا نفسك وكما تدين تدان وإن ربك لبلمرصاد ..

لقد بلغ الفساد والظلم والبغي بالبرامكة وقد كانوا وزراء الدولة العباسية مبلغاً عظيماً إلى جانب الإسراف والتبذير حتى قاموا بطلاء قصورهم بماء الذهب ، فإذا أشرقت الشمس في الصباح انتشر الضوء الوهاج في أرجاء المدينة وضاقت أحوال الناس في عهدهم ..!!

والرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول : (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ) (رواه مسلم ) ...

واستمرت حياتهم دون رادع يردعهم أو واعظ يكف بغيهم وظلمهم حتى جاء الخليفة هارون الرشيد وقضى عليهم ووضع لهم حد وألقى بهم في السجون ..
فقال ابن ليحي البرمكى وزير هارون الرشيد و هم في السجن و القيود على أيديهم وأرجلهم: يا أبت بعد الأمر و النهى و النعمة صرنا إلى هذا الحال !!! ,
فقال : يا بنى ... دعوة مظلوم سرت في جوف الليل غفلنا عنها , و لم يغفل عنها الله ....

وصدق الله إذ يقول (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم، لا يرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء.".(إبراهيم 42-43) ....

اللهم أحفظنا بحفظك الذي لا يرام واحرسنا بعينك التي لا تنام و استرنا بسترك الجميل في الدنيا والآخرة ...

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ...



-:(( الخطـبة الثانية )):-

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

أما بعد:

عبـاد الله : -
لكل عمل جزاء في الدنيا والآخرة فاختر لنفسك يا عبدالله ما شئت فإنك مجزي به ..

لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه ولم يكن بين إسلامه وبين موته إلا سنوات قليله .. فكان نعم الرجل الرشيد في قومه الحريص على دينه وأمته المجاهد في سبيل ربه ، قائم الليل وقارئ القرآن والمنفق في سبيل الله ،
جرح في عزوة بني قريظة وانفجر جرحه ومات فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عرش الرحمن اهتز لموته وشيعته الملائكة..
فقد حكم في بني قريظة بالحق ولهجت ألسنة الأمة بالثناء عليه ، وخلد ذكره فلا يسمع أحد به إلا ترضى عنه وغيره كثير من الصحابه ..
قال النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وجنازةُ سعدٍ موضوعةٌ اهتزَّ لها عرشُ الرحمنِ فطفِقَ المنافقونَ في جنازتِهِ وقالوا ما أخَفَّها فبلغَ ذلكَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال إنَّما كانت تحملُهُ الملائكةُ معهم .) (الألباني/ السلسلة الصحيحة: 7/1051) ...

فقدموا لدينكم ومجتمعاتكم وأوطانكم أعمال ومواقف تحفظ البلاد والعباد وينتشر بسببها الأمن وتقوى روابط الأخوة بين أفراد المجتمع. ويزدهر الوطن فيكون الجزاء عظيماً في الدنيا والآخرة.
وكذلك الأوطان والشعوب والتاريخ لا يمكن أن ينسى العظماء في حياتهم وبعد مماتهم ...

يقول الإمام الشافعي: قد مات قوم وما ماتَتْ فَضائِلُهم ...
وعاش قومٌ وهُمْ في النّاس أموات يا أيها المسلم ويا أيتها المسلمة قدموا في حياتكم أعمالاً صالحه ليوم لا ينفع فيه إلا العمل الصالح وتذكروا أن الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان ولا يظلم ربك أحداً قال تعالى ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97]...

اللهم يا من لا تَمِلُ من حلاوة ذكره ألسنة الخائفين ، و لا تَكِلُ من الرغبات إليه مدامع الخاشعين. إغفر لنا ذنوباً حالت بيننا و بين ذكرك. و أعفوا عن تقصيرنا في طاعتك و شكرك. و أدم علينا لزوم الطريق إليك. و هب لنا نوراً نهتدي به إليك ..
واحقن اللهم دمائنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين ...

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟ

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

..
عوقب هؤلاء الذين احتالوا على أمر ربهم أنهم مسخوا قردة خاسئين،
والذنب الذي فعلوه أنهم فعلوا شيئاً صورته صورة المباح ولكن حقيقته غير مباح،
فصورة القرد شبيهة بالآدمي، ولكنه ليس بآدمي،
وهذا لأن الجزاء من جنس العمل..

و من طال وقوفه في الصلاة ليلاً ونهاراً لله ، وتحمل لأجله المشاق في مرضاته وطاعته ، خف عليه الوقوف يوم القيامة وسَهُل عليه، وإن آثر الراحة هنا والدعة والبطالة والنعمة، طال عليه الوقوف ذلك اليوم واشتدت مشقته عليه ...

وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله : ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلا * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا) (الانسان 26-27) ...

فمن سبح الله ليلاً طويلاً ، لم يكن ذلك اليوم ثقيلاً عليه ، بل كان أخف شيء عليه ...

ولما سئل الحسن البصري : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهاً؟ فقال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورأً من نوره"...

أيها المؤمنون /عباد الله : -
لنتذكر جميعاً هذه السنة الإلهية في عباداتنا وأعمالنا وسلوكياتنا وعلاقاتنا لتستقيم نفوسنا على الحق والخير في زمن كثر فيه البغي والظلم والتعدي والكبر وسوء الظن والتقصير والتفريط في الحقوق والواجبات ،،،
ولنبحث عن الجزاء الطيب بحسن العمل .. قال أحد الصالحين: (الحسنة لا تضيع على ابن آدم .. والذنب لا ينسى ولو بعد حين ..
و الديان هو الله عز وجل حي لا يموت .. ويا ابن آدم اسخر كما شئت ..
واضحك على من شئت ..
واعتدي على من شئت ..
واجرح من شئت ..
وأحسن إلى من شئت ..
واظلم من شئت ..
واسفك دم من شئت ..
وتكبر على من شئت ..
فلا يضيع عمل عامل منكم عند الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة إن خيراً فخير وإن شراً فشر ...
قال تعالى ( مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ) ( غافر: 40) ..

وقال تعالى (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأنعام:129).. قال ابن كثير رحمه الله : أي نسلط بعضهم على بعض ، وننتقم من بعضهم ببعض جزاءً على ظلمهم وبغيهم .. )

وقال الإمام ابن القيِّم - رحمه الله -: " ولذلك كان الجزاء مُماثلاً للعمل من جنسه في الخير والشر،
فمَن سَتَر مُسلمًا ستَره الله،
ومن يسَّر على مُعسِر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة،
ومن نفَّس عن مؤمنٍ كُرْبة من كُرَب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،
ومن أقال نادمًا أقال الله عثرتَه يوم القيامة،
ومن تتبَّع عورة أخيه المسلم تتبَّع الله عورتَه،
ومن ضارَّ مسلمًا ضارَّ الله به،
ومن شاقَّ شاقَّ الله عليه،
ومن خذَل مسلمًا في موضع يجب نصرتُه فيه خذَله الله في موضِع يجب نصرتُه فيه،
ومَن سمَح سمَح الله له،
والراحمون يرحَمهم الرحمن، وإنما يرحَم الله من عباده الرحماء،
ومن أنفَق أنفَق الله عليه،
ومن أوعى أوعى عليه،
ومن عفا عن حقِّه عفا الله له عن حقِّه،
ومن تجاوَز تجاوَز الله عنه، ومن استقصى استقصى الله عليه"؛ (إعلام الموقعين عن رب العالمين (1/214) ...
بروا آبائكم يبركم أبنائكم ...

قبل أكثر من خمسين عام حج رجل مع والده الذي بلغ من العمر عتيا وكانوا وقتها يركبون الجمال وهم في قافلة ،،،
فأراد الرجل الكبير أن يرتاح قليلاً من السفر وحرارة الشمس تحت ظل شجرة ،
واستمرت القافلة بالسير وجلس الابن مع أبيه فلما ارتاح قليلاً حمل أبيه على ظهره وانطلق يجري به ليلحق بالقافلة ،،
يقول الابن : فجأة وإذا بأبي يبكي ودموعه تنحدر على كتفي ،
فقلت مالك يا أبي : والله أنك أخف على ظهري من نسمة الهواء ؛
قال: والله ما أبكي من أجل هذا ولكني في هذا المكان قبل فترة من الزمن حملت أبي على ظهري فتذكرت قول الله تعالى ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) (الرحمن60-61)...

عبــــاد الله : -
غابت هذه السنة الربانية من حياتنا إلا من رحم الله فخسرنا الكثير من الأجور والحسنات ، وحرم الكثير منا رحمة الله وتوفيقه ولطفه ومضى قطار العمر ونحن في غفلة ،،،
فما زادت حياتنا إلا تعاسة وشقاء و رأينا سنن الله تجرى على الأفراد والمجتمعات والشعوب والدول ولم نتعظ ، وضعفت صلتنا بربنا وقصرنا في عباداتنا وزادت المعاصي والمنكرات ، وسفكت الدماء وظهر الظلم والبغي ، واستطال المسلم في دم أخيه وغرضه وماله دون وجه حق ،
فساءت العلاقات وثارت الخلافات وتأججت العصبيات. ودمرت القرى والمدن. وذهب الأمن واستوطن الخوف في كثير من بلاد المسلمين ..!! كل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي حتى نسينا أمر الله فنسينا ووكلنا إلى أنفسنا جزاءاً وفاقاً ...

ولو أننا وضعنا سنة الجزاء من جنس العمل نصب أعيننا حكاماً ومحكومين ، أحزاباً وجماعات ، أغنياء وفقراء ، أقويا وضعفاء ، رجالاً ونساء لصل

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

اكم بالقرآن الكريم، وبهدي سيد المرسلين،
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب،
فاستغفروه،
إنه هو الغفور الرحيم.

أول الخطبة الثانية💫
الحمد لله رب العالمين، وفق من شاء من عباده لسلوك الطريق المستقيم، أحمده سبحانه وأشكره على سوابغ نعمه،
*وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له*،
*وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله* الداعي إلى كل خير والمحذر من كل شر، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.
_أَمَّـــا بَعْــــدُ:_
فاتقوا الله أيها المسلمون،
وتقربوا إليه بعبادته وطاعته،
وتعاونوا على البر والتقوى، ولاتعاونوا على الإثم والعدوان،
واحرصوا أن تكونوا ممن يقتدى بهم في الخير والصلاح، واسلكوا طريق أهل الصدق والفلاح،
فقد أمركم سبحانه بذلك في قوله: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}*[التوبة: 119].

وهم الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه، لتفوزوا بسعادة الدارين، وتسلموا من غوائل الشر،
واحذروا مجالسة أهل الزيغ والضلال، كيلا تكونوا مثلهم، فقد ورد عنه ﷺ أنه قال: *((المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل))*...

ৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡ
*📖مٌلُتْقًى الٌُخطِبّ الُمٌكِتْوَبّةِ📖*


ৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡ

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

فعرفه ربُّه في شدته حين دعاه، وفي المقابل، عرَف فرعون ربَّه ودعاه في كربته عندما أدركه الغَرَق، فماذا كان الجواب؟ نَزَل جبرائيل -عليه السلام- سريعًا، لا لينقذَه؛ وإنما ليأخذَ من وحْل البحر ترابًا، ليدسَّه في فم فرعون؛ خشيةَ أن تدركه رحمةُ أرحم الراحمين.


ومن دروس القصة -أيضًا-: أن الإيمان مخرجٌ من الفتن، وسبب للنجاة من البلاء والمحن؛ فقد نجَّى الله عبدَه يونسَ مِن كرباته، ثم وعد فقال: (وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 88]، وحين آمن قوم يونس، كان ذاك الإيمان دافعًا عنهم سوءَ العذاب المنتظر؛ (إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا).


ومن فوائد القصة -أيضًا-: أهمية عبادة التسبيح، وأنها سببٌ لدفع الهمّ، واستدفاع الغَمّ، هذا ما نَطَق به الذِّكر الحكيم: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) [الحجر:97-98]، (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) [طه:130].


وفي قصة يونس -عليه السلام- رسالةٌ لكل داعية ومربٍّ، ومصلِح وأب، ألا ييْئَسَ ولا يضيق مِن دعوته وتوجيهاته؛ فهذا يونس -عليه السلام- غاضَبَ قومَه حين جفوا دعوته، ثم عاد إليهم مرَّةً ثانية، وواصل مشروعه الأول، فكان نتيجته: آمن قومه أجمعون.


وفي هذا دلالة وإشارة أنَّ الدعوة والنصيحة والتوجيه ليستْ جولةً واحدة؛ بل هي جولة وجولات، فقد لا يكون للكلمة المشفِقة أثرٌ في مهدها، ولكن مع الصِّدق والصبر، يفتح الله -تعالى- للكلمات الناصحة مغاليقَ القلوب.


وفي دروس القصة -أيضًا-: أنَّ الصبر على البلاء ممَّا يَزيد العبدَ رفعةً عند ربِّه، ومقدارًا بين خلقه، فهذا يونس -عليه السلام- رفَع الله ذِكرَه بعد أن ابتلاه، فالتفَّ عليه قومه وآمنوا به، وصدَّقوا دعوته، وساروا على شريعته، وكثرةُ أتباع الأنبياء من جملة فضائلهم.


وفي قصَّة يونس -عليه السلام-: دليلٌ على القاعدة الأصولية المشهورة، وهي: ارتكاب أخف الضررين لدفْع أعلاهما، فإلقاء بعض أفراد السفينة، وإن كان فيه ضررٌ متحقِّق، إلا أنَّ فيه دفعًا لضرر أعلى، وهو هلاكهم جميعًا.


تلك -عبادَ الله- قصة وخبر النبي الكريم، والرجل الصالح، يونس ابن متى، وشيء من عِبَرها وإشاراتها، نسأل الله -تعالى- أن يسلكَ بنا سبيل أنبيائه، وأن يحشرنا في زمرتهم، ويجعلنا من أهل الاقتداء بهم.


صلوا بعد ذلك على أكرم المرسلين، وخير العالمين، النبي الأمين، كما أمركم ربُّكم - تعالى- فقال في كتابه المبين: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

واحة الداعية والخطيب
عنوان الخطبة
(يونس عليه السلام)


عناصر الخطبة:

1/ قصة يونس عليه السلام 2/ العظات والعبر من قصة يونس عليه السلام

معاشر المسلمين: مع القصة والقصص، تهفو النفوس، وتُصغي الآذان، وتسترسل المشاعِر؛ ولذا تبوَّأتِ القصص مساحةً واسعة في آيات الذِّكْر الحكيم؛ (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ) [يوسف: 3]، (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الأعراف: 176].


وقصص القرآن -يا أهلَ القرآن- هي جزء من مواعظِ الفرقان، التي أمرَنا الله -جلا وعلا- أن نوردها القلوب؛ (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ) [ق:45].


نقف -إخوة الإيمان- مع نبأٍ من أنباء الغيب، ومدرسةٍ من مدارس النبوة المصطفاة، مع قصَّة قصيرة في حلقاتها، مليئة بعظاتها؛ (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)


نقف مع خبر الرسول الكريم، والرجل الصالِح ذي النون، صاحب الحوت، يونس ابن متى -عليه السلام- ارْتضاه ربُّه واجتباه، فخصه بالنبوة، وفوقها الرسالة؛ (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) [الصافات:139].


قال بعض العلماء: "لم يُنسبْ نبيٌّ إلى أمِّه إلا عيسى ابن مريم، ويونس ابن متى".


أرسله ربُّه -تعالى- إلى قرية نِينَوى، وهي مدينة بالعِراق، كانت عاصمةً للدولة الآشورية، ولها شهرتُها التاريخيَّة، وهي اليومَ أطلالٌ وآثار، تقع على الضفة اليُسرى لنهر دجْلة.


كان عددُ أهل هذه القرية مائة ألف أو يزيدون، عبدوا الأصنام، وتعلَّقوا بالأموات والخُرافات، فقام فيهم يونس -عليه السلام- مبلغًا رسالة ربه، ومجددًا لمعالِم التوحيد التي اندرستْ، رغَّبهم نوال ربهم إنْ تابوا ووحَّدوا، وأنذرهم عقابَه وبأسه إن كفروا وأشركوا، ولبث فيهم ناصحًا مصلحًا ما شاء الله له أن يلبث.


فما كان موقف قومه إلا الإعراضَ والجفاء، والصد والاستعصاء، ولشدَّة يقينه بدعوته، وعِظَم تشبُّعه بها؛ غضب على قومه وغاضبهم، فخَرج من ديارهم، وقد بَلَغ به الحنقُ منهم مبلغه؛ (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا)، فارَقَ يونسُ ابن متى قريتَه نينوى، قبل أن يُؤذنَ له من ربه.


والأصل: أنَّ كل نبي يمكث في مقر دعوته، حتى يؤذن له بالهجرة والمفارقة، فهذا نبيُّنا -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يتشوَّف للهجرة، وكان أبو بكر يستأذنه في ذلك، فكان - عليه الصلاة والسلام- يقول له: "انتظر؛ فإني أنتظر أن يؤذن لي"، ثم أتى إلى أبي بكر بعدَ ذلك يبشِّره، ويقول له: "إني قد أذن لي بالهجرة".


استعجل يونس ابن متى -عليه السلام- الخروجَ من ديار قومه، وكان يظنُّ أن ربَّه لن يضيِّق عليه بسبب هذا الخروج؛ (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) [الأنبياء:87]


مضى العبد الصالح، ميمِّمًا وجهه شطر البحر، وهو لا يدري عن المصير الذي ينتظره، والبلاء الذي يتحيَّنه، وحين وَصَل شاطئ البحر، وَجَد سفينةً قد ضاقتْ بأهلها، فركب مع من ركب؛ (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) [الصافات:140]


أقلعتْ تلك السفينةُ المتواضعة بأمْر ربِّها، وسارتْ في عُرْض البحر، حتى إذا توسَّطت البحر، تلاطمتْ بها الأمواج، وتقاذفتْها الرِّياح، فاضطربت السفينة ومادتْ، ومالتْ براكبيها وماجتْ، وظنَّ أهلُ السفينة أنه قد أُحيط بهم، وتيقَّنوا أنهم على شفا مَهْلَكة ومتلَفة.


في هذه الحال المفجعة، والساعة المهولة، اجتمع أهلُ السفينة وتشاوروا، ثم قرَّروا: أنه لا بدَّ من التضحية ببعض أفراد السفينة، حتى يخفَّ الحمل عليها؛ لينجوَ من بقي بعد ذلك؛ فهلاك البعض أهون من هلاك الجميع.


واختاروا طريقة عادلة لمن سيكون ضحيةً في البحر، فوضعوا قرعةً بينهم، والكل يرجو ألاَّ يكون هو.


اقترعوا، وسقطت القرعة على النبيِّ الكريم، الذي خرج مغاضبًا، وظنَّ أن ربَّه لن يضيِّق عليه، فأُعيدت القرعة ثانية، فوقعتْ عليه، ثم أعيدت ثالثة، فكان هو صاحب القرعة؛ قال تعالى: (فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ)؛ أي: من المغلوبين في القرعة.


عندها، لم يكن بُدٌّ من إلقاء النبي الكريم وسطَ لجَّة البحر، وتقدَّم يونس بن متى إلى البحر الهائج، ليستقبل برُوحه هذا المصيرَ المجهول، واحتمالاتِ الهلاك المنتظَرة.


إنَّه مصير ليس له مخرج، إلا من يكشف السوء، ويُفرِّج الكرب -سبحانه وتعالى-، سقط العبد الصالح في وسط البحر، وقد تعالتْ أمواجُه، وأظلم ماؤه؛ من بُعْد قعره، فابتلعه البحر الهائج المائج، ولم ينتظر طويلاً حتى كان الابتلاع الآخر مِن حوت البحر؛ (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ)؛ أي: أتى فِعلاً يُلام عليه، وهو خروجه بغير إذنِ ربه.

الْتقم الحوت نبيَّ الله يونسَ، ومرَّ النبي الكريم بين فكي الحوت، ثم إلى جوفه، فكانتِ احتمالات الهلكة مضاعفةً متيقَّنة؛ فلا نور هناك ولا هواء، ولا طعام ولا ماء، إنها -وربِّي - كرباتٌ في كربات، وظلماتٌ في ظلمات.


هنا تذكَّر هذا النبيُّ الصالح أن له رب

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

1-إن هذا الحديث ليكشف لك بوضوح الحال التي كان عليها رسولنا -صلى الله عليه وسلم- في معيشته وحياته الدنيوية، وأنه كان يعيش كغيره من الناس, بل من أوساطهم، فلم يتميز عنهم بلباس ولا طعام ولا مركب؛ ولذلك لما دخل عليه عمر - رضي الله عنه - ووجده جالساً على الحصير، وقد أثَّر في جنبه الشريف -صلى الله عليه وسلم- تأثر، وقال له: يا رسول الله! كسرى وقيصر فيما هم فيه من النعيم، وأنت على حصير؟!

فصحح له الرسول-صلى الله عليه وسلم- هذه المعلومة، وهذا الفهم - الذي دافعه الحب والتوقير لرسول الله صلى الله عليه وسلم- وقال: يا عمر! أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟!

وهذا من أعظم الدروس، وهو أن لا يكون الإنسان ركوضاً وراء الدنيا، فإنها لو كانت نعيماً وكرامة لرضيها الله لرسوله-صلى الله عليه وسلم-،ولكنه ارتضى له الحياة الآخرة.

وعلى هذا الفهم سار أصحابه من بعده، فلم تكن الدنيا أكبر همهم، بل كانوا يرون أن ازدياد الدنيا وانفتاحها عليهم نوعاً من الاستدراج، وقصة عبدالرحمن بن عوف في هذا مشهورة، فإنه - رضي الله عنه - كان من أغنياء الصحابة، ولما جيء إليه بطعام - في يوم كان فيه صائماً - بكى! وقال: قتل مصعب بن عمير -وهو خير مني- ولم يجدوا له إلا كفناً إن غُطِّيت قدماه ظهر رأسه، وإن غُطِّي رأسه ظهرت قدماه، فبكى ولم يكمل طعامه.

وهذا دليل على حياة قلب المؤمن، فهو يخشى أن يكون ما فتح عليه من الدنيا استدراجاً، بعكس أكثر الناس، فإنهم يعتبرون هذا من كرامتهم على الله، وهذا من الجهل والغرور، ولو تأمل الإنسان لعرف أن زيادة النعم لو كانت علامة على الرضى مطلقاً، أو خيراً على كل حال لكان أولى الناس بها الأنبياء وأتباعهم بإحسان.

وأما الدرس الثاني الذي سندع باقي الحديث له.. فهوكمال خلقه -صلى الله عليه وسلم-، وحسن عشرته لأزواجه، فلم يعنفهن، أو يزجرهن، أو يستدعي آبائهن، ولم يُشِعْ ما حصل منهن، وإنما كان دخول الفاروق والصديق من قدر الله..

ولقد كان الموقف يتردد في حلقة نقاش حول موضوع النفقة، وفي ذلك تأصيل لمبدأ الحوار بين الزوجين، ولو أن الأزواج أحيوا الحوار والتفاهم؛ لحصل الخير وزالت كثير من المشاكل.

واسمعوا -أيها الإخوة- قول النبيلعمر عندما قال له: "لو رأيت ابنة زيد سألتني النفقة.. قالهن حولي يسألنني". ويكاد الإنسان يجزم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نطقها بنبرة هادئة:«هن حولي يسألنني النفقة»!! لأنهكان يضحك قبلها.. ولأنه كان هادئاً، ولأن المعالجة التي أتت بعد ذلك معالجة هادئة..

انظروا ابتداءً إلى سكوت النبي-صلى الله عليه وسلم-عن حقه وهو نبي، وهو صاحب رسالة، ولم يستدع أبا بكر ولا عمر، ولم يكن مجيئهما ليشتكي إليهما! بل جعل مجالاً للزوجة للتنفس ببعض طلباتها..

حتى طلباتها التي قد يظن الزوج أنها ليست مناسبة، فمن الأدب - في العلاقةالزوجية - بل من العقل أن يعطي الزوجة مجالاً لتتحدث لماذا؟ لكي يعرف الزوج طريقة تفكيرها، ومن خلال ذلك يستطيع أن يتجه إلى المعالجة..

إن ذوي القلوب القوية العنيفة في الحياة الزوجية لن يغلبوا نساءهم بتلك القلوب!

قد تسكن الزوجة أمام صاحب القلب العنيف والفض.. لكنها تعيش ألماً وضجيجاً، وقلقاً ينتشر على حياتك أيها الزوج، ومن ثَمَّ ينتقل أثره على أبنائك..

ولنعد إلى ذلك الموقف:ماذا قال حينماقال عمر قولته قال:هن حولي يسألنني النفقة؟!

ما قال النبي - بلغتنا التفكيرية المباشرة -:سألنني النفقة لكنما ضربتهن! حتى هذه العبارة ما قالها، إنما ذكر الجزء الأول: هن يسألنني النفقةفماذا فعل؟ وظّف أبا بكر وعمر؛ لأنهما أبوين لزوجتين عنده؛ ليقوما بإصلاح ذلك الوضع.. ثم حينما انطلقا ليضربا زوجتيه، قام النبي -صلى الله عليه وسلم، وهو المغلوب في تلك القصة - مدافعاً عنهما-صلى الله عليه وسلم-.

فتأملوا - أيها الأزواج -إلى هذا التصرف النبوي الذي يفيض خلقاً ورحمة، وتعظيماً للعلاقة الزوجية في، فلم تكن حاله التي كان عليها من الحزن، أو الكآبة لتهوّن من قداسة هذا الرباط في نفسه.. لا.. لا.. إنه رابط معظّم عنده في لحظة الغضب وفي لحظة الرضا.. ولهذا لما نطق نهى أبا بكر وعمر عن ضربهما.. لماذا؟ - مع أن أبا بكر وعمر أبوان - وللأب الحق أن يضرب ابنته ضرباً غير مبرح، ويوجهها.. لكن ماذا؟.

لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أراد أن يعالج القضية باحترام الزوجة، ولما علم -صلى الله عليه وسلم- أن الدرس قد بلغ إلى هذه الزوجة، فقد انتهى المقصود، ولا حاجة لمزيد من التأديب.

ولحديثنا بقية نفعني الله وإياكم بهدي كتابه...

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فلم تتوقف عجائب هذا الموقف النبوي:ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أراد لفت نظر حفصة –رضي الله عنها-، فكأنه يقول: انظري يا حفصة! يا ابنة عمر! انظري لما يفعل أبوك عمر بزوجته، وأنا النبيالأقوى من عمر ما فعلت بك كما فعل، ولا شيئاً من ذ

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

حكماً جديداً، أو يبحث في مسألة أشكلت عليه.

ويوماً يقرأ في التاريخ، وربما تناول بعض الأشرطة النافعة، فاستمع إلى كلام طيب لأحد العلماء قبل نومه.

ثم يدعو عبد الله بعد ذلك بدعاء النوم وينام.

أمضيت يوماً في طاعة الله يا عبد الله، فهنيئاً لك فأنت إن شاء الله من الصالحين الأخيار.

أقول قولي هذا...

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على...

أما بعد:

قبل عدة أيام دخل عبد الله لبيت من بيوت الله ليؤدي أحد الصلوات، وبعد ما صلى ما كتب الله له أن يصلي، تناولاً مصحفاً ليقرأ فيه قبل أن تقام الصلاة، ففتح المصحف وصار يقرأ بعض الآيات من سورة آل عمران، فقرأ قوله تعالى: (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)[آل عمران: 97].

فتحركت مشاعره لحج بيت الله الحرام، وعبد الله قد حج من قبل، وأدَّى فريضة الله، لكنه تذكر قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد".

فعزم عبد الله على أن يحج هذا العام.

ومازال في الوقت متسع، فهو الآن في منتصف شهر ذي القعدة، وهناك وقت كافٍ لترتيب الأمور، وتهيئة الأسباب، لقد تحركت مشاعر عبد الله، واشتاقت نفسه بالطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة، تحركت مشاعر عبد الله، وصار يتخيل نفسه وهو يتنقل بين المشاعر، فتارةً واقف بعرفه، وتارةً واقف بمزدلفة، وتارةً يرمي الجمار، محيياً لسنة أبينا إبراهيم -عليه السلام- وسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

تذكَّرَ عبد الله التقصير الذي حصل منه طوال العام، تذكَّرَ عبد الله ما اقترفت جوارحه من المعاصي، فأراد أن يغسل هذا كله، وأن يقف بعرفه ثم ينفر مع الحجيج، عسى الله أن يجعله من المقبولين فيرجع كيوم ولدته أمه.

استخار عبد الله، وهذه الاستخارة لا تعود إلى الحج نفسه، فإنه خير لا شك فيه، وإنما تعود إلى الوقت والرفيق والراحلة.

سوف يبحث عبد الله عن رفقة صالحة طيبة ليخرج معهم في حج هذا العام.

فنسأل الله -جل وعلا- أن ييسر أمر عبد الله، وأمر كل من يريد الحج هذا العام، وأن لا يواجهوا الصعوبات والمشاكل، وإقفال الطرقات أمامهم، والتي واجهت وحصلت للبعض فيما مضى. وأن يتمكنوا من دخول عرفه إنه سميع مجيب.

قال الله تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ * ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)[الحـج: 27-30].

وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"[رواه البخاري ومسلم].

أما والذي حج المحبون بيته * ولبسوا له عند المهل وأحرموا

وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعاً *
لعزة من تعنو الوجوه وتُسلم

يهلون بالبيداء لبيك ربنا * لك الملك والحمد الذي أنت تعلم

دعاهم فلبوه رضاً ومحبة *
فلما دعوه كان أقرب منهم

وراحوا إلى التعريف يرجون رحمة * ومغفرة ممن يجود ويُكرم

فلله ذاك الموقف الأعظم الذي *
كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم

ويدنو به الجبار جل جلاله * يباهي بهم أملاكه فهو أكرم

يقول عبادي قد أتوني محبة *
وأنى بهم برٌ أجود وأرحم

فأشهدكم أني غفرت ذنوبهم * وأعطيتهم ما أملوه وأنعم

فبشراكم يا أهل ذا الموقف الذي *
به يغفر الله الذنوب ويرحم

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

واحة الداعية والخطيب

عنوان خطبة الجمعة

(يوم عبد من عبيد الله)


عناصر الخطبة:

1/برنامج مختصر للمسلم في ليله ونهاره 2/بعض واجبات المسلم تجاه أهله وأولاده 3/بعض واجبات المسلم تجاه مجتمعه 4/واجب المسلم تجاه نفسه 5/أداء المسلم لفريضة الحج
الخطبة الأولى:

إن الحمد لله...

أما بعد:

أيها المسلمون: راقب حياة يوم كامل لأحد الأشخاص من حولك، إما قريب أو صديق، أو أحد الجيران، أو حتى راقب حياة يوم كامل من أيامك أنت، وكن منصفاً في ذلك.

هل من أول ما تستيقظ من نومك، حتى تعود إلى فراشك مرة أخرى وأنت أو صديقك الذي لاحظته تعيش يوماً إسلامياً كاملاً، أو شبه كامل؟!

هل أيامك كأيام من سبقونا من المسلمين؟ أم أن المادية المعاصرة، والمدنية قد فرضت نفسها حتى على بيوت المسلمين، وأنت أصبحت تسير معها بدلاً من أن تُسيّرها؟!

هل يومك هذا الذي راقبته يوم إسلامي، بمعنى أن كل ما تفعله شرعي لا مخالفة فيه، ولا تفريط فيه ولا تقصير! أم أن التقصير تعدى المستحبات ووصل إلى الواجبات؟!

أيها الأخ الكريم: لا أطيل معك بهذه المقدمة، ولا أزيد في العتاب أكثر من هذا، لكني لأسرد لك برنامجاً عملياً ليومٍ من يوميات عبدٍ مسلم، يفترض في كل مسلم أن يأتي بهاكاملاً، فإن لم يأتي بها كاملاً، فعلى أقل تقدير يأتي بأغلبها، فإن هناك الكثير والكثير من السنن والأدعية المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صارت منسية في حياتنا -والله المستعان-.

مضى الثلث الأول من الليل، فقام عبد الله فتوضأ، ثم صلى بعدها ركعتين، ثم ذهب إلى فراشه لينام، فوضع جنبه الأيمن على الفراش، وهو يدعو، ويقول: "باسمك اللهم وضعت جنبي، وبك أرفعه، اللهم إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، اللهم إني أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك، رهبةً ورغبةً إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت".

ثم قرأ آية الكرسي وسورة الكافرون والإخلاص، والفلق والناس، ثم راح في نومه مطمئن القلب، هادئ النفس.

وتمضي ساعات قليلة، فيدق جرس المنبه، فيتململ -عبد الله- في فراشه، تململ السليم على صوت لا يميّزه، أهو في حُلمٍ أم في يقظة؟!

(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)[السجدة: 16].

(قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا)[المزمل: 2-3].

(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا)[الإسراء: 79].

(كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)[الذاريات: 17-18].

فيهب عبد الله من فراشه قائلاً: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. سبحان الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور".

فتنفك عنه عقدة عقدها الشيطان، ثم يقوم فيتوضأ فتنحل العقدة الثانية، ثم يقول فيصلى ركعتين خفيفتين يفتتح بهما قيامه لتلك الليلة مقتدياً بهدي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فتنحل العقدة الثالثة، ثم يصلي من الليل ما شاء الله له أن يصلي، فما أحلى الصلاة في جوف الليل والناس نيام.

عن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أيها الناس، أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا، أو صلى ركعتين جميعاً، كتبا في الذاكرين والذاكرات".

إن عبد الله يعرف فضل قيام الليل، وهو ليس من الذين لا يعرفون الصلاة بالليل إلا في رمضان، ويعلم عبد الله أن زاده وقوته ونشاطه في النهار، إنما يستمده من صلاته بالليل.

ثم جلس عبد الله في مكانه يستغفر ربه، ويسبح ويهلل، فإذا بصوت المؤذن، يشق ظلام الليل ينادي لصلاة الفجر، الصلاة خير من النوم.

فيقوم عبد الله، ويخرج من منزله متوجهاً إلى المنزل، فيفتح بابه، وهو يقول: "بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أسألك خير المخرج وخير المولج، بسم الله خرجنا، وبسم الله ولجنا، أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا شريك له وإليه النشور، أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين".

ويأتي عبد الله المسجد فيدخله برجله اليمنى، ويقول: "بسم الله، اللهم صلعلى محمد، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، فيصلي ركعتي الفجر الراتبة، فيقرأ في الأولى ب"الكافرون" والثانية ب"لإخلاص".

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- على شيءٍ من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر"[متفق عليه].

وفي صحيح مسلم عنها عن النبي -صلى الله عليه

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

لٌ قَدَّمَ عُصْفُورًا، وَرَجُلٌ قَدَّمَ بَيْضَةً , قَالَ: فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، وَجَلَسَ الْإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ، طُوِيَتْ الصُّحُفُ، وَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ، يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ ".


إنهم رجال تساموا على الشهوات وسارعوا إلى الجنات، إنهم (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حسَابٍ) [النور: 37- 38].


إن هؤلاء الأخيار مع فخرنا بهم بحاجة إلى تذكيرهم باستغلال فضيلة الزمان والمكان بكثرة الذكر والصلاة والدعاء، مع تجنب الأخطاء من حجز الأماكن والانشغال بالأحاديث عن الذكر والخروج والدخول من غير حاجة..


ثم نأتي إلى فئة من المتأخرين لا تكتفي بتأخرها وتراخيها عن السعي في ذكر الله، وإنما جمع تأخرًا وأذى، أذى بالروائح الكريهة حينما يقدمون على الجمعة بلباس نومهم ورائحته، بلا غسل ولا تطيب مخالفين قول نبيهم صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل "، وقوله: "الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وأن يستن وأن يمسّ طيبًا إن وجد".


يقابلون الناس بأحسن ثيابهم ويستكثرون الثوب الحسن على لقاء رب العزة والجلال، وقد قال قدوتنا صلى الله عليه وسلم: "ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوب مهنته".


وفئة تمارس الأذى بتخطيها للرقاب ومضايقة المصلين والتفريق بينهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم لمن فعل ذلك: "اجلس فقد أذيت وآنيت".


وفئة تمارس الأذى بجوالاتها بما تصدره من نغمات محرمة وأخرى مزعجة فيا عجبًا لمن يغلقونها عند نومهم وعند مقابلة مسئول ولا يبالون بأذاها في بيت ربهم وأثناء شعيرة من شعائره!!


ويتواصل مسلسل المخالفات لتصل إلى خطبة الجمعة، إن الحدث الأهم في يوم الجمعة بالنسبة للمسلم هو خطبة الجمعة، وهي عبادة لها أهدافها فكيف حال هؤلاء معها؟ إنك ترى البعض يجعل وقتها فرصة للاسترخاء والنوم، أو يجعل أكبر همه إحصاء أخطاء الخطيب للحديث عنها بعد الانتشار في الأرض..


وترى آخرين يصدرون حكمًا مسبقًا على الخطبة بناء على معرفتهم بتوجهات الخطيب أو أدائه السابق فلا يجدون فائدة في حكمة يتلقّونها أو فكرة يستمعون لها وإن كانت جديدة عليهم.


إن من يستشعر العبودية لله في استماع خطبة الجمعة يجب أن يعلم أن الاستماع فن يحيط بعمل المستمع قبل التوجه إلى الجمعة، وأثناء حضوره وبعد خروجه وانتشاره في الأرض، كما يشمل الجانب الجسدي والنفسي للإنسان..


جسديًّا: بالنوم المبكر وترك السهر، والاعتدال في الطعام والشراب، والعمل بالسنن الواردة من اغتسال وتطيب وسواك ولباس حسن، واختيار المكان المناسب في المسجد بحيث يدنو من الإمام ولا يستند إلى سواري المسجد وجدرانه إلا لعذر؛ ليكون شديد الانتباه متيقظًا مشدودًا لكلام الخطيب، ولا يجلس مقابلاً بوجهه الناس فينشغل بالاهتمام بهم وبشغلهم.. فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا نعس أحدكم يوم الجمعة في مجلسه فليتحول من مجلسه ذلك". ولا يتلهى عن الخطبة بما حوله من عبث بالحصى والملابس والأظافر، وفرقعة الأصابع، وتقليب الجوال، وتوزيع النظرات في كل اتجاه.


ونفسيًّا: بتعظيم شأن الخطبة في نفسه فهي أمر من أوامر الله وبعدم الاستخفاف بها أو التهوين من دورها في حياته تبعًا لواقع معين عند الناس آلفوه حتى تتحول من عادة إلى عبادة، وبتعلم وتعليم أحكامها، وتهيئة الظروف في البيوت لهذا الحدث ليظهر له هيبته في بيئته الإسلامية، وبعدم إصدار حكم مسبقًا على الخطبة بفشلها من خلال تصور مسبق أو معلومة عن توجهات الخطيب الفكرية أو العلمية..


وألا يوجه اهتمامه إلى جانب معين يخصه في الخطبة دون الجوانب الأخرى لتحقيق غاياته النفسية، أو لتغطية نقص معين في علمه، فإن كان يعاني من مشكلة اجتماعية أو كان على خلاف مع أحد من الناس فلا يتصور أن الخطيب سيطرح مشكلته دون غيرها حتى إذا لم يجد اهتمامه أعرض عن الخطبة، وقلّل من شأن ما يطرحه الخطيب وإن كان مفيدًا لغيره..


ستؤتي الخطبة ثمارها يوم أن تحقق أثرًا في حياة المجتمع من زيادة علم أو تجديد فكر أو أمر عملي، كإحياء سنة أو إحداث توبة أو تغيير في جانب من جوانب الحياة.. وبمقدار تحقيق أهدافها يكون نجاحها، وستفقد قيمتها وتأثيرها حين يكون روادها من هواة التصنيف، وتصيد الأخطاء، وتتبع العثرات، ويوم أن نأتي إليها بشعور الاستغناء، وعدم العزم على التغيير، ويوم ألا يكون فينا أمثال أبي جُرَيّ رضي الله عنه يوم أن قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته له: "ولا تسبّن أحدًا" فقال: "والله ما سببت بعده أحدًا ولا شاة ولا بعيرًا".


أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:


الحمد لله رب العال

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

وف يستر أمره لأجل منصبها وحفظاً على سمعتها.

ثم هي ذات جمال والجمال فتنة، ثم دعته ولن يكون ذلك غالباً إلا حال انفراد وبعدٍ عن الناظر.

ومع هذا كله لم يمنعه إلا خوف الله.

خوف الله الذي ينهى الإنسان من أجله النفس عن الهوى، ولم يتردد عن التصريح بذلك زجراً لنفسه، ومعذرة وحجة لخصمه.

فقال: إني أخاف الله.

فكيف حال من لم يصبر على ما هو أقلُّ من ذلك؟

كيف حال من صار يتتبع نظرة لا تحل له هنا أو هناك عبر قناة؟

كيف حال من صار جواله نافذة إلى كل رذيلة، وبوابة إلى كل نقيصة، فرق دينه، وتشتت قلبه، وضعفت عبادته، وتخلى عن أبواب خير كان يأتيها: (وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا)[المائدة: 41].

أتُرى من هذه حاله يصبر في مثل هذا الابتلاء.

وحين يذكر هذا الموقف يذهب الذهنُ إلى الكريم ابن الكريم يوسف الصديق - عليه الصلاة والسلام -: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ)[يوسف: 23].

فلجأ إلى الله: قال: معاذ الله، وفطن أن ذلك خيانة وظلم: إنه لا يفلح الظالمون، ثم سعى في الفكاك من هذه الورطة وغادر المكان هارباً بدينه: (وَاسُتَبَقَا الْبَابَ)[يوسف: 25].

قال الله -تعالى-: (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)[يوسف: 24].

الخطبة الثانية

الحمد لله...

فأحد هؤلاء السبعة: "رجل معلق قلبه في المساجد".

ما أعظم همته، لم تطربه الدنيا، ولم تغره زهرتها، خلا قلبه من التعلق بالقصور والاستراحات، وجميل الأثاث، وحسن المركوبات.

إنَّ قلبه معلق بالمساجد، فما هي المساجد؟

إنها بيوت الله، وأحب البقاع إليه!

(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)[النــور: 36-37].

فما معنى أن تتعلق القلوب بالمساجد؟

إنها تشتاق إليها فما أن تنصرف عنها وتنقلب منها إلا وهي في شوق إلى الرجوع لها.

تقضي صلاة فيها ثم لا يزال حنينه إليها تودُّ الرجوع إليها.

وربما لا تطاوعه نفس بالانصراف فيقعد منتظراً صلاة الأخرى، وفي ذلك يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " وانتظار الصلاة إلى الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط".

المسجد شغله الشاغل في حضره، ثم إن سافر فأوَّل ما يسأل عنه في سفره المسجد: أين هو؟ وكم بعده؟

لأجل أن يضع رحله، ويكون منزله قريباً من المسجد؛ لأنه يعلم أن قرب المسجد به سكن روحه، وطمأنينة قلبه، وفيه عون له ولأولاده على الخير والصلاة.

فما أعظم حظ هؤلاء؟

فأين هم من أناس جاوروا المساجد سنين عديدة، ثم هم أزهد الناس في المساجد، طال هجرهم لها، واستوحشوا منها ومن روَّادها.

كأنَّ بينهم وبينها عداوة لا تنقضي، وثأرا لا ينطفي، ثم الويل لمن يذكره بسوء فعله وعاقبة هجرهم.

أيها الناس: إنَّ المساجد مراتعُ الصالحين، وبيوتُ المتقين فيها يجتمعون للصلوات الخمس، وفيها يتدارسون العلم، ويتلون كتاب الله: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده " [رواه مسلم].

ثم بعد ذلك: "ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه".

رجلان تحابا في الله فحبهم لله، أعجبه منه تقواه، وصدقُه وحسنُ عبادته، وجميل أخلاقه ونحوها من خصال الخير، فأحبه لذلك ثم بادله الآخر حبه للأسباب نفسها.

ثم لم يزالا على ذلك حتى افترقا من هذه الدنيا، وفرق بينهما الموت.

وهم بعد ذلك يرجون ما عند الله: (الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)[الزخرف: 67].

وقال الله -تعالى- في الحديث القدسي: "المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء" [رواه الترمذي، وسنده قوي].

ومن أحبَّ أحداً فإنَّ السنة أن يخبره؛ فعن أنس - رضي الله عنه -: أن رجلاً كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرَّ رجل به، فقال: يا رسول الله إني لأحبُّ هذا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أأعلمته؟" قال: لا قال: "أعلمه" فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني له" [رواه أبو داود بإسناد صحيح].

إن الحب في الله يعيد الحياة إلى صفائها، والعلاقات إلى صدقها، فلم تعد المصالح كلَّ شيء، ولم يبق الميزان ما حكاه الله عن أهل الدنيا: (فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ)[التوبة: 58].

تغلب المتحابون في الله على أهوائهم ورغباتهم، فليس الحبُّ لأجل عطاء يحصله، أو مصلحة ينالها، ولم يحبَّ فلانا لحسن في حديثه، أو طرفة في كلامه، وربما كان هذا على حساب دينه أو مروءته.

اللهم نسأل

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

واحة الخطيب
عنوان الخطبة
(يوم لا ظل إلا ظله)


عناصر الخطبة:

1/أخذ العظة من حرارة الصيف 2/أهمية العدل ومجالاته وفضل الإمام العادل 3/أهمية الشباب وفضل تنشئهم على طاعة الله 4/فضل مراقبة الله والخوف منه 5/أهمية المساجد فضل ملازمتها 6/التعلق بها فضل الحب في الله
الخطبة الأولى:

الحمد لله جعل في خلق السموات والأرض آيات للسائلين، واختلاف آيات الليل والنهار آيات للمتقين.

وأشهد ألا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله والتابعين وسلم.

أما بعد:

فحينما تحقق النفس شيئاً من رغباتها تطمع إلى ما وراء ما حققت، وتسمو إلى منازل فوق ما أدركت، فالنفوس تواقة متطلعة، فهيئاً لمن كان تطلعهم في الباقيات، وعلت نفوسهم إلى ما عند الله من الدرجات: (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)[آل عمران: 162-163].

أيها الإخوة: قي أيامنا هذه تشتدُّ حرارة الشمس، ويقوى لهيبها، ويفزع الإنسان إلى أماكن الظلِّ، ومواطن التبريد ليأوي إليها، يهرب من سموم الشمس، يطلب بارد الشراب والهواء.

وفي ذلك عبرة للمعتبرين، وعظةٌ للسائرين إلى رب العالمين.

فكيف لك -يا عبد الله- بظل دائم ظليل، ونسيم بارد عليل.

بل كيف لك بخصال تنال بها ظلاً أحوج ما تكون إليه، يوم تدنو الشمس من الخلق ويلحقهم من الكرب ما الله به عليم؟.

يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على مقدار أعمالهم في العرق؛ فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً" وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه. [رواه مسلم].

ما أعظم البون بين الخلائق وهم في مكان واحد يسمعهم الداع، وينفذهم البصر، في ذلك اليوم يطلب الناس ظلاً يظلهم، وملجأ يكنهم، ولا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم؛ فعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل معلق قلبه في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" [متفق عليه].

خصال خير، وأعمال برٍّ أكرم الله أصحابها بظله يوم لا ظلَّ إلا ظله.

فالإمام العادل: من له الولاية العظمى فعدل فيهم، رحم ضعيفهم، وأخذ الحقَّ من قويهم.

ونرجو أن يلتحق به كلُّ من ولي أمراً من أمور المسلمين فعدل فيهم، واتقى الله فيمن تحت يده من أمير أو مدير أو رئيس.

فصار همه إعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقَّه، لا يهنأ له بال وبين يديه حاجة لمسلم لم تقض بعدُ، وهو قادر على قضائها.

وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "المقسطون على منابر من نور عن يمين الرحمن، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا".

فالعدل شعارهم؛ فهم عادلون مع زوجاتهم وأولادهم، وعمالهم وخدمهم، بل هم عادلون مع أنفسهم ينصفونها لغيرهم، لا يستبيحون حقاً لغيرهم إلا بطيب نفس منه، يراقبون الله في صغير أمرهم وجليله، لا يستغلون ضعف الضعيف، أو جهل الجاهل، أو سفهه.

بين أعينهم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه".

ثم الشاب الذي نشأ في طاعة الله توجه بقلبه إلى الله؛ فحفظ جوارحه عما يغضب الله، تغلب على زمن الشهوة والطيش، فهو شيخ كبير في عقله، ورجلٌ مسدد في حكمته، علم أنَّ الدنيا دار ابتلاء، فاستعان الله على الاستقامة والهداية، فزاده الله هدى، وربط على قلبه، فلم يغره رفيق سوء، ولم تفتنه الأهواء، ولم يقع في حبال الإغراء.

وفي زمن قلَّ فيه المعين على الخير، وتنوعت ألوان المغريات، وأصبح الشباب يتخطفهم المضللون من أحضان أسرهم، فالأجر حينئذ على قدر المشقة.

واعلموا: أنَّ صلاح الشباب مما يساعد عليه صلابة المنبت، وحسن التربية، فالبيت بتوجيهه ومتابعته أكبر عون على إيجاد هذه الطائفة، طائفة الشباب الذين ينشؤون على طاعة الله، ومن أعان على خير فله مثل أجر فاعله.

فهنيئاً لشاب استقام رغم شدة العواصف، وأقرَّ الله عين والدين أعانا ولدهما على نفسه، فنشأ عابداً لربه، باراً بوالديه، وقته بين علم نافع وعمل صالح.

وقريب من هذا، بل محنته أشدُّ: "ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله".

ألا ما أعظم الخوفَ من الله.

تدفع به الشرور، ويسلم به الدِّين.

هذا رجل تهيأت الأسباب، واندفعت عنه الموانع، فهو مطلوب لا طالب، كُفِي مؤونة التحايل والمراودة، عرضت نفسها وهي ذات منصب وجمال، فمنصبها يؤمن العاقبة، فلن يصل إليه سوء لو كشف أمره فهي ذات منصب فس

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

اليوم لم يدركوا منـزلتها ولم يتلقوا أمر الله بها بالتعظيم والتوقير. وكان العلامة ابن خفيف به مرض الخاصرة، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة، فكان إذا نودي بالصلاة يحمل على ظهر رجل ويحضر به إلى المسجد فقيل له: لو خففت على نفسك ؟! فاستعظم هذا الكلام منهم، وقال إن الله يقول: يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً أَوَ في حضور صلاة الجماعة مشقة لا يمكن أدائها؟ ثم التفت إليهم وهو يعاني من مرضه – فقال: إذا سمعتم حي على الصلاة، ولم تروني في الصف، فاطلبوني في المقبرة[1]. و أهل المحافظة على صلاة الجماعة هم أقرب الناس في يوم المزيد إلى ربهم سبحانه وتعالى. قال ابن القيم: أو ما سمعت بشأنهم يـوم المزيـد وأنه يـوم عظيم الشــان هو يوم جمعتنا ويوم زيارة الرحمن وقـت صـلاتنــا وأذان والسابقون إلى الصـلاة هـم الألى فازوا بذلك السبق بالإحسان سبـق بسبـق والمـؤخـر ههنـا متـأخر فـي ذلك الميـدان من سبق إلى صلاة الجماعة كان سابقاً في ذلك اليوم يوم المزيد لمقابلة ربه ورؤيته، ومن تأخر عن الجماعة تأخر في ذلك الميدان، و الجزاء من جنس العمل. والأقربون إلى الإمام فهمُ أولو الزلفي هناك فهنا هنا قربان قرب بقرب والمبـاعد مثلـه بعد ببعـد حكمـة الديـان ولهم منابر لؤلؤ وزبـرجـد ومنابر اليـاقوت والقيعـان هذا وأدناهم ومـا فيهـم دنِي من فوق ذاك المسك كالكثبان وقد وردت بعض الاثار الدالة على أن قرب المؤمنين من ربهم يوم القيامة على حسب استباقهم إلى الصلاة وشهودهم للجماعة. الجزاء من جنس العمل، فمن تقرب إلى ربه ومولاه وسارع في تنفيذ أوامره كان محظياً عنده في يوم تطاير الصحف ووضع الموزاين. أين أنت من هؤلاء ؟! سبقوا وتأخرت ونافسوا ولهوت، وتقدموا فأجلت. نزلوا بمكـة من قبـائل نوفـل ونزلت بالبيـداء أبعد منــزل وتقلبوا فرحين تحت ظـلالهـم وطرحت بالصحراء غير مظلل وسقوا من الصافي المعتق ربهم وسقيـت دمعـةَ والـهٍ متململ ياقسمة قسمت ولـم يعلم بهـا وقضيـة ثبتـت لأمـر الأول هل فيك للملك المهمين نظـرة فتزيل من داء البعاد المعضـل ما معنى الإيمان الذي يدعيه رجال ثم هم لا يحضرون الصلاة في الجماعة، ما معنى الإيمان وما قيمة الصلاة في حياتهم ثم إذا تكلمت مع أحد منهم زعم بأنك تتهمه بالنفاق، إن الصحابة رضي الله عنهم، كانوا يتهمون المتخلف عن الجماعة بالنفاق، يقول ابن مسعود: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق. فأي دين لهؤلاء الذي لا يعمرون المساجد، وأي إسلام لمن يسمعون النداء ثم لا يجيبون، قال الله تعالى: (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ). قال بعض أهل العلم. هم الذي لا يحضرون الصلاة في الجماعة. أين الأجيال، أين شباب الأمة، أين الرجال، والمساجد خاوية تشكوا إلى الله تعالى. إذا كان هذا حالنا مع الصلاة وهي عمود الإسلام، فكيف بباقي شرائع الدين، كيف ترتقي أمة لا تحسن المعاملة مع الله، كيف تفلح أمة لا تقدس شعائر الله، كيف تكون صادقة في الحرب أو في التعليم أو في التصنيع أو في الحضارة، أو في الإدارة وهي لا تحسن الاتصال بربها في صلاة فرضها الله عليها. نسأل الله جل وتعالى أن يحسن أحوالنا، وأن نعظم شعائر ربنا. . . نفعني الله وإياكم بهدي كتابه واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. أقول هذه القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
أما بعد: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا)). وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ملكا ينادى عند كل صلاة، يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفئوها)). وعن عبد الله بن مسعود رضي الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يبعث مناد عند حضرة كل صلاة فيقول: يا بني آدم قوموا فأطفئوا عنكم ما أوقدتم على أنفسكم. فيقومون، فتسقط خطاياهم من أعينهم، ويصلون فيغفر لهم ما بينهما، ثم توقدون فيما بين ذلك فإذا كان عند الصلاة الأولى نادى، يا بني آدم قوموا فأطفئوا ما أوقدتم على أنفسكم، فيقومون فيتطهرون ويصلون الظهر، فيغفر لهم ما بينهما، فإذا حضرت العصر فمثل ذلك فإذ حضرت المغرب فمثل ذلك، فإذ حضرت العتمة فمثل ذلك، فينامون وقد غفر لهم، فمدلج في خير، ومدلج في شر)).
كم تأخذ صلاة الجماعة من أوقاتنا، في مقابل ما نضيعه في الأكل والشرب والنوم، والمرح، إنها دقائق معدودة، لكن بها يرتفع المؤمنون ويسقط الفجرة والمنافقون، بها يعرف أولياء الرحمن من أولياء الشيطان، بها يتميز المؤمن من المنافق يقول عليه الصلاة والسلام، كما في الصحيحين: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدو

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

واحة الخطيب
عنوان الخطبة
(الصلاة الصلاة)
ناصر محمد الأحمد
ملخص الخطبة 1- أهمية الصلاة وفضلها وكفر تاركها 2- وجوب صلاة الجماعة وفضلها واهتمام السلف بها
الخطبة الأولى
إن دين الإسلام الذي أكرم الله به هذه الأمة وأتمه لها ورضية لها دينا، ورتب عليه من حسن الجزاء وعظيم المثوبة ما تتمناه، الأنفس وتلذ به الأعين، هذا الدين قد بني على أسس وقواعد متينة لا ينجو من بلغته من أليم العقاب وشدة العذاب، ويحظى بما يترتب على الإتيان بها من عزة واحترام في الدنيا ولذة وسيادة في الآخرة، لا ينال المسلم هذه الأمور حتى يأتي بهذه الأسس والقواعد موفورة كاملة. ومن بين هذه الأسس التي بنى عليها الإسلام: الصلاة، الصلاة التي هي عمود هذا الدين وأهم أركانه بعد الشهادتين. الصلاة التي ملأت فضائلها أسماع العالمين بما أعد للمحافظين عليها. قال صلى الله عليه وسلم: ((صلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما، كتاب في عليين)) رواه أبو داود بإسناد حسن، وقال عليه الصلاة والسلام: ((الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر)) رواه الطبراني في الأوسط وهو حسن. وقال مرة عليه الصلاة والسلام لبعض أصحابه: ((أكثِر من السجود، فإنه ليس من مسلم يسجد لله تعالى سجدة إلا رفعه الله بها درجة في الجنة، وحط عن بها خطيئة)) رواه الإمام أحمد بسند صحيح – بكل سجدة ترفع درجة في الجنة ويحط عنك بها خطيئة، وما بين الدرجة والدرجة في الجنة كما بين السماء والأرض، بل وإن من فضائل هذه الصلاة ما قاله عليه الصلاة والسلام: ((لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)) رواه الإمام أحمد بسند صحيح، والمقصود صلاة الفجر والعصر. أيها الاخوة المؤمنون: وكثير من الناس لا يلقون لفضل الصلاة بالاً ولو لركعتين، مر مرّة عليه لصلاة والسلام على قبر دفن صاحبه حديثا، فقال لأصحابه: ((ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون، يزيدهما هذا في عمله – وأشار عليه الصلاة والسلام إلى صاحب القبر – أحب إليه من بقية دنياكم)) رواه الطبراني في الأوسط بسند صحيح. نعم – أيها الاخوة المؤمنون – إن بعض الموتى يودون لو يخرجوا من قبورهم فيصلوا ركعتين، فإنهم يرون أنها خير من الدنيا وما فيها. فهل يتعظ بهذا متعظ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها، فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه)) رواه الطبراني بسند صحيح – بكل ركوع وسجود تتهاوى وتتساقط آثامك وجرائرك العظيمة أمام معاول: وقوموا لله قانتين وقد ورد الأمر بالمحافظة على صلاة الجماعة وإبداء هذه الصلاة المكتوبة في المساجد. قال تعالى: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين وقال تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة وتمام المحافظة التي أمر الله بها وكمال الإقامة التي يريدها الله لا يحصلان إلا بأداء الصلوات في جماعة، لقوله تعالى: واركعوا مع الراكعين . أيها الاخوة المؤمنون: إن الأحاديث والآيات التي فيها إيجاب صلاة الجماعة على المؤمن كثيرة، وتلك التي فيها الترهيب من ترك الجماعة كذلك، كقوله عليه الصلاة والسلام: ((والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرّق عليهم بيوتهم)) رواه البخاري ومسلم، وعند الإمام أحمد بلفظ: ((لولا ما في البيوت من النساء والصبيان لأحرقتها عليهم)) لو كان عليه الصلاة والسلام حياً لهمّ بإحراق مدن ومجتمعات كثيرة لا يعرف أهلها المحافظة على صلاة الجماعة ولا يشهدونها مع المسلمين. فجلجلة الأذان بكـل حـي ولكن أين صوت من بلال منابركم علت في كل ساح ومسجدكم من العباد خالي أيها الاخوة المؤمنون: إن الصلاة هي الفيصل والبرزخ بين الكفر والإيمان، فمن أداها وحافظ عليها كان هو المؤمن، ومن تركها وتهاون بها كان هو الكافر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة، فمن تركها فقد كفر)). إنه لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، من تركها فعليه لعنة الله، من تركها خرج من دين الله، من تركها انقطع عنه حبل الله، من تركها خرج من ذمة الله، من تركها أحل دمه وماله وعرضه، تارك الصلاة عدو لله عدو لرسول الله، عدو لأولياء الله، تارك الصلاة مغضوب عليه في السماء، ومغضوب عليه في الأرض، تارك الصلاة لا يؤاكل، ولا يشارب، ولا يجالس، ولا يرافق، ولا يؤتمن. تارك الصلاة خرج من الملة، وتبرأ من عهد الله، ونقص ميثاق الله، إنه لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. أيها الاخوة المؤمنون: لما وقر تعظيم الصلاة وأمر الله في قلوب الصحابة هانت أمامهم كل الصعاب في سبيل المحافظة على صلاة الجماعة من بعدت بيوتهم عن المسجد النبوي فيأتون يسعون إليها، يمرضون فيؤتي بهم، يهادى الرجل منهم بين الرجلين حتى يقام في الصف، الأعمى منهم يسابق البصير على الصف الأول، وليس فيهم أعمى رضوان الله عليهم. يقول ابن مسعود رض

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

ذَا يَارَسُولَ اللَّهِ،*
*قَالَ: هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ ))*.

فإذا نُزعت الرَّحمة مِن قلبٍ فغَلُظ وقَسَى وتَحَجَّر فقد هلك وخسِر صاحبه،
إذ ثبت عن النبيﷺ أنَّه قال: *(( لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ ))*.

عباد الله:
💫 إنَّ أحوج مَن يكون إلى الرَّحمة والشَّفقة والعطف والحنَان وإظهاره لهم بالقول والفعل هُمْ أقرَب الناس إلينا، وأوَّلُهم أُصُولنا،
وهُمُ: *الوالد والوالدة💐،*
لاسيَّما إذا كَبِرا وضَعُفَت قُواهُما، رَدًّا لِمعروفِهما بِنا الكثير المُتتابع، وامتثالًا لأمْر ربِّنا سبحانه، إذ قال عزَّوجلَّ: *{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }*.

وبَعْدَ الوالدين فُروعنا، وهُمُ: الأبناء والبنات،
فقد صحَّ عن أنس رضي الله عنه أنَّه قال: *(( مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِﷺ ))*.

بل إنْ تقبيلهم مِن آثار الرَّحمة ومظاهِرها،
فقد صحَّ عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: *(( قَدِمَ نَاسٌ مِنْ الْأَعْرَابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِﷺ فَقَالُوا: أَتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ، فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالُوا: لَكِنَّا وَاللَّهِ مَا نُقَبِّلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ: أوَ وَأَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللَّهُ نَزَعَ مِنْكُمْ الرَّحْمَةَ))*.
وصحَّ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: *(( قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِﷺ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا، فَقَالَ الْأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِﷺ ثُمَّ قَالَ: مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ ))*.

وانظروا - سلَّمكم الله - إلي رحمة هذه الأُمِّ المسكينة بِبنْتَيها بتقديم اطعامِهما على نفسها بتمرةٍ مِن نَصيبها، وكيف كافئَها الله على ذلك،
حيث صحَّ عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: *(( جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّتْ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا، فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِﷺ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنْ النَّارِ ))*.

عباد الله:
إنَّ مَن حولَكم ومَن تحت أيديِكم ومَن تَعولون لَفِي حاجة شديدة إلى كَنَف ليِّن رحيم، ورِعاية حانِية لطيفة، وعطف ملموس يُثمر، وشفقة غير ممنونة، وحنان لايَضيق بجهلهم وخطأهم، ومحبَّة يشعرون بآثارها، لِيُخفِّف ذلك مِن آلامهم، ويُزيل أحزانهم، ويجمِّل طِباعهم، ويُهذِّب نفوسهم، ويَكبَح جِماح عُدوانهم وعداوتهم وكُرههم، ويَجعلهم يقتدون بأهلها فيها ويودُّونهم.
وهُم بحاجة شديدة إلى قلبٍ واسع كبير سهل ليِّن رقيق عطوف يمنَحُهم ويُعطيهم ويرحمهم دون انتظار مكافئتهم ورَدِّ جميل إحسانه لهم، إلى قلبٍ يَحمل هُمومهم، ولا يُثقِلهم بهُمومه، فانتبهوا لذلك وتنبَّهوا، ولا تغفلوا عنه، أو تتغافلوا.
والإنسان الجليل الطيِّب الموقَّر يتميّز بقلبه ورُوحه،
فبالرُّوح والقلب يَعِش ويَشْعُر، ويَنفعِل ويتأثَّر، ويَرحم ويتألَّم، ويَرفِق ويَلِين، ويَعطِف ويُشفِق.

والمؤمن قويُّ الإيمان يتميَّز بقلبٍ حيٍّ مُرهَف ليِّن رحيم عطُوف، يَرقُّ للضعيف والصغير والمُسِنِّ والمريض والمنكوب، ويألَم للحزين الوَجِع، ويَحِنُّ على المسكين ذِي المَتْرَبَة، ويَشْعَر بِضيق ومُصاب الآخَرِين، قلبٍ يجعله يَمدُّ يدَه سريعًا إلى الملهوف، ويَنفِر مِن الإيذاء والظلم والبَغْي، ويَكره الإجرام والعُدوان، ويَستصلِح مااستطاع في نفع وهداية الخلق دومًا وباستمرار،
فهو مصدَر خيرٍ وبِرٍّ وسلام ونفعٍ لِما حولَه، ولِمن حولَه، وعلى كل حال، وفي كل وقت وحين.

هذا وأسأل الله جلَّ وعلا رحمنَ الدنيا والآخرة ورحيمَهما،
أنْ يجعلني وإياكم مِن الرَّاحمين والمرحومِين كثيرًا،
إنَّه سميع الدعاء، واسع الفضل والعطاء.

*☆الخطبة الثانيــــــــــــــة☆*
الحمد لله رب العالمين، وسلام على عباده المرسلين، وآلهم وأصحابهم وأتباعهم المؤمنين.
_أَمَّـــا بَعْــــد :_
فيا عباد الله:
اتقوا الله ربكم حقَّ تقواه، وكونوا مِن عباده المتقين تُفلحوا وتَسعَدوا في دُنياكم وأخراكم،
واعلموا أنَّ مِن أعظم وأعلى شُعب التقوى والمتقين:
أنْ تكونوا مِن المتواصين برحمة الناس، ومِن أهل مَرحمَتهم، وأنْ تتواصوا بالرحمة والمَرحَمة مع أهليكم، وقرابتكم، وجيرانكم،

وأصحابكم،

.
ومَن تحت أيديكم مِن موظفين وعمال وخَدم، وعموم الناس،
ولاتغفلوا أو تتغافلوا

Читать полностью…

🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب

◀كنوز رمضانية ▶
🔹الكنز الثالث 🔹
▫التوبة▫
⚪التوبة هي: الرجوع إلى الله تعالى، وترك المعصية والندم على فعلها والعزم على عدم العودة إليها
قَالَ الله تَعَالَى:"وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ". - وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قَالَ : سمعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (واللهِ إنِّي لأَسْتَغْفِرُ الله وأَتُوبُ إِلَيْه في اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً) رواه البخاري.
▫وهي واجبة على كل مسلم من جميع الذنوب، كبيرة كانت أو صغيرة.
⚪ شروط التوبة:
يشترط في التوبة عدة أمور هي :
🔹الندم على فعل المعصية، حتى يحزن على فعلها ويتمنى لو لم يفعلها.
🔹الاقلاع عن المعصية فورا، فإن كانت في حق الله تركها، وإن كانت في حق المخلوق تحلل من صاحبها، ويكون ذلك بردها إليه أو بطلب المسامحة منه.
🔹العزم على أن لا يعود إلى تلك المعصية مستقبلا.
⚪ثمار التوبة:
▫محبة الله للتائب قال الله: "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ".
▫ أن الملائكة تدعوا للتائبين "ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك..."
▫تزكية النفس: أي طهارة النفس وتنقيتها من الآثام والخطايا، وعدم الوقوع في المعاصي، والندم على ما كان منها.
▫سعة الرزق: وفي ذلك ذكر القرآن الكريم ما قاله النبي هود عليه السلام.
▫التوبة سبب للفلاح قال الله :"وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ".
▫رفع البلاء عن الناس بالتوبة.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبه.
▫التوبه تجلب الراحة النفسية للتائب و أيضا الطمأنينة.
⚪ علامات لقبول التوبة :
🔹 شكر الله عز وجل على التوفيق للتوبة.
🔹المبادرة للعمل الصالح بعدها.
🔹محبة الله و رسوله و المؤمنين.
🔹الخوف من الله تعالى
🔹السعي في الاستدراك لما فرط فيه.
⚪وقفة مع التائبين
إن الله يغفر الذنوب، ويقبل التائبين، ويقيل عثرات المذنبين، وقد قص لنا القرآن الكريم أحوال التائبين؛ كتوبة أصحاب الرسول محمد، والذين تخلفوا عنه في غزوة العسرة، وصدقوا في توبتهم وندموا على تخلفهم حتى ضاقت عليهم أنفسهم، فقبل الله توبتهم.
▫أيها الأحباب لابد أن نراجع حسابنا مع الله وأن نصلح ما بيننا وبين ربنا وأن نعود ونتوب إليه
لن تستقيم حياة عبد معرضٍ
عن ربهِ .. حتى يعود لربه
🔹فلنبادر بالتوبة في شهر التوبة و الغفران .. و لنستعن بالله تعالى فهو الهادي إلى سواء السبيل...

جعلني الله وإياكم من التائبين
آمين
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
مرسال الأحبه لاتنسوني من دعوه
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

Читать полностью…
Subscribe to a channel